16-05-22, 06:32 PM | #133 | ||||
| مساء الخير حبيبتي.... كل مرة تدهشينني أكثر بطريقة الجميلة التي تعرضين بها مواضيح حساسة جدا، و جريئة، تحتاج للكثير من الوعي و الفهم لمعالجتها، تفترشين على الطاولة كل الطابوهات المسكوت عنهم في المجتمع، و التي لا يعني أننا لا نسمعه عنه، أنه غير موجود، رغم أنني حقيقة لا أستوعب أن يكون كل هذا موطودا حقا! دائما أمنت أن أهم خطوة لحل المشاكل هي مواجهتها و عدم التهرب منها، نحن حقا يجب أن نواجه ما يحدث في مجتمعنا دةن خجل لإيقاف تدفق المصائب التي لا تجد لها رداعا تحت ستار التكتم. لم يخطر ببالي البتة أن تكون المضايقة التي تعرضت لها أمل أكبر من تجبر أخ ذكر يريد إستعراض رجولته، لكن أن يصل الأمر لتحرش و ظننته يتوقف هناك فأصدم أن يتكلل بإغتصاب! فماذا كان رد فعل الأم حينها التستر على خطئ إبنها خوفا من الفضيحة و إقصائه و لوم إبنتها الأخرى خوفا من زوجها المصون و من طلاقها! عذر أقبح من ذنب! أتخشى الطلاق و الفضيحة المترتبة عن الأمر حين يشيع في المجتمع و لا تخشى محاسبة الله، الخطأ بأكمله يقع عليها هي أولا ثم على زوجها، في طريقة تربيتهما، ثم أيضا لإنعدام الحوار بين الأزواج، خوفا من غضب الزوج على أي كان. من أول مرة أسرت لها إبنتها بالأمر و صارحتها بتحرش أخيها كان يجب أن تتحرك بجدية، ربما تعرض الطفل على طبيب نفسي بعد إخبار والده، و جعل مكان نوم الطفلين منفصلين، لكنها بيدها جنت على حياة ولديها. أقول حقا أنه تلزمنا تربية جنسية في الأسر، الشيء الذي لاق إستنكارا كبيرا حينما عرض أن يجعل مقررا دراسيا تحت مسمى " عيب"! بينما العيب الحقيقي هو ترك أطفالنا في مواجهة عالم أسود دون أن نسلحهم بالمعرفة، علينا أن نتفهم أن الزمن تغير و ان الأمور الذي نحجبها على أولادنا بحكم أنهم صغار أصبحت تصل إلى أيديهم بطرق بشعة فتدمر حياتهم، يلزمنا أن نقوم بتربية جنسية تتسلسل مع تسلسل العمر، أن نقيم حوارات عائلية، أن نقرب علاقتنا مع أولادنا، فنكون جديرين بثقتهم ليخبرون بكل شيء و لا يبحثون في مكان أخر عن من يمنحوه ثقتهم. كما فعلت امل مع نزار و الذي لن يكون أفضل من أخيها و إن علم بما تعانيه سيسعى لإستغلالها أكثر. الصبي الأخر غرق في عالم أسود مرعب لا يستوعب العقل أنه موجود حقا! ها هو يتلذذ بممارسة المحرمات بكل شيء بشع و يجد فيه نشوة الإستمتاع. الإنسان يولد على الفطرة و تربية الوالدين تحمل الكثير لتكوين شخصية الأولاد، فاللوم الأول كان على والديه و هما يزرعان فيه الغرور من أجل ذكورته و ميزونه عن أخته، هذه الظاهرة الشائعة جدا في مجتمعنا و أصلل الخلل فيه، فحين يمنح الذكر حقا أكبر من أخته يطغى و يتجبر و يرى كل أنثى عبدة لديه أخته، ثم زوجته في المستقبل و إبنته و هكذا ينتشر التفكك الأسري و يغيب الحوار و التفهم. المجتمع ذكوري المحظ دمر حياتنا! الفتن كثرة في زماننا و وجب مواجهتها بالتحصين منها، لسنا في عالم وردي وجب أن نعلمها وجب أن نتشبت بالأخلاق الحقيقية و نحكم عقلنا لمعرفة أين هو الحق. أسهبت كثيرا لكنك طرحت موضوعا وجب معالجته وجب الحديث فيه بلا خجل كي لا نظطر في الأخير لنخجل من شيء أكثر فاجعة. و في كومة العقد و المعقد الأخر تلزمنا جلسة أخرى فحقا هذا كثير. تبارك الله عليك حبيبتي. تسلمين على شجاعتك و وعيك. حقا الرواية تستحق التمييز هكذا يصل طرحك لفئة أكبر. | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|