آخر 10 مشاركات
71 ـ طال إنتظاري ـ ع.ق ( كتبتها أمل بيضون)** (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1920Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-22, 09:09 PM   #311

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,963
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي


وجيب الريفان مسا الخير
كيرال هوي رحيل ابتدت الهيوط تتجمع واحا وقت بوعياد.ينال عواقب افعالو
ريناد ودرس ابتدت تتعلمو وهاي بداية الصحوة
فراس وشيشك واخيرا عا امل توافق عا طلبو
فياض بئس المصير وماوبيصح الا الصحيح رجع القصر لاصحابو برمزيتو
حبيت ريفان ااجديدة ومعرفتها انو للخقد والانتقام طريق الهلاك عا امل تقدر تكون قبس نور لعمتها
وشبل اخيرا اخد الخطوة نحوها الله
اية هل راح.تقبل بعثمان هل علي كان وهم حب الها كنت بتمنى العكس وبأمل لهلأ
ابدعت ومتشوقة للقادم ونطمن عالكل


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-22, 04:28 PM   #312

أسـتـر

? العضوٌ??? » 293375
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » أسـتـر is on a distinguished road
افتراضي

متى البارت ؟؟؟؟؟؟

أسـتـر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 04:56 PM   #313

بوفرديا

? العضوٌ??? » 435866
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 251
?  نُقآطِيْ » بوفرديا is on a distinguished road
افتراضي

وفي انتظار البقية على احر من الجمر 😍❤️❤️❤️❤️❤️

بوفرديا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 08:10 PM   #314

Libyan Voice

? العضوٌ??? » 416766
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » Libyan Voice is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الأخير من الفصل الأخير


بخطوات متمهلة توجه إلى غرفة عمته، إصابته تعيق من رغبته القوية بالتحرر من الألم والعودة إلى نشاطه المعتاد، لكنه أذكى من أن يتسرع بحمق ويسبب لنفسه أذى أكبر لذا يمنح نفسه مجالا واسعا للراحة والتعافي.

:روفّا، هل أنت مستيقظة؟

دق الباب الموارب بخفة فأتاه ردها قبل أن تظهر له بينما تفتح الباب تدعوه للدخول ببسمة محبة: أجل، أدخل بني... الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

نطقت الحمد بخشوع صادق تكرره منذ أن علمت بإصابته يوم عودته مع شبل من الجنوب، بكت كثيرا وبعدها سجدت لله شكرا أن أنقذه الله، فلا تتخيل فقدان أحد أبناء شقيقها عثمان ليس وابنها رحيل حي يرزق وتنتظر بلهفة أم عودته برفقة زوجها... زوجها الذي يتصل بها كل يوم ليؤكد لها قرب عودته بخبر يسعد قلبها ويعيد إليهما حياتهما المسلوبة منهما فينبض قلبها ببهجة مغايرة وفرحة عارمة تحيا على أملها بلقاء فلذة كبدها لتعتذر إليه عن تقصيرها بحقه حينها فقط قد يهدأ وجع قلبها ويسكن اللهيب المحرق بصميم فؤادها.

أجلسته على سريرها ليريح جسده ثم جلست جواره، تتفقده بعين الطبيبة ثم تلقي نظرة على جرحه جانب خصره، فتبتسم مستحسنة تعافيه تلهج بالحمد مجددا: الحمد لله الجرح في طور التعافي، سيكون كل شيء بخير إن شاء الله.

ابتسم لها برقة يعاملها بها دوما بينما يجيبها بلطف: لا تقلقي علي روفا، إنها فرصتي لأحصل على عطلة طويلة أرتاح فيها واستمتع برفقتكم.

اتسعت بسمتها المبتهجة بينما تجيبه: أنا لا أصدق يا فراس، أنت وعماد هنا وشبل أيضا ور... رحيل ابني حي وسيأتي به والده... أحيانا كثيرة أخشى أن أفرط في الاستسلام لسعادتي ثم اكتشف بأنها وهم...

دمعت مقلتاها، فربت على كفها يشاركها حماسها وخوفها، يتلهف لمعرفة اخبار عن رحيل وفي نفس الوقت يخشى أن يكون الأمر مجرد وهم كما تقول عمته، فيخفي خوفه ويبدي سعادته ولهفته رأفة بها: بما أن جعفر الأصيل قال بأنه سيأتي به فالأمر بات حقيقة وأنا متلهف مثلك للقاء به.

هزت رأسها تستفسر منه برجاء وملامحها تتلون بالشجن: هل سيسامحني يا فراس؟ هل سيغفر لي اهمالي له وعدم مراقبته طوال الوقت؟ هل سيغفر لي عدم سعيي للبحث عنه والشعور به حي طوال السنوات الماضية؟ أنا والدته ولم...

أمسكت بصدرها تتهم نفسها بما يفوق طاقتها، فسحب فراس يديها يضمهما بينما يبثها بعض الدعم النفسي: روفا اهدئي، أنت لم تقصري بحقه، بل اهتممت به جيدا ولعبه بالحديقة قرب المنزل أمر طبيعي يفعله جميع الأطفال وأهاليهم يأمنون عليهم، لم تعلموا نهائيا بأن هناك خطرا يهدد أمن أطفال العائلة، لو راودكم مجرد شك لاتخذتم التدابير اللازمة لحمياتنا جميعا... لا تجلدي نفسك روفا بما يفوق طاقتك وليس بيدك إنها أقدار وليس لنا سوى التسليم.

مسحت دموعها بينما تومئ ببسمة ممتنة ثم استفسرت منه بحيرة: أنت محق، الحمد لله، لكن أخبرني ما بالك؟ أشعر بك شاردا ومنشغلا هل بسبب رحيل؟ لا اعلم لماذا أشعر بأن هناك شيء آخر يشغلك.

أطرق بعينيه محرجا يرد عليها: أنت دوما تفهمينني روفا، الأمر لا يخص رحيل لحاله، هناك أمر آخر لكن أفضل تأجيل الخوض به إلى أن يتضح لي بالكامل.

أومأت مجددا بتفهم في نفس اللحظة التي انضم فيها إليهما عماد يشاكسهما كعادته الظريفة: مخابرات سرية! أشركاني معكما وسأكتفي بذلك كدفعة تحت الحساب لأتستر عليكما.

ابتسمت عمته بحب تشير إليه ليدخل بينما فراس ينظر بصمت يبدو شاردا: أين كنت طوال اليوم؟ على حد علمي أنت في عطلة.

وقف قبالتهما يتفقد شقيقه كما فعلت عمته قبل قليل قبل أن ينحني قليلا ليطمئن على جرحه: كنت مع صديقين لي لم نتقابل منذ مدة طويلة، جرحك في طور التعافي يا بطل.

تلكأ ثم شملهما بنظرات متواطئة مدعية بينما يكمل: سمعت وعجبي، شبل يكلم أمي عن خطبة فتاة ما!

انتبه إليه فراس وعمته تعاتبه ببسمة مرحة: ولماذا تفضح سره إن كان يحدث والدته في أمر يخصه؟

ارتفع حاجب عماد الأيسر يرد عليها بملامح غيورة مزعومة: لم أكشف سر حبيب قلبك فقد كانا يتحدثان في ردهة البيت كما سمعته يسأل عنك ليخبرك...

وقبل أن تجيبه عمته دق شبل الباب مع والدته والأول يعقب بامتعاض: ولم تستطع الانتظار إلى أن يخبرها بنفسه.

ضحك عماد محرجا أمام وجوههم الباسمة بمرح: إنه خبر الموسم وأنا مشتاق لأخبار سعيدة.

ثم نظر إلى عمته يكمل بمكر مازح: لكن المفاجأة الحقيقية أن الفتاة تحمل اسمك يا روفا.

ارتف حاجبا عمته بدهشة وفراس يقطب بحيرة بينما هالة تهز رأسها يأسا وشبل يتكتف عابسا: لا أصدق! هل تقصد زميلتك الشرطية؟

تلونت قسمات فراس بالإدراك لتحتلها حيرة مغايرة وشبل يجيب عمته ببعض التحفظ: فاتحت خالها لألتقي بها ونتحدث أولا وليقدم الله ما فيه من خير.

هزت رأسها بتفهم وفراس ما يزال ينظر إلى شقيقه بحيرة وعماد يعقب بمرح: أخشى أن يكون قرارك هذا بدافع النخوة يا أبا الأشبال!

مط شفتيه وفراس يتدخل أخيرا ليستفسر عن حيرته: لماذا هي بالذات؟ لست مجبورا على تحمل نتائج اختياراتها وكل من يتقدم لينضم للسلك الأمني يعلم بمخاطر الوظيفة.

سكت عماد يفكر بحديث فراس وقد كان تعقيبه مجرد استفزاز لشقيقه، لا يصدق بأنه قد يتزوج لأي سبب سوى الشخصية منها كالحب مثلا أو إنشاء أسرة بينما هالة وريفان تترقبان باهتمام رد شبل الذي نظر إليهم جميعا بينما يجيب حيرتهم: لا أتصرف بنخوة ولا شيء من هذا الحديث الغريب، قررت الزواج وانتهى الأمر وسألتقي بها لأتأكد من صواب القرار، فهناك أمور مهمة يجب لها الوضوح بيني وبينها قبل أي خطوة رسمية جدية.

:يا سلام، زواج بشروط، ماذا ستطلب منها؟ ترك عملها كشرطية؟ حظا موفقا يا أبا الأشبال!

علق عماد بضحكة مرحة ساخرة ففتحت ريفان فمها لتقول شيئا حين سبقها فراس يدافع عن شبل بطريقة استغربها الجميع: أليس من حقه ذلك؟ أن يكشف لها عن قناعاته لتتضح الأمور بينهما في بداية الطريق؟

صمت شبل يتابع بملامح عابسة من مناقشتهما لما يخصه كأنه قاصر ووالدته مع ريفان تصغيان باهتمام وفضول للحوار المشتعل باندفاع كل واحد من عماد وفراس: بل يملي عليها شروطه في الوقت الذي ليست فيه مجبرة للتقيد بها حتى تتزوج به، فإن أراد زوجة متفرغة لبيت الزوجية هناك الآلاف غيرها غير عاملات بالفعل وتلك قناعتهن، لماذا يختارها هي تحديدا زميلة له ثم يطلب منها ترك عملها من أجل الزواج؟!

عبس فراس حانقا من مسار الحوار المستفز لدواخله فتحمس بالرد المنفعل: لأن الظروف قربت بينهما ووضعتهما في مساحة واحدة تعاملا فيها مع بعضهما ونشأ بينهما رباطا خفيا رغما عنهما، ولم يكن ليفكر في الزواج من الأساس لولا مشاعره الملحة نحوها تحديدا لذا من المنطقي أن يحاول تقريبها من قناعاته التي يتمناها في شريكة حياته.

كان عماد يرفع كفه التي يلصق ابهامها بسبابتها، يهم بالرد لكنه توقف وسط حديث شقيقه ينظر إليه ويجعد جبينه بريبة ليستفسر من شبل بحيرة: حقا! هل تحب الفتاة يا أبا الأشبال؟

قفز حاجب شبل الأيسر بمعنى محدد بينما يرمق فراس وهو يجيب عماد ساخرا: بعيدا عن امتعاضي من تدخلكما بحياتي وتحليلها كأنني قاصر أو فاقد للأهلية أظن بأن هناك من يتحدث عن نفسه هنا.

اجتمعت الأنظار حول فراس فارتبك في سابقة وعبس بشدة بينما ينهض من مكانه بتمهل، فاستدرك شبل متهكما : ليس جيدا حين تكون محط الأنظار ويتم تحليل أفكارك وقراراتك! أليس كذلك؟

شهقت عمتهم تهتف بدهشة: هل هذا سبب شرودك يا فراس؟ هل وقعت بحب زميلة لك أنت أيضا؟

:ماذا تقصدين ب أيضا؟

ردد شبل الكلمة بامتعاض فالتفتت إليه عمته ببسمة ماكرة: أقصد أنني محقة بإحساسي منذ ذلك اليوم الذي أحضرتها لعيادتي!

:تحضر فتيات للعيادة يا أبا الأشبال؟ إنها فكرة ذكية لكن للأسف أنا طبيب والأمر غير أخلاقي بالمرة.

عقب عماد ضاحكا بمزاح وشبل يهتف بتهديد من تماديه: لا والله؟

فانفجرت هالة مع ريفان بالضحك يشاركهما عماد بينما فراس تلين ملامحه قليلا يهم بالفرار من الغرفة لولا رد شبل على هاتفه بجدية لفتت انتباههم جميعا: نعم عماه أنا أسمعك، نحن بالبيت ويمكنكم القدوم الآن إن شئتم... حسنا.. السلام عليكم.

انحسرت أنفاسه بصدره بأمر منه يتفحص نظراتهم المترقبة باهتمام حتى عماد توقف عن ظرافته ينتظر بلهفة كالبقية خبرا عن رحيل وأي شيء يمت لرحيل بصلة، تلك الذكرى المرتبطة بفاجعة فقدانهم لوالدهم، كأن باسترجاع رحيل يسترجعون شقا من والدهم: جعفر عاد بطيارة خاصة مع...

تلكأ ثم تابع بملامح غريبة التعبير: مع رحيل وبوعياد... عمي قبض عليه بأمر خاص من وزير الداخلية في المطار قبل قليل وقد كان يبلغني بأن جعفر قادم إلى هنا مع رحيل.

ارتعشت عمته واهتز جسدها فتحرك عماد بسرعة ليسندها بينما فراس يعود ليجلس على طرف السرير يشعر بوهن ركبتيه، فأضاف شبل بتشجيع ودعم: حانت اللحظة التي حسبناها حلما لن يتحقق سوى بعين خيالنا ويجب أن نقتنص الفرصة بقوة ولا نفلتها أبدا....



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-07-22 الساعة 09:31 PM
Libyan Voice غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 08:11 PM   #315

Libyan Voice

? العضوٌ??? » 416766
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » Libyan Voice is on a distinguished road
افتراضي

بحركات تلقائية عقد أحمد رابطة عنقه وعيناه على انعكاس من تغط في النوم بعمق يخيفه مرات عدة فيوقظها وقلبه ينبض قلقا لا ينجلي حتى تفتح عينيها الناعستين وترف برموشهما فتطل منهما تلك النظرات العاشقة التي بات لا يستطيع التحرك صباحا الى أن ينهل منها ويستمتع بملكيته لها ثم يضمها بحب قبل أن يغادر لكن استمرار حالتها هذه تؤرقه وتعكر عليه صفو مشاعره السعيدة سواء باستقراره معها أو بداية استرجاعه لأملاك عائلته وإن كان بمخطط سيكلفه مجهودا جبارا يبذله في العمل لذر أموال كثيرة لذاك المصرف الملعون! وكل يوم يتعلم حكمة أقوى من تحريم المعاملات الربوية أو ما بات يلقبه بترسيم السرقة قانونيا.

رش عطره الخاص ومسد جانبي لحيته ثم استدار ليتوجه إليها بينما يسمع حركات خارج غرفته مدركا لقدوم المساعدة فيتزايد استغرابه من نوم ليلى هي التي كانت دوما تستيقظ قبله لتحضر له وجبة الفطور بنفسها وتشرف على طاولة الطعام قبل موعد وصول المساعدة.

:ليلى! ليلى!

تململت بكسل ثم تمطت قبل أن تفتح عينينا لترمقه بتلك النظرات التي يحبها والبسمة المحبة ترتسم على شفتيها بينما تجيبه بنبرة ناعسة: صباح الخير حبيبي.

مال نحوها ليقبل جانب خدها بخفة يرد عليها التحية ثم استدرك بلطف: هل أنت بخير؟

رفت مجددا تفكر بمعنى سؤاله ففسر لها ما يقلقه: أضحيت كثيرة النوم وبعمق، هل هو تأثير دواء ما؟

مسحت وجهها بروية ثم تنفست لتجيبه بنبرتها الناعمة المتمهلة: لا أعلم، لم أغير شيئا من نظامي وأشعر هذه الأيام برغبة ملحة بالنوم.

تلكأت ثم رمقته باعتذار وخجل كلل عبارات ملامحها بينما تضيف: لم أعد أقوى على تجهيز الفطور لك بنفسي، لا أعلم لم يغلبني النعاس، هل جاءت أم أحمد؟

همت بالنهوض فساعدها بينما يحدثها بجدية: أجل، وجهزي نفسك لأنني سآخذك لطبيبتك المتابعة.

كانت قد فارقت السرير حين نظرت إليه بعدم فهم: أنت متعبة ليلى، وأنا لن أهمل الأمر يجب أن نتأكد من صحتك.

:إنه بعض الكسل، لا داعي...

بررت فقاطعها بحزم ومرح قلما يتصف به: نتأكد لنطمئن، فلست ندا لوالدك وجيش عائلة فضل الله الكبير.

ادعت العبوس بينما تشاكسه بالقول: إذن انت لست قلقا غلي انما تخاف من عائلتي.

فجاراها بالمزاح قبل ان يتحول حديثه الى جدية: من هذا الذي يخاف! أنا ابن الجندي الأصل فينا القتال وبقوة، القلق هنا قلبي يا ليلى وأريد الاطمئنان لأركز على عملي.

ألقت نفسها بخفة بين ذراعيه تختبئ هناك وتتمرغ بحنوه متدللة، فقبل أعلى رأسها قبل أن يبعدها قليلا ليستعجلها: هيا جهزي نفسك سأنتظرك على مائدة الطعام.



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-07-22 الساعة 09:30 PM
Libyan Voice غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 08:12 PM   #316

Libyan Voice

? العضوٌ??? » 416766
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » Libyan Voice is on a distinguished road
افتراضي

(هل ستوافقين عليه؟)

ظهرت أيقونة المراسلة باسم حساب صديقتها رجاء بينما تطالع أحد الدروس التفصيلية للتشريح، فسحبتها بإبهامها بخفة لتجيبها: لم أخبرك لتسأليني كل دقيقة عن الأمر، كنت بحاجة للفضفضة فلا تجعليني أندم.

عادت للمراجعة ثم وقفت فجأة قبل أن تهرول الى المطبخ لتأتي لنفسها ببعض الماء تاركة خلفها كل شيء فوق سطح الطاولة.

حادت نظرات تامر عن ما يقرأه في كتاب لتركز على شاشة هاتف ابنته لحظات حتى وضع الكتاب على حجره وتحرك قليلا ليتأكد بأنها تركته مفتوحا على صفحة موقع التواصل وأيقونة المراسلة مع صديقتها، ولبرهة طغت عليه رغبته الشديدة في التقاط الهاتف وتفحصه، تلك النزعة التي يحاربها بضراوة يقارن بين استحواذه على ابنته ظاهريا بينما تتمنى الفرار من حصاره وبين اكتساب ثقتها فتبوح له بأسرارها ورغباتها بكامل موافقتها ومحبتها وكم أحب هو الفكرة الأخيرة فتزود بالصبر لرحلة شاقة عليه يتعلم فيها الالتزام بمساحة صحية تشمله وابنته بعلاقة مقربة غير ضارة أو ضاغطة لها.

عادت من المطبخ تحمل إناء به أحد أنواع السوائل المخلصة للجسد من السموم تذكرت بأنها جهزته حين روت عطشها، فأحضرته معها لتحتسي منه كل حين أثناء مراجعتها وعلى عتبة مدخل غرفة الجلوس لمحت حيرة والدها، قرأتها بوضوح من سكون جسده على جلسته شاردا بالهاتف وفي نفس الوقت يتمسك بالكتاب على حجره فتسمرت قدماه وشيء من العناد داخلها يجبرها على انتظار النتيجة، كانت لحظات قليلة زمنيا وطويلة معنويا ترقبت فيها قرار والدها الذي قد يسعد قلبها ويشد من أزرها يؤكد لها بأن والدها تفهم موقفها ولم يعتبرها فتاة سيئة تقع في الخطأ كلما دار لها ظهره.

تابعته بعينيها بينما يتنهد ويمسد عينيه قبل أن يرفع نظارته إليهما ويعود لقراءة كتابه، فاتسعت البسمة رويدا رويدا على فمها لتشمل كامل وجهها ثم خطت لتجلس مكانها تسأله ببهجة أنارت ملامحها الجميلة بطيبة قلبها: هل أصب لك معي؟

قطب حاجبيه ينظر إلى السائل قبل أن ينتقل إلى وجهها فينشرح صدره ويجم فؤاده من مرآي البشر على وجهها، كم يحبها فلذة كبده ويسره ارتخاء ملامحها وبهجة قسماتها فينعكس نور بسمتها على ثغره، يجيبها بمرح: لونه غريب ماذا وضعت به يا دكتورة؟

حملت الإناء تريه مكوناته: الليمون والزنجبيل الطازج وبعض أوراق النعناع، إنه مشروب صحي يخلص الجسد من السموم، أحببت استغلال فقداني لبعض الوزن خلال الفترة الماضية وأبدأ من هنا رحلتي نحو الرشاقة.

عبس يتأملها ملاحظا فقدان وزنها بالفعل ورد عليها ببعض الحنق الطفولي: صحيح، أنت فقدت بعض الوزن وأنا غير مسرورو لذلك، اهتمي بتغذيتك ولا تركضي خلف هراء الرشاقة ذاك.

صدرت عنها ضحكة رائقة أعادت البسمة لثغره بينما تجيبه: أبي أنا لا أبحث عن نحافة مضرة ولا رشاقة العارضات أو الممثلات أنا أريد فقط التخلص من الوزن المضر حتى لا أتعب هيكلي العظمي بالمجمل ثم أنا طبيبة ويجب أن أقدم مثالا للجسد الصحي.

مط شفتيه بمزاح بينما يتناول منها كأسه ثم صبت لنفسها تفكر قليلا قبل أن تخبره بينما ترد على إحدى رسائل صديقتها: أخبرت صديقتي رجاء عن ابن عمي وحيرتي فأضحت أكثر إلحاحا من أمي لتعرف رأي وكأن ذلك ما ينقصني.

أخذ للحظة بمقالتها يحلل موقفها وما تبديه له من خلال اشراكه في أمر شخصي كعلاقتها بصديقتها الوحيدة، وبطريقة غريبة سرت دواخله بشدة لذلك فرد عليها بحكمة : أحيانا نفضفض من أجل تلقي الآراء والأفكار لتساعدنا على حسم حيرتنا لكن كوني حذرة بنيتي، ليس كل شيء نبوح به حتى لأقرب الناس إلينا.

أومأت تفضي له بما يموج داخلها: أنت محق يا أبي، لكن هذا الأمر بالذات أحتاج لوجهات نظر كثيرة أوسع بها مجال رؤيتي.

ضاقت مقلتاه عليها بتفكير عميق قبل أن يسألها: كيف تشعرين حيال الزواج برمته ثم حيال ابن عمك خاصة.

رفعت رأسها إليه تتأمل قسمات وجهه الحبيبة إليها تفكر هي الأخرى لبرهة قبل أن تجيبه بجدية وحزم: سأخبرك!



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-07-22 الساعة 09:30 PM
Libyan Voice غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 08:13 PM   #317

Libyan Voice

? العضوٌ??? » 416766
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » Libyan Voice is on a distinguished road
افتراضي

:يمكنك المغادرة ضابطة ياسمين فضل الله، شفاك الله.

تنهدت باستحسان ونهضت بتثاقل تمسك بذراعها المصابة والمعلقة بعنقها وبحرص خطت بين الكثير من الحاضرين منهم زملائها ومحامون ومتهمون، جلبة كبيرة كل يوم لا تهدأ بين تحقيقات لقضايا جارية وتحقيقات في صفوف الأمن في ما يخص الفساد والمخدر الجديد وكل متورط يبحث عن طريقة لينقذ نفسه.

أهل الفساد يستظلون بمظلة تطول كفتنة مغرية لعديمي البصيرة حتى تبدو متبنة وقوية كوحش لن يهزم ثم وفي لحظة وعلى أهون سبب تتحول إلى فقاعة واهية تعري عن حقيقة الفاسدين الخبيثة والعفنة تفضحهم رائحتهم النتنة فيقع البعض في شر أعمالهم ليعاقبوا وينفذ البعض حتى حين والدنيا دوارة لن يفلت فاسد من عقابه وما الله بظلام للعبيد.

تنفست ياسمين الصعداء حين خرجت من بوابة بناية المديرية تحمد الله على عطلتها المرضية الممتدة لتفكر جيدا في قرارها بشأن عملها، أقلها ستترك عمل الميدان وملاحقة المجرمين، فلم تعد ترى ذلك مناسب لها، فقدت ذاك الشغف كوهم ذاب واندثر وباتت تراه عبئا يثقل على كاهلها المتعب.

رفعت رأسها تبحث عن سيارة والدها والاحباط يغمرها من عدم لقائه، وقد ظنت بأنها ستجده في المديرية فظلت مقلتاها في بحث مستمر عنه للساعات القليلة الماضية، مشاعرها تجاهه تنغص عليها وتزعج صفوها المحدث بتصالحها مع خالقها ونيتها المعقودة على إصلاح نفسها والتزام مسار الاستقامة الواضح بعيدا عن دروب التمويه والفوضى المزعجة، ماذا تفعل لتتخلص من تفكيرها المستمر برئيسها؟ والآن بينما يتقلد في ذهنها وسام البطل ويتلحف بعباءة الفروسية بات سلخه عن نبضات قلبها دربا من دروب المستحيل.

لمحت سيارة والدها وهمت بالتوجه إليها حين انحسرت خطواتها تلقائيا وعيناها تصطدمان بعيني صديقتها التي توقفت بدورها ترمقها بخجل وحذر تحول الى راحة والبسمة تنبثق لتملأ وجه ياسمين بينما تخطو نحوها بخطوات أشبه بالهرولة فتضمها بيدها الصحيحة والأخرى تطوقها باسمة بغبطة: يا إلهي أين كنت؟

همست ياسمين بنبرة معاتبة فردت عليها بينما تفترقان بمسافة قليلة لتنظرا لبعضهما: غادرت المدينة.

:ولماذا لا تجيبين على هاتفك؟ لقد كنت أتصل بك ليل نهار!

تلون محياها بالإحراج تفسر لها: آسفة لم أكن في مزاج جيد للرد على أحد لذا كنت أفتحه مرة واحدة لأطمئن على أهلي ثم أغلقه.

رقت ملامحها باعتذار حزين: بل أنا الآسفة ريفان، كنت قاسية وغاضبة ووجهت غضبي نحوك... أنا...

أمسكت ريفان بذراعيها مبتهجة بعودة صديقتها وعودة علاقتهما لسابق عهدها، تقاطع سيل اعتذاراتها: لا! لا! أنت كنت محقة وأنا خذلتك ومن واجبي أن أحمي ظهرك كما تفعلين أنت أيضا، استسلمت لحقدي وسعي الحثيث خلف هوس الانتقام، أدركت ذلك الآن كما أدركت بأن ما نملك من علاقة حقيقية وصداقة متينة أهم من أي شيء آخر... أنت أهم من أولئك المجرمين.

لمعت مقلتا ياسمين بتأثر فضمتها مجددا بيدها الصحيحة تعبر لها عن اشتياقها لعلاقتهما وصحبتهما: اشتقت إليك يا صديقتي!

:و أنا كذلك.

ردت عليها وحين ضمتها أنّت ياسمين بألم فابتعدت عنها ريفان بسرعة تعتذر إليها: هل آلمتك؟ كيف حال ذراعك بالمناسبة؟

هزت رأسها ببعض التعب من المجهود الذي بذلته: الحمد لله هناك تحسن، بطيء لكن ملاحظ... لن تعود مثل الأول لكن الحمد لله لم أضطر لبترها أو الأسوأ لم أفقد حياتي.

اقتربت منها تمسد ذراعها الصحيحة بينما تواسيها: لا تقولي مثل ذلك، ستعود مثل قبل إن شاء الله، سألت طبيبك الجراح عن حالتك وأكد لي بأنك مع الالتزام بالعلاج ستتعافين بإذن الله.

هزت ياسمين رأسها تبوح لها بمخاوفها كأنهما لم تفترقا ولم يحدث بينهما خصاما: لكنها مع أي مجهود تفقد لياقتها ...على العموم أنا أفكر بترك عمل الميدان.

:أنا تركت العمل ياسمين!

وجمت ملامح ريفان وياسمين تجيبها بتشجيع: سيعرضون عليك العودة و...

:لا أريد!

تلكأت وياسمين تفتح فمها بعدم فهم ثم تابعت بملامح مستحقرة: بينهم الكثير نعرف عن فسادهم وللأسف نفذوا بجلدهم ومضطرون لادعاء الشرف بينما يعيدون الأفراد المظلومين لوظائفهم لكنني سئمت من النفاق والخبث ولم أعد أتحمل فليذهبوا جميعا الى الجحيم.

استغربت ياسمين من تغير صديقتها تبتسم لها بدعم تقدمانه لبعضهما في ظل ظروف لن يتفهمها سواهما كما تتفهمان بعضهما جيدا.

:لا بأس، افعلي ما يحلو لك فأنا...

صمتت تلاحظ حجابها لأول مرة فأشارت إلى رأسها مذهولة: تحجبت يا ريفان؟

حركت رأسها دون معنى محدد تبتسم بحرج ثم عقبت بينما تسحبه للأمام يزعجها بانزلاقه وتفكر بأنه حان الوقت لتتعلم كيف تحكم ارتداءه: أحاول أمورا عدة لأعالج السوء بداخلي، مللت من الغضب والتفكير السلبي وأريد الحياة بشكل أفضل.

ربتت على كفها بينما تجيبها بتفهم: أتفهمك وأنا مثلك.

فضحكت ريفان تعقب بمرح: لكنني لم أتفاجأ من تحجبك، كانت مسألة وقت بالنسبة لك وفقط.

أومأت موافقة فلفهما الصمت قليلا قبل أن تخبرها ريفان بكثير من الخجل الغريب عليها: هناك أمر أحب اخبارك به لأسمع رأيك.

:ماذا هناك؟

استفسرت منها ياسمين بحيرة لا تنفك تتفاجأ بحالة ريفان الغريبة بخجلها المستجد مع ارتباكها لتكتمل اللوحة بفستانها التقليدي المحلي الصنع: الضابط ممتاز شبل الأبيض تقدم لخالي وطلب منه لقاء رسميا بين العائلتين للتعرف من أجل المناسبة.

اتسعت مقلتا ياسمين مجددا تبتسم بدهشة: حقا! رئيسنا شبل الأبيض؟

هزت ريفان رأسها والحرج يغرقها فضحكت ياسمين بينما تسر نبضة مؤلمة داخلها تخص همام ثم تقدمت خطوة لتضمها بخفة تبارك لها بسرور: مبارك عليك ريفان.

ردت عليها ببعض التبلد: لم أوافق بعد.

:لكنه رجل جيد.

عقبت ياسمين فردت عليها بامتعاض: وكثير الشروط والنزق مع الحمق والعصبية!

نظرت ياسمين خلفها فانتفضت تنظر إلى حيث تنظر بينما تهتف بحنق: لا ليس ثانية.

وحين لم تجد أحدا وقهقهت ياسمين بمرح ماكر امتعضت مجددا تضيف بلوم متهكم: تنذري على حسابي فأنا أستحق لأنني أخبرتك.

تمالكت ضحكاتها ثم خاطبتها بأسف: أنا آسفة ريفان لكن لم أستطع تمالك نفسي، اشتقت إليك كثيرا وإلى مرحنا سويا، ونصيحتي امنحيه وامنحي نفسك فرصة.

لاحظت ريفان تعابيرها الخفية فاستفسرت منها بوضوح: ألم يتقدم خطوة نحوك بعد؟

نظرت ياسمين جانبا تخفي الدموع التي تحرق ضفاف مقلتيها وبإباء ردت عليها: المشاعر من طرفي يا ريفان لذا لا أنتظر منه شيئا.

أسرت في قلبها عتابا تستحضر رقم هاتفه المجهول ورسائله المترجية لتبتعد عن والده ومرات عدة تلوم نفسها على عدم الرد عليه لكنها سريعا ما تتراجع عن تفكيرها تحمد الله على تماسكها وعدم تحميل نفسها عبء ذنب آخر.

: لا أعلم لماذا أظن بأن المشاعر بينكما متبادلة، لكن...

هزت ريفان كتفيها بخفة تكمل: العلم لله ولا تبتئسي كل منا ينال قدره المناسب له.

وافقتها في نفس اللحظة التي اقترب فيها والدها منهما فحيته ريفان وتبادلت معه حديثا عن العمل ثم ودعت صديقتها على وعد بالتواصل واللقاء القريب.

:لنذهب يا ابنتي.

ضم كتفيها يحثها على المشي حين رن هاتفه، ففتح الخط يرد على صاحب الرقم: السلام عليكم يا ضابط ممتاز همام.

تدافعت الدماء لتنتشر عبر أوردتها فابتعدت قليلا عن والدها تنأى بعاصفتها السرية قرب السيارة، نظر إليها والدها حائرا ثم رد عليه باقتضاب وملامح غامضة: حسنا كما تريد، هي معي الآن، لنتقابل بمنزلي... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-07-22 الساعة 09:29 PM
Libyan Voice غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 08:15 PM   #318

Libyan Voice

? العضوٌ??? » 416766
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » Libyan Voice is on a distinguished road
افتراضي

تجلس على أريكة البهو دون قدرة على الوقوف، يهلكها الانتظار فتتمسك بحضور هالة جوارها، زوجة شقيقها ورفيقة دربها الأنيسة والونيسة وصاحبتها بالآلام والفواجع، من وهبتها أولادها الثلاثة وشاركتها أفراحهم ونشأتهم بطيب خاطر وصدر رحب.

رن الجرس فاستنفرت حواسهم وتقدم شبل ليفتح الباب لعمه الذي صافحه ببسمة لم تصل لعينيه، فالفرحة مبتورة بذكرى رحيل منقذ رحيل وفراس، الضابط عثمان الأبيض.

:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ألقاها جمال عليهم قبل أن يقترب من شقيقته يضم كفيها ويخاطبها بحنو: جعفر هنا يا أختي، أحضر ابنكما ويستأذن للدخول.

أومأت له بينما تتدفق دموعها لتتدحرج على وجنتيها فوقفت على ركبتين ترتعشان لتنهض هالة هي الأخرى تحدق بعينين دامعتين.

شبل ساكن قرب الباب ينتظر وفراس على كرسي في الردهة حيث يجتمعون، لم يستطع الوقوف بدوره تخونه همته لأول مرة فيشعر بالوجع يوهن عظامه وعضلاته بينما عماد يجاوره واقفا يتابع الموقف برهبة، رغم كونه الصغير بينهم والأكثر حظا من وجهة نظرهم إلا أنه عاش هو الآخر أحداث فقدان الأب وابن العمة في مرتبة أم نشأ بحضنها المشارك لحضن والدته هالة.

:تفضل يا جعفر!

تسارعت نظراتها لتجتمع حول زوجها، الرجل الوحيد الذي أحبته وكرهته في ذات الوقت في حياتها، أحبته كزوج لها عشقها واهتم بها وكأب عشق ابنه ثم كرهته لنفس الأسباب، كم هي بشعة عقدة الذنب تلك التي تنهش الإنسان من الداخل كوحش مفترس يحوله من مقبل على الحياة متفائل ومستبشر إلى ميت يسعى بين الأحياء.

:كيف حالك ريفان؟ وفيت بوعدي وأحضرت ابننا.

رمقها بنظرات ذات معنى أعادتها سنوات طوال في الزمن، فيصيح الصوت داخلها بكلماتها القاسية بالماضي حين تكالبت عليها الفواجع فلم تستوعب بعد ولم تجد غيره مرمى لسهامها السامة *تصرف وأحضر ابننا، انبش التراب وأحضر لي ابني! أنت والده كيف تقبل بأن يواروه التراب؟ لا أريد رؤيتك إن لم تعد به، أنت ميت مادام هو ميت!*

شهقت بقوة وركبتاها تخونانها فأمسك بها بينما تهمس له بندم: آسفة يا جعفر! أنا آسفة! ظللت أقولها لك لسنوات دون جرأة على أن أقابلك بها! أنت...

قاطعها بهمس بينما يتأمل تفاصيل وجهها يبرهن لها مجددا ودائما فهمه لدواخلها دون حاجة للتعبير عنها: أعلم يا ريفان، أعلم بأن رؤيتك لي تفوق طاقة تحملك، رؤيتك لي تعذبك بينما ترين في ملامحي وجه ابننا، فيطاردك الذنب والألم ينهشان قلبك وفؤادك، من أجل ذلك رحلت، من أجل أن تحظي ببعض السلوان رحلت يا حبيبتي!

أومأت ترمقه بعذاب: الأمر سيان يا جعفر! رحيلك وبقاؤك في الوجع سيان! لكنني أدركت بأنني لا أستحقك كما لم أستحق ابننا لذا فضلت أن تنقذ نفسك من جحيمي!

:قاسية يا ريفان، أنت قاسية! ضيعت سنوات كان بإمكاننا الاجتماع فيها وتطبيب وجعنا بقربنا من بعضنا، لو فقط رحمتني بكلمة وطلبت مني العودة، أنا كنت ميتا بعيدا عنك! ميتا ومتوجعا من فقدان ابني وطردك لي كأنني السبب! كأنني لم أكن له الأب الجيد، كأن الحب لم يجمع بيننا يوما! كم أنت قاسية يا ريفان!

شهقت مجددا تهمس بأسفها مرات عدة حتى أيقظها هتاف فراس المذهول الذي جعلها تفتح عينيها وتبحث عن ابنها: مستحيل! كيف؟ كيرال ماذا تفعل هنا؟

انتفض فراس حال رؤيته لرحيل ولم يكن حالة شبل تختلف عن حالة شقيقه رغم صمته المترقب وعمهما جمال يتابع باهتمام وقد تجاوز دهشته، فارتسمت البسمة الساخرة على ثغر كيرال بينما يجيبه: تحدث بلغة أفهمها يا صاح، فأنا لا أتقن اللهجة بعد وإن اتضح بأنني رحيل ابن عمتك!

بلع فراس ريقه ولهث بأنفاسه يحدق به بمقلتين جاحظتين يعجز عن الاستيعاب، فاستدرك بنفس السخرية وإن لم يفلح بجعلها مرحة كالعادة: غريبة هي الأقدار أليس كذلك يا صاح؟ جمعتنا دون أن ندرك ما يجمع بيننا حقا! لكنني أعترف، لولا لقائي بك وإصرارك على أنك رحيل ما استفززت الماضي بذاكرتي المنسية وأشعلت فتيل فضولها باسم ظل متعلقا بحبال النجاة من بين ركام الماضي المهشم…اسم رحيل الشيء الوحيد الذي تشبثت به ذاكرتي وظل لغزا غامضا محيرا لي وأنت كنت المفتاح.

شعر فراس بالوجع يهجم على جسده منبعث من مكان جرحه فأمسك به وهوى جالسا بينما عماد يسرع إليه ليتفقده: هل أنت بخير؟

لم يرد عليه يحدق بكيرال ويحاول جاهدا التحكم بإدراكه في نفس اللحظة التي سحبه فيها جعفر ليوقفه أمام ريفان الناظرة إليه بعجز وقلة حيلة: هذا ابننا يا ريفان، هذا رحيل جعفر الأصيل.

ارتعدت مقلتاها بمشاعر شتى فتجمد كيرال يبادلها النظرات، أحاسيس طاغية وعاصفة تلاحمت فيها السنوات بمآسيها ومسراتها، أحداث كثيرة وتقلبات ضخمة لا تستوعبها اللحظة بتفاهة قيمتها أمام الذي عاشه كل واحد من الوالدين وابنهما، ولم يكن أحدا من الباقين بناج من معاناة الفقدان!

رفعت كفها إلى ذراعه ولم تستطع لمسه تهمس بتوسل ولهفة أم ثم خوف، خوف عميق متأصل بصميم فؤادها من اللوم والرفض: رحيل!

وكان أكثر دهاء من أن لا يقرأ حالتها بالتفصيل لذا أسبل جفنيه ثم باح لها بصدق: أنظري! أعلم بأنك والدتي كما هو والدي، لكنني أطلب منكما هدنة لأستوعب وأتأقلم فأنا متفاجئ مثلكما بل أكثر وربما حين تعرفان ما عشته بعيدا عنكما قد تعذرانني.

أمالت رأسها والأمل داخلها تقوى شكيمته فيناطح فيها القنوط والحزن، تطلب منه بنبرة متهدجة ودموعها لا تتوقف: هل أستطيع ضمك على الأقل وهناك بحضني، حضن والدتك الآمن يمكنك أخذ هدنة للمدة التي تناسبك، هناك يمكنك إيقاف كل شيء حولك والتنفس براحة إلى أن تستوعب ولن يزعجك أحد…. أعدك!

بدا لها كأنه يفكر بضراوة أعلمتها بما يعانيه ذاك الشاب، ابنها الذي لا تعلم إلى الحين أين كبر وكيف عاش؟ فتأرجح شعورها بالأمل بين إقبال وإدبار حتى استسلم يغمغم بما منح للأمل جيشا جرارا اكتسح به أحشاءها بموجة من السرور والسكون: أستطيع القبول بذلك!

ضمته أو ضمها لم تعد تدرك من يضم الآخر، فهو أضخم منها بجسده المعضل وقامته الطويلة بينما هي تضمه بقلبها قبل جوارحها، تمرغ وجهها بصدره وتبكي جراح فقدانه بحرقة أمام أعين البقية المتأثرة.

وبعد وقت طويل كان الجميع يحتلون كراسي الردهة، ريفان تمسك بكف ولدها الذي جلس جوارها بملامح تنغلق على أسراره الخاصة والتي يبحث عنها الشاب وعمهما لا يريحهم اللقاء المرتقب عن إهمال التفاصيل، لكن الموقف لا يحتمل المزيد من الضغط! وكذلك فضل جعفر الفعل، التقرب من ولده بتمهل وروية حتى يكشف له عن تفاصيل حياته الماضية يوما بيوم إلا أن فراس لم يكن بالصبور مثلهم يخاطبه بتلقائية وبحكم علاقتهما: هل ستخبرنا عن الماضي وعن حياتك يا كير .... يا رحيل؟

رمقه بتلك النظرة التي لطالما اتصف بها تجمع بين المكر والتسلية بينما يرد عليه: لا أظن بأن هذه اللحظات تتحمل تفاصيل حياتي الماضية بسنواتها الطوال... *إنها قصة تروى في رواية لحالها يا ابن العمة!*

ضاقت مقلتا فراس وقد بدأ قلبه يستوعب، فتلين ملامحه بينما يعقب على قوله بامتعاض مزعوم: ما تزال مستفزا!

ضحك كيرال يغمزه والجميع يستحسنون مسار الحوار: إنها نفس الدماء تجري بعروقنا، لذا احذر مما ترميني به! أم هل يغضبك مشاركتي لعائلتك وأنت الذي حرصت على ابقائهم بعيدا عني!

وقف فراس مجددا منتفضا يهتف مدافعا عن نفسه كأنه يدفع عنه ذنبا جديدا لا قبل له به: الأمر ليس شخصيا، لكنها متطلبات العمل!

وقف هو الآخر واقترب منه يجيبه بملامح حاول جاهدا رسمها بتعبير موفق: اهدأ أنا اعلم ذلك، ولقد أنقذتني من الموت وهذا يا صاح يجعلنا متعادلين.

قطب فراس بحيرة من مقالته فأضاف بمكر ودهاء: أو ربما صرت مدينا لك، فقد أنقذني والدك مرة وأنقذتني أنت مجددا.

عبس يجيبه بوجوم: إنه واجبي كما كان واجب والدي رحمه الله.

تلكأ ثم أضاف بشجن بينما يتأمل تفاصيل وجهه لأول مرة ويحقق فيها بحثا عن ما يربطه به ويذكره بملامحه أثناء الطفولة: رباه! لقد كنت معي طوال الوقت، كيف لم أشك أو أشعر بشيء؟

:أنا شعرت!

تدخل شبل يكمل بملامح جدية متصلبة: منذ أن وقعت عيني عليك وأنا أشعر بالألفة نحو ملامحك لكن الحادث وما ولاه حال بيني وبين التوصل لنتائج والتأكد منها.

تهدل كتفا فراس بوجوم وحزن أدركه عمه جمال الذي خاطبه بمواساة: ما مررت به بعد الحادث ليس سهلا يا فراس.

نظر إليه فراس وعمه يكمل باللغة الفرنسية متعمدا: الصدمة كانت قوية، اختطافك للذبح ثم قتل والدك أمام عينيك، هل تذكر المدة التي ظللت تتردد فيها على أطباء نفسيين والمتابعة المستمرة إلى أن تجاوزت الثانوية!؟

ضاقت مقلتا كيرال باهتمام ومتابعة لحديث جمال بينما وجه فراس يتلون بأنواع الكآبة فيمسد لحيته تارة وشعره تارة أخرى: طبيبك الأخير أخبرني بأنك وضعت حاجزا نفسيا بينك وبين الماضي حتى تتخلص من عقدة الذنب، ذنب مقتل والدك الذي تظن بأنه بسبب خطفك ومقتل رحيل بينما أنت عدت لذلك من الصعب أن تربط زميلك بماضيك لكن أنا متأكد بأنك لم ترتبط بعلاقة زمالة طويلة ومتوطده مثل علاقتك بكيرال.

تناظر فراس وكيرال، فابتسم الأخير بمرحه المعهود معقبا: كنت أشك في حبك لي وأنت تترفع عن الاعتراف لي! دمائك حنت لقريبها.

كان فراس على وشك التذمر بضجر كعادته معه لكن الكلمتين التاليتين منعتاه عن ذلك وسحبه بقوة ليضمه إليه بصمت طال للحظات وكيرال جامد مكانه تائه عن التصرف بصواب.

: آسف!

وحين همس باعتذاره الواجم تدافعت المشاعر الثائرة بقلب كيرال ورفع كفيه يقبض على ذراعيه كأنه سيضمه وثبت قبضتيه هنالك للحظات قبل أن يدفعه بخفة يخاطبه بتذمر مزعوم: الكثير من العواطف وهذا ليس نمطي يا صاح!

قرر فراس مجاراته متمالكا نفسه وفوضاه الخاصة: نمطك الاستفزاز وإثارة الأعصاب.

ضحك كيرال راضيا بتغيير مجرى الحديث العاطفي معقبا بسخرية مرحة: بعض العادات لا تتغير يا ابن الخال!

أسعده سماع الكلمتين، ابن الخال ولو باللغة الفرنسية فأومأ ثم تراجع بصمت يعود للجلوس مكانه وحين تلفت كيرال ليقرر ما سيفعله أشارت له والدته ليعود إلى جوارها، فكر للحظة ثم طرف نحو جعفر الذي منحه نظرة داعمة دفعت به للتقدم والجلوس جوارها وترك كفه بين يديها، تفي بوعدها بينما تمنحه الوقت داخل حضنها وتنتظره بصبر فقدته سنوات حين الفقد ثم تعلمته لتحيا مجبرة والآن ستصبر وتستجمع كل ذرة صبر تملكها لأنه ابنها الذي عاد إليها، وستستغل تلك الفرصة الرحيمة بها.



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-07-22 الساعة 09:29 PM
Libyan Voice غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 08:15 PM   #319

Libyan Voice

? العضوٌ??? » 416766
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » Libyan Voice is on a distinguished road
افتراضي

:هذه ظروفي أضعها بين أيديكم، وأنا كلي أمل بأن تتقبلوني بعائلتكم سيدي.

ختم همام حديثه برجائه يرمق ضرغام بنظرات مهيبة، محافظا على وقاره ورزانته فلا يلتفت بعينيه نحوها كما يحب قلبه أن يفعل ولا إلى والدتها التي تدخلت حين طال الصمت يحوم حولهم بغيمة الحرج: متى تستطيع والدتك وشقيقتك دخول الوطن؟

لمعت مقلتاه بعاطفة عميقة واضحة بتعابير وجهه بينما يجيبها: شهر على الأكثر بإذن الله، توصلنا لحل قانوني مدعوم من السلطة وسيسوي الوضع إن شاء الله.

تناظر ضرغام و بنفسج بينما ياسمين تطرق برأسها تخشى افتضاح ما تسره بقلبها، مضخة الدم تعمل بقوة وسط صدرها والبرودة تحتل أطراف أصابعها، إنه هنا ويتقدم للزواج منها، همام قرر التقدم بخطوات نحوها رغم كل ظروفه التي سردها بهدوء واثق على والديها، كأنه يوضح لهم بأن ظروفه أبدا ليست بنقطة ضعفه، إنما هي مفروضة عليه، فيتحمل مسؤوليتها كرجل جيد وذو نخوة.

:تأكدوا بأنني سأحافظ على الآنسة ياسمين كأمانة لا أغفل عنها أبدا ويشرفني الحظوة بنسبكم.

رمق ضرغام ابنته المطرقة برأسها تضم كتفها المصاب ثم رد على همام بنبرة مؤدبة، يشعر باحترام كبير لهذا الشاب ذو السمعة الطيبة في السلك الأمني والأخلاق الحسنة في المجتمع عموما: أشكرك بني، ونحن سنفكر ونتشاور في الأمر وليقدم الله ما فيه من خير.

هز رأسه ثم نهض يلقي عليهم التحية وقبل أن يرحل نظر نحوها كأنه يعلم بندائها الخفي فتلاقت النظرات وتلاحمت المشاعر بدفء أحاسيسها، وإن كان في قلب والديها شك بما تكنه للضابط، فالنظرات فضّاحة تكشف عن العواطف الساكنة بالقلوب.

رحل همام بجسده وظلت نبضاته تسري بقلبها كشريان الحياة، هو العشق لها وهي الحب له بمعناه الجميل.

:ما رأيك يا ياسمين؟

أجفلت من شرودها الولِه على سؤال والدتها فسكنت تنظر إليهما بملامح ناضحة بتعابير شتى ثم ردت عليهما بحزم: سأخبركما برأي.



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-07-22 الساعة 09:28 PM
Libyan Voice غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 08:16 PM   #320

Libyan Voice

? العضوٌ??? » 416766
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » Libyan Voice is on a distinguished road
افتراضي

لملمت ورد الكؤوس على الصينية باسمة بألق لا يختلف عن زوجها الذي لم يظن بأنه سيفرح كما سعد اليوم لخبر حمل ليلى، كما لم يظن أحمد بأن تنعكس عليه فرحة والديه لتلتحم بفرحته الخاصة المنبثقة بقلبه منذ أن علم بالخبر من الطبيبة فأحضرها لبيت أهله يزف إليهم الخبر.

:من اليوم يجب أن نتخذ الاحتياطات والحذر أكثر من السابق!

قالتها ورد بينما هي عائدة من المطبخ تبتسم لزوجة ابنها الجالسة جوار الأخير بغرفة الجلوس باسمة هي الأخرى بخجل وبهجة، وجهها مستنير بألق البشرى تحمد الله على نعمه وترجوه السلامة يصاحبها دوما الخوف من وضعها الصحي رغم حديث الطبيبة المطمئن.

:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سمعت اللهم خيرا بأنني سأصبح عمّاً عما قريب!

هتف علي ضاحكا ونزع الحذاء ليطأ الفراش ويجلس جوار والده بعد أن ضم شقيقه يبارك له ولزوجته.

: وبالتأكيد ستسمونه على اسم عمه فمما يقولون العم والد!

امتعضت ملامح ليث بادعاء يشاكسه : من أخبرك بأن البكر يسمى باسم العم؟ متى تغير من اسم الجد إلى اسم العم؟

ضحكت ورد تشاركها ليلى وعلي بينما أحمد يتابع ببسمة لبقة لا يعرف بعد كيف يجاري حديث المزاح التلقائي بين والديه وعلي يفكر بأنه مهما فعل لن يستطيع بلوغ عفوية المعاملة بينهم لكنه يدرك تماما بأن له مكانة مهمة كشقيقه لدى والديه وهذا ما يهم في الأمر: إذا كان كذلك فإن اسم ضرغام جميل وقوي يليق بابن أحمد الجندي!

استمر علي بمشاكسة والده الذي قلب عينيه متذمرا فتدخل أحمد يعقب بمرح: ضرغام، ليث وغيرها كلها أسماء للأسد.

أومأت ورد تشير له باصبع ابهامها بينما ليث يبتسم له بتفهم وعلي يهتف بدهشة مدعية: احمد باشا الجندي يمزح، الحمد لله أول بشائر الأبوة!

حرك أحمد رأسه إلى جانبيه برزانة وليث يزفر بضجر وورد تضحك ببهجة تشاركها بها ليلى التي رن هاتفها برقم أهلها فنهضت لترد عليهم ولجأت الى غرفة تستعملها حين زيارة أهل زوجها.

:أمي أنا مستعجل وسأغادر إن كنت ما تزالين على رغبتك بزيارة بيت خالتي استعدي لأقلك بطريقي.

خاطبها علي بينما يطالع هاتفه فردت عليه عابسة بتفكير: أجل، يجب أن أذهب، أختي أشركتني بموضوع يخص غيث وأريد التحدث معها على راحتي.

ثم تلكأت قبل أن تكمل بنبرة عادية تضمر نية خاصة: حمزة اقترح على غيث خطبة ابنة عمه تامر، والأخير أبدى موافقة مبدئية لكن كما تعلمون غيث يسعى للسفر للخليج من أجل تخصص دراسته ووالديه رافضين، يتمنين إثناءه عن نيته كما أنهم يشكون بموافقة اية ووالدها لو قرر السفر.

أجبر نفسه بقوة على متابعة ما يطالعه على شاشة هاتفه، قلبه يلتوي غضبا انبثق من لا مكان ليشعل نارا بصدره، هل هذه نتيجة إطلاقه لعنان خياله بالاستكانة إلى التفكير فيها منذ أن تعرف إليها؟ ليس متأكدا إلا أنه اللحظة لا يطيق نفسه ولا غيث ولا العائلة برمتها يود الصراخ بأن الفتاة ما تزال صغيرة في أول سنة دراسية لها، فلماذا هذا الضغط بحق الله!

تركت ورد ولدها المطرق على شاشة الهاتف حين لم تستشف منه شيئا ونهضت حين لم يرد عليها أحد، ليث غير مرتاح لنية زوجته وأحمد يتأمل شقيقه بصمت: سأذهب لأرى ما يمكنني فعله وأتحدث إلى غيث.

انصرفت فقام ليث ليلحق بها بعد أن ألقى التحية على ولديه، ليخاطب أحمد شقيقه بنبرة ساخرة: يمكنك ترك هاتفك الآن فقد انطفأت شاشته.

أجفل علي ودس الهاتف بجيب سترته فاستدرك أحمد الذي قرأ تعبير شقيقه بوضوح: بما أنك تكن للفتاة مشاعر خاصة يجب أن تتصرف قبل فوات الأوان.

:ها! مشاعر خاصة؟

استفسر بشرود وأحمد يجيبه بأسلوبه المباشر: الموضوع يزعجك يا علي، وأنت متأثر بالفتاة، لا أعلم مدى شعورك نحوها لكن هناك شيء ما يجذبك إليها لذا كن علي الذي أعرفه وتصرف!

:الأمر معقد، أبي و...

برر علي بضيق فقاطعه أحمد بعقليته العملية: تخلص من الغريم وخذ وقتك بعدها لمعالجة الأمور، تصرف بذكاء!

غمره الإدراك، فتبسم بمكر ثم قام وهو يسحب هاتفه ويتصل بابن خالته... :غيث يا ابن خالتي أريدك بموضوع مهم.


يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t485474-33.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-07-22 الساعة 09:28 PM
Libyan Voice غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.