آخر 10 مشاركات
قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          وانفرطت حبات العُقد ( 1 ) سلسلة حبات العقد * مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Nareman fawzy - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          [تحميل]أبي أنام بحضنك وأصحيك بنص الليل وأقول ما كفاني حضنك ضمني لك حيل|لـ ازهار الليل (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree66226Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-21, 11:27 AM   #4401

#أنفاس_قطر#

كاتبة الابداع


? العضوٌ??? » 485576
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 121
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Qatar
?  نُقآطِيْ » #أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute
افتراضي الجزء العشرون





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا صباح المودة والمحبة والجمال وكل شيء جميل يشبهكم ويشبه جمال أرواحكم
أحبكم وأدعوا لكم في ظهر الغيب
الله لا يحرمني من قربكم ولا من طهر أرواحكم

🥰🥰🥰🥰🥰🥰
.
اليوم بارت خاص لعدة أسباب:
السبب الأول إنه آخر بارت حتى موعدنا القادم يوم الاثنين الثاني من أغسطس إن شاء الله الساعة 11 صباحا إن شاء الله
وإن شاء الله أرجع لكم ببارت طوووووويل يعوض فترة الغياب
خلال هذي الفترة رح أعلن عن تحدي ال 300 ألف لايك.. عشان يصير تحدي تحدي
وأكرر إنه على مهلكم هذا التحدي عطوه وقته 😎
ورح يكون مكافأة هذا التحدي 3 بارتات هدية 😎
الشيء الثاني رح يكون فيه مسابقة أجمل 3 ردود على هذا الجزء بتصويتكم أنتم..
الشيء الثالث: أبي منكم خدمة.. أبي منكم شجرة عوائل الفضاءات بدقة
الشاطرة تسويها صورة وتحطها في رد... ورح يكون فيه أيضا أجمل ثلاث شجرات..
وبس 😊😊😊
.
والحين خلونا في السبب الثاني ليه خاص
خاص لأنه بتظهر فيه شخصية ضي الحقيقية..
على فكرة جزء كبير من مشكلة غالية وجابر هو تمهيد لظهور شخصية ضي التي تعد من أهم شخصياتي في هذه الرواية.. لسبب لم يخطر لأحد منكم أبدا..
تذكرون لما قلت لكم قبل أبدأ الرواية إنه الرواية الجديدة انتظروا فيها ظهور خاص لجابر صديق سعود... طبعا هذا الظهور ليس خاص به وحده..
بل بكل واحد من عايلته.. وخصوصا ضي..
أنا عطيت إشارات طفيفة جدا جدا.. لكن طبعا أنا توقعت إنه مافيه حد رح يربط.. بس توقعت إنه ممكن حد يتساءل..
أنا مثلا استغربت منكم إنه ولا وحدة سألت :ليه ضي قعدت 7 سنين في الجامعة؟؟
وليه جابر لما راح لضي بالتلفون قالت السالفة توحي بخطبة بس أنا متأكدة مافيه خطبة؟؟
ليه كان عندها قناعة إنها مارح تنخطب؟؟
وفيه تفاصيل ثانية أدق شوي.. بس مارح أقولها الآن..
اليوم ظهور ضي الخاص القريب جدا من قلبي
❤❤❤❤❤❤
.
سبب ثالث ليه خاص
رح نكتشف أشياء ثانية مخفية كثير سألتم عنها..

.😎😎😎
سحابة ياحبييبة قلبي مرحبا بعودتك
لك وحشة وربي
😍❤
.
أصحاب النجمات.. نجماتكم محفوظة
للبارت الجاي
.

.
إليكم بارتنا الخاص وطويل لا حد يقول مو طويل 😎😎😁
قراءة ممتعة
.
ولا حول ولا قوة إلا الله
.
.


فضاءات اليأس والأمل/ الجزء العشرون



دخل وبدأ محاضرته كالمعتاد.. أخذ الحضور وتأكد أنها موجودة.. وابتسم في داخله..
في نصف المحاضرة.. هتف بنبرة مقصودة :ويرجع ذلك إلى أن توسع الفكر الإمبريالي شجع الاقتصاد الرأسمالي...
إلا مين منكم يا بناتي ممكن تشرح لنا معنى الإمبريالي و الإمبريالية؟؟

ارتفع عدد قليل جدا من الأصابع..
لكنه أكمل بذات النبرة المقصودة.: أنا أبي الجليلة طالب هي اللي تجاوب
هي الوحيدة اللي غابت المحاضرتين الماضية.. لازم نعطيها فرصة اليوم..
خصوصا إن عندها خبرة شاسعة في الإمبريالية والإمبرياليين.. وعندها قدرة على معرفتهم وتحديدهم ببراعة منقطعة النظير..

الجليلة شهقت في داخلها شهقة مكتومة لم تتجاوز شفتيها للخارج أبدا
بينما أميرة وضي كادتا تلطمان على وجيههما..فضي أصبح عندها خبر أن شهابا أخبر فُرات عن تسميته..
أميرة بدأت ترتعش.. بينما ضي جف ريقها..
لكن جليلة كعادتها الواثقة لم ترتبك إطلاقا..
فمادامت فعلت ذلك الشيء.. ونادته بهذا اللقب.. فهي يجب أن تتحمل نتيجة ذلك..
مع أن إحساسها بالحرج تعاظم بشدة بعد أن عرفت قربه الشديد من شهاب..
لكن تصرفه اليوم صدمها وأثبت أنه في داخل القاعة الصفية لا يهتم بهذه العلاقة..
لذا ستجيب كما يُفترض بصفته الحالية كأستاذ.. دون اهتمام بكونه صديق شقيقها..
قد تهتم خارج المحاضرة.. لكن الآن هو محض أستاذ يسأل سؤالا.. لا يخلو من الشخصنة..
لذا ستجيبه باحترام وتقدير جواب واف لا يخلو من الشخصنة كذلك..

همست الجليلة بثقة: إن شاء الله دكتور.. وأشكرك على إتاحة الفرصة لي للمشاركة..
حضرتك تبي معنى الامبريالية والا الإمبريالي ؟

فُرات رفع حاجبه: وهل هناك فرق بين الامبريالية والامبريالي؟

الجليلة بذات الثقة اليقينية الهادئة دون تبجح أبدا: نعم هناك فرق.. مثل الفرق بين المواطن والوطن..مع إنهما نفس الروح والمنبع..
يعني قطر ليس معناها قطري... ولا القطري معناه قطر.. قطر بُعد إقليمي.. والقطري بُعد إنساني له انتماء..
مع انهم في الروح وحدة.. وكذلك الإمبريالية والإمبريالي روح وحدة..

فُرات بصرامة :مو كأنك تفلسفتي شوي؟؟ أحيانا الفلسفة دون تكون لمداراة الجهل..

الجليلة بذات الثقة التي لا تهتز : الامبريالية بحد ذاتها نوع من الفلسفة.. ولو كنت ما أعرف الجواب.. كنت قلت لحضرتك من البداية دون فلسفة ومتفلسفين..

فُرات بنبرة مقصودة لم تخفَ عليها أبدا: طيب قولي لي من هو الإمبريالي؟؟..
وشدد على كلمة إمبريالي تحديدا بطريقة مقصودة وصلها معناها بوضوح
همست في داخلها (بسم الله ..وش ذا الدكتور اللي عقله نص لبسة؟!
ويشخص الأمور بهذي الطريقة
أساسا هو مجرد رجل أعمال ربي بلانا فيه وموب أكاديمي)

ومع ذلك هتفت بثقة بالغة: الامبريالي هو من يتبنى أفكار الامبريالية.. ويدافع عنها ..
ثم همست كذلك بنبرة مقصودة وصلت له تماما..
كانا يلعبان لعبة على ذات المستوى من المهارة والندية:
وفي بعض الأحيان يكون بعض الإمبرياليين إمبرياليين أكثر من الإمبريالية نفسها..
ويستميتون للدفاع عنها وكأن حياتهم تدور حول هذه الإمبريالية المقدسة التي يجب ألا يتجرأ أحد على خدشها...أو الاقتراب من حدودها..

صعب على فرات ألا يبتسم رغم أنه حاول ألا تظهر ابتسامته للعلن وهو يهمس في داخله
(يخرب بيت عدوينها.. كلتني بقشوري ولا وبشوكة وسكين بعد وبكل أناقة)

أكملت الجليلة بذات الثقة والانهمار: والامبريالية اسم يطلق على سياسة توسيع السيطرة أو السلطة على دول خارج الحدود الإقليمية دولة ما..
وتكون هذه السيطرة بإيجاد مناطق سيطرة عسكرية أو اقتصادية داخل تلك الدول.. تكون تابعة لتلك الدولة الفارضة لسيطرتها..
وتكون هذه بالسيطرة عن طريق القوة أو السياسة أو الاقتصاد أو عن طريقها كلها..
وارتبطت الإمبريالية بالإمبراطوريات الكبيرة اللي مدت سلطتها على مناطق شاسعة من الكرة الأرضية..
مثل الدول الاستعمارية اللي مدت سلطتها على دول العالم الثالث من القرن السادس عشر لين القرن العشرين مثل إنجلترا وفرنسا والبرتغال..للاستيلاء على موارد تلك الدول الطبيعية..
والإمبريالية عُرفت أنها استبدادية في كثير من مفاصلها..

شددت الجليلة على كلمة "استبدادية" بطريقة بدت غير مقصودة.. لكنها مقصودة ووصلت لفرات كما تريدها أن تصل له تماما..
وهي تكمل تعريفها الملغوم: وهي اليوم تطلق غالبا على السياسة الأمريكية والمناصرين لسياستها.
ثم عادت الجليلة لنبرتها الملغومة التي لم يفهمها سواه: واليوم مثلا نجد أن كثير من خريجي الجامعات الأميركية يتبنون هذه السياسية الإمبريالية..
وفي بعض الأحيان دون أن يشعروا ..
لأنها تغلغلت في وعيهم ..وأصبحت ممارسة وعادة يمارسونها باستبدادية السلطة الممنوحة لهم اللي يسيئون استخدامها..
ثم أردفت بنبرة مقصودة أكثر: طبعا أتكلم على المستوى السياسي والاقتصادي ..

كان يعلم أنها لا تتكلم على مستوى سياسي أو غيره.. وإنما قصدته تماما..
ولكنها قالت هذه العبارة ذرا للرماد في العيون أمام بقية زميلاتها.. لأنه شعر أنها تهتم لهم أكثر من اهتمامها به..

وكان أمرا غريبا جدا ما تثيره فيه من مشاعر متناقضة.. قبل قليل كان يكاد يبتسم اعجابا لما تقوله، والآن هو شبه عابس رغم أنه معجب أيضا بما تقوله..
بل هو مبهور بما عرضته من معلومات وأكثر انبهارا بطريقتها الواثقة الرزينة الذكية في عرضها..

ولكنه شعر بصورة واضحة أنها توجه له إهانة بشكل مباشر وفي نفس الوقت مبطن جدا.. لذا هتف لها بحزم عملي مقصود:
أشكرش جدا على جوابش الوافي ..
بس أبي أسألش سؤال مهم مرتبط بنفس قضيتنا (شدد على كلمة قضيتنا):
لو خيروش إنه تكونين إمبريالية أو ميكافيلية تؤمن إنه الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت الوسيلة غير أخلاقية..
وش تختارين تكونين إمبريالية أو ميكافيلية؟؟

ألقى سؤاله الملغوم في ملعبها وسكت وعلى شفتيه شبح ابتسامة انتصار..
فهو شعر إنه انتصر عليها ورد صفعاتها المتتالية كلها في عبارة واحدة..
لأن أي خيار ستختاره سيجعلها خاسرة.. فهي إن اختارت أن تكون إمبريالية.. ستتهم نفسها كما اتهمته بكل الكلام المنمق الجميل الوقح الذي قالته قبل قليل..
ولا يعقل أن يختار عاقل أن يكون من أنصار نظرية ميكافيلي.. لذا حتى إن اختارته فهي خاسرة.. وستثبت اتهامه السابق لها حينما طردها المرة الماضية..

لذا فوجئ بردها المباشر دون انتظار ودون تردد وبثقة بالغة: طبعا أرفض الاثنين دينيا وأخلاقيا وفلسفيا وفكريا رفضا قاطعا..
لكن لو خيرت بين الاثنين وكان لابد من الاختيار .. سأختار أن أكون ميكافيلية..
لأني أستطيع حينها أن أكيف غايتي ووسيلتي وفقا لمعتقداتي..
لأن لا أحد ينكر أن ميكافيلي قال: الغاية تبرر الوسيلة.. لكنه ما اشترط إنه الغاية أو الوسيلة تكون غير أخلاقية..
وعلى الأقل حينما أكون ميكافيلية قراري في يدي أنا..
ولكن حين أكون إمبريالية سيكون قراري في يد غيري..
لأن اعتناق الإمبريالية بالنسبة لنا نحن شعوب العالم الثالث هي تبعية صريحة..

تغيرت ملامح وجهه لأجزاء من الثانية رغما عنه..
شعر أنها ضربته ضربة مباشرة عنيفة... رغم أنه لم يكن يوما إمبرياليا ولا معتنقا لمبادئها..
بل العكس كان دائما ضد أفكارها..
لكن هي ألبسته لباس الإمبريالية رغما عنه..ثم رجمته بكل عنف..

منع نفسه من طردها للمرة الثانية.. وهذه المرة من أجل شهاب فقط..
رغم أنه كان يتحرق لفعلها..
(نعنبو وش ذا الأخت المفترية اللي عندك يا شهاب؟!
ماعمري قابلت حد مفتري مثلها.. لا رجّال ولا مرة..
بس عشانك يا شهاب بأبلعها.. مع إني حاس إني بغص فيها.. نشبت في بلعومي
.
يمكن عشان كذا ما تزوجت..
شهاب يقول ما تزوج من خواته إلا الوسطانية بس..
من المجنون اللي بيأخذ وحدة مفترية مثل ذي؟!
تقشره وتأكله وبكل براءة وأناقة.. كنها ما سوت شيء..
.
وبعدين كيف وحدة بعمرها وهذا مستواها وعادها ما تخرجت من الجامعة؟!
هذي مفروض معها دكتوراه بالراحة..
مامر علي عربية كذا..
ولا حتى غير عربية!!
طريقتها في الكلام بروحها مستفزة من قد ماهي ذربة ورزينة وراقية وأنيقة
وفي نفس الوقت حادة وسليطة ومتسلطة ووقحة..
أشلون اجتمعت فيها ما أعرف.. ما أعرف)

فُرات استجمع نفسه ببراعة الخبرة الطويلة وهو يهتف بحزم بالغ:
أحسنتي يا جليلة أحسنتي.. صياغة بارعة لأفكارك.. ولكل مقام مقال..
والحين خلونا نكمل من مكان ما وقفت زميلتكم..
ثم اردف بنبرة مقصودة: وسنرى بالحقائق التاريخية الدامغة إنه أكثر حد استخدم سلاح الميكافيلية هم الإمبرياليين أنفسهم..



********************************



" اثنين ونص للميكافيلية على حساب الإمبريالي"

ضحكت الجليلة: حسبي على إبليسش لا حد يسميني الميكافيلية تلصقون الاسم فيني...

ضي بمرح: مثل ما لصقتي اسم الإمبريالي فيه.. كما تدين تُدان..

الجليلة بابتسامة: وليه اثنين ونص تحديدا.. ليه مو ثلاثة وإلا اثنين؟؟

ضي ضحكت : حققتي عليه انتصارين ونص... وهو حقق نص انتصار..

أميرة همست بإبتسامة: كأنش احرجتيه جيلو؟!

الجليلة بثقة: ما أتوقع أبدا إني أحرجته.. وإذا صار فهو اللي أحرج نفسه.. أنا ماجيت جنبه.. هو اللي مسكون ومفتل..
أنا الحين شايله له جميله مع شهاب على رأس رأسي..
يجيني في المحاضرة نافش ريشه عليّ عشان هو الدكتور وأنا الطالبة...

أميرة بذات الابتسامة: أنا بصراحة مافهمت كثير من اللي قلتيه له..
بس شفت وجهه تغير لثانية..

جليلة بذات الثقة: يستاهل وقليل في حقه..
أنا بصراحة جدا مقدرة موقفه الرجولي مع شهاب.. ومهما أشكره عشانه شوي في حقه..
بس ذاك موقف فرات مع صديقه..
بس موقف فرات الدكتور مو منطقي ولا عقلاني..
يعني الموقف الأول اللي صار أنا غلطت عليه وفي محاضرته ..
واللي هو سواه حقه ونص.. ما أقدر أقول ربع كلمة.. الغلط راكبني من ساسي لرأسي..
بس موقف اليوم عشان سميته إمبريالي.. هو ما سمعها مني في المحاضرة ولا قللت احترامه أبدا في أي محاضرة..
هو سمعها خارج المحاضرة وفي مكان خارج الجامعة وجاء ينتقم مني في المحاضرة..
وهذا شيء أبدا ماله حق فيه.. ولا هو تصرف أكاديمي لائق.. عشان كذا يستاهل كل اللي جاه..

ضي تنظر في ساعتها وتهتف بنفاذ صبر ومرح: خلصونا ما يسوى علينا الإمبريالي والميكافيلية.. أنا جوعانة.. مابعد أفطرت..
غالية تنتظرنا في مجمع المطاعم..
اليوم هي اللي عازمتنا أم سعود..



**********************************



"جدي جبران"

الجد جبران يلتفت لفهدة الصغيرة التي جاء لأخذها بنفسها من المدرسة كما يفعل في معظم الأيام.. وهتف بحنو بالغ: لبيه يا عيون جدش جبران..
تدللي وش تبين؟؟
تبين نمر الجمعية وإلا مطعم؟؟
تدللي..

فهدة بخفوت وحرج: أنت موب وعدتني تجيب أمي؟؟ ليه ما جبتها للحين

ابتسم الجد جبران بحنو: يا أبيش وش الحين.. انتي توش واصلة قبل أمس عصر السبت..
واليوم عادنا يوم الاثنين عند الظهر..
عطيني وقت يا أبيش..
الأمر يبي ترتيب.. ولا تحاتين جدش جبران لا قال فعل..
وجدش بدأ يتحرك.. من يوم السبت..
بس اصبري شوي...

فهدة برجاء طفولي مغلف بروحها العنيدة: بس ما تقول لها إنك جبتها عشاني.. أنا مالي شغل..

ابتسم الجد جبران: أبدن.. أنتي مالش شغل.. أنا اللي جبتها من كيفي.. وإن شاء الله قريب وأمش عندش..

حينها ابتسمت فهدة بدلال: أجل خلاص ودني باسكن روبنز أبي آيسكريم..

الجد ابتسم بسعادة رؤية ابتسامتها يحلق بروحه.. أشار للسائق بيده: روح للي الشيخة فهدة تبيه..لو هو في المريخ..



*********************************




"صيتة روعتيني.. هذا عبود زين..
ليه قلتي لي تعال الحين وضروري
أنا مخلي وراي اجتماع مهم"

صيتة همست بقلق وهي تدور حول السرير.. وتتفحص جسد الصغير.. وتراقب أجهزته الحيوية.. ولا يبدو لها أن هناك شيء غير معتاد:
سند اليوم الأطباء مو طبيعيين.. من قد ما سوو له فحوص وسحبوا دم..
تروعت.. سألتهم.. يقولون مافيه شيء.. فحوص روتينية..
قلت يمكن ما يبون يقولون لي أنا شيء..
اسألهم أنت..

نقلت إحساسهم بالقلق لسند الذي غادرها ليتكلم مع الأطباء... عاد لها بعد نصف ساعة وعلى وجهه علامات ارتياح وهتف بهذا الارتياح بتلقائية:
والله العظيم قالوا لي إنه عبود ما فيه شيء مهوب طبيعي..
وإنهم قاعدين يسوون فحوص روتينية عشان يسوون تحديث لسجلات حالته..

حينها جلست صيتة بانهيار على الأريكة بعد نهار طويل من شد الأعصاب..
وهتفت بهذا الانهيار: حسبي على إبليسهم صبوا عظامي..

سند جلس جوارها ومد ذراعه واحتضن كتفيها وهمس لها بحنو: حبيبتي هدي أعصابش.. هذا هو قدامش طيب ولا فيه إلا العافية..

كان يهمس بهذه الجملة لها وهو يهمس في داخله بإلحاح ورجاء (يارب ما تطق.. يارب ما تطق.. يارب ما تطق)

كان أقصى آماله ألا تهرب فقط.. أن تسمح له بهذا القرب المبتور.. أن يشعر بحرارة جسدها ملاصقة له بأي شكل..
لذا كانت صدمته الكاسحة أنها استكانت في حضنه.. وأسندت رأسها لكتفه وهي تهمس بإرهاق ووجع:
ياربي ياسند مت من الخوف عليه.. مت..أحس أعصابي ذابت..

كانت دقات قلب سند تتصاعد بعنف.. يا الله يا الله لأول مرة منذ زواجهما لا تنفر من قربه أو تهرب عند أول ملامسة حميمة..
يشعر أن قلبه سيقفز خارج أضلاعه..

و لأن المحب بطبعه طمّاع.. كان سند يعاني ليبقى الوضع طبيعيا على ماهو عليه..
حتى لا تجفل هي.. وهي لأول مرة تمنحه سعادة القرب هذه..
رغم أنه كان يتحرق لينقل هذا القرب لمستوى أكثر قربا.. كأن يمد يده الأخرى لخصرها حتى يحتضنها فعلا..
أو يقبل رأسها المستكين تحت ذقنه.. وهو يشعر برائحة شعرها تتسرب عبر شيلتها لتصيبه بالدوار..
ولكن هذا الصراع في نفسه تم بتره وهي تتخلص من حضنه برفق وتقف لتهمس بخجل:
آسفة سند خربت عليك اجتماعك..
تبي ترجع الشغل؟؟

لم يستطع أن يقف وهو يشعر بانفعال كبير مبتور من كل ناحية.. فلا هو بقي محتفظا بما حظي به.. ولا هو نقله لمستوى أعلى..
ولكنه سعيد سعيد.. بما حظي به اليوم.. يعده أجمل ماحصل له منذ وقت طويل.. لم يعش فيه أي سعادة حقيقية..

هتف لها بحزم: لا أنتي اللي روحي البيت.. أنا خلاص مارح أرجع السفارة..




*************************************



"ضي خلاص..
من أمس واحنا في نفس الموضوع"

ضي بحزم: لا مو خلاص يا أم سعود يا العاقلة يا الراكدة..
هذا تصرف اللي تصرفتيه؟!!
ما أعرف اشلون أساسا فكرتي ذا التفكير من أساسه..

تنهدت غالية وهي تجلس على الأريكة في الصالة الصغيرة المرفقة بغرفة ضي وهمست بألم: جعلش ما تجربين شعور الغيرة..
يذبح يا ضي يذبح.. وخصوصا مع حبي الكبير لجابر وثقتي العمياء فيه قبل..
أنتي ما تتخيلين صدمتي يوم سمعت صوته..
جابر!! جابر!! يسويها...
كنت بأموت من القهر والوجع فعليا..
أنا حسيت أساس حياتي انهار قدامي.. أنا أشوف جابر شيء أسطوري فوق الناس..

ضي استدارت من خلف الطاولة لتجلس مقابلا لها وهي تهمس بحزم:
غالية.. تدرين وش مشكلتش؟؟
أنتي كنتي عايشة مرتاحة ومبسوطة مع زوج يحبش..
وعندكم ولد هادي ذكي يجنن لا هو صيّاح ولا متطلب.. وباقي لش سنة وتخرجين..
وكل شيء جميل ووردي..
قلتي ليش ماعندي مشاكل ياربي؟! لازم أخترع لي مشكلة من تحت الأرض..

غالية بعتب: ضي لو سمحتي.. لا تسخفين من مشاكلي..

ضي بذات الحزم: اسمحي لي يا أم سعود... بس بسخفها.. لأنها سخيفة.. مع احترامي لش..
ومحبتي لش اللي تعرفينها زين..
يا الخبل..رجالش عمره 34 سنة.. رائد في الجيش.. الفرض ما يفوته في المسجد..
وش المغازل اللي عاده بيغازله الحين؟؟
لا و زود على شكش اللي ماله معنى ولا سبب.. تروحين تسمعين جابر التسجيل..
أنتي ما استحيتي من ذا التصرف؟!!
تدرين إن جابر كان ناوي يودي التلفون الشرطة عشان يعرف من صاحبة التلفون
أنتي متخيلة الحرج اللي كنتي بتحطين كل الناس فيه؟!!..
رجالش وأنتي وصاحبة التلفون اللي أصلا ماتدري عنه.. وناسيته وناسية رجالش فوقه..
تجون تطلعون لها مشاكل من تحت الأرض مادرت عنها..

غالية بحرج: وأنا وش دراني إن إخيش كان ناوي يسوي كذا؟؟

ضي قامت من مكانها لتجلس بجوار غالية وهي تحاول أن تخفف من نبرتها الحازمة :
غالية ترا جابر صبر كثير..
والله موب عشانه أخي.. بس ماحد يصبر صبره.. سنة ونص وأنتي مسوية المحقق كونان عليه..
والمشكلة يحلف لش برب العالمين إنه تاب لرب العالمين..
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " من حلف بالله فليصدق ، ومن حُلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض فليس من الله"
يعني أنتي كيف تفكرين؟؟ كيف مخش متركب؟؟
لحد الحين أحاول أفهم سبب ذا الفيلم كله.. موب ملاقية سبب مقنع..
سمعتي رجالش يكلم وحدة في تسجيل عمره أقل شيء تسع سنوات
وهو ما أنكر.. قال لش كنت أكلم.. وتبت لرب العالمين من أكثر من ثمان سنين..
يعني قبل يتزوجش بخمس سنين..
على أيش تحاسبينه الحين.. أبي أفهم..

غالية بإصرار مرهق: وش يدريني إنه تاب؟ يمكن يكذب عليّ؟؟

ضي تمسك رأسها بيدها وتهمس بألم: حسبي على أبليسش يا غالية يا بنت أم خالد كنش نشفتي ريقي وخليتيني أصدع..
ثم أردفت برجاء: غالية ولا عليش أمر عطيني بنادول على مكتبي.. والماي جنبه..

تنهدت غالية باهتمام وهي تقف: ضي حبيبتي أنا وجابر بنحل مشكلتنا..
وتأكدي إنه كل اللي قلتيه صح.. وأنا عارفة إنه صح..
بس عطيني وقتي..

غالية أحضرت البنادول وقنينة الماء ..
مدت غالية القنينة إلى ضي التي تناولتها باليمين بينما غالية استخرجت حبة البنادول وهي تهمس بمودة:
أحط الحبة في ثمش؟؟

ضحكت ضي رغم شعورها بالصداع: حسبي على إبليسش شايفتني بزر تحطين الحبة في ثمي..
حطيها على ظهر ذراعي بس..

غالية وضعت حبة البنادول على ظهر ذراع ضي اليسار وهي تنظر إلى المكان الضامر المختفي من يدها..
الذي تحرص ضي على تغطيته بغطاء ضاغط كالقفاز تُفَصِّله بنهاية مطاطية تحيط ذراعها كالأسورة..




***********************************




"نوّرت الدوحة يا أهل مكة..تقبل الله طاعتكم"

همست أم سعود بمودة وهي تتلقى قبلات مها على رأسها وكفيها للمرة الثالثة ربما:
منا ومنش صالح الأعمال إن شاء الله
وإن شاء الله أنتي بعد تخلين بناتش عندي وتعتمرين.. وإلا تحجين أنتي ومتعب...
من يوم أعرستي وأنتي لاهية مع ذا البنات..

همست مها بنبرة مقصودة وهي تصب فنجان قهوة لسعود وتمده له وتنظر له نظرة مباشرة:
خلي سعود يرخص لنا ونروح إن شاء الله..

أم سعود جلست وهي تهمس باستغراب: وش دخل سعود فيكم؟ هو مربطكم؟؟

ابتسم سعود بتلاعب : شفتي يمه تجيك التهايم وأنت نايم.. يا ويش دخلني فيها هي ورجالها..
تبون أحجز لكم على حسابي يعني؟!! .. حاضر تدللوا..

ابتسمت مها بتلاعب مشابه: أبد نبي الفكة وبنحجز بروحنا.. مانبيك تحجز...
ثم أردفت بمودة: وحشتنا يا حضرة الرائد.. عسى ما تعبت؟؟

ابتسم سعود بمودة مشابه: الحمدالله مابه تعب.. أول يوم كنت مرهق من الطيارة كانت رحلة متعبة..

أم سعود وقفت وهي تهمس بتلقائية: أنا كني دانة و الجازي بقوم أسبح.. وأرتب أغراضي.. ولا صليت المغرب جيتكم..

مها انتظرت حتى توارت والدتها داخل غرفتها ثم همست لسعود بحزم: سعود ممكن أروح لبيتي الليلة؟؟

سعود وقف وهو يقول بحزم أشد: لا منتي ب رايحة..

مها باستغراب: زين ليش؟؟ قل لي أسبابك؟؟

سعود تنهد بحزم وهو يستعد للتوجه لأعلى: أنا توني واصل مالي نص ساعة..
خليني أتكلم مع متعب أول.. وأشوف ترتيبه..

مها بغضب وهي تقف: وش ترتيبه؟؟.. مرته ما تدخل بيتي..

سعود كان قد وصل أول الدرج التفت لها وهتف بحزم: أنتي اللي طلبتي منه يتزوج..
مالش حق الحين تحددين وين بيحط زوجته..
عنده بيت وش كبره تطارد فيه الخيل.. وش يحده يتشحطط يأخذ بيت ثاني؟..
بيحطها في الدور اللي تحت..
وأنتي مكانش مثل ماهو ماحد بجايه..

مها كانت قد وصلت له وهي تنظر له بعينين متسعتين بصدمة: وهذا كلامك وإلا كلامه؟؟

سعود بذات الحزم : مها لو سمحتي.. خليني أحل الموضوع مع متعب.. وعقب نتفاهم أنا وأنتي..

حينها شدت مها جسدها وهي تهتف بحزم بالغ: دامك تبي تفاهم معه.. قل له..إذا بيدخلها عليّ في بيتي.. يعطيني ورقتي أول..

حينها نظر لها سعود بغضب حقيقي: إص ولا كلمة.. خبزن خبزتيه يا الرفلاء اكليه.. أنتي اللي طلبتي منه يتزوج..
والحين صار بيتش أعز عليش من رجّالش يا اللي ما تستحين؟!!
يعني مستعدة تخلين عن متعب.. وبيتش لا... يا كبر العيب يا بنت سعيد!!
هذا هو السنع اللي مفروض تعرفينه يا أم ريم؟!!

سعود أنهى عبارته وتركها خلفه تحترق وتترمد من الغضب على متعب والحرج من سعود والفوضى العارمة في داخلها..
تركها وصعد للأعلى.. يريد أن يستحم قبل صلاة المغرب..
وفي داخله غضب شاسع على مها.. وغضب أكبر على من تنتظره في الأعلى..
التي لم يتبادل معها في خلال هذين اليومين إلا كلمات معدودة..
وهو يتجنب حتى أن ينظر في عينيها قصدا..
أبدا لم يكن يهدف إلى أن يعاقبها بهذه الطريقة.. فهما تجاوزا فكرة العقاب.. هما أكبر منها..

لكنه غاضب منها فعلا.. عاجز عن تقبل تصرفها الذي أوحى له بوجود خلل كبير في علاقة كان يظنها العلاقة الأكثر المثالية في العالم كله..
هو ودانة أكثر من زوجين اعتيادين في علاقة زواج مهما كان فيها من الحب..
وهو ودانة روحين متمازجتين.. مرا بالكثير معا.. ومامرا به من الألم طهر روحيهما وصهرها في بوتقة واحدة..

حين دخل كانت دانة أنهت استحمامها و تبخر شعرها..
علق غترته وهو يهتف بنبرة محايدة دون أن ينظر لها: اجهزي.. أنا باسبح وأوديش بيت هلش..
وأصلي المغرب مع عمي في مسجدهم..

تنهدت الدانة وهمست لنفسها بحسرة وهي تراه يدخل الحمام ويغلق بابه:
مطولين كذا يا سعود؟!

تجاهل سعود لها يقتلها..
تجاهل سعود لها أشبه بانها أصبحت غير مرئية لكل هذا العالم..
كانت تشعر بالغربة والوحشة..
لأول مرة منذ ست سنوات ينام وهو يوليها ظهره.. وهي من اعتادت ألا تنام إلا في حضنه أو وهي تنظر لوجهه حتى تنام..
تشعر بأقطار الكون تضيق عليها..
وأكسجينه ينفذ..



*******************************



"يبه شيء موجعك؟؟"

أبوخالد يلتفت لمحمد وبجواره سعود ويهتف بمودة عميقة: لا يا أبيك مافيني شيء..
ثم أردف بالتساؤل: بتروحون عشاء شهاب آل حزام؟؟

سعود بمودة: إيه طال عمرك بنروح.. جايين أنا ومحمد نسلم عليك وبنروح حن وإياك كنه ودك..

أبوخالد برفض ودود: لا جعلك ذخر.. عشاء في فندق في آخر الدوحة.. ويمكن يتأخرون وأنا مالي جلد على السهر..
وأنا قد جيت شهاب وسلمت عليه.. وباركت لعبدالمحسن..
غير عشاك بكرة عندي.. ووالله ما تقول شيء..

سعود برفض حازم: استغفر يبه.. بأتعشى معك أنا ومحمد من عشا بيتك..

أبوخالد برفض أشد: هذا حق جيتك من بيت الله الحرام..

فهتف محمد بمودة لينهي جدل الاثنين: جعلك على القوة يبه..تحطه على رجعة خالد إن شاء الله..
ثم أردف بتلقائية: خالد كلمك؟؟

أبوخالد بتلقائية مشابه: إيه كلمني كم مرة..التوقيت بيننا وبينهم فيه فرق.. هم سابقينا بخمس ساعات..
الحين عنده الساعة 12 في الليل..
ثم أردف بتساؤل: ماكلمك؟؟

محمد بتلقائية: بلى جعلك ذخر كلمته وكلمني..ونشدته من شغله... وإن شاء الله مهوب مبطي..

ثم وجه أبوخالد نفس السؤال لسعود.. الذي رد عليه بحزم: بلى كلمني أمس واليوم..
ووصاني على شيء بكرة بأروح أنا وإياك نسويه..
ودامك حلفت عليهم كلهم... أنا بحلف عليك قدام تحلف علي..
والله ثم والله ما تقول شيء.. وأن أروح بكرة أنا وإياك المستشفى نفحص..
ووالله ثم والله إن تروح معي بكرة ... أنا مادريت إنك عادك معيي من الفحص لين الحين..
خالد أصلا خذ لك موعد بكرة... ولزّم عليّ أروح معك..

تنهد أبو خالد بحزم وهو ينظر لابني شقيقه اللذين لا تقل معزتهما عن معزة خالد وهو يشعر أنه بات مجبرا أن يخبرهما بما يخفيه:
وليه أروح وأفحص وأنا قد فحصت وأعرف وش معي..



***********************************



" هانيك مازرت يا أبو سعيد..
تقبل الله طاعتك وعمرة مبروكة إن شاء الله"

يهتف سعود بجمود وهو ينظر لجابر الذي يجلس جواره في عشاء شهاب في الشيراتون: هانيك خير وعافية..

جابر باستغراب: وجهك أنت ومحمد مهوب زين من يوم دخلتوا.. فيه شيء؟؟..

سعود بحزم وجمود: بعلمك بعدين..

كان جابر على وشك التعليق حين رن هاتفه.. كان حوارا قصيرا ومحددا.. أثار استغراب سعود المثقل بالكثير من كل ناحية..
حين انتهى الاتصال هتف سعود بتساؤل: جابر أنتي تبي تسافر علاج.. عشان من؟؟

هتف جابر بحزم: عشان أختي.. صار لي فترة أبي نسافر.. بس كنت أبيها تتخرج أول..
كفاية اللي قد راح عليها... وخلاص الفصل هذا أخر فصل لها. شهر يناير تخرجها..

سعود باستغراب: ليه أختك وش فيها؟؟

جابر لا يريد التحدث.. لذا هتف لسعود بمودة: أنت اللي علمني وش فيك..

سعود زفر بقوة: بعلمك بس موب الحين.. موب وقته ولا مكانه..
.
.

"المتزوجة من خواتك.. هذا هو رجّالها.. محمد آل جراح؟؟.. صح؟"

شهاب بجموده المعتاد وهو ينظر مع فرات نحو محمد الذي كان يجلس بجوار تركي..
يتحاور معه.. ويبدو على ملامحه علائم تفكير: إيه .. محمد ولد خالة تركي..
أتذكره وهو صغير.. حتى الحين ما أعرفه عدل..
عمي عبدالمحسن اللي زوجه إياها..
راح العمر يافرات ماعرفت عن هلي شيء.. ولا اتخذت أي قرار يخصهم..

حينها بدأت أسئلة فرات تتجه اتجاهات لا يعلم هو نفسه ماذا يقصد منها وهو يسأل شهاب:
طيب ليه أبو متعب يزوج الصغيرة قبل الكبيرة؟؟

شهاب بتلقائية: أول شيء الكبيرة في خواتي أكبر من محمد أصلا..
عدا إنها كانت رافضة الزواج بالمطلق..
ثم أردف بشجن عميق: ضاع عمرها وهي متحملة مسؤولية أخواني.. اللي كان مفروض تكون مسؤوليتي أنا.. ربتهم كأنها أمهم..
والحين خلاص أنا رجعت.. لازم هي تشوف حياتها..

فُرات بحزم: إذا كبيرة كذا..ما أتوقع إنه عاده ممكن يجيها حد.. فلا تحس بالذنب يا أخيك..
الزواج مو شيء ضروري في الحياة.. وجعلك ذخر لها..

شهاب نظر له باستغراب: عليك أفكار تجلط يا فُرات ..
ثم أردف بحزم: إلا إن شاء الله بتتزوج ويكون لها عيال وحياة مستقلة.. مارح أضيع من عمرها أكثر من اللي راح..
ومساعد يقول لي إنه مازال لين الحين يجيها رياجيل فيهم خير.. بس هي اللي ترفض..
مساعد ماكان يقدر يجبرها.. لكن أنا أقدر..

لا يعلم فُرات لما شعر بشعور غريب يشبه الضيق.. أن تلك المرأة القوية المثقفة المختلفة عن أي امرأة عرفها.. قد تخضع لرجل ما.. يكون له سيطرة على كل مافيها..
وهو يرجو في داخله ألا يكون شهاب قادرا على إجبارها كما يقول..

قاطع شهاب أفكاره وهو يهتف بمودة: الوالد وينه ماجاء؟؟
والله لو أنا داري إنه مهوب جاي الليلة.. كنت جيته اليوم العصر؟؟

ابتسم فرات بمودة عميقة.. فذكر والده يبعث في روحه سماوات من السكينة والمحبة المتجذرة:
والله يا شهاب إنه ما يجي أغلى منك.. بس الأجواء ذي ما يحبها ولا يرتاح فيها..
وهو قال إنه بيسير عليك في مجلسك..

شهاب برفض قاطع: والله ما يجيني.. بكرة الوقت اللي بيكون هو فيه قاعد في مجلسك أنا بجيه.. بخلي مساعد يجيبني..

حينها ابتسم فُرات: مساعد ماشاء الله عليه.. مابقى حد في الدوحة ما عزمه..
متى لحق يعرف ذا الأمة كلهم؟

ابتسم شهاب: شفت توارد الأفكار العجيب.. سألته نفس السؤال.. من يوم كان يوريني قوائم المدعوين المنظمة تنظيم عجيب بأرقام التلفونات..
قال لي من التطوع.. صار له عشر سنين وهو يتطوع في كل شيء يخطر على بالك..

هتف فُرات بإعجاب وجدية: أجل بحجزه أول مايتخرج يشتغل معي شركتي في العلاقات العامة..

حينها هتف شهاب بحزم وعملية: تبيه يشتغل معك.. بيشتغل معك بارت تايم بس..
مساعد عنده أصلا سبونسر من بداية دراسته الجامعية.. ومعروض عليه وظيفة في مكان ممتاز..
وعلى العموم هذا قراره هو.. لكن أنا هذا رأيي..

(نظام السبونسر أو الرعاية... أن تتولى جهة ما .. دفع راتب موظف للطلبة المميزين بعد توقيع عقد معهم.. بحيث يعد موظفا في تلك الجهة من ذلك الوقت..
حتى تضمن تلك الجهة أن يلتحق بها الطالب فور تخرجه)

.
.
.


"مساعد.. متأكد العشاء بيكفي؟؟
أحس إنك دعيت كل سكان قطر.. باقي بس أمي وخالتي أم سعود مادعيتهم..
وأكبر علي الحلاق.."

ابتسم مساعد وهو يرد على متعب: دعيت أكبر علي.. بس اعتذر يقول عنده شغل..
ثم أردف بجدية باسمة: متعب أنت معي في الحجز..
وعارف إن العشاء أكثر من عدد المعازيم..

ابتسم متعب: داري وكنت أقول لك العشاء كثير.. لأني بصراحة ما توقعت ذا العدد من المعازيم.. لكن يوم شفتهم انصدمت..
أكثر من عرسي حسبي على إبليسك..

غمز مساعد: أعرس مرة ثانية .. وأنا بعزم لك أكثر من ذولا..

ضحك متعب: لا دخيلك .. يا الله بنا عرس واحد.. وش حادنا على الشقاء..

مزح مساعد ذكّر متعب بما لم ينساه.. وهو يقف متوجها لسعود الذي يحمل الليلة على كتفيه حمل جبل..
وصل لمكان جابر وسعود.. وكان سعود حينها مستغرقا في التفكير.. متعب أشار بعينيه لجابر..
وعشرة العمر الطويلة تجعل التفاهم أسرع وأيسر وأكثر سلاسة.. جابر فهم فورا أن متعبا يريد سعود في موضوع خاص..
لذا انسحب بهدوء دون أن يشعر سعود متوجها لمكان تركي ومحمد لينضم لهما..
أيقظ سعود من أفكاره همس متعب بحزم وصوت منخفض: اللي ماخذ عقلك..

تنهد سعود بحزم مشابه: ماخذه انت ومرتك..

رد عليه متعب بذات الحزم: خل مرتي ترجع بيتها.. واطلع من بيننا.. وريح عقلك..

سعود بصرامة: آسف.. مافيه رجعة الحين..

متعب باستغراب كبير لا يخلو من غضب: سعود وش ذا الرفض الغريب غير المبرر؟؟
إذا مرتي اشتكت لك مني.. أراضيها مثل العالم والناس.. وترجع بيتها..
ترا ما يصير عشان أنت ولد خالتي ونسيبي ورفيقي إنك تلوي ذراعي بغلاك..
أنا أبي مرتي وبناتي..

سعود تنهد وهو يزفر بقوة: متعب طالبك إذا لي غلا عندك... ترا ربي مشغلني بموضوع ما أقدر أفكر في شيء غيره الحين..

متعب شعر أنه ربط يديه فعلا بغلاه اللا محدود.. وهو يهتف باستسلام رغما عنه:
سعود لي 4 أيام ماشفت بناتي.. اتق الله..

سعود شعر بحزن متعب يصل إليه بوضوح ويعلم أن هذا الأمر كله كبير عليه..
وأنه يفعله من أجله تقديرا وإعزازا: إذا قدك تبي تشوف بناتك .. دق علي ..
بس مها ما تكلمها .. ولا تراسلها.. أرجوك متعب..
خلني أحل الموضوع بطريقتي وعلى رواق..
وما يصير الا اللي يرضيكم اثنينتكم..




***********************************



" سيدة ملعقة ليش مارقدتي للحين؟؟؟"

فهدة بتأفف وهي تنظر لعمتها التي جلست جوارها: ترا الساعة مابعد جات تسع..

ضي تبتسم وهي تدغدغها : طيب مفروض إنش ترقدين قبل تسع أصلا..

أم جابر كانت من ردت وهي تهمس بحزم: بدل منتي قاعدة تفلسفين.. روحي معها غرفتها ورقديها..

ضي ضحكت: فهدة الكبرى .. أنتي دايما عجلة عليّ.. والله توني بقول لها.. قومي غرفتش أرقدش..

فهدة بذات التأفف: ومن قال إني بزر وأبي حد يرقدني..

ضي بحنان باسم: أنا اللي أبي حد يرقدني.. قدامي رقديني في غرفتش..
كابتن هوك يبي حد يرقده..

(كابتن هوك هو القرصان مقطوع اليد في قصة بيتر بان..وألد أعداءه بيتر بان والتمساح)

فهدة ضحكت: قدامي يا كابتن هوك.. قبل أنادي لك التمساح.. وإلا بيتر بان..

ضي غمزت بعينها بمرح: ظنش من أكثر واحد يليق عليه دور التمساح.. جبران وإلا فهدة الكبرى وإلا عمش جابر؟؟

قالتها وهي تشير لأمها في الخفاء.. بطريقة مرحة.. وهي تعلم أن أمها تراها..

أم جابر ضحكت ضحكة مكتومة وهي تقول لضي بغضب مصطنع: شايفتش يا اللي مابه تمساح غيرش..

أمسكت فهدة بالمنطقة المغطاة من يد ضي وهي تهمس برجاء: عادي أشيل الغطاء ذا.. بس مرة.. بس مرة وحدة..

ضي برفض قاطع باسم: ممنوع منعا باتا يا سيدة ملعقة.. هذا هو سلاحي الخاص مثل المنجل في يد كابتن هوك.. كابتن هوك ما يشيله وأنا ما أشيله..

قالتها وهي تتأبط ذراع فهدة بحنو وتتجهان سويا لداخل غرفة فهدة.. وصوت ضحكاتهما مازال يتعالى..

لينهار قناع الابتسامة على وجه أم جابر.. وتخر دمعة خائنة مسحتها بطرف برقعها..
روحها مثقلة بحزن تجذر في روحها .. تجابهه بصلابتها وقوة شخصيتها..
رغم أن داخلها يذوي.. فماعاد بها من القوة مثل ماكانت..
إن كان صقر قد ارتحل.. وترك غيابه جرحا لا يندمل.. قبل رحيله وبعد رحيله..

فهذه الصبية أمامها هي كل الجراح التي تأبى الاندمال..
تراها أمامها قوية.. باسمة.. مرحة.. رغم كل ما تعانيه..
كانت قد حرصت أن تبقيها هكذا من صغرها.. دون أن تعاملها أي معاملة مشفقة قد توحي لها أنها ضعيفة..
زرعت في داخلها الاعتزاز باختلافها.. وأنها ليست أقل من سواها بأي شيء..
وأن كمال الإنسان بروحه.. وليس بأطرافه..
وأن الله يأخذ منا أشياء لكنه يهبنا أشياء أكثر.. وأن ما يأخذه منا.. يعوضه لنا العوض الجميل في الدنيا والآخرة..
سعيدة وهي ترى جمال روح ابنتها وقوتها.. ومرحها.. وكمال عقلها..
ولكنها ماعادت تستطيع منع روحها من الحزن.. فهي كبرت في العمر..
والسنون أثقلتها وكسرت ظهرها..
والضربات القاصمة أعطبت الكثير في روحها..
مازالت فهدة هي مصدر قوة لها لأنها تحتاجها..
ولذا هي قوية من أجلها..


*********************************



"سعود وش بنسوي مع عمي؟"

سعود يزفر وهو يلكم مقود السيارة بغضب: اشلون ما انتبهنا له.. واشلون خليناه لين وصل ذا الحالة كأنا ما نشوفه كل يوم؟؟

تنهد محمد بضيق: سعود عمي بالمجمل كانت صحته زينة.. بس تالي صرت تحسه مرهق..
وكنا نظنه تأثير العمر..
ومع كذا كلنا حاولنا نوديه يفحص بس هو ما رضى..

سعود بذات الغضب: مالنا عذر.. مالنا عذر مهما حاولنا ندور عذر...

محمد بحزم: زين ما نبي أعذار.. وش بنسوي الحين..

سعود بحزم مشابه: أول شيء لازم أقابل دكتوره وأتاكد منه من كل التفاصيل..
ولا تشغل بال خالد في شيء..
لا تعلمه بشيء.. خله لين يجي...

محمد بقلق: بس أنت عارف إنه في ترتيبات كثيرة لازم نسويها..
ولازم نسويها في أسرع وقت..

سعود بحزم: بنسويها أنا وأنت.. خالد والبنات أجلهم الحين ما أبيهم يدرون لين أتاكد من كل التفاصيل..
بكرة بقابل الدكتور...

محمد بحزم مشابه: تراني بأروح معك.. أول ما تأخذ الموعد منه.. دق علي بجيك..



*************************************



" علوم عشاكم ؟!"

خلع شهاب غترته وناولها الجليلة وهو يدلك فروة رأسه ويهتف بابتسامته الجامدة:
أنا وذا الغترة متخالفين.. 17 سنة مالبستها.. أحس كني بزر توه أول مرة يلبس غترة..
وعشانا أبشرش كان تمام التمام.. جعل خير أبوطالب واجد.. وعقبال ما أسوي أنا له عشاء تخرجه وعرسه..

الجليلة تضم غترته وتهمس بمودة عميقة: أشيخ واكشخ من لبس غترة.. وجعل فيه العافية عشاكم..

شهاب جلس وهو يهتف بحزم: اقعدي أبي أقول لش شيء..

الجليلة جلست وهي تهمس بذات المودة: قول فديتك..

شهاب بذات الجزم: يوم الجمعة ليلة السبت.. فرات عازمنا على مزرعته
عشاي عنده بنمسي هناك.. ونرجع السبت.. وبتروحون معي كلكم حتى بثينة..

الجليلة اتسعت عيناها بصدمة سيطرت عليها فورا وهي تهمس برفض حازم: أنت تعشى عند رفيقك جعل فيه مليون عافية لك ولمساعد..
لكن أنا وخواتي ما احنا برايحين..
مالنا عازة.. اسمح لي فديتك

تنهد شهاب وهو يشد على كفها: جليلة عشان خاطري أنا.. فرات ماعنده الا بنت واحدة
مسكينة لا عندها خالة ولا عمة.. ودايما بروحها..
اكسبوا فيها أجر ذا اليتيمة.. وسعوا خاطرها..
بعدين انتوا بتكونون بروحكم معها.. ولا حولكم حد من الرياجايل..
وبيروحون معكم بيت عمي عبدالمحسن.. ويمكن مرت متعب بعد..

تنهدت الجليلة وزفرت وهمست بمودة لا تخلو من ضيق: عشانك أنت بس يا شهاب..
وإلا أنا الروحة كلها رافضتها..

ربت شهاب على يدها وهتف بمودة: داري يا أخيش داري.. الله يكبر قدرش..
اعتبريه تغيير جو.. قبل تبدأ امتحاناتكم النصفية..
ثم أردف بأمر ودود حازم: ولا عليكم أمر.. حطوا لي فراش في غرفة أميرة..

حينها ضحكت الجليلة.. وابتسم شهاب نصف إبتسامة: أكيد أميرة كانت تمنى إني بأرجع من العشاء وأنا ناسي موضوع سهرتي معها في غرفتها..

الجليلة بصدمة لطيفة: كيف دريت يا السكني؟؟

شهاب يقف وهو يهتف بذات الابتسامة: ما يحتاج يجيني الإلهام.. أختش مفضوحة..
أنا بأروح غرفتي أتسبح وأصلي قيامي وأقرأ وردي..
وعقب بجيها..
وأنتي تعالي اسهري معنا شوي.. بعدين روحي.. أدري وراكم جامعة بكرة..ووراي معكم..



********************************



كان سعود يدخل إلى غرفته وهو يشعر بالهم من رأسه حتى أخمص قدميه..
فهذا الخبر الذي ألقاه عليه عمه كالقنبلة.. كان قنبلة فعلا...

كان يدخل وعيناه تبحث عنها..
ليس غاضبا منها ولا بأي شكل من الأشكال..
لم يعد عاتبا حتى!
الأشياء الكبيرة تجعلنا نعيد توازناتنا بين الأهم والمهم..
الآن ماعاد شيء مهم إلا أنه يريد أن يحتضنها ويخبرها ألا تخاف
لأنه جوارها.. وجوار عمه..
ولن يتركه أبدا..
أن يحتضنها ليخفيها عن الحزن والضيق ويبعدهما عن روحها الغالية..
كان يخطو داخل غرفته وهو مثقل بكل هذا..
ويريد أن يسكبه بين يديها..
دخـــــــــــــــل..
ليجدها نائمة.. لم يكن يعلم أنها ليست نائمة..
ولكنها محض مرهقة من كل هذا.. لن تحتمل أن تنام الليلة وهي تراه يوليها ظهره..

شعر برغبة عارمة أن يتنزعها من السرير ليزرعها في أحضانه..
ولكنه يشعر بالضغط النفسي من موعده في الغد مع الطبيب..
ولا يريد ضغطا نفسيا إضافيا لذا قرر تركها تنام..





************************************



"ياحرم متعب .. أنا جاية تعبانة من السفر وأبي أنام
أما روحي غرفتش وبناتش
وإلا اقعدي مثل العالم والناس وخليني أنام"

مها التي لا تتوقف عن الذهاب الإياب.. تنظر للجازي بنصف عين: وانتي ياحرم خالد سابقا.. ممكن تكونين خوش أخت وتسكتين..

الجازي التي تتمدد على سريرها همست بتأفف: ترا ممكن الرياضة الليلية ذي تروحين تسوينها في غرفتش أو في الصالة..
وش حادني أنا أعاني..

مها تجلس جوارها وهي تدفها للخلف وتهتف بتأفف مشابه: حادش إنش أختي..

الجازي بتوجع باسم: حسبي على أبليسش قعدتي فوقي..
ثم اعتدلت جالسة وهي تهتف بنفاذ صبر: وهذا أنا قعدت قولي لي وش تبين؟؟
أعرف حركاتش.. خابزتش وعاجنتش..

حينها استدارت مها بجسدها كاملا نحو الجازي وهي تهتف برجاء حازم باسم:
أبي خدمة عاجلة من أختي الصغنونة الجميلة جعلني ما أخلا من زولها ولا من عظيماتها الدقاق..



********************************




"ممكن أطلب منش طلب..
وتتعاملين مع طلبي بصورة إنسانية وطبيعية "

مضت خمس دقائق وهي تنظر لهذه الرسالة التي وصلت هاتفها.. وتتنهد:
وش أنت تبي يا تركي؟؟
كيف أتعامل مع طلبك بصورة طبيعية
وأنا متأكدة إنه أكيد طلبك مو طبيعي..
أنت بكبرك منت ب طبيعي..
عندك لوثة حادة في رأسك..
شكله إنه في مناقشة الدكتوراه حد ضربك على رأسك ضربة قوية خلتك تفقد الذاكرة..

كانت مازالت في تفكيرها حين وصلتها الرسالة الثانية:
(ذا كله تفكرين؟
أدق؟؟
نتناقش في طلبي اللي أعرف إنش رح ترفضينه؟)

تنهدت الهنوف وهي ترسل له:
(تركي وش تبي؟؟
أنا حسيت بالتوتر من الطلب قبل تقوله)

(أبي صورة لش)
(نعم؟!!!)
(الله ينعم عليش.. أبي صورة لش)
(عشان أيش؟؟)
(عشان أشوفش)
(وليش تشوفني؟)
(لأنه من حقي أشوفش)
(تركي أنت منت ب جاي من عشاء شهاب تعبان..
وش رأيك ترقد وتريح ملايكتك؟؟)
(هنوف .. أبي صورة لش..
ترا ماعندي إلا صورة باهتة أبيض وأسود عن بطاقتش الشخصية
عمش النحيس شكله يبي يطفشني
شكلش فيها تشبهين شرف الدين سواقنا)

حينها ضحكت الهنوف رغما عنها:
(ماعليه صورة شرف الدين تكفيك الحين)
(زين أبي أشوف صورة شرف الدين بالألوان على الأقل
.
هنوف اتقي الله فيني.. عطيني شيء أتصبر به على ذا الشهور الثمانية
اللي كنها ثمانين سنة على روحي)

تغير وجهها خجلا (تدري إنك ما تستحي!)
(أدري علمتيني كم مرة..
واللي ما يستحي عادي عنده يسوي تصرفات ما تستحي..
فلا تحدينه عليها..
خليش مرنة شوي..
كل السالفة صورة.. صورة يا البخيلة..
تبين ألبوم صور لي عطيتش)
(تصبح على خير..
أنا وراي شغل.. وأنت شكلك متفرغ)

هنوف أغلقت هاتفها ووضعته جوارها..
تصرفات تركي باتت مقلقة.. جرأته تتزايد..
ولا تعلم هل طريقتها معه الآن هي طريقة مناسبة للتعامل أو لا..

تشعر أنها تحت المجهر معه.. وانه يترصدها بكل الطرق...
وهو يثير فوضى عارمة في داخلها..
ولا تعلم ماهدفه من ذلك.. دك حصونها؟! إشعارها بقيمتها عنده؟!
العبث بها؟!
لا تعلم.. لا تعلم!!



******************************



"من يوم راحت الجليلة
وأنتي ساكتة.. وأنا اللي أهذر"

أميرة عدلت جلستها على سريرها وهي تجلس وتغطي ساقيها وتشعر بالغربة على هذا السرير الذي نادرا ما نامت فيه وتهمس بخجل: ماعندي شيء أقوله..

شهاب يستحثها للحديث وهو يجلس على فراشه الأرضي مقابلا لسريرها:
علميني ليش اخترتي كلية إدارة اقتصاد تحديدا؟؟

هزت أميرة كتفيها: نفس مساعد وبثينة ..

شهاب باستغراب: جليلة تقول إنش أصريتي عليها...تصرين عشانها نفس كلية مساعد وبثينة؟؟..

أميرة بخفوت: ماكان في بالي شيء معين..وما بغيت أروح شيء غريب..
هذي الكلية أخواني فيها.. يعرفون دكاترتها.. ولو أحتجت أي شيء بيساعدوني فيه..

ابتسم شهاب: غريب بس منطقي.. ماعليه.. طيب أنتي الحين مرتاحة في التخصص..

تنهدت أميرة بسكون: يعني موب واجد.. أحس إني موب فاهمة.. هذا الكلام عن الاقتصاد أحسه موب مفهوم وإني ضايعة أحيانا..
ثم أردفت بتردد: أنا بصراحة أصريت عليه لأني كنت حاسة إنه جليلة بتحبه...

شهاب بحزم: ماعليش من جليلة.. إذا حاسة نفسش منتي في هذا التخصص.. ترا عادي جدا تغيرينه توش أول فصل..

أميرة برفض: واخلي جليلة تغير تخصصها وهي ماشاء الله عليها ماشية فيه جدا وحابته..

شهاب باستغراب: وش دخل جليلة؟؟ أنتي غيري التخصص.. وهي تقعد في تخصصها

أميرة بصدمة: بروحي؟!!!

شهاب بحزم حان: إيه بروحش وش فيها.. الواحد لازم يدرس الشيء اللي هو فاهمه وحابه..
جليلة تقول لي إنش ممتازة في الإنجليزي..
حولي انجليزي.. سهل.. خصوصا للي شاطر في اللغة..

أميرة بجزع: لا خلاص بقعد في تخصصي..



*******************************



اليوم التالي
يوم الثلاثاء



"قولي إنش ناوية تعيين بعد"

تنهدت مزنة وهي ترد على رفعة بتأفف: أنا ما أعرف وش اللي سحبني من لساني وعلمتش..

رفعة ترفع حاجبيها كلاهما وتهمس بطريقة تمثيلية: لأني ضميرش الحي.. اللي تحتاجينه حين يخونش الصواب..
اللي هو على طول خاينش..
ما أدري متى الصواب بيصير وفي معش..

مزنة تبتسم: يجي منش أحيان.. موب كل يوم المكينة عطلانة..

رفعة جلست وهي تبتسم: يجي مني كل يوم.. غير أنتي ما تفهمين.
والحين خلينا في موضوعنا..
المسكين ذا وش علته بعد؟؟

تنهدت مزنة بثقة: والله مافيه علة.. بس صليت استخارة كم مرة وما ارتحت ..
ومع كذا مارح أرد الحين..
بقعد أصلي لين يرجع خالد من الصين.. لا رجع عطيته جوابي..

رفعة بتعجب: اللي هو الرفض؟!!

مزنة ابتسمت وهمست بمرح: من هنا لين وقت جية خالد يمكن أغير رأيي..
ثم أردفت بذات الابتسامة: وخليني أروح لحصتي أبرك.. قدها بتبدأ..



**************************************



" أحرك لش السكر؟!"

ابتسمت ضي وهي تنظر للهنوف التي تجلس معها في الكافتيريا وبينهما كوبان من الشاي وبعض أكياس السكر الصغيرة..
وهتفت بمرح: يا أختي أحيانا تحسسيني إني عاجزة وإلا إني جدتش اللي تبين تسنعين لها كل شيء..

ابتسمت الهنوف: يا أختي إنتي ما تخلين الواحد يصير ذوق معش؟!!
لأنش ماسكة الكوب بيدش.. قلت أحركه لش أنا..
وإلا أنتي تسنعين الدوحة بكبرها.. وتقولين هل من مزيد..

ضي تهمس بمرحها المعتاد: حصوة في عين اللي ما يصليش ع النبي..
ويقول ماشاء الله على ضي بنت أم ضي.. حوش يا حواش..

الهنوف تضحك: تبين أتف عليش بعد حاضرة..

ضي بقرف باسم: سويها عشان أصب الشاي الحار ذا على رأسش وإلا أرشش به..
وأشوه وجهش قبل عرسس..
تدخلين على تركي يقول وش ذا الزومبي..

تنهدت الهنوف حين ذكرت ضي تركي.. وموضوع وجهها... وزفرت بضيق..

ضي سبلت عينيها بطريقة تمثيلية: وتنهيدات أيضا.. يا للهول!! يارب ابعت لي من عندك واحد أتنهد لا جابوا طاريه!

الهنوف بغضب باسم: تحشمي يا بنت.. وبعدين أنا موب ناهيتش ما تجيبين طاري تركي..

هزت ضي كتفيها بمرح: أنتي نهيتيني بس أنا ما طعتش.. عادي يعني.. مافيها شيء
ثم أردفت بجدية مصطنعة: وخلينا الحين من تركي ياللي ما تستحين..
أنا أبيش تساعديني وأنتي ضيعتي وقتي بالحديث عن تركي..
وتركي قال... وتركي سوى.. الله يكفينا شر خبال البنات لا عرست الوحدة منهم..

الهنوف بمودة باسمة: مابه خبل غيرش.. يا الله طلعي لابتوبش خلينا نشتغل..
عشان انتي أسرع مني في الطباعة.. تشتغلين بيد وحدة أسرع مني وأنا بإيديي الثنتين..

ضحكت ضي: اليوم شغالة نظل عليّ حسبي على إبليسش..

ضي استخرجت لابتوبها وبدأت تعمل بسرعة.. وهي بالفعل تطبع بيدها الواحدة بطريقة سريعة..
كانت الهنوف تنظر لضي بشجن وحنان عميقين وهي تطبع بيدها اليمين وتثبت اللابتوب بمعصم يدها اليسار..
وتحمد الله أن ضي موجودة في حياتها..
وجود ضي كان أحد أهم مسببات الصبر في حياة الهنوف..

عرفتها في زواج صيتة من صقر.. في حينها كانتا الاثنتان في الرابعة عشرة..
كان تعرفا عابرا ومقابلات عابرة في المناسبات.. دون أي ارتباط..
في وقتها كانت الهنوف مع أهلها وكانت تشعر بشيء من الخوف من ضي..
فذلك الجزء المفقود من يد ضي المختفي خلف قفازها كان يشغل الهنوف.. ويخيفها..
وخصوصا أن ضي كانت تستخدم تلك اليد في كثير من الأشياء ولا تحاول أبدا إخفائها..

ثم عادت لتتعرف عليها بشكل مختلف في المرحلة الثانوية بعد وفاة أهلها..
حينها كانت ضي من اقتحمت حياة الهنوف بشكل صاخب..
كانتا معا في نفس الصف.. وكانت صيتة قد طلبت من ضي أن تتقرب من الهنوف وألا تتركها أبدا..

كانت الهنوف منزوية خادرة تشعر أن حياتها انتهت فعليا..
لتقتحم تلك المخلوقة الغريبة الصاخبة المتدفقة حياتها الحزينة المنغلقة..
ضي كانت النموذج الحي لمعنى العزاء والصبر..
كانت النموذج الفعلي لمعنى أن الحياة تستمر مهما أخذت منا أثمن الأشياء..
كانت تراها وهي تتلقى السخرية حينا والشفقة أحيانا..
فلا تهمها نظرات السخرية ولا الشفقة..
معتدة بنفسها وترى نفسها كاملة لا ينقصها شيء..

كانت الهنوف تقول لنفسها: لو كنت في مكانها لهربت من العالم كله إلى زاويتي المنسية..
لكن ضي أجبرت العالم كله أن يقف لها وأن تكون في بؤرة الضوء..
لم ترضَ أبدا أن تكون على الهامش.. كانت دائما فاعلة ومنخرطة في كل الأنشطة..
أجبرت الجميع على تقبلها.. حتى من عندهم تحفظات عليها.. جعلتهم يبتلعون تحفظاتهم بإصرارها على المشاركة..
(أنا بأطلع في الإذاعة المدرسية باتكلم بلساني وإلا بيدي ؟!)
(أنا في النشاط ذا بأمشي على يدي وإلا أرجيلي؟)
(ترا الموضوع محتاج اصبعين بس.. وأنا عندي خمسة ولله الحمد)

كانت الهنوف تنظر لضي الآن وهي مستغرقة في طباعتها وتناقش حينا وتضحك حينا.. وتحيي عابرة دخلت الكافتيريا الآن..
وهي تنشر حولها عاصفة من الحياة الصاخبة كعادتها في أي مكان تحل فيه..
تنظر لها وتحمد الله كثيرا أن أرسلها لها..
لا تعرف كيف كانت حياتها لتكون لولا وجودها بعد الله تعالى..

كانت ضي من جذبت الهنوف من قوقعتها.. من علمتها أن الأحزان والفقد لا يعني أبدا أن ننسحب من الحياة..
لأن الحياة ستستمر ستستمر.. إن لم نمشِ في ركابها فذلك يعني أنها ستسحقنا في عبورها على أجسادنا..
قد لا تكون ضي نجحت في ذلك مئة بالمئة فمازالت الهنوف غارقة في أحزانها..
ولكنها نجحت في إقناعها بضرورة استمرار الحياة والدراسة وضرورة الانخراط فيها..
وهي تخفف عليها نفسيا واجتماعيا كثيرا من تداعيات فقدانها لأهلها..
خففت عليها وأقنعتها دون أن تنظّر عليها بالكلام والثرثرة بل بالأفعال والتصرفات..
عن طريق معاشرتها لهذه المخلوقة العجيبة التي لم تسمح لأي شيء مهما كان قاسيا أن يهزم روحها..


***********************************




" يا مرحبا يا شهاب والله إني صادق"

شهاب ينظر لأبي فرات بمودة ويهتف بذات المودة: الله يرحب بك يبه..
فُرات كان يقول انتظرني لين أجي..
بس أنا قلت له ماني في عازتك عشان أروح لأبي..
مساعد بينزلني وأنت تعال على راحتك..

أبوفرات بمودة عميقة وهو يربت على ذراع شهاب المستندة على المركأ بينهما:
إي والله إني إبيك.. وإنك مثل فرات عندي..
تنهد بشجن: فرات مارجعت له روحه لين أنت رجعت..
سنين يا أبيك وفرات كنه مضيع شيء..
الحمدلله اللي عقلك علينا.. والحمدالله على سلامتك..

شهاب بتقدير واحترام: الله يسلمك يبه ..
ثم أردف بمودة: فُرات يقول إنك الحين متفرغ للرسم بس.. ماشاء الله..

ابتسم أبوفرات: خلاص يا أبيك الحلال تولاه حمد ولد فرات..
وأنا قدني أقول يا الله حسن الخاتمة.. بين ذكر وعبادة.. ووقت فراغي أرسم..
الرسم يرد شيء من روحي..

حينها سأل شهاب بشكل مباشر: إلا يبه بيتكم القديم وش صار عليه؟؟

أبوفرات ببساطة: جاه الهدم يا أبيك.. بيت قديم... وكان في نص طريق عام جديد بيسوونه..

شهاب بضيق: حرام والله ذاك البيت كان تحفة حقيقية..

أبوفرات بذات البساطة: حاول فرات يمنع الهدم.. وطلب إنه يكون من ضمن البيوت التراثية..
وإنه مايبي تعويض فيه.. وبيسلمه الحكومة يصير مزار تراثي..
بس مارضوا.. قالوا مكانه في نص مشروع طرق جديدة ضرورية.. ولازم ينهدم..

شهاب باستغراب: طيب موضوع عادي.. وليه يوم سألته عنه ماجاوبني..

أبوفرات بذات البساطة الفاتنة الأنيقة: اسأله يا أبيك..



************************************



" لو سمحت لا تقرب من الصورة بذا الطريقة.. ولا تلمسها"

مساعد التفت للشابة المنقبة التي كانت تخاطبه بأدب وهتف باستغراب مهذب:
أنتي تكلميني؟؟

كانت مي تجلس على مقعدها قريبا من زاوية عرض لوحة جدها كعادتها.. ولفت انتباهها زائران غريبان..
الأول شاب من المتطوعين.. أطال وهو ينظر في اللوحة.. بعد أن قرأ التعريف باللوحة.. وكان على وشك تحسسها..
والثانية سيدة كبيرة في العمر ترتدي عباءة وشيلة ومازالت على قدر كبير من الجمال.. يكشف عن جمال فاتن في صباها..
وأطالت وهي تنظر في تعريف اللوحة وصورة صاحبها..

ولكن مادفع مي للقيام والتدخل هو محاولة الشاب تحسس اللوحة..
مساعد لفت انتباهه جمال اللوحة.. ثم لفت انتباهه أكثر أن اللوحة من رسم أحد جماعتهم.. وأنها تمثل بيتهم القديم كما تذكر اللوحة التعريفية..

لذا فاجأه هجوم الشابة عليه وهي ترد بأدب بالغ: نعم أكلمك.. لو سمحت بعد إذنك لا تلمسها..

رد مساعد بأدب مشابه:
أنا كنت بس بعدلها.. حسيتها مايلة شوي..

مي بذات الاحترام والنبرة الخافتة: موب من حقك تعدلها.. أنت متطوع.. عملك من الزوار..
هذا موب شغلك..

حينها رفع مساعد حاجبه: نعم؟؟ أنتي اللي تحددين طبيعة شغلي؟!
ثم أردف بحزم: ماعليش اسمحي لي.. بس هذا بعد من صميم عملي التطوعي اللي قالوا لي عنه.. إنه لو شفت لوحة محتاجة تعديل.. أعدلها..
لانه أحيانا الزوار يحركون اللوحات..

مي بدأت تشعر بالغضب من هذا اللحوح الواثق من نفسه... ومع ذلك همست بذات النبرة المنخفضة الهادئة التي بدأ يظهر فيها أثر الغضب:
إذن عدل كل اللوحات على كيفك إلا هذي اللوحة .. لو سمحت لا تقرب منها..

مساعد بدأ يشعر أيضا بالغيظ منها وهو يهتف ببرود مدروس:
وش معنى ذا اللوحة؟؟ لوحتش؟ أنتي راسمتها؟؟

مي بنفاذ صبر : لأنها لوحة جدي أنا.. وأنا اللي مسؤولة عنها..

حينها لم يكن الرد رد مساعد.. بل رد السيدة العجوز التي كانت تستمع لهما وأمسكت بذراع مي وهي تهمس باهتمام بالغ:
أنتي حفيدة حمد آل سطام؟؟



#أنفاس_قطر#
.
.
.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 05-07-21 الساعة 08:32 PM
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً  
التوقيع

.
فتحتُ لك (بعد الغياب) بابا ، ففتحت لي (أسى الهجران) أبوابا، وهأنا أقف حائرة (بين الأمس واليوم ) ، مصلوبة في (فضاءات اليأس والأمل)
.
.
قديم 05-07-21, 11:28 AM   #4402

summer cloud

? العضوٌ??? » 336622
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 203
?  نُقآطِيْ » summer cloud is on a distinguished road
افتراضي

واخيييييرًا نزل البارت

summer cloud غير متواجد حالياً  
قديم 05-07-21, 12:00 PM   #4403

ساره عتب
 
الصورة الرمزية ساره عتب

? العضوٌ??? » 407280
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 92
?  نُقآطِيْ » ساره عتب is on a distinguished road
افتراضي

(فماعاد بها من القوة مثل ماكانت..
إن كان صقر قد ارتحل.. وترك غيابه جرحا لا يندمل.. قبل رحيله وبعد رحيله..)
هنا توقعت ان حادث صقر اللي توفى فيه له دخل بفقدان ضي ليدها
بس كلام الهنوف يدل على انه حتى من يوم زواج صقر وهي بدون يد
بس احس صقر له دخل في الموضوع ومتسبب في فقدانها يدها بشكل مباشر او غير مباشر

ممكن محمد يطلق بثينه وتاخذ حامد🌚 مدري ليش احس كلام شهاب عن محمد مايطمن ولا طلب فرات لشهاب انه اخته المتزوجه بعد يجيبها يطمن
ممكن تتطلق بسبب منهم وياخذها حامد عم فرات

اكثر شي متحمسه له صيته و سند🥲🥲


ساره عتب غير متواجد حالياً  
قديم 05-07-21, 12:09 PM   #4404

ليلوسا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 102297
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 882
?  نُقآطِيْ » ليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا مساء السعادة والجمال ..
شكرا انفاس على هذا الابداع .. سيدة اليراع ..
فصل طووويل وجمييييل وبه لمسات من الحزن
مرض أبي خالد .. وقبله توقفك مدة شهر!!

السيدة المسنة هل هي مع مساعد كقريبة !! ومن تكون؟
خالة مثلا؟
أو توافق تكون زائرة واقفة بالجوار؟ وسمعت النقاش؟

التعليق المفصل يأتي لاحقا إن شاء الله


ليلوسا غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله
قديم 05-07-21, 12:11 PM   #4405

ليلوسا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 102297
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 882
?  نُقآطِيْ » ليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond repute
افتراضي

ضي .. يبدو لي ما بها من أصل خلقتها ..
ليس نتيجة حادثة ..

الحمد لله أن مشاعري ناحيتها من البداية كانت محبة ومودة ..


ليلوسا غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله
قديم 05-07-21, 12:18 PM   #4406

ليلوسا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 102297
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 882
?  نُقآطِيْ » ليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond repute
افتراضي

صقر!!
ترك جرحا لا يندمل قبل رحيله!

هل بقي فترة بين حادثته،، ووفاته؟ هل كان واعيا او في غيبوبة؟
هل كان حاله احد اسباب صيتة في تحملها مسؤولية عبد الله؟!


ليلوسا غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله
قديم 05-07-21, 12:27 PM   #4407

منـال مختار
 
الصورة الرمزية منـال مختار

? العضوٌ??? » 477586
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,015
?  مُ?إني » المملكة العربيه السعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » منـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond repute
افتراضي



ماشاء الله انفاس تسلم يدك يجنننننن الفصل وطويل 😭❤❤

ضي ي عمري عليها وماشاء الله مااثر عليها وان شاء الله تتعالج 🥺💔

فرات وجليله ياربي طول الفصل وانا مبتسم يجنننوننن🤣🤣🤣

تركي ياربي بس وشكل الهنوف لعب به 🤣🤣🤣🤣
ربي يسعدك انفاس وربي يوفقك وييسرامرك 😭❤❤❤❤
وننتظرك بشششششوق😭❤



منـال مختار متواجد حالياً  
قديم 05-07-21, 12:30 PM   #4408

ليلوسا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 102297
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 882
?  نُقآطِيْ » ليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond repute
افتراضي

صيته وعبوود ..

يبدو أن الاجراءات لأجل محاولة نقله ربما؟
المهم شيء مرتبط بعودة صيتة لقطر الموعودة من جبران ..


ليلوسا غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله
قديم 05-07-21, 12:30 PM   #4409

أصداف_

? العضوٌ??? » 488225
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » أصداف_ is on a distinguished road
افتراضي

؛


أربعة اسابيع من الانتظار
تبدأ من هذا المساء ..


اللهم صبراً ..




التوقعات فائضة وكثيرة ..
والنجوم المقبلة مبشرة بالخير ..


لي عودة بإذن الله


أصداف_ غير متواجد حالياً  
قديم 05-07-21, 12:36 PM   #4410

ليلوسا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 102297
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 882
?  نُقآطِيْ » ليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond reputeليلوسا has a reputation beyond repute
افتراضي

هل سيتقاطع طريق سفر علاج أبي خالد مع جابر وضي؟
وهل سيكون لهذا التقاطع تأثيرات ما؟


ليلوسا غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.