03-05-21, 12:43 PM | #1 | ||||
كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| نصيب عامر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل عام وكل قراء ومشرفين منتدي روايتي الأعزاء بألف خير وسعادة♥ يسعدني أن أضع بين أيديكم رابع أعمالي الكتابية وهي قصة قصيرة بعنوان (نصيب عامر) أتمني أن تنال رضاكم وإعجابكم♥ | ||||
03-05-21, 01:00 PM | #2 | ||||
كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| نصيب عامر ********** وقف أمام المرآة يُمشط خصلات شعره القصيرة نسبيًا قبل أن يتناول زجاجة عطره ينثر منها القليل فوقه، لقد هاتفه قبل قليل الحاج عثمان، والذي تقدم قبل عدة أيام لطلب يد ابنته، والتي بالرغم من أنه لم يراها سوى ذلك اليوم الذي ذهب فيه مع والدته للتقدم لخطبتها، إلا أنها استطاعت أن تشغل تفكيره… "بسم الله ...ما شاء الله...بدر منور يا حبيبي…." قالتها والدته، والتي دلفت للتو إلى غرفته، وتابعت تسأل: "ستخرج الآن؟" استدار عامر ينظر لها بابتسامة واسعة وقال: "نعم…لقد هاتفني الحاج عثمان قبل قليل، وطلب يقابلني في محله" صمت لوهلة وتابع، وقد خفتت ابتسامته قليلًا: "هل تعتقدين يا أمي أنه قد وافق على اِقتراني بابنته؟" جعدت والدته جبينها، وقالت مستنكرة بنبرة يغلفها الفخر: "وهل تسأل يا عامر؟!....بالتأكيد سيوافق، وأين سيجد لابنته أفضل منك، أو مثلك حتى؟!…..أخلاقك التي لا يختلف عليها أثنين وحدها تكفي يا حبيبي." لمعت عيني عامر بابتسامة جزلة، واقترب يقبل رأس والدته ثم قال: "سأذهب الآن حتى لا أتأخر على الموعد….هل تريدين شيء من الخارج- احضره لكِ وأنا عائد؟" ربتت والدته على عضده بحنان دافق وقالت: "لا يا حبيبي لا أريد غير سلامتك." أومأ عامر بابتسامة قبل أن يغادر وسط سيل من الأدعية والاِبتهالات التي رددتها والدته له من أعماق قلبها كعادتها… وبعد ساعة تقريبًا، وفي محل الحاج عثمان جلس عامر علي المقعد المقابل لمكتبه ينظر له بعيون فضحت لهفته لمعرفة رده. "ماذا تشرب يا عامر، ساخن أو بارد؟" سأل الحاج عثمان ليرد عامر بالنفي؛ فيتابع الأول دون أي مقدمات تُذكر: "أنت بالتأكيد تعرف أن الزواج قسمة ونصيب." (الزواج قسمة ونصيب) رددها عامر بداخله مقرًا بها، وبفطنته قد أدرك أنه قد رُفض…. "نعم بالطبع أعلم أن الزواج قسمة ونصيب، ولكن….صمت عامر لوهلة، وتابع مستفسرًا…..هل لي أن أعرف سبب الرفض؟….هل سمعت عني….أقصد عن أخلاقي أو…..." قاطعه الحاج عثمان قائلًا: "أخلاقك لا غبار عليها يا عامر…..صمت قليلًا، وتابع وهو ينظر في وجهه…. إِمكانياتك ودخلك المادي قليل، وأنا أطمح لابنتي في زوج مُقتدر ماديًا يستطيع أن يلبي كل متطلباتها، وكذلك طلباتنا(شبكة ومهر، وشقة فاخرة...)....أنتَ لن تستطيع فعل ذلك." ران عليهما الصمت للحظات قبل أن يقول الحاج عثمان منهيًا المقابلة: "أرجو أن تتفهمني يا عامر." أومأ عامر برأسه قبل أن ينهض، ويمد ذراعه في سلام استجاب له الحاج عثمان، والذي كرر عبارته التي بدأ بها حديثه: "الزواج قسمة ونصيب." "نعم قسمة ونصيب." رددها عامر قبل أن يستدير، ويغادر المحل بحال غير الحال الذي جاء به…. "عامر" صوت والدته، ويدها التي حطت فوق كتفه الأيمن من الخلف جعله يعود من ذكرى ذلك اليوم، والذي مر عليه ستة أشهر، استدار عامر يطالعها بابتسامة هادئة قبل أن تقع عينيه على الصينية الصغيرة التي تحملها، والتي يعلوها فنجان من القهوة وكوب ماء، تناول عامر الصينية من يد والدته، ووضعها فوق مكتبه الصغير الذي يحتل أحد أركان غرفته ثم مسك يدها يقبل ظاهرها بحنان وقال: "تسلم يداكِ يا أم عامر" "الله يرضى عليك." قالت والدته، وتابعت برجاء لم تمل من تكراره طوال الستة أشهر الماضية: "ألن تُريح قلبي يا عامر، وتوافق على الذهاب لتلك العروس التي أخبرتك عنها الأسبوع الماضي" تنهد عامر بيأس وقال: "يا أم عامر...يا أم عامر... لقد رفضني الحاج عثمان لأن إمكانياتي المادية ضعيفة ….فما الذي تغير الآن؟!….راتبي كما هو وشقتي لم تزد غرفة، ولن أستطيع فرشها بأكثر مما لدي." سحب عامر نفس، وتابع بعد أن زفره: "لقد صرفت نظر عن الزواج الآن...سأنتظر حتى يصبح وضعي المادي أفضل، حتى لا أُرفض ثانية" لم تقتنع والدته بكلامه، وهتفت مستنكرة حديثه: "وضعك المادي جيد….لكَ وظيفة ثابتة...دخلها قليل لأنك استلمتها حديثًا، ومع الوقت إن شاء الله سيزيد…....شقتك موجودة و….." قاطعها عامر قائلًا:"نعم يا أم عامر- الشقة موجودة، ولكني لن أتمكن من فرشها كما السائد هذه الأيام" زفرت والدته، وقالت بنبرة صارمة: "اسمع يا عامر كلامك لا يعجبني كما أن أصابع يدك الواحدة لا تتشابه….سنذهب مساء الغد لطلب يقين ابنة الحاج جمال، ولا جدال...أنا أمك وطاعتي واجبة….مفهوم." "يقين" ردد عامر الاسم يشعر بألفة غريبة بالرغم من سماعه لأول مرة، لتبتسم والدته بخبث وقالت: "ها لقد أعجبك الاسم، وإن شاء الله ستكون أيضًا صاحبته" حرك عامر رأسه يمينًا ويسارًا بيأس، وقال: "المشكلة ليست كونها تعجبني أو لا…زفر بصوت عال، وتابع...في المرة السابقة قد أعجبتني العروس كما أهلها، ولكني أنا من لم أعجبهم…." جعدت والدته جبينها كما كل وجهها وقالت بغضب: "لا تذكرني يا عامر...والله هم الخاسرون يا ولدي….." سكتت لثواني، وتابعت: "أرح قلبي يا عامر، وصدقني لن تندم….هذه المرة قلبي مرتاح، وبشدة" ومع إصرار والدته ورجائها الخفي بين حروف كلماتها أومأ عامر موافقًا لتتسع ابتسامتها قبل أن يخرج من فمها تنهيدة اِرتياح سعيدة…. ومساء اليوم التالي مباشرة كان عامر يجلس بجوار والدته فوق الأريكة التي تحتل صدارة غرفة الجلوس في منزل الحاج جمال الذي استقبلهم بكل ود واحترام، والذي كان يجلس مقابل عامر وبجواره تجلس زوجته بشوشة الوجه…. العديد من الموضوعات، والتي فُتحت من عامر والحاج جمال، تحدثوا فيها قبل أن يقطعها دخول العروس المرتبك والخجل، والتي كانت تحمل بين يديها صينية يعلوها خمسة أكواب من العصير. "بسم الله ما شاء الله….قمر مضيء والله." نطقتها والدة عامر ما أن دلفت يقين من باب غرفة الصالون، والتي وجهتها والدتها أن تُقدم العصير لأم عامر أولًا. "تفضلي" همست يقين بوجه منخفض خجلًا، لتمد والدة عامر يدها تتناول كوب العصير مرددة العبارات المعتادة في مثل تلك المواقف، والتي زادت من خجل يقين، والمعضلة كانت عندما نطقت والدة يقين تطلب منها أن تقدم واجب الضيافة لعامر…….عامر الذي كانت عينيه تتابعها وهي تقترب نحوه رُغمًا عنه، وهو الذي لم يرفع عينيه في أي فتاة لا تحل له من قبل، ولكن أمام ذلك الحُسن الملائكي لم يستطع عامر أن يفعل غير أن يتأملها في ذلك الفستان الزهري، والذي يلامس أطرافه بساط الغرفة السميك، وذلك الحجاب الأبيض الذى منحها هالة ملائكية وبهاء أسر عينيه وسرق نبضات قلبه كما لم يحدث معه من قبل. "شكرًا" قالها عامر بعد أن تناول كوب العصير من فوق الصينية، لتتحرك يقين سريعًا ترغب بالخروج بعد أن قدمت لوالدها ووالدتها العصير إلا أن والدة عامر قالت بنبرة لطيفة، وهي تشير بيدها نحو المقعد المجاور لها: "تعالي يا ابنتي إجلسي هنا" طرفت يقين بعينيها نحو والدتها والتي أومأت لها بالإيجاب- لتتحرك بوجه محتقن من شدة الخجل تجلس بجوار أم عامر. تنحنح عامر ينفض عنه تلك الحالة التي تلبسته كما لم يحدث معه من قبل، وقال موجهًا حديثه للحاج جمال: "يسعدني ويشرفني يا حاج جمال أن أطلب يد ابنتك الأنسة يقين….صمت لثواني، وتابع …..لقد أخبرتك عن إمكانياتي المادية، وما أستطيع تجهيزه من شبكة ومهر، وأنا أعرف أنه قد يكون قليل أو تحديدًا قليل مقارنة بما يطلبه أهل العروس هذه الأيام بشكل مبالغ فيه ويثقل كاهل الشباب، ولكني أعدك إن حدث وكان النصيب، وكم أتمنى ذلك، سأعامل ابنتك بما يرضي الله ورسوله الكريم، وسأجتهد في عملي حتى لا أجعلها يومًا تحتاج لأي شيء ولا يمكنني تلبيته لها." وللحظات ساد الصمت بعد أن أنهى عامر حديثه، فقد خفض الحاج جمال وجهه ينظر لحبات المسبحة التي يفرطها بين أنامله، ذلك الصمت الذي قطعه الحاج جمال نفسه عندما رفع وجهه ينظر لـ عامر، وقال بعد أن تمتم مستغفرًا: "عندما جاءت والدتك تعرض على أم يقين رغبتكما في مصاهرتنا، سألت عنك كثيرًا، ففي كل الأحوال لم أكن لاستقبل في بيتي خاطب لابنتي دون السؤال عنه والتأكد من خلقه." كلمات الحاج جمال قد أثلجت صدره ومنحته أمل أن هذه المرة لن تكون كالسابقة، خاصة وأنه قد شعر بمشاعر غريبة نحو يقين…. فكر عامر وتابع الحاج جمال: "رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)…..صمت لثواني وتابع…..عندما سألت عنك يا عامر شهد الجميع لك بحُسن طبعك ودماثة أخلاقك، وهذا ما ابتغيه في زوج ابنتي، زوج صالح وذو خلق إن أحبها أكرمها وإن كرهها لن يظلمها……....أما عن إمكانياتك المادية فأسمع ماذا يقول رب العالمين.... (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)" "صدق الله العظيم" رددها الجميع واستطرد الحاج جمال: "لقد وعد الله أنه سيغنهم من فضله الواسع، والله وعده حق…….اعتدل في جلسته وتابع…...اسمعني يا عامر…..أنا مبدئيًا لا أمانع فيك كزوج لابنتي، ولكن يبق حق سؤالها وأخذ رأيها بعد أن تستخير الله عز وجل." اتسعت ابتسامة عامر، وقد ذكره الحاج جمال بوالده رحمه الله عندما جاء زوج أخته الكبرى خاطب لها، لم يهتم غير بأخلاقه ولم يشدد عليه في الطلبات بل يسر عليه، وكان محقاً، فالآن شقيقته تعيش في سعادة بالغة مع زوجها بالخارج بعد أن مَن الله عليه بوظيفة ثابتة وذات عائد مادي كبير. وبابتسامة شكلت كل ملامحه قال عامر بنبرة مزجت بين السعادة والامتنان: "بالتأكيد يا حاج جمال….أنا أشكرك على حسن استقبالك وكرم ضيافتك….صمت قليلا وتابع وهو يستعد للمغادرة….سنستأذن، ومن الآن أنا انتظر الرد؛ فحضرتك نعم النسب ونعم الرجال" وقبل أن ينهض عامر كان الحاج جمال ينظر لزوجته يطلب منها النهوض لتحضير العشاء، والذي أقسم على عامر الذي رفض في البداية أنهما لن يغادرا قبل تناول العشاء معهم. ونهضت أم يقين تتبعها يقين التي غادرت الغرفة آخذة معها قلب ذاك الذي عرف توًا أنه قد وجد قسمته ونصفه الأخر….. وتمر الأيام والأسابيع، وبعد سبعة أشهر كان عامر يغلق باب شقته بعد أن ودع والدته وأخته التي جاءت خصيصًا مع زوجها وطفليها لتحضر زفافه، وكذلك والدي يقين... تحرك عامر نحو غرفة نومه ليجدها تجلس على حافة الفراش الكبير تخفض وجهها كعادتها، وتكاد تذوب من شدة الخجل الذي لا يعرف متى سينتهي. حل عامر ربطة عنقه، وتبعها بخلع سترته الرمادية وعلقها فوق المشجب القريب ثم تحرك نحوها لتنتفض واقفة توليه ظهرها أناملها تكاد تفتك بقماش فستانها الرقيق من شدة قبضتها المتوترة، المرتبكة والخائفة. تنحنح عامر وقال بنبرة تحكم فيها حتى لا تخرج مُحملة بمشاعره؛ فتزيد خوفها من تلك الليلة: "بدلي فستانك وارتدي ثوب الصلاة حتى نصلي سويًا…..سأنتظرك بالخارج…...وبتردد سألها….. تريدين مساعدة في خلع فستان الزفاف وخمار العرس؟" ابتلعت يقين ريقها وردت بتلعثم: "لا…شكرًا...لا احتاج." لثواني بقي عامر خلفها يستنشق عبقها قبل أن يزفر مخرجًا مشاعر مكبوتة بداخله مُنذ عقد قرانه ثم غادر الغرفة، وتحركت يقين نحو خزانة ملابسها كي تبدل فستان زفافها، وبعد وقت قليل كان عامر يضع راحته المفرودة فوق جبينها وهو يقول: (اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلت عليه.) ما أن انتهى عامر من ترديد بعض الأدعية حتى نهض وجذبها معه برفق نحو الأريكة الجانبية، وأجلسها وجلس بجوارها، وبابتسامة لطيفة قال وهو يطالعها: "مبارك يقين...مبارك حبيبتي." "ويبارك لك عامر." قالتها يقين ببعض الخجل لتتسع ابتسامة عامر قبل أن يقول مُطمئنًا بعد أن احتضن يدها بداخل كفه الكبير: "أريدك أن تعرفي يقين أني أبدًا لن اُضيمك، ولن أجعلك تنامين ليلة واحدة وهناك دمعة شاردة فوق خدك، ولكن يا يقين الحياة ليست دائما تجري كما نريد وكما نأمل، لذا فقد يحدث أن أثور عليكِ أو أرفع صوتي في وجهك بعد يوم عمل طويل ومرهق، ما أطلبه منكِ يا يقين حينها أن تنتظريني حتى أهدأ وحين يحدث عاتبيني وخذي حقك مني كما يحلو لكِ، وربما وجدتيني أنا من يفعل ويعتذر منك ويطلب صفوك." سحب عامر نفس، وتابع بصوت دافئ: "قد يحدث أن يعجبك شيء تريدين شراءه، ويصادف أني لا أملك ثمنه حينها، لذا سأطلب منك أن تتحملي معي وتصبري، وحين يمنحني ربي من فيضه الكريم سأجلبه لكِ ولن أبخل في المزيد، ولكن إياكِ يا يقين أن تطلبيه من والدك مهما بلغت رغبتك في ذلك الشيء، والذي أعدك أني سأفعل المستحيل حتى لا أجعلك تنتظرين كثيرًا قبل أن أجلبه لكِ، وأخر أمر يا يقين ما يحدث بيننا يظل بيننا ولا يخرج من عتبة شقتنا هذه؛ فنحن سنتصالح وننسى ولكن من بالخارج وأنا أقصد أهلك وأهلي لن ينسوا وستُفتح بينهم فجوة لن نستطع غلقها أبدًا..." أرادت أن تتحدث إلا أن عامر ضغط بخفة علي يدها، وتابع: "لكِ حقوق عندي...المودة والرحمة والسكينة...ولو يومًا نسيت ذكريني، ومن طاعة ربي قربيني." أومأت بابتسامة خجلى، واقترب منها عامر بتمهل انتهى بعاصفة حب لفتهما سويًا. وتمر أسابيع وشهور من السعادة الخالصة، وبعد عام تقريبًا كان عامر يحمل فوق ذراعيه طفلته التي أخذت كل ملامح والدتها الجميلة، وبصوته العذب كان يؤذن في أُذنها اليمنى قبل أن يديرها بين يديه ويقيم الصلاة في أذنها اليسرى... "حمدًا لله على سلامتك يا يقيني." قالها عامر وهو ينحني يطبع قُبلة حانية فوق جبين يقين المستلقية فوق فراش المستشفى الأبيض والتي ابتسمت بوهن؛ فقد تعبت بشدة في ولادة صغيرتهما. "امنحني الطفلة يا عامر حتى أطعمها." قالتها والدته من خلفه، ليستدير عامر يعطيها لها بعد أن سمت الله وأخذتها، اهتزاز هاتفه بجيب بنطاله جعله يسحبه قبل أن تتسع عينيه بدهشة، وهو يرى هوية المتصل، فتح عامر الاتصال قبل أن يرفع الهاتف على أذنه ويهتف بالتحية ليردها الطرف الأخر، والذي تابع بما جعل ملامح عامر ترسم لوحة من الدهشة والمفاجأة، اخفض عامر يده القابضة علي الهاتف بعد أن أغلق الطرف الأخر الاتصال، وللحظات بقي متسع العينين يحاول فقط الاستيعاب... "من كان يٌحدثك يا عامر؟" سألت يقين بخفوت- ليرد عامر بعد أن استوعب أخيرًا ما قاله المدير العام للشركة التي يعمل بها: "لقد هاتفني السيد شريف مدير عام شركات السلماني التجارية بنفسه يُبلغني أنني قد تم ترقيتي وأصبحت مدير قسم التسويق بعد أن حاز مشروعي الذي قدمته مُنذ شهرين أكبر نسبة تصويت من مجلس الإدارة." "الحمد لله...الحمد لله." رددتها يقين كما والدته والتي أضافت بسعادة: "هذا رزق ابنتك يا عامر." أومأ عامر لوالدته قبل أن ينحني ويهمس بجوار أذن يقين: "أحبك يا أعظم وأجمل يقين على وجه الأرض." أنهى عامر جملته بطبع قبلة دافئة علي جبين يقين ثم اعتدل وقال: "هل اخبرتكم عن اسم ابنتي." انتبهت يقين ووالدته كما والدي يقين الذين دلفوا أثناء اتصاله الهاتفي. وبعينين لامعتين قال عامر: "يقين عامر إبراهيم الهادي" وأمام تلك النظرة التي دائمًا ما يطالع بها عامر يقين، وأمام أخلاقه وحسن معاملته لابنته- أدرك الحاج جمال أنه لم يُخطئ أبدًا عندما وضع أخلاق عامر في مرتبة أعلى من ظروفه المادية، والتي أصبحت الآن أفضل بكثير وكثير. بعد يومين، بينما يدلف عامر من باب البناية التي يقطنها يحمل طفلته، وتمشي بجواره يقين، والتي كانت تتحايل عليه أن يخبرها عن المفاجأة التي أخبرها عنها بلا فائدة، كانت هناك زوجة أخري تحمل فوق ذراعيها طفل صغير وتسير خلف زوجها الشاب، والذي ملابسه توضح مدى ثرائه….ثراء خارجي وليس داخلي؛ فالزوجة كان شكلها يدل على ارهاقها ومرضها الشديد ومع ذلك كان الزوج لا يبالي حتى بحمل صغيره بدلًا عنها، ولم يكتفي بل كان ينهرها حتى تسرع حيث لديه موعد هام ويريد أن يعود بها للمنزل قبل أن يغادر له.. "تعرفهم؟" سألت يقين عندما لاحظت نظرات عامر نحوهم ليحرك عامر رأسه بالنفي حتى لا يتسبب في جرح مشاعرها….فماذا سيقول لها؟! أن تلك الزوجة هي ابنة الحاج عثمان التي تقدم لها قبلها… وبالأعلى في شقتهم، وتحديدًا في منتصف تلك الغرفة التي كانت مُنذ يومين فقط خالية من أي أثاث وقفت يقين بعينين واسعتين وفم فاغر، وهي تتأمل بانبهار جمال الغرفة بعد أن فرشها عامر بغرفة أطفال كاملة. "متى فعلت ذلك؟" سألت يقين ليرد عامر بابتسامته المعهودة: "بالأمس فقط….لقد اتفقت عليها مُنذ شهر تقريبًا، ولكني أجلت تركيبها حتى تقومين بالسلامة وأيضا كي تكون مفاجأة لكِ عند عودتك من المشفى." عيناها كانت تفيض بالسعادة وقلبها كان يردد حامدًا ربه على أن وهبها زوج صالح ومحب كعامر... "اجلسي." همس بها عامر وهو يجذبها كي تجلس بجواره فوق الفراش الصغير ثم أخرج من جيب سترته علبة مخملية صغيرة، وفتحها يخرج منها سوار ذهبي وخاتم له نفس الشكل، وقال بابتسامة حلوة وهو ينظر في عينيها المبللة بتأثر: "لقد وعدتك عندما يمن الله عليّ من فضله الواسع سأجلب لكِ باقي شبكتك، وها أنا أوفي بوعدي يا يقين." العديد والعديد من الكلمات أرادت أن تقولها إلا أن لسانها قد عُقد من شدة المشاعر التي جاشت بداخلها، وأخيرًا وبعد دقيقة كاملة وعندما استطاعت أن تنطق، قالت: "ربي لا يحرمني منك يا أجمل عامر." "ولا منك يا أجمل يقين." قالها عامر قبل أن يلبسها السوار والخاتم ثم عانقها بحنان مُحب ودفء عاشق، عناق لم يقطعه غير بكاء الصغيرة… (يقين عامر) تمت بحمد الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. | ||||
04-05-21, 05:21 AM | #3 | ||||||||
نجم روايتي
| كالعادة قلمك من اجمل وارق الاقلام إلى بحبها شكرا يا فاتن بجد لمست الرواية والفكرة مشاعر من جمال الكابل ورضاهم بما كتبة الله ابدعتى موفقة دائما ومستنية رواية وابتسم القدر بعد العيد لا تطول على الخاتمة بلييييز نفسى اقرأها بس للاسف الرواية مبستمتعش بيها غير كاملة | ||||||||
05-05-21, 04:19 PM | #8 | |||||
كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
حبيبتي رمضانك كريم نورتيني واسعدني مرورك العطر♥ | |||||
05-05-21, 04:22 PM | #9 | |||||
كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
عزيزتي..كل عام وانت بألف خير وسعادة نورتيني واسعدني مرورك الجميل💙💙💙 | |||||
05-05-21, 04:23 PM | #10 | |||||
كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
عزيزتي اكتمال نورتيني واسعدني مرورك الكريم دمتي لي قارئة وداعمة💗💗 | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|