آخر 10 مشاركات
وشاح من دخان-قلوب شرقية(79)-حصرياً- للكاتبة:داليا الكومي{مميزة}-(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [ تحميل] من تحت سقف الشقى أخذتني للكاتبه نـررجسـي?? ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          فرشاة وحشية ج1 من س تمرد وحشي-قلوب أحلام زائرة-للكاتبة: Nor BLack*مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree6254Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-21, 12:24 PM   #511

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة habiba banani مشاهدة المشاركة
الروايه جميله جدا لك اسلوب سلس وكلمه راقيه وتعابير تمس شغاف القلب الالفه بين الأبطال وطريقة تعامل كلا الطرفين تجذب القارئ للغوص أكثر في احداث الروايه
نبع ونور الحسن صعوبه كبيره وعراقيل نظراً للماضي الموجع بينهما لكن الأمل موجود
غصن وايهم نقيضان مفترقان مجتمعان دائما
رفل و يوسف يبقى الإحساس بعدل الله موجود رغم وجود الوجع والألم

حبيبتي يسعد صباحك ومساءك بكل خير ورضا .... ما تعرفين مقدار السعادة التي اشعر بها وأنا أقرأ تعليقك المحمس ورأيك الغالي عليي ... ربي يسعدك مثل ما اسعدتيني .... أن شاء الله باقي الفصول تعجبك أيضاً ... نورتيني وفرحتيني فدوة لعيونج



التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 29-10-21 الساعة 12:39 PM
كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 07:13 PM   #512

ايمي يحيى اسماعيل

? العضوٌ??? » 488164
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » ايمي يحيى اسماعيل is on a distinguished road
افتراضي

جميله جدا الرواية ..الاحداث واللغه

ايمي يحيى اسماعيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 07:55 PM   #513

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير والجمال

تسجيـــــــــــــــــــــ ــل حضــــــــــــــــــــــو ر

في انتظار نزول الفصل


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 09:19 PM   #514

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمي يحيى اسماعيل مشاهدة المشاركة
جميله جدا الرواية ..الاحداث واللغه
الف شكر حبيبتي ان شاء الله تعجبك للنهاية نورتيني


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 09:20 PM   #515

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 5 والزوار 15)
‏كلبهار, ‏asmaaasma, ‏Moon roro, ‏ايمي يحيى اسماعيل, ‏ward77



السلام عليكم صديقاتي ان شاء الله نصف ساعة والفصل ينزل


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 09:56 PM   #516

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد

بنات آسفة لو وجدت اخطاء طفيفة والله ذراعي اليسار كانت توجعني كثير خلال اليومين السابقيين ...الله يحفظكم من كل شر وأذى صديقاتي ... لا تنسوا التعليق و ابدأ الرأي وايضاً اريد أن أعرف اي قصة حبيتوها كنت اود أن افتح استطلاع لكن للآسف ماعرف كيف ... بنات ركزوا على السرد لان في مشهد نور الحسن شاف نبع بدون حجاب هههههههههه نبدأ الفصل بسم الله :



الفصل الخامس عشر

.........


لقد حلمت بك أمس ....
و سأحلم بك الليلة..
إنني احلم بك كثيراً ...
كل ليلة...


مقتبس


جلست جيان أمام والدتها الأخيرة التي كانت تمشط شعر أبنتها الطويل ببطء وعلى مهل خصلة .... خصلة .... لقد حكت لها جيان عن مجيء جاسر إلى المكتبة وسؤاله عن عنوانهم ... حكت لها كل شيء بالتفصيل لكنها تجاهلت متعمدة ذكر تلك المشاعر التي تبادلالها وكيف طلب منها عدم مناداته بالسيد جاسر .... هناك بعض التفاصيل الصغيرة والمهمة كانت تريد الاحتفاظ بها بينها وبين قلبها فقط ....
لقد أكدت والدتها وقالت بثقة أنه سيأتي لخطبتها ؟! يا الله والدتها لا زالت تعيش في زمن جيل الطيبين .... ذلك الجيل الذي كان ينظر لجوهر الأنسان لا لقشرته الخارجية .... جيل يتعامل مع بعضهم البعض بصدق وعفوية وطيبة خالصة ... دون كذب أو رياء او حقد .... من المستحيل ان تطلب الحاجة إيمان يد جيان الفقيرة لأبنها الوسيم الرائع الذي لو اشار بأصبعه لزحفت إليه الفتيات زحفاً وكلهن من عائلات غنية ومعروفة في بغداد ....هي تعرف ومتأكدة من طيبة الحاجة إيمان لكن هل أبنتها ستوافق ؟ هل مجتمعهم سيوافق ؟! وهو جاسر هل سيوافق ؟ إذا كان قد أظهر لها بعض الأعجاب واللطف فهذا لا يعني بأنه يريدها زوجة له !!!!
ثم من يقول بأنها ستاتي لزيارتهم أصلا ؟ فها قد مضى عدة أيام ولم يظهر منهم أي خبر أو إشارة !!! ربما نسوا ؟ ربما كان الأمر كله مجرد صدفة ومزاح ؟!!!

أكملت والدتها تسريح شعرها ثم جدلته لها وجعلت منه ظفيرة جانبية طويلة ومرتخية ... ممتدة من بداية كتفها الأيسر وصولاً إلى ما فوق ركبتها... قالت بعد فترة قصيرة من الصمت :

- ربما ستأتي اليوم قلبي يحدثني بذلك !!!
التفتت إليها جيان وقالت بقوة :
- مستحيل يا أمي هل لازلت تفكرين بنفس الموضوع !
وضعت والدتها المشط جانباً وقالت بتعجب :
- ولماذا لا أفكر يا جيان ؟ ثم أعقليها انت ! لماذا تطلب والدته عنواننا إذا لم يكن هذا هو السبب ؟!!!
تنهدت جيان ثم تمددت ووضعت رأسها فوق حجر أمها وهمست بصوت معذب :

- آه يا أماه حلفتك بالله اغلقي هذا الموضوع وانسيه تماما فما تفكرين به لن يحصل مطلقاً ولو بعد مليون عام !!!

لتسألها الأخيرة بدهشة بدت حقيقية وكأنها لا تعلم أو تعي حجم الأختلاف الهائل الذي يفصل بينها وبين جاسر :
- لا أفهمك يا جيان !!!! لماذا تقولين مثل هذا الكلام عن نفسك ؟ ماهو الشيء الناقص بك لكي لا تفكر بخطبتك لأبنها ؟!!!!!
أجابت جيان بابتسامة حزينة :
- الكثير ..... ينقصني الكثير يا أمي ... وأنت تعرفين ذلك جيداً .
مسدت والدتها رأس ابنتها وقالت بحنان :
- إذا كنت تقصدين الفقر ... فالفقر ليس عيباً يا جيان !! ثم نحن لسنا فقراء معدومين لهذه الدرجة !! بل الحمد لله حالتنا المادية تعتبر معتدلة ومستورة مقارنة بغيرنا ! وأما بالنسبة للشهادة الجامعية فأنت نجحت من السادس الأدبي بمعدل عالي كان يؤهلك لدخول أفضل الكليات لكنك فضلت التضحية في سبيل أخوتك ... وهذا يزيدك شرفاً لا خجلا !!!!

أغمضت جيان عينيها بصمت ... لم تنطق بحرف واحد ... لم يكن لديها ما تقوله ... لتردف والدتها بحزن :
- افتقد ضحكتك وابتسامتك يا جيان ... أفتقدهم جداً .
ابتلعت جيان ريقها وقالت بهمس :
- أمـــــي ... انا .... أنا لا أفهم ما تقصدين ....
قاطعتها والدتها بهدوء وهي لا تزال تمسد رأس ابنتها :
- هل تظنين بأني لم الاحظ تغير حالك منذ تركك العمل هناك ؟!!

كانت ستكذب على والدتها مرة أخرى وتخترع حجة جديدة .. كما اعتادت في الأيام الاخيرة ان تفعلها لتتملص من أسئلتها التي لا تنتهي .... لكن صوت جرس الباب قاطع سلسلة أفكارها ... بعد مرور عدة دقائق جاء مهدي ووقف أمام العتبة قائلا :

- أمي هناك امرأة تسأل عنك في الخارج ماذا أقول لها ؟!!!

جلست جيان بسرعة وتبادلت مع والدتها النظرات المتفهمة بينما قلبها بدأ ينبض بقوة ... قوة غريبة .... هذه والده جاسر ... بكل تأكيد إنها هي ... فالجيران نادراً ما يأتون لزيارتهم ... كما أن الوقت شارف على الغسق لم ولن يزورهم أي أحد بهذا الوقت مطلقاً حتى من الاقرباء ليس قبل أن يتصلوا على الأقل ...... إذاً فلقد حضرت فعلا .... مثلما قال !!!!

قالت والدتها وهي تلتقط حجابها وتهب واقفه :

- لا تقل شيئاً .. اذهب أنت لغرفتك وأنا سأخرج إليها في الحال !
ثم التفتت لجيان وقالت بهدوء :

- عندما أنادي عليك تخرجين فوراً وتحضرين الضيافة فهمتي ؟!!

أومأت بصمت ... ثم ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها ... ستصاب والدتها المسكينة بخيبة امل عندما تكتشف السبب الحقيقي وراء زيارتها لهم ...
ذهبت للمطبخ وبدأت بتحضير الضيافة مثلما طلبت منها ..... وبعد مرور أكثر من عشر دقائق سمعت والدتها تناديها ..... حملت الصينيه بيدين ترتجفان حرجاً ... سحبت نفساً طويلا ثم وبخت نفسها بهمس :

- كفى ارتجافاً يا جيان أنها هنا بزيارة عادية .... عادية فقط .... تذكري هذا ولا تنسيه ابدا .... لا داعي للهلع والخوف !!!

ربعت كتفيها وذهبت إليهم مبتسمة ... وما ان دلفت الصالة حتى وقفت الحاجة إيمان وهي تفتح ذراعيها مرحبة بسعادة :

- اهلا .. اهلا بالعروس .... اشتقت لك كثيراً يا جيان .

كانت والدة جاسر ترتدي الملابس السوداء التي لازلت ترتديها للآن حداداً على ولدها ... وعباءة الرأس التقليدية .... كانت كالعادة شامخة ولها هيبة وهالة من الوقار تلتف وتدور حولها فارضة فرضاً على الشخص المقابل احترامها وتقديرها .... وضعت جيان الصينة فوق الطاولة وذهبت لتستقبل أحضانها بسعادة متبادلة وهي تقول :

- وأنا ايضاً اشتقت لك يا أم جاسر .

سحبتها الحاجة إيمان وجعلتها تجلس جوارها ... نظرت جيان لوالدتها بفضول وعدم فهم لترد عليها والدتها وهي تهز رأسها بنعم وعينيها تلمع بالدموع ... ترسم على شفتيها ابتسامة صغيرة متفائلة اخبرتها الكثير .... ابتلعت جيان ريقها بصعوبه وهي تتسأل بسرها مامعنى هذا كله ؟؟؟ طأطأت رأسها وأخذت تتلاعب بطرف جديلتها بحرج وخجل لتقول والدتها مبتسمة :

- اشربي الشاي يا حاجة .

قالت الحاجة إيمان برفض وهي تحدق برأس جيان المنحني بخجل :

- لن اشربه إلا بعد أن تقول جيان بأنها موافقة !!!!

رفعت جيان رأسها وقلبها ينبض هذه المرة كالمطارق الحديدية حتى إنها سمعت صوت خفقاتها تصل لأذنيها ... نظرت لوالدتها بحيرة لم تدم طويل حيث أوضحت بهدوء ما كانت تشك فيه قبل وهلة :

- لقد جاءت والدة جاسر لتخطبك لابنها فما رأيك يا ابنتي ؟!!!!

سحبت جيان نفساً هشاً ثم اطلقته على مهل ... نظرت للحاجة إيمان بحرج ... فكرت بحزن من كان ليصدق بأن هذه المرأة الثرية التي كانت تعمل هي خادمة في منزلها ستأتي بنفسها وتطلب يدها لابنها الوحيد ؟! هي لا تنتقص من نفسها مطلقاً ... لا .... هي فقط واقعية .... والواقع يقول شتان بين حياتها البسيطة وحياتهم المترفة الثرية !!! عضت باطن فمها بتردد ... تعرف بأن ما ستقوله يعتبر قراراً غبياً جدا ... لكنها تفعل هذا لمصلحته هو ... لا تريده أن يندم لاحقاً ... لا تريد أن تضع نفسها وأسرتها بموقف محرج ..... هي لا تفعل هذا من أجلها فقط بل من أجله هو أيضاً .... لتجيب بعد برهة من الصمت :

- أنا ... في الحقيقة ...
قاطعتها الحاجة إيمان بسرعة بدت وكأنها أحست برفضها :
- بالله عليك يا جيان لا تخترعي حجة فارغة ... أدخلي بصلب الموضوع وتحدثي معي بصراحة !
نظرت لها جيان بحزن وفكرت ... بأن رغم الاختلاف الجوهري والواضح بينهم إلا إنها للآن تشعر ناحيته هذه المرأة الطيبة بالدفئ والتقارب المتزايد !! قالت بتلعثم :
- انا ... أعتقد بأنك ... تعرفين ما ... أريد قوله يا حاجة !!

قالت الحاجة إيمان بلطف وتفهم :

- أولا لا تقولي حاجة ... نادني أما خالتي أو أمي ... فأنا أقسم بالله أعتبرتك بمثابة ابنتي منذ اليوم الأول الذي رأيتك فيه .... لذلك تحدثي معي بكل ما يعتمر بصدرك ولا تخجلي مني ابداً ... ثم أنا لا أعرف ماتريدين قوله ؟!!! لذلك نوريني وتحدثي ؟!!!

رطبت جيان شفتيها الجافة وقالت بخجل شديد :

- ما أريد قوله هو ... أن جاسر .. شاب خلوق ورائع وكل شيء ... واي فتاة ستكون سعيدة بالارتباط به لكني ....
صمت جيان تحاول أن تجد طريقة لائقة وغير جارحة لتخبرها برفضها ... غير إن الحاجة إيمان أكملت بهدوء :
- لكنك ترفضين !!!

اومأت جيان بصمت وكآبة لتسألها بهدوء :

- هل لي ان اعرف السبب ؟
اجابت بواقعية وصراحة مطلقة :
- لان .... لان ..... نحن ... اقصد ... أنا وهو مختلفان جدا و أنا بصراحة لا أريده أن يندم لاحقاً ويكون مصير هذا الزواج الفشل !!! هذا سيكون مؤلماً لكلينا !!!!

صمتت الحاجة ايمان لعدة دقائق ثم تنهدت وقالت بلطف :
- كنت اعرف بأنك ستقولين هذا الكلام ... لذلك أسمحوا لي أن أقص عليكم حكايتي وبعدها ساسمع ردك النهائي !! وانا اقسم بالله بأني سأوافق عليه مهما كان قرارك ولن ألح ابداً !! ما رأيك ؟!!


أومأت جيان بصمت .... لتخبرتهم الأخيرة بكل شيء .... كل شيء .... عن ماضيها في فترة الطفولة .... مراهقتها .... حياتها في المدرسة المتوسطة ..... وأيام الحصار الاقتصادي ... أخبرتهم عن حالتهم وكيف ساعدت زوجها وانقذت اطفالها من جوع محتوم ... لم تخجل ولم تتراجع .... لقد اخبرتهم ماضيها بكل فخر وشموخ .... تتحدث بثقة وقوة ... دون تلعثم ... دون حرج ... دون ندم لأنها شاركتهم بهكذا أمور تعتبر شخصية وحساسة وهي غير ملزمة باخبارهم ..... لتنهي حديثها قائلة :

- انا انحدر من عائلة بسيطة وفقيرة الحال ... لدي شقيقتان متزوجتان من رجال بسطاء يعملون اعمال حرة بالأجرة اليومية ... أخي الوحيد جاسم يمتلك عربة يبيع بها صابون الغار في سوق الجملة لا يزال يعيش بمنزل العائلة القديم ... أما عائلة زوجي هم ايضا يعملون بالطبخ ... لكنهم لا يملكون مطاعم مثلنا ... فهم يخرجون عندما يطلبونهم بالاسم ...

التفتت لتنظر لوالده جيان وهي تردف بجدية :

- وهكذا كما ترين يا أم جيان ... نحن لم نولد أغنياء ... فقط زوجي كان يعتبر غنياً في فترة الثمانينات وقد تزوجني رغم إنه كان يعرف بكل ظروفي ..... ثم تراجعت حالتنا شأننا كشأن الكثيرين في فترة التسعينات ..... لكن بعد الضيق جاء الفرج والحمدلله .... بفضل الله تعالى الرزق جرى بيد والد جاسر وفتح بدل المطعم ثلاث .... لكننا مهما أغتنينا لن ننكر اصلنا وما كنا عليه ... خاصة أنا !!!

ثم نظرت لجيان مرة أخرى وقالت بصدق وطيبة جعلتها تشعر بالخجل والحرج الشديدين :

- واذا كان الأمر على عملك عندي خلال الشهر الماضي وكنت محرجة منه ...... فأنا سأقول أمام من يسألني عنك بأنك ابنه صديقتي وأنها بعثتك لتساعديني بتنظيف المنزل عندما اصبت بوعكة صحية ! وهكذا اعجبت بك وبتربيتك واخلاقك وقررت ان اخطبك لابني !
ثم سألت والدة جيان ببراءة مطلقة :
- الا تعتبريني صديقتك يا ام جيان ؟!!!

أجابت الأخيرة بسرعة :
- بلا اتشرف بذلك يا ام جاسر !
لتعود وتسألها مرة أخرى :
- واذا كنت مريضة فعلا ألن تبعثيها لي لتنظف المنزل وتساعدني ؟!
ابتسمت والدة جيان وهي تلقي نظرة عطوفة على ابنتها ثم قالت :
- بلا اقسم بالله بأني سابعثها بأي وقت تريدنها فيه .
لتتنهد الحاجة إيمان براحة وهي تقول جملتها الشهيرة :
- إذا حلت المشكله .... اعتبري ذلك الشهر الذي عملت فيه عندي هو مساعدة صديقة لصديقتها المريضة ... والآن ما رأيك يا عروس نقول مبروك ؟!!!
صمتت جيان بخجل وهي تفرك يديها ولا تعرف ماذا تقول فعلا لتردف الحاجة إيمان ببشاشة :

- أنت لن ترفضين اليس كذلك ؟ ليس بعد كل ما قلته لك يا ابنتي ؟!!!!!

ابتسمت واسدلت اهدابها وذلك اللون الوردي يزحف من رقبتها ممتداً نحو وجهها بغزارة لتحثها ضاحكة بمكر :


- هيا قولي موافقة لكي أحضر في المرة القادمة مع سلمى وشقيقتي ....كما أن ابني في الخارج ينتظر البشارة بفارغ الصبر .... المسكين يجلس في السيارة و بهذا البرد حرام عليك يا جيان !!!
همست جيان وهي تنظر لها مبتسمة أبتسامة سعيدة وواسعة كانت تريد أن توصل لها موافقتها من خلال ابتسامتها :
- ما تقوله امي أنا موافقة عليه !!

هتفت والدتها بحماس وسعادة :
- وانا موافقة طبعا .
رفعت نظراتها وقالت بقلق :
- وماذا بالنسبة لمهدي ؟!!!
قالت الحاجة إيمان بكل بساطة وهدوء :
- ناديه لي وأنا اتحدث معه ....

وفعلا جاء شقيقها سلم عليها وجلس بصمت يستمع لكل ما قالته وقد كان حديثها وحججها كلها منطقية وصائبة لم يستطع أي واحد منهم أن ينكر ما قالته ... هذه المرأة مذهلة فعلا ... لقد اقنعتهم كلهم دون عناءا يذكر منها ..... ثم هي كانت تعرف بأن أخيها سيوافق فهو مؤدب إلى درجة كبيرة .... خلوق .... حسن الظن بالناس .... لا يحقد ولا يكره .... وخجول أيضاً .... بحياته التي بلغت الآن الثامنة عشر لم يتدخل ولم يحاول أن يفرض رأيه عليها .... فقط مرة واحدة وقد كان عتاباً على عملها دون أن تخبره وكان هذا من حقه طبعا ..... بالنهاية وبعد أن أخذت موافقة مهدي أيضا قالت جيان بهدوء :

- لي شرط واحد فقط
قالت الحاجة إيمان بسعادة غامرة :
- كل شروطك مجابة يا عروسة ابني الجميلة

.....................

يتبع





التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 29-10-21 الساعة 10:19 PM
كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 09:58 PM   #517

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

بعد مرور عدة دقائق دلف جاسر لغرفة المعيشه بعد ان سمع زغاريد والدته تملئ الحي الفارغ بهذا الوقت من المساء ... لتخرج وتبشره بموافقتها ثم طلبت منه ان يدخل ليسلم على خطيبته وعائلتها ..... التقت نظراته بنظرات جيان البراقة .... وتوقف واختفى كل شيء من حوله .... وكأن شيئاً خيالياً وسحرياً قد حصل بينهما ... القى السلام عليهم وهو بالكاد يستطيع ازاحة عينيه عنها ... كانت نظراته تلتهما بقوة ... تلتهم وجهها ... ملابسها المنزلية البسيطة المكونة من بجامة صوفية بنفسجية اللون مع كنزتها ذات السحاب الامامي ... والتي لم تخفي من أمام عينيه الجائعة مواطن انوثتها المتفجرة ... ثم اخيراً حدق بجديلتها الطويلة ... الطويلة جدا في الواقع ... إذا هذا هو طول شعرها ... لقد وصفته له والدته لكنه لم يكن يتخيله هكذا بالفعل ... سميكاً ... حريرياً ... لامعاً ... تدفق دفئٌ عميق في قلبه ... أراد أن يلمسها .. يستكشف نعومتها ... يشعر بها قريبة منه وإنها فعلا أصبحت له !! يا الله كان عليه أن يوقف التفكير بها الآن حالا ... لأن مجرد تخيلها بالنسبة له كان يثيره بشده ... وبحرج .


حدقت به جيان بنظرات خجولة ... كان وسيماً وجذاباً كالعادة ... جرت الدماء في شراينها بسرعة ... كيف يمكن له أن يؤثر عليها بهذه السهولة ... نظرة واحدة من تلك العيون الداكنة وكان جسدها كله يرتعش ...شعرت بأن خديها يحترقان حرفياً لأن كل العيون كانت مركز عليهما ... عندما التقت نظراتهما لاحظت أن عينيه أصبحت أكثر قتامة ....لا .. لم يكن هناك خطأ ... كان جاسر معجب بها ... تقدمه لخطبتها لم يتم بصورة عفوية وتقليديه ... وليس بسبب اعجاب عادي وعابر .... لقد أرادها ... أرادها بصدق !!

جلس جانبها على الأريكة المجاورة لها .... ليهمس قائلا بهدوء لكن السعادة كانت تتراقص بنظراته المبتسمة أجل الآن عرفت بأن النظرات ممكن ان تبتسم ايضا :
- مبارك يا جيان
لتجيبه بخجل وذلك اللون الوردي الذي اخذ يزداد قتامة كاد أن يصيبه بالجنون منذ أن دخل للصالة :
- شكرا ....
رفعت نظراتها إليه وقالت بتلعثم وصوت خافت :
- أنا .... أريد أن أطلبك منك أن تفكربـ ... بـشأ...ن خطبتنا ... من جديد ربما ...
قاطعها وهو يقوس حاجبيه مدعياً عدم الفهم :

- ربما ماذا ؟!!
تنهدت وأجابت بصدق :

- لا أريدك أن تندم في المستقبل !!
أجابها بثقة وقوة وهو يركز على كل كلمة يقولها :
- سأندم في حالة واحدة فقط ....إذا لم انتهز الفرصة وأتزوجك فعلا .... هناك بنت واحدة جعلتني أفكر جدياً بالزواج ....

نظر بسرعة ناحية والدته ووالدة جيان وتأكد من أنهما تتحدثان بخفوت وإنهما غير منتبهتان عليهما ليمد يده ويسحب جديلتها الطويلة ناحيته على مهل ردفاً بصوت خشن ومبحوح عكست كل المشاعر المختلطة التي عصفت داخله :

- وهذه البنت هي أنت ... انت فقط ..

ثم أنحنى ناحيتها وهمس قائلا بشوق جارف وهو يلف طرف جديلتها حول كفه ... جعل وجهها يزداد احمرارا فوق احمراره وهي تسحبها منه بخجل وحرج شديدين خاصة عندما نظرت لهما الحاجة إيمان وهي تبتسم بسعادة :

- وفي المرة القادمة عندما نأتي لزيارتكم أريد أن يكون هذا الشعر مفتوحاً ... أفتحيه وانثريه يا جيان جعل الله لا شعر يفتح غير شعرك !!!
ثم انشد بصوت هامس ... هامس للغاية جعلها تضع يدها فوق فمها لتكتم ضحكتها السعيدة .....ولم يكن مهتما أن سمعه أحد من الجالسين :

شعرج مو شعر فوك الظهر شلال
. ياشلال هذا اليوصل لشعرج
. ياعود الكصب يا سكر بلا ماي.
أظن عود الشكر مصنوع من زندج
. يل ماكو بحلاتج دوختي كل الناس
. معقول العسل مخلوق من شفتج؟!!!.



...............


يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 09:59 PM   #518

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

"فاقد الشيء يُعطيه بكرم وحب، لأنه يتمنى ألا يَرى أحد يُعيد تجربته."

............


قرأ نور الحسن بتمعن الرسالة التي وصلت لهاتفه قبل لحظات .... كانت رسالة من طبيبة تعمل معهم في المجمع وهي في الحقيقة تكون من أقرباء صديقه ناصر واسمها رغد .... كانت الفتاة شابة بمثل عمره جميلة وراقية ومن عائلة محترمة ... وكانت معجبه به !!!! تبعث له الرسائل النصية كل يوم لتسأله عن أمور عادية وغير مهمة وهو أكراما لصداقته مع ناصر يحاول قدر استطاعته ان يعاملها ويرد عليها باحترام وأخوه ... لكنها تحاول الاحتكاك والتقرب منه وهذا أمر مزعج جدا ... لدرجة إنها تضطره في بعض الاحيان على التهرب واغلاق هاتفه ... ضحك بخفوت وهو يفكر بكآبة ... مسكينة لا تعلم بأن محاولاتها هذه بلا فائدة ! وهل من هو بمثل حالته يفكر بالحب والعلاقات ؟!! ثم عن أي حب يتحدث وقلبه قد ختم عليه أسم نبع ؟!!! لم يجد لحد الآن أي بنت تملئ عينيه وتؤجج تلك النار المشتعلة في جوفه فتحيل جسده المحموم بالكامل لحرائق عميقة وضارية غير نبع ! لقد بحث ... بحث كثيراً أولم يفعل ؟ لكن القلب يرفض ... لا يقنع بغير أبنة عمه فقط !!!

تنهد بتعب ثم دس الهاتف بجيب بنطاله ووقف يراقبها من بعيد ... لقد مر أسبوع كامل على عملها في المشتل ... وهي نوعا ما أصبحت متقبلة لوجوده أكثر من ذي قبل ... على الأقل صارت تلقي عليه تحية الصباح !!! الا يعتبر هذا أنجازاً ؟!!! سحب نفساً عميقاً وقد ظهرت صورتها التي رأها اليوم صباحاً تتراقص أمام عينيه ... صورة لم تفارق خياله لثانية واحدة قط .... عندما ذهب لمنزل عمه مبكراً على غير العادة .... فلقد فكر بأن يشاركه الفطور خاصة وأنه لم يعد يراه هذه الأيام ... فهو يرافق بنات عمه للمشتل صباحاً ثم يعود من العيادة مساءاً ... يكون متعب جدا لدرجة إنه ما أن يتناول عشاءه ينام مباشرة .

كان يجلس يتبادل الحديث معه في المطبخ بينما زوجة عمه تقف قرب الموقد تحضر الفطور عندما دلفت وهي تضع يدها فوق فمها لتتثأب ... ثبت عينيه عليها متفاجئاً بدخولها ... كانت ترتدي بجامة نوم حريرية بلون أزرق فاتح ... وشعرها مرفوع فوق رأسها على شكل كعكه مهملة ... أنعكست أشعة الشمس على تلك الخصلات العسلية التي أحاطت البعض منها بوجنتيها المتوردتان من النوم فأعطتها هالة من السحر المطلق يحبس الأنفاس ... تنتعل خفاً من الفرو ... رغم إنه شاهد جمالها وهي بكل حالاتها ... غاضبة ... عابسة ... مبتسمة .... إلا أن لا شيء .... لا شيء مطلقاً يقارن مع الصورة الزيتية التي يراها واقفه أمامه الآن ... لأول مرة نبع تظهر أمامه بدون حجاب ؟!!! لأول مرة يشاهد شعرها بعد كل تلك السنوات الطوال ... إذا كان هذا شكلها وهي مستيقظة للتو فكيف تكون عندما تتأنق وتنثر تلك السبائك العسلية فوق كتفيها وهو يتخيلها تنظر إليه بدلال وغنج .. اجل بخياله أوليس من حقه أن يحلم ويتخيلها حتى وأن كانت بالنسبة له حلماً بعيداً مستحيلاً ؟!!!!!

قالت دون أن تنتبه لوجوده في بادئ الأمر
- صباح الخـ.....
ثم ما أن رأته حتى حدقت به بعينين ناعستين مالبثت أن أتسعت رويداً رويدا ... تحولت المفاجأة على وجهها لذعر حقيقي وهي تمد يدها لتملس خصلاتها المهملة ... خرجت من المطبخ بسرعة لكن ليس قبل أن يرى وجهها الذي أحمر بشده ... ليقهقه والدها دون أن يهتم فلقد حصل الموقف بصورة عفوية وبريئة جدا لم تكن قد تقصدت الخروج أمامه دون حجاب بكل تأكيد ... لن تفعلها نبع متعمدة ولو بعد مليون عام ... ثم قال بصوت مرتفع :

- لقد جاء ابن عمك ليشاركني الفطور .... غيري ملابسك أنت أيضا وتعالي لتشاركينا !!!


لقد شاركتهم الفطور بالفعل لكن بعد مرور اكثر من ساعة ... وكان كل ما دخل في جوفها هو كوب من القهوة .... لملم تلك الأفكار التي تدور كلها حول ابنة عمه ليكدسها ويضعها بصندوق ذكرياته التي سوف يعتز بها إلى ما شاء الله أن يمد في عمره .....

حملت نبع اصيص زرع ضخم نسبياً مملؤ بالتراب وبدأت بنقله إلى مكان أخر ليسارع هو بقطع المسافة بينهما ليأخذه من بين يديها دون أن ينتظر موافقتها أو يسألها حتى .... قائلا :

- هنا ... دعيني احمله أنا .....أين تريدين وضعه ؟!!


اشارت له على مكان فوق الطاولة بصمت متجنبة النظر إليه كالعادة ... وضعه على مهل ثم استدار ليحدق بها مرة أخرى عله يحصل على نظرة خاطفة من تلك الاجرام السماوية الخضراء لكنها للأسف كانت قد انشغلت بتقليم شجيرة صغيرة على الجانب الأخر .... بدت وكأنها نسيت حتى وقوفه الغبي في وسط الدفينة .... سعل بصوت عالٍ ثم قال :

- سأذهب إلى الأسواق القريبة من هنا ... هل تحتاجان أن أحضر لكما أي شيء معي ؟!!!!

هتفت غصن بمرح وهي تبتسم له ابتسامة واسعة :

- اُريد عصير الفراولا و بعض انواع الشكولاته مثل سنيكرز وجلاكسي أو اي نوع يكون لذيذاً يا نور الحسن !

قهقه ضاحكاً على طفوليتها وهو يجيب بدماثة :

- حسنا يا غصن سأحضر ما طلبتي .

ثم حول نظراته لنبع التي اعتدلت واقفه تراقبهما بصمت ... ليسألها بلطف :
- وأنت يا نبعة هل .. هل ترغبين بشيء ؟!!!

حدقت به وهي تكور فمها الجميل مفكرة ... لوهلة ظن بأنها لن تطلب شيئاً ... ليس منه ... ليس من الشخص الذي تكرهه بشدة ! لكنها فاجئته حين قالت بصوت منخفض :

- ماء ... فقط قنينة من الماء ...

ثم استدارات قبل أن تلمح تلك الأبتسامة الواسعة والسعيدة التي ظهرت على شفتيه ... ما أن غادر المشتل حتى هرعت غصن إلى أختها وهي تقول بذهول :

- نبع هل ما سمعته حقيقي أم أني كنت أتوهم ؟!!!

التفتت نبع تنظر لأختها بعدم فهم قبل أن تجلس القرفصاء وتكمل عملها :

- خيراً ماذا سمعتي ؟!!!

لتجلس غصن جانبها وهي تقول وقد اتسعت عينيها بشدة :

- لقد طلبتِ من نور الحسن أن يحضر لك الماء ؟!!!!!

ضحكت نبع وهي تدعي اللامبالاة بينما تسلل لون الورد الأحمر لوجنتيها وهي تفكر مالذي جعلها تطلب منه الماء فعلا ؟ هو عدوها اللدود فكيف تفعل ذلك ؟!!! ابتلعت ريقها وقالت وهي تركز أنتباهها لأصيص الزهر الذي بين يديها :

- عادي يا غصن ... هو سأل وأنا طلبت بالاضافة لذلك أنا أشعر بالعطش الشديد فعلا !!!
قوست غصن حاجبيها وقالت بمكر :

- لكن هذا نور الحسن !!!!!!

تمتمت نبع قبل أن تهب واقفه وتتجه نحو طاولة مستطيلة طويلة جدا وضعت على الجهة اليسرى وقد أحتوت فوقها على العديد من السنادين الكبيرة والصغيرة من الأزهار والنباتات الخضراء المتنوعة :

- لا أفهم إلى ما ترمين !!!

لحقتها غصن وهي تنوي عدم تفويت هذه الفرصة التي من خلالها ستثبت لنبع بأن مشاعرها بدأت بالتحرك نحو أبن عمها فعلا :

- نور الحسن الشخص الذي تتمنين ان تريه ميتاً !!!

أدارت نبع رأسها ناحية أختها بحدة و عقدت حاجبيها وقد تسلل لقلبها الضيق والحزن الشديدين بسبب ما قالته غصن ولا تعرف السبب ..... تحقد عليه اجل .... لن تنسى ما فعله بها ..... أجل ..... تكرهه بشدة اجل .... لكن أن تراه ميتاً ؟!! لا .... لا ليس هذا ما تتمناه ... ولن تتمناه ابدا ! هل كانت تتمنى ذلك في الماضي ؟!! قبل أن يعود لبغداد ؟!! هل فعلا كانت تدعي عليه بصدق وحرقة وتسأل الله ان يستجيب دعائها ؟!!! يا الله كيف كانت تفكر !! اي عقل تملك لكي تدعي على شخص بالموت ! لتجيبها بعد عدة دقائق وبصدق :

- أنا لا أتمنى أن اراه ميتاً يا غصن ... فليحمه الله ويحفظة لوالدته !!!!

حدقت بها غصن وقد تجمدت ملامحها ونظراتها على وجه أختها الذي أصبح الآن كتلة من اللون الأحمر وكأنه بركان على وشك الأنفجار .... نمت ابتسامة صغيرة على شفتيها لتتسع ببطء حتى أحتلت كامل وجهها أبعدت نبع نظراتها وسألت بتلعثم :

- الآن ما سبب هذه الابتسامة الواسعة ؟!!!!!

ضحكت غصن بخفة وقالت :

- لا شيء ...... اممم فقط كنت أفكر ..... ترى لماذا سمى المشتل بأسم مشتل النبع الصافي ؟؟؟ على أسم من ؟!!!! و لـأجل من غير هذا الطبيب المسكين مهنته صباحاً ليتحول لفلاح ... يأخذ ....

قاطعتها نبع وقالت بصرامة وهي تحاول أن تخفي إحراجها :

- كل هذا تفكير يا غصن ؟!!!!! أطردي هذه الأفكار الوهمية من خيالك واذهبِ لكي تكملي عملك هيا!

وقفت غصن مكانها تنظر لها عابسة بلا حراك لتحثها نبع بحزم ممزوج بالمرح وهي تدفعها على مهل :

- قلت هيا وإلا خصمت الوقت الضائع من راتبك !! هيـــــــــــــــــــــا !!!!

عادت نبع لتكمل عملها وقد شعرت بحرارة رهيبة تتدفق من تحت حجابها لتحتل وجهها بالكامل .... لقد سمى المشتل بالنبع الصافي ... ياله من أمر محرج ... الم يجد إلا أسمها ليلصقه على اللوحة الخشبية العريضة في الواجهة !!!! حاولت لأكثر من مرة أن تتجراء وتشجع نفسها لكي تذهب إليه وتطلب منه أن يغير الأسم لكنها تراجعت ... فالمشتل مشتله وهو حر بتسميته ... بالأضافة لذلك من يقول بأنه سماه على اسمها ؟!!! لربما أختار الأسم بصورة عفوية !!!!! ليهمس صوت ساخر داخلها ... عفوية ؟ بالله عليك هل تصدقين هذا الكلام ؟!! هذا كله بجهة وعمله في المشتل بجهة أخرى ... كان يعمل بجدية تامة يتلقى الأوامر منها برحابة صدر وسعادة ! تصرفاته تجعلها فعلا تخجل من نفسها ... وأضطرتها لتغير قليلا فقط من أسلوبها الجاف معه ! من أجل مصلحتها .

بعد مرور أكثر من نصف ساعة عاد نور الحسن وهو يحمل كيساً ورقيا بلون بني ظهر عليه بقع من الزيوت بدأ وكأنه كيس من المخبوزات بينما باليد الأخرى حمل كيساً باستيكياً أحتوى على الماء وعلى ما طلبته غصن .... ثم أنتبهت إلى الطفل الذي كان يمشي جانبه ... كان صبي لا يتجاوز الثالثة أو الرابعة عشر من عمره .... وجهه مليء بالكدمات وملابسه يا الله ... كانت ملابسه رثة وقديمة وصغيرة جدا على هيكله المعتدل الطول والنحيف إلى حد الهزل .... كان يأكل السندويش الذي بين يديه بشراهة .... وقف نور الحسن امامها وناولها الأكياس قائلاً بحدة وقد انعكس الغضب على ملامحه :

- هنا .... هذا ما طلبتوه أنت وغصن ... وهذه بعض الفطائر والبورك !
رفعت نظراتها المتساءلة إليه ليردف بهدوء رغم تجهمه :

- لم تتناولي فطورك اليوم ففكرت ان أحضر لك شيئا لتأكليه ريثما يحين موعد الغداء !
ليضيف بتعثر بسيط :

- أحضرت ... الكثير لك ... و لغصن أيضاً أن أرادت .

لماذا شعرت بتلك النبضة الخافته الدافئة في صدرها .... ولسانها الأخرق لم يطاوعها لترفض طعامه ... تخلصت من قفازاتها و أخذت منه الأغراض وهي صامته عاجزة عن الرد .... ثم سحبت الهواء من أنفها قبل أن تنقل نظراتها للصبي الذي ابتعد عنهم قليلاً وبدأ المشي ببطء بين أصيص الزهور ينظر إليها وهو لا يزال ياكل طعامه بينما جاءت غصن اخذت الكيس الخاص بها وابتعدت لتبحث عن حلوياتها كالقطة الفضولية الجائعة تماما ... اقتربت منه قليلا وهمست وهي تشير للصبي بعينيها :

- امممم .. من هذا ؟!!!

تنهد نور الحسن ومرر اصابعه بشعره يمشطه بأحباط لعدة مرات قبل أن يجيبها دون أن ينظر إليها :

- لقد وجدته عند الأسواق ... كان صاحب المحل يتشاجر معه ويتهمه بالسرقة !! أراد أن يتصل بالشرطة !

هزت نبع رأسها وهمست بشفقة :
- وهل هو الذي أصاب وجهه بهذه الكدمات !!

ابتلع نور الحسن ريقه ولم يفت نبع قبضته التي كورها بقوة ... قوة شديدة حتى ابيضت مفاصله ليجيبها هامسا بصوت متحشرج :

- لا .... صاحب المحل لم يضربه ...

لتجيبه نبع بتساؤل :
- إذاً كيف أصيـــ

قاطعها وهو يحول نظراته البنية الداكنة إليها وقد أنعكس عليهما الحزن واليأس :

- أنه والده .... والده من ضربه يا نبع ....والده من سبب له تلك الكدمات وطرده من المنزل منذ الصباح الباكر وبهذا البرد ! لانه لم يكمل بيع المناديل الورقية ليلة امس ! هل تتخيلين ذلك !!

أطبقت نبع شفتيها وشعرت بغصة ثقيلة تقف في حنجرتها ... حاولت إلا تبكي ... حاولت أن تهدأ من أرتجاف جسدها ونبضاتها المتسارعة لكنها لم تستطع ... عادت لترفع نظراتها لأبن عمها الذي كانت ملامحه لا تزال خليط بين الغضب .... الحزن ... اليأس... ربما تذكر والده ؟!!! عمها رحمه الله كان قاسياً ... بارد المشاعر لدرجة التجمد .... كيف تنسى ما كان يفعله بنور الحسن ؟ كيف تنسى ضرباته الموجعه ؟! تتعجب لحد هذه اللحظة كيف لم يمت عندما كان يتلقى تلك اللكمات الموجهة لمنتصف صدره ؟! يعامله وكأنه ليس ولده و من صلبه !! لقد حاول والدها التدخل ليخفف من غضب أخيه المبالغ به والموجه أغلبه نحو ولده الوحيد ... لكن كل محاولاته باءت بالفشل !

بالمقابل كان نور الحسن ينظر للصبي وكل ما يمكنه تذكره هو وقوف والدته جانباً وهي تصرخ وتتوسل لوالده أن يرحمه بينما هوجالس في زواية الغرفة يتلقى ضرباته بالسلك الكهربائي العريض !!!! وكل هذا الضرب كان لماذا ؟ كان بعضها لأشياء وأمور تافهة ... كان من بينها فشله في إمتحان الصف الثالث المتوسط ..... لم يفكر بأنه فشل بسببه ...أجل بسببه ... بسبب قسوته و جبروته ! كره حياته ... وكره والده ... وكره المدرسة ... وكره كل شيء جميل في هذه الدنيا !!!!!

عندما مات شعر بالسعادة لم يتأثر حتى لو بمقدار ذرة واحدة فليس هناك حسنة واحدة أو ذكرى جميلة تربطه به ... أجل لقد كان سعيداً ولن ينكر ... تغيرت حياته .... ربما لو كان لا يزال حياً لم يكن ليصبح طبيباً ؟ كلمة فاشل للآن تطارده كعقدة مسمومة .... لن تنفتح ولا يظن ذلك ... جزء منه مرتبط رغماً عنه بماضيه .... ماضيه البائس الموجع !


صادفت السنة التي مات فيها والده .... وجوده في الصف السادس العلمي وكانت الاجواء الدراسية قد هيئت له ... ووالدته أصبحت المتحكمة بالمال ... سجلته عند افضل المدرسين الخصوصيين في بغداد وكانت سنة واحدة من الهدوء والراحة النفسية جعلته يتخرج بمعدل ممتاز !!!

لولا لطف الله ورحمته لكانت نهايته بظل والده تشبه نهاية هذا الطفل المسكين .... لأنه يقسم بالله لو أن والده كان لا يزال حياً ويعامله للآن بطريقة الضرب والإهانه لم يكن لينجح ... لم يكن ليكون نور الحسن الذي هو عليه الآن !!!!!!


التفت لينظر إلى نبع التي كانت تبادله النظرات بشفقة وابتسامه حزينة تزين ثغرها الوردي ..... يا إلهي الرحيم لقد تذكرت !! هي الأخرى تذكرت ماضيه .... ملامحها الحزينة اخبرته بذلك ... كيف تنسى وقد عاصرت كل شيء ورأته بأم عينيها ؟!! كيف ووالده كان يضربه أحياناً أمامها دون حتى أحترام لمشاعر أبنه المراهق ؟!!!! بعد مرور عدة دقائق بدد الصمت الملتف حولهما ليقول بصوت هادئ :

- خلصت حسين من براثن صاحب الأسواق ودفعت له ثمن ما اتهمه بسرقته ...

ليهز رأسه ويردف يثقة وقوة وكأنه أحس بما يدور في خلدها :

- هو لم يسرق يا نبع ... لقد اقسم لي بالله العظيم بأنه لم يسرق وأنا ... أنا أصدقه ... هو يحتاج لمن يصدقه ويقف إلى جانبه .... وأنا ... أنا لن اسمح له بان يُضيع حياته ومستقبله بسبب قسوة والده .... عرضت عليه العمل هنا ... أفضل من بيع المناديل في اشارات المرور !!!

ليردف بحرج وهو يمرر أصابعه بطيات شعره الداكن من جديد :

- أنا أسف ... كان من المفترض أن أأخذ رأيك و ...
قاطعته نبع بسرعة ولهفة :

- لا .... لا يا نور الحسن ...لا تكن آسفاً ... لقد فعلت الخير .... في الحقيقة أحتاج لمساعدة هذا الشاب الصغير ...

ابتسم لها بامتنان لتبادله هي الابتسامة ايضا وهما يحدقان ببعضهما البعض .... سرت قشعريرة باردة على طول عامودها الفقري وشعرت بوخزات تشبه الدبابيس فوق جلدها ولسبب غير معروف ... هل يمكن نسيان الماضي ؟ هل يمكن للجروح المتقيحة أن تلتئم وتعود كما كانت ؟!!! ربما أجل ... ربما تحتاج إلى وقت ... صبر ... عناية ... لكنها حتما بالنهاية ستشفى أليس كذلك ؟!!! والألم سيختفي شيئاً فشيئاً ... عندما تفكر بماضيها تتعجب بأنه لم يعد يؤلمها ؟؟ ليس بنفس القدر الذي كان عليه قبل سنة !!!! لقد هدأ الألم قليلا وغفى ..... تساءلت داخلها بهمس خافت :
" هل هذا هو نفس نور الحسن الذي تكرهه ؟!!! هل هذا ابن عمها القاسي المتنمر ؟!!! كيف كان وماذا اصبح ؟ وكيف لم تلاحظ هذا التغيير منذ البداية و لم تصدقه حقاً !!! "


....................







التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 29-10-21 الساعة 10:58 PM
كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 10:00 PM   #519

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

مع حلول الساعة الرابعة إلا ربعاً كانوا يخرجون من المشتل ... ذهبت غصن إلى السيارة و نور الحسن كان يتأكد من قفل الأبواب لقد قال بأنه سيحاول إيجاد فلاح لكي يساعدهم في العمل بالإضافة لوجود حسين الذي غادر للمنزل بعد أن أعطاه نور الحسن رزمة من الأمول مشدداً عليه أن يشتري ببعضها الملابس له .
وبينما كانت تسير خارجاً سمعت صوت قطة صغيرة تموء بصوت خافت ومـتألم ..... تتبعت مصدر الصوت الذي لم تستطع تجاهله وقد كان يصلها من المشتل الملاصق لهم ... اقتربت من المكان أكثر حتى وجدتها ... كانت قطة صغيرة نسبياً جسدها ووجهها مليأن بالجروح !!! جلست القرفصاء ثم مدت يديها لكي تحملها لكن صوت غليض وحاد جمدها بمكانها حين قال :

- أنتِ أخرجي من مشتلي الآن حالا !!!!

نظرت له كان رجلا في منتصف الاربعينات من عمره .... وجهه عابس ومتجهم .... لوهلة شعرت بالخوف منه لكنها تحاملت على نفسها وقالت مبتسمة بلطف :

- فقط أأخذ القطة معي و ...
قاطعها بغضب :
- نعم ؟ تأخذيها ؟ ومن سيسمح لك ؟!!!

هزت رأسها ووقفت على مهل .... حاولت التحدث بهدوء قدر استطاعتها فأمثال هذا الرجل لا يأتون بالعصبية والعناد :

- يا سيدي أنها قطة مصابة ومرمية هنا و اعتقد أنك ......
قاطعها مقطباً بملل :
- مرمية اين ؟
أشارت إلى الأرض حيث جثمت القطة وقالت ببراءه :

- هنا !!!
ليهز رأسه ويسأل وكأنه يتحدث إلى فتاة مجنونة او طفلة صغيرة :

- هنا أين ؟!!!!

ابتلعت ريقها وقالت مبتسمة بطيبة وبشاشة :

- في ... مشتلك يا ... عم !!

عقد ذراعيه فوق صدره وقال بوقاحة :

- حسنا ... ها انت قلتيها ... مشتلي !! وكل شيء هنا ملكي بما فيهم هذه القطة أيضاً ... أنا صاحب المكان وافعل به ما أريد .... وما أريده الآن هو أن ترحلي من مشتلي !!!


تسمرت مكانها تنظر له بيأس وحزن قبل أن يقول مرة أخرى ويجفلها بصوته الخشن :

- هل أنت صماء !!!!!!!!!!!!! قلت اخرجي من مشتلي الآن حالآ !!!!!!!

اقترب نور الحسن بسرعة وهو يراقب نبع كيف تسير وقد أطرقت رأسها بحزن وتهدلت أكتافها وكأنها طفلة يتيمة طردت من مدينة الالعاب .... ابتسامتها الواسعة انحسرت لتصبح عبوس وخيبة أمل ... كانت تنظر لقدميها وهي تشبك اصابعها بحرج ...... هو لم يسمع الحديث الجاري بينهما لكن من ملامحها عرف بأن هناك شيء غير صحيح ... غضب عميق تدفق لصدره هذا الرجل ماذا فعل معها ليجعلها حزينة ومكتئبة بهذا الشكل ؟! وهي كيف تتحدث مع شخص غريب وحدها ؟!!!! اقترب منها قائلا وهو يحدق بظهر الرجل الذي انسحب بهدوء :

- ماذا يجري هنا ؟!!!
حاولت رسم ابتسامة باهتة على شفتيها لكنها لم تنجح بذلك .... فشحوب وجهها وكآبتها غلبت كل إدعائاتها لتهمس والكلمات تتفق من فمها بعفوية وكأنها لا تتحدث مع ابن عمها وعدوها وهي تشير خلفها بسبابتها :

- هناك ... تلك القطة المسكينة جسدها مليء بالجروح ... أعتقد بأنها تعرضت لسوء المعاملة .... لقد حاولت أن احضرها معي لكن صاحب المشتل طردني وصرخ في وجهي قائلا بأنها ملكه وهو حر بها !!!!

عقد حاجبيه ونظر خلفها بجمود قبل أن يقول :

- اذهبِ إلى السيارة !

أومأت بصمت وبدأت بالمشي لكنها توقفت عندما احست بأن نور الحسن لايزال واقفاً ... لتلتفت إليه قائله بتساؤل :

- الن تأتي ؟!!
ضيق عينيه وهو يركز على المشتل المجاور ليجيبها قائلاً بلهجة غامضة :

- لا اذهبِ أنت ... دقائق والحق بك .

اتسعت عينيها وقالت برعب :
- ماذا ستفعل معه ؟!

هز رأسه وقال بهدوء ولا مبالاة :

- لا شيء فقط اذهبِ من هنا هيا !!

قالت باصرار وهي تمسك حزام حقيبتها بقوة وقد تسرب الخوف فعلياً لجسدها ... ماذا لو تشاجر معه ؟ مشاجرة يعني صراخ وتقاذف بالالفاظ ... قد تكبر وتتضخم ... قد تمتد وتتعدى الأيادي ؟ ربما تصل لفصل عشائري بسبب السب أو الضرب ؟!! :

- لا تتشاجر معه بالله عليك .

ليردد مرة أخرى وكأنه لم يسمع ماقالته :

- اذهبِ
عادت لتقول بقوة :

- حلفتك بالله العظيم لا تتشاجر معه !
تأفف مقطباً قبل أن يستغفر الله بخفوت ثم نظر إليها وقال بصوت هادئ وهو يبتسم لها بنعومة :

- لن أتشاجر يا نبع حسنا !!! هل أنت راضية ؟!!! والآن أذهبِ هيا !
ابتلعت ريقها وقالت تذكره بطفولية :

- لقد حلفتك بالله العلي العظيم يا نور الحسن !!!!

أومأ بصمت وهو يشير لها بيده أن تبتعد .... تنهدت بيأس وانسحبت على مهل وهي تحتضن خصرها بذراعيها ... بينما لسعات الذنب والندم بدأت تجلد روحها وقلبها ... لتؤنب نفسها هامسة ... أن حصل له شيء سيكون ذنبه برقبتك ليوم القيامة يانبع !!!


..................


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 10:02 PM   #520

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

الحب هو أن تجد ألف سبب للرحيل فتبقى

مقتبس


وقف أيهم ينظر إلى الهواتف النقالة المعروضة أمامه بتركيز ... لقد أتصل بنبع قبل عدة أيام وطلب منها أن لا تشتري هاتفاً لغصن .... وعندما سألته عن السبب أجابها بأنه يريد أن يهدي لها هاتفاً كبادرة لطيفة يعتذر بها عن خطئه الغير مقصود معها .... للآن لم يسامح نفسه لانه كان سبباً رئيسياً في انزال دموعها الثمينة .... لقد وافقت نبع على تلبية طلبه .... لكنها بدت وكأنها تشك بشيء ما ! ربما شكت بأنجذابه إلى أختها ؟!! لكن حتى وأن عرفت باعجابه وانجذابه ما فائدته إن لم تكن غصن تبادله نفس الشعور ؟!!

كان من المفترض ولكي يريح رأسه وعقله من المشاكل المنتظرة مع والدته بالأضافة لما قالته غصن بأنها لا تفكر بالزواج من الأساس .... أن ينسى غصن ... ينساها للأبد ويبدأ التعامل معها كأبنة عم فقط ... لكنه لا يستطيع ..... لقد تسربت إلى داخل قلبه وتربعت عليه ... تلك الفتاة الصغيرة الماكرة ماذا فعلت به !!
لقد جمعت بها كل الخصال .... جميلة ... ذكية ... جريئة .... ذات كبرياء وشموخ ... وهي الوحيدة التي تليق به ... وكان سيتحرك لكسب قلبها والتقرب منها ومفاتحتها هي أولاً بموضوع الزواج .... لكن رفضها ونفورها أصابه بالجمود المطلق .... تفكيره تعطل !!! تعكر مزاجه طوال الأسبوع الماضي وقد انعكس هذا على تعابير وجهه العابسة طوال الوقت .... يفكر ويفكر بحل او طريقة يمكن من خلالها تغيير رأيها لكنه لم يجد ! للآن لم يجد !!!!!!!

صوت البائع سحبه من دوامه افكاره حين سأله مبتسماً :

- تفضل عيوني ... هل تبحث عن نوع معين ؟!!

قلب شفته السفلى وهو يحدق بالعارضة الزجاجية قائلا :

- لا ... في الحقيقية أنا حائر لا اعرف ما أختاره !!!
ليسأله البائع مرة أخرى وهو يخرج مجموعه من النماذج ليعرضها له :
- لمن الهاتف ؟ رجل أو امرأة ؟ من خلال هذا نستطيع ان نحدد نوع الجهاز ربما !
قوس أيهم حاجبيه وسأله بسخرية وتهكم :
- وهل سيحدث فرقاً معرفة ذلك ؟!!!!!
أجابه البائع بعملية وثقة :

- بالتأكيد !!!!! فالفتيات عادة ما يبحثن عن هواتف فيها مميزات معينة منها أن تكون الذاكرة ذات سعة كبيرة لتخزين أكبر قدر ممكن من الصور والأغاني وغير ذلك ....وأن يكون الانترنت به سريعاً والتصفح مريحاً .... وأن تكون حياة البطارية طويلة لا تنتهي بسرعة لان ... تعرف النساء يحبون التحدث وتبادل الرسائل كثيرا و ...

رفع أيهم كفه وقال بتعجب حقيقي :

- يكفي .. يكفي ... كل هذا يختارونه قبل الشراء !!!!! عجيب والله !!!!
أجابه البائع ضاحكاً :

- وأكثر من ذلك ماذا كنت تظن ؟!!


بعد عدة دقائق من التفكر بصورة غصن وهي تكتشف الهدية التي اشتراه لها ... سيحرص أن يكون الهاتف من أحدث واحسن طراز وله سعة عالية تكفي لالتقاط المئات من الصور .... كلما تلتقط صورة تتذكره .... وتكون صورته عالقة بخيالها ليلا ونهاراً كظلها .... وهذا ما يريده ويحرص على فعله .... قال بصوت عالي وواضح وهو ينظر للبائع بكل ثقة وفخر :

- حسناً .... الهاتف لخطيبتي ... أريد أن افاجئها به ... وركز على الكاميرا الله يرضا عليك .... أريد الجهاز ذات كاميرا عالية الجودة ومن أحدث طراز !!
نظر له البائع قائلا بحماس :
- بهذه الحالة ربما وجدت ما تبحث عنه وسيعجبها الجهاز بكل تأكيد !!

......................

نهاية الفصل





التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 29-10-21 الساعة 10:40 PM
كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ، عراقية ، رومانسية،فرصة ثانية, رواية ، عراقية ، رومانسية،فرصة ثانية ، نور الحسن ، نبع ، ايهم ، غصن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.