آخر 10 مشاركات
تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-21, 09:38 PM   #941

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضور يا قلبي 😍😍😍
جولتا likes this.

Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 09:44 PM   #942

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العشرون


بداخل كل منا وحش كامن يخرج وقت الحاجة حتى لو كانت ملامحنا البريئة لا تشي بهذا ….
وبداخل كل امرأة طاقة تختزلها للمواقف الصعبة ....
وبداخل كل رجل مهما بدى قويا نقطة ضعف ....
ومريم حين سمعت الاسم يعبر أذنيها بوضوح لا مجال فيه للشك أو ادعاء أن أذنيها أصابهما عطب اشتعلت عينيها بنظرة لم يراها يوسف من قبل
وكأنه يرى امرأة أخرى بملامح أخرى
أما عنه فمهما ادعى الاستغناء والقوة فنقطة ضعفه هي وأبناؤه خاصة وقد وضع نقطة عن قناعة تامة وبدأ من أول السطر
تجمد المشهد لثوانِ كل منهما ينظر للآخر بصمتِ والعامل بينهما إلى أن نطقت مريم وأردفت بصوتِ متحشرج :"أين هي من فضلك؟"
قال الرجل :"في الاستقبال سيدتي "
ابتسمت ابتسامة بلاستيكية وأردفت بهدوء مصطنع:"سنأتي معك "
ثم استقامت واقفة فاستقام يوسف وتنحنح قائلاً بصوتِ متوتر منخفض وهو يميل نحوها :"مريم صدقيني أنا ...."
أردفت بنبرة منهزمة مٌغلفة بسخرية لاذعة وهي تحدجه بنظرة داكنة:"اصدقك يا نور عيني ،دون أن أسمع مبرراتك اصدقك "
استدارت للعامل بنفس الابتسامة البلاستيكية قائلة :"سنتبعك "
ليسير الرجل وهي خلفه بخطواتِ سريعة ويوسف خلفها يسب في الرجل الذي لا يملك أي ذرة فهم ليأتي لرجل مع زوجته يخبره أن أخرى تريده ويقول لمريم :"انتظري مريم أنا سأنهي الأمر "
أما هي فلم تعيره انتباها وكأنها لم تسمعه
ورغم أن يوسف لا يجاريه أحد في خطواته إلا أنه في هذه اللحظة لم يستطع مجاراتها وهي تسير بخطوات سريعة كمُهرة جامحة
لم يتعدى الأمر دقائق قليلة جدا ما بين القاعة التي كانا فيها واستقبال الفندق وحين توقف العامل أمام فتاة تجلس بأريحية وتضع ساقا فوق ساق ،ترتدي بنطال ضيق بلون فاتح وحذاء مفتوح بكعب عال حتى قال ليوسف بابتسامة واسعة وكأنه يقدمها له :"الانسة سندس سيدي "
تمتم يوسف من بين شفتيه بصوتِ غير مفهوم :"حقا لم أكن أعرف،لا أعرف كيف أشكرك يا ملك الغباء "
أما مريم فتوقفت أمامها وعقدت ذراعيها فوق صدرها وأردفت بنظرة نارية:"أنتِ اذن قطة الشوارع التي تدور خلف زوجي ؟"
اتسعت عيني سندس وفغرت شفتيها وهي تحول نظرها ما بين مريم المشتعلة أمامها ويوسف الواقف بجوارها لا ينطق من صدمته
يوسف وسندس كلاهما كان في حالة صدمة ....
أما مريم فكانت سيدة الموقف فأردفت بحدة وقد بدأ المتواجدون في الاستقبال يلتفتون إليها من نبرتها العالية:"قفي لتتحدثي معي امرأة لامرأة ثم أردفت بتهكم :رغم أني لا أراكِ سوى قطة شوارع كما سبق وقلت "
استقامت سندس واقفة أمام مريم وقد اشتعلت وجنتيها باللون الأحمر المماثل للون خصلات شعرها النافرة دائما من مقدمة وشاحها وأردفت في أول رد فعل لها على كلام مريم :"كيف تتحدثين معي بهذه الطريقة ؟.."
ثم حولت نظرها إلى يوسف تلتمس منه العون في رد كرامتها المهدرة ولكنه لم ينطق وهو يعرف أن مريم فات أوان تلجيم غضبها
فأردفت مريم بصوتِ عالٍ حانق :"وكيف تريدين مني التحدث مع قطة ضالة تأتي إلى رجل في الفندق لتسأل عنه وهي تعلم تمام العلم أن لديه زوجة وبيت وأبناء ،ماذا تريدين منه ؟ ولمَ تأتين له هنا ؟ أكنتِ تريدين الصعود له بغرفته ؟"
وضعت سندس أناملها على فمها لا تستطيع مجاراة مريم في الرد واتسعت عينيها ذعرا من بشاعة الكلمات أما يوسف فجذب مريم من ذراعها قائلا وهو يجز على أسنانه بعد أن رأى الجميع ينظر إليهم وجميع الأصوات التي كانت تدوي في المكان سكنت حتى أن صوت الإبرة يٌسمع حال سقوطها على الأرضية
إلى جانب صوت مريم الذي يدوي في المكان بصدى مهيب
:"مريم يكفي هذا الجميع ينظر إلينا صدقيني أنا ... "
نفضت ذراعها من بين أنامله وأردفت بغضب مكبوت تستدعي برودا عوضا عنه :"أنا أصدقك يا حبيبي وأعرف أنها هي من تلهث خلفك "
ثم التفتت إلى سندس وأردفت بحدة:"لم تجاوبيني ماذا كنتِ تريدين منه ؟أشارت بسبابتها إلى الجمع الذي ينظر إليهم وأردفت بحنق :قولي أمام كل الناس لمَ تلهثين خلف زوجي ؟"
ومع الكلمتين الأخيرتين هوت على جانب وجهها بصفعة عنيفة لا تعرف من أين أتتها القوة والجرأة لفعلها
فاتسعت عيني سندس فزعا ووضعت يدها تتحسس أثر الصفعة بذهول وهي تحول وجهها بين يوسف المبهوت ومريم الثائرة لتشعر بنفسها في هذه اللحظة غريبة ،لم يتقدم للدفاع عنها وكل همه أن تهدأ فقط زوجته ؟....
كان أمن الفندق قد وصلوا حين تم ابلاغهم بالأمر فأردف أحدهم ليوسف:"مالذي يحدث هنا أستاذ يوسف؟"
لم يجد يوسف ردا أما سندس فهرعت للخارج جريا ، خجلا وخزيا ورهبة ...
أردف يوسف أخيرا للرجل بصوت مختنق ونظرة مبهوتة :"أعتذر بشدة ، كما ترى شجار بين ... "
نظر إلى مريم التي تطالعه بعينين متسعتين فلم يٌكمل وظل كلاهما يٌناظر الآخر بصمت
هي تهز رأسها بأسف ونظرة تعني أنه لا فائدة
وهو يناظرها بنظرة مُترجية تعني ليس ذنبي
استدارت وولته ظهرها متجهة لخارج الفندق فاستفاق من غفلته ليجري خلفها وأردف وهو يقف أمامها:"مريم اسمعيني لا يوجد شيء ولا أعرف كيف علمت مكاني ،أقسم لكِ لم أقل لها "
قاطعته صارخة في وجهه:"اصمت ، كفاك كذبا ، مللت منك ومن خداعك "
ثم أسرعت جريا للخارج ؛اقترب فرد الأمن قائلا له:"أستاذ يوسف نحن فندق محترم وما حدث .... "
قاطعه يوسف وهو يٌسرِع خلفها ليلحقها قائلا :"أعرف ،حدث سوء فهم فقط "
حين خرج كانت بالفعل قد استقلت سيارة أجرة من أمام الفندق فأسرع ليوقف السيارة فصرخت في السائق قائلة :"لا تتوقف "
ليطير السائق بالسيارة وخلفه مباشرة يوسف الذي أسرع نحو سيارته ليلحقها
وأمام بيت عمهما هارون كان الأخير يقف ينتظرها بتوتر بعد أن اتصلت به ليدفع للسائق أجرته فهي لم يكن معها سوى هاتفها
بعد أن نقد هارون السائق شعرت مريم بجسدها كله تنسحب منه الطاقة فجأة،
لقد تحاملت على نفسها واستدعت قوة جبارة لمواجهة الموقف وبعد أن انتهى هاهي قدماها تخذلها فاستندت على ذراع عمها الذي لم يعرف بعد ماذا حدث
توقف يوسف بالسيارة أمامهما وحين اطمئن أنها مع عمها أردف للأخير:"سأصف السيارة وآتي "
فناظره هارون بنظرة زاجرة وأخذ مريم وصعد بها للأعلى .....
حين صعد يوسف خلفهما كانت بالفعل مريم دخلت الغرفة بعد أن حكت لعمها وزوجته باقتضاب واختصار ما حدث
قال يوسف وهو يقف على باب الشقة وفي عينيه هموم الدنيا:"أريد أن أتحدث معها لقد فهمت الأمر بشكل خاطيء ولم تعطيني الفرصة لتصحيحه "
ناظره هارون بعينين لائمتين وأردف بأسف:"لمَ تٌضيع الأشياء الحلوة من بين يديك يا ولدي؟ "
أردف يوسف بجدية وعينين صادقتين:"صدقني هذه المرة على وجه الخصوص ليس لي ذنب "
في الحجرة كانت تجلس على طرف الفراش وكأنها تجلس فوق أشواك وحين دخل هو وأغلق الباب خلفه استقامت لتواجهه ببسالة
وقفت أمامه بنظرة قوية وقد تبدلت الأدوار وظهر ضعف موقفه رغم أنه كما قال هذه المرة لا ذنب له
"مريم اسمعيني فقط " قالها بنظرة جادة مدعيا قوة لا يملكها ليظهر ضعفه في نظرة عينيه
لتردف هي بنبرة مهيمنة لا تعرف أين لها منها:"لا أريد أن أسمع صوتك ولا أريد أن أرى وجهك ،طلقني ، لقد وصلنا بالفعل لنقطة النهاية "
قال بحدة :"مالذي حدث لكل هذا ؟ تتصرفين كأنكِ وجدتيها في فراشي رغم انها جائت ونحن معا ورأيتي هذا بنفسك "
التمعت عينيها بلمعة قوية فكانت كنصل خنجر حاد وأردفت:"ومن أعطاها عنوان الفندق؟ ومن أدراني أنها لم تصعد لك في فراشك في الأيام التي كنت تبيت فيها بالفندق وأنا أبيت هنا "
"أ وصل بكِ الحال إلى هذا التفكير؟" قالها بدهشة
لتردف بصوتِ قاسٍ :"لقد فقدت الثقة بك وانتهى الأمر ،ثم صاحت بغضب:طلقني "
قال وأنفاسه قد بدأت في التسارع :"أنتِ لستِ في حالتك الطبيعية الآن سنكمل حديثنا لاحقا "
صرخت قائلة وهي تلكمه بقبضتها في كتفه:"أنا في أفضل حالاتي ، أنا لأول مرة أكن في أفضل حالاتي وتتضح الرؤية أمامي هكذا ،ثم أردفت بيأس:أنت رجل لا أمل في اصلاحك ، خسارة فيك كل كلمة حب صادقة أو كل مشاعر شعرت بها تجاهك في يوم من الأيام "
صرخ قائلا وهو يجذبها من ذراعها نحوه :"قلت لكِ ليس بيني وبينها شيء هي من أتت من تلقاء نفسها ولا أعرف من أين أتت باسم الفندق "
صرخت بجنون وهي تلكمه مرة أخرى في كتفه وهو يصبر عليها وأردفت:"لا يهمني ما تقوله ثم أردفت بعينين داميتين :هل تعرف ؟ سأعترف لك بشيء ،المرة السابقة حين طلبت الطلاق لم يكن من قلبي ،كان مجرد رد فعل وتنبيه لك لتشعر أنني موجودة وأنك على وشك خسارتي ،حين طلبت الطلاق كنت أتهرب من عينيك لأنني أعرف أنني إن أتت عيني في عينيك ستعرف كل شيء ،كورت قبضتها وضربت بها هذه المرة موضع خافقها قائلة:ولكن هذه المرة أشعر بأن هذا القلب مات وها أنذا أقف أمامك
ثبتت عينيها الناريتين في عينيه المتخاذلتين قائلة:أضع عيني في عينيك وأقولها ،طلقني يوسف ،لا أريدك ، ثم أردفت بنبرة متحدية ونظرة حارقة :وإن لم تٌطلقني سأخلعك "
تجمدت نظرات عينيه أمام نظراتها المستعرة التي غاب عنها لون العسل الصافي وهو مبهوت يشعر أن كل شيء ينهار من حوله فصرخت فيه بعنف:"القي علي يمين الطلاق الآن "
دلف هارون إلى الحجرة حين وصله صوت صراخها ظنا منه أن يوسف آذاها ولكنه وجد يوسف يقف كالصنم لا يتحرك وهي في حالة هياج فجذب الأول من ذراعه قائلا:"اخرج الآن واتركها يوسف "
دلف أحمد خلف أبيه وجذب يوسف بالفعل للخارج أما هارون فاحتضن مريم بحنان يحتوي رجفة جسدها ويربت على ظهرها وهي كانت تلهث كمن جرت في ماراثون حتى فازت وكانت الأولى رغم أنها في كل الأحوال خاسرة لا محالة
أخذ هارون يٌهدأها ودلفت ايمان وفتحت الراديو على اذاعة القرأن الكريم ،دقائق معدودة وغلف القرأن الحجرة بأكملها وتسرب إلى أذني مريم فكان له أثر السحر وهو يسري عبر أوردتها كالمهديء وإن كان اشتعال قلبها لن يهدأ في التو واللحظة
............
حين شعرت بأنها بدأت في التماسك ابتعدت قليلا عن عمها وأردفت وهي تحول نظرها بينه وبين زوجته التي تجلس بجوارها من الجهة الأخرى تنظر لها بتعاطف :"أنا بخير ،لا تقلقا أنا فقط انفعلت من الموقف ولكني بخير ،كانت تريد أن تبث في نفسها الطمأنينة فأردفت:ليست نهاية الكون أن يفترق اثنان الحياة تستمر بعدها "
ربتت ايمان على يدها بتعاطف أما هارون فأردف بهدوء:"كان لابد أن تسمعيه مريم هو يقسم أن ..."
قاطعته قائلة بثبات مزعوم :"سمعته كثيرا ،سمعته كثيرا حتى أصاب أذني الصمم ولا أستطيع الان سماعه ،صبرت حتى نفذ صبري ،صدقني أقولها هذه المرة من قلبي عمي، لقد انتهينا "
قالت ايمان "هارون دعنا نتركها ترتاح قليلا هي تحتاج إلى الراحة "
تركها بالفعل عمها وزوجته وهي ما إن أغلقا الباب حتى تناولت هاتفها وجسدها لا زال في حالة اشتعال واتصلت بعمرو الذي رد عليها مباشرة وقبل أي سلام أو كلام أردفت بثبات:"عمرو أنا أريد الطلاق "
تحفز جسده واعتدل في فراشه وأردف بقلق:"مالذي حدث ؟.."
وبعد أن قصت عليه ماحدث أطلق سٌبة وقحة على يوسف ثم أردف بغضب:"حسنا مريم أن سأكلم يحيى و..."
قالت بحدة:"لااااا ،لا تقل ليحيى شيء ،هو ويسر الأوضاع بينهما مضطربة هذه الفترة ولا أريد أن أزيد الأمر فأنت كما تعلم الأمور تتداخل عند أبي وأمي "
كان عمرو قد استقام ووقف بجوار النافذة فأردف بحنق:"حسنا مريم لن أحدثه ،هانت كلها أيام ويحلها الله ،اهدأي أنتِ فقط "
بعد أن بث فيها القليل من الطمأنينة أغلق معها وهو يسب ويلعن في يوسف ويتوعده وفي نفس الوقت عقله يعمل بسرعة في محاولة ترتيب أوراقه للفترة القادمة
***********
قبل صلاة الفجر بدقائق فتح عينيه وهو يشعر بالانتعاش بعد حلم جميل راوده وملأ صدره بهواء نقي ،كانت ترقد بجواره على الجهة الأخرى غارقة في النوم بملامح مسترخية رأها من انعكاس ضوء المصباح الجانبي على جانب وجهها
الله أكبر الله أكبر ،الله أكبر الله أكبر
على صوت المؤذن باذان الفجر فاستقام من فراشه وهو يردد مع الشيخ ودلف إلى الحمام وتوضأ وارتدى حلة رياضية كاملة وبعد دقائق كان يدخل من باب المسجد لينضم لصفوف المصلين فيٌصلي بخشوع ووجل
لا يعرف هل ارتباطه بهذا المسجد لأنه يجد راحته في الصلاة خلف الشيخ طه
أم
لأنه المسجد الأقدم في القرية والذي قيل له أن أباه كان دائم الصلاة فيه قبل رحيله
أيا كان السبب فهو يجد راحته هنا
حين انتهت الصلاة صافح مُعتصم القلة المتواجدة ومن بعدهم صافح الشيخ طه الذي أردف ببشاشة:"تقبل الله بٌني "
أردف معتصم بوجه مضيء وصوت خشن :"منا ومنكم يا شيخنا "
حين خرج معتصم من المسجد كان هواء الفجر الخريفي يداعب الوجوه فأغلق سحاب سترته ووضع كلتا يديه في جيبي بنطاله وقدماه تسوقانه جهة الجسر القريب الذي تقع عليه عدة بيوت قديمة منهم بيت أبيه الغائب الذي لا يعرف حتى الآن هل هناك أمل في عودته أم لا حتى أنه يأس من البحث عنه ....
وحين وصل إلى البيت الصغير القديم الذي هجره أهله وقف ينظر إلى البيت ذي الطابقين ،وحاله كحاله عندما يتوقف أمام البيت كل مرة يرجو من جدرانه أن تنطق عن سر رحيل أهله بلا عودة
ولكن لا الجدران تنطق ولا هو يهتدي لضالته فيردد بشرود وهو يٌحرِك شفتيه بلا صوت:"اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين ضالتي "
وقف أمام البيت المٌغلق منذ رحيل أهله ، مرة واحدة تلك التي فتح فيها معتصم الباب، وقتها كان شابا يبحث خلف المجهول ولم يجد بداخله أي شيء يهتدي به ،بيت بسيط من بيوت القرية ورغم بساطته دافئا
لا يحتوي على أي أثاث فيمنة بعد طلاقها أخذت قائمتها كاملة ومن بعدها رحل محمود بلا رجعة
أخذ يتجول حول البيت وكان ضوء النهار قد بدأ يتسلل من بين عتمة الليل
فيأتيه صوتا خافتا رغم عمقه من البيت المجاور وحين اقترب وجد امرأة عجوز تجلس أمام باب بيتها لا يعرف هل تغني أم تنشد ام تنتحب
ناظرها معتصم بصمت وهي تجلس تدندن وهي تعبث بعصاها الطويلة في التراب فتكون أشكالا غير مفهومة
انها الجدة حسنة ، من أكبر نساء القرية سنا وتعيش مع أبناءها وأحفادها وأبناءهم ....
أحيانا يقول أهل البلدة عنها أنها فقدت عقلها مع كبر سنها
وغيرهم يقول أن عقلها سليم مائة بالمائة ....
حين لاحظت أنه يقف عند دار محمود الرحماني المهجورة أردفت بصوت مسموع:"من أنت وماذا تريد؟.."
اقترب منها معتصم خطوتين وأردف بهدوء:"صباح الخير يا جدة أنا ابن صاحب هذا البيت " ثم أشار خلفه للدار
فضيقت العجوز عينيها وأردفت بذاكرة قوية كالوتد:"ابن من بالضبط أنت من أبناء الرحمانية المبتورين ؟ "
ضيق ما بين حاجبيه دهشة من ردها واقترب بضع خطوات حتى أصبح يقف أمامها مباشرة وأردف بتساؤل جدي:"ماذا تقصدين يا جدة بالمبتورين ؟"
قالت المرأة بصوت قوي رغم خفوته يتعارض مع وهن بنيتها :"أقصد المبتور نسلهم "
اتسعت عينيه فأردفت المرأة بنفس السؤال :"ابن من؟"
قال وقد شعر بالرهبة من كلام هذه العجوز:"ابن محمود الرحماني "
صمتت المرأة قليلا وهي تدقق في ملامحه المبهوتة بعينين غائرتين ثاقبتين ثم أردفت:"ابن محمود الذي تزوج يمنة ابنة غالية لتنجب بعد رحيله .."
قالتها بتقرير فأردف هو بتساؤل :"هل تعرفيه ؟"
أردفت المرأة بثقة العارف :"طبعا أعرفه ،أعرف كل عائلة الرحماني ، لقد كانوا جيران العمر قبل أن يقضي الله أمره فيهم وقضاء الله نافذ في الأحياء جميعا والأموات ولكن كل شيء عنده بأجل "
فأردف هو بعينين متوسلتين :"احكي لي يا جدة عما تعرفينه عن عائلة أبي الغائب علني بكلمة منكِ أهتدي،احكي لي كل ما تعرفينه عنهم فأنتِ لكِ سنوات تجاورينهم في هذا البيت وانا لم تسنح لي الفرصة من قبل للقائك"
تطلعت العجوز إلى حيرة عينيه وربتت على موضع بجوارها على المصطبة التي تجلس عليها فجلس بجوارها واللهف في عينيه جليا فأردفت وهي تتطلع في البراح أمامها متخيلة شجرة عائلة جيران العمر وهي تختبر ذاكرة طويلة المدى :"منصور الرحماني أنجب اثنين ؛جدك أبو أبوك محمود وأخ له اسمه هلال وكنا وقتها ننجب بالعشر أبناء وأكثر فكان ولدان فقط بالطبع قليل جدا ولكنها ارادة الله ،وجدك لم ينجب سوى أبوك وهلال لم ينجب سوى عبدالملك وعبدالغني وطبعا أن يتبقى من نسل منصور الرحماني ثلاثة أحفاد فقط قليل أيضا ولكنها ارادة الله ، صمتت قليلا ترتب الأحداث والأشخاص في رأسها وهو يتابعها بصمت إلى أن قالت بصوتِ ثابت :وأبوك لم ينجب غيرك وسافر وانقطعت أخباره وأبناء هلال سافرا ولم يعودا فلم يتبقى غيرك يا ولدي من نسل الرحمانية لذلك أقول مبتوري النسل ...
ثم أردفت بنبرة محذرة :وإن لم تنجب أنت لا قدر الله يكون النسل انقطع بحق "
كان ينظر إليها مبهوتا من كلماتها فأردف بوجل :"ألم يعرف أي أحد من البلدة أي أخبار عن أبي ؟.."
قالت المرأة وهي تتابع سرب من العصافير التي خرجت للتو من أعشاشها :"لا ،لم يظهر له أثر منذ رحل تماما كأبناء عمه "
قال بسرعة:"وأبناء عمه هاذان أين سافرا "
قالت ببساطة:"لم يعرف عنهما أحد أي شيء منذ سافرا معا وإن كانت هناك أخبارا أنهما استقرا في دولة عربية ولهما تجارة وحياة فيها ولكن لم يعرف أحد أين هما بالضبط "
قال والحيرة تغمره:"وهل يٌعقل أن يرحل أخان وابن عمهما ولا يُستدل عليهما ؟"
قالت المرأة ببساطة :"عبد الملك وأخاه حين رحلا لم يكن على لسانهما سوى جملة واحدة لمن سنبقى ولا مال لنا ولا أرض "
قال بجهل:"وما دخل هذا بذاك ؟..."
قالت المرأة بنظرتها الثاقبة:"كيف يعني ما دخل هذا بذاك ؟ومالذي يجعل الناس تبقى في الديار سوى أرض يملكونها أو مال او منصب فإن لم تكن هناك أرض ولا مال ولا أهل فلمِ البقاء ؟ وعائلة الرحمانية رغم أنهم أبناء أصول وحافظون لكتاب الله وعلماء أجلاء إلا أن المال ما كان ينقصهم ،لم يكونوا ذوي مال ولا سلطة "
يعرف كل كلامها السابق ،سمعه من غالية وإن لم يكن بهذا الوضوح ولكنه كان دائما يشعر أن هناك حلقة مفقودة
وبعد كلام العجوز فالحلقة اتسعت
استقام واقفا وأردف للعجوز بحاجب مرفوع :"وهل نقص المال وانعدام السلطة يجعلان الرجال تترك بلادها ؟..."
قالت بحزن "للأسف يا ولدي نحن في زمن فيه الشخص دون مال ضعيف ،في زمن أصبح فيه الرجال يسعون خلف أكل عيشهم وأينما وجدوه نصبوا خيامهم وحين لا يكون لهم في ديارهم أهل ولا ولد ولا عزوة فلمَ سيعودون ؟ "
نظر اليها بعينين متسعتين وهو لا يملك ردا وشردت هي في متابعة أسراب الطيور التي تطير حولها
بعد أن استأذن منها معتصم سار ببطء حتى وصل البيت وصعد إلى شقته مباشرة دون الدخول لغالية وهو يشعر بتشتت في تفكيره
طرأت على ذهنه فكرة لم يعرف هل هي مٌجدية أم لا
وهي أن يبحث في محرك البحث على الفيسبوك عن اسم الرحماني ربما يهتدي لشيء فليس من المعقول أن يجوب كل البلاد ليبحث عن أبناء عم أبيه اللذان راوده شعور الان أنهما ربما يكونا يعرفان شيء عن أبيه
فإذا كان ثلاثتهم غائبون منذ سنوات فربما يكونون على علم بأخبار بعضهم أو ربما يكونوا في بلد واحدة
حين صعد معتصم إلى شقته دلف إلى السطح مباشرة ...
وقف أمام برج الحمام خاصته يضع لهم الحبوب والماء بشكل آلي

يعتصرعقله تفكيرا فيما مضى وهو لا يستطيع تجاوزه ....

بعد أن وضع الطعام للحمام وقف يتطلع في هاتفه وفتح تطبيق الفيسبوك الذي لايستهويه كثيرا هو وباقي التطبيقات الحديثة، ليست من أولوياته ولا مفضلاته فهو يٌفضل أن يحيا الحياة بشكل مباشر لا من خلف شاشات

أخذ يكتب في محرك البحث عن اسم الرحماني باللغة العربية فظهر له الكثيرون ممن تحوي نهايات اسماءهم اسم الرحماني

ولكنه لم يجد بينهم تشابه في باقي الاسم

..............

خرجت عنان في هذه اللحظة وهي ترتدي إسدال الصلاة وكانت للتو قد استفاقت من نومها وأردفت بصوت لازال به الخمول :"صباح الخير معتصم "

ابتسم لها وهو يٌغلِق هاتفه ويضعه في جيب بنطاله وأردف :"صباح الخير عنان "

قالت بتساؤل:"ماذا تفعل هنا في الصباح هكذا ؟"

قال وهو يلتفت إلى الحمائم التي تطير حولهم :"كنت أضع لهم الطعام "

ابتسمت ابتسامة دافئة وأردفت وهي تٌحلق بعينيها مع سرب الحمام :"ما سبب حبك للحمام لهذه الدرجة ؟"

مط شفتيه ثم أردف :"يثيرون بداخلي حالة من السلام النفسي "

قالت وعينيها تنخفضان لتواجه عينيه :"المكان كله معتصم يثير حالة من السلام النفسي "

قال مضيقا عينيه بتساؤل:" أي مكان بالضبط؟ "

استدارت حول نفسها تمسح على السطح كله بعينيها وأردفت بجذل:"السطح والحمام والشقة والعصافير "

خفق قلبه لكلماتها العفوية فأردف بنبرة ظاهرها المزاح وباطنها التطلب العاطفي :"وانا من ضمن هذه الأشياء المثيرة للسلام أم خارجها ؟"

قالت بخجل :"بالطبع...ابتسم وهو يرى حمرة الخجل تغمر وجهها فأردفت وهي تنظر إلى الحمائم وهي تطير بلا قيد: ألا تخاف أن يطيروا في مرة ولا يعودون؟.."

قال وهو ينظر إليهم وهو يضع في كفه الكثير من الحبوب ويرفع كفه فتنزل عدة حمامات لتلتقط بمنقارها طعامها :"لا أخاف فهم يعودون ماداموا يأمنون طعامهم وشرابهم ومبيتهم وفي نفس الوقت يضمنون حريتهم ...."

قالت وهي تنظر إلى جانب وجهه المليح:" ولمَ لا تُعطي هذه الحرية للعصافير ؟.."

قال وهو يشير لها لتفتح كفها فيضع فيه الحبوب :"العصافير عاشقة للحرية ولكن نوع العصافير المنزلية هذا لايستطيع الطيران طويلا فلا يستطيعون التأقلم بالخارج لذلك حفاظا عليهم نغلق عليهم.."

بدأت بعض الحمامات تنقر الحبوب من كفها فتدغدغ باطنه فضحكت بصوتِ عالٍ فنظر لها نظرة دافئة

قالت له وهى ترى في عينيه نظرة غريبة عليها:" لمٓ أشعر أن بك شيئا غريبا اليوم؟.."

ابتسم باحباط وفتور رغم أن اليوم لا زال في أوله وأردف وهو ينظر في الفضاء شديد البياض أمامه :"أشعر بالحيرة والتيه "

تقدمت خطوة واحدة لتقف أمامه وأردفت بقلق :"لماذا ، ماذا بك ؟..."

غاص بعينيه في نظرة عينيها المٌعبرة ووجد نفسه يحكي لها عما حدث منذ قليل ،عن كلام العجوز المحير وعن رغبة تلح عليه في اليوم ألف مرة للنبش في الماضي عله يهتدي لكلمة تفك الشفرة المُعقدة لتاريخه

............

قالت بعد أن استمعت له وهي تغوص في عمق عينيه الشاردتين الحائرتين:" هل مازلت تفكر في هذا الأمر معتصم ؟.."

نظر لها نظرة مستنكرة فأردفت بسرعة:" أقصد أن هذا الأمر مر عليه سنوات لمَ تصر على أن الأمر به غموض ،لمَ لا تصدق حكي ماما غالية بأن والدك بالفعل سافر دون علمه بحمل عمتي بك وبعدها أصبح من المفقودين وربما ...ترددت قليلا ثم أردفت بنظرة آسفة :ربما مات "

أخذ نفسا عميقا وأخرجه ثم أردف :" لا أعرف، شعوري الداخلي بأن هناك شيء لا أعرفه ،وأحيانا أشعر أنه حي ،لا أعرف كيف أصف لكِ مشاعري، أنا نفسي لا أعرف مصدر هذا الإحساس لذلك أتمنى أن اهتدي لأي من أبناء عمه ربما أجد لديهم إجابة شافية ،ربما يعرفان لأبي مكان ،صمت قليلا ثم مط شفتيه قائلا :ربما ...."

شعرت في هذه اللحظة بالشفقة عليه فأردفت بتعاطف :"أسال الله أن يهديك إلى الطريق الصحيح ،أنا أعرف معزة الاب وأهميته وأٌقدر مدى احتياجك لوجوده"

ابتسم ومشاعر غريبة تثار داخله رغم أنه لم يجرب أن يكون له أب فعلا وقولا إلا أنه يتخيل ويشعر بهذه المشاعر فأردف بتأثر ونظرة تواقة :"الاب في حياة أبناؤه هو الوتد ،هو الأمان، الاب هو البوصلة ، منارة الوصول ومصباح الهداية ،هو من يدعم ظهرك ويمنحك اسمه مخلوطا بالعزة والكرامة أن لك اصلا تنتمي إليه ....

الاب يجعل لك جذور قوية ودون الانتساب له يشعر المرء بأنه كنبتة بلا جذور سهل اقتلاعها ....

سرت رجفة خفيفة في جسده وهو يردف: دون الاب ينقصنا شيء وهو أهم شيء، ينقصنا الشعور بالانتماء إلى كيان ضخم عريق والى بلد وأرض بعينها،

يستطيع الرجل أن يجوب بلدان العالم ويغترب ويعيش حياة أخرى ولكن في النهاية مرجعه إلى بلد أبيه وعزوته بين أهل أبيه ، ثم أردف بتساؤل جدي: الا تلاحظين أن كبار علمائنا وقاماتنا يعيشون عمرا كاملا في الغربة يعملون ويٌبدعون ويٌنتجون ووصيتهم الوحيدة حين يموتون أن يٌدفنوا في أرضهم ،في أرض آبائهم وأجدادهم.......

حين يٌخيرون الرجل أين يريد أن يٌدفن في أرض أبيه أم أرض أمه يختار تلقائيا أرض أبيه ،هل تعرفين لماذا ؟ اتسعت عينيها ولم ترد فأردف بسرعة وحماس: لأن الرجل ربما يكون له أكثر من أم ،أم حملت ،أم أرضعت،أم ربت ولكن في النهاية ليس له إلا أب واحد......

أغمض عينيه لثانية واحدة ثم فتحهما قائلا:دون الاب تشعر انك غريب في بلدك، بين اهلك ،بل غريب عن روحك التي تسكن جسدك.."

كانت تنظر إليه نظرات مبهوتة وشعرت برجفة باردة كالثلج تسري في أوصالها من كلماته هذه وتلقائيا رفعت يدها ومسدت على ذراعه بحنان وكان يحتاج لهذا الدفء في هذه اللحظة فجذبها دون تفكير حتى ألصقها به فضمها برفق وغمر وجهه ما بين كتفها وعنقها لتدرك أنه حقا يفتقد الكثير في حياته

يفتقد الأب والأم فرفعت يديها ولامست كتفيه وهي تحرك أناملها ببطء شديد مؤازرة له وحين شعر أنه غالبا أصبح مثيرا للشفقة ابتعد عنها ببطء وهو يبذل مجهودا في الابتعاد وأردف بصوت خشن :"أريد أن اتناول فطورا من يديكِ "

ابتسمت له وموجة من التأثر به تسري في أوصالها وأردفت:" حسنا هيا بنا "

وبعد قليل

كان يخرج من غرفته وقد ارتدى ملابسه وكانت تقف في المطبخ تضع اللمسات النهائية على الطعام فجلس على المقعد المرتفع أمام الطاولة الرخامية ونظر إلى أصناف الافطار الشهي وأردف وهو يمد يده ويتذوق:" سلمت يداكِ "

قالت وهي تضع أمامه كوب قهوته الصباحية التي عرفت كيف يحبها داكنة دون سكر "بالهناء"

"اجلسي عنان .."

قالها مشيرا على المقعد المجاور فأحضرت كوب النسكافيه خاصتها المطبوع عليه صورته وجلست بجواره تأكل القليل حتى تشاركه فقط فهي لا تحب تناول الطعام في الصباح الباكر

وحين انتهى من الطعام الاشهى على الاطلاق وأنهى قهوته نظر في ساعة يده ليجد أنه بالفعل تأخر على العمل فاستقام ومال نحوها مٌقبلا رأسها قبلة دافئة وأردف :"سأنزل الان ولا أعرف متى سآتي إن احتجتي شيء حدثيني "

قالت بصوت رقيق ونظرة دافئة :"حسنا تصحبك السلامة "

تركها على مضض فبوجودها حقا يحلو البقاء بالبيت ، وبعد انصرافه فتحت هي باب الشقة المٌطِل على السطح ليغمر المكان ضوء النهار ومعه نسمات الخريف اللطيفة

وفتحت أيضا الشرفة لتضع الطعام وتغير الماء للعصافير كما علمها معتصم ثم اتصلت بوصال لتٌرسِل لها بوسي حتى تُسليها وهي ترتب البيت وتعد الطعام

*********

كان حاتم يقف في المصنع يتابع العمال وعلى وجهه قناع بلاستيكي يغلف ملامحه،

ملامحه التي تجمدت منذ ما حدث معه ،لقد أخذ صدمة عمره

أحبها حد الإدمان وها هو يٌعاني من أعراض الانسحاب .....

اقترب منه أحد العمال قائلا :"هناك امرأة تريدك في المكتب يا بشمهندس "

وبما أن أخر من كانت في ذهنه زهراء فظنها هي فمن المرأة التي ستأتيه في المصنع ؟

ذهب بخطوات سريعة نسبيا إلى مكتبه ولم يبعد تفكيره عن الواقع كثيرا فقد وجد أمامه رحاب التي وقفت ما إن دلف إلى المكتب فوقف أمامها ينظر إليها بصمت وتنظر اليه بخجل وهي تفرك كفيها معا

أردف بجمود دون أي ذرة ذوق لدعوتها للجلوس :"ماذا هناك رحاب ؟"

قالت بهدوء وهي تمد يدها في حقيبة يدها:" أنت لك حساب أخر دفعة أرسلتها وبما أن التعامل بيننا توقف فكان لابد أن أعطيهم لك بنفسي "

مدت يدها له بالنقود فأردف باقتضاب :"لم اطالب به ،يمكنك تأجيله إلى وقت آخر"

قالت بحزم :"لا حاتم من فضلك خذ المال حتى أرتاح وأتفرغ لتدبير حالي الفترة القادمة ..."

أخذ منها النقود وأردف بحنق مكبوت:" لم فعلتي هذا رحاب ؟ كنت أثق بكِ ثقة بلا حدود "

قالت بأسف:" اعترف اني أخطأت ولكن لم يكن قصدي لا ضرر لك ولا لها صدقني حاتم زهراء "

قاطعها قائلا بحدة :"من فضلك لا تذكري اسم امرأة على ذمة رجل آخر أمامي"

تنهدت قائلة :"لم تعد على ذمته بعد...."

ناظرها بجهل وهو يضيق ما بين حاجبيه فأردفت وهي توميء بوجهها:" نعم لقد طٌلِقت منه بعد يوم واحد من اهانتك لها"

بدأ الغموض يحيط كلماتها فأردف :"لا أفهم شيء كيف كانت على ذمته لسنوات وطٌلِقت بسهولة في يوم واحد ؟ "

حكت له رحاب ما حدث باختصار واستمع لها بحيرة من أمر هذه المرأة ثم أردف في النهاية بسخرية:" الأمر إذن كان سهلا لمَ لم تفعل ذلك من قبل ؟"

قالت رحاب بقلة حيلة :"هو فعلا سهل حاتم ولكن في المقابل اسال ماذا دفعت؟"

قال وملامحه كلها قد تحفزت :"ماذا ؟ "

قالت بحسرة :"أبرته من كل شيء ،لم تأخذ منه قرشا واحدا ولن تأخذ مستقبلا بالطبع والله وحده أعلم بحالها "

شعر في هذا الوقت لأول مرة بتأنيب الضمير فأردف باستنكار :"وفعلت ما فعلت من أجل ما حدث بيننا ؟"

قالت رحاب :"هي فعلته في النهاية من أجل نفسها حاتم "

تمتم من بين أسنانه :"غبية "

قالت رحاب وهي تستعد للانصراف:" بعد اذنك لابد أن أرحل فأمي لديها مراجعة في المشفى ولابد أن أكون معها "

ولته ظهرها مبتعدة عدة خطوات وحين وصلت إلى باب المكتب المٌغلق أردف هو بصوت حاول أن تكون نبرته عادية:" رحاب ، العمل ليس له دخل فيما حدث ارسلي لي كالمعتاد ما تحتاجين وسأرسلهم مع العمال "

ابتسمت رغما عنها ولم يرى ابتسامتها فهو حقا يقدم لهم منتجات بأعلى جودة وسعر جيد عن السوق ثم أردفت برصانة :"حسنا حاتم "

أما هو فأقنع نفسه أن سبب ما فعله هو تعاطفه مع رحاب وظروفها التي يعرفها والتزامها بمساعدة زوجها في المعيشة ورعاية أمها المسنة

هذه هي دوافعه لأن يكمل في امدادهم بالمنتجات التي يبيعها لهم بسعر جملتها

هذه فقط هي دوافعه ولا علاقة لما فعل بزهراء وظروفها التي قالت عنها رحاب

....

وقف أمام النافذة يشعر بمشاعر مختلطة ما بين الكراهية والغضب والرغبة في تكسير أي شيء

ورغبة في الوقوف أمامها مرة أخرى لمعرفة أسبابها ودوافعها

رغبة في سماعها

ولكنه أبداً لن يفعلها

**********

كانت تقف في المطبخ تجهز قائمة الطعام وهي تشعر بمشاعر إيجابية للغاية...

حين يغمرنا الارتياح من الداخل ينطبع على كل ما حولنا

ينطبع على عيوننا فنرى الحياة من حولنا بشكل جديد ولون جديد

وهي منذ أن ألقى عليها يمين الطلاق واخترقت الكلمة أذنيها وهي تشعر بأن حياتها أصبح لها معنى جديد

ترى الكون من حولها بألوان الربيع رغم أن الخريف بالفعل يغمر الكون

كانت تعمل بحماس بالمطبخ النظيف المنظم حولها بينما تفرش في ركن من الأركان الآمنة بساط صغير تجلس فوقه فرح التي تمسك التابلت الصغير الذي ابتاعته لها امها مستعملا لتلعب عليه كبقية الاطفال

أخذتها معها اليوم للعمل لأن أمها مرهقة فوجدت انها ليس من اللائق أن تتركها لها فقالت لها أن ترتاح هي اليوم وهي ستأخذ الصغيرة معها خاصة وأن هناك جلسة تخاطب بعد العصر فستأخذها بعد أن تٌسلم رحاب المطعم

.........

كانت تدور في المطبخ تعمل بشكل آلي وهي تستمع إلى الأغاني الهادئة المنبعثة من مشغل الموسيقى الذي يديره محمد بالخارج

أما عقلها فلم يهدأ ،تتذكر بعد عودتها من رحلة الخلاص من سعد حين قالت لأمها انها طُلِقت

شهقت المرأة وأردفت بفزع:" فعلتيها وحدك دون أن تقولي لي فاطمة !"

ولكنها لم تأبه وأردفت بثقة:"أنا فعلت ما كان يجب علي فعله منذ سنوات أمي "

ظهر الخوف في عيني أمها جليا أما هي فالفرح كان في عينيها مٌشعا

أما الشيخ عزت فهو أكثر من وبخها حين قال لها بأسف :"أضعتِ حقك فاطمة لو كنتِ انتظرتي قليلا "

قاطعته قائلة بحدة لا تخلو من أدب الحديث مع شيخ كبير :"انتظرت كثيرا حتى أصبح الانتظار عبء علي "

أردف الرجل بضيق:" وحقوقك وحقوق ابنتك؟.."

قالت بعدم اكتراث :"في كل الأحوال لم أكن سآخذ شيئا ولكني الان كسبت احترامي لنفسي وحريتي "

قال الرجل بخوف عليها من الغد "وألسنة الناس التي لا تترك أحد يا ابنتي ؟ لايتركون الرجال في حالهم فماذا عن النساء؟..."

لتقول له بثقة حديثة العهد عليها:"معنا الله ياشيخ عزت ،نحن ثلاث اناث الله رابعنا فهل يٌضيعنا الله؟..."

فعجز الشيخ عن الجدال معها وإن كان خوفه عليها لم يهدأ

.............

عادت من شرودها وهي تلتفت لفرح قائلة بحنان :"هل جعتي حبيبتي أحضر لكِ الطعام؟ "

أومأت لها الصغيرة قائلة بحروف متقطعة :"مم مم "

طبعت قبلة طويلة على وجنتها واعتدلت لتٌحضر لها طعامها حين اصطدمت بوجه حاتم الذي يقف خلف الباب الزجاجي الشفاف من الخارج

ملامح وجهه جامدة وعينيه كحجرين داكنين لاينطقان، يضع يديه في جيبي بنطاله وينظر إليها نظرة خاوية

أما هي فكانت للمرة الأولى التي تنظر إليه دون شعور بالذنب

حين طال وقوفه دون أي بادرة لم تعرف ماذا عليها أن تفعل هل تفتح الباب دون أن يطلب أم تتجاهله وتعود إلى عملها فقطع حيرتها حين أخرج أخيرا يده من جيب بنطاله ودق على الباب دقة واحدة ففتحته في لحظتها

دون إذن أو طلب دلف إلى الداخل فأغلقت الباب ولم تجرؤ على النطق بكلمة واحدة فلقاءهما الاخير كان كارثيا بكل المقاييس

.....

ولاها ظهره وهو يقف على مقربة من الباب ينظر عبر زجاجه الشفاف إلى حبات المطر التي بدأت في النزول من السماء وأردف ببرود :"الأمر سهل إذن ،حصلتي على الطلاق بسهولة شديدة ،لو كنتي طلبتيه من وقتها كنتي أخذتيه، إذن فبقاءك كان بناءا على رغبتك..."
قالت بهدوء شديد وهي تشعر بسكينة تغمرها لأن حاتم أصبح يعرف كل شيء ولشعورها بالحرية كأنها يمامة طليقة في براح الكون:"لا بالطبع ليس بالسهولة التي تتخيلها، الأمر سواء حاليا أو في الماضي صعبا ولكني كنت أحتاج دافعا قويا لافعلها مطت شفتيها ثم أردفت وهي تقف بمحاذاته تنظر إلى زخات المطر: كما قلت لك من قبل فأنا كنت مُعلقة لا أنا متزوجة ولا مٌطلقة ولكن كلام الناس كان يٌلجمني وعدم وجود مكان يأوينا انا وامي وابنتي ،واحتياجي لمصاريف ابنتي قبل أن أعمل هنا ثم أشارت إلى المكان حولها قائلة: هذا المشروع حديث كما ترى ولا يدر الدخل الكبير الذي يكفي ثلاثتنا انا ومحمد ورحاب هو فقط نواية تسند الزير "

قال بسخرية :"وما الذي جد ؟ الوضع كما هو مالذي دفعك لأخذ الطلاق والتخلي عن كل حقوقك كما فهمت من رحاب ثم التفت اليها قائلا بقسوة: إذا كان السبب الكلمة التي نطقتها قبل أن أعرف حقيقتك فأنا أسحبها حتى لا تأملي فقط في أي شيء "

ناظرته لترى نظرة الغل في عينيه وعذرته فأردفت هي الأخرى بهدوء ساخر:" لا تقلق ليس بسبب الكلمة فالكلمة في كل الأحوال كنت ستسحبها حتى لو كنت مٌطلقة منذ زمن "

قال وهو يضيق عينيه:" كيف ؟...."

عادت للنظر إلى الواجهة الزجاجية تتابع قطرات المطر المنهمرة وقد ازدادت حدتها وأردفت بيأس حاولت كبته :"لأنك لم تكن لتتزوج من امرأة مطلقة وأنت أعزب ،ولديها طفلة من ذوي الهمم وأنت لم تدخل دنيا بعد ،ضحكت ضحكة ساخرة قائلة :فقيرة وأنت من طبقة مرتاحة ماديا ،ثم أردفت بزفرة حارة :تحمل مؤهلا متوسطا وأنت مهندس محترم "

نظر إلى جانب وجهها وصمت فأردفت بابتسامة ساخرة دون أن تنظر إليه :"أرأيت انا على حق ، كنت ستسحبها حين تذهب السكرة وتأتي الفكرة ولو لم تكن أنت تراجعت كان أهلك سيجعلونك تتراجع ،احتد صوتها وهي تقول: رد فعلي لم يكن بسبب كلمة متهورة قلتها أنت في لحظة طيش بل كان لأن كلامك حين عرفت ظروفي كان كالصفعة على وجهي فغيرت مساري من أجل نفسي ودفعت الثمن وهو أنني تنازلت عن كل حقوق هذا الكائن الصغير "

قالتها وهي تشير إلى ركن في المطبخ لم ينتبه له وحين نظر وجد كائن صغير يشغل حيز صغير جدا ،رأى الصغيرة التي رأها في النافذة يوم ذهب إلى بيت زهراء ولا يعرف لم انتفض جسده هكذا

لم يحب أن تتحكم فيه عاطفته فغض بصره عن الصغيرة وعاد إلى أمها قائلا بغضب من نفسه لأنه جاء بقدميه الى هنا قبل أن يكون غضبه منها هي :"كل ما تقولينه لن يكن ليعطيكي الحق في الكذب والتلاعب والخداع ولم يعطيكي عذرا واحدا عما فعلتيه....."

احتدت نظرتها وهي تواجهه قائلة :"وهل كنت انتظر منك أن تعطيني عذرا ؟

انا أشرح لك فقط الوضع ليس إلا ثم إنني أعترف أنني أخطأت وأعتذر بشدة عن خطأي أنا فقط اعطيك مبرراتي، اقتنعت بها كان بها لم تقتنع فهذا يرجع لك ثم من فينا لايخطيء ومن فينا لايكذب ألم تفعلها من قبل؟..."

قال بحدة وهو يجز على أسنانه ويلتزم بمسافة مناسبة بينهما :"لا لم أفعلها ،لم أخدع وأٌدلِس من قبل ،إن كنت ارتبطت أو تزوجت من قبل كنت سأقولها بملء فمي "

قالت بفتور ونظرة مستخفة:" أهلا بك في عالم المثاليات الزائفة "

قال باستنكار :"ماذا تقولين؟..."

قالت بحدة :"المثاليات الزائفة ،كلنا بشر وكلنا نخطيء ولكن حين يكون الخطأ خطأنا نبرره أما أخطاء غيرنا فنضخمها ونتهمهم باتهامات بشعة ،اشتعلت نظرتها وأردفت:لقد حكمت علي أنني كاذبة ومدلسة ولم تقتنع بمبرراتي ولا الظروف التي دفعتني لفعل هذا ولكن هل وٌضِعت أنت في نفس موقفي لتحكم هذا الحكم بمنتهى القسوة ؟...ثم أردفت بنبرة أهدأ قليلا :

أنت تحكم من الخارج بمنتهى السطحية ولكن هل جربت المشاعر والأحاسيس التي أحكي لك عنها؟....غامت عينيها بسحابة حزن ثم أردفت:

تعرف ماذا أنت عن الاحتياج سواء المادي أو العاطفي ؟....

تعرف ماذا عن بقاء نساء وحيدات في مجتمع شرقي يحسب حسابا للمرأة لأنها على ذمة رجل حتى لو كان هذا الرجل ظل رجل ؟

اهتزت شفتيها وهي تقول:تعرف ماذا عن الافتقاد، تعرف ماذا عن نساء بلا سند ؟

تعرف ماذا عن احتياج امرأة لأربعة جدران لأنها ليس لها مكان تلجأ إليه ؟

أشارت إلى فرح قائلة بنبرة أم تدافع عن حق صغيرها في البقاء: تعرف ماذا عن طفلة صغيرة لها احتياجات أكثر من احتياجات الأطفال العاديين وأمها تحتاج إلى كل قرش لطعامها وعلاجها وتعليمها ؟....

تنهدت قائلة بنبرة موبخة :مادمت لم توضع في هذه الظروف فلا تنطق ومادمت فاشلا في التماس الأعذار للناس فلا تتحدث

ومادمت قاسيا في حكمك فلا تحكم"

كانت تتحدث بانطلاق وهي تشعر بالراحة مع كل حرف تنطقه وقد كان لسانها مُلجما لسنوات ويريد البوح بما تكنه النفس وما يغص في الحلق فجاءتها الفرصة

أما هو فأردف بقسوة وعينيه مثبتتين في عينيها :" كل ما تقولينه ليس مبررا لما فعلتيه "

نظرت إليه نظرة حارقة غاضبة ،لم تكن تريد منه إلا تفهما قبل الوداع ولكن بعد ما قاله أردفت هي بغيظ منه :"لم أنت هنا إذن ؟انا كاذبة ومخادعة ومدلسة ماذا تفعل هنا؟

نظر إليها ولم يجد ردا فشعر بالحرج من نفسه قبل أن يشعر بالحرج منها وأنقذه من الموقف وقوف فرح بينهما حيث جذبت أمها من ملابسها قائلة بصوت متقطع :"مم مم"

فنظرت إليها زهراء بندم قائلة وقد تحولت ملامحها من الغضب للسكون :"حبيبتي لقد نسيت انك تريدين الإفطار حقك علي "

نظر حاتم إلى الصغيرة ذات الوجه الملائكي ووجد نفسه يتسائل كيف لأب أن يترك ملاك مثلها هكذا أم تٌرى أمها كاذبة وهي التي تتمسك ببقاء الصغيرة معها فمن الصعب أن يقسو قلب أب على صغيره هكذا

قطع سيل أفكاره التفات الصغيرة له ،نظرت له نظرة دافئة بعينين مفتوحتين على اخرهما وتمتمت بتلعثم:" با با "

ففي جلسات التخاطب الأخيرة تعلمت كلمتين هما ماما ،بابا

بُهِت حاتم من نظرتها البريئة ومن صدى الكلمة فهبطت زهراء بجسدها وحملت الصغيرة وأردفت وهي تضمها إليها بقوة :"من فضلك يا بشمهندس وجودك هنا ليس له داع لقد عرفت كل شيء وانتهى الأمر وانا اعتذرت لك وانتهينا "

شعر بطاقة من الغضب تسري في جسده مصحوبة بمشاعر من التعاطف مع الكائنتين الماثلتين أمامه ولكنه نحى مشاعره جانبا وأردف بصوت مستمد من طاقة غضبه :"فعلا انتهينا ،انتهينا قبل أن نبدأ "

أغمضت عينيها وهي تشدد من احتضان فرح وهي الأكثر احتياجا لهذا الحضن ولم تفتح عينيها الا بعد أن سمعت صوت باب المطبخ يُغلق بحدة


نهاية الفصل

قراءة ممتعة باذن الله




Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 10:04 PM   #943

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيمو عجمي مشاهدة المشاركة
بحب روايتك اوي ورغم أنها بتناقش مواضيع مهمه الا اني مش بشوف رفيوهات عليها في جروب روائع مش عارفه ليه؟🤔
اهلا بيكي حبيبتي نورتيني 🥰 وسعيدة برأيك ❤️
بالنسبة لسؤالك ،هو الحمد لله في نسبة كويسة بتتابع الرواية
وفي نسبة منهم هما عارفين نفسهم هما اكبر داعم ليا بريفيوهاتهم وكومنتاتهم وتشجيعهم 💖💖💖💖
بس للاسف في نسبة تانية بتفٓضل المتابعة الصامتة وبينسوا إن الكاتب بيحتاج للتشجيع المستمر علشان يقدر يكمل وإن القراء هما اكبر محفز ليه علشان يواصل ويدي افضل ماعنده وبينسوا أنهم لهم دور في إن الرواية اللي بيحبوها توصل لأكبر قدر من الناس وإن ده بيكون اكبر دعم منهم للكاتب اللي بيحبوه 💔

بس طبعا الحمد لله على نعمة الناس الجميلة اللي بتقدرنا ، ربنا يبارك فيهم ويزيدهم ❤️❤️❤️


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 10:09 PM   #944

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 113 ( الأعضاء 31 والزوار 82)
‏Heba aly g, ‏Sahar Mahmoud, ‏Eman Sabry 85, ‏حنان الرزقي, ‏سوهي(زهور الربيع), ‏Rasha ahmed, ‏ام جواد, ‏awttare, ‏Solly m, ‏مرام مرمرة, ‏Moi Esraa, ‏مملكة الاوهام, ‏Ektimal yasine, ‏دينا هشام محمد, ‏موضى و راكان, ‏حبيبيه, ‏donia dody, ‏ملاك العمرو, ‏ندى اسعد, ‏Kemojad, ‏ميمو٧٧, ‏ايثو كردم, ‏Rasha.r.h, ‏إشراقة الشمس, ‏asmaaasma, ‏بوسي موني, ‏ولاء مطاوع, ‏رشا عبد الصمد, ‏منى م محمد, ‏الديسطي, ‏رضوة محمد


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 10:26 PM   #945

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 146 ( الأعضاء 37 والزوار 109)


‏موضى و راكان, ‏توتى على, ‏همس البدر, ‏الديسطي, ‏Heba aly g, ‏بدره م, ‏شارلك, ‏ولاء مطاوع, ‏إشراقة الشمس, ‏Rasha.r.h, ‏خلود إبراهيم, ‏halimayhalima, ‏هنا بسام, ‏mooogah, ‏Maryam Tamim+, ‏Sahar Mahmoud, ‏Eman Sabry 85, ‏حنان الرزقي, ‏سوهي(زهور الربيع), ‏Rasha ahmed, ‏ام جواد, ‏awttare, ‏Solly m, ‏مرام مرمرة, ‏مملكة الاوهام, ‏Ektimal yasine, ‏دينا هشام محمد, ‏حبيبيه, ‏ملاك العمرو, ‏ندى اسعد, ‏ميمو٧٧, ‏ايثو كردم, ‏asmaaasma, ‏بوسي موني, ‏رشا عبد الصمد, ‏منى م محمد, ‏رضوة محمد




تسلمى يا هبة فصل ممتع

ألف سلامة عليك و ربنا يعطيك الصحة و العافية


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 10:28 PM   #946

دينا هشام محمد

? العضوٌ??? » 379227
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » دينا هشام محمد is on a distinguished road
افتراضي

جميلة جدا وتأثرت جدا بنهاية الفصل 💜💜

دينا هشام محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 10:29 PM   #947

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا قلبي الفصل تحفة ❤️❤️❤️
عجبني تصرف مريم مع سندس و تستاهل القلم اللي اترزعته بجد مفيش ست بتحترم نفسها تروح لراجل برجلها في فندق
وفي نفس الوقت صعبان عليا يوسف مظلوم المرة دي


Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 10:30 PM   #948

زهراء يوسف علي

? العضوٌ??? » 483901
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 332
?  نُقآطِيْ » زهراء يوسف علي is on a distinguished road
افتراضي

طهور إن شاء الله تعالى دمت متألقة
روايتك قطعة من الجمال أجدت ما شاء الله تعالى عليك


زهراء يوسف علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 10:57 PM   #949

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 150 ( الأعضاء 40 والزوار 110)

‏Maryam Tamim, ‏حوار مع النفس, ‏Saro7272, ‏زهرة الغردينيا, ‏رسوو1435, ‏منى م محمد, ‏نسائم ., ‏غائب, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏بوسي موني, ‏Heba aly g, ‏مرام مرمرة, ‏حنان الرزقي, ‏رضوة محمد, ‏Solly m, ‏دينا هشام محمد, ‏asmaaasma, ‏Ahom, ‏توتى على, ‏همس البدر, ‏الديسطي, ‏بدره م, ‏شارلك, ‏ولاء مطاوع, ‏إشراقة الشمس, ‏Rasha.r.h, ‏خلود إبراهيم, ‏halimayhalima, ‏هنا بسام, ‏Sahar Mahmoud, ‏Eman Sabry 85, ‏سوهي(زهور الربيع), ‏Rasha ahmed, ‏awttare, ‏مملكة الاوهام, ‏Ektimal yasine, ‏ملاك العمرو, ‏ندى اسعد, ‏ميمو٧٧, ‏ايثو كردم


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 11:07 PM   #950

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روعة يا هوبة تسلم ايديك الحلوة.
يوسف يستحق ردة فعل مريم القوية لكن يا ترى سيتغير فعلا ام لا وستعطيه فرصة ثانية أم لا؟


معتصم وغربته الصعبة جدا ولكن عندي إحساس أن راشد له يد في سفر والد معتصم.

حاتم كما قالت له زهراء لو وضع نفسه بموقفها كيف يتصرف؟؟
ولكن دوما نحكم بدون أن نجرب نفس الظروف.

منتظرة القادم بشوق.


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.