آخر 10 مشاركات
62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          [تحميل] لمحت سهيل في عرض الجنوب للكاتبه : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ (جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          8 - نداء الدم - آن ميثر (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : pink moon - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          75 - كن صديقي (الكاتـب : فرح - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4- عمري بين يديك -كاي ثورب - (كتابة /كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل ستكون عودة سارة وثائر بسبب مرض عهد
نعم 19 67.86%
لا 9 32.14%
المصوتون: 28. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree4186Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-21, 02:22 AM   #1081

ميـــا

? العضوٌ??? » 485999
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » ميـــا is on a distinguished road
افتراضي


يقهر ماهر بذا البارت😫😫😫😫

ميـــا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-21, 09:00 AM   #1082

الياسمين14

? العضوٌ??? » 399462
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 134
?  نُقآطِيْ » الياسمين14 is on a distinguished road
افتراضي

جاري القرااااأااااءة

الياسمين14 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-21, 02:43 PM   #1083

مون شدو
alkap ~
 
الصورة الرمزية مون شدو

? العضوٌ??? » 3483
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 769
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » مون شدو is on a distinguished road
¬» مشروبك   7up
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلمين علي الرواية

مون شدو غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-21, 05:14 PM   #1084

مرام السويلم

? العضوٌ??? » 491764
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » مرام السويلم is on a distinguished road
افتراضي

حلوه ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

مرام السويلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-21, 10:21 PM   #1085

تسنيم سالم

? العضوٌ??? » 485885
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » تسنيم سالم is on a distinguished road
افتراضي

من أجمل الروايات التي قرأتها ، استمري
وكل التوفيق للكاتبة المبدعة♥


تسنيم سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-21, 12:03 AM   #1086

Fanshawe

? العضوٌ??? » 458118
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 336
?  نُقآطِيْ » Fanshawe is on a distinguished road
افتراضي

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

Fanshawe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-21, 08:55 PM   #1087

خيريةة

? العضوٌ??? » 486633
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,057
?  نُقآطِيْ » خيريةة is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير✨
اشتقت للروايه حتى ماقرأت تعليقات الفصل😔
في بارت اليوم ياسحابتنا صح ولا انا غلطانه ليش الناس هاديه👀


خيريةة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-21, 09:29 PM   #1088

سوزان سول

? العضوٌ??? » 485482
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » سوزان سول is on a distinguished road
افتراضي

في بارت يا كاتبتنا الحبيبه

سوزان سول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-21, 09:38 PM   #1089

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
مساء الخير جميعاً ..
كيفكم اليوم ان شاء الله أنكم بخير ..
بنات الفصول مكمله على نظامها فصلين بالأسبوع الا اذا
انا كتبت لكم انه ما فيه فصل ..
استلموا الفصل قراءة ممتعة للجميع..
.
الفصل الخامس و الثلاثون
.
.
جلست في الصالة العلوية تتفرج بالتلفزيون بعد صلاة المغرب .. صوت لعب ثائر و الأطفال
في المجلس كان واضح لها .. منذ يومين وهو يتجاهلها تماماً كزوجة لا يتحدث معها الا عن
احتياجات المنزل و الأطفال .. يقضي اغلب وقتة باللعب معهم والليل يسامر أصدقائه و اخوته
مع خالد .. نظرت للفيلم الذي يعرض ولم يجذب انتباهها فهي تميل للأفلام الكوميدية وليس
الإثارة .. سمعت صوت خطواته المستعجلة مر للغرفة وبقي هناك عشر دقائق .. فاحت
رائحة عطره بالمكان قبل أن يخرج .. نظرت لباب الغرفة لحظة وقوفه هناك وهو يعدل
شماغه .. اتكأت على الكنب و نظرت له : احسب حسابك على العشاء .
نظر لها : لا أنا معزوم .
زمت شفتيها : طيب ليه راش العطر هذا كله .. عمر جسمه كله جروح .
صمت لثواني قبل أن يقول : جروحه كلها سطحيه واغلبها التأمت .. يلا عاد اهتمي بالصغار
وأن نشدوا عني علميهم أني مطول ماني بجاي الا من وحده و ورا .
نزل مسرعاً وهو ينظر لساعته لقد وعد حمد بأنه سيأتي للعشاء .. وقبل أن يخرج صفر بصوت
مرتفع ثم قال : تعالوا سلموا علي قبل أطلع ولا بيذبحني الشوق هناك .
ركضوا له ليقبلوا خده مره و يهديهم هو عشرات القبل ثم مد كفه : يلا هاتوا كفكم و أوعدوني
ما تنطون على الكنب ولا تقربون من اللي يأذيكم .
وضعوا كفوفهم الصغيرة فوق كفه : وعد .
مسح على شعرهم : شطار يلا أرجعوا لتلفزيون .
وقف ينظر لهم حتى عادوا راكضين لغرفة الجلوس وهو يسمع صوت خطواتها تقترب .. فتح
الباب وخرج وهو يظن أنه يقطع عليها الطريق لفتح الحديث ولكن صوت قفل الباب نبأه بأنها
ليست هنا من أجلك نظر بغيض للباب وهمس : صبرتس علي يا بنت عمي .
ركب سيارته و انطلق نحو منزل حمد .. دخل و القى السلام غير مهتم بالذين نظروا له بصدمة
او عدم ارتياح هو بطبعة لا يهتم الا بمن يهمه .. جلس في المكان الفارغ بجوار فايز
و أخذ فنجال القهوة من حمد الذي قال بسخرية لم يفهمها سوا ثائر : حي الله أبو عمر كم لنا
ما شفناك .
شرب من الفنجال بهدوء ثم قال : الله يبقيك .. السموحة مير الدنيا تلاهي .
حمد : بشرنا عن حال بنتك .
مد يده لتمر : الحمدالله بخير .. وضعها زين مير للحين باقي لها مراجعات عشان يتابعون
حالتها .
ابتسم احد رؤسائه السابقين : ما ودك ترجع لنا ترا اشتقنا لك .
يعلم انه يسخر منه : لا والله ما ودي .. لقيت لي شغلة أزين منها .
رفع حاجبة : تقولها صادق .. ما اظن أنك تحب شيء كثر شغلك القديم .
شرب فنجاله دفعة واحده برواق و مده على حمد : لا صدق .. أنت تعرفني كل شيء الزمة
أحبه و أبدع فيه .
غير أحدهم مجرى الحديث وهو من يعلم أنه لا فائدة من محاولة ذاك لاستفزاز ثائر فهو سيخرج
خاسراً ..
مال عليه فايز هامساً : تصدق بالله قبل كم شهر دخلنا لعملية .. لو ما أنت متقاعد كان حلفت
أن محد سوا الخطة غيرك .
هذا فخ من فايز الذكي وهو يعلم كيف ينجو منه : كنت أنت بالخطوط الأمامية .
فايز : ايه .
ثائر بهدوء : اجل مو أنا اللي مسويها .
مالت شفتيه بابتسامة يبدو أن هذا لن يفقد مهاراته ابداً .
بعد أن فرغوا من العشاء كان يجلس بجوار حمد الذي قال له : ما ودك نعيد التجربة .
قال بثقة : لا .. هي مرة ولاني بعايدها .. بعدين الخيارات قدامكم كثير .. لا تحسب أن
الخطة اللي أنا دخلت فيها معكم بدال التغاضي عن سكوتي عن الجريمة .
زم شفتيه نعم هذا لم يكن هدفهم الأساسي هم فقط حاولوا ضرب عصفورين بحجر ..منها
يرسم الخطة و المتورطين لا يعرفونه ومنها يحاولون إرجاعه لسلك العسكري ولكن في
مكان مغاير عن مكان عملة السابق .
نظر له بنص عين : دامك جمعت براطمك و سكت أجل أنا صادق .
ضحك بخفه : اهب يا وجهك .


-----------------------------------------------------------


على طاولة الطعام الخاصة بهم امام الشاطئ كان يتناول طعامه باستمتاع بينما هي كانت
تتأمله أغلب وقتها .. هم الان في جزيرة جديده أتوا لها برحلة بحرية و سيعودون قبل العصر
لمحل إقامتهم .. مررت سبابتها على كوب العصير : عادي اسأل .
نظر لها : أكيد .. واسألي من غير استئذان .
زمت شفتيها بلطف قبل ان تحررها و تقول : ليه أخترت هذا المكان .
ابتسم : بعيد صح .
ردت له الابتسامة : ايه ولا حتى فكرت فيه .
حك حاجبه : شوفي مره اعطانا المدرس بحث وانا بحثي كان عن هذي .. يعني قلت بتفلسف
و بجيب شيء محد سمع فيه من قبل .. المهم انها اعجبتني وانا ابحث عنها .
هيا : وسافرت لها .
هز رأسه نافياً : لا .. أنا كل سفراتي اما مع أخوياي ولا لشغل مع موظفيني .. و مرتين سافرت
مع خواتي .
اتسعت عينيها : ولا مرة سافرت لحالك .
ابتسم : ايه .. أنا انسان أكره الوحدة .. والسفر نص متعته بالناس اللي معك .
أخفضت نظرها وهي تشعر بتأنيب الضمير فهي ترا نفسها تدمر شهر العسل بخوفها الذي
تعجز عن تخطية او حتى مواجهته ..
بنظر لها بهدوء .. عندما يكونون في الخارج تتحدث معه و تتصرف على طبيعتها حتى أنها
لا تمانع أمساكة بكفها و لا تهرب بعيداً او ترتجف وعلى العكس تماماً ما أن يغلق عليهم باب
واحد حتى تلمع عينيها بخوف و تصبح حذرة معه .. لا يكذب فهو يشعر بالراحة قليلاً
فبما أنها تخرج معه دون خوف هذا معناه أنها لا تخاف من شخصه بل تخاف من اقترابه منها
كزوج .. وهذا طبيعي أغلب البنات يشعرون بالخوف من هذه اللحظات .. يظن أنها بعد أسبوع
ستصبح طبيعية و سيتبدد خوفها منه ..
بعد عودتهم للجزيرة التي يقيمون فيها استئذن ليجري اتصال مع جدته يطمئن عليها كان صوتها
فرحاً وهي تحدثه أنها لتو انتهت من وجبة العشاء و ستنام بعد قليل ..
أغلق الاتصال وعاد لها : جدتي تسلم عليتس .
هيا : الله يسلمها من الشر .
القى جسمه على السرير و تنهد براحه نظر لها وهي تركز نظرها على البحر : وش تفكرين
فيه .
ارتجفت بخفه وهي تسمعه يوجه الحديث لها .. نظرت له بماذا سترد عليه الان .. جلست على
الكرسي المنفرد امام النافذة : ولا شيء .
اصبح يكره الدخول هنا فهي تكون بعيدة عنه .. اعتدل جالساً : ما تحسين بشيء غريب .
رفعت كتفيها : لا .
صعب : يعني أنا كل اللي عندي خوات و أنتِ عكسي .. المفروض أننا نعرف نتعامل مع بعض
لكن احس بيننا فيه فجوه .
فركت كفيها ببعض : يمكن عشان احنا ما تعودنا على بعض .
ميل شفتيه : يمكن .
تشعر وكأنها حشرت بالزاوية رغم أنها تعلم بأنها محاولة طبيعية لفتح نقاش ينفعهما ..
ولكنها تخاف من كل شيء فقالت لتغير مجرا الحديث و أشارت للخارج : نطلع ؟
ابتسم بهدوء وخيبة ربما فهو ظن أنها قد تتحدث عن شيء ولكنها هرب : نطلع وش ورانا .
أسرعت للخروج ودقات قلبها تزيد بتوتر لما لا يتركها في منطقة الراحة كالسابق .. ربما صبره
بدأ ينفذ .. وبخت نفسها .. بالطبع سينفذ هو لم يتزوجك لتكوني منظراً جميلاً ينظر إليه ولا
يقترب منه .. لامست قدميها المياه الدافئة متناسبة مع دفئ الجو من حولهم .. تقدمت أكثر لداخل
هذه أول مره تقترب من الماء منذ قدومهم .. سمعت صوت قدمية تغوص في الماء فنظرت له
وقالت ممازحة كي تكسر توتر الجو الذي صنعته هي : انتبه لا تطيح بالماء .
رفع حاجبية : الا انتِ انتبهي لا تغرقين .. لا تمشين زيادة طولتس ما يساعد .
تخصرت : لا والله .
ابتسم : انتبهي تراتس غرقتي .
نظرت للأسفل تتأكد من منسوب الماء : شوف ما وصل حتى لركبتي .
وقف أمامها : والحين .
لم تشعر بنفسها الا وهي تسقط للأسفل و ذراعة تحيط بها .. صرخت ب لا ولكنها لم تجدي
معه اعادها للأعلى لتأخذ نفساً : لا صعب تكفى .
ولكن حتى هذه لم تجدي .. تشعر بأنها فاقدة السيطرة على نفسها وهو يسبح ممسكاً بها
همست بخوف : صعب ما اعرف اسبح .
ضحك : أدري .. شوفي كيف متمسكة فيني .
نظرت له وهو شبه ثابت ما أن وصلوا لمنطقة بعيدة عن الشاطئ .. قالت مندهشة : لحظة أنت
ليه ما تسبح .
زاد صوت ضحكة تبهره ردات فعلها التي لا تستطيع التحكم فيها : من قال . بعدين بعلمتس
على حركة تخليتس تروقين .
تمسكت فيه بقوة : لا ما ابغى .
شد يده حول خصرها : والله رهيبة .. بتنبسطين عليها .
صرخت بخوف : والله تردني ما ابغاها .
صعب : جبانة .
مسحت وجهها بكفها وعادت لتتمسك فيه بسرعة : لا ماني جبانة بس والله يخوف ..
الحين هذا المويه تودي للمحيط صح .
نظر حوله وهمس : لا ما تودي له أنتِ الحين فيه .
صرخت : امانه رجعني .
عاد لشاطئ ببطء مستمتع بخوفها حينما وصلوا جلست على الرمل : هذا غش .
عاد ليجلس هو في الماء : ابداً مو غش .. بس أنتِ خوافه .
مسحت على شعرها المبلول تعيده للخلف : بغيت أموت من الخوف .
زم شفتيه : شفناتس .
نظرت له بحقد ليعود صوت ضحكته لملء المكان : مبسوط على خوفي .
تحرك خارجاً من الماء ليجلس بجوارها : الصراحة ايه .. عيونتس راحت كبر الفناجيل .
تمددت للخلف و تركت قدميها منصوبه ففعل مثلما فعلت : تضيعين على نفستس متعه كبيرة .
نظرت له : أنت فاجأتني .
مسح على شعره : نعيدها طيب .
أشارت بيدها : لا ما ابغى .( صمتت قليلاً قبل أن تقول بهدوء ) يمكن بكرة ولا بعد الحين
جسمي مو شايلني من الخوف .
وضع ذراعة على عينة يحجب نور الشمس عنها : شكل النومه هنا زينه .
صمتت هل يفكر حقاً بالنوم هنا .. مرت عشر دقائق و تنفسه منتظم .. جلست وحدقت
فيه .. هل فعلها ! نظرت حولها كيف نام هنا بكل هدوء .. وضعت ذراعيها على ركبتيها
واسندت ذقنها عليهما تتأمله .. شعره المقصوص بشكل مرتب ليس بالطويل ولا القصير
بشرته ببياضها الذي بدأ يتأثر من بقائه في الشمس طوال الأيام الماضية .. وقعت عينيها
على شفتيه فارتجف قلبها وهي تتذكر قبلته الرقيقة .. تتعجب من نفسها كيف لا تنفر منه هو
لشخصه ولكنها تخاف من اقترابه .. اصبح حديثها مع طبيبتها أمر لا مفر منه ..


----------------------------------------------------------------


وقف امام التسريحة صباحاً بعد أن استحم ورفع عطره الذي اشارت له ريم سابقاً تعطر
منه وكان كريماً صفق بكفيه : بعدي يا ورعي وأنت فازع لأبوك .. الظاهر أنها بنت .. البنيات
حنينات على أبوهن .
مر من جوار والدته وريم التي تجلس فاليوم جمعة .. ابتسمت وهي تشم رائحة عطره فرفعت له
ابهامها ليغمز لها : أبوي وينه .
ام ماهر : راح لعمتي .. أنت رايح لدوامك .
هز رأسه نافياً : لا والله ما عندي شغل هناك من يوم زدت عدد الموظفين وأنا مرتاح .
ريم : اصب لك قهوة .
ماهر : لا بروح اتقهوى مع جدتي .
نظرت له امه وهو يغادر : هو علامه متكشخ كذا .
ريم بابتسامه : يقولتس بيروح بيت جدتي .
نظرت لأبنتها لثواني ثم ابتسمت : لا عاد أشوفتس تركزين بهالأمور .
تراجعت للخلف بهدوء : والله هم المفضوحين .. عطره هذا اللي تروش فيه قبل كم يوم
هي طلبت أني اجيبه لها .
قالت بتفكير : غريبة .. مير يمكن انها ما شمت عطره هذا كثير .
..
طرق الباب و دخل : يا أهل البيت .
اتاه صوت جدته : اقلط .. اقلط .
دخل : صباح الخير .
عمشاء : صباح النور .
أخذ ثلاجة القهوة وهو في طريقه للجلوس : وين أبوي ؟
عمشاء وهي تتأمله : توه طلع .. على وين العزم ؟
ابتسم بمكر : ماني برايح لمكان .. مير يمكن بعض الناس يطلعون يشوفوني .
رفعت حاجبها : ليه ما كفاهم شوفهم اللي قبل .
مالت شفتيه : الله أعلم .. تعرفينهم ناس مزاجيه .
..
كان تركيزها مشتت منذ فاحت ريحة عطره في المنزل .. بصعوبة كانت قادرة على الاستماع
للاستشارة وتقديم المشورة .. أغلقت جهازها بسرعة ما أن انتهى الاتصال و أسرعت لفتح
الباب بهدوء .. سحبت نفس عميق : اخ قلبي .
حركت كفيها امام وجهها تحاول جذب الهواء محملاً بعطرة ولكن هذا لا يكفي .. عادت لغرفتها
لتنظر لشكلها بالمرآة .. أسرعت لتبديل ملابسها فهي كانت ترتدي قميص منزل شتوي ..
أخرجت لها فستان صوفي باللون السود لفت شالها البني على كتفيها و نثرت شعرها فوقه
ثم خرجت تمشي بهدوء .. دخلت لهم والقت تحية الصباح لتنظر لها جدتها بطرف عينها
: أبك انتِ وراتس جيتي .. روحي لا تعدمين لي فرشتي .
عض على شفته مبتسماً لتنظر هي له بغيض : ما عليتس أن عدمتها غسلتها .
نظرت لثلاجة القهوة التي أمامه هذه ستكون عذرها ما بال هذا العطر كلما اقتربت من مصدرة
زاد جمالاً .. أخذت لها فنجال من الصينية و تقدمت نحوه مالت لتأخذ الثلاجة وتملئ فنجالها
كانت بطيئة في حركتها .. أخيراً ابتعدت لتجلس بجوار جدتها و تشرب من فنجالها
لم تكتفي منه تريد المزيد ولكن كيف ..
كان هو يحدث جدته يتصنع عدم الاهتمام .. تنهدت عمشاء بنفاذ صبر لو كان عمياء لأبصرت
ما يحدث بينهما .. وضعت كفيها على الأرض تستند عليها لتقف : يالله أنك تعينني .
نظرت لها : جده وين رايحه .
التفتت نحوها بغضب : هذا اللي ناقص استأذن منتس .
زمت شفتيها واشاحت بوجهها .. ما أن خرجت جدتها نظرت له وهو يتصفح هاتفه : اعطني
الثلاجة .
قال ببرود ونظره على هاتفه : تعالي أخذيها .
تأففت و نهضت لتأخذها ولكنه باغتها بأن أمسك بكفها و سحبها بهدوء لتجلس .. لم تقاوم فهي
تخشى على جنينها .. عندما ظنت أنه سيتقرب منها مد كفه ليضعه على بطنها : العطر اليوم
عشانك وأنا أبوك .
ابتعدت عنه : لا تلمسني .
رفع حاجبه : وين جيتتس أنا أكلم ولدي .
أشارت لبطنها : والله هذا جلدي مو جلد ولدك .. بعدين ولدك في بطني تبغى تتكلم معه استأذن
مني قبل .
قال ساخراً : لا والله .. ( مال ليقرب وجهه من وجهها ) أنتِ و هو لي أنا ..ما أحتاج استأذن
أحد عشان اقرب منكم .
نهض يريد المغادرة ولكنها امسكت بطرف ثوبة : باقي ولدك ما اكتفى من العطر .
تنهد ثم عاد ليجلس في مكانه : أجل صبي لي شاهي واضح اني بطول هنا .


-----------------------------------------------------------


خرج من المسجد بعد صلاة الجمعة برفقة ثائر وخالد .. ورده اتصال من أحد المسؤولين عن
الحملات في المستشفى أجابه : هلا عمير .
عمير : المهلي ما يولي .. أقول يا أبو أحمد بكرة الضحى عندك دوام .
عماد : لا والله دوامي العصر .
عمير : وش رايك تجي بدال فاضل .. ولده تعبان جابوه للمستشفى و شكله تعبان بالحيل
و فاضل كان بيطلع معها في الحملة بكرة .
ركب سيارته : زين أرسل لي بس البيانات .
عمير : جزاك الله خير نردها لك بأفراحك .
ابتسم : ما هي بيننا و أنا أخوك .
تحرك مبتعداً عن الجامع ليلحق بالبقية فالغداء اليوم في منزل ثائر .. وهذا هو حالهم كل
جمعة أما يتناولون الطعام في منزل ثائر واما في منزل خالد .. أوقف سيارته و نزل ليدخل
لمجلس أخيه .. وجد عمر يجلس بعيداً يضم ساعديه لصدره وينظر لزاوية البعيدة .. نظر
لثائر وغمز له بمعنى ما به .. اشر له بتكبيرة الإحرام إشارة لعدم ذهابه لصلاة الجمعة ..
جلس بجوار الصينية ليصب لنفسه من الشاهي : خالد اليوم سرحانه كثران .
نظر له خالد : عندي شيء افكر فيه .
نظر له ثائر : وش هو ؟
حك عارضة : بعدين تعرفون .
نظرا لبعضهم وكأنهم علموا بماذا يفكر .. دخل عليهم رائد و اثار النوم على ملامحة لم تزول
كشر ثائر : بدري .
القى نفسه على الأرض متمدداً : اقسم بالله عجزت أقوم من فراشي .. أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم .
ثائر بسخريه : ايه لا المنبه ولا المكالمات قدرت تقومك مسكين .
رائد بكسل : والله اسمع كل شيء بس عجزت اجر نفسي وعييت أقوم .
نظر لعمر : أنت علامك مكشر .
عمر بقهر وهو يحارب بكائه : ابوي ما اخذني للمسجد .
عقد حاجبه : افا ليه يا ثائر ما أخذته .
رفع المركى بقهر : اسكت لا يلحم فيك هذا .
ضحك : خلاص يا النفسية .. عمر قم و أنا عمك جيب لي مويه .( التفت لخالد ) : أقول
ما ودك تطلع تقنص .
خالد : متى ؟
رائد : هالحين .. أنا شبعان نوم و أدور الخط دوره .
خالد : أجل نخلص من الغداء و نمشي .
عماد : أجل الليلة عشانا ضبان .
رائد : أن شاء الله .
..
وزعت الغداء في الصحون و والدتها ترتب صحون السلطة بجوارها .. همست لها : أنتِ
فيتس شيء .
توقفت عن عملها : لا .. وش فيه .
نوال : وجهتس أصفر .. فيه شيء من هنا ولا هناك .
عادت لتكمل عملها : لا يمه وين راحت ظنونتس .. بس صايره كل ما غمضت عيني وسوس
لي الشيطان أن الصغار بيصير فيهم شيء .
نوال : تعوذي منه .. بعدين هذا هو طبع الورع في ثواني يجيب له مصيبة كبر رأسه ..
ربي يا كريم أشوف عيال خالد يلعبون قدامي .
ابتسمت : امين .. يمه طولتم في سالفة الملكة .. بصك السبعة وعشرين وأنا ما صرت عمه .
نوال : البارح كلمني يقول بيدق على عمه و يتفقون على يوم هالأسبوعين .
..
وضع أسلحتهم في مكانها : ولد كم لنا ما قنصنا .
خالد وهو يتفحص الكفر : مبطين .. ( ضرب على الجيب بيده ) عطية الله ابطأ وهو واقف .
أخذ مكانة خلف المقود : أنا بسوق دامني شبعان نوم .
ركب و أغلق الباب : هاه وين بنروح .
رائد : ديار قريبة ما حنى مبعدين .. ويمكن نبعد ما ادري .
ارتفع صوت ضحكته دليل على مزاجه الرايق .. بينما فتح خالد هاتفه : أنا بعلم أمي أني
بتأخر .
رائد : ماله داعي بعد صلاة المغرب وحنا هنا .. اه واحلالاه يا مقناص بالنعيرية .
خالد : ايه الضبان هناك .. اللي هنا قضينا عليها حنا و ربعنا .


----------------------------------------------------------------


أنزل شماغه و رتبة على ذراعة .. مر بغرفة اطفاله فوجدهم يغطون بالنوم من أجل قيلولتهم
اتجه لغرفته لتستقبله رائحة جل الاستحمام المفضل لديها .. بدل ملابسه واستلقى على الفراش
رائحة المفرش الجميلة و صوت الماء القادم من الحمام جلبوا له الراحة فداعب النعاس عينية
.. كان قد اغمض عينية تماماً ولكن عقله مازال واعياً بما يدور حوله .. سمع صوت باب
الحمام عندما فتح وصوت خطواتها وهي تتحرك هنا وهناك .. سأل نفسه وهو يستمع لصوت
تحركاتها .. هل تتعمد أن تزعجه ؟ .. هي ليست من النوع الذي يصدر ضجيجاً حينما يعمل
كان صوت فتح علبه الكريم مبالغاً فيه وكذلك صوت إعادته لدرج و تبعة أصوات أخرى ..
هي تتعمد ذلك دون شك .. ولكنه لن يتحرك فل تفعل ما تريد لن يهتم .. مهما كان أسلوبها
المنفر لن يعترض .. فل تخرج غضبها وقهرها منه كما تريد ..
سحبت اللحاف بقوة ودخلت للفراش بعد أن رأته ينام دون أن يستيقظ .. هو يتعمد ذلك .. كانت
ابسط حركة تجعله يفز من نومه الخفيف .. لا تعلم لما هي غاضبة منه .. على الرغم بأنه قدم
لها ما كانت تريد ولكنها تشعر بغضب داخلها .. تكره هذا الشعور ولن تعترف فيه .. ولكن هذا
هو الواقع الذي أصبحت تعيشه .. تفتقد حديثه عن تفاصيل يومه و كل ما يحدث معه .. تفتقد
مشاركته معها مخططاته للغد و المستقبل .. ابسط احاديثه تلك تركت فراغ في يومها ..
تشعر بالملل و لا رغبة لها بالنوم .. مالت للأمام وهمست له : نائم .
لم يرد عليها فقط كان صوت تنفسه المنتظم هو ما تبع سؤالها .. تأففت بملل : أدري أنك
مو نائم .
فتح عينية بكسل : وش فيه .. الصغار فيهم شيء .
رفعت حاجبها : ولازم يكون في الصغار شيء عشان نتكلم .
ولاها ظهره : ايه هذي هي حدودنا الجديدة .
مالت شفتيها بسخرية : أنت الخسران .
التفت لها و تفحصها بنظراته .. هل هذه ذراعيها من تكشف عنها .. وهل هذه الخيوط الدانتيل
أسفل ركبتها هي حدود النهاية لبنطلونها : خسران من زمان يا سارة وش الشيء الجديد .
مالت شفتيها بعدم رضى وهي تراه يعود ليوليها ظهرها : قوم سولف مع أنا طفشت طول
الوقت و أنا لحالي .
حك حاجبه وتنهد بملل : والله هذا أنتِ اللي تبغينه .. بعدين أنتِ مو لحالتس ورعانتس
اللي رجعتي عشانهم موجودين وش تبغين بسوالفي .
نظرت له بغيض : الله يخليهم لي .. مير أنا مو خدامة عندك تجيني تطلب مني الشغل اللي
تبغية و تروح .. مليت أبغى اسولف .
صمت قليلاً ثم قال : ولا يهمتس بكرة أقدم ونطلب لنا عامله .
بقيت تحدق فيه بقهر وهي تزم شفتيها وتهز قدمها .. عندما تأكدت بأنه لا أمل من التفاته
لها قالت : اصلاً وش كنت أرتجي منك ؟ وكل شيء قلته كذب .
عندما كانت تنهض سقطت على الفراش بسبب امساكه لكفها .. جلس وهو ينظر لها بغضب
: أخر مره تقولين عني كذاب .. أنا صادق بكل شيء قلته و أعرف وش أبغي .. عتبتس على
اللي ما تدري وش تبغى .
اعتدلت جالسه : الا أعرف .
ابتسم ساخراً : والله .. وش هو اللي تبغينه طيب .
شتت نظراتها بعيداً عنه : مالك دخل .
أمسك بفكها بخفه و أدار وجهها نحوه : جبانه .. وجعلتس على هالحال و اردى .
عاد ليوليها ظهره : طفي النور أبغى أنام لين الصلاة .


-------------------------------------------------------------


حملت حقيبتها بسرعة و خرجت لسيارة والدها بالخارج .. كان يقف بعدم اقتناع وهو
يشاهد زهور تجلس خلف المقود وقد انهارت ضاحكة على تعابيره .. لم يكن ليرضى أن
يذهبن في مشوار طويل كهذا لوحدهن وهي أول تجربة لزهور في القيادة لمسافات طويلة
ولكن وضع بدور يضغط عليه هو بنفسه بدأ يشاهد ذبولها ولم يصدق حين أتت له فرحة
تخبره أنها ستكون متطوعة في أحد الأعمال و طلبوها أن تأتي هو لا يستطيع القيادة بسبب
وضعة الصحي لذلك كانت زهور هي الحل الأمثل .. امسكت بكفه : يبه أن كانت ما تبغى
والله ما أروح .
احتضنها : والله أني راضي الله لا يحرمني منتسن مير خايف عليتسن من الخطوط .
شدت على كفه لتطمئنه : عاد زهور حريصة .. شوفها رابطة حزامها وهي ما شغلت
السيارة .
شد على كفها : انتبهي على وخيتس و بعد بكرة عودن .
اشارت لعينيها : من عيوني .
فتحت باب السيارة و أخذت مكانها لتدير زهور المفتاح : بسم الله .. أهلين أستاذة بدور
قولي لي تبغين نصدم في تريله ولا نقلب من فوق الزفلت .
ضربتها بخفه على كتفها : الله يكفينا شر كلامتس .
لوحت زهور لوالدها وهي تتحرك مغادرة : لا بأذن الله ما هو صايبنا شيء .. أنا شبعانة
نوم والحين بوقف عند المحطة ونعبي بنزين و أنتِ بتشرين لي قهوتي .. و أبشري بالمشوار
اللي يفتح النفس .
ربطت حزام الأمان : أنا وش لقفني أخلي السواق يسافر .
ضحكت مستمتعة بتذمر أختها : اللي يسمعتس يقول أنته مهاجر كلها كم أسبوع ويرجع .
بدور : بالله عليتس محد قد قالتس أنتس تشبهين رائد بل استلعان .
عضت على شفتها : بصراحة الا .. اساساً متعة الحياة تكمن في اثارة غيض الجبانين و خوفهم .
توقفت امام المحطة و فتحت النافذة : فل 91 يا محمد .
أغلقت النافذة وهي تنظر لبدور بحماس : وش رأيتس فيني بس .
ضحكت بدور : اقسم بالله فاصله .
كانت تراقب مستوى البنزين حتى اكتمل ففتحت النافذة و مدت بطاقة والدها الذي تكفل
بمصروف طريقهن .. ثم توقفت امام كوفي شوب السيارات لتطلب لهن قهوتهن ثم غادرت
متجهه نحو الحوية ..
كان طريقهن سالك ولم يواجهن مشاكل حتى اقتربن من الحوية ولم يتبقى سوا نصف ساعة
على وصولهن حينها صادفن تجمع لسيارات الإسعاف و الدفاع المدني و الخط كان متوقف
تماماً .. توقفت وهي تهمس : الله يستر .
بدور وهي مكشره بضيق : بنت يسحبون سيارتهم .
وضعت كفها على شفتيها وهي تشاهد الجيب الذي أرتفع وتكاد تقسم ان من بداخله لم ينجو ..
نظرت لبدور التي شهقت وكأن روحها قد غادرتها : علامتس .
كان نظرها معلق بالسيارة رفعت يدها المرتجفة : يشبه جيب العيال .
عادت بنظرها لسيارة ثم لأختها : أي عيال .
حاولت فك الحزام : عيالنا .
امسكت بكفها : وين رايحه .
نفضت يد أختها : بشوف اللوحة .
ترجلت من السيارة وهي تتعثر بخطواتها حاول أحد رجال الأمن ايقافها ولكنها صرخت قبل
أن يتكلم : تكفى بس بشوف رقم اللوحة .
نظر للخلف و تراجع فنبرة صوتها و طلبها يوضح له أي شخص هي .. جرت قدميها بخوف
وهي تضم كفيها لصدرها وهي تهمس بأدعية بعضها وصلت لمسامعهم و أخرى كانت مجرد
همهمة .. قرأت اللوحة مرة و اثنتان تبحث عن رقم او حرف مختلف قبل أن تسقط على
ركبتيها وهي لا تجد مبتغاها .. كل الأرقام و الحروف لا غلط فيها .. مكتوبة كما تحفظها
هي و يحفظها الجميع .. رفعت نظرها للمتواجدين وهمست : وينهم .. وين أخواني .
اشاح البعض وجهه مبتعداً بينما اقترب منها رجل كبير بالسن : قومي يا بنيتي وهم بيطلعونهم .
صرخت برعب : ليه هم وينهم .
همس محوقلاً .. ثم جلس ليصل لمستواها : هم تحت بيطلعونهم .
رفعت يدها المرتجفة و اشارت لأسفل الطريق المرتفع حيث الصخور و الأشجار وهمست
ببحة : هم هناك .
هز رأسه بالإجاب .. نظرت خلفها لزهور التي كانت تقف خارج السيارة وتنظر لها وعيناها
متسعه بذهول .. هل هم حقاً رائد و خالد .. ركضت مسرعه نحو المنحدر منادية باسم أخيها
: رائد .. رائد وينك .
اسرع أحد رجال الأمن ليوقفها و يبعدها عن المكان : تعوذي من الشيطان وأنا أخوتس
لا تقربين المكان خطر .
صرخت برعب : أخوي تحت .. كلهم هناك .
لكنه لم يفلتها لتذهب لهم بل جرها بعيداً وصوت صرخاتها الجزعة يرتفع بالمكان مناديه
بأسمائهم ترتجي جواب منهم .. بينما تقدم زميله لبدور التي أخذتها المسعفة لتقيس ضغطها
: أختي نبغى رقم أحد نتواصل معه .
نظرت له وهي تحاول أن تنطق برقم ثائر ولكن الأرقام تتبعثر من ذاكرتها .
تنهد : لا حول ولا قوة الا بالله .
اتاه احدهم راكضاً : لقينا رقم واحد من أقربائهم .. أبو رائد .
صرخت بجزع : لا .. أبوي لا تكفون .
أشار له أن يعود : طيب اعطينا جوالتس نأخذ الرقم .
أشارت لسيارة ليذهب لها و يخرج الهاتفين و يأتيها بهم .. أخذت هاتفها و فتحته له
قائلة : ثائر .. اخوي الكبير دقوا عليه .
نقل الرقم لهاتفه و اتصل به مبتعداً عنها ..
اتاه الرد : هلا .
رطب شفتيه : السلام عليكم .. الأخ ثائر .
ثائر : وصلت .
ذكر اسم المركبة و رقمها ثم قال : تعرفها .
ثائر بخفوت : ايه سيارة اخوي و ولد عمي .
تنهد : السيارة منقلبة على طريق عشيرة .. احنا طلعناها بس الركاب مو فيها و فريق
الإنقاذ ليبحث عنهم .. ( نظر للخلف ) و مع الأسف خواتك هنا موجودات .
..
أغلق الخط و اسرع لتبديل ملابسه و الخروج لسيارته .. أن يخرجوا المركبة خاليه هذا
له تفسير واحد .. ان أجسادهم الان ملقاه في مكان ما والله وحده يعلم بأي حال هي ..
لا يعلم كيف وصل سالم هناك .. اول شيء وقع عليه نظره هو الجيب الذي تهشمت مقدمته
تماماً و هناك ضربات قوية متفرقة على جوانبه .. نزل راكضاً وهو يسمع صرخاتهم أنهم
وجدوا أحدهم وأنه غائب عن الوعي و جسمه مليئ بالرضوض و الكسور .. تقدم منه الذي
حدثه فقال بسرعة : هو هي .
أشار له : ايه يقولون حي .. لو سمحت ارجع للخلف عشان لا تعيق عمل الفريق .
تراجع للخلف و نظرة على الجهة التي يجتمع فيها فريق الإنقاذ ولم يلتفت للخلف الا عندما
سمع انين زهور الباكية .. اسرع نحوهن ليحتضنهن : ما عليه بيطلعون أن شاء الله .
ينطق لسانه و تخالف رجفه كفيه منطوقه .. كان نظر بدور متجهاً نحو فريق الإنقاذ صامته
وكأنها تنتظر إشارة لتعطي ردة فعلها إما بل انهيار حزناً او فرحاً .. بينما زهور كانت تأن
بعد أن بح صوتها من الصراخ و البكاء .. ابتعد عنهن و عاد ينظر لتلك البقعية وطال انتظاره
و بعد نصف ساعة ارتفع صوت الفريق و اقترب و ركض سائق الإسعاف لفتح الباب و اخراج
السرير راكضاً به نحوهم فالتم الفريق بسرعه فأسرع لهم وهو لا يرى شيء لا يعلم أي واحد
هو وكيف هي الحال التي هو عليها .


------------------------------------------------------


صرخت برعب وهي تلبس ملابسها و تخرج هاربة من الحمام الذي امتلئ بالدخان الأحمر
فجأة : جده الحقي السخانة بتنفجر .
خرجت عمشاء على صرختها وهمست بخوف : ابك دقي عدنان .
ولكنها لم تفعل كما طلبت جدتها بل أسرعت لمفاتيح التحكم بالكهرباء و اطفأتها لينتشر الظلام
بالمنزل ورائحة التماس الكهرب كذلك .. اخذت هاتفها و اتصلت بماهر الذي اتى مسرعاً
و خلفه اعمامها .. نظر علي لسخان وهو يكشف عليه بهاتفه : أبك هذا ويش .. السخانة مايعة .
ما أن سمعت عمشاء كلامة التفتت لأنوار بخوف : يا بنت لا يكون صار فيتس شيء .
هزت رأسها نافية وهي ما زالت متمسكة بمنشفتها بين يديها بدل من لفها على شعرها المبلل .
سفر وهو يخرج هاتفه الذي يرن من جيبة : جمعوا أغراضكم و تعالوا عندي .. البيت بنغير
سباكته و التسليك حقه .. راح قديم يمه .
احتضنت حفيدتها تحصنها و منظر الدخان الأحمر و شكل السخان يرعبها ..
خرج ليجيب على اتصال محارب : يا ولد وينك تأخرت .
عقد حاجبيه وهو يستمع لحديث أخيه قبل أن يجلس على الدرج ممسكاً برأسه : لا حول ولا قوة
الا بالله .. خلك معهم وأنا بكلم أنوار و أبو ثائر بجيبه معي .. ايه لا تتركهم مره .
انهى الاتصال محوقلاً : يا ربي يا معين .. الحين كيف أعلمها .
وقف خلفه ماهر : وش فيه يبه .
رفع نظره له وتنهد : نسيبك و ولد عمه قلبوا الظهر و للحين ما طلعوا الا رائد و يقولون فيه
كسور بيده و رجله و ضلوعه .
همس بحذر : وخالد .
مسح على وجهه بكفيه : للحين ما طلعوه .
شحب وجهه : يعني ما لقوه .
أشار بيده نافياً : لا لقوه مير مكانه صعب .
ضرب كفيه ببعضها محوقلاً : أبك أن درت أنوار والله لتقضي .
ضرب على فخذيه وهو يقف : تعال بنعلمها مير بنكذب الله لا يعيد الكذب و ساعته .
دخل و خلفه ماهر وجد علي و عدنان يقفان في الصالة بمفردهما و وجههم متجهم وهم
يشاهدون شيء بهاتف علي .. أشار له لينظروا له و همس : بدخل أعلمها مير ما حنا
بقايلين لها الصدق .
أشار له علي نحو غرفة الجلوس أي انهم هناك فذهب فوراً .. دخل و جلس بجوارها
محتضناً كتفها .. رفعت نظرها له تتأمل حدقتيه تبصر فيها شيء يخبرها بأن الم قادم
لك .. هي تعرف نظرات هذا الرجل جيداً تحفظها كما تحفظ اسمها .. فقط اتسعت
عينيها بخوف اوجعه .. لما هو من يجب أن يسوق لها الأوجاع دوماً .. الا يكفي أنه
نقل لها خبر وفاة محمد ثم عيسى .. همست بوجع حين طال صمته : من هو .
ابتسم بوجع : ماهي بوفاة .
زفرت نفسها الذي كانت تحبسه .. حينها قال : رائد و خالد صار عليهم حادث و الحمدالله
أن ربي كتب لهم النجاة .
شعر بارتجاف جسمها و عينيها التي حركتها نحو ماهر وكأنها تنتظر تكذيباً .. ليكمل هو
مشوار والده بالكذب : فيهم بس كسور بسيطة وهم هالحين بالمستشفى .
عادت بنظرها لعمها : يعني محد مات .
هز رأسه نافياً : لا الحمدالله .
مسحت على وجهها : ودوني لأخوي .
شد عمها على كتفها : المستشفى مليان بالجماعة ما نقدر و أنتِ المشاوير و الوقفة مو
زينة لتس .
همست بقهر : أذا هم جماعته أنا أخته .. اللي هناك أخوي و ولد خالتي .
قبل جبينها : فكري بالضعيف هذا و بصحتس مو زينه لتس و أنا عمتس .
حينها صرخت و دموعها تحررت : أقول لكم أخوي .
جلس ماهر امامها : أنوار تبغين أمتس أدويتس لها بس المستشفى صعبه الناس كلها هناك .
نظرت له وعينيها تغشاها الدموع ولا تستطيع أن تبصره جيداً : أذا هم مافيهم الا شوية
كسور ليه الناس متجمعة هناك .
مسح دموعها : الحادث شافوه ناس واجد وكلهم راحوا للمستشفى يتطمنون عليهم .
مسحت عمشاء على رأسها وهي تسمع صوت أذان العصر يرتفع : قومي خلينا نصلي
ثم تروحين مع ماهر لأمتس .. ولا تبكين وتخوفينها .


---------------------------------------------------


ركضوا به مسرعين وهم يحاولون إيقاف النزيف في جنبه الذي حدث بسبب جذع شجره
سقط عليه بعد أن خرج من السيارة بسبب الاصطدام .. زيادة على ذلك كسر بالحوض و في
الساقين و كتفه الأيمن كما أن هناك ضلعين قد كسرا .. ما تحمله سيارة الاسعاف الان هو بقايا
أنسان المسعفون من حوله ينظروا له بيأس .. اتصل ثائر بسارة و طلب منها التوجه للمستشفى
لتتبرع بالدم فهم بحاجه للمتبرعين .. فخالد و رائد يحملان نفس الزمرة وكذلك زهور و سارة .
كانت تجلس في غرفة بالطوارئ تتبرع بالدم و بجوارها زهور .. حينما سمعت صوت
الضجيج بالخارج و صوت سيارة الإسعاف يقترب .. المعلومات التي تقولها الممرضة للأطباء
المتجمعين في المقدمة واضحة و صريحة تجعل داخلها يذوب من فرط الألم .. لن ينجو .. هذه
هي العبارة التي رسخت في ذهنها .. سمعت صوت زهور تدعي و قد تخالط دعائها ببكائها ..
صوت عجلات السرير جعلتها تفز واقفة قبل ان تدوخ وتسقط جالسه و الممرضة توبخها كيف
فعلت ذلك .. لا أحد يلومها تريد أن تخرج له ولكن ما يبقيها الان جالسة هو أن الدم هذا يحتاجه
أخوها .. والدتها هناك لا تعلم عن شيء فقط أخبرتها أنها ستذهب لثائر و تركت الأطفال معها
.. مهمة أخبارها وقعت على عاتق أنوار .. كم شخص ستحمل همه فوق هم أخيها .. أمها ..
أختها الحامل .. عمها الذي يعاني من مرض السكري منذ استيقظ من الغيبوبة .. رائد ايضاً
هو اتى هنا اولاً والرضوض تملئ جسمه و الكسور ايضاً ..
ام تحمل هم نفسها وهي تسمع ناقوس الخطر يدق و أنها ربما ستأخذ العزاء في أخيها الوحيد
..
يجلس بجوار سفر الذي يركز نظرة على القيادة بينما هو ينظر لكفيه .. ضربتان في الظهر
تقتل وليست تؤلم او تكسر .. خرجت تنهيدة مرتجفة من شفتيه تبعتها ( يا الله ) وكأنه أختصر
كل امانيه بلفظ الجلالة .. نعم هذا ما يستطيع أن ينطق به .. اسم من لا يعجزه شيء .. من يعلم
بدواخله و مخاوفة .. ملجئه و امله .. يريدهما أن ينجيان .. لا يتحمل فقد الضنى .. و الا فقد
الابن الوحيد لأخيه الراحل .. وما علمه عن حالهما يخبره بأنه على موعد مع الفراق .

.
.
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-21, 09:39 PM   #1090

خيريةة

? العضوٌ??? » 486633
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,057
?  نُقآطِيْ » خيريةة is on a distinguished road
افتراضي

.


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 79 ( الأعضاء 21 والزوار 58)
‏خيريةة, ‏اليانا سعود, ‏ام جود وسلمى, ‏ظِل السحاب, ‏noura 203, ‏shoagh, ‏دمعه سحاب, ‏Nora372, ‏bayan safa, ‏Arw2, ‏الق الزمرد, ‏Monya05, ‏فيحااااااء, ‏ghdzo, ‏Dall, ‏جنوني عشقك, ‏نارجسيه, ‏ons_ons, ‏العآتي, ‏yasser20, ‏الشمـوخ

ارحبي♥

Laila1405 likes this.

خيريةة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ثائر ، سارة ، ظل السحاب ، صعب و هيا ، أنوار و ماهر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.