03-10-21, 12:24 AM | #31 | ||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| تابع الفصل الأول *** وصلت إلى العمل متأخرة بعض الشيء لتلاحظ حالة من التخبط سائدة بين الموظفين لكنها لم تهتم، كانت مستغرقة بالكامل فيما حدث بالليلة السابقة والحزن يبدو جليًا على وجهها.. دلفت إلى القسم الذي تعمل به فاستقبلتها إيثار والارتباك يصرخ بوجهها وقبل أن تتحدث عاجلتها أنسام بضيق: _إيثار إن كان لديكِ أي توبيخ فلا تبدئي! أنا بالأصل أعاني ما يكفي من الهم. صمتت لبعض الوقت ثم تابعت بِحنق: _لقد هاتفت صفوان بالأمس وخمني ما حدث! هَمَّت إيثار بالتحدث لكنها هتفت على الفور: _لقد عنفني وصرخ بي واتهمني أنني تعمدت إفساد زفاف شقيقته التي تعاني صدمة الآن بسببي حتى أنها منهارة منذ الزفاف ولقد فُقِدت لبعض الوقت خارجًا حتى عادت بعد ساعات تبكي بِقهر. تأففت إيثار وفتحت فاها لكن أنسام تمتمت بِغيظ: _ثم أغلق المكالمة بعد أن أمرني بألا أتصل به ثانية، تصوري أن يكون هذا هو جزائي على أفعالي الطيبة! قالت إيثار بسرعة: _أنسام لقد... لكن أنسام هتفت بِقهر: _لو يعلم كيف أنني أنقذتها من ذلك الحقير! صاحت إيثار بنفاد صبر: _لقد قُتِل الحقير بالأمس! حدَّقت أنسام بها بلا تعبير ثم ما لبث أن ارتسم الذهول على ملامحها بالتدريج فأومأت إيثار برأسها إيجابًا وهي تتابع: _نعم، العريس وجدوه مضرجًا بدمائه بالليلة الماضية، نُقِل إلى المشفى لكن الأطباء يقولون أن حالته حَرِجَة وربما لن ينجو. سألتها بِصوت مبحوح: _يا إلهي! وهل وجدوا الجاني؟ مَطَّت إيثار شفتيها بأسف ثم قالت: _ليس بعد، هناك تحقيقات و... والمقاطعة جاءت من زميلتهما رحاب التي دلفت إلى القسم صائحة بِحماس غير مناسبة للحدث على الإطلاق: "هل علمتم آخر الأخبار؟" التفتت إليها الأعيُن كلها بفضول فتابعت: _لقد وجدوا آلة تصوير في أحد أركان حديقة منزل العريس واتضح أن القاتل امرأة، لكن للأسف وجهها لا يظهر في المقطع. شحب وجه أنسام وإيثار وتبادلا النظرات القلِقة قبل أن تتابع رحاب: _لقد أخبرني سيد صفوان أنهم يقومون بالبحث عن كل النساء اللاتي كن على صلة به. ثم تَرَكَّزَت نظراتها على أنسام تحديدًا وهي تُردِف بشماتة: _وحتى أعداؤه منهن! لم تنزع أنسام عينيها عنها لِثوان ثم غمغمت: _إنها تشك بي. نظرت لها صديقتها بدهشة فتابعت مؤكدة: _إنها تشك أنني من فعلتها. وقبل أن ترد وجدت أن حاجبي أنسام ارتفعا إلى الأعلى بذهول وهي لاتزال تنظر إلى رحاب ثم هَمَست: _ليست وحدها إيثار، لقد.. لقد أبلغ بعض الموظفين عَما حدث في الزفاف والآن أنا بالفعل مشتبه بها! شهقت إيثار بصدمة لكنها تخلصت منها على الفور وهي تجذبها إلى خارج القسم لتواجهها بِحزم: _انصرفي على الفور أنسام! إن كان ذلك حقيقة ما حدث ستتبعك الشرطة في التو. ظهر الرعب على وجه أنسام وهي تسألها باضطراب: _إلى أين أذهب إيثار؟ وجدتي؟ ماذا أقول لها؟ ماذا أفعل؟ زَمَّت إيثار شفتيها بِغيظ ثم قالت بتوتر: _لا يوجد وقت لأسئلتك أنسام، في أية لحظة سنجد الشرطة تبحث عنكِ هنا وفي بيتك. ابيض وجه أنسام أكثر فخاطبتها إيثار بتشديد: _اسمعي! أول ما ستفعلينه أن تتخلصي من هاتفك، ابتاعي آخر على الفور وحدثيني منه! وأنا سأخبر جدتك بكل شيء، أقيمي في أي فندق الآن حتى نستطيع ترتيب خطواتنا جيدًا! بدأت يدا أنسام بالارتجاف فأمسكتهما إيثار بقوة قائلة: _لا تصابي بالذعر! لن ينفعنا هذا الآن، ولا تنسي أن باستطاعتنا استخدام قدرتك الغريبة في إبعاد التهمة عنكِ، لكننا لن ننجح في ذلك إن ألقوا القبض عليكِ. أومأت أنسام برأسها إيجابًا بينما بدت على وشك البكاء وهَمَّت بالانصراف فصاحت إيثار فجأة: _انتظري! توقفت مكانها فاتجهت إيثار إلى القسم مرة أخرى وعادت بعد لحظات حاملة حقيبتها وتناولت منها غرضٍ ما: _احتفظي بهذا معك! حدَّقت أنسام في المِشط الوردي الذي وضعته صديقتها بيدها بدهشة، ثم سألتها بانزعاج: _هل شعري مُشعث إلى هذا الحد؟! عضَّت إيثار على شفتها حتى كادت أن تدميها، ثم هتفت بها بغيظ: _عن أي شعر تتحدثين في هكذا كارثة؟! انظري! وأعقبت عبارتها بأن اختطفت المِشط بريء الهيئة منها ثم فصلت مقبضه بحركة بهلوانية ماهرة ليتضح لأنسام أنه لم يكن إلا.. مُدية! _أتحملين سلاحًا أبيضًا بحقيبتك يا فتاة؟!! وأعادت إيثار سلاحها إلى مظهره المُخادع وهي تجيبها ببساطة: _ليكن دومًا معك حتى إذا احتجتِ إلى الدفاع عن نفسك في مرحلةٍ ما! أخذت أنسام المِشط منها باستسلام وبخوف واضح ثم قالت: _أنا مذعورة إيثار، لم أفعل شيئًا، لقد أردت إنقاذ شقيقته فقط. رَبَتت إيثار على كتفها ثم تناولت هاتفها وهي تقول برفق: _أعلم حبيبتي، لا تجزعي! نحتاج إلى بعض الوقت فقط حتى يصلوا إلى الجاني، هيا بسرعة! لقد طلبتُ لكِ سيارة أجرة ويبدو أنها قد وصلت بالأسفل، لونها أحمر ورقم لوحتها *** انطلقت على الفور وهبطت الدرجات لتلاحظ نظرات الموظفين لها، وبسهولة اجتاحت شكوكهم شبه المتيقنة بها عقلها ليكتنفها الذعر أكثر، تكاد تقف أمام كل منهم لتقسم له أنها ليست بمجرمة! وعندما وصلت إلى الأسفل استطاعت بمنتهى السهولة سماع صافرة سيارة الشرطة المميزة تُنبئ عن اقتراب وصولهم إلى الفرع فأسرعت خطواتها أكثر مُستدعية رقم سيارة الأجرة بعقلها.. ********** | ||||
03-10-21, 12:25 AM | #32 | ||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| خرج من المقهى بعد أن قام بتوديع مرافقته التي لم تساهم كثيرًا في تخليصه من آثار كابوسه المخيف بحديثها التافه حول آخر مكان اكتشفته وأحبت السهر به مُحاوِلة تشجيعه على مُشاركتها الليلة فتعلل برغبته في النوم باكرًا! وقف للحظات ينظر يمينًا ويسارًا بلا هدف يفكر في خطوته التالية.. ما أكثر ملل الحياة التي يعيشها حقًا! بعد وفاة أبيه وزواج شقيقته أصرت والدته على الاستقرار مع أخيها الذي أصبح وحيدًا بعد انفصاله عن زوجته.. فأمسى هو وحيدًا! اتجه إلى سيارته الحمراء واستقلها؛ وبعد تخليه عن مهنته وتقاعُده بوقت مبكر مُكتفيًا بالإنفاق من أرباح إنتاج الأرض التي ورثها عن أبيه.. صار ثريًا بعض الشيء.. عاطل برغبته! لَمَح ذلك المبنى وأطال النظر إليه مليًّا، وبداخله أجزم بأنه قد رآه من قبل بالرغم من أنه للمرة الأولى يتواجد بهذه المنطقة؛ وبعد إنهاء خطبته منذ عامين بسبب كثرة الخلافات والاختلافات اتخذ قراره بِنبذ فكرة الزواج تمامًا والاكتفاء بوحدته، لكن ذلك القرار لم يمنعه من التعارف والتقارب مع العديد من الراغبات.. ليس شيخًا..ليس مُعقدًا.. لكنه أيضًا ليس ماجنًا..! بشرود نظر إلى صورته المنعكسة على مرآة السيارة الداخلية وهو يحك ذقنه الحليقة ويُجفف بضع قطرات من العرق احتشدت على بشرة وجهه المائلة إلى السُمرة مُنزعجًا من الإرهاق الواضح بعينيه بعد أن تخلَّى عنه النوم تاركًا الساحة لذلك الكابوس الدامي، ثم نفض رأسه بأفكاره المتباينة وهَمَّ بالقيادة زافرًا بسأم، متأففًا بضجر؛ لكن الأيام رتيبة متشابهة؛ ألا يستطيع الحصول على بعض المغامرة والإثارة والــ... بمعجزة كَبَح جماح سيارته فأحدثت صوت صرير مزعج قبل أن يمس هذه الجنية التي ظهرت من اللامكان ببضع سنتيمترات فقط! وعلى الفور_وعلى عكس المنتظر_ التفت بعينيه إلى ذلك المبنى؛ إنه هو نفسه.. ما يراه في كوابيسه كل ليلة! وقبل أن يعود بنظراته إلى من كاد يصدمها وجدها تحاول فتح الباب الخلفي بلا جدوى، فانطلقت تفتح الباب الجانبي لترتمي على المقعد المُجاور له صارخة به: _قُد السيارة بسرعة! *****نهاية الفصل الأول***** | ||||
03-10-21, 06:52 AM | #34 | ||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل دسم جدا وفكرة جديدة وبلا شك مثيرة بالرغم من تسرع انسام وهروبها الغير منطقي إلا أن القادم يحتوي على مغامرة اعتقد انها من الرومانسية والكوميديا والدراما مما يجعلني متشوقة للأحداث القادمه | ||||
04-10-21, 04:57 AM | #35 | |||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
سعيدة جدًا ان الفصل عجبك حبيبتي وأتمنى القادم يطلع عند حُسن ظنك | |||||
08-10-21, 03:06 AM | #38 | ||||
| الفكرة جميييلة جدااا .. و متشوقة للقاادم ❤ و طبعا اشكر انسام لأنها انقذتني من نزار 😂😂 لاول مرة اجد اسمي في رواية ، لكن اظن ان القاتلة هي انا 😂😂 و اتمنى ان لا اكون هروب انسام لم يكن جيدا لكنه سبب في لقائها مع كنان بعد ان ظنته صاحب سيارة اجرة، و هذا ما كان يراه في الكابوس .. ثم تصيب قلبه في مقتل | ||||
09-10-21, 05:08 PM | #40 | |||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
على فكرة اسم إيمان غالي عليا جدًا سعيدة جدا إن البداية عجبتك حبيبتي.. أتمنى الأحداث الجاية كمان تطلع عند حُسْن ظنك | |||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|