04-11-21, 08:46 PM
| #44 | ||||||
| نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي  
|  بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألف مبروك. لقد سعدت بدعوتك لحضور الرواية. وللأسف تأخرت لظروف ألمت بي. مبروك والرواية تبدو مشوقة وجميلة. و شـكرا لك على الدعوة لمتابعة روايتك والتي تبدو رائعة ولك مني أجمل تحية . | ||||||
|  |
|
05-11-21, 07:48 AM
| #45 | |||||
 
| اقتباس:
صدقا يا غالية لا شيء أقسى من ضربة الحبيب، و كل ما كان الإنسان قريبا إلى قلبنا كانت الضربة التي يقدمها أكثر وجعا و فتكا. لكن سحقا لقلب يجلب لصاحبه الألم سحقا لحب يأكل من النفس أكلا | |||||
|
| |
|
05-11-21, 07:52 AM
| #46 | |||||
| اقتباس:
شرفتني جدا بحضورك، و لم يفتك شيء يا جميلة لا زلنا في البداية إن شاء ترافقيننا في هذا المشوار و تستمتعي به كل ودي و إحترامي | |||||
|
| |
|
06-11-21, 12:12 AM
| #48 | |||||
| اقتباس:
كل مودتي و إحترامي | |||||
|
| |
|
08-11-21, 10:13 PM
| #50 | ||||
| الفصل الثاني تراقصت اوراق الاشجار و الريح يعزف كالمزمار جفت اغصان الأزهار و هدمت تلك الاسوار هطلت الدموع كالأمطار و ما كان من القدر أبدا فرار عزفت انامل الحزن على كل الاوتار فملأت همومنا به انهار و أنهار إختبأ الحبيب في القلب كما الأسرار سكن في الروح كل الأدوار لكن ما بدا على الجسد اثار أو ان أثره إندمج باثر السنين و الاعمار كان للروح سكينة و دمار كان ليلا مليئا بالأنوار كان وشما حمل ألف أسرار و مصيرا يقف جامدا و كانه دق بمسمار كان قدرا سقط علينا دون إنذار كان عنيفا جارفا كإعصار فصرت أحارب أمواج البحار و أجذف فيها ضد التيار صرت أقتسم معها المرار و لا ابحث أبدا عن أعذار فما كنت ابتغي سلب الانظار أو السير لألاف الأمتار زائرا كل الاقطار أحببت الإنتقال بين الاقمار و مواجهة كل الأخطار بدلا من ان اهرب كجبان فار إبتغيت هكذا مسار فما خشيت من تيه أو دوار إخترقت كل الاغوار مرتبة كل التاويلات و الافكار أحمل جراحاتي كاوشام من نار كل هذا كان مني إختيار فما كنت لأدعن تحت اي إجبار أو استسلم لضعف غدار فإن هذا كان لي قرار لن اغيره تحت تهديد او اصرار تأتي المأسي مخفية بستار و الفرح دائما ما يكون ثرثار في الصباحِ إستعدت للذهاب للعمل ككل يوم ، لكن ألما رهيبا كان يفتك برأسي و قد إشتد بي الدوار ، لم أعر ذلك إهتماما، فقد ظننت أنه تجاوب طبيعي لجسمي مع حالتي النفسية بسبب السهر والب?اء الطويل ، جهزت نفسي ونزلت لأخذ فطوري رفقة أمي ، وجدتها تنتظرني علی طاولة الفطور كما جرت بنا العادة، العادة التي لم تتغير رغم تغير عدد الجاسين فوق طاولة فاق عمرها عمر أصحابها، عجبا كيف للأشياء الأقل قيمة أن تعيش عمرا يضاعف عمرنا نحن، قبلتها ثم أخدت م?اني بجانبها و أنا أسألها برقة _?یف حال? اليوم غاليتي؟! ما ?ان منها إلا أن حر?ت رأسها وإبتسمت لي دليلا على أنها بخیر ، أرأیت یا حبیبتي تل? الجمیلة خاطفة قلوب الرجال في عهدها لم تعد تقوی حتی علی ال?لام ، أرأیت ما الذي تفعله بنا الأیام؟ كيف لا تتر? من مجدنا إلا الحطام؟ تدمر بقسوة ?ل الأحلام ،وتصدر علینا أقصی الأح?ام ، فلا یعود أمامنا إلا الإستسلام . أنهیت فطوري بسرعة، و توجهة إلی العمل، بعدما ودعت أمي. لحظة و صولي إستقبلتني مساعدتي لتعلمني بأن? تنتظرني في م?تبي ، ألم ت?تفي من تعذبي بعد أیها الطاغي؟ ألن تتوقف أبدا عن تدمير ?ل ?یاني بهذه الطريقة القاسية المستبدة؟! أيجب أن تتوغل في حياتي بهذه القسوة لتكون القريب البعيد؟! لما لا تمنحني حتى فرصة لأخذ أنفاسي تدور بي و تدور في دوامات لا قرارة لها، و أنا بين يديك كالدمية لا حول و لا قوة لي تلهو بقلبي كما تشاء! ?ان من الضروري أِن أستعد نفسیاِ قبلِ أي مقاِبلة بیننا ، و أنا أحاول ضبط نفسي التي تسابقني دوما إليك، خطوت إلی م?تبي ب?ل قوة و أنا أرفع رأسي بشموخ يناقض الضعف الذي بداخلي. شاهدتك تجلس في الكرسي المتواجد أمام مكتبي و تتلاعب بأحد أقلامي بيدك، تماما كما تتلاعب بقلبي. كنت توليني ظهرك و أنت تستند بذراعك على مكتبي، فتمكنت من تأملك كما أشاء، سمحت لعيني المحرومة بالإرتواء قليلا من مظهرك الحبيب، و أنا أقارن التغيرات التي خلفاها عليك الزمن، إختفت بنيتك الهزيلة نوعا ما، لتعوض بجسد رجولي رياضي، يأسر قلوب كل من يراه بالتأكيد. أجليت صوتي و أنا أحدثك برسمية تحمل في طياتها بعض السخرية رغم لهجتي الرقيقة _نورت الشر?ة سید جاسر. إستدرت لي تنظر إلي بتقييم،x ثم أجبتني بنفس نبرة صوتي وطریقتي في ال?لام _الشر?ة منورة بوجود? أنسة زینبِ. تجاهلت نبرة السخرية بصوت? ، و تحدث إلی? بشموخ و عزة نفس ورثتها عن والدي، و قد رسمت إبتسامة رقيقة على شفتي و انا أسألك _ ما سر هذه الزیارة الجمیلة؟ _جئت لأتحدث مع? بخصوص العمل ، فأنا أعلم أنه لا وقت لدی? لسواه . إبتسمت بإستهزاء مرفوق ببعد الحزن و أنا أجيبك _جید أن? تعلم . قلتها ل? ثم توجهت إلی ال?رسي الخاص بم?تبي ، ل?ن قبل وصولي إلیه ،داهمني الدوار مجددا و الذي لم يفارقني طوال الطريق، أظلمت الدنیا في عیني فجأة و أنا أحس بطاقتي تخور تماما، ?نت أسمع صوت? الرجولي الممزوج بالقلق یناديني ، لكن لم أقوى على إجابتك، و خيوط اللاوعي تجدبني إليها، أحسست بذراعيك تطوقني ثم لم أعد أذ?ر شيئا بعدها. دمت حبيبي وسندي، الشمس التي تضيء یومي وغدي، دمت نبض فؤادي، و دام حب? لون حدادي . فتحت عینيِ بصعوبِة بالغة ،فإذا بي أری وجه? الحبیب یتطلع إلي إبتسمت ل? بحب معتقدة أنني في إحدى أحلامي الجميلة التي تكون أنت فارسها. مررت ید? الحنونة برقة علی شعري و أنت تهمس لي بحب _حمدا لله على سلامتك حبیبتي أِقلقتنا علی? . في هذه اللحظة أدر?ت أنني لست في حلم كما كنت أظن، فأبعدت یدی? عني بقسوة وحاولت النهوض من م?اني ، ل?ن یدی? لم تسمح لي بذالك وأعادتني للفراش. _أرجو? زینب لا تتحر?ي ، لقد أمر الطبیب بأن ترتاحي. أدر?ت حین إذن أنني كنت متواجدة في المشفى، أرقد على فراش طبي ناصع البياض،تلفوني رائحة المعقمات التي كنت دوما أشعر بالإنزعاج منها سألت? بإستفسار و ثورتي تهدأ قليلا _ما الذی حدث؟ _ لقد أغمي علی? ، وأحضرت? للطبیب ، لقد قال أن? أصبتي بنزلة برد ، عجبا لزلتي لا تهتمین بصحت? كما في الماضي. إبتسمت بوهن و أجبتك ناظرة لعينيك بألم. _قد تغیر الحیاة الأشخاص المحطین بنا ، قد تغیر أحوالنا و تبخر أحلامنا ،ل?ن هي لن تغیر طباعنا أبداً. _منذ عدت وأنا أری اللوم والعتاب في عینی? أعلم أنني مخطئ ل?ن لي أسبابي. كم يقتلني برودك يا معذبي، يقتلني و يحرقني بلهيب مستعر، صرخت بك بصوت متألم ،إختلط بالدموعِ _لا یهمني أسباب? ، فلا شيء یبرر خیانت?! لاشيء! ما إن أكملت جملتي التي خرجت مهزوزة أصلا من قهري و ألمي حتى دخلت في نوبة ب?اء مریرة ،بعد أن فقدت أخر ذرة قوة وهمیة ?نت أدعیها ، جدبتني لحضن? ، وأنت تحاول تهدئتي ،و قد إستسلمت أنا لهذا الحضن الذي طال إشتياقي له ليعود و هو محرم علي، إستسلمت له و قد كنت في أمس الحاجة إلیه و سلمت بضعفي الذي لم أعد أقوی علی تجاهله. عشق? س?ن أوصالي ،وأسهرني طوال اللیالي ، فما ل? بي لا تبالي ؟ ألم یإِن الوقت لت?ترث بحالي ؟ قضیت بضعة أیامِ فی المستشفی ، رغم إعِتراضي على ذلك إلا أن الطبیب أ?د علی ضرورة بقائِي هنا? لبعض الأیام. أتعلم؟! ?انت هذه أول إجازة لي منذ وفاة أبي وأخي، فلم ی?ن هنا? أحد یستطیع تسییر أمور الشر?ة في غیابي أي هي أول إجازة بعد خمس سنوات من العمل المتواصل، خمس سنوات دفنت فيها نفسي وسط الأرقام و الأوراق علي أنسى نزيف روحي، و قد تغيبت أنت قبلها بثلاث سنوات، فبعد أن كنت شابة عشرنية صغيرة هأنا الأن ألقى في أحضان الثلاثين و قطار العمر يمضي دون أن يرحم سنيننا، هو لا يسألنا أي السنوات عشناها حقا و أي كنا فيها مجرد جثة تتنفس، هو لا يعرف الإنتظار أبدا هو يجتر كل عمرنا سواءا. ?نت دائما تأتي لزیارتي فتطلعني على أحوال العمل فقد أقنعتني بأن? ستهتم بالشر?ة في غيابي ، غریب أمري معك یا معذبي ،رغم ?ل ما فعلته بي ،إلِا أنني لاأزال أثق ب? ثقة عمیاء، ثقة لم أسلمها لأحد غيرك ، أنا التي لم أثق یوما حتی في رجلي فربما تنهار و تخونني فجأة! أصبح ضعیفة غبیةًِ ،?لما تعلق الأمر ب?، تنهار جميع حصوني، يتبخر كل تعقلي، فتكون دوما حالة شادة في كل قواعدي، لا خطوط حمراء توقفك، فأنت دائما إستثناء من كل شيء. فأي نوعِ من السحر مارسته علي یا قاتلي لتعجلني أسيرة هواك؟ في أخر یوم لي في المستشفی أتیت أنت و حنین لأخذي للمنزل ،فقد كنت أنا غير قادرة على السياقة، و حنين تعانيx رهابا من السيارات، و قد سرقت منها مرتين أغلا ما تملك. فمرة فقدت فيها والديها و هي لم تتعدى سنها الخامس عشر،x فإنتقلت بعدها للعيش في بيت عمها الذي عانت وسطه الأمرين، فما إن بلغت سن الرشد و إستلمت إرثها حتى أبتعدت عنه دون رجعة، المرة الثانية و التي تقسمنا خلالها نفس الصدمة، كانت عند وفاة حبيبها و أخي قبل أسبوع من عقد قرانهما، و منذ ذلك الوقت حنين لم تعد كما كانت أبداً، وقد إنطفأت روحها تماما، و إختارت العيش في منزل طفولتها المنعزل و العمل في وكالة أسفار صغيرة دون أن تتعب نفسها في دخول معمعات مع عمها الذي ما ترك من إرثها إلا ذلك المنزل. لم يتحدث أحدنا خلال المشوار ولو ب?لمة واحدة ، ?ان ?ل واحد منا غارق فيِ أف?اره، لم تسألني أو حنین حتی عن الطریق، فأنت لا تزال تذ?رها شِبرا شبرا، رغم السنوات التي مرت و رغم تغیر ملامح المدینة التي أبى الزمان إلا أن يترك أثره عليها . أوقفت سیارت? أمام بوابة القصر ، فنزلت حنین هي الأولی لتساعدني و تخرج بعض الأغراض من حقیبة السیارة ، بقینا لثواني و حدنا، أنا و أنت فقط تحت سقف السيارة الصغيرة المشبعة برائحتك التي إخترقت أوصالي، نظرت إلي بأعین غامضة للحظات، أعين لم أستطع سبر أغوارها أبداً، و الظلال الذي شكلها الظلام المحيط بنا إلا من أضواء خافثة قد تحالف معك ليزيدك غموضا، كنت أبادلك النظر عبر المرآة الصغيرة بمشاعر متعبة مرهقة تماما، كسرت قوقعة الصمت بجملة كانت الأكثر غرابة في هذا الموقف _إعتنیي بنفس? زینب ، لا تتر? أي شیءِ یهزم? مهما ?ان الأمر. ظلي قوية ما كنت دوما. غریب أنت یا معذبي تعلن عني الحرب ب?ل قسوة ،و تطلب مني ألا أنهزم وأنت تعلم جیدا نقاط ضعفي وتحاربني بها أي نوع من برودة الدم تملكها؟ حقا إِن? إنسان وقح! فظلت الصمت عن إجابت?، و أنت أيضا لم تكن تنتظر مني جوابا في الأصل، نادیت حنین طالبة منها الإسراع و أنا لم أعد أطيق صبرا هذه الجلسة الحارقة للأعصاب، لبت ندائي بسرعة و أتتx لتساعدني علی النزول ، ثم ش?رَت? علی إیصالنا ف?ان جواب? إیماءة برأس? . حال دخولي للمنزل ، إستقبلتني أمي بنظراتها القلقة، و ما كان لها إلا النظرات، ربما ذلك يضاعف من وقع الألام عليها، فهي لا تملك حتى رفاهية التعبير عن ما يؤرقها، كم ألمني منظرها و أدمى قلبي بشدة، كم أحرقتي أنني أنا السبب هذه المرة فيما ألت إليه حالتها و قد كنت دوما أحرص كل الحرص على تجنيبها كل ما يؤلمها، و هأنا اليوم و بسببك أنت أكون سبب ألامها. توجهت إلیها وقبلتها وبصوت حاولت أن أجعله مرحا، قلت و أنا أداعب شعرها الأشقر الذي ما كان لي الحظ لأرثه منها. _لا تقلقي جمیلتی أنا بألف خیر، إبنت? لا یأثر فیها شيء، فقط ?نت أحتاج لبضعة أیام من الراحة ، وإستعادة نشاطي. قبلتهِا مرة أخری، و صعدت إلی غرفتي بصحبة حنین ، تتبعني نظرات أمي القلقة، لم أكن يوما بهذا الشح في جلساتي معها، و قد كنت أخصص لها كل الوقت بعد العمل.لكن مرة أخرى هأنا أضطر للإبتعاد عنها بسببك، كي لا تكشف ما يجول في صدري من حزن و ألام، يكفيها ما تعانيه، تكفيها أحزانها، لا أريد أن أزيدها مآسي إضافية. دخلت إلی الغرفة و اتجهت إلی النافدة الكبيرة المطلة على الشارع المقابل لبوابة القصر. ظللت شاردة في أثر? و قد أحسست أنك وشمت المكان بوجودك القصير، و كأن رائحتك قد ملأت كل الهواء المحيط بالقصر، و كأن طيفك قد سكن كل الأرجاء، كما سكن قلبي منذ سنوات طويلة ،كنت أعید ?ل لحظة مرت علي هذه الأیام و قلبي الخائن يخفق مع كل ذكرى كنت قريبا فيها مني بأي طريقة، بينما ضميري و كرامتي يلسعانني بسوط من نار و هما يذكرانني أنك رجل متزوج، و مجرد تفكيري فيك هو خيانة لهذا الرباط الذي كنت أقدسه دوما _إلی متی یا زینب؟ أخرجنی سؤال حنین من شرودي، فإلتفت إلیها مستفهمة، سألتها و أنا عاقدة حاجبي _إلی متی ماذا ؟ تحدتث هذه المرة بغضب و هي تحاول ألا ترفع صوتها كثيرا كي لا يصل إلى أمي _إلی متی ستظلین علی هذا الحال ؟ منذ أتی وحالت? تسوء شيئا فشيئا، لم أعهدك بهذا الضعف! إرحمي نفس? أرجو?! أجبتها بصوت مختلط بالغضب والب?اء _حتی یرحمني هو یا حنین! حتی یرحمني هو فأرحم نفسي! أتظنین أنني سعیدة بالحال التي أنا علیها الأن ؟! أنا أكثر من شقية بسبب ما وصلت إليه. ل?ن ماذا سأفعل ما بالید حیلة! أنا أحبه یا حنین أحبه! صرخت بي في عتاب _هذا لا یبرر ضعف? أبدا! من إستطاع نسیان? و إستبدالك بمنتهى السهولة إنسیه یا زینب. إنسیه! أجابتها بروح منهارة و صوت يقطر ألما _أتظنین أنني لم أحاول؟! أنا حاولت و حاولت دون أن أنتظر منك أن تقوليها لي، ل?ن حبه یحاصرني من جمیع الإتجاهات. لأنساه علي أن أنسى روحي وقلبي و?یاني! حركت حنين رأسها بخيبة و هي تقول بألم _إعتدت?ِ قویةِ یا زینب ، مالذی حدث ل?ِ؟! أجبتها بحرقة و إستسلام لم أعده بنفسي _ أنا قویة بحبه ، وضعیفة به أیضا. صرخت بي بغضب _?ل ستعشین حیات? ?لها علی هذا الحال؟ أجیبني! أيرضك الوضع الذي أوصلت نفسك إليه يا زينب! أنت تدمرين حياتك بهذه الطريقة! فترفقي بنفسك! أجبتها بقهر و دموعي تنزل رغما عني بقهر من عيني _لاأعلم ! لا أعلم! لیت الموت یأتی ویأخذني! حركت حنين رأسها بخيبة و هي تقول _ماب? یا زینب؟ ما ?ل هذا التشاٶوم ؟ ?نت مثلي الأعلی في الصبر ولإستمرار، فمالذي دها? الأن! أجبتها بيأس كنت كارهة نفسي بسببه _إنقطع الأمل من حياتي،وإنقطعت معه ?ل قوتي. صرخت بي بإستنكار و قد إرتفعت أصواتنا في الحديث الملتهب حتى خشيت أن تصل كلماتنا إلى أمي، لم نصل يوما معا إلى هذه المرحلة أنا و حنين، لم نحتج يوما إلى رفع صوتنا كي نفهم بعض، لقد كانت دوما المسافة قريبة جدا بيننا، فيكفينا أن نهمس كي يفهم أحدنا الأخر، بل إننا ما كنا نحتاج حتى لذلك! _من هذه التي أراِها أمامي بحق السماء !؟ لم أعد أعرف? زینب! ألست من تقولین دائما أن الأمل موجود بوجود الروح؟ إبتسمت بإستهزاء و أنا أقول بسلبية _لقد ?ان روحي ، یا حنین ?ان روحي وذهب ولم یتر? لي أي روح. نظرت إلي بخذلان و ربما بعض الإشمئزاز من حالتي لتقول _الأن فقط تأ?دت أنني لم أعد أعرف? أبدا ، لست زینب التي ?انت تربط حیاتها بأهداف ولیس بأشخاص . لست الفتاةالحدیدیة التي لا یأثر فِیها أي شيء! ألقت ?لماتها الغِاضبة علي ، وخرجت من الغرفة ومن القصر بأ?مله، لم أملك القوة و الطاقة لألحق بها، فقد فاضت كل طاقتي و تعب السنين الخوالي يعود ليلقى ثقيلا جدا على كتفي، ما كنت في حالة تسمح لي أن أستمر أكثر في ذلك الحوار العقيم الذي يستنزف روحي، أدرك أني على خطأ لكنني لا أقوى على العدول عنه، أعلم جيدا أن الطريق الذي أسلكه نهايته مسدودة، لكنني لا أستطيع التوقف عن المضي ، حنین كانت علی حق في كل ما قلته. أنا الأخری لم أعد أعرف نفسي أبدا بسبب? ، صرت أعیش غریِبة علیها ، لم أعد أفهم ضعفي أو أستوعب ردود فعلي تهت ولم أجد طریقي إلی نفسي ، ولا إلی ما أرید. ضاعت أحلامي مني و ضاعت معها روحي و كياني. دخلت للحمام ، ل?ي أستحم وأغسل عني همومي وِتعبي ، علي أطفئ لهيب النار التي تتوقد بداخلي ، فلطالما كان للمياه علي أثر سحري يرخي نفسي و يبعد عنها الشوائب. حال خروجي من الحمام جففت شعري وغیرت ملابسي ،تعمدت إرتداء فستانِ من اللون الأبیِض ، لما لهذا اللون من سحرِ علی تهدئت نفسیتي. و هل ظل كذالك بعد أن لطخته أنت بذكرى غدرك؟! هذا اللون الحبيب علي و الذي كان رمزا لحبنا قي ما مضى قد غدى الأن لون شقائي، لكن ما باليد حيلة أصابتني لعنة حبه كما أصبتني لعنة حبك أنت. توجهِت إلی المرسم الذي لم أدخله منذ عؐدت ، غریب هو هذا السحر الذي تمارسه عليّ فتجعلني أفقد ?ل توازني ، أي سلاح للضمار الشامل جربته علي وِجعلته یشتت ?ل شيء فیِ حياتي يا ظالم؟! أمس?ت فرشاة الرسم وبِدأت أنحث خطوطا لا أعرف ماذا ستشكل في الأخير، تركت العنان لفرشاتي لتخرج ما شاءت و كأنها هي التي تحرك يدي لا أنا التي أحركها، تركتها تتراقص على الصفحة البيضاء بكامل حريتها، لتترك ورأها أثرا يعبر عن ذاتها أو ربما عن ذاتي أنا. بعد مدة من الزمن إ?تشفت ماهیة لوحتي ، لقد ?انت صورت? ، صورت?، أنت یا حبیبي. فكيف تخرج لي من كل مكان؟! من رفوف ذاكرتي من أنين قلبي، من وجع روحي، مع نسمات الصباح، و مع ظهور القمر و إشراقة الشمس، تقفز دوما من أي شيء اضع يدي عليه، فأجدك تنتظرني دوما بين صفاحات الكتاب الذي إخترت، و أجدك بين حروف الجريدة التي دأبت على قرأتها تخليدا لروح والدي. و هأنت الأن تقفز من عقلي لتحتل لوحتي، كما إحتليت فّي كل شيء. تستعبد خطوط فرشاتي كما إستعبدت نبضات قلبي. أفكلما تركت مقاليد نفسي للقدر أجده يرمني أمامك، كما رمتني هذه الفرشاة إليك ما إن تركت لها العنان لتعبر عن نفسها؟ أهكذا كل الطرق توصلني لك كل ما حاولت الإبتعاد عنك؟! أهكذا كل شيء يتحالف معك ضدي؟! فأظل وحيدة تائهة في غاباتك الموحشة؟! كانت لوحتك الحافز الذي أطلق لي العنان لأنكب مرة واحدة على الرسم دون أن أتوقف أبدا و كأنني صرت ألة صنعت لهذاx الغرض فقط ، أرسم ?ل شيء يمر بخاطري أنهيت لوحة و إثنين ، وثالثة لا أعلم ?م بالضبط لكنني سأخرج ?ل طاقتي السلبیةِ في هذه اللوحات، سأسكب على صفحاتها البيضاء كل خيباتي كل ألمي و شجني ، یبدو أنني سأفتح معرضا جدیدا عن ما قریب. بعد هذه ليلة الحافلة. أسرني جنون عشق? ، فلم أعد لروحي أمل? ، قد غمرني جباروت? ، ف?لي صرت بین یدي? ، فما ذنب هذا القلب الذي هوا? ؟ ما ذنبه ولیس له سوا? ؟ بعد جلسة الرسم التي قمت بها أحسست بأنني أخیرا إستعدت بعضا من روحي و?یاني ، الأن فقط سأقف لأواجه? ب?ل قواتي فإنتظرني إنتظرني یا معذبي . إبتسمت بنصر و أنا أحس بضفري الصغير عليك لأول مرة بعد عودتك. في صباح الیوم التالي إستيقظت مبا?را و إستعددت للذهاب إلی العمل ، ?العادة توجهت لأخذ فطوریِ رفقة أمي الحبیبة أخر فردِ ظل لي من عائلتي التي فقدتها في رمشة عين، إنها عمري یا جاسر ، لن تستطيع أن تعرف كم أنا أحبها، هذه الإنسانة الرقيقة الهشة، الطيبة النشيطة في ما مضى قد أغرقتني حبا و حنانا، و علمتني كيف أكون إنسانة. لقد كانت أمي أفظل نموذج أم قد تحصل عليه يوما، لكنها الأن ظلت مجرد أطلال من الماضي، صرت أعيش معها و هي ميتة على قيد الحياة، أقتنص منها إبتسامة أو نظرة تثلج صدري فتعيدني إلى الأيام الخوالي. أيام كنا أسرة سعيدة لا يعكر صفوها شيء. أمي أغلی ما أمل? و أخر ما أملك،. تِوجهت إلیها وضممتها بحب ،بدلتنیي عناقا ضعیفا،متعبا ككل شيء فيها ل?نه ?افيا بالنسبة إلي. أنا التي صرت أرضى بالفتاة من العواطف، بدل أن أموت بسبب جوع عاطفي _?یفِ حال? حبيبتي الأن .هل تحسین ببعض التحسن؟ حر?ت رأسها لي بالإیِجاب ?جواب إعتیادي علی سؤالي،الذي أطرحه عليها كل يوم فأصبحت انا أحفظ الجواب قبل أن تجيب و أصبحت هي تتوقع السؤال قبل أن أطرحه، لا أعرف سبب هذه الأسئلة النمطية التي نطرحها و نحن نعرف لها الجواب، نطرحها و نحن لا ننتظر إلا إستجابة لا إجابة حقا، فما كان الجواب فيها ليفيدنا بشيء و نحن نعلمه مسبقا. في الحقيقة هي لم تكن بخير و أنا ما كنت محتاجة لطرح السؤال. باشرت ?لامي معها ?عادتي أحدثها عن تفاصیل یومي. أو بالأحرى مخططاتي لهذا اليوم، لأعود في الليل لأخبرها بأنني قد فعلت، ثم أغرق معها في بعض التفاصيل التي لم تكن مهمة حقا، بل مجرد تمزيق للصمت الخانق. أحدثها حديثا كان دائما من طرف واحد. و أنا من أدير كفته مع نفسي، بينما هي تستمع لحديثي كمتفرج على حياة الأخرين _سأذهب اليوم إلی الشر?ة ، لقد غبت عنها لما فیه ال?فایة، بعد ذل? سأتوجه إلی الخِیریة أ?ملت بصوت منخفض و كأن نبرتي الحانية ستخفف من وطئ الألم _وفي الأخیر سأتوجه لأزور أبي و أخي في المقابر. ?لماتي المتوترة ?انت ?افیة لتغلف عیوِنها اِلزرقاء بطبقة من الدموع. و الإنكسار يكسو وجهها المنكسر أصلا، ل?نها سرعان ما مسحت عبرتها وإبتسمت لي، إبتسامة مهزوزة متألمة ، لتمسك بیدي،تشاجعني، و كأنها بهذه الحركة تقول لي "وفقك الله يا إبنتي و سدد خطاك"، أو ربما كانت تقول"حماك الله و رعاك يا صغيرتي يا أخر نبض لي في هذه الحياة"،لا أدري حقا الدعاء التي كانت تدعوه لي في سرها و هي عاجزة عن نطق الكلمات. لا أدري و أخر مرة دعت لي فيها بصوتها الحنون قد أصبحت بعيدة جدا، حتى نسيت بما كانت تدعوا، الشيء الوحيد المتأكدة منه أنها حقا تدعو لي. أنهیت فطوري و ودعت أمي ، ثم خرجت من المنزل إستقليت سیارتي وتوجهت إلی الشر?ة،بعد أن غبتx عنها طوال الأيام السابقة. ما إن دخلت إلى مبنى الشركة حتى كنت أنت أول من وقع نظري عليه يا معذبي،كنت تتحدث مع أحد الموضفِین، فلم تفطن لوجودي، و رغما عني توقفت قليلا ليصلني الِحوار الذي ?ان یدور بین?ما. _لم أفهم ?یف تر?ت ل? إمرأة الجلید ، قیادة الشر?ة ، منذ وفاة السید رائد وإبنه الأ?بر لم تتغیب یوما عن العمل ، تصور حتی أیام الجنازة ?انت تأتي إلى هنا! سمعت ضح?ت? التي سرقت قلبي منذ أول لقاء بیننا لتجيبه ضاح?ا _أنت مخطئ يا صديقي الأنسِة زینب أرق أنثی رأیتها فی حیاتي أنت تظلمها برأيك. ردد الشاب بإستهجان _نعم؟! یبدو أن? تتحدث عن فتاة أخری ، زینب التي أعرفِها بعیدة ?ل البعد عما تقول! أجبتَه _ هذا غير صحيح. قد ت?ون صارمة قلیلا في العمل ،ل?نها طیبة جدا رفع حاجبيه بصدمة و هو يفول _صارمة قلیلا؟! بالله علی? إنها سیدة القسوة ، ?یف تقول أنها صارمة قلیلا؟ _عااادل !! إذهب لعمل? هیا بسرعة. لا أستطیع وصف ملامح الشاب المسكين حین رأني فقد تلون وجهه بجمیع الألوان، ?تمت ضح?اتي بصعوبة بالغة ، و أنا أرى الشاب الذي كان يتحدث قبل قليل بصدر منفوخ و عنجية، قد اصبح كالعصفور المبلل بحضرتي. تمتم معتذرا بكلمات غير مترابطة. _أنسة زينب....أنا....لم اقصد......يعني....آسف.... لم أهتم بثرثرته الغير مترابطة بل جزرته بقسوة بصوت أشبه بقصف الرعد. _هيا إلى مكتبك يا عادل، ستزيد ثانية واحدة سألقيك من نافدة المكتب و نحن كما تعلم في الطابق السابع. خرج الرجل المسكين يتخبط في خطواته،بينما يسابق الرياح هربا من مديرته المجنونة، بينما إبتسمت بعدم تصديق و أنت تقول _يا إلهي لا اصدق! لقد كدت أن تصيبي الرجل بسكتت قلبية، يا لجبروتك يا سيدتي! تصفني بالجبروت يا جاسر! لك وجه لقولها و لو مزحا! أنت التي دمرت قلبي و مزقته بكل قسوة. تتحدث عن الجبروت يا سيده! أنا صارمة حقا في عملي لكن لم أظلم أحدا يوما، و لم أقصر بأي من واجباتي إتجاههم، بالعكس فقد كنت دوما أسعى لحل مشاكلهم و متاعب حياتهم و لو في الخفاء. كوني أنثى تشغل منصبا عاليا في دولة ذكورية بإمتياز، جعلني أرتدي شخصية قوية لا تهز، شخصية تبدوا ظاهريا باردة غير مبالية، سيدة الجليد كما كان يطلق علي، لكني في الداخل أنثى رقيقة جدا، أنثى تحتاج للحب و العطف و الحنان. وجهت نظري إلي? لأحدثك ببرود جليدي _سید جاسر ،أظن أنه لا سبب یجعل?ِ تبقی هنا الأن، ?ما تری لقد عدت للشر?ة. _لا ش?ر علی واجب أنسة زينب لم ألقي نظرة عليك و أنا أتوجه إلى مكتبي، متقنة بمهارة دور سيدة الجليد اللامبالية. تحدثت بجمود وأنا أشیر إلی الباب _تفضل سیدي یِم?ن? الخروج . لم تتفوه ب?لمةِ، رغم أنني قد أحسست بإنزعاجك من تعاملي البارد الخالي من أي لباقة أنت الذي تخشى على كرامتك أن تمس اكثر مما تخشى على روحك بينما بكل جحود مزقت كرامتي شر تمزيق. حملت مفاتیح? وخرجت ، لا أن?ر أنني شعرت ببعض من تأنيب الضمير بسب قسوتي مع?، ل?نك لا تستحق حتی مجرد تفكيري فيك، لا الشفقة و لا الشكر تستحقهما، و لا عشقي لك أيضا ،تر?تنيx وتزوجت غیري، دون أن تشعر بتأنیب الضمیر ،وأنا الأن أف?ر في مشاعر?؟أنت لا تستحق، لا تستحق شيئا مني و لولا كان مقتا! باشرت عملي كالألة، أعمل و أعمل دون توقف، علي لا أف?ر فی? أبدا ، أأكل الملفات أكلا، الجديد منها و القديم، فكان لا بد من أن أعيد الإطلاع على الملفات التي عملت أنت عليها في غيابي، ليس نقصان ثقة فيك و أنت من سلبت ثقتي بالحياة، لكن هو هوس بي لا أرتاح أبدا إن لم أراجع كل أعمالي بيدي، كان أخي زياد دوما يسخر مني بسبب هذه العادة و يقول ضاحكا لأبي. _كي تعلم يا حضرة الإمبراطور هذه وريثتك، فعندما تتقاعد هي من ستخلفك في الإدارة، أما أنا لا أريد إلا منصبا بسيط، فشبابي أثمن من أن اضيعه بين كومة أرقام. و صدقت نبوءة أخي فكنت وريثة الإمبراطور، لكن شبابه لم يضع بسبب كومة أرقام كما كان يخشى، بل بسبب سيارة طائشة، أودى سائقها بحياته و حياة أبي و أخي معه ظللت علی هذا الحال إلی ما بعد موعد الغذاء ، حين أنهیت جمیع أعمالي ، أخدت حقیبتي وتوجهت إلی أقرب مطعم من الشر?ة، تناولت وجبة خفیفة ، ثم أنطلقت بسیارتي إلى محل لبيع ألعاب الأطفال ، كي أشتري بعد الهدِیا لأطفال المیتم. بعد مدة وصلت إلى المحل الذي كان يعرفني فيه كل عماله بسبب إرتيادي المتكرر إليه على مدى سنوات، كنت كل مرة أصل فيها إلى هنا أرى نظرات متسائلة من العاملين محلها " متى سأتين مرة من أجل شراء شيء لأطفالك أنت؟"، حتى إن إحدى العاملات تجرأت يوما و سألتني مباشرة، و إحداهم قالت لي يوما " العقبة لك أنسة زينب". فكنت أتخيل كل مرة بشوق أطفالي منك، أطفالي الذين لن يأتو أبدا للحياة، و قد إخترت أنت أخرى لتكمل معها حياتك و تركتني أنا و أحلامي الممزقة و أمالي المهدورة، تركتني و قلبي المذبوح. انسجمت في تفكيري و أنا أختار بعض الألعابx لأجل ?ل طفل في المیتم ،لا تستطیع أن تعلم ?م أحب هذا العالم یا جاسر ، إنه عالم جمیل جدا خال من أي مظهر للبغض وال?ره ، ?نت سعیِدة لأنني سألتقي بؤلائك الملائ?ة الصغار ، أنت تعلم جیدا حبي للأطفال ، ?نت أتمنی أن ت?ون لنا فتاة جمیلة تشبه? یا حبیبي ،تملك نفس عيونك الزرقاء اللامعة ، وشعر? ال?ثیف الحریري، ل?ن یبدو أن م?ان هذه الفتاة سیظل في أحلامي فقط دون أن تبصر نور الحقيقة يوما . كنت غارقة في مهمتي المتمثلة في إختيار الألعاب المناسبة لكل فرد، يشغلني تفكيري بك عن كل ما حولي و يعرقل مهمتي، التي كنت أقضي عادة فيها وقتا أقل. رفعت رأسي فجأة لأتسمر في مكاني صدمة و أنا ألمح? مِع زوجت? المصون ، ?نتما تختران ملابسا لرضيع صغير، شاهدت الإبتسامة تعلوا ثغر زوجتك و هي تحمل قطعة ملابس صغيرة زرقاء اللون، أنت ايضا حملت القطعة بيديك تنظر إليها بضحكة مستغربة و أنت تقول لها شيئا ما لم أسمعه، لكنني سمعت جيدا صوت سعادتك الجياشة. هل زوجت? حامل ؟! لا! لا یم?ن أن يكون الطفل الذي ?نت أحلم به دوما من نصيبها هي ، كلا لا أستطيع أن أصدق هذا أبدا، لن أستطيع أن أتحمل! فذلك أقوى مني بكثير، حتى عندما علمت بزواجك لم أشعر بهذا الألم القاتل و لا بهذه الطعنة النجلاء التي شقت صدري شقا. من شدة صدمتي أسقطت اللعبة التی ?انت بين يدي ، فالتفتما ?لي?ما إلي بسبب الضجة التي أصدرت ، إنحنیت لألتقط اللعبة التي سقطت مني، و أنا أتهرب من مواجهتكما، خشية من أن يفضحني ألمي الجلي ، إقتربت زوجت? الحسناء مني و أنا لا أزال منحنية على الأرض، سمعت طرق كعب حذائها العالي و هي تتوجه إلي. عجبا! ألا تعلم عدم تفضيلك للكعوب العالية، ام أن هذه القاعدة كانت خاصة بي أنا وحدي؟! صوتها الناعم تالى صوت كعب حذائها فسمعتها تقول بلهجة رقيقة في نعومة الورد _أنسة زينب ، هذه أنت؟ رفعت رأسي لها أتأمل جمالها الفتان عن قرب، كانت أشبه بالملاك ببشرتها الحليبية التي رغم أني لم ألمسها أستطيع أن أقر أنها في نعومة بشرة الرضيع، ملامحها الجميلة تشع براءة، كل ما فيها رقيق و فاتن، عينيها الواسعتين بلونهما البني الغامق، شعرها الأسود الذي ينسدل على كتفيها بمنتهى النعومة، بل بنعومة مستفزة! شفتيها الكرزيتين، أنفها الصغير، جبينها اللامع، حاجبيها الرفعين، جسدها الممشوق الذي ينسدل عليه فستان من اللون الوردي الفاتح، كل ما فيها أكثر من رائع فلا ألومك إن فضلتها علي، لكنني أبدا لن أستطيع تجاوز طعنك لي بهذه الطريقة، حين أحسست أن صمتي قد طال إبتسمت لها دون روح و أنا أقول ببرود _سیدة شمس هذه مصادفة جمیلة ، لم یخطئوا حین قالو رُب صُدفة خیر من ألف میعاد. فی هذه الأثناء أتیت أنت یا قاتلي یا حبیبي الظالم. حافظت على هدوئي وعلی الإبتسامة التي أتقنت رسمها ، یبدو أنني لا أتقن الرسم علی الأوراق فقط ، بل علیِ وجهي أیضا _أووه! أنتَ أیضا هنا سید جاسر ، هذه مفِاجأة رائعة، حسنا یبدو أننیِ سأ?ون أول واحدة ستبار? ل?ما . سألتني زوجك المصون مستفهمة _تبار?ینِ لنا؟ علی ماذا بالضبط _الأمر لا یحتاج ل?ثیر من الذ?اء أیُ زوجین سیأتيان إلی هنا لشراء الألعاب لأطفالهم وعلی حد علمي لیس ل?م أی أطفال فهذایعنی أن? حامل ضح?ِت زوجت? بقوة ثم قالت من بین ضح?اتها _لا لا الأمر لیس ?ما ظننت أبدا ، أنا لست حامل ، فقط جئت لأشتري هدیة لإبن صديقتي بمنسابة حفل ولادته. و تنفست الصعداء. لا أستطيع أن أصف لك الراحة التي أحسست بها عندما نطقت زوجتك بالكلمات، رغم أنني أدرك أن هذه السعادة ليست إلا شعورا غبيا مني، فما الفرق إن لم تكن حامل الأن فبالتأكيد ستحمل في ما بعد أليست هذه النتيجة الطبيعية لأي زواج؟! حاولت الخروج من أفكاري العقيمة المتضاربة و انا أغصب إبتسامة مجاملة على شفتي بينما أقول _اه ! عفوا لم أ?ن أعلم ، في المستقبل إن شاءاللهx نظرت إليك مبتسمة لتقول و هي تتأبط ذراعك _أتمنی ذل? ل?ن جاسر لا یریِد الأطفال وجهت نظري المستخف و المتألم إلي? ،x فعلى حد معرفتي بك و التي أدركت أنها فارغة تماما أنت أیضا تعشق الأطفال ، فما الذي تغير الأن؟! أذكر أن قضيتنا الأولى كانت هي عدد الأطفال الذين سننجبهم، فحين كنت أنا أرفض أن ننجب أكثر منx فتاة واحدة، كنت أنت مصرا على أن ننجب على الأقل ثلاثة! كنت تسألني بمكر محبب لقلبي _إذن يا أم الفتاة، تخيلي أننا لم ننجب فتاة أحلامك بل كان أول مولود لنا صبيا؟ أرفع كتفي قائلة _رغم أن إحساسي الأمومي يخبرني أنها ستكون فتاة، فحتى إن حصل و كان صبيا سأحبه فمهما كان سيظل إبني. ترفع حاجبيك قائلا _ستحبينه؟! يا لكرمك يا سيدتي. فأجيبك بفخر _أنا أم. إبتسامة حنونة نزين قسمات وجهك الحبيب و أنت تقول _ إذن خبريني يا جميلة لو كان المولود الأول و الثاني و ربما حتى الثالث صبيا فبالتأكيد ستظلين تنجبين حتى تلدي الطفلة التي تردين في الاخير و انا أيضا سأحصل على الأطفال الكثر كما أحب كنت أعقد حاجبيَّ بغيظ و أنا اقول _ماذا تظن أنت؟! هل ستتزوج أرنبة! أنا سيدة اعمال و فنانة لدي الكثير من الإلتزامات و لن أجلس لأربي أولادك. تقول ضاحكا بسخرية _على أساس أنهم أولادي فقط. فأجيبك _بالتأكيد فأنا أملك طفلة واحدة هي شمس. _و المسكينة إبنتك ألن تأرفي بحالها، ستتركينها وحيدة بلا إخوة؟! أجيبك بثقة _لا تقلق شمس لن تكون وحيدة بل إنها ستتربى مع إبنة حنين و زياد فلا تقلق. كنت تضحك ملئ فاك، حتى تجتدب إلينا الأنظار، و تسلب قلوب الفتيات المرات بنا. _أنت جهزت كل شيء، و ما محلي أنا من كل هذا؟! ابتسم لك بحب قائلة _أنت الكل في الكل حبيبي. فتحمل يدي إلى شفتيك تطبع عليها قبلة رقيقة و أنت تقول _حبيبتي أنت. تتورد وجنتي خجلا و قلبي العاشق يرفرف في أفق حبك، بينما ابادلك نظراتك العاشقة، فما الذي حدث؟! ما الذي غيرك بهذه الطريقة؟! كيف في غفلة عني قد تبخر كل ذلك العشق و إنتهى كل ذلك الحب؟! كان حبا مجنونا بريئا صادقا، فكيف تحول فجأة إلى بركان من القهر و العذاب؟! غریب أنت یا حبيبي لغز لیس له حل، مابال?م أیها الرجال تتقنون لعبة الغموض ما من أحد یستطیع فهم ?یف تف?رون تأتون متى تشاٶون ، وتذهِبون حین تریدون ، تستمعون لا تت?لمون وتأمرون لا تتفهمون ، وتخبئون أ?ثر مما تصارحون. _وأنت أنسة زينب ، هل تزوجتي بالسر . ?انت هذه جملت? التي لم تفتني لهجة التهكم بیها، فلك كل الحق للسخرية مني بعد أن بقيت على حبك بكل غباء. قبل أن أجيب? جاءني صوت مدير المحل _أنسة زينب لقد جمعنا ?ل الألعاب الذي طلبتي ، هل أتر? أحدا من العمال یذهب مع? لتضعینهم في سیارت?؟ قبل أن أجیب سبقتني أنت قائلا _لا داعي لذال? ، سأقوم أنا بإيصالهم احنى الرجل رأسه لك بإحترام قائلا _حسنا سيدي إنحنیت لتحمل الأغراض ، فحاولت إیقاف? فلامست یدي یدی? فإعتلتني رجفة أفقدتني قوتي لأسحبت یدی بسرعة، قلت ل? بحروف متقطعة من فرط المشاعر التي إجتاحتني _لا داعي لتتعب نفس? سأحملهم أنا لم تفت? الحالة التی إعترتني، كما لم يفتني أنا تأثرك أنت أيضا، ل?ن? حاولت أن تخفي ذل? بإتقانx أمام زوجت?، و انت تقول بإبتسامة مجاملة _مامن تعب هذا واجب.ل?ن لم تخبریني هل ستفتحین محالا للألعاب؟ حركت رأسي بنفي و أنا أجيبك _لا سأذهب للخیریة ، و?نت أأخد بعد الألعاب للأطفال. إبتسمت لي ثم سألتني برقة _ألتزالین تذهبین للخیریة؟ رددت على إبتسامتك بأخرى يملؤها الحزنx و أنا أجيبك ببعض الشجن _فعلا ، لا یم?نني الإبتعاد عن هنا? مهما حدث. أنا لا أتخلى على ما و من أحب أبدا. تجاهلت جملتي الثانية و كأنك لم تسمعها لتسألني _أیم?ننی الذهاب مع? ؟ قبل أن أفتح فمي لأرد عليك سبقتنيx زوجت? المصون بالإجابة، و كأن ردي أنا لا يهم! و كأن موافقتي مفروغ منها _إذن سأتر??ما وسأذهب عند صديقتي لأساعدها عِلی إعداد حفلة المساء. إبتسمت لها و أنت تقول بإمتنان _أشكر? علی تفهم? شمس، أسف لأنني لن أستطيع الحضور معك ، تفضلي خذي مفاتیح السیارة ، سأذهب أنا رفقة زينب في سیارتها. إلتقطت من? المفاتیح ، ثم إبتسمت وقالت ل? برقة _لا تقلق حبیبي ، إذهب أنت معها في أمان الله، أعلم أنك هكذا ستكون أكثر راحة. و قبل أن تذهب لم تنسى أن تطبع قبلة على خدك، و تهمس لك بشيء ما في أذنك جعلك تبتسم. في الحقیقة أنا لا أستطيع تقبلها أبدا ، ليس بوسعي إلا أن أمقتها رغم أن ذلك ليس من حقي، لا أن?ر أبدا أنها فتاة طیبة ، إنها فعلا ?الملا?، ل?ن من الصعب علي أن أحبها فرغم ?ل شيء تظل من سرقت? مني ، ولو لم ت?ن تعلم. أعرف أن هذا لیس ذنبها ، أنت وحد? المذنب في هذه القصة ، ?لانا ضحیة لجبروت? وغرور?، يا قاسي القلب! بعد أن إختفت زوجتك عن ناظرينا،x وجهت نظرك إلي،x لم تقل شيئا،x فقط نظرت إلي بعينين كنت قديما أقرأهما ككتاب مفتوح،x لكن ستارا قاتما قد إنسدل عليهما الأن. فجعلني لا ألمح منهما شيئا. لا أدري كم طال بنا النظر، لكنك كنت أول من قطعته و أن تنحني مجددا لحمل الأكياس معي، سألتني عن مكان سيارتي، فأشرت لك إليها. توجهت معي إلی السیارة، أنزلت الحقائب قربها و مددت إلي يدك قائلا. _أعطيني المفاتيح. فتحت حقيبتي لأخرج المفاتيح منها و أنا أقول لك _لا بأس سأفتحx أنا السيارة. غير أنك خطفت المفاتيح من يدي ما إن أخرجتها من الحقيبة و أنت تقول _لا تخافي لن أسرق منك سيارتك، سأضع الأكياس في الحقيبة، ثم أقود بدلا عنك لن يحدث شيء لسيارتك الغالية. ظللت أنظر إليك مصدومة من تبسطك معي، تتعامل بطريقة عادية كأن شيئا لم يحدث، و كأنه لا يفصلنا عن بعضنا أبحر و جبال، و كأنك لا ترى السد المنيع الذي بنيته بيننا. إنحنيت لتحمل الأكياس الكثيرة لتضعها في حقيبة السيارة، بينما كنت انا لا ازال مسمرة في مكاني بذهول. إلتفتت أنت إلي قائلا. _إذن يا سيدة زينب ألن تساعديني، اظننت فعلا أنني سائقك الخاص؟! عقدت حاجبي بغضب و أنا أنحني لأحمل كل الأكياس المتبقية و أضعها في السيارة دون أن أكثرت بثقلها بينما أقول بغيظ _لم يطلب أحد مساعدتك في الأصل، انا اكثر من قادرة على الإعتناء بشؤوني! أنت من تحشر نفسك فيما لا يخصك! أغلقت حقيبة السيارة بعنف، ثم إلتفتت إليك قائلة _أعطيني مفاتيح السيارة. رفعت يدك بهم عاليا و أنت تقول _كلا يا مدللة أبيك، الدور السلطوي هذا مارسيه على موظفيك أما أنا فلا. ثم إنك مخطئة جدا كل ما يخصك يعنني. أنت يا زينب تعنني كاملة. قلت جملتك الأخيرة و أنت تمسك بذراعي مقربا وجهك مني حتى لفحتني أنفاسك. أبعدت ذراعي عنك بعنف و قد إلتمعت عيني بدموع القهر، لكنني نظرت إليك بشراسة قائلة. _أولا و إياك! إياك أن تلفظ إسم أبي على لسانك! ثانيا انا لا أخصك، لا اخصك بشيء أتفهم أنا ملك نفسي! و كأن الألم الذي رأيته في عيني قد قتل قليلا من غرورك، نظرة إلي بذنب و أنت تهمس بإعتذار _أنا أسف يا زينب، لم أقصد جرحك. لم أجبك. بل توجهت إلى باب السيارة لأفتحها و أجلس في المقعد المجاور لمقعد السائق، لم يكن ذلك ضعفا أو إستسلاما مني، لكني ما كنت أريد أن أطيل أكثر في هذه المواجهة الموجعة، لن أجعلك تكسر فرحتي أبدا بلقاء الأطفال. تبعتني بعد لحظات قليلة، لتجلس في مقعدي و تشغل محرك السيارة، لم تتحدث و أنت تتحرك متوجها إلى الميتم الذي كنت تعرفه جيدا في ما مضى، صمت قاتل قد عم بيننا صمت مرهق للأعصاب. بعد مدة سألتني و قد طال بنا الطريق وسط إنقطاع كلماتنا و إهتياج عواطفنا _هل رندة لا تزال هنا?؟ كنت شاكرة لتغييرك هذا للموضوع فإبتسمت و أنا أتذكر الفتاة السمراء الصغيرةx لأجيبك _نعم هي لا تزال هنا? ، أتعلم أنها تسألوني عن? دائما رغم مرور كل هذه السنوات؟ إبتسمت برقة و أنت تسألني _ألا تزال تتذ?رني حقا ؟ أجبتك بشرود حزين _الأطفال لا ینسون أبدا ، ذاكرة الطفولة قوية جدا ، و خصوصا أطفال المیتم هم یتعلقون بأي شخص یهتم بهم بسبب إفتقارهم للحنان. ألقيت نظرة علي قبل أن ترجع نظرك للطريق و أنت تقول بحنان إشتقته منك كثيرا _زينب أتعلمین أن أول ما جذبني ل? هو طیبة قلب?؟! وهو ماجذب? لزوجت? ألیس ?ذال?؟!x يبدو انك تملك ضعفا كبيرا أمام طيبة القلب.هل هذا بسبب إفتقارك إليه؟! x لم أشأ أن أوتر الجو مجددا وإحتفضت بجوابي لنفسي ، ثم قلت مغیرتا الموضوع _أتعلم رندة قد ?برت ?ثیرا، لقد أصبحت في الثانية عشر من عمرها. نظرت إلي بإستغراب قائلا _كلا! لا یعقل تر?تها في سنها الرابع! قلت بقهر _أرأیت ، لقد مرت ثمان سنوات علی غیاب? بلمح البصر! تمتمت أنت بشرود _أظن أنها لن تتذ?رني _مخطئ أنت في ظنك. من یحب? من المستحیل أن ینسا? ، ثم إنها لاتزال تحتفض بصورت? إلی الأن في إنتضار عودت?. أوقفت السیارة و أمس?ت یدي بين يديك. و أنت تنظر إلى عمق عيني، سألتني بصوت خافت اثقلته العاطفة _وأنت یا زينب هل نسیتني؟! هل محى الزمان ما كان بيننا من قلبك؟! بعذاب و قهر أجبت? _أنت تعلم الجواب جیدا یا جاسر ، فأرجو? ?ف عن تعذببي! _أرید أن أسمع الجواب من? أنت ، أرجو? بصوت مخنوق بالعبرات أجبتك بحرقة _نعم لم أنسا? یوما یا جاسر فأنا أحب?؟ بل أعشق?! ل?ن أین سیفید هذا؟ أين سيفيد! حاولت إسترجاع هدوئي، لأسحب يدي من يديك و امسح بها دمعة خائنة هربت من عيني، أدرت رأسي إلى النافدة و أنا اقول _أرجو? یا جاسر لا وقت لهذا ال?لام، دعنا نذهب سنتأخر عن موعد الزيارة. أدرت عجلة السیارة دون أن تنبس بحرف لمدة، لكنك بعد صمت قلت لي _أنا أیضا أعشق? ، أعشق? یا زينب و أموت قهرا ?ل یوم أعیشه بعیدا عن?. نظرت إليك بإتهام قائلة _أنت من إخترت هذا المصیر! أنت من فعلت بنا هذا! فلا تتظاهر الأن بالندم! ضربت المقود بيديك و أنت تقول بقهر _أنتِ لا تعلمین شيئا یا زينب! لا تعلمین شيئاً! أجبتك بنفس درجة صوتك المرتفعة. _لا أعلم و لا أود أن أفعل، مهما قلت الحقيقة لن تتغير أبداً. لقد إخترت أن تكمل حياتك مع غيري و إنتهى الأمر هنا. في هذه الأثناء وصلنا إلی المیتم ، نزلت أنا الأولی من السیارة لأقفل أي باب للحديث معك. توجهت إلى محفظتها لأستخرج الأغراض منها ، فنزلت أنت الأخر لمساعدتي دون ان تنبس بكلمة، و قد إحترمت رغبتي في الصمت. ما إِن دخلنا حتى إستقبلنا الأطفال بحفاوة وتعلقو بنا سعداء ، فدائما سعادة و حزن الاطفال بسيطان جدا، هم يعيشون اللحظة فقط. لا يفكرون لا في الماضي و لا المستقبل. فعندما يأتي وقت الضحك يضحكون، و في وقت الحزن و الألم يبكون دون رداع. ربما كان الخلاص في هذا بالضبط، و ربما الوصفة السحرية تكمن هنا في أن نعيش كل لحظة بأحاسيسها فقط، مجردين إياه من التسلسل الزمني، لكن نفسيتنا نحن الكبار أكثر تعقيدا بكثير من أن تخضع لهذه القاعدة ومن بعید جرت رندة إليك ما إن رأتك و قد تهللت أساريرها ،x لترتمي في حضن? _عمو جاسر أتیت أخیرا،إنتضرت? طویلا، لماذا إختفيت طوال هذا الوقت بعثرت شعرها بيدك في حركة كانت تغظني دوما حين كنت تفعلها معي في ما مضى، ثم قبلت وجنتيها قائلا بحنان _جئت یا حبیبة عمو جاسر ، لقد ?بيرتي كثيرا يا طفلتي،x وأصبحت عروسا جمیلة إبتسمت ل? و هي تقول بفطنة أكبر من سنواتها الثانية عشر، او ربما تناسبهما فالاطفال يكبرون في غفلة عنا _العروسة هي زينب، لقد إنتظرتك هي كثيرا أيضا ، فمتی ستتزوجان؟ وجهت نظر? إلي وقلت بحب وأنت تبتسم _عما قریب ، إن شاء الله. ما الذي دهاك بحق الخالق؟! كيف لاتزال تلقي وعودا أنت تعلم جيدا أنك لن تفي بها أبداً؟ كان يمكنك التهرب من سؤال الطفلة العفوي بأي طريقة بدل أن تكذب هكذا! _وستأخذونني مع?ما لحفل الزفاف ألیس ?ذال? ؟ قرصت وجنتيها بأصابعك و انت تقول برقة _بالطبع حبیبتِي ست?ونین أول المدعوات. _والمدعوین أیضِا. ضح?ت علی مشا?ستها الحلوة، بينماx أتقل هذا الحوار كاهلي، فتدخلت لؤقفه قائلة بلهجة حولت جعلها مرحة ما اكمن _إذن يا ريري ، ألن تلقي التحیة علي حتی؟! إبتعدت عنك الصغيرة لتتوجه إلي و تقبلني قائلة _أنا أسفة ، یا زنوبة فقد إشتقت لجاسر كثيرا. ثم إقتربت لأدني وهمست لي متسائلة _ألا تشتقین إلیه أنتِ ؟ إقتربت أنت منا وبصوت لا یخلو من المرح قلت _بماذا تتهمسان أمیرتي وراء ضهری؟ِ أجابت? رندة بغرور أنثوي حلو _أمور تخص الفتیات. رفعت حاجبيك قائلا _لا والله! أصبحت تخفین عني یا روري. إجابتها كانت برفعها ل?تفیها وهي تشب? یدیها وراء ظهرها والبسمة تزین وجهها الملائكي _حسنا ، روري تعالي معي لأری?ی ما أحضرنا لك معنا ، و نادي مع? الأطفال أيضا. ما إن قلتُx لها ذلك حتیx جرت راكضة لتخبر أصدقها. نظرت إلي وأنت تبتسم قائلا _لن تتخیلي یا زينب ?م إشتقت إلی هذا الجو .أحس أنني ?نت مییتا طوال سنوات الماضیة التي كنت بعيدا فيها عن هنا ?نت أنتظر قدوم? لأحیی ل?نني مت بدل المرة ألف ?لما تذ?رت أن? صرت لواحدة أخری، أجبتك و أنا أنظر إلى زرقة عينيك العميقة _الجو أیضا إشتاق ل? ?نت تود أن تقول شيئا ل?ن رندة أتت برفقة الأطفال في هذه اللحظة ، فذهبنا معهم لنعطیهم هدایاهم. أحسست بروحي قد تجددت أخيرا، بعد طول ركود و ألم. إشتقت إلی أن أ?ون قریبة من? حبیبي، إشتقت أن نكون معا كما الماضي لا تفصلنا حدود و لا تقيدنا قيود ، هذا الیوم نعمة أهدها الله لي و قد كنت في أمس الحاجة لها. تصبح شخصا أخر مع الأطفال ، و كأنك تعود طفلا من جديد، و كأن كل سنواتك تنزاح عن عمرك، فتصبح مماثلا لهم سنا. رغم كل العذاب الذي تسببه لي إلا أني أعشق? ?ل یوم أ?ثر من سابقه وأتأ?د أنني من المستحیل أن أنسا? مهما حدث. بعد خروجنا من المیتم ، توجهت بالسیارة إلی البحر وأوقفتاها أمامه ?ان اللیل قد حل ، فكسى بسواده أرجاء المدینة ، البدر ?ان م?تملا يتربع في عرش السماء ، بينماx النجوم قد نثرت حوله كلألئ مرصعة في عباءة الليل الفضفاضة. نزلت من السیارة و فتحت لي الباب لأنزل أنا الأخری مع?. أمس?ت یدي ،ثم همست لي بحنان وأنت تنظر إلى عمق عیني _أنا عاجز عن ش?ر? علی هذا الیوم یا زينب لا تتصورین مدی سعادتي به إ?تفیت بالإبتسام ل?، قبلت جبيني قبلة طويلة، و كأنك تختمني بحبك، عدت للنظر إلى عيني بحنان و عشق جارف ثم ضممتني إلی صدر? فرصوت فیه ?غارق وصل أخیرا إلی بر الأمان . بعد مدة إبتعدت عني وأخذت بیدي لتجلسني أمام البحر ، وضعت رأسي علی ?تف? و أحطت خصري بيديك ، لم یتحدث أحدنا بكلمة لغة الروح وحدها من ?انت تتحدث. فالصمت يتحدث دوما بما لا نستطيع أن ننطق. مالي سوا? حبیبي یحرصني، مالي غیر حب? یأوینیي ،عینا? حبيبي موطني وحضن? هو مس?ني ، عشق? هو إیماني ،وبسمت?ِ هي دواء أحزاني. لم أعلم ?م مِن الوقت مضی، و أنا في مغيبة عن الواقع ، ل?نني فس هذه اللحظة إستیقظت من حلمي علی مرار واقعي ، فهببت واقفة من م?اني ، وقفت أنت الأخر متسائلا _ مالذی ذها? حبيبتي ؟ هل أنت بخیر؟ حركت رأسي بنفي و أنا اقول بقهر _لا! لا! ما نفعله خطأ أنت متزوج یا جاسر! قلت لي بتوسل _ألا یم?ن? نسیان الواقع لمرة واحدة ؟ غرزت أصابع يدي في شعري أرفعه للأعلى و أنا اقول بعذاب _الواقع هو اللذي لا ینسنا يا جاسر! فهو یذر?نا به في ?ل وقت و حين. توسلتني و أنت تمسك يدي _زينب ، أرجو? حبيبتي لو ?ان في قلب? ذرة حب إتجِهي إنسي الواقع للیوم فقط إنسیه حتی الصِباح أتوسل إلی?. سحبت يدي من يدك و أنا أنظر إليك بألم قائلة. _لن ينفع، صدقني لن ينفع بشيء. إستدرت عنك أتوجه للسيارة قائلة. _ لقد تأخرنا ?ثیرا ، دعنا نعد أرجو? . تبعتني للسيارة، لتجلس في مقعد القيادة، ثم تدير عجلة السيارة مبتعدا عن المكان. __________ نهاية الفصل الثاني أتمنى لكم قراءة ممتعة حبيباتي و أسفة جدا على التأخير كل حبي و ودي لكن جميعا | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1307Likes
.png)
العرض العادي
