آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          الساعة الالماسية- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          لا مفر من القدر - سارة كريفن (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          شورت وفانلةولاب(80)-حصرية-ج5زهور الحب الزرقاء -للآخاذة: نرمين نحمدالله*كاملة& الروابط (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أنا وشهريار -ج4من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          نجم محترق -ج2 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-22, 04:26 PM   #831

زيزفون 2

? العضوٌ??? » 440209
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 319
?  نُقآطِيْ » زيزفون 2 is on a distinguished road
افتراضي


بانتظار البارت الاخير بكل شوووق
Rania Khaled likes this.

زيزفون 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 01:15 AM   #832

اسمهان ب

? العضوٌ??? » 506338
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » اسمهان ب is on a distinguished road
افتراضي

أين الفصل فضلا ام لم ينزل بعد

اسمهان ب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 04:56 PM   #833

بيان صادق

? العضوٌ??? » 476349
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » بيان صادق is on a distinguished road
افتراضي

فين البارت ،!؟ بكل شووووق

بيان صادق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 08:05 PM   #834

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الإشراقة الواحدة والخمسون والأخيرة
#جلسات_الأربعاء

نهاية السحر فجراً
نهاية الليل صُبحاً
ونهاية العسر يسرا
فثق أن نهاية الظلام إشراق ........

المحاضرة الرابعة ....
رحب شهاب بهم ثم ابتسم قائلاً بنبرة فرحة :-
" أشهد تطوراً هائلاً في الأطفال الذين يتم علاجهم معناً
صدقاً فريق وأشرقت كله يعمل على قدمٍ وساق "
تعالت الهمهمات الموافقة مع التصفيق فحياهم شهاب وشكرهم ثم جلس قائلاً :-
"إذا نقطة الحديث اليوم هي العلاج "
شبك كفيه وبدأ بالحديث مباشرة قائلاً :-
" من الخطأ فهم أن عملية علاج الأطفال المتحرش بهم أنها خطة ثابتة نضعها ونسير عليها
وكأنه( بروتوكول )علاج القلب مثلا
أهم خطوة في علاج الطفل المتحرش به فهم أنها عملية قابلة للتغير
لأننا نبدأ من الأسرة
دراستها وفهمها ومحاولة توعيتها وفهم المحيط والبيئة وذلك يساعدنا في العلاج حتى أثناء تطبيق العلاج تكن العملية متغيرة لأننا كل جلسة نكتشف عوامل جديدة تخص الطفل والأسرة مما يجعلنا قد نغير في خطة العلاج حتى نصل بالطفل لبر الأمان "
" هل لي أن أسأل سؤال ؟" قالتها إحدى الأمهات بخجل فأومأ لها شهاب مبتسماً وهو يشجعها على الحديث :-
" تفضلي أنا أسمعك "
تنحنحت الأم ثم قالت بقلق :-
" منذ أسبوع اكتشفت ان ابني يحاول استكشاف نفسه وأخيه نفس الأمر مما سبب لي الهلع "
أومأ شهاب برأسه و سألها باهتمام :-
" ما أعمارهم ؟"
" عام ..أربع وثلاث سنوات"
هز شهاب رأسه ثم قال بنبرة مطمئنة :-
"حسنا دعينا نقول إن استكشاف الأطفال لأنفسهم في نفس المرحلة العمرية طالما بدون عنف ومحض فضول فهو ليس بالأمر الخطير الذي يستدعي الهلع بل أمر يتطلب الهدوء والتوقد في التعامل
اللجوء إلى أحد المتخصصين إن عجزت الأسرة عن التعامل
وذلك فقط من أجل التثقيف الجنسي المتناسب مع عمر الطفل مثل التفرقة بين الملامسة السرية و الملامسة الطبيعية
لكن بهذا العمر إجبار طفل على العلاج مردوده قد يكون عكسياً "
أومأت برأسها فقال شهاب :-
" جيد " ثم واصل باهتمام :-
" من المهم أن نعرف سبب العلاج واهدافه أولاً هل يتفضل أحد تلامذتي بالشرح ؟"
رفع أحدهم كفيه فسمح له شهاب ليتحدث قائلاً :-
"الهدف إعادة ثقة الطفل بنفسه
إعطاء الدعم المادي والمعنوي اللازم حتى لا يتكرر خضوعه للتحرش
إزالة شعور احتقار وجلد الذات الذي يلازمهم مع معالجة الآثار النفسية والبدنية الناتجة عن التحرش "
" ممتاز " قالها شهاب ثم واصل بتأكيد :-
" المهم ألا يُجبر طفل على العلاج بل يأتي بمحض إرادته الاجبار لن يفيد شئ لكن ممكن أن نحثهم دون أن يشعروا على اللجوء للطبيب النفسي "
" كيف ؟" قالها أحد الأباء بتلهف فنظر له شهاب باهتمام ثم قال :-
"طُعم
مثلا الدمى والأوراق الملونة
عقد بعض الألعاب وكأنها جلسة نفسية والحث على الحديث في أي شئ
إعطائهم أوراق الرسم للتعبير عما يجيش في صدورهم برسوماتهم البسيطة
الكتابة
أن يتخيل أنه يواجه المتحرش فينفس عن غضبه بالكتابة عن الورق
كل هذه خطوات تمهيدية وخاصة الكتابة حين اقرأ أنا كطبيب شئ كهذا استطيع من حروف الطفل استنباط تمهيد العلاج له"
" وكيف يكون العلاج يا دكتور ؟" سألت طالبته فقال شهاب :-
" أولاً الأطفال الأصغر سناً وبعض حالات الأكبر سناً الأكثر انطواءاً وحساسية هؤلاء يلزمهم علاجاً فردياً من طبيب مختص بالتعامل مع الأطفال وليس محض طبيب نفسي عادي "
" ثانيا معالجة جماعية :-
" تكون للأطفال الأكبر سناً بعض الشئ والمراهقين والهدف منها إدراك الطفل أنه ليس وحده من تعرض لهذا بل هناك من يعاني مثله
تصل المعالجة الجماعية من ثمان لتسع جلسات يتخللهم جلسات فردية من أجل المشاعر الخاصة لكل طفل والتنفيس عنها براحة
أثناء هذا تكن هناك جلسات للأباء خاصة ومن ثم جلسة أخيرة جمع الأباء مع الأبناء في وجود الأطباء والمعالجين والهدف من هذا استخراج الكبت بداخلهم ومعرفة ردود أفعالهم الناتجة عن التحرش بالسماح لهم بالحديث وإعطاء فرصة لكل طفل في شرح تجربته والتغلب على الآثار السلبية الواقعة عليهم ومن ثم اكتساب الثقة واحترام ودعم الأباء والمعالجين "
" وبعد كل هذا يكن الطفل تعافى ؟" سأل أحد الحضور فصمت شهاب قليلاً ثم قال بحذر :-
" ربما
وربما ينقصه المواجهة مع المتحرش "
" ماذا ؟" تعالت الهمهمات القلقة فهدأهم قائلاً :-
"ليست خطوة دائمة لكنها مهمة إن تطلب الأمر وسمحت الظروف دون وجود خطورة وكان الطفل ناضجاً عقلياً وأصبح مستعداً نفسياً بعد تخلصه من مشاعر الجلد وخلافه فمواجهته مع المتحرش مهمة وليس شرط أن تكون وجهاً لوجه ممكن أن يكون اتصالاً مرئياً أو صوتياً طبعا في وجود المعالج
هذا يُكسب الطفل شجاعة وقوة على مواجهة المتحرش وعدم الخوف منه أو الخضوع لسيطرته مره أخرى
وحبذا لو كان المتحرش معترف بذنبه واعترف به أمام الطفل هذا كفيلاً بمحو كل الأثار السلبية من داخله "
" وهل يعترف المتحرش بذنبه ؟"
أومأ شهاب قائلاً باهتمام :-
" نعم إن كان قابلاً للعلاج
ويتم علاجه بالعلاج الكيميائي والسلوكي للسيطرة على حاجته وتصرفاته مواكبة مع العلاج النفسي "
أومأوا برؤوسهم فابتسم شهاب قائلاً :-
"وإلى هنا انتهت المحاضرات هنيئاً لكل من شفي طفله أو في طريقه للتعافي وأعان الله من في بداية الطريق "
...............................

العشق مشكاة للأرواح
فعينه عطف يتدثر به المحبوب
وشينه شوق يشعل المعشوق
وقافه قيد يلتف حول القلوب

طرق الباب بخفة ناظراً لساعة يده المشيرة للعاشرة صباحاً وحين فتحت له حماته ابتسم بسماجة قائلاً :-
" صباح الخير يا حماتي "
ابتسمت أم غدي بقلق وهي تقول بتحرج :-
" صباح النور يا أكمل تفضل يا ابني لكن عمك ليس هنا "
اتسعت ابتسامة أكمل قائلاً بجرأة من شيمه :-
"أعلم لقد أتيت من أجل زوجتي "
امتقع وجه المرأة مما جعله يشفق عليها وهو يغمزها وهو يتحرك ناحية غرفة غدي قائلاً :-
" سأتولى مهمة إيقاظها وأخذها للإفطار خارجاً "
قبل أن يغلق باب الغرفة نظر لها مرة أخرى وهو يقول بنبرة خافتة بريئة :-
" هل تريدين مساعدتي في إيقاظها ؟"
بهت وجه المرأة بخجل تهز رأسها نفيا مسرعة وحين أغلق الباب همست بذهول :-
" أعانك الله يا ابنتي كيف ستعيشين مع هذا الوقح
لا ويقولون أنه أصبح شيخ "
لوت شفتيها وحركتهم يميناً ويساراً هامسة باستنكار :-
" شيخ منصر إن شاءالله "
بالداخل تحرك أكمل لداخل الغرفة ومشاعره تهتاج لذكرى سابقة جمعتهم في نفس الغرفة
وقف أمام الفراش يرمقها نائمة وخلافاً عن فورة المشاعر التي تنهش كل خليه به
إلا أن الحنان هو ما كان يسيطر عليه وهو يتأملها جالساً على حافة الفراش
تلك الجميلة تحملت معه الكثير
وتحملت لأجله الكثير الكثير
لبؤته الشرسة القوية التي يستطيع الاعتماد عليها بلا خوف
والارتكان عليها بلا تخوين
لكن التخوين كان ليداه اللتان غافلتاه وهو يحركهم عليها متلمساً لها بشوق مهتاج دون أن يدري حتى أنبأته شهقة استيقاظها وهي تهمس بذهول :-
" هل ستلازمني بنومي أيضاً ؟"
" صباح الخير يا بطل " همسها ببرود النبرة لكن باشتعال الحواس
عيناه تلتهمانها في منامتها القصيرة بلا ذرة تقصير في تأمل تفاصيلها حتى أنها احمرت بشدة هامسة من بين أسنانها :-
" احترم نفسك واخرج من هنا "
تأففت ثم قالت بنزق :-
" ما الذي أتى بك أصلاً ؟"
لكن وكأنها كانت تحدث الحائط وهو يميل عليها فمالت غدي للخلف متسعة العينين هامسة بتوجس :-
" ماذا ؟"
غمزها أكمل ناثراً أنفاسه الساخنة على وجهها وعنقها عل القليل من شوقه يصلها بينما يهمس بجرأة وعيناه معلقتان بشفتيها:-
" قبلة واحدة وسأخرج حتى ترتدين ملابسك وننزل لتناول الإفطار "
إفطار ؟
هل من وقاحته يقول إفطار
كاد أن يأخذ شفتيها إلا أنها دفعته بقوة وهي تقول بغيظ :-
" اخرج يا أكمل يا بدوي من هنا أخبرتك أنا انتظر ورقة طلاقي
اخجل من نفسك
أخبرك بهذا لأجدك عندي بالغرفه ؟"
حديثها جعل العفاريت تقفز امامه وهو يقول بغيظ :-
" لا تضطريني لخطفك "
" ماذا ؟"
همستها بذهول فقال بتبجح وتهديد وهو يتحرك للخارج :-
" إن لم تستمعي لي لنعود أنا سأضطر لخطفك ولست أسفاً يا غدي فاحذري "
...........................

تتناثر الحكايا ما بين خيال وحقيقة
خيال وردي صدمته الحقيقة فكان الواقع مؤلماً
وحقيقة مرة هذبها البلاء فكان العوض خيالياً

" لا أصدق أنها فضلت أن يربيه الغريب عليٰ " همستها رنا بحزن لشهاب الذي يضمها أسفل ذراعه فزاد من شد ذراعه حولها قائلاً بنبرة صلبة :-
"ألم نتفق أنكِ ستستقبلين الموضوع على أنه إرادة الله
ربما يكون الطفل منحه الله لروضة وأنس "
أومأت رنا مبتسمة تمسح دموعها وهي تتقدم معه نحو أنس وروضة الواقفان لإنهاء إجراءات المشفى لأخذ الطفل
كانت روضة تحمل الطفل بين ذراعيها وكأنها منفصلة عن العالم أجمع
فقط عينيها تهطلان بالدموع فتمسحهما وكأنها لا تتحمل شئ يغشى رؤية الملاك الجميل بين ذراعيها
تضمه بقوة وهي تقربه لأنفها تتشمم رائحته الطفولية بوله بينما تسمع صوت تأوهاته الناعمة فتتأوه تأثراً بلا صوت
غض شهاب بصره وهو يقف جانبا مع ابن أخيه بينما ضحكت رنا وهي تقول بنبرة متأثرة :-
" ماذا ستسمينه ؟"
اتسعت عينا روضة بتلهف وهي تنظر لرنا قائلة بعدم تصديق :-
"أسميه ؟
هل ستسمحين لي أن أفعل ؟"
أشفقت عليها رنا فاقتربت تربت على كتفها ثم قالت بدعم حنون :-
"ألستِ أمه"
بكت روضة بشدة ولم تستطع السيطرة على نفسها
أتعرف الشعور ؟
شئ أشبه بمن قضى حياته يتمنى نجمة من السماء ثم وجدها بغته بين ذراعيه
شئ أشبه بمن غرق طويلاً في ليل أحزانه ثم تلقفه شاطئ نهاره
تحتضن رنا التي شددت عليها دامعة بتأثر قائلة بحنان :-
" لا تفعلي هذا يا روضة إنها عطية الله لكِ
تأثرك هذا يجعلني اطمأن مائة بالمائة أن مكانه الصحيح معك لا معي"
" والله يا رنا بدأنا باستئجار الشقة أسفلكم لكن المستأجر أخبرنا أنها تحتاج إصلاحات أولاً"
"أعلم حبيبتي لا تقلقي شهرين وتكونا معنا بنفس المبنى "
تنهدت رنا بتسامح ثم قبلت الطفل بمحبة أمومية منبعها الدم
تشعر أنهم سيأخذون قطعة منها ويعطونها لغيرها
لكن ما باليد حيلة
المهم أن يكون الطفل أمناً مستقراً ماذا ستريد أكثر من هذا
رسمت ابتسامة على شفتيها توقف أفكارها وهي تربت على كتف روضة قائلة بحماس :-
" ها ماذا ستسميه ؟"
ابتسمت روضة من بين دموعها وهي تقول بتلهف وسعادة وداخلها يتلون بالفرح :-
" سأسميه يزن "
على صوتها وهي تلتفت ناحية أنس الذي لا تغفل عيناه عنها :-
"ما رأيك يا أنس ؟"
تقدم أنس وجاوره شهاب فقالت روضة مرة أخرى :-
"ما رأيك أن أسميه يزن لقد سمحت لي رنا بتسميته ؟"
نظر شهاب لرنا بفخر بينما قبل أنس الطفل وهو يقول بنبرة متحشرجة :-
" اسم جميل يليق به "
أومأت روضة برأسها ثم عادت وسألت بقلق :-
" ماذا عن نقطة الرضاعة الكيميائية التي اقترحتها ريم "
رد شهاب عليها :-
" إنها حلال لا تقلقي
بالمتابعه مع الطبيبة المختصة أو الطبيب الأمين إن لم توجد الطبيبة تأخذين أدوية التي تدر اللبن وترضعينه يرضع منه الطفل 5 رضعات متفرقات مشبعات ليثبت له المحرمية "
" ويكون أبننا بعدها شرعاً ؟"
ابتسم أنس يضمها له وهو يقول بحنان :-
" ويكون ابننا حبيبتي"
..........................

ماذا لو كان العوض حقيقياً ملموساً بين يدينا؟
ماذا لو أهدتنا الحياة قلباً دافئاً نأمن له؟
ماذا لو فقدت ظهرك لكن عوضاً عنه وجدت ملجئاً حصيناً تستند إليه بلا خوف؟
ماذا لو كان نهاية النفق المظلم نوراً حقيقياً

" يا إلهي ابدو مريعة الهيئة " همستها داليدا لنفسها في المرآة وهي تتأمل تفاصيلها
وجهها يبدو باهتاً هذا خلافاً عن هالاتها والاجهاد الظاهر على ملامحها
لقد كانت فترة امتحاناتها مريعة الوقع عليها ولولا وجود معاذ جوارها لما كانت اجتازتها
رغم أنه لا يفهم في الهندسة ومواد الدراسات العليا الثقيلة إلا أن دعمه المعنوي كان أقوى وهو يسهر معها ونيساً لها
يرفع عن كاهلها حقوقه حتى أبسطها من الطعام وهو يجلبه من الخارج
لقد عانى معها حتى الأمس أخر يوم لها بالامتحانات عادت ونامت كالدبة القتيلة ولم تستيقظ سوى الأن مدركة أنه نزل للعمل دون أن تشعر
تحركت لتتوضأ وتصلي ثم تطمئن على إخوتها وجدها وبعدها ترى ماذا ستفعل
بعد وقت كانت تنهي اللمسات الأخيرة للطعام وهي تنظر للساعة لقرب عودته فأسرعت لتستحم سريعاً وتزين نفسها
بعد دقائق كانت تقف أمام المرأة في فستان بيتي باللون الوردي المنقوش بالورود النبيذية
مشطت شعرها الذي اقترب أن يعود لطوله الطبيعي ثم عضت شفتها تشعر أنها مشتاقة
(للمنديل ) الذي دوما ما كانت تضعه على رأسها
أخرجت واحد ترتديه تبتسم بألق وهي تشعر بنفسها تعود لداليدا القديمة
صوت تكة المفتاح جعلها تعض على شفتها السفلى بحماس تنتظر دخوله الذي لم يتأخر كثيراً
كان يبدو مجهداً وهو يدخل يخلع عنه سترته حتى تفاجئ بكفين ناعمين يفعلان بدلاً منه
التفت معاذ هامساً باسمها مشدوهاً بأية الجمال الواقفة أمامه تناظره بألق وخجل أنثوي أسر
ضمها معاذ له يشعر أن رؤيته لها نفضت عنه كل التعب فهمس برقة وهو يتخلل شعرها :-
"لو كنت أعلم أني سأتِ ليستقبلني كل هذا الجمال لم أكن لأتأخر ثانية "
ابتسمت داليدا وهي تحاوط رقبته بذراعيها هامسة بنبرة أسفة :-
"لقد أتعبتك معي الفترة الماضية جداً فأردت أن أفاجئك "
أطلق معاذ صفيراً معجباً وهو يأخذ كفها يجعلها تدور حول نفسها فتدور معها عيناه بالتهام رجولي
التهام جعلها تتسمر حابسة أنفاسها فور أن التقت نظراتهم وهو يهمس بنبرة حميمية خاصة مميزة بالعبث:-
"يا لها من مفاجئة تستحق الالتهام الكامل للحلوى بين ذراعاي "
ابتسمت داليدا بحياء أسره وجعله يبدد ابتسامتها بقبلاته الشغوفة هامساً باشتياق هادر:-
" اشتقت لكِ
اشتقت لكِ بشكل لا تتصوريه "
بادلته العاطفة بشوق مماثل وهو يسحبها لدنيا لم يخلقها سواه
دنيا تخبرها أن هذا الرجل أرسله القدر لها ليصالحها مع أيامها
.........................
الحياة مليئة بالألوان لكننا قبل أن نصل إليها علينا باجتياز محطات الأسود والرمادي أولاً

" السلام عليكم كيف حالك يا غدي ؟" أرسلتها رنا وهي تجاور شهاب ونظرت له قائلة :-
"والله لا أصدق أن بابا يقحمني في أمر كهذا "
ابتسم شهاب يحيط كتفيها وهو يقول :-
" الجوهري ليس سهل إنه يوفي ديونه للبدوي الصغير "
ابتسمت رنا ثم قالت بخبث :-
" ترى ماذا سيكون موقفه إن علم أني أخبرتك
لقد أوصاني ألا تعلم شئ خوفاً من أن تقف في الأمر "
ضحك شهاب وهو يقول :-
" حقيقة لولا أني أوافق على عودة غدي لأكمل لم أكن لأرضى أبداً"
صمتت رنا ثم سألته بقلق :-
"أتراه جديراً بها ؟"
أومأ شهاب برأسه وهو يقول باطمئنان :-
" أعلم أنها حالة فردية بل شاذة وأن الأمر من الخارج يبدو سخيفاً المضي به
لكن الحقيقة أن أكمل رجل يعتمد عليه و معدنه أصيل وسيصون غدي
هذا خلافاً أنه يحبها وهي تحبه "
شرد ببصره ثم قال بتأكيد :-
" إن توافرت الظروف المناسبة للحب الحقيقي إذا يستحق أن ينال فرصته
فهذا الزمن ليس زمن المثالية بل العقل "
استندت برأسها على كتفه توافقه الرأي وهي تحادث غدي عبر تطبيق الواتساب تصيغ لها عرض أبيها أن تعمل عنده في إحدى الشركات على أنها هي من حدثته عنها ووافق وسرعان ما وصلها رد غدي
" أنا ممتنة لما تفعلين فعلا يا رنا
لكن علمت أن أكمل يعمل عند والدك وأنا لا أريد الاختلاط به "
نظرت رنا لشهاب وهي تقول بإحباط :-
" هل تظننوها غبية ؟"
هز شهاب رأسه نفياً وقال :-
" ليست غبية لكن لن يأتي ببالها أن أبيكِ يساعد أكمل على أن تعود له
ردي عليها وأخبريها أنكِ ستحدثين والدك أن تعمل بفرع غير الذي يعمل به وبعيد عنه "
رفعت رنا رأسها له قائلة بترقب :-
" ثم يا دكتور ؟"
لثم شهاب شفتيها ثم غمزها قائلاً :-
" ثم يتم نقله صدفة يا روح الدكتور "

بعد شهر

زفرت غدي شاتمة وهي تقرأ الرسالة التي لا تعرف عددها من الرسائل التي يرسلها ليلاً ونهاراً
" صباح الخير يا بطل
اشتقت لكِ وأعلم أنكِ تشتاقين لي
قبلاتي ولمساتي في لهيب شوقاً لكِ "
" وغد " همستها بغضب مغمضة عينيها في محاولة للهدوء
لقد قرب على أن يأتيها بأحلامها
رسائله واتصالاته التي لا ترد عليها فبكل وقاحة يتصل على هاتف المنزل بتبجح مطالبا بالحديث معها
ألا يخجل بحق الله
ألا يخجل
الأمس يأتيها صوته البارد عالياً من سماعة هاتف المنزل التي تأخذها من والديها وتضعها على الكمود جوار فراشها دون رد
" صبري ينفد والمرة القادمة ستجديني أتيت للبيت مطالباً للمبيت معكِ
أنا رجل وله احتياجاته ووالديكِ سيقدران لا تقلقي "
وقتها من شدة جنونها أغلقت السماعه بوجهه وظلت مستشاطة تسب فيه وفي نفسها وفي قلبها العليل الذي لا يجعلها ترسى على بر
هزت رأسها نفياً وفتحت عينيها ولم تلبث أن تفعل حتى قفزت صارخة وهي تبصره يجلس أمامها مبتسما بسماجة
عقد أكمل حاجبيه وهو يقول بلوم سمج :-
" هل رأيتِ عفريتاً ؟"
اتسعت عينا غدي بغضب قائلة بانفعال :-
" هذا ما ينقصني والله هذا ما ينقصني أن تخرج لي كالعفاريت
الخطوة القادمة أشعر أني سأدخل للحمام فأجدك "
ابتسم أكمل بعبث وتوهجت عيناه بالنوايا الوقحة بلا تأويل وهو يتحرك مقترباً منها فقالت غدي بتحفز :-
"ماذا "
وقف أكمل مستنداً على حافة مكتبها أمامها مباشرة ثم قال ببراءة جعلتها تتخضب بالحمرة :-
" عد يا بطل وستجدني أجهز لك الحمام كل يوم وانتظرك "
اتسعت عينا غدي وكلها يتوهج باحمرار قاني بينما تقول بغضب :-
" ما الذي أتى بك هنا
اخرج هذا مكان عملي هل جننت يا أكمل إنه مكان عمل "
أومأ أكمل ببراءة ثم ابتسم قائلاً :-
" صحيح ألم تسمعي عن أمر تبديل مدير الشؤون القانونية هنا مع الفرع الأخر ؟"
تغضنت ملامح غدي قائلة ببؤس :-
" و ؟"
زادت البراءة على وجهه وهو يقول :-
"أنا المدير الجديد يا بطل "
تحرك باحترام لا يليق عليه اللحظة ناحية الباب المنشود لمدير الشؤون القانونية ثم عاد والتفت لها غامزاً بإيحاء شرير جعلها تحمر بشدة شاتمة :-
" المدير الذي سيلتهم مساعدته "
..........................
بعد مرور أسبوعان

قيل في العشق أساطير
وقيل في عشقه لها موواويل

تأففت غدي وهي تستمع لكلام زميلتها تخبرها :-
" غدي السيد أكمل يريدك بمكتبه
اذهبي له هذه المرة أظنه لاحظ أنك تتجنبيه منذ أن أتى وترسلين العمل معي
اذهبي حتى لا يحدث مشاكل نحن في غنى عنها فهو على قرابة مع الجوهري نفسه "
ابتسمت غدي بتهكم وهي تتحرك مبرطمة :-
" قرابة أه وهل ستخبريني أنا عن صلة القرابة "
شدت سترتها بغيظ ثم تحركت حيث مكتبه ولم تطرقه حتى ودخلت باحثة عنه بعينيها فتسمرت مكانها وهي تبصره هناك في ركن قصي فارشاً سجادته يصلي
لأول مرة ترى أكمل يصلي
لا وليس أي صلاة إنه منهمكاً فيها بخشوع مسبلاً عينيه وكأنه يدرك ماهية الحضور مع الله
تحركت مسحورة بالمنظر حتى توقفت على قرب سنتيمترات شاردة
لقد تغير أكمل البدوي كلياً ويوماً عن الآخر يُثبَت لها هذا دون سعي
" جمالك هذا يبطل صلاة القديس يا فاتنة " همسها أكمل بانبهار متشرباً جمالها في ذاك الفستان الذي ترتديه
ما لاحظه أن غدي هذبت من طريقة زيها كثيراً لكنها تظن أن ما ترتديه احتشام
لا تعرف أن جسدها هذا يحتاج برميلاً حتى تستطيع أن تحتشم
ما قاله جعلها تمتعض بيأس
لقد تغير كل شئ في أكمل إلا وقاحته تقريباً مغموس بها ولا سبيل للشفاء
لوت شفتيها قائلة بتهكم مغتاظ :-
" اخجل من ذاتك وأنت على سجادة الصلاة "
" حلالي " والنبرة متملكة رائقة جعلت كل أوتارها تقف بتحسس رهيب خاصة أنه نهض برشاقة ووقف أمامها وقبل أن تفكر في الإبتعاد كان ذراعيه يعتقلان خصرها بقيد من حديد
لا يبيح لها الفرار قولاً ولا جسداً وهو يعتقل أنفاسها بغزو شفتيه باشتياق هادر
حمم ساخنة تهدر في أوردته شوقاً لها مغمضاً عينيه مسافراً فيها
عاطفته كانت بالقوى التي تغيبها معه
عالم انسحبا فيه سوياً حتى أبعد نفسه بشق الأنفس هادراً بتملك :-
" عودي لي يا غدي "
...........................
يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 08:07 PM   #835

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

الماضي أشبه بغرفة مظلمة لا أبوب فيها ولا نوافذ لها وثمة فتحة تهوية ضيقة تصلك منها وتكرهها لأنها مازلت تربطك بالعالم القبيح

تنهدت غدي بكبت وهي تتحدث لسنا على الهاتف قائلة :-
"أنا قلقه عليكِ جداً أشعر أنكِ تسكنين بقارة أخرى وليس بمحافظة أخرى "
أتاها صوت سنا الهادئ تطمئنها فصرخت غدي بغيظ :-
" هذا الوغد فقط لو حكمتيني عليه لكنت قتلته "
سبت ثم واصلت بامتعاض :-
" هو وكل سلالته "
أتاها صوت سنا الباهت مبتسماً وهي تقول :-
"صحيح معك حق هو وكل سلالته
لكن لا تضيعي ما بيدك
ربما أكمل لم يكن بالنزيه يوماً لكن يكفيه أنه اعترف باخطائه يا غدي وسعى لتصليحها
يكفى أن يكون بهذا الطبع لتطمئني "
بهتت دفاعات غدي فتنهدت قائلة بهم :-
لقد تعبت
تعبت حقاً ولا أعرف ما أريد "
صمتت سنا طويلاً ثم أخيراً قالت بتعقل :-
" انصتي لعقلك لو يصدقه فاتبعي قلبك
لكن لو كذبه عقلك فأمني لرأي عقلك لا قلبك يا غدي "

بعد عدة أيام

" زوجك بالخارج يا ابنتي يريد أخذك معه
أظن أن يكفي يا غدي
لا يصح تعليقك لذاتك وللرجل معك إما أن تخرجي له الآن موافقة على العودة معه
وإما قسما بالله يا غدي لأجعله يلقي عليكِ اليمين اللحظة دون عودة لكم " قالها والدها بغضب شديد فهمست غدي بلوم :-
" بابا ؟"
خبط عامر كفيه ببعضهم البعض وقال بانفعال :-
" لا بابا ولا غيره قولي قرارك إما أن تعودي له يا غدي وإما الطلاق
الرجل شبه يومي هنا وعرفت أيضاً أنه أصبح معك بالعمل
مستعد أن يقدم لكِ كل الضمانات للعودة في أمان
ماذا تريدين ؟"
دمعت عينا غدي بعجز تدرك صحة حديث والدها ولا تعرف ماذا تريد
لا أحد يتفهم حيرتها ليجبرها ولا خوفها ليطمئنها
فقط سواه
الوغد هو من تخافه وتطمئن له
غبية هي تحبه ولا تريد الابتعاد عنه لكن كلما أغمضت عينيها ورأت شريط ماضيهم يتولع قلبها خوفاً
خوفاً عليه وعليها وعلى قلبيهم
نظرت لوالدها بعجز فتنهد عامر مستغفراً وهو يفتح لها ذراعيه فانضمت لحضنه باكية
شدد عامر من احتضانها يحاول ان يهدئها وهو يربت عليها ثم قال بتعقل :-
" لما كل هذه الحيرة يا ابنتي ؟"
نهنهت غدي قليلاً ثم قالت بضعف وحده والدها من تظهره له :-
" أريد العودة يا بابا لكني أخاف أن أخطأ هذة المرة "
فركت كفيها ببعضهم البعض وقالت :-
" ما مررت به لم يكن هيناً أبداً
لقد فقدت ابني ومعه جزءاً من نفسي
لقد مررت بالكثير أخاف أن أسعى بطيش وبلا عقل
هذه المرة ستكون القاضية "
هز عامر رأسه بتفهم أبوي ثم سأل باهتمام :-
" هل تخافين منه ؟
ألا تثقين به ؟"
صمتت طويلاً حتى أنها أقلقته ثم أخيراً همست بيأس:-
" الشئ الوحيد الذي أثق به كنفسي هو حبه لي
لم أخاف منه بالوقت الذي يستدعي الخوف
أأخاف الآن يا بابا ؟"
ابتسم عامر باطمئنان ثم ربت على رأسها وقال :-
"إذا سأخبره أنكِ موافقه على العودة لكنكِ مازلتِ تحتاجين لوقت "
نظر في عينيها بتساؤل فابتسمت غدي وهي تومئ برأسها قائلة :-
" حسنا يا بابا "
.............................

الغرام كالدم يسري بالشرايين لتتدفق الحياة بين أوردة قلوبنا

دخل عمر من باب الشقة قاطباً وهو يرى نور المطبخ مطفأ على عكس العادة خلافاً عن الهدوء الذي يعم المكان والتلفاز المغلق
أليس الأن موعد مسلسلها التركي للبطل السخيف الذي يكره نظرتها المدلهة له
ألقى مفاتيحه منادياً عليها وهو يدخل لغرفتهم وحين لم يجدها رفع الهاتف لأذنه فوصله صوت أمه تسأل عن مكانه
أخبرها ثم سأل مسرعاً :-
"أمي هل سنابل عندك ؟"
" نعم يا حبة قلبي إنها هنا متعبة قليلاً ؟"
تحرك بلهفة للخارج وهو يقول بقلق :-
" متعبة ما بها ؟"
" لا تقلق يا حبيبي إنه تعب حمل عادي
تعالى لتتناولا الغداء معي فهي لم تستطيع الطبخ اليوم "
رده التالي كان أمامها وهو يفتح باب الشقة قائلاً :-
"لما أتعبتي نفسك يا أمي كنتِ هاتفيني لأشتري الطعام من الخارج "
التفتت له سعاد مبتسمة وهي تعلق الهاتف ثم قبلته وهي تربت على قلبه قائلة :-
" هل أطبخ لأعز منكم يا عمر ؟"
" سنابل بغرفتك القديمة ادخل لها وبدل ملابسك حتى انتهي "
أومأ عمر ودخل للغرفة المظلمة منادياً عليها بخفوت وحين لم ترد عرف أنها نائمة
تحرك يبدل ملابسه سريعاً ثم جاورها على الفراش ينظر لوجهها مبتسماً
لقد اشتاق لها
يكاد لا يراها هذه الأيام وهو يعود متأخراً فتكون هي نائمة
الحمل يرهقها حتى أنه يجعلها تصدر صوتاً مرهقاً من فمها خلافاً عن شفتيها المفتوحتين
ضحك بخفة ثم ملس عليها بحنو مناديا حتى انتبهت له فهمست باسمه وهي تعتدل نصف جالسه تسأله بإرهاق واضح :-
" متى أتيت ؟"
" لتوي فعلت لكن لم أجدك بالأعلى هاتفت أمي فأخبرتني أنكِ هنا "
كشرت سنابل متأففة وهي تقول بنبرة حزينة :-
"أنا أسفة حقاً يا عمر لم أستطع إعداد الطعام
رائحته أتعبتني جداً "
مد عمر كفه يملس على وجنتها بنعومة وهو يقول بحنو:-
"لا أتحدث من أجل الطعام يا سنابل أنا قلقت عليكِ ليس إلا "
ناظرته سنابل نظرة تُغني عن ألف كلمة
نظرة توحي بالاطمئنان
يمكن للمرأة أن تحب
يمكن للمرأة أن تعشق
لكن ليس كل عاشقة تشعر بالاطمئنان مثلها
أن تطمئن لحبيبك وتأمن له في كل شئ لهو أغنى من الحب ومعانيه التي قد تكون فارغة
عمر رغم عصبيته وغضبه إلا إنه رجل تغمض عينيها وتغرق في أمواجه أمنة بتلقفه لها
ابتسمت متنهدة في وله جعله يبتسم هو الأخر يناظرها بتساؤل فارتفعت قليلاً بجرأة تبادره بقبلة ناعمة كانت المبادرة التي تلقفها بجموح لفهم معاً وحين ابتعد التقت عيناهم في اشتياق جعله يهدر همساً :-
" اشتقت لكِ يا شقية "
"اشتقت لك كثيراً يا عٌمر " قالتها بنعومة وتدلل لذيذ مستفز بحرف الراء المكرر خاصتها جعله يغمض عينيه متنفساً بلا بوح
" يا ويل عمر "
" عمر هيا يا حبيبي أيقظ زوجتك وتعالا تتناولا الغداء "
ناظرها عمر بكبت ثم تنفس قائلاً بغيظ :-
" هل كان يجب أن تنزلي يعني كنا قد طلبنا وجبة من الخارج "
ثم مال هامساً بغزل جعلها تناظره بانبهار :-
" كنا لنبدأ بالتحلية أولاً "
سارت وراءه متوردة الوجنتين مبتسمة وهي تخرج من الغرفة قائلة برقة :-
"أتعبتِ نفسك يا أمي "
ناظرتها سعاد بمحبه وهي تربت على بطنها بسعادة الجدات قائلة :-
" يوم المنى يا زوجة الغالي "
أثناء تناول الطعام ناظرها عمر فكاد يغص بطعامه وهو يرى نظرة التوله الأبله التي ترمقه بها فاحتقنت أذنيه متناولاً كأس الماء ليشرب فسمعها تحدث أمه قائلة بنعومة مائعة :-
" لقد رأيت مناماً أني سأجلب صبي يا أمي "
ضحكت سعاد قائلة :-
" رأيت وأنا حامل في عمر أني أتيت بفتاة نكدة فأتى عمر "
"أمي ماذا تقصدين ؟" قالها عمر بغيظ يرمق تلك الضاحكة ببلاهة فضحكت سعاد ترفع حاجبيها قائلة :-
"أقول الحقيقة يا قلب أمك"
تدخلت سنابل في الحوار قائلة بأمل وتلهف :-
" هل هذا يعني أني قد أجلب فتاة يا أمي ؟"
كح عمر طويلاً حته أنه شرق مما جعلهم ينظرون له بقلق وأمه تسمي عليه
مجرد تخيل فتاة تشبهها وتأتي لحياته لترفع ضغطه برقتها وميوعتها كأمها لهو الجنون
سمع امه تقول بنبرة كانت لأذنيه سخيفة الوقع ومغيظة :-
" ستكون فتاة جميلة كأمها "
"بل ستكون مدلله مائعة ورقيقة وحلوة كقطعة قشطة بينما مُسكرة كجرة عسل "
كبتها في نفسه يغمض عينيه يهز رأسه نفياً من التخيل ثم قال بفظاظة :-
" أنا لا أريد فتاة سيكون صبي إن شاءالله "
"اتفل من فمك يا عمر نعمة الله كلها خير " قالتها سعاد بلوم بينما ناظرته سنابل بغضب بدا جلياً في نبرتها وهي تنهض قائلة :-
" طبعا وماذا انتظر منك بالتأكيد أنك لن تريد فتاة مني بل ستريد ذكر يشبهك "
" ماذا تقصدين بذكر يشبهك ؟"
لمعت عينيها بدموع وتحركت قائلة بنبرة مكتومة :-
" لا اقصد شئ "
بعد أن خرجت من باب الشقة في نية واضحة للصعود للأعلى نظر لأمه فوجدها ترمقه بغيظ جعله يقول بانفعال :-
" ماذا الأن ؟"
لوت سعاد شفتيها قائلة بغيظ :-
" لا شئ يا قلب أمك سوى أنك سممت قلب الفتاة بلسانك الذي يقطر عسلاً كأبيك رحمه الله "
ليلاً
القهوة .....
ناظر رشاد عمر الممتعض من بداية الجلسة فرفع حاجبه قائلاً :-
" أنزلتني مخصوص وتركت حمص الشام الذي صنعته سهام بعد شهر من طلبي له لأنزل وأشرب معك شاي وبالأخير أجدك صامتاً ممتعضاً وكأنك متقرفاً من وجهي "
تأفف عمر وهو يقول بتقرف :-
" على الأقل وجدت من يصنع لك حمص الشام "
لمعت عينا رشاد وكأنه قبض على كنز ثمين رافعاً سبابته قائلاً بظفر :-
" الله الله انتظر هل سمعت صحيحاً ؟
إنها نبرة رجل حقود وقد زار نكد الزواج حياته أخيراً "
التفت له عمر بامتعاض وقد زادت نظرة القرف على وجهه قائلاً بغضب :-
"لا أفهم سبب ضحكك يا متخلف الأن "
زاد رشاد في ضحكه وكأن عمر لم يقل شئ ثم هدأ قليلاً وهو يقول بنبرة شماتة :-
" اعذرني لكن أن تنضم لقائمة الموضوعين تحت أمر النكد من الزواج لهو أمر جديد علي
ليست هينه بسكويتة النواعم "
سبه عمر ثم نتش مفاتيحه وهو يهم بالوقوف فلحقه رشاد قائلاً :-
"أقسم أنا أمزح معك وكلمة بسكويتة أقولها بأخوية "
حين لم يلين عمر تأسف رشاد بصدق وهو يقول :-
" لن أكررها لكن أخبرني ماذا حدث "
عاد عمر للجلوس متأففاً فسأله رشاد بنبرة كبت فيها الخبث :-
"أخبرني ما سبب النكد الذي زار حياتك مؤخراً "
أشاح عمر بوجهه قائلاً بنبرة مذهولة :-
" كل هذا لأني قلت أريد ذكر لا فتاة ما الخطأ "
ناظره رشاد وكأنه ارتكب جرماً قائلاً برهبة أوجست عمر :-
" هل أخبرتها بهذا ؟"
أومأ عمر برأسه بتوجس فقال رشاد بيأس :-
" يا رجل هل أنت غشيم دوماً هكذا ؟
الرد المنطقي للرجل الحكيم هو أن أياً كان ما سيأتي سيكون جميلاً لأنه منكِ "
رفع عمر شفته العليا ينظر لرشاد بامتعاض جعل رشاد يخبط كفيه ببعضهم البعض قائلاً بيأس :-
" غشيم يا رجل أنت غشيم
ألحق نفسك وصالحها أفضل من أن تقص لسهام شئ ووقتها والله لا أريد أن أخبرك عن نصايح زوجتي عضو اتحاد المرأة النكدية كيف ستكون "
لم يرد عمر فحرك رشاد كف يده مضموم الأصابع لأعلى وهو يقول :-
" باقة من الشوكولاته ستكسب البسكويتة بين كفيك "
ألقاه عمر بالمفاتيح ثم عاد والتقطها مرة أخرى وهو يقول :-
"أنا ذاهب يا سَمِج "
حين عاد للبيت وخصيصاً شقته كان الجو هادئاً مثلما كان نهاراً لكن الفرق الذي أصابه بالذهول أنها كانت بالشقة لكن في غرفة أخرى
فتح الغرفة المظلمة فاتحاً الضوء فوجدها ممدة على الفراش تضع كفيها متشابكين على عينيها بينما خرج صوتها المدلل غاضباً وهي تقول بحنق:-
"أغلق الضوء يا عمر "
امتقع وجهه بذهول غاضب لكن الذهول الحقيقي كان وهي تقول :-
"أغلق الضوء واخرج يا عمر"
اقترب عمر هامساً بانفعال :-
" سنابل هل جننتِ "
ناظرته بعينين حمراوتين من البكاء مما جعله يقول مذهولاً :-
" هل كنتِ تبكي حقاً ؟ من أجل شئ تافه ومجرد كلام "
" تافه ؟" قالتها بانفعال أوجسه ثم عادت وأدرات له ظهرها قائلة بنعومة غاضبة جعلته لا يدري أيقبلها أم يضربها :-
" أنا غاضبة يا عمر ومُستاءة منك من فضلك
أخرج واتركني "
تحرك قائلاً بانفعال منتظراً منها مناداته كما تفعل :-
" حسنا يا سنابل على راحتك "
إلا أن جبهته كانت تحتاج لطاقم من أطباء الجراحة وهي تصرخ خلفه قائلة بغضب:-
" عد وأطفئ الضوء ثم اغلق الباب خلفك "
.........................

وعكة العشق مؤلمة لكن نار الابتعاد عنه حارقة

جالساً بمكتبه ينفس دخان تبغه بعنف وهو يشعر باحتراق كل خلية من خلاياه
منذ أن ذهب لبيتها ليأخذها وأخبره والدها أنها موافقة على العودة لكن ليتركها قليلاً لتهدأ وهو يتعذب في قربها البعيد
تتحاشى التعامل معه في العمل الذي ظن الجميع أنه سيكون وسيلة لتقربهم
تتهادى في خطواتها أمامه بالقسم دون أن يجرؤ على اعتراض طريقها فقد أصبح الجميع يعلم عن زواجهم
ماذا سيقولون أيغازل المدير زوجته علناً
زفر بكبت وهو يأخذ ملف في يده يخرج من المكتب متجهاً ناحية الغرفة التي تجمع المحامين تحت إدارته
وحين مر عليها لم ينظر لها عن قصد مما جرحها بشدة
دوماً ما كانت عيناه معها تلتهمانها بنظرات تبدو شديدة العادية لكنها تعلم أنها نظرات خبيثه تفصيلية وقحة المعاني رغم حرصها على توسيع ملابسها والحرص على الاحتشام مؤخراً
رفعت إحدى حاجبيها بشر وهي تسمع ضحكة زميلتها كوثر التي يقف معها مائلاً يفهمها بعض الأشياء على ما يبدو
نقرت غدي بمقدمة حذائها أرضاً بتوتر في انتظار انتهاء جلسة الشرح حتى وجدته يستقيم قائلاً لكوثر بتقييم :-
"أنتِ ذكية فعلا
هل عملتِ بالمحاماة قبلا يا كوثر ؟"
ابتهجت كوثر وبرقت عينيها مخرجة البلالين الملونة للوغد وهي تقول بتلهف :-
" حقاً يا أستاذ ؟
نعم لقد عملت بها بعد تخرجي لمدة عامين لكن الأستاذ الذي كنت اتدرب تحت يديه قال أني لا أصلح لها فاتجهت للشئون القانونية كما ترى "
مط أكمل شفتيه باستياء وهو يقول بصراحة جعلت غدي تتلوى في مكانها غضباً وتحرقاً :-
"لا يفهم شئ بالطبع
أنا أعرف المحامي الماهر عن بعد ونحن نعمل معاً منذ وقت
أنتِ ذكية جداً تصلحين لأن تكوني محامية ماهرة "
صمت فجأة يلتفت ناحية غدي بغتة والتي أدارت وجهها المحتقن مما جعله يكتم ابتسامة خبيثة وهو يقول :-
" قد احتاج مهاراتك في المحاماة يوماً يا كوثر "
تحرك ناحية مكتبه بعد أن أنهى حديثه وقبل أن يغلق الباب كان ذراعها يدفعه ويدخل بغضب
طرقع أكمل بلسانه قائلاً برسمية :- لالالالا يا أستاذة غدي لا يصح دخولك بهذه الطريقة "
زاد احتقان وجهها بدرجة فتنته وخاصة أنها فاقدة للسيطرة وهي تقول بغيرة تحرق جوفها :-
" ألا تخجل من نفسك ؟
تقف متماعياً مع زميلة لك بالعمل وبالأخير " قد احتاج مهاراتك في المحاماة يوماً يا كوثر "
قالتها مقلدة نبرته مما جعله ينظر بعمق عينيها نظرة خطيرة وهو يقترب منها فهمست بنبرة هاربة :-
" ماذا ؟"
تقدم أكمل حتى وقف أمامها مباشرة واعتقل خصرها هامساً بنبرة أجشة عميقة :-
"لا يليق بمن مثلك أن تغار "
شهقت غدي شهقة مستنكرة تخرج فيها انفعالها وهي تقول بغضب :-
" نعم من التي تغار
أنا ؟
مِن مَن ؟ وعلى من ؟"
ابتسم أكمل بثقة منقطعة النظير وهو يقترب منها حتى خالطت أنفاسه أنفاسها وهمس بنبرة مسيطرة :-
" على زوجك يا أستاذة "
زاد غضبها فحاولت إبعاده عنها تشعر باختناق شديد وهي تقول :-
"ابتعد يا أكمل
ابتعد عني لا يصح ما تفعل اخجل من نفسك قليلاً "
أحكم ذراعيه حولها بسلاسة ثم قال بنبرة باردة :-
" لن ابتعد حتى تعترفين "
" اعترف بما ؟" نطقت من بين أسنانها فهمس بإصرار :-
" أنكِ تغارين أنكِ تتحرقين من البعد "
زادت نبرته سخونة ولهيب وهو يقربها منه أكثر متناسياً الزمان والمكان هامساً بتملك :-
"أنكِ تحبينني كما أعشقك"
طالت حرب النظرات بينهم حتى هزمت ثقته سيطرتها المزعومة فطفرت الدموع بعينيها وهي تقول همساً بانفعال تدفعه بكفيها :-
" نعم أغار ونعم أحبك يا وغد تباً لك "
لم تترك له الفرصة وهي تخرج مسرعة مما جعله يستغفر يركل حصا وهمية ناظراً في الأرض بتصميم وهو يقول :-
" حان وقت التحرك "
........................

الهوى فتنة لا هداية فيها وسحر لا شفاء منه

بعد عدة أيام ....
أوقف عمر السيارة فجأة وهو يلمح باقة من الزهور والشوكولاتة موضوعه فظل يناظرها بتفكير ونصيحة رشاد المتخلفة ترن بأذنيه
تأفف وهو ينزل من السيارة مفكراً هل سيتم مصالحة الغاضبة منذ أيام بباقة من الشوكولاته ؟
لا يستسيغ الفكرة
هو عمر الشاذلي ينزل ليشتري باقة من الشوكولاته ؟
هز رأسه نفياً مستنكراً وهو يعود أدراجه للسيارة مرة أخرى
لكن تخيل واحد لعينيها الحزينتين جعله يشتم بعنف وهو يعود ليعبر الطريق ناحية تلك الباقة المستفزة
دقائق وكان يعبر بها الطريق مرة أخرى عائداً للسيارة مسرعاً وكأنه يمسك بين يديه باقة من المخدرات
طوال طريق عودته كان يسب ويشتم رشاد الذي اقترح عليه تلك الفكرة السوداء
توقف بالإشارة يرمق الباقة كقنبلة نووية وقبل أن يعود لقيادة السيارة لمعت عيناه كمن رأى منقذا وهو يرى مجموعة من الأطفال المتجولين فنادهم بسرعة ملتقطاً الباقة يعطيها لهم بلا ذرة ضمير وهو يعاود قيادة السيارة مبتهجاً كمن تخلص من حمل ثقيل
بعد ساعتين ...
دخل عليها الغرفة منادياً فأخبرته بنفس النبرة العاتبة التي تتعامل بها منذ أيام
" دقائق وسأحضر لك الغداء "
أومأ عمر قائلاً بنبرة مقتضبة :-
" بل احضري لي أولاً منامة من غرفتنا قبلا حتى ادخل استحم"
تنهدت ترمقه بكبت وهي تتحرك للغرفة الأخرى حزينة منه ومن لامبالاته بحزنها لكن ملامحها تلونت بالدهشة التي تحولت لفرح وهي تبصر الموجود على الفراش
كان قفصاً بعض الشئ لأرنب جميل ناصع البياض بعينين ورديتين أقرب للأحمر
اقتربت بفرح تناظره وتناظر جماله لكن الفرحة الحقيقية التي جعلت قلبها يتوهج كانت للورقة الموضوعة بسياجه والمكتوب عليها :-
"لا تحزني يا جرة العسل "
كان واقفاً على باب الغرفة يراقبها بحنان ثم اقترب جالساً على عقبيه جوارها وهو يهمس :-
" كنت أعلم أنه سيعجبك "
ابتسمت سنابل وهي تنظر له هامسة بابتهاج :-
" هل جلبته من أجلي ؟"
ضحك عمر يجلس امامها على الفراش قائلاً :-
" بل جلبتها "
ناظرته بتساؤل فمد يده يفتح باب القفص يملس على فرو الأرنبة قائلاً :-
" إنها أنثى"
مد يده إلى بطنها ثم قال بحنو ناظراً :-
"أنثى وتحمل صغاراً أيضاً "
ابتهجت سنابل كطفلة تمد يدها ناحية يده يده تملس على الأرنبة التي تناظرهم كمعاتيه وهي تقول بحنان طفولي :-
" تحمل أطفالاً مثلي "
ضحك عمر من قلبه وهو يخرج يدها من القفص المسدود من الأسفل حتى لا يلوث شيئاً ثم أخرج يده هو الأخر مغلقاً القفص يضعه أرضاً
اقتربت سنابل منه قائلة بتدلل :-
" هل جلبتها من أجل مراضاتي ؟"
ابتسم عمر يضمها له وهو يقول :-
"رأيتك فيها وعلمت أنها ستفرحك "
ضمت نفسها له بسعادة قائلة بنعومة مهلكة مما رفع ضغطه:-
" حسناً لقد رضيت عنك يا عمر "
جز عمر على أسنانه رافعاً وجهها له يلتهم أنفاسها مخرجاً كبته ثم انفصل عنها لثوانٍ هامساً بغيظ :-
"أنتِ كارثه "
عاد ليسيطر عليها بعاطفته مواصلاً بعنفٍ مشتاق :-
" لكن كارثة جميلة "
............................

صِراط العشق أخطو عليه غير عابئ
جحيم شوقك انصهار ما بعده لذة
وجنة عشقك فوران ما بعده نعيم

تشعر بصداع يفتك برأسها هذا غير نومتها الغير مريحة
لمست الفراش فعقدت حاجبيها بتوجس
لما يتحرك الفراش من أسفلها هكذا
عقدت حاجبيها متأوهة تحاول الاستيقاظ لكنها انتفضت على النبرة التي اخترقت أذنها
نبرة حارة حميمية شديدة البراءة والحنان الخبيث :-
" سلامتك من الآه يا حبيبي "
ناظرته غدي كشبح وهي تتلفت للسيارة حولها والتي تجاوره فيها بينما هو يقود بسلاسة سخيفة والليل البهيم يخيم على الشارع من حولهم
" كيف ؟" همستها ببلاهة تعتدل وهي تتلفت حولها وكأنها لا تصدق أنها كانت نائمة جواره في السيارة وبنفس السلاسة المختلطة بالبرود المسبب لتجلط الدماء وتقرح الأمعاء :-
" قرص منوم صغير " قالها ببساطة يمط شفتيه ثم واصل :-
" استسمحت أهلك في وضعه لكِ على الغداء وفور أن اشتد مفعوله كان ذراعي يحملانك حتى السيارة "
انتفضت غدي قائلة بجنون أهوج بلا تصديق :-
" هل اختطفتني ؟
هل اختطفتني من بيت أهلي وبرضاهم فعلاً "
طقطق أكمل بلسانه ثم تحدث كمن يخاطب طفلاً :-
" هوني عليكِ يا حبيبي
لم يختطفك أحد غريب أنا يعني مثل زوجك "
" هل أنت معتوه ؟
هل أنت معتوه تختطفني من بيت أهلي وتتحدث ببساطة "
أوقف أكمل السيارة بغتة دون مقدمات مما جعلها تميل وتسقط في حضنه رغماً عنها ولم يسمح لها بالفرار وهو يقول بعبث :-
" ما أجمل هذا السقوط
وكأن خيل عالٍ السرعات والمقومات من اصطدم بي لكن والحق يقال أنت فرس يا بطل "
التوهج في وجهها كان ينافس احتراق الشمس وهي تهمس بعجز بعينين خجولتين وكأنها ليست زوجته بكل ما للكلمة من معى :-
"أكمل "
اقترب أكمل مقبلاً وجنتها بنعومة هامساً بتلبية :-
" يا روح أكمل "
أطرقت غدي برأسها لا تعرف ماذا تقول حتى همست بيأس جعله يبتسم :-
" هل حقاً وافق بابا أن تختطفني ؟"
" صراحة لقد تكلف مني الكثير في إقناعه لكن تدخل شهاب عبر الهاتف كان له مفعول السحر
والدتك من كانت تناظرني بقلق وكأن نوايايا تجاهك سيئة "
ضحك ضحكة مشحونة وهو يرفع رأسها له هامساً بعينين مغشيتين بالعاطفة :-
" ربما معها حق فلا اقتران بالنية الحسنه في وجودك معي أبداً "
افترت شفتيها عن ابتسامة خفيفة جعلته يتنهد وهو يحتوي صدغيها بين كفيه وهو يسأل بإصرار :-
"ألا تثقين بي ؟"
صمتت غدي فتنهد أكمل قائلاً بنبرة أجشة عميقه زلزلتها:_
"هل تعرفين معنى أن يتوحد الرجل في امرأة
أن يدفن فيها أسرار رجولته
أن يتحسن الفرص بين النفس والآخر ليحبها أكثر ؟"
احتوى صدغيها بين كفيه وواصل هادراً:_
"هل تعرفين ما أشعر به من تملك تجاهك؟ يجعلني مستعداً لمحاربة قوات العالم أجمع
أيعجزني حبك أمام قوة غضبك تظنين هذا؟"

أومأت برأسها بقنوط فعاد وكرر متسائلاً :-
" هل تحبينني ؟"
صمتت دقائق جعلته قارب سحقها بعاطفته علها تنطق لكن ايمائتها الخفيفة أخيراً أنقذتها فسألها بحنان خبيث :-
" إذا ماذا ؟"
" خائفة يا أكمل "
مال أكمل دامغاً العرق النابض في عنقها بقبلة رقيقة ثم همس لعينيها بصدق ووعد :-
" كوني معي واتركي الخوف لي أنا كفيل بإبادته وعد مني أكمل البدوي لن يخون ثقة ملكته الأبنوسية اأبداً"
ابتسمت غدي للتشبيه التي طالما شبهها فاشتغلت جيوش الشوق في عينيه وهو يهمس بنبرة حميمية قتلتها:_
"ألا تعلمين أن النظر لفتنتك سُكر
والتهام أنفاسك ثمالة"
ينهي حديثه ملتهماً أنفاسها ثم يواصل بنبرة ثملة:_
"عربدة عشقك في صدري تجيش وصبري على بعدك نفد"
غيبها في عاطفته المشتاقه وبعد وقت كانت تهمس بتيه :-
"إلى أين نذهب ؟"
ضمها أكمل أسفل ذراعه بينما يقول بتوعد شرير :-
"إلى الجبل يا بطل "
بعد وقت

كانت مغمضة عينيها تستمتع بأرجحة الهواء القوي لساقيها وهو يحملها بين ذراعيه ظهرها هانئاً على صدره القوي دون أن يساورها شك للحظة بالوقوع وهو يصعد بها إلى سفح الجبل !
وكأنهم يهربان سوياً يهربان بعيداً إلى مكان أمن بعيدا عن تلك الدنيا المؤذية
حيث لا أحد
هي وهو والهواء الطلق ... صوت أصداف البحر الآتية من البعيد وكأنها تشاركهم أمسيتهم على خجل

فاردة ذراعيها في الهواء مستمتعة بمداعبته لها وكأنه يهمس لها مُسراً بإشفاق
" اسرقي حقكم من السعادة أخيراً"

كادت أن ترتجف شفتيها بكاءاً لكنها أغلقت منفذ الذكريات على عقلها وإن كانت ندبته بالقلب لن تزول وإن مرت الأيام
فعادت تاركة نفسها لمداعبة الهواء مرة أخرى لها
ولم يكن شعوره أقل وطأة منها !
هل يعقل أن يمسك المرء حلمه بين يديه بكل هذا الجمال وكل هذه النعومة ؟
هل قررت الحياة أخيراً أن تعطيه حقه من السعادة الحقيقية وليست المكذوبة ؟
فكرته الأخيرة جعلته يشدد من ذراعيه حولها دافناً وجهه في عنقها يعب من رائحتها بنهم وكأنه يثبت لقلبه المرتجف حقيقة وجودها بين ذراعيه هكذا !
بل حقيقة وجودهم هو وهي سوياً أخيراً !

زمزمة النيران المتراصة على حواف الجبال حولهم ترتفع وكأنها تشارك قلبيهم معزوفة الوعد العشقي !

وعد ألا يفارق قلب منهم صاحبه وإن فارقا الحياة !

تنهد بخفوت وهو أخيراً يصل لحافة الجبل فينزلها مطلقاً تأوهاً عذباً لاقى صداه في قلبها وهي تستدير إليه تبتعد خطوتين عنه فوقف كل منهم ينظر للأخر في لحظة شجن ثمينة وكأنهم بهذا يودعون الأحزان إلى الأبد ...
عينيه المضرمتين بنيران رغبة العشق ..هدير الشوق. ولوعة الفراق تُسريان لعينيها دون حديث ...

كم هو نادم !
كم هو عاشق حتى فاض عشقه وما عاد بقادر على كتمه بداخله
كم أنه لن يتخلى عنها ولو أحرقوه حياً
كم هو مشتاق أن يضرمها بنيران عشقه الأن !

وبدورها كانت تفغر شفتيها انبهاراً وكأن قلبها لم يعد بقادر على الصمود فتُسري له عينيها الدامعتين هو الأخر كم تحبه !
كم تكرهه
كم أنها لا تستطيع مسامحته
وكم تعشقه فلا تستطيع إلا أن تكون معه!

يبتسم بشجن فتبادله الابتسام بإشراق مؤكد يسلب النفوس !

"هناك حب لا يموت وإن أماتت الحياة قلوبنا "

هو أم نطقها أم هي ؟
هو من جذبها له بجنون أم هي من فعلت بنفس الجنون
لا يهم
لا يهم
المهم أن نفس كل منهم الأن يأخذه عبر صاحبه
لحظات من الجنون لفتهم سوياً بعاطفة متبادلة لا يتخللها سوى صوت الهمسات المتلهفة اللاهثة من كليهم والتي سريعا ما تختفي مع غرق كل منهم في الأخر ثم تعود وتظهر على استحياء وكأنها تخجل لمقاطعتهم
" روحي .... حلمي .... دمي ... عشقي ...عمري"

همسات صادقة .. مخلخلة تقابلها هي الأخرى بأسرار قلبها
"أحبك .... أحبك ... أحبك "
ثم مرة أخرى يغيبان في العاطفة العاصفة لكن هذه المرة دون إنفصال
دون شعور وكأن كل منهم اتفق ألا يسمع سوى قلب عاشقه

عاطفة يائسة أن يكون وجود كل منهم بحضن الآخر الآن وهم !
فتزيدهم إشتعالاً تشاركهم به النيران من حولهم والتي علا مع صوتها هرير الرياح فتكون الأمطار صاحبة الكلمة الأخيرة وهي تهطل مشاركة العاشقان البكاء
وكأن المطر نزل باكياً لأول مرة ماسحاً أهات الماضي وآلامه ثم يعود وينحسر مرة أخرى تاركاً لهم ليلة من العشق لم يكن شاهداً عليها سوى السماء !
أنتهى ونلتقي مع الخاتمة إن شاءالله


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 09:41 PM   #836

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي أشرقت الشمس بعينيها

مساء الخي. في فصل اليوم او لا نحن بالانتظار وشكرا

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 10:18 PM   #837

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي أشرقت الشمس بعينهيها

فصل اكثر من رائع بعد ناقصنا نطمن عا سنة واختها ننتظر الخاتمة تسلم ايدك وشكرا

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 10:41 PM   #838

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

و اخيرااااااااااااااااااااا ااااااا
اكمل و غدي
طيب و سنا
و خالد

فصل روووووووووووووووووعة تسلم ايدك يا قمرررررررررررررر


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-22, 01:48 AM   #839

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

وختامها مسك سلمت يداك

داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-22, 11:34 AM   #840

ريهام حسنين

? العضوٌ??? » 490625
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 143
?  نُقآطِيْ » ريهام حسنين is on a distinguished road
افتراضي

روعة من احلى الروايات فى انتظار الخاتمة

ريهام حسنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.