آخر 10 مشاركات
من بالحب قد هلك (4).. سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          بـيـن شـطـي الحــب و الــوجـع (3)..سلسلة الوطن و الحب *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          عنـــاق السحــاب (الكاتـب : تيّـرا* - )           »          342 - دقات على باب القدر - دافني كلير (الكاتـب : عنووود - )           »          256- كان يكفى أن تنادىنى باسمى ؟ - مارغريت بارغيتر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          أحفاد الصائغ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          مدينة الزجاج(5)الجزء الـ3من سلسلة الأدوات البشرية الفانية-مترجمة(كاملة+الروابط) (الكاتـب : lala905 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أفضل شخصيه ظهرت حتى الأن
أوس 30 38.46%
دانيه 24 30.77%
ارين 11 14.10%
طلال 9 11.54%
جُنيد 29 37.18%
شيخه 2 2.56%
فيض 0 0%
وجد 5 6.41%
ميلاد 0 0%
المُثنى 6 7.69%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 78. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1688Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-22, 10:24 AM   #341

نفوسا

? العضوٌ??? » 438155
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 268
?  نُقآطِيْ » نفوسا is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توق سعود مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد 🤍🤍


نفوسا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-22, 07:56 PM   #342

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
ممتنه للي علقوا قبل وراجعه لكم بعدين ان شاءالله نعقب على تحليلاتكم اللذيذه ()()♥♥

لكن القراء الصامتين وينكم؟ 🙄
من امس ما دخلت المنتدى وتوقعت بحصل ردود اكثر! 💔💔
احتاج تعليقات تحمسنا للكتابة بعد اكثر ..
لا تحبطوا الكاتب بقرائتكم الصامته
دعمكم وتعليقاتكم تزيد من شغف الكتابة عندنا
هو بالنهاية حريه شخصيه
بس نحن الكتاب نحتاج جرعه دفع منكم و نشوف ارائكم ونقدكم وتوقعاتكم الشيء اللي تقولونه لنفسكم وقت قراءة الرواية نحتاجه كتابياً 🥹🤍🤍🤍
هذا وانا اعطيتكم خبر من بدري عن نزول الفصل وكلي حماس لكم💔💔

اسفه اذا الكلام يضايقكم().

لأني عالمه و واثقه ان من يقرأ كن لي عناق كُثر والدليل اذا دخلت الى خانه المشاركات وعديت اللذين اضافو تعليقاتهم يتفوقن عن الخمسين شخص !! و كتبوا فقط لأجل فتح الفصول المقفله !!
لا بأس انا ممتنه انها حازت على رضاكم وامتناني لكم كبير كبير جداً 🫶🏻♥♥♥♥
لكن ما لا يحبه الكاتب هو انهُ هناك من يُعجب بحروفه وروايته ويقرأها لكنهُ يقرأ بصمت طوال الوقت دون تعبير بسيط 💔💔
بينما وقت تنزيل الفصل تتراوح المشاهدات بين الزوار والاعضاء في حدود 40 شخص !!


وما يكتبون لي دائما بعد كل فصل
ربما خمسه الى ربما ثمان اشخاص فقط اريد شكرهم واحده واحده من صميم قلبي ()()
لكن ما اطلبه منكم اقل من القليل لا احتاج سرد مفصل وتحليل لشخصيات مبالغ فيه !
فقط شي بسيط يدفع عجله الشغف لا اكثر

انا و الروايه مؤخراً اصبح بيننا شرارات عنيده و ثقيله على قلبي وكنت اجبر نفسي على كتابتها لهذا توقفت بها لفتره و حتى يومكم هذا اجبر نفسي لأجل انه فيه اشخاص يحبون اللي اكتبه واستحي على وجهي انهم يعلقون معي بكل فصل ينزل ♥♥
لكن ما يُخيفني ان اكملها بالاجبار من نفسي و انعدام الاحداث وانها ما تكون مثل بدايتها وتكون كلها حشو💔💔

[ قله الدعم تعني الاحباط والإحباط يعني انعدام الشغف للكاتب وانعدام الشغف للأسف رُبما يكون سبب من اسباب إيقاف الكاتب لرواية وعدم اكمالها ليس لي فقط لكل كاتب تحبونه ايضاً ]


على العموم شي بالخاطر وانقال اسفه اذا هالعتب ثقيل و وضايقكم ، كلي اعتذار لكم اذا ضايقتكم بالعتب


-لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-22, 08:14 PM   #343

قمر وليد

? العضوٌ??? » 363092
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » قمر وليد is on a distinguished road
افتراضي

روايه مششششوووقه جدا

قمر وليد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-22, 07:27 AM   #344

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 836
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

اوووف اووووس مو سههههل فجرهااا
اي خلك كذا بطل ...وملك على دانية قبل سوصلها الخسيس ابوها

اريييين سوت تحديث في حياتها اخيرا قصت شعرها وتغيرت نفسيتها


المهم نبي البارتات اسبوعيه رواية جميله ومبدعه تفقد جمالها ورونقها بتأخير البارتات🤕


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-22, 10:04 PM   #345

ازهار عوض

? العضوٌ??? » 491498
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 110
?  نُقآطِيْ » ازهار عوض is on a distinguished road
افتراضي

روعه روعه روعه 😍😍😍😍

ازهار عوض غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-22, 12:56 PM   #346

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

مسائكم خير و فُل يا عائله الـعـناق والمـاوى
اتمنى كلكم بخير ✨🤍
موعدنا بإذن الله غداً
في الفصل الثالث عشر ()
الساعـه التاسعه مساء بإذن الله
القاكم على خير ()🫶🏻


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-22, 07:29 PM   #347

عقد لؤلؤ

? العضوٌ??? » 485619
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 511
?  نُقآطِيْ » عقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond repute
افتراضي

في الانتظار 😍😍😍

عقد لؤلؤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-22, 07:35 PM   #348

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 836
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

منتظرييييييين البارت😍

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-22, 08:46 PM   #349

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
Icon26

الفصل الثالث عشر
(13)



'
'


لا تلهيكم الروايه عن الصلاه والعبادات.
-استغفرالله واتوب اليه-


'
'


[ نحتَاجُ الى التضحية أحياناً
وَ دونَ شُعورٍ منّا أرواحنا
هيَ المُضحى بِها دائماً ]
~غادي



'
'




اشرقت شمسُ صباحٍ خَير كَان الحرُ يشددُ على المدينه والشمسُ منذُ خروجِها ساخنه على الكُل عدَ قلبها البارد العاشق او الذي عشِق قديماً.
تتأمل السقف بضياع استيقظت منذُ اكثر من ساعه من سُباتها بزيارتهِ لحُلمها ، منذُ مدة أشبه بطويله لمّ يزرها ، ابتسمت بحُزن على ذلك الحُلم الدافئ بجلسة حنونه ومغمورة بالحُب و مُسمى العائله لها أجسادهمّ متلاصقة يحتضنُ ذراعهُ كتفيها يضحكان على أبنهما الذي بعمر الثماني سنوات يُمثلُ أمامهم كعرض مسرحية ، يصادفها ابنها في أحلامها كثيراً يُغلق الحزن قلبها إذ اتاها أكثر من زيارة والدهِ.
تنهدت لتجلسَ من منامها تهزُ رأسها وتُبعد افكار الحُزن عنها
نظرت الساعة العاشرة صباحاً وقفت لتغتسل وتتوضأ لصلاه الضحى بوقتها اعتادت ان ان تُصليها بفضل والدها بعد الله حيثُ كانَ يخبرها انها صلاه الأوابين وافضلُ وقتٍ لصلاتها هي الآن مع اشتداد حرارة الشمس وتتذكرُ حديثُ رسول الله صلَ الله عليه وسلم حيثُ قال (صلاة الأوَّابين حين تَرمَضُ الفِصالُ)
وقيل ان في هذا الوقت استحابه الدعاء.
فهي مُمتنه الى والدها الذي علمها اموراً كانت تجهلها دائماً ببعض اعمال الدين الخفيه التي تمسكت بها بشكلٍ أكبر بعد وفاتهِ.
سجدت سجدتها الأخيرة وبعد قول السجود تبعتها بدعوة بقلبٍ مطمئن صابراً بعد طول تلك السنوات التي همشت بها نفسها: اللهم ارحمه اللهم اجعله شفيعا لي ولأبيه عابراً بهم إلى جنتك، يا ارحم الراحمين، اللهم أجعله يبتسم فرحاً في جنتك، اللهم أجعل رحيله راحة له، اللهم اجعله طيراً من طيور الجنة، اللهم أرحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، واجمعني به وبأبيه في جنتك يا رب العالمين.
تبعتها بنبره موجعة متحشرجة بدعائها لزوجها : اللهم في كل دقيقه تمر على زوجي وهو في قبره أسألك أن تفتح له باباً تهب منه نسائم آلجنة لآ يسد ابدآ اللهم ارحمه واعفو عنه وكرمه بالجنه ونعيمها يارب.
دعت ودعت ودعت حتى بُح صوتها من كثرة الدعاء انتهت من صلاتها و ذهبت لتستحمَ وارتدت فستان بسيط و انيق بلون الزهر مُورد بدرجه اغمق وقفت أمام المرآة نظرت لشكلها مُبتسمه لقد قصصت شعرها بقصه "ولادي" لأول مرة تفعلها بتدرجات كثيفه من الاعلى ومحدد من اسفل العنق قصصتهُ وذهبت الى منزل جُمانه عادت منها بمنتصف الليل ولم ينظر أحدٌ من عائلتها ما فعلتهُ حتى الآن..
باغتها الحماس من ردة فعلهم على شكلها الجديد نزلت الى الاسفل تغضن جبينها من باقة الورد العملاقة التي تُزين الطاوله الدائريه الكبيره امام المدخل اتجهت الى صالة المعيشة المفتوحة وكعادة والدتها تجلسُ وحيدة بهذا الوقت بين التلفاز وهاتفها وكتاباً ما.
اقتربت اليها والابتسامه تمتدُ على ثغرها تُقبل رأسها وكفيها قائله : ياحلو صباحي اللي يبدأ فيك يا شيخه الشيوخ وروحهم انتِ.
ابتسمت والدتها واختفت بأقل من ثانيه ولم ترد عليها لتقفز ذلك كُله بنظرها لشعرها : شعرك !! وش هالقصه يا ارين مين لاعب عليك ؟ حسبي الله على بليسك! في احد يقص هالقصه.
جلست بجانبها وكفها ترتفع واناملها تتداخلُ في خصلات شعرها لا إرادياً : مافي احد لعب علي لا تخافين بعدين ليش مو حلو قلت تغيير مليت من شكلي بنفس الشكل من كم سنه.
تنهدت والدتها لتمدّ لها فنجان القهوة : لا زين ما قلنا شي بس قصير بزياده البنت ما تقص شعرها هالكثر!
تناولتهُ منها مُبتسمه وانحتّ تُقبل وجنتها: شعر وبالنهايه يطول ، بعدين وش البوكيه اللي هناك مين جايبه؟ ولمين؟ لا يكون لميلاد!
التفت دون ان تنظر اليها لتهتف بتنهيده : كنت اقول لميلاد كالعاده بس بالكرت مكتوب لأرين.
رفعت حاجبيها مُشيره الى نفسها وبنبره صادمة: انا ! ذي الكبيره كلها لي انا!
التفت والدتها برأسها اليها : ايه انتِ مين اجل ! شفتها مكتوب فيها من برا بطاقه دعوه بس ما فتحتها.
وضعت فنجان لتقف متجهة إليها : شكله من المطعم اللي قالو لي ارسم لهم.
ارتسمت على شفتيها ابتسامه و تأملتها طويلاً بأزهار ذاتَ لونٍ ازرق و وردي وازهار توليب بيضاء لاتزالُ بعضُ أوراقها نائمه التقطت الظرف الموجود وفتحتهُ لتقرأ ما كُتب :

"سعةٌ من الله الأمور جميعها
مهما بِنا كل الحلول تَضيقُ
فتفائلي ياحلوةً أحببتها
إن التفاؤلَ للجَمال رَفيقُ
عيناكِ لم تخلقْ ليسكنها الأسى
أبداً وليسَ بها البكاء يليق
فتبسمي إن الحياة جميلةٌ
كالورد من شفتيك حين يفيقُ"


انسه "ارين" لا تنسي موعدنا برفقة هذه القصيدة في مطعم "بثوق" لتكوني أساس هذا الافتتاح باقتباس تلك القصيدة لتصبح رسمه لا تُنسى من أنامك ، حياك الله برفقة من تحبين.

صاحب المطعم / آمان.

ابتسمت لتعود الى مكانها وتسأل والدتها بفضول : من مين ؟
إعادة الورقة الى الظرف تنظر اليها : المطعم اللي قلت لك على اساس بكرا الافتتاح توقعت اروح كذا بس ياحليله صاحب المطعم ذرب مرسل دعوة وكاتب تعالي مع اللي تحبين ، شرايك تجين معاي تغيرين جو ؟
نفضت كفها بسرعة : لا والله خذي معك سُعاد تحب الصجه واللجه لا خلص الافتتاح وخفو الناس وعليه مدح رحت له.
رفعت سبابتها الى ثغرها تربتُ عليه بتفكير : اسم المطعم بثوق تصدقين احس الاسم مو غريب علي ؟
التقطت والدتها كتابها تُقلب صفحاتهِ حيثما وصلت : انا اول مره اسمع فيه.
رفعت هاتفها بفضول مُباغت لتدخل الى تطبيق الانستقرام : خلينا نشوف حساب المطعم يمكن نعرف ولد مين.
اقتربت الى جانب والدتها تصفح صور المطعم كانَ وقد يتضحُ عليه انهُ وضع كُل جهدهِ عليه ، تأملت تقاصيلاً كانت قدّ رأتها مسبقاً ليست عالمة اينَ رأتها ولا عِلم لها أين رأتها.
تغضن جبينها بشك تنظر الى والدتها : يمه تصدقين احس حتى الاثاث شايفته من قبل !
ابتسمت والدتها : تعرفين الحاله اللي تشوفين الشي وكأنك شايفته من قبل يقولون انه هذا الله هو العالم انه شي مخزن بالذاكرة عندك و مرسوم يمكن هو.
تجعدت ملامِحها ولم توافق والدتها بحديثها : لا ما اتوقع ابداً تدرين احس اني شايفته على ورق او لاب توب مو كذا بصور جوال!
صدحَ هاتفُ شيخه برنته لترفعهُ إلى أُذنها.
جائها صوتُ تلكَ بضجر وغضب يتضحُ على نبرة صوتِها ودونَ اي تحية قبل حديثها: خالتي وش دعوا المفروض يصير لي مفتاح لبيتكم نفس عيالك وامي ولا انا بنت البطه عشاني ماني من الدوجن ولاني من الكناب ! ساعة أضغط و ارّن الجرس شكله خربان ذبت انصهرتْ مت من الشمس وين العاملات يفتحون لي؟.
ضحكت من فرط العتبَ الذي يخرجُ منها و نظرت الى ارين : ولله ما سمعنا جرس سمعتي شي يا آرين ؟
رفعت محاجرها عن هاتفها و نظرت اليها مُقوسه شفتيها : لا ! شكله مفصول من فيش الكهرباء.
رفعت صوتها لتسمعها تتبعُ حديثها: خلاص انا افتحه لك لا تبكين علينا.
وضعت الهاتف في حضن والدتها متجهه الى خارج الفله.
نظرت الى بقية الصور فضول كفضول ابنتها دخلت الى المُضافين ونظرت لأسمهِ الرباعي قطبت جبينها لتقرأهُ مرة ومرتين وثلاث اتسعت حدقتيها لتنزُل الى اسفل الصور لديه ولتُصدم بمفاجأة أُخرى صورة قديمه لهُ برفقه كِنان في إحدى الدول الأوروبية رُبما قبل وفاتهِ بسنتين واسفل تلكَ الصورة ( لما الصاحب يكون أكتر من أخ ويتفقد في يوم وليله الدُنيا من حولنا تتلبس بسوادها ، الله يرحمك يا كِنان ويارب تكون شهيد عند ربنا ، دعوتكم له).
سمعت اعتلاء صوت وجد ورأيها بشعر ارين يعتلي بمثل الصراخ خرجت من حسابهِ ومسحت اسم المطعم من سجل البحث ، اخذتها الافكار إن كان يتقربُ منها بفعلهِ لها عن قصد أم أن الصُدفه جمعتهم ببعضهم.
انحنت وجد تُقبل رأسها بعنف لتجلس بجانبها وتحتضنها : ياحلوك وياحلو ريحتك يا خاله يومين بعيدة عنك كنها سنتين اشتقت لك شوق كبر البحر.
نظرت اليها رافعه حاجبيه بتعجب ليسَ ذلك اسلوب الشوق الذي تتحدثُ بهِ عادة عالمه رُبما شيء يحوم حولها تريد قوله ،
ربتت على ظهرها : وحسك بالبيت له فقدة هاليومين يا حبيبة خالتها.
ارتفعت عنّ حُضنها لتلف خصلهُ من شعرها القصير وبنبره رجاء : خالتي وش رايك نروح لصالون يضبطون لك بصبغه حلوة ونروح بوتيك كشخه وشيك ونشري فستان حلو ومرتب لأم المعرس غادي ؟
التفت بأعلى جسدها تنظر لهاً بحاجبٍ مرفوع و لملامحها المُبتهجه بشدة : ومتى عرسه ؟.
ابتعدت قليلاً تخشى ان تضع كامل غضبها عليه بها نظرت الى ارين لتبتسم برتياب : ما قالت لك ارين ؟
رفعت ارين رأسها من الهاتف مُشيره اليه : توني اشوف رسالتك شوفيني تو بس فتحتها وتوني امسك الجوال لذلك وجب عليك تقولين لها ، على بالي امك قالت لها وخلصت ما دريت انه من يومين تحاولون تقولون لها !
عادت شيخه تنظر الى وجد ونظرت الى بعض الخوفِ اصبحَ يكتسيها ومهمه والدتها التي حملتها على عاتقها.
زردت ريقها بصعوبه: يوم الاربعاء مو الجاي اللي بعده يعني بأول اسبوع بإجازه بين الترمين ، كانوا بيخلونه يوم الاثنين بس قالت فيض انه اخر اختبار لها الاثنين فصار الأربعاء بيسوونه بشاليه صغير بيكون ملموم الزواج قرايب بس ، عكس الرجال بيكون بقاعه كبيره.
أعادت ظهرها إلى انحنائهِ ولم يظهر منها اي تعابير سوى البرود ولم يصدُر منها آي ردة فعل إلا أنها كانت تنصهرُ داخلياً بفعلتهم جميعاً اذاً تم التخلي عنها ، و تنازل عن وجودها ولم يكلف على نفسهِ بأخبارها ، وانَ جميع من هم حولها عالمونّ بموعد الزواج عداها هيَ لم يُخبرها أحداً بشيء ، شعرت برغبه بالبُكاء وتكتدسَ الضيقُ في جوفها اصبحت تُهمش من اساسيات ابنائها ابتداء بأوس الذي اخبرها الصباح انهُ سيعقدُ عقدهُ الليلة وقد اتفق مع عمهِ منذ عدة ايام وهُنا غادي الذي حدد موعد زفافه ولم يخبرها.
تجرعت رُكام العبرات العالقة في حُنجرتها لتُخبرها بنبره خافته وحدقتيها المصوبة على التلفاز : ومين قالك بروح عرسه !
نظرات الاثنتين لبعضهما بشيء من الصدمه قد فكر الجميع بأنها ستضع الف عُذر سوى أنها لن تحضر زواجَ ابنها !
شهقت وجد و رفعت كفيها تضرب بها رأسها بدراما : افا افا افا يا شيخه الشيخات ما تحضرين عرس ولدك !
ارين بصوتٍ مُندهش: يمه كيف يعني ما تحضرين زواج اكبر عيالك ! صح ما ساعدتي بشي بس صدق حرام بحق غادي ما تحضرينه ! والناس وش بتقول.
التفت تنظُر الى ابنتها بوجهٍ متجهم حانق : وانتِ عادي عندك اني اخر وحدة تعرف بيوم بزواجه ! ليش ماهو جاء يقولي ؟ و سُعاد بعد وينها عارفه انها غلطانه راحت توكل المهمة لكم.
وقفت وجد تخلع عبائتها وتُطبقها : امي يا قلبي عليها مشغوله مع غادي بين الشبكة وبين الاشياء اللي باقيه بالشقه وبين دوامها والبيت ، عشان كذا وصتني اقولك.
إن تحدثت أكثر ستنفجر بالاثنتين فضلت الصمت والتقطت الكتاب تفتحُ صفحاتهِ بعنف من بين أناملها وعقلها يشردُ في اشياء أُخرى.
نظرت وجد الى ارين لكنها اشارت لها بعينيها وهزت رأسها بالنفي بإنهاء الحديث.

مرت الدقائق مروراً طويلاً
و محادثات متفرقة عامة تمرُ بين ارين و وجد.
حتى نطقت تلك : تصدقين عاد طفشت مره طفشت من العطاله سنه متخرجه واحس كأنها قرن
رفعت كفيها تنظر الى السقف لتُردف : يارب تطلع اسماء المنح واكون منهم يارررب.
رفعت حدقتها من كتابها ونظرت إليها بجبين مُتغضن: اي منح ؟
التفت تنظر اليها و صفقت راحة كفيها برجاء : داخله على الله ثم عليك طلبتك يا خالتي تكفين تكفين يا شيخه بنت سعد لا تقولين لأمي انا اقول لها فيه منح ابتعاث ماجستير نزلت قبل تقريباً شهر واكثر وسجلت فيها بس لا تقولين لها طلبتك لحد ما يطلع القبول.
تنهدت شيخه عالمه برأي شقيقتها بذلك الموضوع المكرر: تعرفين رأي امك بذا الموضوع من زمان.
تنهدت بضيق لترفع قدميه عن الأرض وتتربع : عارفه ، وبكل سجدة اسجدها ادعي ربي يلين قلبها ، يا خالتي اللي يقهر انها كانت تقول طيب وعادي ويوم جاء الصدق صارت ترفض.
ارين بتفكير : عن نفسي ما اظن امك توافق اعرفها لذلك فكري ببزنس حلو وافتحي لك بدال ما انتِ جالسه عطالية كذا.
قوست شفتيها بتهجس : تطري ببالي كثير صراحه حتى امي تقول عادي تاخذ قرض عشان افتح شي بس ما ادري ما احس هذا جوي.
ابتسمت ارين لتزرع الحماس داخلها: البزنس ماهو جو البزنس تفكير وذكاء خليك كذا لا شغل ولا مشغله وتعالي قولي طفش .
وجد بشماته: انتظري فيض اكثر وحدة متحمسه للتخرج ما باقي لها الا ماده تحسب الموضوع فله و وناسه ما تدري انه اكثر شيء يطفش بالحياة هي العطاله.

قفزنَ ثلاثتهن على صوتِ باب الفله الذي فُتح واُغلق مجدداً بقوة كادت الجُدران من جانبه أن تنهدم.
نظرنَ لذلك الذي يصعدُ العتبه الواحدة ويقفز اثنتين والغضبُ يحتدُ بشكل واضع على ملامحه.
رفعت وجد راحة كفها الى مُنتصفِ صدرها بريبة : بسم الله الرحمن الرحيم شفيه ذا!
لتُكمل بكوميديا ساخره: شكل الحالة النفسية بدت تظهر بعد التأقلم على أجواء الرياض شديدة الحراره.
شيخه نظرت الى ارين وبأهتمام بالغ : روحي شوفي اخوك وش فيه ، لا يسوي بنفسه شي الحين.
رمت الهاتف بحضنها و رفعت كتفيها بخوفٍ لتُحاذي كتفيها : لا تكفين يمه اوس لا عصب يخوف شايفته بعيوني بنيويورك ما سكت الا بطراق على وجهه من عمي ، بعدين شوفي وجهه واضح ، ولا تخافين ماراح يسوي بنفسه شي.
وجد بشهقه ضاحكه : أما من جدك عمي سعود ! عطى أوس كف ليش !
تذكرت حالهُ تلك الأيام لتبتسم و تومئ برأسها : ايه لأنه غلط على ابوي وكان ما راح يرجع بس رجعه عمي غصب عنه.
وجد بحماس مبالغ لتصفق: الله حماس اسردي القصة كملي.
رفعت حاجبيها لتقف ذاهبة الى عالمها أسفل الأرض : بس وش قصته بعد خلصنا تلّه عمي مع اذنه للمطار غصب.
وقفت وجد خلفها لم تصمت بثرثرتها عليها ذاهبة برفقتها الى المرسم.

تركوها لوحدها و دموعها الصامته تنهمرُ على حروف تلك الأوراق التي تحتضنها ، ما إن ذهبن حتى رفعت أناملها تُطبطب على وجنتيها ولا شيء يَجعلها تغلي داخلها سوى افعال ابنها ليس لأنها لم ترضى عن زواجهِ اي انهُ لا يشاركها تفاصيل التجهيزات.
تحاول أن تكونَ قوية كما كانت سابقاً تحاول أن لا توضح ضُعفها لكنها صلاحية تلك القوى ربما انتهى مفعولها بالنسبة اليها.

قاربَ نداء أذان الظُهر ولا تزالُ في غرفة المعيشة على مصلى منزوي على جانب الجدار بمكانهِ المعتاد انتهت من صلاة الضحى قبل ان يحينَ وقت النهي تنظر الى مفاصل أناملها تُركز في تسبيحها، دخلت فيض الأتيه لتوها من امتحانها بوجهٍ بشوش ، بالرغم من صعوبة الامتحان إلا أنها ذات مزاج صافي ، اقتربت الى والدتها تقبل رأسها وتجلس بجانبها بعد ان سكبت لها قهوه و خلعت عبائتها
سألتها والدتها عن ماذا فعلت بأمتحانها.
تنهدت و وضعت الفنجان ارضاً : حلو صعب شوي بس حليت زين مره الحمدلله.
نظرت الى والدتها بلهفة : تخيلي يمه باقي لي ماده بس بعييده بحفظها صمّ و الاسبوع بعد الجاي ما جاء وبعدها خلاص بتخرج وافتك هو صدق وانا بهذا العمر تخرجت بدري الحلو بعد ان مواد هذا الترم شويه وحالفني الحظ كل الدكاتره طيبين ومساعدين!! حتى مشروع التخرج اعجب الدكتوره بالحيييل اشكر وجد اللي حطت اصابعها عليه وارين بعد اللي رسمت لي غلاف المقدمه.
ابتسمت اليها والدتها مُؤيده لحديثٍ اخبرتها بهِ سابقاً : شفتي يوم اقولك خذي صيفي وانتِ رافضه ما اقتنعتي الا ثاني سنه لك بالجامعه.
رفعت حدقتها تنظر إليها بشك مُضيقه محاجرها مكملة حديثها : عندك علم بيوم عرس غادي ؟
أعادت سكب الفنجان لتهز رأسها بنعم : اي قالت لي خالتي سُعاد ليش !
اسبلت اهدابها مُحاوله في تهدئة نفسِها كُل ذلك يحدثُ من خلف رأس شقيقتها ، عادت تنظُر اليها : وليش ما قلتي لي؟.
رفعت راحه كفها الى صدرها : بسم الله يمه انا حابسه نفسي وانتِ اعلم معي بنفس البيت ، وماني لم جوالي كثير توني اليوم اتنفس باخذ بريك اليوم كله اصفي مخي شوي ، بس هي اتصلت علي وقالت متى اخر يوم لي امتحان وقلت لها بعدها بكم ساعه قالت انه يوم الاربعاء ، ليش مو عاجبك اليوم ؟
نفضت ثوب الصلاه وا اقتربت بالمصحف إلى حضنها : وهو احد كلمني وقالي شي عشان يعجبني.
شهقت فيض وارتفعَ كفها الى ثغرها : صدق ما قالو لك ، ولله غادي قليل ادب.
اظهرت ابتسامه شحيحه على مُحياها : هذاك قلتيها قليل ادب لا هو ولا خالته اللي تسوي الشي ولا تاخذ شوري مهما يكون هو ولدي صدقت نفسها انها امه.
انتهت من فنجانها الثالث و وقفت تحملُ حاجياتها : بنتظر الظهر اصلي واخذ غطه يمه تكفين صحوني العصر لا يروح البريك حقي كله نوم ، خاطري مرره اقرأ كتاب صار لي كم ما قريت مدة.





'
'



| الساعة الثانية واربعونَ دقيقة ظهراً |

الوقت المحبب إليه في معمله
اسبوع كامل وهو حبيسُ المنزل لم يعتاد ان يجلس هذه الفتره الطويلة دونَ عمل ، يقذفُ كُل كبت الحبس وقلة العمل في كومة الطين التي اعادت اليه حساسية كفيه مجدداً بالرغم من انهُ يشعر وكأن دبابيسَ مديبة تنغرسُ على كفيهِ الا انهُ لا يزالَ مستمر على عملهِ
ومنظرُ "وقيان" في ترددهِ بوضع كفهِ على عنقهُ وذلك يدلُ على كذبه عندما قالَ للواء سُليمان ( رقبتي سداده لكم ما راح اهرب من الحكومة وأنا مذنب)
كانَ كاذباً بقولهِ وفعلهِ لكنهُ لم يعلم بأنه غبي و يريد ان يجعل نفسهُ محل ثقه وبريئ من افعالهِ.
استقام بظهره ينظرُ الى دوران العجلة والعمل الذي من الاساس ان يصبح كوب ولكن لا شيء صالح يعملهُ سوى الفوضى
اغلقَ المكينه وذهب لتنظيف بقايا الطين من كفيه وانتهى بتجفيفها.
حمل هاتفهِ ونظر لرساله مروان لتخرج منهُ ضحكة ساخره.
بقوله : ((اسف بس ابو المثنى قالي شغلك امانه وبما انه امانه ما اقدر اعطيك مقطع من جلسة التحقيق وانت مستقيل و حذرني إذا جُنيد تحديداً يبي شي قال يجي يشوفه بنفسه.))
ضغط على زر اتصال ينتظر اجابة على الطرف الاخر
اتاهُ صوتهُ بضيق : جُنيد تكفى واللي يعافيك لا تحرجني تراني اشتغل تحت أوامركم ماني فوقكم.
اتاهُ صوتهُ الحاد : ومين قال لك اني مستقيل وانا ما قدمت لا ورقه ولا شي اعتبرني بإجازة !
تنهد مروان بحملٍ ثقيل على كاهلهِ : سمّ وش تبي.
جُنيد يتناول كوب قهوتهِ التي بردت : ارسلّ لي كامل فيديو تحقيق وقيان.
اسبلَ مروان اهدابهُ بضيق : اسوي لك كل شي الا هالفيديو أخذه اللواء وحذفه من كل مكان.
غرسَ انيابهُ على شفتهِ السُفلى توقعَ انَ فعلهُ ذلك لأجل ان يأتي بهِ اليه بقدميهِ ويعودَ الى عملهِ.
جُنيد حاول الارتكاز بنبرة صوتهِ : طيب ياليت تجهز لي ملفات قضية مساعد وبمر اخذها من بيتك على العصر.
جائهُ صوته متردداً بما ينطُقه : ابو المُثنى استلم القضية من ذاك اليوم اللي جاء وقيان الماضي للمركز وترك لك بس قضيه كِنان الحواج اللي ناسيها من فتره واحتمال اسوي لها ارشفه بما انها مفتوحه كذا بس.
جُنيد تنهد : لا لا تأرشفها بس خلها عندك الى ما اداوم عطني اياها.
ان يُسقطَ من هَيبتهِ ويذلُ نفسهِ لأجل قضية شقيقه لنّ يفعلها ، اغلقَ من مروان متجه الى داخل المنزل وتحديداً الى حجرتهِ لابأس فأغلب الأدلة التي يتوقعها قدّ حفظها لديه بالمنزل ولم يسحلها بعد في ملفات القضية.
على جدارٍ فارغ اصبح يكتب على نوتات صغيرة خططهُ ورسم الخرائط مثلَ ما اعتادَ سابقاً رسم الخريطه بين شريط لاصق باللون الأحمر والصور تتوسط ملاحظاتهِ ، بعد دقائق انتهى والقى نظره عامه يحاول ترتيب أفكارهِ لكنهُ عاجزاً عن فعلها يشعر انَ كُل شيء متداخل على بعضهِ.
وضع ساعديه فوقَ بعضهما عائداً للخلف قليلاً ينظر الى الجدار الذي امتلأ بما يُريد ورغم ذلك كل شي ناقص.
نظر لصورة شقيقهِ التي تتوسط الخريطة واعلى الصورة صورة لأوس وعلى زاوية بعيدة صورة لخالد و زواية أُخرى لِكنان ومن اتجاه آخر لفاهد ذلك الحُثله بنظره يريدُ ان يراهُ حتى يقتلهُ بكفيه
اخرجَ هاتفهُ من جيبِ بنطال القطني المنزلي ليرسل إلى مروان
(( اذا عندك رقم وقيان الماضي ارسله لي ))
زفرَ انفاسه التي ضاقت في قفصه الصدري وصوب حدقتيه الى شقيقهِ هامساً : لو انك حولي ما تسمح لضيق يمر بصدري من رحت عن الدنيا جاني الضيق وعيا لا يروح.



'
'



دخل الى فلتهِ المُصغره التي رُبما سيفني بقية عِمره بها وصوت طرقات العصا تُصدر صداها فحتى الآن لم تُأثث بشكلٍ كامل سوى القليل منها تأملها طويلاً وامامهُ طريقاً طويل فعلاً حتى يصلَ الى مُبتغاه.
سمعَ صوتهُ يرحب بهِ التف ونظر لهُ رافعاً ذراعيه وصوتهُ يعتلي : يا هلا يا هلا وغلا فيك يا ابو ماضي نورت البيت بجيتك له هو صدق اخيراً رجعت تستقر بالرياض.
ضحكَ وصوتُ ضحكاتهِ يترددُ في الارجاء : ولله جبتها يا فاهد نفس اللي ابيها في بالي كيف حصلتها.
اقتربَ ليقبل رأسهُ ثمَ كتفهِ احتراماً لهُ فهوَ يعاملهُ كأبن ومن واجبهِ ان يعاملهُ كأب : ولله ثلاث ايام متواصله دورتها الى ما حصلتها لك مثل ما تبي صغيره وملمومه وحاره فخمه ودورين وتصلح لك بعدين انت والمدام بس ناقصها كم شغله وتكمل يعني اكسسوارت ستاير اشياء بسيطه واغلب الاثاث حاي اليوم العصر وبكرا.
نظر لتجعُد ملامحه و تغضن جبينهُ بضيق ليردف فاهد : افا افا !! وش فيك هونت عن سواتك!
جلسَ على اريكه لا تزالُ مغلفة بأكياس الحماية : يرفض ولا ما يرفض الشور شورها بالنهايه ماهو شور البزر.
جلس فاهد على الطاولة امامه : ما تبي نذبحه ثانيه ؟ ولله ان عندي خطه نذبحه ثانيه ولا من شاف ولا من درى بس احتري تعطيني الاشاره.
رفع كفهُ ناهيه عن الحديث بالقتل : لا خله يكمل عيشته بس بحرق قلبه واللي ينحرق قلبه يبطي ما يدوي الحرق بخلي اثر الحرق يجلس فيه الى موته واخليها بعد حرقتين ماهي وحده.
ابتسمَ فاهد بخُبث على افعاله : وش ناوي عليه يا عمي ؟
ردَ لهُ ابتسامتهُ عالماً خفاياه : كل خير ان شاءالله وكل شي بوقته حلو.
استقام فاهد بظهرهِ واناملهُ تحك مُؤخرة عنقه لينطق بتردد : مطلق جاء السعوديه من يومين.
استندَ بظهرهِ على الاريكه ونظرَ اليه وذكرهُ اصبحَ مثلَ السُم في أُذنيه : وش جايبه.
اتضحَ التوتر على مُحياة ليقف ويجلسُ ارضاً بقُربهِ قبلَ رُكبته وكأنه يرتجيه وحديثه الذي سخرجُ من لسانهِ يرتديهِ بعض الخوف : شف يا عمي بقول لك السالفه من اولها الصدق انا حرضت بنته على سعود الدوجن بس ما نجحت الخطه وكذبتني ، جيت انا وقلت له ان بنته بتتزوج ولد الدوجن وحاولت فيه يرجع قبل يرتبط فيها وهذا هو جاء ومن جاء طنشته وهو ذابحني اتصالات هو يحسب على خبرنا بجده وهو بحده الحين.
تعالت صوت ضحكاتهِ عالياً : اجل دبر له حجز لرياض و اعزمه على العشاء بمكان راهي وقله وقيان بيشوفك كم صاره قاطع عقب فعايله بنيويورك خايف نسحب الجنسيه منه بعد ما خذاها ما يدري اني اقدر اطلعها وبخمس دقايق هالحين الاوضاع ماهي مثل قبل الفلوس تسوي كل شي.
وقفَ مُنحنياً يشير على عينيه : ابشر كم عم وقيان عندنا هو واحد يأشر وكل الدنيا توقف عشان تلبي طلبه.
هزَ رأسهُ مبتسماً من "عباطه" حديثهِ لقد ربى ذلك الشاب ذو التاسعة وثلاثون عام على يدهِ بِما يريده هو فأصبحَ ذراعهُ الذي يتكئُ عليها ، مثلَ ما يقولون مجهولي النسب كانَ يعملُ معهُ سابقاً بإحدى محلات النقل الخاصة بهِ واستغل سُرعه بديهتهِ وذكائه الذي فوقَ المستوى المعقول لصالحهِ اغرقهُ بمالهِ والعيش الهنيء ، حتى أصبح مطيعاً لهُ و ابناً بار.

سمعَ صوت هاتفهِ ليخرجهُ من جيب ثوبهِ نظر لرقمٍ غريب يزين شاشه هاتفهِ ، رفعهُ الى اذنه ليأتيهِ صوت ذلك الشخص الجهوري :السلام عليكم اخ وقيان.
ابعد الهاتف ينظر الى الرقم مجدداً وتأفف داخلهُ ربما يُطلب الى التحقيق مرة اخرى : هلا ، مين معي.
ابتسم داخلهُ ليهتف بنبره جافه: معك جُنيد المحرور اخو مساعد المحرور اقدر اقابلك ؟
ارتخت ملامحهُ وصلابة جسدهُ ليبتسم ساخراً : اذا تقدر الحين حياك الله في بيتي ارسل لك موقعه.
اتاهُ صوتهُ مستفسراً ونبره الحذر واضحة : عادي ما اضايقك الظهرية !
رفع معصمهُ بساعتهِ ذاك الجلد الأسود ينظر الى اقتراب دخول صلاه العصر: أي ظهر على طريقك بيأذن العصر صل وحياك لو تجيني بأخر الليل ، انت اخو و ولد اغلى الصُحبه الله يرحمه.
التمس السُخريه من حديثهِ لهُ ليسلكَ لهُ طريقَ سُخريه من اتجاه آخر : انعم واكرم يا ابو ماضي مسافة الطريق وجاي لك ، فمان الله.
اغلقَ منهُ ليصوت بصوتٍ مُرتفع : فاهد يا فـاهد خلّ القهوه زاهبه.
اخرجَ فاهد رأسهُ من باب المطبخ ليُردف : جهز القهوه فيه ضيف بالطريق.
خرجَ فاهد يحاول استيعاب ما قالهُ : ضيف ! مين هو ؟
وقف وقيان يكملْ جولتهُ في المنزل : اخو مساعد رفيقي اسمه جُنيد مدي مُجند الزبده ان شغله بالحكومة انتبه منه.
تجعدت ملامحُ فاهد ليقطبَ جبينهُ : يا عمي يمكن يدور علي لا تروعني.
نظرَ لشكلهِ الجديد مع اسمه المزور "مسفر" أصلع الرأس والذقن لا شعر بهِ سوى حاجبيه دلاله على شكلهِ السابق ومن يعرفهُ لن يتوقع ان الأثنان شخص واحد.
رفع سبابتهُ مُشيراً على رأسه : هو أحد يعرفك وصلعتك تلمع ؟ لا تخاف ما هو عارفك جهز القهوة وحطها بالحوش ما ابيه يدخل بيتي وانت حطها وتوكل لا تجلس ياكلك بعيونه.
خطى خطوتين وتذكر قبل عودتهِ الى المطبخ : اسمعني ابيك تحط لي خدامه في بيت الدوجن دبر عاد كيف تدخلها ابيها تجيب لي كل علوم شيخه سامع.
تغضنَ حاجبي فاهد بما امره فتلكَ مهمه صعبه لكنهُ سيفعلها لأجله.


بعد ان صلى العصر في جامع قريب منهم ، عاد برفقة فاهد ونظر لهُ يرتدي ثوب وكاب ذو لون اسود يقف ينظر بين منزلين مُتحيراً اياً منهما منزلهُ حتى رفع صوتهُ والعصا التى لا تُفارقه بعد ان اقترب : يا الله حيه.
دفع فاهد امامهُ بعصاه : افتح له الباب يا مسفر افتح له عيب الضيفان يجلسون عند الباب.
ادخلَ فاهد المفتاح الى قلب الباب لم يفوت جُنيد ارتعاش كفهِ في ادخال المفتاح حتى شرعَ الباب بأكملهِ والتقت حدقتهُ بحدقتيه : تفضل حياك.
دخل لتتجول عينيه في أرجاء المكان الأنيق حديقة مُصغره يصدرُ بقُربها نوافير الماء الصغيرة المُعلقه على الجدران شكَ لوهله بأنهُ يعيش في كهقٍ ما او شقه نتنه ممتلئه بقذارتها وليس كأي منزل في الارجاء.
جلس على إحدى الكراسي وجلسَ المُضيف على يمينهِ.
نظرَ لهُ يتأملُ حوله ، هتفَ ساخراً : وش فيك تدور دليل ضدي ؟
ابتسم جُنيد ونظرَ من حولهِ ثم عاد ينظر اليه واجابهُ بدهاء : ابد ، اذا ودي بدليل لغه العيون والجسد تكفيني ماني من زمن اللي يدخل البيوت عشان يدور دليل عن اعدائه.
خرج فاهد يحملُ صينية القهوة وضعها وسكب فنجان له والاخر للمُضيف ثم سمعَ وقيان يُخبرهُ : ادخل يا مسفر كمل شغلك.
لاحظ جُنيد ارتباك تصارفاتهِ قليلاً بعد ان تناول الفنجانين وكادت تسقط منهُ واخرها كاد يتعثر من عتبات الدرج.
سمعهُ ينطق بِما لا يعنيه : هذا مسفر ولدي اللي ما جبته مقطوع من شجرة ربيته وشغلته عندي ، ما علينا قلي وش سبب جيتك.
وضع الفنجان دون ان يترشف منهُ وكفهُ ترتفع لتدعك وجنتهِ: بسألك عن واحد اسمه فاهد ! تعرفه هذا اعتدى على اوس بشقته ايام ما هو بنيويورك.
نظرَ لهُ يعقدُ حاجبيه ثم يقوس ثَغرهُ : للأسف ما اعرفه ولا مر علي.
يتمنى ان يجدَ خيط كذبتهِ لانهُ قد وقعَ بالفخ وعلم بملامحهِ ذاك الذي يختبئ ربما هو فاهد او حقاً انه توأمه.
عقد ذراعيه وصوب انظارهُ اليه : سمعت انك قابلت اخوي مساعد الله يرحمه مره بنيويورك قبل وفاته بأسبوعين ممكن اعرف السبب؟
ضرب بعصاتهِ ليتذكر ذلك اليوم و بتنهيده تصطحب حديثه : ابد ولله الصدفه جمعتنا لبعض وطقيتها معه سواليف وفله حجاج وتذكير بالماضي وايامنا سوا.
ينظُر الى حديثهِ الواثق و حركاتهِ التي تزيدهُ ايضاً ثقه.
ركز حدقتيه في تفاصيل ملامحهِ : يعني ما عندك خلفيه من اللي قتله ؟ او خطط بقتله !
لم يُفوت ارتخاء ملامحهِ ونظرتهُ اليه التي اتضحَ منها الارتباك ليبتسمَ داخلهُ لعلهُ انتصر و وجدَ طرفاً من خيط يبحثُ عنه منذُ مدة.
وضع العصا الى جانبهِ وارتخى بجلستهِ واضعاً قدماً على الأُخرى : مثل ذي الاشياء لا تجيب طاريها عندي لانه ما هو وقيان اللي يلوث يده بدم عزيزٍ على قلبه يا ابو مساعد ، وكان انك للحين تدور على اللي ذابحه الله يقويك ويدلك على طريقة وتاخذ حقك منهّ ، ولا اوصيك اذا مسكته بشرني عشان اعطيك حلاوتها
اومأ جُنيد رأسهُ متفهماً ليقف : كنت احسب ان طريقي لك بيدلني على شي لكن للأسف اتوقع جيتي صارت بدون فايده.
وقف وقيان مُشيراً على فنجان قهوتهِ الذي لم يلمسهُ حتى : وين ! حتى فنجانك ما كملتهّ.
رفع كفهُ يُصافحه : ما عليه يا ابو ماضي الجايات اكثر اكرمك الله.
في الداخل يقفُ جانبَ باب الفله يتصنتُ الى محادثاتهم حتى سمع صوت باب الشارع يُغلق.
ذهب واتجه الى الذي يسكبِ لهُ قهوتهِ في هذا الجو الحار و جلس بقربهِ : وش عنده جاي ؟
ارتشفَ فنجانهُ ونظرّ اليهِ : ابد يسأل عن اخوه اللي ما اعرف عنه شي من سنين يشككني اني انا اللي ذابحه وانا ماعلي منه.
هزَ فاهد رأسهُ يُبرر حديثهِ :وانت صادق حتى انا مالي دخل في دمه وانت جيت وشفته ميت وعارفين انا وانت مين ذابحه الا اوس اللي ينكر هالشيء.
نظرَ اليه بنصف عين وغضبٌ يرتفع : وراه ما تسكت عن هالطاري لا تفضح نفسك و اللي معك !

خرجَ من عندهُ وكأنه يلتقط منهُ لمحة عن حياتهِ عالماً انَ هُناك سراً لأخيه لديه سيضطرُ لمقابلة اوس اذاً في امورٍ عديدة بسببهِ صعد الى سيارتهِ وابتعد بها قليلاً عن منزلهِ ليقفَ منزوياً بها والتقط دفتر ملاحظات صغير من الدُرج يدون بهِ ما عليهِ فعلهُ رسمَ مثلث وكُل رأس وضع بهِ القضيه الرأس كان لـ(متسبب غسيل الأموال ) والثاني لـ( وفاة مساعد ) والثالث ( وفاة كِنان وارتباطهِ بفاهد).
اغلقهُ وضعهُ في جيبهِ يجب أن يفني عُمره لأجل متسبب كُل ذلك بالتأكيد انهُ شخصاً واحد فقط او انَ هُنالك ما يُخبئه وقيان في كُل تلك القضيه.



'
'


يجلسون جميعاً على سُفرة أرضية لتناول طعام الغداء على قُرابة اذان العصر صامتون ولا شيء يصدحُ في الأرجاء سوى صوت التلفاز على نشرة الأخبار التي يُصغي إليها والدهم بتركيز ينظرُ لوالدهِ لوهلة ثمَ مرة أُخرى الى والدتهِ يحاول الارتكازَ في نبرة صوتهِ وان لا يفضحَ نفسهُ امامَ والدهِ ، زفرَ انفاسهُ بضيق من عدم اخراج الكلمة ليُؤجلها الى ما بعد الغداء وقفَ يغسل كفيه بعد انتهائه وجلس في الصاله الاخرى التي يجلسونها عادة عند تناول الشاي ، ينتظرُ والديه ويحاول تجميع بعض الثقه ، نظر لشقيقتهِ تجلسُ على هاتفها وقف ليقتربَ اليها.
همس بخفوت وكأنه يُريها شيء على هاتفهِ : شجعيني عشان اقولهم.
التفت برأسها تنظر اليه بأتساع حدقتيها : بتقول لهم عنها ؟ مجنون ولله يقبرك ابوي بمكانك.
تنهد من فهمها وهزَ رأسه بالنفي ولنفس الهمس الخافت : لا طبعاً ، بس بجيب طاري انه مالي من القبيله ولا ودي منهم ، وانتِ قولي اللي عليك.
تنهدت للتربع من فوق الاريكه المرتفعة : الله يعين ، تردي احس هالزواج ماراح يمشي على خير عارف ليش عمامي بيقومون على ابوي و يقولون وش فيهم بناتنا ما ملت عينك يوم انك تخطب من برا غسل يدي وعرفتهم.
نظر للخادمه تضعُ صينيه الشاي ودفعها : قومي صبي شاهي قبل يجي ابوي عشان يبرد تعرفينه ما يحبه حار.
بعد دقائق طويلة مرّت جلسَ والديه الجميع ذهب الى اشغاله عدى خُزامى وهوَ و والديهِ.
رطبَ جفاف شفتيه بلسانه واناملهُ تضغط على فنجان الشاي : يمه يبه في موضوع ابغي برايكم فيه.
نظرت والدته اليهِ بشك : وش هو ؟ تكلم يا يمه.
نظر لوالده ثم ادار انظارهُ الى والدته : انا قررت اكمل نص ديني و اتزوج.
شهقت والدتهُ وضربت صدرها بشده وماء محاجرها على وشك الهبوط : وش هو قل والله ما بغيت تقولها يالله لك الحمد والشكر ما بغيت افرح وتقولها ما بغيت يا نديم.
رفعت كفها لثغرها لتُطلق زغاريد الفرح والبهجه لهُ
نظرَ الى والدهِ حينَ نطق بأبتسامه : الله يوفقك يا ولدي ويكتب لك اللي فيه الخير.
التفَ ينظر الى زوجتهِ مكملاً حديثهُ: جيبي له يا فاطمة خير البنات دوري من اهلك ولا اهلي.
نظرتّ اليهِ بعينينّ دامعه : ولله حاستن فيك صاير لك فتره ماغير تلمح ودك بالعرس واحساسي ما هو يكذب.
وضع فنجانهُ ليأتي للمهمة الأصعب محاولاً ان ينطُقها ولكنَ شقيقتهُ التي تجلس بجانبهِ انقذتهُ مُصوبه حدقتها الى والدها : بس يبه نديم قالي قبل ما يبي من قرايبنا.
قطبت والدتها حاجبيها : وراه وش بهن بنات عمانك انت بس نقي اللي ودك به وانا اروح هالحين اتصل و اخطبه لك.
تنهد من عدم إيصال الفكره في مكانها الصحيح وفرقعه اصابعهِ تتضح بتوتره.
سمع نداء صلاه العصر ليقف والدهُ يجدد من وضوئهِ ويخرج ، ولم يبرر لحديثهُ آي شيء.
شعر ببعض الراحه سيكون الموضوع اسهل بوجود والدتهِ فقط :الصدق يمه عشان اكون صادق من البدايه وعارف ان الدنيا بتصير خناقة فيه وحده احبها وابي اخطبها دورك تقنعين ابوي و انا مبدئياً خطبتها من اخوها بس انتظرك انتِ اتصلي على اهلها وبنفس الوقت تقنعين ابوي.
نظرت اليهِ تحاول استيعاب ما اخبرها وضعت فنجانها بقوه على الطاوله ورفعت كفيها تُمسك بهِ رأسها : تحب يا ولد من ورا اهلك ! ياكبرها عند الله يا كبرها تكلم بنات ياللي ما تخاف من ربك ، ياربي لا تطيح علينا السما .
تنهدت خُزامى عالِمه فكر والدتها المحصور لتُخبرها بكذبه وليتها لم تُخبرها بها : يمه اللي يعرفها معي بالجامعه وتعرفت عليها بسببه تخيلي.
اكملت نياحها و ضربت فخذيها بكفيها : يا ويلي يا ويلي تقولينه صادقه بعد انتِ وجهتس.
اعادت نظرها اليه مُردفه : هالحين تبي تعرس على وحدتن كنت تكلمها ، ما باقي الا بعد انت واثقن انها ما تكلم غيرك وبعدين انت ما تستحي يوم انك تكلم بنات خلق الله وهن مب محارمن لك؟
وقف ليضع هاتفهُ و محفظته يستعدُ للخروج ويخبرها : وراه ؟ قلت لك صرت ملحد ولا اعلنت الكفر! كل اللي ابيه هالبنت ابي اخطبها خطبه رسميه ، ولا يجي ببالك اني ابي من قرايبي ما ابغى ، يا هالبنت يا بلاش طاري العرس لين اموت.
خرج ذاهباً الى الصلاه دون ان يسمع ردها ولكنهُ سمع ما ترميه عليه بصوتها العالي : يا وليه ما باقي الا يهدد امه بعد !! انهبل ولدي على اخر عمره يالله حسن الخاتمه.
عادت تنظر الى خُزامى التي نسيت حديثهم بإلتهائها بهاتفها لتنبرُ اليها بغضب :هالحين اللي يقوله اخوتس صادقن فيه؟ ما بقى الا هي يتزوج وحدتن لا هي من نسبنا ولاهي من فخذنا ولا بعد يهدد ! نقص هالفرحه علي وتحمّسي له وش اقول لأبوتس هالحين ! ما يبي من بنات اخوانك اللي كل السنع والذوق بهن! ياخذ له وحدتن ما يدري وش هو اصله منهو فصله.
تنهدت من والدتها وهي تعلم شدة تمسكها بالعادات والتقاليد التي ربما تُدمر اكثر من انها تنفع: يمه تعرفين عطور ومستحضرات محلات عبق اللي يملكونها الدوجن ؟
تغضن حاجبيها بعدم إدراك لِما تريد قوله : ايه وش دخل ذا بذا ؟
وقفت لتجلس بجانبها لعل ما ستخبرها اياه يجعلُها تفكر قليلاً : اللي يحبها نديم تصير بنتهم فهمتي.
رفعت سبابتها وابهامها إلى ذقنها بتفكير : ايه طيب؟ واذا
خزامى تبتسم بمُكر : يعني اكيد انهم عايله محترمه وعاقله و واعيه.
تناولت فنجان الشاي لتُكمل ارتشافه : ايه الله يكتب اللي فيه خير مع اني مانب مرتاحه لهاللي يكلمه من ورانا ما باقي الا يعرس على وحدتن ما تستحي على وجهه وتكلم عيال !.
شعرت بنجاح خُطتها لتُكمل : يمه اصبري ما علينا وبنفس الوقت انتِ مالك بالكوره بس في لاعب اسمه ميلاد الدوجن يصير اخوها بعد.
نظرت لتجعُد ملامحها بتقرف : وععع ذاك اللي كل الناس تتكلم عنه انه ببرنانج الاخبر و تهجم على بنيه وعلى عرضها وع الله لا يبلانا
تجهمت ملامحها بضيق و دفعتها من امامها مُشيره الى هاتفها الذي يشحن مكمله حديثها:اقول بلا هالحتسي اللي لا يودي ولا يجيب اللي فلوسهم كثيره دايم ما عندهم لا احترام ولا ذوق ولا عقل ما باقي الا بعد اقول جيبي جوالي اكلم اختس خلود اقوله وش مهبب اخوتس تجي على الاقل تلين رأسه عن فعايله قبل يجزم صدق.
كتمت حديثها لنفسها وعالمه والدتها مهما تحدثت فرأيها الذي يسير ولا رأي احدٍ آخر.



'
'


| قبلَ ذلك بأقل من ساعة في مكانٍ آخر |

انعزل عن العالم منذُ أن ما حدثَ لهُ
خرج من التحقيق اوصلهُ ضارم الى منزلهم ثم صعد سيارتهِ ذاهب حيث استراحه تجمعهُ ببعض الأصدقاء بعضهم كانوا معهُ في الكُره وآخرون قدّ تعرف عليهم في ظروف الحياة يجلسُ بها اغلبَ ايامهِ الماضيه بها
دخل بسيارتهِ الى مكانها المعتاد ونزل الى داخل الفله المُصغره الموجوده بها تأمل ما حوله ولا احدَ بها بهذا الوقت من النهار.
طلبَ من العامل ان يُجهز لهُ الشيشه ويدخلها إلى مكان جلوسهم الدائم ، في جلسه خارجيه منزويه كـ"مُلحق" التي تتزين بالعديد من التُحف الضخمه وجلسة ذات جدران زجاجيه بالكامل وسقفٌ زجاجي ايضاً بمساند ذات لونٍ نيلي مرتفعه عن الارض قليلاً ، تمدد على الأريكة يتأملُ سقفها الزجاجي ومنظرُ الغيوم الكثيفة المُتفرقه تتحرك ويفصلُ بينها اللون السماء السماوي كان يجلبُ له الطمأنينة بتمددهِ هذا وسكونهِ.
يتذكرُ ما جرى بالتحقيق أصبح يشكُ في نفسهِ أنَ ما حدث قد فعلهِ ، اسبلَ اهدابهُ يقلب افكارهُ بينهُ وبين نفسهِ منذُ يومان يُفكر انهُ لا بأس بأن يترك ما يحبه لكن ان يخسر سمعتهُ التي صنعها بتعبهِ وجُهده بتلك السنوات القصيرة التي صنعت منهُ شخصاً طيباً محترماً يُذكر بالخير ، و صنعَ من نفسه قصةً يُمكن لهُ ان يُخبر بِها أبنائهُ مستقبلاً ، ولكن ان يُنفى كُل ذلك بسببِ فعلٍ لمّ يفعلهُ مطلقاً ويُنسى كل ما فعلهُ في الماضي.
مضى من الوقت طويلاً ولا شيء يُزعج أذنيه شوى صوت انفاسهِ المنتظم.
تأخرَ ما طلبهُ ليقف متجه الى داخل الفله نظرَ لهُ لتوه يخرج من المطبخ اخبرهُ ان يجهزها بينما سيصنع لهُ كوب شاي.
لم يأخذ تحضيرهُ منهُ وقتاً حتى انتهى ليخرُج الى الخارج
فتح الباب وكاد ان يصطدم بفتاة ترتدي عباءة رماديه وطرحتها تستقرُ على كتفيها لاحظ نظرتها المرتعبة منهُ وكأنهَ صُدمت من تواجدهِ.
تغضنَ جبينهُ مما يراهُ امامه كيفَ لها ان تمتلكَ كُل تلك الجرأة بدخول مكانٍ خاص بالشباب رفعَ حدقتيه خلفهُ ونظر الى صديق طفولته ومراهقتهِ وايضاً رفيق الكرة.
ما إن وضع حدقتيه بهِ حتى عقدَ حاجبيه وملامح وجهه تتحدث.
شعر الأخر بورطه لم يظن تواجدهِ ولا بتواجدِ احداً في هذا الوقت بأخر الظهيره في يومٍ عادي.
رفع اناملهُ يحّك مُؤخرة رقبتهِ ليبتسم اليهِ بِمُجامله ليهتف الى تلك الفتاة : روحي ادخلي بالصاله جايك الحين.
مرت من جانبهِ لم يفوت التوتر الذي يتضحُ من ملامحها..
زفر انفاسهُ بضيق و وضعَ الكوب بأقرب طاوله ينظرُ اليه ليهتف اليهِ بنبرة عالية : تستهبل صح ! وش هالتصرفات اللي تطلع منك يا حسن ؟ من متى تجيب الرخيصات هنا.
ادخلَ مفتاح سيارتهِ في جيبِ بنطالهِ وسحبهُ ليغلق باب الفله ويتجه الى الملحق : يارجال اذكر ربك وبعدين مين بيجي بعز الظهر وانتّ وش تسوي هنا ! جايبها لأني متوقع انه مافي احد بس انت طلعت لي فجأه.
سحب عضدهُ من قبضه اناملهِ بشدة وتوقف من السير لينظر لهُ وبراكينه تستعد لتُطلق حِممها: حسن بعدها عن هنا ماني ناقص اللي فيني مكفيني ترا ، تقلب السالفه جد الحين ! انا جاي هنا مبعد عن الدنيا كلها كثر الله الشقق تجيبها لشي مشترك بين اكثر من عشر اشخاص ليش !
نظرَ لتَجعُد ملامحهِ ورفع ذراعهُ بلا مُباله : يا رجال هّدي بالك وش دخلك لا تحط حرّة مشكلتك فيني ! المهم ما قلت لي وش صار على سالفتك.
زفر انفاسهُ واتجه الى المُلحق وحسن يسير بجانبهِ : المحامي يقول البنت كذابه ويمكن مدفوع لها فلوس عشان تسوي هالشغله.
اتضح الارتباك على ملامحهُ لكن ذاك الاخر لم يُدقق بِما صدر منهُ : وش عرفه انه مدفوع لها فلوس ؟ المحامين كل اللي عندهم الكلام الفاضي والهياط.
انحنى يحمل هاتفهُ و حقيبتهِ الصغيره التي تحمل بقيه حاجياتهِ : يقول لما طلبوها بالدليل على الفعل ارتبكت وقالت واضحه بدون دليل عشان كذا.
اتجه الى الخارج وقبلَ خروجهِ التفَ ينظُر اليهِ ورفعَ نبرة صوتهِ: طلعها يا حسن من الاستراحه واترك عنك هالحركات.
شعر باحتقان ملامحهِ من شدة الغضب ليجبر نفسهُ على الابتسام : ابشر بروح انا وياها بس بنبسط معها شوي.
رماهُ بضحكه تُرافقها نظره ساخره ، بيخرج متجهاً الى سيارتهِ ، سيطرَ عليهِ شعور الغيرة والحقد انَ صديقهُ يفعلُ ما يريدهُ متخفياً منبسط في حياتهِ بينما هوَ الذي اُتهمَ ظلماً بشيء لم يفعلهُ ولم يفكر بيومٍ ما بفعله.
سارَ في طُرقات بذهنٍ شارد ولمّ ينتبه من سُبات السرحان سوى هاتفهِ الموصول على البلوتوث ليصدح في سماعات السياره برنه احد ما ، نظر الى المُتصل "ابو راكان" لتظهر ابتسامة سخيفه على شفتيهِ بعدَ تلك الايام لمّ يتذكرهُ سوى الأن !
ردَ على اتصالهِ ولم يتحدث حتى اتاهُ صوتَ ذاك : هلا يا ميلاد طمني على حالك ، أنت بخير ؟
اتاهُ صوتهُ البارد ولا اية مشاعر تحملها نبرتهُ : انا بخير وحالي طيب.
ابو راكان بحزم واهتمام بالغ : ولله اعذرني يا ميلاد انا مسافر ولا منتبه للجوال كثير ماخذ راحه عنه وانصدمت لما فتحته وشفت اللي صاير ولا احد من المسؤولين كلمني وقال لي شي ! لكن ابشر بعوضك يا ابو خالد كل من تكلم بياخذ جزاه عليك وكل من تكلم بعرضك بيننا وبينه القانون.
امالَ ثغرها ساخراً : اخوي ما قصر يا ابو راكان خيرك سابق وكل لي بدال المحامي ثلاث.
ابو راكان بتقدير يحملهُ له : وبدل الثلاث أعين لك عشره يا ميلاد لو تبي ، وانا بفلوسي بتكفل بكل المحامين حتى اللي عينهم اخوك ، انا معك ولاني ضدك ابوك الله يرحمه له فضل كبير بعد الله بمكاني هنا ، وانا اقل جزاي ارد فعايله فيك وانا واثق انك مستحيل تسوي هالتصرفات ما يسويها الا واحد ما يخاف ربه وطايش.
ضغط على شفتيهِ وحادثتهُ تلك أصبحت تُؤثر عليهِ بشكلٍ سلبي.
اومأ برأسهِ وكأنهُ امامه : ما تقصر يا ابو راكان خيرك سابق لما احتاج شي بتصل عليك.
ابو راكان يسمع نداء طائرتهِ : انا جاء نداء رحلتي ثلاث ايام بالكثير بقضيها بدبي عندي كم شغلهّ وراجع عشان نرفعك فوق وخلّ واحد يتكلم ونشوف وش بنسوي فيه.
اغلقَ منهُ ولا يعلم إن كان ذاك يقول ما في قلبهِ اك انهُ لا يريد تشويه اسم فريقهِ.
دخل بسيارتهِ الى كراج المنزل كادَ سيدخل الى داخل الفله لكنهُ لمح والدتهِ من زجاج الملحق تجلسُ في ملحق الرجال تغضنَ حاجبيهِ باستنكار لِما تجلسُ وحيدة في هذا الوقت ؟
عكِس اتجاههُ إليها دخل والقى تحية الاسلام نظر لها تنظُر إلى التلفاز وملامحها تُشير الى الغضب ولا تزال ترتدي ثوب الصلاة بعد انتهائها من صلاة العصر لم تخلعهُ.
القى تحيه الاسلام و اقتربَ مُقبلاً رأسها وكفها وجلسَ على يمينها بعد صمتٍ دامَ دقائق عِدة فتح المُحادثه : ليش جالسه لحالك هنا ؟ وبهذا الوقت!
سَمِع زفرها لأنفاسها التمسَ نبرة اللوم في صوتها :ابد بشوف هل انا مرئية للي بالبيت ولا غير مرئيه مهمه لعيالي ولا ماني مهمه ! غريبه انا ولا ماني غريبه الواضح اني ضيفه في هالبيت ولأني ضيفه بجلس هَنا لان هالمكان لضيوف..
امالَ رأسهُ لِما تُريد والدتهُ توصيلهُ ولمّ يفهمهُ لتُكمل عِتابها عليه: حتى انت ، جيت ورحت ولا قلت اجي اقول لأمي وش صار بالتحقيق وانا كل الصبح انتظرك فجأه اشوف سيارتك طالعه ! واخوك الصبح يقولي لا جيت قلت لك كل شي ومن جيته حابس نفسه ما كلف على عمره يريح قلبي اللي شاب ناره.
اخرجَ تنهيدتهُ بعُمق ووضع حاجياتهُ التي يحملها بين كفيه بجانبهِ على الأريكة ، في كل مرة يحاول اغلاق حديثهِ من إتجاه يأتيه من اتجاه آخر.
نظر لوالدتهِ بسكون مُزيف : ما ابي اشغل بالك ، وكل شي مر بخير الحمدلله.
التفت برأسها ونظرت اليه نظرة ألجمت لسانهُ عن الحَدِيث : شفت قايله انا وحده غريبه عن عيالي لو هو خالك ولا خالتك رميت كل اللي مخزون بجوفك لهم وانا لا ولله تبخلون بالكلمه علي.
طغت العصبيه عليه بشكلٍ مُرهق : يمه ولله العظيم مافي شي ولا ودي بالك ينشغل زيادة علي ، بس كلام عادي واذا فيه زبده من روحتي لتحقيق اليوم هي انَ المحامي يقول احتمال البنت مدفوع لها عشان تشوه سمعتي بس هذا كله كلام يعني ما صار شي.
انتصبت بجلستها بعد أن كانتّ مُسترخيه بجسدها وثُقل رأسها يستقرُ على كفها : مدفوع لها ! وشلون
جعدَ ملامحهُ بضيق ليقفَ : مدري اصلاً ما صدقت على الله اطلع من المركز يكتم الواحد إذا شفتي اوس اسأليه ما استفسرت كثير الموضوع بكبره يكتم على قلبي .

خرج متعذراً بأنهُ سينام ليقابلَ على خروجهِ طلال الذي نزل من سيارتهِ لتوهِ يرتدي زي العمل عائداً لتوهِ من المطار
ليسألهُ بإستغرابٍ بعد ان سألَ عن حالهِ : في احد جاي؟
هز رأسهُ بالنفي مُشيراً الى الداخل : امي حابسه نفسها بالملحق تقول انها صارت غريبه ما صار لها قيمه ، روح ادخل لها شف وش علتها ، لو فيني شده واسيتها بروح انام ما نمت من امس.
طلال خلع معطفهُ لشعوره بالحر ، سارَ ميلاد مُتجهاً الى الداخل لكن صوتَ طلال اوقفهُ : لا تغرق بنومتك عاد ! اليوم ملكة اخوك
اشاح حدقتيهِ في الارجاء ونظر اليه بتهكم وسخريه : الحين هو بنفسه منعني ما اجي ملكه غادي تبغاني اجي لملكته !
رفع النظاره الشمسيه على رأسهِ وحاجبيهِ مُنعقده من اشعه الشمس : ايه تجي لانه عكس ملكه أوس مافيها احد الا حنا وخوالها وعيالعم والى يومك هذا تقابلهم و مافي غريب و اوس بنفسه قال لي محد بيشهد على ملكتي الا غادي وميلاد وانتم اولى مني.
رفعَ كفهُ يضيع حديثهُ قائلاً : اذا صحيت يصير خير اشوف الواحد عشره تمسّي على خير.

تأملهُ حتى اختفى تذكر من قال لهُ انها غريبه اتجه اليها ونظر لها من خلف باب الزجاج و خصلات شعرها البني تخرج من اعلى لفه حجاب ثوب الصلاة الذي تراخى من شدتهِ.
تنظر الى الارض بسرحان ولم تشعر بدخولهِ اليها حتى تقدمَ بالجلوس امامها على طاوله الخدمه بعدَ ان قبل رأسها وظهرَ كفها.
تربعت لتُبعد لفه حجابها عن رأسها وتقف متجهة الى سجادتها تطويها : تغديت ؟
ابتسمَ ليهز رأسهُ بالنفي : لا هي عادتي اتغدى او اتعشى بدونك اذا سويتها ارسلت لك وعطيتك خبر.
عادت للجلوس فوق الاريكه متربعه واقتربت بصينيه القهوه اليها سكبت لهُ ثم سكبت لنفسها : تحس بأختك وبضيقتها احسن من عيالها اللي سهرت وتعبت عليهم ، وجزاهم عليها هي و الجدار واحد.
جلس بجانبها واقترب بالطاوله التي كان يجلسُ عليها امامهُ و وضع فنجانهُ فوقها : ليش مضايقينك ؟
حاولَت ان لا تبكي حاولت ان تجمعُ دمعها داخل اهدابها لكنها كعادتها عاجزه امامه عاجزة ان تُخبئ حزنها للجميع عداه.
رفعت اناملها المُترعشه تمسعُ دمعها : يا طلال انا ما ادري وش مسويه لعيالي عشان يخبون علي وكأني شرٍ لهم ماني امهم !
صح اني ماني راضيه على عرسه بس ماهو يتجرد عنّي بكل شي ! ويستعين بخالته للحين احسها شوكه في بلعومي ما قال لي بنفسه موعد عرسه !
اكملت ببكاء مُمتزج بضحكه ساخره : لا والثاني جاي لي الصبح قبل يروح دوامه يقول انه بيملك على دانيه الليله ! ومتفق مع عمه له كم يوم ولا قالي لهذي الدرجه صرت مالي قيمه عندهم ! ما ياخذون شوري بشي!
ابتسمَ من شكوتها لهُ انحنى مُقبلاً كتِفها ولا يعلمُ بِما يُداري خاطرها: ماعليه يحسبون الرجوله انهم يخبون عنك ما عرفوا ان الرجوله تخبي عن كل الناس الا الام ، وغادي خليه علي ان ما مسحت فيه البلاط ما اكون طلال لا هو ولا اللي تحته.
ربتت على ذِراعهِ ممتنه لحديثهِ لكنهُ اكمل : و انا اسف لكن انا من رايي توضحين اهتمامك شوي في غادي هو شافك تنفرين من كل شي يخص زواجه اللي سواه انه رفع نفسه عنك وراح لسُعاد !
نظرَ لتغضن جَبينها بإستياء : توك تقول بتعاتبهم والحين قلبت علي !
رفع كفهُ يدعك جانب انفهِ لشعوره بورطه ، ابتسمَ لها ليضع الرُقعه على حديثه : انا لا معك ولا معهم مع اللي يكون عادل بينكم.
لقد هدأ غضبُها لوهله ثمَ عادَ يُطلق شراراتهِ مجدداً لتُشير الى الباب وبصوتٍ مُرتفع : كان ما عندك كلمه تواسي اطلع ابي اجلس لحالي بلاها نصايحك.
طلال ضحك واردف بممزحه : يعني ما أتغدى معك هذا وانا مجوع نفسي من اول الظهر !
رفعت هاتفها وارتشفت من قهوتها : تبي تتغدا الغدا بداخل ماهو هنا هالعصريه ابيها لي لحالي.





'
'


اتسعتّ اهدابهُ على سقف حجرتهِ الأبيض وتعرجات جبينهِ لم تهدأ ومزاجهُ مُضطرب لم يغفي سوى دقائق حتى رنَ المُنبه ، بعدَ ما حدث صباحاً مع وقيان جلسَ يشددُ من خصلاتِ شعرهِ وصُداع فتاك يلتهمُ رأسهُ من شِدة التفكير المُنفرط ، رفعَ معصمهُ ونظر الى xxxxب ساعتهِ الالكترونيه تُشير الى السابعه وقف وتوضأ وصلى صلاه المغرب في حُجرتهِ لم يخرج منها منذُ ان دخلها في الصباح لم يجرؤ على النزول او ان ينظر الى عيني والدتهِ بعد ما سمعهُ انتهى من صلاتهِ ودخل ليستحم تحت ماء لعلَ غزو الافكار يهدئ لعل التجاوزت التي رسمها خيالهُ تنزاح.
انتهى من نفسهِ واخرَ ما فعلهُ كانَ اغلاق الكبك ذو الحجر البني على اطراف ثوبهِ كُل حماسهِ الايام الماضي انسلبَ منذُ رؤيتهِ لأساس حالهِ الان.
لم يستطع ان يُغلقهُ بسبب تراكم الدموع على اطرافِ اهدابهِ
رماهُ على الطاولة و اتجه الى طرف سريرهُ جلسَ مُنحنياً بظهرهِ كُل ما حدثَ لهُ كان بسببِ والدتهِ كُل ما كانَ بسببها هيَ ولا احد اخر.

خبأ ملامحهُ بينَ كفيه يحاول الاتزان في قسوتهِ وفكرٌ آخر يراوده ليسَ بذنبها بل ذنبٌ جدهِ الذي فضل والدهُ عليه ليس لوالدتهِ الحقَ بذلك ، حتى يومهُ الذي انتظرهُ طويلاً اخترقهُ في دخوله لنّ يدعهُ مرتاح البال حتى يُنهيه من حياتهِ.
سمع صوت طرق الباب ودخول شخصٍ ما وصوتها الناعم العذب مُبتسم يترددُ في أذنيه بقولها
وضعت المبخره فوق التسريحه لتبدأ رحله بحثِها : سألت لك امي عن العود قالت انها حاطه لك علبه مليانه بالتسريحه قوم تبخر يا عريس ما باقي شي على صلاه العشاء عشان تصلون عند بيت عمي.
وقف وبخطوات واسعه متجه الى الباب واقفلهُ بالمفتاح مرتين لن يكتمَ ما يشغلُ خاطرهُ لوحده لعلهُ يذهب التفكير الذي ارهقَ جسدهُ بأكملهِ قبلَ عقلهِ
اتسعت محاجرها بخوفٍ و إرتياب مما فعلهُ وقلبها قد وصل بلعومها مما فعلهُ تنظر اليه يسير بخطٍ مستقيم ذهاباً واياباً واناملهُ تشدُ من خصلاتِ شعرهِ التي رُبما بعضها بين اناملهُ انتُزعت من فروة رأسهِ.
خلخلت اناملها ببعضها لتهمس بصوتٍ يتضحُ ريبتهِ : اوس فيك شي ؟
اقتربَ منها وعادت الى الخلف خطوتين رُعباً ليهتف :ارين خلاص انا بنفجر ما اتحمل و اقسم بالله لأرتكب بأمي جريمة ولله العظيم وانهيها عن الحياه عشان انا ارتاح قسم بالله ولا أموت نفسي عشان انا ارتاح.
رفعت كفيها الى صدرها فوق بعضهما برعب من حديثه : بسم الله اوس وش فيك ! و وش فيها امي.
اخبرها ما حدثَ لهُ صباحاً برفقتهِ لتظهر معالم الدهشه على مُحياها لتنعاد اليها ذاكرة ذلك اليوم ، حتى انتهى بقولهِ : لا يطلع هالكلام لأحد خصوصاً امي
تُشيح انظارها بالإرجاء بتذكر : تذكرت اليوم اللي طردك ابوي فيه من البيت سمعت صوت هواشهم بغرفتهم كان كل شوي يذكرها ويقول لها انه حبيب القلب وقيان هو اللي سوا هالفعل !
اشار على نفسهِ وغضبٌ يحتدُ عليه لم تُفوت محاجرهُ التي اصبحت تلألأ بضغينة وحقد : مشكلته مع ابوي ليش يحطها فيني ! انا وش دخلني ! مثل ما حرمني من ابوي يبي يحرمني من امي بعد انا كيف احط عيني بعين امي بعد اللي سمعته
امي تحبه يا ارين تحبه وهذا الاكيد حتى لو هو قديم يظل هالحب بقلبها واجزم لك الى الحين بكرا تروح معه وتنسى ان لها عيال مو تنسى ينسيها غصب يا ارين انا مامليت عيني بشوفتها الى الحين ! عشان اشبع منها!
اقتربت اليه وكفها تشددُ على عضدهِ : لا تصدقه يا اوس يبي يستفزك ولله يحاول يستفزك بس لا توضح له انك مُستفز منه وبعدين تخيل امي تتزوج بهذا العمر مستحيل تسويها !
سار باتجاه السرير ليجلس على طرفهِ : احس اني بنفجر يا ارين بنفجر كل مره ينعاد صوته ويقولها بكل ثقه ! امك تحبني وما تحب ابوك ! امك انجبرت على ابوك بسبب جدك.
اسبلت أهدابها تُحاول تجميع شتات ما اخبرها لكنها لا تُريد ان يفسدُ يومهِ بسبب ما حدث لهُ اقتربت اليه عاقدة ذراعيها الى صدرِها : اوس اليوم ليلتك مع دانيه ، دانيه اللي تحبك وتحبها والليله اللي تحلمون فيها هي اليوم انبسط معها واستمتع اجلس معها تعرف عليها بعد ذي السنين ! لا تخلي شي يشغل بالك سامع ! و وقيان هذا انساه بس يحاول يستفزك لا أكثر لا تصير بزر وتصدقه !
تنهد تنهيده عميقه حتى هيَ شعرت بضيقها وهوَ يُطلقها : وقيان لا قال الشيء يصير مستحيل ما يصير هذا يتعامل مع الجن لو يبي.
جلست بجانبه واناملها تنغرس بكتفهِ وكأنها تُعطيهِ القوة : طيب يصير ، يعني تبغى تأجل ملكتك عشان واحد يستفزك اذا اشغلت تفكيرك فيه بيأثر عليك بشكل سلبي ، تفكيرك فيه خلّه اخر اهتماماتك ، وامي تعامل معها بشكل طبيعي لا تنفر منها عشان سالفه صار لها فوق ثلاثين سنه !
انحنى يدعكُ راحة كفهِ بعرضها على ملامحهِ بِعُنف يُبعد كُل شيء الليله عنهُ.
تنظر الى انحنائه لدقائق طالت حتى وقفت تضع كسرة العود على الجمره التي اصبحت اشبه بالرماد.
نظرت الى انعكاسهِ في المرآه : اوس استعجل ترى كلهم متجهزين ينتظرونك تحت !
وقف والتقط الكبك يحاول اغلاقهُ مرة اخرى لكن لا جدوى مدَ ذراعهُ وهمسَ إليها : سكريه.
وضعت المبخره واقتربت الى معصمهِ لتُغلق الكبك قطبت جبينها من جروحٍ قديمه تستقرُ على معصمهِ ابعدت الكم قليلاً عن معصمه ونبرة مُتفاجئه : اوس وش مسوي بنفسك لا يكون اللي بالي !
لمّ يُجيبها سوى بسحب كفهِ عن قبضتها بعد ان صدح هاتفهُ ونظر الى رقم المُتصل ، اطلقَ تنهيدتهُ بتأفف فمِزاجه لا يُحتمل الكم الهائل من هذهِ الالتزامات والمشاكل في مُحيط عائلتهِ.
اغلق منهُ ونظر الى ارين رافعاً سباباتهُ : اسمعيني ، فيض هذي الوي لها ذراعها وربيها من جديد واضربيها لو تبغين بعد اختك بعلاقه مع واحد صار لها سنتين وبكل ثقه جاي عندي للمكتب اليوم قالي ابي اخطب فيض كان ودي اكسر سنونه وادفنه بمكانه و اجلدها هي معه لكنّي ماسك نفسي بالحيل كل ما شفتها قدامي الشيطان ينغز فيني عشان اربي العقال على ظهرها لكني اتعوذ من بليس عليك فيها وتصرفاتها اللي ما ما تنغفر لها.
ضربت صدرها بجزع ودهشه تتضحُ من صوتِها المُرتعش : تـكلم ولـد !!
اتجه الى غترته ليرتديها ودون ان ينظر اليها يرشُ بخات عطرهِ ثم يأخذ المبخره وبعد سكون نطقّ مُتجه الى الباب : حيلك فيها مسوي معها اني طيب واكلمها بهداوه عنّه وانا اغلي قهر على فعلها داخلي.
خرجَ متجهاً الى الاسفل ، والقتّ شراراتِ الغضب مفعولها عليها تحاول استيعابَ ما تفوهِ بهِ لسانهُ قبل خروجهِ ، اصبحت تتذكرُ سابقا كيفَ لها انها تُنزل هاتفها من اذنها ببعض الريبة ان دخلت عليها فجأه لم تشك ولا لمره انها تفعل ذلك تتذكر ايضاً كثيراً ما تتحدث برفقة وجد لكن ما ان تأتي تُغير حديثها لمجرى آخر ..
نزلت الى الاسفل تنظُر اليها بجانب وجد ينظرن الى شي على الهاتف والشكوك اصبحت تلتبسُ بها على كُل فعلٍ تفعلهُ.
زفرت انفاسها بهدوء تُبعدها عن تفكيرها هذا الوقت ، لتنظر الى اوس يقفُ امام سُعاد وتحمل بينَ اناملها مبخره تضعها اسفل غترته رفعت انظارها اليه نظرت اليه ينظر الى والدتهِ بضيق محاجره حتى مثلت السُعال و نظر اليها لتُشير الى والدتها بعينيها وشفتيها تتحرك دون صوت بقولها "روح بوس راسها"

فهم ما تُريد توصيلهُ اليه ، فاقترب اليها ليجلس جلسه القرفصاء امامها وهي على الاريكه خلخل اناملهُ بين كفيها وقبل كُل كف قُبله عميقة ابتعد قليلاً ليهمسَ لها بإبتسامه اجبرَ نفسهُ على رسمها : دعواتك احتاجها الليله.
ارتسمَ على ثغرها ابتسامه باهته ، ضغطت بأناملها على اناملهِ: ما تحصلون أحد تدعي لكم كثر ما امكم تدعي لكم وتنسى نفسها ، روح الله يوفقك ويجمع بينكم على خير ويسعدكم بحياتكم.

كانَ ذاك يجلسُ بعيداً ينظر اليه بغيره تُهمشهُ شتانَ بين ليلته المُفرطه بالتوتر وليله شقيقه الهادئه ، يشعرُ بفرط الغيره الذي ربما يُولد شعور الحقدَ عليهِ ايضاً
تنهد يُبعد افكارهُ عند سماع طلال يأمرهم بالذهاب كتمَ غيضهُ لنفسهِ ومشاعرهِ لنفسهِ لا يُريد منهُ ان يُفسد فرحه شقيقه بسببها ، لكنهُ لن يُخبئ ذلك طويلاً في داخله قرر مناقشتها على ما تفعلهُ له




'
'


بعد مرور ساعه ونصف منذُ ذهابهم الى منزل سعود ذهبت سُعاد برفقه ابنتها لتأجيلها بعض الاشغال وتريد ان تُنهيها باكراً.

نظرت لهاتفها وبطاريتهُ على وشك النفاذ بحثت عن سلك الشاحن في الأرجاء لتتذكر ان وجد كانت تشحن بهِ ، نظرت لهاتفها ورساله قد أرسلتها سابقاً تُخبرها (( اسفه اخذت السلك معي بالغلط احسبه حقي ، تسلفي من اخونك اذا جيت بكرا جبته معي ))
تأففت بضيق لترمي هاتفها : مو وقتك يا وجد.
أصبحت تبحث عن سلك آخر في إدراجها و آخيراً بعد عناء وجدته ، اوصدتهُ في هاتفها وجلست تُكمل قراءة كتابها تُريد انهائه قبل غداً لتبدأ دراسة آخر مقرر في حياتها الجامعية.
ما إن انتهت منهُ برضا تم حتى نظرت الى هاتفها لكنها شهقت من ان الارقام في تناقص ولم يزيد حملت السلك بين اناملها وذهبت الى شقيقتها.
طرقت الباب ودلفت بفتح الباب بأكملهِ تبحثُ عنها وجدتها عارمة في فوضى البحث عن شيء ما..
اقتربت اليها بحيرة :ارين! وش تدورين؟
كانت تبحثُ في الادراج : ادور ورقه كنت كاتبه فيها الالوان اللي اقدر اني مزجها مع بعض باللوحه اللي برسمها بكرا بالمطعم العصر معي ما اعرف وين حطيتها حتى بالمرسم ما حصلتها.
لم تهتم لقولها و رفعت ما بين اناملها : طيب عندك سلك شاحن زايد ؟ حقي سرقته وجد وهذا مدري وش فيه اشحن فيه وينقص الشحن!
سحبت شفتها العلويه بلسانها لتذكر حديث اوس عنها ترددت في مناوشات معها لكن لن تدع ذلك في قلبها وشقيقتها بنظرها في خطر.
انتصب ظهرها ونظرت اليها بنظرات كادت تقتلها : تعرفين وش اكثر شي يقهر !
رفعت حاجبيها ابتسمت لها : وشي؟
اقتربت اليها وكفيها تستقرُ على خصرها: اني انا اختك واحياناً احس اني غريبه عنك و فوق هذا أننا عطيناك ثقه ما تستاهلينها يا فيض ، كل شي توقعته منك الا انك تكلمين عيال من ورانا ، هذي التربيه اللي ربنا فيها ابوي وامي ؟ نكلم ناس ماهم محارم لنا بدون ضرورة!.
شعرت بمسامير تثبت قدميها في البدايه كانَ اوس والآن ارين وغداً بالتأكيد والدتها فهي تعرف شقيقتها البكر لا تُخبئ عن والدتها شيء.
يتضحُ التردد والحيره على نبره صوتها: مين قالك هالحكي انا اخون ثقه امي بتربيتها !
عقدت ذراعيها الى صدرها ورفعت كتفيها والمعلومات التي اخذتها بالاجبار والتهديد من وجد التي كانت تنكر ما تقولها بالبدايه حتى اصابت واخبرتها كل التفاصيل: مو اسمه نديم وتعرفون بعض من سنتين واكثر و متعرفه عليه بتويتر ويشتغل مهندس! وفوق هذا طايحه معه تغزل! كل هذا وجد قالته لي.
تلألأت أهدابها وشفتيها ترتعش تعبت نفسها من ذكره لا تزال مشاعرها مضطربه من ناحيته ساعه تشعر بأنها تُحبه وساعه اخرى تشعر بأن لا مشاعر ناحيته ، بنبره مُختلجه تظهر على صوتها: ارين لا تقولين لأمي تكفين واساساً قطعت علاقتي فيه صار لي مده.
ارين بعتب قد رفعت صوتها بخوف على شقيقتها : وليش اصلاً ، خافي من ربك قبل تخافين منا ؟ ، اساساً عندي معك كلام طويل عريض بس ماني فاضيه لك الحين مشغوله لتجهيزات افتتاح بكرا ، ارجع ويصير بيننا كلام.
انهمرت دموعها بالبُكاء وصوتها المتحشرج تُجاهد في إخراجه : ارين تكفين ولله مالي نفس حتى نفسي وعلاقتي قطعته فيه كل الناس يزعلون علي الا انتِ ولله اموت يا ارين ولا ودي اقول لأمي و اوس حالف علي اقول لها تكفـيـ…
بتر حديثها شهقتها العاليه التي صدرت منها خبأت ملامحها بين كفيها وأكملت انهيار البكاء بين حاد يرافقهُ شهقات عاليه، شعرت بتأنيب الضمير اقتربت اليها واحتضنتها لتهمس لها : خلاص عرفتي انه غلط ووجب عليك تصلحين غلطتك يا فيض لا تتعظم اكثر.
رفعت حدقتها لدخولها بوجهٍ مُتجهم متقرمز من شدة الغضب : من هو ذا اللي تتغزل معه !
ابتعدت فيض من حضن شقيقتها بشهقه ونظرت خلفها وعظامها ترتجف وانتهاء حياتها اقترب و شهقاتها اصبحت تصدر منها خلف بعضها حاولت ان تُدافع عن نفسها بأخراج حروفها لكن لسانها قد انشّلّ.
اقتربت اليها ثم بصقت عليها فصفعتها بكُل ما تملك على وجنتها قد كانت لكمه أكثر من كونها صفعه سحبت منها سلك الشاحن الذي كان يستقرُ على ساعدها ورفعتهُ امامها : هذا اللي يربيك يا عديمة الثقة التربيه يالـ***
شهقت ارين من خلفها وقدّ صُعقت من تلك الكلمه تخرجُ من لسان والدتها





'
'




الثامنه والنصف

الرائحة البخور و مرشات الممزوجه بالزهور الدعن العود الأصيلة الطيبة تنبعثُ من كُل زوايا قسم الضيوف بالرغم من ان المتواجدون لا يتعدونَ العشرة اشخاص لكن الجوهره وضعت كُل جُهدها في عقد قران أكبر ابنائها من ضيافه وعشاء.

دخل الى غرفه الضيوف و وضع اخر تقديمات الضيافه التي امرتهُ والدتهُ استقام ظهرهُ و نظر لوالدهِ يجلسُ على هاتفهِ ويرتدي نظارتهِ ربما لأنهُ وحده يستطيع ان يخبرهُ بمرضه في هذا الوقت وقبل وصول الجميع بدقائق اقترب اليهِ والتردد يتضح على صوتهِ : يبه ابي اقولك شي.
والدهُ دون ان يرفع حدقتيه عن هاتفهِ: قول يا مُثنى اسمعك.
جلس بقُربهِ و زفر توتره وصوتهُ يرتعش : بقول لك شي بس ياليت ما تقول لأمي طلبتك يا يبه هذا اول شي وثاني شي لا تضيق خلقك لاني الحمدلله عديت الشديد وتقبلت اللي فيني.
نظرَ لهُ والده قاطباً الجبين : المُثنى بلا هالكلام اللي يصبّ العظام عطنا من الأخر !
استعدلَ بجلستهِ لينطق بهدوء اصبحَ يستقرُ عليهِ في أيامه الأخيره هوَ راضٍ عَمّا حدث لهُ : من فتره سويت تحاليل شامله مثل العاده وبعدها طلبوا تحاليل ثانيه عشان يتأكدون اكثر وبعد ما طلعت طلبو مني خزعه وطلع عندي تليف بالكبد بالدرجه الثانيه واخر موعد رحت له قبل يومين قالو اني ما احتاج زراعه واحتاج استمر بالعلاجات.
انتصبتّ عيناه على ابنهِ وملامح الصدمه تتضح عليه ، علم لِما طوال تلك الفترة الماضيه كثيرُ السرحان وكثير التفكير.
شعر بألمٍ عميق في أقصى جوفهِ بأنَ ابنهُ يعاني وهو الذي لا عِلم لهُ بما يتألمهُ منه والده.
تنهد من ملامحهِ ليبتسم براحه بالٍ مدرك ما يُخبره: اول ما عرفت ضاق خلقي كثير وجزعت مع نفسي وكنت دايماً تسألني واقول لك مافيني شي لكن الحين الحمدلله تقبلت الامر و مع الادويه ان شاءالله اتحسن.
اتاهُ صوتَ والدهُ المُحبط: من متى تعبان وليش مو من اول ما عرفت جيت قلت لي.
اشاح حدقتيه يتأمل ما حوله : صار لي شهر يمكن ، يبه قلت لك لا تشغل بالك بس عشان يكون عندك خبر ولا ودي امي تعرف ولا حتى تقولها يا يبه أمانتك لا تعرف.
سمعَ صوتَ باب المنزل يصدحُ بالجرس تنهد ليقف ويقف المُثنى معهُ : لي كلام ثاني معك بالتفاصيل وبنفسي بروح معك تسوي كشف كامله مره ثانيه وبنفسي اسمع من الدكتور كل شي




| في الداخل المنزل |

تجلسُ على الطاولة التي تتوسط المطبخ لا شيء يمكن لها فعله فوالدتها صنعت كل شيء منذُ الصباح سوى بعض الترتيبات البسيطه التي انتهت وها هي هي ومريم لم يقبى لهم سوى تقطيع نوع من انواع السلطات والصنف الاخير للعمل بهِ.
صنعت لها كوب قهوه وجلست وقلبها يكاد يمزق قفصها الصدري من شدة نبضاتهِ والتفكير المُتراكم يُزاحم عقلها.
شعرت بإهتزاز هاتفها الذي في جيب بنطالها اخرجتهُ رفعتهُ شعرت بتراخي جسدها والأرضُ تجذِبها اليها برسالته المكونه من كلمتين :

(( ابي اشوفك ))

لم تظن بأنَ مقابلتهُ قدّ تكون بهذه السُرعه معهُ رفعت رأسها الى والدتها لتُخبرها بصوتٍ أشبه بمتردد وبكذبه كانت تستغفر ربها داخلها: يمه ارين تقول ان اوس يبي يشوفني.
تركت والدتها ما تصنعهُ ونظرت إليها : ايه ! خليه يشوفك بعد العشاء ، احسن لك ما يخالف يمديك تجهزين عمرك روحي تجهزي والبسي لك شي سنع ومرتب.
تنهدت وجبروت والدتها بكُرهه قد زال فجأة كانت تُريد منها ان تمنعها او ترمي حديثهُ عليها كعادتها لكنها اخبرتها بنفسها يمكنها رؤيته.
تنهدت لتقف بتوتر هدمَ راحتها التي تستقرُ عليها لتوِها
سارت بإتجاه عتبات السلالم و بالمُقابل فُرات تحملُ اوراقاً قامت بتلخيصها للمُذاكره فهذه طريقتها المفضله لكنها سحبتها بِعنف من معصمها لتنثُر بعض الاورق ارضاً
نظرت اليها باتساع حدقتها وبشهقه : دانيه وجع وش فيك! اوراقي ارتبها لي ساعه طاحو و تلخبطوا.
لم تُجيب عليها حتى ادخلتها حجرتها و وقفت بها الى جانب خزانة الملابس
زفرت انفاسها وكأنها تسابقت في ماراثون ورفعت كفيها تُحاصر بها خِصرها النحيل : طلعي لي شي البسه اخاف اجيب العيد
قطبت جبينها لوهله ثم استدركت ما نطقت لتنظر اليها ويرتسم على ثغرها ابتسامه خبيثه تعلمُ سببها.
فتحت دانيه الخزانه لتخبرها بتوتر : انا ما قلت لك طالعيني بالنظرات هذي قلت لك طلعي لي شي حلو وساتر بأخذ لي حمام سريع وطالعه.
ضربت صدرها بحماس وهي تضعُ اوراقها الباقيه وفوقها القلم على السرير : عندي عندي ولا يهمك بطلع لك كذا واحد وتخيري بينهم ..
تولت عن مهمتها واخرجت اكثر من قطعه انيقه مرتبه واكملت مهمتها الى درج الاكسسوارات.



| بعد حدود الثلاث ساعات |

أغلقت الباب الفاصل بين قسم الضيوف والمنزل واختلاط رائحة العطور الرجاليه ذات الرائحه الثقيله و العود الشرقي بالبخور لتمتزج رائحه و توترها
يمتزجُ صدرها بين الفوضى والاضطراب ، رفعت كفها المُرتعشه الى مكانِ قلبها ونبضاتهُ تكاد تتوقف من شدّة سُرعتها
اسبلت أهدابها و همست بصوتٍ مُنخفض جداً : بسم الله الرحمن الرحيم.
تقدمت ناحيه الممر حتى استقرت اقدامها في منتصف القوس الذي يطل على كامل المجلس بشكلٍ مفتوح صعدت العتبه ونظرت اليه أمامها يتكئ بمرفقيه على رُكبتيه ينحني بظهره سارحاً بنفسهِ ولم يشعر بوجودها ، ابتسمت رُغماً عنها هيَ وهوَ فقط لوحدهم تلك اللحظة التي تمنتها طويلاً وغرقت بأحلامها طويلاً برفقته.

منذُ أن احببتكَ
وانا ادمنتُ الأرق
ومنذُ ان اسميتني بلوزيه
وانا احب سماعها
بنبره صوتك الدافئه
انا هُنا .. اخبر عيناكَ
انّي هُنا و انّي أمامك
واخبر قلبك
الذي كانَ امانه لدي
انهُ الآن
اصبح مُلكاً لي أنا فقط
اخبرهُ انني بنيتُ فيهِ
بيتناً ليلفينا..
اخبرهُ ايضاً
انَ القلوبَ إذا احبتّ
ستلتقي بمن تُحبه..
حتى و بعد مُضي تلك الأعوام
وحتى بعد أن أُرهقت
مسامات ملامحي
من ماء بحرِ عيناي
وجفتّ دموع العيون
قدّ كُنت اُزهر
أُزهر كُل يومٍ ألفَ زهره
فتموتُ الستع مائة وتسعُ وتسعون زهرة
وتبقى زهرةٌ واحدة
تنبعثُ بأملها للقياك
واملي كانَ بعد الله بتلكَ الزهره
لم ينقطع ..
حتى اصبحَ
الاملُ أمامي الآن.



انتبه لوقوف احدٍ ما ليلتف ما ان نظر اليها بتنوره حريريه ذات لونٍ وردي رقيق لمنتصف الساق بقصه "كلوش" وقميص قصير حريري بلونٍ "اوف ويت" يرسمُ جزئها العلوي ، رفع عيناه الى ملامحها التي يتشوقُ بولهٍ لينظُر اليها من احبها من كُل قلبهِ الى من انتظرها طويلاً حتى هذه الثانية وقف يتأملُ تلك الملامح التي كَبُرت ونضجت كثيراً وابلغَ منها ايضاً وكلاً منهما يقتربُ للأخر وكلاً منهما يمتلكُ شوقاً فاض من كثرتهِ حتى قاربت أجسادهم على الاصطدام.
تأملَ عيناها طويلاً تلكَ التي عشقها من صميم القلب وهام بها ، وصل اليها و حلمهما هما الاثنان اصبح واقعاً، بكفيهِ احتضن رأسها من عندِ أُذنيها اقتربَ بهدوء حتى استقرَ ثغرهُ على إحدى لوزيتها لينتقل الى الأُخرى بهدوء شعر بأرتعاشها و انفاسها التي يظهر صوتها متحشرجاً.
شعرت بجبينهِ يستقرُ على جبينها وكأنها تتنفس انفاسهُ وصوتهُ دافئ هادئ يخبرها : لك وحشه بالحيييل يا دانيه ، اشتقت لك.
ردت عليه بشهقه قدّ شعر بألمها وبعدها بكاء لا تعلمُ لِما خرج منا ، تنهد ورفع نفسهُ والجم بُكائها بإدخالها بين جناحيه دون شعور منها تشبثت بثوبهِ وانهارت ببكائها.
ابتسم وكفهُ اتربت على شعرها لتبكي بقدر ما تُريد ما دام انها اصبحت زوجته فهي بأكبر آمان الأن من اعدائه وليس عدوه.

حاول ابعادها عنهُ واجلسها ليجلس امامها ارضاً بعد ان مد لها زجاجه مياه المصفوفه على طاولات الخدمه تناولتهُ و ارتشفت منهُ القليل نظر لها حتى هدأت قليلاً.
رفع ظهر سبابتهُ الى وجنتها مبتسماً : نقدر نتكلم الحين بدون بُكاء.
لم تستطع ان تنظر اليه توترها بقربهِ يزدادُ اكثر فأكثر تنظر الى صدرهِ وتومئ برأسها لهُ
جلس بقربها وتنوال كفها بين كفيه سمع هاتفهُ يرن اخرجهُ من جيب ثوبهِ ونظر إليه برقمٍ غريب اقفل الخط ثم اعادهُ الى جيبه.
نظرَ الى كفها الأُخرى بين انامله منديل تجفف بهِ دموعها نظر الى ظهر كفها وجرح بشكلٍ مائل حتى نهاية معصمها ملتئم لكنهُ لا يزال ندي ولونه الفاتح المائل للاحمرار يتضحُ منها انها كانت غرز.
ترك كفها وسحبها بعُنف ونبره خوف تتضح منهُ : من وين لك هذا ؟
ابتسمت وصوتها المُختلج يهمس خاجلاً: منك انت.
رفع حدقتيه ينظر اليها بتعجب من قولها وعُقدة حاجبيه حاضره :انا ، كيف مني انا ؟
كانت سوف تنطق لكن قاطعها هاتفهُ الذي أعاد اتصالهِ مره أخرى يُسكتها.
تنهد بضيق ليرد بصوتٍ أشبه بغضب : نعم مين معي ؟
عض على لسانهِ أراد لو انهُ امامهُ ليلكِمهُ بقسوه: المفروض لما تشوف رقم غريب ويتصل عليك اكثر من مره ترد عليه ما تطنش!
تغضنَ جبين اوس من صوته الأشبه بمألوف: مين معي؟
اسبلَ جُنيد اهدابهُ بقلة صبر وصوتهُ الذي يتضح صبرهُ : مو مهم تعرف انا مين المهم تعرف ان بنتك العين بالعناية المركزة بمستشفى الـ*** انت ولي امرها ولازم تصير حولها وانا بصفتي عم امها لازم اعطيك خبر.


'
'

ألقاكم في الفصل القادم على خير



انتظر تعليقاتكم ونقدكم البناء وتوقعاتكم بكُلِ حماس وشغف
اتمنى ما تحرموني منها ♥
وايضاً لايك اذا اعجبكم الفصل لأنها ترفع التقييم الروايه في المنتدى.



تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-22, 02:04 AM   #350

عقد لؤلؤ

? العضوٌ??? » 485619
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 511
?  نُقآطِيْ » عقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم يمينك ي توق 🥰 ان شاء الله لي عوده اعلق على الفصل 👌🏻

عقد لؤلؤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.