آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          عزيزى ديزموند(62) للكاتبة K.L.Donn الجزء5من سلسلة رسائل حب Love Letters كاملة+الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أنين الهوَى - الجزء 1 من سلسلة تايري -شرقية زائرة -للكاتبة:ملك على* مكتملة & الروابط* (الكاتـب : ملاك علي - )           »          72 - أميرة النهار - شارلوت لامب (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          سجينته العذراء (152) للكاتبة Cathy Williams .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree42132Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-22, 03:48 PM   #2611

عبَق الخُزامى
 
الصورة الرمزية عبَق الخُزامى

? العضوٌ??? » 488958
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,112
?  نُقآطِيْ » عبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jojo مشاهدة المشاركة

جميييل ، تذكرت هالاقتباس يصف حالهم بعد 🥺 :

" أأعودُ منتصِرا بكل معاركي
وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟ "

أنا بعد ذكرته ✨،
لكن يوم قرأته لـ قصّتهم غير.. عُمقه مُختلف 🥺♥

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مِسك مشاهدة المشاركة
هالاقتباس بعد يُمثّل وتين القلب ،
سواء مع رياض او يُمنى :

" يا سِرّ بهجة أيامي ويا أملي
لا فرّقَ الله فيما بيننا ابداً
"
🥺😩🤎🤎 ..
مناسب مره.. يصف لسان حال وتين 🥺💘


عبَق الخُزامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 03:55 PM   #2612

sarah72
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 407216
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,307
?  نُقآطِيْ » sarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها مشاهدة المشاركة


😍

ما شاءالله تبارك الله 🍃
يا حلوكم يا بنات ويا زينكم ويا زين مشاركاتكم،،
والله إني مستمتعة جدا وكل وحدة تستشهد بأبيات شعرية جميلة وراقية ومعبرة.
أنتوا إثراء لأي رواية تتواجدون فيها ،، 💝💝💝💝
الله يحفظكم ويبارك في أعماركم، ويزيدكم علم وتقى .🤲🏼

ذكرتوني أيام الصِّبا،، كنا نلعب لعبة الشعر ،، وحدة تبدأ ببيت
واللي بعدها تاخذ آخر حرف وتقول بيت ثاني،،
أيام كانت ألعابنا تُثري الثروة اللغوية، وتنعش الذاكرة وتطلع مواهب الإلقاء 😅

* كأن أغاني مختفية !
يا رب تكون بخير .🤲🏼
* وفاقدة خيرية والسدين ومها ،،
إن شاء الله المانع خير.🤲🏼

ياحلوك انتِ أبها اللطيفه 💙💙

لك من دعواتك نصيب وأكثر يارب ياحبي لك 💕

اي والله غير طفولتنا ياحلونا 🥺😂🤍💛

مختفيه الله ييسر امرها ويبارك في وقتها وتطلّ علينا يارب 💙

اي والله فاقدينهم الله يسعدهم ويوفقهم وييسر امورهم 🧡


sarah72 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 03:56 PM   #2613

sarah72
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 407216
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,307
?  نُقآطِيْ » sarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 13 والزوار 14)
‏sarah72+, ‏أغاني الشتاء..+, ‏ورق و قلم, ‏نورا___, ‏RazanB, ‏عبَق الخُزامى+, ‏جودي_, ‏مِسك+, ‏ايم نرجس, ‏nmnooomh, ‏غيمة الامل, ‏jojo+, ‏Rosette78


يا هلا ومرحبا ومليون اهلا والله بهالطله اللي اشتقنا لها 🥺❤❤❤❤❤


sarah72 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 04:01 PM   #2614

عبَق الخُزامى
 
الصورة الرمزية عبَق الخُزامى

? العضوٌ??? » 488958
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,112
?  نُقآطِيْ » عبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها مشاهدة المشاركة


😍

ما شاءالله تبارك الله 🍃
يا حلوكم يا بنات ويا زينكم ويا زين مشاركاتكم،،
والله إني مستمتعة جدا وكل وحدة تستشهد بأبيات شعرية جميلة وراقية ومعبرة.
أنتوا إثراء لأي رواية تتواجدون فيها ،، 💝💝💝💝
الله يحفظكم ويبارك في أعماركم، ويزيدكم علم وتقى .🤲🏼

ذكرتوني أيام الصِّبا،، كنا نلعب لعبة الشعر ،، وحدة تبدأ ببيت
واللي بعدها تاخذ آخر حرف وتقول بيت ثاني،،
أيام كانت ألعابنا تُثري الثروة اللغوية، وتنعش الذاكرة وتطلع مواهب الإلقاء 😅

* كأن أغاني مختفية !
يا رب تكون بخير .🤲🏼
* وفاقدة خيرية والسدين ومها ،،
إن شاء الله المانع خير.🤲🏼
يا أهلًا وسهلًا بأبها البهيّة 💛💛!
"وقدْ نُحِبُّ أُناسًا دونَ رؤيَتِهم
لا شيءَ غيرَ انجذابِ الرّوحِ للرّوحِ
"

الله يرفع قدرك في عليّين.. يا حبّي لك ()
وأنتِ مكسب والله ووجودك دائمًا يرسم البهجة علينا 💘


عبَق الخُزامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 04:01 PM   #2615

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Elk

.

مساء الجمال .. و الفخامة .. التي ملأتوا بها صفحات الأروقة .. و قبلها اسكنتم كلماتكم و مشاعركم أروقة قلبي❤️

مرحباً مليووون بالأسماء الحلوة العزيزة اللي رجعت لمكانها الخالي في القلب💙🤩

و مرحبتين كبار بالأسماء الجديدة اللي منورة قلبي🤍

:

فديت من فقد .. و سأل😘💛

المعذرة منكم يا أحبة😚💋

زحمة أشغال تكدست فوق راسي هالأسبوع نستني ادخل احدد موعد الجزء😥🙏🏻

:

قلت افاجأكم فيه عصرية أربعانا الجميل دائماً بكم😌

:

ردودكم الجميلة .. العذبة .. المؤثرة جداً.. مررت بها على عجل لا يليق بها

سأعود لقراءتها واثقة مرة..مرتين..و ثلاث

فهي أجمل فاصل يعطيني طاقة بلا حدود لكتابة الجزء القادم😍

:

قراءة ممتعة جميلاتي .. و ألقاكم بخير 🍀


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 04:03 PM   #2616

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26


[..الجـــزء الثــالث عشـر..]
_الفصل الثـاني_

*
*
*
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه
*
*
*


كان يجلس في هدؤ هذا الصباح البارد وحيداً .. لا يقطع سكونه النرجسي المعتاد حوله .. سوى تسرّب أحاديثهم المتفرقة .. التي تعلو حيناً .. و تخمد حيناً ..
يتسللون كل نهار إلى صباحه .. يحشرونه رغماً عنه في تفاصيل يومهم .. عاداتهم .. و شخصياتهم ..

.. مازالت مزن لا تصحو رغم نداءات والدتها .. و تهديداتها ! حتى يصل الغضب بها لتهددها بأنها لن ترى هاتفها طوال اليوم .. فتصحو تلك أخيراً ..
.. مازال فارس يخطيء حين يصل إلى البيت الرابع من تلك القصيدة ! و لم يراجع له أحداً للآن مسألة الرياضيات التي قام بحلها ..
.. و مازالت سحاب تخبرهم منذ صحوها .. أن تلك الغابة الرائعة التي صنعتها .. تبدو حقيقية .. لدرجة أنها بدأت تسمع أصوات الحيوانات في رأسها .. ليمتد خياله بخيالها الساخر .. وهو يخشى أن تفترسها تلك الحيوانات حين تؤكد أنها حقيقية في كل مرة !!

يعبره صباحهم ككل يوم .. وهو يراقب زجاج النوافذ أمامه .. لا يزال يحمل بضع قطرات من المطر الذي تساقط قبل ساعات .. تاركاً السماء ممتلئة بالغيوم البيضاء الوفيرة من بعده ..
تنهد بإرتياح حين هدأ صخبهم الصباحي .. الذي بات يردد على نفسه أن عليها أن تعتاده .. إلى أن يعود به الحال .. للحياة التي غادرها ..

بدأ يرتشف قهوته .. التي عبقت رائحتها العطرية في المكان .. و يدلل صباحه بقطعة كعك شوكولاتة دافئة .. كان يتناولها بإمتنان .. وهو يتذكر رتيل حين سألته عما اعتاد أن يأكله في عشائه .. و غدائه .. حتى فطوره .. حتى توصيهم بعمل ما يرغب في أكله ..
مذهلة في الإنتباه لأدق التفاصيل في حياة من حولها .. في حين الجميع يدرك أنها تركن آلاف الأحاسيس الثقيلة في قلبها .. بلا إهتمام ..

لكن مهما كان يشغل باله من أفكار .. و يحشر من أناس في عقله .. يظلّ ذات الموضوع الذي يدور بذهنه منذ الأمس .. يعاوده من جديد ..!!

لما لايزال ذاك الموقف معها عالقاً برأسه ..!!
هل السبب عدم منطقية ذاك الحب؟
أم هي تلك الشخصية المزدوجة لها ؟!
تلك الفتاة ! كم تملك من الإحساس .. و الإهتمام .. لتتعدى كل تلك السنوات بينهما .. تتناسى تلك الحياة التي يتعداها بها .. لتهتم به .. و تحبه !!

تنهد بإنزعاج .. كم يبدو شامتاً في نفسه .. هل وصل به الفراغ في هذه الحياة الرتيبة .. التي فُرضت عليه .. أن يحشر نفسه في قصة حبها تلك !
لكنها استمرت تنساب لعقله رغماً عنه .. كما ينساب صوتها الصاخب .. في صباحاته .. و لياليه ..

سحاب !! يكاد لا يعرفها ؟؟
فهي كانت لا تتحدث أبداً في تلك المرات القليلة التي كان قد اجتمع فيه ببنات عمه ..
لكنها طفلة !!
كل تلك الأحاديث التي تنهال فوق رأسه منذ أيام .. تدل على أنها لا تزال طفلة .. فأي رزانة عقل و عظيم قلب .. جعلاها تحمل همّ حاتم و حزنه ..!

يحاول أن يتذكر شيئاً من ملامحها .. شخصيتها .. في تلك الطفولة البعيدة التي جمعتهم في لحظات متباعدة .. متفرقة .. بسبب سفر والده و والدته الدائم ..
بدأ يسترجع بعض الأحداث .. الذكريات .. ملامح من وجوه ماضية بدت ضبابية .. تتوه بين تلك الوجوه الكثيرة التي يعج بها عمره .. و سفره .. و خياله ..

لتغزوه من بين كل تلك القصاصات التي عجز أن يجمعها بملامحٍ كاملة .. ذكرى بعيدة كانت منسية حتى هذه اللحظة .. جمعته معها و مع حاتم ..
حتى ارتسمت بغرابة في خياله .. ذكرى لطفلة بفستانها الوردي المنقوش .. خصلات شعرها الحريرية تنسدل على كتفيها .. و غرة كثيفة تغطي جبينها .. بوجه ممتلئ .. و خدين متكورين كقطعتي مارشميللو برقتهما .. كان قد خطف منهما قبلته الأولى !!


:: ::


حين كان طفلاً .. و في بداية صباه وهو يميل للعب مع الفتيات .. و الإهتمام بهن أكثر من الأولاد ..
عدم وجود أخت له .. جعله ينبهر برقة الفتيات من حوله .. أحاديثهن اللطيفة .. أصواتهن .. ملامحهن .. ضحكاتهن .. سرعة غضبهن .. بكائهن ..
لذا كان دوماً حينما يعود إلى منزل جده .. من تلك الرحلات الممتدة مع والديه .. يحرص أن يحضر هدايا لجميع بنات عمه .. و عمته ..

كانت قد غادرتاها غزلان و صبا .. لتبقى هي كعادتها تلعب مع الأصغر سناً .. مزن و ديمة و بنان .. و التي بدت بملامحها الطفولية .. و قصرها .. كواحدة منهن ..
حين اقترب منهن .. ليوزع عليهن تلك الهدايا التي كانت مميزة لديهن .. وهو يأتي بها من بلدان بعيدة .. فيطرن فرحاً بها .. و ينهالون عليه بالأحضان .. و القُبل ..
إلا هي وقفت قريباً منه تلتقط تلك الهدية بخجل .. و صمت .. و تردد ..
حينما لم تقبّله تلك الحلوة .. الخجلى .. .. سحبها ليضمها إليه و يقبّلها هو .. و ما إن رفع رأسه حتى قابل ملامح حاتم المنعقدة بإستنكار وهو يتقدم منهما ..
لحظة .. حتى سمع صرختها به .. أعقبتها بركلات متتالية على ساقه .. و هي تجهش بالبكاء .. و ينهال سبابها عليه ..
حتى أرخى نظره إليها بدهشة .. و إرتباك .. و إستغراب كبير ..

كانت وجنتيها .. و أذنيها قد اشتعلتا بلونٍ أحمر .. و هي تصرخ به لتغطي إحراجها .. رغم أن صوتها كان ينتفض من شدة خجلها .. و غضبها ..
تدخّل حاتم بينهما .. في محاولة للسيطرة على فورة غضبها اللامنطقية .. محاولاً تبرير فعلته .. لكنها لم تكن لتستمع حتى له ..
: معليش سحاب ما......
بدأت بالصراخ حتى عليه .. و هي تلتفت له لتشكو إليه غاضبة ..
: هذا مايستحي ماااايستحي والله لأقول لأبوي حماد وش سوى!! والله أخليه يضربك!!
غادرتهما بغضب زاد أضعاف حين علمت أن حاتم شهد هذا الموقف أيضاً .. ليلتفت هو له بإستنكار ..
: وش فيهم بزرانكم كذا؟
زفر حاتم بضيق .. و عيناه تراقبها من بعيد حين غادرت ..
: هذي سحاب...بنت عمتي زينة
مازال لا يفهم سبب ردة فعلتها الجامحة .. إتجاه تصرفه الذي بدى له عفوياً .. حسبما برر لنفسه ..
: طيب! يعني ممنوعة من اللمس
التفت حاتم إليه .. ليوّضح أكثر .. فيبدو أنه لا يتذكرها حتى يتذكر عمرها ..
: ترى البنت كبيرة مو صغيرة...انحرجت
كبيرة! كان يعتقد أن حاتم يبالغ .. ليسأل ساخراً ..
: ليه كم عمره هالكتكوت؟!
هز رأسه ساخراً .. من لا مبالاته ..
: بالمتوسطة...كبر صبا و غزلان

اتسعت عيناه بإستغراب و إحراج منها و من حاتم الذي شهد هذا الموقف .. لا يستوعب هذا العمر .. على تلك الهيئة الطفولية ..
كان هناك إحساس غريب معها .. حين أسرها بين يديه .. و قابلت عيناه عيون تشع بملائكية فرحتهما النقية ..
كانت وجنتاها زهرتان توردتا .. أغرته رقتهما التي عبقت برائحة الفانيليا و المسك .. ليدنو منها بلا شعور ..


:: ::


و استحدثتها له الصباح .. مع تسلل أشعة الشمس من بين الغيوم .. تسللت هي أيضاً إلى المشهد .. لتبدو كالحلم الذي نسجته أفكاره بها .. لترتسم من رقة الذكرى أمامه ..
اتسعت عيناه بتمعّن .. وهو يراها تعبر من أمام حديقته .. بعبائتها و حقيبتها .. و لا زالت تحمل كيساً مملؤاً .. كحالها كل يوم ..

قبل أن تضيق عيناه بترقب .. وهو يراها تعود عدة خطوات للخلف .. عيناها تراقب شيئاً ما في حديقته .. أطال التحديق بها بإستغراب .. و هي تقترب من حديقته ..
و من ذاك الزجاج الذي يفصله عنها .. و الذي لم يسمح إنعكاس الشمس عليه .. أن يجعلها ترى جلوسه في الداخل أمامها ..
ابتسم ساخراً على سذاجتها .. وهو يراها تراقب المدخل بوجل .. خشية خروجه .. غافلة عن تواجده الكامل بالقرب منها ..

رآها تنزل الكيس الذي تحمل .. و حقيبتها الصفراء .. التي تحمل ميدالية كبيرة لأرنب لطيف .. و تجلس قريباً من تلك الأشجار لتمد يدها خلفها ..

وقف بلا إرادة .. ليقترب من الشباك الذي يفصله عنها ليراقب بفضول مالذي تفعله .. ليجدها تسحب قطةً صغيرة كانت تختبيء خلف أصيص النباتات المصطفة في حديقته .. و تربت عليها بين يديها .. و هي تتفحصها بإهتمام ..
هذه القطة التي كانت تزعجه بموائها منذ الصباح .. ها هي أيضاً تحصل على مراعاتها .. و إهتمامها !
تركتها فجأة .. لتغادر تاركة خلفها حقيبتها .. و كيسها .. إذن هي تنوي العودة من جديد !!

وقف مطولاً بإنتظارها دون أي يدرك .. حتى راقبها تعود .. و هي تحمل صحناً سكبت به حليباً لتضعه أمام تلك القطة ..و يصله همساً لصوتها من بعيد و هي تتحدث معها ..
ظلت تربت عليها للحظة .. قبل أن تقف تلتقط أغراضها التي رمتهم أرضاً .. و تنفض الغبار عن أطراف عبائتها .. لتغادرهما مسرعة ..
وهو لايزال يقف يرقب مكانها بشرود .. يراقب تلك القطة التي كانت تنعم بحنان يديها ..
قبل أن ينتبه إلى نفسه .. فيعود إلى قهوته التي بردت ..
يالهذه الفتاة! التي كانت لها القدرة على أن تفسد صباحه منذ بدايته !!



~*~*~*~



بالأمس اختفى طوال اليوم .. كعادة جديدة بدأ يتقنها .. حين تفيض أوجاعه الثائرة .. فينأى عنهم بروحه .. التي يدرك جيداً أن أوتاد صبرها العتيدة .. بدأت تتهشم ..
كان منذ صباح الأمس يبحث عنه .. وهو لا يرد على أحد .. و لا يُطمئن أحداً .. حتى أتاه قبل ساعة إتصال من مدير مكتبه .. يخبره أنه أتى للعمل .. و بدأ حملة غضبه المعتادة على الموظفين .. ليتعجل الطريق قلقاً عليه .. حتى وصل ..

نزل من سيارته التي صفق بابها غاضباً .. وهو يرى تلك الصدمة المريعة في سيارته .. و حين دخل رأى بقايا غضبه الذي أتى به كانت آثارها واضحة في معالم وجوه من حوله ..
ليستفز بروحه غضباً و حديثاً .. كان بالكاد يواريه عنه إحتراماً لمدى جرحه حتى يُطيبه .. لكن تلك الإمتدادات لديه .. بدت تُصبح كالمتاهة وهو يراه يوماً عن يوم يغرق فيها أكثر .. و لا يقوى على الخروج منها .. و فقد حتى الطريق لمحاولة النجاة منها ..

حتى حين أصبح الحلم المفقود من عمره .. بجانبه .. قصّ أيادي الشوق قسراً .. كي لا يمدها إليها !!

لذا استفزّ بغيابه قهر سنوات الصمت التي تجرّعها معه .. ليجعله يقرر أن ينسف أخيراً هذه الحواجز .. و يُخرجه من قاع ذنبٍ يبدو أنه ألف العيش مع قهره !!
حتى بات لا يعرف درباً للحياة من غيره .. و رأى أنه لا يستحق العيش من بعده ..

زفر حانقاً بإختناق أنفاساً تلتهب بقلق .. يستعيذ الله من شياطين عقلهما حين تحتدم في حرب ستثور بعد قليل .. فحين رآه كما كان يظن ليس في مكتبه ..
تأكد أنه صعد لينشر أساه مع رياح البرد العاتية .. لكن الصمت بدأ يتهشم .. و ينتهي .. فما هو الإسقاط التالي .. الذي ينوي الهروب إليه من وجعه ؟!

دخل على مدير مكتبه محذراً بلا تحية أو سلام .. قبل أن يصعد إليه ..
: حسين لحد يطلع لنا السطح حتى أنت...لو تسمعنا نتذابح مابي أشوف أحد منكم قدامي

و غادره بغضبٍ مكتوم .. بالكاد يسيطر عليه بحديثه الواثق .. المتكبر .. ليتعاظم القلق في صدر مدير مكتبه .. من تلك العاصفة التي ستثور بينهما !!
دائماً عصبية رياض كانت مفزعة لهم .. لكن غالب دائماً كان من يرمم ذاك الإنهيار الذي يحدث في روحه كل حين ..
لكن عينا غالب هذه المرة كانت توازي غضبه .. و لا يتخيل شكلاً لمواجهة قد تحدث بينهما .. كيف ستنتهي ؟؟

.
.
.

ما إن فتح الباب حتى هاجمت أنفاسه الساخنة .. الحانقة .. دفعة ريحٍ باردة .. و قوية .. لتبرّد قليلاً من تلك النار التي تشتعل بصدره رثاءً له .. لكنها لم تكن لتُطفئها ..
تقدم ليقف بجانبه .. فلا يتحرك في جسده ساكناً .. فقط ضيق اعتلى ملامحه بشدة حين أحس بوقوفه جانبه .. جعله يسحب نفساً أطول من تلك السيجارة المشتعلة بين يديه ..
كان غير قادر على إخراجه ليختنق بها .. و يسعل بشدة للحظات .. فلا يهتم وهو يعاقب أنفاسه الخائنة .. التي وشت له بضيقه .. بنفسٍ آخر منها ..

حاول أن يبتلع قهره .. و يبدأ معه بلينٍ يعرف أنه لن يصل إلى أي نتيجةٍ به ..
: خير إن شاءالله...وش فيك؟

لم يرد عليه .. لم يلتفت حتى .. و نظراته تتحجر للأمام تصد قلقه عليه ..

.. كم بدى مُرعبُ له .. كيف بدأ يهلك تحت أنقاض همومه و أساه .. بعيداً حتى عنه .. لكنه يعرفه .. يدرك حد القهر الذي وصل إليه .. و لن يحتمله أكثر ..
كما تخلى عن حقه في تلك الإبنة و هي بجانبه .. أحسّ أنه سيتخلى حتى عن حقه في صداقتهما .. كمضاعفة لذاك العقاب الذي يفرضه على نفسه .. و يهلك بإزدياده يوماً بعد يوم ..
كان قلبه .. الذي يعرف جيداً طرق الخراب في هذا القلب الهالك به .. يُخبره أنه إن لم يُوقفه عن الإنسياق في دوامة الندم التي بدأت تتضخم بروحه .. و أخذت تتسع بقهرها .. حتى تكاد تلغي أي صوت لعقله عليه ..
أنه قريباً سيتخلى حتى عمّن أبقته من ضمن أشباه الأحياء .. ليتركها و يرحل .. ظناً منه أنه يرحمها بهجره ..

لذا ثار به الخوف عليه .. و الغضب منه .. ليمد يده لتلك السيجارة التي أشعلها للتو .. و ينتزعها من بين أصابعه .. ليرميها تحت قدمه .. و يدوس عليها وهو يلتفت إليه سائلاً بإصرار ..
: خلّ عنك هالبلى اللي أهلكك! و قول لي ليه مختفي من أمس ؟

رأى غضبه الذي لا يحتاج حتى سبباً ليشتعل يُقتم ملامح وجهه .. حين توقّد في نظرته الغاضبة التي صوّبها نحوه كسلاحٍ يهدده به أن يتراجع ..
وجهه احتقن سواداً مريراً .. و حذّره من بين أنفاسٍ خانقة .. بالكاد كانت تخرج من صدره الذي بدأ يعلو و يهبط بشكلٍ ملحوظ ..
: غالب اقصر الشر...و انزل شوف شغلك...في راسك عناد مو من صالحك تطلعه علي اللحين..روح طلعه على موظفينك اللي عافسين الدنيا

أنهكه هذا الحديث معه .. و كأن الكلمات بدأت هي الأخرى تفقد حقها معه .. ليخرج علبة السجائر من جيبه .. و لكن قبل أن يلتقط منها شيئاً ..
كان قد سحبها من يده بقوة .. ليقذفها بغضب بعيداً من أعلى السطح .. ليحس بتفجّر الغضب في صوته .. و كفه تضرب كتفه بقوة وهو يدفعه بعيداً عنه .. و يصرخ فيه .. بشتيمة جارحة ..
: على.........يالـ...........

هل تجيد العصبية يا رياض؟ يبدو أنك نسيت كيف هو شكل غضبي حين يثور !
لذا حين كان ينوي مغادرته محترقاً بغضبه .. و ذهوله .. لم يكن ليرحمه .. أو يتراجع ..وهو يسحّبه بشدة من مرفقه .. ليعيده بقوة إلى مواجهته ..

كان غضبهما يتنافس بحدته .. يتصاعد لدرجات خطرة .. حتى بدأ يثور بسواد قهر مفزع بوجهيهما حين وقفا بمواجهة بعضهما ..
و سنوات من الرفقة تقف متشفّعةً بين قلبيهما .. تخشى هوان الإخفاق !

و أخيراً ..سُفك الحديث الذي حرّمه الصمت .. و الحرمان لسنوات بينهما ..
حتى تناثرت بينهما الشتائم بصوت صاخب .. وهو يجرّه إلى حديث يعلم أنه يمر على حروقه المتقيّحة .. كاللهب الجارح ..
الجدال معه كان صعباً .. فكلما يرميه بحمم قهره المتوقدة بروحه .. كانت تحرق يديه قبل أن تصل له .. لتوجعه ..
و يديه العاجزة لسنوات تمتد أخيراً لذاك الجرح المتواري بينهما .. لينبش أسبابه ..
لكنه ما إن توغّل أكثر في مسّ الجرح العتيد بأيامه على علن .. حتى ضعفت تلك القوة التي يجابهه بها في شتائمه ..

ليقبض بكفيه بشدة على ملابسه .. حتى كادت أظافره تُغرز في عظام صدره .. ليهدده بصوتٍ يحترق .. يكاد يرى الدخان ينفذ من بين كلماته .. و عرق برقبته ينفر بشدة من غضبه ..
: خلااااص اسكت يا غالب خلي هاليوم يعدي على خير
لم يحاول حتى أن يخلّص نفسه من تلك الأنياب التي يغرزها بحنق في جسده .. ليرفع وجهه له و يكمل بمرار ..
: افهم يا رياض عمي الله يرحمه مات لأن هذا يومه...بسببك أنت أو غيرك هذا يومه!...كل اللي تسويه هذا في نفسك و في بنتك إعتراض على قدر ربك!! أنت لو ميّت أرحم لك من العيشة اللي أنت عايشها من سنين..خلاص يكفي...يكفي يا رياض ارحم نفسك و ارحم اللي ميتّمها و أنت عايش
نفضه من بين يديه بقسوة .. يتمسك بآخر رمق فيه للغضب .. و قدرة إحتماله على تحمل هذا الحديث تنقضي .. ليصرخ به غيضاً من محاصرته له ..
: غالب فيك خير طلع هالقوة على مرتك اللي هاجة عنك شهور و موب قادر حتى ترجعها بيتك
أجابه بتأكيد .. لا يهتم لدفاعاته التي يصده بها ..
: ولو تجلس سنين متمسك فيها لأنها بنت عمي قبل تكون زوجتي... أحسن من اللي رامي قطعة منه تتشحذ الرعاية من البعيد سنين وهو راسه يشم الهواء

سدد له لكمة قوية على وجهه لعلها تضع حداً لكلماته التي بدأت تقض جذور الصبر التي حفرها بقهره لأعوام بعمق روحه ..
لكن لا الألم في روحه انتهى .. و لا الألم في جسده ساعده ..
لينهال عليه بلكمة أخرى حين بدى أنه لا ينوي التراجع وهو يكمل نسف روحه بحديثه ..
ليتفادى الأخرى وهو يقيد يديه و يدفعه بقوة بعيداً ..
ليتهالك على الأرض طوعاً فما عاد راغباً بعراك .. أو جدال ..
وهو لايزال يقف ليتحدث بإنهاك .. بعد عصف الأحاديث الجارحة بينهما ..
: اللي صار كله مكتوب علينا من رب العالمين لك ذنب فيه أو مالك ذنب خلااااص أنت دفعت الثمن و زيادة..عوضت رتيل و عوضت عمي الله يرحمه بكل الخير الي تسويه بإسمه...بس حرمانك لبنتك مالها دخل بكل هذا! متى ناوي ترحمها و ترحم روحك! رياض أنت تعالج خطاك بخطأ أكبر...تهرب من ذنوب لذنوب أشد...هالبنت مو هدية جايتك عشان تفكر أنت تستاهلها أو ماتستاهلها..هالبنت لحمك و دمك..هالبنت مسؤليتك قدام الله سبحانه..اتقي الله في نفسك و فيها تراك محاسب على اهمالك لها و على اللي تسويه فيها

اخفض رأسه له .. وهو يتحسس بملامح مقطبة بألم .. الجرح الدامي بطرف فمه .. ليعود إلى حديثه المتكبر .. وهو يمد له يده ليساعده على النهوض ..
: ماضربتك على وجهك لأن بنتك بتشوفك اليوم...بس شايلها بقلبي لك_لتبرق بعينيه نظرة تحذير شديدة اللهجة_معك اليوم و بكره بالكثير...لو ما جيت البيت و شفتها بحضنك...والله يا أبو وتين لأجيبها لك هنا

:
:

فرغت طاقته .. فرغت أنفاسه .. فرغ حتى غضبه .. لتبقى تلك الجراح النازفة في قلبه مشرّعة الأسى .. لا يجد أي شيء يحميها به .. أو يواريها للنسيان ..
لتجيء على ضعفه و إنهياراته .. تلك الكلمة .. ناسفة للبقايا المتشاضية من روحه التي كان يحاول لملمتها .. و الإبتعاد بها ..
أخذ يرتدّ صداها بعذوبة قسوتها بين جوانحه .. تكاد تنسكب لها من إنصهار شوقه دمعة أثقلت رؤيته .. وهو يكبّلها بمرار يرجوها أن تموت كما كانت بداخله ..
لكن الضغط الهائل الذي كان يصهر روحه .. راح يُصلّب أوردته لتنهار قدرته على التحكم بها .. لتفرّ هاربة من أسى عينيه .. لتلسع خده بوجع مسعور ..

لينفض يده التي يمدها أمامه .. و ينهض متهالكاً بنفسه ..
و يغادره .. متعب .. موجوع .. مرهق .. يحمل بين خطواته رنين حزن يسع المدى بهمه .. و حرمانه ..
رغم أن غمامات حديثه .. و تلك الكلمة .. بدأتا تظللان قلبه .. بسكون عجيب .. لتفتر شيئاً فشيئاً تلك النار التي كانت تضطرم بصدره .. و كادت تنهيه منذ لحظات ..

:
:

راقبه يبتعد ..بإنهاك تلك الأكتاف المعتاد .. بخُطي يُثقلها قيد الندم الذي يجرّه دوماً لذات الليلة ..
لكن قبساً من أملٍ خافت .. راح يبرق بإلتماعة تلك الدمعة التي فرت من جور ندمه .. ليفر بها بعيداً عنه ..

وقف بعده وقتاً طويلاً .. تُطفيء نيران غضبه و أساه تلك الرياح التي بدأ يشعر بها تجمّد أطرافه ..
قبل أن يتحرك أخيراً ليلتقط أشمغتهم المُلقاة على الأرض إثر عراكهما .. و يغادر المكان .. آملاً أن يكون هذا الفصل الأخير ..
لملحمة وجع و وفقد .. لطالما شهدت على لهيب صمتها .. هذه الجدران من حوله ..



~*~*~*~



كان يجلس في الصالة .. يتناول فطوراً متأخراً لوحده .. فجده و جدته ينهيان إفطارهما مبكراً .. وقت خروج أخواته إلى مدارسهن ..
وهو اليوم .. لن تبدأ محاضراته إلا من بعد الظهر .. لذا كان يأخذ وقتاً طويلاً في التكاسل قبل أن يخرج .. لسببين ..
الثاني .. أن البرد هذا اليوم شديدٌ جداً .. يكاد يصل بدرجاته المنخفضة جداً .. إلى ما دون الصفر ..
و الأول .. و الأهم .. عيناه التي ترقب كل لحظة فارسة ذاك الممر .. التي لم تخرج للآن .. لتعدو كعادتها في ميادين قلبه ..

يشعر بإنطفاءٍ ما في حركاتها .. و حديثها منذ عودتها .. رغم أنها باقية كما كانت شجرة وافرة .. تغرس جذورها في حياة كل من في هذا البيت ..
لكن الحديث معها .. و حولها .. بدأ يفقد عفويته مع الجميع .. لتتوارى الجراح الكامنة في صدورهم عليها .. تُكمل لها ملامح الحياة التي خسرتها بلا سبب ..

انقطع شروده المثخن بها .. حين توالت إشعارات تلك الرسائل على هاتفه .. ليلتقطه بإستغراب وهو يراها من مجموعة كبار الحي ..
ليبتسم بمودة و حنين .. و فيضٌ من ذكرى تأخذه لتلك الأيام المندثرة في قلبه ..لكنها باقية رغم تزاحم الكثير من الأيام .. و الأوجاع .. و الأسرار فوقها ..
ذاك الإسم الذي عاد لحياته لايزال عزيزاً على قلبه .. رغم سنوات الإبتعاد .. ليُشارك الجميع .. المباركة لأبوراجح .. في عودة ابنه من السفر .. بعد سنوات طوال من الغربة ..

:
:

و رآها تخرج .. الّلينة .. الصامدة ..
ترفرف حولها رايات سلامٍ .. تلوّح بها إكراماً لقلقهم ..
تداري بروحها عتمةً أطفأوها بها .. فتشتعل ملامحها من قبس نور يعوضونه دوماً لها ..
نقيضٌ موجع أنتي يا رتيل .!!

وقفت قريباً منه يخترق صباحه أثير صوتها .. لترسو مرافئها آمنة على قلبه ..
:صباح الخير
ابتسم بأقل درجة ممكنة .. من تلك السعادة التي تغمر قلبه وهو يتحدث معها ..
: صباح النور
سألته بلهفة .. و ذاك الحماس يرد الحياة لصوتها الهاديء .. يرد شقاوة طفولتها في ذاكرة سمعه ..
: عرفت مين اللي رجع ؟
اتسعت إبتسامته أكثر .. وهو يُجيبها ..
: ايه أنا أقول شيباني وش عندهم صحصحوا فجأة على هالصبح...طلع أبوراجح يعزم على العشاء يوم الجمعة
ليخفت صوتها بتراجع ..
: يعني عرفت! خسارة كنت أنا أبي أبشرك

دقت نواقيس الخطر في قلبه .. وهو يتناسى أخيراً فرحته بقربها لقلبه .. ليستوعب مدى حماستها التي أسعدته للحظة .. متناسياً نبش سببها .. لتُمحى إبتسامته .. وهو يرد عليها ساخراً ..
: ليه تبشريني فيه! ولدي هو؟
بررت له .. لكن جوابها كان مبهماً .. قصده .. حائراً بينهما ..
: راجح! صديق الطفولة!

شرد منها للحظات بضيق .. بتلك الكلمة التي كانت قادرة على هزم سعادته بهما ..
(صديق الطفولة)!!!
لا يدري إن كانت تقصد نفسها ؟ أو تقصده هو ؟ فراجح كان الأقرب لهما من بين أولاد الحي كافة ..
كان عميلاً ثالثاً لتلك المؤامرات التي تهوى عقدها .. و التخطيط لها .. و تنفيذها معهما .. كان رفيق مكرهما و المغامرات رغم بلاهته .. و إندفاعه المتهور دائماً ..
همس بضيق .. يُنبهها .. أنه ما عاد ذاك الصبي الذي كانت تسيطر عليه .. رغم أنه يكبرها سناً ..
: عشر سنين اللي غاب فيها! يمكن حضرة الدكتور ما يذكر أسمائنا حتى!
لتضحك .. و هي تناقض حديثه بتأكيد .. يملأ صوتها حنين الأيام المُفتقدة من سعادتها ..
: ههههه ما أحس راجح يتغير! الله يستر بس ما أشوفه في الشارع و أسلّم عليه
أطال النظر إليها بشك .. ليتأمل بتلك الأريحية التي تتحدث بها .. لا تحمل له شعوراً خاصاً .. و إلا لما تحدثت بهذه العفوية .. و المزاح عنه .. أليس كذلك يا قلبي؟!
لكنه رغم ذاك رد ساخراً بغيض خفيّ ..
: سلّمي لا تخلينها بخاطرك...يا عساك تلتفتين و تلقين رياض وراك يسلم عليك و عليه
تراجعت بذعر مصطنع ..
: لا و على أيه الأذية...ما تسوى علي

كان يعتصر هاتفه بيده بحنق .. ليرتد عليها بغيرته .. أملاً أن يسكن قلبها .. قلقاً بسيطاً بسببه .. كالذي ملأته به من كلمة .. ليستدركها قبل أن تذهب ..
: قبل تروحين...شوفي لي الرقم هذا بإسم مين؟
عادت له .. لتسأله و هي تخرج هاتفها من جيب عبائتها .. كما تضعه دوماً .. ليسهل عليها الوصول إليه بسرعة .. و الغرق في سيل من التساؤلات عن حياة كل من حولها .. و التي جعلت نفسها جزءٍ منها في جميع أمورهم ..
: ليه؟ جايك إزعاج منه!
إنشغالها بفتح هاتفها .. جعله يراقب بكثب نظرة عينيها وهو يخبرها .. لتحتبس الأنفاس وسط صدره بترقب ..
: لا...يغازلوني منه...شكل فيه معجبة ودها تعترف لي و مستحية
رفعت له نظرة مستنكرة .. هازئة .. لتتحدث بصوت.. لخيبته! .. لم يهتزّ أبداً ..
: عطني الرقم نشوف معجبتك مين تطلع !

أنا حق من حقوقك أيتها الحمقاء في تخليك عنها .. و عني ..
هل سيوجعك الرحيل إن رحلت يا رتيل ؟
أم تأمنين قربي .. لأنك تدرين أن لا سبيل لي في درب لا يؤدي إليك !
.. أخال أنك لا تتخيلين حتى .. أننا مقبلين على مفترق طرق ..
لذاك العمر الذي تمرّد بحنينه .. و فاض بأيام الذكرى التي لا تنطوي يوماً بيننا ..
أتسألين؟
من المرأة التي ستتحملني .. و أنا أذهب إليها أحملك بجسدي .. و ملامحي .. و حديثي؟؟
و أنا آتيها بقلب مليء بأرفف ذكريات زاخرة .. جميعها متكدّسة بإسمك ..!!
لم تبقيني صالحاً للإستهلاك العاطفي ..
فأنا أعاني ذات العطل الصامت .. الذي يجعلني دوماً أدور بذات الإتجاه الخاطيء معك ..

:
:

حالما سجلت الرقم بإبتسامة متحمسة .. و بدأت البحث .. انمحت ابتسامتها الهازئة و تعالت دقات قلبها بوتيرة مرتبكة ..
.. و هي ترى إسم غزلان يتكرر في تلك النتائج التي تخرج لها .. و لا يظهر لها إسمٌ غيره .. يُهديء تلك الأفكار التي بدأت تُقلقها .. و تعصف بقلبها المتوتر ..
ليمحو كل شك .. ذاك التأكيد الأخير .. و يظهر بإسمها كاملاً .. غزلان بنت فاهد !!!

لا تتخيل كيف فعلتها؟؟
أي جنون يجعلها تعترف له بهذه الطريقة!!
و تراسله بجرأة تُقلل من قيمتها أمامه إلى هذا الحد !!

لتبتلع ريقها .. و تجاهد لتجعل صوتها ثابتاً .. ساخراً .. و هي تسرد من رأسها نتائجاً كاذبة .. تستحضرها من النتائج التي كانت دوماً تظهر لها على هذا البرنامج ..
: لا ترد...ازعاج...ازعاج...نصابين... سباك هندي..._لتلتفت إليه ساخرة_هذي معجبتك! الظاهر محد معطيها وجه غيرك

و غادرته سعيدة بذاك الإتصال الذي قطع الحديث بينهما ..
آملة أن لا تتهور غزلان بأكثر من تلك الرسالة .. حتى تتحدث معها ..
و أن ينشغل فضوله هو عن ذاك الرقم .. و لا يبحث خلف صحّة تلك النتيجة التي سردتها أمامه ..



~*~*~*~


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 04:05 PM   #2617

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26





كانت تركن على ذاك الكرسي جسداً متعباً بخيباته الممتدة .. خائراً بقواه .. تعمل برتابتها المعتادة .. موجودة في المكان و غير موجودة .. فهاهي تستغرق في أفكارها حتى تنسى ماذا كانت تفعل؟ و أين هي؟

منذ يومين و هي لا تنام بشكلٍ جيد .. فجميع غفواتها كانت تضج بالأحداث .. و النقاشات .. المحشورة في رأسها .. تكاد تصحو لاهثة بعدها من شدة الضوضاء التي كانت تعصف بأفكارها .. لتفقد حتى شهيتها للأكل .. فتبدو بحال أسوأ من ذاك الذي أفزعه بالأمس ..


:: ::


صوتها كان يدوي بلؤمه .. في مساحات خيبتهما المُنصتة ..

- العمارتين ورث من أبوي...حتى لو كان كاتبها بإسم أمي الحق إنها تتوزع بيننا!

- نقول إن أسماء مطلقة و لا فيه أحد يصرف عليها! لكن حضرتك متزوجة و متوظفة ليه من حقك تاخذين هالفلوس و أنا لا؟؟

- و بصراحة على وضع أمي مع المستأجرين ماراح يبقى من فلوسنا شي!!

- بأرفع قضية...و آخذ حقي قبل يضيع...أمي مو قد مسؤولية هالشقق...و أبوثامر عنده أكثر من دليل

كلماتها لا تزال تطعن كل برود .. و تناسي .. و لا مبالاة تتسلح بها للبقاء بحالها الطبيعي الذي تتمسك به .. كي لا تدرك والدتها شيئاً ..
كانت تتحدث معها بقهر .. تجابهها بعناد أقسى من كلماتها التي راحت تقذفها من تفكير زوجها على لسانها .. حتى اجتاحتها الصدمة و الخوف ..
نعم شعرت بخوف كبير حين نظرت إلى عينيها .. تبحث يائسة عن بقايا رثّة للأخت التي طالما حمتها .. و عرفتها في عمرٍ كانت تعرف معنى الفرح .. و الأمان فيه .. بسببها ..
حتى ارتعبت و هي ترى ملامح زوجها .. في ملامحها ..
كانت نظراتها نظرته الجشعة .. و صوتها الحاد الناكر يحمل قسوة كلماته الهوجاء ..
لقد ماتت ..
ماتت سلمى و هي على قيد الحياة أمامها .. و نسيت أن تقيم لها العزاء ..
لكن اليوم فقط .. ستعلن وفاتها في قلبها .. اليوم قطعت خيوطاً واهية لآمال نسجتها بعودتها يوماً ما ..

بعد صمت مذهول كانت تتشاركه مع أسماء .. و هي تستفرد بهما .. تنفث تهديداتها .. بخبث .. و جشع ..
أخيراً وجدت صوتها المرتجف .. حين صفعتها جملتها الأخيرة .. و هي تسأل معنى حديثها .. الذي راحت تطلقه قصفاً عشوائياً على قلوبهم .. التي تناثرت حولها .. خائبة .. مدمرة بأسى ذكرى ماعادت لها ملامح .. لصورتها المندثرة في روحهم ..
: تبين تجرين أمي للمحكمة عشان تاخذين حقك اللي تقولين؟؟
التمع الدهاء في تلك العينين الطامعتين .. المرعبتين ..
: ايه...و إذا ما تبون هالشيء يصير اقنعوها نقسم الفلوس بيننا و تعطي الوكالة لأبوثامر يهتم بحقنا

صرخت بوجع في وجهها .. لعل قلباً اختفى تحت ركام أيامها البائسة معه يصحو .. من غيبوبة طويلة .. غيبتها عنهم ..
: سلممممممممى!!!!!

فزعت من تلك الصرخة .. و هي تراها تقف .. تقترب منها .. لتُجيب تتسلح بالقسوة .. و القوة .. و هي تصد بنظراتها عن وجهها المفزوع ..
: قلت لكم اللي عندي...فكروا و ردوا علي قبل نمشي بإجراءات القضية
أعادت صرختها بوجع .. بعويل الرجاء.. تحاول إنقاذ غرقها الأخير ..
: سلممممممممى!!!

راحت تجمع أشياءها على عجل .. تريد الهروب .. بعد أن رأت حالتها الهيستيرية .. لكنها هجمت عليها بعنف .. لا تدري ماذا كانت تريد؟؟
هل تريد قتلها؟ قتل هذه الصورة البشعة! تنقذ ملامح الأخت التي عرفتها .. من أسر ذاك الزوج الطامع؟
هل تريد ضربها .. و هزها بقوة ؟ لتدرك معنىً واحداً لتلك الكلمات التي غرزتها خناجراً صدأه بقلبهما ؟

اشتبكتا بالأيدي .. و سلمى تهدد .. أنها إن أذتها ستشتكي عليها .. و لم يوقفهما سوى أسماء التي لم تحتمل كل هذا .. لتسقط بإغماء بعد صرختها بهما ..
: خلااااااااص!!!! يكفي!!!!!!

سقطت على الأرض .. لتدفع هي سلمى من بين يديها .. و تهب إليها ..
و سلمى لا تهتم .. و هي تفر هاربة !!


:: ::


:
:


كانت تجلس معها لأول مرة .. للتحضير لتلك الحلقة التنشيطية .. التي ستعدانها للطالبات الضعيفات .. في مادتهما .. و بحكم أنهما معلمتا التخصص الوحيدتان في المدرسة .. فكان عليها أن تجلس معها لوحدهما في معمل الرياضيات .. لمناقشة خطة البرنامج الذي ستطبقانه للطالبات ..

و يالحظها السيء .. فهي اليوم تبدو أشد قتامة .. متعبة لدرجة أن أطراف أنفها .. و عينيها بدت محمّرة بشدة .. و مزاجها العكر في أسؤ حالاته ..
رغم ذلك كانت منذ الصباح .. تؤدي عملها كالآلة .. بلا شكوى .. لكن عقلها يقطع أميالاً بعيداً عن المكان الذي تجلس به ..

بادرتها السؤال بحذر .. رغبة بفتح أدنى حوار معها .. فهذا الصمت بدأ يخنقها ..
: وش رايك نكتب التقرير على اللابتوب خطوة بخطوة...أو نرتب شغلنا على السريع بعدين أكتبه أنا على رواق عشان ماياخذ معنا وقت

لحُسن الحظ أجابتها ..ولو أنها ردت ببلادة .. و هي لاترفع عينيها الضائقة عن تلك السجلات أمامها ..
:عادي مايهم...إذا يفرق معك أنتي اختاري
تجرأت أن تسأل و هي تراقب ملامحها الشاردة .. المتعبة .. بقلق و ضيق .. لأنها لم تعتاد أن تتعامل مع أحد ببرود و تباعد .. طبعها المهتم أبى إلا أن يتدخل .. رغم حذرها الشديد منها ..
: سموحة شكلك تعبانة...خلصتي حصصك...إذا تبين اطلعي ياقلبي و أنا أكمل السجلات اليوم
رفعت لها نظرة مستنكرة .. جعلتها تنكمش و هي تتخيل ردة فعلها على فضولها .. لتبهت و هي ترى ملامحها تفتر عن إبتسامة ساخرة ..
: عمرك شفتي معلمة رياضيات تستأذن أو تغيب!
كادت أن تزفر براحة من خوفها .. لكنها ابتسمت بأريحية لها .. و هي تُعلّق ..
: والله معلمة الرياضيات بشر تتعب و تطفش بعد

:
:

كانت تختنق بأفكارها .. و تلك الرقة التي اجتذبتها بصوتها .. كان لها فعل المسّكن .. على جراح قلبها النازفة .. لا تعلم كيف عبرتها بلا تحفّظ ؟
و لا تدري كيف بدأ ينساب الحديث معها .. لتبتسم هذا المرة بشكل طبيعي .. و هي ترفع عينيها لتتأمل أناقتها .. و عذوبة ملامحها ..
: والله إنك بتخربين سمعة معلمات الرياضيات! تدرين الطالبات خاقات عليك..ثنتين عندي أمهاتهم ناشبين للمديرة عشان تنقلهم لفصلك..عاد لو عطتهم وجه...انتظري تشيلين الفصول كلها لأن كلهم بيركضون عندك! ترى إذا بدأت الإختبارات تجيني حالة إستنفار عليهم
لتتحدث معها بصراحة .. بلا إنتقاد .. أو تعديل يهواه الكل على سلوكها .. و شخصيتها ..
: والله إنك معذورة .. و معك حق فيه بنات مايفيد معهم الدلع حقي تعبووني ...يبغالهم شدتك عشان يمشي حالهم
للمرة الثالثة تجعلها تبتسم !!
: اللي ما تمشي معك مضبوط بس قوليلها بأنقلك عند سماح..صدقيني بتحفظ لك حتى مؤلف الكتاب و الفهرس
ضحكت و هي تجيبها بمزاح ..
: هههه بأجرب
و لأول مرة...يثيرها الفضول إتجاه أحد لتسأل .. لتكمل هي الحديث ..
: عندك عيال صح؟
ابتسمت بمحبة .. و فخر ..
: ايه أم يزوّزي
عقدت حاجبيها بإمتعاض .. و هي تسألها ..
: و يزوّزك وش يطلع من الأسماء؟!
أجابت بإستدراك ..
: ههههه يا حلوك يا سموحة..معليش متعودة أدلعه لحد مانسيت اسمه..يزوز يطلع يزن حبيب أمه

شردت بأفكارها المُتعجّبة .. سموحة! يزوز! تبدو هذه النجلاء غريبة .. فهي لا تكاد تنطق اسماً بحاله الطبيعي .. في هذه المدرسة بأكملها ..
حتى الطالبات التي لا تكاد تتذكر هي أسمائهن .. تُوجِد هذه لكل منهن دلعاً لإسمها !

ابتسمت برثاء .. لو تعلم أنها الوحيدة التي قامت بتدليل اسمها لأثارها العجب .. حتى أخواتها لا تذكر أنهما قد دللتاها .. أو حتى قد دللتا أسماء أطفالهما من قبل ..
تداركت غرابة أفكارها .. لتقف مقارنتها عند هذا الحد !!

فيبدو أن حياتها لا تتشابه أبداً مع حياة هذه التي أمامها .. و أكثر لا تتشابه أبداً مع ذاك الزوج .. المريب بهدؤه .. و تقبّله .. و إهتمامه ..
ذاك الدكتور المستفز ! يعتقد أنه حين يأتي ملوحاً براياته البيضاء .. سيقوى على زرع الورود في روحها الجافة ..
ليته يكفّ عن محاولاته التي للغرابه كلما تصدها .. تجدها ترتد عليها من جديد ..
فكلما تُبعده خلف الحدود التي تريدها .. تجد أفكارها الغريبة تُسلطه أكثر عليها .. لتجده دائماً الحل الأمثل لكل مشكلة تؤرقها ..
ستتمادى في إستغلاله .. بدون أن تعطيه أي حق .. فما مدى مساحات الصبر التي ستسع كل هذا عنده ؟؟



~*~*~*~



في أشدّ برودة وصلت إليها درجات حرارة هذا المساء .. كان هناك دفئاً آسراً ينبع من قلبها .. ليُضيء أوردة الروح .. فرحةً صافية ..
و هي تجلس بينهم .. تستند بإرتياح .. على تلك المركاة التي تتشاركها مع أصغرهم .. الذي بدأ لا يألف له مكان في إجتماعاتهم إلا بجانبها ..
تسمو السعادة في قلبها .. إلى درجات مرتفعة .. لم تبلغها يوماً مجتمعة بهذا الشكل الحميمي .. الدافئ ..

وجوه أحفادها .. تحاوط الروح قبل العين .. من كل جانب أينما ولّت نظراتها .. رأت وجهاً عزيزاً .. يتحدث و يضحك بإرتياح ..
ليتسع الخاطر بمسامرتهم .. أصواتهم ترانيم تتدفق بدفء إحساسها .. و ضحكاتهم قناديلاً تُضاء في ليلها .. تؤنس ممرات الروح .. التي افتقدت خُطاهم فيها لوقتٍ طويل ..
رائحة حنين و مسّرة .. تعبق بداخلها و هي ترى في ملامحهم .. إمتداد الوصل لوجوهٍ رحلت .. و وجوهٍ باقية .. و وجوه فُقدت من فرحتهم و هي بينهم..

في كل لحظة .. تتفقد بإشتياق ملامحهم التي لا تمل من عبورها .. في حين يتعاقب على روحها .. شذى عطرهم .. مع رائحة الحطب التي يتولى حاتم إشعالها .. و هي تراه كعادته ساكناً .. مشغول الذهن .. و جسده يركن بجانبها الآخر .. بدى شارداً بوجوم وهو يكسر بعض الأعواد ليصفها وسط النار بإتقان ..

أمامه كان يجلس ليث .. بذات الإنطفاء الذي يُعتمه منذ عام .. بعد أن خسر نصف فرحته بخسارته صديق الروح .. تبدّل كثيراً من بعده .. و الحنين ينقش قصة فقدٍ في عينيه .. توهنها كل ما نظرت إليه .. لا تقوى على مسّه بكلمة .. فرقّة ذاك القلب الذي يحمله .. تخشى عليها حتى من كسر كلماتها .. و تأنيبها له .. حتى لو كان يُرهقها وهو يعزف عن مواصلة حياته من جديد ..

ابتسمت بمحبة .. لذاك الذي راح يُشاكسه .. وهو يلتصق به .. مسنداً رأسه على كتفه .. حتى ضاق به ليهاجمه ساخراً ..
: وش فيك متحضّن كتفي! كأن مافيه مراكي!!
أجابه مروان مبتسماً بسخرية ..
: مو من غلاتك...بس مالقيت وجه سمح غيرك! شوف وجه حاتم يقول لا تقربه لا يشلوطك بهالنار.._أشار على عزام و عمار ساخراً_و الصحة الجسدية جالس مع الصحة النفسية...و اللولو باعتني يوم جاء فارس و أخذ عرشي بجنبها...محد يذكرني و لا أحد يدري عن هواء داري
أجابته جدته مصححة شكوى حديثه المازح ..
: ماشاءالله عليك أنت يحبك القاصي و الداني...حتى أم محمد اللي ما تحب أحد...تحبك
أفاق حاتم من شروده ليضحك .. معلّقاً بسخرية عليه ..
: والله ينخاف منك مادري وش مسوي لهالعجوز من ورانا! رياض اشتكت عليه بالشرطة بس عشان العمال اللي جايبه نكدوا نومتها...و أنت تحبك!!
تدخّل عزام ليسأل بإستغراب ..
: أم محمد هذي لا تكون اللي كبّت التراب على سيارتي يوم وقفتها قدام بيتها
أجابه حاتم موافقاً .. وهو ينظر شزراً لمروان ..
: شوف ضحية ثانية لها...يا حبيب قلبها
ضحكت جدته لتؤيد حديثهما ..
: حتى ليث ما سلم منها...يوم راحت له ولا وافق لها على عملية الليزك...ما بقّت و لا خلّت عليه...تقول لي كل عيالكم كلهم مافيهم خير...ماطلعتم غير بمروان
تعالت ضحكاتهم و تعليقاتهم عليه .. ليعلّق مروان متفاخراً ..
: والله لها نظرة بالرجال و إلا كان ما حبتني أنا و أبومحمد بس...عساها ماتدري عن الخافي
شاكسه عزام .. ليسأل بإهتمام ..
: وصيها علينا أجل و هي مستلمتنا واحد ورى الثاني...رعب من صغرنا
رد عليه بتعالي ..
: التوصية بتشمل أعضاء النادي فقط
ليرفع حاجبه بإستفهام ..
: أي نادي؟!
أجاب بتفاخر .. وهو يربت على فخذ ليث ..
: نادي عظماء الليل أنا و حاتم برعاية الشيف ليث
أجابه بحماس .. نيابة عن عمار .. الذي كان كعادته لا يشترك بمناوشاتهما الساخرة ..
أجل بنسهر معكم الليلة نشوف إبداعات الشيف
ليجيبه بإمتعاض ساخر ..
: وكالة من غير بواب! له شروط هالنادي...أنت يمكن ناخذك بعد التعهد...عمار خلاص راحت عليه
رمقه عمار بلا مبالاة .. وهو يسأل ببرود ..
: ليه وش شروط هالنادي إن شاء الله ؟
أجاب ببساطة ..
: أبد الله يسلمك...بس ما يعرسون لحد ما أنا أعرس
تدخلت جدته هذه المرة ..
: مافيه خير هالنادي و نيتك! عزام قبل يطير مرة ثانية بأزوجه وحده تمسكه بأرضه
التفت عليها عزام ليجادلها بمحبة ..
: أنتي يمه تدورين بنت تمسكني الأرض...ترى البنات بياخذوني أطير فيهم

راقب مروان بوجع .. نظرة جدته المتأملة لعزام .. ليخشى قلبه من آمال قد تنسجها محبتها .. و قلقها الدائم .. على يتيمين أبنائها ..
هو بالكاد تخلص من قلقه نحو عمار .. و ذاك الإهتمام الذي كان يحسها تخصه به ..
لتتزايد مخاوف الصباح .. وتوجسه من عودة جراح .. بهذا الوسيم الرحال .. وقلوبهم و نظراتهم ترجو أن تكون هي قيداً .. لتحفظه لهم ..
استدرك نظرة الغضب في عينيه .. حين لمح عزام يلتفت إليه .. ليعلق عليه ساخراً ..
: ماشاءالله و هالنتيجة هذي طلعت فيها من إستفتاء كم بنت؟

قبل أن يرد عليه .. قطع حديثهم .. شهقة جدته الفزعة .. حين دخل عليهم غالب .. بتلك الكدمة الزرقاء الدامية على وجهه .. لتنهال عليه بالأسئلة القلقة ..
و التي كان يتفاداها بمشاكسته لها .. وتعاليه المعتاد .. حتى يأست من إستخلاص جواب صادق منه ..
بينما صمت الجميع عن السؤال الذي خمنوا إجابته ..
كدمة كهذه على وجهه .. و يأتي بمزاجٍ رائق .. فالمتسبب بها يجب أن يكون شخص مصرّح له بهذا التطاول عليه ..
و من قد يكون سوى الشخص الوحيد الغائب عن هذا الإجتماع ..

و حين أخذ جدته بأحاديث بعيدة عن قلقها .. رفع هو هاتفه بحذر .. ليصوّره .. ليرسل تلك الصورة لها .. حين سمع همس ليث قريباً منه ..
: ودي أفهم عرق اللقافة اللي فيك!
رد عليه بذات الهمس ..
: هذا فعل خير
أجابه ساخراً ..
: ماشاء الله!! على أعمالك الخيرية هذي...شكل زوجة المستقبل بتحبك هي و أهلها
رد بتنهيدة ..
: ماهي مواريها والله!

كانت تنفلت من بين حديثه كثيراً أمامهم .. لكن لا أحد ينتبه له .. لإعتيادهم على مزاحه الدائم .. حتى بات الصدق في قلبه مزحة أيضاً لهم !

:
:

و حتى لو نطق إسمها جهراً .. ماكان لينتبه إليه ليث .. الذي كان يرمي الكلمات من خلف ضيق كبير .. يعتمر في صدره منذ لقاءها بالأمس ..
تلك الكلمات التي راحت تقذف قسوتها بوجهه .. كانت حقاً قادرة على إيلامه .. ليتسائل لأول مرة .. لما عليه أن يتحمل كل هذا منها ؟
لا يدري مالذي يُغضبه منها أكثر .. هل هو حديثها المتبجّح ؟!
أم كراهيتها اللامحدودة له بلا أي سبب فعله ؟!
أم هذا القلب .. الذي يُعيد مراراً بذاكرته تهاويها بين يديه ..
غاضبٌ جداً منها .. فلما لايغيب عن ناظريه وجهها المرهق! رائحتها! دفئها! ملامحها! صوتها!


.
.
.


حالما خرج من عندهم .. وصله إتصالها الثالث .. بعدما ترك مصير الإتصالين السابقين .. بمدى رنات طوال بلا إجابة .. و لا رسالة ..
لكنه هذه المرة قطع الإتصال منذ الرنّة الأولى .. و عيناه تحدقان بشرود بإسمها الذي يعاود الإتصال في كل مرة يقطعه بها ..
يالهذا البأس القوي الذي لم يتخيل أنها تقوى عليه يوماً ..!

حتى توقفت تلك الرنات .. ليزفر بترقب حركتها التالية .. هل يأست بهذه السرعة؟؟
و ابتسم بكبرياء حين رآها ترسل له .. [غالب ليه ما ترد ؟]
كان قد لمح مروان .. حين رفع الهاتف بوجهه ليصوّره .. و تركه بلا تعليق وهو يعرف إلى أين ستصل هذه الصورة ..

لذا وصل إلى المكان الذي كان يقصده في باحة بيت جده الخلفية .. ليفتح المحادثة بينهما .. و لا يرد عليها سوى بصورة ذاك الكرسي .. التي ارسلها لها ..
أخذت وقتاً طويلاً .. قبل أن يرآها بدأت تكتب لوقت أطول .. تكتب .. و تمسح .. لكنها لم ترسل له أياً مما كتبته ..
و اتصلت به من جديد .. ليقطع الإتصال بذات العناد ..
و يرسل لها هذه المرة فيديو لخطواته .. وهو يذهب ليجلس على هذا الكرسي بإنتظارها .. و يغلق المحادثة بينهما ..

مضى وقت طويل .. حتى بدأ يروح و يجيء في سكون المكان و برودة الجو .. بإنتظارها .. هل ستأتي ؟؟
ليتنهد أخيراً بإرتياح .. وهو يراها قادمة من بعيد .. استدار ليقف بإنتظارها .. يتأمل ملامحها التي تبين له أكثر كلما اقتربت ..

كانت ترتدي فستاناً صوفياً بلون أزرق داكن .. يتمايل جسدها الرشيق فيه بدلال .. و تغطي فتحة صدره العميقة .. بشال صوفي سميك بلون الخردل .. تلفه على رقبتها .. حتى أخفى بعض ملامحها عنه .. مع خصلات شعرها المتبعثرة حوله ..

قطبت ملامحها الرقيقة .. و خُطاها تتسارع رغماً عنها .. ما إن تبينت تلك الكدمة الدامية .. أسفل فمه ..
لتقف أمامه .. تتفقده نظراتها بقلق .. و كفيها الدافئتين تحيطان وجهه بنعومتهما ..
: وش صار؟ وش فيك؟ مع مين متهاوش كذا!!

:
:

لم يُجب طبعاً .. فقط ارتسمت ملامح سعادة .. و اطمئنان .. في نظراته التي تُغرق وجهها القريب منه ..
لا تتذكر أنه في يوم أسهب في حديثٍ يخصّه أمامها .. لا بل لم يتحدث يوماً عن نفسه .. أو مشاعره .. أو حياته ..
امتدت يداه لتحيطان أكتافها .. و يدفنها بإشتياق وسط صدره .. مسنداً ذقنه على رأسها .. ليهمس بإستدراك ..
: توي أعرف إنك قصيرة!

تخلصت من احتضانه بحنق .. و قلقها يأخذها منه .. عليه .. لتواجهه بعتب ..
: جايني وجهك كذا! و لا ترد علي! و كل اللي طلع معك إنك اكتشفت إني أقصر منك

لم يرد .. تعلم أنه سيخلق ألف منعطفٍ للحوار .. كي لا يصارحها بشيء مما يحدث معه .. امسكت بكفه لتسحبه إلى الكرسي و تجلس بجانبه .. تلفّ جسدها كاملاً إليه .. لتسأله بإصرار ..
: وش صار لك؟
رمقها بنظرة حانقة مثقلة بشوقه ..و أجابها بتلاعب و عناد ..
: أسرار!! ما أقولها إلا في بيتي

وصل بها سريعاً .. إلى العقدة التي لا تُحلّ بينهما .. لترد بعتب ..
: أنت أسرارك لو دخلت قلبك بكبره ما عرفتها!_اعتدلت بجلستها لكي لا يلمح سوى جانب وجهها و هي تكمل_مادري أنت ما تثق فيني يا غالب أو مستسخف تتكلم معي بشيء يهمك أو يخصك!

صمت .. صمته الدائم الذي يستفزّ مشاعرها .. فحاولت سحب يدها من كفه التي لازالت تمسك بها .. لكنه شدد عليها .. فلم تستطع سحبها .. لتكمل بضيق ..
: تدري وش أكثر شي جرحني يا غالب ذيك الليلة؟ سوالفي مع غزلان! غزلان تعرف عنك أشياء أنا ما أعرفها! تعرف وش يصير معك و أنا لا! فاهمة شعورك و تصرفاتك و أنا لا! كان كل كلامها توقعتك تعرفين! ما قال لك غالب!...حسيتك مو قادر تحبني و لا حتى قادر ترتاح معي و تشاركني حياتك..ما شفت لي وجود معك أبداً...و يوم نسيتني ما شفت معك أي شيء ارجع عشانه.....

صمتت حين بدأت عبراتها تهدد بهطولها أمامه من جديد .. لا تريد أن تبكي أمامه .. لا تريد أن تكسر صورتها القوية التي بدأ يصدقها ..
لذا وقفت فجأة لتُغادره .. فتوقفها يده التي تمسك بها .. ليقف معها ..
يسأل بإستغراب ..
: وين؟ ما خلصتي كلامك!
أكدت له بحزم ..
: إلى هنا خلص كل كلامي...وش تبي أقولك أكثر من اللي قلته! إذا عندك أنت شيء بتقوله اسمعك
لتراه يهرب من إجابة سؤالها .. وهو ينبش حزنها الخفي .. بتلك الدمعة المعلقة بأهدابها ليمحوها بإبهامه ..
: لو أدري إنك بتخافين علي...بأنضرب كل يوم
صدت عنه لتغير الحديث بلا سبب .. و هي تهتف بحنق .. و يأس ..
: خلاص بأدخل برررد

فتح لها ذراعيه .. لتراه بضيق من لهفتها لذاك الحضن الدافيء الذي تهجره .. لكن يؤلمها ذاك الصمت الذي يعزله عنها .. و تخشى تفسير أسبابه ..
لا يقوى سوى أن يفتح لها جانباً واحداً فقط من قلبه .. أخذ منها الكثير لتصله .. فكم ستدفع بعد .. أملاً أن يأتيها بقلبه كاملاً لها ..

ردت لتغيظه بعناد .. إن كان متمسكاً بعناد بصمته .. ستتمسك هي بتفاهتها التي تستفزه ..
:بالأفلام البطل يعطي البطلة جاكيته
ليرد ساخراً ..
:و بالواقع البطل يعطيك حضن صاحب الجاكيت...و مو عاجب بعد!
مدت يديها لتنزل يديه .. و تمسك أطراف جاكيته لتغلقه .. و تتحدث و هي لا تراه ..
: فكر بالكلام اللي قلته لك...و إذا صار عندك الرد عليه نتكلم_رفعت رأسها إليه_و إذا رجعت البيت اغسل الجرح و حط عليه مرهم و بلاستر لا تتركه كذا

[و الجرح الذي تتركينه بقلبي ماذا أضع عليه ليهدأ ]

تلك الكلمات التي انسابت من قلبه .. لكنه عجز أن ينطق بها ..!

:
:

تركته لترحل .. نثرت على قلبه أسئلة .. تشربها كأرض جرداء .. لا تنبت فيها أي إجابة تطمئن قلبها .. لتقودها إلى العفو و العودة .. (قسّيت قلبي يا غالب! و إلا كيف أنا اشوفك بهالحال و ما أخبيك عن الوجع وسط ضلوع صدري)



~*~*~*~




كانت لوحدها في هذا البيت الذي يطبق على روحها كل حين .. فوتين اخذتها سحاب لتلعب عندها مع ابنتي حاتم .. لذا حين اتصلت بها زوجة عمها تخبرها أنها آتية لرؤيتها ..
تحاشت الضيق .. و القلق الذي نبأها قلبها به .. لتسعد بأي زيارة تمضي بهذا اليوم .. و سواد الأفكار التي تقتم وقتها ..
سمعت طرقات الباب .. لتقترب مبتسمة .. و تهتف بترحيب ..
: مفتوح يا عمّة ادخلي

لكن قلبها .. لم يُخطيء يوماً خبرته بالوجع .. أدركت ذلك بأسى .. حين انفتح الباب قريباً منها ..

و رأته !!

.. لتلمح في وجهه الحاني .. خطوطاً من الهم .. و الوجع .. كانت من عبث يديها !
.. رأت في سماحة ملامحه .. ذكرى لعمرٍ بعيد بسعادته .. كانت قد دفنت آخر ما تبقى من أيامه الباهتة بثرى والدها ..
عيناه تومضان بها .. إلى ذاك الزمن الذي توقف عمر الحياة بها عنده ..
حتى ثارت بقلبها صوراً لذاك الوصل الذي أضاعته .. تتردد بوجع في روحها الجوفاء ضحكاتهما التي ماتت على يديها ..

رؤيته .. تُشظّي تلك الروح الرثة بداخلها .. إلى قطع صغيرة فلا تقوى على جمعها أمامه ..
رؤيته .. تعيدها على عتبات ذاك اليوم الذي تخلت فيه عن كل شيء .. في رجاء ثمن ما تريده ..
لا يزال كما كان .. نبع السماحة الذي يسقي وجهه .. لم ينضب .. رغم رميها لتلك الأحجار في كرمه ..
و كأنّ عمراً من الأوجاع .. و المرار .. لم يطويهما لأعوام من الفقد .. و الندم .. و الأسى ..

لم تنساه يوماً .. لطالما كان إسمه مغروساً بين ليل دعواتها ..
كان دوماً رمزاً ممتداً للإمتنان الذي رسم به عمراً جديداً لها ..
كان رحمةً من ربها .. بهيئة ذاك العفو الذي سخّره لها في قلبه ..
.. حين تخلّى عنها الجميع .. و تخلت هي عن كل شيء .. كانت لحظة نجاتها الأخيرة متمثّلةً به ..

كل ما تعرفه في الأبجدية من كلمات .. احترقت بلهيب الندم المعتمر لأعوام في صدرها .. ليقيد برؤيته .. فيشتعل رماد ذكرياتها اليائسة ..
يختنق كل شيء داخلها بإنكسار .. و هوان .. فلا تجد في نفسها كلمات تملك إستحقاقاً .. أن تخرج إليه ..
كل دمعها الذي فاض بسخاء على وجهها ..
كل ندم نقشته الأعوام على ملامحها ..
كل إعتذار نُقش في حزن نظراتها ..
.. لا يطال أبداً سموّ روحه .. لتملك الحق أن ترفع وجهها في وجهه ..

نفثت كلمةً واحدة لم تنجو بسواها .. قبل أن تختنق .. من تلك الإنهيارات التي راحت تنقضّ فوق روحها ..

: يا الله! يا الله!

:
:

رمقته ابنته بحزن .. و وجع .. و هي تتحرك من جانبه .. لتذهب إليها تحتضنها .. فتنهار تلك بين يديها ..
ذات الإنهيار الذي ودعته به قبل سنوات .. ها هي لا تجد غيره .. لإستقباله به ..
هذا ما حذّرته ابنته منه .. هذا ما جعله يؤجل رؤيتها لهذا اليوم .. كانت تعلم أن روحها المعطوبة .. لن تحتمل رؤيته هو بالذات ..

كانت كفه تقبض على عصاه بقسوة .. كالضيق الذي تقبض به ضلوع صدره على قلبه .. وهو يراقب مرارة الدمع الذي راحت تذرفه ..
راحت عيناه تعكس من أساها .. إنكسار الحزن فيها .. وهو يهمس في كل حين بـ (لا حول و لا قوة إلا بالله) ..
يدفع بها ضيقاً يملأ صدره على هذه الروح المشعثة .. التي راحت تتبعثر أمامه ..

حتى خرجت من قلبه آهة .. بثقل سنوات الفقد .. و اللوم الضائع .. و الأوجه المفقودة ..

رحل من رحل .. ليبقى هو يساند بقلبٍ أعرج .. تلك الأرواح المتهالكة في تعثر مسيرها من بعدهم ..
من حوله جراح هائلة .. تملأ قلوبهم .. لا يجد لها طباً و لا شفاء ..
يعجز حتى أن يعطي الحق لأحد .. ليرى أنه يجتث هذا الحق من وجع الآخر .. و همه ..
لا قوة يملكها .. سوى أن يجعلهم بين يدي الله وحده .. ليمسح على قلبهم .. رحمةً و ثبات ..
و يخلق لهم من بين الجراح المثخنة .. سبيلاً للعفو .. و درباً للنسيان .. و التسامح ..
.. كما عفى هو ذات يوم .. لعلّ أطنان الهم التي تتكوم على صدره .. تخفف من وطأة اللوم .. و وجع الذكريات .. و الحقوق المسفوكة بلا سبب ..

هدأت بعد دمع طويل ذرفته بين شهقاتها .. كانت تصدّع الأحزان الملتمّة بروحه .. حتى استطاع أخيراً .. أن يخرج بصوته ..
من بين غصات الأسى التي حشرتها بصدره ..

: بس و أنا عمك...قطعتي قلبي...ارحمي حالك...و ارحميني أنا خلاص ما عاد اتحمل هالحزن و القهر!!

:
:

كانت إستجابتها لوجعه .. بلحظة .. لتدفن آلاف الدمعات غصات موجعة بصدرها .. و تمحو بقاياها من وجهها ..
فمن هي لتجرؤ أن تتطاول بحزنها .. فوق حزنه !!
و صمتت تستمع إليه .. تنظر إليه بألف أسف و تقدير .. في حين تخنق شهقات أحزانها في عمق روحٍ اعتادت هذا الهم .. و الندم ..

حتى بدأ يتحدث معها .. و يطمأنها .. حاول جاهداً نفض غبار الوجع الذي يدثر روحها بالفقد .. و الندم ..
كان و لا يزال إنساناً عظيماً بعينها .. مطعوناً بسيفها و يأتي بنفسه لها .. ليتفقّد ما أفسدته في نفسها .. و حياتها .. أملاً أن يُصلحه ..
أتى لجانبها المظلم .. المتكدّس .. يعكس نور الراحلين في وجهه .. ليمد يداً للعطاء .. يربت بها على وحدتها .. و شتاتها .. و ضعفها ..

لكن! ماذا يحاول أن يُنقذ ؟؟
عزمها الذي أتى ينصب أوتاده المنكّسة .. مهترئ جداً ..
ذاكرتها .. حرقتها ليالي الفقد التي توالت على روحها .. حتى أطلقتها رماداً تذروه رياح البعد و النسيان ..
قلبها .. لا تدري متى آخر مرة تفقدته .. لا تذكر متى آخر مرة عبرت نبضات الحياة فيه ..
لقد ضاع منها .. زمام ذاك العمر .. الذي انفرط بإنهزام من بين أساها .. و خذلانها لهم ..

.. فقط لو أن الجراح التي تملأ روحها بانت على وجهها .. لهاله التشوّه الذي يملأ ملامحها ..



~*~*~*~



لا يكاد يرتب نبض قلبه معها على نسق .. ليأمن ذاك العبث الذي تثيره في صدره .. حتى تخالفه سريعاً .. ليرتبك إحساسه الخامد معها من جديد !!

منذ متى يمسك بهاتفه قبل موعد الإتصال بنصف ساعة ؟!
تحتضن عيناه صوراً و معلومات تسردها و لا تكاد تعنيه .. لكنه يتأملها راسماً في خياله فتنة ملامحها و ذوقها الفريد و هي تكتبها ..
متفرّدة .. دقيقة .. أنيقة .. بشكل مبهر في ذوقها .. و تصاميمها ..
و هي تشرح حتى الفرق و التناسب بين لون و لون .. قضى عدة دقائق في التحديق بهما ليرى الفرق الذي تراه!

خرجت من صدره تنهيدة حائرة .. يائسة .. مالذي تفعله به .. ليشتعل لها الجزء الأيسر من صدرها كاملاً ؟؟
حتى أصبح فضوله لا يملك حد الإرضاء .. للهفته عليها ..
كيف أصبح لحوحاً إلى هذه الدرجة ؟
و كيف أصبح يعبر كل ساعات يومه ؟ متلهفاً لحديثها الحيادي .. البارد .. و أناقة صوتها الشحيحة !

دائماً أحاديثها مختصرة .. إجاباتها تقطرها تقطيراً ..
كان السبيل الوحيد لسماع صوتها و فيض حديثها .. حين سألها عن دراستها .. و عملها ..
فراحت أناقة صوتها تسرد له بفخر إنجازاتها .. و أفكارها .. و خططها التي لا تتوقف عند حد ..
كانت كريمة جداً بأي حديث لا يمسّ قلبها .. و مشاعرها .. و حياتها الخاصة بشيء !!

ليظلّ عالقاً بذات الإنبهار الأول معها .. فلا يخف .. و لا يزول ..
هل هو حب؟؟
هل هو مجرد إفتتان ؟؟
و إلى مدى سوف تصل به!!

ساقته أفكاره إلى الحد الذي فاض بعمر صبر الشوق .. ليتصل بها ..
بعدة عدة رنات .. أجابت الإتصال دون أن تتحدث .. ليظن كالعادة أن ذهنها شارد بشيءٍ ما .. ليبادرها ساخراً ..
: زين فضت لنا المشغولة
كانت صوتها مجردة بحّة خفيضة .. بالكاد فهم ما تنطق به ..
: مين اللي يتكلم؟_لتتنبه_ عمار!
تبعثرت نبضات قلبه المترقبة .. ما إن عبره صوتها الناعس بشدة ..
: نايمة؟
أجابته بعد تنهيدة تعب ..
: لا بس غفيت على المكتب بدون ما أحس
كان صوتها عزفاً خادراً ..لتعبر سمعه رقة أحرفها .. فيغمض عينيه من هول ماتضيء من قناديل تشعُ بفتنتها في روحه المعتمة ..
: اتصلت عليك اليوم مرتين ما رديتي!
بررت له بأسف و كأنها تعنيه !
: لما اتصلت كنت مع أمي...ماقدرت أرد
تسائل مشككاً بسخرية ..
: عندك ألف عذر و عذر عشان ماتردين...مادري سمعتهم كلهم أو للحين باقي عندك غيرهم!
صمتت للحظة .. قبل أن تبرر له بصدق لامس هذه المرة قلبه .. وهو يحدث تغييراً في نبرة صوتها ..
: لا تاخذ الأمر بشكل شخصي...هالكم ساعة اللي اجلس فيها مع أمي حتى أبوي ما أرد عليه
لأول مرة تتحدث بإنسياب .. عن شيء يخصها .. ليسأل ..
: ماشفتها يوم الملكة! كانت مسافرة؟
بدى له أنها كانت فقط تحت تأثير غفوتها .. لتتيقظ فجأة و تعود لرسميتها ..فتنبهه إجابتها المقتضبة .. أنه من المبكر أن تتحدث له عن مشاعرها و حياتها الشخصية .. و مشاكلها ..
: هاه...ايه

هل هذا ما يجعلها تتزايد بشكل كبير في عقله .. تلك الأبواب التي تغلقها دوماً في وجهه ..
تحدث معها قليلاً .. ليجدها في كل حديثها .. متباعدة .. غامضة .. غير مهتمة حتى بسؤاله عن أي شيء يخصّه ..
حتى رأف بها .. وهو يكاد يحس بإغفائها بين كلمة .. و أخرى .. ليقرر إنهاء الإتصال ..
و حينما انتهت من حديثها عن تعديلاتها على ذلك البيت الذي طُلب منها ترميمه .. و الذي أشغلها عن الرد عليه في مكالمته الأولى ..
: ماشاء عليك تعرفين كل شي! بس تعرفين ترتاحين أنتي؟!

بدى أنها لم تستوعب حديثه .. و خيالها يغرق للآن في أخطاء الديكور التي ترغب في تعديلها ..
: وش قصدك!
أجابها بصوت بدى مهتم .. رغم بروده ..
: أقولك روحي نامي اللحين و ريحي نفسك شوي_ليستدركها قبل أن تغلق_ و شي ثاني قبل تسكرين
أجابت متنهدة بطواعية متعجبة ..
: نعم؟؟
ليتبدل برود صوته .. وهو يأمرها بجدية ..
: آخر مرة تردين على جوالك بهالصوت و أنتي مو عارفة مين تكلمين

:
:

عليه العودة سريعاً إلى مستوى طبيعي من التواصل معها .. هذا الإنجراف الذي يأخذه نحوها لن يجدي نفعاً مع هذه المتباعدة .. الغامضة ..
لكنها لا تعطيه فرصة أن يعرفها .. كي يصنفها .. و يصيغ إستراتيجيته الأمثل الآمنة في التعامل معها ..

زفر بإرتياح للخلاص من سيطرتها على أفكاره .. حين سمع طرقاتها على الباب .. ليأذن لها بالدخول .. فيراها تدخل بملامح قلقة ..
: مساءالخير
أجابها و عينيه تضيقان في تأملها ..
: مساء النور..وش فيك؟
أجابت بتعجب .. أو إرتباك ..
: ما فيني شيء...ليه؟
تسائل بشك ..
: كأنك متضايقة!
بررت له كاذبة .. ليلتهي عن قلقها .. الذي جعلها تأتي لتطمئن عن نتائج تهورها .. بعدما عرفت أنه كان في بيت جدها ..
: سوالف بنات سخيفة مع صديقتي لا تهتم...وش أخبار أمي اللولو؟
أجابها بإرتياح ..
: الحمدلله بخير
أمالت فمها بغرور .. و هي تجادله بتصنع ..
: ماشاء الله أمي جامعتكم و حنا ساحبة علينا...كلمت صبا اتفقنا بكره نعزم أبوي حماد و نطلع مزرعة عمي أبوحاتم لحالنا بدونها
أجاب بتمتمة بلا إهتمام .. فلا تذكر أنه يوماً كان قادراً على تقبل المزاح .. أو مجارتها فيه ..
و حين رأته يشرد بهاتفه عنها .. سألته بإبتسامة مهتمة ..
: و الطلقة الروسية وش أخبارها ؟

عقد حاجبيه .. وهو يلتفت عليها مستفهماً .. لتخبره النظرة المتحمسة في عينيها .. أنها تقصد تلك الزوجة التي لازال يجهل عنه الكثير ..
أجابها ببرود ..
: حضرتها مشغولة بحساباتها و شغلها...و تنام و أنا أكلمها!
لتدافع بحماس غريب عنها ..
: لا عمار لا تظلمها واضح كلامها قليل...مو إجتماعية أبداً
تسائل بشك ..
: ما فيه وحدة عندها كل هالعلاقات بشغلها و بتكون منعزلة

واصلت دفاعها عنها لا تعلم لما .. شيء في عيني تلك المرأة أخبرها أنها تستحق عمار ..
و كأنها تعرف الوجع .. تكاد ترى خطوط الهم و الوحدة تمتد لقلبها من قلبها .. لذا بررت له .. لتقنعه ..
: يمكن علاقات شغل وبس! لكن على مستوى شخصي ما اتوقع لها صداقات...تدري يوم ملكتها ما شفتها تتكلم مع أحد أبداً...أبداً...بس العاملات اللي ياخذون رايها بكل صغيرة و كبيرة..تخيل هي اللي كانت مهتمة بكل شيء بملكتها ما كأنها هي العروس...و مرة أبوها ماتحركت من مكانها و خواتها الثنتين كانوا جالسات كأنهم ضيفات شرف! حتى ما شفتهم راحوا لكوشتها أو سلموا عليها_لتكمل و ملامحها تنعقد بإستنكار_اتوقع لو ماقالت لهم أمي اللولو قدام الحريم يجون عشان تلبسها الشبكة الظاهر ما كان عندهم نية يدخلون معنا

لم تحمل معها أي إلهاء كان يأمله حين رآها تدخل عليه .. هي فقط زادت طين فضوله بللاً .. ليغرق في نواقضها من جديد ..



~*~*~*~


^
^
^

إلى هنا سأقف .. في إنتظاركم ...~


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 04:16 PM   #2618

السدين
 
الصورة الرمزية السدين

? العضوٌ??? » 137234
?  التسِجيلٌ » Aug 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,463
?  نُقآطِيْ » السدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 11 والزوار 13)
‏أبها, ‏مرام ناصر, ‏دنيتي دونكـ ظلام !!, ‏غيمة الامل, ‏sarah72, ‏jojo, ‏rosette78, ‏عبَق الخُزامى, ‏السدين, ‏ام مرايم, ‏awttare
أدوات الموض



😍 الطيب عند ذكره ،، حيّ الله السدين .💝
الله يحيك ويبقيك ياقلبي

جعلك ما تفقدين غالي يارب


السدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 04:17 PM   #2619

jojo
 
الصورة الرمزية jojo

? العضوٌ??? » 439658
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,588
?  نُقآطِيْ » jojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond repute
افتراضي


" كمَرّ السحابِ يمرّ البشر
فناسٌ كغيمٍ وناسٌ مطر "

يا حلوكم كلكم كل وحده تقول الزين عندي 🥺
لطيفات ، انيقات ، مبدعات يا حبي لكن 🧁

اغاني اهلاً و حُبًا و مرحبًا فرحت مررره لما شفت طلتك
الحمد لله .. الله يبارك لك بوقتك و عملك سلمت اناملك 🌸

ويا حبي لك قراءه ممتعه و شكرًا على الفصل
الله لا يحرمنا من هالجمعه الحلوه 🤍



jojo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 05:00 PM   #2620

sarah72
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 407216
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,307
?  نُقآطِيْ » sarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاني الشتاء.. مشاهدة المشاركة
.

مساء الجمال .. و الفخامة .. التي ملأتوا بها صفحات الأروقة .. و قبلها اسكنتم كلماتكم و مشاعركم أروقة قلبي❤

مرحباً مليووون بالأسماء الحلوة العزيزة اللي رجعت لمكانها الخالي في القلب💙🤩

و مرحبتين كبار بالأسماء الجديدة اللي منورة قلبي🤍

:

فديت من فقد .. و سأل😘💛

المعذرة منكم يا أحبة😚💋

زحمة أشغال تكدست فوق راسي هالأسبوع نستني ادخل احدد موعد الجزء😥🙏🏻

:

قلت افاجأكم فيه عصرية أربعانا الجميل دائماً بكم😌

:

ردودكم الجميلة .. العذبة .. المؤثرة جداً.. مررت بها على عجل لا يليق بها

سأعود لقراءتها واثقة مرة..مرتين..و ثلاث

فهي أجمل فاصل يعطيني طاقة بلا حدود لكتابة الجزء القادم😍

:

قراءة ممتعة جميلاتي .. و ألقاكم بخير 🍀

مساء المحبه والسرور والشّوق الكبير🖤

يامرحبا بالطله اللي تروي قلوبنا دايم 🖤

تو تزين عصريه الاربعاء والله 🥺💛💛

فصل مُتخم بالمشاعر ، ياه متجمعه في قلبي ، غرقت بالفصل الغرق اللذيذ 🖤

الله لايحرمنا منك بس ومن ابداعك 🥺🖤

عزّام شكله يكنّ لسحاب مشاعر الله يستر 🏃🏻‍♀

حاتم على مايبدو ردة فعله خذلتني 😔 ف نقول ان شاء الله اني ب احب عزام و سحاب 🌿

غالب كان رهيب بالفصل مع النمر الاسود 🖤

ولقاء يمنى ب بابا حماد 😔 جلسه ماما اللولو مع احفادها 🤍

ياختي مشاعر دافئه جدا تسربت لقلبي وانا اقرأ 🤍

لي عوده باذن الله بتعليق مطوّل على الكمّ الهائل من المشاعر الدافئه ❤‍🔥


sarah72 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.