01-01-22, 12:55 AM | #141 | ||||
| يا لوح القدر بعام جديد قد لاح القمر إجعله يا رب فاتحة خير على كل البشر إملأه فرحا و بشرا و كفينا فيه حزنا و شرا إجعله بالسعادة عمرا يشفينا ما عنينا منه دهرا يا نجوم هذه الليلة الظلماء إملئي حياتنا نورا و صفاء إجمعينا مع خيرة الأحباء و أذقينا طعم الهناء جودي علينا بالجمال دون حياء ارشفينا من عبق الراحة حتى الإرتواء إحشري السكينة في نفوسنا حتى الإرتواء يا أمطار الخير تهطلين إغسلي معك هموم كل حزين و إسقي رحمة كل مسكين بلغي نجوانا لرب العالمين بلغي و جودي علينا بالوصال بعد الحنين 🖊️ بقلمي ،🖍️ حبيباتي الغاليات، ها نحن الأن على أعتاب عام جديد، نودع سنة لنستقبل أخرى، نهاية تتلوها بداية، بإذن الله تكون نهاية كل الهموم و الأحزان، و بداية مملوءة بالفرح و المسرات، حبيباتي أنتن هنا. عائلتي الثانية، وسط جو هذا المنتدى الدافئ أجد نفسي بينكن. شكرا جزيلا على تواجدكن الغالي هنا. أختي الغالية حبيبة قلبي شيزو، حبيبتي الجميلة. لحن الحياة، الطيبة موضي وركان، لبنى البلسان، و كل الجميلات. و بالتأكيد حبيبتي الرائعة أحلى نسرينا. أدخل الله هذا العام الجديدة عليكن جميعا بالخير و البركات، بالفرح و المسرات، و بكل جميل بإذنه. حفظكم الله، و حفظ أحباءكم جميعا. كل حبي و إمتناني لكن نورهان ❤❤ | ||||
01-01-22, 02:42 AM | #142 | |||||
| اللهم آمين 🤲🏻 شو هالكلمات الحلوة مثل صاحبتهن😍😍 ما شاء الله عنك أحلى نورهان ❤ الله يسعدك ويحققلك كل اللي بتتمنيه ويارب كل أيامك تكون جميلة كجمال قلبك ولطيفة كلطف كلماتك يا نوّارة انتِ 💕 وبتمنى الك ولكل اخواتي الغاليات ايام مليئة بالخيرات وهداة البال والقرب الى الله 😘🌹💐💖 | |||||
03-01-22, 09:26 PM | #144 | ||||
| صداك ألقيت حبك للبحر في الصباح ففاضت علي أمواجه مساءا رميت حمامة العشق في الصحراء فوجدت سربا من الحمام على شرفتي أوصدت بابي منك و خبأت عنك حقيبتي فوجدتك مع الهواء تنعش رئتي نثرت زهور حبك في حديقة النسيان فإشتعلت ذاكرتي بورد من كل الألوان جففت أغصان عشقك كأوراق الخريف فزرتني في غرفتي كالنسيم اللطيف وضعتك في صندوق بالأقفال لأجدك خلفي تستعمر الخيال رميتك مع قرص الشمس في الغروب فتسللت لنومي مع أشعة الصباح خبأتك في الهلال ليلا و إذ بي أجد الهلال صار بدرا أحرقت رسائل غزلك بالنار و إذ بعشقك يجتاحني كالإعصار أدخلت تمثالك لمتحف الأثار فلحقتني لعنة من سالف العصور خبأت صورتك تحت التراب و قلبي قد إعتكف قي المحراب أوصدت أمامك ألف باب و باب و مزقت لك كل كتاب بنيت أسوارا و أسوارا و كتمت أسرارا و أسرارا تفننت في وضع ألاف الحواجز و في هدم كل الأعمدة و الرواكز غيرت شكلي علي أغير شكل نفسي و مزجت صباحي بأمسي حاولت إخراجك من قلبي و رأسي فشنوا علي الحرب و خاصموني إنتفضوا ضدي و ما سمعوني فكل نفسي خاصمتتي عليك و رفرفت فراشات حبي إليك إن كل مكان لي اليوم لديك فحتى قلبي ها هو الأن بين يديك خسرت معك عن جدارة فكان الحب هو الحضارة هأنا ذا أرفع الراية البيضاء لتشق عنان السماء و يكون لك في مملكة قلبي كل الولاء الفصل العاشر خرجت من م?تب الإجتماعات متوجهة إلی م?تبي الخاص و السعادة تغمرني لتصلني و أنا أمشي بطريقي محادثة بین أحد الموظفين، جعلتني أتوقف رغما عني لأنصت لها _لا أصدق حقا! سیدة الجلید أصبحت حساسة و حنونة! لم أ?ن لأتخیل هذا في أكثر أحلامي جنونا و غرابة، لن أستغرب الأن إن خرجت و وجدت السماء تمطر ذهابا، فبالتأكيد لن يكون ذلك أغرب من حالة سيدة الجليد الحساسة! أجابه الرجل الذي كان يقف أمامه _أه من? یا عادل! صحیح أن الأنسة زینب ?انت قاسیة بعد الشيء إلا أنها طیبة جدا ، أتعلم أش? أن قساوتها و صرامتها لیست إلا غطاءا علی ضعف و حزن تداریه ، ال?ل یظن أن الأنسة زینب لم تتأثر بوفاة أبیها وأخیها ل?ن أنا أحس أنها أ?ثر واحدة تأثرت بذال? ، و قد تأ?دت من هذا الیوم في الإجتماع، صحيح أنها تحاول أن تظهر بشخصية جامدة باردة هي عكس شخصيتها تماما، لكن في الحقيقة إن بداخلها أنثى رقيقة حساسة جدا، لم تكن خسارتها لأبيها و أخيها سهلة عليها أبدا، لكنها تحملت ذلك بربطة جأش قوية جدا، لم يكن منبعها إلا حبها لهم. كلام الرجل الذي لا أرى إلا جانبا من وجهه قد مس وثرا حساسا بقلبي، حتى أنني أحسست برطوبة على وجنتي، لم يكن سببها إلا دمعة فرت من عيني، رفع عادل الرجل الذي يحمل الكثير من الحنق و الغيظ أتجاهي و الذي كان يشكوني لك مرة يده و هو يقول بإعتراض _یا أخی ?فا? قرأتا لكتبك العجيبة صرت تتحدث مثلهم ، ولم تعد ل? صلة بالواقع ، أتعلم أن معظم العلماء أصبو بالجنون ،أتر? هذه الأشیاء عن?، و عش حياتك ببساطة، ما لك و مال كل هذه التعقيدات، توقف عن محاولة فهم الناس، و درس شخصياتهم و خلق الأعذار و التفسيرات لهم و إلا إنتهى بك الأمر في غرفة بمستشفى مجانين، تشد شعرك الذي سيطول مثل شعر النساء! حرك الرجل رأسه يائسا و هو يقول _توقف أنت عن الحكم باطلا عن الناس، و حاول الخروج من قوقعة جهلك! بدل هذه الحجج التافهة التي لا یتخذها إلا الجهلاء لتغطیة ضعفهم. رفع عادل كتفيه بغير إهتمام و هو يقول _أنا أحب حالتي هذه، فكما كان أظل أفضل من?، أعيش حياتي براحة بعيدا عن كل التعقيدات أتعلم أتمنی لو تعرضت أنت أيضا لحادثة نظر له صدیقه فارغا فاه و هو يقول بصدمة _ماذا تقول يا رجل؟! هل جننت؟! أعلم أن? أحمق ل?نك لست حقودا لهذه الدرجة! حرك الرجل الذي يحبني كثيرا رأسه بنفي و هو يقول _كلا! لا تفهمني غلط، بالتأكيد يستحيل أن أريد لك الشر، فقط حادث بسيط ?ي تتغیر أنت أیضا و تشفى بعده بسرعة، كما ترى إمرأة الجلید قد تغیرت مباشرتا بعد الحادث إبتسم الرجل ثم قال بشرود _كلا. أنا لا أظن أن الحادثة هي السبب في التغيير الذي طرء على الأنسة زينب. رفع محبي حاجبيه متسائلا بسخرية و هو يعقد ذراعيه. _إذن ما سبب هذا التغييِر الجذري من وجهة نظرك يا سيادة الفيلسوف؟! أجابه صديقه بكلمة واحدة إخترقت قلبي و جعلته يدوي بعنف _الحب. كرر عادل بإستهجان _الحب؟! أكد صديقه على كلامه قائلا _أجل وحده الحب قادر علی تغییر الشخص مئة و ثمانين درجة. شهق عادل بإستنكار و هو يقول _كلا! مستحيل؟ زینب تحب؟! ألم تختر حجة أقرب للمنطق من هذا الجنون الذي تنبس به؟! ربما لو قلت لي أن الفیل یطیر ل?ان ذل? أقرب للواقع و أكثر منطقية من أن تحب زینب! لقد جننت حقا یا صدیقي. نصيحة مني إذهب لشيخ تنتفع ببركته. حرك الرجل رأسه بيأس و هو يقول _لا فائدة ترجى منك أبدا يا عادل، لن تتغير يوما أو تتحرر من جهلك هذا. و متى كان الحب حكرا على فئة دون غيرها؟! قل سبحان مقلب القلوب. دخلت في هذه الثانیة فإصفر وجه محبي و قد غادرته أخر نقطة دم، و قد أصبح يرتجف كالكتكوت المبلول، بينما ظهر على صديقه بعض الحرج ، ضممت ذراعي و أنا أقول بصوت مرح للسيد الحترم عادل، الذي بدى و كأن لسانه الطويل قد قطع _أنت یا سيد عادل ألن تتغیر أبدا ؟ لا تفتأx تشوه بصورتي بهذه الطريقة البشعة؟ أي قرار يجب أن أتخذه في حقك؟! أشفقت على الرجل حقا، الذي بدى كأنه سينصهر من خوفه، كان يرتعد كمن رأى شبحا شريرا في الواحدة ليلا و هو مسجون بغرفة مظلمة مقفلة الأبواب و النوافذ. خرج صوته متلعثما _أأ.. أنسة زینب أنا... إبتسمت له و قد عزت علي حالته لأحدثه بصوت حنون لم أستخدمه يوما بعملي. _لا دعی لتبریر فقط أمزح مع?. وجهت نظري للرجل الأخر قائلة _أیم?ن? القدوم معي، إلى مكتبي إن شئت؟ حرك الرجل رأسه بالموافقة، بينما قال بنبرة متوثرة _بالطبع سيدتي. إبتسمت له و أنا أسبقه في المشي متوجهة إلى مكتبي، ليتبعني هو كذلك. حينما دخلت إلى المكتب وقف هو متوترا قبل أن أءذن له بالدخول جلست على كرسي مكتبي الوثير، بينما ظل هو واقفا أمامي و التوثر باد على ملامحه بوضوح. أشرت بيدي إلى الكرسي المقابل للمكتب و أنا أقول _تفضل يمكنك الجلوس، لا تبقى واقفا هكذا. جلس الرجل على الكرسي بينما ينكس رأسه للأرض، دون أن يغادر عنه توتره _أنسة زينب أقسم لك أنني لم أقصد الإهانة أو التدخل فيما لا يعنني، أنا فقط.... إبتسمت له قائلة بود _لا دعي للتبرير، أنا لا أتهمك أبدا. ثم أكملت ببعض المرح _ مابك ترتعش هكذا؟! أقسم لك أنني لا أكل الناس. أم أن عادل قد أثر فيك بكلامه؟ حرك رأسه بنفي و هو يقول لي بإبتسامة محرجة _لا ليس كذلك أبدا! أنا حقا آسف سيدتي. سألته بإبتسامة _على ما تآسف بالضبط؟ قال بحرج _على ماكنت أقوله لعادل، ما كان يجب علي أن أتدخل في خصوصياتك، لكن حقا أنا لم أقصد شرا. لم تختفي الإبتسامة عن شفتي و أنا اقول له _لماذا تعتذر وأنت لم تقل شيئا غير الحقيقة؟! أنت كنت تدافع عني و هذا حقا أسعدني بشدة. أتعلم يا.... _وائل إسمي وائل يا سيدتي. حركت رأسي و أنا أكمل _وائل أنت شخص ذكي جدا، إستطعت معرفة حالتي كلها، رغم أنني كنت أحاول جاهداتا إخفاء كل مشاعري، لكنك فهمتها بوضوح أدهشني بشدة، فقد إستطعت فهم حالتي أكثر مني حتى! أكملت بجدية مزيفة _ صاريحني بالحقيقة أرجوك هل أنت عراف؟! و نجح مبتغاي بإخراجه من توثره، فقد ضحك و قد تخلص من تشنجنه، ثم قال بعدها لي _لا ليس كذلك كل ما في الأمر أن تخصصي الحقيقي هو علم النفس، و رغم أنني لم أستطيع أن أكمل فيه إلا أنني أحبه كثيراً. و أحاول أن أمارسه في حياتي اليومية. إبتسمت له قائلة _هذا رائع جدا. أتعلم أظن أنني سأحتاجك كثيراً يا وائل، لأستفيد من خبرتك هذه. حرك رأسه قائلا بإحترام _ستجدينني في خدمتك سيدتي. قلت له بمرح _حسنا لدي عندك طلب أخير يا وائل ، هل يمكنك أن تتوقف عن منادتي بلقب سيدتي هذا؟! تشعرني و كأني عجوز في السبعين من عمري ضحك و هو يقول _كما تريدين أنسة زينب، عفوا هل أستطيع الذهاب الأن. إبتسمت له قائلة _بالتأكيد تفضل. خرج بعد أن شكرني ليغلق الباب ورأه، بينما إختفت الإبتسامة عن وجهي، و أنا أتنهد بألم. ألهذه الدرجة صرت مفضوحة بحبك؟! أوصل بي العشق إلى هذه النقطة التي أصبح فيها مصدر إستغراب الجميع؟! وسط ظلمة وأعاصير الأحزان، مالنا في غابة الحياة إطمئنان، نعيش ولا نملك غير الأمل أمل لربما يخيب، نسعى و السعي قد لا يصيب، نحلم و الأحلام عنا بعيدة، نتمنى ونعلم أن الأماني لم تخلق لتحقق، ندعو ونتضرع للعزيز لعلنا نرزق، لعل جميع المصائب تسحق. نعيش أموتا، وما نحن بأموات، نتنفس القهر ونحيى على الحرمان، ولازلنا ننتظر معجزة تنتشلنا من بحور الغم و الأشجان، و قد نسينا أن زمان المعجزات قد ولى. بعد ساعات العمل الطويلة، أنهيت أخيرا عملي، حملت حقيبتي اليدوية، وتوجهت إلى أقرب مطعم من الشركة، لم أتناول شيء منذ الصباح، و أشعر بالجوع الشديد بسبب طول ساعات العمل، هكذا كنت دائما أنسى نفسي ما إن أندمج مع الأوراق و الأرقام، منذ وفاة أخي زياد رحمه الله، لم أجد من يجرني رغما عني لأخذ وجبة غذائي، أو يحضرها لي حتى مكتبي، فأفطن أني كنت جائعة دون أدري، و هكذا إعتدت أن أنشغل عن نفسي و أنسى جوعي حتى أخر نهار، حين تنتهي الأعمال و أعود لعالم الواقع من جديد مدركة أنني بحاجة إلى الأكل، فهل سيتغير هذا عند عودت فارس؟ هل سأخرج من وحدتي هذه و أتخلص منها؟! دخلت إلى المطعم، وجلست في شرفته المطلة على حديقة كبيرة، أتأمل القمر الذي كان بدرا هذه الليلة و الأشجار التي أضحت في الظلام كظلال الأشباح شامخة، كنت شاردة تماما حتى نسيت أن أنادي النادل لأملي عليه طلبي، و لم أخرج من شرودي ذاك إلا حين وضع أمامي طبق من الدجاج الحار برفقة سلطة، الأكلة المفضلة لدي دائما. رفعت نظري إلى الشاب الذي وضع الطبق أمامي مع كأس عصير بارد و هو يقول _تفضلي سيدتي. بالصحة و الهناء. عقدت حاجبي بإستغراب و أنا أقول _ لكنني لم أطلب شيئاً بعد. _لا دعي لذالك لقد تكلفت أنا بالأمر حبيبتي صوتك أجابني بدلا عن النادل، لأرفع عيني إليك بصدمة، فلم أفطن لإنسحاب الشاب من أمامنا، حينما خرج صوتي أخيرا سألتك بإندهاش و أنا لحد الأن لم أصدق وجودك _جاسر ماذا تفعل هنا؟ ضحكت و أنت تسحب الكرسي لتجلس أمامي و أنت تقول _مفاجأة جميلة. أليس كذلك؟! قلت لك بإنزعاج و أنا أراك تأخذ كل راحتك في الجلوس معي _هل تراقبني يا جاسر؟! ما خطبك؟! لم تبالي بحنقي أو لهجتي الحادة، بل أشرت بيدك إلى طبق الطعام و أنت تقول _كفاك كلاما حبيبتي، وكلي طعامك بسرعة أعلم أنك جائعة ولم تتناولي شيئاx منذ الصباح. قلت لك بإستنكار _بالله عليك كيف لك أن تعلم بكل هذا، هل تمتلك كرة زجاجية تراقبني بها. أإنتهت جميع مشاغلك بالحياة غير إزعاجي؟! ضحكت ثم قلت _لا .لا ليس لهذه الدرجة، لكن فقط لي مصادري الخاصة. عقدت حاجبي بغضب قبل أن أقول بإستنكار _مصادر خاصة؟! هل جندت يا جاسر أحدا من موظفي كي يتجسس علي؟! ألن تنتهي من طفوليتك هذه أبدا. ضحكت ثم قلت لي _ أين طار عقلك يا فتاة، كلا لم أصل لهذه الدرجة بعد، كل ما في الأمر أنني أعرفك جيدا. أقول لك هذا حتى لا تعاقبي عاملا مسكينا بريئا، لا أريد أن ينال بطشك أحد فأنا أعلم جيدا كيف يرتجف منك موظفوك يا كليوبترا. أدرت عيني و أنا أقول _و كأنك لم تفعلها قبلا حين رشوة موظف المطار، ثم إنه لا علاقة لك بطريقة تعاملي مع موظفي. إبتسمت قائلا _الحاجة تبرر الوسيلة حبيبتي، حينما هربت لم تتركي لي حلا أخر. كما أنني لم أقل شيئا عن علاقتك بموظفيك.حسنا كلي الأن طعامك قبل أن يبرد ، أعلم أنك لا تحبين الطعام باردا. قلت بعناد طفولي _كلا لن أكله! من قال لك أنني أريده هو؟! أنت لم تسألني حتى! هذا ما كان ينقص أن تختار لي طعامي! غمزت لي و أنت تقرب وجهك من وجهي قائلا _إنتظري فقط حبيبتي. و سأختار عنك أشياءا أكثر حميمية من مجرد طعام. بدءا من تصفيفة شعرك إلى أخر قطعة سرية ترتدينها من ملابسك. إحمرت وجنتي خجلا و غضبا و أنا أنهرك. _كي تجرؤ على هذا يا جاسر! انت وقح جدا! إبتسمت لي مستمتعا بحالتي و أنت تقول _كلي يا زينب و إلا أطعمتك رغما عنك بيدي. دون أن أعبأ بنظرات الناس. قلت لك بحنق _أنا لا ينفع معي التهديد سيد جاسر! لم تجبني بل قطعت طرفا من صدر الدجاج بيدك، غمسته في صلصة الحار ثم قربتها إلى فمي، متعمدا عدم إستعمال الشوكة، إحمرت وجنتي بحرج و ما كان مني إلا أن أفتح فمي أستقبل اللقمة من يديك و أنا أرى الأنظار الفضولية تتوجه إلينا، إبتلعت اللقمة بغصة الإحساس الذي إجتاحني، و أصابعك قد حطت على شفتي كقبلة عشقية، أذابت كياني في هواك. لكنك لم تكتفي بذلك بل مررت إبهامك قرب شفتي تمحو شيئا وهميا منهما، و قد أظلمت عيناك بعاطفة جياشة، زرقة بحرك قد أضحت داكنة جدا تنذر بغرق لا نجاة منه، أبعدت أصبعك و تنحنحت قائلا و أنت تنقل تركيزك إلى الطبق الراصي أمامك و الذي لا أدري متى وضعه النادل دون أن أفطن أنا. _كلي طعامك يا زينب أفضل لي و لك، لا تعاندي أرجوك. و إمتثلت إليك بطاعة، أخفض رأسي إلى طابقي، و أنا أغرس الشوكة في اللحم، أتناوله دون أن اشعر بمذاقه حقا و قلبي قد أقام حربا علي، لكن سرعان ما فاز الجوع على حنقي و غيظي و أنا أتلذذ بالطعام الذي أحبه حقا مهما أنكرت فقط لأخالفك. و هكذا تناول كل منا طعامه بصمت، نظري و تركيزي كان منكبا عمدا على الطعام، بينما كلي متحفزة إلى كل حركة منك، إلى نظرك الذي أحسه يخترقنيx و لا أحتاج إلى رفع عيني للتأكد من ذلك، كنت أراقب بتلصص أصابعك القوية التي لازال فيها بعض من أثر سنين الكدح القديمة الذي مررت بها، و قد كنت تعمل أثناء مداومتك في الجامعة، لتعيل نفسك و أمك المريضة، التي توفيت رحمها الله قبل سفرك، كنت تقطع اللحم أمامك و أنت تستعمل الفرشاة و السكين، بطريقة إحترافية، كما لو كنت تنتمي منذ إزديادك إلى هذه الطبقة المخملية، التي لطالما نالت منك إنتقادا لادعا، و أنت تمقت كل هذه المظاهر التي ترها مبالغة في الترف و مظاهر زائفة تبغي الرياء. فما الذي غيرك الأن؟! و غير إعتقاداتك و إيمانك تغيرا جدريا؟ و مع كل تفكير كان يقود بي إلى واد مغير، كان الخاتم الفضي الذي يلمع ببصرك يخنقني كطوق من نار، يستنزف أعصابي و يرهقها. و بعد وجبة طعام طويلة جدا، مشحونة بشتى المشاعر، رفعت نظري عن الطبق أخيرا لأول مرة منذ شروعي في تناول طعامي لأقول و أنا أمسح زاويتي فمي بالمنديل الورقي _الحمدلله لقد كان الطعام شهيا حقا. كان يبدوا أنك أنهيت طعامك منذ مدة طويلة، لتجلس بإسترخاء على الكرسي المريح الأقرب إلى الأريكة، و أنت تتأملني بإسترخاء كسول. إحمرت وجنتي رغما عني و أنا أدرك أنني كنت محط نظرك لمدة طويلة، أجابتني بإبتسامة و أنت تعتدل في جلستك لتستند بمرفقيك على الطاولة و أنت تنظر لي. _ألم تسمعي بالمثل القائل أن الجوع أمهر الطباخين؟! بادلتك الإبتسامة و أنا أحاول تجاوز خجلي الغير مبرر قائلة _ربما، على العموم علي الذهاب سأتأخر عن المنزل. نهظت معي قائلا. _إنتظري سؤصلك. قلت لك و أنا أخرج النقود من حقيبتي لأدفع فاتورة الطعام. _أشكرك لكن سيارتي بالخارج. أغلقت يدي على الأوراق النقدية، لتضع بدلا عني الحساب على الطاولة و قد أخرجت بضع ورقات تبدوا كما لو أنها خرجت من المصرف للتو، مصفوفة بعناية شديدة وسط المحفظة الجلدية الفاخرة، بينما قلت مجيبا على على كلامي _حتى هذه فكرت فيها حبيبتي، سؤصلك لكن بسيارتك. عقدت حاجبي قائلة _نعم؟! ماذا تقصد بالسلامة؟! قلتها و أنا أحاول إنزال النقود على الطاولة مرة أخرى، يجري بيننا حوار صامت بلغة الجسد بينما ألسنتنا تناقش موضوعا أخر، أخذت مني النقود مجددا و أرجعتها إلى حقيبتي هذه المرة مغلقا عليها لتجيبني في الموضوع الأخر الذي كنا نناقشه، فكيف لإنسان أن يناقش موضوعين في نفس الوقت مع شخص إلا لو كان على درجة كبيرة من الإنسجام و التوافق معه؟! _أنت متعبة، ولن تستطيعي القيادة.، فلا تكابري. رفعت كتفي قائلة _أنا لا أكابر! انت الذي لا تتوقف عن إقحام نفسك في ما لا يعنيك؟! و كما عادتك دائما ما تجيد التهرب من الموضوع الذي لا يروق لك مناقشته _حسنا، حسنا كفاك كلاما الأن، و أعطيني المفتاح عقدت حاجبي متسائلة بإستفهام _أي مفتاح؟ أجبتني بإبتسامة رأيتها مستفزة _مفتاح السيارة، مابك تنسين بسرعة حبيبتي؟ إعترضت قائلا _لن أعطيك... قاطعتني و أنت تمد يديك لحقيبتي قائلا _كفاك كلاما، و هاتني المفتاح و إتبعيني للسيارة. أبعدت يدك بحنق و أنا أقول _ألا تملك أي لباقة لإحترام الحدود؟! أشرت إلى الحقيبة قائلا _أسرعي يا زينب ناوليني المفتاح و إلا أريتك كيف يكون عدم إحترام الحدود بحق. x إحمرت وجنتي من تعبيرك المبطن و أنت تنظر إلى شفتي بطريقة أربكتني. فما لي هذا اليوم أحمر كمراهقة غبية؟! قلت بحنق أحاول مدارات خجلي لأدخل يدي في الحقيبة مخرجة المفتاح منها. نولته إليك بعنف و أنا أرميه رميا بين يديك _تفضل. إبتسمت بإستمتاع كمن يراقب طفلة صغيرة مجنونة التصرفات لكنك لم تجبني بل سبقتني إلى السيارة، فما كان لي إلا أن أتبعك و أنا أكره خنوعي هذا لك. حينما وصلنا إلى السيارة فتحت الباب لي كما أصبحت عادتك في مظهرك الجديد و أنت تقول برقة _تفضلي سيدتي الجميلة أجبتك بتعال متعمد و أنا أكره أن أكون الخاسرة أمامك دوما _أشكرك، لكن لا تعتد ذلك، فقط لأنني متعبة وليس لي مزاج للدخول معك في أي نقاش، لهذا وافقت. إبتسمت لي قائلا برقة دون أن تهتم بالحنق الذي كان يحتلني أو إلى لهجتي التي حاولت جعلها حادة متعالية ما أمكن. _دمتي متعبة حبيبتي. عقدت حاجبيّ بصدمة و أنا أقول بإستنكار _نعم؟! ضحكت قائلة _إهدائي فقط أمزح معك حبيبتي قلت بغيظ _مزاحك ثقيل جدا على القلب يا جاسر. لا تحاول مرة أخرى،ستقتل أحدا من رخامتك يوما! إبتسمت دون أن تعلق على كلامي، لتقول لي برقة _إصعدي أولا زينب ثم نكمل كلامنا في السيارة. صعدت إلى السيارة و انا أتمتم _ليس لدينا في ما نتكلم! لم تجبني بل إستدرت لتركب في مقعد السائق. لتحرك السيارة بخفة، كما لو كنت معتادا على سياقتها منذ زمن، و كأن سيارتي إعتادتك كما إعتدتك أنا فأصبح تعاملكما سالسا خفيفا. عم الصمت بيننا لمدة كنت أراقب لحظة أضواء الليل في الطريق، و مرة أخرى أنقل نظري إليك و ما يجعلني أبعده عنك بصعوبة، هي عدم رغبتي في أن تضبطني أتلصص عليك بعيني العاشقة، أخرجني صوتك الذي قطع الصمت من شرودي _أريد التحدث معك في شيء. رغم أنني حقا كنت أريد أن يجري بيننا حديث من أي نوع فقط لأسمع صوتك، إلا أن كبريائي طبعا و كالعادة كان له رأي أخر. لأرد عليك بحدة _قلت لك أنني لست في مزاج يسمح لي بمناقشتك! و كمن يعرف جيدا كيف يروض فرسة جامحة و يجيد التعامل معها بصبر و حلم، أجبتني بإبتسامة _لم أقل لك أننا سنتناقش بل سنتحدث. أجبتك بغصة و أنا أنظر إليك بإبتسامة مريرة _منذ عدت و حديثنا لا يخلو من المشحنات يا جاسر! تنهدت بتعب و أنت تقول لي _أنت يا زينب هي من تجعلينه دوما لا يخلو من المشحنات بسبب عنادك و مكابرتك! قلت بحنق _هكذا أنتم الرجال دوما ترمون بالإتهامات على رؤوسنا و تخرجون أنتم الأبرياء منها: عضضت على شفتيك ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول. _حسنا حبيبتي دعينا من هذا الكلام العقيم الذي لن يفيدنا بشيء، فيا جميلتي لن نتحدث فيما يقلقك الأن، بل إننا سنتكلم في شيء تحبينه بل أكثر شيء تعشقينه. أجابتك في نفسي بألم " و هل أعشق شيئا أكثر منك أنت يا معذبي؟"، لكني بدلا عن ذلك قلت لك و أنا أدعي نفاد الصبر _تكلم بسرعة لست في مزاج يسمح لي بحل ألغازك. عقدت حاجبيك و أنت تسألني _مابه مزاجك اليوم ؟ كلما أقول لك شيئاً تتحججين لي به؟ قلت لك بحنق و أنا ألوح بيدي _تكلم بسرعة أرجوك! حاول تخطي هذه المقدمات الطويلة العريضة التي لا تغني شيئا فلا يزال يتبعني تحقيق طويل في المنزل و لا صبر لي على تلاعبك هذا في الكلام. كنت لا تزال تقف على أرض الرجل الصبور، فتتقبل كل مزاجي المتقلب، إبتسمت لي قائلا _حسنا سأتكلم بإختصار، سأمر عليك غدا لنذهب نحن الإثنين إلى الشركة، فغدا هناك إجتماع سيضم شركتينا، قد تأجل بما يكفي بسبب غيابك عقدت حاجبيّ متسائلة _كيف ماذا تقصد؟ أوقفت السيارة أمام باب القصر و أنت تقول _لقد وصلنا حبيبتي، ألم تقولي لي أنك متعبة؟ إذن أدخلي للمنزل ونتكلم في الصباح. رفعت حاجبي قائلة _إذن تضعني أمام الأمر الواقع؟ إبتسمت لي برقة و أنت تقول _نكمل فيما بعد. فتحت باب السيارة أنوي الترجل منها و أنا أقول لك _حسنا جاسر، كما تريد، كما اخبرتك سابقا تعبي فقط من يمنعني عن مجادلتك. تزلت أنت أيضا من السيارة، لتستدير تقف يجانبي، أمسكت يدي و وضعت فيها المفتاح، بينما حييتني بإبتسامة حنونة _تصبيحين على خير حبيبتي. أجبتك و أنا أنظر للبحر الذي لا أشبع من الغرق به _وأنت من أهله . عم بيننا صمت لمدة، نتبادل فقط النظرات، أقتربت مني في لحظة السحر هذه لتطبع قبلة طويلة على جبيني، قبلة دافئة أذابت جليد روحي. إبتعدت عني لتمسك وجهي بين يديك قائلا _أحبك جدا يا زينب. احبك بكل حالاتك و تقلباتك. لم أجبك، فقط بادلتك النظر، قبل أن أبتعد عنك و أنا أتنحنح قائلة _إذن أين ستذهب؟ أجبتني ببديهية أحرقتني _للبيت. حاولت تجاوز الغصة و أنا اقول لك _لا بل أقصد الموصلات. ضحكت قائلا _حتى هذه فكرت فيها أنظري نظرت حيث تشير لي بيديك لأقول بصدمة _لا لا يمكن! ماذا تفعل سيارتك هنا! إبتسمت لي و أنت تضع يديك بجيبك قائلا _ألم أقل لك أنني فكرت في كل شيء. حركت رأسي قائلة بإبتسامة _لقد دخلت الحرب بقوة. بادلتني إبتسامتي رغم إختلاف كل إبتسامة و دلالتها بينما تقول _كله فداكي حبيبتي. عضتت على شفتي قائلة _حسنا جاسر تصبح على خير أنجو بجلدك بسرعة فقد بلغ غضبي ضروته. أومأت لي بطاعة و انت ترفع يديك قائلا _حسنا حسنا سأعمل بوصيتك وأنجو بجلدي. توجهت لسيارتك تركبها و تغلق الباب وراءك، لكنك فتحت النافدة تراقبني منها ولم تتحرك حتى رأيتني أدخل القصر، فتحت حنين الباب لي. قبل حتى أن أخرج مفاتحي من الحقيبة. كان المنزل هادئا حينها و فقط أنوار قليلة تكسر بصعوبة العتمة، و هي ترشدك فقط لأين تضع خطواتك. سألتها و عيني تتجول في بهو القصر مراقبة قدوم زينب او أمي _أين أمي و زينب؟ أجابتني حنين بصوت خافت و هي تغلق باب المنزل _خالتي نرمين و زينب ناما منذ مدة، ألا تعلمين كم الوقت الأن؟ لقد تجاوزت الساعة منتصف الليل أنستي! رفعت حاجبي بإستغراب و أنا أرفع يدي لأنظر لساعتي معصمي و التي نسيت وجودها حتى هذه اللحظة _أوه! لم أحس بالوقت بتاتا، لقد وجدت الكثير من الأعمال فوق رأسي، حسنا سأذهب لأنام فأنا متعبة و حتى الغد لايزال يتبعني يوم حافل، فضريبة الراحة عندي غالية جدا. توجهت إلى السلالم فتبعتني حنين لتمسك ذراعي قائلة _لن تفلتي مني الليلة، تركتك البارحة لترتاحي لكن اليوم ستخبرنني بكل شيء بالتفصيل. تنهدت بتعب قائلة _حسنا إتبعيني إلى غرفتي كي نتحدث هناك. إبتسمت حنين قائلة بمشاغبة _لا أحتاج لدعوتك أنستي كنت ذهبتا إليها في الأصل. ركضت حنين و سبقتني إلى الغرفة. بينما حركت رأسي هامسة بإبتسامة _حمقاء! وصلني صوتها و هي تقول بينما تصعد جريا على السلالم _سمعتك على فكرة. تبعتها أنا، بخطوات أقل حماسا و أكثر تعبا. و جدتها جالسة على الأريكة المقابلة لسريري، فأغلقت باب الغرفة لأجلس جانبها، بادرتني بالحديث و هي تسند مرفقها على ظهر الأريكة و تستند برأسها على كفها. _إذن أخبريني كل شيء بالتفصيل. رفعت كتفي قائلة _ليس هناك شيء يذكر، صدقيني. إبتسمت لي بمكر قائلة _إذن قولي لي كيف حال زوجك؟ هل إلتقيت به اليوم؟ ضحكت بتعب قائلة _ إذن قد أخبرتك الصغيرة المشاغبة بكل شيء، يا إلهي على الأطفال لا يجيدون كتم شيء! ضحكت هي الأخرى لتسألني و هي تراقص حاجبيها _إذن!؟ رفعت كتفي قائلة _أظن أن الصغيرة قد أخبرتك بكل شيء. إلتقينا بجاسر في المطار، وتعلمين أنه أحمق لقد قام بإخبار زينب أنه زوجي. ضحكت حنين قائلة _ أجل أعرف انه أحمق تماما. إذن إلتقيت به في المطار يالها من صدفة! إبتسمت بتعب و أنا اقول لها _تعلمين أنني لا أومن بالصدف. سألتني _إذن ماذا تسامين هذا؟ _كل شيء في الحياة لابد أن يكون إما من تدابير القدر الخالصة أو تدابير القدر بتدخل من البشر. حركت حنين رأسها لتسألني _و أي نوع من التدابير هذا ؟ ضحكت ثم أجبتها _مع جاسر إنه النوع الثاني طبعا. _و لقاؤك مع فارس؟ أجبتها بإبتسامة حزينة _يمكن تصنيفه في النوع الأول. رفعت حنين رجليها على الأريكة و هي تقول لي _إذن أخبريني كل شيءx زينب، أنا أعرفك جيدا و أعرف أنك تخفين شيئا بخصوص موضوع فارس.و تتهربين من إخبار خالة نرمين. تنهدت بتعب قائلة _الحياة لم يسلم أحد من مصائبها، لقد أصاب فارس بذالك المرض الخبيث، و قد كانت حالته حرجة جدا، فلم يقرر إخبار أحد بذلك و إنصرف للعلاج بالخارج، و بالضبط للدولة التي إنتقلت إليها وجدان و عائلتها، هناك إلتقيا و تزوجا، فظلت وجدان طوال سنين مرضه تعتني به و تسانده و قد كان موته حتميا، لكن لطف الله قد سبق، و بعد عودته إلى هنا، إشترى مع وجدان أرضا من مال أمه الخاص الذي ورثه عنها، و لم يقوى على العودة إلينا بعدها، تعرفين جيدا ما عنى منه فارس، و كيف لم يكن المجتمع معه رحيما. حركت حنين رأسها قائلة _أجل يا زينب أعرف، لكن فارس قد إتخذ قرارا خاطئا تماما، فما ذنبكم أنتم ليتخلى عنكم؟ المجتمع لا يرحم أحدا! هل رحمني أنا لكوني فتاة عازبة تقطن وحدها، و قد قررت الإبتعاد عن أسرة عمها و في الأصل لم يكن لها يوما مكان بذلك البيت؟! هل علمت كمية المضايقات التي أتعرض لها كل يوم سواءا في محيط عملي أو سكني؟! كم من العروض الرخيصة تلقيت! كم من النظرات و اللمزات. أتظنين أن الأمر سهل؟! بينما هو قد إمتلك أسرة رائعة تحبه و تهتم بأمره فتخلى عنها بكل بساطة كانت هذه أول مرة تتحدث فيها حنين عن معانتها بكل هذا الوضوح، رأيت إلتماع الحزن و الألم بعينيها الجميلتين، كنت أعرف جيدا أن المرح الذي إستقبلتني به لم يكن إلا ستارا تحاول إخفاء إنكسارها به. حنين تعاني دوما بصمت هي زهرة تفقد كل يوم ورقة من أوراقها، لكنها مع ذلك لاتزال حية، و قد إمتلكت صبرا و تجلدا يغار عليها منه أعتى الرجال. أمسكت يديها قائلة. _حبيبتي كم تحملين في قلبك وحدك؟ لما؟ لما ترفضين الإنتقال للعيش معنا؟ نحن أيضا أسرتك يا حنين. معا نستطيع أن نحارب في وجه الحياة الظالمة بقوة أكبر، ظلي معنا أرجوك. حركت حنين رأسها قائلة _أنا لم أخبرك بهذا يا زينب لتطلبي مني البقاء، أنا مرتاحة كما أنا و أقوال الناس لا تهمني بشيء! نستطيع تغيير الموضوع إن أمكن. حاولت الإعتراض قائلة. _و لكن يا حنين.... قاطعتني قائلة _أرجوك با زينب. حركت رأسي بطاعة، ليعم الصمت بيننا للحظات، كل منا شارد في شيء من مصائب الحياة، كنت أنا من قطع الصمت هذه المرة بينما أقول _لم أقل لك لقد إلقيت جاسر اليوم وهو من أوصلني سألتني عاقدة حاجبيها _وسيارتك؟ _أوصلني بسيارتي _وكيف عاد؟ _بسيارته. حركت رأسها قائلة _لم أفهم شيئا! رفعت كتفي مجيبة _ولا أنا. و منذ متى فعل جاسر شيئا مفهوما من يوم عاد؟! لقد أصر على إصالي بسيارتي لأنني كنت متعبة، وحين أوصالني وجدت سيارته أمام باب القصر. قالت بنبرة لازال الألم يكسوها بعد _غريب هذا الجاسر خطط لكل شيء. رفعت حاجبي قائلة _ليس غريبا على جاسر كل خطواته في الحياة مدروسة. سألتني و هي تعتدل في جلستها _وماذا كان يريد منك؟ أجبتها و أنا الاخرى أعدل من وضع جلوسي _كنت متعبة جدا و لم أستطع التركيز على حديثه، لكنه أخبرني بمجيئه غدا ليسطحباني إلى العمل، قال إنه يريدني في شيء يخص شركتينا. للحظة صمتت حنين عن الحديث وقد كسى ملامحها الحزن، أمسكت يديها أسألها برقة _حنين هل أنت بخير؟ رفعت وجهها لي، لتنظر إلي بعيونها المتألمة قائلة _أنت محظوظة يا زينب. لم افهم قصدها في اللحظة الأولى و قد فجأتني جملتها، لأسألها بإستفهام. _ماذا تقصدين؟ أجابتني بشرود متألم و عيناه تنزاح إلى صورة جمعتني أنا و زياد كانت موضوعة على المنضدة القريبة من سريري _أتمنى من كل قلبي لو كان زياد على قيد الحياة، حتى لو لم يكن لي، المهم أن أراه أن أسمع صوته، أن أعيش ولو على أمل بسيط بأن يعود لي يوما. أجبتها بنفس الألم _بل في الموت عزاء لأحبتنا لا نلقاه في غيره من أنواع الفراق. قالت حنين بغصة بكاء يخنقها الحزن و الألم _لم يعد يهمني شيء أبدا أتمنى فقط أن أراه. كانت تتحدث بكلماتها و عباراتها تسيل من عينيها بقهر، أمسكت يدها وقلت لها برقة لا تخلو من الحزن و قد أدمعت عيني أنا الأخرى _كفاك تشاؤما فالهم يزول. تابعت هي بإبتسامة بين دموعها _فكما توجد المشاكل توجد الحلول _فالحزن لالا لن يطول _يطغى يتجبر ثم يزول _وتقرع للسعادة الطبول _أوراق الأشجان مألها الذبول _فليس للأسى قبول ضحكت ثم قلت _يا إلهي حنين أنت تتذكرنها عن دهر قلب. _ أنت أيضا تحفظينها. إبتسمت بحزن لتتابع بشرود _ أنا لم أنسى يوما قصيدة كتبها زياد. إبتسمت أنا بحنين قائلة _كنا نحضر دوما إلى الحفلات التي ينشطها بشعره في الثانوية ، وكنت تجليسين دائما في الصف الاول، أتذكرين ذلك اليوم الذي تشاجرتي فيه أنت و إحدى الفتيات على المقعد الأول الذي كنت تجلسين فيه دائما.! ضحكت حنين وسط حزنها ثم قالت و هي تمحو دمعة فرت من عبنيها _لا تذكريني في ذلك اليوم لولا تدخل زياد لكنت قد قتلت تلك الشريرة، تصوري لقد كانت تنظر لزياد بهيام نهيك عن كلمات الإطراء التي كانت تقولها في حقه. ضحكت قائلة _ يا لك من غيورة! إبتسمت بحزن وقالت _كان دائما يناديني بقطتي الغيورة، ماذا كنت سأفعل؟ كنت أحبه بجنون و لا أزال! هو كان شخصا رائعا جدا. إبتسمت بحزن قائلة _أخي كان شابا طموحا و إنسان عظيما لقد كان يعشقك من قلبه. قالت حنين بشرود و هي تتلاعب بأصابعها. _لقد كان يحلم بأن يصبح شاعرا مشهورا، لكن لسوء الحظ، القدر كان أسرع وسرقه منا قبل تحقيق حلمه. إبتسمت لها قائلة _هذه هي الحياة حبيبتي، كان هذا قدره و لا إعتراض على قدر الله، صحيح أن زياد لم يحقق حلمه بنيل اللقب الذي كان يريده، لكنه سيظل دائما شاعرنا الحبيب الخاص بنا وحدنا ، أوليس ذلك أفضل من أن تسرقه منا ملايبن المعجبات و عبر الأزمان. ضحكت حنين رغم ألمها ثم قالت و هي تمحو دموعها بيديها. _ أنت على حق ثم تابعت و هي تنظر إلى صورته المعلقة فوق سريري، و التي كان فيها مبتسما بإتساع وجهه يشرق سعادة و يشع حياة، حتى لا تصدق أن هذا الرجل قد أضحى مجرد جثة يغطيها التراب. _زياد لم يمت سيظل حيا في قلوبنا ما حيينا. أومأت برأسي مؤكدة على كلامها، لأجدبها لحضني أضمها إلي بحب و انا أكتم عبارتي المتألمة، عيني تنظر إلى صورة أخرى كان مكانها فوق طاولة الزينة، جمعتني أنا و زياد و أمي و أبي و فارس أيضا، حينما كانت أسرتنا يوما لا تعرف هما أو حزنا. تمر الحياة بلمح البصر مهما طالت أيامها فيها، ولا نملك بعدها إلا الذكريات، ثروتنا التي تغنينا عن أموال العالم برمتها، لتجتمع هذه الذكريات وتشكل في الأخير تاريخا يروي زمنا غابرا، فأسطر التاريخ تخبئ بين طياتها ذكريات لأشخاص مجهولي الهوية للأسطر نفسها، تتحدث عنهم دون أن تدرك، يمر عليها القراء ولا يستطيعون رؤية أطياف التاريخ التي لا ترى إلا لمن عياشهم. إستيقظت في الصباح باكرا جهزت نفسي كالعادة، رغم أن زينة اليوم كانت ذات طبع خاص، ولا أحتاج لأخبرك السبب. فأنا دوما معك كمراهقة صغيرة تسعى لخطف أنظار حبيبها كل مرة و كأنه موعد اللقاء الاول حين نزلت وجدت أمي و حنين مستيقظاتان، قبلت كل من أمي و حنين و أنا أحييهما بإبتسامة _صباح النور. أجابتني كل من أمي و حنين بصوت واحد _صباح الخير ثم تحدثت أمي بغضب _أول يوم لك في العمل و تتأخرين كل هذا الوقت يا زينب؟! لقد غلبني النوم من كثرة إنتظارك؟ إرحمي نفسك هناك ماهو أهم من العمل يا زينب! لن أدوم لك إفهميها كوني أسرة كالناس، كم من عروض زواج أتتك وأنت ترفضين دوما، العمر لن ينتظرك زينب! لن ينتظرك! لطلما كان هذا الحوار العقيم يزعجني، أعلم جيدا أن أمي لا تريد لي إلا الخير، لكن ماذا بوسعي أن أفعل؟ وحبك يجري في دمي كمرض خطير يصعب معالجته، أو بالأحرى يستحيل، روحي مخلصة لك وهي تدرك أنك لست لها، لا يمكنني النسيان،ولا التجاوز، وأنا إمرأة تفضل العيش طوال حياتها في العزوبية على أن تتزوج من شخص لا تحبه. غالبا النساء المثقفات و المنطقيات يكنن أخر من يتزوجن، على عكس النساء العاديات، ليس بسبب فشلهن أو عدم قدرتهن على العطاء في أكثر من مجال، بل لأن من إعتاد النجاح لا يرضى بأقل منه، يفكرون قبل الدخول في أي علاقة فاشلة، يكنن فيها دوما هن الضحية، يراهم العامة "معقدين" ، لكن ماذا تنتظر من مجتمع يرى الإختلاف تعقيدا؟ لم أشاء أن أجادل أمي هذه المرة، فنهاية هذا الشريط الدرامي أصبحت إعتيادية لي، سأغضب وأصرخ وتصرخ هي بي، وتضغط على نقاط ضعفي، أتركها لأذهب لأبكي و أنذب حظي، وفي الأخير يكون أنا من علي الذهاب لمصلحتها. صحيح أن أمي إمرأة متفهمة، لكنها أم قبل كل شيء، يؤلمها كثيرا رؤيتي أهمل نفسي و أنوثتي كما تقول، قدوم زينب كما أيقض بي من حنين إلى الأمومة، جعل أمي أيضا تدرك أن العمر قد مر بسرعة و أنا لم أخطو بعد خطوة بإتجاه حياتي الشخصية. _سأذهب لأقيظ زينب. هذه المرة إعترفت بصراحة بالفكرة التي إنتابتني و هي تقول _تهربين؟ أليس كذلك؟ ألم تحرك زينب الصغيرة فيكي شيئاً ألا تحلمين أن تكوني أما يوماً؟ أمسكت حنين بذراعيها قائلة _خالتي نرمين أرجوك لا دعي لهذا الكلام لم أنتضر إيجابتها المملوئة بالغيظ و القهر و هي تحاول إنقاد ما تبقى لها من عائلتها، بل توجهت مباشرة للغرفة التي تنام بها زينب و أنا أحاول كتم دموعي بثعوبة دخلت إلى غرفة أمي و أبي، و التي شاركتها اليوم زينب الصغيرة مع والدتي، كانت الفتاة تنام كملاك صغير، نعم يا أمي لا يمكنك تخيل شوقي إلى أن أكون أما، شوق أشعلت زينب نيرانه حارقة، مؤلمة ، لكن ما بيدي إلا أن أستسلم لقدري، فسيظل جاسر الأب الوحيد لطفلتي التي لن تولد أبدا. مسحت على شعر الصغيرة الحريري، نعم أنا أعتبرها إبنتي، شعور غريب ذلك الذي يربطني بهذه الصغيرة، لقد إشتقت للعب معها، لضحكاتها و لكل شيء فيها، لقد كانت لها قدرة غريبة على معالجة نفسيتي بعد الحادثة، هأنا الأن ألتجئ إليها بنفسية مكسورة وأطلب منها تضميدها، تتعدد أسباب ضعفي و في الأخير السبب الأصلي واحد منه تتفرع الأسباب الأخرى، أنت حبيبي، أنت يا معذبي، هو سر كل ألامي إنحنيت على زينب الصغيرة و أنا أقبل وجنتيها قائلة _هيا حبيبتي هيا يا زينب إستيقظي. أجتبتني بصوت ناعس و هي تفتح عينيها لتنظر إلي من بين أهدابها الكثيفة _هل أتيت؟ إنتظرتك كثيرا ليلة البارحة. إبتسمت لها بحنان مجيبة _أتيت صغيرتي الجميلة، أسفة حبيبتي على التأخر لقد كان لدي الكثير من الأعمال، هيا إذهبي و إغسيلي وجهك، لدي مفاجاءة لك اليوم. صاحت الصغيرة بسعادة _هييي! أحبك صديقتي، أحبك قالتها ثم قبلتني بسعادة، لأربث على وجنتيها قائلة بحنان _وأنا أعشقك غاليتي تركتني الصغيرة، و دخلت إلى الحمام، أمسكت هاتفي وضغطت على أرقام أحفضها جيداً، كحروف إسمي تماما، رغم أنني منذ حصلت عليها بعد عودتك لم أستعملها لم أنتظر كثيرا ليأتيني صوتك على الطرف الأخر _لا أصدق من شرفنا اليوم وأسمعنا صوته، كيف حالك حبيتي؟ غريب هو التدرج الذي حدث في صوتك بين الجملة الأولى المملوؤة بالدهشة والمزاح، والثانية المملوؤة بشوق وحنان جارف،لدرجة أنها بعثرت وجداني و أنستني ما كنت أريد قوله. _في الحقيقة إتصلت لأعتذر لك و أطلب متك عدم المجيء اليوم، لأنني سأسطحب زينب معي للشركة، و أنهي أعمالي بسرعة، فأنا مشغولة اليوم لم تجبني بل ظللت صامتا لمدة بعدها قلت _أين أنت الأن؟ _في المنزل، أين سأكون مثلا. _أقصد في أي مكان منه بالضبط؟ عقدت حاجبي بعدم فهم و أنا أجيبك _في غرفة أمي، لما تسأل؟ ظللت صامتا لثواني، حتى ظننت أنك أغلقت الخط، فناديتك قائلة _ألو؟! جاسر؟ قلت أمرا _إفتحي النافدة زينب. مجددا عقدت حاجبي بعدم إستعاب _نعم؟! كررت جملتك _قلت لك إفتحي النافدة. إقتربت من النافدة و أزحت الستائر و فتحتها، لأجدك تلوح لي بيدك وأنت مستند على سيارتك _لقد تأخرتي في طلبك فقد أتيت. عضضت على شفتي و أنا لا أزال أضع الهاتف على أذني بينما أحادثك _لكن لا أستطيع الذهاب معك، سنذهب أنا وزينب.... قاطعتني قائلا _لا أظن أن المشكلة تكمن في الصغيرة زينب. ثم تابعت قائلة _أيضا سنتأخر نحن لم نفطر بعد، والصغيرة لن تتحمل الجوع. إبتسمت لي قائلا _هذه ليست مشكلة أنا أيضاً لم أفطر بعد، سنذهب سويا لأحد المقاهي لتناول وجبة الفطور معا _لكن... _لا دعي للإعتراض، فأنا قررت وإن لم توافقي سأدخل للقصر و أجدبك من الغرفة، تعلمين أنني مجنون و أفعالها. إبتسمت لك قائلة _بل يبدو أنك تخطيت هذه المرحلة منذ مدة، أنت أكثر من مجنون. أجبتني بحنان _أنت على حق لقد تخطيت مراحل الجنون والحب معك في أن واحد. قبل حتى أن أجيبك بكلمة أتت إلي زينب الصغيرة و إرتمت بحضني قائلة _لقد إنتهيت. قبلت وجنتيها و أنا اقول _أحسنت حبيبتي. كان الهاتف لايزال فوق أذني و الخط مفتوحا، سمعتك تقول لي _هيا حبيبتي جهزا نفسيكما بسرعة، أنا في إنتظاركما إكتفيت بالإبتسام لك، إبتسامة لا أعلم هل لمحتها من بعدك ذاك أم لا. ختمت مكالمتك بكلمة واحدة زلزلت كياني. _أحبك أغلقت الخط ثم أجبت بصوت خافت و أنا أعلم يقينا أنك لن تسمعني _و أنا أعشقك حبيبي نظرت إلى زينب التي كانت لا تزال تمكث بين ذراعي حين حملتها قبلا و أنا أحادثك _هيا حبيبتي لنجهز أنفسنا للخروج قلتها و أنا أنزلها على الأرض، ثم أمسكت يدها متجهين إلى غرفتي، جهزنا أنفسنا، ثم نزلنا للأسفل، كان لا بد أن أمر بجانب أمي، التي أبدت إمتعضها ما إن رأتنا _ماذا تفعلين؟ أين ستذهبين بالصغيرة؟ فهمت أنك تريدين الهروب للعمل كعادتك، لكن لماذا تأخدين زينب معك؟ تنهدت بتعب و أنا أقول _أرجوك أمي هديئي من روعك حبيبتي، في الأصل كنت قررت أن أخد زينب معي اليوم، فليس لدي الكثير من الأعمال _و الفطور؟ _وعدتها أن نفطر بالخارج _حسنا زينب كأنني صدقت، إقتربت منها وطبعت قبلة سريعة على وجنتيها _حسنا حبيبتي علي الذهاب، إلى اللقاء _إلى اللقاء. قالتها و قد رق قلبها قليلا هكذا هي أمي الحبيبة دوما، سرعان ما تتخلى عن غضبها منا لتبدله حنانا خرجنا من بوابة القصر، كنت تتئك على سيارتك،قريبا من الباب، بمجرد أن رأتك زينب، ركضت بسرعة لترتمي بحضنك،حملتها بحب وأنت تقول _أميرتي الصغيرة إشتقت لك كثيرا _كنت أظنك ستعيش معنا، لماذا لا تعيش في القصر إنه كبير جدا قبل أن تجيب كنت قد وصلت إليكما، لأحييك بإبتسامة _ صباح النور شع وجهك بإبتسامة واسعة و أنت تجيبني _صباح الورد والياسمين، قليلا ما يبتسم الحظ هكذا أجمل أميرتين معي أنا في وقت واحد. إكتفيت بالإبتسام لك ثم قلت _سنتأخر علينا الذهاب بسرعة، أنا و زينب يتبعنا يوم حافل _كما تريدين تفضلي إركبي قلتها و أنت تفتح لي الباب الأمامية للسيارة. إبتسمت لك وقلت معتذرة _علي الجلوس بجانب زينب لن أتركها وحيدة _لا لا أنا كبيرة وأستطيع الركوب وحدي في الوراء إبتسمت لي قائلا و أنت ترفع كتفيك _أنا لم أقل شيئا الحمد لله كما ترين ركبت في سيارة بصمت، طوال الطريق وأنت و زينب الصغيرة تتحدثان، كنت أشارككما بين الفينة و الأخرى بكلمات موجزة،و مع علمك لعشقي للبحر، أخذتنا لتناول الفطور على مطعم يطل عليه وكعادتك أنت من طلبت لي أكلي لأنك تحفظ عن ظهر قلب كل ما أحب، تناولنا فطورنا بسرعة، لنتجه بعدها للشركة. انتهى الفصل العاشر قراءة ممتعة لكم حبيباتي موعدنا يوم الإثنين القادم إن شاء الله تحياتي وقبلاتي | ||||
03-01-22, 10:15 PM | #146 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 9 والزوار 18) نورهان الشاعر, duaa.jabar, ألحان الربيع, مكاوية و الخطوة ملكية, عمرااهل, الاءعزيز, Lautes flower, Msamo قراءة ممتعة لكم يا حلوات | ||||
03-01-22, 11:00 PM | #147 | |||||
| مساء الحب والمشاعر لأحلى نورهان الشاعر بداية رائعة بكلمات تنضح بالحب....ماهذا التعبير الخارق عن الحب ؟!....سلمت أناملك وسلم قلبك على جمال الخاطرة...وكذلك الصورة معبرة وجميلة شعور محرج أن يسمع شخص حديث بين شخصين يكون هو بطله هههه ان كان عن غير قصد وبالذات ان كان سلبي فالايجابي على العكس ينعش القلب ....أما ان كان متعمداً فهذا غير لائق ولا يجوز دينيا ولا اجتماعياً مهما كان فحوى الحديث.....لكن زينب ربما كان نصيبها ان تسمع لتعلم رأي موظفيها بها ...... نعود للسيد جاسر...رغم ان كلامه حب ورومانسية ويصل القلب الا انه بصراحه يستفزني بجرأته وتطفله وأود ان اخرج له من الشاشة واواجهه بدلاً عنها ههههههه.....ما هذه الحرية التي يسمح لنفسه بها ؟؟....وبطلتنا الطيوبة دائماً ينتصر عليها مهما كابرت وعاندت.....وقهرتني عندما تحججت بمزاجها لا تريد سماعه ....لربما كان سيصل بحديثه الى اسباب تخليه عنها !!....سامحها الله زينب ..... ما زلت اتعاطف مع حنين وألومها بنفس الوقت...لذا اكرر رأيي السابق.....لا اريدها ان تهمل شبابها وحياتها ...الحياة مرة واحدة فلتعيشها بحلوها ومرّها وبما يرضي ربها.......جميلة الذكريات مع الحبيب لكن لا مانع ان تبقيها في قلبها وذاكرتها لها وحدها وان تفتح مكاناً آخراً لينبض قلبها حباً جديداً.......نحب ونحزن ونسعد ونغضب ..نفتقد أعزاء وووو.......لكن لا نوقف الاستمرارية بالحياة.....الحب الحقيقي الصادق جميل ووفاءنا له يكون في القلب ان ابعده القدر عنا فهذا ليس بيدنا لذا برأيي لن تكون خيانة منها ان بدأت بحب جديد ان كان هذا هو سبب امتناعها وانعزالها وحيدة بعيداً عن الحياة......فأتمنى أن تنهض بنفسها لنفسها ولا مانع من تدخل زينب لتساعدها ..... برأيي يجب ان تعدل بين عملها وأسرتها وبالطبع حالها ....تعطي العمل حقه وأمها حقها ولا تنسى بين كل هذا حياتها الخاصة وأن تفعل ما تحب فلنفسها عليها حق ايضاً....ووالدتها لم يكن عتابها لها الا لمصلحتها فهي كأي ام تريد لبنتها السعادة وان تفرح بها ويبقى جاسرنا العائق في طريقها الى حين ظهور الحقائق فإما ان تُصيب في انتظاره أو تُخيب وهذا كله بعلم الغيب ولنصبر ونرى ان شاء الله على ماذا يرسو القدر لبطلتنا..... يعطيكِ العافية اختي نورهان على الفصل الجميل وننتظر معك القادم باذن الله.... تصبحين على خير.... | |||||
03-01-22, 11:34 PM | #148 | ||||
مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 10 والزوار 20) Nesrine Nina*, Nora372, duaa.jabar, ألحان الربيع, مكاوية و الخطوة ملكية, عمرااهل, الاءعزيز, Lautes flower, Msamo | ||||
04-01-22, 07:58 AM | #149 | |||||
نجم روايتي
| اقتباس:
اكيد أنت عارفة وش يعني وجه لاني ما زلت أصر انك مصرية من طريقة السرد والكلمات وحتي الدعابات هي مصرى صميم مع احترامي وحبي لكل كاتبات الدول العربية الشقيقة وعلي رأسهم حبيباتي ألحان الربيع ولبني البلسان وايضا اسمك سامية جميل جدا بزاف(دى الكلمة الوحيدة اللي حفظتها من صديقاتي المغربيات أحسن ناس يا باشا) وهو من أكثر الاسماء إنتشارا لدينا هو وإسم بطلتنا زينب وايضا اسم التدليل زنوبة كنت أعتقد أننا فقط من نحتكره ههههه حبيبتي أنت ونور عيني من أى البلاد كنت فالارواح والقلوب بلا جنسية لا تجمعها سوى المودة والمحبة الخالصة لوجه الله جميل جدا أبيات الشعر الرائعة نستهل بها سنة جديدة جعلها الله خير ورحمة وبشرى للجميع وكل حضور روايتنا الغاليات الكرام وجعل الله عامك الدراسي الاخير كله توفيق وفلاح نريد تقدير كبييييييير بزاف عندنا كليتك تعادل كلية التجارة أو إدارة الأعمال وهي كما نقول عليها مثل ملح الارض لأن من يدرس بها يستطيع العمل بأى مكان حتي في الفضاءفمن يستغني عن المحاسب في اى عمل حتي لو طابونة وطبعا الغلاف للرائعة نسرينا أكرمها الله وأنار بصرها وبصيرتها أكثر من رائع يعبر بكل دقة عن حالة بطلتنا الغارقة في العشق وقد اخذت منها دقات الساعات التي انعكست علي صفحة الماء وعلي حياتها أعواما وما زالت تتقفي بعينبها أثر الراحل الذى اولاها ظهرها وعاد لتزداد غرقا في متاهات عشق وغمام اسرار لا تدرى كنهها. عام سعيد عليكي حبيبتي ستظلين من اكبر علاماته المضيئة سامية النفس والروح وستظلي بالتسبة لي ايضا نورا أو نورهان ابنتي سأسرع الآن لقراءة الفصل حتي القاكي فيه دمتي بكل الخير طيبة القلب تحياتي للفاضلة والدتك | |||||
04-01-22, 10:31 AM | #150 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا.صباح الخير حبيبتي طيبة القلب **الهمز واللمز**بعيدا عن موضوعنا ولكن تدخل البعض فيما لا يعنيهم يؤذى كثيرا مثل عادل هذا أمثاله يستحقون معاملة سيدة الجليد لأن الرقة والعطف لم تستجلب لديه سوى إنتقاد صاحبة العمل بشكل سلبي ومجادلة صديقه الذى أصاب في كل تحليلاته ومثل ما تعانيه حنين لأنها تعيش بمفردها بعد موت زياد ولماذا تركت بيت عمها؟ ولم تتزوح للآن ؟وكلا يطلق لنفسه العنان في تصورات وافتراءات لا أساس لها من الصحة لو كلا منا اهتم بحاله ولم يشغل باله بما لا يعنيه وبإساءة الظن بالآخرين لصلح حال الدنيا ولوفر علي نفسه آثاما تكتب في صحيفته. فيكفي سيدة الجليد ما تعانيه من عشقا أذاب القطب الشمالي كله وما أعجب له حقا أن صفات جاسر كشاب مكافح لطالما كان له تحفظات علي الطبقة المخملية أن يتصرف مثلهم الآن وبإحتراف وأن يتخلي عن حب حياته وبنفس الوقت يتكلم بكل الثقة عن مستقلبهم المشترك معا مما يربك زينب اكثر وأنتظر ان يكون وجود فارس له تأثير إيجابي في تحقيق التوازن لدى زينب ويمنحها القوة للثبات والتحكم في تلك المشاعر التي لا تجد منها مهربا من محاصرة جاسر لها وعلمه بأدق تفاصيلها وطباعها وعاداتها . **أمر واقع**لا ادرى من أين يستقي جاسر قدرته علي فرض إرادته علي زينب مرة بإختيار الطعام وأخرى بدفع ثمنه وأخرى بتوصيلها بسيارتها حتي بفرض الحوار والنقاش بينهما وهي تدعي الرفض وكأمر واقع ايضا سيأتي لإصطحابها للشركة صباحا لأن الموضوع يخص شركته ايضا فهل سيجلب معه شمس ايضا؟ **حديث بنات**جميل جدا تصويرك لجلسة البنات. وحنين اتصورها وهي تتربع علي الكنبة أى ان استجوابها سيطول خاصة بعد فتنة الصغيرة زينب علي قصة جاسر زوجها وطبعا التساؤل عن فارس وقصته بعجبني في حنين أنها واقعية جدا وإنسانة جدا في تحليلها للأشخاص والمواقف وأيضا أخت بدرجة صديقة ولكن حبس نفسها بدائرة الماضي به إجخاف لها ومخالف لسنة الحياة مع أن الوفاء أجمل ما في الوجود حتي زياد نفسه لو استطاع لطلب منها أن تستأنف حياتها وتسعد ببيت وأسرة أقواله في أبيات شعره التي كررتها علي مسامع زينب تدعوها للحياة ونبذ الحزن حنين تدعي أن همزات ولمزات الناس وx أقوالهم لاتهمها ولكن هذا غير صحيح فهي تتألم بالفعل . و أقوال الناس تؤ ثر بحياتنا شئنا أم أبينا واقتراح زينب بالمجئ للعيش معهم مناسب جدا **الذكر يات والتاريخ**كما يظل التاريخ شاهدا علي حياة الأمم وإن تغيرت ملامحه مع تغير الزمن إلا أن الذكريات ثابتة لا تتغير ملامحها تطل علينا بكل قوة سواء أكانت سيئة ام سعيدة بل الأشد ثباتا النسبة للإنسان اكثر من واقعه هي الذكريات السيئةالتي مهماحاول وأدهافي باطن الشعور لا تفتؤ تعاوده وتنشب مخالبها في واقعه اليقظ وللعجب تتوارى الذكريات السعيدة في ركن قصى كلما حاولنا إستدعائها تتسرب من بين اصابعنا تحرم علينا حتي المتعة القصيرةفي تمسكنا بأذيال سعادة ولت **مخاوف أم**نرمين لديها الحق في القلق علي تأخر زينب بالزواج وزينب تتفهمها فكل أم ما إن يهبها الله إبنة حتي تفكر في اليوم الذى ستلبسها فيه طرحة العروس وزينب قد تخطت تلك المرحلة بكثير بضياع سنوات العمر آنتظارا للحبيب الغائب والذى ما زال غائبا فهو يمطرها بكلمات العشق ولا خطوة أخرى لا بتوضيح مبررات زواجه ولا بالتقدم نحوها في خطوة لطلب الزواج وإن كنت اوقن أنها لن تتزوجه أبدا وهو مرتبط بأخرى زينب الصغيرة فاكهة الرواية بفطريتها وعفويتها وإفطار آخر وشوق آخرى ولا نعرف نهايتها مع السيد جاسر اللقاء بمشاعرك الرقيقة صباحا يجعل اليوم جميلا حبيبةقلبي سلمت يداكي علي الفصل الرقيق الملئ بالمشاعر الدافئة الصادقه وإن كنت أكاد اشد شعرى من هذا الجاسر وبروده وتحكماته في زينب كأنها تخصه لو تقصدين إيصال هذا الشعور إلينا فقد وصل بجدارة بانتظار فارس الذى لم يطل علي والدته بعد لك كل محبتي ومودتي الخالصة | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|