آخر 10 مشاركات
رهين الشك _ شارلوت لامب _ روايات غادة(مكتوبة /كاملة) (الكاتـب : منة الله - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9707Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-22, 12:31 AM   #831

بيكهيون

? العضوٌ??? » 459193
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » بيكهيون is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
يسعد صباحك آمالي🌷

كفيتِ ووفيتِ.👏...معك بكل كلمة👍🥰

فعلاً بيكهيون عسولة جدااا وانا ما توقعت انها لسة صغيرة ومش متجوزة🤭🤣لأنه ردت مرة انها حاسة الابطال مثل اولادها وبدها تفرح فيهم🤦‍♀️😆
اييي خجلتونيي😳😳👈👉 وين حط وشي هلأ🤣🤣🤣
بقولك هوس في يا الحان بحب اقرأ روايات بنهاية ابابطال يجيبو اطفال و اذا ما كان في اطفال يا نهار اسود خاصة اني اتعلق فالشخصيات و عيش معن🤣🤣
ما بعرف متعلقة بالاطفال كثير عندي هوس بالاطفال شيء الوحيد يلي يخليني افكر اتجوز بكير ما بعرف مين اجا هالهوس بس و انا صغيرة بعمر 13 خالتي كانت تخلي عندي اطفالها لحتى مرة خلت عندي بنتها بعمر الشهرين و خرجت بتذكر ضلت تبكي و انا شايلتها و هدئ فيها لدرجة لما تنام بوضعها عالسرير تفيق و ترجع تبكي فمن التعب نمت واضعة تحت ايدي وسائدة و هي فحضني 🤣🤣 لما دخلت خالتي اتصدمت من المنظر و صارت دايما تخليها عندي لدرجة انو امي تروح عالشغل وضل انا و بنت خالتي و جدتي لوحدنا بالبيت و صارت تنام معي فتعودت اصحى عضحكاتها لما تفيقني اغيرلها تيابها امشطلها شعرها مرة بتذكر كان لازم اروح عالمدرسة و هي ما عندها حليب نفذ من عندي فرحت اجري الصبح بدور عالحليب فالصيدليات طبختو وتركتها مع جدتي و صارت تبقى معي دايما و متعلقة في لدرجة صارت تقلي ماما🥺🥺 مرات بفرط ضحك من عمايلها وكلامها و بتجنني الصبح عشان تاكل تاخد لقمة و دور تعلب .....و لما اجي نيمها تتكلم عكلشي و ما تنام الا لما تنيمني 🤣🤣🤣🤣و الله الاطفال نعمة كبيرة بيحسسوك مشاعر فريدة كثير و ما يمكن وصفها صرت حس بفراغ لما خالتي راحت تسكن بمنطقة بعيدة لهيك بحب اقرا روايات فيها اطفال🤣🤣🤣 لا تواخذوني


بيكهيون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 12:37 AM   #832

بيكهيون

? العضوٌ??? » 459193
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » بيكهيون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
ههههه تحية للمرأة الحرة مناصؤة النساء و الدراسة و العمل.
بالطبع السوء و الخير في كل مكان انا ارى المشكلة في لاني صعبة الإرضاء، أريد رجلا حنون متفهم مثقف رومانسي و هذه التركيبات لا تجتمع، أنا حالمة جدا لن أرضى بزواج تقلدي و علاقة عادية هههه
نفس مواصفاتك يا نورهان بحب شخص متفهم حنون رمنسي يدعمني و يقدرني و اهم حاجة يحترمني
بصح فنقطة الزواج التقيدي انا برضى بيه يعني ما بحب اتعرف عرجال خارج رباط شرعي و بدون علم بابا بس برضى بخطبة تقليدية عشان نتعارف


بيكهيون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 12:40 AM   #833

بيكهيون

? العضوٌ??? » 459193
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » بيكهيون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
فعلا لكل لهجة أسرارها تعرفي أننا في المغرب و قد لا نجيد التواصل مع بعضنا بسبب التنوع الهول للهجات، أما اذا تحدثنا عن السوسية و الريفية و الشلحة، ههه هؤلاء لغة مستقلة بذاتها مختلفة عن بعضعها تماما و صدقيني و الله الصينية اسهل منها بكثيييير، هذه اللهجات الغير عربية تجمع في مسمى الأمازغية
حتى احنا يا نورهان مرات لما اسافر عمكان خارج مدينتي بنتبه لكلامي عشان ما زعل حدا و مرا عمتي راحت عندكم للمغرب قالك للواحد مالك مقلق قالها انا مقلق انا ملقلق🤣🤣🤣 مقلق عندنا متومتر و عندكم راه يقطع فقشه🤣🤣 حتى فهموها


بيكهيون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 12:44 AM   #834

بيكهيون

? العضوٌ??? » 459193
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » بيكهيون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
أيوة من جديد سمعت بالأمازيغية يعني اذا لهجتكم العادية بدنا مترجم وكيف هذه ههههه.....اعتقد كل دولة عربية داخلها لهجات مختلفة وإن لم يكن باللفظ يكون باختلاف المصطلحات .....هكذا عندنا .....فلسطين لهجة أهل غزة تختلف أعتقد فيها من لهجة أهل سيناء في مصر.....مثلا في جنوب فلسطين لهجة البدو.....في الشمال أقرب للهجة السورية وفي الوسط تشبه تقريبا اللهجة الأردنية...طبعا كله مفهوم النا هههه والمصطلحات الغريبة بنفهمها من سياق الجملة ....
صحح كلامك عندنا بالجزائر بعيدا عن اهل البدو و الجنوب بس الامازيع عندهم كتابة مخصصة و لغة مخصصة لو قلك يا لحون اما ما بفهم ولا شيء فيها 🙃🙃🥴🥴 لك الكلام ما يتفهم اصلا كانن عايشين بدولة غير🤣🤣


بيكهيون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 02:24 AM   #835

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا أحلى اخوات..


تأخرت لأنه في بيت الأهل بتخرب المواعيد ههههه......🙈

هنزله حالاً بإذن الله.....


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 02:33 AM   #836

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون (( ثورة عشق وحرب ))



لو كان رجلاً آلياً لما تحمل العمل كل هذه الساعات !!....فمنذ تركه لمنزلنا ولدنيته عاد الى المركز ولعمله الذي كان من المفترض ان ينتهي أمس في التاسعة مساءً لكنه ضاعف ساعاته لتكون حُجّة له بعدم عودته الى البيت !!....ظلّ طوال الليل يعمل ويفكر في مشكلته ....فلا استطاع اتمام عمله ولا استطاع حلّ معضلته....!!....نظر الى ساعة يده وكانت تشير الى السابعة والنصف صباحاً...أنهكه التعب ونال منه لكنه لن يسمح لنفسه بالسقوط!!.....نهض عن كرسيه وحمل هاتفه الخاص بالعمل ثم دنا من النافذة .....ضيّق عينيه لحظة اقتحام اشعة الشمس لهما عند شدّه الخيط الجانبي ليرفع الستارة الذهبية المتحركة!!....شق النافذة ليستنشق هواءً بارداً نقياً....تنهّد بعمق وليت تنهداته أراحته وليت الهواء برّد النيران في قلبه!!....وضع على اسم لأحد عناصره على هاتفه ورفعه لأذنه ينتظر الاجابة !!..
" احترامي سيدي...!!."

" صباح الخير بشار..!.."

" صباح النور سيدي....اؤمرني!.."

" ما الوضع عندك؟!.."

" كما هو سيدي.....البيت ساكن لا حركة فيه وطوال الليل كان ضوء خفيف داخلي فقط دون أي اضاءة خارجية!!..."

سأل بنبرة خافتة مرتاباً:
" كيف هذا؟!....لمَ لم تقل لي ؟!.."

" لم اشأ ازعاجك سيدي !...لم أرَ أي شيءٍ مشبوه!!..."

" وشادي الصغير ؟!....هل خرج للمدرسة؟!.."

" كلا سيدي....لم يخرج أحد....يبدو أنهم نيام!!..."

" حسناً...اغلق!.."

أغلق الهاتف بقلبٍ منقبض بعد كلامه مع عنصره الذي أرسله كحارسٍ في الليل عليهم ..بدأ القلق يضغط عليه!!....ليس عادتهم عدم اضاءة ساحات البيت !! وكذلك لا يتأخر أو يغيب الصغير الّا لسببٍ ما !!....زفر أنفاسه الحائرة ثم وضع على لائحة الاتصالات الأخيرة والتي كانت معظمها صادرة الى شقيقه ( مؤنس ) الذي أخذ منه سيارته البارحة عصراً وكان قد نسي (سامي) هاتفه الخاص بها حتى انتهى شحنه ولم ينتبه شقيقه ليعيده له وكل محاولات الاتصال به فشلت بسبب سوء التغطية في المكان الذي ذهب اليه مع اصدقائه للمبيت!!.وهذا أدى لاشتعال صديقي والحنق على اخيه فهو لم يترك هاتفه يوماً وشاءت الصدف أن يحصل هذا معه بعد الشجار بينه وبين زوجته..!!....اعتصره الغيظ والخوف في آنٍ واحد!!...تمتم شاتماً:
" تباً لك أيها الأحمق مؤنس !!...الحق على الذي سلّمك سيارته !!..."

تأفف ونبضات قلبه تتسارع بين ضلوعه !!....وتساؤلات كثيرة تبارت لغزو عقله....ماذا لو احتاجوه ولم يجدوه؟!....ماذا لو حصل لأحدهم شيء وهو كالمغفل جالس في مكانه ؟!....ماذا لو غضبت منه حماته التي لم يزعلها ولم تزعله يوما؟!...هو حزين على ما حصل ولم يرغب بالوصول لهذه النقطة لكن غيظه منها يعادل حزنه !!....يعلم أنها لم تحب يوماً قريبته وهو غير مهتم بأن تحبها أصلاً إنما يريد أن يبقى شأن زوجته وحبيبة قلبه مرفوعاً في عائلته بحُسنِ تربيتها وأخلاقها وسمعتها الطيبة ولا يريد أن تفعل شيئاً يرمونها به ويعايرونها.!!.....دائماً يحرص للحفاظ على صورتها التي عرفوها بها ولم يتوقع أن عدم محبتها أو بالأحرى كرهها وغيرتها من ابنة خالته يجعلها أن تتمادى في تصرفاتها معها لدرجة أن تهينها بشكل مخزي بالإضافة أن تتبجح في ملكية بيتها بكل غرور دون أن تعمل حساب له وكأن ما قالته شيئاً لا يستحق كل هذه ردة الفعل!!......لم يربط الشيء بالهرمونات وأفعالها البتة ....!!....هذا شيء أعظم من أن يتهم به تلك الحالة التي تجتاحها من حين لآخر....!!....قرر المجازفة للاتصال بحماته رغم خجله منها لأنه لأول مرة تمر ساعات كثيرة دون أن يطمئن عليهم كعادته وليس لأنه مخطئ فهو لا يرى نفسه هكذا...!!...حاول وإذ به مغلق !!....يبدو أنه اليوم العالمي لإغلاق الهواتف على حظه!!.....فهو لا يعلم اين هي وأن بطارية هاتفها نفدت ولا شاحن في ذاك المكان معها !!.....موجة من الرهبة غلّفته !!...قرر الاتصال بزوجته...رن ورن ولا من مجيب!!...سيطر عليه الاضطراب الشديد وازداد وجله وسخنت دماؤه!!....توجه الى مكان جلوسه ثم أخرج من درج مكتبه مفاتيح سيارته الخاصة بالشرطة وخرج مسرعاً للذهاب الى بيتنا الجبليّ للذين تركهم خلفه !!.....أزمة مرور تعيق سرعته لأن هذه الأوقات تكون الحركة نشطة بسبب توافد الناس للعمل والطلاب لمدارسهم..!!.الطرق تعج بالأمواج البشرية !!...هل أتى يوم الحشر؟!.....كان بسبابته ينقر برتابة على المقود...من يراه يظنه طرباناً على اغنية ما ولا يعلمون أن اعصابه ثائرة في منابعه وهي التي تسيّر حركاته..!! والاشارة الحمراء البغيضة لم تتغير ...هل تتفاخر بلونها ؟!... أما المشاة يقطعون الممر كقطيع الأغنام دون نهاية ودون راعي ينظّمهم!!....لمَ كل شيء اليوم يقف ضده؟!!....وبينما هو في حالة الانتظار الممل القاهر استرجع في عقله مهاتفة شقيقته له والنقاط التي أثارت حفيظته!!..:
\\\..." أخي بالله عليك لا تغضب منها....لكن افهم لمَ تصرفت هكذا مع أريج؟!.."

" ماذا قالت لها بالضبط؟!.."

كان يسأل بهدوئه المعهود في البداية وكان واثقاً بكلام شقيقته على أساس أنها شاهدة على كل حرف ولم يعرف أن التي بجانبها هي من كانت تملي عليها ماذا تقول وأن (رزان) بطيبتها تصدق وتنقل له الكلام وخصوصاً أن دموع التماسيح لها النصيب الأكبر في التأثير للعطف عليها والوقوف معها !!... :
" كانت تحكي لها عن طفولتنا جميعاً ..نحن أي أنا وأنتَ وباقي أخوتي وبنات خالاتي وعلاقتنا ببعضنا وكيف تربينا معاً وكم كنا مقرّبين وكيف كنتَ أقرب صديق لأريج وتدافع عنها ولم تسمح لأحد بأذيتها وأن مشاغل الحياة ابعدتنا فقالت لها دنيا *.. لمَ اذاً لم تتزوجي سامي ما دامت علاقتكما قوية لهذه الدرجة ؟..*...فنهرتها أريج عن هذا الكلام الغير لائق بحقكما وقالت لها..* علاقتنا قوية برباط الدم الذي يجمعنا فنحن أخوة لا أكثر وعيب أن يصدر منكِ هذا الكلام...*.....فردت عليها دنيا..* ..ليست واحدة مثلك أنتِ تعلمني أنا ابنة محيي الدين ما هو العيب ومن فضلك من غير جلبة اخرجي من بيتي *...ولما قالت لها أريج أنها تدوس بساطك وأنك لن ترضى بهذا فأجابتها ..*...أنتِ تعلمين جيداً كما الجميع يعلم أن هذا بيتي أنا وليس بيت ابن خالتك وهو يسكن هنا لفترة مؤقتة !!....اخرجي..*.."

سألها مغتاظاً مما سمع ومما صدر من زوجته وبدا صوته الصافي خشناً:
" وماذا حصل بعدها ؟!.."

أجابت:
" عندما قررنا الخروج من بيتهم لم تحاول الاعتذار أو ايقافنا وظلّت صامتة تتفرج !.....لو أنها اعتذرت لحللنا كل شيء دون اعلام احد بما حدث....لكنها صدمتني ....لم تحرك ساكناً وتركتنا نخرج دون ان توصلنا للباب!!....أرجوك أخي....افهم منها لمَ تصرّفت هكذا...لكن دون شجار لطفاً!!... حقاً لم نتوقع منها هكذا سلوك!!...انا محرجة من خالتي....ستتضايق المسكينة.."...\\\

هو استمع لكلامها بثقة بها ولم يدرِ أن هذا كله لم تشهد عليه!!.. وإنما ما كان الّا مجرد تلفيق وبهتان من قريبته الشقراء التي أكملت في تأليف ما أرادت بعد خروجهما من منزلنا لتأخذ راحتها بالافتراء دون أي رادع يكذّب أقوالها وخاصة بعد استمتاعها برؤية ردود أفعال مَن صدّقتها!!....كم حاول في الماضي التغاضي عن حركاتها المشبوهة معه من أجل خاطر والدته وخالته !!..هو يعلم بأن قلبها يميل له لكنه لم يعطها يوماً أي أمل ولم يبنِ لها أحلاماً !!....لو لم تكن (رزان) موجودة لتأكد أنها ما هي الّا الاعيب دنيئة منها لكن سكت الكلام عند شهادة اخته الخلوقة!!.....

قاطع شروده بمكالمة البارحة التي حدثت مع شقيقته صوت زامور السيارات من خلفه لتنبيهه على تبدّل الاشارة الضوئية للأخضر....شدّ قبضته على المقود بعد أن بدّل وضع ناقل الحركة للسير ونظر بالمرآة الجانبية ثم دعس على الوقود لينطلق مسرعاً حانقاً ومتمتماً:
" يا حمقاء تباً لكِ....لمَ تغارين من واحدة لا أراها اطلاقاً ؟!...ألا تثقين بعشقي لكِ ؟!...من يبدّل العسل بالعلقم يا عينيّ الشهد؟!..."

تنهّد بقوة لينسى أو يتناسى ثم نظر لساعة سيارته ولكن أبى عقله ترك ما آلمه فتابع في سره يلومها....
" أحقاً تقسّمين الاشياء بيننا ؟...هذا لي وذاك لكَ ؟!..هل أصبح الآن البيت بيتك أنتِ ووضعتني على الرف ؟! هل غديتُ في نظرك كالدخيل؟!.....خذلتِني بتصرّفك القبيح هذا يا دنيا!!..."

ونطق بصوتٍ جريح:
" خذلتِني فوق ما تتصوري!.."

×
×
×

أعطى أمره لعنصره بالعودة الى المركز وما إن أوقف سيارته في ساحة بيتنا وقبل أن يترجل حتى لمح بالمرآة سيارة أجرة تقف خارج البوابة الكبيرة !!...ركّز بصره ليرى من الزائر الصباحي ؟!...جحظت عيناه بذهول لمّا رأى أمي وأخي ينزلان منها !....هدر قلبه بين ضلوعه مرتاعاً عند ولوجهما الى الساحة وحماته تحتضن ابنها بوهن !....لم يأخذ منه الأمر ثواني حتى أصبح يقف أمامهما !!....تملكته الهواجس والوساوس .....تطلّع عليهما بملامح مرتابة متسائلة وقابله شقيقي بنظرات عتاب مخذولاً أما حماته التي أخذ منها التعب ما أخذ بسبب سهرها وانصهار اعصابها على فلذة كبدها حررت يدها التي تحضن ابنها ثم اقتربت منه بابتسامة شاحبة وهمست بحزن:
" سامي!!...بنيّ!..أين كنت؟!...اتصلنا بك عدة مرات ولم نستطع الوصول اليك !.."

ازداد قلقه وتسارعت نبضاته بوجل وكذلك استغرب هدوءها معه وقبل ان ينطق حرفاً اخفض عينيه ناظراً للصغير بتساؤل صامت فأومأ له الأخير بحركة حاجبيه لفوق بأنها لا تعلم بما حدث ...نبهه رغم حزنه على شقيقتنا وغضبه منه ....لقد حاول مداراة ما حدث بعقلانية تفوق سنه خوفاً من تفاقم الوضع ومن مضاعفة الحزن على والدتنا التي تضع نسيبها في بؤبؤ عينها ولبّ قلبها !!...لا يريد أن يُحدِث بينهما شرخاً لا يُرَمم و(دنيا) حالتها لم تسمح لها آنذاك بشرح ما حصل بينهما فقد انشغلت في اوجاعها ولمّا أخذ (سامي) الاجابة أعاد حدقتيه للواقفة أمامه سائلاً بشك:
" خيرٌ أمي!!....أين كنتما في هذا الوقت الباكر ولمَ لم يذهب شادي للمدرسة ؟!..."

فركت يديها ببعضهما بتوتر بعد أن أسدلت أهدابها لتخفي الدمع في عينيها وهمست:
" كنا في المشفى !!.."

" المشفى ؟!!!.."

ألحق كلمتها المجيبة بكلمته المستنكرة والتي رافقتها الرجفة في صوته ثم جال بعينيه عليهما بنظرات تفحصيّة سريعة وابتلع ريقه مردفاً عندما تأكد أنهما سليمان:
" دُ...دُنيا !...اين دنيا ؟!.."

التفت للخلف مشيراً بعينيه ورأسه نحو البيت واستطرد وهو على نفس الوضعية:
" في البيت دنيا ....أليس كذلك ؟!.."

أعاد وجهه إليهما بعدما شعر أن الصمت طال من كليهما وكرر سؤاله فسقطت دمعة من احدى مقلتيها وأجابت بخفوت:
" لذلك اتصلت بك.....دنيا في المشفى منذ البارحة !!.."

" ماذا؟"

قالها متفاجئاً ثم أمسك بقبضتيه طرفيّ كتفيها برجاء وهمس يواسي حاله:
" لم يحصل شيئاً !....أليس كذلك أمي ؟!..."

وأردف:
" لمَ لمْ تتصلي بي على هاتف العمل ؟!..."

ردّت بأسى على حال ابنتها:
" اتصلنا بك على هاتفك الخاص ولمّا لم تجب لم يكن معنا الوقت لمحاولات أخرى..."

اختنق صوتها بين طيّات الوجع على مهجة قلبها وهي تكمل :
" لذا اضطررتُ لطلب الاسعاف !..وبعدها انتهى الشحن من الهاتف ."

لم يسعفه اتقانه التمثيلي الذي يستخدمه لإخفاء الخوف...التوتر...الحزن عن ملامح وجهه ولم يستطع السيطرة على نبرة صوته التي فضحت تمزق احشائه رعباً عليها :
" ما بها دنيا ؟!...ماذا حصل ؟؟!.."

بخفوت مهيب أكمل تائهاً:
" دنيا.!...ابني !!.."

برجاء مميت همس :
" اريحيني أمي.."

ثم بشق الأنفس جاهد ليخبئ بكاء قلبه مكرراً رجاءه:
" بالله عليكِ ...اريحيني!!...قولي لي لم يحدث لهما أي سوء وأنهما بخير..."


~~~~~~~~~~~~~~~~~~


" مـ...ماذا؟!.."

اهتز قلبها بين أضلعها خيفة ثم ازدردت لعابها وهي تُرجع يديها لخلفها ..تلتصق بإطار الباب وكأنها ترجو منه الأمان بعد سؤالها الاستنكاري ثم حَشرَت نفسها أكثر لتلصق كعبي قدميها كما يديها وأردفت بتلعثم تطالعني بعينيها اللتين تحولتا من حالة غضب الى ذهول وخوف:
" كـَ...كـتيبة.....ألـ...فهد...الأ سود ؟!!.."

ضغطت على شفتيها مرتبكة ضائعة وأكملت:
" مـَ...من...أنت؟!....أنا...أنا ...لا أفهم شيئاً!.."

أنهت جملتها ترفع يديها تحيط رأسها قرب صدغيها وهي تطأطئه للأسفل ناظرة لموضع العقد الذهبي وقد ظننتُ أنها نظرات ضياع بينما كانت تركيز لتربط الاشياء ببعضها ثم همست بصوت خفيض وهي تهز رأسها برفض:
" كـَ...كيف ؟!...يا الله...مستحيل.....أبـ...أبي...ال فهد الأسود ؟!.."

تحرّكتُ من مكاني خارجا من خلف المكتب مقترباً منها وعينيّ المصعوقتين لا تحيدان عن عينيها التائهتين وبالكاد أفلحت باخراج كلماتي التي لا معنى لها ولا منفعة ارجوها منها:
" اهدئي ألمى...ليس كما تظنين!.."

ولما وصلتها رفعت يدها كدرع تحمي نفسها صارخة بحقد إثر الصراعات الداخلية التي كادت تزهق روحها:
" قف عندك ولا تقترب مني !! ..."

ثم رمقتني بنظرة جارحة وبحركة سريعة انحنت تلتقط عقدها الذهبي تشدّ عليه بقبضتها والسلسلة تنساب من بين أصابعها وهي تهز يدها لتعود تقاسيم الغضب بشكل مبالغ على وجهها وعلا صوتها :
" من أين حصلت على هذا ؟! ....من أنت وكيف وصل إليك ؟!..."

قلت بقوة فاشلة احاول تدارك الموقف باستماتة وانا على حافة الانهيار :
" ألا يمكن أنني اشتريته من محل الذهب...مثلاً ..لأهديك اياه ؟!.."

قالت ساخرة بغيظ تكشف كذبتي التافهة:
" سبحان الله !...شاءت الصدف أن تشتري شيئاً يعود لي دون أن تعرفني مسبقاً ؟؟!.....طفلة أمامك تظن باستطاعتك الهائها بقطعة حلوى أو كذبة بيضاء ....أليس كذلك؟!..."

وصرخت تستوجبني بثقة:
" كُن رجلاً وأجبني من أنت ......من أنت وكيف وصل هذا لعندك ؟!.."

" ألمى !!.."
" ألمى..."

همست اسمها بهدوء وانا اقترب منها فانحرفت جانبا مبتعدة وصاحت بي:
" ماذا ألمى ألمى ؟!...لا تقترب وأجب هيا ....."

واستطردت بنفس النبرة وهي تشير بعينيها على صدري وتحديدا على المكتوب عليه [ كتيبة الفهد الأسود ]..":
"..أرني شجاعتك واخبرني عن هدفك الذي بتّ أعرفه !!.."

ثم ضحكت باستهزاء وازدراء وأكملت ناظرة بتحدي وسموم كراهية تكاد تقطر من وجهها :
" أجل...بتّ أعرف لأي حثالة ومجرمين تنتمي....أيها ...."

وباستصغار واحتقار وهي تلوي شفتيها أردفت:
" أيها الفهد الأسود!!..."

دنوتُ منها دون أن اشعرها عن الحرب الضروس التي تشتعل داخلي ...ما زلتُ أسيطر على سكوني المزيّف ومددتُ يدي لها قائلاً:
" ألا يمكن أنك تظلمينهم بادّعائك هذا ؟!.."

هتفت من بين أسنانها بكراهية وضغينة:
" لا تلمسني...ثم أي ظلم تتحدث عنه ؟!....هؤلاء لا يعنوني شيئاً الآن..!!"

ورفعت الذي تمسكه بيدها متابعة:
" بقدر ما يعنيني هذا الذي اضعته منذ سنوات !!..."

وبجسارة وشموخ استقامت ثم قابلتني بتحدي وجسدينا يكادان يتلامسان والصقت عقد القلب الذهبي امام عينيّ وهتفت:
" لن تتحرك قبل أن تخبرني عن عقدي !!.."

بقيتُ مكاني صامتاً محاولاً التحكّم بكل خلية اهتزت في جسدي ولكن صمتي أجج النار داخلها فبقبضتيها ضربت صدري ضربة تلو ضربة وقالت بصوت غاضب يمتزج معه البكاء بعد أن تجمّعت الدموع في عينيها وأنا اعلن استسلامي لضعفي دون أن أنبس ببنت كلمة :
" هيا...قل....لمَ أنت صامت؟!"
" هيا أجبني....من أنت؟!.."
" لا تصمت!.."
" اخبرني كيف وصل إليك ؟!.."

هي تضرب وتصرخ بينما كنتُ محافظاً على سكوتي وصمودي:
" تريدون أذية ابي بي أليس كذلك ؟!.."
" أنتم أعداء أبي يا أوغاد !!.."
" اخبرني ....اخبرني أين وجدته ؟! "

" اخـ...ـبِرني.."

قالت كلمتها الأخيرة ثم انهارت حصونها وقوتها وانزلقت جاثية عند قدميّ وأنا لم استطع انزال نظري إليها لأني ما عدتُ أحتمل رؤية أوجاعها فهمستْ همسات واهية وهي تتكئ بإحدى كفيها على الأرض الرخامية بينما الأخرى تقبض العقد بقوة كأنها تخاف فقدانه من جديد ونكست رأسها حتى كاد يلتصق بصدرها :
" كسرتني ...بل...قتلتني !.... قتلتني....."

استأنفت متوسلة وهي بأقصى ألامها وضعفها:
" أرجوك قل لي من أنت وماذا يفعل هذا معك ؟!...قسماً سأموت...أنعشني باجابتك !!...لمَ أصابك الخرس؟!....أو.....أو هذا ما تريده....قتلي..بلى....تسعى لقتلي."

وبقلة حيلة رفعت رأسها إليّ ولم تلحظ دمعة نزفت من روحي كادت تفضح بكاء خائني عليها فأخفضتُ رأسي إليها بلا حول ولا قوة مني بعد أن تاهت كلماتي لتتلاقى الأعين الموبوءة بوباء الغدر والخداع وهمستْ:
" صحيح....تريد حرقي لإحراق أبي عليّ.....يا لغبائي ...انجلى كل شيء "
وبنظرات شزرا تشع غلاً رمقتني وهتفت وهي تجز على أسنانها:
" الآن فهمت.....لن تسمح باحتراقي الذي وعدت أو أن يحرقني أحد لأنك توليّت هذه المهمة لتعيش متعة نثر رمادي بنفسك!!....يا.....يا...حقاً لم أعد أدري بماذا أناديك ؟!....فأنت مجرد أكذوبة اقتحمتْ حياتي !!..."

وبعد كلماتها التي كانت كطلقات رصاص على روحي استوعبتْ الموقف الآن أكثر فبقوة وافتها هبّت منتصبة ثم سحبت هاتفها من جيب بنطالها الجينز الخلفي وبدأت تنقر عليه رقمها السري متمتمة بحماقة قلقاً عليه:
" أجل...ابي....يجب أن يعرف حالاً...أبي !!.."

ولم تدرك كيف سحبته بخفة من بين يديها هاتفاً بقسوة بعد أن استعدتُ قوتي ووعيي متحدياً نفسي على عدم الضعف مهما كان من أجلها:
" كلا يا صغيرة.....لن يعرف والدك شيئاً !!..ما زال الوقت باكراً على هذا..."

هجمت عليّ تحاول سحبه مني فرفعتُ يدي للأعلى ابعده عنها وبدأت تقاوم وتجاهد لأخذه وأنا ازيحه هنا وهناك فمسكت ياقة بلوزتي بغل وحدقتاها ترتجّان بقهر وتشدّ على فكيها بنقمة ونفور وصرخت بأنفاسها المتوهجة:
" اعطني هاتفي..."

أجبت ببرود لاسع وأنا أسلّط أرضي التي جفت من هول ما أعيش هذه اللحظة على سماءيها المحتقنة بالدموع:
" لن أعطيك....لا تحلمي!!....إن اخطأتُ بالوثوق بكِ لن أسمح باستمرار هذا الخطأ.....لن أسمح أن تهدمي ما بنيت!!.."

هزتني وصرخت وهي تفلت احدى يديها لتعود تقفز للمحاولة من جديد بأخذه مني:
" ستعطيني...أتسمع ؟!..."
" هيا اعطني اياه..."

وثارت حركاتها بجنون وهي تجاهد للحصول عليه متابعة بصريخ يتخلله البكاء:
" لن أسمح لك بأذية أبي....سآخذه ....اعطني!.."

بنبرة مع نظرة حادتين قلت:
" ارتاحي...لن تحصلي عليه ولو على جثتي!....لا حاجة باستهلاك طاقتك سدى!..."

بدأت تضرب بهستيرية الى حيث تصل يداها بعد أن استفززتها بجوابي!! ...تارة لكمات وتارة تخدشني بأظافرها على عنقي وعلى كفيّ كالقطة الشرسة وهي تبكي وتشتم:
" سآخذه يا مخادع...."
" اعطني اياه يا سليل المجرمين...."
" اللعنة عليكم يا أوغاد.."
" تباً لك وتباً لسذاجتي...!!.."

تتابع بحركاتها العنيفة العدوانية وأنا كنتُ أتلقّاها صابراً وكأنني جماد والله وحده يعلم أي طعنات وأي طلقات وأي حرائق أعيش داخلي الى أن شعرتُ بعنقي ينزف مع نحري وأعلى صدري بعد أن نجحت في تمزيق بلوزتي لتضع فوق جروحي الملح وهي تتابع بحقد بدا كأنه كان دفيناً وظهر على السطح :
" قل لي ماذا تريدون منا يا خونة .؟!.."
" أخبرني ماذا تريد من أبي ؟!........أجل رأيت عدم محبتك له ....عيناك كانت تفضح حقدك لكني كنتُ أكذّب نفسي ببراءة وحُسن ظن بك....وها أنت لم تكن سوى ...سـِ...ـوى....نذل....حقير... ستلحق الضرر بأبي أنت وأعوانك الخونة!!.....أعلم عن كرهكم لأبي وتربّصكم له يا حاقدين."

" كـفـــــــى!!!.."

زجرتها منفجراً من قعر الألم بصوت هادر بعد أن ألقيتُ الهاتف ارضاً وأمسكتها من ذراعيها قرب كتفيها بخشونة وفظاظة ثم أرجعتها للخلف حتى ألصقتها للحائط أحشرها فاختفى جسدها الضئيل بجسدي الضخم وأكملت بصوتي العالي الجارح ونظراتي القاتلة وبأوداجي المنتفخة وعروقي البارزة بعد أن صعقتني وأضنت أعصابي:
" أتريدين معرفة الحقيقة..؟!..."
" هل أنتِ قادرة على سماعها...؟!.."
" أتستطيعين تحمّلها كما أنا تحمّلتها ؟!.."
" قولي لي يا مدللة !!.."

وصرخت أكثر بصلابة وبغضاء:
" هيا اجبيني يا ابنة عاصي..."

ثم حررتها لاهثاً عائداً للوراء وسط ذهولها ورهبتها بعدما استوعبتُ ضغطي لها بقسوة على الحائط وقلت بصوت هادئ ابتدعته وبعينيّ الحمراوين بينما أنفاسي متهدجة:
" استعدّي للحقيقة يا سموّ الملكة !.."

وانحنيتُ ملتقطاً هاتفها مجدداً بشاشته المكسورة عن الأرض ثم انتقلتُ لتفكيك بطارية الهاتف الارضي اللا سلكي الموضوع على مكتبي وقلت وانا خارجٌ من الغرفة مشهراً سبابتي:
" انتظريني دقيقة!.."

لقد انتهى كل شيء وجاءت اللحظة التي انتظرتها بخشية وألم من شهور ارتباطي بها وسنين عشقي لها......صعدتُ مشتعلاً بقفزات واسعة السلالم لابدّل بلوزتي سريعاً ثم عدتُ اليها خلال لحظات وكانت ما زالت مكانها تسند نفسها على الحائط شاردة بالأرض بضياع ..اختفى لون الورد عن شفتيها وانتفخت جفونها....ريقها جف وهي تلهث وصدرها يعلو ويهبط انفعالاً...كانت الأرض تميد من تحتها والسماء تسبح بالضباب...التفتت اليّ بتوتر بعد دنوّي منها...غدت محطّمة كما خائني محطّم معها.....أحكمتُ قبضتي حول معصمها وسحبت منها العقد وسحبتها خلفي خارجاً غير آبه لخطواتها المتعثرة الصغيرة التي لا تجاري خطواتي الكبيرة حتى أركبتها سيارتي السماوية وركبتُ منطلقاً الى هدفي الوحيد....!!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~


كانت تخبره عمّا حدث دون أن تلحظ ابيضاض مفاصله من ضغطه على قبضتيه بسخط من نفسه !!....لم ترَ عروقه التي برزت على صدغيه وهو يصك على فكيه !!.....لم يتوقع أن ردة فعله معها ستوصلها لهذا الحال !!....أجل هو غاضبٌ منها وحانقٌ عليها لكن الخوف الرهيب والندم القاتل الذين تلبّساه الآن سحقا كل المعادلات !!......بعد أن انتهت من التفسير له عن كل ما حصل مع زوجته ورغم الارهاق الذي يلمّ بها مرتسماً بالسواد الذي تحت عينيها من سهاد ليلها أرقاً وقلقاً على ابنتها الّا أنها لا تريد أن ترتاح وصغيرتها ترقد هناك بعيداً عنها.....لذا قررت العودة معه الى المشفى فقالت وهي تكابد لجعل جسدها يتحمّل كل ما تمر به :
" انتظرني بنيّ....سأعود معك ....دقيقتان فقط ..ٍسأضع منامة مريحة وبعض الاغراض لدنيا في حقيبة فهي لن ترتاح بارتداء لباس المشفى خاصتهم!..."

نطق هامساً ببحة خفيفة رحمةً بها:
" ما رأيك أن تبقي وترتاحي أمي ؟!...أنا سأتولّى أمرها بنفسي...لا داعي لمجيئك !!.."

ارتسمت ابتسامة تشع حنيّة مع لمعة عطف تخص الأم في عينيها وهمست:
" كلا بنيّ.....راحتي في الاطمئنان على ابنتي ....ثم عليك أن توصلني وتعود الى هنا لبيتك لترتاح ...فأنت عملت لورديتين كاملتين والارهاق واضح على وجهك وعينيك !!.."

رفع نظره الى البيت من خلفها.!!....أحقاً هذا بيته الذي نفته منه حبيبته؟؟!....إنها لا تدري بالشعور المزعج الذي يعتصره من الداخل هذه اللحظة ولا تدري أن كل ذرة في جسده تؤلمه بعد أن هُدرت كرامته كرجل على يد دنيته التي حبه لها يجري في وريده والتي لم تضع له شأناً وكأنه رِجل لكرسي في البيت أو تحفة متروكة جانباً يغطيها الغبار !!....ودّ لو يصرخ ويقول .." ما عاد لي دخول لهذا البيت !!...إنه ليس بيتي !.."....ودّ أن يحكي لها عمّا يعذبه وودّ أن يشكو لها عن تمادي ابنته لكن الظروف منعته من فتح بابٍ آخر للمواجع....!!...همس بصوت ثقيل متعب فالنعاس لم يكحّل جفنيه الليلة الفائتة:
" حسناً أمي...سأنتظرك لنذهب سوياً....لا أشعر بالنعاس!....هيا ادخلي ولا تتأخري أرجوك...."

بابتسامة حانية تركته وولجت الى البيت ليقترب منه الصغير هذه اللحظة وعيناه تتكلمان عنه فسأله (سامي) بفضول ونيران متقدة تحرقه بين الغضب والاضطراب على زوجته وتفقده صبره على الانتظار :
" لمَ لم تخبرها بما حصل ؟!.."

أمال زاوية فمه بشبح ابتسامة ناظراً اليه جانباً حيث يقف على يمينه وأجاب بجسارة تجري كالدماء في عروقه:
" برأيك هل الوقت مناسب لأحكي لها عن بطولاتك ؟!.."

غضن جبينه بغيظ لم يخمد من البارحة وقال بحدّة:
" بطولاتي أم وقاحة شقيقتك ؟!..."

رفع صوته غيراناً عليها بينما رجفة براءة العمر لم تتركه :
" شقيقتي ليست وقحة!!...واخطأت أنت بعدم استماعك لها..!!.."

استدار منحنياً صوبه وهاتفاً:
" ما كان داعي لاستماعي لنفس الاسطوانة ...شقيقتي اخبرتني كل شيء!!.."

اطلق شبه ضحكة ساخرة وقال:
" ألا يمكن أن تكون الاسطوانة التي استمعت لها مزوّرة أو كلها خدوش ؟!.."

" رزان لا تكذب ابداً....اصدّقها أكثر من نفسي !.."

زجره بجديّة فهتف (شادي) هازئاً:
" صحيح ...شقيقتك لا تكذب يا حضرة العقيد !...."

تنهّد وأردف مثبّتاً عينيه بعينيه بكل إصرار وثقة مرتفعة تفوق سنه:
" هي لن تكذب لو أنها كانت موجودة أثناء ما دار بين دنيا وقريبتك....لكنها كانت في الحمام وجاءت في النهاية عند صمت أختي...ولأنها نقية صادقة تصدّق كل ما يقال لها ....تظن أن الجميع مثلها!....لذا....صدّقت ادعاءات تلك !!..."

شعر وكأنه تعرّض لضربٍ مبرحٍ هذه الساعة من أقوال الصغير فسأل بصدمة وعينين متسعتين :
" ما الذي تقوله ؟!....إذاً لمَ لم تتكلم دنيا معها بشيء ؟!.."

ولم ينتظر لسماع الاجابة منه!....استلّ هاتفه العمل من جيبه ووضع من فوره على اسم شقيقته ...ثواني ليأتيه الرد بصوتها المتوجس من اتصاله الباكر:
" صباح الخير أخي...أهناك شيء؟!..لا تخيفني!.."

دون مقدمات سألها مباشرة:
" اجبيني بصدق ..!."

" اؤمرني أخي..!"

" هل أنتِ كنتِ شاهدة على الحوار الذي دار بين دنيا وأريج أم انك اكتفيتِ بما اخبرتك به العقربة الشقراء ؟!."

لأول مرة ينعتها بهذا اللقب....لقد طفح الكيل بالصبر عليها وبمداراة افعالها المسمومة...استشعر الصدق بأقوال الصغير وشيء من تأنيب الضمير ضغط على عاتقه !!....أجابت باستغراب:
" كلا سامي...هذا ما اخبرتني به اريج !..لكـ.."

" حسناً اغلقي..."

" انـ...انتظر اخي..."

انهى المكالمة ولم تعرف عن التيار الذي صعقه عند اجابتها له....كأن الكون دار به !!....أيعقل أنه ظلمها حقا؟!......لطالما قال لها أم لسان طويل لأنها لا تسكت أو تضع اعتباراً لأي أحد يقترب منها بسوء !!....إذاً لماذا لم تدافع عن نفسها امام شقيقته ؟!.....نظر للذي بجواره محرجاً منه وممتناً له لأنه فتح ذهنه....تنحنح وربّت على كتفه هامساً:
" شكرا يا صديقي..!!.."

تنهّد الصغير وحرّك رأسه مستاءً مما حصل لهما ثم اشرأب بعنقه ناظراً للمدخل عند فتح والدتي الباب فهمس لـ(سامي) قبل أن تدنو منهما:
" أنا لا أحب أن أتدخل بشؤون الكبار!!....لكن أتمنى أن لا يكون ما قالته قريبتك صحيحاً لأنه إن كنت أعرف أختي جيداً....لن تسامحك ولن تعود لك مطلقاً حتى لو اشعلت اصابعك العشرة من أجلها ولو أهديتها نجمة من السماء !!....فأنصحك لوجه الله ابدأ بالسعي لإثبات عكس ذلك !.....طبعاً إن كنت تريدها !!...."

امتقع وجه الأشقر باحمرار طفيف وكأنه استعصى عليه الفهم وسأل باهتمام شديد بعد أن ألقى نظرة للقادمة نحوهما تسير بتمهّل:
" ماذا قالت لها ؟ وعن أي شيء تتحدث ؟!..."

زفر أنفاسه وابتسم ابتسامة بين الألم والأمل وأجاب:
" لا تسألني!!....اسأل صاحبة الشأن...قلت أنا لا احب التدخل بشؤون الكبار ولكن كلمتي لك..."

ورفع رأسه بإباء مردفاً مدافعاً عن أخته:
" كما شقيقتك لا تكذب فإن شقيقتي ليست وقحة أو مغرورة وستبقى رغماً عن الجميع الأصيلة ابنة الأصيل !!....وآه صحيح.... الجملة القبيحة لقريبتك هي من ألجمتها عن الكلام والدفاع وقتها... وليس لأنها مخطئة....حتى أنا تفاجأت من عدم ردها عليها ...."

ختم جملته دون اعطاء المجال لصهره بإضافة أي كلمة مع اقتراب امي منهما ثم سار خطوتين واكتفى بإيماءة صغيرة برأسه تعني حسناً عندما قالت له بحنوٍ:
" اصعد ونم يا صغيري ريثما اطمئن على شقيقتك وأعود لأحضّر لك الغداء ان شاء الله...."
واستطردت متأملة:
" أتمنى ان يحرروها اليوم وتعود الى البيت معنا أفضل لها من المشفى والفيروسات التي فيه !.."

×
×
×

أإعصارٌ الذي يسيّر سيارته ؟!.. أم رجل عاشق ملهوف ليطمئن على محبوبته ويستسمحها؟؟!....كان كل ما يجول في ذهنه الحديث الأخير بينه وبين أخي !!..مرّت عليه الدقائق متثاقلة وكأنها ساعات في المسافة التي يقطعها ما بين البيت والمشفى!!..يتوق لمعرفة القصة على لسان محبوبته كي يرد لها اعتبارها إن ثَبُت التدليس الذي تعرّضت له !!..لن يقف ساكناً بالتأكيد...كان يهدد ويتوعد في سرّه ...لكن عليه الآن التيقّن من الحقيقة والإلمام بماهيّة الجملة التي قالتها لها !!.. ..سبح في بحر أفكاره وتوقعاته ولم يهتدِ لأي شيء يتشبث به !!...عاد ليتذكّر وضع دنيته الصحي وما اخبرته به حماته فبدأ يضيع في لوم نفسه..." أيعقل حصل هذا بسببي ؟!....هل آذيتها وابني بتصرفي ؟!..."....نفض رأسه لا يريد أن يصل الى إجابة تتمحور حوله كي لا يزيد على الطين بلة في الحال الذي وصلا إليه.!!....فأن يعلم أنها تعرّضت للسوء هذا شيء لن يتحمله وكيف إن كان هذا السوء نابعاً منه ؟!...كيف سيسامح نفسه ؟!...بل أي عذر سيقدّمه لي أنا من حمّلته الأمانة؟!....والأهم هل ستصفح عنه وهل ستعود لتنام في احضانه ككل ليلة ...هل ستسقيه من شهدها الذي يخمره؟!...أم انها ستبني حاجزاً لا يستطيع تخطيه يوماً ليصل الى جبّ قلبها؟....لاحظت الجالسة بجانبه تهوره في القيادة ولاحظت شروده كما لاحظت التعابير التي تكسو ملامحه وبطيبة قلبها ظنت أن هذا كله فقط قلقاً على زوجته فأرادت أن تهدئ القليل من روعه.....همست برقتها وهي ترفع يسراها لتربّت على منكبه الأيمن:
" على مهلك عزيزي سامي....ستراها الآن وتطمئن عليها ان شاء الله ....قلت لك أن الطبيب اخبرنا بأن يلزمها الراحة التامة وتهيئة أجواء مبهجة لها..!!....لقد قاموا باللازم حقاً من تعويض للسوائل عن طريق محاليل مناسبة بسبب النقص وكذلك بحقنها بعــقاقير من أجل رئتيّ الجنين ليستطيع التأقلم مع البيئة إن حدثت ولادة مبكّرة!!....التحجّر الذي اصاب بطنها هو ما جعلها تتألم بهذه القسوة...."

تبدّلت نبرتها وتحشرج صوتها وهي تتذكر حالها في الأمس:
" لا اخفي عليك....كدتُ أموتُ رعباً عليها ....يا الهي....خشيت لا قدّر الله أن تفقد جنينها فآلامها كانت مثل آلام المخاض تماماً..!!.."

ألقى عليها نظرة جانبية سريعة... لو أمعنت النظر به لاكتشفت احتقان عينيه بالندم والرهبة مما آت بعد النزاع الذي عايشه في باطنه !!...لم يقدر على أي تعليق فهو الآن بين المطرقة والسندان....كيف سيبوح لها عمّا حصل البارحة ؟!...هو مجبرٌ على الادلاء باعترافه ولتعرف منه قبل أن تعرف من ابنتها ...ولكن لأول مرة ( العقيد) يعيش توتراً حقيقياً وشديداً ....فالقضية لامست حياته!!....وطبعاً سيفقد سنده الأكبر ومحامية الدفاع عنه حماته المحبوبة بعد أن تدري أنه هو من أوصل ابنتها لهذا الحال..!!...لفت انتباهها تيبس أطرافه الممسكة بالمقود وانعقاد حاجبيه والشد على فكيه .!!...قررت ان تليّن الجو عليه فهمست بحماس:
" لو سمعت نبض قلبه ستطير فرحاً عندما وضعوا لها جهاز تخطيط قوة المخاض....كان مثل سمفونية جميلة للحياة تُعزف في منتصف الألم ....كم بكت صغيرتي عند الاستماع له !!.."

أطلقت ضحكة بريئة تليق بطيبتها وأضافت:
" يبدو أن ابنك ينحاز لك !!.."

تطلّع عليها بعدم فهم وبالكاد أخرج كلمته بعد أن ركّز بالشارع امامه:
" لمَ؟!.."

أجابت وهي سارحة بالطريق مع ابتسامة تزيّن محيّاها:
" حاول الطبيب تحريكه ليعرف نوع الجنين عند فحصه بجهاز الموجات الفوق صوتية لكنه بقي متكوّراً على نفسه ولم يتزحزح لتتضح الرؤية ...لا بد انه سينتظر حتى تكون معه ليسمح بالكشف عن نوعه ...غداً الموعد عند طبيبتها اذا خرجت اليوم!!....وحتى قال الطبيب مازحاً ....* يبدو أنه سيكون عنيداً من البداية ..يا ترى مَن مِن والديه يحمل صفة العناد ؟!..*... فقلت له بصراحة ..لا تحتار لأن الاثنين يتنافسان بمن عقله يابس أكثر !!.."

إن تأملت واعتقدت أنها اسعدته بهذا فهي مخطئة ...بل مخطئة كثيراً....لأن عقله يعمل هذه اللحظة فقط بكيف سيخبرها ومن اين يبدأ وكيف ستكون المواجهة مع ضفدعته الجبلية وكبريائها العالي ؟!.....شدّ انتباهها عدم تفاعله وتجاوبه معها فسألت بوجل وهي تحدّق به مستغربة:
" ما بك ؟!...ألن تقول كلمة ؟!.."

ابتلع ريقه ومرر لسانه على شفتيه ثم تنحنح وهتف مضطراً مع أزوفه لشارع المشفى :
" تشاجرتُ مع دنيا!!...وعاملتها بقسوة وفظاظة...و...وربما كان تصرفي ظلماً بحقها....سأفهم منها عند وصولنا... "

ثم تابع من غير مراوغة وهروب وهو يقصّ عليها بالتفصيل الذي حدث بينما هي تستمع له بإصغاء تام دون مقاطعة ولما وصل لتصرفه القاسي معها اتسعت عيناها مشدوهة !!....ظلّت ثواني صامتة دون ان تبدي أي ردة فعل كانت وكأنها تتذكر شيئاً ما ثم استعادت قوتها سائلة غير مهتمة بالسبب كاهتمامها بما رأت عليها :
" هل العلامات التي على ذراعها منك ؟!.."

غضن جبينه متسائلاً بريبة:
" أي علامات ؟!.."

أشارت لذراعها فوق المرفق مجيبة بعد أن اتشح وجهها بالحزن والخيبة:
" يوجد علامات على ذراعها وعندما بدّلت لها الممرضة ملابسها سالتني عنها وقالت..*..إن كانت تتعرض لعنف أسري يمكنني مساعدتها بجلب أخصائية اجتماعية لها وكذلك بإخبار الشرطة بذلك...* فاعتقدتُ أنها هي من آذت نفسها من شدة اوجاعها دون أن تدري وضحكتُ لأفكار الممرضة الوهمية ليتبيّن لي أنني أنا الموهومة !!...."

ثم بدأت تسخن رويداً رويداً منفعلة وطالعته بضيق وسألت بحدة لم تعامله يوماً بها :
" لكن أنت كيف صدّقت أن ابنتي تفعل هذا ؟!.....ألا تعرفها ؟!....ألا تثق بها ؟!...لمَ لم تعطها الفرصة للتعبير عن نفسها ؟!....ما هو الأهم عندك لتتركها وتذهب ؟!....ألله أعلم ماذا ظنت وماذا أحسّت عندما أدرتَ ظهرك لها....مؤكد انكسار قلبها الصغير هو الذي آلمها..."

هزّت رأسها باستنكار وتمتمت كأنها تلقّت خيبة امل كبيرة بصهرها العزيز:
" لم اتوقع منك هذا مهما تخاصمتما ....كيف تقسو على صغيرتي...كيف؟! ؟!...هل جسدها النحيل الناعم يتحمّل خشونة رجل ؟!..."

وترقرقت الدموع في عينيها وهمست بينما كلامها ألجمَ لسانه:
" والدها لم يلمسني يوماً لمسة واحدة بضغينة مهما تشاجرنا .....كان يختار البُعد قليلاً لنهدأ كلينا ثم نتواجه ونضع النقاط على الحروف ....لم نعطِ لأي سبب كان أن يحفر فجوة بيننا !!....كان يحاربني بحبه لي وعطفه عليّ وحنيته ورقته معي حتى أخجل من نفسي إن كنتُ مخطئة!! ...كان دوماً يقول لن يعطي دنياه الّا لرجل يضعها فوق رأسه ولا يؤذيها وحتى ابنه بكره الغالي عليه وصّاه بها وأن يرمي نفسه للموت من أجلها ولا يسمح بأن يصيبها أي مكروه ولا أن تخدشها نسمة هواء !!.....إن قللت أدبها تأكد أنني سأقف ضدها ولن اسمح لها وأنت تعرف ! ....لكن أن تُعاقب على خطئها عن طريق العنف هذا ما لن ارضاه بتاتاً !! .....وكيف إن كانت ادعاءات قريبتك كاذبة ؟!....وحتى لو فقدت دنيا صوابها ونطقت بشيء ثقيل او جارح فاعلم أنها سمعت ما يفوق حملها !!....آسفة سامي....أنا سأستمع لابنتي وسأصدق كل حرف ستقوله لي مثلما أنت صدقت شقيقتك وابنة خالتك ....ولا أعدك بأن اساعدك بهذه المهمة بل سأتقبّل قراراتها واختياراتها دون أن انطق حرفاً... !!...لا خلاف على معزتك عندي.... وربي إني أضعك في خانة أولادي ....ولو عشتُ ألف سنة لن اوفيك حقك بما فعلته لأجلنا.....وليس لأني أم وسأتخذ لقبي ذريعة....كلا يا سامي !!....بل مثلما في الماضي اخترت الانفصال عنها لأنك رأيت أنها اخطأت بحقك وانا احترمت هذا الشيء ولم يتغير أي شعور مني ناحيتك آنذاك ولُمتها هي ...الآن عليّ أن أنصف واحترم اختيارها مهما كان.. بلا تدخل مني .....ليست ابنة محيي الدين الوقحة وقليلة التربية يا سامي ....لقدّ ربيتهم برموش عينيّ وأكملتُ على درب والدهم في تربيتهم ...حاولتُ قدر استطاعتي أن يتخذوا القرآن نوراً لهم ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم نهجاً لحياتهم .....مهما اخطأوا هم بشر ولكن فطرتهم السليمة ستتغلّب عليهم في النهاية !!..."

كان يقف أمام باب المشفى في سيارته وهو يصغي لها متحكّماً بنفسه دون السماح لعينيه بسكب عبراته ....أحسّ نفسه وضيعاً أمام كلماتها مع أنه لا يلام كثيراً فردة فعله طبيعية ولم يفعل كارثة !!...لكن هو أكثر من يعرفهم ويعرف أن زوجته رغم دلالها الّا انها لن تتعامل مع أحد بهذه الصفاقة دون أن يدوس لها على طرف !!....ارتخت ملامحه وهمس بصوت مخنوق أبح وهو يستدير اليها بشكل أكبر ويمسك يدها يقبّلها بعد أن لمح دمعة نزلت من عينها بدت وكأنها نزلت لتلسع قلبه :
" آسف أمي.....معك حق....اخطأتُ في تسرّعي بالحكم !!.....سمحت للشيطان بأن يعبث باعداداتي !!...أعوذ بالله منه !....أرجوكِ سامحيني"

تلاحقت دمعاتها وخرجت منها شهقة رغماً عنها وهي تحاول ابتلاع شفتيها تحاول الثبات وقالت بحنية وهي تحاوط كفه الممسك بيدها الأخرى:
" لا تطلب السماح مني بنيّ.....اجعل ابنتي تسامحك لا أنا ...."

هتف بوجع :
" لكنك تستطيعين مساعدتي !....ألن تعتبريني مثل هادي ؟!....ألا يمكن أنه ايضاً يقسو على زوجته وهي ليست مذنبة؟!....مؤكد لن تخاصميه او تغضبي منه !!..."

رفعت كف يدها توقفه وقالت بصوت ثابت حازم وجازم :
" تأكد لو علمتُ أنه يتقاوى عليها بجسده لن أسمح له اطلاقاً.....أنا لستُ غاضبة منك ولا أغضب منه لكني لا أقبل بأي عذر لرجل يرفع يده على امرأة وسأسامح إن صفحت هي عنه وعلى شرط بعدم عودته على فعلته القاسية ....نحن بشر ونخطئ لكن يختلف الحال من شخص لآخر حسب البيئة التي عاش بها والتربية التي تلقّاها ....وأنتم.....أجل أنتم أبطال الوطن الثوار الشرفاء إن استعملتم عضلاتكم على اولئك القوارير فماذا ستتركون للجبناء والأنذال ؟!.....وقسماً لو رأيتُ ابني سيمدّ يده عليها أمامي سأحول بينهما كي أتلقّى الصفعة بدلاً عنها !!...."

عادت لصوتها الهادئ الجريح :
" هيا لننزل وعليك أن تتوقّع أي ردة فعل عنيفة منها ....فأنا أدرى بابنتي كيف تكون إذا جرحت وماذا إن كان الجرح من حبيب عمرها ؟!.."

هزّ رأسه بقلة حيلة يوافقها على كلامها ثم ترجّلا من السيارة ودلفا الى المشفى....!!...

×
×
×

تقدّما معاً في رواق المشفى متخذين وجهة الغرفة التي ترقد بها.....لم يخفَ عليها انتكاسة رأس الجبل الشامخ جانبها... لم تره يوماً بهذه الصورة....جبل قمته تآكلت وأساساته باتت هشة....كانا يسيران يقتربان من هدفهما بينما كلاهما شاردان يفكران نفس التفكير....هل ستسامح وتصفح ؟ أم أنها ستثور وتجرح ؟!.....عند وصولهما الى غرفتها أعطت والدتي اشارة له بأن يسمح لها بالدخول اولاً كي تهيؤها.....لم يعترض واومأ برأسه ايجاباً والندم يمزقه !!...عندما دخلت وجدت السكون يحيط بها سوى من صوت ذاك الجهاز!!....كانت نائمة بوجهها الطفولي النقي ....حسست على خدها برأفة مع ابتسامة خفيفة ثم تركتها واتجهت الى باب الغرفة قائلة:
" ادخل بنيّ....انها نائمة!!..."

ما إن خطى الى الداخل حتى اتسع فمه بابتسامة متعجبة وهمس بعدم تصديق مع دمعة أبوّة صافية خانته تتبختر على خده منتهية بين شعر ذقنه المهذّب:
" هـ...هل هذا.....صوت ....قلب ابني ؟!.."

شقّـت ثغرها ابتسامتها العطوفة وأجابت:
" أجل...هذه نبضات قلبه الصغير!!...حماه الله..."

" آمين.."
أمّن خلفها وزلف من سرير النائمة ....خفق قلبه بجنون...رغب أن يضمها إليه بقوة لكنه مرتاب وخائف أن تنهض اذا أحسّت به وتطرده شر طردة.....منع نفسه عن الانجراف خلف مشاعره المشتاقة!....أزاح الكرسي وجلس ملتصقاً بسريرها دون أن يحيد نظره عنها ...رفع يده بتردد مرتبكاً ليمسك يدها المغروز بها الابرة الموصلة للمحاليل....تنحنحت مستأذنة من كانت تقف خلفه لتترك له المجال الانفراد مع زوجته!!....لم يهتم للتأكد من خلو المكان ....انحنى قليلاً مع رفعه ليدها وقبّلها بأسف وهمس قرب أذنها:
" حقك عليّ يا عينيّ الشهد....حقك عليّ يا روحي ودنيتي...!!.."

تأمّل وجهها الشاحب بحنان وعضّ شفتيه بقهر لرؤيته عينيها الغائرتين ولكن كل هذا لم يؤثر على سحر وجهها الملائكي البريء....مدّ كفه ومسّد وجنتها بظهر أنامله الرجولية الطويلة بحُب ثم رفع نفسه عن الكرسي ماداً جسده ليطبع قبلة على جبينها ....غضنت جبينها وتململت مكانها لحظة اقتحام عطره فتحات انفها الصغير...رجع للخلف جالساً عندما رأى حركتها.....فتحت عينيها بمشقة من ثقل الأدوية ....وقع نظرها على وجهه الوسيم ,الطيب , السموح ...همست بهذيان باسمة برخاوة :
" حبيبي.....سامي !!.."

عدّل لها حجابها المرتخي يغطي شعرها جيداً ومسّد على رأسها من فوقه يطالعها بنظراته العاشقة المختلطة بالندم وتبسّم ابتسامته الرجولية وهمس بتوق:
" عينا سامي !!....اؤمريني يا عينيّ الشهد..!!.."

تابعت حركة يده التي تجتاز وجهها وحرّكت يدها بوهن تمسكها تلتمس منه الأمان فارتفع الكم القصير الواسع الخاص بلباس المشفى ليلمح آثار أنامله الخشنة على ذراعها وبردة فعل لا ارادية أزاحه أكثر ليرى بوضوح بصماته العنيفة ....قطب حاجبيه باستياء شديد دون أن يبعد نظره فلفت انتباهها على ما ينظر فأمالت رأسها قليلاً نحو ذراعها ولمّا رأت العلامات كانت كصفعة توقظها من سباتها وهذيانها فصرخت غاضبة بعد استيعابها لكل ما حدث وهي تفزّ جالسة مبتعدة عنه للطرف الاخر :
" أمّي...ماذا تفعل هنا ؟!.....أمي....تعالي أمي...."

انتصب واقفاً مدهوشاً وهمس بخفوت:
" اهدئي حبيبتي..."

علا صوتها أكثر بانفعال :
" أمّــــــــــي.....تعالي !!.."

أدار راسه جانباً صوب الباب لحظة اقتحام حماته الغرفة ووجهها يعتريه الوجوم حتى وصلتها تحتضنها وتقول:
" اسم الله عليكِ....اهدئي صغيرتي....اهدئي انا هنا معك .."

أخفت وجهها على صدر أمي تفركه باكية وتشدّ بقبضتيها على ذراعيها قرب كتفيها وتقول بنشيج هزّ أوصاله وقيّد حركته وعطّل لسانه:
" أمي اخرجيه من هنا....لا أريده عندي أمي.....اخرجيه !!..."

اقترب وقال :
" دنيا اسمعيني!!.."

دثّرت رأسها أكثر وأكثر وصرخت بقسوة :
" أمي لا تجعليه يتكلم.. لا ارغب بسماع صوته ولا برؤيته....فليذهب من هنا أو سأصرخ بأقوى قوتي وألمّ عليه المشفى بأكمله ..!!.."

فتح فمه ليتكلّم فعضت شفتيها مع ايماءة بعينيها ورأسها تخبره بهم بالسكوت والخروج تفادياً لتفاقم الوضع فحرّك رأسه يمنة ويسرة محوقلاً موجوعاً وخرج يجرّ قدميه جراً من عظمة الهم الذي يحمله على كاهله...!!

×
×
×

بينما في الداخل هدأت واستكانت بعد لحظات من خروجه وشرعت تحكي لوالدتنا الذي حدث بالتفصيل كان (سامي) يجلس في الخارج على حافة اسمنتية لحوض أزهار فارغ سارحاً في حاله ولِما وصلا إليه بسبب تسرّعه بالحكم وعدم استماعه إليها بالبداية....تساءل بمهابة وارتياع في سره.."....هل ستتحول حياتي السعيدة الى تعيسة بيدي ؟!....ماذا كان حصل لو استمعت لها ؟!....".....لقد أنّب نفسه لأنه لأول مرة لا يتخذ نظام التحاور الذي اعتادا عليه عند كل مشكلة يقعا بها فهو يعي كم أن الحوار يأتي بنتائج ايجابية بين الزوجين ويجعل بينهما مودة وطمأنينة في العلاقة وبه يستطيعان حل الكثير من الأمور وأن العصبية الزائدة وعدم الاصغاء للطرف الآخر يولّد كوارث كبيرة مهما كانت بدايتها صغيرة لا تستحق !!....كم كان ماهراً في الاستماع للجميع عامةً ولها خاصةً....منذ متى تناقل كلام النساء يهيجه ويضرب عقله ؟؟!...وكلام حماته الحبيبة لم يفارقه!!...يعترف أنها على حق ولِكم شعر بالخزيّ من نفسه أمامها ؟!.....وبين هذا وذاك استشاط غضباً من كل الدنيا فجزّ على أسنانه ثم كوّر قبضته اليمنى وتمعّن بها لثواني معدودة وهو يرفعها ازاء وجهه وباستدارة خفيفة لرأسه أخفض عينيه لسطح الاسمنت الجالس عليه وبكل ما أوتيَ من قوة لكمه لكمات شرسة كأنه يعاقب يده لأنها آذت دنيته وهو يتمتم حانقاً بغل من ذاته:
" تباً يا جبان !!.."
" كيف تجرأت على أذيتها ؟!.."
" تستحق كل ما تعيش يا جبان.."
" هل ظننتَ نفسك رجلاً الآن ؟!.."

وأكمل بضرباته من غير وعي حتى نزفت الدماء من مفاصل أنامله .....كان يلهث محترقاً...كان يزبد ويرغد ناقماً من كل شيء!!......رفع نظره للسماء حيث تلبّدت بالسُحب الرمادية ....وبدأت الدموع تسيح منها على شكل رذاذ خفيف ثم ما لبث حتى اشتدّ بصورة أقوى لتنهمر عليه المياه بغزارة ليستقبلها وجهه الحزين دون اهتمام لأي حال توصله ورفع يديه برجاء للأعلى بعد أن غُسلت دماؤه ومن عمق قلبه هتف :
" ياااا رب....اللهم اجعله صيباً نافعاً....!!.."

غرق وغرقت ملابسه بالأمطار ....لم يأبه لانشقاق السماء من البرق ولا من هدير الرعد ...ظلّ مكانه كأنه يريد غسل وتطهير ذنوبه معها ...!!....ولمّا هدأ الجو قليلاً....استقام واقفاً وأنّ متأوهاً رغماً عنه لشعوره بألم يده التي نالت العقاب....تطلّع على مدخل المشفى بأسى وسار بتباطؤ نحو سيارته....ركبها وانطلق عاصفاً الى تل الصقور والمكان الذي يستقبل فرحنا وأوجاعنا.....ترجّل والرياح عاتية تحرّك شجرة الخروب بعنف ثم اقترب مجازفاً الى الصخرة التي تتحمل ثقله والتي تشهد على أفراحه ومآسيه ....لم يعد يعلم أيحارب ثورة العشق أم ثورة الحرب ؟!....مسك حجراً بيده الجريحة وألقاه فخانته قواه من شدة الوجع ولم يحصّل حتى على أدنى نقطة فأمسكها بيده الأخرى يضغط عليها وعادت الدماء لتنزف منها ومعها نزف قلبه بنزيف خرج من عينه بدمعة ساخنة تحكي عن السعير الذي يتلظّى به هو وحده وهدر صارخاً بصرخة شقت روحه..:
" آآآآآآه يا دنيا...!!.."


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


كنتُ أشق الطريق وأحارب السير بينما التي جانبي تطأطئ رأسها الى حجرها حيث تمسك بيدها العقد الذهبي بعدما ألقيته على فخذيها لحظة ركوبنا السيارة...لم تحيد بعينيها عنه!!...لا بد أن مشاعر جمّة تعتصر قلبها وأفكار مرهقة تزهق عقلها!!....اختلستُ نظري لها فتذوّقتُ طعم الكراهية في ملامحها ....عدتُ ببصري للطريق ولم يكسر الهدوء المميت بيننا سوى تراشق حبيبات امطار متفرقة على الزجاج الأمامي والسطح الحديدي للمركبة.....كنتُ أقبض المقود بكلتا يديّ بشدّة داعساً على الوقود بنقمة....تطلّعتُ بالمرآة الداخلية عند انزعاجي من زامور شاحنة تسير خلفي...تمتمتُ شاتماً بكلمات غير مفهومة ولمحتُ الخدوش المرسومة على عنقي من أظافرها....حررتُ يمناي وتحسستُ مكانها شاعراً بالحرقة ...طحنتُ ضروسي بغيظ وازددتُ بضغطي على الوقود علّني أصل بسرعة لأني ما عدتُ أحتمل أنفاسها الكارهة لي !!.....بدأت أعصابي تنفلت من عسر الموقف الذي أنا به.....دقائق وتوقفتُ في الساحة والتي جواري لم تكن ترفع رأسها ولا حتى بفضول الى أين المصير حتى فتحتُ بابي هاتفاً بجفاء:
" انزلي...!!."

حرّكت رأسها بقلة حيلة ناظرة اليّ نافرة مني والدموع متكدسة بعينيها التي تحولت كلهيب جمر....اشرأبت بعنقها ترنو في كل الاتجاهات بتيه ثم أعادت وجهها الذي ارتسمت عليه معالم الدهشة نحوي هامسة بتساؤل جاف:
" لمَ أتينا لهذا المكان ؟!....هل تعرفه؟!"

رفعتُ زاوية فمي بشبه ابتسامة مكلومة وقلت:
" انزلي لتعرفي...!!.."

لمّا نزلتْ اومأتُ بحاجبيّ وعينيّ وسألتُ:
" ماذا يعني لكِ هذا المكان ؟!.."

صمتت قليلاً وبدت لي كأنها كانت تقيّمه عندها قبل أن تجيب بافتخار:
" هذا الماضي الجميل الذي انتهى قبل أن يبدأ.....كان يربطني به أعمال أمي وخالتي الخيرية لأهله !!..."



اومأتُ برضا لكلامها دون أن أنبس بكلمة ثم سرنا الى بوابة المخيم فبدأت تتباطأ خطواتها وكأن عقلها يضع حمله الثقيل على عاتقها باحثاً عن الأسباب التي لم تهتدِ اليها تلك اللحظة!!....مشيت بخطى ثائرة واسعة اسبقها وبين الحين والآخر التفت خلفي هاتفاً:
" هيا...تعجّلي..!.."

قبل أن أصل الخيمة 86 التي ظهرت لنا استدرت اليها وتصلّبت مكاني مع اقترابها مني حتى كادت تصطدم بي...تفحّصت خلو المكان من سكانه إذ أنهم كانوا منشغلين بأعمالهم ثم انتزعتُ العقد من يدها وألقيته أرضاً فاشتعلت ملامحها وقالت بغيظ خافت:
" من سمح لك أن تلقيه أرضاً؟!..."

وانحنت تلتقطه برقة وتبعد الغبار عنه بحنان كأنه يملك روحاً حتى رفعت رأسها تسلّط سماءيها على أرضي بارتياب عندما نطقت:
" جوابي لسؤالك الأول....أين وجدته ؟!..."

أشرتُ بسبابتي بحزم على الأرض وخافقي بدأ يخفق بجنون عندما عاد به الزمان لما قبل حوالي أحد عشر سنة وهتفت بصوت قاسي متأثراً بقسوة الموقف حينها:
" هنا بالضبط وجدته يا ألمى عاصي رضا ...!! .."

رعشة سرت في سائر جسدها لحقتها بتضييق عينيها وهمست ببلاهة :
" كيف؟!....لم أفهم.....يعني متى ؟!.....أنا فقدته منذ سنوات ولا اذكر تماماً أين !....أنت ....لكن أنت ما الذي جاء بك الى هنا حتى تجده ؟!.."

ساد الصمت للحظات وكأننا وحدنا على هذه المجرّة.....رحتُ اتأمّل وجهها.!!.....لبرهة تهتُ في السماء المرفوعة بلا عمد في عينيها ثم استشعرتُ تشنّج جسدها بعد ارتجافه ولاحظتُ العتمة التي حلّت على حدقتيها عندما حدّقت بي دون أن ترمش بعد كلماتي التي زلزلت كيانها بينما كنتُ مشيراً للخيمة:
" فتاة صغيرة مدللة كانت ترتدي فستاناً أحمراً زارت هذا المكان بيومٍ من الأيام الصيفية.....أضجت المخيم بمن فيه وكأنها سمو الملكة الآتية من كوكب آخر ....استقبلها أهله بكل سرور وحبور ....جالت مع صغيرتين في ارجائه لينتهي بها المطاف على باب هذه الخيمة!....فقابلت مراهق متشرد منفي من وطنه ...زارته لتلقي طقوس سحرها عليه عندما خدّرته برائحة الأناناس المنتشرة من شعرها الفاحم ....كهربت خلاياه بصوتها العذب ورقتها....و...جعلته يحلق بعيداً عن واقعه المرير عندما التقت عيناها الزرقاوان بعينيه الترابيتين.....وحدها من كحّلتهما له برؤياها ...لا غيرها من سلبت لبّ عقله....من أجلها خانه قلبه....ولأنه لم يجد وطناً يأويه ولا بيتٍ يحميه أجبِر على اللجوء !!......فاختار أن يكون..... لاجئ في سمائها ...!!.."

وبعد تحديقها المطوّل بي من هوْل ما سمعت أكملتُ ببحة خافتة :
" تلك المدللة كانت مرعوبة خائفة باحثة عن الأمان....فلم يأبه ذاك الفتى المراهق لابنة من تكون ولم يضع حدوداً وكان كل ذنبه أنه فتح لها أحضانه لترتمي فيها كي يهدئ من روْعها ويعطيها الطمأنينة ولأن بذكر الله تطمئن القلوب وترتاح النفوس شرع بترتيل آيات تسكنها ولم يعلما كم استمر الحال وهما على وضعهما حتى أتى كلب من كلاب والدها يبعدهما عن بعضهما كأنها تلطّخت أو تنجّست من ابن المخيم وبعد شجار صغير وجد الفتى العقد الذهبي ذو القلب هنا وكان ذنبه الثاني أنه ناداها ليعطيها اياه لتنهال عليه الضربات من حيث لا يدري وببطش دون ..."

كنتُ مستمرّا بسرد روايتي واشعُر أن أنفاسي ضاقت واكفهرّ صدري واهتز صوتي بكراهية منهم عند كلماتي الأخيرة ثم رفعتُ ذراعي أمسك مرفقه بيدي الأخرى وأكملتُ بحدة من بين أسناني:
" دون رحمة على أيدي كلاب والدها حتى أحدثوا اعوجاجاً في مرفقه يلازمه كل العمر.....يا ابنة سعادة الوزير.."

ارتجف جسدها كارتجاف السنابل بعشوائية عند هبوب ريح مباغتة لحظية....اختنقت العبارات في حلقها الذي بدا مثل الأرض الجافة ...ناظرتني بنظرات خاوية كمن استعصى عليه الفهم...بذلت قصارى جهدها عسى أن يخرج صوتها ويصلني وهي تهمس :
" هـَ...ها.......هادي؟!!.."

أطبقتُ عينيّ لأسترد القليل من أنفاسي ...فتحتها لأقع أسير عينيها السماويتين اللتين انسلخت عنهما لمعة الحقد لتتغيّر الى لمعة حب وحنين وقلت بهدوء تام:
" اجابتي لسؤالك الثاني.. من أنت ؟.....أجل... أنا الهادي ....يا مالكة قلبه.."

دنوتُ خطوة ودنتْ بمثلها....نفسها تهفو لي كما نفسي تهفو لها ....غزت ابتسامة بريئة ثغرها فأضاءت وجهها....خفقت أهدابها عندما داعبتها نفحات من الهواء فازداد الشوق بقلبي راجياً لمسة عشق وهمسة صفح منها....تهادى صوتها متزناً وهي تمد كلتا يديها واحدة تداعب وجنتي وذقني والثانية تتحسس كتفي وتنزل بلمساتها على ذراعي لتعبث بأحاسيسي وتجول بزرقاويها على تقاسيمي لتتأكد أنها ليست بحلم وأنها تعيش هذا على أرض الواقع:
"...أنت هادي؟!..صاحب الحضن الدافئ؟!....رباااه....كنتَ جنبي وكنتُ دائماً أراك أمامي ولم اعرفك؟!....لا اصدق!...أي حلم مجنون هذا ؟!...."

زاغت عيناها وشعرت بالدوار يجتاحها أضحت وكأنها في ضباب لا تستدل الطريق وبجزء من الثانية خارت قواها وتهالكت ساقطة فاقدة للوعي فلقفتها من فوري بين ذراعيّ اخبئها بين احضاني ثم أدخلتها الى الخيمة أضعها على الفراش الأرضي وبدأتُ أطبطب برفق على وجنتيها وأنا أنادي على الخالة (فاطمة) فأقبلت اليّ مسرعة قلقة وهالها اغماء سمائي ....ظلّت واقفة متفرجة بصدمة فطلبت منها احضار زجاجة عطر فانصاعت في الحال ولما عادت لي وبينما كنت أرش على يدي وأمسح وجهها وقرب أنفها لتستفيق سألتني بريب وتوجس الخالة (فاطمة):
" ما بها بنيّ؟!..وكيف التقيتما ؟!.."

أجبتُ باقتضاب وأنا منشغلاً بحبيبتي:
" ألمى زوجتي يا خالة....لا تساليني شيئاً....لاحقاً سأوضّح لكِ..!.."

شهقت بذهول ووضعت كفها على فمها تكتم ما تبقّى من شهقتها ثم استجمعت رباطة جأشها وقالت:
" يا الهي....إنها زوجة رجل الأعمال الشهير يامن الهاشمي....ما الذي تهذيه هادي يا بنيّ؟!.."

تبسّمت دون رغبة وقلت:
" كلاهما واحد...لطفاً لا تسأليني عن شيء الآن!!..لو سمحتِ...اتركينا وحدنا خالة فاطمة "

×
×
×

استغرقت خمسة عشر دقيقة في غيبوبتها ....استفاقت ترمش بعينيها لتستعيد ذاكرتها ...كانت ملامحها ذابلة كوردة جوري حمراء عطشة.....تطلّعت حولها وهمست :
" أين أنا ؟!....ما الذي جرى ؟!.."

تصادمت نظراتنا فلم استطع لجم مشاعري الحنونة عنها فهتفت بتأني:
" استعيدي عافيتك الآن...هذا المهم!..."

يبدو أنها أدركت كل ما حصل معها ففزّت عن الفراش ثائرة فأحست بالدوار مجدداً وتخلخلت مكانها...كنتُ قد وقفتُ مع وقوفها فأمسكتها بالحال وألصقتها بي بعد أن جذبتها عنوة وكلي شغف لها وعطف عليها وهمست :
" اجلسي حتى تستعيدي اتزانك حبيبتي ...!!.."

كادت أن تضيع في شعاع أرضي وأن تسكر من عطري وأنفاسي...لثواني....فقط ثواني رأفت بحالي ولم تتحرك قيد أنملة تاركة لي المجال للتحليق في سماءيها!!...رجوتُ مجدداً داخلي أن تصفح عني فتلاشى رجائي عندما دفعتني عنها.!!.....سكنت دقيقة ثم هتفت بتحشرج بكلمات أخرجتها من وراء قلبها وأرغمت لسانها على نطقها:
" لا شأن لك بي.....ولا تقل حبيبتي!...أنت خائن ومخادع و....وحقير....أنا لا علاقة لي بأمثالك!......والآن ستقول لي ما الذي تريده مني ومن أبي ؟!.."

هل الصفات التي نعتتني بها جرحتني ؟!...أجل وبشدّة.....هل نزفت روحي ؟!....ليس وحدها إنما آزرها بالنزيف قلبي الخائن....هل أنت سعيد يا قلبي ؟!....افرح بكلام التي خنتني من أجلها.....افرح وأقم مهرجانات النصر عليّ.....افرح إن كان لك نصيب لتذوق الفرح يوماً ....فنحن خُلقنا لنعيش ثورة عشق وحرب.....وأيهما يكون الفرح حليفه ؟!....لا نصر تام ولا سعادة كاملة !!.....اسألك يا ربي أن تنصرني بالآخرة وتجعل سعادتي هي الفوز بجنتك التي وعدت....!!
{{ وَعَدَ اللهُ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ الله أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ }}

أجبتُ بعد انتفاضة المشاعر التي عشتها حاملاً أملاً على طرف لساني:
" الذي أريده منك....هو أنت بقلبك العاشق وروحك النقية .....أما مِن والدك..هذا ستعرفينه بالمستقبل القريب ان شاء الله ..."

عصرها الغيظ غيرةٍ عليه وصرخت بلهجة غاضبة:
"..لقد حطمت قلبي ولوثت روحي...أنا أعلم أن عملك مع اولئك الاوغاد الأنجاس هو تدمير أبي...!!.."

لقد صبرت عليها وتحمّلت اهاناتها لأخوتي الثوار الأبطال بما فيه الكفاية!!....
احمرّ وجهي وانفجرت غاضباً أصيح بصوت جهوري أجش :
" لا تنعتيهم بالأنجاس والأوغاد...هم الشرفاء الذين يقدمون أرواحهم فداءً للوطن....لتنعمي بحياة كريمة أنت وأمثالك....لذا احفظي لسانك أفضل لكِ..."

قالت بجرأة وتهكم غير مكترثة لغضبي:
" هل هم أسيادك وأنت عبدٌ عندهم لتشتعل الى هذه الدرجة غيرة عليهم ؟؟!....ماذا فعل لكم والدي لتملأكم الكراهية؟....أم كل هذا حقدٌ وغيرة من نجاحاته ؟!..."

قاطعتها هادراً كالرعد لدرجة انتفضت مجفلة مرعوبة :
" نعم غيرة من نجاحاته !.."

وسحبتها من معصمها خارجاً بها ثم أشرتُ برأسي للخيمة هاتفاً بوجهي المحتقن ونبرتي الحادة:
" هذه احدى نجاحات والدك....أنظري وافتخري!..."

كالبلهاء نقلت بصرها بيني وبين التي أشرت اليها دون أن ترخي ملامحها الحاقدة عن باقي تقاسيم وجهها فأضفتُ مقهوراً:
"مثلاً تشريد الأبرياء من بيوتهم هذا نجاح.."

رفعتُ مرفقي مجدداً وتابعتُ كارهاً:
" بطشه على الضعفاء...هذا نجاح.....سجلي!.."

جذبتها من ذراعها ومشيتُ الى أن وصلت بوابة المخيم من الخارج ثم بإصبعيّ أمسكت ذقنها الصغير ورفعتُ لها راسها لفوق حيث صورة والدي هاتفاً والغضب تملّكني أكثر :
" قتل قائد شريف مجاهد غدراً وهو أعزل .....هذا نجاح !!.."

أفلتها بغل ودفعتها للخلف مع ارتفاع صوتي ...كنتُ أصيح في عصبية بالغة وغضب عارم دون السماح لدمعة طفل يعيش داخلي اصبح رجلاً قبل أوانه أن تهرب من سجن عينه وتكشف ضعفه بينما كنتُ بقبضتي أضرب بعنف صدري:
" حرماني وأختي من والدنا ونحن صغيران .....حرمان أخي من حليب أمه الذي جف حزناً.....ركوبنا قوارب رثة ورائحة الموت تلفحنا من كل الاتجاهات في وسط البحر وتحت المطر .....هذا نجاح بل يجب أن تعلّقي وساماً على صدرك معتزة به !!..."

صمّت أذنيها بيديها وهزّت رأسها على الاتجاهين كأنها تنفض عنها ما سمعت وصرخت مغمضة العينين:
" كفى.....قف أرجوك....أصمت..!.."

اقتربتُ منها مبعداً يديها عن أذنيها وصرخت مستطرداً بنبرة أقل ارتفاعاً وخشونة أرمقها بنظرات حارقة تنذر عن البراكين التي تفجرت داخلي:
" كلا لن أصمت وستسمعين للنهاية!........ادخال أسلحة غير قانونية للوطن لقتل الأبرياء....التجارة بأجساد الفتيات.....التعاون مع أصحاب السوق السوداء وتجار الأعضاء البشرية....أجل هذا جميعه نجاح من حقه أن يكرّمه الوطن عليه !!..."

صرخت بحدة وخذلتها عيناها لتنزل دمعاتها وتنهي جملتها ببكاء مرير مزّق أوتارها وفتت غشاء فؤادي:
" لا اريد أن أسمع.....أنت تكذب...هذه مجرد اتهامات لأنكم أعداؤه ..."

قلت بإيجاز وثبات:
" اذاً فلتسألي خالتك والسيدة ايمان...!!"

كأن شلال ماء بارد انهمر عليها لحظة سماعها جملتي....لحظات وهي متجمّدة مكانها فارغة فيها مصدومة....سكت صوتها وسكنت حركتها لتستجمع قواها بعد قليل وتقول بعجب وغرابة من فظاعة صدمتها بها:
" خالتي ؟!...ما دخل خالتي؟!..."

سكتت لبرهة وأردفت :
"..صحيح....صحيح خالتي!...."

رفعت عينيها تتفحصني بينما تتابع بضياعها:
" أجل....هي تعرفك بشحمك ولحمك منذ الصغر وظلت على تواصل معك طوال الوقت!!.....هـ...هل خالتي خدعتني ؟!.....غير ممكن!!... كـ...كيف خدعتني ؟!.....أ....أنت...أنت تتهمها كما تتهم أبي...تريد تفكيكنا...!!...."

استرجعت مواقف سريعة في دماغها وحاولت فك خيوط متشابكة عاشتها وبعد قليل صفقت كفيها ببعضهما وأطلقت قهقهة بجنون وهي تخرج كلماتها:
" ما أغبانـــي!!........يا لسذاجتي .....خالتي فاتن اشتركت في خداعي ؟!.....ألمى يا حمقاء ....تستحقين الذهاب الى الجحيم من غبائك !!.."

هارت قوتها وتساقطت أرضاً ناظرة الى الفراغ وصمت يهيمن عليها....صمت يخفي كل ذرة تحترق وتحترق داخلها ثم همست بشرود دون أن ترمش:
" ياااه...حتى أقرب انسانة على قلبي طعنتني بنصل الغدر....بمن سأثق بعد الآن ؟!..."

وعاد الاشتعال يكسو وجهها واللهب يسيطر على عينيها فرفعت رأسها تحدّجني بنظرة جديدة......نظرة فاقت كل الحقد الذي تحمله قلوب البشر وتخطت حدود الكراهية التي بين الأعداء....نظرة لم ارها قط في حياتي وقالت وشفتاها ترتعشان غضباً لا خوفاً:
" أغرُب عن وجهي...لا أريد أحداً منكم في حياتي.....هيا أغرب.."

وكررت كلمتها الأخيرة وهي تنهض بتأهب وتستدير لتذهب فلحقتها من فوري أقيدها بقبضتي الخشنة فحاولتْ نفض يدي عنها وتحرير ذراعها وهي تضربني بيدها الأخرى صارخة:
" ابتعد عني.....ابتعد يا أكبر مخادع رأته عيناي .."

قاومتُ أثبتها وقاومتْ تحاول تخليص نفسها ...انتفخت أوداجي وفارَ صوتي بغلظة والشرر يتطاير من عينيّ:
" هل تظنين أنني سأتركك بهذه السهولة يا قطتي الشرسة؟؟!....لم ننتهي بعد !!....لم ننتهي!...."

كانت تتلوى تحت يدي بألم وسخط وتصرخ:
" بل انتهى كل شيء....وصلنا للنهاية .."

" إن كانت هذه النهاية عندك فعندي هي مجرد بداية البداية ..!!.."
قلتها دون صياح وانحنيتُ أحملها على كتفي كالمخطوفة أثبتها بذراعٍ واحد وكأنني أحمل دمية صغيرة لا وزن لها وسرت بخطوات ثابتة قوية متجهاً الى سيارتي مستمراً بكلامي ببرود لا يشبهني هذه الساعة بينما كانت هي تلكمني بقبضتيها على ظهري وتركلني بقدميها ولم تترك شتيمة الا وغازلتني بها :
" لقد فقدتِ السيطرة على نفسك يا صغيرتي....تبارك الله لديك طاقة رهيبة يا حبذا لو تستخدمينها بما يفيد المجتمع .....سأنتهي من مهمتي وابدأ بترويضك يا مهرتي الجامحة ...نحتاج لوقت وجهد معك وأنا الآن لستُ متفرغاً ألمتي....!!.."

وصلتُ سيارتي ووضعتها بالمقعد المجاور وربطتُ الحزام عليها وتوجهت بطلاقة لمقعدي ثم اقفلت الأبواب لأنطلق عائداً الى قصرنا وهي تضرب طرفي وتضاعف شتائمها وأنا صابرٌ لا أبالي بما تقول وتفعل وكان كل تفكيري محصوراً بالخطوة القادمة......ماذا تكون؟!.....!!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


حان وقت تلبية النداء....النداء للوطن في سبيل الحق....ترك كرسيه في الشركة منذ البارحة.....أمامه طريق طويل للحدود....كان عليه أن ينام ويرتاح ليعيد قواه ويجدد طاقته وقد فعلها ....وها هو الآن في ساعات ما قبل الظهيرة بعد أن شبع من نومته.....اتجه الى المرآة في غرفته بعد أن استحمّ لينعش روحه...كان يلف منشفته على خصره وبأخرى صغيرة يجفف شعره الفاحم الذي قام بحلاقته استعداداً !!....انه الجندي في الميدان ونحن كجنود نمتاز بشعرنا الحليق القصير!....رشّ مزيل العرق على جسده وتبعه ينثر عطره الرجولي على عنقه....انحنى قليلاً مقترباً من المرآة اكثر يتفحّص ذقنه النابت المهذّب تطلّع عليه ذات اليمين وذات الشمال فتراءت أمامه عندما زلزلته بحركتها اللعوبة المسرحية وهي تحاوط ذراعه وتضع كفها الرقيق على عضلات صدره بضحكتها البشوشة البريئة ولمّا مسكت له ذقنه تداعبه عابثة بمشاعره الرجولية ....لم يمنع الرعشة اللذيذة التي سرت في سائر جسده !!....تذكّر قسمه فجأة فنفض رأسه ليطرد شيطان حبه ثم تمتم مستغفراً....اتكأ بقبضتيه على سطح طاولة الزينة وتأمل الخيبات التي تحتل عينيه....تنهّد بعمق يحاول السيطرة على دقات قلبه التي تزعزعت من دموعها النقية في أول لقاء لهما في تلك البلاد.!!...استقام واقفاً واتّجه الى خزانته....ارتدى بنطاله الأسود المليء بالجيوب ولحقه بالبلوزة التي تحمل نفس اللون والتي تجسّد عضلاته منقوشة بـ ( كتيبة الفهد الأسود) ....أدخلها في بنطاله واغلق حزامه باحكام !!...اندمج ليل لباسه مع بشرته البيضاء الرجولية ليرسم مشهداً فائق الوسامة....فإن كان يليق زي الثوار بأحد فهو حتماً سيكون بالثائر الوسيم.....شيخنا (أحمد)....تناول من الرف الوشاح الخاص بنا ووضعه على كتفيه بإهمال...أخرج حذائه الأسود الصلب ذو العنق الوسط وانتعله يضع طرف البنطال داخله....انتصب بوقفته مدبراً الى المنضدة الموجودة جانب سريره ....أخذ من فوقها المصحف الشريف واستعاذ بالله ليقرأ ما تيسر من الآيات....انتهى من قراءته واستقام بشموخ وإباء مقبّلاً القرآن وارجعه الى مكانه ثم تناول من فوق خزانته رشاشه الاوتوماتيكي المتطور مع ذخيرته ووضعه في حقيبته الخاصة ثم خرج الى أهله يقبّل يديهما وجبينيهما طالباً الرضا وغاب عن الأنظار بدعوات والديه الصادقة ذاهباً الى صديقنا (بلال) الذي قام ايضاً بحفلة وداع مع أهله ومحبوبته ليلحقا في الفوج الأول من ثوارنا الأبطال....!!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

دلفنا الى ساحة المنزل فصوبنا أعيننا بوقت متزامن على سيارتها الرياضية البيضاء الجديدة التي تقف فيها بعد أن جلبها سائقنا الخاص من الشركة بطلب سابق مني !!..أوقفتُ سماويتي بمحاذاة بيضاها وبنظرة جانبية رمقتها لأراقب ردة فعلها.....شردتْ بها دون أن تحدث أي تغيير على ملامحها....بعد ثواني التفتت التفاتة يسيرة نحوي ....لم يفتني بريق بريء لوثته الآلام والأحزان لمع في عينيها وضنك وإرهاق قبيح استحوذا على وجهها الجميل من المعاناة التي تحياها والمقاساة التي ذاقتها والعراك الذي خاضته...!! .....والأهم أن رائحة عتاب قاتل شطر روحي تفوح من أنفاسها المتقطعة اللاهثة إذ أنها لم تستكين ولم تستسلم طوال طريقنا وهي تلكم وتشتم!!...فتحتُ باب السيارة مترجّلاً وبازدراء دفعتْ هي بابها وصلّبت قدميها قرب السيارة تتمعّنها ولم أكن أدرك بماذا تفكر وماذا تتمنى!!....
رغم القهر الذي يتأجج في احشائي عليها ووجعي من سعادتنا المنقوصة بل المهدومة ولأني أعلم أن محاولاتي في مواساتها وتطرية الأجواء المشحونة بيننا ستبوء بالفشل لذا سرت مقبلاً نحو مدخل القصر اسبقها بتباطؤ تاركاً لها الخلوة .....مجرد خطوات قليلة ليصلني صوت مدوي قوي صدر من تهشيمها لأول نافذة من السيارة بفأس مركون على عامود إنارة للحديقة لتلحقها بضربة تلحقها ضربة على باقي النوافذ وهي تطوف حولها وتصرخ باكية ببكاء يمزق نياط القلب:
" هل ستشتري سكوتي بهذه ؟!!.."
" هل خدعتني باهتمامك وحنانك ؟!.."
" يا لك من ممثل بارع ويا لكم من ممثلين جميعكم !!"
" كم سعرها ؟!...كم كلّفتك ؟!.....كم دفعت لشرائها؟!.."

وهتفت بصريخ صاخب ممزوج بالنحيب مستأنفة:
" سأكسر قلبك عليها مثلما كسرت قلبي.....سأحرق دمك مثلما حرقت دمي...."

تصيح وتهشّم الزجاج معلنة ثورة تمّرد وجموح :
" اذهب للجحيم أنت وهداياك اللعينة..!.."

وما إن أتمّت نفث سمومها عليّ حتى تليتُها بانفجار بركاني معلناً عن احتراقنا معاً عندما اتجهتُ الى سيارتي السماوية كفهدٍ أسودٍ هائجٍ وأخرجت بخفة وسرعة لا متناهية مسدسي من تحت المقعد ثم زأرتُ بشراسة هاتفاً:
" انظري كيف تكسرين قلبي وتحرقين دمي.....ليس بتلك خاصتك..."

وأشرتُ الى السماوية العزيزة على قلبي لأني اقتنيتها اقتداءً بعينيها ثم سحبتُ زلّاقته باستفحال وزلزلت المكان بوقع قدميّ على الأرض مقترباً من السيارة وبدأت اطلق الرصاص عليها وأنا استدير حولها بإقدام بينما هي اصابها الهلع لرؤيتها المسدس فأغلقت أذنيها وكمشت جسدها مرتاعة ومن أزيز الطلقات الغاضبة وكانت تسترق النظر بين حين وحين...اطلق وأهشّم زجاجها....اطلق محدثاً ثقوب بجسدها الحديديّ...أطلق وأشتم من أعماق عمري الذي ضاع وحبي المُقبل نحو الزوال وحياتي التي تحطّمت من خناجر الغدر والخيانة وأخيراً فجرتُ عجلاتها الأربع ثم جلجلتُ المكان بصوتي بعدما حررت يديها عند ابصارها لتوقفي عن ثورة جنوني:
" اكسري قلبي واقتليني....احرقي دمي وادفنيني.....ما عاد يهمني شيئاً إن لم تكوني معي .....أن رحل الحب سيحل الدمار...فلنُدمِر ونتدمَر....فلنحرِق ونحترق.....فلنقتِل ونُقتل....لا فارق عندي الآن إن بدّلت حبك لي بالكراهية......"

دنوتُ منها أمسكها من كتفيها وأهزها وأعصابي جميعها متشنجة وأكملتُ بوجهي المتوهّج احمراراً وعروقي البارزة المصعوقة:
" لا يعنيني أي شيء إن طردتني من جنة سماءيك لتعذبيني بجحيم أرضي....اصرخي واضربي واكسري......ليت جرح القلب المكلوم يبرأ بالمال مثل الجماد.....كل شيء يعوّض ويعود الّا أنفاسنا العاشقة إن استهلكناها بكرهنا لن تعود وضحكاتنا الحقيقية إن مسحناها ببغضنا لن تعود ونبضات قلوبنا إن غدت تنبض بمقت وعداوة وهي تحذو الى أراذل العُمر لن ينفعنا الندم حينها ولن نستطيع إعادة تأهيلها لتنبض بحُب ....فالعُمر الذي راح منا لن يعود......لن يعود !!.....أفهمتِ؟!..."

اختفت أنفاسي وكأنني على حافة الاحتضار ....حوطّت وجنتيها بيديّ واتكأتُ بجبيني على جبينها وسرقتُ أنفاسها لأدعم أنفاسي ....كنتُ ألهث وهي حالها مثل حالي ...فهمست متوسلة بضعف:
" أرجوك....لا تؤذي أبي !!.."

" لا تطلبي مني شيئاً لا استطيع تنفيذه...!!.."

" تستطيع إن رغبت!.."

" لا استطيع!.."

دفعتني بيديها بتجافٍ وازورار وهتفت باستهجان:
" إن كنتُ سأخسر أبي إذاً فلأخسر معه حياتي وحبي...!!..."

زفرتُ أنفاسي بجزع منها وعُدتُ الى جمودي كي لا أخضع لقلبي الرؤوف ثم أمسكتُ يدها أجرّها للداخل مع محاولة مقاوماتها اليائسة...!!

×
×
×

أقبلت النجوم على استحياء تتخفّى بين السحاب !!...كنتُ قد أغلقتُ الأبواب علينا وأخذتُ حاسوبها النقال منعاً لتواصلها مع أيٍ كان ....استحممت ثم اعتكفتُ في مكتبي لساعات أفكر وأخطط لما آت وأجريتُ بعض الاتصالات منها لإخبار خالتي وأبي (ابراهيم) عمّا حدث بينما كانت هي في غرفتها مع وحدتها تتسلّى تارة في عملياتها التخريبية للبيت وتارة في نحيبها تسبح بين عبراتها...!!....لم نضع لقمة في فمينا منذ الصباح وعند حلول الكارثة .....لذا اتصلتُ بخدمة التوصيل وطلبتُ الطعام الذي تُحب ....المعكرونة الايطالية أما لي أنا طلبتُ لفة شاورما وعندما استلمتُ الطلبية صعدتُ إليها لأعطيها خاصتها ولأخبرها بخطوتي الفورية القادمة.....لم تفتح الباب بعد مناداتي لها وطرقي له فأجبرت على كسره ووجدت الغرفة في حال يرثى لها ....كانت تجلس على السرير تنظر بخواء اليّ ودون احساس ولمّا ولجتُ مقبلاً ناحيتها هتفت بهدوء آمراً:
" كلي وجبتك المفضلة واستعدي للرحيل!!.."

رمقتني بتساؤل لكنها كابرت على السؤال تجاهلاً لي فأكملت:
" سنعود الى أرض الوطن....انتهى كل شيء هنا !!.."

وقبل أن تُعقّب على جملتي مددتُ لها الطعام وعند اقترابه من وجهها اشمأزت تقطب ملامحها بقرف ثم وضعت يدها على فمها وهتفت:
" يـــع رائحته....مقرف.....ابعده عني..."

وهبّت راكضة الى الحمام تستفرغ ما وُجدَ بمعدتها الخاوية وسط ذهولي واندهاشي بما أصابها....!!!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


احتقنت السماء بالظلام ليغطي الكون بسواده المألوف وقد زاد قتامة مع السحب الداكنة التي تحمل في رحمها أمطاراً كثيفة ...كان البرق يخطف الأبصار ويجعل الليل نهار ليضيء الأرض على الثوار وكان هو ضمن الصفوف الأولى على ساحة القتال...منبطحاً على الأرض محتمياً بأكياس مليئة بالرمال كدروع تحميهم من رصاصات الأعداء الغادرة وبعض الأغصان المقطوعة من الأشجار للتمويه!!....يملي عليهم قائدهم أوامره ويطبّقونها باحترافية وشجاعة خلقت في قلوبهم ....لقد خاضوا معركة شرسة ضارية....كانت بين شرفاء الوطن وبين من يعيثون فيه فساداً من أجل مصالح أسيادهم الدنيئة فهكذا عند كل موعد للانتخابات تشتعل الفتنة وكلٌّ يغني على ليلاه...!!...كما كانت معركة صوتها الرصاص على الأرض كانت تقابلها معركة في السماء بين الغيوم مع هدير الرعد الذي يزمجر بها يقودها لتثبت فوقهم وتغرقهم في السيول الجارفة....استمر القتال العنيف لساعات....كان يطلق رصاصة على عدوّه الحقود يتخيّلها على مركز قلبه ليقتل حبه المولود.!!...كانت ثورته بين التغلّب على العشق الممنوع والانتصار في الحرب.....أحسّ بقبضة اعتصرت نابضه وأخلّت بنظامه وبعدها عاد ليركّز في واقعه ....الواقع الذي كتب أن تصل الرصاصات الخائنة إليهم لتصيب من كان له بها نصيب....!!

×
×
×

في عالم موازي ودولة مجاورة لدولته ومدينة بعيدة على الحدود الأخرى يشقّ عتمة الليل اضاءات للزينة وحضور للأقارب منهم الراضي ومنهم الرافض منهم من يضحك من قلبه ومنهم من يخبئ الحزن الذي يتغلغل في روحه وكانت تضييفات متنوعة وصوت طبول وأهازيج تختلط معها الزغاريد ومأذون شرعي ينتظر ليسمع موافقة العروسين ليبارك لهما متمنياً أن تكون حياتهم مليئة بالمودة والحب ومرضاة الله....كان العريس ضخم البنية بملامح ليست قبيحة ولا وسيمة وأسنانه السليمة تظهر من شفتيه الضاحكتين بينما العروس الرقيقة ذات الجسد النحيل والبشرة الخمرية كانت تضع زينة خفيفة وترتدي فستاناً ناعماً باللون الباذنجاني ليكون اللون الليلكي الفاتح للحجاب مكمّلاً له بكل أناقة وذوق رفيع وُجد في روحها الجميلة وابتسامة.!!...أجل ابتسامة ارتسمت على محيّاها..!!....الله ثم هي فقط من يعرفان ماهيّتها !! .....دقائق قليلة والألعاب النارية تنطلق من فوق سطح منزل الجد الكبير توثيقاً لفرحة اكتملت في العائلة بعد الاستماع لموافقة العروسين ...!!....وها هي الزغاريد ترتفع أكثر والتهاني والتبريكات تضج بين الناس بعد ارتداء الخاتمين الخاصين بهما والتي نحت داخل احداهما تاريخ اليوم واسم العريس ( تامر) أما الآخر تزيّن باسم العروس (ميار).....!!


**********( انتهى الفصل الثامن والعشرون )**********



أتمنى لكم قراءة ممتعة....


الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 02:53 AM   #837

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا كمان مرة😅

حبيت اقول ان الفصل ليس مليء بالأحداث وإنما ركّزت على وصف ردود أفعال ومشاعر فأتمنى ان لا يشعركم هذا بالملل لكن كان لا بد منها لا استطيع الاستغناء عنها ولم استطع اضافة أحداث اخرى لأنه سيكون طويلا ولن انتهي والصراحة تعبت فاكتفيت بال ٥٦ صفحة ....لذا أرجو لكم قراءة ممتعة في روايتي المتواضعة🌷🌷


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 04:12 AM   #838

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيكهيون مشاهدة المشاركة
اييي خجلتونيي😳😳👈👉 وين حط وشي هلأ🤣🤣🤣
بقولك هوس في يا الحان بحب اقرأ روايات بنهاية ابابطال يجيبو اطفال و اذا ما كان في اطفال يا نهار اسود خاصة اني اتعلق فالشخصيات و عيش معن🤣🤣
ما بعرف متعلقة بالاطفال كثير عندي هوس بالاطفال شيء الوحيد يلي يخليني افكر اتجوز بكير ما بعرف مين اجا هالهوس بس و انا صغيرة بعمر 13 خالتي كانت تخلي عندي اطفالها لحتى مرة خلت عندي بنتها بعمر الشهرين و خرجت بتذكر ضلت تبكي و انا شايلتها و هدئ فيها لدرجة لما تنام بوضعها عالسرير تفيق و ترجع تبكي فمن التعب نمت واضعة تحت ايدي وسائدة و هي فحضني 🤣🤣 لما دخلت خالتي اتصدمت من المنظر و صارت دايما تخليها عندي لدرجة انو امي تروح عالشغل وضل انا و بنت خالتي و جدتي لوحدنا بالبيت و صارت تنام معي فتعودت اصحى عضحكاتها لما تفيقني اغيرلها تيابها امشطلها شعرها مرة بتذكر كان لازم اروح عالمدرسة و هي ما عندها حليب نفذ من عندي فرحت اجري الصبح بدور عالحليب فالصيدليات طبختو وتركتها مع جدتي و صارت تبقى معي دايما و متعلقة في لدرجة صارت تقلي ماما🥺🥺 مرات بفرط ضحك من عمايلها وكلامها و بتجنني الصبح عشان تاكل تاخد لقمة و دور تعلب .....و لما اجي نيمها تتكلم عكلشي و ما تنام الا لما تنيمني 🤣🤣🤣🤣و الله الاطفال نعمة كبيرة بيحسسوك مشاعر فريدة كثير و ما يمكن وصفها صرت حس بفراغ لما خالتي راحت تسكن بمنطقة بعيدة لهيك بحب اقرا روايات فيها اطفال🤣🤣🤣 لا تواخذوني
هلا بعالم الأطافيل ههههه

ما أطيب روحك ....يا رب الله يرزقك رجل صالح وأولاد بارين وتصيري تشدي شعرك منهم كمان ههههههه

فعلاُ هم زينة الحياة الدنيا .....الله يرزق كل الناس هذه النعمة...

أما بالروايات ولا يهمك هنعملك مفقسة دجاج ان شاء الله ههههههه


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 04:21 AM   #839

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيكهيون مشاهدة المشاركة
نفس مواصفاتك يا نورهان بحب شخص متفهم حنون رمنسي يدعمني و يقدرني و اهم حاجة يحترمني
بصح فنقطة الزواج التقيدي انا برضى بيه يعني ما بحب اتعرف عرجال خارج رباط شرعي و بدون علم بابا بس برضى بخطبة تقليدية عشان نتعارف
تقريبا أغلب النساء تتمنى هذه الصفات بالرجل بحكم العاطفة الكبيرة عندهن وصدقاً كل الاحترام الك ع تفكيرك الديني والاخلاقي بالارتباط.......رزقك الله ما تتمنين


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 04:35 AM   #840

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.مساء الإبداع والجمال لحونة

منتظرين على شوق بصراحة
واتوقع فصل جميل آخر حاجة
والقلق دليل العمل الجيد
انا واثقة من إنه هيبقى تحفة
هى الحكاية إنه من بعد العيد والواحد حاسس إنه مدووش
ورأسه تعج بالكثير من الأشياء
أنا نفسي باتسائل لماذا هذه الحالة ولم اصل لجواب
لكن يا قلبي كل ما تكتبينه جميلا مثلك

تسحيل حضور بإنتظار الفصل
دمتى متألقة لحونتى الجميلة

مرحبا بغاليتي...
حبيبتي آمالي كلك ذوق شكررااا عتشجيعك وهستنى تعليقك اللي اشتقت لقراءته صباح السبت💖.....بتمنى ان لا تخيب آمالك فيه 🤦‍♀️🥲......انتظر رأيك الصريح الذي يفيدني أختي العزيزة🌷🌷🌷


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.