آخر 10 مشاركات
جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          352 - حررها الحب - روبين دونالد (تصوير جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          نوعاً ما، يبدو! (2) .. سلسلة حكايا في سطور *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : eman nassar - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1634Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-22, 09:00 PM   #241

الزهرة الأرجوانية

? العضوٌ??? » 493899
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » الزهرة الأرجوانية is on a distinguished road
افتراضي


الجديد امتى حبيتي

الزهرة الأرجوانية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 10:16 PM   #242

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الحادي عشر
النهايات!
كلمة حتمية حدوثها أمر مفروغ منه، كلمة حروفها تحمل طيات ألم..
نسيان..
هروب..
أوجاع..
تيه!!!
مع كل نهاية تقترب من ذاتنا المعتوقة لنفس تتوق له، يضرب القلب أمنية، أمنية نسيان، مقدرة هروب, قدرة لتحمل الوجع, وقوة للرجوع من مضمار تيه محقق!
وأصعب النهايات تلك التي ضربت الخافق بلا رحمة متجاهلة التلميحات والمقدمات!
وهو رغم المقدمات الملتحفة بثوب عاري تريه بشاعتها، ورغم تلميحات تهدد بالرحيل رفعت رايتها تلوح مرة تلو الاخرى..، إلا أن عند وقوع الخطوة الاخيرة تألم، وهنا في شق جسده الأيسر كان يولد نبض مختنق بلوعة رحيل!

صوتها الثابت بقوة لا تعرف سواها في تلك اللحظة وهي تجلس أمامه بإحدى محطات الوقود بينما يدها تضع كوب قهوة سوداء كمزاجه القاتم، تجلس أمامه وبخار الكوب الورقي الممتلئ بالقهوة يتصاعد امام عينيه في رسم ملامح لها او هكذا يتخيل:
-الي واخد عقلك..
يجبيها سريعا بنبرة متلهفة.. ضائعة في صورة لإحداهن:
-يتهني بيه!
ضحكة خافتة صدرت منها وهي ترفع الكوب ترتشف منه القهوة بتلذذ صدر عنه صوت وهي تغمض عينيها:
-اممم..
تصمت.. تفتح عينيها هاتفة بتساؤل:
-بقالنا سنين متقابلناش..
هز رأسه ايجابا يتبعها قائلا:
-مختار باشا اخر مرة قابلته قالي إنك بتْدَرِسي في جامعة في لندن..
غامت عينيها بغموض تخفي العديد والعديد , ترفع عينيها بثبات وابتسامة محترقة تماثل احتراق روجها , تكبت انين لا يعرفه احد سواها واشتياق لا يلمسه سواها واسرار لن ترى الشمس مادامت لم تصل لما تريده:
-بابا قالك كده..
اطلقت ضحكة ساخرة وسراب متألق بالاختفاء يلهبها وهو لا يفهم شيء:
-غريبة , بس انا كنت بتعالج في مصحة نفسية..
اتسعت عنينيه وهو يميل برأسه تجاهها مستطردا بلهجة ترقبها حذر:
-انت واعية انت بتقولي ايه , انا عارف موت نادر اثر عليك بس..
قاطعته وهي تهز رأسها عنفاً تكبت ذكريات موحلة , ملوثة, معدومة داخلها بيدها حتى لفظت النفس الاخير..
-غسان مش عاوزة اتكلم في الي فات
تلتقط انفاسها , تبتر الحديث ومنحنى ملتوى كأفعى تنفث السم لنهاية تقتلها , تغتصب ابتسامة قائلة:
-قلي انت بقى عامل ايه انا عرفت انك تجوزت واطلقت واتجوزت..
يطرف القلب ببسمة ساخرة ويأسه يعاود الهجوم يرتشف ما تبقى من قهوته جرعة واحدة , انامله ترتفع لوجههx يمسحه باختناق , يشعر انها جاءت بوقتها المناسب:
-كلامك صح بس زودي كلمة هطلق بعد كلمة اتجوزت التانية!
تقابله بنظرة ممتعضة وسخرية تحتل ملامحها , يدها ترتفع تصفق بهدوء:
-برافوا برافوا.. اغيب عنك اربع سنين الاقيك كده..
التوى فمه بابتسامة ناوشته بطريقتها المرحة وعينيه تهتف بشرود وازى همسه الخافت بتساؤل أثار عجب الاخرى:
-هو ايه الحب يا كاميليا..
تثار دهشتها، تغمض عين وتغلق الاخرى , تنقر بيدها اعلى المنضدة البلاستيكية واليد الاخرى تتلاعب بخلاصتها , تجيبه بفم مزموم واجابة ساخرة :
-تعرف ايه عن المنطق يا مرسي
ومرسى لا يعرف المنطق ولا يفقه الحب , فقط ضحكة صاخبة صدرت منه ودمعة تطرف عينيه , بينما هي امامه تبتسم ولا تشاركه الضحك , يهدأ فتبادر هاتفة:
-عارف ايه العلاقة بين المنطق والحب يا غسان..
يهمهم بين ضحكاته التي خفتت ويده ترتفع ترتاح اسفل ذقنه ونبرته تخرج بضجر:
-ايه يا ست الدكتورة..
غامت بملامحها ثم عادت له سريعا قبل الغوص بما لا تريده:
-إنسي المنطق تلاقى الحب.
ترفع كتفها لأعلى مكملة:
-علاقة عكسية..
يتأملها وعقله يتوه مع كلماتها , كاميليا صديقة الطفولة , النسخة الانثوية منه, لا تترك ثأرها ولا تخذل عائلتها !
انثى نارية , مشتعلة, متألقة , ووهجها يثار بأضواء متقدة كسهام تتناثر من نار..
عقد حاجبيه يتساءل عن شيء يعلم انها تحاول اخفائه ولكنه لمسه من اوتار نظراتها الحزينة المتقطعة بغموض تفرضه عليها:
-انت بعد نادر الله يرحمه مفيش حب ..
يحني رأسه بارتباك وهو يصيغ السؤال مرة اخرى:
-قصدي يعني متجوزتيش ليه بعده..
رمشت مستكينة بجسدها وعينيها .. جسدها يشتعل ولسانها يهتف:
-سايبة لمختار باشا الاختيار , وافتكر هيبقى راس كبيرة في البلد..
تتألق عينيه بإعجاب صريح اطلقه لوالدها , الرجل الذي بات من أكبر ساسة الدولة , صاحب العديد والعديد من المستشفيات الخاصة..
-مختار باشا بقى نجمه عالي انا متابع اخباره ..
تهز رأسه بملل , تنظر بساعة يدها ثم تعيد النظر له وهي تحمل حقيبتها :
-الوقت أتأخر يلا بينا..
يتفهم تهربها من الحديث ويقف قاصدا الخروج معها , يسير معها بخطوات لاهية فتلتفت له ترفع حاجبها الايمن رادفة:
-غسان الحب شوق, حيرة, وجع, راحة..
يكرر خلفها :
-راحة..
ويشرد!
تومئ ايجابا قبل ان تستقل سيارتها تقاطع تفكيره :
- اتصل بيها والمس قلبك يمكن يدق
تذهب بذهن غائب ونصفه مع ارض الواقع وكلمات اعتادت ان تسمعها مع زوجها الراحل, يترجمها اللسان ببساطة:
-لو حبيت اوعي تخبي لمح يلا وقول..
تبتر الكلمات ويدها تقم بتشغيل سيارتها ورأسها يخرج له من زجاج نافذة السيارة:
-خلينا نتقابل واعتبرني وزير الغرام زي زمان!
انهت الحديث تقود سيارتها ويدها تلوح له , لا ينتبه لها بل يذهب لسيارته, يجلس بها يخرج هاتفة من جيبه , التمعت مقلتيه رغم صوت يأس يشق السكون القائم داخل روحه وهو يرى صورة لفريدة مع بناته ..
يمد انامله يلمس الصورة بابتسامة غافلة عن نهاية محققة , قريبة, نافذة!

يتبع😍😍


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 10:18 PM   #243

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

خرج من الذكرى التي مضى عليها اسبوع تقريبا ، سبعة ايام بليال التحفت بالظلام وليلها بتر نهارها.

سبعة أيام دون انفاسها..

بدون أن يلمسها..
ان يعانق جسدها ليلا في سلام..
ان يراقبها تدور بالغرفة بلا هدف.
سبعة ايام وروحها تختنق!
يتنهد وهو يتذكر نصيحة كاميليا فيسارع الاتصال بها ويده تنقر على زر الاتصال المجاور لاسمها..
يرن الهاتف وهو يترقب, تبرق عينيه, و..
ويده اعلى قلبه يلمسه, يضغط , ثم يعاود اللمس , يبتسم ثم تتلاشى الابتسامة, وصوت قاتم يخبره ببساطة انتهى !
يعيد الاتصال مرة تلو اخرى ويده تلمس قلبه كما هي..
واخيراً تجيبه , تجيبه بلا صوت!
وهو يستمع لأنفاسها وقلبه يتيه في صحراء صمتها..
روحه تضل في محراب شفقة تطل من عقله على قلبه!
وقلبه هنا يتحدى , قلبه ينبض!
والنفس تسأل هل احببت؟!
والروح تضج بإنهاك مشاعر تموج بحيرة ..
شوق..
وجع..
راحة!
كما اخبره وزير الغرام!
يأتيه صوتها بالنهاية فيخرجه من حالته الذي ينغمس بها فيستكشفها ببطيء :
-بتتصل ليه..
يلبي نداء السؤال ويلحقها بركب الاجابة ولسانها يسارع بلا قيد يصرح بما يشعر به:
-وحشتيني!
على الطرف الاخر تغمض عينيها , وبداخلها همسات تتصارع , إحداهن تخبرها ان ذلك مزحة, واخرى هراء ساخر, وهمسة هناك بعيدة في قتامة ضوء انطفئ تهتف بخفوت ولما لا يشتاق؟
لما لا تستطيع تصديقه؟
لما لا ينتهي ما هي به؟! والاخير كان سؤالها لنفسها هي..
تلتقط انفاسها وثباتها يعود , ولسانها يردد داخلها..
انها الحقيقة..
انه المصير..
هنا الخاتمة المتأخرة..
-هنطلق امتى..
تضعه أمام مرأة انعكاسها بُهت, وانكسر بها التألق..
سحر لحظة يزول مع تسرب الواقع امامه بكلمتها التي شطرت شيء ما به..
يناوش والخسارة يراها بعيدة وقريبة :
-للدرجة دي يا فريدة..
وفريدة انثى خارج حدود التعقل, انثى ملت وصبرت, ثم صبرت.. جاهدت ثبات..
انثى انهارت ثم ملت!
تصدمه بقولها المظلم من انهاكها:
-مكنش فيه بينا درجات اصلاً..
تزفر بيأس والليل يسدل ستاره من نافذتها التي لمعت منها السحاب بمطر يطرف الارض باستحياء..
-خلينا نقفل الصفحة بقى ..
يغمض عينيه والنهاية تبتسم بتشفي متألق, خفقات القلب تتشبث ومنطق يتجلى ببهائه , منطق يستحوذ على حواسه وجوارحه وكيانه, وهنا تصمت خفقاته او هو يتجاهلها..
يعود لجموده وقسوة تكتنفه بوحشية تنهشه, يشعر ان لا طائل من حديث يراهن على نهاية محققة , قائمة, تخرج نبرته مختلفة عن ابتهاج مدمج باحتلال حنين تغلغل الروح:
-الي تحبيه , حاضر يافريدة !
واغلق سريعا, اغلق ويده تترك القلب, ويعود هو غسان..
غسان بلا فريدة, بلا راحة, بلا امل!
ربما عليه ان يرضى بالنهاية التي كتبت عليه, نهاية لم يطرق باب بدايتها سواه!
كل ما اراده هو في تلك اللحظة ان ينال بعض السلام النفسي, اكثر ما يرجوه الان ان يكف العالم عن الدوران ويتوقف رأسه عن التفكير..
هو متعب, منهك..
هو هنا منتهي كأدم الذي فقد حواء!
تطوف عينيه بالغرفة , يغمض عينيه , يهمس اخيراً:
-فريدة!
************************************
تغلق الهاتف, تقذفه بعيداً فوق فراشها, تضم جسدها بيدها وزخات المطر ترتطم بزجاج شرفتها..
تعشق الشتاء والان تكرهه.., تمقته, لا تستسيغه , ولا تعرف السبب..
ولا ترى علة لكرهه!
منذ ان قدمت لمنزل والدها وهي تشعر بغربة تقتل ما تبقى منها ..
منذ اسبوع وهي وحيدة ولا ترغب بأحد معها, الجميع خانها..
باعها..
وهي التي لٌعنت وحدها, هي الثأر الزائف ..
تفكر بابتعادها عنه فتراه انتصار تواجهها وحدتها فتفسد ما تشعر به..
تتذكر الهزائم بأنفس مختنقة فتهون على نفسها وتخفف عن قلبها وحيدة..
شغلها تساؤل هل ستواجه الحياة وحيدة ؟ هل تبقى وحيدة؟
ضربت صدرها بحدة وانفاسها تزفرها بقسوة, استقامت من مكانها تتألق بثوب جديد يلتصق بثنايا عقل وقلب..
ثوب انثى قررت اغلاق ابواب الغرام, انثى عتمتها بزغت تصارع ضوء اراد الحرب, فخرجت هي منهزمة معه والظلام ينتصر..
تناور الايام وتدور في سباق كأعمدة نور من نافذة قطار, تلتقط انفاسها المهتاجة وهي تصرخ :
-انتهى, هي هنا تولد من جديد..
تخبر نفسها وهي تزأر داخلها:
-ماتت غيامة اندلس متعلقة بأجفان مهاجر يراها لم تسقط, بينما هي سقطت وغبار الوحشية التي احتلتها مازال يغمي الاعين!
هي هنا فرض ايقن بسقوط الحب كسقوط الاندلس !
بالخارج على باب حجرتها كانت اخرى تقف ويدها تلمس الباب بتردد, تود ان تعتذر..
ان تبكي..
ان يعود الزمن فلا تعود هي!
تتمرد أخيراً وتطرق الباب بوجل قلبها يقرع بطبول تعثر, وجسدها يرتعد !
تجد اختها تفتح الباب دون النظر اليها , تدير ظهرها هاتفة:
-اثير قلتلك مش هنزل..
يسود صمت , يهتز قلب, يتشنج جسد, تدخل نورا وتغلق خلفها, تنكس رأسها وعينيها تدور بفراغ بها هي..
تحاول ان تستجمع ثباتها وصوتها يناضل الخروج بنبرة متقطعة:
-انا مش اثير..
ويكفي ان تسمع صوتها في حالتها تلك , حالتها تود الغضب..
الانفجار..
الصراخ.. القتل!
وهي ستنال كل ما بها دفعة واحدة وبنظرة واحدة أكدت تستحق .. ستجرحها وطاقتها السوداء لها!
لم تلتف لها وارتعاشها يصل من نبرتها .. تستمع لنبرتها المتراجعة بتردد وداخلها غضب الجميع يتابع حياته الا هي :
-فريدة ممكن نتكلم مع بعض شوية..
لا تجيبها ولا تلتفت وصورة تقتحم عقلها صورة تُدسْ في ذكريات مهملة وهي تراقب اختها بفستان زفاف اوجعها ان لا تناله هي, تراها تبتسم متأبطة ذراع من كان حبيبها هي.. تحصل على زفاف حلمت به هي..
تود البكاء وتمتنع , تود الانهيار وتكتفي, ترغب بالرحيل ولا تجد له طريق!
هل يمكن لها ان تزهق روحها , تستمع بأنفاسها المختنقة كما اختنقت هي واكثر بل احترقت!
تهمس نورا من خلفها بنبرة قاربت البكاء والخذلان بهاx محكم:
-لو هضايقك امشي..
تلتف لها سريعا في تلك اللحظة تنظر لها, تتأملها, تحتلها بنظراتx سعيرها ناطق ,تلفها كلها بتهكم صريح, ترفع عينيها لها تهدر بجمود:
-بتهربي بعينيك ليه , الليدي نورا عملت حاجة غلط لا سمح الله..
تقترب منها الاخرى بتردد ويدها تخبط صدرها برجاء نشيجه حار بنبرتها الباكية باختناق , تشهد على انهيارها ولا تبتهج:
-اسمعيني, ابوس ايدك انا تعبانة..
تضحك ويؤلمها رغما عنها مظهر اختها بتلك الطريقة..
تعترف غارت منها قديما في الصغر وبعدها, ولكنها تردف بقسوة رغما عنها وكل ما بها يصوب برجفة لأختها:
-تعبانة شيء جميل , اصل مش انا بس الي هتعب..
تصرخ بها , تعيد الحديث:
-مش انا بس الي هتعب

كانت تحادثها , تلومها وتصرخ بها , نار .. نار تلتهم روحها بلا رحمة لما هي لما؟
تتهربx الاخرى بعينيها والمها فاق الوجع , المها فاق كل شيء.. والندم لا يرحم , يسن سيوفه المدببة ينقش جرح جديد ووشم انتهاك جديد!
تتابعها وهي تجلس على سريرها بإهمال ويدها تلوح لها تقطع تأملها:
-عاوز ايه يانورا.. لو تعبانة ده شيء مش فارق معايا ولو جاية تلاقي عندي الراحة من تعبك مش هتلاقي برده..
تنحني بكتفها وانهاك مخيف يقتنصها داخل دجنته :
-زي ما انت شايفة كده انا منتهية ..
عبرات نورا لا تقف , عبرات تطرف العين وتنهمر في صراع , ترتجف بقولها المتقطع وهي تود الاقتراب والاخرى لا تقبل :
-انا عاوزاك تسامحيني..
ترفع عينيها عند تلك الكلمة,x ما بال الجميع يطلب منها السماح..
وليت السماح الذي يطلبه منها الجميع بضغطة زر ..
تضغطه فيصفى القلب .. فينسى.. فتسامح..
ليت..!
وليت استحالتها قائمة , محققة, ليت تخبرها بلا غفران !
تميل برأسها , تستقم من جلستها , تشد جذعها وتقترب بخطوات مهملة , تعيد ما تقوله:
-اسامح..
قالتها بدهشة. بتهكم, استنكار, واتبعتها بضحكة مال جسدها معها..
تزم فهما وتجلي صوتها البُح من الضحك وحزن لا تقدر اخفائه يتجلى :
-اسامحك , ولا اسامحه, ولا اسامح بابا الله يرحمه, ولا مازن..
تطرف العين بعبرة لا تود التراجع وهي كنزيلة حرب هزمت في المعركة وانهكت .. ادماها الجميع !, ومزقتها الاقدام ..
تخبط على صدرها بقسوة , تصرخ بعنف:
-اجيب منين طاقة اسامح, انتم ايه مبترحموش..
انين جسد وروح مختلط بكل ذرة وجع محملة من الأمس والأمس صادم, قاسي, منهك لها!
الامس يجب نسيانه بل يجب قطعه, بتره, اغراقه في وحل لا يترك ملامحه..
تبتلع هي ريقها بصعوبة ويتجلى امامها حقيقة طريق غفران وعر , صعب, وربما مستحيل, تخرج كلماتها سريعا, تسرد وجعها ربما تجد به العذر والمغفرة , تخبرها بكل ما يعتمر قلبها:
-فريدة انا مش وحشة اوي كده ولا انت الضحية لكل حاجة..
صدمة تلتها الدهشة من عينيها , تراها هي ولكنها تتجاهل وتكمل كل ما يعتمر قلبها باندفاع متهور ..محموم :
-فريدة بابا الله يرحمه اهملنا كلنا عشانك, خمسة وعشرين سنة وانت الوحيدة الي واخده حنانه..
تصمت تنشد هدنة وتعاود سريعا قبل ان تُهزم شجاعتها بجبن خبيث تلتمع عينيه بالخسارة..
-انا كنت بس بتمنى منه اي حاجة, بتمنى بس يبص ليا زي ما كان بيبص ليك..
ومع الذكريات وسردها تعاد الجروح والندوب تُفتح نزفها مرة اخرى.. توشك على الانهيار وفريدة تناظرها بدهشة, وكلماتها تصوب لروحها بمهارة:
-فكرت مرة في انه مش معانا, بصيتي مرة علينا وشوفتينا واحنا بنتمنى حبة حنان من الي انت واخداهم..
تقاطعها فريدة بما كانت تقنع به نفسها طوال اعوام مضت, وتُدهش, بل تُبهت من ذلك الشعور الخبيث المتسلل لخلاياه يسكنه أنها هنا المذنبة وربما ترجوا السماح. وتنقلب الأدوار .:
-كان عندكم ام انا لا ..
تصمت وتكرر تقنعها وتقنع نفسها:
-انا لا كنت يتيمة مش زيكم..
والضحكة الصاخبة من نورا خرجت مجلجلة وانتهت ببكاء لم تبتره بل خلطته بنبرتها المختنقة :
-انت مصدقة نفسك , ام مين, ماما كانت مش معانا اصلا..
وجعها يشق ملامحها السمراء وخصلاتها تنتفض معها وهي تضيف بألم:
-ياريتني كنت يتيمة زيك يا فريدة بس كنت اخد حبة حنان من الي انت خدتيهم .. يارتني كنت مكانك..
نطقتها بوجع نفض غبار سكن الاخرى وهي تصيح بغضب:
_ايه السواد ده كله..بتكرهيني اوي كده..
ترتجف .. ترتعش رأسها وجسدها يرتجوا بعنف ؛ تمسح دمعاتها بطرف يدها؛ تشهق قائلة:
_لا يافريدة انا والله مش بكرهك.. انا كنت غيرانة وحقي اغير يا فريدة حقي.. انا بس بحكي انا بحس بايه

يتوغل بها فتات فقد، تشعر بتثاقل وكأنها تصعد تلة طريقها جبلي..
غصة تخنقها وتكتنفها بثقل وكأنها جذع شجرة ثقيل لا يمكن حملها فتسقط؛ تشعر بضجيج؛ صراع يتوقف ثم يعود؛ يلتزم الثبات ثم يصعد ويصعد..
وبعدها تسقط وحقيقة تنكرها تواجهها بتشفي هي أيضا كانت مذنبة!
حدودهم هنا خارج نطاق الالتفات فتنطق الأمكنةx أو يعود الزمن..

تتهرب من كل ما يموج بها تلتمع عينيها بغيامه وقدمها تُزل على أولى خطوات الانهيار ..؛ تردف بثباتx ساخر رغم الارتعاش:
_بجد مبتكرهنيش بجد..
فستان زفاف يُرجعها لقسوة لامعة بسيف سائل بدماء أمس:
_كان احساسك ايه وانت بتتجوزي موسى يانورا..

ينبض قلب الأخرى بوجع وذكرى مصاحبة لحزن وافق كل ما مرت به..
تُبهت لسؤال آخر اطلقته نخر بها امل مضاء:
_كنت بتحبيه؛ عشت معاه مبسوطة.. قوليلي..
تصمت وبعدها تصرخ وهي تقترب تهزها:
_انطقي.. ردي.. احكي
ترفع يدها بوجه اختها و هم عينيها يزيد ذعرا:
_انطقي.. بعد كل ده ومش بتكرهيني..
تصرخ أمامها وعينيها كعين فريدة تبكي.. تتألم.. تموج وجعا وقسرا تغرق في ماضي جراحة لا تهوى الالتئام..
_لا ..:

تكررها بعد شهقة بكاء حادة::
_لا..
تحاول الاثبات فتقسم وهي تحاول أن تقترب منها:
_كنت بدور جوايا على كره ملقتش.. بس غيرتي عمتني..
ينحني راسها وخصلاتها تنحنى معها بفاصل ليلي طويل..
_كان نفسي اخد حبة حب زيك..اشمعني انت تاخدي حنان بابا وكمان خالتك وموسى..

تقطر وجعا وتزيد سرد قيحه فسد:
_انا ملقتش حب زيك اوعي اوعي تحاسبيني اوعي... انا مخدتش حاجة

تستند بجذعها على المقعد القريب منها، قدمها لا تحملها وقلبها يموت..
يُنحر...
يذبل..
كلها يسقط في لجة نار اشباحها حرة طليقة الآن..
والاخرى تراقب انهيارها بنصف وعي؛ تتابع حروف شفتيها بغروب شمس غلبها محاق؛ تحتل بها نظرة وهي تعانقها صارخة مرة اخرى صراخ أوانه كان منذ اعوام؛ رسوب وماضي.. وحانت الثورة:
_حتى ماما كانت بتحارب في عيون بابا شبح.. امي كانت بتهرب..
انطفأت ملامحها شيئا فشيء..؛ تقترب منها متابعة بوجع:
_ماما كانت بتحارب شبح ميت ملوش وجود بس في عيون بابا كان حي..

تهز رأسها نفيا والما؛ وجعاً وتعثراً :
_ومفيش اصعب من الحرب دي... ماما كانت بتحارب شبح روحه سكنت عبد الله الشيخ
_حتى امى مسلمتش منكم.. ايه السواد ده..
قالتها بصياح مُهتاج ؛ بنبرة عليلة بالهزيمة؛ بصوت هامس..
حانق..
مغتر؛ يضع لها حقيقة منتهية.. هي محقة!
اختها محقة!
شردت للحظة وخرجت على صوت نورا:
_كلنا كنا وحشين وانت كمان.. محدش هنا ملاك
تشير لجسدها :
_انا غلطتي بصيت لخطيبك واتجوزته وحبيته..

ضحكة هازئة تفلت منها وتتابعها بسخرية:
_انت خدتي الي بتحبيه على الأقل..

اعتدلت نورا؛ تزوي باقتراب أكثر تهمس امامها بذهول:
_انت انانية يافريدة انانية..
والكلمة الاخيرة صارخة؛ الكلمة لمست وتر داخلها؛ لا تنكر وتنكر..
تفاعل؛ هياج؛ وغضب..
غضب..
غضب..
ويدها تُطوع لجسد ينفث جحيم ملوحاً بالهواء مع نظرات اختها وكانت الصفعة..
صفعة لم تهتز نورا لها بل رحبت؛ تكمل صراخها بلا حذر رغم الالم المشتعل بخدها الايمن , ترفع اناملها تلمسه :
_بتقولي اتجوزت الي بحبه؛ اقلك انا الحكاية كلها..
تبتعد عنها ؛ تفرد ذراعيها لأعلى تسرد حكاية بؤس وشقاء لقلبها؛ تخبرها بمفردات عرى روحها وجوعها.. تخبرها وعينيها من الاسى دامية؛ بينما الأخرى من اللظى صار فؤادها جمراً!
_انا الي لفيت على موسى؛ مكنش عاوز يخونك؛ انا الي خليته يغلط معايا..
تضحك وكأنه الامس؛ تتابع بحروف مختنقة في عار اكتنفها وما زال:
_كان فاكرني انت يا فريدة كان فاكرني انت..

كعصفور ذبيح تنتفض وتتأرجح، تكمل رغم الغصة والمرار:
_اتجوزني عشان يصلح غلطه؛ ويوم فرحنا اغتصبني يافريدة.. وجعني اوي ..
يتبع😍😍

شموسه3 and noor elhuda like this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 10:19 PM   #244

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

تقطر عينيها بذهول..
صدمة..
خبال ما تقوله اختها خبال ودرب من الجنون؛ موسى حنون ولا يفعلها ولكن نظرة لشقيقتها اخرست كل دفاع؛ غضبها يستولي عليها منها ولأجلها..

تتابع وجع نُقش بجسدها؛ و تحمد الله في تلك اللحظة انها لم تُنهك غصباً..

تهبط يد نورا أعلى بطنها المسطحة وكأنها تستثير النزف؛ تذكر عنتها وبؤسها:
_كنت حامل؛ بوست ايده نخليه ونبدأ سوا.. فقالي نوليه ونبدأ..

ترتد الاخرى للخلف بصدمة اجتاحت جسدها؛ صدمة تملكت منها .. تهز رأسها نفيا؛ لا تريدها أن تكمل.. ولكن الاخرى تكمل:

_بس خلاني انزله.. خدني عيادة تحت السلم ..
صرخت بها وهي تقطع المسافة بينهم تهزها بيدها واذنها لا تكاد تصدق كل ذلك:
_ونزلتيه.. نزلتي ابنك..
تتخلص من يدها عنوة وتضحك.. تضحك.. تبكي..
تصرخ تخبرها ببساطة :
_مكنش عاوز يبقى له بن حرام يافريدة.. نزلته وسابني..
ترتد فريدة بارتجاف وهي تكرر بذهول:
-بن حرام..
تهز رأسها ساخرة من كل شيء:
-ايوه الحمل كان قبل الجواز
ولم تمهلها فريدة الوجع؛ لم تمهلها السقوط؛ بل صفعتها مرة اخرى تصرخ بها بل تود قتلها وخنق موسى الان وحالا "
_غبية ياغبية..
لا ترحمها وتزيد مع كل صفعة:
_ازاي ترخصي نفسك كده ..
تنهك فتمسكها متابعة وجبلا من الاحزان تحمله:
_هانت عليك نفسك.. وابنك.. قوليلي خدتي ايه كسبتي ايه..
تزفر بانهاك وعينيها تدور في المكان الصامت إلا من صوت البكاء والانفاس الثائرة:
_تستاهلي..
تصمت وتعيد الكرة بلا وعي:
_تستاهلي

يبح صوتها بصرخة خفتت ويدها تحاوط جسدها بمواساة وعينيها تحمل شتات:
_مخدتش هو سابني رماني وبابا مات وهو مش راضي عني.. خسرت كل حاجة..

قسوة لاذعة تتجرعها مع الذكريات ولكنها تخبرها بكل ما شعرت به يوما " تكمل للنهاية:
_يوم وفاة بابا حسدتك.. جوزك الي خدك انتقام وكره كان واقف يساندك..
تشرد فتتابع بغيرة رغما عنها, تتذكر غسان وهو يقف بجانبها ويؤازرها:
_عينيه كانت بتقول انه بيحبك..

يتهدل كتفيها وهي تفرغ اخر ما لديها:
_انا عمري ما كرهتك بس بغير.. بغير كان نفسي ابقى زيك.. بغير لما كنت اروح الجامعة واشوفك مع اصحابك..
تلتقط انفاسها؛ تتابع بهدوء:
_بغير كان نفسي بس ابقى زيك بس معرفتش.. غيرتي اتحولت لبشاعةx سيبتها تبقى حقد وغل ,بس انا مش هعرف ارجع بالزمن.. انا اسفة..

وانتهى البوح .. اسدلت الخاتمة ستارها على مشهدهم..
مشهد صامت؛ بائس؛ حزين؛ موجع!
اما هي تفكر وتحترق لاحقتها نورا بالحقائق التي لا تخفى على أحد فتقرر هي ان تتابعها بكلمات اخيرة..:
_انا كمان كنت بغير يانورا..
لم تترك لها فرصة للذهول فتتابع بأسى والأفكار تتزاحم برأسها:
_انت كنت شاطرة اوي في الدراسة متفوقة .. كنت منطلقة.. انا كمان كنت بغير.. بابا كان مديك حرية انا مخدتهاش فكنت بغير..!

تبتسم ببهوت قائلة بسخرية:
_شفتي بقى محدش احسن من حد..
تبتعد عنها , تريح جسدها متابعة:
-بس انا مسبتش الغيرة تخليني زيك ابدا
يسود الصمت والدموع منهما تسفح شجونهم وماضيهم, احداهن شاردة بحقيقة تتجلى امامها لا سماح..
لا غفران..
لا نسيان!
والأخرى تغلغلها انهاك قتل خلاياها بسهولة, ببساطة, تعبت وتريد الراحة, تود الرحيل بعيداً عن الجميع!
تقترب الأخرى منها بتردد , خطواتها تخبرها لا فائدة؛ تتلعثم وتضج بقلق؛ تود السؤال رغم ثبات الاجابة, تحاول وهي في أمس الحاجة لراحة لا ترحمها ؛ تجلي صوتها هامسة بتساؤل التحف بيأس وسوداوية إجابتها تلحقها وامل تتمسك به وهو يفلت:
-فريدة.. هو مفيش اي امل.. مش ممكن
تهز رأسهاx تقاطعها وترفع كتفيها تقطع توجسها بكلمة واحدة بل تحرقها كما تحترق.. ميزان قلبها مفقود وهي يائسة على شفا جرف هارxx :
_لا.. مش ممكن.. مفيش امل
ترتكز بعينه التي باتت قاتمة وهي تقترب منها بغضب تهدر بقسوة :
_امشي من وشي.. اطلعي بره..

تبكي شاهقة وهي ترجوا منها سماح لا تملكه الاخرى تحاول الاقتراب منها:
_فريدة

والإجابة كانت ما تشعر به ونبرتها فاترة ؛ ساخرة؛ باردة تلاحقها بنظرة جنون:
_اطلعي بره.. سيبيوني في حالي بقى.. ارحموني , بره..

وبالخارج كان يقف هو بأعين دامعة؛ لقائهم حمل عذاب له؛ عذاب لم يترك خلية به إلا وتوغلها..

يتنهد براحة يشعر بها ودوامته السرمدية تقف تخبره انتهى اللقاء.. يبتعد سريعا فلا طاقة له بمواجهة اي واحدة منهم..
يقف بعيدا ويمسح خصلاته ؛ يزفر بعمق؛ ينتابه قلق من حالة مازن في تلك اللحظة يشعر انه وحيد ولا سند له؛ تطرف عينيه بجود تهرول من بعيد بأعين دامعة؛ تقترب منه؛ تقع بأحضانه رغماً عنها، تبتعد؛ تعتدل في وقفتها هاتفة:
_المستشفى اتصلت وبيقولوا مازن فاق..
يربت على كتفها؛ وفجأة تطرف عينيه بصورة زوجته أثير..
زوجته التي رحلت بعيدا عن مشهده.. يهز رأسه سريعا ويبتعد عن جود هاتفاً:
_طيب اسبقيني على هناك وانا جاي وراك..

تركها بخطوات سريعة باتجاه غرفته؛ دخلها سريعا ووقف ينظر لأثير الجامدة بملامحها، تكتف ذراعيها؛ تبتر أي ضعف، قوية كما عهدها وتعرف عليها..
_انا زهقت ومش انا الست الي تسيب كرامتها تتهان يا كريم..

يعاتبها بعينيه ولكنها تغتر بضحكة باهته:
_انا مش حقل اختبار انت جايبه تشوفه هيتحمل قد ايه..
يرتعد من منحنى حديثها وقلبه يسبقه خوفا من مفردات انحنت بفقد يرفع راياته:
_انا بحبك يا اثير..

بلهجة جليدية متقنة؛وبسمة ساخرة سوداء تكتنف ملامحها :
_انا زهقت من الكلمة دي انا مش حقل تجارب ياكريم انا تعبت..

تصمت؛ تزفر بانهاك ؛ ترفع حاجبيها بشكل هازئ مسرحي يختاله تهكم:
_حبة استحمل مامتك واقول معلش يا اثير زي مامتك.. وقبلها تهددني اني مليش غيرك واحمد ربنا عليك
تدير وجهها نحوه فترفض عينيها الغرق بعينيه، تتابع بهدوء:
_ودلوقت جود.. ولما اكلمك تقلي زي اختك..
يلتوى فمها ساخرة منه ومن حياة لم تتمنى العيش بها؛ أحلامها دوما هادئة ولكن القدر اهداها عرض مسرحي قاتم:
_ترضى أني اقع في حضن ابن عمي..

تستوحش نظراته بينما هي لا تكترث ولا تهتم وامام نظراته تكمل:
_اصل هو كمان زي اخويا..
مد يده بقسوة يقبض على ذراعها؛ يقترب من ملامحها وانفاسه الثائرة تغرقها وقلبها ينبض له:

_انت اتجننت..
قربه منها يشعله ويغرقه في دجنتها؛ يسقطه في عشقها اكثر ولا يخفق القلب لسواها.. يهتف بها بحقيقة لا يحبذ الاعتراف بها :
_صدقيني مفيش بيني وبين جود حاجة؛ جود بتحب مازن..
ينفضها من يده كالملسوع , يخبرها بنبرة جمودها تلمسه :
-جود ليها دين عندنا ,x أول حد دمرها انا وماما ومازن..
يتهرب بعينيه ويرحل من الغرقة بعد أن ابتعد عنها سريعا؛ تتابعه بعينيها وهو يهرب؛ وكلماته تثير داخلها حيرة؛ كلماته تصفعها ولا تعرف المغزى منها ولا الوجع..

تتساءل.. أي وجع خلفوه داخل جود!
اي ألم وشموه بها وأي حياة تلك التي تحيا بها ؛ تدلك جبينها بإرهاق وبعدها تغمض عينيها، تتهربx من كل شيء وغيامه سوداء تلفها مستسلمة لها … وبعدها غابت عن الوعي!

********************************
يتبع😍

شموسه3 and noor elhuda like this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 10:20 PM   #245

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

جحيمه لا ينطفئ ولن ينطفئ سوى بعودتها لعرينه الذي احتضنها ولا تعرف هي سواه..
ثبوت منطق عشقها لأجله كافي ولا يزول , مريم انثاه وحده , تفتحت بين يده , هو لن يجد من يشبهها ابداً..
يتنهد وماضيه لا يعرفه أحد أو هكذا تخيل, هو رجل يجيد الكتمان, يتقن الصمت, ودواخله لا يعرفها احد ولا يصل لها..
تمتد يده لقدح القهوة الراقد جانبه اعلى مكتبه , تتصاعد منه الابخرة يستنشقها وعينيه تغمض الاجفان وصورة مريم عائدة..
تائقة..
متلهفة , تخترق كل أحلام يقظته..
يريح رأسه للخلف ومديرة مكتبة الغامضة تشق سكون مكتبه بخطوات ثابته, تلتمع عينيه بوهج وحشي وهو يتأملها, يقيمها وشعور لاذع يخبره بأمر ما خلفها..
يتلاعب بقلمه وهو يعود لاستقامته يستمع لصوتها :
-مستر يامن , في اوراق عاوزة امضة حضرتك..
يغيم بعينيه وهو تتقدم منه واضعه ما بيدها من ملفات , نظرتها كانت خاوية بلا شعور..
يمسك بقلمه يرسم حروف اسمه بسلاسة بينما لسانه يتابع :
-بنتك عاملة ايه..
ترتد بصدمة تكرر سؤاله بتعجب:
-بنتي..
يرفع حاجبه وهي امامه بتلك البساطة تتعجب من امر يعرفه, يعيد السؤال بهدوء وعينيه تطلق شرارا يحاول ان يسبر اغوار قلبها :
-اه بنتك , اخر مرة قلتي تعبانة..
تهز رأٍسها وارتعادها المتخفي في ثياب الثبات , تجاهد اخفاء توترها المثار في حضرته:
-اه الحمد لله بقت افضل..
يهز رأسه ايجابا , يهز كتفه للأعلى وهو يعاود السؤال:
-اه صحيح بنتك اسمها ايه..
تصمد , جمود, غموض يحتل ملامحها وخبايا تنازح الظهور ولكنها تسكتها فالوقت لم يأتي بعد, تبتسم ابتسامة بسيطة رادفة:
-ميان..
يبهت للحظة, لحظة لمحتها هي جيدا , وانتصار يزأر بها .. تسمعه يكرر بهدوء:
-ميان..
يرجع بعينها لذكرى لا تبارح عقله, ذكرى شرسة, خبيثة تلاحقه وتواجهه دون اضطراب او اختلال...!
كانت يريح رأٍسه على قدمها المددة على ارضية الغرفة , يستمتع بتلاعبها الناعم ويدها تغوص بخصلاتها السوداء..
يمسك هو بيدها يقبله فتبتسم , تسأله بعد لحظات قليلة :
-يامن..
يلاحقها سريعا بهيام كان يفيض منه لها ولها فقط:
-قلب يامن..
يشعر بها تغالب شوق تخصه به ولا ينضب فيعتدل يواجها في جلستها هاتفاً:
-ايه يا شهر زاد ..
ترفع يدها برقة تزيح خصلة شاردة خلف اذنها توازيها بسؤال قضى على ما تبقى من تعقله:
-لو جبنا ولاد هنسميهم ايه..
يرتد برأسه , ضحكته تكسر صمت المكان , يده تلمس يدها, تحتويها , تحتلها, يهز رأسه قائلا:
-الي تحبيه ياقلبي بس لو بنت هنسميها شهر زاد
تقاطعه ويدها تلمس شفتيها, تبتر الحديث منها , فتكمل هي بنظرة تلتمع بوهج هوى يغرقه أكثر:
-لو ولد هنسميه يامن..
تبتعد الانامل عن الفم بعد ان حصلت على قبلة وبعدها سافرت تلمس ملامحها بتمهل تتابع الحديث بتمتمة ناعمة.. خافته..:
-لو بنت هنسميها ميان.. عشان تبقى نفس حروف اسمك..
تصفق بيدها كطفلة وهي طفلة تحتله وتنشل من سكنه الالم في تلك اللحظة:
-ميان يامن ابو العزم..
تتخصر وهي تركن في جلستها على ركبتيها قائلة بزهو مصطنع:
-اسم موسيقي جداً, عشان تعرف بس ..
يعانق خصرها بيده وضحكتها تلاحق الفراغ حولهم , ونفسه في هواها ثائرة وغاضبة, مشتعلة وناعمة, روحه معها تلهث لتروى ولو كانت سراب:
-لا مانا عارف وهعرفك حالاً..

- مستر يامن .. مستر يامن..
تهتف بصياح فيخرج هو من غفلته وشتاته الذي جر عقله لشرود لا ينفك عنه مؤخراً..
يجلي صوته ليجيبها ولكن رنين هاتفه يقطع ذلك, يستل الهاتف فيجده غسان يطلب منه القدوم لمكتبه من اجل العمل على احدى الصفقات..
يرفع عينيه لرانيا بعد ان انهى المكالمة , يشد جذعه , يدور حول المكتب قائلا :
-روحي انت يارانيا مكتبك و شوفي لو في مواعيد مهمة اجليها ساعة..
ترفع عينيها له في تلك اللحظة وذلك التقارب, ولأول مرة يعانق عينيها ويتأملها عن قرب , عينيها غريبة , غامضة.., عينيها بها صورة قديمة..
ابتعد بنظراته بعيدا عنها ثم هتف بصوت اجش :
-انا رايح لغسان..
خرج سريعا وهي خلفه تبتسم بتشفي, بغرور , قسوة..
تبتسم بضعف والعين تطرف بعبرة قست الانامل بسرعة توازيها تمسحها , تنهيها , تقتلها في المهد!
*************************
يتبع 😍

شموسه3 and noor elhuda like this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 10:23 PM   #246

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

وصل مكتب اخيه الجالس بجبين متغضن وهو يتابع ملف أمامه , يقترب منه قائلا وهو يجاوره في الجلسة :
-ايه الاخبار ..
ينزع غسان عويناته , يمدد جسده , يتابع هاتفاً بهدوء:
-ابداً كان في مشكلة في نسبة الاسهم مع الشركاء بس خلاص اتحلت..
يريح رأسه للخلف يلقي عليه نظرة قائلاً:
-اخبارك ايه دلوقت
- بخير متقلقش عليا..
يلوي غسان فمه بابتسامة ساخرة , يستقم من مكانه قائلاً:
-مش قلقان يا سيدي..
يفرقع يامن من خلفه بإصبعه يتساءل هازئا , متهكما من حال اخيه:
-ولما انت بتحبها سيبتها تمشي ليه.. ما اجبرتهاش تفضل ليه.. بدل حالتك دي ..
يحدقه باشمئزاز وهو يعود العمل على بعض الملفات , يتمتم بهدوء يتجاهل كل عذابه :
-وانت شايفني مالي مانا الحمد لله ..
يمسح وجهه يتابع ببساطة:
-وبعدين مين قال اني بحبها , وحتى لو بحبها ده ميدنيش الحق اجبرها انها تبقى.. فريدة مش جارية عندي..
وبداخله يهمس:
_ فريدة غالية عندي
لا يعجبه الحديث ولا منحنى منطقه, غسان مختلف عنه, لم يرى احدهم ما عاشه هو, تقسوا نظراته , يتلظى بذكرى احرقته فتخرج جملة حملت منطقه:
-كلهم جواري ياغسان ..
يقطع الحديث طرق على باب المكتب ومديرة مكتبه تخبره بزيارة احدهم..
واحدهم من هو بمقام العم بالنسبة إليه رغم انه يسبقه بالعمر..
احدهم ناصر ابو العزم وبرفقته صديق له..
يتوجس رغماً عنه من اللقاء ولا يعرف السبب , قبضة تحتل المكان وخاصة وجود يامن الذي تحفز جسده للقاء جيداً..
المكتب كان بعد دقائق يحمل اربعة رجال.. غسان متوجس , ناصر ثابت هاديء, عاصم متسلى مبتسم..
ويامن يكاد يحرقه الغضب ويقتله جحيم ! كان ثائراً , غاضباً..
يتأمل جلستهم ويده تنقبض بعنف, يستمع لخاله المتحدث بسلاسة:
-غسان كما تعلم ان مريم كانت مقيمة لدي الفترة الماضية, اعتذر بالطبع عما حدث مؤخرا..
يحك رأٍسه بحرج متابعا:
-الأمر سوء تقدير مني لا أكثر وضع كهذا لم اكن اقبله لمريم..
يهز غسان رأسه بالإيجاب وخلف الحديث يشعر ان القادم يجب الخوف منه والحذر .
نظرات ناصر تتوتر وهو يشعر , عينيه ترفع ليامن بتوجس وتعاود الثبات, يستمع له , يجلي صوته يهتف بقنبلة صوتها انفجر بقلب الغرفة:
-هذا صديق لي عاصم من اصول عربية, رجل اعمال من عائلة مرموقة..
يصمت ويامن تشتد قبضته, تبرز عروقه غضبا, ينظر لخاله بغضب ينفث السنته بلهب حارق..
وناصر يتجاهل ويتحاشى النظر اليه , فقط يتابع ويرفق الحديث بسبب زيارتهم:
-عاصم يود التقدم من اجل الزواج بمريم ..
تتألق عين عاصم بوهج منتصر, وهو يتأمل يامن المنصهر بغضبه, بعد ان علم الحكاية كاملة لا يمكنه سوى ان يبتهج لحالته..
ف لحظة واحدة هدر يامن بصياح :
-مريم لي , مريم زوجتي ..
وغسان يقاطعه وهو يواجه بنظرات ساخرة:
-كانت , كانت وانتهت وانت الي ضيعتها يا يامن..

يلتفت للرجلين المترقبين للحديث بلا فهم يهتف بسطوة رجل جاء من تقدم لابنته:
_يمكنك الانصراف ناصر وتمهلنا بعض الوقت..
يغادروا بعد سلام مقتصب وبعدها ينظر غسان لأخيه قائلا ببرود:
_مريم خلاص مش ليك... اتقبل النتيجة دي
يرتد للخلف , يشعر ان غسان يوافق على ما يحدث..
يهتف باضطراب:
-انت موافق انها تتجوز غيري
يبتسم غسان ونبرته خرجت باترة , حادة, تحمل النهاية لأي جدال:
-لو مريم وافقت انا موافق ..
يستغرق الأمر ثواني , لحظات يستجمع بها شتات الم به وهو يرى شقيقه يبتعد عنه ..
يهتف بكلمة اخيرة صارخةx ؛ غضب لا يظهر الا بوجود أخيه :
_مريم عمرها ما تحب غيري..

وبين اشواق تصارع؛ وافكار تهدمه؛ وغرق بين اوهام وظنون؛ كان هو رجل قادم من زفرات الريح..
رجل يعلوا افقه غيمات وضباب داخل سجن عمره المهدور يقتات فتات فقد..؛ رجل يتمنىx لو انتهى كل شيء وجاءت من تخلصه من اثام الهوى وعذابه..
تخلصه من جناحه وجنونه.. تخلصه من يامن!

كلمات اغنية كانت تطرب إذنها بصخب نحر وجع لم يشفى بعد؛ وجع انثى تألقها في العشق انطفئ ..
تتابع الكلمات ولسانها يتمتم بهمس شارد:

- أنت الخانة الأخيرة يا يامن..

حقا هو بالخانة الأخيرة أم أنه ما زال هناك يعتلي قمة قلب تورد في محرابه متعبدا في شتاته والتفاته..
تتابع قطرات المطر بلهو؛ ونظراتها تلتقط زوجين بالxxxx المقابل؛ تأملتهم بغيرة و حب..
غيرة لأن مشهدهم الزاهي تمنته مشهده وهو يمسك يدها مبتسماً ويده تحاوطها كلها كأنها كنزه الثمين.. غيرة من خجل يفتر عينيها بعد همسة في أذنها ؛ و حب لأنها وان انكرت..
كذبت..
صرحت بكره العشق ؛ هي بالنهاية أنثى تهوى كل ما هو وردي وإن دفن الورد..!
تنقر بيدها على الزجاج وتكمل الهمس؛ والهمس تلك المرة حمل حقيقة؛ هل كاتب الكلمات يعرفها ويعرفه يامن!

شموسه3 and noor elhuda like this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 10:24 PM   #247

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

هو كان رجل جاهل بها، بقلبها، وفقط رغب الجسد باشتهاء نظرته ستبهت مع الأيام!

تطرف عينيها بدمعة حارة وبين يدها القرص المدمج الذي اعطاه لها يامن..
تنظر له بتوجس ؛ قلق؛ خوف؛رهبة..!
ترى مافيه؟!

تلحقها الأفكار لمن تركها عارية وسط قتامة ليلة شتوية صقيعها يغتال عظامها..؛ تركها ترجف مثل ورقة شجر صفراء.. باهته في عصف الريح..
وعقلها ينهرها عن المتابعة، وقلبها يعترض يخبرها أن انهاكه بلغ السماء!

تغتر بجمود وهي تنهى جدلها..
قلقها..
تراجعها..
تشوشها..
تمسك حاسوبها المحمول؛ تنقر سريعا على زر التشغيل ونبضها يتزايد بقلق، تضع القرص المدمج اخيرا بالمكان المخصص له بقلق..

اناملها تبتعد لحظة وتعود لحظة..
تتراجع لحظة وتثبت لحظة.. وبين هذا وذاك نقرت على تشغيل القرص..
والصدمة كانت ميرال..

اين ميرال..؟!
من امامها انثى لا تعرفها سوى من تلك الملامح الباهتة؛ اين الاخرى الذي تجلى الصباح بنور جمالها يوما..

ميرال صاحبة الوجه المؤتلق؛ اين هي..

ارتكزت بعينها لمقطع الفيديو؛ تستمع للكلمات بخفق قلق .. حذر..

كانت ميرال تجلس على سريرها بنظرات ذابلة.. شاحبة.. بهتت به الروح؛ خصلاتها تكاد تكن متطايرة غير موجودة؛ واظافر يدها التي التمعت بحمرة قانية الآن اصبحت باهته بلا لون..

تهمس وابتسامة منكسرة تشق ثغرها؛ ويدها تستقر بحجرها:
_عاملة ايه يامريم؛ يارب تبقى بخير..
تضحك بتوتر ثم تتابع:
_انا متوترة زي ماتكوني قدامي..

تصمت للحظات في ثواني تستعيد بها اتزانها وثباتها.. تعاود فتكمل بنفس الابتسامة الحاملة للانكسار :
_طبعا انت فاكرة اني هطلب تسامحيني.. أو ممكن مستنية مني اقلك خدي بالك من ابني.. انا عارفة ان بدل الفيديو معاك دلوقت يبقى خلاص انا تحت التراب!

تلتقط انفاسها والتعب يتجلى بوضوح أعلى ملامحها المنفعلة في الحديث.. تهدأ قائلة:
_مش هطلب سماح يامريم.. بس هطلب انك متكرريش غلطي..

تهز رأسها وهي تخبرها بواقع غرقت فيه بظلام ليل استل الروح كسيف يقاتل أي امل، تردف وعينيها ترتكز أعلى الكاميرا:
_انا غلطت لما سبت نفسي ابقى٤كده بعد خيانة جوزي..
ترفع سبابتها تؤكد:
_اوعي تبقى زي يا مريم.. اوعي تخسري نفسك ..

تبكي والابتسامة لا تفارقها رغم النهاية..
_انا خسرت نفسي.. خسرت الاقي حد يحبني.. خسرت كل حاجة..
تبكي مريم رغما عنها، ولا تقدر على التوقف عبراتها تخرج بلا وعي أو إدراك.. يصلها صوت ميرال الثابت
_مش هقلك مترجعيش أو ارجعي ليامنx بس هقلك حاجة واحدة..
تحنى رأسها وجسدها يتكوم.. يتهدل؛ والمرض به احتلال..
_دوري على حد يحبك.. دوري على الي هيحبك من غير تعب..
تعرض لها بالنهاية نصيحة تعترف بها بقسوة:
_يامن مش الراجل إلي ممكن يحب من غير تعب يا مريم...
تزفر بانهاك ويده تمتد لكوب ماء مجاور لها ترتشف منه على مهل؛ تلتزم الصمت وانفاسها تثقل؛ تتحدث بعض لحظات هاتفة بنصح:
_ولو هنصحك يبقى مترجعيش ليامن..

تبتسم مرة أخرى، تلوح بيدها يأسا هامسة بصوت منخفض من التعب:
_عيشي سعيدة العمر قصير اوي..

ترفع كتفيها لأعلى ويدها تمتد لخصلاتها فتبتعد سريعا وكأنها رافضة ما هي فيه:
_مش بعرف اتأسف.. بس لو الاسف هيريحك انا اسفة يامريم..

تغمض عينيها ، تنتفض من انهاك يحتل جسدها ؛ عينيها محاطة بهالات سوداء، ملامحها تفيض وجعا تراها الاخرى تتألم فيرتجف القلب شفقة..، تزوى عبرتها دون منع أو بتر رادفة بخفوت:
_ابني اسمه مروان بتمنى لو شفتيه متعاملهوش بذنبي وذنب ابوه؛ حبيه..

تشرد عينيها فتهتف بنصف وعي وادراك غائب:
_مروان حلو اوي يامريم لو شفتيه هتحبيه ..

تتأملها وهي تسقط في بؤرة تعب منهك؛ تلمس فقد.. تعثر.. نهاية في صورتها، تتابع قولها الاخير بارتكاز:
_لو جبتي بنت وحبها متكسريش بقلبه..

تضحك، تسعل، يشحب الوجه أكثر وتتألم الملامح أكثر.. تتابع بمرح زائف:
_بسبق الأحداث أنا صح..

عبراتها تتجمع وهنا النهاية بجملة واحدة كانت مغزى الكلام:
_دوري على الحب يامريم.. دوري على الي يسعدك ..

تلوح بيدها توازيه قائلة:
_سلامx وادعيلي بالرحمة لو تعرفي..

وانتهى المقطع وانتهت مريم؛ كانت جامدة بلا حركة، تستوعب ما حدث وما يحدث..
قلبها هنا يتألم..
ينبض..
يُنهك ألماً ..
قلبها يتشقق، تسكنه الآهات، جسدها يعتريه رعشة..
معذبة هنا ومحترقة، تطفو ببحر عشق ملوث.. تناضل الوصول للشاطئ ، ونزفها يستثار..

داخلها هجوم يبحث عنها قديما وجديدها يهاجم هذا الهجوم بضراوة..
اغلقت الحاسوب، تدلك جبهتها بتعب.. ونظراتها نصفها حزن والاخر لا يبالي، قلبها يصرخ والعقل يصمت..

هي انثى في لعبة الحياة كانت هاوية والآن هي لا شيء !
ازاحت الفراش واندست اسفله تداري رعشتها وعينيها تقطر دمع باهت كحالتها..
تغمض عينيها بعدها،x تتهرب من كل ما يصوب بقلبها.. روحهاx .هي تريد سلام!
هي أنثى وليدة عشق مريض منزوع الهوية، وقلبها وليد قسوة نالت منها ما يكفي...

نهاية الفصل

شموسه3, shezo and noor elhuda like this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 10:26 PM   #248

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم حضراتكم عاملين ايه.. اسفة لو اتأخرت عنكم الفصل اتمنى يعجب حضراتكم انا بس في ظروف بنقل سكن فاسفة على التأخير..
واتمنى تكون الرواية عند حسن ظنكم😍😍

shezo likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-22, 01:08 PM   #249

الزهرة الأرجوانية

? العضوٌ??? » 493899
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » الزهرة الأرجوانية is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍😍😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😜😘😘

الزهرة الأرجوانية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-22, 01:09 PM   #250

الزهرة الأرجوانية

? العضوٌ??? » 493899
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » الزهرة الأرجوانية is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الزهرة الأرجوانية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.