آخر 10 مشاركات
معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          مع الذكريات(70)قلوب شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة&روابط (الكاتـب : منى لطفي - )           »          جارية في ثياب ملكية (60) -ج1 قصور من رمال- بقلم:نرمين نحمدالله *كاملة&بالروابط*مميزة (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-21, 12:14 AM   #21

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي


تعالَ وَزمّل القلب الذي يشكو مِن العذاب
تعالَ ودثّرني بحبَّك عساني أنجو مِن العقاب
أنا في وادٍ لا زرع فيه ولا حياة
حائرة بين ضجيج أفكاري وأطواق النجاة
ولا زلت أبحث عنكَ واسأل كل مَن ألقى مِن الأنام
وانتظر ولا أملّ الصبر وإن مرت الساعات والأيام
تعالَ أقص عليكَ شكوايَّ
وأسرِد عليكَ تفاصيل نجوايَّ
وأبكي على صدركَ الحنون مُلقية عن كاهليَّ كل أحمالي
وتسألني عن حالي ويكون جوابي أنتَ وحدكَ كل أحوالي
تعالَ واسمعني وداويني فالقلب حائر والروح تائهة،
وأنا لا زلت كما أنا طفلة في منتصفِ الطريق شاردة
وعلى أفكار الناس وتخبطاتهم الحيرى شاهدة
تعالَ وقُل لي أنني أحلم ولكنه حلمٌ طويل
سأنام ليلًا وأصحو حتمًا على فرجٍ جميل
خاطرة بقلم/ هند فايد
***




سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 12:15 AM   #22

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول
*ورطة.. أَم مغامرة؟!*
تسير في الممر الذي يضم الفصول الدراسية والعبارات المعتادة تطُن برأسها...
"ها قد وصلت الفتاة المُخيفة!"
"اصمتي حتى لا تسمعك وترمقك بعينيها الغريبتين!"
" إنها ستنقض عليّ مثل النمرة وستنبش وجهي بأظافرها!"
والنظرة التي رَمَتهما بها أكدت على المقولة الأخيرة حتى ارتفع الصياح خلفها:
_أنسام!
زفرت بملل واستدارات للمشرفة التي أخذت ترمقها بِحزم فتابعت الأخيرة:
_لماذا تتشاجرين مع زميلاتك؟ ألم أطلب منكِ أن تحاذري في معاملتك معهن؟! كم مرة عليّ أن أنبهك؟!
ارتفع حاجبا أنسام بدهشة طفيفة ثم مطت شفتيها قبل أن تجيبها بجفاء:
_لم أتفوه بِحرف يا آنسة، في الواقع هن من يسخرن مني.. كل يوم!
اقتربت المعلمة منها تحدق بها من خلف عويناتها بصرامة لطالما اعتادتها ولم تهتم بها أنسام ثم شددت ببطء:
_اسمعيني جيدًا أنسام، أنا لا أقبل بعدوانيتك الواضحة مع زميلاتك وافتعالك الدائم للمشكلات، بالمرة القادمة سأقوم باستدعاء جدتك كي تنقلك إلى مدرسة أخرى!
أنهت المعلمة عبارتها واستدارت لتنصرف فتابعتها عينا أنسام المندهشتين تمامًا قبل أن تضيقا في لمحة مكر مثير للقلق..
في اليوم التالي:
تعالت صيحات بعض الفتيات وهن يهرولن إلى خارج الفصل الدراسي بتخبط وهلع حتى خلا المكان إلا منها وذلك المخلوق الصغير الذي يتقافز هنا وهناك بهلع أكبر محاولًا العثور على مخرج وقد بدا أن صرخاتهن قد أثارت رعبه أكثر مما فعل ظهوره بهن...
لكن من آخر الفصل انطلق الصوت الذي يودع مرحلة المراهقة طارقًا باب الأنوثة على استحياء:
_لقد علمت منذ اليوم الأول أنكِ غريبة الأطوار، لكن ليس إلى الحد الذي يحملك على اصطحاب جرذ صغير في حقيبتك المدرسية كي تصيبهن بالذعر!
التفتت أنسام تطالع تلك الفتاة التي تجلس في المقعد الأخير بدهشة ثم لاحت ابتسامة على شفتيها وهي تسألها:
_وأنتِ لِمَ لم تُصابي بالذعر مثلهن؟
هَزَّت كتفيها بلا مبالاة ثم قالت:
_لا أجد أن الخوف من الجرذان شيء عقلاني، ماذا سيفعل على أي حال؟! إنه صغير وضعيف.
ثم أعقبت عبارتها باستفهام:
_لِمَ فعلتِ ذلك؟
زَمَّت شفتيها ببرود ثم أجابتها بنبرة مُحذرة:
_إنهن يتنمرن عليّ منذ فترة، والمشرفة لم تناصرني عندما شكوتهن، لِذا اضطررت إلى الدفاع عن نفسي بطريقتي!
عَقَدت الفتاة حاجبيها ثم سألتها بفضول:
_ولماذا يتنمرن عليكِ؟ أعني بِمَ يتفوقن عليكِ؟
قَطَّبت أنسام حاجبيها وقالت:
_ربما لأن كل واحدة منهن لديها عينين متماثلتين!
عندئذٍ فقط تحركت الفتاة باهتمام واتجهت إلى أنسام ثم جلست إلى جوارها مُحدقة بها بدهشة قبل أن تقول:
_إذن هاتان عيناكِ حقًا؟!
ولم تنتظر ردًا وهي تتابع بفضول أشد:
_لقد اعتقدت أنها آخر صيحة أو شيء من هذا القبيل.
واستمر تحديقها بإصرار في عيني أنسام..
جميلتان؛
واسعتان؛
أهداب سوداء رائعة؛
لكن.. اليُمنى عسلية واليُسرى زرقاء!
حمحمت بِحرج عندما اكتشفت أن تفحصها طال أكثر من اللازم ثم قالت بمرح مفتعل:
_أنتِ تفهمين ما أعني، لقد أُطلِقَت منذ فترة صيحة ارتداء حذاء مختلف الألوان، لذا اعتقدت أن الدارج الآن وضع عدستين لاصقتين بلونين مختلفين!
عقدت أنسام حاجبيها باستهجان ولم ترد فأردفت الفتاة باهتمام:
_لم أر بحياتي هذا الشيء، كيف حدث ذلك؟!
اتسعت عينا أنسام بدهشة فزاد التباين بين لونيهما ثم قالت بتهكم:
_لم أسعَ إليهما، لقد وُلِدت بهما بالطبع، والدتي كانت تملك عينين زرقاوتين فامتلكت أنا واحدة منهما، وورثت الأخرى من والدي كما رأيته في الصور!
ابتسمت زميلتها التي لم تلاحظ الحسرة التي تخللت الجزء الأخير من عبارتها، ثم عَلَّقت بنبرة صادقة:
_غريب، لكن جميل ومميز!
افتعلت أنسام ابتسامة لامبالية قبل أن تقول:
_ليس هذا رأي الجميع، إنهم ينظرون إليّ وكأنني كائن عجيب سيفترسهم!
هنا ضحكت الفتاة وهي تمد يدها إليها قائلة ببشاشة:
_أنا إيثار، وأنتِ أنسام التي يهابها الجميع، ليس لديّ أصدقاء بهذا الفصل أيضًا لأنني لِتوي انتقلت إلى هذه المدرسة، لا أخاف الحيوانات الصغيرة، ولا أخاف أصحاب لوني العينين المختلفتين، ما رأيك ألا أتنمر عليكِ في مقابل ألا تُطلقي جُرذانك عليّ؟!
رمقتها أنسام بِشك ثم أخفضت نظراتها إلى يدها الممتدة، وما لبثت أن صافحتها متخلية عن توترها وقلقها ومُرحبة بفكرة صداقة كانت قد عافتها منذ زمن!
**********

ندى المطر and Soy yo like this.

سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 12:16 AM   #23

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع الفصل الأول
***
"جدتي، أيمكنني شراء عدسات لاصقة؟"
صاحت بها فور أن دلفت إلى البيت فتأففت جدتها وهي تصيح بصوت مماثل:
_لماذا يا حمقاء؟ معظم الفتيات يتمنين عينين ملونتين وأنتِ تريدين إخفاءهما؟
مطت أنسام شفتيها بلا اقتناع ثم ارتمت على الأريكة إلى جوار جدتها قائلة بِضيق:
_زميلاتي يسخرن مني، يقلن أن عينيّ مخيفتان.
هَزَّت جدتها رأسها رفضًا ثم قالت بهدوء:
_لا حبيبتي، عيناكِ رائعتان، ربما يشعرن بالغيرة منكِ، لا تُلقِ بالًا لكلماتهن.
ثم نظرت إليها لتجد عدم الرضا جليَّا على محياها فهتفت باستنكار:
_ألم تخبرك إيثار أن عينيكِ مميزتان؟
ابتسمت أنسام ثم صاحت بمرح:
_إنها غريبة الأطوار مثلي جدتي، بالطبع ستراهما كذلك!
وانمحت ابتسامتها ثم قالت بتردد:
_لا أريد أن ألتحق بالجامعة بهذا الشكل، لا أحب تحديق الجميع بي خوفًا أو تعجبًا.
طالعتها جدتها بإشفاق وهي تعي شعورها تمامًا؛
ما بين افتقاد والدين، والدهشة التي يرمقها بها العديد ما إن يتطلعوا إلى عينيها، فالفتاة تعاني قلة ثقة بالنفس واضحة، وكان وضعها ليكون أسوأ لو لم تظهر صديقتها بحياتها منذ شهور لتجذبها من انطوائيتها التي أُجبِرت عليها..
اقتربت منها ثم رَبَّتت على كتفها قبل أن تقول بحنان:
_لكِ ما تريدين حبيبتي.
وقد كان...
ففي اليوم التالي ذهبت مع إيثار _المعترضة_ إلى أحد المحلات وابتاعت زوج من العدسات اللاصقة باللون البني القاتم، ورغم تعدد الألوان التي كانت لتمنحها جاذبية ساطعة فإنها اختارت ذلك اللون تحديدًا لأنه شائع، وليس به ما يختطف انتباه أحد..
كانت تهرب بضراوة من أي شيء مميز أو مختلف اعتقادًا منها أنها ستستقبل الحياة الطبيعية بأحضانها..
لكن كان هناك قدر آخر، فبعد يومين وأثناء عودتها من المدرسة سعيدة للمرة الأولى دون أن تتعرض للسخرية من زميلاتها..
وقع الحادث!
**********

ندى المطر and Soy yo like this.

سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 12:17 AM   #24

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع الفصل الأول
***
"اهدئي جدتي، لقد قال الطبيب أن الارتجاج طفيف، لا تجزعي! ستكون بخير."
قالتها إيثار وهي تربت على رأس جدة أنسام في المشفى أثناء انتظارهما لسماح الطبيب لهما بالاطمئنان على صديقتها التي تعرضت لحادث سيارة وتم نقلها إلى المشفى منذ ساعتين، لكن الجدة لا تتوقف عن البكاء، والدعاء، وصب اللعنات على ولدها، ثم صب اللعنات على السائق الذي صدم الفتاة وولَّى هاربًا!
وها قد ظهر الطبيب أخيرًا مؤكدًا على سلامة جسدها مُعلنًا احتمالية تضرر بصرها لتنهار الجدة تمامًا وتنطلق إيثار في بكاء عنيف!
...
وفي اليوم التالي وقفت الجدة إلى جوار إيثار أمام الفراش الذي تشغله أنسام بعد أن بدأت تعود إلى وعيها بالتدريج؛
تتطلع إليها باكية وهي تستعيد ذكرياتها منذ أن حملتها رضيعة بين ذراعيها، حتى باتت فتاة يافعة تؤنسها وتُبدد وحدتها؛
وها هي بلمح البصر كادت أن تفقدها إلى الأبد!
_جدتي، أنا بخير لا تقلقي.
قالتها أنسام بتعب وهي تنظر إلى جدتها فاقتربت منها تحتضنها وتبكي، بينما واصلت إيثار رفع أصابعها وسؤالها عن عددهم بمزاح مستمر وصديقتها لا تفهم شيئًا لكنها ابتسمت ثانية مستسلمة تمامًا لقبلات جدتها المتلهفة.
تراجعت إيثار إلى الخلف تحرر أنفاسها التي حبستها ذعرًا على صديقتها الوحيدة وهي تستعيد في ذهنها نذير الطبيب المتشائم بإصابتها بالعمى و...
"يا إلهي! هل كانت إصابتي خطيرة إلى تلك الدرجة؟!"
قالتها أنسام بِخوف فنظرت لها إيثار باستغراب، لتتابع الأولى بسؤال قَلِق:
_هل كانت هناك احتمالية لتضرر بصري حقًا؟!
عقدت إيثار حاجبيها دهشة وظلت صامتة قليلًا، ثم نفضت رأسها بسرعة قائلة بمرح:
_لم أكن أدرِي أنني تفوهت بها، لكن نعم أنسام، الطبيب أصابنا بالذعر بالفعل وهو يخبرنا بذلك بمنتهى البساطة .
ثم ابتسمت متابعة:
_سأخرج لأهاتف أمي لأنها تريد الاطمئنان عليكِ.
لكنها في الواقع قد عزمت أمرها على الشجار مع الطبيب وإفراغ كل قلق الساعات الماضية به، استدارت وفتحت الباب فأوقفتها أنسام بنبرة ناعسة:
_لا تتشاجري مع أحد إيثار، أنا بخير، لا تفتعلي المشاكل فأنا أريد الانصراف من هنا بسلام.
نظرت لها إيثار بدهشة ثم قالت بتردد:
_أنا لم أقُل.. أنتِ كيف سمعتِ..
لكنها بترت سؤاليها موقنة بأن القلق والرعب خلال الساعات الماضية قد أثرا على انتباهها بعض الشيء فصارت تتفوه بالكلمات دون أن تدرك ذلك..
...
وخرجت أنسام من المشفى سالمة الجسد، متمسكة ببصرها، مع.. إضافة بسيطة!
**********

ندى المطر and Soy yo like this.

سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 12:19 AM   #25

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع الفصل الأول
***
بعد أسبوع:
ما إن ولجت إيثار إلى بيت أنسام التي استدعتها هاتفيًا بِكلمات آمرة مُتعجلة حتى جذبتها الأخيرة رأسًا إلى غرفتها وألقتها على الفراش، وقبل أن تخرج من ذهولها صاحت بها أنسام:
_انظري بداخل عيني وفكري في أي شيء!
اعتدلت إيثار تواجهها بدهشة هاتفة:
_عفوًا؟!
طالعتها أنسام بهيئة مجنونة تعلم إيثار أنها هيئتها الحقيقية التي تتعمد إخفائها خلف عدستيها المُزيفة، ولامبالاتها المُصطنعة باقتدار..
شعر ناعم متموج ثائر؛
عينان مختلفتان جميلتان؛
وجنتان متوردتان دون جهد من صاحبتهما؛
وتوتر عصبي مُفرط!
_فكري في أي شيء إيثار! أي ما تريدين فكري به ولا تتفوهي به مطلقًا!
وقبل أن ترد حَذرتها بعينيها ولسانها:
_ولا تحيدي بعينيكِ عن عيني!
ضيقت إيثار عينيها بدهشة وهي تتطلع إلى صديقتها التي يبدو عليها الجنون واضحًا كنور الشمس و...
صرخت بها أنسام فجأة:
_أنا لست مجنونة!
التزمت إيثار الصمت فتابعت أنسام بنبرة أكثر هدوءًا:
_أنتِ تفكرين الآن أنني قد صرت مجنونة، لكنني لم أفعل بعد!
وبينما الدهشة بدأت تزيد على ملامح صديقتها تابعت أنسام بحزم:
_فكري في أي شيء آخر! أي ذكرى لا أعلم أنا عنها.
أخيرًا نطقت إيثار وهي تهب واقفة:
_ماذا بكِ أنسام؟
رحل الحزم ووصل الرجاء فأمسكت أنسام بذراعي صديقتها متوسلة:
_أرجوكِ إيثار، سأخبرك، لكن فكري في أي شيء خاص بك أنا لا أعلم بشأنه، مكان تفضلينه، نوع طعام، شيء تكرهينه، أو تهابينه، أي شيء، دققي النظر بي وفكري فَحَسْب.
ومع ذلك التوسل أجبرت إيثار نفسها على مجاراة صديقتها في هذا الخرق الواضح فشردت في أكثر ما تحبه من الأطعمة والذي لا يعلم بشأنه غيرها، وفجأة هتفت أنسام باستهجان:
_أتحبين شطائر المعكرونة؟! أنتِ حقًا غريبة الأطوار أكثر مني!
اتسعت عينا إيثار بدهشة وسألتها بتوجس:
_كيف..
لكن أنسام قاطعتها بنفاد صبر:
_فكري في شيء آخر!
عندئذٍ قررت إيثار رَفع اللعبة إلى مستوى أعلى وهي تفكر في السر الأعمق على الإطلاق حيث المكان الذي تحلم بالسفر إليه منذ أن قرأت عنه مصادفة منذ عام و...
_وما "سان مارينو" تلك؟! أنا لم أسمع يومًا بدولة تحمل هذا الاسم، لِمَ لا تزورين تركيا أو اليونان مثلًا؟!
ابتسمت إيثار هاتفة بِحماس فائق:
_إنها دولة صغيرة في إيطاليا و...
لكنها بترت عبارتها ووجهها يشحب تمامًا قبل أن تبتعد خطوتين إلى الخلف ترمق صديقتها بِقلق ثم هتفت:
_يا إلهي! كيف علمتِ كل ذلك؟ أنا لم أخبر أحدًا يومًا بأنني أود زيارتها، أنا حتى آكل شطائر المعكرونة في الخفاء كي لا يسخر مني شقيقاي وأمي، كيف تـ..
ارتمت أنسام على فراشها قائلة بنبرة مذعورة:
_أنا أقرأ الأفكار إيثار!
لكن ضحكات إيثار التي تعالت فجأة بددت ذعرها واستجلبت حنقًا لا يُضاهيه شيء وهي تصيح بها بِغيظ:
_عندما تنهين ضحكاتك نستأنف حديثنا.
جلست إيثار إلى جوارها محاولة السيطرة على ضحكها اللامتناهي ثم قالت بنبرة متقطعة:
_أعتذر! لا تنزعجي! الأمر فقط..
لم تدرِ كيف تكمل عبارتها وهي تستشعر الصدق والضياع والخوف بداخل عينيها، شعرت بالأسف على حالها وهي تعتقد أن ذلك الحادث ربما أثر على عقل صديقتها، أكثر من المتوقع!
_نعم أعتقد أنه الحادث إيثار، هو ما فعل بي ذلك.
قالتها أنسام ردًا على أفكار إيثار التي انطلقت داخل عقليهما معًا فاعتلت الأخيرة نظرة لاتزال غير مُصدقة، واجهتها أنسام بحزم وحدَّقت في عينيها لثوان قبل أن تقول بهدوء واثق:
_أنتِ تعانين من الإهمال، إهمال والديكِ وقسوة أخويكِ، والنظرة العُدوانية التي يرمونكِ بها بسبب مستوى تعليمهم المتواضع مقارنًة بكِ.
اختلط الإشفاق بالدهشة في صوت أنسام وهي تتابع:
_أنتِ انتقلتِ من مدرستك لأنكِ تشاجرتِ مع أحد المعلمين بعد أن تعدَّى عليكِ لفظيًا أكثر من مرة بسبب انفصالك عن مجموعة دروسه الخصوصية فضربتِه على رأسه حتى سالت الدماء منها، بينما لم تصدقك أمك وأجبرتكِ على الاعتذار له!
والضيق تحكم بنظرة أنسام تماما قبل أن تستأنف تحديقها بصديقتها ثم هتفت بدهشة:
_يا إلهي! أنتِ ترتعبين من الجرذان! لِمَ لم تهربي مثلهن إذن؟!
هنا انتفضت إيثار واقفة تخلع حجابها بتوتر وتلقيه على الفراش وهي تمنحها كامل انتباهها.. وذعرها!
ما تفوهت به للتو لا يعرفه أحد عنها حتى أقرب المقربين؛
فكيف فعلتها؟!
كيف تخللت إلى دواخلها وثنايا عقلها؟!
ابتعدت ثانية قائلة بتوجس:
_هل هذا سحر ما؟! أم أنكِ جعلتني أتناول شيئًا ما من قبل وتحصلتِ على معلومات تخصني لِتمازحيني...
رَفَعت كفيها أمامها مرددة بهدوء:
_اسمعيني إيثار!
ثم أردفت بِحزن واضح:
_منذ أن استيقظت من ذلك الحادث وأنا أستطيع قراءة الأفكار واكتساب المعلومات عن الآخرين رغمًا عني!
هَزَّت إيثار رأسها بضعة مرات ثم هتفت بذهول:
_لا أفهم!
مَسَحَت أنسام وجهها بكفيها ثم قالت بصوت احتله الضياع:
_إنه.. إنه مثل أن تنبت فجأة أفكار أو معلومات عن الشخص الماثل أمامي بداخل عقلي من حيث لا أدري.
وَهَبَت واقفة تسير بالغرفة ذهابًا وإيابًا بلا هدف قائلة بحيرة:
_في البدء اعتقدت أنني قد جننت، أو أنه عارض جانبي إثر الصدمة والارتطام سيزول بعد وقت، لكن ها قد مر أسبوع وقد علمت من أفكار جدتي عن والديّ ما لم أعلمه عنهما طوال تلك السنوات كلها.
وقفت إيثار أمامها تناظرها بقلق ثم قالت باستغراب:
_اعذريني أنسام، الأمر غريب ولا أستطيع استيعابه بسهولة و...
قاطعتها أنسام وهي ترتمي على الفراش مرة أخرى قائلة بتهكم:
_أنا نفسي لازلت لا أستوعبه، لقد طلبت منكِ المجيء خصيصًا كي أتأكد، وها أنا قد أيقنت أنني تحولت إلى مسخ بعينين مخيفتين وعقل كالبلورة السحرية!
جلست إيثار إلى جوارها واقتربت منها ثم أخذت تمسد على يدها برفق، وبعد قليل تحدثت أخيرًا متسائلة:
_أخبريني أكثر كيف يحدث الأمر، هل.. هل تستطيعين الآن معرفة ما تفكر به جدتك بالخارج، أو ما يفكر به صاحب المحل المقابل لبيتكم؟
هَزَّت أنسام رأسها نفيًا بشرود ثم أجابتها:
_لا، لقد جربت ذلك الأمر وأعتقد أنني يجب عليّ الاستمرار في النظر داخل عيني الآخر حتى تبدأ الأفكار في التدافع إلى عقلي بلا سيطرة.
والفضول غلب على سؤال إيثار سريعًا:
_كم؟
نظرت لها أنسام بتساؤل فاستدركت موضحة:
_كم من الوقت يجب عليكِ أن تنظري إلى الشخص كي تستطيعين فعل ذلك؟
مطت أنسام شفتيها وقالت:
_لا أعلم!
والحماس سيطر على إيثار مجددًا وهي تعتدل هاتفة:
_هيا نحسبها سويًا إذن، انظري إليّ!
وباستهجان تام صاحت أنسام بها:
_هل أنتِ بلهاء؟! أتريدينني أن أسطو على عقلِك بإرادتك؟!
ضحكت إيثار ثم قالت باستسلام:
_ لقد فُضحت أمامك وعلمتِ أدق أسراري على أي حال، باستطاعتك غض النظر عندما يبدأ الأمر، هيا!
ولم يدم ترددها طويلًا حتى اعتدلت أنسام على الفور تواجهها؛
واحد.. اثنان.. ثلاثة؛
الاثنتان محدقتان بالأعين؛
أربعة.. خمسة.. ستة؛
والاثنتان لا ترف جفونهما؛
سبعة.. ثمانية.. تسعة؛
وإيثار تشرد بتعمُّد في سر آخر لا يعلمه سواها؛
عشرة....
" بعدما أجبروكِ على الاعتذار للأستاذ، أرسلتِ خطاب إلى مدير المدرسة وفضحتِه؟!"
صاحت بها أنسام بصدمة وهي تسدل جفنيها مغلقة الأبواب أمام اندفاع أسرار صديقتها، تلك التي خالط الزهو الانبهار في لهجتها وهي تجيبها بتقرير:
_عشر ثوان إذن هي كل ما يتطلبه الأمر كي تنكشف الخفايا.
وأتبعت عبارتها بضحكة عالية ذاهلة.. سعيدة!
ونظرت لها أنسام بغيظ ثم وكزتها بكتفها وهي تنتفض هاتفة:
_علام تضحكين إيثار؟! أنا بمصيبة حاليًا!
جذبتها إيثار بحماس ثم قالت بمرح:
_لِمَ هذا التشاؤم؟ أتدركين أنكِ لو عملتِ مع الشرطة ستكونين ذات فائدة عظيمة؟
والامتعاض تخلل العينين المتناقضتين وصاحبتهما تقول باستنكار:
_أتقترحين عليّ أن أقوم بدور كلب بوليسي؟
استلقت إيثار على الفراش قائلة بلامبالاة:
_لم أكن لأستخدم هذا التعبير الحرفي، لكن نعم.. شيء مثل ذلك!
وإلى جوارها استلقت أنسام صامتة، شاردة، ضائعة..
ارتدت إيثار ثوب الحنان مرددة بهدوء:
_أنسام! لا تبتئسي حبيبتي، أنتِ لا تتعمدين التلصص على الآخرين، إنها منحة قد حباكِ الله بها.
ونظرة معترضة كانت كل إجابة أنسام عليها فشددت إيثار بإصرار:
_نعم إنها منحة، تستطيعين معرفة نوايا المحيطين بك، تستطيعين تجنيب نفسك الوقوع في الخداع، فكري بالجانب الإيجابي أنسام!
وعندما ظهر الاهتمام بعيني أنسام تابعت إيثار بمرح:
_كما أنكِ بإمكانك تفادي التجسس بعدم النظر أكثر من تسع ثوان!
وأيضًا.. قد كان!
**********

ندى المطر and Soy yo like this.

سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 12:20 AM   #26

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع الفصل الأول
***
تعايشت أنسام مع ابتلائها_أو هبتها كما تصر صديقتها دومًا_ فصارت تجتنب إطالة النظر للآخرين مرة ثانية، ليس خزيًا من عينين غريبتين مُختفيتين، بل خوفًا من استطلاع على ما لا يخصها ولا تسعى إليه..
سنوات مرت وهي على حالها ثابتة؛
أب مسافر دومًا يسد اعتراضها بالأموال؛
جدة تتفانى في تعويضها وإحاطتها بالاهتمام والقلق خاصة بعدما أدركت موهبتها الغريبة؛
صديقة لن تجد من تماثلها حبًا وإخلاصًا؛
ورؤية ثاقبة أكثر من اللازم!
انتهت دراستهما الجامعية فالتحقتا بنفس العمل بفرع لإحدى شركات الأجهزة الكهربائية..
وذات يوم تسلمت مع جدتها جثمان والدها؛
لدقائق صامتة متصلة وقفت أمامه لا تشعر بشيء، لا تبكي، لا تصرخ، هي والتمثال توأم!
لقد تمنت لسنوات أن تراه؛
لقد رَسَمَت بخيالها كيفية اللقاء؛
عتاب واحتضان وقبلات ووعد بالبقاء والاحتواء!
لِمَ هذا الجمود إذن؟!
لِمَ هذا الصمت إذن؟!
ولِمَ هذا الخواء إذن؟!!
وداع بارد، ونظرة أخيرة، ويُتم نهائي!
ثم استئناف الحياة..
دراسة مملة، أيام متشابهة، عمل اعتيادي؛
مُدير مُتعنت، وزملاء مُرتابون، أسرار تافهة تقتحم عقلها بين الحين والآخر؛
ثم رحيل المدير المتعنت، ووصول آخر.. لطيف!
**********

ندى المطر likes this.

سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 12:21 AM   #27

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع الفصل الأول
***
أخذ يمر على الموظفين يستمع إلى شكواهم ومقترحاتهم باهتمام وهدوء حتى وصل إلى آخر مكتبين بالقسم حيث الفتاتان اللتان تكتفيان بصداقتهما وترفضان بإصرار الانخراط مع الآخرين..
اجتذب ابتسامة مهذبة ثم خاطب من تنظر له بتوتر بدا غريبًا قائلًا بمرح:
_الطقس رائع اليوم، أليس كذلك؟!
وقفت أنسام دون سبب واضح ثم قالت بنبرة متحمسة كثيرًا:
_أعشق فصل الربيع، إنه المفضل لديّ على الإطلاق!
اتسعت ابتسامة صفوان الدمثة ثم أومأ برأسه بلا معنى قبل أن ينظر إلى زميلتها التي تناظره بلامبالاة وسألها:
_ما بكِ آنسة إيثار؟ هل هناك ما يزعجك؟ ألديكِ أية شكاوي أو مقترحات؟
رمقته باستغراب ثم مطت شفتيها قائلة:
_لا شيء سيد صفوان ، أرجو فقط أن تتابعوا صيانة المكيف، الحر على الأبواب وأنا سريعة الاختناق!
حدَّق بها بتوجس وهو يتراجع إلى الخلف هَازَّا رأسه بتتابع، وحينما ابتعد بما يكفي عَنَّفَتها أنسام بحنق:
_لماذا خاطبتِه بتلك الطريقة؟!
اعتدلت إيثار بخفوت قائلة:
_أحاول درأ الشبهات عنا يا ذكية! ربما لا نستطيع جميعًا قراءة الأفكار مثلك لكن وجهك يفضحك، حتى عيناك أسفل العدسات تفضحانك، كُفي عن التطلع إليه هكذا وإلا سيلاحظ كل من بالشركة!
همست أنسام بنزق:
_وماذا فعلت أنا؟! لقد ألقى ملاحظة عابرة فأجبته بمثيلتها.
حدَّقت بها إيثار بعدم رضا فتابعت أنسام بانتباه:
_إيثار، أتظنين أنه قد يفكر بي؟
هَزَّت كتفيها وعَلَت نظرة الجهل وجهها ثم رَدَّت:
_ لا أدري، لِمَ لا تنظري إليه وتعلمي بما يشعر تجاهك؟
والرفض الصارخ كان الإجابة التي نضحت بها ملامح أنسام قبل أن تنطق به صراحة:
_ لا أريد فعل ذلك، إن فَكَّرت برجل سأحظى معه بحياة بسيطة هادئة بعيدًا عن هذا البلاء الذي يحتل عقلي.
صمتت للحظة ثم تابعت بتصميم:
_سأكون مثل أية فتاة طبيعية أنتظر وأترقب وأقضي الليالي حائرة أتساءل أيبادلني من يشغل بالي إعجابي أم لا، أيفكر بي أم لا، أهو جاد في أمري أم لا.
ولاحت ابتسامة على شفتيها ثم أضافت بشرود:
_ثم يعترف أخيرًا بحبي ويصطحب أهله في زيارة إلى جدتي.
ارتفع حاجبا إيثار باستهجان بينما تابعت أنسام بأمنية واضحة:
_وفي ربيع آخر، بحديقة مفتوحة مليئة بزهور ملونة، سأرتدي ثوبًا أبيض رائعًا..
وكأنما تستمع بالفعل في هذه اللحظة إلى عزف أشهر موسيقى الزفاف، حيث رَفَعت يدها إلى رأسها قائلة:
_سيزدان شعري بطوق من الزهور البيضاء، وسيرتدي هو حلة أيضا بيضاء تزينها زهرة تماثل ما أعتمر فوق رأسي..
وها هي بعيني عقلها ترى نفسها متأبطة ذراع ذلك المجهول، تسير في ممر مزدهر بالورود والجميع يلقون التهنئة، ثم أنهت خيالاتها بعبارة حاسمة مُتمنية:
_وحينها سيتحد قلبانا وحياتينا .. وأفكارنا.
وتوقفت الموسيقى؛
واقتُلِعت من الممر؛
ونُزِعَت ذراعها من ذراعي عريسها؛
حيث صاحت إيثار بكل استنكارها:
_ يا لصبرك! ولماذا تهدرين وقتك؟! اقفزي داخل عقله الآن واستكشفي نواياه على الفور! ابحثي عن أية معلومة تفيدك في التقارب معه!
تأففت أنسام بغيظ ثم هتفت بخفوت:
_يا بنيتي أريد حياة طبيعية هادئة منظمة مثل جميع الفتيات، خالية من التعقيدات والشذوذ، ألا تفهمين؟!
مالت إيثار برأسها مقتربة ثم قالت لها بخفوت:
_أتعلمين بم أفكر؟ أنا أعتقد أنكِ تهتمين بفكرة الحياة الهادئة الطبيعية أكثر من اهتمامك بماهية الشخص نفسه!
وبينما ناظرتها إيثار بعدم رضا جنحت أنسام مرة أخرى إلى خيالاتها في مستقبل سعيد مشرق مع رجل يحبها هي دون النظر إلى تلك الغرابة التي تحيط بها.
والسؤال يقرع في رأسها:
"أيكون هذا الرجل صفوان؟!"
وسؤال آخر يلحقه:
"أتريد هي أن يكون صفوان؟!"
**********


سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 12:22 AM   #28

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع الفصل الأول
***
في أحد أركان قاعة الزفاف الفخمة تقف مع صديقتها تتهامسان وتتضاحكان حتى وكزتها إيثار متسائلة:
_وماذا عن تلك المرأة؟ هل هي طيبة كما تبدو؟
حدَّقت أنسام بِعيني السيدة التي تقف بالقرب منهما بصحبة أخرى وتبدو عليها اللطافة الشديدة بينما أخذت إيثار تعُد الثواني تنازليًا حتى هتفت أنسام فجأة بدهشة:
_يا إلهي! إنها لا تطيق صديقتها مُطلقًا، تنظر إليها وتحتضنها الآن بينما هي في الواقع تبغي صفعها على وجهها!
تعالت ضحكات إيثار باستمتاع فزجرتها أنسام بعنف ثم همست:
_كُفي عن استخدامي كجهاز كشف الكذب إيثار!
ومن بين ضحكاتها رَدَّت:
_اعذريني، الأمر مُسلِ حقًا!
وعندما تشبثت أنسام بغضبها جذبتها إيثار من يدها قائلة:
_هيا نُهنئ العروس، ربما تلاحظ جمالك وتهذيبك فتقوم بترشيحك لشقيقها وتحققين أحلامك أخيرًا.
_أخبرتك أنني لا أريده أن يلاحظني بهذه الطريقة، أريده أن يفكر بي من تلقاء نفسه!
تأففت إيثار بسأم واضح وهي تشدها مرة أخرى قائلة بخفوت:
_وها هو الرجل قد أصر على دعوتنا إلى زفاف شقيقته رغم اعتذارنا في بادئ الأمر، ربما هناك أمل على أي حال، هيا تحركي!
اقتربت الاثنتان من الأريكة الفخمة المزينة حيث يجلس العروسان بانتظار عقد القران، لاحت منها التفاتة حيث صفوان لتجده ينظر تجاههما بابتسامته المعهودة فأشاحت عنه بوجهها بارتباك إلى شقيقته الجميلة، صافحتها وهنأتها وابتسمت للعريس ثم تراجعت إلى الخلف..
وحينما أخذت إيثار تثرثر مع العروس لاحظت أنسام نظرات العريس المدققة بها، في بادئ الأمر اعتقدت أنها تتخيل ذلك لكن ما لبثت أن تأكدت من المكر الغريب بعينيه..
ورغمًا عنها دققت النظر به..
عشرة.. تسعة.. ثمانية؛
ولا يبدو عليه الحَرَج..
سبعة.. ستة.. خمسة؛
بينما بدت عليها الدهشة..
أربعة.. ثلاثة.. اثنان؛
والضيق بدأ يكتنفها فَهَمَّت بالتراجع..
واحد!!
"يا إلهي!"
فغرت أنسام فاها وهي تحدق في ذلك الرجل بصدمة ومعلومات تخصه تخترق عقلها دونما تحكم منه أو منها؛
وسيم هو.. كالذئب؛
هادئ هو.. كالثعبان؛
مهذب، خجول، متمهل.. كالحدأة!
تراجعت إلى الخلف جاذبة صديقتها عنوة إلى خارج القاعة تمامًا، تكاد تهرول هربًا منه أو من أفكار مظلمة احتلَّت عقلها..
"ما بكِ أنسام؟ لِم تهرولين هكذا؟"
صاحت بها إيثار بدهشة وهي تجبرها على التوقف فأشارت أنسام بذراعها إلى القاعة هاتفة بتقطع:
_هذا الرجل..، إنه ليس كما يبدو، إنه محتال!
وببلاهة تامة سألتها:
_أي رجل؟
دقت أنسام الأرض بقدمها وهي تصيح بها بنفاد صبر:
_العريس إيثار، العريس اسمه نزار، يعمل في شيء غير مشروع، لا أدري كنهه بالضبط لكنه خطر، الرجل نفسه يحيط به الخطر، ونيته ليست سليمة تجاه شقيقة صفوان، إنه لا يحبها بالأصل!
استوعبت إيثار الأمر بسرعة فشهقت بصدمة ثم سألتها:
_هل أنتِ متأكدة؟
أومأت برأسها إيجابًا ثم بدأت تشير بكلتا يديها بلا معنى بينما تقول بخوف:
_لقد رأيت.. لقد رأيت اتفاقات مُريبة وأناس غامضين، و..
ثم بترت عبارتها قائلة:
_لقد ابتعدت على الفور، هناك بداخل ذلك الرجل شيء مُثير للقلق إيثار.
أخذت إيثار تمسد على ذراعيها برفق ثم خاطبتها بِحنان:
_اهدئي حبيبتي! اهدئي كي نستطيع التفكير! ماذا سنفعل الآن؟ عقد القران على وشك البدء و...
لكنها انتزعت نفسها منها عائدة إلى القاعة مرة أخرى فانطلقت خلفها متسائلة:
_إلى أين أنتِ ذاهبة؟
التفتت إليها صائحة بحسم:
_لن أقف مكتوفة الأيدي وتلك المسكينة تقع في ذلك الفخ!
أومأت إيثار برأسها وقالت بهدوء شابه بعض الرجاء:
_حسنًا، سوف ننفرد بها بأية حجة ونخبرها دون إثارة الفضائح.
...
"هذا الرجل يخدعك آنسة إيمان!"
بصياح واثق اقتحمت الطاولة التي يجلس عليها العروسان مع أفراد أسرتيهما بصحبة الشيخ بينما تقف صديقتها إلى جوارها تداري وجهها بحرج، عَمَّ الصمت وحدَّقت بها الأعيُن بدهشة؛
شحب وجه نزار تمامًا وارتجف قلب عروسه بشدة؛
وقف صفوان ليقترب منهما بخطوات واسعة ثم همس بنبرة عنيفة:
_ماذا تفعلين آنسة أنسام؟ أهذا نوع من المزاح؟
هَزَّت رأسها بنفي قائلة بصلابة:
_أنا لا أمزح أستاذ صفوان، هذا الرجل يخدع أختك ولا يحبها، إنه يعمل بشيء غير قانوني أيضًا.
هَبَّ نزار واقفًا يصرخ بِحنق:
_هل أنتِ مجنونة؟! كيف تتهمينني بشيء مثل هذا؟!
ثم التفت إلى والد صفوان هاتفًا:
_هل تراجعتم عن الزيجة الآن وتريدون إفساد الزفاف عن طريق تلك المُدعية؟ أم أنكم تتعمدون إهانتي؟
تجاوزت صفوان الذي يتغذى الذهول على ملامحه واتجهت إلى نزار تجابهه بتحد وقوة مُشددة:
_أنا لست مدعية، وأنت كاذب، مخادع، وربما لص!
اتسعت عيناه أكثر وانحبست الكلمات بحلقه قليلًا، ثم صرخ بها:
_من أنتِ لتخاطبينني بهذه الوقاحة؟ من أرسلك كي تُعطلين زفافي؟ أم هل أنتِ من تطاردينني هاتفيًا منذ شهور وتنتقمين مني الآن لأنني نبذتك؟
بُهتت تمامًا وهي تشير بإصبعها إلى صدرها مرددة بذهول:
_أنا..
لكنه قاطعها بهياج شديد شجعته نظرات الجميع:
_نعم إنها أنتِ! أنتِ تلك الحقيرة الــ...
والمقاطعة الثانية جاءت من إيثار التي وقفت إلى جانب صديقتها صائحة به تناظره بتحذير:
_توقف يا هذا وإلا نزعت لسانك بنفسي! طالما قالت أنسام أنك مخادع إذن أنت كذلك لا ريب!
ثم تمسكت بذراع أنسام هاتفة بصرامة:
_هيا أنسام! لقد فعلتِ ما يمليه عليكِ ضميرك ولهم حرية التصرف الآن.
نقلت أنسام نظراتها بين العروس المصدومة ذات الوجه الشاحب وبين شقيقها الذي ينظر إليها بألم وتساؤل وغضب فقالت بخفوت:
_سيد صفوان أنا آسفة، لم...
لكنه هتف بها على الفور:
_انصرفي أنسام!
تقهقرت إلى الخلف مودعة إياه بنظراتها المعتذرة فلم تجد منه سوى الحسرة واللوم!
وها هي تلك "الهبة" قد فَرَّقت بينها وبين حُلم آخر!
**********

ندى المطر and Soy yo like this.

سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 12:23 AM   #29

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع الفصل الأول
***
"ماذا تعني بأن الزفاف لم يتم؟"
رَفَعت أنسام وجهها عن شاشة حاسبها إلى صديقتها التي ألقت تلك العبارة للتو، فأجابتها الثانية بحماس:
_يبدو أن شقيقة صفوان صدقتكِ، لقد أخبرتني رحاب أنها رفضت إتمام عقد القران فور أن انصرفنا من الحفل، بالتأكيد انتابها الشك فيه، لقد كنتِ محقة، وجهه كان يشي بحقيقته.
اعتدلت أنسام تسألها باهتمام:
_وصفوان؟!
هَزَّت إيثار كتفيها ثم قالت بإشفاق:
_لا أعلم عنه شيئًا، لكنني متأكدة أنه لن يكتفي بالقتل حين يراكِ، وأعتقد أنه يحق له ذلك، لقد أثرتِ فضيحة في زفاف شقيقته، لا أستطيع تخيل حالة الفتاة الآن.
وضعت أنسام يدها أسفل وجنتها ثم قالت بأسف:
_أعلم أنني تهورت، لكنني لم أجد وقتًا للتفكير، توجست خيفة أن أتأخر حتى يتم عقد القران بالفعل وتعاني المسكينة مع شخص مثله طوال عمرها، وربما.. ربما يدفع بعض الأطفال الثمن.
شردت أنسام لِثوان فاقتلعتها إيثار رغما عنها متسائلة:
_ماذا ستفعلين الآن؟
رمقتها بنظرة مليئة بالعزيمة قبل أن تقول بنبرة لا جدال بها:
_سأعتذر لصفوان، سأحاول إخباره أنني علمت عنه تلك الأمور البشعة من مصدر موثوق.
عَلَّقت إيثار بتهكم قائلة:
_وهل سيصدقك؟
أجابتها باستخفاف أخفى بعض الألم:
_أعتقد أنه اقتراح أفضل من الحقيقة التي لن يصدقها أحد!
**********

ندى المطر likes this.

سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 12:24 AM   #30

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع الفصل الأول
***
يجلس في سيارته منذ مدة لا يعلمها؛
برفقته آخر فتاة قابلها.. اليوم على الأرجح!
مكان مهجور إلا من مبنى وحيد ومظلم نوعًا ما؛
عواء ذئب مُفاجئ؛
وفتاة أخرى مُموهة الملامح تهرول وتسقط، ثم تقف وتعاود الهرولة.. تجاه سيارته!
واختفت مرافقته في نفس اللحظة!
والأخرى صارت على بُعد خطوات من سيارته..
شعر ثائر.. نظرات مخيفة.. ودماء!
وانقضت على باب سيارته لتفتحه لكنه كان أسرع منها فانطلق.. ليجدها مرة أخرى أمامه تمنعه من الهرب!
تَلفَّت حوله بذعر ليجد نفسه في اللحظة التالية مُلقى أرضًا خارج سيارته بينما هي تعلوه رافعة يدها أمام وجهه لتظهر بها مخالب لتنشبها في.. قلبه!
و...
انتفض كنان جالسًا يلهث بعنف وجسده بأكمله يتصبب عرقًا مُتلفِتًا حوله بعينين جاحظتين ليكتشف بعد لحظات أنه كان يحلم، بل كان يرى كابوسًا هو الأسوأ على الإطلاق..
ولليلة الثالثة على التوالي!
ما هذه اللعنة؟! وكيف يتخلص منها قبل أن يتوقف قلبه في إحدى المرات؟
نفض رأسه طاردًا حيرته ومخاوفه والتقط هاتفه هاربًا من كوابيسه إلى تحديد موعد يستطيع به الترفيه عن نفسه قليلًا..
وانقشع القلق.. وحل العَبَث.. واتفق على اللقاء!
**********

ندى المطر likes this.

سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعمالي على قسم قصص من وحي الأعضاء
* رواية ((على ضِفَّة قلبكِ ظمآن))
*رواية ((سَكَن روحي))
*رواية ((وأذاب الندى صقيع أوتاري))
*نوڤيلا ((بين نسائم أفكاري))
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.