آخر 10 مشاركات
عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          84 - شريك العمر - ربيكا ستراتون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل ستكون عودة سارة وثائر بسبب مرض عهد
نعم 19 67.86%
لا 9 32.14%
المصوتون: 28. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree4186Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-22, 02:59 AM   #1501

فالنسيا

? العضوٌ??? » 448485
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » فالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond repute
افتراضي


في بعض المواقف، الضرر المترتب على مواجهتها يكون أقل بكثير من الضرر المترتب على تجاهلها أو التكيف معها أو إخفائها..
لأننا نظن أننا في منطقة آمنة، وهي ليست كذلك، فقط لأننا فيها فتكيفنا مع السلبيات الناتجة عنها..

هذا بالضبط ما يحدث مع هيا ومع المواقف المشابهة..
هي أمام خيارين؛ إما أن تواجه مشكلتها وتقوم بحلها بشكل جدي مع طبيبتها، وهذه الخطوة كانت لابد أن تتم قبل الزفاف، وبإشراف من والدتها خاصة وأنها على علم..
والخيار الآخر وهو الأصعب؛ أن تصارح صعب بمشكلتها قبل أن يمل منها أو يسعى لاكتشاف الأمر بنفسه..
في كلا الأمرين صعوبة ومنازعة شديدة مع النفس، لكن ذلك أفضل من الخوف والقلق والانزواء داخلهما..
فما الذي تستفيده الآن من عدم التقارب مع زوجها؟ أو الخوف من سؤال أمها؟ أو القلق من ترقب جدتها لحملها؟
في كل ذلك تستنزف الوقت والمشاعر والأعصاب ولا تكسب شيئا.. وليس كل الرجال كصعب..

.

جميلة روايتك جدا، كنت قد عقبت عليها قبل مرة..
معضلة لكنها هادئة وسلسة وممتعة في الآن معا.. أنتظر كل فصل بشوق وترقب..
كنت متحمسة جدا لعلاقة ثائر وسارة وفرحت جدا بتصافي أجوائهما، والآن أنا متحمسة لعلاقة خالد وزهور..
الحوار بينهما كان مضحكا وباعثا لمشاعر جميلة بعفويته وبساطته..

سلمتِ وسلم قلمك..


فالنسيا متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-22, 12:40 PM   #1502

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وراقة مشاهدة المشاركة
الجزء كان جداً ممتع
كان ودي أرفق تعقيب تفصيلي على معظم الأحداث لكن للأسف بعد ما كتبته أمس اكتشفت أن المنتدى ما أرسله والحين في زحمة الشغل اللي زايدة مع الكورونا 🥲
بس قلت على الأقل أعلق على جمال الجزء والأحداث وكل شي حتى لو مروراً

شكراً على الجمال الممتد اللي يستنقذنا بين الحين والآخر من واقع الحياة وزحمتها
وبانتظار السبت ومايحمله من ابداع ✨
يا قلبي الله يعينك ومشكورة على الرد اللي ما وصل يكفي
أنك تعبتي وكتبتيه وسط أنشغالك
العفو و أنا بعد انتظركم السبت

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقد لؤلؤ مشاهدة المشاركة
صباح الخير

تسلم يمينك ظل السحاب على الفصل الجميل الطيف 🥰❤

الحمدلله على سلامه خالد عقبال ما نزفه لزهور

هياء تعالجي ولا بنزوج صعب طولتيها وهي قصيره

ننتظر الفصل الجاي على 🔥
مساء النور
استهدي بالله كيف نزوج الرجال وهو ماله شهر من اعرس
هيون انقذي نفسك هذا تحذير شديد اللهجة
المشكلة الرجال مطلوب ولا كان قلت لها تستريح محد يمها
شكراً لتعليقك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوق السحاب مستواي مشاهدة المشاركة
سلمت يدك ظل السحاب
على البارت يجنن مبدعه
الله يسلمك وسعيدة أن الفصل اعجبك .. شكراً لتعليقك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فالنسيا مشاهدة المشاركة
في بعض المواقف، الضرر المترتب على مواجهتها يكون أقل بكثير من الضرر المترتب على تجاهلها أو التكيف معها أو إخفائها..
لأننا نظن أننا في منطقة آمنة، وهي ليست كذلك، فقط لأننا فيها فتكيفنا مع السلبيات الناتجة عنها..

هذا بالضبط ما يحدث مع هيا ومع المواقف المشابهة..
هي أمام خيارين؛ إما أن تواجه مشكلتها وتقوم بحلها بشكل جدي مع طبيبتها، وهذه الخطوة كانت لابد أن تتم قبل الزفاف، وبإشراف من والدتها خاصة وأنها على علم..
والخيار الآخر وهو الأصعب؛ أن تصارح صعب بمشكلتها قبل أن يمل منها أو يسعى لاكتشاف الأمر بنفسه..
في كلا الأمرين صعوبة ومنازعة شديدة مع النفس، لكن ذلك أفضل من الخوف والقلق والانزواء داخلهما..
فما الذي تستفيده الآن من عدم التقارب مع زوجها؟ أو الخوف من سؤال أمها؟ أو القلق من ترقب جدتها لحملها؟
في كل ذلك تستنزف الوقت والمشاعر والأعصاب ولا تكسب شيئا.. وليس كل الرجال كصعب..

.

جميلة روايتك جدا، كنت قد عقبت عليها قبل مرة..
معضلة لكنها هادئة وسلسة وممتعة في الآن معا.. أنتظر كل فصل بشوق وترقب..
كنت متحمسة جدا لعلاقة ثائر وسارة وفرحت جدا بتصافي أجوائهما، والآن أنا متحمسة لعلاقة خالد وزهور..
الحوار بينهما كان مضحكا وباعثا لمشاعر جميلة بعفويته وبساطته..

سلمتِ وسلم قلمك..
مشاء الله عليك .. وصفك جداً جميل
اطلعي من عقل هيا لا تفضحينها زيادة
هي خلقه متمسكه بمنطقة الامان حقتها الحين تنهار الدلوعة
شوفي دام هذا التعليق الثاني خلاص معد نسمح لك
ما تعلقين وتحرمينا من كذا تعليق جميل صح يا بنات ..
امسكوها عشان لا تهج وتتركنا ..
الله يسلمك وشكراً لتعليقك الجميل
سعدت به واعتذر لتأخري بالتعقيب على ردودكم


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-22, 06:48 PM   #1503

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

ننتظرررك اليلة واخيرا جاء يوم السبت😍👌🏻

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-22, 09:45 PM   #1504

فوق السحاب مستواي
 
الصورة الرمزية فوق السحاب مستواي

? العضوٌ??? » 488203
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » فوق السحاب مستواي is on a distinguished road
افتراضي

بنات في خبر متى ينزل البارت

فوق السحاب مستواي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-22, 09:48 PM   #1505

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
مساء الخير جميعاً ..
كيفكم اليوم أن شاء الله أنكم بصحة وعافية ..
اليوم ما عندي سوالف بس وحدوا الدعاء أن مشكلة تسجيل الدخول
للمنتدى تنحل بسرعة قاعد يعلق و بطلوع الروح اقدر اسجل دخول .
المهم اي وحدة توقعت شيء من أحداث هذا الفصل و اصابت
تعلمني اعطيها نجمتها
استلموا الفصل قراءة ممتعة
.
.


الفصل السادس و الاربعون
.
.
يسمع صوت ثائر يقرأ عليه بعض الآيات قبل أن يعود و يغيب عن الوعي في سلسلة من نوم
غريب و أحلام أغرب .. و كأنه علق بين الوعي ولا وعي .. لا يشعر بجسمه ابداً وكأنه غير
موجود اصلاً ..و كأنه أنسان بعقل فقط .. لا جسم ولا شعور .. بقي على هذا الحال حتى
استيقظ مرة و المكان شبه مظلم الا من ضوء خفيف .. دوار قوي عصف به حين حاول التركيز
في المكان حوله .. اصدر آنين خافت جعل من كان يجلس على سجادته يلتفت له بسرعة و
ينهض متقدماً نحوه : خالد أنت تسمعني .
فتح عينه بصعوبة وما زال الدوار مسيطر عليه : هات كيس ولا زباله .
كان هذا اول طلب له فأسرع ثائر لسحب علبه النفايات في الزاوية و تقريبها منه ليستفرغ خالد
.. مد عليه بكوب ماء ليتمضمض به قبل أن يستلقي و الدوار بدأ يخف .. كح بخفه فيبدو أنها
اثار التخدير .. اقترب منه ثائر : تحس بشيء ؟
هز رأسه بالإيجاب قبل أن يهمس بتعب : دوخه و صدري فيه بلا .
نظر لساعة هاتفه : الدكتور المناوب بيجي بعد شوي .
اغمض عينيه وهو يشعر بأن النوم سيأخذه مرة أخرى وهذا ما حدث فهو لم يستيقظ الا حين
سمع اسمه بلكنه غريبه قبل أن يفتح عينيه ويشاهد رجل أشقر الشعر وقد غلبه الشيب في كثير
من الأجزاء رغم أن تجاعيد وجهه ليست بالكثيرة .. ربما هو في بداية الخمسين .. ربما شاهده
قبل التخدير .. ولكن لا يتذكر جيداً فقط يعلم أن الملامح ليست غريبة عليه .. نادى باسمه مرة
أخرى ليرد عليه وذاك يسأله بلغة هو لا يفهمها .. حتى تدخل ثائر و تحدث بالإنجليزية مع
الطبيب .. ليس في وضع يسمح له بالتفكير حتى في كم لغة يستطيع أن يتحدث .. أصبح ثائر
يترجم له الأسئلة حتى غادر الطبيب الثرثار .. لا يشعر بشيء في قدمه فيبدو أن جسمه تحت
تأثير المسكنات .. أغمض عينيه مجدداً .. كم يوم نام ؟ أن كانت عمليته تمت الخميس اذاً هل
تحسب 6 او خمسه أيام .. فاليوم هو الثلاثاء .. فتح عينيه و نظر لثائر : امي .
ثائر بهدوء : أكلمها كل يوم ولا عليها .. أرجع نام واضح للحين تعبان .
عاد فوراً لنوم بينما ثائر عاد ليطوي سجادته و يأخذ مصحفه ليقرأ قليلاً .. فلم يتبقى شيء عن
صلاة الفجر ويخشى أن نام لا يستيقظ على صوت اذان هاتفه .. عند الساعة السابعة صباحاً
بتوقيت المملكة أرتفع صوت هاتفه .. اسرع بالرد وهو يخرج من الغرفة : يا صباح
الخير .
ابتسمت : صباح النور .. صحيتك ؟
بعثر شعره وهو يجلس على أحد المقاعد : زين سويتي .. ايه وش العلوم يا الشيخة .
ضحكت بخفه : العلوم تسرك و أمورنا كلها تمام مو ناقصنا الا شوفتكم .
ميل شفتيه : ما يصير تستثنين لو مرة وحده .
هزت رأسها : لا الكذب خيبه و الصدق فاقدينكم الاثنين ليه أكذب .
نظر للمكان : الكذب في هذي الأمور عادي من باب ادخال السرور لقلب مسلم .
سارة : دامه كذا أجل اشتقت لك وفاقدتك أنت لحالك .
عض على شفتيه : عيب يا الكذوب .
ضحكت بصدمه : خير أنت تقول ادخال سرور لقلب المسلم .
انكر ذلك : أعوذ بالله أنا مستحيل احرض مسلم على الكذب .
سارة : طيب نشوف اردها لك لا جيت .
مد قدميه قليلاً في محاولة لتنشيط جسمه الكسول : ناقص تجيبين دفتر و تكتبين .
نظرت لدولابها : الدفتر موجود ناقص بس القلم .
عقد حاجبيه : أي دفتر .. تراتس لعبتي في نفسيتي .
سيطرت على ضحكتها كي لا تكشف كذبتها : علامك !؟ وش فيها لو صار عندي دفتر .
ثائر : فيها أن لي دفتر ضائع ولا لقيته .
رفعت كتفيها : ما عليك أدوره لك شوي وأنا رايحه أجمع اغراضنا .
ثائر باستغراب : ليه تجمعينها !
سارة : بنرجع بكرة لديرة .. عمي يقول هناك أحسن لنا .. شكله مو مرتاح بالقعدة هنا .
لم يستغرب كثيراً فهو يتفهم خوف والده .. ليس هناك رجل يتمتع بكامل صحته سوا عماد
و النساء كثيرات و ربما تربص لص لأحد المنازل .. هز رأسه بتفهم : زين .. مير وين السيارة
اللي بتشيلكم كلكم .
قالت ببساطه : عماد بيأخذ عمي وخالتي و رائد و بدور .. وأنا معي أمي و زهور و الصغار .
بعثر شعره بعدم ارتياح فمن بعد حادث الأولاد وهو يخشى عليها : ليه ما تأجلونها لين يجي
السواق .
استغربت : ليه !
رفع كتفيه : يعني انتِ موم تعوده على السواقة مع الخط .. والصدق أخاف عليكم .
تفهمت موقفه : فهمتك .. بس أنا هذا أكثر خط متعودة أسوق فيه .. ممكن اضيع هنا لكن
خط الديرة حافظته .
قال بعدم ارتياح : مدري والله ماني مرتاح .
نظرت للباب الذي فتح : لا ما عليك لا تشيل هم .
ضحك : كلامتس هذا يخوفني زيادة .
رفعت حاجبيها : الله أكبر عليك .. طيب وش رأيك أن سواقتي أزين منكم كلكم .
سخر منها : ايه صح أنتِ أشطر وحده .
قالت بثقه : أكيد .
نظر لمجموعة الأطباء اللذين أتوا نحوهم : سارة الدكاترة جو شويات و أرجع أكلمتس .


----------------------------------------


اتجهت لأحد الجلسات في المول و طلبت لها كوب قهوة تنتظر والدتها و رؤيا .. لم يتبقى
شيء عن يوم الزفاف .. تشعر بصداع قوي و دواءه القهوة العربية و الشاي .. اما الكوب
الذي امامها سينشطها قليلاً فقط .. والدتها تركض هنا وهناك لتجهز لها في هذه الفترة القصيرة
ولكنها تسبب لها ضغط قوي .. هي لا ترا الوقت مشكلة طالما أن المال متوفر ولكن الجميع
يتصرف بطريقة معاكسه لتفكيرها .. وفي اللحظ التي رأت فيها أن 30 الف تكفيها تدخل والدها
و أخبرها بأن الذهب سيكون هدية منه ومن جدتها صيته .. فلم تناقشهم في شيء .. هي لا تهتم
كثيراً لما ستشتريه كثر اهتمامها بالحياة التي هي مقبلة عليها .. نعم تريد أن تظهر أمامه بأفضل
صورة ولكنها تخشى من القادم .. الفشل السابق مؤلم جداً حتى لو كانت لم ترتبط به عاطفياً
و تقع في حبه .. الا يكفي أن تعيش مع رجل لا تريده لكي تخرج مشوهه من داخل .. قالت مرة
أحد النسوة أنها تصدق بأن رجل ينام بفراش امرأة لا يحبها و يتزوجها ولكن لا تستطيع امرأة
أن تنام بفراش رجل لا تحبه .. نعم محقه لو أن هذه المرأة لم تقبل به وتعطيه هذا الحق .. لو أن
هذه المرأة انسحبت منذ البداية او أبدت رفضاً يجعله لا يمتلك الحق في الاقتراب .. سحبت
نفس عميق و رفعت كوب القهوة .. لا فائدة من تذكر تلك الأشياء الان .. وجهي تفكيرك نحو
ذلك الرجل صاحب القامة الطويلة و الأحاديث المتلاعبة .. فزعت حين جلست أمامها رؤيا
لتقول الأخيرة بسخرية : صايرة دجاجه ماش قلب .
رفعت الكوب : تفلسفي زيادة ارشتس بهذا الكوب .
وضعت الأكياس بجوارها : اه يا زين اللفلفة بالسوق .. خسارة اليوم أخر شيء .
هند بملل : الشيء اللي ماله سنع يمرض .
رؤيا : الحين كثرة التسوق تمرض !
هند : ايه تمرضني .. مره كل شهرين وخلاص .
رؤيا : أنا بأخذ تاجر وكل أسبوع بروح اشتري .
هند : الله يرزقتس اللي تمنينه .. أمي وينها ؟
رؤيا وهي تشير بعينيها نحو أحد المحلات : هناك .. شافت كم قطعه اعجبتها بتجيبها لتس .
نظرت حيث تشير رؤيا فكادت تجن .. هي اشترت ما تريد لما والدتها مصرة على أن تخرج
بجهاز كبير .. رؤيا حين لاحظت الصدمة على ملامح أختها قالت لتخفف من حدة مزاجها
: أمي تقول شهر ويبدأ يتغير الجو تبغى تشكل لتس عشان متى ما جات أيام دافئة تلقين لتس
لبس مناسب .
أكملت شرب قهوتها .. هي تعلم لما والدتها تفعل ذلك .. بالطبع تريد أن تغيض كل من تكلم
عنها سابقاً .. حسناً يا هند دعيها تفعل ما تريد كل هذا لن يضرك بشيء .. اقبلت عليهن بعد
مدة : خلصتن .
هند : ايه خالصات من اليوم .
هدى : أجل قومن أبوتسن جاء .
حملن ما تبضعنه و تبعن والدتهن .. من الجيد أن اليوم هو أخر شيء وتتمنى أن لا تتذكر
والدتها شيء جديد لتعود مرة أخرى .. توقف والدها امام أحد المحلات لتتسع عينيها بذهول
سبق وأخبرتهم بأنها لا تريد حقائب مزينه و اشترت حقائبها بالفعل .. ولكن صدمتها زادت
حين رأت العمال يضعون حقائبها بالخلف .. اذاً هذا هو المشوار الذي تركهم والدها وذهب له
.. لكن متى استطاعت والدتها أن تخرجها .. هي لم تركز أن كانت موجودة في مكانها او
اختفت .. لم تستطع أن تصمت فعاتبت والدتها : يمه أنا قايله لتس ما ابغى أزينها .
هدى : الله أكبر عليتس .. وش ناقصتس عشان ما نزين شناطتس .
هند بقهر : مو ناقصني شيء بس أنا ما ابغى .. ما أحب هذي الحركات .
هدى : ايه الزين ما تحبنه .. شوفي وش زينها الحين .
هند بقهر : كان لازم أرتب اغراضي من بدري و افتك .
أبو هند : انتِ علامتس على البنت .. والله وأنا ابوتس ما دريت أنتس ما تبغينها ولا كان ما
شلتها و وديتها .
هدى : خلها عنك هذي ما تعرف شيء .. وش فيها لو طلعنا جهازها بأحسن شكل .
هند : ها أنا من الحين أقول لكم الشناط هذي تحط فالبيت ومحد يرتبها .
هدى بابتسامه : مير ازين من قال أني بخلي الحريم يلمسن أغراضتس .
تنهدت وهي تريح ظهرها نعم لا تدعين ممتلكاتي فرجة لنساء .. فهناك اثنتان لا ارتاح لهما ولا
أريد لكفوفهن أن تمس شيء حينها سأنفر من كل شيء حقا.. نظرت لكفيها توقفي عن هذه
التصرفات سريعاً وابعدي توتر العروس فأن دخلتي الأيام القادمة بهذا التوتر ستلغين هذا
الزفاف ..
حين وصلوا للمنزل انسحبت رؤيا سريعاً نعم تلك الصغيرة المدللة تكرة فقرة نقل المشتريات
فحملت هي الكثير من الأكياس للأعلى فوجدت مضاوي قد رتبت الكثير من الأغراض وقسمتها
حتى تضعها في الحقائب فور وصولها .. ابتسمت بحنان وهي تراها مقبلة عليها : ما شاء الله
واضح امي ما تركت شيء في خاطرها .
هند وهي تعلق عبايتها : مره .. طالعة من المول ابتسامتها هذا عرضها .. تعالي يا الخائنة ليه
ما علمتيني بالشناط .
مضاوي : والله انا احتاج لساني وأمي لو درت أني علمتتس قصته ولا تهتز فيها شعرة وحدة .
نظرت لها بتفحص : بنت صاير شيء جديد .
رفعت كتفيها وهي تتهرب مبتسمه : مثل ويش .
فتحت أحد الحقائب : ولا شيء .. اعتبريه سؤال من وحده دايخة .
مضاوي : اتركيها العصر نرتبها .
هند : لية! أنا فاضيه ما وراي شيء خليني اشغل نفسي .


----------------------------------------



اصبح الوضع بينهما لا يطاق .. فأتخذت خطوة جريئة لا تعلم أن كانت ستعطي نتيجة إيجابية
ام العكس ..وقفت أمامهم بحزم متسلحه بأخر طاقه لصبر : دامكم ما تبغون تسمعون الكلام يالله
قدامي كل واحد يروح لغرفة اليوم والله ما تلعبون مع بعض .
شهقت عهد بصدمه : لا يمه .
عمر بمكابرة : أحسن ما ابغى العب معها .
عهد بقهر : من زين اللعب معك .
سارة : ولا كلمه يالله كل واحد يروح لمكان اشوف .
كان أول المغادرين هو عمر الذي اتجه لغرفة الجلوس بعد أن جمع العابة بينما عهد قالت
: بس أنا كنت ابغاها .
نظرت لها بحزم : هو اللي راح بالأول بسرعة أختاري مكان ثاني .
جمعت العابها بتذمر : بروح لصاله .
سارة بصوت مرتفع نسبياً حتى يسمعا كلامها : أشوف بس واحد منكم متحرك من مكانه ورايح
لثاني .
تنهدت بتعب بعد أن تأكدت من ذهابهم كلن لمكانه .. لفت طرحتها و ارتدت نقابها فهي كانت
متجهة لمنزلهم حين وجدتهم قد خاضوا شجار وهذه المرة مستخدمين العابهم الثقيلة لضرب
بعض وبقسوة ايضاً .. ربما حرمانهم من بعض لفترة يجعلهم يتراجعوا عن هذه العداوة الغير
مبررة .. او تخفف من سلوكهم العدواني اتجاه بعضهم .. حركت ميداليتها الذهبية بين اصابعها
حين وصلت للمنزل .. كان قد اتى لها بها قبل سفرة .. ابتسمت و ذكريات تلك اللحظة تعود لها
مد لها كفه اليمين بهدوء لتنظر لعينيه فيشير نحو كفه بصمت لتمتثل لطلبة بحذر فهي تعاني من
مشكلة مع هذه الحركة .. فسبق أن مقلبها رائد وخالد و مدت كفها لتنفضها بسرعة و رعب
بعد أن وضعوا خنفساء فيها وأصوات ضحكاتهم تملئ المكان بصخب طفولي مشاكس ..
شد على كفها : أن عطيتس اللي معي تحافظين عليه .
هزت رأسها بهدوء : أكيد .
ابتسم وهو يخرج من خلفه ميدالية ذهبية على شكل فراشة ويضعها في كفها .. رمشت
ببطئ وهي تحاول أن تستوعب هديته وأن تبعدها عن ذلك الموقف ولكنه اثبت لها بأنه تذكر
تلك الميدالية الفضية التي اعادتها له بالمفتاح حين أمسك بها تقف في بيته .. رطبت شفتيها
ونظرها ما زال على كفها : وش معنى ذي تبغاني احافظ عليها .
رفع كتفيه وميل شفتيه : مدري بس شكلها حلو ويليق بكفتس .
نظرت له : وليه ما جبت خاتم او أسوارة .
حك أسفل ذقنه متهرباً : مدري بس شفت هذي واعجبتني .. ( باغتها بسؤال حتى يغير
الموضوع ): ليه ما أعجبتس .. أن كان تبغين غيرها ابشري به .
جمعت كفها بهدوء لتحتضن الميدالية : الا اعجبتني بس استغربتها .
ابتسم لها : ادري أني غريب عاد الله يعينتس تحمليني .
رفعت حاجبها : لازم اتحمل يعني .
تمدد واضع رأسه بحجرها : ايه .. أنتِ مالتس خلاص مني عشان كذا تحمليني لين الله يفرجها
وأصير أنسان طبيعي ما يتصرف بغرابه .
مسحت على حاجبه بسبابتها : حتى لو لي خلاص ما أبغاه .
دخلت للمنزل ونظرت حولها بهدوء .. كل شيء هنا مختلف وكأنه هو الشيء الوحيد المعتاد وقد
ذهب .. أغلقت الباب جيداً و صعدت للأعلى وهي تفتح سورة البقرة في هاتفها حتى يعبق
المكان بالهدوء .. اتجهت نحو غرفة الأطفال اولاً وأخرجت حقائبهم لتجمع الكثير من ملابسهم
وكذلك أشياء سبق وطلبوا منها احظارها .. ثم اتجهت لغرفتهم حين فتحت الباب سحبت نفس
عميق لما رائحته تسيطر على المكان بهذا الشكل المؤجج لشوق العابث بالمشاعر .. شملت
المكان بنظرة خاطفه ثم اتجهت لدولاب لتخرج ما تحتاج إلية بسرعة .. الان تتذكر تعاملها
السابق معه وتشعر بتناقض ينمو بداخلها .. جزء منها يندم على ذلك وجزء يذكرها بأنها كانت
مجروحة وأن ما مرت به صعب على كل أنثى فكيف بواحدة عاشقة مثلها كان سقف أحلامها
مرتفع جداً .. هي كانت تقف على القمة واحدهم دفعها بقوة لتسقط و مع أرتطامها بالأرض
كانت تشعر بكل شيء .. حتى عظامها التي سحقت كانت تسمع صوتها وهي تسحق .. ولكنها
لا تموت بل تزحف و تداوي جروحها حتى تنهض من جديد بكل قوة و شموخ .. ولكن هناك
جزء فيها يرتجف في الظلام يتذكر شعور الدفع والسقوط و يسمع تحطم عظامه كل يوم .. هذا
هو وصف ما مرت به ..
أغلقت الحقيبة وانزلتها للأسفل مع الحقيبة الأخرى .. لتذهب لمستودع مطبخها و تخرج اغطية
بلاستيكيه .. لتغلف الأثاث بها جيداً فلا تعلم متى تعود هنا .. ولن تترك منزلها هكذا ليتدمر مع
تقلبات الطقس .. حين انتهت من عملها كانت سورة البقرة قد انتهت ايضاً فأخذت هاتفها و
أرسلت له : تبغى شيء من البيت قبل أقفله .
رد بعد دقيقتين بقائمة طلبات جميعها تخص أوراق الأراضي و الxxxxات .. اتجهت للمكتب
لتخرجها فهو يريد منها أن تتركها مع عماد .. كانت جميعها منظمة في ملفات لذلك أخرجتها
سريعاً و رتبتها في حقيبه وجدتها في أخد الأدراج .. أغلقت الحقيبه الصغيرة و نظرت للمكان
بهدوء قبل أن يهاجمها الفضول وتتذكر تلك الخزنه فأرسلت له : قلت أنه تاريخ مو زين صح .
رد عليها : يا فضولية اطلعي من المكتب .
ميلت شفتيها : بس هذا ظلم أنا اعرف كل تاريخ تكرهه .
كتب لها : يمكن ما يخصني لحالي اظن قد قلته لتس .. يلا اطلعي بسرعة .
أنزلت الهاتف ولم تمتثل لطلبة فشيء ما نبض في داخلها وشدها نحوه أن أكتبي ذلك التاريخ
.. فهو سيء وكل العائلة تكرهه .. جلست و رفعت سبابتها لتكتب تلك الأرقام بصعوبة و تنتظر
وقت طويل غير قادرة فيه على الصغط على زر الفتح لترا أن كانت اصابت أم أخطأت ..
سحبت نفس عميق فتاريخ هذا مؤلم .. تضعه في أعلى القائمة فلا شيء يساوية بالوجع والفقد
تلك الأرقام تثبت أنها أصبحت فتاة بلا أب .. ضغطت على الزر لينفتح باب الخزنه بخفه و
تبتعد هي زاحفة للخلف .. تعلم لما كتب هذا التاريخ .. بل هي متأكدة من السبب .. هي لا تنسى
مثله ومثل الجميع بأن في ذلك اليوم شاهدت دموع عمها لأول مرة .. لطالما كان رجل ضحوك
حنون ولكن يستحيل أن تنزل دمعته أمام أحد .. ومنذ ذلك اليوم تغير ( أن ما بكيت على أخوي
وش فايدة الدمع وأنا عمك ) كانت تلك عبارته التي قالها لخالد حين كفكف دموعه و طلب منه
أن لا يبكي .. أن كان دمعه أرهقهم فكيف بثائر الذي يراه قدوته ومثله الأعلى .. لطالما كان
فتى معجب بوالدة .. ولكنها لم تفكر لو لثواني أنه قد يكتب هذا التاريخ ..
سحبت نفس عميق وهي تنظر للخزنه .. لا يحق لك يا سارة أن تنظري لما في داخلها ..
اغلقيها و ابتعدي .. لو كان يريدك أن تعلمي لفتحها لك بنفسه .. مدت كفها لتغلق الباب سريعاً
و تحمل الحقيبة مغادرة .. حتى لو كانت ثلاث أوراق كما قال لا شأن لك بها .. ارتدت عبايتها
و طرحتها ونقابها و حملت الحقائب مغادرة المنزل بعد أن اطفأت الكهرب و تأكدت من اقفال
أسطوانة الغاز ..


----------------------------------------


وقفت امام باب المدرسة الداخلي تتأكد من خروج الطالبات وهي تنبههن : بنات لا تتأخرن
و تعطلن السواقين .
كن الفتيات يرتدين عباياتهن بعجل تحت نظرها فهي بالأمس وصلتها شكاوي من السواقين عن
تأخر بعض الطالبات مسببات تضييع للوقت .. كان الإرهاق واضح على ملامحها فهي لم تنعم
بنوم جيد طوال الأيام الماضية .. اشعلت العود و بخرت به المكان العديد من المرات ولكنه لم
يكن يفيدها .. تشتاق له بصورة غريبة . ترغب به ولكنها تخشى من قدومة فهو لمح لها أكثر
من مرة بأنه سيتحدث معها بأمر مهم ما أن يأتي .. تعلم أن لحظة المواجهة أقتربت ولكنها
تريد أن تواجهه بعد أن تواجه ماضيها الراسخ في ذاكرة الطفلة بداخلها .. كما أنها أصبحت
تراودها الكوابيس و تقلق نومها الذي يأتي بصعوبة .. تراه بالحلم يعاتبها مره و يقسو عليها
مرة .. يكون حنون في لحظات ثم ينقلب لنقيض و يغضب منها ..
اتجهت لمكتبها لترتدي عبايتها و تغادر بعد أن تأكدت من مغادرة باصات الطالبات و المعلمات
خرجت لتقفل الخالات المدرسة .. الجو اليوم جميل وغريب في نفس الوقت .. ركبت سيارتها
عائدة للمنزل .. حين دخلت الحوش الوسيع انزلت نقابها وطرحتها و نظرت لسماء السحب
هناك كثيرة و تتحرك بسرعة بسيب الهواء القوي .. تقدمت لتجلس على العشب و ترفع نظرها
تتأمل السحاب فوقها .. لأول مرة تراه يتحرك بسرعة كهذه .. منظرة جميل ومخيف في نفس
الوقت .. حركة شعرها مع الهواء ازعجتها فجمعت شعرها للأعلى بعشوائة غير مهتمه
بشكلة أن كان مرتب أم مبعثر .. أستلقت وهي تتأمل بكسل و النعاس يهاجمها .. لا تريد أن
تنام .. القيلولة المغرية هذه ستكلفها سهر الليل بطولة وهي من تخوض حرب مع النوم ..
ولكن لا بأس لو أغلقت عيناي قليلاً فقط استشعر مرور الهواء على بشرتي .. صوته وهو
يعبر بين فروع الأشجار هنا مريح وكأنه تهويدة ما قبل النوم .. سحبت نفس عميق تنعش به
رئتها ولكن قلبها أرتجف بين ضلوعها .. هذه رائحة عطرة الخفيف .. اه يا هيا هل وصلت
لهذه المرحلة من الشوق .. ربما هي رحمة فرائحته ستجلب لها النوم المريح .. ولكنك لا
تريدين أن تنامي اليس كذلك ؟ صوت خطواته على العشب جعلتها تفتح عينيها بكسل
وتنظر له مضيقة عينيها بسبب شعاع الشمس الذي وصلها بعد أن ابتعد السحاب جارياً
للبعيد .. ابتسمت بكسل وهي تراه يجلس بجوارها نظراته تتجولدعلى ملامحها ..
سخرت من نفسها قائلة : واضح أني أنهبلت .
عقد حاجبيه بصمت لتتسع ابتسامتها وتغمض عينيها : والله معد اقدر اقاوم .. ابغى انام .
لم تنطق بشيء بعدها و تنفسها ينتظم بعد أن سحبها النوم لعالمة .. لا شيء هنا يسمع سوا
صوت الهواء و حفيف الشجر .. نظر حوله يحاول أن يستوعب الوضع .. ظن أنها حين
تراه أمامها أما أن تتقدم له بشوق او تمسك بكفيها بحياء كعادتها و تنتظرة أن يتقدم هو
لسلام عليها .. اما أن يجدها تستلقي هنا في هذا الجو البارد و الهواء قوي وتنام دون أن
تتحمد له بالسلامة فهذا شيء لم يضعه في قائمة تصوراته .. عاد ليتأمل المكان من الجيد
بأن هناك باب خاص بالسائق يدخل و يخرج منه .. همس بأسمها لعلها تستيقظ ولكنها كانت
تنعم بنوم مريح .. مد ذراعيه ليحملها بحذر وهدوء .. حين دخل للمنزل وجد جدته تقف امام
باب غرفتها وهي من كانت ستخرج لتنظر أن كانت هيا قد أتت ام لا .. حين كانت تسترحب به
انتبهت للتي بين يديه ولم تلاحظها بسبب صدمتها بتواجدة .. اشاحت بوجهها وهي تشير للأعلى
أن اصعد بها .. عض على شفتيه وهو يصعد الدرج .. هذه الكسول النائمة وضعته في موقف
محرج .. فتح باب الغرفة بصعوبة و وضعها على السرير دون أن تشعر هي بأي شيء ..
تكتف وهو يتأملها هل هي مصابة بالحمى ام انها غائبة عن الوعي حتى لا تشعر بكل هذا ..
سحب جزماتها الرياضيه التي ترتديها حتى لا تزعجها في نومها .. دخل ليستحم و يبدل ملابسه
و ينزل لسلام على جدته التي تجلس وامامها الغداء .. نظرت له : هي علامها !
رفع اكمامه ليأكل : لقيتها نايمه بالحوش .
صيته بشفقة على حالها : يا شري عنها .. هي لها كم يوم ما تنام وأنت شكلك خربتها مثلك
تبخر الغرفة قبل تنام مرتين ولا ثلاث .
عجز أن يبتلع لقمته فالتقط كوب الماء ليشربه كامل تحت كلمات جدته الموبخة : يا ولد شوي
شوي اترك شيء لعيشتك لا تملأ بطنك بالماء .
انزل الكوب و بغباء قال : الظاهر أني ما شربت موية اليوم .
هزت رأسها : أكل ثم روح قيل .
مضغ لقمته بتأني .. هل كانت تشعل البخور كما يفعل حقاً ؟ لما تفعل ذلك .. هل اعتادت عليه
ام أنها تفعلها من أجله ؟ اغمض عينيه بقوة يبعد المشاعر و الأفكار التي نشب صراع بينها في
عقلة .. هو مُتعب وليس بحال يسمح له بالتفكير و الأنجراف خلف الظنون .. بعد الغداء دخلت
جدته لتنام وصعد هو يحمل كوب من الشاي بالنعناع يريد أن يذهب لمكتبه .. ولكن عقلة فكر
أذهب و تطمئن عليها .. وقلبه الذي يخفق بجنون منذ دخل للحوش وشاهدها قال أذهب و أرحني
قليلاً .. اما عيناة أمرته أنا مشتاقة لها فأذهب .. وقدماه لم تأمر او تطلب بل نفذت و تقدمت من
الغرفة .. فتح الباب و دخل ليجدها في مكانها لم تستيقظ بعد .. رفع نظرة لساعة الحائط فأذا
بها تشير لساعة ٢ ظهراً .. جلس على طرف السرير يتأملها .. ملامحها مسترخية و ربما
هي تبتسم او أنه يتخيل ابتسامتها .. سيطر على مشاعرة وهو يلقي بفكرته المقيته بين جموع
حواسه .. ماذا لو استيقظت .. ما الذي ستتحدثان عنه ؟ قدومك اليوم كان صدفة فلو لم تتيسر
أحوال تلك القضية لما استطعت حتى أن تحضر لزفاف أختك ..شرب الشاي وقلبه يخبره
أجل كل هذا النكد حتى تستيقظ و ترا ردة فعلها .. ربما هي تبادر و لديها ما تقولة لك ..
انزل الكوب على الكومدينه بجوارة و سحب اللحاف ليغطي جسمه .. الا تنزعج من ملابسها
وعبايتها و تستيقظ ! ايقظها فأن انتظرتها حتى تنهض من نفسها فلن تراها الا بعد صلاة العشاء
.. مد كفه ليسحب المشبك الصغير الذي جمعت به شعرها .. وضعه بجوار كوب الشاي الفارغ
وعاد ليمرر أصابعه على شعرها .. قبل أن تُقظها اقترب واسحب نفس عميق من رائحته
هذا تفكير عقله الذي ايده القلب .. مال بحذر وعقله يشجعه لم تستيقظ حين حملتها فكيف سيُقطها
اقترابك البسيط هذا .. سحب نفس عميق ارهق كل خليه فيه .. كيف للأقتراب منك أن يكون أشد
وجعاً من الأفتراق .. كيف لصغيرة مثلك أن تكون معادلة صعبة أعجز عن حلها او حتى
التوصل لتعويض مناسب لها .. أجد كل طريق يقودني لك فاتناً مشرقاً حتى لو علمت بأن نهايته
سوداء مظلمة .. اقترب من أذنها وهمس : هيا قومي .
مسح على شعرها و دفع بعض الوضوح في صوته الغارق في دوامة مشاعرة : هيا تسمعيني
قومي لا يخرب نومتس .
شهقت بقوة وكأنها تغرق قبل أن تفتح عينيها بذهول تنظر له تحاول أن تستوعب وجودة
بجوارها .. اما أنها ما زالت تحلم واما أنه حقيقه منذ عبقت رائحة عطرة مروراً بذراعية
التي شعرت بها تحملها انتهاءً بأنفاسه التي لفحتها منذ قليل .. ابتسم لها : وش ذا النوم
لهدرجة الدوام يتعب ولا أنتِ صرتي كسولة ما تتحملين .
شعرت بغصه في حلقها وحرقه في عينيها تنذر بتجمع الدموع : كله منك .
عقد حاجبيه استغراباً من بحة البكاء ولمعه الدمع في عينيها : أنا !
لم تبعد نظرها عنه : ايه انت .. كله منك .. لا بخور نفع ولا تعب نفع .. حتى الحلم
تجي فيه .. أنت الحين وش تبغى .
مالت شفتيه بابتسامة صدمتها وزاد صدمتها بكلامة : سبحانه أخذ حقي منتس وابتلاتس
مثل ما ابتليتيني .
وقف الدمع في عينيها غير قادرً على النزول : وأنا وش ابتليتك فيه ؟
نهضت دافعته بعيداً : انا أحرمتك النوم مثلاً .. ولا جيتك بحلمك ونكدت عليك .
جلس بهدوء ليسحبها من معصمها لتقترب منه : كلها سويتيها يا بنت عبدالهادي والله
ما تركتي شيء ما سويتيه .
أكمل بابتسامه منتصره : أحسن ذوقي اللي أنا ذقته .
نهض من السرير قاتلاً رغبته في تقبيل خدها : انا بروح للمكتب وترا غداتس بالثلاجة .
أغمضت عينيها وقرأت المعوذات تشعر بأنها في وسط حلم غريب .. هل العصر اتى
وأنا أنام في الخارج .. بالطبع كذلك والا لما ستأتيك أحلام غريبة كهذه .. افتحي عينيك
بسرعة و ستجدين نفسك مستلقية على العشب .. عدت من الواحد للخمسة وحين فتحت
عينيها وجدته يتكئ على الباب ينظر لها مبتسماً : هيون هذا مو حلم والله مو حلم .
سرت حرارة في دمها شعرت بها تتبخر من مسامات بشرتها .. اذاً هو سمع ما تفوهت
به يا حمقاء .. ارتجفت شفتيها محاولة أن تصيغ عبارة مناسبة لتبعد عنها الأحراج
ولكنها فشلت ..
حك حاجبه : الفتنة أشد من القتل .. لا تتكلمين قلت لتس من قبل أنا على طريف .
سحبت اللحاف لتختبئ تحته : وتقول أن أنا نيتي غلط .
عاد ليسحب اللحاف : دامها مو غلط اشرحي لي وش الغلط بكلامي .
وضعت كفها على صدرة دافعته للخلف : أنت وش جايك اليوم .
ارتفع صوت ضحكته بصخب لتنظر له بشوق .. هو حقاً كالحلم جميل بكل تفاصيلة
مسح دمعه على طرف عينه بسبب الضحك ثم كح بخفه : سوي لنا شاهي وقهوة وهاتيها
للمكتب .
نهضت من السرير حين غادر الغرفة .. و أفكارها تستيقظ من تأثير حضورة .. لقد
اتى يا هيا فماذا ستفعلين ؟ الجلسة يوم الخميس اختلقي أي كذبة او عذر حتى لا تتحدثين
معة بأي شيء يخص وضعك .


----------------------------------------


خرجت لصالة لتجد عزوز يجلس مقابلاً لتلفزيون و أمامه كتبه وبدل أن يحل واجباته انشغل
بالمشاهدة .. مالت بحذر والتقطت جهاز التحكم لتطفئة على صوت تذمره .. اتجهت للمطبخ
: حل واجباتك أول شيء بعدين تفرج لين تشبع .
ميل شفتيه بقهر : خلينا نرجع لبيت جده هناك اقدر اللعب مع عيال الحارة .
وقفت أمام الباب تحمل غوري القهوة : قول والله .. و الفلوس اللي جاتنا قبل من وين ؟ مو قيمة
البيت اللي انباع .
التقط قلمه بغضب : انا طفشت هنا .
عادت للمطبخ : كلنا طفشنا لكن أقلها هنا فيه امان ( قصرت في نبرة صوتها ) رغم انه مهدد
من بعض الناس اللي مدري وش تبي .
وضعت القهوة على النار فهي منذ استيقظت و علمت بكل شيء شعور بالرعب دب في عروقها
هذا الرجل اصبح يعرف عنوان شقتها و كذلك مدرسة أخوها .. كما أن عزوز بكل غباء اعطى
له رقم هاتفه .. لا تشعر بالراحة أبداً وهي تشعر به يحوم حولهم .. كما أنه يعرف مكان عملها
الذي تفكر جدياً في البحث عن غيرة .. الخروج من الشقه صعب فلن تجد شقة بهذه المساحة و
بأثاث جديد و أجار رخيص بعد أن خفضت لها أنوار كثيراً وكذلك الماء و الغاز والكهرب
يدفعة المالك الا وهي أنوار .. كانت قد بحثت سابقاً واغلب الشقق اثاثها قديم جداً و ضيقة
كما أن البعض منها لا تجد نظام الامن فيها ممتاز و أخرى تقسم لو أنها دفعت الباب بقدمها
لأنفتح على مصرعيه .. زلت القهوة و اعدت الشاي بالحبق .. مؤونه المنزل على وشك النفاذ
و راتبها سيخصم لأنها أخذت إجازة لأسبوعين بدون راتب فقط سينزل في حسابها راتب الأيام
التي عملت بها .. المكافئة الجامعية ستكفي المطبخ ربما وعزوز عليه أن يقلل من طلباته
.. لو أن راتبها سينزل كاملاً لما خشيت من هذا الوضع .. فهو يعتبر كافياً لشخصين ..
شيكت على المنظومة أن كانت الدكتورات قد رفعن الغياب عنها ام لا .. فهي أرسلت لهن
تقاريرها و كل ما تتمناه أن يكن متعاونات .. تنهدت براحة حين وجدت صفحة الغيابات فارغة
.. اي حرمان ينزل لها تراه مهدد لمستقبلها الدراسي و الوضيفي .. هي تريد أن تتخرج بأسرع
وقت ممكن .. والدليل أنها زحمت جدولها بثمان مواد .. سكبت لنفسها من القهوة لينظر بها
عزوز بعدم رضى : هذا بدال لا تسوين مرق لحم يقوي جسمتس .
كشرت : من وين لي لحم .. انت تعرف كم قيمة الذبائح لو أجيب تيس صغير اختلت الميزانية
والجزار غالي شوي .
لوح بيده : هذا لنتس عوبا و راده مساعدة الرجال اللي تعنى وجابها .
نظرت له بحزم : أنا كم مره قايلة سيرته ما تنذكر هنا .. يا ولد أنت ما تتعض .. القريب
اللي من لحمنا ودمنا ما نفعنا الا بغى ينهشنا .. الغريب وش بيسوي فينا هاه ؟
عاد لحل واجباته : عماد غير .
اشارت نحو كتابه وهي تشعر بألم بسبب جرح العملية : حل واجبك وأنت ساكت .. مو
عشاني تعبانه ولا سويت لك شيء يومك تطلع و تداوم ومحد فيه تقوم تهاوش و ترادد .
بلع ريقة وهو يركز فيما يكتبه .. يعلم أنها لن تفوتها له و ستعاقبه على فعلته فهي كادت
أن تُجن حين علمت بخروجة للمدرسة مشي على الأقدام ويعلم أنه لولا وضعها الصحي
لكانت سلخت جلده عن لحمة .. اغلق الكتاب حين انتهى وأعاد الكتب لحقيبته : خلصت
كل شيء .. افتحي لي شبكة .
نظرت له بتدقيق : ما عندك حفظ .
هز رأسه نافياً : لا أمس مسمع السورة .
مدت كفها ليضع فيه الهاتف و يحمل حقيبته ليضعها بالغرفة .. لم تخبرة عن الانترنت
الخاص بالبناية فهو أن علم لن تجد ما تقيده به و سيهمل دروسه و يسهر لوقت متأخر
.. أدخلت رقم شبكتها الصغيرة لتنهال الرسائل بعد قليل عليه و اسم ذاك بينهم ..
اغمضت عينيها بتعقل لا تريد أن تحظر رقمة بل تريد ان يفعلها أخيها بكامل إرادته
حتى لا يكون هناك شيء بخاطرة او حاجز بينها وبين أخيها .. عاد عزوز الذي ذهب
للحمام والتقط هاتفه لتتسع عينيه بسعادة و ينظر لها : شفتي الرجال مرسل من اليوم .
رفعت كتفيها : وأنا وش دخلني محد قالك ماطل بحل واجباتك .
لم يرد عليها بل أنشغل بقراءة الرسائل ( يا ولد كم مرة معلمك لا تقرب من الخط
اليوم شايفك واقف قريب منه )
نظر لسمر : سبحان الله كلكم نفس الكلام .. يهاوش عشاني وقفت قريب من الشارع .
اتسعت عينيها : وهو وش عرفه .
حك حاجبه : مدرستي على درب دوامه .
حوقلت بقهر : لا حول ولا قوة الا بالله .. الرجال هذا بيمرضني .. شفت أنه يراقبك .
كشر : حمدالله و الشكر وليه يراقبني .
سمر بأنفعال : عشان يخطفك .
نظر لها ببرود : وليه ما خطفني يوم أن المدرسه فاضيه وانتِ منومه بالمستشفى .
اشاحت بنظرها : محد يعرف كيف هو يفكر .
عزوز بأصرار : الا أنا أعرف ..( رفع هاتفه بوجهها ) شوفي مرسل لي عنوان بيتهم يقول
أن أحتجت شيء تعال .. ومعلمني بأسماء كل أخوانه وخواته .. حتى عند أخوه الكبير
تؤام ولد و بنت .
لم تنظر له فهي علمت بكل هذا من قراءتها لرسائلهم ما أن يذهب أخوها للمدرسة .. فهي
لا تشعر بالأمان إطلاقاً .. وما ادراها ربما يكذب على أخيها حتى يكسب ثقته .. كل شيء جائز
ولا تستبعد أي نوايا خبيثة .. الا يكفي نوايا أبن العم .. كيف تؤمن للغريب الذي يتصرف
بطريقة مريبة .. تحدث مع أخيها عن حادث أخوه و أبن عمه .. كما أن المرأة التي أتت معه
سابقاً أشترت ثياباً لفتى وفتاة بعمر الخامسة تقريباً .. وفي حديثة عن أبناء أخيه أخبر عزوز
أنهم سيكملوا الخمس سنوات قريباً ..
ارتفع صوت الطرق على الباب فنهض عزوز للغرفة : جات خويتس .
نهضت بحذر و هي تسمع صوت اغلاق أخيها للباب .. سألت من الطارق لتجيبها
فتون : أنا أخو بدور .
كشرت وهي تفتح الباب : بقعا تصوع أخو بدور اللي جايب لي الهم .


----------------------------------------


لمست كتف والدتها بحركات سريعة متتالية : يمه أفتحي السبكر بسمع .
أبعدت نوال الهاتف وهي تلمس صورة مكبر الصوت : ايه وش قالوا بعد .
خالد بهدوء : ولا شيء ينتظروا الجسم يتعافى شوي ونبدأ ببرنامج العلاج الطبيعي .
أنوار : ولد انتبه لا يتأخروا بالعلاج .
خالد : ولد في عينتس .. يمه هذي وش جابها .
نوال : دواجه وأنا أمك و زوجها تاركها على راحتها .
أنوار : زوجي معزوم على العشاء ونزلني هنا .. بعدين بيت أبوي ادخل واطلع متى ما ابغى .
خالد بمشاكسه : زين أنكم بترجعون لديرة ترتاحين منها .
نوال بابتسامه : أي والله اقلها هناك ما أشوفها غير يومين بالأسبوع .
ابتعدت لتجلس بجوار سارة : أحسن ماني ميته عليكم .
أنشغلت والدتهاذ بالحديثد مع خالدد بينما هي مالت لى سارة هامسة : بنت .. علامتس اليوم .
نظرت لها بهدوء : ما فيني شيء بس أفكر بعهد وعمر.
نظرت حولها : هم للحين ما يلعبون مع بعض .
سارة : ايه معاقبتهم .. وكأنه نفع معهم أشوفهم كل شوي واحد يسبر الثاني .
أنوار وهي تنظر لأظافرها : ايه و أبوهم وش علومه .
دفعتها بعيداً : والله أنتس فاضيه .
ارتفع صوته من هاتف أمهم لترفع أنوار حاجبها وتهمس : شوفيه يفشر كأني مهتم في ولدكم .
هزت رأسها بيأس من أختها : لا حول ولا قوة إلا بالله .
جلست باعتدال وهي ترا والدتها تغادر تضع الهاتف على أذنها : بنت فيه سؤال يقرقع في حلقي
تكفين خليني أقوله .
سارة وهي تعلم ماذا ستسأل : طسي هناك مالتس دخل بيني وبين أبو عيالي .
ضحكت أنوار : الله والعيال .. تراهم مغر راسين .. المهم بالله عليتس أنا خباره نيتس يمه
قشرا .. والحين كأنتس طخيتي مرة وحدة .
سيطرت على ابتسامتها : والله أنتس فاضيه .. روحي دقي على زوجتس أنشغلي فيه ولا فتشي
بالمطبخ عن شي تأكلينه .
اتسعت عينيها : وش أكل .. بنت والله لتسون لي المرقوق .. تحسبني نسيت .
سكبت لنفسها من الشاي وقالت لتغيضها : هذا اللي ناقص نرق عشانتس .
تربعت في جلستها : قولي لي وش بينكم واتنازل عن المرقوق .
اراحت ظهرها على الكنب : بينا حب و وله وهيام يلا انقلعي مافيه مرقوق .
غمزت لها : وهذولا الثلاثة كيف جو .
تنهدت بملل : جابهم الله .. وأن ما سكتي حولت النيه عليتس .
حركت شفتيها : ايه المكتوتي منه الموتي .
رفعت حاجبيها : خير .
أنوار بثقه : والله هذا الصدق أنتِ عاقله وش زينتس لكن أن قلبتي على الواحد كرهتيه
عيشته متأكدة أن الضعيف لف و دار على نفسه .
أشارت لأمها ما أن رأتها مقبله : يمه شوفي بنتتس حاشرة خشمها بيني وبين زوجي تقول
علميني وش اللي بينكم .
اتسعت عينا نوال ثم نزلت لتسحب حذاءها المنزلي : قدامي على المطبخ .. اهب صدق هذي
انهبلت .
نهضت رافعه كفيها للأعلى : تراني حامل .. وبعدين يمه أنا كنت اتطمن عليها والله .
تنهدت حين دخلن للمطبخ .. في داخلها ندم غريب .. الان فقط تأخذها الأفكار و الظنون
ما هي تلك الأوراق الثلاث .. سابقاً كانت تشعر بأنه لا يخشى أن تقرأها ولكنه منذ أن هدأ
الوضع بينهما اصبح حريص جداً على عدم معرفتها لما كتب في تلك الأوراق .. تعلم بأنها
فعلت الصح حين لم تقرأها فهي لم تأخذ الأذن منه وهو طلب منها المغادرة حين أتت على ذكر
الخزنة .. مسحت على جبينها شيء بداخلها يقول أنك فعلت الصح من أجلك أنتِ .. هكذا تقول
احاسيسها .. اتتها رسالة منه فأسرعت لفتحها ( فتحتي الخزنة )
مسحت على عنقها من الخلف .. لن تكذب عليه ( ايه فتحتها .. بس ما قريت الأوراق )
لم يرد عليها وخرج من المحادثة .. مرت ثواني ليهتز الجوال في يدها معلناً اتصاله ..
نهضت لغرفتها لتتحدث براحة .. حين أجابت قال لها : ليش ما قريتي ؟
لعبت بسلسلة ترتديها حول عنقها : مدري .. يمكن عشان مالي حق .
سمعت تنهده الطويل وكأنه يخوض حرب مع أفكاره ثم همس : اذا تبغين اقريها .
هزت رأسها رافضة : لا ما ابغى .. أحسن اللي بقراه ما راح يعجبني .. الصدق أني خائفة
و بقوة بعد .
همس : على راحتس .. بس تذكري أني اعطيتتس الأذن متى ما بغيتي روحي لها .
نظرت للأشياء من حولها : أنت كذا تخوفني زيادة .. لهدرجة هو شيء شين .
ابتسم بهدوء : عندي لا .. عندتس ايه .
ابتلعت ريقها وهمست كأنها تخاف أن تكون هذه حقيقه : يخص الشهر اللي رحت فيه
لجدة .
تنهد : كنتي فاقدتني .
تأففت : ثائر بالله عليك .
ضحك : طيب اكذبي علي .
رفعت كتفيها : لا ما ابغى .. كذبنا وشفناك كيف قلبت السالفة .
نظر لساحة المستشفى من النافذة في الممر : تراتس خسرانه أنا أتعلق باللي يكذب علي .


--------------------------------------------


صباحاً
خرجت من الغرفة عاقدة حاجبيها .. لم ينام بالغرفة ليلة البارحة .. وتعمد أن لا يخرج من
المنزل أمس لتكون تحت الضغط .. تشعر في كل مرة ينادي باسمها أنه يريد أن يفاتحها
بالموضوع .. حين خرجت من الحوش وجدته يقف أمام سيارته : بسرعة تأخرتي عن دوامتس.
شدت على حقيبتها هل يريد أن يوصلها للمدرسة .. ركب السيارة وأشار لها لتتجه لباب المساعد
و تأخذ مكانها .. رائحة عطرة مع رائحة الحطب تملئ المكان .. انتظر دقيقه حتى يحمي
السيارة .. سألها بهدوء وهو يحرك المقود : متى الصرفة .
للحظة شل تفكيرها ونست موعد الانصراف فنظر لها مبتسم : ترا هذا سؤال حقيقي مو حلم .
احتضنت حقيبتها وكأنها ستحميها : ادري بس كنت أتذكر اذا اليوم عندنا نشاط يأخرنا او لا .
ميل شفتيه : وطلع عندكم ولا لا .
هزت رأسها نافيه : لا مو عندنا .. والصرفه الساعة وحده وعشر دقائق .
عقد حاجبيه : سؤال ليه العيال ينصرفون قدمكم .
رفعت كتفيها : هذا مزاج مديرهم .
أوقف السيارة أمام المدرسة وقبل أن تنزل أمسك بكفها : قبل لا انسى .. انتِ عندتس موعد
هذا الأسبوع ؟
ارتفع طنين بأذنها وهمست : لا جلستي قدمتها وكانت اونلاين .
ابتسم وهو ينظر لبناء المدرسة : ما تبغين مصروف .
كانت لترفض ولكنها في النهاية فتحت كفها التي امسك بها : ما أقول لا .
رفع كفها للأعلى قليلاً وطبع قبلة في باطن كفها وهو ينظر لعينيها ويشعر بارتجاف كفها
الذي تركته سجين لكفه وقبلته حتى حررها بنفسه دون أن يتحدث .. فتحت الباب لتنزل
وتحاول السير بهدوء وثبات .. حين شاهدت الباص والطالبات عادت لتنظر لسيارته تتأكد
أن كانت مظلله ام لا .. تنفست براحة أخيراً حين شاهدت التظليل .. ماذا يفعل بها هذا الصعب
.. كم طريقة لتعامل يتبعها ؟ مرة يجعلها في قمة التوتر ومرة يسحبها لعالمة حيث تسجن
في زنزانة سحره .. اضبطي مشاعرك يا هيا .. أنتِ كذبتِ قبل قليل .. اذاً غداً يجب أن تجدي
مكان بعيد او تضمنين على الأقل عدم اقتراب أحد من غرفتك وقت الجلسة العلاجية ..
حين دخلت لمكتبها تبعتها الوكيلة : أستاذة هيا تعالي للمعمل .
علقت عبايتها و ارتدت جاكيتها : طيب بس أول شيء بحظر الطابور .
قفت أمام الطالبات حين لاحظت تغيب عدد معين علمت فوراً أنهن بالمعمل .. حين ذهبن
الطالبات لصفوفهن اتجهت للمعمل حيث يقفن عشر طالبات في حال يرثا لها .. اتسعت
عينيها بدهشه .. هذه أول مضاربة تشهدها المدرسة .. أغلقت الباب : يالله صباح خير
تونا يا بنات اغلبكم ما صحصح وأنتن تتضاربن .. وش ذا المنظر .
نظرت للوكيلة : فوراً استدعوا أمهاتهم .
نظرت لطالبات : يلا هاتوا سمعوني وش سبب المشكلة .
كان الصمت جوابهن فقالت بقهر : أكيد حاجه ما تسوى عشان كذا متفشلات وساكتات .
اغمضت عينيها تحاول السيطرة على قهرها من مظهرهن ثم نظرت للخالة ام ناصر التي
كانت تنظر لهن بشفقة : خاله وين علبة الإسعافات .
اتجهت الخالة لأحد الأدراج و أخرجتها لتقول هيا : نادي على المرشدة تجي تساعدني نعقم
جروحهن .
وقبل أن تخرج الخالة كانت المرشدة حاضره : لا حول ولا قوة الا بالله .. ليه كذا يا بنات .
هيا وهيا تعقم جرح أول طالبة : ما قالوا ليه .. نفسي أعرف وش الشيء اللي يستاهل
تتضاربون و تأخذون تعهد عليه .
شهقن الطالبات برعب حين سمعن كلمة تعهد لتكمل هيا : والله اعذروني المرة ذي ما أقدر
أسكت .. بتوقعن التعهد و الحين الوكيلة تستدعي امهاتكم .. هنا مكان علم وبناء أخلاق مو
ساحة حرب .
ما هذا اليوم .. بداياته غريبه فأجرني يا الله من نهايته أن تكون كبدايته ..
أمسكت برأسها ما أن غادرن الأمهات و البعض منهن كان متعاون و البعض انتظر منها أن
تكون في صفة .. ها هي مخاوفها قبل أن تمسك هذا المنصب تتحقق .. ظن البعض منهن بسبب
المعرفة التي تربطهن بوالدتها او خالتها او حتى جدتها أن تنحاز لصفهن .. وايضاً كم أن سبب
شجارهن غبي و سخيف .. نظرت لطالبات الاتي لم تسمح لهن بالذهاب مع أمهاتهن : يلا كل
وحدة على فصلها وخلوا اللي صار على جنب و ركزوا على دروسكم .
غادرن وكل منهن ترمق الأخرى بغضب ..
اتتها رسالة تذكير بموعدها غداً فبحثت عن قارورة ماء كانت بجوارها .. تريد أن تبل
ريقها الذي جف .. لا تخافي يا هيا غداً ستأخذين أول خطوة نحو علاج حقيقي وستواجهين
مخاوفك .. نعم أنتِ تستطيعين .


----------------------------------------


أغلقت الهاتف بعد أن تحدثت مع ثائر في مكالمتهم الصباحية المعتادة وهي تشعر بمسؤولية
كبيرة بسبب خوفه من الطريق .. ربطت نقابها وهي تقول : مو أول مرة تسوقين خلاص
ليه الخوف .
لن تكذب على نفسها .. هي لا تخاف من الطريق .. ولكن حياتها أصبحت مبعثرة قليلاً بسبب
الوضع النفسي لتؤام الذي يتأزم في يوم ويكون هادئ في يوم أخر .. ثم أنها تركت الأوراق
ولم تأخذها .. هي لا تملك الجرأة حقاً لتقرأها .. كل ما تحتاجه الان هو مطبخها في منزل
والدها هناك .. وأن تفرغ كل هذه المشاعر الغريبة في الطبخ ..
خرجت من المنزل بعد أن أغلقت الكهرب و اتجهت لسيارة حيث تنتظرها والدتها و زهور
و الأطفال .. بينما سيارة عماد تقف بجوارهم و البقيه فيها .. أنزل عمها زجاج نافذته
: خليتس ورانا وأنا عمتس .
ابتسمت : أبشر .
أخذت مكانها خلف المقود ونظرت لطفلين أن كانوا يضعون حزام الأمان ام لا قبل أن تتبع
سيارة عماد .. الطريق رغم انه ليس بالطويل جداً فهو ساعة و نصف لكنه لم يخلو من
شجار الطفلين وفي النهاية قررت زهور أن تجلس بالمنتصف لينتهي الشجار .. بينما عين
نوال كانت تراقب الطريق بحذر خشية أن يعترض طريقهم أحد .. لم تسمح لهن حتى بأن
يضعن شيلة او اغنية للأطفال خشية أن تشتت تركيز سارة .. يبدو أنه ليس ثائر وحده من
يحمل هذا الهم .. المسافة لا تحتاج توقفهم لتعبئة البنزين لذلك لم يتوقفوا ابداً الا أمام منازلهم
حين اطفئت المحرك اخذت هاتفها والتقطت صورة للمنزل وارسلتها له مع تعليق : ما قلت لك
سواقتي أحسن من سواقتكم .
نزلت وهي ترا العاملات يسرعن لسلام على أمها ثم يذهبن لحمل الحقائب ..
نظرت للمنزل تحت الأنشاء وتتذكر حديثه عنه قائلاً بأنه أجمل منزل ستراه عينها ..
امسك عمر بكفها : يمه تعالي نروح لبيتنا نشوفه .
مسحت على شعره بحنان : لا يا قلبي العمال فيه وبعدين المكان خطير كله بلك و حدائد
.. بس يكمل نروح له .
أنزل رأسه بخيبه أمل وذهب للمنزل .. هي لا تخشى عليه فقط ولكنها لا تريد أن تدخل للمكان
بدونة .. نظرت لسيارة عماد حيث يحاول أن ينزل أخيه برفق .. أبعدت نظرها و أخذت
حقيبتها ويسحبت المفتاح لتغلق السيارة و تتبعهم لداخل .. و فوراً اتجهت لمطبخها تريد أن
تتحقق أن كن العاملات قد حافظن عليه كما وعدنها ام لا .. قبل أن تدخل عقمت يديها و أرتدت
الكمامه ثم دخلت .. أصوات اله العجن و الخلط و رائحة الفطائر الذيذة حمستها للعمل ..
غطت شعرها جيداً ثم باشرت بعملها .. كثير من الأصناف كان المحل متوقف عن تقديمها
بسبب غيابها .. وقوفها هنا يعيدها للحظات الكفاح الماضية .. وكيف أنها أفرغت غضبها
وقهرها هنا بين هذه الجدران برفقة هذه الالآت .. همست لها أحداهن : مدام نسوي ورق عنب؟
هزت رأسها نافيه : لا صعب .. الليلة اتواصل مع الرجال اللي يوصل المكونات عشان يجيبها
بكرة .
ابتسمن العاملات صنع ورق العنب يعني زيادة في الربح يعني انهن سيحصلن على مكافئة
شهرية كما السابق .. فردت العجينة جيداً حتى تستطيع تقسيمها لدوائر و تعد البيتزا الصغيرة
..
استوا على الكرسي يكره هذه اللحظات التي يكون فيها بحاجة لأحد ليحمله و يساعده
.. لو أن يده الأخرى سليمه لكان الوضع أسهل بكثير ولكان اعتمد على ذراعيه ليرفع
جسمه .. دفع الكرسي عماد وهو يقول : ما شاء الله العمال شادين حيلهم .
رائد وهو ينظر للڤيلا التي اكتمل بنائها تقريباً و أغلب عملهم الان على الديكورات الداخلية
: لا يكون أخوك معطيهم فلوسهم كامله .. تراهم يحوسون الدنيا .
عماد وهو يفتح باب المنزل : لا متفق معهم على دفعات .
دخل للحوش لينظر للمكان الذي امتلئ بعلب العصير و أكياس البطاطس و الحلوى بسبب
الهواء القوي الذي كان وما زال يهب عليهم : الله يعين اللي بينظفه .
عماد بتفكير : الخوف يقولون الحوش عليك يا عماد .
لم ينهي جملته الا و والدته تقف على باب المنزل عاصبة رأسها : عماد دخل أخوك للمجلس و
عاونا على الحوش .
ابتسم وهو يسمع ضحكة رائد المكتومه : أبشري .
رائد : يعني الصراحة اول مرة أحمد ربي أني مكسور .
توالت الرسائل على هاتف عماد لينظر له بشك : وش ذا من متى جوالك مزعج كذا .
عماد وهو يوقف الكرسي بغرفة الجلوس التي كانت نظيفة وكأنهن اجتمعن لتنظيفها أولاً
: هذا صديقي الجديد يحب يسمعني شيلات .
كانت نظرات رائد مليئة بالشك : وش ذا الصديق .. من هو ولده .
لوح له خارجاً : ما تعرفه مير أن شيلاته جات بوقتها اسمعها وأنا انظف الحوش .
التقط المكنسة التي تركتها العاملة أمام الباب و هو يرسل له : ليه ما داومت ؟
رد سريعاً : الأهل تعبانين مقدر أخليهم لحالهم .
التقط سيلفي مع المكنسه وارسله معلقاً : ما أنت بأطيب مني .. هذا أنا انظف الحوش عن الأهل.
عزوز : أبك حوشكم علامه .
عقد حاجبه : ابك ما تقولها للي أكبر منك .. وهذا حوش بيتنا اللي بالديرة ملئه العج بالقراطيس
و الطسول و الغبار .


----------------------------------------


مساءً تبعت والدتها : يمه أحس بدري لو ودينا الأغراض .
هدى وهي تربط نقابها : لا مو بدري بكرة عندي شغل لرأسي ماني بفاضية لتوداه .
صعب وهو يحمل أخر حقيبة : أنتِ كلمتيهم يمه .
هدى : ايه كلمت ام سفر وعلمتها قالت حياكم .
نظر لهند العابسه ومد لسانه لتكش هي بوجهه فتصرخ أمها : اهب صدق هذي معد استحت .
هند بقهر : هو اللي بدا .
صعب : امشي يمه ما عليه شكلها متوتره .
أمسكت بخصرها هو من بدا حقاً .. عادت لداخل و أغلقت الباب تشعر بأن الجميع يسمع
نبضات قلبها .. كانت تريد من والدتها أن تأخذها بالغد .. سيقول الجميع بأنها مستعجله
دارت في الغرفة بتوتر .. تشعر بأن عقلها قد شل بعد أن تزاحمت بداخله الأفكار و تضاربت
بداخلها المشاعر .. صعب قال أنه اليوم في دوامه ولن يحضر الا بالغد .. خرجت من الغرفة
بسرعة تبحث عن أخواتها .. أن بقت بمفردها ربما تتراجع عن الزواج حقاً ..
نزلت لغرفة الجلوس تشاركهن مشاهدة الفيلم قبل أن تعود والدتهن ..
..
أوقف السيارة امام المنزل الذي انتهى بنائة و تأثيثة لتو .. نزلت هدى : انا بروح لأم سفر
اظن المفتاح معها .
اتجهت نحو منزل محارب السابق فمنزل عمشاء لم ينتهي لان العمل فيه توقف لينتهوا بسرعة
من العمل في المنزل الجديد والذي لم يكن ينقصة الكثير برأيها .. طرقت الباب لتفتح العاملة
: السلام عليكم .. ام سفر هنا .
نظرت للخلف : ماما هذا ام العروسه جات .
كم أن كلماته مكسره بصعوبة تفقهها .. اقبلت عمشاء : ارحبي يالله أنك تحييها .
سلمت عليها بود : الله يبقيتس .. وشلونتس .
عمشاء : بخير وصحة وراتس واقفه اقلطي تقهوي وتعشي .
هدى بتعذر : مرة ثانيه أن شاء الله .. صعب بالسيارة يحتريني ومعه أغراض العروس .
مسحت على كتفها : أجل احتريني اجيب المفتاح و أجي .
ابتعدت نحو السيارة تشير لصعب : نزل الأغراض وأنا أمك .
ترجل بهدوء ليفتح باب الشنطه و ينزل حقائب أخته بحذر .. حين اقلبت عمشاء ملتفة بشال
صوفي ثقيل : السلام عليكم .. علومك يا ولد .
صعب : وعليكم السلام .. العلوم تسرتس .. بشريني عن صحتس .
عمشاء وهي تفتح باب الحوش : صحتي زينه .. ادخلوا حياكم الله في بيت بنتكم .
دخلت والدته تحمل أصغر الحقائب اما هو لم يقترب حتى انتشر نور إضاءة المنزل في المكان .
حمل حقيبتين و دخل خلفهن ليصعد بها لصالة العلوية كما أخبرته والدته ..
عمشاء : ما شاء الله تبارك الرحمن .. مير وين خواتها ما جن يساعدنتس .
هدى : ما يحتاج مساعدة حنا بننزلها بس وهي بكرة لا جات على خير ترتبها مثل ما تبغى .
عمشاء : مير أزين لها .. عسى ما نقصها شيء .
هدى بابتسامه : لا الحمدالله مهرها الله مبارك فيه كفاها وزيادة .
رفعت كفيها : يالله يا كريم تجمع بينهم على خير وترزقهم الذرية الصالحة .
امنت من بعدها : اللهم آمين .
بعد أن أنزل جميع الأغراض و أعتذروا عن قبول عزيمة العشاء عادوا لمنزل أبو هند ليوصل
أمه ويعود لمنزله حيث تنتظرة جدته على العشاء ..
دخلت هدى وهي مبتسمه : بنات وينتسن .
رفعت صوتها رؤيا : هنا يمه .. تعالي علمينا كيف البيت .
دخلت لترمي بعبايتها جانباً : ما تفرجت فيه زين بس شفت الصالات وشيء يفتح التفس
الألوان و الأثاث كله يهبل .
هند : وين حطيتوا الأغراض .
هدى : في الصالة اللي فوق استحيت افتح البيبان ادور غرفة النوم لا لقاها بكرة يدخلها
للغرفة .
شعرت بألم في معدتها : لا تجيبون سيرته تكفون .
رمتها والدتها بالمخدة : صحصحي يا بنت .. وانتن وين عشاتسن هاتنه نبغى نتعشى وننام
بكرة النقاشة بتجي بدري ثمان ونص وهي هنا .
مضاوي : العشاء ابوي بيجيبة .
نهضت : زين أجل لا جابه اصرفنه بسرعة تراه هلكان الضعيف من الصبح وهو برا .
رؤيا وهي تشاهد عدد الأشخاص الذين شاهدوا حالتها : ابشركم بنات العم و العمات شافن
صور الدبش .
كشرت هند : الله يكفيني شر استعراضتسن .
لم تستطع أن تتناول العشاء فمعدتها تؤلمها لذلك صعدت لتنام .. ولكن النوم كان مرعب
حقاً .. فالكوابيس لم تتوقف مهما استيقظت وعادت لنوم .. بل تبدأ من النقطة التي توقفت
عندها .. مع أرتفاع اذان الفجر نهضت بكسل لتصلي واثناء وضوئها استفرغت مرات عدة
وحتى أن الغثيان لازمها اثناء الصلاة .. عادت لسريرها دون أن تنزع شرشف الصلاة و
استلقت بتعب .. يهاجمها شعور بالندم وهي ترا أنها استعجلت بالموافقة على الزواج .. لو أنها
أنتظرت عاماً على الأقل ترتب فيه بعثرة حياتها وتكسر سكونها .. ربما تبحث عن وظيفة او
تلتحق بدورات تأهيلية و تعليمية لا تعلم ولكنها تجد نفسها قد تسرعت في الموافقة على هذا
الرجل .. تخشى أن لا يكون جميلاً و رجولياً كالصورة التي حفرها في ذاكرتها وأن يتدمر
انطباعها عنه .. غفت عينيها بتعب فنومها لم يكن مريح و الاستفراغ اتعبها أكثر .
ستبقى في فراشها حتى تأتي النقاشة .


----------------------------------------


صباح يوم الجمعة
نظر لثائر الذي يغط بالنوم بعد ليلة طويله سهرها بجواره .. كان الألم لا يحتمل وحتى أن
المسكنات بالكاد تنفع معه .. لم يهدأ جسمه وينعم بالراحه سوا من ساعة واحدة .. ابعد نظره
لنافذة المغلقه بالستائر و نور الشمس بالكاد يتسلل من أسفل الستارة .. تنهد بتعب ..
هل سيطول به الأمر هكذا .. يصارع الألم منذ ليلتين وفي كل مرة يظن بأن الشمس لن
تشرق عليه .. يخبر نفسه بأن الطريق أمامك طويل واذا أحبطت عزيمتك الان كيف ستنجو
الشهور المقبلة .. أغمض عينية يريد أن ينام ولكن نغمة الرسالة التي خصصها لها أبعدت
النعاس قليلاً .. رفع الهاتف ليقرأ رسالتها من الاشعارات ( صباح الخير .. كيفك اليوم )
وضع الهاتف على الصامت وإعادة لمكانة بحذر حتى لا يوقظ ثائر .. مزاجه ليس
جيداً للحديث مع أي شخص كان .. سينام وحين يستقظ ربما يكون مزاجه قد تحسن
..
انزلت هاتفها منذ يومين لم يتواصل معها .. ارادت أن تطمئن علية لذلك أرسلت ..
ربما يكون ثائر محق سيمر بلحظات لا يريد فيها أن يتحدث مع أحد .. ولا أن يشاهد
أحد ضعفه .. تركت الهاتف و خرجت تبحث عن رائد هو تسليتها الجميلة .. رغم أنه ينغمس
في عالم الكتب منذ أسبوع وتجده يبتعد عنهم قليلاً .. لذلك ستلتصق به هذا الصباح حتى لا
ينجر للوحدة .. من الجيد قراءة الكتب ولكن الانسان خلق ليتعايش مع البشر من حولة لا أن
يكتفي بشيء واحد و يبتعد .. بحثت عنه لتجده في مجلس الرجال الخارجي .. أغلقت باب
الحوش و اسرعت نحوه وهي تسمع صوته : افتحي الباب لا يدري أبوي و يزعل .
انزلت حذاءها امام الباب ودخلت : محد يمنا الناس تجهز لزواج .
نظر لساعة معصمه : أي زواج الساعة ٨ الصبح !
جلست على الأرض أمامه : الحين الموضة زواجات النهار .
اغلق الكتاب و وضعه جانباً : ايه وانتِ وش جابتس يا ام موضات .
ابتسمت : تخيل أني اشتقت لك .
بعثر شعرة الذي طال بشكل ملحوظ وازعجه : خلي الشوق على جنب وش رائيتس تجين
تقصين شعري .
كانت على وش أن تقول ولما لا تذهب للحلاق ولكنها أصبحت تعرف مدى كره اخيها من التنقل
بهذا الكرسي : اجل بندخل جوا و بجرب فيك اله الحلاقة حقت أبوي .
عقد حاجبه : تجربين ؟
حكت حاجبها : ايه .. بالله عليك شفتني مرة ماسكه اله واحلق .
رفع كتابه : خلاص انسي .
رفعت كتفيها : على راحتك .. بس تراها ما تحتاج خبره هو اختار المقاس المناسب وخلاص .
أنزل كتابه : وأن زمعتي جهه وتركتي الثانيه .
نهضت وهي تنفض يديها بحماس : قلت لك المقاس واحد .. خابرة ابوي زمان يستخدم ١٦ .
عض على شفتيه : قلبي مو مرتاح واحلالاه يا ثائر هو اللي يعرف يستخدمها .
دخلت به للمنزل ثم عادت لتفتح باب الحوش و تعود لرائد .. ادخلته الحمام بعد أن غطته بسفر
الطعام السفريه .. بللت شعره وهو يتذمر .. حين شغلت الاله تأملتها قليلاً .. من أين تبدأ الان ؟
همست له : رائد اسحب اذنك تحت أخاف اجرحها .
امتثل لطلبها بينما هي بدأت تمرر الاله هنا وهناك وكل مرة يصرخ بها أنها تفعلها بطريقة
خاطئة تطمئنه بعذرها الوحيد : الرقم واحد يا ولد مستحيل يخرب شعرك .
حين انتهت تأملته بصمت وهو يترقب ردة فعلها .. ميلت رأسها يمين ثم شمال قبل أن تبتسم
بتورط : ما عليك عماد اذا جاء يوم الأحد يضبطه .
اتسعت عينيه : وش يضبط ؟
اشارت لشعره : هذا .. مدري علامها الاله ما حلقته زين .
اغمض عينيه وبأنهيار : اعطيني مرآيه .
نزلت تجمع السفره و على الشعر و تنزع التي تلف كتفه وعنقه بها : ما عليك الحين تشوفه ترا
مو خربان مره .
هربت من الحمام لتمر بدور في المطبخ : روحي للحمام رائد يبغاتس .
القت ما في يدها بزباله و ركضت لغرفتها ..
ذهبت له لتجده يمسح على شعرة مبتسماً : هجت ؟
هزت رأسها صامته ليقول : طلعيني من هنا ما فيها خير .. اقلها ما تتركني بهالمكان .
دفعت الكرسي : اللي قومكم عليه ويش .
رفع كتفيه : امر الله شق القربة .
بدور : أمرها هين وانا أختك يجي أبوي ويضبطه لك هو يعرف لها .
اخذته لمقلط الرجال الداخلي حيث يستخدمه هذه الفترة لانه لا يستطيع أن يصعد الدرج تركته
هناك يتأمل شعره بكاميرا الجوال .. ليس بذلك السوء ولكن يجب تعديله حتى لا تخرب قصة
شعرة .. لو أنه لم يتملل من وضعه ويراه عبء على الجميع لكان الان شعره مقصوص بعناية
ولكن كيف يتخطى هذا الشعور ؟


----------------------------------------


استيقظت عند الضحى لتستحم .. تأملت نقش قدميها الذي يصل لمنتصف الساق .. كانت لا تريد
نقش على قدميها ولكن والدتها ثارت في وجهها واي عروس هذه التي لا تنقش قدميها بالحناء ..
لفت شعرها بمنشفه وارتدت قميصها الدافئ وخرجت .. خالتها نورة ستأتي بعد الظهر مع هيا
ليتزينن فهن أول المغادرات للحفل برفقة رؤيا و مضاوي ..
مشطت شعرها بتأني .. اليوم ستفتح صفحة جديدة .. حياة ظنت بأنها لن تقدم عليها مهما طال
بها الوقت ..اشعلت الجمر لتضع العود و تبخر شعرها .. اليوم ستأخذ أول خطوة لنجاح ..
لراحة .. لحياة زوجية تستحق هذا المسمى .. علاقة لن تكبلها .. لا صلة دم ولا رحم .. لا والد
تصمت من أجله ولا أقارب يتدخلوا في أدق التفاصيل .. و الأهم من ذلك رجل الجميع يمدحة
.. لا يكتب فيها الأشعار و يخالفها .. رجل لا يرى فيها لعبة تخصة وحدة فقط لأنها جميلة وهو
أرادها .. هي سبق و أغلقت تلك الدفاتر ولكن اليوم ستحرقها مع كسرة العود ..
تركت شعرها حراً حتى يجف سريعاً ولا تؤثر الرطوبة على رائحة العود .. تأملت بشرتها
النظرة .. اليوم ستضع كامل زينتها من أجل رجل لأول مرة في حياتها وهي من طرقت باب
الثلاثين عاماً .. مررت المرطب على شفتيها وهمست : عساك بس تطلع تستاهل هالزين .
لفت جسمها بروبها المنزلي و خرجت .. اليوم الجو بارد بالنسبة لليومين الماضيين ..
حيث كانت اشعة الشمس ساطعة رغم أن الهواء قوي ..
دخلت المجلس لتغطرف والدتها و تبتسم هي بحياء بسبب تواجد والدها المبتسم : حي الله
عروستنا .
هدى بحنان : مافيه قهوة قبل تفطرين .
جلست : طيب .. البنات صحن .
هدى : ايه توني جاية من عندهن .. أكبر غلط حطينا لكل وحدة غرفة لو انتسن في
غرفة وحده كان ما تعبت وانا اصحي هذي واروح لهذيك .
تنهد أبو هند : هذا هن بيروحن والبيت بيفضى .
زمت هند شفتيها بتأثر بينما قالت هدى بمكابره : خلهن يروحن تبغاهن يقعدن مقابلاتنا
لمتى .
هند : بشوفتس تقولين هذا الكلام لا تزوجت رؤيا .
هدى : ايه بقوله .. البنت مالها الا بيت زوجها .
دخلت مضاوي شبه دايخه وتلف رأسها بمنشفه بعد أن استحمت : اعوذ بالله وش ذا البرد .
مد عليها والدها فروته : هاتس تلحفي لا يذبحتس البرد .
التقطتها ولفتها حول جسمها : يا زين ريحة النار فيها .
هدى : ليه جامعه شعرتس فكيه خليه يجف .
مضاوي : لا يمه احس فروتي جمدت من البرد .
بعد دقائق دخلت رؤيا تحمل صينية الفطور بوجه عابس : بالله ليش ما يأكلن لوزين
و ربيع لازم فطور وتعب مع هذا البرد .
أبو هند بعتاب : وانا ابوتس الكسل مافيه خير .. ثم البرد ما ينفع معه لا مية لوزين ولا
غيرة .. لازم تدفين معدتس .
هند وهي تراهم لا يقتربوا من سفرة الإفطار : تعالوا افطروا .
أبو هند : سبقناتسن .
هدى وهي تنظر لرؤيا : أجل تحسبين خيشة النوم بتسوي كل هذا وهي توها صاحية .
ضحكت مضاوي من قلب وهي ترا الضيق على وجه رؤيا فهي تكره هذا المسمى
الذي لا يفارق لسان والدتهن ..
انزلت قطعة الخبز : عقاب لكم أنا أول وحدة اسوي مكياجي وشعري .
هدى : لا والله أول وحده بتتسوى خالتس .. تبغين تبدين بالشعر كيفتس .


----------------------------------------




صلت الظهر بتأني .. الصداع يفتك برأسها ولا تجد وسيلة لتخفيفة .. التقطت علبة المسكن الذي
تتناولة منذ الأمس ولا يفيد بشيء .. تناولت قرصين و تمددت .. ستذهب بعد نصف ساعة
لمنزل خالتها لتتزين .. بأي حال ستضع زينتها ؟ لا رغبة لديها حتى بالتنفس فكيف ستقابل
الجميع و تضحك في وجههم .. سئمت من الكذب .. واليوم يجب أن تكذب بأنها سعيدة و
سترقص ايضاً .. أغمضت عينها و فرت من عينها اليسرى دمعة شعرت بها تحرق بشرتها
اذاً اخيراً نزلت أول دمعة منذ الأمس .. هل تكمل بكاء ام تبتلعه حتى لا تنتفخ عينيها و تتورم
.. ارتجف قلبها وهي تسمع صوت باب مكتبه يفتح فتذكرت عصر يوم الأمس ..
خرج هو صباحاً لدوامة وأخبرهم بأنه سيتأخر .. فنزلت جملته تلك عليها كالماء الدافئ لتريحها
فعادت من دوامها و تناولت طعامها وهي تقسم بأنها تسمع نبضات قلبها من شدة الخوف ..
بعد الغداء لم تذهب لغرفتها بل بقت في مكانها لشرب الشاي مع جدتها حتى لا تفتقدها عصراً
وهي من ستتحجج بعملها الذي تريد أن تنجزه حتى تستمتع بنهاية الأسبوع وتكون متفرغة تماماً
كانت الرجفه بداخلها تزداد بشكل قوي كلما تقدم الوقت .. ذهبت جدتها لغرفتها لترتاح فنهضت
هي .. تتمنى لو أنها قدمت الوقت قليلاً .. كان كل صوت يفزعها .. نعم هذا ذنب كل شخص
كذبت عليه بينما كانت نيته نحوك صافيه ومحبه .. حين ارتفع اذان العصر أخذت تردد خلفه و
وكلها أمل بأن هذه الجلسة ستمر بسلام .. تقبلت القبلة وصلت فرضها .. تأكدت بعدها من ضبط
الانترنت وأن الأتصال جيد .. رغم أن الشبكة التابع لها رقمها هنا جيده جداً .. أخذت تعد
الدقائق و الرجفه قد بانت في كفيها .. وحين أرسلت لها طبيبتها الرابط كانت ستتهرب من
الجلسه او حتى تختلق المزيد من الأعذار .. ولكن في النهاية أخبرتها نفسها اما مواجهة الطبيبة
او مواجهة صعب فأحسني الأختيار .. دخلت على الرابط من جهازها .. كانت طبيبتها تجلس
في مكان علمت فوراً بأنه منزلها وليس عيادتها ..
ابتسمت : كيف الحال يا هيا .
شتت نظرها : بخير الحمدالله .
نظرت لها بتفحص : جاهزه .. اليوم نبغى نتعمق بحديثنا شوي .
سحبت نفس عميق : تمام .
ابتسمت : اذا ما عندك نيه نتكلم بوضوح تقدرين تلغين الجلسة لأنها ما راح تفيدك صدقيني .
اعادت شعرها للخلف : مدري كيف بتكلم ولا كيف ببدأ ( ابتلعت ريقها ) بس أنا تعبت
.. كرهت الخوف هذا والكذب اللي تعود عليه لساني وهو والله بعمره ما كان عادة لي .
لم تتحدث الطبيبة تاركها لها المجال لتكمل .. مسحت على عنقها : مدري متى كبر هذا
الخوف بداخلي اصلاً .. بس هو يتحكم فيني .. مالي إرادة قدامة .. أن حاولت اتجاوزه
جسمي يصدمني .. ما توقعت والله ما توقعت أنه كذا .. ظنيت أني ما أتقبل فكرة الزواج
ولا فكرة أني أشارك رجال نفس الفراش .. بس هو طلع أكبر من كذا .. جسمي رفضة .
صمتت وهي تحاول السيطرة على الغصة التي خنقتها ..
الطبيبة : طيب وش رأيك نوقف عند هذي النقطة .. و تقولين لي السبب .. حاولي توصلينة
لي بالطريقة الي تناسبك .
فركت جبينها : أخاف .
الطبيبة : تذكري أنه ماضي وراح .. ومواجهته يعني تخطيه يا هيا .
مسحت على وجهها وعنقها : زمان قبل ١٤ مدري ١٥ سنه كان فيه مطر ومطر قوي
هم نسوني لانهم خايفين من المطر .. وأنا كنت لحالي وهو ..
انتظرتها تكمل حديثها ولكن ارتجافها لم يسمح لها أن تكمل تخبطها وشرحها المبعثر ..
هزت رأسها بتفهم : حاولي يا هيا .. تذكري شيء راح نقدر نقوله و نكمل حياتنا .
صرخت بقهر : للحين أتذكر نظرته .. كيف نفسه دنيئة كذا ! والله عمري ١١ من اللي
تقبل نفسه بطفله .
صوت ارتطام قوي افزعها وجعل بصرها يتعلق في الباب .. هل سمعها أحد ؟ هل كان
صوتها واضح .. نادت عليها طبيبتها : هيا طالعي فيني .
لم تستجيب وصوت الطنين يرتفع في أذنها .. نظرت لساعة على الحائط .. أنها
٤ والنصف .. هل عاد ؟ لا يعقل هو أخبرها بأنه سيتأخر ..
عادت طبيبتها تنادي عليها : هيا اسمعيني .. هذا مو شيء غلط ولا لازم تخافين منه .
همست برعب : الا هو تكفين الا هو .


----------------------------------------


نظرت لأم محمد بأستغراب وهي تغطرف منذ المغرب وترحب بالضيوف .. همست للعنود
: والله أن وراها بلى .
العنود بنفس الهمس : تزايد وحده مير عجزت أعرف من .
جالت بنظرها على الوجوه : اصبري شوفي ام يعقوب وجهها ماهو اللي .
همست : أمها بعد .. أبك لا يكون يبغنه لصغيرة .
كشرت : أبك حنا ما سلمنى من الكبيرة عشان نأخذ الأصدار الجديد .
كتمت ضحكتها : أنوار بالله خلاص .
نظرت لعمتها ام ماهر التي تأشر لها : مير عمتي تنادي واضح انفقعت كبدها من وقفتي .
العنود : مالها حيله حفيدنا يا أختي .
رمت شعرها للخلف وعادت لتجلس على الطاولة المخصصة لهم والحفل قد أقيم في المجلس
الخاص بالنساء .. كان سابقاً لرجال ولكنهم قاموا ببناء مجلس جديد واصبح هذا خاص بتجمع
النساء .. الحفل مختصر جداً .. فقط عائلتهم وانسبائهم وعمها أحمد و ابنائة الذي لم يحظر منهم
أحد فثائر مسافر وعماد في الحوية ورائد مريض فقط عمها من حضر وبرفقته النساء ..
وعزم عمها بعض من أصدقائه و بالطبع أهل العروس .. تراه أفضل حفل حضرته على
الأطلاق .. كن بنات عمها يرقصن و جدتها تقف تصفق لهن بينما هي تتأمل كوشة العروس
الجميلة البسيطة الأنيقة .. لم تملئها بالورود كما يفعلن الفتيات الان بل أكتفت بباقتين كبيرتين
على الأطراف و طوق من الورد زين الكوشة من الأعلى .. ملت من الجلوس لوحدها فالجميع
هناك يرقص او يتصور في مكان ما .. نظرت لساعة لم يتبقى شيء و تزف العروس فالعشاء
سيوضع الساعة العاشرة والنصف .. نهضت لتجلس على طاولة أمها وخالتها ..
: بنات قوموا ارقصوا عني .
سارة : انا كل حفل مو لنا أرقص فيه مرة وحدة .
بدور : صح .
رفعت حاجبها : اهب صدق ويوم عرس صعب وراتسن ما قعدتن .
زهور : هذاك استثناء .
رفعت كتفيها : انتم الخسرانات .
اتجه تركيزهن لهمس شيخة وهي تقول : هيا شكلها حامل .
نوال : شكيت بعد عيونها كأنها ناشفه وتعبانه .
سارة وهي تدقق في ملامح هيا : ما اظن شوفنها لابسه كعب و توها رقصت مرتين .
أنوار بشهقه : لا يكون سطحنها الحريم بعيونهن .
نوال بخوف : لا أن شاء الله .. بسم الله عليها الله يكفيها شرهن .
شيخة بشفقه وهي تظن أنها اصابتها عين فعلاً : والله شكل أنوار صادقة .. شوفيها
البنت واضح تعبانه .
..
عادت لتجلس على طاولتهم و الصداع سفجر مخها من شدته .. كل امرأة قابلتها سألتها بشك
أن كانت حامل وكانت تجيب بالنفي .. ومع ذلك بقت نظرات الشك تسكن أعينهن .. بلعت
ريقها و والدتها تخبرها بأن هند وصلت و ستزف الان .. نظرت لساعتها وكانت تشير لتاسعة
والنصف .. كم أن الوقت يمر سريعاً .. توترت الحركه والجميع يسرع لمكانه حتى يشاهد
العروس جيداً ..
ارتفع صوت الموسيقى فزفتها عبارة عن معزوفة فقط .. دخلت تمشي بهدوء و أنوثة لاقت بها
فستانها يرسم تفاصيل جسمها من الأعلى للأسفل بدقة .. طرحتها الطويلة نسبياً كسرت هدوء
فستانها .. باقة الورد الأبيض ببتلاته الغريبة كانت ملفته لنظر .. كانت هناك ابتسامه خفيفه على
شفتيها فتنت البعض و جعلت البعض يضعها تحت الانتقاد.. ولكن كل هذا غير مهم .. هي فقط
تنتظر ردة فعلة على مظهرها .. لم تهتم بكم وحده باركت ولا كم امرأة رقصت ولا كيف بدأت
الزفة او حتى أنتهت وكيف وصلت لمنزله .. هي فقط تنتظره هو .. وكم أن الوقت مر سريعاً
عليها بطيئ عليه حتى انتهى الجميع من تناول العشاء ليغادر هو ..
وينهض يسبقه والدها وصعب .. كان يشعر بالحماس للقائها والحديث معها .. كم هي امرأة
غريبة بكل تفاصيلها و أخرها حقائبها الجميلة التي تركتها دون ترتيب ولا يعلم لما فعلت
هذه الحركة الغريبة .
.
.
انتهى الفصل




ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 12:16 AM   #1506

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة... عزيزتي الكاتبة انتبهت لكلامك في بداية الفصل جربي استخدام الشرح الذي بهذا 👇 الموضوع عدة مشاكل حلت للاعضاء بعد تتبع خطوات الشرح ليس فقط رجوع الايقونات في صندوق الرسالة، وبلغني اذا لم تحل لك مشكلة التسجيل حتى يتم تبليغ الادارة...

رابط الموضوع

https://www.rewity.com/forum/t485644.html


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 01:29 AM   #1507

جنى التوت

? العضوٌ??? » 355609
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » جنى التوت is on a distinguished road
افتراضي

بانتظار النهايه يعطيك العافيه مزيدا من التقدم والنجاح

جنى التوت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 07:57 AM   #1508

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 41 ( الأعضاء 9 والزوار 32)
‏~sẳrẳh*, ‏مودمية, ‏ons_ons, ‏Noors, ‏NJN, ‏lucyman, ‏كوافينا, ‏طوطه, ‏دنيتي دونكـ ظلام !!


صباح الخير ظل السحاب

اعذريني على الغياب عن متصفحك ، وذلك بسبب امور كثيره .

الرواية في كل فصل تزيد جرعه الحماس والاثارة فيها .

الفصول السابقه لاحظت انك بدات تعرفينا على الشخصيات اكثر و تكشفين لنا جوانب من شخصياتهم

فصل الامس مشووووق وجعلنا في شوق للقادم .

نبداء بالخزنه وماتحتوية من اوراق .

ونمر بمكالمة هيا والطبيبة .. وصعب اللي واضح انه موجود وعرف عذر هيا .

ننتظر رد خالد على زهور .

ننتظر بدايات هند وتفائلها و حماس محارب

نننتهي عند عماد و شكله بيدخل نفسه في مصيبه .



دام قلمك ممطر بالابداع ياسحابه


~sẳrẳh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 07:59 AM   #1509

Noors

? العضوٌ??? » 371918
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » Noors is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل و هادي كجمال الاجواء الباردة تسلم يمنيك ❤❤❤

Noors غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 09:55 AM   #1510

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

شهالفصل خورافي بس يقهر كم قفلة فيه الاه يصبرنا للسبت القادم🥺

هيا سمعها صعب ولا يتهيأ لها
والبلوة ان اللي سمعتها الجدة😩

اول لقاء هند ومحارب😩


البارت مرررة جميل سلمتي على ابداعك والله يجيب السبت على خير😍❤


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ثائر ، سارة ، ظل السحاب ، صعب و هيا ، أنوار و ماهر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.