آخر 10 مشاركات
حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          إعدام الزيزفون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          5 - لو كنت أعلم - سالي سبنسر - كنوز أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : monaaa - )           »          {{ ♥♥ من اجمل ماقرأت ♥♥ }} (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          زائر الأحلام (8) للكاتبة : Janet Elizabeth Jones .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          على نار هادية *مميزة ومكتمله* (الكاتـب : علا الخالع همسات - )           »          عنـــاق السحــاب (الكاتـب : تيّـرا* - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree331Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-22, 01:15 PM   #21

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
هل اخوها الصغير هو خال البنات الي دايم معهن ليش مابلغهعن عنوانها اخ يقدر يسئل ويعرف عن اهل اخته
اما سالفهالبنت وش المشكله اذا كتب في الميلاد غير واضح بيكون لما يوضح بالبلوغ والاشعة والتحاليل يكون اعاده كتابه الجنس

انتظري الاحداث القادمة حبيبتي هيتوضح اكثر .. مع العلم إن أمنية تم تحديد جنسها بأنها أنثى...


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-22, 03:34 AM   #22

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

الفصل الثالث
الهبة هي الهدية التي تُهدى إلى شخص غالي في حياتنا، ولكن هل يهدى القلب إلى الغالي مثل المال والهدايا ؟
في اعتقادها كان لا ولن وابدا، كل ما هو سلبى الآن دخل فى عروق عقلها الذي ينبض بأفكار تجعل الشؤم يكبر اكثر داخلها..
فابنتها التى سجلت فى المواليد بعد عمر لم تكن أنثى بل شاب مختبئ بجسد فتاة ، كل الدلائل كانت تشير انها انثي فى الماضي ولكن عند وصولها إلى مرحلة البلوغ أصبح الأمر صعبا فمراكز البلوغ فى الذكر بدأت تظهر عليها ،كل ذلك بسبب مجتمع ريفي فقير مهمل وخاصة ذلك الطبيب الطاعن فى السن الذي تسبب بمشكلة كبيرة، ربما لو كان سجل فى بطاقة الميلاد على أنه ولد كان الأمر سيكون أقل حرجا ،ولكن الطبيب تحجج على انه عضو صغير سيحدث به ضمور وأن الجهاز التناسلي الأنثى متكامل... !!
لذا نجح بطريقته المخادعة بإثبات انه أنثي دون معرفه أي أحد بهذا الأمر.
تجلس في شرفة المنزل بالعزبة، شاردة، واهنة من كثرة الهم القابع داخل صدرها ،ترفع كوب الشاي تشربه و عيناها الباهتة ترصد السماء والاشجار الطويلة التي تحوط البيت القديم ،لأول مرة تنتبه إلى جمال الطبيعة حولها والى زقزقة العصافير!!
لقد فقدت الحياة بالكامل منذ زمن وبقت كالجثة الواهنة التى تتحرك بحجارة ضخمة على ظهرها حتى انحني وهى لا تزال بعمر الستين...
عادت إلى وعيها بانتباهها إلى مكابح سيارة مرسيدس قديمة تدخل علي عتبة المنزل الريفي، رمقت ذلك الشاب صاحب الخامس عشر ربيعا بقامة متوسطة وشعر غجري قصير يخرج من السيارة بمفرده ويمشي بطريقه جعلت جسدها ينتفض، عيناه المليئة بالغضب ، نبرته المتماسكة دون رجفة بما يعتريه ، ثقته، شخصيته القوية ، لا تشبه الاناث بشيء.. بل لا يخاف من كشفه وهو يرتدي مثل الشباب!
اتسعت عيناها بذهول ،يكاد كوب الشاي يتحطم من شدة قبض أناملها عليه ،علا صوت الشاب قائلا بمرح "لما انت هنا الجميع يبحث عنك يا نجلاء"
يعلم أن والدته نبهته اكثر من مئة مرة ان يتصرف مثل ما كتب بالبطاقة "أنثى" بصوت رقيق وملابس فتيات مبهجة.. ولكن كيف... هو يري نفسه ذكر بكل شيء وان حمل داخله أعضاء أنثي إلا إنه يري إنها زائدة لا اهميه لها تذكر ،بالرغم من اشتغال كل أعضائه بوظائفه على أكمل وجه الا انه ناقم على تلك الحجه التى تقسم عليها والدته وهي إنه ستجعله فتاة مهما كلفها الأمر . عضت نجلاء على شفتيها بغضب حين أضاف "لما انت جالسة فى البلكونة طوال اليوم صامتة فى هذا البيت المتهالك.. ؟"
فى ضواحي حينا فتاة ساحرة
تسرق القلوب برقتها
تسرق العيون بجمالها
تخطف النفوس بعبيرها
صدرت تلك الكلمات من الراديو الموضوع على احدي الكراسي الخشبية القديمة بجانبها قاطعه عن صمت نجلاء بالإجابة ، لتسبل أهداب الشاب بإعجاب فأضاف بنبرة مسلية" هؤلاء الشعراء متباهون جدا... هل تصدقي إن فتاة تسرق نفس أحدهم..؟"
لم تعقب نجلاء فللأسف لا يزال مراهقا جدا على ما تريد أن تتفوه به، فأكمل الشاب باقي ابيات الشعر الغزل ولم ينتبه إلى قسمات نجلاء المستكينة التي تحبس غصبا يرجم بالنار ان اظهرته وتفوهت به، تعلم انه يجاريها بالكلام بسبب ابتعادها عن بيت عائلتها وذهابها إلى منزل والدتها المتوارث من ابيها العمدة لانه بيساطة لا يستمع إلى كلماتها المزعجة والى أوامرها التي لا تنتهي .
كز الشاب على اسنانه بغضب بعد أن رأي نظراتها الغاضبة قائلا بعصبية " طبعا ، لو كانت منة هنا لعودتي معها فورا اما أنا.." تنفس الصعداء ليضيف بهجوم " لما تفعلين ذلك.."
اشتعلت قسمات نجلاء بالغضب لتنتفض قائلة بجنون " انتِ السبب يا بنت ، ليتك موتي .."
ارتعشت شفته بتأثر ومالت عينيه إلى الحزن، يعلم السبب جيدا وراء عِندها الكبير ، لا يريد أن يتفوه بالمزيد فتكسر خاطره كالعادة، فاكتفى بقول " أمين.. أخبرتك قبلا لا تتحدثي معي بأنتِ"
تنهدت نجلاء ورمقتها بنظرات نارية قائلة بكلمات جحيمية بنبرة هادئة جدا." الا تخجلين من نفسك بشعرك القصير هذا ،وملابسك الرجولية... طلعتي نزلتي إنت فتاة اسمك أمنية.. فى شهادة الميلاد والبطاقة أيضا...لن أتوقف حتي أقوم بخصي.."
هتف أمين مقاطعا بنوبة غضب حتي بح صوته " توقفى... توقفي عن نطق تلك الكلمة... أنا رجل.. غصب عنك.. ، الا يكفى أنني لم أخبر خالي الا الان بسببك او اي احد اخر.. "
انتفض جسدها الواهن من ذلك الاعتراف الذي تخشاه فاقتربت عرجاء تخطو اليه بتعب حتي وقفت قبالته ومالت عليه ترفع يدها على صدره الممتلئ الذي يخبئه تحت ملابس رجالية واسعة ، ،وبحسرة تحت دموعه المنهمره وشهقاته ونظراته المليئة بالرجاء كي ترحمه قائلة " اذا هذا الصدر.. لما برز عن جسدك ان كنتِ ولد .. هذا صدر أنثى... هذا الذي سترضيعن أولادك منه أن شاء الله يا حمقاء..."ضربت عدة ضربات على صدره بحزن كبير وهى تحاول أن تمنع الدموع من السريان على وجنتيها المترهلة، امسك كفيها بقوة ودفعها بعيدا عنه، فشعرت بقوة جسده وعروقه، قال وهو يتجه صوب السيارة" ساخبر خالي بكل شيء هو سيساعدني..."
ارتجف جسدها وقالت تصيح بلوعة.." لا.. لا انت لا تعرفه.. سيقوم بفضحك..." حدثته على أنه ذكر دون أن تنتبه ليتوقف فجأة امام السيارة لتضيف بخوف وكسرة " ان أخبرته سأنتحر... وسأكتب على جسدني إنكِ السبب يا غبية "
نفس الكلمة التي تهدده بها منذ الصغر أهي تعلم قدر حبها لها لهذا تهدده بحياتها...؟
" ان مت فهويتك طمست.. لن يعترف بك أحدا.. البشر اشرار.. عودي أيتها الحمقاء "
تهتف بها بصياح بعد ركوب أمين السيارة وابتعاده، فهرعت وراءه بظهرها المنحنى تشير بيدها به لكي يتوقف ،ولكن لم يسعفها قوة التحرك لعدة الخطوات فسقطت على وجهها متأوه يوجع... لم تستطيع أن تتحرك بسبب عجز قدميها ووجع ظهرها.. فتململت على الجهة الاخري ووجها المليء بالتراب ناحية الشمس على نفس الوضعية .. وبعد دقيقة كاملة التقطت اذناها صوت سيارة، تساءلت ان كان أخبر اخيها بتلك السرعة ليأتي اليها مسرعا ؟.
شخص ما يجذبها من يدها، لم تري من هو بفضل أشعة الشمس المنعسكة فى عيناها حتي حملها على ذراعيه لتنبته إلى وجود امين الذي عامت دموعه على كل أنحاء قسماته حتي احمرت وجنتيه ،سمرته الخفيفة، محاسن وجهه بنقشات الفراولة على خديه ،
قال وعيناه لا تنظر اليها " لن اخبره بشرط أن تأخذيني إلى الطبيب.. وهو من سيحكم..أن كنت فتاة او شاب"
كتمت دموعها خوفا من ذكر اسم الطبيب، كم تتمني لو تكن فتاة مثل ما كتبت فى البطاقة حتي لا يحدث ما تخشاه ، بصوت واهنا قالت " لا تصدق تلك الكلمات المزيفة التي يخبرك بها خالك ،إنه شيطان سيقتلك والله ان اكتشف انك خنثى، ان مستقبله اهم منا كلنا، عنده الانتخابات رقم واحد بحياته، ارجوك عديني انك لن تخبريه يا امنية"
كم تؤلمها كلمة أمنية حين تقولها فلم تتمني أبدا ابنة تعاني من اضطرابات الهوية، وكأنه قراءها من عيناها التي ترنوا إليه عن قرب وهو يضعها داخل الفراش ، عض على شفتاه بتماسك قائلا بمرح خافيا شعور الكسرة التى بداخله" قولي لي امين اولا.. ثم نضع اتفاق بيننا. "
رفعت بصرها اليه بصعوبة متفاجئة من محو دموعه وقسمات الحزن فى ثوان لتبتهج ملامحه بتلك الطريقة فقالت بسخرية مريرة ألمته جدا " ليضع الله برودك هذا بقلبي، قبل ان اموت بجلطة...."
صمت لبرهة قبل ان تضيف "يا فتاة لو متِ أمامي الان لن اقولك لك سوي يا أمنية "
" لن تتغيري أبدا يا نجلاء. "
يهمس بها وهو يتجه خارجا ويضيف بصوت مرتفع وهو يقود سيارته " سنسافر السبت القادم عند الطبيب "

(6)
مساء يوم الجمعة
يجلس أمين على الفراش بأريحية فى الظلام شاردا فى أفق الغرفة الواسعة وأمامه تجلس فتاة في الخامس عشر ربيعا تشبه أمين لدرجة كبيرة فى ملامحه الناعمة ولكنها تختلف فى زواية عيناها الناعسة، تتصفح الكتب بجدية وتقلب فى صفحاته بانتباه، حدجها امين بنظرة جانبية هامسًا ينادي بعد صمت طويل. " منة... ؟... منة.."
انتبهت له شقيقته التؤم رامقه اياه بحنق لأنه انتشلها من غوصها في المذاكرة ،فتمتمت بصوت منخفض جدا" ماذا تريد يا احمق.. " ليرد عليها هامسا بقلق. " غدا سيتحدد مصيري.. حقا اتمني لو أخبرني الطبيب"
اجابته مقاطعة بحنق متناسيه تماما ان صوتها مسموع خارج الغرفة " لا تقلق أخبرتك مرارا انك شاب كل شيء فيك يوحي بذلك..".
أشار اليها امين منتفضا لكي تصمت، فرفعت يدها على ثغرها بصدمة ثم أضافت هامسة تطمئنه " لا يوجد أحد هنا سوي امي"
ازدرد ريقه ومال برأسه بعدم ارتياح مغمغما "صدقيني لا شيء يخيفني سوي أمك"
زفر بقوة قبل ان يضيف وهو يجز على أسنانه ناظرا إلى جهة الباب بقلق ." امك تقتلني يا منة.. لا تريد الاعتراف.. تقول إن خالك سيقتلني إن علم بالأمر"
تركت منة المكتب واتجهت إلى أمين فى الفراش تجلس بجانبه وتناظره عن قرب ثم تأبطت ذراعه قائلة باطمئنان." عزيزي تعلم انها خائفة.. أنا متأكدة إن أقنعها الطبيب ستوافق"
شرد امين فى كلامها وتخيل ما يتمناه لثوان فأبتسم تلقائيا وقال وهو يربت على ظهر يد منة" حقا انا اشعر أن هذا القلب قلب رجل..يكفي انك الوحيدة يا حبيبتي تصدقيني وتشعرين بي.."
ابتسمت منة واحاطت يدها بكتفي امين تهمس وهي تعانقه" أشعر بك صدقني ولا تحزن من امي هي تخاف.. اتعلم ان لها حق عليك.. وهي سيدة كبيرة .."
زفر امين قائلا بعدم رضى "لكن.. هي لا تفهم.. عقلها توقف عن العمل ولا تريد أن تصدق سوي نفسها.. لا تشعر باي شيء يا منة.. بدأت اكرهها."
فى تلك اللحظة دلفت بغتة نجلاء عليهما والغضب يملأ محياها وما زاده اكثر عجز وجهها من يراها يزداد نفورا وخوفا ،ارتجفت" منة" من رؤيتها بهذا الشكل وبدأ جسدها يرتعش بالكامل وهي بجانب أمين فقام بإمساكها وضمها لكي تهدأ قليلا قائلا بقلق يحاول أن يخفيه حتى لا تتوتر " لا تخافي منة هذا الموقف لا يستدعي.. اطمئني"
التقطت "منة" انفاسها بقوة وهي تشهق وكأن نوبة الصرع تعود اليها ،كتمت نجلاء غيظها خوفا على منة،واتجهت اليها لكي تهدأ ،لا يعلما السبب وراء الصرع الذي تعاني منه منذ الطفولة وجُبنها الشديد ، في طفولتها كانت طفلة نجيبة لا تتوقف عن إلقاء الاسئلة والتحاور والمجادلة، فجأة تغيرت وأصبحت جبانة جدا لا تذهب إلى مكان دون امين اونجلاء وان لم يكن فخالها..
وضعت "منة" باطن يدها على قلبها الذي يدق بهلع، ازدردت ريقها بصعوبة حتي هدأت قليلا..
نظرا اليها بشفقة كبيرة قبل ان تقطع نجلاء الصمت قائلة بغضب مكنون " نامي باكرا حتي نذهب إلى الطبيب فى الغد يا.... أمنية"
زفر بقوة وهو يتابعها تذهب إلى الفراش المقابل مع منة وتنام بقربها، فهتف قائلا بقلق. " لا تتنهدي كثيرا حتي لا تفزعي البنت ،حرام"
ثم وجه انظاره الي منة قائلا بتساؤل " هل انت بخير حبيبتي"
مالت منة رأسها بإيجاب، فطبع قبلة على جبينها وهي فى الفراش وخطى نحو الباب تحت نظرات نجلاء اللازعة، فهتفت وهو يضع يده على الباب " إلى أين يا روح أمك ؟"
انزل يده من على مقبض الباب هامسا بلا مبالاة" دقائق وسأعود ، لا تشغلي بالك "
رفعت نجلاء يدها قائلة بتعب
" يارب خدنى... لقد فاض بى..".
"يارب" لا يعلم كيف نطقها بتلقائية حتي أنب نفسه على نطقها داخله..
(7)
فى حياة كل شخص منا شرير يتمني زوال نعمتنا وقتل طموحنا ولكن غالبا لا يتشارك معنا الدماء، تلك المقولة لم يؤمن بها أمين بل يري ان والدته تحاربه منذ الصغر، فلم يري فيها سوي الغضب والمعاملة القاسية.
دخل إلى القطار وهو يمسك بيد نجلاء بقوة بسبب صعوبة مشيها وثقل جسدها ،أجلستها فى احد المقاعد الامامية، كلا منهما ينظرا إلى بعضهما بضيق، داخله يحدث نفسه بأن والدته يجب أن تزرع داخله الثقة ،لما لا تضمه إلا صدرها و تطمئنه... حنان الأم يسمع عنه لكنه لم يشعر به أبدا ،أراد لو يجربه لمرة واحدة ولكن الدنيا حاربته منذ الصغر . خرجت نجلاء عن صمتها قائلة بنبرة غريبة لم يسمعها أبدا منها " افعل كل ذلك لمصلحتك.. غضبي وعصبيتي عليك كان لمصلحتك.. يجب أن تسمعي كلامي أنا عجوز ومررت بكل شيء فى الدنيا اعلم حقائق الناس حولنا، وانتِ بلهاء تصدقين اي شخص وتثقين به .. لستِ ذكية أبدا.. بل بلهاء...
تنهد أمين وترك عيناه هى من تتحدث امام عينيها الباردة...
بعد ساعتين.. اطلق القطار صوت الصفارة ليعلن عن الوصول إلى القاهرة ،استقلا سيارة اجرة وقلبه يزداد فى الخفق بشدة كلما اقتربا من وجهتهما.
(٨)
جلس امام الطبيب بتوتر بالغ ،نسى كل شيء مر به إلى الآن، الشيء الوحيد الذي يبحث عنه إجابة يريدها بشدة.. كان الطبيب شابا فى منتصف الثلاثين تقريبا ،لم يكن مهتما باحاديثهما فى البداية حتي تفاجأ من الطامة ، فطلب عدة فحوصات غريبة، وأمر احد الأطباء بأن يذهب معهما حتي تتم الفحوصات بشكل سريع...
طوال اليوم ينقلون من مكان إلى مكان حتي ينتهي من الفحوصات والتحليلات الدقيقة...
كان يوما طويلا جدا وكأنه سنوات ثقيلة بشدة حرارة الشمس ايضا، اكثر شيء آلمه هو تعرضه للفحص الجسدي بدقة، لم تعجبه نظرات الأطباء له العجيبة ولهفتهم عليه.
وبعد عناء يوم طويل....
جلس امام الطبيب الذي طلب الفحوصات وبجانبه والدته يحدقا به بانتباه شديد ،تنهد الطبيب وهو يري الفحوصات الكثيرة وظل صامتا لفترة وهو غارق داخل تلك النتائج .. ثم استأذن وقام بإجراء اتصال يظهر انه مهما جدا بمرور نصف ساعة تقريبا على تحدثه فى الهاتف . طلب الطبيب منهما ان يذهبا إلى حجرة في المشفى ينتظراه فيها ،كان القلق يدب في اوصالهما بخوف مرعب، وتساؤل رهيب فهل هناك علاجا لحالته ام سيبقي هكذا؟
وحين دخل الوقت إلى منتصف الليل دخل عليهما عدة اطباء... لم يشعرا بالراحة أبدا في تجمعهم ونظرتهم له ،أراد لو يحطم الطبيب الذي أمامه حتي يخبره بالنتيجة فهتفت والدته بثقة لطبيب الأول . " والله لو أخبرتني انها فتاة سأدعوا لك ولذريتك بدوام العافية طوال حياتي .."
رمقها احدى الأطباء الكبار بعجب ثم اتجه إليهما جالسا بالقرب منهما قائلا بدهشة " لأول مرة فى حياتي أقابل مثل تلك الحالة ،لهذا اخترت ان اساعدكم واجازف بكل ما املك"
بدى الطبيب مجنونا بنظراته المتلهفة على اي أجابه منهما ،وهما لا يفهما شيء من كلامه فسرقت الكلمة من على فيه أمين لتقول نجلاء بتساؤل ولهفة مُميتة . " ماذا تعني..؟ بنت ام ولد..؟ "
رد الطبيب بجدية دون إعطاء اهميه لسؤلها" فقط ستوقعين عقدا ينص على نشر قصتكما على التلفاز... هناك قنوات كثيرة سترحب جدا وايضا ستمدكم بالمال الوفير وسيدفعون ثمن الجراحة "
هنا هجم أمين على الطبيب من فوق المكتب قائلا بصياح شديد وقد فاض به القلق.." أخبرني هل انا رجل..؟ "
رمقه الطبيب بفزع من شدة صياحه، فعبس بنظارته الطبية قائلا بإعجاب كبير" انتِ قوية جدا...يا أمنية "
ضعفت يد امين فنزلت من على ملابس الطبيب بصدمة كبيرة وتلاشت كل أحلامه بينما أطلقت نجلاء الزغاريد من ثغرها بسعادة غامرة بصوت متحشرج بسبب كبر سنها ، ليضيف الطبيب قائلا بذهول يملأ محياه بعجب بعد إن عدل من ملابسه " الشيء العجيب انه يمكنه ان يكون رجلا أيضا... سبحان الله.. كنت أقرأ عن تلك الحالات لم أعلم انني يوما سأكون مشرفا عليها.."


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-22, 02:39 PM   #23

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

انتهي الفصل الثالث ،فى انتظار رأيكم و توقعاتكم إن شاء الله

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-22, 04:08 PM   #24

النفس الأخير

? العضوٌ??? » 475987
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 83
?  نُقآطِيْ » النفس الأخير is on a distinguished road
افتراضي

يييياه أزمة الهوية الجنسية فعلاااا صعب تخيلها عندما نقرأ مقالا فمابالك بشخصية صغيرة ثم مراهقة الأحداث تزداد إثارة
الأحداث تزداد إثارة
شكرا متحمسة للقادم


النفس الأخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 01:12 AM   #25

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النفس الأخير
يييياه أزمة الهوية الجنسية فعلاااا صعب تخيلها عندما نقرأ مقالا فمابالك بشخصية صغيرة ثم مراهقة الأحداث تزداد إثارة
الأحداث تزداد إثارة
شكرا متحمسة للقادم


تسلمي حبيبتي ، العفو ... منو


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 01:46 AM   #26

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي

امين و لا أمينة سواء كان انثي أو ذكر بكفي وجع معاناة عدم انتماء و ضغط النفسي والجسد االي عم يعيشه مع نفسه او أمه و تصرفاتها و فوقها تكمل محاولة دكتور استغلال حالته 💔💔💔💔

amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 09:17 PM   #27

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amani*taha مشاهدة المشاركة
امين و لا أمينة سواء كان انثي أو ذكر بكفي وجع معاناة عدم انتماء و ضغط النفسي والجسد االي عم يعيشه مع نفسه او أمه و تصرفاتها و فوقها تكمل محاولة دكتور استغلال حالته 💔💔💔💔
💔💔💔 حقيقة الدكتور لسه هتوضح ياحب إن شاء الله


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 03:51 AM   #28

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

الفصل الرابع
الساعة ٧صباحا
يجلس بجانب والدته في القطار بجانب النافذة التي تسطع منها أشعة شمس الصباح الباكر شديدة الحرارة، لم تستطع النافذة ان تمنعها فانعكست داخل بريق عينيه السوداء كالظلام الدامس ،وبالرغم من شدة الحرارة إلا إنه لا يشعر بها أبدا بسبب شروده الطويل فيما أفصح عنه الطبيب لهما من غرابة. مشط شعره الاسود شديد الكثافة بأطراف اصابعه يطرحه الى الوراء ولكن عاد شعره إلى وضعه بسبب نعومته البالغة، أسبل اهدابه بتوتر والتي لا تتغير عن كثافة شعره الثقيل فمن يراه يعتقد انه يضع كحلا حول عينيه التي تتسم بالجرأة فكانت تلك نقطة الاختلاف بينه وبين توأمته "منة" صاحبة العيون الناعسة والشعر الغجري الكثيف ، رفع يده على ذقنه مفكرا، يعلم جيدا ان ميوله ذكورية ولا تتناسب طرديا مع الاناث في اي شيء، تنهد بإرهاق من كثرة العوائق الموضوعة أمامه فعبس بشعره ذهابا وايابا بباطن يده بعصبية، لتنتبه والدته اليه وتفق من شرودها الأخرى ،فهمست بحسم واصرار بجانب أذنيه حتي لا يستمع اليها احد " كلمة اخيرة... انت أمنية بنت بطني ،إياك و المحاولة باللعب بالنار ،وخاصةً مع خالك شريف ،أعرفك جيدا والى ما تخططين لأجله.. سأطلب حقي بالورث واعمل ليك العملية وسأزوجك أي رجل لأتخلص منك سريعا ،أي محاولة خبيثة سأقتلك بكلتا يداي هاتين" كانت نجلاء تشير بيدها وعينيها مشتعلتين بوقود الغضب ، ابتسم أمين ساخرًا يجيب عليها بثقة" لن أعمل أي عملية وسأبقي كما أنا ولن اتزوج ابدا وليكن بعلمك ان سمعت صيغة المؤنث وانت تتحدثين معي سأقول لخالي بكل شيء " زادت البسمة من حدتها على وجنتيه حتى انفجرت قسماته بالسخرية حين رأي ضعفها يعتلى محياها ولكنه قرأ بها شيء جعل الغصة بحلقه تزداد وثقته بنفسه تهتز عندما قالت بتماسك" على جثتي يا أمنية.. "
عبس وجهه بغضب وزفر بقوة ورمقها بنظرة تحدي مقابلة لنظرة انكسار غريب لم يراه من قبل داخلها، فقال وهو يمسح على شعره باستفزاز " الا يوجد لديك كلمة غير جثتي جثتي.. أن عمرك طويل يا نجلاء "
فى تلك اللحظة حدث زلزال قوي يضرب أرضية القطار فعلى صوت الركاب بصياح النسوة، مسكت نجلاء امين وكأنها تعانق يده خوفا عليه ،فالتفتَ اليها بقلق فجأة.. خرج القطار عن مساره لينقلب الركاب فوق بعضهم البعض وكأن السماء سقطت فوق رؤوسهم ، ارتطم أمين رأسه بسقف القطار الحديدي اثر انقلاب القطار فتلاشت الرؤية فورًا واخر ما سمعه هتاف والدته بهلع "أمنية".......
(9)
بعد عدة أيام..
يدفن عاصم رأسه بين راحة يديه ثم يرفعهما ماسحا على شعره الشايب مفكرًا فيما ألت اليه الأمور، فبعد بحثه عن نجلاء بعناية علم انها تسكن في العزبة بجوار أخيها الصغير مع ابنتيها وعلى مشارف الموت بسبب حادثة القطار التي حدثت منذ فترة ونشرت فى جميع الجرائد. لا يعرف كيف يتصرف؟ ولما كذب اخوها عليه ؟ يشعر انه السبب بكل ما حدث، لو كان بحث بكل جهده عنها لكانت بقربه الان وتغيرت حياته ولم تصبح مثل الصحراء الجرداء، اااه يا ويله من عقله العاصي الذي يأبى ان يرحمه حتى يغفو قليلا من شعوره بالذنب.. وإن تحرك الان اليها؟ لن تتعرف عليه فقد وصل اليه انها فقدت نعمة البصر، وكسيدة عجوز تنجو من حادثة القطار الكبيرة لهى معجزة إلهية ..إذا لما لا يتوكل على الله ويسافر اليها لعلها تنجو أيضا فالله قادر على كل شيء ؟ ،وأن فقدت البصر وأصبحت عمياء يكفي انها ستكون بجانبه وترعاه بقلبها البصير بالرحمة كما كانت تفعل بالماضي. أسند ظهره على مكتبة فراشه وهي يحن إلى الماضي فقد كان يتمنى طفلا يراعاه ويكون سندا له في كبره وبعد حصوله على اربعة أبناء من زوجته التي تكفل بها وبأبنائها الآخرون ، تأكد انه هو من كان يحتاج إلى الرعاية والحب ، فالكل مشغول بشعفه بالحياة، وهو متروك كاللقيط.. يأكل وينام بمفرده.. دون سؤال عن احواله ، وأن تحدث معه أحدهم يكون لأجل المصلحة ، وكأنه كتب عليه أن يكون مفردا فى كل شيء. في الماضي كانت نجلاء تعامله كطفل صغير ووضعت فراغ عطفها قلبها له فقط دون حركة خبيثة منها كما فعل وتزوج من ورائها مع انها كانت سترحب بالفكرة. تنهد بحزن حين تذكرها وقت كانت تأتي بالطعام إليه في الفراش إن تأخر بنومه ،ولا تتناول اي شيء أبدا حتي يعود من العمل ولو كان بعد منتصف الليل، تيقن الان انها كانت لا تبكي امامه ابدا ولا تتحدث معه في موضوع الخلف حتي لا تجعله يتحطم اكثر! علم انها كانت تخفى حزنها وتستبدله أمامه بنكات وضحكات مزيفة! ليس لأجل برودها وقوتها كما كان يعتقد بل لأجله.. ، لطم على وجهه باكيا بحسرة فهو من خسر بالنهاية..، المال والنفوذ والولد بحوزته ولكن لا يوجد بحياته اي حنية.. لا يوجد من ينتظر قدومه ليلا ويعانقه ويخبره بأنه أشتاق إليه... بكي أكثر وهو يري انه ظلم المرأة الوحيدة التي كانت تشعر به ، وتخاف على إحساسه ،قارن تلك المعاملة التى تلقاها منها بما يمر به الآن فقام بلعن أولاده ... أولاده الذين يعذبونه بمطالبهم الكثيرة وجشعهم.. نعم يحبهم.. بل يعشقهم .. وبعشقه قام بإفسادهم بكثره التدلل وهو من شرب من كأس الندم بمفرده... و بحبه الذائد قام بتوليد شباب لا يعترفون بالمسؤولية غير عابئين لما يحدث حولهم...
وبتسلطهم على بعضهم والغيرة التى تنهش صدورهم بصراعهم على من يأخذ اكثر ينهار كلما يري كرهم لبعضهم يندم... يندم على كل دمعة ذرفها على الخلف..
وكيف يكون سعيدا وهو يري ان كل ولد فيهم يتربص للأخر بمكيده ، يعرف جيدا انهم مراهقون ولكن الأمر زاد عن الحده ولم يعرف كيف يتصرف سوي بتقديم الأموال لهم.. ، لولا وجوده بينهم الان وتقسيم الإرث بينهم وهو لا يزال ينبض داخله الروح لكانوا قتلوا بعضهم البعض..
تذكر ماضيه وكم كان يحب اخواته، لم يكره اي أحدا منهم مطلقا، بل مر العمر عليهم وهم يمدون لبعضهم البعض العون من فترة لأخري ، اذن كيف لهم أن يرثون دماء الغضب والكره من والدتهم بهذا الغل الواضح ؟ لما لا يوجد شخص واحد يشبه بينهم؟.
استقلت الشمس بوابة الصباح لتصعد إلى الشرق بنعومتها المشرقة الدافئة، رفع كافة يده يشير بالسلام لسائقه الذي ينتظره امام بناية شركته، شركته التى كانت صغيره وعلى وشك ان تفشل، وهو بمجهوده الكبير وذكائه أوقفها على اعمده عقله النجيب من جديد لتصبح شركة ناجحة.. ولكن تسللها أعداء النجاح حتي يحصلون على أسهم اكثر للوصول إلى كرسي القائد، ولكنهم يفشلون بسبب حكمته ورزانته.
حدق بالسماء قائلا بوجه حزين عجزت قسماته بسبب وهن السن وبؤسه الذي فاق ظلام الليل " اعطيني يا رب على قدر نيتي"
(10)
يفترش الارض بصقيع جدرانها الأربعة يحيط نفسه بكلتا ذراعيه المليئة بالكدمات الزرقاء اثر الحادثة وبدموعه المنهمرة يحيك غطاءا على جسده بآلامه لعله ينجو من ضميره الذي يحاربه بتلك الدعوة التى لفظها عمدا عليها ،وامامه" منة" الجالسة على الفراش تراقب نجلاء بانهيار، ينتفض جسدها مع كل شهيق تسحبه والدتها بصعوبة، تموت رعبا لو ماتت أو حدث لها شيء..
تخشي من فقدانها حد الموت فمن يبقي لها وهي تعلم أن امين لايزال يعافر في تقبل ذاته وعيبه...
شعرت انها ستفقد وعيها من آهات والدتها المرتفعة التي تصب داخلها بمرارة الفقد ،فبادرت بالاقتراب من أمين الغائب عن الوعي بعبارته التي تسبح على وجنتيه باندفاع منذ يوم الحادث، وبصوت متحشرج قالت " لا تخاف يا اخي ستنجو.."
حدجها بنظرة مهزومة يجيب بنبرة مبحوحة " انا.. السبب... أنا من دعوت عليها..."
سقطت عبرة من عيناها وقد بلغ بها التعب ،حاولت مدت يدها تربت على كتفه ولكنها فشلت فسقطت على الارض امامه تتشنج بنوبات الصرع مرة أخرى، انتفض من جلسته مفزوعا عليها ممسكًا إياها بحزن يلهب قلبه بشروخ تذبحه، حاول تهدئتها بنبرة مبحوحة من البكاء" منة.. لما تركتي الدواء أيتها المتعجرفة، من سيهتم بأمنا إن أصبحنا ضعفاء "
كانت "منة" تصدر أصواتًا مبهمة وحركات لا ارادية وكأنها تصعق بالكهرباء فانهار اكثر واتجه مسرعا إلى الخارج ببكاء جارف لينادي على أحدهم لينقذه ، تصلب واقفا حين قام بفتح غرفة خاله الأصغر، حاول أن يكذب ما يراه أمامه ولكنه تأكد من نظراتهما الصادمة.. فقد كان يمارس الرذيلة مع الممرضة التي تهتم بوالدته، شعورا ما اعتراه في ذلك الموقف حين رأي الممرضة شبه عارية...
ظل واقفا متجمدا فى حركته عيناه متسلطة على الممرضة لا تتحرك ، هتف خاله شريف بغضب وهو يضع بعض الملابس على جسده للممرضة" اخرجي من هنا أيتها الحقيرة".
ارتجف امين مصدوما من نبره خاله وهرع إلى الغرفة ليجد شقيقته فقدت وعيها بالكامل ..
ووراءها والدته شاخصة البصر تتصارع على التقاط النفس..
فخرجت منه شهقة اخرسته..
(11)
بعد مرور اسبوع
بعد صياحه الكبير علي والدته حين اخيره الطبيب بوفاتها فقد طراوة صوته واصبح مبحوحا لايقدر على التحدث بشكل طبيعي، كلما يتذكر والدته فى مخيلته يراها بقسماتها الحادة لا يتذكر لين وجهها وضحكتها مهما يحاول.. فهل عاش معها طوال الخمسة عشر عاما دون ابتسامة..؟.. وحين فشل لم يعد يشعر باي شيء لا بكاء لا حزن لا شيء وكأنه أصبح متبلدا.. فقط يعتريه احساس منذ ذلك اليوم الذي رأي فيه الممرضة مع خاله لا يعرف كيف يصفه أو ما هو هذا الاحساس من الأساس؟.
ومنذ ذلك اليوم وهو يراقب كل تحركات الممرضة وخاصةً حين تذهب إلى خاله الصغير في مكتبه المقابل لسرايا العائلة ، ويراقبهما من فتحة صغيره قد أحدثها من الباب الخلفي... حتي جاء ذلك اليوم ورأي ما لم يكن بالحسبان...
يحدق بتوجس ويراقب تصرفات خاله المخلة بالممرضة حتي دخلت عليهما "منة" ورأت ما يفعلونه ،لم ينسي نظراتها لهما المليئة بالخوف .. ابتسم بسخرية وهو يراقب خاله يقوم بطرد الممرضة ونهرها بأفظع الالفاظ كما فعل قبلا حين كشفهما ، ملأت الغيرة محياه حين رأي عطف خاله شريف على "منة" وعناقه لها بتلك المحبة ،فمنذ الصغر وهو يعاملها معاملة خاصة كابنته، دائما يأخذها ويقدم لها الحلويات ويهديها ملابس جميلة حين تنجح وتتفوق بالدراسة ، شرد أمين بالماضي فلم يُهدى اليه شيء طوال حياته أبدا غير ان معاملته له سيئة جدا كلها نفورا وغضب ..!!
عبست ملامح وجهه غيرة عندما سقطت عينيه على عقدا ذهبيا أخرجه شريف من احدى أدراج مكتبه ويقدمه اليها.. تساءل فى نفسه ما الذي يغيره عن "منة" أليس إبن شقيقته أم انه يشعر باختلافه...؟
عقد أمين حاجبيه وهو يري خاله يقوم بإزاحة الحجاب عن رأس "منة" تحت انتفاض جسدها الغير مفهومه ،ازدرد ريقه ببعض الغضب من شدة قبض خاله على لحم ذراعيها بتلك القوة وهو يقوم بسحبها حتي يضع عقد الذهب حول عنقها، فهمس بصوت منخفض بينه وبين نفسه " هل يعوضها بفقدان امي بعقد من ذهب؟ ... الغبية تبكي من شدة سعادتها.. ،اذن ماذا عني.. ؟."
جحظت عينيه فجأة حتي توقف عن الشهيق والزفير وكأن الوقت توقف حين رأي يد خاله تنزل على مفاتن شقيقته بطريقة جعلت قلبه ينقبض ..
لم يشعر بنفسه وهو يتجه مسرعا إلى الباب الامامي وقلبه يخفق بجنون.. سيقتله.. نعم سيقتله دون أدنى رحمة.. هل يفتك عرض شقيقته بعد موت امهما ؟... ام كان يتربص بها منذ زمن.. ؟ هل كان سبب نوبات الصرع التى أتت اليها دون سبب مقنع..؟
جز على أسنانه ولا شيء يدور بعقله سوي القتل..
يسرع من خطواته وكأن نعاله يسبقه بالخطى.. توقف فجأة حين رأي تجمهر بعض الأشخاص امام الباب الامامي ورجل عجوز يقف امامه يهتف بأعلى صوته بنبرة قوية " اخرج يا شريف واجهني أيها الجبان.."
فتح أمين باب المكتب فهرع يسحب شقيقته التي تختبأ داخل المكتب ممزقا العقد الذهبي الثمين وألقاه على الارض بعنف ولم يعبئ لصراع الذي بالخارج..
امسك شريف ذراع امين يمنعه من أخذ شقيقته "منة" للخارج، وحين تقابلت اعينهما لبرهة.. تساءل امين ان كان يهلوس بسبب غيرته ...؟ فما يجول بعقله امر مستحيلا..!
كان الرجل يحدق بالتوأم بغرابة فهتف بعزم " اعطيني التوأم.. ولك ما تريد. "
كان شريف مصدوم من وجود عاصم أمامه ،فمصمص شفتاه بغضب هاتفا به بتساؤل" من ادخلك هنا...؟"
ثم وجه انظاره إلى الحراسة بالخارج يضيف بأمر " اخرجوه من هنا.."


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 03:52 PM   #29

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

كده انتهى الفصل الرابع ،فى انتظار رأيكم، وتوقعاتكم ان شاء الله

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-22, 09:56 PM   #30

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

ممكن تفاعلوا مع الرواية من فضلكم بمشاركه رأيكم أو توقعاتكم بلاش المتابعة بصمت.. حتي اعملوا اعتبار إني ببذل مجهود 💔

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.