آخر 10 مشاركات
رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          84 - شريك العمر - ربيكا ستراتون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree14649Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-22, 12:18 AM   #1651

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلم كحل مشاهدة المشاركة
ريم ياريم مافيه بارت الليله نتونس عليه ضايق صدري




سلامه صدرك من كل ضيق 🥺
ماقدرت أردك راح ينزل الفصل الليلة عشانك 🫂


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 12:32 AM   #1652

ارجوان

? العضوٌ??? » 422432
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 452
?  نُقآطِيْ » ارجوان is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريم ناصر مشاهدة المشاركة




سلامه صدرك من كل ضيق 🥺
ماقدرت أردك راح ينزل الفصل الليلة عشانك 🫂

الله يسلمك ويوسع عليك دنيا واخره ويجعلك من السعداء سعاده لاتشقين بعدها ابداً


ارجوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 12:54 AM   #1653

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلم كحل مشاهدة المشاركة
الله يسلمك ويوسع عليك دنيا واخره ويجعلك من السعداء سعاده لاتشقين بعدها ابداً

اجمعين ياحبيبة قلبي
والله يشرح لك يصدرك ويسر لك أمرك ويفتحها بوجهك يارب العالمين 🤍


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 12:55 AM   #1654

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

دقائق وراح ينزل الفصل 🤍🤍

الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 01:10 AM   #1655

رينـآد #!

? العضوٌ??? » 229038
?  التسِجيلٌ » Mar 2012
? مشَارَ?اتْي » 29
?  نُقآطِيْ » رينـآد #! is on a distinguished road
افتراضي

شكرًا جزيلًا لكِ 💕

رينـآد #! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 01:21 AM   #1656

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استغفرالله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
،
.
الفصل الثلاثون
(1)


يقف ماجد هادئًا يكتم انفعالاته وهو يرى زميله المحقق " مخلد" يدّخل إلى غرفة التحقيق لكي يحقق مع موسى !
يفصل بينهما زجاج عازل للصوت ، فلا يعرف موسى انه يراقبه . . ولا يعرف إنه يسمع أدق خلجات أنفاسه وعندما رآه موسى انتفض برعب وهو يسأله بنبرة مزقت قلب ماجد " وش السالفة ؟ ليش أنا هنا ؟"
جلس المحقق أمامه وقال "الحين تعرف " وضع المحقق الملفات أمامه وقال " أنا عندي كم سؤال واتمنى تجاوبني بكل صدق "
"عن وشو تسأل ؟؟؟ وش سويت أنا ؟"
" هل أنت المقاول على المبنى التجاري اللي قدام البحر ؟ "
" ايه ايه .. ليش ؟؟ "
" طيب .. هل اشتركت مع شريكك فيصل في بناء المبنى الحكومي ؟ "
ضيّق موسى عيّنيه وقال " ايه .. بس كل الشغل عليه .. أنا أحيانا أروح اشرف ولا ..."
أكمل عنه المحقق " توقع على صفقات لمواد رديئة للمبنى ؟ "
" لا لا .. ماعمري وقعت .. " وصمت يلتقط أنفاسه " إلا وقعت على صفقات بس .. بس ماكنت أعرف .."
فتح المحقق الملف وأخرج أوراق تثبت توقعيه ومدّ إليها سائًلا " هذا توقعيك وهذي بصمتك؟ "
اهتزت نبرة موسى بخوف " أنا .. أنا ماكنت أدري إنها مواد رديئة !!"
رفع المحقق حاجبه بتعجب " شلون ماتدري ؟ أنت مقاول يعني عندك خبرة بجودة المواد "
" أنا توي بالبداية .. ماعرف شي عن .. .. "
تكتّف المحقق " شلون يعني ؟ اظن أنت كنت في موظف سابق في ارامكو شلون ماكنت تعرف ؟"
مسد جبينه وقال بجفاف حلق " صح .. بس العمال يجيبون لي الاوراق ويقولون لي وقع .. "
" هذا مبنى حكومي !!! مبنى لولا تدخلنا لكان أنهار باللي فيه .. شلون توقع بدون حتى لا تقرأ ؟"
" اسمع اسمع .. اسأل فيصل هو كان يقول رح وقع على الاوراق .. "
" راح يتم التحقيق مع شريكك لا تخاف "
واخرج المحقق ورقة أخرى " وبخصوص رشوة العمال هل هذي مادريت عنها ولا لا ؟ "
ضيّق ماجد عيّنيه وهو يرى الصدمة التي ظهرت على ملامح أخيه ، وصدح صوّته " وش جالس تقول رشوة ؟ ؟"
قال المحقق " مادري هل أنت تستعبط علي !! ولا ملعوب عليك "
مسك رأسه بكلتيا يّديه وقال" ماوقعت والله لا على رشوة ولا شي !!! أنا أنا ..."
" وبصمتك هنا وش تعني ؟"
ألتقط موسى الورقة ، وقال ببعثرة" أنا .. أنا .. "
" أنت وش ؟ ماوقعت بعد ؟"
" إلا هذا توقيعي بس "
ابتسم المحقق ساخرًا " بس ماشفت وش مكتوب ؟"
رمى الورقة جانبًا وقال " والله أنا اروح اوقع على كم ورقة لأن فيصل .. فيصل يقول لي .. هو هو .."ً
وصمت موسى وكأنه أدرك شيئًا ما ، ولكّن المحقق سبقه قائلًا " هنا توقعيك وبصمتك أنت ! حنا ماعلينا من فيصل !"
وضع كلتيا يديه على وجهه وقال "مستحيل فيصل يسويها مستحيل .. " وابعد يديّه يمسد جبينه " يمكن نفس العمال .. "
وصمت موسى يتطلع بالمحقق بنظرة حائرة ، شاركه المحقق الصمّت بعضًا من الوقت . . ومن ثم وقف " هذا أستجواب مبدئي لحد مايتم التحقيق مع شريكك فيصل والعاملين بالشركة"
" طيب بدق على أبوي "
قال المحقق وهو يتّجه خارجًا " راح يجيك شرطي بجوالك تتصل على أهلك "
" طيب أصبر .. ولا تدري ولا شي "
وخرج المحقق من الغرفة ، وماجد لا يزال يراقبه .. دخل عليه المحقق " مخلد" مد إليه الملفات بصمت ، أخذها ماجد وتوجهه خارجًا . . إلى غرفة تحقيق أخرى . . وضع بها فيصل
........................................
،
فُتح الباب ودخل ماجد بنظرة جامدة ، وعندما رآه فيصل شخر ساخرًا . . جلس أمامه بهدوء واضعًا الملفات فوق الطاولة المتوسطة . . وفيصل يراقبه بذات الهدوء !
رفع ناظريه ماجد ، وتقابلت أنظارهما لوهله . . وكل واحد منهما يسّل سيفه نحّوى الآخر بصمت . . حتى قال ماجد بثبات " فيصل عبد الكريم .. هل تعرف أن شريكك موسى الكاسر متورط بتوقيعه لصفقات لمنتجات رديئة ورشاوي للعمل "
قال فيصل بصدمة" وش جالس تقول ؟ موسى يسويها مستحيل !"
أخرج الأوراق وقال " الأوراق هذي فيها بصمته وتوقيعه تثبت هذا الشيء "
أخذها فيصل وقرأه وهو يقول بعدم تصديق " مستحيل مستحيل موسى يسويها !!! موسى يلعب من وراي ؟؟؟"
ومن ثم وضع الأوراق جانبًا وقال " أنت متأكد أن موسى يسويها !!؟"
تكتّفت ماجد وقال " يعني مالك علم ؟ "
" لا أبد أبد "
آمال ماجد ثغره وقال " طيب موسى يقولك أنك ترسله يوقع الأوراق بموقع العمل وهو مايدري عن شيء"
رفع حاجبيه وقال " أنا ؟؟ صح أحيانا اخليه يوقع بس ماكنت أدري إنها رشاوي وصفقات لمواد رديئة"
" يعني ماكنت تعرف ؟"
قال فيصل بانفعال " العمال والمواد كلها كانت باسمي !!! شلون تبيني أعرف عن هذي الاشياء !!! وفوق كذا مبنى حكومي !! لو غلطة واحدة أنا راح أكلها "
وقف ماجد قائلًا " هذا الاستجواب المبدئي ماراح تطلع من هنا لحتى مانتأكد من برائتك تمامًا !"
" أنا ابي اقابل موسى !! أبي اعرف ليس سوا كذا وليش يبي يورطني ؟؟؟ "
" لا لا مستحيل موسى يسويها مستحيل مستحيل "
" أكيد أحد .. ناوي علينا أكيد !!!"
كان ماجد يراقب ملامحه بصمت مطبق ، ومن ثم قال " تدري إني حققت كثير من المشبوهين .. والمجرمين .. والبريئين .. بنظرة وحدة أقدر أطلع. .. المجرم الحقيقي تدري !!"
قال فيصل بانفعال " يعني .. أنت متأكد أن موسى يسويها بي ويورطني ؟؟ خوي !! خوّي .. اللي أعده أخو!! يخسرني ويورطني !!"
انفجرت شفتي ماجد بابتسامه ساخرة وقال " ماكل .. خويًا تعد أخو .. كفو "
وانحنى نحّوه مردفًا بنبرة ثابتة " بعضهم يطعن بظهرك وهو يبتسم بوجهك "
وابتعد عنه خارجًا للخـارج ، يخرج أنفاسه المكبوته دفعات متتالية عائدًا إلى غرفة التحقيق التي يوجد موسى!
دخل الغرفة الإخرى ورى الملفات فوق الطاوله العريضة وجلس على المقعد بإرهاق يتابع أخيه الذّي لا تزال الصدمة تظهر على لغة جسده !
اخرج هاتفه من بنطاله . . ناويًا الإتصال على والده وإخباره لكي يكون بالصورة . . ولكن الرسالة اللي تتوسط هاتفه جعلته يستغرب " أنا رحت لحايل عند كم شغله ماني مطول راجع "
عقد حاجبيـه بتساؤل ، واتصل على والده وعندما أجابه
سأله سريعًا " يبه .. وش عندك بحايل ؟؟ "
أتى صوته والده مهتزًا وكأنه يكابد شيء ما " مدري .. مدري ياماجد .. رحت يمكن .. يمكن "
" يبه وش فيك .. أهدأ .. ليش رحت !!"
قال بغصة" علياء تطلقت "
وقف ماجد شاعرًا بضربة قوية على قلبه ، ووالده يتابع بنبرة ضائعة" رحت يمكن .. يمكن أشوف ليش سبهان طلقها .. مالقيته .. مالقيته .. وبكرى راجع"
أحتد الصمت لدقائق ، وماجد يحاول استيعاب الأمر وقال والده
" أخ ياماجد .. ضربتين مرة وحدة .. أخ !!! "
سأله ماجد بتردد " قال لك موسى ؟"
" دق علي .. يقول وكل لي محامي .. "
وتابع والده بإنهيار " أنا ألقها من وين ولا من وين ؟"
بلل شفتيه ماجد وقال مدعيًا الثبات" استهدي بالله يبه .. يمكن مشكلة ويبي لها حل .. خلها عندنا يوم يومين ويمكن تصفى اللي بالنفوس !! وموسى .. "
" شلونه ..؟"
رفع ناظريه نحّوه اخيه وقال " طيب !"
"أخوك بامانتك ياماجد .. ورح للبيت .. خلك قريب من أختك .. بنتي ماهي بنتي اللي اعرفها .. أخاف يصير به شيء"
اهتزت عضلة عميقة في قلب ماجد ، لأول مرة في حياته يوصيه والده على أخويه . . بلل شفتيه وقال بنبرة مضطربة " أبشر يبه"
.............................................
،
،
دخل ماجد إلى البيت الهادئ في هذه الساعة المتأخرة ، لم يستطيع الذهاب حتى أمّن لموسى مكان ينام فيه ليلته وطعام يسدّ رمقه ، شاعرًا بشتات يلف وجدانه . . فذكرى تكبيل يد أخيه تحيّل قلبـه إلى نصفين
سار باتجاه المصعد ولكن توقف قديمه وهو يسمع جلبة في المطبخ ، لا يعلم لِما استدار إليه . . وقف وهو يرى علياء منحنية تأكل رقائق الذرة واضعةً سماعات لا سلكيه في إذنيها " انتبه لأختك علياء ياماجد ،"
ترددت صدى كلمات والدته الإخيرة في أروقه قلبّه ، حتى شعر انه يتضخم وذكرى منفية من دهاليز ذاكرته ظهرت على السطح تأجج به مشاعر الأخوة المنسية من حزمة مشاعره!
" أخوانك جو ياماجد أخوانك جو "
هذه العبارة كانت وقعها جميل على قلبه ، كلما أتوا بعد غياب إلى حائل ، خصوصًا بالسنوات الأولى من ذهابه إلى حائل ، كان يستقبلهم بلهفة خصوصًا علياء ، صغيرتهم التي لم ترتوي من حنان والدتهم سارة ، كان قلبّه يحنّو عليها لشدةً أنه يتمنى لو تعيش معه في حائل ، لكي تغدقها جدتهم بحنانها . . ويذكر تحديدًا عندما كانت في الرابعة كانت تبكي ولم يعرف الجميع مابالها ، حتى أخذها واحتضنها وعندما سألها هل تريد شيئًا ما تحدثت بلكنتها التي تذيب قلبّه " ابي كلون فليكس .. "
ذاب قلبه أكثر ، وأحضرّ لها رقائق الذرة ، وأكلا سويًا باستمتاع .. وفي كل مرة يأتون كان يشتري رقائق الذرة خوفًا من بكاء الصغيـرة . . ولكن الصغيرة كبرت .. وتباعدت .. وفي كل مرة تأتي تسلم عليه سلّام بارد . . وأختفت اللهفة . . حتى أصبح مجيئ أخوته إلى حائل مستبعد ،و حين عودته إلى الشرقية كان هنا جفاء واضح ، وصراعات ، وشد وجذب ، وإثبات من الأقوى ، وتباعد !
ابتلع ريقه الجاف عندنا رأته ، انتفضت واقفه وأخذت صحنها الفارغ ووضعته فوق الحوض ، مثلما كانت تفعلها وهي صغيرة . .مرت من جانبه ولكّن سؤاله العميّق أوقفها " وش اللي صار بينكم ؟"
طال صمّتها وهي تحدق بنقطة غير مرئية ، وفجأة رفعت عينيها إليه ، شعر بقبضة قوية تعتصر قلبه ، وهو يرى الألم العميق والخفي في عينيها وقالت " مو أنت تقول لي راح تجينا مطلقة ؟"
وأمالت رأسها وتابعت " وهذا أنا جيتكم مطلقة "
لايعلم لما نبرتها هزت وجدانه وهو يراها بهذه الهشاشة التي لا تناسبها ، اعتدل وقال بنبرة جامدة تخفي انفعاله " أكيد فيه سبب .. أختي واعرفك .. وش اللي صار ؟ "
تجاهلته مكملةً سيّرها وكتفيها تدلى بضعف ، تنفس بصوت عالي عندما اختفت من ناظريه !
وجلس باعياء على نفس المقعد التي كانت تجلس به !
...........................................
،
دخل سامي البيت شاعرًا بثقل كالجبال على كتفيه ، ومرارة تلوح بصّدره ، لم يجد سبهان قيل له أن سافر إلى مكان مجهول ، ولم يعلم أحدًا عن الطلاق لهذه اللحظة ، وهو أيضًا لم يفكر بإخبار العائلة . . متمينًا إن الأمور ستتصلح ، موقنًا إن الخطأ الأكبر على ابنته فهو يعرفها جيدًا . . وهو الذي جازف بكل مايملك وسلّمها لسبهان ، لكي يخفف من وجع روحه وهو يرى انفلاتها مع فيصل . . قد يظن الجميع أنه لم يعاقب علياء على مافعلته . . قد يظن الجميع انه تساهل معها . . ولكنّه عاقبها بالخفاء . . عقاب توسلته لكي يعدل عنّه . . ولكنّه . . أب مجروح ومخذول من نفسه ، علياء لم تكن تريد سبهان ولكنها أجبرها عقابًا لها !
وهاهو الآن يشعر بخروج روحه من جسده لأنها أتته مطلقة . . مطلقة !
والسبب . . مجهول .. ولكن هو يعرف معدن ابنته !
ابنته . . التي يأتيها في كل شهر مرة يغدقها بدلاله وهداياه ويذهب تارةً أخرى ، تاركًا تربيتها لجدّتها المتساهلة وخالاتها الأكثر تساهل . . لتكبر وتنفلت ولإنه يُريد تعوضيها عن غيابه تساهل معها كثيرًا ، ورأى نتائج تساهله أمام ناظريه !
دخل عليها الغرفة بقلب مكسور ، وجدها نائمة !
وخرج ليجدّ ماجد واقفًا بالرواق ، وعندما رأه ابتسم ابتسامه عميقة . . فليحمد الله أنه خرج من صلبه رجل يعتمد عليه ، أبن تربى بعيدًا عن ناظريه ولكن أصبح رجل يتفاخر به في مجالس الرجال ، رجل زُرعت به المبادئ الحميدة !
وهاهو يرى ثمارها بافعاله ، والفضل يعود لله ثم عائلته !
دخل مكتبه ولحقه ماجد بصمت ، جلس سامي راميًا ثقله على المقعد وسأله" وش صار على موسى ؟"
" للحين بالتحقيق "
أحتد صمت ثقيل عليهما ، وجلس ماجد على المقعد يراقب والدها وهو يمسد جبينه بتعب ، حتى قال " هونها وتهون يبه "
شخر ساخرًا " تهون ؟ تهون ؟ ولدي بالتحقيق وبنتي جتني مطلقة ! "
" أخ ياماجد ! أخ !!! والله أحس سكاكين بوسط صدري أخ بس "
ووضع كلتيا يديه على وجهه وقال " وين أودي وجهي عند سبهان وعمامك ؟ "
لم يعلق ماجد ووالده يتابع " كله مني كله مني !! كنت لاهي بالسفريات صفقة ورى صفقة فلوس وراها فلوس .. مادريت إني باكلها وأنا اشوف عيالي كذا "
وابعد يديه ناظرًا له نظرة عميقة "الحمدلله اللي تربيت عند جدتك ولا هو عندي "
طال صمّت ماجد ، وهو يراقبه . . قال سامي " تكلم قل شي أدري في قلبك كلام .. عاتبني سمع أبوك كلامًا يستحقه "
بلل شفتيه ماجد وقال بهدوء" أنت غلطت يوم أنك وافقت على سبهان !"
" قلت يمكن يربيها!!! قلت يمكن يقوى عليها !!! يمكن ويمكن !!!"
تنهد بوجع " بس بنتي بنتي وأعرفها "
تابع ماجد" يمكن .. مشكلة بسيطة وتنحل ماتدري !! لا تستعجل الأمور "
قال سامي بجرح " سبهان ماطلق إلا وإنه عايف !! عايف !!"
وسامي يسترسل " دورت شي يبرد حرتي فيها !!! شي يوجعها حتى لو هي بنتي !! !! لا تحسب يوم أنها تتخبى وراي عشانك بتضربها كنت مستانس كنت ودي تبرد حرتي ، بس عجزت أخليك تضربها عجز قلبي يطاوعني ، عجزت أقسي عليها حتى وهي غلطانة !! عجزت أخليك تقسى عليها قدامي عجزت ، تمنيت إني أربيها من أول وجديد "
وشخر ساخرًا " بس وش عقبه ؟ وش عقبه أجي أربيها الحين ؟ جلست شهرين ماطب لساني لسانها إلا عندكم !!! أكلمها قدامكم وأنا متلهف وكأن الموضوع عادي لإني داري إني بعاقبها إذا صارت لحالها !!
ويوم جاء الخسيس يخطبها خليت القرار له ، ويوم عيّت ! والله إني يديني تكتفت !! يعني لا هي اللي تبي تستر نفسه ولا أنا اللي أقوى عليه
وكان قدامي سبهان بمشروعنا اللي كنا نشتغل عليه !! رجال شديد كلمة حد السيف !! قوي شخصية وله هيبة ومقامه بين الرجال !!! قلت يمكن يقدر يربيها ولأني أدري أنها ماتبي أهل حايل !! لمحّت له كلمة وكم كلمة وجاء وخطبها منيّ !! وهي عيّت بس أنا غصبتها !!"
وقف ماجد مذهولًا ممايسمع " مستحيل يبه مستحيل !! أنت صححت الغلط بالغلط !!! "
قال سامي بخيبة" ماحسبت تجيني مطلقة "
" ماحسبت ؟ والمرات اللي تجي ويالله ترجع لحايل ماتوقعت بتجيك مطلقة ؟ يبه أنت ماسويت بعلياء خير ترى !! والله العظيم ماسويت به خير !! والله"
" أنت تعرف مجتمع عمامي شلون هو يفرق عن مجتمع اللي عاشت به علياء ! أنا أنا ياخوها عجزت أبلع تصرفاتها ولا هي تبلع تصرفاتي !! ماتواطنّي بعيشتي لإني أقولها تغطي ! وتغصبها علـى سبهان سبهان ؟ يبه سبهان الرجاجيل ما يناطحونه من قوى بأسه !! وعلى إني ماحب لا مجتمع خوالي ولا أبلغه بس أنا أهون منه وهذا أنا تزوجت بتول وهي تتحجب ، وأكيد إن سبهان ماخذا علياء إلا لأجل خاطرك ! وماظن صبر وهذا هو طلقها ! هو مايتحمل يشوف الخطأ ويسكت ! وفوق كذا .. مافكرت بعمامي وكلامهم ؟ مافكرت وأنت تغصبها على كلام جدتي ؟ اللي ماتحب إلا الساتر !! جدتي أخر مرة جبتها تقولي علياء بس عاقدة
النونة مافكرت أن يمكن علياء تفشلك عند عمامي ؟
ووقف ماجدًا شاعرًا بقهر يستولي على كل ذره من كيانه " والله أنا مادري شلون تفكر قسم بالله ! مادري أنت مستوعب اللي قدامك ؟ مستوعب أنك باهمالك خليت فيصل يعتدي على حرمة بيتك !! بإهمالك خليت بتول تعيش بوسطنا وحنا عيال !! بإهمالك ما ابعدت هالخسيس عن موسى !!! ..
وشد شعره بغل " يبه أنت .. أنت والله العظيم وديتنا بداهيه !! يبه !!
.. ويوم جيت تكحلها أعميتها"
أطرق سامي رأسه بعجز ، وصمت ماجد شاعرًا بندم على انفلات لسانه !
وعاد للجلوس تارةً أخرى وقال بندم" سامحني يبه أنا حالف إني ماطول صوتي عليك مرة ثانية !! بس بس والله .. "
وتابع بخشونة " ماودي أعيد وازيد على كلامي وعلى كل مرة نبهتك عن كل غلط يصير بالبيت !!! كل مرة أجي أقول هذا غلط و هذا غلط!! تسكتن بكلمتين ولا شيء يتغير !!! شف يبه وش صار الحين شف !!! موسى متورط وعلياء !! شوفت عينك !"
رفع سامي رأسه وقال " أشوف .. أشوف بعيوني "
ابتلع ماجد ريقه مراتٍ عدة ، ووقف سامي مُتجهه للخارج" بروح أشوف موسى أمشي معي "
وقف ماجد بثقل ، مُدركًا لو إنه جلس طوال اليوم يأنب والده لن يجدي ذلك نفعًا !
......................................

كان يرتجف كالقصبة لشدة فزعه وخوفه وهو جالسًا في غرفة التحقيق ، ومنظر ماجد وهو يكبل يديه لا يحيد يمينًا ولا شِمالًا . . عقله شل عن التكفير ولسانه التصق بحلقه . . وهو يندب غبائه كيف لم يدقق بالأوراق كيّف ؟؟؟
فتح الباب فجأة ، واستبشر عندما رأى والده .. وقف لاحتضانه وهو يردد " يبه والله العظيم إني مالي دخل بشيء والله"
ابتعد موسى ، وتلئكت عينيه وهو يرى ماجد خلفه والده ، وعاد يجلس على مقعد موجهًا حديثه لوالده " أكيد ولدك مستانس ومبسوط !! "
تحدث ماجد بهدوء " ماحد يستانس وهو يشوف أخوه بالتحقيق "
جلس سامي أمامه وقال " أخوك يشتغل ليل ونهار عشان يطلعك من هنا !!! "
وتابع بحدة" ويمكن واحدًا ثاني هو اللي مستانس "
" وش قصدك يبه ؟"
" تعرف قصدي زين !! "
ابتلع موسى ريقه وقال " مستحيل فيصل يسويه أكيد واحد حاقد علينا كلنا "
قال ماجد بغّضب "والله لو يجدعك فيصل بالنار قلت مستحيل يسويه !!! اصحى اصحى ياموسى "
تكتّفت موسى قائلًا " جب لي دليل !!! "
شخر ساخرًا " لو بجيب دليل بجيب دليل يطلعك من هنا !!! "
أطرق موسى رأسه وقال " وش اسوي يبه والله العظيم مالي دخل مادريت أنه صفقات مشبوهه !! والله "
" كم مرة يرسلك فيصل توقع صفقات ؟"
رفع رأسه موسى على صوت ماجد " مادري "
تابع ماجد " وليش بس الصفقات كلهن بتوقيعك ؟ لو واحد صدق يبي يورطكم كان على الأقل صفقة وحدة هو موقعة"
تصلب فك موسى ، وشتت ناظريه عليهما " فكر ياموسى !! فكر !!! "
أرمش مراتٍ عدة وقال " شلون يعني !!؟"
" يعني إنك الوحيد اللي متورط .. وأفهمها عاد "
وقف موسى بفزع " يعني .. أنا متورط لحالي .. يعني أنا .. انسجن وأنا مالي دخل ؟؟؟"
صرخ موسى بقهر عندما استشف الصمت منهما " ليش سااااكتينننن ؟؟؟؟"
قال والده " الموضوع ماهو سهل ياموسى وماجد يحاول قد مايقدر يطلعك من هنا "
جلس بانهيار على المقعد وقال " مستحيل والله مستحيل مستحيل "
قال ماجد بحدة " كم مرة حذرتك كم !! وراح تشوف بعيونك إن كلامي صدق ياموسى وراح أثبت لك "
وخرج ماجد من الغرفة ، وقال موسى بقهر " ولدك بس يبي يطلع نفسه هو الصح "
" وهذا اللي قدرك الله عليه أخوك الليل ما ينامه عشانك وأنت تقول هالكلام"
قال موسى بقهر " بدينا باسطوانة تمجيد ماجد !!!"
" كل@@@ وأحترم نفسك ياموسى !!! شف أهمالك وين وداك بداهية"
ارتجفت نبرة موسى" ليش أنتم متأكدين انه فيصل ليش"
تنهد والده وقال " الرسالة اللي ارسلتها بتّول .. شلون ديما درت فيها ؟"
رفع موسى حاجبيه بذهول " وش دراك أنت ؟ وشلون درت ديما "
رفع كتفّيه سامي وقال " اسأل نفسك من اللي قلت له .. ووصل لديما ؟"
شهق موسى واطبق شفتيه بصمّت ، وتابع والده " فكر ! فكر وأحسبها زين ياموسى !!!"
وخرج تاركًا موسى تائهةً ينظر لنقطة غير مرئية
..............
يتبع


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 01:27 AM   #1657

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(2)
،
،
وقفت ديما بفجيعة وهي تردد ماقاله والدّها " وش جالس تقول ؟ فيصل وموسى وش فيهم ؟"
تنهد والدها وقال " ممسكوين بالتحقيق !! وعلى كلام فيصل إن موسى مورطه بصفقات مشبوهه"
زاد وجع قلبها ، فهي لا تزال موجوعة من أفعاله ، وحتى بعد مكالمة عمّها لم تتغير الفكرة التي برأسها وأخيها يؤكدها ، فهي متأكدة إن فيصل يريد بها الخير ! واسترجعت حديث فيصل عندما أتاها يخبرها عن الرسالة" هو قالي بعظمة لسانه أنه مرسل لبتول .. أنا شاكًا بموسى أحسه يلعب من وراي ويبي يورطني"
جلست بإعياء على الإريكه ، وهاهي شكوكه تظهر على أرض الواقع !
قالت والدّتها " موسى !! مورط فيصل ؟ شلون شلون ؟ هو قاصد ولا وش السالفة "
" أنا مادري مادري !! هذا اللي أعرفه .. وماجد اللي معتقلهم "
شهقت والدتها " ماجد !! ماجد !!! ياويلي حالي .. بدق عليه بشوف وش السالفة "
تناولت هاتفها تتصل به ، ولكن لا رد
" مايرد مايرد !!! ياربي وش السوات !! لاتدري أمي والله لا تنهبل !!! موسى !! موسى يسويها !!! سوي شي ياعبدالكريم تحرك !"
" ماقدر أسوي شي هذا فيها فساد !! فساد إداري ماغير ننتظر ونشوف وش نهايته !!! "
" حسبي الله ونعم الوكيل عليك ياموسى حسبي الله "
وتابعت وهي تقف " أنا بروح للبيت أكلم ماجد وجهه لوجهه "
قال زوجها رافضًا الفكرة " اصبري يابنت الحلال اصبري !! نشوف وش يصير يمكن الحين ماجد مشغول"
عادت للجلوس بقلب مشتعل وهي تتطلع بديما المنهارة !

...........................................
،
،
" علياء تطلقت "
انفرجت ضحكة شامتة من أعماقها ، وهي تتطلع بوالدتها الناقمة عليها " بنت حرام تتشمتي عليها !"
" لا بس أنا أحس مو مصدقة ! علياء تطلقت ؟ وهيا اللي كانت بكل مرة تقول زوجي وزوجي وسبهان وسبهان وتقول أنا كتيرة عليه .. تتطلق أخر شيء " وصدحت ضحكاتها تارةً أخرى !
ضربتها والدتها بغيض وبتول تتابع الضحك بتشفي !
"بنت مجنونة أنتِ ؟"
" ماما لا تلوميني لا تلوميني تعرفي وش كانت تسوي فيني علياء من كنا صغار ؟ ولحد الحين تتكبر عليا وتشوفين ولا شي .. تعرفي ايش تقول تقول غريبة ماتطلقتي أنتِ وماجد !! " وفلتت ضحكة شامتة" وأخر شي هيّا تتطلق "
نظرت لها والدتها بعدم رضا ، ولكن لم تلقي لها بالًا وهي تعود لجناحها ، وتتنهد بشوق فهي لم ترى ماجد إلا لِمامًا لا تعلم مالذي يشغله لهذه الدرجة ؟
.................................................
،
،
خرجت ابتسام بخيبة من المكتب وهي تنظر لبحثها بأسى ، فرئيس اللجنة رفض قبول اسم بحثها ويُطالبها بتغييره ، فكرت أن تذهب إلى البرفسور وتطرح له فكرة بحثها لعلّه يقنع رئيس اللجنة فهي تعرف البرفسور متفتح على الأفكار والأديان ، فرئيس اللجنة لم يوافق على بحثها لإنه يتكلم عن القانون الإسلامي
اتجهت إلى مكتبه بخطوات رتيبة وهي تدعو الله إن يكون في صفها ، توقفت .. وشعّرت إن الكون باكمله يتوقف . . فقط تسمع أنفاسها اللاهثة وضربات قلبها المتسارعة . . وهي ترى الوليد خارجًا من مكتب إستلام الملفات !
وهي تتذكر أخر مرة رأته وهو يُعتقل أمام ناظريه ، وبعدها انشغلت تمامًا بسقوط فارس وّ العودة للدراسة . .
خّرج إذن !!
إذن ماهي تهمته ؟
وكيف خـرج ؟
وكيف حال ديما ؟
توقف هو الآخر . . يتطلع بها بصمت . . وهي بصعوبة أنزلت عينيها واكملت السيّر إلى أخر مكتب .. ولكن صوته أوقفها " شلونك ابتسام ؟"
توترت أنفاسها ، أنا بخير . . بخير . .
حتى رؤيتك لم تعد تسبب لي خوفًا يكتم انفاسي !
وذاكرتي العصية لم تعد تسترجع ما فعلته بي !
أنا بخير . . بخير !
نظرت له وقالت " أنا بخير "
وتخطته .. بذقن مرفوع وجسد متصلب .. حتى وصلت إلى مكتب البرفسور وّ طرقت الباب مراتٍ عدة حتى أُذن لها بالدخول . . وهي تشعر بمراقبته
دّخلت إلى المكتب وهي تحيّ البرفسور ، وعندما عرفها ابتسم لها " مرحبًا برفسور .. أنا لدي مشكلة وأتمنى أن تساعدني "
" تفضلي وأخبريني ما مشكلتك ؟"
جلست على المكتب وقالت " للتو خرجت من مكتب رئيس لجنة البحوث لكي يرى بحثي ولكنه رفض وأخبرني بتغييره " ومدّت له الملف " ولأن بحثي يتكلم على قوانين الإسلام "
شخر ساخرًا " تقصدين جميس !!! هذا هو لديه مشكلات في عقله "
بدأ بفتح الملف وقراءة المواضيع الرئيسة المطروحة وقالت باعجاب " أنه مدهش "
استبشرت " حقًا !!"
" نعم .. لا عليكِ أنا سا أتصرف .. تعالي غدًا وستكون الموافقة على بحثك موجودة"
" شكرًا شكرًا "
ووقفت لكي تذهب ولكن قال " هل تعرفين الوليد الكاسر ؟ " وتابع عندما رأى صمّتها " الذي كان معكِ في مادتي وأتيتا لكِ تغير ا..
" نعم .. تذكرت "
بلل شفتيّه وقال " يبدو إن معرفتكِ به سطحية ! كنت أتمنى لو تقنعينه إن يكمل دراسته .. فهو سحب ملفه وللتو أتى ليسلم علي ويخبرني أنه سيستلم ملفه"
رفعت حاجبيـه بتعجب وبلل شفتيها وقالت " نعم علاقتنا سطحية "
" هذا مؤسف إن نفقد عقلية عبقرية مثله!! "
وانشغل في أوراقه ، وخـرجت هي من المكتب . . والأسئلة تموج في عقلها !
........................................
،

أتى لكي يستلم ملفه الجامعي ، داعيًا الله إن يراها ولو لمحة . .
وياليت عينيه لم تسقط على صفحة وجهها ، ولم ينفلت لسانه بسؤالها عن حالها ، وياليت لم يسمع وقع حروفها على إذنيها !
ياليته !
ومع هذا . . قد تكون المرة الاخيرة لذلك هو سيقتنص هذه الفرصة ، لكي ينهي حديث عالق بينهما
خرجت من المكتب ، وعندما وجدته جالسًا ينتظرها عقدت حاجبيها وقال وهو يقف " ممكن .. " ارتعشت يديه التي تمسك بالملف وتابع " تسمعين مني كم كلمة"
طال صمّتها ، وهو يشعر إنه واقف على شفا حفرة من فوضى مشاعره !
" تفضل "
ضيّق عيّنيه وقال " هنا ؟"
وهو ينظر للممر الطويل والفارغ " تفضل لو سمحت "
تنهد بتوتر ، وشعّر بإن الحروف تهرب منه . . أجلى حنجرته و وقال " يمكن كلامي اللي بقوله ماله معنى .. بس هي كلمة لازم أقولها .. إني إني "
ورفع ناظّريها إليها وقال " آسف "
وصمت للحظة يلتقط أنفاسه وهي مطرقة رأسها ولم يستطع رؤية مامدى تأثير كلمته عليها وتابع بصوت أجش" وأتمنى أنك تسامحيني على كل اللي سويته .. وكل اللي سويته عرفت إني ماكنت بوعّي وماخلّاني أوجعك إلا الشديد القوي"
وأهتزت نبرته وهو يشعر إن سيخر واقفًا " وإن كانك تدعين علي .. طالبك توقفين دعاء .. أنا كل اللي سويته بك شفته بنفسي وأهلي وحياتي ... بس والله العظيم .. أني اتمنى الزمن يرجع بي لحظة .. ولا أمشي بذاك الطريق ولا أذيك حتى بكلمة "
وتنهد بصوت عالي . . وسار حتى اختفى عن ناظّريها
..…….......................................... ...........

أهتز قلبـها بتوتر وهي ترى الوليد يخرج من مبنى الإدارة وهي جالسة على مقاعد جانبيه ، مالذي أتى به !
وبهذا التوقيت تحديدًا عندما وافقت على عيسى
وقفت تأشر له ، وعندما رآها أقبل نحّوها بابتسامه جميلة وقال " مرحبًا جيسي كيف حالكِ؟"
ابتسمت " بخير الحمدلله .. مالذي أتى بك ؟ أنت قلت أنك ستذهب دون عودة !"
رفع الملف وقال " جئت لكي استلم هذا "
قالت بحزن" لن تعود لمقاعد الدراسة إذن ؟ "
ابتسم" نعم "
" ياللأسف !"
"كيف حالكِ أنتِ جيسي ؟ هل أموركِ بخير ؟"
" نعم .. أنا بخير الحمدلله "
مرت من أمامها ابتسام بخطوات عجلة وهي ترمي عليهما نظرات متفرقة ، كلاهما صمت حتى اختفت وبعدها قال الوليد " هل أقول مُبارك ؟"
" على ماذا ؟"
أشار إلى الدبلة التي في اصبعها ، قالت بتوتر " اهااا .. تمت خطبتي على رجل .. جيـد "
" مبارك جيسى أتمنى لك التوفيق والسعادة في حياتك "
ابتسمت" وأنت كذلك"
" أنا ؟ هذا شيء مستبعد حاليًا !"
" لماذا ؟"
رفع كتفّيه بلا تعليق واستأذن للذهاب وقالت " أوصل سلاّمي لأختيك .. وحقًا شكرًا شكرًا على مافعلته من أجلي ولن أنساك من دُعائي "
ابتسم وذهب من أمامها ، وجلست هي بارهاق على المقعد !
" ربك أختار لكِ عيسى لإن هو الأفضل .. لن تكونين سعيدة مع رجل كان زوج صديقتك السابق "
خصوصًا إن عيسى بتصرفاته يخطف أنفاسها ،
تنفست بصوت مرتفع براحة ، واتصلت على ابتسام " مرحبا جيسي "
" إين أنتِ ؟"
" ذهبت إلى البيت .. متعبة قليلا "
" سلامتك حبيبتي ... امم ابتسام .."
" همم"
" أنتِ لم تغضبي بسبب وقوفي مع الوليد ؟"
" ولِما أغضب ؟"
" لا أعلم .."
" الوليد صفحة من حياتي وانتهت عزيزتي .. ولا دخل لي بعلاقتكما "
" لا تجمعنا علاقة .. فقط الامتنان من قبلي "
صمتت ابتسام للحظات طويلة ومن ثم قالت " وداعًا جيسي اراكِ غدًا "



يتبع


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 01:35 AM   #1658

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(3)
،
،
دخلت ابتسام الشقة الفارغة بعدما أرسلت لفارس أنها خـرجت مبكرًا ، لكي يتسنى لها البكاء براحة لحين قدومه
جلست على سريرها بعدما أبدلت ملابسها . . ورفعت رأسها شعرها عاليًا . . وسقطت دموعها بلا توقف وهي تتذكر حدّيثه !
روحها ترتجف .. ونبرته اليائسة تقطع نياط قلبها !
يخبرها إن ليس بوعيّه . . عندما ضربها وأسقط جنينها . .
مالذي حدث له لكي يكون بلا وعي ؟
لا تستطيع الجزم بشيء . . هل كان مريض نفسيًا ؟
أمّا إنه كانت عينًا حاسدة هي ماجعلته يتصرف بلا وعي !
أما أنه نفس دنيئة لجئت إلى السحر لكي تفرق بينهما ؟
تعددت الأسباب. . وتبقت حقيقة واحدة
أنه . . ليس بوعيه
تنفست بصوت مرتفع ومسحت دموعها ببطء ، وتناولت هاتفها تتصل ببسمه .. تحتاجها لكي تترجم ماتشعر به
" هلا بسومي شعندك داقة"
" إبي تسمعيني "
" اطربيني "
تنفست بصوت مرتفع وقالت " اليوم شفت الوليد "
" امّا .. يعني .. ما أنمسك على شيء ؟"
" مادري مادري .. شفته .. و قال بقولك كلام"
شهقت بسمة " وش قال ؟؟؟؟؟"
" قال إني اسف واللي كنت اسويه ماهو بوعي واللي خلاني أذيك الشديد القوي ولو يرجع الزمن ما أمشي بهذا الطريق .. وسامحيني ولا تدعين علي "
شهقت بسمة بتأثـر " قالك كذا !!"
" ايه قالي .. واحس تقطع قلبييييييييي"
" نسيتِ كل اللي سواه ؟"
" ماعاد يهمني زي أول .. تذكرين يوم تقولين يمكن وجوده خيره ماندري عنها .. وجوده كان اختبار لي .. وأحس إني نجحت بهذا الاختبار من فضل ربي قبل أحس إني ثقيلة باوجاعي وحقدي وغلّي عليه .. الحين أحس بالخفة
إذا طرى علي ماتجيني ضيقة .. مرور عادي لإي شخص .. يمكن كان وجوده عشان أواجهه وجعي شوي شوي "
" ماصارت تجيني كوابيس .. ولا عاد طاريه ينفض عظامي .. ماعدت أحس بالكسرة .. ولا حتى وجوده كارثة بالنسبة لي .. شخص عادي "
" طيب ليش تقطع قلبك ؟"
اختنقت بغصتها " لأن يقول ماهو بوعي "
" شلون يعني ؟"
شهقت ونزلت دموعها ببطء " يعني الشخص اللي عشت معه أجمل أيام حياتي .. ماغيره إلا الشديد القوي !! فيه شي قوي خلاه يتصرف كذا ..والحين إذا تذكرت وش كان يسوي فيني اكتشفت إن كان فيه شيء غريب "
" يعني أنتِ متحسفة على أيامكم الجميلة ؟"
" مادري !"
" يعني للحين تحبينه "
بكت أكثر " لأ لأ انا ما أحبه .. أنا ..."
قالت بسمة بجدّية " اسألك بالله ليش رفضتِ مازن ؟"
" وش جابه هذا الحين ؟"
"جاوبي "
" لأني حسيت لو تزوجته مافي ضمان إني أعيش سعيدة معه يمكن يكون نسخة ثانية من الوليد وش يدريني !"
" طيب الحين تقولين بالإساس معدن الوليد طيب وجاه شي قوي .. يخليه ماهو بوعيه .. يعني فكرة إن احتمال مازن ياذيك مستبعدة .. لو يجيك مازن الحين يخطبك توافقين ؟"
" لأ"
" ليش ؟"
" ماني حمّل أدخل علاقة "
" طيب .. لو لو .. جاء الوليد وتأسف من أبوي وشرح أسبابه وكانت مقنعة ويبي يرجعك توافقين؟"
" مستحييييل مستحيييييييييل "
قالت بسمة " أجل ليش تقطع قلبك ؟"
تنهـدت ابتسام " لإن .. اكتشفت له اسبابه اللي أنا ماقدرت أبررها له بوقتها "
" وأنتِ ماتنلامين مافيه أحد بمكانك له القدرة على التبرير .. وأنتِ صبرتِ عليه كم مرة "
وتابعت بسمة بهدوء " جيته وتأسفه رساله من ربي عشان .. تكون روحك أخف .. بمعنى الوليد له أسبابه صح بس بس أنتِ تضررتي .. وبمعنى أدق تسامحيه عشانك الحين قدرتِ تستوعبين إن له أسباب.. ولا توقفين حياتك عشان تجربة سابقة !"
تنهـدت ابتسام بصوت مرتفع وقالت بصدق " حسيت بالقهر للحظة .. سعادتي معه .. وحياتي كلها تغيرت عشان سبب .. "
" هذا أمر الله ، هو سبحانه كتب تعيشين كل هالإحداث لخيرة جالسين نشوفها ، أنتِ تغيرتِ 180 درجة
وبفضل اللي صارت درستِ ماجستير وهذا أنتِ قريب وراح تتخرجين .. ويمكن تقدرين بعدين تساعدين بنات مروا بنفس تجربتك تكونين أكثر تعاطف وأكثر فهم لتجاربهم .. تذكرين زمان ماكنتِ قادرة تطلعين لحالك لإي مكان مو قادرة تواجهين إي شيء لحالك .. مستحيل تاخذين حقك .. والحين فرق فرق "
"أنتِ واجهتي أشياء كبيرة لحالك .. وأولها تعب فارس بالغربة وأنتِ لحالك "
" صح معك حق . . أنا مسامحته .. ولا عاد يهمني مثل أول .. بس راح يبقى بقلبي شي ماعرف .. وشو .. يمكن حنين .. أو ... مادري بس والله مو حب .. مو حب .. "
" مثل اللحظات الشينة تتذكرينها .. برضو اللحظات السعيدة اللي بينكم راح يبقى أثره بقلبك .. شعور طبيعي "
"صح صح .. يمكن إللي أحسه حنين .. وأحس وكأن ربي وعاني إن لكل شخص اسبابه .. لكل شخص "
وتابعت وهي تقف وتدور حول الغرفة " احس يوم تكلمت حسيت براحة .. وأحمد ربي مليون مرة إن تخطيت كل أوجاعي .. والله روحي صارت خفيفة من فضل ربي .. وتدرين بسمة يوم عرفت أنه فاقده الذاكرة انهرت يوم دريت انهيار الله يعلم فيه ودعيت .. دعيت إن الله يوريني الخيرة ويكون شوفته ما تأثر بي .. وربي استجاب دعائي .. شفت الخيرة ولا عاد يهمني وبنفس الوقت سامحته من كل قلبي .. وفكرت مو سهلة اللي يمر فيه وبنفس الوقت أحس مو مستعدة لا أدخل بعلاقة جديدة وإستحاله إن أرجع له .. إينّ ما كانت أسبابه "
.................................................. ..

دخل سامي إلى غرفة علياء ، ووجدها جالسة على سريرها متشاغلةً بهاتفها ، لم تلقي بالاً لدخوله وهو جلس على طرف سريرها وقال"مانتي قايلةً لي وش صار بينك وبينه "
" وحدة مغصوبة أكيد بتجيك مطلقة"
نهرها بحدة" اتركي الجوال وكلميني مثل العالم والناس"
رمت هاتفها وتابعت " تركت الجوال "
" وش اللي يخليه يطلقك ؟ اعترفي ياعلياء "
"عجزت اتحمل اجلس معه " ورفعت كتفيّها " هذا مو سبب ؟!!!"
صمت سامي طويلًا ، يرى بوضوح نتائج غلطته . . اهتزت نبرته وقال " ليش ياعلياء تفشليني عند الرجال وعند أهلي "
"أنا يوم اغصبك غصبتك على رجالًا كفو !! أدري وش معدنه ! مو رجالًا مورط أخوك ويخرب سمعتك"
توترت نظراتها ورجفة سرت بجسدها وظهرت واضحة في يدّيها وقالت بعدم فهم " وشو ؟"
بلل شفتيه وتجاهل عدم فهمها " كل شيء جبته عند رجولك والله لو تبين عيوني طلعتها وعطيتها لك ! ماقصرت ولا بشي ..حاولت أعوضك بالحنان بكل شيء ! وتصدمين أبوك بعلاقتك من فيصل "
ارتجفت أكثر " وش اللي يجيب طاريه وش اللي يجيب طاريه "
قال سامي بأسى" اسمعيني ياعلياء .. اسمعي كلامًا يجرح صدري ولا بغيت يجرحك .. صديت ماجد عن ضربك ويوم جاء وخطبك الخسيس قلت لك القرار ! وفوق كذا ترفضينه !! وش تبين اسوي ؟ وأنا اشوف بنتي كذا !! مالي حل إلا أزوجها لرجالًا كفو !! وعزالله إن سبهان رجالًا أنتِ كثيرة عليه .. مافكرتِ تتنازلين لو شوي عشان أبوك ؟ "
قالت بعبرة" أنت تبي اتحمل اني اعيش معه واتحمـ..."
" علياء ... أنا متأكد إن سبهان ماطلق إلا لشديد القوي"
بكت بهستيرية"ماحبيته ماحبيته الرجال اللي تشوفه الكفو ضرب بنتك وأهانها ولا خل كلمة وحدة ما رمها بوجهي .. أنت ماسألت شلون جيت هنا بس فكرت به ولا فكرت بنتك !!! "
وضحت الصدمة على سامي وقال بعدم تصديق " ضربك ؟؟؟ ليش ضربك "
" الرجال اللي تحسب أنه كفو .. تدري أنه شكاك ومعقد ويشك فيني تدري تدري "
نظر لها سامي بتدقيق صامت ، وهي تتابع بهسترية" مانت مصدق .. مانت مصدق " ابعدت الغطـاء عنها واخرجت ذراعها وقالت " شف شف وش سوا فيني "
قال سامي وهو يرى الكدمات تملئ دارتها " هو إللي سوا فيك كذا "
" اييييييه هو هو !!! عشان تعرف إني صبرت وتحملت كثيرررررررر !!! مابيه يبه مابيه تكفى مابيه "
وقف سامي عاجزًا عن الحديث ، شاعرًا بوجع ينخر قلبه من أعمق نقطة . . هل حقًا يفعلها سبهان !!!
ابتلع ريقه بشتات" من متى وهووو يضربك ؟؟ من متى ؟ وليش ماقلتِ لي ليششششش؟؟؟؟ "
كان جوابها بكاء مرير ، شعر سامي إن قدميه لا تحملناه وعاد للجلوس " خلاص ياروح أبوك لا تصحين وأنا موجود "
وتلقفها باحتضان أبوي عميّق بصمت ، وبعد دقائق طويلة ابعدها وقال " والله إني لا أخذ حقك منه"
" لا لا يبه تكفى لا تقول شيء تكفى "
قال سامي بتعجب " ليش ماتبين أقول شي ليش ؟؟؟ والله لا اكسر راسه "
شتت ناظّريها وقالت " أنا رديت عليه كم كلمة .. وأنت تعرف بنتك تعرفيني يبه .. بس ماقلت شيء قوي بس عشاني مابي اروح لأهله ضربني وطلقني "
رفع سامي حاجبيه بعدم تصديق ، ووقال " قولي لي كل السالفة من أول وجديد "
سردت له تفاصيل حكاية أقنعته خصوصًا أن تعابيرها وأنفعالاتها جعلت قلبه يتلوى ألمًا ، وهي تريه الكدمات المتفرقة على جسدّها ، وبعدما انتهت قالت بتعبّ " تكفى يبه مابي منه شيء ولا ابي تكلمه وتصير بينكم .. خلاص أنا نفسي عايفته والله"
قال " أنا بجيبه عندي وأخليه يعرف شلون يمد يده عليك "
وتابع" أنتِ الحين تطمني وارتاحي ولا يصير بخاطرك شيء وأبوك موجود "
ووقف خارجًا من غرفتها مقررًا الذهاب إليه عند عودته من السفر ، وبينما علياء تضرب نفسها بهستيرية " أنا وش سويت أنا وش سويت"
وتناولت هاتفها وشعّرت إن حياتها على جرف هاوية وهي تقرأ الرسائل العديدة من ديما وسقطت عينيها على رسالة واحدة " موسى بيدخل السجن .. لأنه كان بيورط فيصل بس ماقدر "
.................................................. ............................
،
،
دخل سند غاضبًا إلى حجرة الجلوس حيث تجلس لطيفة برفقة متعب العائد من عمله ومعاذ ، رفع سبابته وهو يقول " الرجال دق علي يقول أنه هون علي الطلاق لو أنتِ مكلمةً حدا حريمه ؟"
" تبي تجدع بنتي لشايب وتبي منّي أسكت ! والله لو يقوم أبوي من قبره ما صار اللي تبي"
قال سند بعد تصديق " يعني كلمتِهن؟"
كانت أعصاب كلًا من معاذ ومتعب متوتره لاقصاها ، ومتعب يجاهد إن يتمالك نفسه ولا يرد عليه
" كلمته هو براسه "
تعالت شهقات الثلاثة وهم ينظرون لها بعدم تصديق ،
أقترب سند سريعًا ناويًا صفعها ولكن يد متعب كانت أقرب " والله لو تمد يدك لا تنكسر"
وأبعد والده بقوة حتى ارتد بعيدًا ، تلاحقت شتائم سند عليه وهو يقترب لكي يضربه ولكن متعب أوقفه مجددًا قائلًا بغل" لا تحسب إني بزر بالمتوسط اسمح لك ترفع يدك على ولا علـى أمي تفهم ؟؟؟"
" لعن@@@ تلعن@@@ أنت وأمك يالخسيس يالواطي ياجعل أشوف بك يوم يبرد حرتي " وابتعد عنه موجهًا حديثه للطيفة الجامدة " وأنتِ شلون تسوينه وتكلمن رجالًا من وراي !!! ماتستحين على وجهتس ؟ هالرجال يبي يستر بنتس ويعزه ويكرمه !!! "
وقفت لطيفة ككُل مرة في بوجهه " بنتي ماتزوجه شايب !! وليا جاء رجالًا كفو يعزه ويكرمه أبشر باللي تقولك سم ولبيه !! كله ولا عيالي ياسند ولا أنت ماعدت تهمني والنفس عافتك "
" أنتِ محرمتن علي مثل حرمة أمي علي يالطيفة على هالسوات اللي سويتيه"
وخرجت من الحجرة .. بعدما فجر قنبلته أمامهما !
معاذ شعر إن قديمه تزلزل من تحته والبيت يسقط على رأسه ، بينما متعب متصامد وهو يرى إنهيار والدته أرضا" حسبي الله عليك ياسند حسبي عليك كان تبي تجيب لي الجلطة حسبي الله عليك "
.................................................. .....
،
تنازع روحها جسدّها وهي بدموع منسابة ترى تدفق الدم من معصمها ، وشريط حياتها يدور في عقلها ، عندما كانت طفلة محبوبة ولكن شعور يشبه الخواء يحتل قلبها ، جدة تحاول سد الفجوة ، وخالات يحاولن تعويض فقدها لأمها ، ولكنّ لم يستطيع احدهم الوصول لعمق ماتشعر به وعندما كبرت زاد شعور الخواء ، والمحبة التي كانت تتلقها من الآخرين اضمحلت واصبح الجميع يشمأز منّها ومن دلالها ، اللهث خلف متعة لحظية تخدر الوجع الذي في أعماقها ، أب يجيب متطلباتها ولكن لم يسد فجوة ماتشعر به ، أخوين متباعدين
فتاة أتت من العدم تهدد مكانتها ، وزوجة أب تلهف خلف رضاها ، والبحث عن شخص يسد الفراغ الموحش ، واستغلاله ، ورميه بعيدًا في أول خلاف بينهما ، بعدها فضيحة وغضب من الجميع وّ زواج . . ورجل كلمته حد السيف ، وتعلق قلبها به .. والتحايل والكذب عليه . والوقوع في شر أعمالها في كل مرة
وفضيحة . . مرة أخرى . . وطلاق ... وموت!
.................................................
،
،
يجلس سعيد برفقة بناته ، وهم يأكلون طعام العشاء . . صامتون صمت ثقيل كالوجع الذي يتقاسمون كل يوم ، فقط الصغيرة من تحاول إن تضفي بهجة عليهم وهم يسايرونها بثقل . .
تعالى رنيـن هاتف سعيد ، ألتقطه وتصلبت يديه وهو يرى اسم المستشفى .. تعالت نبضات قلبه ووقف متوجهًا إلى الرواق وهو يجيب " الو"
" السلام عليكم .. الأخ سعيد أبو المريضة مثايل "
قال بصعوبة" وعليكم السلام ايه عسا ماشر ؟"
أرجوك يارب . . بجلالك وكرمك
إن لا تفجعني بها أكثر . .
أرجوك يارب !
زاد خفقان قلبّه وهو يسمع قوله ..
...................
تم


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 01:46 AM   #1659

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

،
،


السلام عليكم جميعًا فصل نزلته بدري لعيون " قلم كحل " ماهان علي أردها ..
فصل عميّق وفاصل للإحداث الجاية
وفلسفة حابة أنوه عليها ✨
أولًا ابتسام .. أبيكم تتعمقون بكلامها وأحاسيسها وتشوفون التغير الجذري اللي صار بداخلها ، وإذا تذكرون كلامها من مقابلة هند
" أخوك انتهى من حياتي يا هند ! وأنا الحين في هم مايعمله إلا الله ! مو ناقصني إلا تبررين لخوك !!! حتى لو فيه مرض نفسي حتى لو كانت عيّن او سحر . . الضرر اللي جاني منّي أكبر من التبرير . . وأكبر من إني أسامحه ")


إحتمال إن الوليد له مبرر كان مستحيله بالنسبة لها
(الضرر اللي جاني منّي أكبر من التبرير)
ولا حتى تفكر تسامحه (وأكبر من إني أسامحه)
وأمّا الحين بعد ما تشافت تمامًا ، قدرت تسمح لنفسها إن تلقى له مبرر وتسمح لقلبها يسامح ، وعرفت الحكمة من تواجده حولها ، وعرفت المغزى من تأثرها بكلامه ، ومابقى بقلبها إلا الحنين ..

وسامي
تذكرن لمّا سامي كان يؤنب رحمة وإهمالها لبتول ؟
وبالفصل شفنا لومه لنفسه بإهماله لعلياء
بمعنى إن " رحمة وسامي " كلهم وجهان لعمله واحدة
وكلامه لرحمة كان إسقاط لإهماله لعلياء .. حتى إهماله لموسى وماجد ..
،
وابيكم بعدّ تتعمقون بماجد ومشاعره إتجاه إخوانه
والفصول الجاية راح تركز على هذه النقطة ..
،
،
وشيء أخير
تركزون على جملة " كلًا وله أسبابه "
اللي راح تتوضح مستقبلا بشيء مهم جدًا
وهذا الفصل مهم جدًا جدًا
أنتظر مناقشاتكم وتعليقاتكم

وقراءة ممتعة 🥰❤


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 02:18 AM   #1660

ارجوان

? العضوٌ??? » 422432
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 452
?  نُقآطِيْ » ارجوان is on a distinguished road
افتراضي

اول شي شكرا شكرا شكرا على البارت جاء في وقته الله يسعدك

اول مره اتعاطف مع عليا ياربي كلهم طلعو مساكين ماجد الوحيد الصاحي بينهم موسى ساذج وغبي وعلى نياته كلمه تجيبه وكلمه توديه والايشوف ابعد من انفه

بتول مشتته تايهه متنمر عليها وفاقده للانتماء والامان

عليا ضعيفة شخصيه هشه مدلعه مضيعه البوصله

المهم خلي ذولا على جنب فيصل النذل الحقير يامن يمسكني ارقبته الكلب مسوي حسابه على كل شي ومستعد صح وعلشان يضمن انه ياخذ اخته في صفه راح يشككها في زوجها والاهبل ذاك لحد الحين يشوفه صديقه الصدوق اخ يالقهر بس صدق انه مسكين هالموسى فيصل بيكوش على الفلوس الي تلاعب فيها وجاب مواد اقل بكثير من الاموال الي قبضها والتبن موسى بياكلها على الوجهين ينسجن ويدفع فلوس الحكومه


ارجوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.