23-07-21, 06:33 PM
| #14 | ||||
 
|  القصة الأولى *** خازوق شفاف بقلم هبة ندا قال رجل فتش عن المرأة لكن ماذا إن كنتِ امرأة عمن تبحثين؟ عن رجل! عن عريس محتمل! لحظة عليكِ البحث عن الخازوق واحذري ربما كان شفافًا. *** لكلٍ هدفه في الحياة وهدفها الاستمتاع بكل تفاصيلها الممكنة وبيوم عطلتها لا ضير من بعض الكسل، دلفت إلى المطبخ تعد مشروبها المفضل من مسحوق القهوة سريعة الذوبان فقابلت والدها الجالس إلى طاولة المطبخ يحتسي قهوته: ـ مرحبًا أبي رد السيد جلال التحية وتابع ابنته التي شبّت عن طوقه وتمردت عن كل زوج محتمل طلب خطبتها، سرح ببصره وهي تضيف قطرات من الماء البارد إلى حبيبات القهوة وتخفقها بسرعة مذهلة، ابنته ذات الخمس وعشرين عامًا لا يشوبها شائبة غير جنونها المنضبط ورفضها للزواج دون سبب منطقي، صبّت بهيرة اللبن الساخن فوق المزيج وحركت الملعقة برفق حفاظًا على الرغوة المحببة إليها، همت بالخروج من المطبخ فدعاها والدها لتجاوره في جلسته، ارتشف السيد جلال قليلًا من قهوته ونظراته المتفحصة فهمتها ابنته لتستبق الحديث: ـ أعلم ما ستقوله أخفض الوالد فنجانه وبصوت عطوف حمل بعض الرجاء أجابها: ـ إن كنتِ تعلمين حقًا فأريحي قلبي المتعب ربتت بهيرة على كف والدها تبادله عطفًا بحب: ـ سلِم قلبك من كل سوء ثم استدركت تتمسك بموقفها الذي لن يتغير: ـ تعلم رأيي مسبقًا عقد السيد جلال حاجبيه يأسًا من عناد ابنته وأضاف بعض الحسم لصوته: ـ أعلم ولا أوافق نقر بأصابعه على الطاولة يمزج الشدة باللين وهو يضيف: ـ قابلي العريس أولًا قبل أي قرار كانت بهيرة قد أنهت مشروبها فنهضت تفتح المبرد وتخرج أحد الصحون ثم تهرع للخارج وهي تلقي بجملتها الأخيرة قبل أن يستوقفها والدها مجددًا: ـ لن أقابله ولن أتزوج انهى الأب قهوته وتبع ابنته التي هربت إلى غرفة المعيشة، فور دلوفه لمح خفها البيتي على شكل قط يتراقص فوق ظهر الأريكة حيث ترفع ابنته ساقيها عليها، صحن مليء بحبات العنب الأحمر يحتل بطنها المسطح ورأسها متدلٍ بوضع معكوس حتى كادت خصلاتها المتمردة تلامس أرض الغرفة، لم تنتبه لوالدها وهي تلقي حبة عنب بفمها مستمتعة بمشاهدة أحد أفلام الرسوم المتحركة، ضرب الأب كفًا بكف وهو يعرب عن دهشته: ـ كيف تأكلين عكس اتجاه الجاذبية؟ انتفضت بهيرة على صوت والدها لتسقط إحدى فردتي خفها تضرب جبهتها وتتناثر حبات العنب أثناء محاولتها الاعتدال، استعادت توازنها تجلس على الأريكة وتجمع حبات العنب المنتشرة عليها وهي تجيبه ببسمة متلاعبة: ـ مهارة لا قِبل للآباء بها جلس الأب على الأريكة المجاورة لها وقد عزم أمره على مواصلة نقاشه معها فالعريس لُقطة ومختلة هي إن رفضت شخص بمثل مواصفاته القياسية: ـ يا ابنتي الشاب ابن عائلة كبيرة وورث عن والده الكثير حدجت بهيرة والدها بنظرة من تعلم خباياه فهي متيقنة من كونه لا يأبه للمظاهر مثلها تمامًا، فهم الأب نظرة ابنته ليضيف: ـ هذا بجانب مزاياه الأخرى فلا أرى به عيبًا واحدًا وضعت صحن العنب على الطاولة أمامها وابتلعت ما تلوكه من حبات قبل أن ترفع سبابتها بتقرير: ـ غير صحيح طبعًا فلابد من وجود خازوق دفع السيد جلال صدغ ابنته بسبابته ووسطاه موبخًا فتراقصت خصلاتها الثائرة مثلها: ـ لا أعلم من أفسد عليك عقلك نهضت بهيرة تربع ذراعيها أمام صدرها وتبدأ مرافعتها المعتادة كلما تقدم أحدهم لخطبتها: ـ عقلي بخير ورفضي حفظًا له من الجنون نهض السيد جلال يواجهها بمنطقه: ـ أي جنون في الزواج من رجل ميسور الحال ذو شأن التوت شفتي بهيرة بسخرية من تتوقع الأسوأ دائما: ـ تقول هذا لإنك لم تسمع بحسب الله تزامنت كلمة السيد جلال المستفهمة مع هزة رأسه: ـ من؟ ليستمع للإجابة التي باتت تأتيه كثيرًا: ـ خاطب صديقتي التي لا تعرفها *** أشرقت شمس أكتوبر على القرية فملأت بدفئها القلوب، صعدت زهيرة إلى سطح منزل عائلتها الذي يجمع أسرتها الصغيرة بأسرتي عميها الأكبر والأصغر من والدها، دخلت عش الدجاج فثارت الدجاجات تصيح وتجري في كل اتجاه عندما حاولت زهيرة الإمساك بإحداها، نجحت في اختيار اثنتين ونزلت تسلمهم إلى شقيقها الأكبر الذي تولى ذبحهما، اليوم الموعد الأسبوعي لزيارة خاطبها الذي تحسدها عليه بنات عمومتها فهي أصغرهن سنًا وأوفرهن حظًا بالارتباط بالطبيب سليل كبرى عائلات بلدتهم وأكثرهم ثراءً، تركت والدتها بالمطبخ وتسللت إلى غرفتها تتزين لملاقاة خاطبها الذي لم تقع بغرامه بعد لكنها تدرك مدى حسن طالعها حين اختارها زوجة مستقبلية، بالنسبة لها لا فارق بينه وبين غيره سوى مميزاته العدة رغم عدم ارتياحها لاسمه "حسب الله" الذي لم تستطع نطقه يومًا دون استكماله بعقلها متندرة "السادس عشر" وهو ليس سادس عشر هو الابن الأكبر والأوحد وريث عرش عائلته، تركت نفسها لأفكارها حوله أثناء تصفيف شعرها أمام المرآة غافلة عن صوت أمها الذي بُح من ندائها فتركت المطبخ وحضرت تشاهد شرود ابنتها، تضرب كفًا بكف: ـ عوض عليَّ عوض الصابرين يارب التفتت زهيرة على صوت أمها التي أكملت: ـ تعجلي بتحضير المائدة حتى تتفرغي لخاطبك لوت الأم شفتيها لائمة سذاجة ابنتها: ـ بنات عمومتك ينتظرن أقل فرصة فلا تفارقيه لحظة نهضت زهيرة تلقي نظرة أخيرة على زينتها، التفت تواجه أمها مجيبة بثقة: ـ أعلم؛ ومتيقنة أن حسب الله لن ينظر لإحداهن أبدًا تركت أمها خلفها ترغي وتزبد من استهتارها وذهبت تُعد المائدة كما أمرتها حتى ارتفع جرس الباب ففتحت لتقابل خاطبها الذي دلف ببسمة واثقة ومنحها كيس بلاستيكي مليء بالحلويات: ـ هذه الحلوى لزهرة زهرة هي شقيقتها ذات السبع سنوات، تناولت الكيس تفسح الطريق وتدعوه للدخول: ـ لا تنسى زهرة في كل زيارة اتخذ أحد المقاعد وابتسم مجيبًا: ـ تعلمين عشقي للأطفال وزهرة فتاة رائعة أومأت رأسها ببسمة صافية وجاورته: ـ ستكون أبًا رائعًا هز رأسه دون معنى حين فُتح باب البيت؛ دلفت شابة محدثة جلبة تحمل صينية توضح محتواها بفخر: ـ ذكر بط محشو أعددته بنفسي لوت زهيرة شفتيها امتعاضًا من ابنة عمها: ـ لم يكن هناك داعٍ فقد أعددت ما يكفي من الطعام لم تكمل جملتها حتى دلفت أخرى توضح ما تحمله: ـ أرانب أشرفت على تربيتها بنفسي وردة وبدرية بنات عمومتها ينتهزن فرصة وجود خاطبها ويعتبرن اليوم تجمع عائلي طمعًا بنظرة من حسب الله الذي يمتنع عن توجيه أي حديث لهن بل ولا يرفع عينيه إلى إحداهن، نظر حسب الله من أسفل إلى زهيرة يهمس: ـ أين زهرة لم أرها اليوم؟ ابتسمت زهيرة بتودد مجيبة: ـ تلعب بالأسفل مع الأطفال عقد حسب الله حاجبيه بضيق: ـ فتاة مثلها لا يجب أن تعتاد على اللعب بالشارع توسعت عينا زهيرة باندهاش: ـ هل يجب عليّ أن أغار من زهرة بسمة اعتذار ارتسمت على شفتيه وأوضح: ـ فقط أحب براءة الأطفال ولا أود لها أن تتدنس عادت البسمة ترتسم على شفتي زهيرة تدعو له: ـ رزقك الله بالكثير منهم لحظات ودخلت زهرة تصافح الجميع وأولهم خاطب شقيقتها الذي ما نسي حلوتها يومًا، جذب حسب الله الصغيرة بعطف فطبع قبلة على وجنتها وأجلسها إحدى ساقيه، تطلعت زهرة إليه بشقاوة الأطفال تشكو الصغار المشاكسين: ـ حسين وحسن دفعاني ليخطفا حلوتي بينما مسعود ظل يضحك على فعلتهما ربت حسب الله على ظهر الصغيرة بحب: ـ لا تلعبي معهم مرة أخرى مسح على جدائلها الطويلة يكمل: ـ فتاة رائعة مثلك لا ينبغي لها اللعب بالطريق هزت زهرة رأسها بطاعة ثم نهضت تلبي نداء أمها، انقضى اليوم ككل سابقيه حتى ودعهم حسب الله عند الغروب. *** صباح يوم جديد قضاه حسب الله في عمله بالمشفى حتى انتهى قرب العصر، استقل سيارته عائدًا إلى بيته؛ في طريقه مر بمنزل عائلة زهيرة، أبطأ السيارة قليلًا حين لمح زهرة تلعب بالطريق، عند وصوله بمحاذاة البيت كان الأطفال قد دفعوا زهرة أرضًا يهيلون التراب فوق رأسها ويتندرون على هيئتها، صف حسب الله السيارة، فتح الباب مندفعًا نحوهم ينهر الأطفال الذين فُزعوا إثر زعقاته المتتابعة لهم، انحنى يجذب زهرة عن الأرض ويزيح الأتربة العالقة بثوبها ورغمًا عنه جاء صوته لائمًا: ـ أخبرتك ألا تلعبي معهم قبل ذلك أكملت زهرة أنينها تلوذ بالصمت عندما أمسك حسب الله بكفها ودلف معها بوابة المنزل، جذبت زهرة كفه تستوقفه فالتفت إليها: ـ لا تغضب مني عمي؛ أرجوك رق قلبه لاستعطافها فابتسم بحب مُخفضًا جسده على إحدى ركبتيه ليكون بمحاذاة الصغيرة، مسح بإبهامه على وجنتها يجفف دموعها المتساقطة، بذراعه الأخرى ضم جسدها إليه يربت على ظهرها مطمئنًا: ـ لم أغضب منك أبعدت زهرة وجهها قليلًا مبتسمة ببراءة لطمأنته بينما هو مسح بإبهامه على شفتيها الصغيرة، اقترب الإنشات الفاصلة التي ابتعدتها الصغيرة حد اختلاط أنفاسهما مفترسًا شفتيها بجوع يُحكم ذراعيه حولها يمنعها الفرار بينما زهرة تحاول التخلص من ألم حصاره الذي لم يتوقف سوى على صوت زعقة عمها الذي اندفع يمسك بتلابيب حسب الله يكيل له اللكمات الممتزجة بكل السباب الذي يعرفه، على صوت الجلبة تجمع أهل البيت جميعًا، ذهلت زهيرة تلوذ بصمت مرتعب عندما رأت خاطبها بين يدي عمها وقد انتفخ وجهه إثر اللكمات، حاول والدها تخليص حسب الله من يد شقيقه الذي رفض يخبر الجميع بغضب: ـ لا تعلم فعلته كال له مزيد من اللكمات وغضبه يتأجج: ـ أمسكت به يقبل زهرة خيم الصمت على الجميع إلا من صوت لكمات العم الثائرة، التفت الأب إلى صغيرته التي لاذت بأمها تختبئ خلفها رعبًا يسألها التأكيد، هزت زهرة رأسها إيجابًا، كأن هزة رأسها كانت الإذن للجميع بالتدخل، التف عميها مع والدها وأشقائها جوار أبناء عمومتها يكملون ما بدأه العم الأصغر الذي ترك حسب الله فريسة بين أيدي عائلته، اختفى قليلًا ثم ظهر صحبة حمار أمام باب المنزل معلنًا عزمه: ـ سأجعله عبرة لمن بالبلد حمل الرجال حسب الله يرفعونه على ظهر الحمار بوضع معكوس بعد تقييد كفيه خلف ظهره، أمسك العم الأصغر بلجام الحمار وسار بطرقات القرية خلفه عائلته حيث ارتفعت زغاريد نسائها وزغاريد أخرى تحييهم دون فهم، أمسكت زهرة بحجر ألقته على حسب الله انتقامًا فشاركها باقي أطفال القرية تسليتها، وصل الجميع حيث منزل عائلة حسب الله بعدما انضم لهم باقي أهل القرية فضولًا، حمل شباب العائلة فريستهم وألقوه أسفل قدمي والده الذي خرج مستنكرًا فعلتهم بينما ألجمته الصدمة حين أوضح والد زهيرة فعلة ابنه الشنعاء أمام الجميع معلنًا نهاية خطبته من ابنته ونهاية مستقبل حسب الله وعائلته بين أهل قريتهم. *** رفعت بهيرة نظرها لوالدها بعدما أنهت حكايتها: ـ لا أريد أن اصطدم بشخص بلا عيب ثم أكتشف كونه "بديوفيليك" ضاق السيد جلال بمنطق ابنته: ـ كيف تجزمين بعيب دون معرفة مسبقة وهل كل ثري ذو مركز "بديوفيليك" رفعت بهيرة كفيها لوالدها في محاولة لإنهاء الحديث قائلة بحسم تشدد على كل حرف بكلمتها ـ لن أتزوج واندفعت إلى غرفتها تكمل هروبها من والدها الذي لم يفتر عزمه فلن يترك ابنته اليوم سوى بعد موافقتها. نهاية الحكاية الأولى انتظروا حكاية جديدة بعد قليل | ||||
|  |
|
23-07-21, 06:56 PM
| #16 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء 
| -أفهم إن الحكاءة هي العروسة👋. أقنعني مبدأها، سرد لطيف وممتع جدًا جدًا حبببتي زهرة اللي انتهكت براءتها على يد شخص غير سوي.. مهم جدًا عدم التهاون بتصرفات الأطفال مع الكبار. متشوقة للتالي🌼❤ | ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
العرض العادي
