آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          إغواء متنكّر (78) للكاتبة: Stefanie London *كاملة+روابط* (الكاتـب : *دلال* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1634Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-22, 10:09 PM   #91

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثالث
لا توجد سعادة أبدية.. لا توجد سعادة مطلقة ولا توجد سعادة مشروطة!
فقط البشر هم من يختلقون وهم السعادة الدائمة داخل غريزة التمني المستحيل..
وهي ..!
هي تريد أن تهبه سعادة مستقرة, تلك السعادة الذي كان بدايتها سقطة وتنازل وتعثر بالحزن ..
نهضت من مكانها تنظر لحالها بأعين لاهية بصورة لناصر موضوعة داخل برواز فضي اللون أعلى المنضدة..
تنظر لها تارة وتارة أخرى تغمض عينيها ... تستوعبها .. تتشربها.. تدفن ملامحه داخل ثنايا القلب أكثر فأكثر!
تمسك بخصلاتها تمشطها بسلاسة فتأسرها ومضة من ماضي قريب عندما كانت تجفف شعرها وهو جالس على السرير في وضع نصف جلسة..
يتأملها دون أن ترف عينيه , يهديها ابتسامة ومعها وعد مطلق لكل شيء قد تتخيله هي ..
ينهض من مكانه يسير بخطوات متمهلة حتي بات خلفها .. يبتسم بهدوء مشابه لروحه الحانية .. يمسك بفرشاة خاصة بتصفيف شعرها ويبدأ دون حديث بالبدء في تصفيفه ..
يهمس بخفوت وهو يتابع ما يفعل ونظراته تعانق عينيها في انعكاس المرآة :
-كيف لك أن تأسري القلب بتلك الدرجة عاصي؟!
السؤال تعجب وتأكيد بحب وصل لمرحلة أصابت قلبه بتخمة المشاعر..
لمعة عينيها كانت تفيض صدق مشاعر كان هو الأول في مضمارها والأخير أيضاً..
تصمت .. تتهرب بعينها والخجل يعتريها ويكتنفها داخله ..
فيزيد الهمس حباً وشغفاً وهو يلقي بالفرشاة بعيداً عنه .. يتلاعب بخصلاتها بعبث.. يتنهد..
يعشق.. يصرخ بالهوى:
-احبك عاصي ..
يبتر حديثه .. يمتنع عن الإكمال ,أنامله تتجرأ أكثر وهي مستسلمة لكل شيء..
يحملها بين يده فتتعلق برقبته , يسير بها .. ينوى أن يدخلها غيمة وردية تنسى فيها العالم وينسى هو فيه نفسه وروحه وكل شيء..
يتجرد معها من أي تعقيدات يبتعد قبل أن يهمس أخيراً بكلمة يكررها:
-أحبك عاصي..
وقبلته بعدها كانت بداية ليلة جديدة لهم..
خرجت من الذكرى دون هيام وهوى.. خرجت وعبراتها تتمرد وتنهمر , تقتلها الذكرى بدلاً من أن تحييها ..
تتحدث لنفسها معترفة بصوت مسموع , تضع نصب عينيها حقيقة ثابتة أنكرتها ومع أول اغتراب العقل بذكرى زال الانكار:
-لا تكذبي على حالك عاصي, أنتِ لن تمتلك المقدرة على رؤيته مع غيرك , لن تستطيعي المضي في تلك العلاقة ..
تقف أمام المرآة مرة أخرى تتجرد من ثيابها وترتدي أخرى..
تقر إن كانت هي لا تلمك تلك السعادة الذي يجب أن تُمنح فستهديه هي ذلك من خلال أخرى وبعدها ترحل!
******************************


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 10:09 PM   #92

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

في غرفة مريم كانت تعمل دون فاصل..
نهم..!
شره!
جنون!
كل هذا ما يخص العمل , لم تتوقع في لحظة ما أن تكن بذلك الشغف تجاه عملها أبداً , لطالما كانت تحلم ببيت صغير وزوج محب و أن تنجب له الأطفال وتحيا معهم مناخ عائلي فقدته!
ولكن..!
تهز رأسها وهي تستشعر مدى سخافة تفكيرها وورديتها المزيفة ..
فاستيقظت على بيت من رمل..
وزوج خائن..
وطفل مفقود!
في تلك اللحظة الذي كادت أن تنجرف داخلها لدهاليز الذكريات , طرقت عاصي الباب .. تستأذن الدخول بهيئة متوترة وصلت لمريم جيداً
هتفت وهي تنزع عويناتها .. تهديها ابتسامة من القلب :
-بالطبع تفضلي عاصي , هل تأخذين الإذن ببيتك..
وكلمة بيتك تلك أوجعت خافق الماثلة أمامها وهي تقترب منها .. تجلس على المقعد المقابل لها .. تتحدث بهمس خافت:
-مريم هناك أمر أريد التحدث به معك
هزت مريم رأسها إيجاباً تنتظر منها أن تكمل حديثها..
فتجلي الأخرى صوتها في تكوين منها لاعتراف وتقرير دون قيود .. تهتف مباشرة دون فواصل و بتر:
-مريم أريدك أن تتزوجي من ناصر..
صمت تام بعد جملتها الأخيرة .. مريم تجعد جبينها , تدور بعقلها..
تنظر لعاصي المتهربة بنظراته الخانعة تلك المشابهة لنظراتها يوماً ما!
فيصيب قلبها الوجع لذكرى أمس اختلطت باليوم !
اقتربت منها برأسها تهتف بجمود:
-اتزوج من ناصر..
توقفت عن الحديث.. تبتره في دوران الاستيعاب..
تتأمل الجالسة أمامها بنظراتها الشاردة..
خصلاتها المعقودة بإهمال!
..
بشرتها الشاحبة وكأنها على شفا الموت
انقباضه يدها.. وتلك الهالات المحيطة بعينيها في إشارة صريحة بعدم النوم..

تكمل هي بنبرة يتخللها بعض العصبية :
تمزحين-

تنظر لها مرة أخرى ولكن الأمر لم يكن مزحة.. فتهدر بقسوة تزيد من توكيد الأمر .. تطلب منها نفي ولو كاذب انتصاراً لكرامتها المهدرة هنا:

تريدين مني الزواج من زوجك عاصي؟
-
لا تدري هل هو استفهام أم تعجب أم هو استنكار وسخرية من الوضع ككل...

تشتت عاصي تهمس بتوتر.. كلماتها مرتجفة.. نبرتها مقتولة، بل هي هنا مفقودة:..
اريد له السعادة.. انت مناسبة له-

x كلماتها أصابت الأخرى بالجنون والتخبط
,خبطت مريم بيدها على المنضدة، تستقم من مكانها تدور بخطوات تنفر الثبات تنظر لعاصي تارة بعين الشفقة .
وتارة بعين القسوة..
تقترب من عينيها تحتلها بجمود .. تهدر بثبات تام: ..
-ولما أنا مناسبة..؟

تشيح الأخرى بعينها.. تكبح العبرات تقتل هذا القلب.. تمسكه هكذا فيموت:
-انت قوية.. جميلة.. من عائلة كبيرة بل من عائلته..
عددت الصفات وهي تخفض رأسها بوجع أصاب مريم بنفور من حالتها!..

كانت تعدد الصفات ومع كل صفة وميزة ينغرز داخلها خنجر بارد يحيلها إلى مشوهة!

تبتسم مريم بسخرية والوجع يصلها رغم النفور..
رغم الاستنكار..
رغم القسوة!

الوجع هنا يصلها كأنثى وجعها كان بالأمس، والأمس هنا حيث بداية النزف والسقوط!

وهنا على أعتاب الذكرى تهز رأسها.. تتلاعب بخصلاتها.. تهمس وهي تعود فتتابع عملها على حاسوبها الخاص بعد أن ارتدت عويناتها مرة أخرى:..
_-اذا هو عرض سخي منك عاصي.. سأفكر بالأمر, هل يمكنني إكمال عملي الآن!

استقامت عاصي بثقل ينهش جسدها وتشتت يحتل عقلها , تنوي الخروج عندما همست مريم من خلفها بتساؤل غامض:
-هل يعلم ناصر بذلك؟!
ودون أن تلتفت عاصي أجابتها:
-أجل مريم هو يعلم بما يدور !
تهتف بتعجب تلحقها قبل الهروب:
-يعرف أن زوجته تأتي لأنثى تقطن بمنزله تطلب منها الزواج بزوجها..
واجابة عاصي ايماءة دون استدارة ودون صوت وكأنها اكتفت بذلك من ذل لم يختارها أحد سواها!
وقهر لم يصنعه شيء سوى يدها!

تاركة خلفها مريم التي ارتمت على السرير وعبرات متحجرة تأبي التحرر .. وقلب مدفون بأعماق الجليد.. وعقل يغلف بقسوة قد تحرق الجميع وأولهم هي!
*******************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 10:11 PM   #93

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

ما وراء الخير والشر إنسان .. , إنسان يخون.. يغدر.. يتوب.. يعشق..
يتوه في خبايا الحياة المنعقدة داخل جسده المزعوم بمسؤوليته عن كل الأخطاء!
مر أسبوع منذ أن جاءت رهف إلى العمل معه بمكتبه ..
رهف هادئة .. شاردة تارة.. عينيها غائمة تارة .. تلوذ بالصمت دائماً..

نصفها قهوة سوداء والنصف الأخر مشروب طاقة..
تمتلك طاقة غير عادية على العمل , ولكن فيما عدا ذلك ثابته في دوران لا يتحرك.
كان قد وصل إلى موقع الشركة التي يعمل بها, وهو يفكر بها..
الافكار تتصارع داخله وكأنه يصارع دب بري بأيدي عارية , فلا طاقة له بفوز ولا تنازل عن الاكمال والنصر!
هل رهف كما قال صديقه أم هي بريئة ومختلفة !
بالأعلى بمكتبه كان ماجد يدخل إليه حيث تجلس هي تعمل على إحدى البرامج الهندسية بتركيز شديد, تأملها بأعين ذئب يتنظر الانقضاض على فريسته .. يتلاعب وهو يجلس أعلى مكتب موسى المقابل لها هاتفاً بنبرة متلاعبة:
-ايه يا رهف من وقت ماجيتي وكله شغل كده !
تشنج جسدها بالتزامن مع النظر إليه ولا تعرف لما تخاف هذا الرجل وترهبه..
نظراته بها شيء سيء وغامض يثير داخلها الريبة والنفور ممتزجان في إنذار يدوي داخلها تحت مزيج الخطر والحذر..
هزت رأسها وهي تحافظ على واجهتها الثابتة , بينما أناملها ترتعش بتوتر قابعة بحجرها.. تبتلع ريقها تجيبه بهمس :
-ابدا يا بشمهندس وهعمل ايه غير الشغل ..
تصمت لثواني تزيد بنبرة أقوى من السابقة :
-وبعدين انا جاية عشان اشتغل بس!
هز رأسه يضيق عينيه يريد الايقاع بها ولو لزم الامر كل سبله وحيله!
بداخله ثقة جذلى أنها ستمنحه جسدها .. انتصار مريض يلوح له بفوز مريض كروحه!
يقترب منها كذئب بشهوة حيوانية لا رادع لها ولا ملجم!
تنظر له بتشتت .. تضربها الصدمة من نظراته الجريئة المتلكئة ببطيء منفر على ما ظهر من فتحة كنزتها السوداء!
ترفع يدها لأعلى تحاول أن تداري أي شيء قد ينظر له!
ولكنها لم تعلم أنها ولو كان لا يظهر منها شيء لتقرب قرب نفسه المريضة التي توحيه وتخبره على الانحلال في هوى الحياة دون رادع!
اقترابه كان أسرع .. يمد أنامله أمام نظراتها يحاول أن يلمس خصلاتها ولكنها تفيق من طور الصدمة..
تسمح لجسدها بالتنفس من تيبسه .. تمسك يده تبعدها هادره بصوت خفيض خوفاً من المشاكل والمصائب التي قد تحدث..
-أظن تتفضل على مكتبك يا بشمهندس ماجد, عشان ما عليش صوتي
نظراته تزداد جرئه وأنامله تنساب بين يدها .. ينقر بها أعلى المكتب يهمس أمام ملامحها المتوترة بوضوح التقطه هو بسهولة:
-متقدريش تعلى صوتك يا مدام رهف , واظن انت عارفة ده كويس صح! اصل كده فضيحة وهتكون ليك مش ليا
ارتعش جسدها وهي تستمع لما يقوله , تخاف هي مما يصل لها من معنى الحديث.. تعلم انه محق, ولن يلوث أحد سواها!
كان هو يزاد قرباً وهي تبتعد عنه ترفع يدها تنوي صفعه ولو ثارت المشاكلx ولو كان الثمن وظيفة نحتت الصخر للحصول عليها ..
ولكنه أمسك بيدها في اللحظة التي اختار موسى فيها الدخول للمكتب وبيده كوب القهة الخاص به!
المشهد هنا كان بعين موسى , مشهد رخيص لا ينم لأي فضيلة..
يرمقهم للمرة الأولي بصدمة تتحول لجمود يخفي إستنكار مدمج بالإحتقار لها هي وحدها!!
رهف!
ابتعد ماجد عنها يلتفت لموسى يرمقه بنظرات ذات مغذى أنه بتر وصالهم الدنيء !
يخرج ماجد من المكتب ولكن موسى يستوقفه قائلا :
-اظن المكتب ده مكتب محترم الحاجات دي متتعملش هنا
يضحك الاخر بخفوت بينما هي تنظر له بصدمة وعجز في آن واحد .. تتجمع العبرات بعينيها وهي تردف بصوت مهتز رغم ثقته:
-قصدك ايه يابشمهندس موسي.. انت فهمت ايه..
لم ينظر لها بل شرع بإكمال أعماله .. يستمع لأنين خافت تكبحه لم يؤثر فيه بالمرة..
يهتف بصلف وهو يرتشف قهوته ببرود تام:
-ميهمنيش افهم حاجة يابشمهندسة , دي حاجة تخصك, بس ياريت تحافظي على اسلوبك جوا الشركة ..
يستقم من مكانه بعد أن امسك ببعض اللوح بعد أن أخرجها من الطابعة المرفقة بمكتبه يكمل باستخفاف:
-اما برا دي حاجة تخصك اعملي ما بدالك!
اطلق كلماته التي وقعت على روحها كالبتر البارد في غليون دم يقطر وجع..
تركها وخرج من المكتب .. تركها خلفه بأعين دامعة وأنين خافت يصدر منها .. تفشل في السيطرة عليه..
تفشل في الثبات والصمود مع أول عقبة قابلتها !
تفشل كما فشلت بوطنها ..
خرج موسى وبداخله نار وضجيج احتل داخله مختالاً بهيمنة سلطانية نابعة من شيطانه المدنس لروحه متغلغلاً داخلها بثبات مداوم لغاية سقوطه للقاع..
رسالة وصلته على هاتفة من شقيقته منار .. رفعها ينظر لها بتشوش عندما اخبرته:
-احنا جايين دبي ياموسى ماما وافقت نيجي في نص السنة ..
تبعث برسالة أخرى على نفس الشاشة..
-ابقى كلمني باليل لما تخلص شغل.. سلام..
أغلق هاتفة.. يغمض عينيه .. يصارع شيء مجهول داخله.. يحاول أن يفلح بالخلاص من قيوده..
يحاول أن يملك الاقتدار على الاعتراف بالذنب .. أن يملك القوة على العودة لذاته!!
أن يخرج من بحر الخطيئة والخيانة !!
الخطيئة لجسده وأفعاله والخيانة لربه ووالدته..
تقاطع طريقه مع ماجد الذي أوقفه هاتفاً بخبث:
-مش قلتلك ليها في الشمال
رفع موسى أصبع في اشارة تحذيرية .. يرمقه بنظراته النارية .. يهتف بغضب نابع من اشتعال داخلي يوشك على الانفجار :
-ليها ملهاش .. دي حاجة متخصنيش ياماجد طول ماحنا في الشركة هي بالنسبة ليا زميلة وبس..
ضحكة مستهزئة صاحبها نبرة ساخرة وهو يربت على كتفه .. يهم بتركه:
-ماشي يازميل .. موسى بلاش المبادئ الي مش لايقة عليك دي !
انهى كلماته وتركه وضجيجه لا يتوانى عن التصارع والتعالي..
الاشتعال لصراعاته يحرقه ولا يريحه.. قلبه يتألم ويذبل أكثر..
وعقله يهدر .. يؤنبه.. يقتله..
-فلتهنيء بسقوطك للقاع..
والقلب يخبره بوجع:
-انهض قبل النهاية!
**********************************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 10:11 PM   #94

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

نحن مجهولون بالنسبة لأنفسنا , نتوه ونغرق وننسى البداية وننسى مع الوقت أن نبحث عن أنفسنا!
ولكن لا تنسى إذا وجدت نفسك تجد قلبك..
تجلس بجانب نافذة غرفتها تتأمل شروق الشمس بأعين تحمل دفئاً وإيمانا ..
تستمع لبعض الابتهالات المنطلقة من هاتفها الموضوع أعلى المنضدة بالقرب منها ..
تتنهد .. تغمض عينيها تتلاعب بأناملها في وتيرة الاستغفار كما علمتها سارة .
تنظر للحديقة المنزل وتستقم بعدها رغبة منها بالنزول لأسفل والخروج للحديقة..
بعد ساعة تقريباً كانت كما هي تجلس على إحدى المقاعد تنظر لكل شيء حولها بتعمق وكأنها تبصر العالم لأول مرة.
ذكرياتها البائسة بعيدة اليوم عنها ..
ونفسها اليوم تغرد بحالمية .. فلتمنح قلوبنا بعض السعادة..
تغمض عينيها مرة أخرى تتخيل حالها مع صغارها تلعب معهم ..
تبتسم لهم..
تحملهم ..
تعانقهم..
لم تكن منتبهة لذلك الماثل بالقرب منها منذ أن دخل من بوابة المنزل ...
كان يقترب منها بخطوات بطيئة يتأملها.. يتعرف عليها أكثر.. لا ينذر بقدومه ولا يهمس بكلمة!
و لكن فجأة فتحت عينيها حينما استشعرت رائحة أحدهم بالقرب منها..
تشنج جسدها عندما وجدت أمامها رجل بقامته الطويلة ينظر لها بتمعن وكأنه يحاول ملاحظة شيء ما بها..
كانت تود أن تصرخ ولكنها لم تجد صوتها من المفاجأة .. منذ عام وأكثر لم تتعامل مع رجال سوى عثمان..
وهذا الرجل الذي يتأملها بتمعن دون خجل ..
هتفت به وهي تستقم من مكانها , تبتعد عنه بخوف:
-من أنت؟!ماذا تريد!
ضيق عينيه وهو يهز رأسه تسمعه يتمتم بالمصرية:
-جميلة اوي, عيونك خضرا..
قال كلمته الأخيرة بانبهار يقترب منها وبداخله يعتقد أنها لا تفهم حديثه أبداً .. يقترب أكثر وهي من الصدمة مكانها لا تتحرك ثابته..
تنظر له وهو يبتسم .. يمد يده قائلا بإنجليزية ممتازة:
-اعرفك بنفسي, يوسف المصري !
تنظر له بعين الجنون خاصة مع ابتسامته تلك .. وكأنه ولد بها! زهوه بنفسه وهو يمد يده!
تبتعد عنه أكثر فيطلق ضحكة خافته وهو يقول بتوضيح أكثر:
-والدتي عمة والدك
تهز رأسها بريبه تصرخ فجأة بصوت عالي أزعجه فسارع بوضع يده أعلى أذنه يرمقها بامتعاض وهو يهمس بجدية:
-انا دلوقت اتاكدت انها قريبتي نفس صريخ امي!
انا هي كانت تصيح بصوت صاخب وهي تركض كما هي دون توقف:
-سااارة.. عثمان..
تكرر النداء وهي تتهرب منه إلى داخل المنزلx تنظر خلفها تجده يتبعها فيزداد القلق , ترتطم فجأة بسارة التي حاولت تهدئتها وهي تمسك بها:
-ماذا هناك خديجة ؟ لما تركضين بتلك الطريقة!
نظرت للخلف حيث كان يوسف يدخل للمنزل , فتشير بيدها له .. بنظرات مرتعبة
تهديها سارة ابتسامة حنونة .. تهمس وهي تقربها من يوسف.. تشير بيدها له:
-ااه لم تتعرفي على يوسف لقد جاء ليلاً وانت نائمة..
مازالت خديجة باسمها الجديد تنظر له برهبةx فيكمل عثمان وهو يأتي من خلفهم يقترب من يوسف يحيط كتفه بذراعه ..يهتف بهنبرة هادئة تجبرها على دائما على الهدوء:
-يوسف من العائلة خديجة.. والدته عمة ابائنا..
نزع يوسف نفسه من جانب عثمان وانحنى بطريقة مسرحية يقترب منها يمد يده مرة اخرى:
-اهلاً بك سيدتي .. اخبرتك من البداية اني قريب لك!
لم تمد يدها له بل انكمشت بأحضان سارة أكثر تستمع له وهو يضع يده بجيبه:
-يادي الكسفة الي انا فيها ..
يتوقف عن الحديث ثم يعاود التغزل بها اعتقاداً انها لا تفهمه:
-بس حلوة اوي.. سبحان الله
كان يهز رأسه عندما وجدها تتحدث بلهجة أصابته بالصدمة:
-عيب كده من وقت ما شوفتني وانت بتقول حلوة حلوة عيب..
توقف بعد ما قالته عن هز رأسه وعن الحركة وفقط أعين متسعة تتأملها بحاجب مرفوع .. يحك رأسه , يدارى حرجه وهو يقول بمرح لا يتخلى عنه:
-حلوة وبتتكلم مصري انت تجنني ياخديجة!
عثمان وسارة كانوا يراقبون الموقف دون فهم ولكن من احمرار وجه ريتا عرف عثمان أن يوسف يمارس عادته في الغزل الصريح تجاه ريتا..
فيمسكه يجره بجانبه يربت على ظهره بحدة قائلاً بنبرة رجولية قوية تشع غيرة من رجل على أهل بيته:
-انرت المنزل يوسف.. اتمنى ان تمكث بأدب عزيزي!
يسعل الاخر من قوة الربت, يبتعد عنه هادراً :
-لا بقى دانا بقيت ملطشة!

*******************************
بعد قليل كانوا قد أنهوا الافطار فيجلى عثمان صوته قائلاً:
-خديجة هل يمكننا ان نتحدث قليلاً ..
اومأت له ثم تبعته حيث مكتبه بينما يشير لها أن تجلس .. يهتف بهدوء:
-خديجة طلبت مني منذ فترة السفر إلى مصر أليس كذلك ..
أومأت لها هامسة وهي تتلاعب بأناملها:
-أجل, أريد الرجوع لبناتي..
ابتسم لها ثم أكمل وهو يخرج من درج مكتبه ألبوم مخصص للصور يمده لها :
-هذا المجلد يحمل العديد من الصور العائلية الخاصة بمصر وتركيا معاً, صنعته أنا وسارة من اجلك بل وكتبنا أسفله اسماء الاشخاص..
كانت حائرة مما يقوله ولكنه أكمل سريعاً:
-يوسف قريب لنا خديجة , هو هنا في رحلة عمل ستدم لشهر , بعدها ستسافرين معه الى مصر. ستمكثين هناك ببيت العائلة الكبير!
رددت بدهشة بعد صمت دام للحظات تحاول استيعاب ما يقول .. تنظر له تارة وللمجلد بين يدها تارة اخرى تهمس بتشتت:
-عائلة..
يبتسم يبتر حيرتها يهديها اجابة اشاعت بها الفرحة:
-اجل ريتا عائلة .. نحن معك لن نتركك ابدا!
نقر بيده مكملاً بلهجة حزينة:
-سنشتاق لك, انا لا أتخيل المكان دونك .. وتذكري انا دوماً هنا معك انا وسارة.. انت ابنتنا..
انهى حديثه وهو ينظر لها بتأثر وكأنه يفارق بالفعل ابنته..
ذلك التأثر الذي وصلها بحنان غريب لم تلمسه ابداً طوال حياتها..
ذلك الإحساس وتلك المشاعر التي لطالما تخيلتها وحلمت بها..
شعور العائلة الذي لم يتركها يوما كأمنية جزتها والدتها بكل بشاعتها وقسوتها ..
استقامت من مكانها .. تصعد إلى غرفتها وبين يدها المجلد الحافظ للصور ومن داخلها تعرف جيداً سبب صنعه..
انه من أجلها من اجل خديجة الجديدة الباحثة عن عالم جديد وسماء جديدة..
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 10:14 PM   #95

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

ان كانت خسرت الأمس فهي اليوم تنوى الفوز.. تنوى العيش بحياة جديدة..
تبحث عن غفران جديد.. أحكمت حجابها جيداً وخرجت من غرفتها حيث غرفة عبدالله, صغير شقيقها كريم..
دخلت إلى غرفته.. تتأمله وهو نائم وبداخله شعور بالخواء لفقدانها طفل ارادته وبشدة.
ارادته ولو خسرت موسى في المقابل..
ارادته ولو خسرت العالم أجمع!
حملت مقعد وقربته من مهد الصغير تنظر له بابتسامة تلازمها عبرة لم تفلح بمنعها أبداً, مدت أناملها تلمس يده .. تتلاعب بها .. تتواصل معه بطريقتها الخاصة..
أجفلت فجأة على أثير وهو تربت على كتفها .. تنادريها بهمس خافت من اجل أن لا يستيقظ عبد الله:
-نورا.. يلا عشان نفطر ياحبيتي..
التفتت لها نورا ترغب بالاعتراض.. تخبرها انها لا تريد ان تجتمع بأحد بل هي لا تريد أحد وتكتفي بها وبالصغير ولكن اثير امسكت بيدها تخرجها من الغرفة قائلة بنبرة حازمة:
-ايه يانورا من وقت ما جيتي وبتاكلي في اوضتك مش معقول كده ..
هتفت هي بوجع :
-مش عاوزة اشوف حد مش عاوزة اقعد مع ماما , بتعب منها , بتخليني احس اني مليش لازمة.. مليش قيمة..
توقفت عن الحديث وعبراتها ترافقها فجأة تكمل بوجع أكبر:
-بتخليني عاوزة اموت يا اثير..
وجعها ضرب أثير بصدمة حقيقة .. تود أن تذهب لجلنار تلعنها علانية ..
بداخلها بركان من تلك المرأة التي هدمت بيتها وتجلس كل ليلة على حطامها ترتشف قهوتها بكل برود .. بلا مبالاة حقيقة..
جذبت نورا لعناقها تربت على ظهرها ترافق الفعل قول :
-مامتك برده يانورا معلش, وبعدين مش مبرر ياقلبي .. تفضلي حابسة نفسك هنا وبعدين كريم قال النهارده هتروحي معاه الشركة تستلمي شغلك الجديد..
الاعتراض على كل ما تقوله أثير كان يشع من نظرات نورا ولكنها لم تملك المحاولة..
لم تختار الاختباء ولكنها قررت المواجهة ..!
ستخرج من جديد..
همس خرج منها على استحياء وتوتر بالغ يقتنصها داخله:
-اثير هو لو انا روحت واعتذرت لفريدة هتسامحني ..
التردد ظهر على أثير بينما هي تمسك بيدها تهتف بنبرة مطمئنة :
-فريدة هتسامحك يانورا بس استني شوية مش دلوقت..
ارادت أُثير ان تخبرها بمدى برود حياة شقيقتها بطريقة سيئة..
تريد أن تخبرها أن فريدة تبدلت أخرى..
ارادت ان تضع أمام عينيها الدمار التي تحيا به..
ولكنها التزمت الصمت .. نورا لن تجد القدرة على ان تتحمل كل ذلك أبداً..
بعد ربع ساعة تقريباً كان انهى كريم طعامه هاتفا لنورا بحزم مرح:
-يلا ياهانم عشان تستلمي شغلك, ولا عشان اختي هتنامي في البيت..
صدرت من نورا ضحكة شاركتها بها أثير بينما تركتهم جلنار متأففة تنوي المغادرة من المكان..
ولكن هنا كان وصل صوت أخر بالمكان..
جعل الجميع يلتفت له مجبراً.. صوت أنثوي ناعم.. يتخلله قوة نابعة من صاحبته..
انثى مبهرة بطريقتها الخاصة .. بجمالها ونظراتها المشبعة بالتحدي..
تقترب منهم هاتفة وهي تضع يدها بجيب سروالها .. تلوح باليد الأخرى..:
-صباح الخير...
الابتسامة المشرقة كانت من نصيب جلنار بعد عبوس صباحي غريب..
والصدمة من نصيب كريم ونورا عندما هتفوا في وقت واحد:
-جود!
بينما الخوف الممتزجة بغيرة كان من نصيب أُثير خاصة مع نظرات حماتها التي لا توشي بالخير ..
خاصة عندما هتفت:
-جود قلب عمتو.. وحشتني اوي..
اقتربت منها جود تمنحها قبلة على خدها تهتف مثلها بسعادة :
-وانا كمان بجد يا عمتو I miss you
القت كلمتها ثم التفتت لكريم تخصه بالحديث هاتفة بنعومة خالصة.. نبرة يتخللها دلال :
-كريم.. وحشتني اووي...
اجلى كريم صوته هاتفاً بخفوت :
-حمد الله على السلامة ياجود..
هزت الاخرى راسها .. تتلاعب بخصلاتها ترنوا بنظرها لنورا :
-ايه يا نورا مش هتسلمي عليا..
هزت نورا رأسها قائلة وهي تقترب منها:
-طبعا ازيك ياجود حمد الله على السلامة..
اثير كانت تشعر ببعض الخلل .. تشعر بشيء غريب ولكنها اقتربت من جود تثبت قوتها تهتف بترحاب:
-نورت المكان ...
تبتر الحديث تمد يدها تكمل بتعريف:
-اثير مرات كريم..
بادلتها جود السلام ترمقها من أعلى لأسفل بتقييم أثار الضيق بأثير.. تهتف بترفع :
-جود بنت خالهم..
ترجع خصلاتها للخلف .. تبتسم بإشراق اكبر, تتأمل كريم الواقف أمامه بقلق, تتحدث وهي تنظر لأناملها ببرود:
-وكمان كنت خطيبته وحبه الاول..

ارتدت أثير للخلف من المفاجأة الذي جعلت كريم يردف سريعاً متهرباً من المكان:
-طيب يلا يا نورا عشان منتأخرش على الشغل..
ونورا المتشبثة بالبيت كانت أسرع لتلبية رغبته وهي تحمل حقيبتها تركض بخطواتها تصيح وكأنها تشتاق للخروج منذ أعوام :
-يلا يلا انت مستنى ايه يا كريم, يلا عاوزة اشتغل..
رحلت نورا مع كريم تحت أنظار اثير المتسعة من الصدمة وخلفها جود الضاحكة بصخب مستمتع تهتف وهي تتناول من أعلى المائدة زيتونة :
-الايام الجاية شكلها لطيفة اوي..
تبتر ما تقول ثم توجه حديثها لأثير :
-شكلنا هننبسط سوا يا أثير..
وهنا كانت بداية جديدة لا يعرفها أحد نهايتها ماذا تكون..
هنا بداية لأنثى تعلن الصراع والحراب ضد أنثى اخرى..
ولكن ترى من هي الأنثى الذي أُعلن عليها الحرب..!
وما هي نهاية الايام القادمة!
*************************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 10:15 PM   #96

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الغربة هنا تخنقه.. الغربة هنا تقتله ببطيء وتتلذذ بنزف روحه وإختناقها..
ولكن هو لا يعلم ما يقتله هل شعور الذنب الذي يقتص من روحه كل ذرة راحه يحاول هو الوصول لها..
العمل لا يساعده على التلهي والنسيان... العمل لا يشغل روحه بل يشغل العقل فقط لا غير!
يشعر بجسده كآلة تعمل بمواعيد ثم تقف عند نقطة معينة.., تاركه اياه لعذاب روحه وضميره الذي لا ينفك يقتله بوجع لا يعرف متى الخلاص منه..
يمسك بهاتفه ينظر لصورة كريم الموضوعة على احد مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحمل بين يده صغيره..
يده امتدت تكبر الصورة على الشاشة.. وأنامله تمر على ملامح الصغير عبد الله..
الصغير الذي يضعه عند نقطة البداية عندما قتل ابنه يده..
عندما قرر أن يترك نفسه لشيطانه يتلاعب به .. إلى الآن لا يستطيع أن يتخيل كيف وصل به الأمر عنا عند القاع..
السؤال واجهه كثيراً ومازال.. السؤال يشعل فتيل الذكريات داخل بوتقة وجع الضمير والذنب..
رنين هاتفه جعل الصورة تختفي .. ولكنه ابتسم للاسم الذي ظهر.. سما..
براءتها تقتله وتريحه في آن واحد.. سما تجعله يتمنى أن يكن بلا ماضي.. بلا ذكريات..
بل هي تجعله يتمنى لو فقد ذاكرته في تلك الحادث ربما حينها كان مضى معها..
جاوبها سريعاً :
-ازيك يا سما..
على الطرف الاخر خفق قلبها له.. ولا تعرف الخفق خفق اعجاب.. ام خفق عشق ربما لا تعرف انه يجب وأده وقتله لو لزم الأمر..
-عامل ايه يا مازن..
استقام من مكانه يدور بالشقة هاتفاً وهو ينظر لصورة موضوعة بحافظة جيبه..:
-بخير ..
استشعر من نبرتها أنها ليست بخير فأردف يتساءل:
-انت بخير يا سما.. صوتك ماله..
هتفت باختناق على الطرف الأخر والبكاء تكبته بصعوبة:
-ماما خلا ص قررت هي وماما اننا نرجع مصر..
جعد جبينه ولا يفهم ما سبب الحزن في ذلك الأمر متمنيا ليته مكانها يملك حق الرجوع دون قيد أو شرط.. يمسك الصورة الموجودة بيده .. يتمسك بها أكثر يذكر نفسه بخطئه.. يخاف الانجراف بمشاعره أكثر:
-طيب ايه المشكلة يا سما .. هو في احلى من انك ترجعي بلدك..
اردفت بهجوم على الجهة الاخرى وهو تقبض يدها غضباً:
-انا عشت حياتي كلها هنا.. اه اتولدت هناك وعشت طفولتي هناك .. بس حياتي هنا.. ذكرياتي هنا..
يحاول تهدئتها .. يصله وجعها .. يصلها معنى ان تنتزع من مكانكx فتحبر ان تنغرس في مكان أخر لا يناسبك ولا يشبهك..:
-هناك هتنبني ذكريات جديدة يا سما..
يتوقف عن الحديث .. ويسرد بعدها بشرود مدمج بحنين التقطته هي:
-هناك هتبقى حياتك الجديدة.. هتلاقي شغل.. مع الوقت هتتعودي..
رغم كل ما يقول ولكنها هتفت تناضل من اجل منطقها وقناعتها .. تهدر به بعصبية وكأنه السبب بسفرها:
-بس مش من حق ماما عشان عاوزة تروح تقرب من ابنها تجبرنا نروح هناك..
تتوقف عن الحديث .. تلتقط أنفاسها وهي تدور حول نفسها بالغرفة .. بحالة هياج وجنون:
-مش من حقها تبعدني عن شغلي .. عن حياتي.. عن اصحابي..
تهمس بالنهاية بخفوت وقد أنهكت بالأخير:
-مش من حقها يا مازن مش من حقها انا حياتي هنا .. انا لما بنزل مصر اجازة ببقى عاوزة ارجع..
تنهمر عبراتها فتضيف بتمني:
-انت فاهمني يامازن..
وهو يفهمها جيداً .. ببساطة هو يعيش ما تصفه.. يعلم كيف هو الاشتياق .. يعرف ويصيبه الوجع لكل كلمة قلتها..
يهز رأسه وكأنها تراه .. يردف بتفهم:
-فاهمك جداً يا سما.. فاهمك..
يقترب من حاسوبه الشخصي .. يفتحه.. يسرع بالنظر لصورة شقيقه وصغيره.. يستمع لصوت تنفسها.. كل منهم يركن للصمت ..
يهتف هو بقرار أصابه بالإلحاح.. منذ أن استمع لصوت كريم..
-سما..
اجابته :
-نعم يا مازن..
صدره يعلوا ويهبط من الانفعال .. من تصارع داخله يجبره تارة على قراره ثم يعاود منعه.. يطرق بيده هل المنضدة..
يتأمل صورة شقيقه مرة أخرى .. يسعى للحديث .. يسعى أن يصرح اللسان بما يريد..
يصارع كل رفض وكل ذنب..
كل وجع وكل مستحيل يقف عائقاً هنا..
يهتف أخيرا بثبات جاهد لأجله:
-انا هرجع معاكم مصر ياسما!
شهقة خرجت منها .. تسارع بتساؤل:
-انت متأكد هترجع مصر..
أغلق حاسوبه الخاص.. وتأمل الصورة الموضوعة بيده يهتف بـتأكيد :
-ايوه هرجع مصر يا سما..
أغلق معها وتأمل الصورة الموجودة بين يده.. صورة نيرة ..
ضحيته وبداية لعنته.. جحيم ضميره المستعر وقفزة ألمه المتصاعدة في وتيرتها دون تروي..
سيعود.. قراراه هنا بلا عودة بلا رجوع.. بلا بتر وتردد..
سيعود يكفر عن أخطائه.. يعتذر مرة وأثنان ومليون لو لزم الأمر ..
سيعود عله يرتاح.. عله يجد وطن يعانقه..
ولكنه نسي أن العودة هنا .. باب ذكريات ممتلئ بأخره بالوجع.. والخسارة..
ممتلئ بالقهر لشقيقته..!
بالفقد لأبيه!
بالخطيئة لنيرة!
بالنهاية لروحه القديمة..!
برجل ينتظره يبرحه ضرباً أو قتلاً..
العودة هنا خطر.. ولكن منذ متى كانت الحياة زهيدة الثمن..
الحياة هنا ثمنها ربما حياته!
*******************************
هي أنثى تخطت مراحل السقوط والتعثر, هي انثى وجدت حالها بعالم لا تراه عالمها وحياة باتت تألفها..
هي غصن ماس وسط العدم..
هي شعلة وسط الجليد نجاهد الحفاظ على نارها ولكن الجليد يدحض كل مقاومة وكل نضال!
هي تعلم جيداً أنها تبذل طاقة جلية في وسط بارد ..
أمسكت هاتفها تنوي الاتصال بغسان .. رغبة منها بالخروج ولكنها بلحظة تمرد وجدت أنها لن تفعل ذلك .. ستتمرد وتخرج بالبنات دون أن تخبره بل ستترك له خبر مع والدته وكفى!
نفضت خصلاتها واستقامت تختار فستان للخروج باللون الأصفر كعادتها.. تذهب لغرفة الصغار تأمر المربية أن تقم بتجهيزهم من أجل الخروج..
تدور حول نفسها بالغرفة سعيدة بتمردها .. بل وتنظر النتيجة على فعلتها التي ستصيبه بالجنون حتماً..
صوت بداخلها يهدر فيها بمواجهه:
-هل اشتقت لغضبه.. ام اشتقت لحالته المشتعلة؟!
تتهرب من الاجابة تشعل الموسيقى بجانبه .. تردد مع الاغنية كلماتها التي راقت لها ولا تعرف لماذا؟!
انا مش مبيناله انا ناوياله على ايه..
ساكته ومستحلفاله ومش قايلاله ساكته ليه..
تدور تنهى ارتداء الفستان بلونه الأصفر والتي لا تعرف ان غسان يبغض هذا اللون جداً..
تعاود الصياح وقد أعجبها ذلك الاشتعال واندفاع الادرنالين بعد ان كانت مستقرة بقاع الجليد..
خليه يشوف يعينه ايه الي ناوية عليه
هخليه يخاف من خياله لما اغيب يوم عن عينيه
تبتر الكلمات .. تفكر بحيرة لا ترحمها .. تضع امامها الحقيقة دون زيف..
-هل تريد الاكمال ام الرحيل.. ام هي فقدت القدرة على معرفة ما تريد؟!
تهز رأسها .. تحاول الاستمتاع بكل شيء.. تقتنص من الحياة حياة جديدة تفتقدها.. ولو احترق العالم اجمع !
خرجت من غرفتها .. وأخبرت منى بما تريد وخرجت في طريقها لصديقتها سماح..
بعد ساعة تقريباً كانت قد وصلت لمنزل سماح .. تطرق الباب بخفة تمسك الصغار بيدها ..
تفتح سماح وهي ترتدي ملابس خاصة بالصلاة .. تشرق بابتسامة هاتفة وهي تدخلها:
-فريدةx نورت ياحبيبتي ادخلي..
أغلقت الباب ثم نزعت رداء الصلاة هاتفة بصخب مرح:
-البيت نور .. انت فطرتي ولا لسا..
ضحكت وهي تجلس على اريكة تتوسط الغرفة التي دخلت لها:
-لا لسا انا والبنات مفطرناش..
صفقت بيدها وهي تصيح :
-حلو هعملك احل فطار ..
ثم نظرت للصغار تتأملهم بابتسامة بلهاء:
-ولاد غسان دول..
هزت رأسها ايجاباً فتكمل سماح وهي تردف بانبهار:
-لا باين الصرف.. حلوين كده.. ولاد ناس يعني
ترجع نظرها لفريدة التي غرقت بالضحك.. تهتف هي باقتراح :
-محتاجين يتبخروا يا فريدة..
استقامت فريدة من مكانها في نفس الوقت الذي اقتحم فيه صغار سماح المكان..
تقترب منهم تهديهم قبلة هاتفة:
-ولادك دول ..ربنا يبارك فيهم..
اومأت لها تمسك بيدها تردف بجدية مصطنعة:
-يلا عشان نعمل الفطار ..
توجست فريدةx قليلا وهي تسأل بأعين تضيق من القلق:
-فطار ايه ..
تعدل سماح من ياقة منامتها ترفع من وضع عويناتهاx ثم تهتف بفخر:
- فول وطعمية طبعاً..
هزت رأسها بصدمة تنظر لعهد وعلا بتوجس.. ثم تهمس بقلق:
-بس دول معدتهم متستحملش الاكل ده يا سماح.. تفتكري هيستحملوه
لوت الاخرى شفتيها وهي تقول بامتعاض:
-دانا هديهم مناعة بدل ماهما نايتي كده..
امسكت يد فريدةx المصدومة متحدثة بأمر لصغارها وكأنهم في مهمة قوميه:
-ولاد..
تصمت وتشير للتوأم تكمل بغموض مضحك:
-دحرجوهم حساهم مش مصريين كده.. ارجع الاقيهم بيغنوا المهرجنات!
**********************


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 10:15 PM   #97

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

عصرا كان وصل غسان المنزلx يبحث بعينه عنها وعن البنات ولكنه وجد والدته تجلس على أحد المقاعد بغرفة المعيشة تشاهد إحدى البرامج على التلفاز..
بجلس بجانبها وهي تتناول قطعة من الحلوى.. تنظر له من , تكبح ضحكتها تعلم أنه يبحث عن فريدة..
يجلس بملل يهتف يعد لحظات :
-البنات فوق..
لم تنظر له ولكنها ركزت مع شاشة التلفاز تهتف بهدوء:
-فريدة خدت البنات وخرجوا
انتفض من مكانه بصدمة يهدر بعصبية:
-خرجت!.. وازاي تخرج من غير ماتقولي ..
هزت منى كتفها .. تردف :
-كلم السواق وهتعرف هما فين.. واهدى شوية ..
كلام والدته اثار غضبه أكثر, يتركها خلفه يسرع لهاتفه .. وهو يخرج من المنزل مرة أخرى..

في تلك اللحظة كانت سماح تجلس أمام التوأم هي وفريدة .. يتأملوهم بحذر .. تهمس فريدة بتوجس:
-سماح.. هما مالهم ساكتين ومبيتحركوش كده ليه من وقت الفطار..
عدلت عويناتها بتركيز .. تمسك بذقنها تهمس لفريدة وهي تتعمق بالنظر للبنات:
-البنات الاكل كبس على نفسهم..
اعادت الاخرى الهمس بتساؤل حائر:
-والحل ايه..
حكت صديقتها رأسها وهي تقول بجدية :
-يشربوا شاي..
لم تستطيع فريدة كبح ضحكتها فشاركتها بها سماح.. التي كانت تتطلق الكلمات من بين الضحك:
-والله منورة يا فريدة..
وقف الضحك بعد لحظات فتتساءل سماح:
-بتروحي بيت باباكي الله يرحمه..
زالت ابتسامتها وهي تهتف بنبرة باردة:
-لا مش عارفة احس فيه بالأمان بعد وفاة بابا..
تناولت الاخرى طبق من المقبلات تعطيه لها رادفة بمكر:
-وبيت غسان بقى لقيتي فيه الامان الي مفقود في بيت بابا..
انبتها فريدة باستنكار وعتاب :
-سماح..
امتعضت ملامحها وهي تلوح بيدها هاتفة:
-بلا سماح بلا كلام فاضي.. واجهي نفسك يا فريدة انت من جواك عاوزة تكملي.. عاوزة تبني معاه اسرة..
هبت من مكانها هاتفة باعتراض تواجهه بنفي لاكبر مخاوفها:
-انت بتقولي ايه.. لا .. انا.. انا..
كررتها( انا)..x وتوقفت عن الاكمال ولكن سماح ضغطت عليها:
-فريدة واجهي نفسك غسان بقى بيمثلك جزء من الامان.. متنكريش ده.
تعترض الاخرى تفرغ حجة تلزمها وتقنع نفسها بها دائما:
- انا بقعد عشان البنات
هزت سماح كتفها ونظراتها الغير مصدقة تصل لفريدة خاصة عندما اكملت هي :
-اكدبي على نفسك كمان اكدبي..
حاولت الاعتراض مرة اخرى ولكن جرس الباب قاطعهم .. همت سماح سريعا تفتحه وهي تسرع بارتداء رداء الصلاة ..
لتجد أمامها رجل ملامحه مألوفة..
اجلى غسان صوته هاتفا بإحراج:
-مساء الخير يادكتورة سماح.. فريدة هنا..
كانت فريدة تستمع لصوته وهي تمسك بالبنات وتقف أمامه بنظرة متحدية.. تهتف وكأنها لم تفعل شيء:
-طيب سلام بقى ياسماح هبقى ازورك بعدين..
امسك غسان بالبنات ينوى النزول ولكن سماح امسكتها تهمس لها بعد ان ابتعد قليلاً:
-والله حلو لا وهيبة كده..
رفعت فريدة حاجبها فتكمل سماح:
-لو مش متجوزة كنت اتجوزته..
لكزتها فريدة وهي تكبح ابتسامتها .. تلتفت لغسان الذي كان من الواضح انه استمع لهمس صديقتها! بابتسامته التي يكبحها بصعوبة!
ركبت معه السيارة في هدوء تام.. هدوء جعله ينوى قطعه.. بل سيكمل حياته مع فريدة..
من حقه الحياة.
من حق نفسه المعذبة بعض الراحة..
من حقه ان ينعم بهدوء يفتقده..
ولكن ترى ما الذي يخبئه لهم القدر؟!
*****************************
في اسوء كوابيسها لن تتخيل أن تكن تلك النهاية لها..
في اسوء كوابيسها لم تعتقد ان تصل لتلك المرحلة سريعاً..
عبراتها لم ترحمها وهي تنظر لرضيعها.. تعانقه تستنشق رائحته .. تشعر انها على اعتاب النهاية!
ترجع لذكري الطبيبة وهي تقول لها:
-للاسف يامدام ميرال لازم العلاج فورا.. انت عندك كانسر في الثدي..
تتذكر وجعها وهي تتوسل الطبيبة حرفيا أن تعاود الكشف.. ترجوها ان يكن كل هذا كذبة..
تهتفx بطريقة مثيرة للشفقة:
-انا هموت..
تنفي الطبيبة ولكنها تكمل:
-انا ابني لسا مكملش اربع شهور..
تخرج من الذكرى بغصة مرة تصيبها .. تشدد من عناق صغيرها تهتف بوجع:
-ياريتني موت قبل ما شوفك.. يارتني موت وانا باولدك..
يتعالى صوت بكائها وهي تتأمل ملامحه بوجع.. تمر عليها بجوع:
-انا بحبك اوي.. انت اغلى حاجة عندي..
تمسك بهاتفها تحاول السيطرة على حالها .. تتصل بوالده..
يأتيها صوته سريعا:
-ايوه ياميرال مروان كويس
تهز رأسها وكأنه يراها .. تطلب منه برجاء:
-لو سمحت يا يامن تعالى دلوقت حالاً..
سأل هو وقد اصابه القلق على صغير..
-فيه ايه يا ميرال الولد كويس..
استجمعت قوتها تسبغ الجمود بنبرتها ولو تموت لن يرى احد ضعفها وسقوطها..
-مروان بخير انا بس مسافرة شغل مهم .. ياريت بس تاخده الفترة دي..
وصلته ضحكته المتهكمة وهو يستقم من مكانه يهدر ببرود:
-انا قلت برده انت ملكيش في حوار الامومة ده.. ميرال هتفضل ميرال!
اغلق الخط.. وبقيت هي تبكي دون توقف.. تبكي عمرها الضائع في دهاليز عتمة اختارتها بيدها..
تبكي شر غلبها فباتت كما يقول يامن .. ميرال دون قلب.. لا تصلح للأمومة..
تضع يدها أعلى قلبها .. تكبت وجع يتمرد ..
تحاول ان تجد بعض الهدوء..
ولكن عبثاً فهنيئاً لها هذا الوجع وذاك الألم .. هنيئا لها القادم!
***************************
في جامعتها كانت تنهي محاضراتها تستعيد ثقتها الوليدة في هذا العالم الجديد.. اقتربت منها صديقتها الفرنسية قائلة بمرح:
-ما رايك لو ذهبنا اليوم ليلا الي احد الملاهي للرقص , هناك حفلة يقيمها البرتو..
نفت نيرة وخصلاتها تتمايل مع قدها الرشيق قائلة بينما تهم بالرحيل:
-لا يمكنني ليوني.. اسفة..
خرجت بعدها من باب المدرج لتصطدم بذلك المعيد الذي يقم بتدريسها هنا .. الفرنسي من اصول جزائرية..
مما جعله يطلق سبة بذيئة باللغة الفرنسية ثم رفع نظره لها قائلا بحدة:
-عذرا انسة هل يمكنك ان تجمعي ما تناثر مني ..
قالها وهو يشير الي الارض.. لترفع هي نظراتها الساخطة اليه هادرة :
-هل جننت منx تظن انت انها قد تجمع لك اوراقك..
كتف يده يتصلب امام كتفيه قائلا:
-انت.. بالطبع انت..
-انت المخطئ سيدي.. الا تري ام ان تلك العوينات تحتاج للتغيير..
تشنج هو عقب قولها فاقترب منها بعد ان قام بجمع ما تناثر منه من اوراق هاتفا امام وجهها:
-ربما يجب ان لا تتأخري مطلقا علي المحاضرات القادة.. انسة نيرة ابو العزم...
**************************
على مائدة العشاء ليلاً .. كانت عاصي تجلس بملامح شاحبة..
تتحاشى النظر لمريم .. تشعر انها عارية وسط الف عين وعين..
تنظر لناصر الجالس على قائمة المائدة .. يجافيها هو منذ أن اتى .. منذ أن فعلتها وأخبرت مريم باقتراحها المجنون..!
بينما الجدة تجلس بانتشاء لكل ما يحدث .. منتظرة موافقة مريم او عدمها.. بجميع الاحوال ستبحث هي عن فتاة تراها مناسبة لناصر.. ما دامت عاصي قبلت بدور الخانعة.
تختار هنا مريم أن تفجر مفاجأتها وهي تنهى طعامها..x ترتشف أخر ما تبقى من كوب العصير الخاص بها ,تهتف بنبرة هادئة لا تناسب البته ما تقول:
-لقد طلبت مني عاصي الزواج منك ناصر..
صمت يخيم على الجميعx قبل أن تكمل هي سريعاً بلا مبالاة :
-ولأول مرة بحياتي ارى ذلك النوع من التضحية ..
تستقم من مكانها تقول كلمتها الاخيرة بخيلاء:
-لذا انا اوافق على الزواج منك ناصر..
تنظر لملامح عاصي المقتولة .. الشاحبة بغموض .. تكمل وهي ترحل عن المائدة بانتصار وصل للجميع:
-مبارك ناصر.. الان سأنام ربما غداً نحدد باقي التفاصيل..
رحلت عنهم وتركت لهم الصدمةx والتي كانت من نصيب الجميع.. نيرة.. عاصي رغم ما فعلته!
والغريب الصدمة كانت من نصيب ناصر أيضاً.. لم يتخيل أن مريم قد توافق ..!
ولكن هو في تلك النقطة كان أكيد ان القادم لا يبشر بخير ابداً!

وبالأعلى كانت مريم تنظر لنفسها بالمرأة بتحدي ونظرة تخبرها جيداً.. انها تغيرت..
هنا ولدت مريم جديدة.. ولكن لا أحد يعرف هل الجديدة تنشد انتقام.. ام تنشد سلام!
الاقدار هنا تتشابك.. الجميع يتصارع.. البدايات غائمة والنهايات مبهمة..
والوجع يطال الجميع للنهاية..

نهاية الفصل......


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-22, 11:57 AM   #98

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير جميلتي أسوم

**من بدأ المأساة** لله في خلقه شئون يهب ما يشاء لمن يشاء
عاصي حرمت من نعمة الإنجاب ولكن عوضها الله بحب ناصر الكبير لها وإقراره أكثر من مرة انه لا يريد الزواج بأخرى وأنه راض بقضاء الله ولا يريد عنها بديلا

وقبل أن تقوليها حبيبتي اعلم أن القادم سيظهر سلوكا مغايرا تماما لتلك الصورة
ولكن من الذى فتح باب الشيطان ليفسد عليه حياته
هي عاصي نفسها وهي تتوهم أنهاتؤثر ناصر علي نفسها وتهبه الطفل الذى لم تستطع هي منحه إياه

ما من زوجة فعلت ذلك مع زوجها وحمل لها زوجها جميلا بل أخرجها من مضمار قلبه لتشغله من اختارتها له ولطفل يحمله بين ذراعيه

ولتذهب هي بعيدا تبكي اطلال حبها ومعبدها الذى هدمته فوق رأسها

لو تربدين رأيي لا ألوم علي ناصر مثقال ذرةبل علي من ضيعت سعادتها بنفسها
ولربما جاءت مقولة مريم لها بأنها ستفكر لا برفض قاطع او موافقة لتمنحها الفرصة لتراجع نفسها
وقد توافق مريم فقط نكاية في يامن فالحب عندها صار موضوعا منتهياx لا تأمن له جانب

**الصمت جريمة** عندما يسكت المرء صوت الحق ان يعلو خشية ان تصيبه فضيحه ويناله الناس بالسوء
هو السوء نفسه.
فقد جعل شيطان مثل ماجد يدعي زورا أمام موسي ويوهمه أنه بينه ورهف شئ ما..لا ريب ان يكون قذرا

وبالطبع هذا يحفز موسي للنيل منها أيضا مدعيةالفضيلة كما يتصور
صمت رهف من البداية فتح بابا للشيطان علي مصراعيه ليتلاعب بالنفوس والغرائز القذرة

وليت موسي وهو يقرأ رسالة أخته كان إتقي الله في نفسه وسوء ظنه
**بيت العائلة** ما أجملها من كلمة تتردد علي مسامع خديجة عندما قالها عثمان
فهي ترغب بالعودة لمصر من أجل بناتها
وهي سترجع لهم خديجة فلابد ان يكون لها بيتا خلاف طليقهاغسان
كما أظن أنها ما زالت تحتاج بعض الوقت قبل رؤية إبنتيهافهي بعد مهزوزة غير واثقة من نفسها لديها رهاب من الغرباء خاصة الرجال فمعاناتها وصدماتها كانت كبيرة بحق
فهي وهي بين أظهر اهلها سارة وعثمان ترتجف رعبا من يوسف المصري
والذى يبدو شخصية ظريفة خفيفة الظل ومثله علي غير ما يبدو من عبثه يكون شخصية معطاءة يعتمد عليها
ربما بمرور الشهر الذى سيمكثه يوسف قبل الرحيل معه تكون استقرت نفسها نسبيا

** يا هلا بالمعارك** مقدم جود بدعوة من جولنار لا يبشر بالخير
فالفتاة منذ ولجت البيت وهي ترفع رايات الحرب
وكانها أمتلكت زمام الامور تقيم اثير بنظراتها وتعلن بكل صفاقة انها كانت خطيبة كريم وحبيبته
بينما يغادر كريم ونورا للعمل تاركين ارض المعركة
فنورا بدات تحاول إستعادة نفسها بكيان جديد ولم تنس انها اساءت لأختها فريدة
ولكن علي طبول الحرب التي دقت لا اعتقد أن اثير ستكون خصم سهل كما تتصور جود إلا إذا كان لجود مكانا باقيا بقلب كريم
**البداية بقتل جنين** شياطين روايتنا كلهم اشتركوا في قتل جنين بدءا بمازن ثم موسي ويامن
وأرى اكثرهم ندما هو مازن رغم انه سبب الكوارث لكثير من الشخصيات
ولكن الندم الشديد بداية التوبة والتي تجعل إحساس الغربة يعتصره
ومرأى صورة عبد الله إبن كريم يلهب الشوق والندم علي ما اقترفته يداه
فيكون قراره بالرجوع لمصر وهو يحادث سما الرافضة الرجوع مع والديها
هو قرراخيرا ان يكون رجلا ويدفع ثمن جريمته أيا كانت العواقب
**هل هو الإشتياق** فريدة في خضم عدم فهمها لنفسها وجمودها تسعي لإشعال الغضب لدى غسان
هل هي بشكل لا إرادى لا يعجبها الحال الذى آل إليه وتشفق عليه فتريد إثارة الحماسة والغضب به ليعود لسالف عهده؟
أم ربما تشتاق اهتمامه بها رغم جفائها
لو أى من التوقعين صحيح فهذا يعني ان فريده بدأت تعبر جدار الصمت وتسمح للشمس بالنفاذ لجليد روحها
والخيار بالذهاب لصديقتها سماح جاء مناسبا جدا
شخصية سماح وتعليقاتها الظريفةتعجبني جدا وأشعر أنها تشبهك كثيرا حكمتها تتجلي في خفة دمها وتعليقاتها المرحة
من حوار فريدة وسماح حول تأخرها في إتخاذ القرار ما زالت فريدة تناور في إنكارها ان امانها في بيت غسان وتدعي العزة بالإثم بأنها تبقي من اجل البنات
ربما طريقة زواجهاتجعلها تخجل من الأعتراف بأنها صارت متعلقة بغسان أو تريد البقاء معه
بينما غسان حسم امره منذ فترة طويلة هو يريد بقائها معه
**عجائب وطرأئف** لا تكف الحياة عن مفاجأتها
فمن يتوقع أن ميرال متحجرة القلب والمشاعر تكاد تموت هلعاليس لإصابتها بكانسر ولكن لإضطرارها لإبتعادها عن إبنها الذى باعت به الدنيا كلها وأشترته
هي أقدار قد تكون ثواب ..قد تكون عقاب ..
تظل بالأخير اقدرانا التي يجب ان نتعامل معها

بينما مريم التي تعرضت لقسوة الخيانة والنبذ توافق بكل سرعة وبساطة علي الزواج من ناصر أمام
ناظري الجميع بل وتتكلم كجراح واقعي عن مباحثة التفاصيل

بينما نيرة ما زالت علي الطريق السليم فترفض دعوة صديقتها للخروج للهو وترتطم بذلك المعيدالجزائري الاصل

وأظنها بداية لقصة جديدة صحيحة ربما تمحو بها نيرة بدايتها السابقة الخاطئة وتخطو بخطوات سليمة اهدرتها سابقا
ما زال الحياة تمنح فرصا جديدة

سلمت يداكي حبيبتي علي الفصل المثير الذى احتوى كثيرا
وأدخلت به شخصيات جديدة ستكون شريكا ومتسابقامع ابطالنافي مضمار العشق

بانتظار القادم
دمتي بخير وسعادة اختي وصديقتي


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-22, 01:54 PM   #99

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
في غرفة مريم كانت تعمل دون فاصل..
نهم..!
شره!
جنون!
كل هذا ما يخص العمل , لم تتوقع في لحظة ما أن تكن بذلك الشغف تجاه عملها أبداً , لطالما كانت تحلم ببيت صغير وزوج محب و أن تنجب له الأطفال وتحيا معهم مناخ عائلي فقدته!
ولكن..!
تهز رأسها وهي تستشعر مدى سخافة تفكيرها وورديتها المزيفة ..
فاستيقظت على بيت من رمل..
وزوج خائن..
وطفل مفقود!
في تلك اللحظة الذي كادت أن تنجرف داخلها لدهاليز الذكريات , طرقت عاصي الباب .. تستأذن الدخول بهيئة متوترة وصلت لمريم جيداً
هتفت وهي تنزع عويناتها .. تهديها ابتسامة من القلب :
-بالطبع تفضلي عاصي , هل تأخذين الإذن ببيتك..
وكلمة بيتك تلك أوجعت خافق الماثلة أمامها وهي تقترب منها .. تجلس على المقعد المقابل لها .. تتحدث بهمس خافت:
-مريم هناك أمر أريد التحدث به معك
هزت مريم رأسها إيجاباً تنتظر منها أن تكمل حديثها..
فتجلي الأخرى صوتها في تكوين منها لاعتراف وتقرير دون قيود .. تهتف مباشرة دون فواصل و بتر:
-مريم أريدك أن تتزوجي من ناصر..
صمت تام بعد جملتها الأخيرة .. مريم تجعد جبينها , تدور بعقلها..
تنظر لعاصي المتهربة بنظراته الخانعة تلك المشابهة لنظراتها يوماً ما!
فيصيب قلبها الوجع لذكرى أمس اختلطت باليوم !
اقتربت منها برأسها تهتف بجمود:
-اتزوج من ناصر..
توقفت عن الحديث.. تبتره في دوران الاستيعاب..
تتأمل الجالسة أمامها بنظراتها الشاردة..
خصلاتها المعقودة بإهمال!
..
بشرتها الشاحبة وكأنها على شفا الموت
انقباضه يدها.. وتلك الهالات المحيطة بعينيها في إشارة صريحة بعدم النوم..

تكمل هي بنبرة يتخللها بعض العصبية :
تمزحين-

تنظر لها مرة أخرى ولكن الأمر لم يكن مزحة.. فتهدر بقسوة تزيد من توكيد الأمر .. تطلب منها نفي ولو كاذب انتصاراً لكرامتها المهدرة هنا:

تريدين مني الزواج من زوجك عاصي؟
-
لا تدري هل هو استفهام أم تعجب أم هو استنكار وسخرية من الوضع ككل...

تشتت عاصي تهمس بتوتر.. كلماتها مرتجفة.. نبرتها مقتولة، بل هي هنا مفقودة:..
اريد له السعادة.. انت مناسبة له-

x كلماتها أصابت الأخرى بالجنون والتخبط
,خبطت مريم بيدها على المنضدة، تستقم من مكانها تدور بخطوات تنفر الثبات تنظر لعاصي تارة بعين الشفقة .
وتارة بعين القسوة..
تقترب من عينيها تحتلها بجمود .. تهدر بثبات تام: ..
-ولما أنا مناسبة..؟

تشيح الأخرى بعينها.. تكبح العبرات تقتل هذا القلب.. تمسكه هكذا فيموت:
-انت قوية.. جميلة.. من عائلة كبيرة بل من عائلته..
عددت الصفات وهي تخفض رأسها بوجع أصاب مريم بنفور من حالتها!..

كانت تعدد الصفات ومع كل صفة وميزة ينغرز داخلها خنجر بارد يحيلها إلى مشوهة!

تبتسم مريم بسخرية والوجع يصلها رغم النفور..
رغم الاستنكار..
رغم القسوة!

الوجع هنا يصلها كأنثى وجعها كان بالأمس، والأمس هنا حيث بداية النزف والسقوط!

وهنا على أعتاب الذكرى تهز رأسها.. تتلاعب بخصلاتها.. تهمس وهي تعود فتتابع عملها على حاسوبها الخاص بعد أن ارتدت عويناتها مرة أخرى:..
_-اذا هو عرض سخي منك عاصي.. سأفكر بالأمر, هل يمكنني إكمال عملي الآن!

استقامت عاصي بثقل ينهش جسدها وتشتت يحتل عقلها , تنوي الخروج عندما همست مريم من خلفها بتساؤل غامض:
-هل يعلم ناصر بذلك؟!
ودون أن تلتفت عاصي أجابتها:
-أجل مريم هو يعلم بما يدور !
تهتف بتعجب تلحقها قبل الهروب:
-يعرف أن زوجته تأتي لأنثى تقطن بمنزله تطلب منها الزواج بزوجها..
واجابة عاصي ايماءة دون استدارة ودون صوت وكأنها اكتفت بذلك من ذل لم يختارها أحد سواها!
وقهر لم يصنعه شيء سوى يدها!

تاركة خلفها مريم التي ارتمت على السرير وعبرات متحجرة تأبي التحرر .. وقلب مدفون بأعماق الجليد.. وعقل يغلف بقسوة قد تحرق الجميع وأولهم هي!
*******************
يتبع
المشهدصعب جدا معقول في تضحية هيك ؟ لأي درجة اليأس والقنوط والخسارة ..ما بتعرف أنها فتحت ع مريم أبواب مسكرة💔💔🥺


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 28-01-22, 01:58 PM   #100

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
ما وراء الخير والشر إنسان .. , إنسان يخون.. يغدر.. يتوب.. يعشق..
يتوه في خبايا الحياة المنعقدة داخل جسده المزعوم بمسؤوليته عن كل الأخطاء!
مر أسبوع منذ أن جاءت رهف إلى العمل معه بمكتبه ..
رهف هادئة .. شاردة تارة.. عينيها غائمة تارة .. تلوذ بالصمت دائماً..

نصفها قهوة سوداء والنصف الأخر مشروب طاقة..
تمتلك طاقة غير عادية على العمل , ولكن فيما عدا ذلك ثابته في دوران لا يتحرك.
كان قد وصل إلى موقع الشركة التي يعمل بها, وهو يفكر بها..
الافكار تتصارع داخله وكأنه يصارع دب بري بأيدي عارية , فلا طاقة له بفوز ولا تنازل عن الاكمال والنصر!
هل رهف كما قال صديقه أم هي بريئة ومختلفة !
بالأعلى بمكتبه كان ماجد يدخل إليه حيث تجلس هي تعمل على إحدى البرامج الهندسية بتركيز شديد, تأملها بأعين ذئب يتنظر الانقضاض على فريسته .. يتلاعب وهو يجلس أعلى مكتب موسى المقابل لها هاتفاً بنبرة متلاعبة:
-ايه يا رهف من وقت ماجيتي وكله شغل كده !
تشنج جسدها بالتزامن مع النظر إليه ولا تعرف لما تخاف هذا الرجل وترهبه..
نظراته بها شيء سيء وغامض يثير داخلها الريبة والنفور ممتزجان في إنذار يدوي داخلها تحت مزيج الخطر والحذر..
هزت رأسها وهي تحافظ على واجهتها الثابتة , بينما أناملها ترتعش بتوتر قابعة بحجرها.. تبتلع ريقها تجيبه بهمس :
-ابدا يا بشمهندس وهعمل ايه غير الشغل ..
تصمت لثواني تزيد بنبرة أقوى من السابقة :
-وبعدين انا جاية عشان اشتغل بس!
هز رأسه يضيق عينيه يريد الايقاع بها ولو لزم الامر كل سبله وحيله!
بداخله ثقة جذلى أنها ستمنحه جسدها .. انتصار مريض يلوح له بفوز مريض كروحه!
يقترب منها كذئب بشهوة حيوانية لا رادع لها ولا ملجم!
تنظر له بتشتت .. تضربها الصدمة من نظراته الجريئة المتلكئة ببطيء منفر على ما ظهر من فتحة كنزتها السوداء!
ترفع يدها لأعلى تحاول أن تداري أي شيء قد ينظر له!
ولكنها لم تعلم أنها ولو كان لا يظهر منها شيء لتقرب قرب نفسه المريضة التي توحيه وتخبره على الانحلال في هوى الحياة دون رادع!
اقترابه كان أسرع .. يمد أنامله أمام نظراتها يحاول أن يلمس خصلاتها ولكنها تفيق من طور الصدمة..
تسمح لجسدها بالتنفس من تيبسه .. تمسك يده تبعدها هادره بصوت خفيض خوفاً من المشاكل والمصائب التي قد تحدث..
-أظن تتفضل على مكتبك يا بشمهندس ماجد, عشان ما عليش صوتي
نظراته تزداد جرئه وأنامله تنساب بين يدها .. ينقر بها أعلى المكتب يهمس أمام ملامحها المتوترة بوضوح التقطه هو بسهولة:
-متقدريش تعلى صوتك يا مدام رهف , واظن انت عارفة ده كويس صح! اصل كده فضيحة وهتكون ليك مش ليا
ارتعش جسدها وهي تستمع لما يقوله , تخاف هي مما يصل لها من معنى الحديث.. تعلم انه محق, ولن يلوث أحد سواها!
كان هو يزاد قرباً وهي تبتعد عنه ترفع يدها تنوي صفعه ولو ثارت المشاكلx ولو كان الثمن وظيفة نحتت الصخر للحصول عليها ..
ولكنه أمسك بيدها في اللحظة التي اختار موسى فيها الدخول للمكتب وبيده كوب القهة الخاص به!
المشهد هنا كان بعين موسى , مشهد رخيص لا ينم لأي فضيلة..
يرمقهم للمرة الأولي بصدمة تتحول لجمود يخفي إستنكار مدمج بالإحتقار لها هي وحدها!!
رهف!
ابتعد ماجد عنها يلتفت لموسى يرمقه بنظرات ذات مغذى أنه بتر وصالهم الدنيء !
يخرج ماجد من المكتب ولكن موسى يستوقفه قائلا :
-اظن المكتب ده مكتب محترم الحاجات دي متتعملش هنا
يضحك الاخر بخفوت بينما هي تنظر له بصدمة وعجز في آن واحد .. تتجمع العبرات بعينيها وهي تردف بصوت مهتز رغم ثقته:
-قصدك ايه يابشمهندس موسي.. انت فهمت ايه..
لم ينظر لها بل شرع بإكمال أعماله .. يستمع لأنين خافت تكبحه لم يؤثر فيه بالمرة..
يهتف بصلف وهو يرتشف قهوته ببرود تام:
-ميهمنيش افهم حاجة يابشمهندسة , دي حاجة تخصك, بس ياريت تحافظي على اسلوبك جوا الشركة ..
يستقم من مكانه بعد أن امسك ببعض اللوح بعد أن أخرجها من الطابعة المرفقة بمكتبه يكمل باستخفاف:
-اما برا دي حاجة تخصك اعملي ما بدالك!
اطلق كلماته التي وقعت على روحها كالبتر البارد في غليون دم يقطر وجع..
تركها وخرج من المكتب .. تركها خلفه بأعين دامعة وأنين خافت يصدر منها .. تفشل في السيطرة عليه..
تفشل في الثبات والصمود مع أول عقبة قابلتها !
تفشل كما فشلت بوطنها ..
خرج موسى وبداخله نار وضجيج احتل داخله مختالاً بهيمنة سلطانية نابعة من شيطانه المدنس لروحه متغلغلاً داخلها بثبات مداوم لغاية سقوطه للقاع..
رسالة وصلته على هاتفة من شقيقته منار .. رفعها ينظر لها بتشوش عندما اخبرته:
-احنا جايين دبي ياموسى ماما وافقت نيجي في نص السنة ..
تبعث برسالة أخرى على نفس الشاشة..
-ابقى كلمني باليل لما تخلص شغل.. سلام..
أغلق هاتفة.. يغمض عينيه .. يصارع شيء مجهول داخله.. يحاول أن يفلح بالخلاص من قيوده..
يحاول أن يملك الاقتدار على الاعتراف بالذنب .. أن يملك القوة على العودة لذاته!!
أن يخرج من بحر الخطيئة والخيانة !!
الخطيئة لجسده وأفعاله والخيانة لربه ووالدته..
تقاطع طريقه مع ماجد الذي أوقفه هاتفاً بخبث:
-مش قلتلك ليها في الشمال
رفع موسى أصبع في اشارة تحذيرية .. يرمقه بنظراته النارية .. يهتف بغضب نابع من اشتعال داخلي يوشك على الانفجار :
-ليها ملهاش .. دي حاجة متخصنيش ياماجد طول ماحنا في الشركة هي بالنسبة ليا زميلة وبس..
ضحكة مستهزئة صاحبها نبرة ساخرة وهو يربت على كتفه .. يهم بتركه:
-ماشي يازميل .. موسى بلاش المبادئ الي مش لايقة عليك دي !
انهى كلماته وتركه وضجيجه لا يتوانى عن التصارع والتعالي..
الاشتعال لصراعاته يحرقه ولا يريحه.. قلبه يتألم ويذبل أكثر..
وعقله يهدر .. يؤنبه.. يقتله..
-فلتهنيء بسقوطك للقاع..
والقلب يخبره بوجع:
-انهض قبل النهاية!
**********************************
يتبع
ماجد .
الله ياخدك لماجد شو بدك فيها ما في أسوأ من الشك وقذف البنات الله ياخده شو حقير
وجعتلي قلبي هون🥺💔


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.