آخر 10 مشاركات
الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          مع الذكريات(70)قلوب شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة&روابط (الكاتـب : منى لطفي - )           »          جارية في ثياب ملكية (60) -ج1 قصور من رمال- بقلم:نرمين نحمدالله *كاملة&بالروابط*مميزة (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

Like Tree20Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-03-22, 04:18 PM   #1

سعيدة أنير

? العضوٌ??? » 473919
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » سعيدة أنير is on a distinguished road
افتراضي ذكرى تعانق طيفك



السلام عليكم ورحمة الله اول مشاركة لي في منتدى وحي الاعضاء اتمنى تكون خفيفة ظريفة وتلاقي الاستحسان عندكم ويارب اكون نشرت بشكل صحيح وما اكون اخطأت في شي😅😅



رابط التحميل
https://www.mediafire.com/file/euvo3...%2529.pdf/file



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-03-22 الساعة 01:40 PM
سعيدة أنير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-22, 04:31 PM   #2

سعيدة أنير

? العضوٌ??? » 473919
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » سعيدة أنير is on a distinguished road
افتراضي




بسم الله الرحمن الرحيم

اهداء:

"لصاحبة القلب الحنون التي آمنت بي وشجعتني..حنين أحمد"


"ذكرى تعانق طيفك"

يبتسم بسماحة وهو يرى حركات يديها المتوترة ترتفع للمرة التي لا يعرف عددها، لتعدل حجابها -الذي لم يكن يحتاج إلى تعديل أصلا- في ظرف الخمس دقائق التي مضت على جلوسهما هنا، دون أن تتوقف عن التلفت حولها بعدم ارتياح، تطالع الأشخاص حولها المرتادين للمقهى، فيتأكد من أن هذه المرة الأولى التي تجلس فيها مع شخص ما في مكان عام كهذا:

_ هل تبدأ بطرح الموضوع بسرعة من فضلك؟ فلن أستطيع البقاء مطولا، فهذا لا يجوز

عاد يبتسم من جديد وقد برقت عيناه بسعادة، لأنه استطاع بعد محاولات عدة اقناعها لتقابله في مكان ما ليتحدثا بحرية..

رفع يده يشير للنادل من بعيد وهو يقول بصبر:

_ دعينا نطلب شيئا نشربه ليكون حديثنا مجديا أكثر..

أهداها أجمل ابتساماته، فلم تستطع إلا أن تبادله الابتسام وهي تخفض نظرها بخجل، قائلة برجاء:

_ ليس ضروريا وليس هناك وقت لذلك.. لمَ لا تقول ما لديك لنغادر بسرعة؟

أذعن لطلبها على مضض مقررا أن يكون صبورا لأبعد الحدود، وبدأ يقول مستهلا الحديث:

_ لابد أنك تدركين سبب اصراري على مقابلتك والتحدث إليك على انفراد، وتدركين أيضا أنني أكنّ مشاعر خاصة لك..

أبقت نظرها منخفضا وبدأ وجهها يحمر تدريجيا حتى بات كالطماطم الناضجة، مما أزعجها وزاد من ضيقها، ولم تستطع أن تمنع النبرة الحادة التي غلفت صوتها وهي تقول بحزم:

_ لا أفهم ما تسعى للوصول إليه..

لم يظهر أي انزعاج من لفها ودورانها، بل دخل في الموضوع مباشرة قائلا بجدية:

_ كما سبق وقلت. أنا أكن مشاعر خاصة لك، وأرغب أن أتخذ خطوة إيجابية وأحقق حلما راودني طويلا، ولكني لن أستطيع ذلك إلا بموافقتك..

صمت للحظة يراقب تعاقب الألوان على وجهها، وتعقيدة الانزعاج لا تزال تحتل جبينها، وأضاف بنبرة رقيقة:

_ أنا أنوي التقدم لخطبتك بأقرب وقت، فهل سأجد الموافقة من قبلك؟

كتمت أنفاسها للحظات لا تعرف ما هو رد الفعل المنتظر منها، فهذا الموقف كان يفوق طاقتها، لم تعتقد أبدا أن الموضوع سيكون بهذه الصعوبة، هي لا تملك تلك الجرأة التي تجعلها تجلس هنا بهدوء تناقش موضوعا مصيريا كهذا وتظل محتفظة بهدوئها، كما أنها ليست مرتاحة وتحس وكأنها تقترف ذنبا ما بقبولها الخروج رفقة شخص غريب والتحدث معه في مكان عام.

أطلقت أنفاسها المكتومة بزفرة انزعاج وقالت وهي تجلي حلقها:

_ أنت تعلم أن هذا الموضوع لا أملك وحدي الحق بأخذ القرار فيه.. فلدي عائلة..

_ أعلم ذلك، ولكني أتمنى أن أحصل على موافقتك أولا، حتى إذا دخلت بيتكم وطلبت يدك سأكون حينها متأكدا من عدم رفضك لي

أخرسها ما قاله وشعرت من جديد بموجة حر تكتسحها وتزيد من توترها..

xلن تنكر أنها ترقبت هذه الخطوة منه، خاصة وأنه لم يكن يخفي اهتمامه بها من خلال ملاحقته الدائمة لها بنظراته وانتباهه، ولن تنكر أيضا أن موجة عارمة من السعادة قد اجتاحتها وهو يطلب منها مقابلته للتحدث بموضوع مهم يخصهما معا، كانت تدرك بداخلها ما هو هذا الموضوع.. لكنها تشعر حاليا بمدى صعوبته..

_ أميمة!..

صيحة استنكار بنبرة قوية حازمة بإسمها حملت غضبا عارما، ولم تخلو من عدم تصديق وخيبة أمل واضحين، جعلاها تقفز من مجلسها مرتعبة وهي تميز الصوت وتتخيل علامات الغضب التي ترتسم على ملامحه في تلك اللحظة..

ولم تكن مخطئة وهي تلتفت ليتراءى لها شقيقها الأكبر جسده المتراقص يشي بكمية الانفعال المسيطر عليه، ولم يكن غضبه ولا الوعيد ما دفع الندم والخزي للتصاعد بداخلها، بل تلك النظرة الخائبة المليئة اتهاما واضحا، والتي وجهها لها كأنها قد كسرته وحطمت ثقته بها برؤيته لها بهذا الموقف..

شهقة عالية حملت ألما عميقا تبعتها دموع غزيرة وهي تستيقظ مفزوعة من نومها، وصورة ذكرى ذلك اليوم لا تفارق منامها..

أسبوع مضى ولا تزال تعاني من نظرات اللوم والغضب من والدها وشقيقها، هي مقتنعة أنها لم ترتكب ذنبا لا يغتفر، ولكنها أيضا كانت تعرف مسبقا أن جلوسها مع شخص غريب في مقهى عام.. ليس في عرفهم ولا يمكن التغاضي عنه أبدا..

كل ما يقلقها ويثير هلعها هو أن يمنعوها عن اتمام دراستها كما توعد شقيقها، رغم أن الكلمة الأخيرة هي لوالدها، إلا أن الغضب والخزي الذي رأتهما في عينيه قد يجعلانه يقتنع بكلام ابنه..

xطرق خفيف على الباب أعقبه دخول والدتها.. الوحيدة التي لم تحاكمها بقسوة كما فعل البقية، رغم أنها لم تكن راضية عما فعلته، لكنها على الأقل سمحت لها بالدفاع عن نفسها وشرح ما حدث..

نظرة واحدة لوجهها جعلها تدرك أن لديها ما تقوله، وأنه ليس خيرا أبدا:

_ أمي لمَ هذا التعبير على وجهك؟ ماذا حدث؟

شملتها أمها بنظرة أسى قبل أن تطلق أنفاسها بتنهيدة قائلة:

_ والدك يجتمع مع كبراء العائلة بالقاعة..

_ وماذا في ذلك؟ أنا لا أفهم..

_ لقد قرر نوع العقاب الذي سينزله عليك..

فغرت فاها بصدمة غير مستوعبة، بينما نكست أمها برأسها والحزن يعتصر قلبها..

xxxxxxxxxxxxxxx***

في القاعة حيث اجتمع الرجال كعادة دأبوا عليها لمناقشة مشاكل وأمور العائلة المستجدة، بحضور كبير العائلة وأبنائه الخمسة وأبناء أبنائه.. كان يجلس هو صامتا ومنصتا لحديث أعمامه، ورأسه مطرقة في أدب شبّ عليه هو وإخوته وأبناء عمومته، كانت هذه الاجتماعات أساسها الاحترام، ولا يتوجب على الصغار الحديث في حضور الكبار دون أن يوجه لهم الحديث..

xفجأة رفع رأسه عندما توجه إليه جده بسؤال مباشر كان ينتظره، فهذا الاجتماع لم يأتي من فراغ.. بل كان هو أساسه:

_ ماذا تنوي أن تفعل بحياتك يا منصف؟

حافظ على سكون ملامحه وهدوئها وهو يجيب بسؤال آخر:

_ لا أفهم يا جدي؟x

لم تتحرك ملامح جده بل ازدادت صرامة وحزما وهو يعود لطرح السؤال:

_ أقصد بعد عودتك للبلاد وبعد طلاقك.. هل فكرت ماذا تنوي أن تفعل؟

أجلى منصف حلقه واستعد للإجابة محاولا أن يرسم كل معالم الاقتناع..وبدأ يقول برزانة وتأن:

_ أنا أنوي أن أفتح مكتبا في مجال اختصاصي، وأن أستقر في البلاد..

هز الجد رأسه دون أن تخفي ملامحه امتعاضه من لف ودوران حفيده وادعائه عدم الفهم، ليقول مباشرة:

_ وماذا عن ابنتك؟

_ ستكون معي طبعا..

_ اسمع يا فتى. أنت تعلم جيدا ما أقصده، فتوقف عن ادعاء عدم الفهم. الفتاة بحاجة لأم وأنت كذلك تحتاج لزوجة..لا يمكنك أن تقضي بقية حياتك وحيدا.. هذا لا يجوز

أطرق منصف برأسه يخفي انزعاجه وقد تحققت كل مخاوفه..

xكان يدرك جيدا أن العائلة لن تتركه وشأنه ليقرر مصير حياته بنفسه، بل لابد لها من التدخل، ولكنه لم يعتقد أن تدخلها هذا سيأتي بهذه السرعة القياسية، وهو لم يمضي على عودته للبلاد سوى شهر واحد.

لكنه رغم هذا فقد سبق وحضّر نفسه لمثل هذا الموقف، وجهز جيدا ما سيقوله ليفرض به رأيه..

xرفع رأسه من جديد ليواجه جده قائلا بصبر وهدوء:

_ مع احترامي الكبير لك يا جدي، ولكن الزواج ليس من أولوياتي حاليا، لأني وصلت للبلاد حديثا ولم أستقر بعد وأنشأ عملي الخاص، كما أن طلاقي لم يمضي عليه سوى بضعة شهور، فلن أخوض تجربة الزواج مرة ثانية وأنا لم أخرج من التجربة الأولى بعد..

_ وهل يجب أن تمضي شهور العدة أنت أيضا كما النساء حتى تستطيع الزواج مرة أخرى؟ ما هذا الهراء؟!

قال الجد باستنكار وهو ينقل نظراته المستغربة بين الحاضرين الذين كتموا ضحكاتهم باحترام..x

تنفس منصف عميقا يستجلب كل قدراته على التحلي ببرودة الأعصاب، فهو يعرف جيدا جده ويعرف كذلك مدى عناده وتشبثه برأيه، وقبل أن يقول شيئا جاءت المفاجأة من عمه الذي أعلن دون سابق إنذار:

_ إذا سمحت لي يا أبي، فأنا سأتكفل بتزويجه إن شاء الله

_ لا يا عمي أنا..

حاول التدخل لكن جده قاطعه باشارة من يده، موجها حديثه لابنه بتساؤل:

_ هل لديك عروس مناسبة يا عابد؟

أومأ عابد برأسه قائلا بما لا يدعو للشك:

_ أنت تعلم أننا نحرص على تزويج بناتنا من العائلة، ولن أجد زوجا أحسن من منصف ليكون زوجا لابنتي.. أميمة..

xxxxxxxxxxxxx***

_ هذا ليس عقابا يا أمي.. أنتم بهذا تدفنوني وأنا حية..

هتفت بها أميمة بلوعة وقهر وهي تقفز واقفة من مكانها، وقد اغرورقت عيناها بالدموع، بينما راحت أمها تمنع نفسها من البكاء لحال ابنتها التي أضافت بنشيج:

_ كيف أهون على أبي بهذه البساطة ليفعل بي هذا؟.. كيف تفعلون بي هذا يا أمي؟.. كيف..كيف تعرضونني للزواج من مطلق ولديه ابنة؟.. كيف؟..كيف تحطمون مستقبلي بهذا الشكل يا أمي؟ إنها سنتي الأخيرة في الجامعة.. هل سيضيع كل تعبي هباءً في غمضة عين؟..

_ يا ابنتي اهدئي أرجوك ولا تفعلي بنفسك هذا..منصف شخص ممتاز وليس بهذا السوء..

آهة متألمة تصاعدت من أعماق أعماقها وهي ترتد عن أمها وتنوء بنفسها بعيدا، تبكي حظها العاثر و تتساءل بحرقة:

xهل ما ارتكبته يستحق كل هذا العقاب الذي يطولها؟..

xxxxxxxxxxxx***

مضى كل شيء سريعا بعد اجتماع كبراء العائلة، فخلال أسبوع قرر عابد عقد القران والتحضير للزفاف أيضا، ورغم محاولات أميمة المستميتة لجعل والدها يعيد نظره في قراره إلا أنها لم تفلح، حتى أنها وسّطت والدتها لتخبره أن أنس ينوي التقدم لخطبتها، وأنها لم ترتكب ذنبا لا يغتفر، إلا أن رده جاء قاطعا يخبرها أنه لم يكن ليقبل به، فلن يزوجها لشخص خارج العائلة و شباب العائلة أولى بها منه.

يوم العرس الذي اقتصر على العائلة وبعض سكان البلدة المقربين، تم تجهيز جناح للعروسين في بيت العائلة الكبير، حيث تم زف العروس وهناك جلست تستكمل وصلة نحيبها التي لم تتوقف طيلة اليوم، رغم محاولات والدتها لردعها عن ذلك.

انفتح الباب لتنتفض فزعا وتسحب الوشاح الملفوفة به تغطي وجهها أكثر، وجسدها المختض يشي ببكائها الذي لا يتوقف..

خطوتين نحوها وثلاث قبل أن يتوقف صاحبها، وزفرة حانقة تصدر عنه وهو يقول بأسف صادق:

_ أعلم أنك لست راضية عن هذا الزواج، ولكني لم أستطع الوقوف في وجه العائلة..

استمر اهتزاز جسدها مع انطلاق أنين خافت منها، بينما كان يضيف:

_ لا أريدك أن تخافي أبدا، سأحترم موقفك كيفما كان، ولن أفرض نفسي عليك أبدا..

أنهى كلامه ثم ارتد مغادرا الغرفة بصمت..

xبينما علا نشيجها ونحيبها وهي ترتمي على السرير تشكي قهرها وقلة حيلتها، فما يحدث معها لم يكن كافيا، ليزداد ألمها وخبر مجيء أنس مع عائلته لخطبتها، اليوم دونا عن أي يوم آخر قد حطمها، وهي تتخيل موقفه وشعوره وهو يكتشف أن اليوم ستزف فيه لشخص آخر غيره، لابد أنه قد شعر بالضآلة أمام والديه..

أغمضت عينيها بألم وهي تسترجع ظروف تعارفهما معا، لم تكن مصادفة، فقد كان شقيق زميلتها في الدراسة، وكان يتردد أحيانا كثيرة على الجامعة ليقلها، ومن أول يوم لم يخفي نظرات الاهتمام نحوها..لكنه لم يكن يتجرأ على التمادي، حتى أن حديثه معها كان يقتصر على التحية فقط..

xإلى أن جاء اليوم الذي طلب فيه من أخته أن يقنعها بمقابلته ليحادثها بموضوع مهم، وأخبرتها أنها ستكون معهما في مكان قريب..

xعادت من ذكرياتها على صوت الباب يفتح، فانتفضت بفزع وهي تتساءل إن كان قد عاد، ولكنها تفاجأت بطفلة صغيرة تدخل من الباب وتقف عنده تفرك عينيها الناعستين وقد ملأتهما الدموع، وآثار البكاء عالقة بصوتها من خلال شهقات متقطعة تخللت كلماتها القصيرة:

_ أين بابا؟..

رفعت أميمة يديها تمسح بدورها دموعها تتفحص ابنة منصف جيدا..

xلم تكن قد التقت بها بعد ولكنها عرفت فورا من تكون، تتذكر جيدا يوم قرر منصف السفر والاستقرار خارج البلاد، بعد أن تلقى عرض عمل أغراه وجعله يتخلى عن كل شيء ويسافر، حتى أنه تزوج هناك ولم يعد إلا مرة أو مرتين بمفرده..

xحتى بعد ولادة ابنته لم يأتي بهما لتتعرف عليهما العائلة، ما دفع بردات الفعل المستنكرة و المنددة لتصرفه تتصاعد بين أفراد العائلة، بالأخص جده الذي كان الوصي عليه بعد وفاة والده حتى بلوغه سن الرشد..

xوبعد عودته قبل شهر لم تكن أميمة قد التقت به بعد أو بابنته، خاصة وأنها قضت الفترة الماضية بعد عودتها من المدينة في غرفتها ولم تخرج منها أبدا..

عدلت من جلستها وحاولت إخفاء تحشرج صوتها وهي تجيب الطفلة بشيء من اللطف:

_ لماذا تبكين يا صغيرتي؟..

عادت الطفلة للنشيج عقب سؤالها كأنما ذكرتها، وبدأت تقول بصوت متقطع:

_ لقد راودني نفس الحلم الذي يراودني دائما..

لن يكون مخيفا كما الكابوس الذي أعيشه..

همست أميمة في سرها وهي تنظر للطفلة التي لم تتجاوز أعوامها الأربعة ترتجف، فشعرت فورا بالعطف نحوها..

xلابد أن تشتت شمل عائلتها وطلاق والديها، قد خلفا لديها مشاكل نفسية تتجلى لكوابيس تراودها أثناء نومها..

_ أنت أيضا كنت تبكين؟..

انتبهت على صوتها الذي حملx براءة طفولية، وعيناها تتأملانها بفضول:

_ لقد راودني بدوري حلم أرعبني كثيرا..تعالي وانضمي إلي..والدك لن يتأخر بالعودة..

xxxxxxxxxxxx***

توقف أمام باب الجناح مترددا في الدخول، يتساءل إن كانت معارضته لهذا الزواج كافية؟ أم أنه قد تخاذل وعجز عن الوقوف ضد رغبة العائلة؟

xفبعد طلاقه ورحيل زوجته والتخلي عن حضانة لينا طفلتهما لصالحه، شعر أنه لن يستطيع الاستمرار بمفرده، خاصة بوجود الطفلة التي تحتاج لمناخ عائلي مناسب لتكبر فيه، فقرر فورا الرجوع لبلده ولبيت العائلة الكبير واللجوء لحضن عائلته وسنده، ولم يضع في اعتباره أبدا أن عودته مشروطة، وتعني رضوخه لطلباتهم وقوانينهم..

لا ينكر أنه فكر قبلهم أن الطفلة تحتاج لأم، ولكنه لم يكن يجرؤ على إحضار زوجة أب لها ربما لن تعاملها كما يجب، وفي قرارة نفسه وجد عرض عمه عابد له ليتزوج بابنته عرضا فاق توقعاته..

xهي ابنة عمه ولينا من دمها ولحمها، ولن تجد من يحنو ويعطف عليها أكثر منها، ولكن بعدما حدث اليوم.. وبعد ذلك العرض المجاني الذي شهده بنفسه..أكد له أن خياله ذهب بعيدا وتأمل كثيرا بأن الأمور ستسير طبيعية بهذا الزواج..

xكان سيقبل بأي شيء إلا أن يوضع في موقف الرجل الذي فرق بين حبيبين وتزوج بامرأة تفكر بغيره، لقد شعر بالضآلة وسخرت منه نفسه كثيرا وهو واقف كالأبله، يشهد حضور خطاب يطلبون يد زوجته، وما فهمه أنهما اتفقا على هذا الشيء ولم يعرف أي موقف يتخذ:

xهل يثور كأي رجل ذا دماء حارة يدافع عن كبريائه ويطرد الخطاب؟ أم ينسحب من هذا الزواج بكرامة ويعلن الفشل؟

بكل الأحوال هو لا يلوم أميمة فهي شابة بمقتبل العمر، وجدت نفسها محكوم عليها بالزواج من مطلق ولديه طفلة، أية فتاة مكانها كانت لتثور وترفض هذا الأمر وتعتبره ظلما في حقها..

تنهد بحرارة قبل أن يحسم الأمر و يتخذ قراره ويطرق الباب برفق.. هو يحتاج لتغيير ثيابه ولا مناص له من الدخول للجناح..

لم يسمع الرد فتأكد أنها نائمة، وهذا أفضل..

فتح الباب برفق وتسلل بهدوء ينوي أخذ ثيابه والخروج بسرعة، ولكنه تسمر في مكانه من مشهد أثار دهشته بشكل كبير..

xكانت أميمة تنام وهي لا تزال بثياب العرس، وبجانبها ابنته التي كانت بدورها تنام بعمق، ممسكة بيدها كما تفعل معه دائما عندما تستيقظ مفزوعة من كابوسها الذي يلاحقها منذ انفصاله عن أمها، لتهرع إلى غرفته باكية وتنام بقية الليلة بجانبه..

لفت انتباهه آثار الدموع المرسومة بوجنتيهما ليعرف سبب تآلفهما السريع..

سرح بذاكرته لجزء من الثانية -وهو يتأمل وجه أميمة المستسلم للنوم- إلى سنوات مضت قبل سفره، يتذكرها وهي بعمر السابعة عشر فتاة تضج طاقة وحيوية، لم تكن لقاءاتهما كثيرة وقتها، كان يراها كلما عاد من المدينة إلى البلدة، وفي كل مرة كانت تتغير وتصبح مختلفة عن المرة السابقة..

xيذكرها وهي بعمر الرابعة عشر وقد عاد وقتها بعد أن أنهى دراسته، ثم المرة التي بعدها وقد دخلت بسن السابعة عشر، رغم القرابة وأنهما أبناء عمومة وأنهما من بيت واحد، إلا أن العلاقة تبقى رسمية ومتحفظة بين بنات وشباب العائلة، ويغلب عليها طابع الإحترام ويمنع الإختلاط بينهم، لهذا لم يكن يعرفها جيدا ولم يتصور أبدا أنها قد تصبح يوما زوجته، وفارق العمر بينهما لم يكن بسيطا، بل كان يقارب الأربعة عشر عاما..

تنهد بأسى وإحساس بالضآلة يستولي عليه..إلى أي مدى وصل به يأسه ليقحم فتاة مثلها في مقتبل العمر في مشاكل حياته؟ يشعر أنه قد وصل لنهاية الحكاية بينما هي لا تزال بالبداية..

xxxxxxxxxxxxxxx***

اليوم التالي..

مد يده لمقبض الباب وفتحه بعد أن طرق عدة مرات ولم يسمع الرد..

xهذا الوضع بات مزعجا له منذ الآن..كيف له الاستمرار هكذا وتحاشي الدخول إلى الغرفة احتراما لخصوصية من أصبحت زوجته وعدم فرض نفسه عليها وكل ملابسه وأغراضه الشخصية موجودة بالغرفة؟..

xكما أنه لا يستطيع أن يخرج ويبحث عن مكان يأخذ فيه حمامه والغرفة تحتوي على حمام خاص..

تأفف بحنق وتقطيبة انزعاج علت جبينه، وبخطوات سريعة سار نحو الخزانة ليُخرج منها ما سيرتديه، ويؤجل الاستحمام لوقت لاحق عندما تصبح الغرفة خالية..

xكان قد سمع حركة ما داخل الحمام، وقبل أن يغلق باب الخزانة وقد أخذ حاجته، انفتح الباب وخرجت منه أميمة..

تسمر مكانه وكأنما فاجأه خروجها، بينما كانت هي مشغولة بتجفيف شعرها ولحسن الحظ كانت ترتدي ثيابها..

قال لنفسه وقد أربكه وجودها، وازداد ارتباكا عندما رفعت رأسها لترتسم الدهشة والتفاجؤ على وجهها فورا..

لم يستطع أن يبعد ناظريه عنها وقد تسنى له لأول مرة تأمل ملامح من أصبحت زوجته جيدا وعن قرب، وبدون حجاب أيضا..

رباه كم تغيرت!..حقا كبرت وبانت عليها علامات النضج ولم تعد تلك الطفلة المرحة والمنطلقة، وجهها ينطق اتزانا وجدية..

أربكته عيناها وتراقُص حدقتيها من المفاجأة، وقد حملتا حزنا ظاهرا واحمرارا وانتفاخا خلفه بكاؤها الطويل، وهذا أشعره ببعض الخزي من نفسه وازداد أسفه وهو يعترف بجمالها الفتي، وقد دفنوه مع رجل مطلق مثله أخذ نصيبه من الحياة..x

توتر قليلا وقد سمح لعينيه بالتحرك بحرية في وجهها دون قيد، حتى عندما أزاحهما وجدهما تنسابان على قدها بفضول، وشعور غريب يتصاعد بداخله كأنه لا يصدق أنها هي ..

فتململ قليلا في مكانه وقال وهو يجلي حلقه باحراج:

_ أنا آسف.. لقد احتجت لأخذ ثيابي أرجو ألا يضايقك وجودي..

تنحنحت بدورها تجلي حلقها وتنتزع نفسها من الجمود الذي تلبسها فجأة، فتحركت من مكانها وهي تقول باضطراب:

_ لا داعي للأسف ..هذه غرفتك أنت أيضا.. سوف أخرج لتأخذ راحتك..

التقطت حجابها وأسرعت تلفه حول رأسها بينما كان يقول:

_ إنه وضع مؤقت إلى أن أجد مسكنا مناسبا لنا في المدينة، وهناك نتدبر أمورنا..

أومأت برأسها دون أن تجيب، وأسرعت مهرولة نحو الباب دون أن تلتفت وراءها، بينما ظل يلاحقها بنظراته وقد خلقت بداخله فضولا وليدا نحوها كأنه يراها لأول مرة..مع أنها فعلا المرة الأولى التي يراها فيها جيدا بعد كل هذه السنوات ..

xxxxxxxxxxxxxxx***

بعد أسبوع..

يسير في الممر المؤدي إلى الجناح بفكر شارد، لا يعرف حقا إلى أين تتجه حياته أو ما عليه فعله..x

صوت صخب وضوضاء تتداخل مع إيقاعات موسيقية شعبية تصله داخل الجناح وهو يهم بطرقه، فتمهل للحظة يتأكد -وهو يلصق أذنه بالباب- من أن الأصوات تأتي من الداخل..

انتفض جسده فجأة و تكهرب من صوت ضحكة أنثوية مغوية تنضح استمتاعا تخترق سكون الممر، تختلط معها ضحكات طفولية أخرى تقاسمها الاستمتاع..x

ومن دون تردد مد يده للمقبض وهو يتلفت حوله، يتأكد إن كان شخص آخر قد سمع تلك الضحكة المهلكة عداه..

فتح باب الغرفة وتسمر جسده عندما وقع نظره على مشهد أذهله وأذهب بالباقي من عقله، لتعقد الدهشة ملامحه مشمولة بالصدمة:

xهل حقا هذه غرفته؟!..

تساءل بتشتت وهو يتلفت حوله و يزدرد ريقه الذي سال فجأة، وعيناه تطاردان خصل الشعر المتطايرة في الهواء، بفعل حركات صاخبة تقوم بها تلك الجنية المسماة زوجته، وقد انحنت بجذعها للأمام وتضرب برأسها يمنة ويسرة بحركات متساوية متناغمة، و متماشية مع إيقاع الموسيقى المنبعثة من شاشة التلفاز أمامها، في محاولة لتقليد حركات "الشيخات" ( فرقة النساء اللواتي يرافقن المطرب الشعبي في الغناء والرقص) وللأمانة فقد فاقتهن مهارة و..فتنة وإغواء..

وإلى جانبها كانت طفلته الصغيرة التي لم تتفتح عيونها على شيء كهذا، تحاول مجاراتها وتعلُّم ما تقوم به وقد بدت مندمجة جدا معها.

لا يصدق أنها هي نفسها التي تزوج بها منذ أسبوع، بحالتها المحطمة والبائسة والتي لم تتوقف عن البكاء..





التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 04-03-22 الساعة 04:58 PM
سعيدة أنير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-22, 04:34 PM   #3

سعيدة أنير

? العضوٌ??? » 473919
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » سعيدة أنير is on a distinguished road
افتراضي

ياريت تعطوني رأيكم

سعيدة أنير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-22, 05:11 PM   #4

سعيدة أنير

? العضوٌ??? » 473919
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » سعيدة أنير is on a distinguished road
افتراضي

ياريت تعطوني رأيكم

سعيدة أنير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-22, 09:07 PM   #5

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا بك غاليتي ان شاء الله تلاقي ترحيب واستحسان دمت سالمة

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 02:44 AM   #6

ام شیماء

? العضوٌ??? » 394364
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 323
?  نُقآطِيْ » ام شیماء is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق سعيدة ومزيدا من العطاء

ام شیماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 03:07 PM   #7

سبنتي أسعد

? العضوٌ??? » 491112
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 203
?  نُقآطِيْ » سبنتي أسعد is on a distinguished road
افتراضي

بداية جيدة مبارك
متابعة


سبنتي أسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 03:43 PM   #8

سعيدة أنير

? العضوٌ??? » 473919
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » سعيدة أنير is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
مرحبا بك غاليتي ان شاء الله تلاقي ترحيب واستحسان دمت سالمة
ربي يخليك حبيبتي منى الله يفرحك ويسعدك يارب


سعيدة أنير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 03:45 PM   #9

سعيدة أنير

? العضوٌ??? » 473919
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » سعيدة أنير is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام شیماء مشاهدة المشاركة
بالتوفيق سعيدة ومزيدا من العطاء
الله يبارك فعمرك حبيبتي سميرة ربي يخليك


سعيدة أنير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 03:46 PM   #10

سعيدة أنير

? العضوٌ??? » 473919
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » سعيدة أنير is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سبنتي أسعد مشاهدة المشاركة
بداية جيدة مبارك
متابعة
الله يبارك فعمرك يارب اتمنى باقي القصة تنال اعجابك نورتيني


سعيدة أنير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.