آخر 10 مشاركات
هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          110 - أحلامي ليست لي (الكاتـب : حبة رمان - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل ستكون عودة سارة وثائر بسبب مرض عهد
نعم 19 67.86%
لا 9 32.14%
المصوتون: 28. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree4186Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-21, 08:34 PM   #981

خيريةة

? العضوٌ??? » 486633
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,057
?  نُقآطِيْ » خيريةة is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل دخول للعرس هذا انا جاهزه💃🏽
ريتال22 likes this.

خيريةة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 09:27 PM   #982

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
مساء الخير جميعاً ..
كيفكم اليوم أن شاء الله أنكم بخير وصحة ..
الحلوين اللي جاهم مطر هذا السبوع كيف نفسيتكم
عنود الصيد وينها ولدها بيعرس وهي ما حضرت طلعوها يا بنات ..
قراءة ممتعة للجميع ..
.
.


الفصل الثالث و الثلاثون
.
.
بقي يحدق في غرفته صامتاً .. هل ما سمعة من أخيه حقيقة أم كذب ! ..
على الطرف الأخر حك حاجبه بتورط وهو يتذكر أنه كذب على أخيه و أخبره أنه لم
ينقل حديثهم لأحد .. ابتسم ببلاهة : اسمع بروح أكمل مسلسلي و مبروك مره ثانية .
أغلق الاتصال ثم غطى وجهه بكفية : يا هجادي .. أن سلمت من الطعنة وش يفكني من جابر ..
بعثر شعره بقهر : أنا ملقوووووف .
اما جابر انزل الهاتف بهدوء وفكرة واحده هي ما يستطيع عقلة أن يستنتجها ( لن تقبل فيه ابداً )
بالطبع ستراه رجلاً ناقصاً واناني بعد أن سمعت حديث أخيه .. زفر بهدوء ربما يحدث العكس
يا جابر .. ربما تراك تريدها .. كفاك توهماً .. كيف تتوقع هذا ..
أخذ جواله و ارسل لنواف : وش قالت لك يوم علمتها يا الملسون .
اتاه الرد : أحسن لك ما تعرف .
رمى هاتفه على الفراش بقهر : أخ يا نواف أنا وش أسوي فيك .
كان يريد أن يسرع لهيا لعلها تجد له حلاً ولكنه تراجع فأي حل هذا الذي سيقدم لك .. الأمر
واضح و اخوك هو من تحدث عنه .. اغمض عينية .. لا بأس .. ان كانت من نصيبك ستقبل
بك وحينها ستمحو أي صوره غير سوية كونتها عنك .. أخذ هاتفه و محفظته و خرج ليتمشى
فالوقت لا يصح لنوم فهو معلم لدية نظام يجب أن يتبعه كي لا يقصر في حق طلابه .. مشى
حتى شعر بالتعب فأتجه لأقرب بقالة ليأخذ له عصير او ماء .. حاسب في مشترياته وخرج
فتح علبة الماء وشرب منها قليلاً قبل أن يقفلها وهو يسمع أصوات الهمس القادمة من خلف
البقالة و رائحة الدخان حملها له النسيم البارد .. تقدم وهو يعلم أي منظر سيشاهده أمامه ..
تنحنح بعد أن وقف بجوار الحائط ينظر لهم : كيف شريته .
فزع الشاب الذي يحمل علبة السجائر في يده و قد وضع واحدة بين شفتيه و يحاول إشعال
التي بين شفتي صديقة ولكن الهواء يطفئ ولاعته .. رفع حاجبة : سألت أنا .
رمى السجائر برعب : تكفى يا أستاذ لا تعلم ابوي .
سانده صديقة : أي والله تكفى لا تعلم والله ليجلدونا .
ابتسم ساخراً : خفتوا من اهلكم ما خفتوا من ربكم .. ما خفت من السم اللي تشفطه يذبحك .
نظروا لبعضهم بتورط يعلم أن عقلهم لا يستوعب حديثة وهم تحت رعب انكشاف امرهم .
داس على العلبة مرات عدة حتى تفتت محتواها ثم حملها بتقزز من رائحتها و رماها في
الحاوية .. عاد للوقوف أمامهم : من وين شريتوها .
لم يجيبوه فأشار للبقالة : من عنده صح ؟
هزوا رؤوسهم بالإجاب .. فقال لهم : لو أن الموضوع هذا صار بالمدرسة كان استدعيت
أولياء أمركم .. انا بسكت لأني اعرف انكم ما راح ترجعون لها .. واللي باعها لكم أعرف
شغلي معه .. يلا روحوا من هنا .
ركضوا مسرعين والرعب قد تملكهم .. عاد هو للبائع في البقالة : كيف تبيع دخان لأطفال
تحت السن القانوني .
أنكر بسرعة : ما بعتهم .
ضرب بكفة على الطاولة : الا بعته عليهم هو محد يبيع دخان بالمنطقة هنا غيرك .. راح
اقدم فيك بلاغ .
غادر غير مهتم بصوت توسلات ذاك .. ارتفع أذان المغرب قبل أن يدخل حارتهم
فأتجه للمسجد .. يجب أن يراقبهم جيداً فهو لا يضمن أنهم لن يعودوا لفعلتهم .


-------------------------------------------------------------


أغلقت الكتاب الذي كانت تقرأه بذهن شارد و نظرت لساعة التي تشير لثانية عشر بعد
منتصف الليل .. ها هو يعود لأطباعه القديمة لا تريد أن ترسل له فيظن أنها مهتمة به ..
عندما استوت في فراشها لتنام سمعت صوت خطواته تقترب ثم انفتح الباب .. أغلقه بهدوء
ثم بدل ملابسة .. وحين دخل للفراش نظرت له : المرة الجاية بقفل باب البيت .
كان مصدوماً من بقائها مستيقظة لهذا الوقت .. ابتسم وهو يمد ذراعة لها : العيال متجمعين
ببيت أهلي و ما حسيت بالوقت .
رفعت كتفيها : ما يهم وين كنت ولا ويش تسوي .. المهم أني من بكرة بقفل أبواب البيت و
الحوش حين تدق الساعة عشره .
ابعد خصلات شعرها عن وجهها : سوي اللي تبغينه أنا ما أقول لتس لا .
مد يده و اطفئ نور الاباجورة بجواره .. سمعته يتمتم بأذكاره فأغمضت عينيها لتنام
منذ تلك الليلة التي تركها فيها وهو غير طبيعي .. يتغزل فيها عندما تكون مشغولة أو يكون
بعيد عنها كما فعل برسالته الغبية تلك التي لا تعلم لما كتبها .. وعندما ينفردان ببعضهم
يتجاهلها .. ليلة أمس سألها أن كانت بدأت بتناول المانع فأخبرته أنها فعلت فأعطاها ظهره
و نام .. ربما تصرفاتها الغير مبالية أتت بنتيجة اخيراً .. او أنه غاضب لأنها عادت لفتح
القصص القديمة عندما أرادت أن تذهب لأنوار .. وفي كل الحالات هي تجد نفسها مرتاحة
من قربة الخانق .. عاد نور الاباجورة لينتشر بعد ان اضاءها و اعتدل جالساً : ما فيني
نوم قومي سولفي معي .
نظرت له بهدوء : ما عندي سوالف .
امسك بكفها : لا جلستي جات السوالف .
زفرت بملل و جلست : هات سوالفك .
بعثر شعره : فيه نار شابة بكبدي .
عقد حاجبها : وش صاير !
رطب شفتيه : ما ضربت حمود .
قلبت عينيها : أنت تبغا تهجدنا وبس ( سحبت اللحاف وعادت لتتمدد ) طف النور .
سحب اللحاف عنها : ما خلصت كلامي .
شدت اللحاف بعنف : وأنا ما ابغى اسمع دام هذي علومك .
اتكئ في جلسته : عشان كذا قلت لتس سولفي علي .. أنا اللي عندي يجيب الهم .
نظرت لكفيها بتفكير والفرصة قد أتت لها : ما عندي سالفه بس عندي سؤال .
نظر لها بهدوء : هاتيه .
فركت كفيها : بس لا تظن انه من زود محبه او اهتمام هو بس سؤال .
هز رأسه صامتاً لتتحدث هي : أنت رحت لدكتور ؟
فهم ما تعنيه فهز رأسه نافياً : لا ما رحت .. داويت نفسي بنفسي .. مير جتني عله ثانية .
نظرت له باهتمام : وش هي .
أشار لها : أنتِ .. قلت لتس أنتِ علتي و دواي .
اتكأت بظهرها على واجهة السرير : شوف بصراحة ما اصدقك .. ما فيه حب كذا .. يعني
أنا سنين قدام عينك و زوجتك ولا اهتميت فيني فجأة يوم تطلقنا صرت تحبني .
هز رأسه : ايه هذا اللي صار .. الصدق أول سنه ما كان فيني شيء قوي .. بس تالي بغيت
استخف .
رفعت حاجبها : ما اقنعتني .
تربع في جلسته امامها : ليه ؟ أنا كل اللي أقوله صادق فيه .
رفعت كتفيها : مدري .. يمكن اللي تحس فيه ندم .. او أي شيء بس اكيد ما هو حب .
ابتسم : ما ألومتس .. أنتِ ما شفتيني وأنا افر الأسواق ادور عطرتس اللي ما أعرف اسمه
.. ولا شفتيني وأنا أحلم فيتس حتى بصحوتي .. ( تغيرت نبره صوته للحزن و التعب ) هو
ما يحس بالجمرة الا واطيها يا سارة .. قبل كنتي تشقين معي ولا كنت أشوفه شيء والحين أنا
أحترق هنا و أنتِ ما تصدقين .. اييه هذا حال الدنيا .
أبعدت نظرها عنه : يمكن انك صادق .. بصراحة أنا نسيت الحب ولا عاد أعرفه يمكن عشان
كذا ما اقدر اشوفك صادق .
مد يده ليعيد وجهها له : لا توجعيني .
مالت شفيها : عاد هذا الصدق .
نهض قاصداً الخروج من الغرفة : ما ابغى الصدق .. من بكرة أكذبي علي .
دخل لمكتبة و أغلق الباب .. لقد باح لها بالكثير كيف أنكرت المه ببساطة .. ماذا يفعل
بنفسه التي تريدها .. ماذا يفعل بقلبة العاشق من يتألم بسبب كل حرف تنطقه و كل نظره خالية
من كل شيء تهديها له .. أخطأ الليلة وهو يكشف الستار عن بعض ما يكنه وهو في خضم
معركة اشعالها .. الهرب هكذا لا يليق بك و أنت ثائر عد لها وتحمل هذا الألم و أن لم تستطع
على الأقل تكون رابحاً في معركة أنت خاسرها .. عاد للغرفة فوجدها ما زالت تجلس كما
تركها اقفل الباب و تقدم منها : ترى المانع بتاخذينه بس هالكم شهر .
رفعت كتفيها : ما يفرق .


-----------------------------------------------------


صباحاً توقفت السيارة أمام المنزل .. فتح باب المعاون و نزل بحذر لكي لا تؤلمه الغرز
استقبله اعمامه في المجلس و لاحقاً تجمع عدد لا بأس به من أهالي الديرة ليطمئنوا
عليه و يتحمدوا لوالده بسلامته .. و عند الضحى دخل للمنزل ليجد امه و جدته و خالته
و زوجات أعمامه .. وعكس الجو الرسمي في مجلس الرجال كان الأجواء هنا بسيطة
مبهجه بسبب احاديثهن المازحة معه .. أشارت له جدته : من هنا لين زواج اختك لا يطب
حلقك غير اللحم كان ودك ترقص و تستانس .
كشر : ما اظن اقدر أرقص .
صيته : هذا اللي ناقص ما ودك تبكي بعد .
أشار لها : ولا أني بباكي .
مالت عليه خالته و همست : ولد البنات مزينات لك الحلى اللي تحبه .. حطيته بالثلاجة
لا تدري عنه أمي و تهاوشني .
همست نوره من وصلها حديثها : امي مو حالفه عليتس .
هدى بصدق : والله ما سويته مير البنات قبل لا أجي أرسلنه معي .
نهض : والله محد حاس فيني الا هن .
كتمت هدى ضحكتها بكفها بينما نظرت لهم نوره بعدم استحسان ..
دخل لغرفته و بدل ملابسه بحذر .. عندما تمدد على سريره رفع هاتفه وتصفحه بملل
لا يجد ما يسليه و يشعر بالهم بسبب الدروس التي فاتته .. ستكون مسائل الرياضيات
صعبة عليه اذا تجمعت بهذا الشكل الكبير .. أن يتعرض لطعن فكره لم تخطر على باله
ابداً .. هاجس ما يخبره أن لم تحسن من نفسك وشخصيتك هذه الطعنة لن تكون الأخيرة ..
عدل الوسادة تحت رأسه سيأخذ له غفوه صغيره .. حتى أذان الظهر .
بعد ساعة شعر بيد امه تمسح برفق على شعره ثم غادرت بخفه كما دخلت .. شعور الذنب
تعاظم بداخله كيف كان شعورها طوال هذه الأيام وهي تحمل الخوف بداخلها من أجله ..
نهض من فراشة وهو غير قادر على العودة لنوم .. خرج للحمام ليتوضأ و يستعد لصلاة
الظهر .. بعد ان خرج قابل جابر في الصالة لتو عائد من عملة .. ما أن رأه أشار له : أبك
اصبر لا تقرب ملابسي كلها عطر .
أسرع لغرفته ليبدل ملابسة بينما نزل نواف للجلوس مع والدته .. ولكنه صدم بأصوات النساء
القادمة من المجلس الداخلي .. غير طريقه للخارج ولكنه عاد مسرعاً عندما تذكر أنه ما زال
يرتدي بجامته .. لو أن والده شاهده بهذا الشكل ستكون مصيبه .. لبس البنطلون امام الرجال
لا يراه والده مشكلة كبيرة خاصتاً مع أبناء هذا الجيل ولكن الخروج ببجامة سيكون مصيبة
حقاً .. قابل جابر في الأعلى و سلم عليه : يا المرجوج بغيت تروح لهم ببجامتك .
نواف : مير قد طلعت برا البيت .. اللي مغدي من ؟
جابر : أبوي .. حلف أنه محد يذبح و جاب هو الذبيحة .
أسرع لغرفته : طيب انتظرني ما ابغى أدخل عندهم لحالي .
..
دخلت مسرعة للمنزل بعد صلاة الظهر .. أسرعت لغرفتها لتبدل ملابسها و تنزل لمساعدة
والدتها فتفاجأت ببنات خالتها و أعمامها في المطبخ .. القت السلام و التقطت فنجال القهوة
: يا الخائنات من متى تتقهون .
هند : الصراحة من طول المدة مدري كم بالضبط .
نظرت حولها : وين أمي .
اشارت للخارج : في المجلس .
صفقت بكفيها : أجل لا هنتن جمعن الأغراض و أطلعن لغرفتي بدخل أسلم و أرجع لكم .
عندما عادت لهن لاحظت نظراتهن المتحمسة نحو جهازها فشربت من فنجالها : كم تدفعن
و أخليستن تفرجن .
الهنوف : أقول خلصي علينا و هاتي الشناط .
رؤيا : خلصتي كل شيء .
نهضت لتقرب الحقائب : ايه خلصت .
أشارت هند بمكر لحقيبة متوسطة الحجم لم تجلبها : أنا ابغى اتفرج في هذيك .
صرخت بحياء : هند يا قليلة الأدب .
ارتفعت اصواتهن تأييداً لكلام هند فأشارت بيديها : مستحيل .. مستحيل
فتحن الحقائب التي امامهن و بدأن في صولة و جولة من الحديث الذي لا نهاية له
ولم ينتهي الا مع قدوم نورة لتخبرهن أن الشباب أنزلوا صحون الغداء في المطبخ فنهضن
لتوزيعها و اجتمعن هن على صحن واحد .. وكالعادة بقت مهمة التنظيف و اعداد الشاي بعد
الغداء لهن ..
سمعت صوت نواف ينادي يريد أن يصعد لغرفته فأسعرت له واحتضنته بحنان : تو ما نور
بيتنا .
حك حاجبه : منور فيتس ياللي بتهجين بعد كم أسبوع .
أمسكت بكفه وهم يصعدون للأعلى : اللي يسمعك يقول بهاجر لزحل .. تبغى شيء أجيبه
لك .
نظر للغرفة : أيه ابغى مويه بأخذ أدويتي .
نزلت مسرعة لتحظر له الماء وعادت لتكمل عملها .


-------------------------------------------------------------------


ثبتت حقيبتها على كتفها و غادرت الشقة .. غداً ستعود لرياض لذلك ستزور ماهر بعد أن
قررت عدم الاقتراب من أنوار .. فهي تعلم أنها لن تستفيد شيء و ربما تخرج بخسارة ..
توقف السائق أمام المقهى و أخبرته بأنها لن تطيل عشر دقائق و ستعود .. حين دخلت للمقهى
توجهت للفتى الذي قدم الطلب لهم أول مرة و بما أن الساعة الان هي 1 ظهراً فالمقهى شبه
فارغ من الزبائن .. طلبت نفس مشروبها السابق و سألت عن المدير متحججه بالشكوى السابقة
التي قدمتها فاتصل عليه .. صعدت للأعلى مع مشروبها فوجدت أن الجلسات هنا فارغة عكس
الأسفل من يوجد به بعض الزبائن القليلين .. لمحته قادم نحوها و ما أن تعرف عليها بان الضيق
عليه .. وقف بعيداً عنها بمسافة المتر و النصف : تفضلي وش هي الشكوى اللي قدمتيها .
اراحت ظهرها على الكرسي : أرسلتها على البريد ما قريته ؟
رفع كتفية : الا تفحصت البريد بس وش هي الشكوى اللي قدمتيها عشان اتأكد أذا كان فيه فعلاً
شكوى مسجله .
شربت من كوبها بهدوء : سمعت أن زوجتك فالمستشفى .
تنهد : لو سمحتي هنا مكان عمل .
اتكأت على كفها : حيله التميرض ما توقعت أنها تطبقها .
عقد حاجبه : حيله التميرض ! أنتِ تتكلمين عن أنوار تأخذ حقها بيدها ما تحتاج تتمسكن .
الهام : أنا بس حبيت أتطمن عليها .
ميل شفتيه : هي و الجنين بخير الحمدالله .
تعمد اخبارها بالحمل علها تعود لرشدها .. رفعت حاجبها : حامل !
هز رأسه : ايه .. والحين أنا مشغول .. و أتمنى أنها أخر زياره لمقهانا .
نادت عليه ولكنه لم يجبها و غادر لمكتبة فبقيت تحدق في الكوب امامها .. فشل ذريع هذا
ابسط وصف لحالها .. كيف لرجل يرفض امرأة يرى أنها تريده .. بالعادة يستحيل أن يفرطوا
بفرصة كهذه .. ماذا وجد في تلك حتى يصدها بهذا الشكل .. كانت تظن أنها ستنتقم من طليقها
و تريه كيف أنها قادرة على الزواج بمن هو أفضل منه بعد أن صرحت له قبل ثلاثة أشهر بذلك
كان ماهر سيكون انتقام يحرق جميع اعدائها و تستعيد هي رجلاً رأت فيه الكثير من الصفات
التي احبتها حتى أنها وصلت لمرحلة أن تجعله مقياسها الدائم لكل رجل رأت منه رغبة بالزواج
منها او حتى رجل كانت تقيمه هي حتى ترى أن كان يناسبها ام لا .. لا ترضى هي بالهزيمة
ولكن هو اعلنها لا رغبة له فيها وأنكر زواجهم السابق .. أنهت قهوتها و غادرت ليس بخيبة
كبيرة ولكن بشعور مزعج .. هي ترى نفسها خاسرة و الخسارة أكبر عدوا لها .. بعد أن عاشت
عمراً في صراع معها ..
..
..
خرج من المقهى و أسرع لها فهو سيقضي الظهر و العصر معها و والدتها ستأتي لها بعد
المغرب .. و كالعادة ما أن رأته كشرت بضيق ولكنه لم يهتم و اقترب منها : كيفتس اليوم .
أنوار : كنت بخير .
مسح على شعرها : جاتتس الدكتورة اليوم ؟
هز رأسها : ايه .. وقالت الوضع شبه مستقر وطلبت أني أطلع بس رفضت .
عقد حاجبه : ليش تطلعين .. أقل شيء يبغى لتس أسبوع هنا .
رمت شعرها للخلف : طفشت ما ابغى اقعد .
مد يده و اخذ خصلة من شعرها يلعب بها : ما عليه أصبري كم يوم عشان هالضعيف ..
و أشار بعينية نحو بطنها ..
مالت شفتيها بسخرية : أنا عشانه صابره على أشياء واجد .
ابتعد عنها و اتجه لكنبه التي باتت مكانه في أخر فترة : كملي على الصبر لين الله يفرجها .
نظرت لكفها : أذا طلعت بروح لجدتي .
نظر لها بصدمة .. توقع أن تذهب لمنزل أمها ولكن منزل جدته لم يتوقعه ابداً ..
ما أن طال صمته و هو يحدق فيها أكملت : و بقعد عندها لين أولد بعدها نتطلق .. ولا تسأل
ليه ما نتطلق هالحين بصراحة مالي خلق تجي عدتي تسعة أشهر و طول هالفتره و الناس
رائحة جايه تحاول تقنع فيني .. أنا بسكت و أستر عليك موع شانك لا والله عشان عمي لا يطيح
ولده من عينة وعشان خواتك اللي مالهن أخو غيرك ما ابغى نظرتهن لأخوهن تهتز و جدتي
كانت بتنجلط قبل شهر ما ابغاها تموت مقهورة من سوايا واحد مثلك .
وقف و اقترب منها : طلاق ما راح اطلق يا أنوار .
نظرت له بقوة : لا بتطلق ولا راح تعلم أحد لين تخلص عدتي .
شد على اسنانه : انتِ انهبلتي رسمي .
رفعت كتفيها : والله هذا اللي عندي .. ما تبغى تطلق خلعتك و المهر اللي جبته أرجعه لك
دبل اهم شيء افتك منك .
امسك بعضدها : و اللي في بطنتس ما فكرتي فيه .. أنتِ مجربه يا أنوار وش يعني طلاق
الأهل .
هز رأسها : ايه مجربة و أقول الحمدالله أن أبوي الله يرحمه طلق أمي لانه ما كان يستاهلها
أمي راح لرجال الكفو اللي حطها بقلبه و عينة .. راحت لواحد دفنوه وهي بعمرها ما سمعت
منه كلمه تغثها .. قدرها و حبها و ربى بنتها مثل بنته ولا بعمره فرق بينهن .
ضحك ساخراً : وأنتِ بتدورين واحد يعوضتس ؟
أنوار : مالك شغل .
ثبت جبينه على جبينها : والله لولى الحمل وشيء بين ضلوعي شايله لتس كان جاتس الرد
اللي تستاهلينه .. طلاق والله ما أطلق .. و الخلع أقرب لتس من نجوم السماء وحتى لو طلتيها
والله ما تطولينه .. تبغين تروحين عند جدتي روحي واقعدي عندها عشرين سنه لو تبغين
لكن الطلاق والله ما يحصل .
قالت بقهر وهي تراه يرتدي معطفه : أن ما طلقت رفعت على حبيبة قلبك العجوز دعوى
تخبيب و افضحها و افضحك معها .
شد حزام معطفه و حمل هاتفه : بالطقاق .. ارفعي فيها عشرين قضيه والله ما همتني .


--------------------------------------------------------------


تمضي فترة تقرب البعض من حلمة و تزيد من مخاوف البعض .. ترمي أحدهم لشاطئ
الراحة و تغرق أحدهم في بحر الشتات .. تمر ثقيلة بروتين بغيض على بعضهم و سريعة
كأنها وميض البرق على من يركض ليجمع بقايا نفسة وحلمة يكافح هنا وهناك يسابق الأيام
يظن أنه ربما ينجو من تلك الدوامة خلفه التي تتسع يوماً بعد يوم مهما ابتعد يجدها اقتربت منه
..
صباح هذا اليوم مختلف فمنذ ليلة البارح و الناس لا يتحدثون سوا عن الصيوان الكبير الذي
نصب بجوار منزل صعب قبل المغرب و الجميع متحمس للحفل .. فصعب هو الأبن الوحيد
و جميع أقاربه و محبيه انتظروا هذا اليوم بفارغ الصبر و بالطبع هم موعودون بحفل رائع
سيتحدث عنه القريب و البعيد .. حيث تمت دعوة عدد كبير من الشعار و المنشدين كما
تمت دعوة رجال الأعمال و محامين و أشهر ملاك الأبل من أبناء القبيلة فالجميع على علاقة
طيبة مع صعب ..
..
كانت تنظف القسم العلوي من المنزل للمرة السابعة هذا الأسبوع بأمر من والدتها .. انتهت
من مسح الأرضية أخيراً ثم نزلت مسرعة لشعل الفحم و تعود لتبخره فوالدتها لا تريد أن
يبقى أي أثر لرائحة الأثاث الجديد .. شملت المكان بنظرة رضا : اخيراً خلصت .
سمعت صوت خطواته على الدرج فأسرعت لتقف في طريقه : نزل حذيانك .
نظر لها بدهشة : أنتِ كل يوم تنظفين .
رؤيا : والله هذي أوامر الوالدة .. نزل الحذيان لا تخرب تنظيفي .
انحنى لينزل لحذائه فقالت : بعدين أذا دخلت البيت البس شبشب ولا زنوبة عشان حرمتك
تقول عنك رجال نظيف .
لوح بحذائه : تبغين تنفلقين صح .
تراجعت للخلف : هذا جزاي انصحك .. المهم أسرع روح للحمام هند من اليوم تحوس مجهزة
لك مفاجئة تليق بالعريس .
ابتسم : الله يستر منتسن .
دخل للغرفة فوجد هند تخرج من الحمام وما أن رأته غطرفت ليرتفع صوت ضحكته ..
هند : بسرعة روح قبل تبرد المويه و أنا بنزل أرتب غرفة جدتي .
لم يستوعب ما تقصده حتى دخل للحمام و استقبلته رائحة الصابون بالعود و الحوض المليء
بالرغوة وبعض الشموع العطرية قد انتشرت هنا وهناك .. مرر يده في شعره استحقه فعلاً
هكذا يدلل العريس ..
رتبت غرفة جدتها و جهزت فستانها الذي سترتديه الليلة فهم لتو انتهوا من الحفل الذي أقيم
الضحى و أتوا الناس لتناول وجبة الغداء .. عادت لمطبخ لتساعد رؤيا و مضاوي و زينب
: بسرعة ترى معد بقى شيء لصلاة العصر .
زينب وهي تخرج الأطباق من غسالة الصحون : أنا خلصت و بروح اتروش .
رؤيا : زينب علميني كيف اشتغل بسرعة مثلتس .
رفعت حاجبيها لتغيظها : ما تقدرين أنا عندي خبره .
مضاوي : زينب ترى جده موصيه عليتس تقول أن ما تمكيجت معكم بزعل عليها .
خرجت زينب وهي تلوح بيدها بينما أكملن هن استعداداتهن للحفل الليلة .. و بقية العمل سيكون
من نصيب القهوجيات فهن المسؤولات عنه ..
..
في منزل عبدالمحسن كانت لتو انتهت من صلاتها فنزلت مسرعة للميك اب ارتست التي
تنتظرها في الأسفل .. جلست أمامها : تقهويتن ؟
الارتست بابتسامة : ايه ما قصرتم .. يلا بسم الله خلينا نبدأ .
بدأت بعملها وهي تتحدث معها بأنها لا تصدق أنها بهذا العمر فهي تبدوا بعمر بناتها ..
دخلت هند واتجهت لمصففه الشعر فهي لتو انهت استحمامها .. و طبعاً وضع كهذا لن
يمر من دون توجيهات هدى التي مرة تخبرهن أن هذا يليق بك أكثر وهذا لا ومرة تتصل
بالقهوجيات لتتأكد من وصولهن و بدأهن في تنفيذ عملهن .. ومرة أخرى تتحدث مع صعب
لكي يشرف على تركيب الكوشة فهي انتهت من الطاولات بعد ذهاب الضيوف ظهراً ..
و مرة تتصل على زينب تستعجلها لكي تأتي و تضع مكياجها و تزين شعرها .. بينما زينب
غير راضية عن ترك القهوجيات لوحدهن فهي حذرة و ام صعب قد وصتها على ذلك ..



-------------------------------------------------------------------


حملت الشاهي للمجلس و فتحت التلفزيون تبحث عن شيء يسليها بعد أن أصبح عملها اونلاين
فلا تحضر الجلسات ولا تستلم القضايا فقط اختصاصها هو الاستشارات .. دخل محارب الذي
عاد لتو من صلاة العصر و جلس : صبي لي شاهي .
دفعت الصينية نحوه : صب لنفسك .
أخذ الثلاجة : اهب يا النفسية للحين زعلانة ؟
ابتسمت بسخرية : ما تهمني عشان أزعل منك .
سأل : امي وين .
أنوار : في غرفتها تقول بتريح لين .
نظر لها وقال ساخراً : وهي بعد زعلانة منها .
رفعت كاستها : كلكم فالقائمة السوداء .. شكلي بروح اقعد عند أمي .
محارب : ضيوق مامنتس فايدة .. الحين كل هذا عشان نشدناتس وش بينتس و بين زوجتس .
أنوار : أيه .. وبعدين هذا انت قلتها .. بيني و بين زوجي .. يعني محد له دخل لو نتذابح
لا أشوف أحد متدخل .
محارب : يا الدلخه حنا قصدنا نصلح بينكم .
أنوار بملل : وأنا قلت ما بيننا شيء .. متوحمه فيه ولا أداني اشوف وجهه ولا حتى أسمع
أسمه على طول تقلب علي معدتي أعتقوني خلاص .
لوح بيده : توبه معد أنشد .. المهم دوري لي الليلة أزين وحده بالحفل عشان اخطبها .
أنوار : علمتك بأزين وحده بالديرة مو بس الحفل مير أنت متكبر عليها .
أشار على رأسه : الحمل لاعب في عقلتس .. أبك هذيك ما تجيب ورعان وش ينفعني فيه زينها
أنوار : قلت لك تعالجت من زمان .
محارب : وراها ما حملت طيب دامها متعالجة من زمان .
نظرت حولها بحذر وقصرت نبرة صوتها : شف أنا ذاك اليوم ما علمتك عشان عماني كانوا
هنا وجدتي معهم .
مال ليقترب منها وهي قد اثارت فضوله : ويش .
أنوار بحذر : الحرمة من يوم تزوج عليها وهي هاجرته .
تراجع للخلف : كذابة .. مستحيل أصدق .
رفعت كتفيها : لا تصدق .. هي قالتها قدامهم كلهم وهو ما قدر ينكر .
نظر لها بصدمة : من علمتس .
أنوار : مصدر و ثقة ملييييون بالمية .
بعثر شعره : لا فكينا هذي واضح مو صاحية .
قالت ببرود : ها اقعد تراها ما هي واقفة عليك .. قبل أسبوعين خاطبها شجاع و رفضته
ولا راح يخلصون خطابها .. الليلة اقص يدي من هنا ( و ضربت على كتفها ) أن كان ما
أنهبلن عليها الحريم ومن بكرة بتشوف خطابها على الباب .. أن كانك تفهم خل عمي سفر
يلمح لأبوها أنكم بتجونهم تخطبون ولا ترى البنت بتطير .
نظرت لساعة المعلقة على الحائط : الوقت راح بروح أتجهز .
حك ذقنه بتفكير و الذكريات تعود فيه عندما كان طالباً و يسبق صعب بسنة .. كانوا الطلاب
قد انصرفوا .. حيما أتت طفلة صغير راكضة لصعب تخبره أن هند تنتظره في مكان ما
فركض ذاك مسرعاً .. علم لاحقاً أن مجموعة من المراهقين قد ضايقوا أخته بسبب قصائد
حسن فيها و قد نشب شجار بينهم و بين صعب الذي اوسعهم ضرباً فهو على الرغم من نحافة
جسمه مقارنة مع أقرانه الا أنه يتمتع بعظام قوية ..علم حينها أن تلك الفتاة لا يستهان بها ولكنة
تراجع عن تفكيره بعد أن قبلت بحسن فقال ساخراً لابد و أن كثرة الدق قد فكت اللحام حقاً ..
ولكن الان بعد قول أنوار هذا جعلته يصاب بحيرة .. كيف هي طريقة تفكير هذه المرأة .


---------------------------------------------------------------------


أنزلت فرشة توزيع الظل من يدها بتأفف : ماهر و ترتني بحركة رجلك .. روح أجلس في
الصالة و طق بالأرض لين تشبع .
ماهر : أنتِ علامتس علي .
العنود : لا سلامتك .. أنا توني مخلصة من مكياج أمي و ريم و بسوي نفسي معد بقى
شيء و انت أشغلتني و وترتني .
ماهر : خلاص بقعد ولا راح اسوي شيء .
عادت لتوزع الظل وحين امسكت بقلم الكحل السائل سألها : تهقين لو أروح لها عادي .
انزلت القلم وهي تكاد تجن لما يتحدث عند هذا الجزء المهم : ايه عادي بس لا تستغرب لو
أنها استفرغت عليك .
كشر بضيق : خير مو لهدرجة .
رفعت كتفيها : والله لو تشوف كيف وجهها ينقلب بس نجيب سيرتك تعرف أنه لهدرجة
و اكثر بعد .
نهض وهو يبعثر شعرة : ما فيكم خير كلكم .. اهب محد واقف معي .
رفعت صوتها ليسمعها : هي مو هوشة .. الحرمة متوحمه و حتى تعبانة الحريم لا حملن
يزيد وزنهن وهي العكس نقص وزنها .
دخلت عليها والدتها وهي تحمل نايف : أنتِ علامتس عليه خلقه هو شايل همها تروحين
تزيدينه .
العنود : ترا ما قلت غير الصدق وهو أزعجني خلاص يبغى يشوفها خلوه يروح و يفكنا .
ام ماهر بشفقه على حال أبنها : يا شري عنه يوم محد حاس فيه .. اعجلي بسرعة الوقت راح .
مررت البلاشر على خدها : هه خلصت بالبس و أنزل لكم .
أسرعت للبس فستانها ثم ارتدت حذاءها وعبايتها و نزلت لهم فماهر هو من سيوصلهم
ركبت السيارة بالخلف وهمست لريم : نزلتي عربيتهم .
ريم : ايه نزلتها و حطها ماهر بالشنطة .
أشار له والده : امش عان سيارة عمانك مشت .
ام ماهر : عمتي مع من راحت .
سفر : مع محارب .
توقفت سياراتهم قرب صيوان النساء لينزلن مسرعات ثم اتجه الرجال لصيوانهم البعيد
نوعاً ما عن صيوان النساء حتى لا يتضايق الرجال من أصوات الأغاني و لكي يأخذ
الشعار و المنشدين راحتهم .
كانت رائحة العود تفوح بالمكان و أجواء الصيوان شيء قد افتقده الكثير هنا دخلوا
لسلام و المباركة للعريس وسط جو مميز و أكثر ما يميز هذه الليلة العريس بالبشت
الأبيض بعد أن كان الأسود هو الدراج في أوساط الشباب .. تقدم منه سفر ليبارك له
: مبروك منك المال ومنها العيال .
بادله السلام : الله يبارك فيك .
شد على كتفه : يزهاك البشت وأنا عمك .
صعب : لا عدمناك يا أبو ماهر اقلط الله يحييك .
ابتعد سفر ليجلس على الكرسي الذي خصصه له صعب بعد أن قدم عانيته هو وأخوته
و تقدم من خلفه أخوته للمباركة .. ومن بعدهم ماهر الذي همس : سبقت جابر فيه .
نظر صعب لجابر الذي يقف لاستقبال الضيف : ايه يحسب أني ناسي مير صدمته بالبشت .
وهكذا مر عليه الوقت يقف مره ليسلم و يعود للجلوس .
..
اما في صيوان النساء كان صوت الشيلات الترحيبية يملأ المكان و ام صعب و هدى و بناتها
يصطفن امام الاستقبال لترحيب بالضيوف و ام صعب تجاري من تدخل و ترقص لها وهي
تلقي قصيدة و تقدم هديتها .. بعد صلاة العشاء اشتغلت شيلة باسم صيته وكانت هي أول من
رقص عليها ليرتفع صوت التصفيق و غطرفة النساء من حولها مشاركينها فرحتها وهي
ترقص بكل طاقتها وتلوح بعصاها وحين انتهت شيلتها عادت للجلوس في مكانها حيث تشاركها
عمشاء و بعض مسنات القرية الطاولة .. ارتفع صوت شيلة مدح في صعب إهداء من أحد
اصدقاءه الشعار و رقصت عليها هدى و بناتها وكانت هند بفستانها الأخضر الملكي الذي
يرسم تفاصيل جسمها بدقة جاعلاً منها تحفة فنية لناظرين وهي تحرك خصرها برشاقة
كم مضى منذ رأوا النساء هند ترقص .. العديد من السنوات مرت و ما زالت هي تفتن
الجميع برقصها ..
أمسكت بهاتفها و أرسلت لعمها : ما قلت لك .. تونا بدينا الحين والحريم فاتحات فمهن
يطالعن فيها .. أمهات أخويا صعب واقفات يصفقن لها و عيونهن كبر الفناجيل ..
الحق الحرمة لا تروح .
كان رده عليها بإموجي قدم تركل وكأنه يخبرها أنها أزعجته و يريد ابعادها ..
أنزلت هاتفها وهمست : أحسن خلك أنت الخسران ليه أحرق اعصابي عشانك .. كأنكم لو
أخذتم البنت السنعة تصونونها .
مالت عليها العنود : أنتِ وش تقولين .
أنوار وهي تنظر لمنصة الرقص : أقول ما شاء الله على السكود اللي ترقص هناك ( السكود نوع من أنواع الصواريخ )
العنود وهي تدير نظرها على المتواجدات : ايه الحريم بهتت الوانهن من الراعة .
أنوار : ايه عاد العجوز اللي ما تداني حرمة ولدها تتفنن الليلة بوصف هند .
نهضت : أنا بروح أجلس مع أمي وخالتي شويات وبرجع لكم .
مشت بهدوء لهم وجلست بجوار سارة : هاه وش العلوم عندكم .
سارة بضحكة : امي تقول بتخطب هند لعمي أحمد .
ضحكت أنوار و بمزح : أي والله عمي يستاهل بدال الحرمة أربع .
شيخة تسايرهم بالمزح : أنتن شكلتسن تبغني اقطع جنوبتسن بالقرص .
أنوار وهي تأخذ فنجال القهوة من زهور : لا تكفين خلاص ما حنا بمزوجينه خليه يقعد .
نوال : لا تكثرين من القهوة توجعين الضعيف .
كشرت : أنا هاجه عنتس عشان هذي النصائح .
نوال : داريه مير الليلة بوصي عمتي و أأمنها ما تخليتس تشربين لا قهوة ولا شاهي .
أنوار : ما يحتاج هي قايمة بالواجب و زيادة .
سارة : أنتِ امس كنتي تراجعين .
أنوار وهي تقول نصف الحقيقة : ايه راجعت و أخذت أدويتي .
لم تخبر أحد بأنها ذهبت هناك من اجل الشكوى ضد الهام و أنها تنازلت أخر لحظة فقط من
أجل أن لا تهتز صورتها في عين أبنائها .. ما زالت تتذكر اتصال تلك وهي تطلب منها أن
تسحب الشكوى أول ما قدمتها ولكنها رفضت و اقسمت على أن تلقنها درس لن تنساه وهذا
ما فعلته حقاً .. مجرد رؤيتها منكسرة بالأمس كان كفيلاً بجعل النار بداخلها تنطفئ .. فيبدوا
أن عدوتها لم تتوقع أن تصدق في وعدها و تقدم ضدها شكوى ..
نظرت لسارة و بدور و زهور من اتجهن للمنصة لرقص بينما هي هنا محرومة من ذلك .
نظرت لبطنها و تحدثت : شفت بويش اضحي عشانك .
نوال : الحمدالله على نعمة العقل .. الحين ما لقيتي أحد تتهاوشين معه غير هالضعيف
اللي ما درى عنتس .
أنوار : الا يدري و يعرف كل شيء لا تحسبونه هين .
ضحكت شيخة على كلامها بينما حوقلت نوال بعدم رضى وهي ترى الحمل جعلها غريبة
أطوار أكثر مما كانت عليه .


-----------------------------------------------------------


كانت الميك اب ارتست توزع الإضاءة على نحرها بإتقان بينما مصففة الشعر تثبت الطرحة
على رأسها وهي تقف بهدوء يعاكس الرعب الذي بداخلها .. دخلت لترتدي فستانها ثم عاد لهم
لتساعدها والدتها في إغلاق سحابه .. كانت المصففة تنظر من النافذة المفتوحة : ما شاء الله
شيلات مدح العريس ما وقفت من اليوم .. الشعار اللي اهدوه القصائد كثير .
نورة : ايه يستاهل صعب و حتى القصائد ما توفيه حقه .
وقفت الميك اب ارتست تتأمل النتيجة النهائية : الصراحة لازم يكون كذا عشان يستاهل
عروستنا .. بسم الله ما شاء الله كل شيء طالع حلو و مرتب .
عدلت فستانها وهي تبتسم : شكراً .
تأملتها نورة بحب تحاول التحكم بدموعها لكي لا تنهار ابنتها .. التقطت لهم المصورة وهي
تعمل مع الميك اب ارتست ضمن فريقها و قالت : بصراحة أخاف الصيوان يخرب الزفة
حرام كل شيء طالع حلو .
نورة : هو صح مو جاي مثل القاعات بس انه مو مثل الصيوان القديم لا دخلتيه بتشوفين
الفرق .
أغلقت مصففة الشعر النافذة و عادت لتجلس معهم : صوت الشيلات حمسني .
ضحكت نورة : شوي لازم ترقصين .
لوحت بيدها : استحي الصراحة .
اتصل جابر بنورة ليسأل عن الوضع فخرج لتحدثه بينما أنشغل الجميع بترتيب أغراضهم بقيت
هي تحدق في كفيها .. تشعر بالبرد يجتاح دواخلها .. سحبت نفس عميق لتحاول السيطرة على
اعصابها التي تشعر بأنها ستنهار في أي لحظة .. عاد لها نورة وهي تحمل كوب عصير فواكه
: أشربي أنتِ ما أكلتي اليوم .. يا خوفي يغمى عليتس من الجوع و التوتر .
شربت نصف الكوب ولم تستطع إكمال الباقي فهي منذ الصباح لا تستطيع أن تكمل وجبة و
أكبر كمية من الطعام دخل لجوفها كان اربع ملاعق من الأرز تناولتها اليوم على الغداء الذي
أرسلته لهم خالتها هدى .. بقيت في مكانها تستمع بصمت لحديث الموجودات حتى دقت الساعة
11 حينها أخبرتها والدتها أن جابر بالخارج ينتظرهم .. غادر فريق الميك اب ارتست قبلهم
ليجهزوا لزفة .. و ارتدت هي عبايتها و غطتها والدتها بالطرحة ما أن وقفت بالخارج ..
قاد جابر السيارة حتى اوقفها امام الصيوان فنزل بمساعدة أمها و أخيها وقفت بالداخل
حيث يضعون تيزار امام الباب كممر .. أنزلت عبايتها و عدلت و الدتها مظهرها ثم فتح
الباب الخشب المزين بالورود أمامها مع ارتفاع صوت زفتها دخلت وهي ترا المكان امامها
مزيج بين القاعات الحديثة و فيه لمسات من الصيوان .. الأرض مغطاه بسجاد عاجي كبير
و الطاولات توزعت بترتيب رائع و سجاد باللون البنفسجي الغامق مطرزة اطرافه بالذهبي
توسط المكان من بداية الصيوان انتهاءً امام المنصة التي تقع في نهايتها الكوشة وقد زينت
بالورود البيضاء و الإضاءة البنفسجية الفاتحة .. مشت بهدوء كما تدربت مع والدتها .. كان
شعور كريه أن تمضي هكذا و جميع الأنظار نحوها .. و طالباتها من تعودت أن ترا نظرة
الاحترام في أعينهم .. نظرن لها الان وكأنهن لم يرونها من قبل .. عندما وصلت لنهاية
كانت جدتها في استقبالها فقبلت هي رأسها لتحتضنها تلك : مبروك .. مبروك .. الله يجمع
بينكم على خير .
همست : امين .. الله يبارك فيتس .
جلست على الكوشة عشر دقائق ثم بدأ النساء بالصعود و المباركة لها .. كانت تبتسم
في وجه هذه و تجامل تلك .. ومع كل دقيقة تمر تزيد رغبتها بالهروب .. ما أن انتهاء
الجميع من المباركة بدأت جلسة تصوير مع أمها و جدتها و خالتها و بنات خالتها ..
الجميع هنا سعيد فلما هي ليست مثلهن .. كان يجب أن تكون اشدهن سعادة .. ولكن قلبها
خاوي من المشاعر الا الخوف الذي يسكن احدى زواياه .. حسناً هل بدأت الان فقرة
الرقص أمام العروس لم أكن أعلم أنها ثقيلة على النفس هكذا كنت اتمايل امام قريباتي فرحاً
فهل كن يشعرن بما أشعر به الان .. لا لا اظن ذلك .. أنتِ وحدك من لديك هذا الرعب بداخلك
.. اذن لنعود لراقصات امامي .. من التي لم ترقص حتى الان .. اها ام سعيد لم تتحرك من
مكانها حتى للمباركة لي .. هذا أفضل لا أريد مباركتها فل تحتفظ بها لنفسها .. والان أتت أمي
لتهمس لي بأننا سنصعد للأعلى .. هل تقصد بالأعلى مكان نوم أبن أختها ؟! بالطبع سيكون هو
أين ستظنين أنك ستذهبين .. لغرفتك في منزل والدك مثلاً .. وقفت بهدوء ومشت بهدوء كذلك .
جلست في الصالة بالأعلى و هناك رقصت امامها والدتها و امرأة لم تتعرف عليها ولكنها
تشعر بأنها قابلتها في مكان ما .. لحظة هل هذه زينب .. نعم هي .. هل كانت جميلة هكذا دوماً
.. نعم كانت كذلك فقط كان ينقصها بعض الاهتمام .. بعد عشر دقائق اتو بصحن العشاء ولكنها
لم تتناول منه شيء .. فأتت لها هند ببعض المقبلات ولكنها رفضتها .. وعندما دقت الساعة
12 انسحبن جميع النساء ولم يبقى سوا أمها وجدتها وفجأة سمعت أصوات الرجال قادمة
من الأسفل و أمها همست لها أن تقف .. فجأة امتلئ المكان بسته رجال .. تقدموا من جدتها
ليسلموا عليها ثم اتى لها والدها وقبل رأسها و تبعة أخوتها وكان هو الأخير حيث مد كفة
لها ليصافحها فمدت يدها له .. شد على كفها بهدوء قبل أن يفلتها و يتحدث مع والدها الذي
يوصيه عليها مرة و يوصيها عليه عشر مرات .. انسحبوا جميعاً ولم يبقى سواه هو
فأتت خالتها و بناتها ليباركوا لهم و ليأخذوا صورة جماعية لهم ثم انسحب الجميع و بقيت
هي لوحدها معه ..


----------------------------------------------------------------


استمر الحفل حتى بعد ذهاب العريس فصفوف المحاورة ما زالت قائمة و ضرب الكفوف
ببعضها مع ترديد ابيات الشعر سافرت للفضاء .. هنا احتفال هنا انفس تشعر بالبهجة رامية
اوجاعها خلفها لتعيش لحظة فرح تقوي عزمهم من أجل الغد ..
اما النساء ما زلن يستمتعن بقهوتهن و الصبايا يتمايلن على صوت الشيلات مره و يشبكن
الأيادي مرة لتقديم الدبكة الناعمة التي تتناسب مع تكوينهن الأنثوي ..
..
انتهى الحفل وعاد الجميع لمنزلة أما هو فبقي يراقب منزل جدته من نافذة الصالة ينتظر
خروج محارب الذي سمعه يتحدث سابقاً مع بعض أصحابه الذين دعوه ليكمل سهرته معهم
وأنهم سيعدون الشاي على الجمر و يلعبون البلوت .. طال انتظاره حتى خرج اخيراً
محارب وهو يرتدي الفروة و ركب سيارته و انطلق مبتعداً عن المنزل .. ركض مسرعاً
ليخرج ويذهب لمنزل جدته حاول فتح الباب ولكنه لم يفلح فهو كان مقفلاً رغم أن جدته كانت
لا تقفل باب منزلها ابداً .. ولكن يبدو أنه اجراء جديد بسبب تواجد أنوار هنا .. أخرج هاتفه
و أرسل لها ( أنا برا أفتحي الباب )
لم تجب على رسالته فبعث بالثانية ( أبك بسرعة بتجمد من البرد )
ولم ترد ايضاً .. فاتصل بها و ردت عليه : نعم .
همس : افتحي الباب ذبحني البرد برا .
قالت ساخرة : ليه أن شاء الله مالك بيت تروح له يوم توقف على بيبان خلق الله .
همس بغيض : أنوار أفتحي الباب لا أحد يشوفني .. بعدين أنا ابغى أشوفتس .
أنوار : لا ماني بفاتحته و أمس متقابلين بمركز الشرطة وشفنا بعض خلاص .
أغلقت الخط فعاود الاتصال ولكنه لم تجيبه .. جمع كفه يحاول السيطرة على اعصابه حتى
لا يضرب الباب بقبضته .. عاد للمنزل ودخل لقسمة ثم أرسل لها ( انا الصباح بعلمهم بكل
شيء وخلينا نخلص من هالسالفة )
ردت عليه ( ما راح اردك )
رمى بالهاتف على السرير ماذا يفعل بها بدأت تخرجه عن طورة بتصرفاتها الغبية مثلها
.. حتى أمس بعد أن تنازلت خرجت مسرعة ولم تسمح له بالحديث معها وقادت سيارتها
بنفسها فكاد يجن منها .. كافح طوال المدة الماضية بلعب دور الرجل الذي لا يهتم ولكنه
انهار منذ ثلاثة أيام .. واصبح يتصرف بغباء مثلها .. يتصيد الفرص للقائها ولكنه عجز
حتى أن الجميع لاحظ ذلك وبدأوا بالتعليق بسخرية عليه ولكنه لم يهتم .. بل قالها بصريح
العبارة ( والله عاد زوجتي و كيفي .. جايني الموت على شوفتها او جايني الموت على السوالف معها محد له دخل )
تربع جالساً على السرير يشعر بالقهر منها ومن تصرفاتها .. لو أنه ذهب مع عمه لسهر لكان
افضل له من تصيد الثغرات من أجلها هي التي لا تريد رؤيته .. رن هاتفه بصوت رسالة
فرفعة بملل ليجدها هي المرسلة .. دخل على المحادثة فكانت رسالتها ( تلعب معي لودو ؟)
قرأ رسالتها عدة مرات حتى يستوعب ماذا تريد .. هل تراه اضحوكة .. نعم هي تتسلى به
أرسل لها ( لا ما ابغى العب معتس )
فاتاه الرد ( لو كتبت لا لحالها كانت راح تصير ابلغ .. وتبين فيها أنك أخذ موقف على الأقل
بس ما الومك اللي يسولف معي وده أن السوالف ما تخلص )
هل تتعاطى شيء هذه المرأة ! أفعالها لا تمت للعقل بصله .. أرسل لها ( الا أنا ودي أنها تخلص )
ردت بسرعة ثم خرجت من المحادثة ( واضح عشان كذا كنت تترجاني افتح لك الباب يا قليل
الأدب .. حتى لو بيت جدتك ما تطق بابه بهذا الوقت البيوت لها حرمتها عيب عليك )
أغلق هاتفه و أسرع للحمام ليستحم ستصيبه بالجنون لا محالة .. بل أنها وضعته على أول
الطريق فعلاً .


----------------------------------------------------------------------


فرشت لعمر وعهد في الأسفل ولكن ثائر رفض واخبرها بأنهم هم من سينامون بالأسفل
وعمر وعهد في السرير .. غطتهم جيداً و نزلت لفراشهم بالأسفل .. وكما توقعت هو لم
يسمح لها بالنوم بل بدأ في ممارسة عادته التي بات يرهقها بسببها .. يتحدث عن تفاصيل
يومه او حتى عن أمور تافهة ثم ينتهي الأمر لفتح صفحة عذابة خلال سنوات انفصالهم
.. طاقتها نفذت حقاً وهي من تستيقظ باكراً مع طفليها و تمارس نظامها الطبيعي ولكن
في نهاية اليوم عندما تريد أن تنام يأتي هو بمواجعه و احاديثه التي لا تنتهي ..
الليلة بدأ بالحديث عن حفل الرجال و كيف أن المحاورة ممتعة فقد مر وقت طويل على
أخر مره وقف في الصف و ردد خلف الشعراء .. ثم فتح السناب ليريها رقصهم
بالسيوف .. كانت تنظر بهدوء و ابتسمت ما ان أتت الكاميرا على خالد .. اطفئ الهاتف
: الحين لي ساعة افشر عندتس وما ابتسمتي الا لأخوتس .
عقدت حاجبها مستنكره : وش فيها .
ثائر : ما فيها شيء مير جامليني .
تنهدت بتعب : ثائر والله انك تركز على أمور تافهة .
رفع حاجبه : تافهة .
سارة : ايه تافهة .. يعني وش معنى ركزت على ابتسامتي يوم شفت خالد .
ثائر وهو يقصر بنبرة صوته حتى لا يستيقظ الطفلين : لإني احستس مو معي .
فركت جبينها : أنا فعلاً مو معك تعبانة و ابغى انام .
ثائر : لا انتِ مو طايقتني .. ولا تبغين تسولفين معي .
هل لاحظ أنها طوال هذه الفترة لا ترتاح مع وضعهم هذا ولم يلاحظ أنها تضغط على نفسها
بالجلوس معه .. همست : من البداية أنت عارف أني كذا .. بعدين كم لي و أنا اسمعك و ساكته
وش معنى المره ذي زعلت .
ثائر : لأني طفشت .
سارة : اذا أنت طفشت فأنا تعبت والله تعبت .. تعبت من كلامك عن حبك و عذابك أنا مالي
دخل فيه .. مالي دخل وش حسيت أنت بعد ما تطلقنا ولا وش كثر ندمت .. حذرتك أنا
وعلمتك والله ما تهمني بس انت مصر تبغي تفرض نفسك علي غصب .. أنا ملاحظه
اسلوبك مره تبعد ومره تقرب ومره تقاوم و تنجح ومره تفشل .. ترا أنت ما تأذي الا نفسك
أنا كل هذا ما يأثر فيني .. سواً نمت بحضني يوم كامل ولا هجرتني مية سنه والله ما يهمني
.. أنا الوضع هذا ما يناسبني ما ابغاه خلاص .
من اين لها بكل هذه الا مبالاة .. هو كان يعلم انها تستمع له بدون أي شعور طوال الفترة
الماضية .. ولكن تصريحها بهذا الشكل اذى عزة نفسة كيف لامرأة أن تصرح بهذا البرود
أمام زوجها .. كيف شوهت علاقة عظيمة بهذه الا مبالاة .. همس بحزم و كبرياء : تصدقين
كنتي تقولين خذ الجسم و القلب ما تطوله .. أنا الحين أقول لتس استريحي ما ابغاهم الثنين .
نظرت لعينه : زين .


-------------------------------------------------------------------


وقف يتأملها لثواني هل حقاً هي امامه صورة كاملة .. نعم هي كذلك .. هي واقع وليست
خيالاً مرهق .. ابتسم وهو يراها تشتت نظراتها في المكان .. لاحظ ان صمتهم طال فأراد
أن يقول لها مبروك علينا لكنه قد سبق و بارك لها .. فمد كفه لها : ندخل ؟
بلعت ريقها بصعوبة ولم تستطع أن ترد بالكلام فقط وضعت كفها في كفه لتشعر بالخوف وهي
تشاهد الفرق بين حجم الكفين فيدها صغيرة امام أصابعه الطويلة التي تميل لنحف عكسه هو
من رأى هذا الفرق لطيفاً .. دخلوا للغرفة و أخبرها : القسم اللي فوق لنا سوي فيه اللي تبين .
نظرت حولها الغرفة واسعة أكثر مما تخيلت .. عندما شاهد تأملها للمكان ظن أنها تبحث عن
الحمام فقال : الحمام هناك و أخذي راحتس .
أنزل بشته وعلقه و تبعة بالغترة ثم فتح دولابه و أخرج له بجامة وغادر الغرفة .
ما أن اغلق الباب خلفة حتى سحبت لها نفس عميق تحاول أن تبعد هذا الاختناق عنها ..
وضعت مسكة الورد على الطاولة الصغيرة امام جلسة الكنب وبدأت تهف بيديها على وجهها
تشعر بأن الاكسجين قد نفذ من المكان .. ارادت بشده أن تفتح النافذة ولكن لو شاهدها أحدهم
ستكون حديثهم لمئة عام قادمة .. عادت للباب و اقفلته ثم اتجهت للحمام وأنزلت الطرحة بحذر
و بعدها تاجها الناعم ثم واجهت صعوبة في فتح سحاب فستانها فكانت على وشك البكاء فهي
تشعر بالاختناق وهذا الفستان الثقيل يزيد الأمر سوءً في النهاية نجحت في التخلص منه ..
عادت للغرفة و أخذت قميص النوم الذي اختارته لهذه الليلة و ارتده وعادت لترتيب الحمام
أخرجت سجادة صلاتها و شرشف الصلاة من الدرج فوالدتها اخبرتها بمكان كل شيء بعد
أن أتت بالأمس هنا و رتبت أغراضها .. كانت ستتجه لتسريحة لترش من عطرها ولكنها
جلست في منتصف الغرفة وهي تشعر بأن طاقتها تلاشت حقاً والم معدتها اصبح لا يطاق ..
سحبت نفس سريع و زفرته ثم نهضت و رشت من عطرها واتجهت للباب لتفتحه وهي تشجع
نفسها .. لا بأس يا هيا هي ليلة واحدة و ستمضي ثم بعد ذلك ستعتادين .. تركت الباب مردود
ليعرف أنها انتهت ثم عادت لتجلس على الكنب .. أمها أخبرتها بأنه نعم الرجل ولن يؤذيها ..
سيكون مراعياً لها لذلك ستشجع نفسها .. ولكن ما بال فكها يرتجف بهذا الشكل المخيف ..
وكفيها تؤلمها من شدة التوتر .. دخل و أغلق الباب خلفه فشعرت ببعض الدوار ..
أخذ سجادته و فرشها : تعالي يا هيا .. خلينا نصلي .
سحبت شرشف الصلاة وهي لا تعلم كيف استطاعت ان تمسك به و ترتديه وهي ترتجف
بهذا الشكل فرشت سجادتها خلفه .. فكبر و كبرت هي من بعده .. عانت من الركوع و السجود
بسبب الدوار الذي تشعر به يلازمها .. ما ان انتهى من صلاته بقيت جالسه ولم تستطيع
النهوض .. قطع المسافة القريبة بينهم و جلس امامها و وضع يده على رأسها ثم قرأ دعاءه ..
استغرب من برودة جبينها ولكنه ارجع الأمر لبرودة الجو .. ابتعد عنها و نهضت هي و انزلت
شرشف صلاتها .. لاحظ التوتر في تصرفاتها وهذا شيء طبيعي .. فحتى الرجال يشعروا
أحيان ببعض التوتر .. جلس على الكنب لا يريد أن يذهب لسرير فيزيد خوفها و توترها
.. أشار على المكان بجواره مبتسماً : تعالي اجلسي .
جلست حيث أشار لها و وضعت كفيها في حجرها .. تأمل برأتها الظاهرة .. مد يده لها
فسلمته كفها .. تنحنح بهدوء وقال : أنتِ تدرين أن لكل علاقة أسس تبنا عليها .. والزواج
اساسة المودة و الرحمة .. أنا بكون لتس كل شيء حلو و ابغي منتس تبادليني نفس الشيء .
كلامه جميل ولكن لما لا تشعر به وصل لقلبها .. همست : أن شاء الله .
زادت ابتسامته : طيب أنا و أنتِ نعرف ان صوتتس زين ليش ساكته من اليوم .
لم تجيبه بل انزلت رأسها حياءً .. مد يده ليبعد شعرها الذي حال بينه و بين رؤيتها فكانت
صفحة خدها مغرية له ولكنه تماسك لثواني و هو يقف لتقف هي معه .. فحرر كفها و رفع يديه
لتلامس بلطف ذراعيها ثم ترتفع لكتفيها .. كانت اول قبلة منه من صيب جبينها والمراد منها
إيصال شعور الأمان لها ولكنها تحمل ذكريات بشعة تخيفها .. كل محاولاتك لا تصل لقلبها
بشكل الصحيح .. شعر بجسمها يتصلب فابتعد عنها يريد أن يتكلم معها علها تهدأ ولكن
وجهها الشاحب اثار الخوف بقلبه عيناها تنظر للأرض وكأنها منعزلة عما حولها وكفيها تقبض
عليهما بقوة .. همس باسمها ولكنها لم تستجيب .. هي تغرق في مخاوفها لا تشعر به ولا حتى
تستطيع انقاذ نفسها .
.
.
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 09:58 PM   #983

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 113 ( الأعضاء 39 والزوار 74)
‏ظِل السحاب, ‏نوف يوسف, ‏ام توتا, ‏منـال مختار, ‏دنيتي دونكـ ظلام !!, ‏N.S.D, ‏noura 203, ‏Toto9900, ‏ام محمد وديمه, ‏عاشقة الاوركيد, ‏ميراج احمد, ‏قموووووره, ‏ward77, ‏فديت الشامة, ‏ام زينبو, ‏HEND 2, ‏ابتهال نور اليقين, ‏ghdzo, ‏خيريةة, ‏جمانة م, ‏شيخه فهد, ‏رحاب المانوليا, ‏نورا الخلف, ‏شموخ شماليه, ‏ام جود وسلمى, ‏لمعة فكر, ‏جنون امراه, ‏غيمة الامل, ‏yasser20, ‏قاهر الصعب, ‏سرى النجود, ‏اليانا سعود, ‏Al3eoon, ‏فتاة طيبة, ‏Om aliAyah, ‏هتاف عبدالله, ‏أمل ال, ‏ريمانه غلا, ‏Nora372


قراءة ممتعة للجميع
ولا تنسون تعلموني بألوان فساتينكم .. أنا لابسه زهري


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 10:06 PM   #984

N.S.D

? العضوٌ??? » 445263
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » N.S.D is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

N.S.D غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 10:18 PM   #985

ابتهال نور اليقين

? العضوٌ??? » 404751
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,091
?  نُقآطِيْ » ابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم.
واو فصل يجنن تسلمين


ابتهال نور اليقين متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 10:24 PM   #986

رحاب المانوليا
 
الصورة الرمزية رحاب المانوليا

? العضوٌ??? » 354830
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » رحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond repute
افتراضي

🤭🤭🤭🤭 كنت بنزغرط واخيرا عرس وفرحة وقولت مافيش كأبه ليش ياهيا
هند بصراحة تعذبت مع حسين زوجيها من غير مشاكل 🤪🤪
شكرا ع البارت وجابر ماتكسروش بخاطره حتى هو


رحاب المانوليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 10:42 PM   #987

شموخ شماليه

? العضوٌ??? » 494888
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 10
?  نُقآطِيْ » شموخ شماليه is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على البارت الجميل
الف مبرروك للعرسان


شموخ شماليه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 10:47 PM   #988

فتاة طيبة

? العضوٌ??? » 306211
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 567
?  نُقآطِيْ » فتاة طيبة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظِل السحاب مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 113 ( الأعضاء 39 والزوار 74)
‏ظِل السحاب, ‏نوف يوسف, ‏ام توتا, ‏منـال مختار, ‏دنيتي دونكـ ظلام !!, ‏N.S.D, ‏noura 203, ‏Toto9900, ‏ام محمد وديمه, ‏عاشقة الاوركيد, ‏ميراج احمد, ‏قموووووره, ‏ward77, ‏فديت الشامة, ‏ام زينبو, ‏HEND 2, ‏ابتهال نور اليقين, ‏ghdzo, ‏خيريةة, ‏جمانة م, ‏شيخه فهد, ‏رحاب المانوليا, ‏نورا الخلف, ‏شموخ شماليه, ‏ام جود وسلمى, ‏لمعة فكر, ‏جنون امراه, ‏غيمة الامل, ‏yasser20, ‏قاهر الصعب, ‏سرى النجود, ‏اليانا سعود, ‏Al3eoon, ‏فتاة طيبة, ‏Om aliAyah, ‏هتاف عبدالله, ‏أمل ال, ‏ريمانه غلا, ‏Nora372


قراءة ممتعة للجميع
ولا تنسون تعلموني بألوان فساتينكم .. أنا لابسه زهري
أنا لابسة زيتي وحاطة روج احمر تشوفينه من اول الصيوان
وصفك للزواج يهبل ماتتخيلي عشت معاهم لحظة بلحظة بس وربي حزنت على هيا مرررة الانسانة الطبيعية يجيها رعب في هذي الليلة كيف اللي تعرضت زيها لتجربة سيئة انا بغى يغمى علي في الزفة

سارة وانوار سبحان الله عندهم تنافس مو طبيعي في قلة الادب وطولة اللسان ان كان اعذر انوار شوية سارة لمتى انت قبلت عشان عيالك ومصممة توصلين ثاير لاقصاه عشان تقولين اها رجعت لطبعك انا عارفة انه مافيك رجا .. انا مدري هي في ظنها لمتى بيتحمل قلة ادبها ولسانها الزفر هذا من البداية ليش توافق وهي تبغى تنكد عليه اذا عشان عيالها ماراح يعيشون في جو صحي ابدا ... اوف طلعتني من طوري مع ان كنت مبسوطة من اجواء الزواج

تسلم دك ياظل على هذا الجزء التفصيلي الجميل لافراح الطايف .


فتاة طيبة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 10:48 PM   #989

شموخي ثمن صمتي

? العضوٌ??? » 179150
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,118
?  نُقآطِيْ » شموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شموخي ثمن صمتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 11:05 PM   #990

لميس قمر

? العضوٌ??? » 488931
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » لميس قمر is on a distinguished road
افتراضي

بارت روعة يعطيك العافية 🌷🌷🌷بس كأن أنوار مطول زعلها يا حرام ماهر يكسر الخاطر

لميس قمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ثائر ، سارة ، ظل السحاب ، صعب و هيا ، أنوار و ماهر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.