آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          الزوجة الثانية-قلوب زائرة(ج2 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أوتار قلبكِ من حرير *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : الفضاء الواسع - )           »          232 - سيدة اللعبة - اليزابيث دوك (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          230 - وردة الصحاري - مارغريت واي .. ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أفضل شخصيه ظهرت حتى الأن
أوس 30 38.46%
دانيه 24 30.77%
ارين 11 14.10%
طلال 9 11.54%
جُنيد 29 37.18%
شيخه 2 2.56%
فيض 0 0%
وجد 5 6.41%
ميلاد 0 0%
المُثنى 6 7.69%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 78. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1685Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-22, 12:48 AM   #1

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
B10 كُن لي عناقً وسأكون لك ظلاً كُن لي مأوى وسأصبح لك وداد


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد


'
'
'


اهلاً ، مرحباً ايها القراء ، عذراً على تطفلي لعالمكم.
انا هُنا لأجل مزاحمه شغفكم قليلاً اتمنى ان اكون كما تحبون
لمُدّه طويلة من الزمن كان قلمي يكتب لنفسي وعيناي فقط ، كنتُ احفظ ما اكّتِبهُ عن ظهرِ قلبّ. لم تتجرأ اناملي حتى لمرة واحدة ان انشر حروفي لأشخاص شَغوفينَ بالكتابة والروايات .. ترددت كثيراً بنشرها ولا أزال على هذا التردد كنتُ اكتبها هُنا ليبقى اعتماد الموضوع ثم اعود الى اغلاق الصفحه ، لكن لأصنعَ لي عالماً خاصاً بي يتنفس عبر من يحبون القراءة .


'
'

اليوم بإذن الله سأنشر لكم روايتي التي قررتُ كتابتها منذُ أشهرٍ عِدة ، وتصبح بين اعينكم
.

'
[ كُنّ لّي عِناقاً وَسّأكُونُ لكَ ظِلاً
كُنّ لّي مَأْوَىَ وَ سَأُصبِحُ لكَ وِداد ]


'
'

رواية عشت تفاصيلها بشكل لا يُعقل غرقت بكتابتها بكيت ببعض مواقفها و ابتسمت بفرحها هذه الرواية تعني لي كثيراً كثـــيراً بشكل لا يُصدق ، الرواية ستكون بتصنيفها بالدرجة الأولى هي الحب و حرب الحب بين العديد من الشخصيات بمختلف أنواعه و ستكون إنتقام بقلب بارد وانتقام بدم حار وعائله تُصارع لأجل نفسها و ام تُعاني بسبب ابنائها.
اتمنى ان تحوزَ على رضاكم و اتمنى من كل قلبي ان تكون شيء لا يُنسى في أذهانكم وتناسب ذَئِقتكم.

إن اصبتُ بها فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.





الرواية حصريه لدى موقع روايتي

لا أحلل ولا أُبيح اقتباس او نقل الرواية الى pdf او اي موقع اخر دون اذن مني






الصدمات ..
هي أشدُ ابتلاء يُصيب الإنسان
هي مُحيط تسحبهُ الى اعماقهِ دون ان يُدرك وبعدَ إدراكهُ لنفسهُ انهُ غارق ما إن يرفع رأسهُ ينظر لبُعد سطح المُحيط عنه يحاول النجاة منهُ ولكن ما إن حاول هل سيتمكنُ من الصمود ؟ وهل يستطيع أن يتخطى ما يجري حوله لينجوَ من غرفه.
هل جربتم الفقد بعد الموت وفقد الولد وفقد الحبيب وفقد الراحة وفقد السكون ؟ فقد العيش بالحياة ؟
اتعلمون ما اشدُ انواع الصدمات ؟
هيَ خيانه الصاحب الذي يفّي عُمره معه.


'
'

ما إن اصبح الحُب مرض والعشق ابتلاء والتملك واجب وسلبُ الأرواح حلال
ما سيشعر القلب إذا تصدع وتشقق لتُصبح اولى الأماني الأرتياح.



تاريخ النشر 2022-5-4


المقدمة
| قبل سـتة وعشرونَ سنه |

نظر لها وهو مُشفق على ما حدث لوالدتها اي مستقبل ينتظرُ صغيرتهِ لن ينفصل عنها بسهوله ولن يسمح لأي أحد ان يُربيها سواه ، هو يعيش جحيم لا أحد قد يعيشه يملك خيارين لا ثالث لهما ان يُبعد عنها وينساها او يرميها مثل ما رمى بوالدتها وتركها تحترق وهمّ بنفسهِ ونفسها للخارج.
تنهد عندما بكت حملها وحاول ان يُرضعها ولكنها ترفض الحليب الصناعي للمره العشرونَ لهذا اليوم بعدَ ان شربت بعض القطرات التي تُغلق جوعها وضعها على سريرها المتنقل.
نظر لصاحبه الذي يجلسُ عَلى الأرِيكه التي بجانبهِ : يعني وش تبي ؟ ليش انا الي اسافر ليش ما تخلي غيري !
صاحبه الذي يحمل كوب شاي يرتشف منه : ما ابي اشكك اللي حولي دام اني اشتغل عنده ومخلي الوضع وكأنه عادي ، ابيك تستقر هناك الى ما تاخذ الجنسيه فتره قصيره بس - رفع سبابتهُ الى صدغه - عشان لما اسوي الي براسي وقتها كل شي ينهار ، وقتها اقدر اقنع شيخه تطلق منه عشان تتزوجني احبها يا مطلق ابوس التراب الي تمشي عليه لكن خالد قهرني وتزوجها ليش لأنها تقرب لها من طرف امه تزوجها وهي بنت الـ 15 سنه يدري اني احبها يدري ان قلبي ميال لها ليش سوا كل هذا عشاني عشان يقهرني تزوجها ، و عشان اللي سواه أبوه بأبوي بأخذ حقه وحقي منه ،
اشياء كثيره يا مطلق و انت توافقني عليها لكن كل شي يبي تفكير سليم عشان ما يطليح الخطأ على روسنا ولا على اي شي حولنا.
رفع سبابتهُ وابهامه يضغط على محاجره يشعر بأن النفسهُ تجره الى الأسفل الى الجحيم يشعر بشعور أن ما إن وافق على ما يفعل سيُحرم من رؤيه ابنته : عطني وقت افكر بس دانيه ما اقدر اخليها.
رفع كفهُ يشددُّ بِها كتفهْ : حطها عند سعود هذي أول خطتنا مو قلت لي زوجته ولدت وبنتك ماهي راضيه ترضع صناعي مثل ما يقولون اضرب عصفورين بحجر.
نظر لهُ بينَ عُقدة جَبينهُ : انا ابوها و انا اولى فيها ليش اوديها عند احد ثاني تنهد ذاك واستقرَ الهدوء على نبرة صوتهِ : مطلق ، فكر زين انا ولله ما استغني عنك انت رفيق عُمر.

| و بعد مرور يومان |
الجو قارس البرودة بالرغم من وجود الشمس بمنتصف السماء
تلثم بشماغه الأحمر نظر لها وخبئ جسدها الصغير بمفرشها الثقيل لمّ يُخرج الا انفها ، نزل من سيارتهِ حمل سلة موسى التي تحتضن طفلتهِ ذات الشهرين من عمرها وضعه على عتبة منزل خالتها قبل جبينها للمرة الأخيره قائلاً : غصب عني يا روح ابوك انتِ ولله غصب علي عيشي عند اللي يحافظ عليك وعلى مستقبلك و يصونك ويخاف الله فيك انا ما وراي الا الشقا.
رن الجرس وهرع هارباً قبل أن ينادي المُؤذن لصلاة الظهر.
[ اعتذرُ يا صغيرتي على ما بدرَ مني لا استحق ان اكونَ ابّ انا لستُ سوى رجل جبان ابديتُ مصلحتي عليكِ وعلى والدتكِ المرحومه انا لستُ سوى رجل لم يتحمل امانه على عاتقي ان اربيكِ ].


'
'
| الحاضر المُشرق |

ابتسمت والتقطت من الموظفه البطاقة التي تحمل اسمها و معلومتها الشخصيه ومفتاح غرفه العيادة الخاصة بها تحقق حلمها تحقق ما سعت لأجله اخيراً تُريد الرقص في ممرات العياده تغمرها سعادة لا يمكن وصفها كُل ذلك حدث بفضل من تربت تحت كفيه بعد الله هذهِ العيادة التي تمنت مراراً ان تكون ضمن طاقم المُعالجين بها اليوم هيَ مُعالجه بها عمل كل شيء لأجل أن تكون بها..
جلست على صدر مكتبها بعد ان التقطت صورة له وصوره ايضاً لبطاقة عملها بحثت عن اسمهُ المخزن " جنه الدنيا " ارفقت الصورتان بحديثها : ((الحمدلله ابشرك استلمت البطاقه ومن اليوم اقدر استقبل المراجعين ما تتصور السعاده الي تتوزع داخلي هالوقت الله لا يحرمني منك يا عمي سعود ))
لم تستغرق دقائق حتى وصلتها رساله منهُ ارتسمت على ثغرها ابتسامه عذبه : ((كم عندنا دانيه حنا هي وحده تأشر على الشيء لو انه القمر يجيها بعد دقيقه ))
ارفق برسالة أخرى :
((مبروك يا بنتي الوظيفة الله يطعمك خيرها ويكفيك شرها ))

'
'


غرس سبابتهُ بصدره تمنى لو انها سهم يخترقُ قلبه وينتهي من بُؤس هذه الحياة : انا أوس ولد خالد الدوجن والي يضر ابوي بكلمة يعرف اني راح اضره بأضعافه سامعه ما راح احترم الي ما يحترم تقدير وكرم ابوي طول السنين اللي راحت و ان صار الي ببالك ما تلومين الا نفسك ابوي وش قصر معك فيه ! حتى موته ما كمل سنته الثالثه وهذا جزاك عليه !.
الأم توقف مع عيالها ما توقف ضدهم ! لكن اذا هذا قرارك ومُصره عليه فعلاً ، فأنا هنا بمكان ابوي ومن حقي بعد اقول اذا مُصره على فعلك بيت ابوي يتعذرك ولا اشوفك راجعه له طول ما انتِ حيه
قال كلمتهُ الاخيره وسبابتهُ تُشير الى باب الفله.


'
'


التفت تنظر للسيارات من خلف الزجاج : تقول انك كنت صاحب كِنان ؟
ابتسم واستندَ بظهره على الكرسي : ** ما مر عليك؟
حدقتها تنظر لحقيبتها ، لا تريد أن تصطدم أعينهم ، رفعت سلسلة حقيبتها على كتفها : للأسف لكني اتذكر دايماً كان يقول إنّ ** ظلِي وأنا دمّه نفهم بعضنا منّ عيوننا لمّا يقهَرنْي يقول هالكلام يعرف اني بغار بالرغم من انك اخوه !
ظهرت طيف ابتسامه على ثغرهِ : وقال الصدق ثمان سنوات ما قدرت اتخطى انه مو جنبي ، نفس احساسك اتوقع !
حملت هاتفها ومفتاح سيارتها واشارت على القهوه تُنهي تدخلاته مُنزعِجّه : شُكراً على القهوه اكرمّك الله.
وقفَ قبل أن تقفّ : كِنان وصاني عليك بوصية لازم تسمعينها اذا ممكن
وقفت ومحاجرها تتصوي في صدرّه ِ و بنبرة باردة تعكس روحهُ الحيه داخلها : اللي هي ؟
شعرَ بثُقل لسانهِ لتلك الوصية الثقيلة التي صففها بلسانه طوال تلك السنوات الثمانية حتى قابلها : وصاني عليك انتِ

'
'
'

xx‏ تنبيه xx
الرواية وأحداثها ليست واقــعِيه رُبما بعض القصص من وحي الواقع لكن اساسها ليس بواقع ، ايضاً الأماكن المذكورة بها ليس لها واقع جميع ما بها من خيال حروفي و تأليفي وعُصارة ذهني وإن كان هناك اقتباس ما سأرافقه بأسم من كتبه او اذكر انه مقتبس غير ذلك فهو بأناملي ، إن ذُكر بها أسماء وألقاب او اماكن معروفه او اسماء بعض الشخصيات المشهورة أو كتب او معالم او مُدن او برامج …الخ ، لا يعني الإساءة ، هيَ خيال رسمتهُ طويلاً بمخيلتي واليوم اشاركه برفقتكم.



ينزل الفصل كل يوم اثنين بإذن الله ????



روابط الفصول

المقدمة.. اعلاه
الفصل 1 .. المشاركة التالية
الفصل 2 .. بالأسفل

الفصل 3
الفصل 4
الفصل 5
الفصل 6 ج1
الفصل 6 ج2
الفصل 7 ج1
الفصل 7 ج2
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17
الفصل 18
الفصل 19
الفصل 20
الفصل 21
الفصل 22










التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 28-07-23 الساعة 07:57 AM
تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-22, 12:52 AM   #2

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول

( 1 )


[ كُنتُ أظنُ بأنني المظّلُومْ
ولكنّي أصبحتُ ظالماً
كنتُ أدعي الخوف
فأصبحتُ جباناً
كنتُ أفرىَ بما جرى
فتبدلَ كُل شيء
و إستحالَ الباطل
إن كان هُناك لوم لأحد
فأنا ألوم نفسي الضالة
عن عُزله صُنعت لتدميري ]
~ أوس



| امريكا ، نيويورك |
كانَ فصّلُ الشِتاءِ فِىْ نيّويورك يُجبرُ الجميْعَ علّى السُباتِ فيِ منَازِلهُّم معّ تَساقُط بلِوراتِ الثلّجِ الثَقِيلة تلكَ التي تُغطي اسطحُ المباني لتمنعَ منّ تراَكُم الهمّ عَليها وزُجاج السيِاراتْ لتتمتعَ مُحرِكاتُها بالهدُوءْ و اقدَامُ البَشرِ التّي تنَغمسُ بسيِرهم ّعليها ليُعرقل عليِهم حياتهم.
في إِحدّى العِمارات السكنية المُتراصه بشقتهِ الصَغيِرة بينَ عِدةِ شققّ بينهُ يعلمونَ أنّ من يسكُن تلِكَ الشِقه شخصٌ كَئِيبٌ لأبعدِ حدّ لا يخرجُ سِوى مرهٍ بينَ أَسابيعَ طَوِيله لاَ أصدِقاء لا َعَائِلة سِوى شَخصَ واحدّ ينامُ تارةٍ ويَخّتفي تارةٍ أُخرى
يَعيِشُ على حَِاله القَفِر منذُ سنة واشهرٍ عِدة يعَيشُ وحدتهُ القاتلِة بينهُ وبينَ نّفسهِ هوَ منّ أَراَد أنّ يعْتَزِلَ العالم ويَهّجُر الحَيَاةْ دَاخِل مُربعٍ صَغيرّ دامسّ بعيداً عن وَالدته وإخَوتِه وحَتى زوجتهِ التي هجرتهُ و صغيرتهِ البعيدةٍ عنه.
'
'
|التاسِعةُ صَباحاً يَومُ الثُلاثاء المُوافقِ سَاعة الأرَقِ الصَباحيةْ |

'
'

فِي حُجرة النّوم يَستلقي عّلى سريرهُ يضعْ ساعدهُ فوق جبينهِ ، محاجرهُ تَنظُرّ لعالمهِ اللامُنتهي للخرائط التي يرسِِمها على سقفِ الحُجرة التي تحتويه في أكثر أيامه بأشهرهِ الأخيِرة يتَأملُ الحياةِ الدَاكِنة التي تُحلق حولهُ يحاولّ بكِل جُهدّ تذَكُر ايَ شيءٍ يَدلهُ على الإنّتهاء مّن رَسِم الخَرِيطة لأجلِ أنّ يسلمها ، يريد الأنتهاء من هذا الكابوس لكنّ في كُل مرةٍ تنَتهي بعودته ِ
إلى نُقطه ما قبلَ الصِفر.
فتحَ بابَ حُجرتهِ بهدُوء دخلَ خطُوتين وبيدهِ كوباً من القَهوّة السَودَء يَنظُر إليهِ ثُمّ شتتَ حَدَقتيةِ إلى الفَوضَى التّي تَعُم الحُجرة يَستلقي فوقَ سريرهِ المُبعثر ، المَلابسْ تتَراكمُ بجانبهِ وَ فَوقَ الأَرِيكهْ الصَغِيرة ايضاً هرمٌ أخرّ وأكّوابُ الشّاي قنانٍ الماء و كؤوسٌ أُخرى تتَزاحم على الطَاولتين بِجانبِ السَرير ، الأرضُ مَاليئه بِمُتفرِقاتٍ لا مُنتهيه مثلَ المُعتاد و نورُ تلكَ الأَبجورة الخافّت هوَ ما يُضيئ جُزء من الغُرفه، فتحَ جَمِيع اضَواء الغُرفه رآهُ يُقطبُ حاجبيهِ بانزعاج ، اخرجَ ضِحكتهُ القَصيِره و استندَ بكتفهِ على إِيطارِ البَاب الأبيض تنهدَ وابتسمَ قائلاً : انتّ ما تطفش من اعتكاف السرير ! الي حتى هو اخّتنق منك.
انزل َسَاعدهُ على محاجِره وبصوتهِ المبحوح باردٍ كبرودة حياتهِ : سكر الأنوَار يا عزام تراَني مانمت من امْس.
اقتربَ لهُ وجلسَ على الطرفِ الأخّر من السَريِر : والله لو السقْف يتِكلم كان فضح اسرارك و مخططاتك من كّثر ما تطَالعه ! علمني على الشيء اللي تخططون له من وراي ؟
رفعَ ساعدهُ والتفَ برأسهُ ينظر لهُ ثمَ عادَ ينظر لسقفِ مجدداً : ليِتهّ يتكلم عشان اعرف اربط نفسي الضايعه اللي ما ادري وينها.
عزام هَز رَأسهُ بِيأسٍ من حَالهِ : انّسى وعِيش حياتكّ مَاهو طبيعي انك تعيش حياتك على شي صار له سنه واكثّر وللحين تلوم نفسك عليه !
تأففَ و وقف من السرِير حمل منشفتهِ وضعها على على كتفهِ يعلم انهُ لن يأتي النوم اليه كعادة بعض الأيام.
قدّ أكملَ إثنى عشرَ ساعة على سريرهُ دونَ أن تغفي عيناه ولو لأقل من الدقيقة : هذا شي بيظل ببالي الى ما تروح روحي عن الدنيا خلها على الله بس.
انزلَ كوبهُ بِيُزاحمَ بَقِيةَ الأكوابّ بِجانبّ السَرير رفِعَ سَاعديه عَلى بَعضِهما ينظرُ اليه : ما ينّسىَ ! اشرحْ لي وش صار من البدايه يلا اسمعك غّرد عَلي لو متذكر ما جلست الجلسة الضايعه هَذي على قولتك.
نظرَ إليه ثمَ أشاحَ بنظرهِ و اتجه ليفتحَ النافذة لعلَ الهواءْ البارِّد يُزاحِم تلكَ الخَرائِط في ذهّنه اردفَ عزام : شفت انك مَا تتذكر شي !
قطبَ جَبينهُ وبوجهِ عابِسٍ لا يُحتمل ليُجيب بنبرهْ عاَليه : خلاص يا عزام تِكفى انا يالله متحمل نَفسي لا تزِيدها علي !
وقفَ عَزام مُشيراً للخارِج : طيب منّ شوي مُؤيد اتصلّ علي يقول أنه يبغى يكلمك في موضوع .
اتجهَ إلى الحمامّ ثُم التف نظرَ إليه : انا بفهم ليش ما انت تقول لي كل شي بكل مره يجي يقول لي نفس الكلام تعرف اني ما اطيق اشوف وجهه اكرهه ما احبه.
قال كلمتيه الأخيرتين بطريقه بطيئه مُستفزة ، صمت لبرهه من الوقت ثم اردف : المشكلة كلكم نفس الشغل !
تمركزت حدقتيه لملامحه الباردة ينتظر أن تتبدل لملامح أُخرى كانَ ينتظرها طويلاً : اولاً هو يجيك كل شهر من السفاره بواشنطن يطق لك مشوار سواء طياره ولا قطار وانا بالقُنصليه فيه فرق كبير بين شغلنا وهو الي ماسك شغلتك مو انا وثانياً والأهم لك انهم رفعوا حظر السفر عنك تقدر ترجع السعوديه من اليوم لو تبي.
اتسعت محاجرهُ المصوبة على مقبض الباب رفع رأسهُ ينظرُ إليه بقلة استيعاب لِما نطقَ لسانهُ : ما فهمت ؟ كيف يعني ؟
ابتسم عزام بأريحية : اقولك رفعوا عنك حظر السفر مُؤيد جاي يقول لنا آخر المستجداتّ الي مُمكن خلاص تقفْل القضية وننّتهي منها يا أوس - رفعَ كفيه لتُحاذي كتفيه بعدم معرفة - ما أدري وشّ ممكن يصير بعد هذا هو راح يجي نفهم كل شيء ، انا برتب الحوسه الي ماتنتهي برا على ما تخلص شاور تبي اسويلك فطور ؟
هز رأسهُ بالنفي ، خرج عزام بعد أن حمل كومة من الأكواب التي باتت لأيام عديده فوق الطاولة.
سحبَ نفساً عميق حتى امتدتّ ذرات الأُكسجين لأقصى نُقطه في جهازه التنفسي دخل الحمام و غرِقَ في دوامه التفكير الا منتهيه تحت المياه الساخنة ، أي مستقبل ينتظرهُ خارج هذهِ المدينه الصاخبه ، رفع ملامحهُ لتخترق المياه ملامحهُ محاجرهُ لم تُرمش حتى لمرة واحدة.
قدّ لُفقت لهُ تُهمة قتل لأعزَ شخصٍ عَرفهُ منذ عشرِ سنوات حتى وإن عادَ لوطنه.
كيفَ سيتمُ إستقبالهُ من قِبل إخوته الذي لا يعرفُ شيء عنهم ايضاً منذُ عشر سنوات سوى صوراً لهم واحاديث بسيطه بين فترات طويله والدتهُ التي لا يعرفُ عنها شيء سوا من خالهِ طلال وقليلاً من ارين نفض رأسهُ من تزاحم الأفكار ليجففَ نفسهُ ويخرج.


'
'


بعد مرور خمسة وثلاثونَ دقيقه


صدحَ صوت ّالجرس فتحَ عزام لـ مُؤيد مبتسماً بعد ترحيب حار بينهما و ذاك الأخر لم يكترث لوجوده.
دخل مُؤيد لصاله المعِيشه نظرَ لهُ يقفُ على ظهر جزيرةّ المطبخ الرُخامية ذاتِ المِترَين التي تفصلُ بِينها وبينَ صَاله المعيشة و حَدقتيه تتمركزُ بالملعقة التي تُحرك كوب الشاي الذي أعدهُ لتوه ابتسّم لهُ وبنبره أراد أن يستفزهُ بها : صباح الخير !
رفع حدقتيه بهدوئه المُعتاد ثم اعَاد النظر لـ كوبه وبصوتٍ هامس بارد يمتلئ سُخريه : ما فيه خير يجي منك.
مؤيد أضاف على ابتسامته نبره سُخريه مُعتادً على طريقة الترحيب التي يرحبُ بِها عادة. ، لا يُصافحه يختصرُ الحَدِيثُ معهُ يُجاوب عليهِ بكلماتٍ غالباً ما تُعبر عن مزاجه الحالي ونادراً ما يُبادلهُ السلام ، وضع بعض الأوراق التي اتى بِها معهُ فوقَ الطاوله ، جلسَ على الأريكة المقابلة لها ينظر لهُ مُشيراً برأسه : تعال يا أبو العين ورانا كلام قربنا لنهاية الحروف.
بعدَ دقائقٍ تعمدَ بأن يجعلُها طويلة اخذَ كُوبهِ وكوبَ آخر من الشاي ليضعهُ امامهُ بعُنف وانسكبت بعض قطراتها على الطاوله والأوراق التي وضعها مُؤيد وجلسَ مُقابلاً لهُ : أخلص علينا.
ابتسمَ مُؤيد حتى تبينتّ أسنانهُ لعلهُ يطفئ الاستفزاز الذي تصاعد بجسدهِ بسببِ حَركتهُ ، انزلَ حَدقتيه يُقلب بعض الأوراق : حظر السفر انرفع منك من امس الصباح كل شي اثبت برائتك صاحب الوشم الي شفته وقت ما قلت بالتحقيق من الالف الى الياء والتحليل النفسي الي سويته من فتره تمّ القبض عليه بعد ما اُرسل لهم بلاغ أنه هو القاتل وأوضح أنهُ لُبناني الجنسيه.
وضعَ كوبهِ على الطاولة ببرودهِ كعادته : انا وش دخلني فيه !
رفعَ حدقتيه عن الأوراق وقطب جبينهُ : كلام مجبور اوصله لك هذا شغلي وانا مُكلف فيه عشانك اخ اوس !
نظر اليه عزام ثم أعاد نظرهُ لمُؤيد : مين هذا !وكيف اعترف ؟
تخلخلت اناملَ مُؤيد ورفع كتفيه : شي نبغى نوصله وصلنا له بعد ما أنحط بالحبس اربع ايام بدون اكل او حمام وانتو بكرامه بغرفة التحقيق بطلب منا ، قال أنك بريء اوس ماله ذنب لكن الطلقه اللي صارت بالفخذ كانت من اوس لكن اللي براسه ما كانت منه.
شتتَ نظرهُ الى أوس بخُبث ليُعيدَ استفزازه : لكن انا ما اتوقع انك وقتها كنت فاقد الوعي صح ! بصمات المسدس شاهده !
عض اوس طرف شفتهِ السُفلى ثم ابدلها بإبتسامه ساخره ونبرة يتضح عليها الغضب : انتم غصب تبغون تخلوني اتذكر شي ما ادري اساساً كيف صار ! وأخذ البصمات هالأيام صايره سهله عادي انت تصير قاتل بدون ما تاخذ حذرك.
ابتسمَ مُؤيد و امالَ رأسهُ ورفع حاجبيه : مو معقوله ما تتذكر شي صار من سنه واكثر !
رفع كوبه لشفتيهِ يرتشف منهُ ثم وضع ساقهُ على الأُخرى: طيب تبغى اكذب يعني ؟ ابشر ماطلبت شي - رفعَ سبابتهُ يحّك اسفل شفتهُ وبنبرة ساخرة - اعترف أنا قتلته وسويت نفسي مصدوم وكأني ضحيه ومثلت عليكم دراما مأساوية وصار عندي فقدان ذاكرة.
رفع حدقتيه وبملامح تلبست بالاستفزاز أردف : ايه اخ مُؤيد قولي ايش بعد ؟ اييه صح بكيت وقطعتّ نفسي من البَكي مثلّ الطفل عشان اطلع بريء ومظلوم وقت ما كنت بسجن.
استندَ مُؤيد على ظهر الأريكه ينظر لهُ مُبتسم : مو حظر السفر صار مرفوع يعني قضيتك خلصت حتى لو بيوم فكرت ترجع السعوديه وجانا طرف تحقيق ثاني راح تضطر تروح لقوات الأمن و راح تستجوب ، و الأستخبارات بيكون لها دور بعد لأنها قضية قتل دبلوماسي ! وقضية مشتركة بين شرطة نيويورك والسعودية ! امس بس جانا العفو انهم تركوها لنا مع عفو الحظر.
وصل مُؤيد لِما يريده ، وضع الكوب بكل قوته على الطاولة التي بجانبه تناثرت القطرات الساخنة على كفهِ ولم يشعر بها صرخَ وصدى صرخاته ينتشرُ في اركانِ الشقه: والدبلوماسي اللي تتكلم عنه ابوي عارف ! ، ابوي يلي اعتبرني اشد من ولده بوقت ما ابوي تبرى مني.
عزام الذي يجلس في منتصف الأريكة الطويلة والاثنان أمام بعضهما تنهد بضيق وملل من مشاجراتهم المُستمرة بصوتٍ عالٍ و أحتدّ : خلاص تكفون انتّ وياه يعني بكل مرة تقابلون بعض لازم تتهاوشون مثل البزران ! ما كأن عمر كل واحد فيكم فوق الثلاثين.
شعر بوخز أنامله بسبب حرق الشاي وقف واتجه الى حوض الغسيل الخاص بالمطبخ فتح الماء البارد على أنامله.
سمِع مُؤيد خلفهُ : على العموم هذا اهم شي اوصله لك الباقي يتكفل فيه واحد من الشباب ، كل شي يخص القضية بيكون معاه لأنك راح تضطر بيوم من الأيام ترجع التحقيق بالسعوديه اما بالنسبه الضحيه الثانيه مالك شغل فيها تروح المركز اليوم و يقفلون عليها قدرنا نخلصك منها اخيراً.
اغلقَ صُنبور المياه سحب مناديل ورقيه وعاد الى كُرسيه يتأمل أنامله : مدى؟ مدى وبنتي وينهم الحين !
امالَ فمهُ بـ إبتسامه : بخير والعين بنتك بعد بخير موجودين بالرياض عند امهم.
مدَ لهُ ظرف متوسط الحجم لـ يُردف : هذي وصلتني منها طلبت بنفسها أوصله لك.
اخذ الظرف حاولَ فتحهُ من جهه واحده لكن تمزقَ الظرف من شدة فتحه لِتنتشر صورَ لأبنتهِ بشتى الأيام انزل يديه ليلتقطَ صورها بيديه المُرتعشه تجرعَ عبراتهُ التي تتصاعد بينَ تاره واخرى ينظر لها بـ اشتياق عض على شفتهِ السُفليه يحاول منع بكائه رُبما لو كَانت بقربه لما عاش التعاسة التي يعيشها الآن لما أنكر نفسهُ وروحه ربما بوجودها رقْقَ ما يمر بهِ.
عزام نظر الى مُؤيد وبـ اهتمام: طيب الحين خلاص كل شي تمام.
وقف مُؤيد وحمل ما اتى به : بس يروح لمركز الشرطه عشان يشطب على كل شي وياخذ اغراضه وقتها ان شاءالله كل شي يصير بيدنا مو بيد الشرطه الامريكيه - نظر لأوس ورفع حاجبيه - لأنها قضيتين ماهي قضيه وحده.
قطبَ جبينهُ وأشار على الباب : شكراً على الزيارة بكذا تقدر تشرفنا بخروجك.
عزام نظر إليه بتعجُب وهد رأسهُ بيأس لتخرجَ حوقلتهُ بصوتٍ مرتفع.
اتجهَ مُؤيد الى الباب و اناملهُ على المقبض : المهم الساعه ثلاث العصر لازم تروح مركز التحقيق تخلص امورك ونقفل على ملفك هنا انا مضطر اروح واشنطن عندي شغل ولا كان رحت معك.
وقف عزام يسير خلفهُ : ان شاء الله بنكون موجودين هناك بنفس الوقت لا تشيل هم.
خرج مُؤيد برفقة عزام الى خارج الشقة …
خرجت تنهيده من اقصى حنجرته رمى برأسه على رأس الأريكه رفع صور ابنته لمستوى محاجره يتأملها بدقه و الابتسامه ترتسم على ثغره بعد مُده لا يعلم متى ارتسمت اخر مره ، أنامله تداعب ملامحها البريئه عينيها تطابق عينيه وانفها مثل والدتها ولونها بنفس لون جدتها سرح بأيامه اليسيرة برفقتها و شُج بخياله معها مستقبلاً ..


'
'

| في الأسفل |

خرج عزام من المصعد خلفهُ ونبرة تتضح عليها الهجوم : الى متى وانتّ بتخبي عنه ! تراك تستغفل فيه بتصرفاتكم ! منت بزر تلعب عليه لا بشغلك ولا بأسمك يا استاذ يا جُنيد !
التف ينظر اليه ، رفع سبابتهُ يدعك مافوق حاجبه الأيسر : هذي اوامر عمه وانا اشتغل تحته.
ادخل عزام كفيه لجيب معطفه الأسود الجلدي وابتسامه جانبيه ارتسمت على ثغره : اها .. جت منك مثل ما توقعت ما تشتغل بالسفارة لأني ماعمري شفتك فيها وهذا من زمان شاك فيه ! طلع شغلك كله مع سعود الدوجن !
ادخل جُنيد كفهُ في جيب بنطاله واخرج ورقة ورفعها اليه دون ان يُلقي ايَ حديث عن ما قالهُ : وقت ما تروح المركز اتصل على المحقق هذا هو الي كان ماسك القضيه من اولها راح يخلص لكم كل شي.
اخرج عزام ضحكته الساخرة يعرف كيف ينسحب من حديثه بسرعه تناول الورقة منه : حلوه منك فمان الله.
ابتسم جُنيد لهُ وخرج من العماره صعد لسيارته أغلق الباب نظرَ لكفيه التي بدأت تؤلمه بسبب الأكزيما التي تزداد مع الطقس البارد دعكها على بعضها برقه نظر لأسمها الذي يُنير هاتفهِ ابتسمَ بشوق لها رفعهُ لأذنه : يا هلا بالصوت اللي عساني ما انحرم منه.
اتاه صوت والدته التواق : يا بعد عيني وش لونك يمه طمني عليك ، تدفى زين في هالبرد ؟ يقولون درجه الحراره عندكم توصل لعشره تحت الصفر هم صادقين ولا يكذبون ؟ تاكل زين يا روح امك ، يدينك كيف موجوع منهن ؟ تشد عليك بهالبرد ؟
اتكأ على الباب بمرفقه ابتسم من خوفها الدائم عليه: بخير بخييييير يا يمه وبصحه وعافيه اتدفى زين واكل زين - رفع كفهُ التي باتت تتجرح وتنهد - ويديني بعد ما فيهم ألم ، انتِ عسى مو قاصرك شي ؟
ابتسمت اماني براحه رُغم بعدهِ : تطمن اخوانك وعيالهم ما يقصرون معي بس ولد بطني مقصر حتى زوجه مساعد وبناتها كل بين وين ووين يسيرون علي وينامون عندي وبنات كل اخر اسبوع شناطهم عند الباب.
جُنيد اخرجَ ضحكتهُ العذبة : ابشري ان شاءالله كلها ثلاث اشهر وارجع لك دعواتك لأن حتى انا مليت ديرة الكفار على قولتك ماتناسب جُنيد.
أخرج آخر حروفه بصدق من اعماق قلبهِ ، ابتسمت اماني لتنطق بسخط : ايه تسكت امك في ذا الكلام كل مره اتصل عليك نفس الكلام ما يتغير شي.
اخرجَ تنهيدة من اعماق جوفه : لا ان شاءالله خلاص خلصنا قريب راجع لك وكان فيه ضغط بالشغل بيكون حولك وقربك.
رفعت راحه كفها لمُنتصف صدرها واتضح اختلاج صوتها : سنه يا جُنيد سنه واكثر منت حولي و لله انها كثيره على امك انا مين عندي بذي الدنيا غيرك بعد ابوك الله يرحمه ! اخوانك كبار ماهم ملزومين بي ولا حتى خواتك والله اني استحي واقرص نفسي لا دخلو علي ويدينهم مليانه يحسبون مالي والي والجازي تقول عادي وانا اقول لا ماهم ملزومين بي.
بأنامله يلعب بخيوط وشاحه الرمادي الذي يلتفَ حول عُنقه ، أكبر صدمة تلقاها هي وفاة شقيقه الأكبر الذي اصبح بمثابة والده منذُ أن كان صغيراً
اصرَ على أن يُمسك القضية بعد أن قدمَ طلبهُ من السُلطات السعوديه لكونه ضابط استخبارات وايضاً كانَ بطلب من ما يعمل تحته بأن يتكفل بالعناية بأبن شقيقه تلبس بشخصية أُخرى واسم غير اسمه وتسجيله بأنهُ يعمل في السفاره السعوديه في واشنطن.
تلألأت اهدابهُ وابتسم : الحمدلله انا هنا جالس عشان اطلع حق اخوي يا يمه وان شاء الله اني اخذ حقه بيدي دعواتك واخواني خذا طبعهم من ابوي حي ما يدخلون ويدينهم فاضيه.
تعلم شقاء ابنها على شقيقه الأكبر بالرغم من انهُ شقيقه من الأب ولكن له فضلاً واسع بعد الله بكُل شيء قد تربى تحت كفيه وعاش بقُربه حتى ابتعدَ عنهُ بسبب عمله الدبلوماسي.
اخرجت حروفها بنبرة تمتلئ بالحنيه : الله لا يضيع لك تعب يا يمه ما ادري اذا انت فاضي او لا بس لا فضيت كلمني فيديو ولهانه على وجهك و بنات الجازي هذا هن جنبي يسلمن عليك يبون يشوفونك.
اسبل اهدابهُ وهز رأسهُ بنعم : من عيوني انتظريني الليله اوصل للبيت واتصل عليك لأن حتى انا ولهان عليكم وحتى البنات ياليت اشوفهم قبل تنام.
غرقت اماني بضحكتها : عاد هالفتره حور حلومها كاثره فيك.
رفع كفهُ الى مقود السيارة يستعد لسير : طيب توصين شي ببالك شي ارسله لك ؟
اماني بإبتسامه : سلامه عمرك انتبه لنفسك ولا تمسك الجوال وانت تسوق.
اغلقَ منها بعد أن ودعها وادخل الهاتف في جيب معطفه من الداخل سار ليُسلم السيارة ثم الى محطة القطار ليعود الى واشنطن.


'
'


| هُــنا العـاصمة الـرياض |

أحد الأحياء الحديثة بها داخل هذهِ الفيلا الواسعة وفنائها المُنبسط تتجمل بشجيرات موسمية وازهار على مداخلها الحجري و النوافذ الواسعة الممتدة على واجهة المنزل من أرضها لسقفها و أشعة الشمس تتراقص بداخلها مُعلنه عن صباح خير مليء بالحياة دخل تلك الفيلا رغمَ اتساعها الا انّ الهدوء هو صاحبها القريب.
تحت أرض هذه الفيلا الواسعة تجلسُ برفقة ابنتها الكُبرى التي تجلس على الكرسي ذو الأرجل الطويلة أمام لوحاتها ذات المتر فرشاة الرسم تتمايل وتتراقص بين اناملها وهي الأخرى منغمسة في عالمها بين ألوانها غافله عن كُل شيء حولها.
رفعت حدقتها عن هاتفها ثم انزلت نظارتها الطبيه الى ارنبة انفها قطبت جبينها وتجعدت ملامحها بضيق : انتِ ما تحسين بكتمه من ريحه ذا الألوان ! يا ساتر كأنك جالسه بوسط سطل بويه.
ابتسمت دون ان تنظر اليها : يمه في احد يكره شي يحبه !
ابعدت نظراتها لتُطبقها وتضعها في علبتها المُخمليه بتنهيدة عميقة وقفت متجهه الى عتبات السلالم : ما قلت اكرهي اللي تحبينه بس افتحي الهوايه لا تسكرينها يكفي انك بالقبو مافي شبابيك والريحه تشربتها الجدران بكرا تصعد فوق و تكتمنا.
رفعت هاتفها من الطاولة التي بجانبها لوصول إشعار ما لمّ تُبالي بحديث والدتها بنبره بارده : هذي فيض تقول اذا خلصت من الجامعه بترجع مع سُعاد متفقه هي والبنات ويمكن تنام عندها اليوم بما انه اليوم خميس.
هزت والدتها رأسها بقلة حيله : شغلها عندي العنقود عارفه اني برفض راحت تقول لك بس هين اتصل على خالتها تجيبها على طريقها.
صعدت وقد سيطر الغضب عليها بفعل ابنتها التافهة
نظرت الى ابنها يحمل بيده كأس ماء يرتشف منه بدفعات خارج من المطبخ و حقيبة النادي تتكئ على كتفه ابتسم واقترب لها قبل رأسها وكفها وكعادتها تبدأ بحوارها قبل أن يبدأ بعتب : يعني لذي الدرجه الكوره ماكله قلبك ! ما تنشاف الا مره بالاسبوع ولا الأسبوعين ، ما تقول عندي أُم اسأل عنها اشوف احوالها ! اخوان اجلس اشوف اخبارهم.
وضع الكأس على أقرب مكان إليه : وش اسوي عارفه الدوري بيبدأ بعد اسبوع واحب اخذ وقتي وانا اتدرب حتى لو اتدرب لحالي.
وضعت راحة كفها على ظهر كفها الأُخرى و بإبتسامه جانبيه : ايه و اهلك اخر اهتماماتك !
ضحك والتف بساعدهِ حول كتفيها : والله اذا الشيخه شيخه الكناب تزعل علينا نترك الكوره وابوها بعد وش تبين بس امري.
رفعت حاجبيها و بإبتسامه ساخره ظهرت لثوانِ قليله : أحـلـف ! اتحداك اساساً ولله لو تتركها اسوي لك اللي تبي ، تدري اني مو راضيه من البداية ، و الى الآن ماني راضيه على الي تسويه كل اخوانك جامعات وانت يا حظي متدبس بالثانويه ما صدقت على الله تخلصها عشان تتلزق بالكوره ماهي دايمه لك الكوره يا ميلاد ! تراك صغير قدامك مشوار طويل توك داخل الأربع وعشرين سنة ، ما يدوم لك الا الشهادة هي الي بتأكلك و تنفعك ولا الكوره ما وراها الا مصايب وغثا.
نظر ثلاث باقات بأحجام مختلفه على الطاوله الدائريه بمدخل الفله ابعد ساعدهُ عن كتفيها ورفع اناملهُ يدعك رقبته قد وجد مخرج من حديثها في كل مرة يتحدث عن الكرة أمامها رفع سبابتهُ يُشير على الطاوله الدائريه أمام مدخل الفله : لمين ذولي؟
هزت كتفيها بقله حيله : لمين يعني انا بعرف كيف يعرفون عنوان البيت المره الثانيه بقول للعامله ترميهم بالزباله الشارع قبل يدخلون اذا لك ، لان الوضع صاير مُقرف من كثر الباقات بالبيت.
اقتربَ ينُظر لكرت كل واحد منها ومثل المعتاد كلمات غزليه واحده تضع رقمها والأخرى تتغزل بوضع حسابها على تويتر و ثالثها دون اي كرت مزقها ووضعها على الطاولة كلمات لا يعرف كيف تجرأن بكتابتها تقلب مزاجهُ و اتجه الى المصعد : ارموها بالزباله ولا اقول حرام خلوها زينة لطاولات انا بصعد انام مابي احد يصحيني بشبع نوم.
نظرت اليه حتى صعد المصعد للأعلى اقتربت ترتب الأوراق الممزقة كتركيب أُحجيه قرأت ما كُتب وشهقت : يا خزياه بس ! وش هالكلام اللي حتى ما يكتب !
كومت القُصاصات بكفها ورمتها بأقرب سلة مهملات لديها لتُردف بنبرة غضب : هذا الي جانا ورا الكوره و الشهرة بلاوي وقله ادب وقله حيا.
خطت خطواتها لصاله المعيشه جلست على اريكه الوثيره حملت جهاز التحكم فتحت إحدى التطبيقات على برنامج حواريه من برامجها المفضلة تستمع بتركيز تريد ان تغفل عن ما يحدث لأبنائها من مشاغل حياتهم.


'
'

| نيويورك |

تعرقت كفيه بسبب قبضته الشديده عليها منذُ أن دخل لـ مركز التحقيق وفي ذهنهِ تعود تلكَ الأيام التي لا تُذكر دائماً ما يتخيل أنها كابوس تلك الأيام جعلتهُ يحملُ جسداً مختلف عن ما كان عليه وانتزعت روحهُ بروح ميته ، انزل عينيه و وهنَ قبضه يدهِ اخفضَ عينيه للجرُوح المُستدميه الأربعة على باطن كفهِ بسبب أظافره تلكَ العادة التي اكتسبها مؤخراً رفعَ عينيهِ بسماع صوت صرير الباب الخشبي نظر ذلك الرجل ذو الجنسيه الكنديه بأواخر الأربعون يحملُ في يديه صندوقاً وأوراق كُثر تستريحُ فوقها جلس مُقابلاً لهُ بإبتسامه : مرحباً أوس مرَ وقتٌ طويل.
كعادتهِ اكتفى بالابتسام دونَ أن ينطُق بحرف الصمتُ لغتهُ الوحيده يُجيدها في وقته الحالي.
اخرجَ من الصندوق مُلحقاتهُ الخاصة كـ جواز السفر و والإقامة هاتفهُ واشياء أُخرى كانت قد أُخذت منهُ مُسبقاً.
نظرَ إليهِ المحقق ليقول : كل شي عادَ كـما كان يا أوس.
انتهى من الإجراءات التي يتحتمُ له أن يفعلها كـ بصمة وتوقيع عدة أوراق ليخبرهُ المحقق : لقد أنتهينا من كُل شيء يمكنُ لكَ الذهاب والعودة متى تُريد ولكن قبلَ ذلك نريدُ منك.
أن ترى المُتهم لتنظر لهُ هل هوَ نفسهُ صاحب الوشم الذي ذكرتهُ في التحقيق سابقاً؟
وقف قبل وقوفه و أومأ رأسهُ بنعم.
سار خلفَ المحقق حتى وصلَ لغرفه التحقيق دخل ينظر لـ ذلك الرجل من خلف الزجاج العازل على طاولة التحقيق ذو جسدٍ هزيل و ذقن خفيف أشقر قليلاً يتضح على وجهه أنهُ ذو ملامح عربيه.
سمعَ المحقق خلفهُ: هل تعرف هذا الرجل؟
ضيق محاجره يتفحص ملامحه وهز رأسهُ بالنفي :لا
اقترب المحقق لجانبه : انظر ليده مثل ما قلت على إبهامه دائرة وبداخلها مثلث !
عضَ على شفتهِ العُليا يكبتُ غضبهُ نظر للمحقق: هل يمكن أن ادخل؟
المحقق هزَ رأسه مبتسم : خمس دقائق لا أكثر.
فتحَ الباب بهدوء دخلَ و رفعَ ذاك الشخص رأسهُ لتتضح معالم التوتر والدهشه على وجهه زردَ ريقهُ وقال بصوت يوحي بخيبة أمل : أنتَ حي !
اغلقَ الباب ووقف بمكانه بـجانب الباب ينظر لهُ ومحاجرهُ تمتلئ حقد ، كُره ، غضب ، بُغض ، كُل ما يريدهُ الآن أن يركله ويقطعهُ بأسنانهِ حتى وإن لم يتذكر عنهُ شيء يريد أن يُطفئ اللهيب الذي يحوم بداخله ، قالَ مُميلاً رأسهُ و بسخّريه : حي !! ليش كانت نيتكم تذبحوني بعد ؟
اقتربَ بهدوء وعينيه تنظر لهُ بـ كُره كـ النار التي تأكلهُ في داخله وتهمشْ جوفهِ جلس على الكرسي بهدوء واشتبكت اصابعهُ ببعضها فوق الطاوله : انت ليش هنا !
شتتَ عينيه عنهُ بتوتر يتضح على مُحياة همَس : انا صوبت على مساعد بس.
رفعَ أناملهُ يفتح ازارير ياقة قميصه يُحارب انسداد مجرى التنفس الذي أصبح يضيقُ عليه : وانت ليش هنا ؟ جاي بعد سنه تعترف؟
رفع كتفيه : ما أعترفت همَ مسكوني
ركز حدقتيه عليه برفعه حاجبه : انت قتلته ! ومين أمرك تقتله ؟
كانَ ذاك الرجل يلتزم الصمت
ضرب الطاولة بكفيه بقوة وأردف: مـــين قــتل عـمي مسـاعد.
زردَ ريقهُ مراراً وتكراراً حتى اوشك على بلع لسانه : عطوني مصاري وخبروني أوص عليه بالمسدس بس
قال بلهجة شديدة السخرية : عطوك مصاري عشان تقتل روح ! يا جبان روح ! يا غيي !
هز رأسهُ ذاك بالإيجاب
اشاحَ وجههُ وضحك بسخريه : ضحكو عليك عارف !
انزل عينيه ليدهِ المكبلة نظر للوشم الذي يتمركز على نهاية إبهامه الأيسر نظر لهُ طويلاً يحاول تذكر اين رأه وكيف ومتى ولكن لا شيء يربطهُ بذكراه ،اسبلّ أهدابهُ وسحب شهيقاً عميق ، بحركه سريعه لم تأخذ منهُ الا ثانيه وقف على الطاولة ليركلهُ بحذائه على وجهه سقط ذاك من على الكرسي نزلَ أوس من الطاولة و أمسكهُ من ياقته صرخ عليه لعلَ كبتّ الأيام الكئيبة يخرج بفعلتهِ: ميـن اللي طلب منك تسوي كذا مـين الواطي هذا !
المدعو هادي التف برأسهِ عنهُ: وحياتك ما بقدر اقول شي وحياتك لأنو ما بعرف.
لكمهُ مع وجههِ: حياتك انك تخيس بالسجن يا حقير ياغبي لعبو عليك نفس ما لعبو علي سامع !
بصق عليهِ وعينيهِ تُشع حقداً وشراً ، خرجَ بغضب احتد عليه يحاول جاهداً أن يتذكر ما حدث ولكن لا يستطيع هُناك صوت يغزو ذاكرته ولكن لا يعرف من هو جُمله واحدة تتحجر بها ذاكرتهُ المفقوده ((هذي البدايه يا ولد خالد ))
خرج خارج المبنى يحاول استنشاق الهواء ولكنهُ يتوقف الى منتصف حنجرته يحاول إدخال ذرات الهواء الى رأته لا فائده كان الأكسجين يتكدس ويسبب لهُ الاختناق دون أن يصعد أو ينزل انحنى وتشبثت كفيه بركبتيه يحاول الاتزان بنفسه ومشاعره وعقلهُ المضطرب يظن في بعض الأوقات انهُ شخص مجنون هو بالفعل اصبح شخص مجنون لعشر سنوات ومنذُ أشهر مضت اصبحَ مُجرد من الجنون ليصبح قاتل حتى وإن كان بريء لا يزال بجانب اسمه مشتبه بهِ ستعيش معهُ طوال عمره ليس بقتل فقط ايضاً بأشياء كُثر.
هو مشتبه بهِ بأنهُ متهم سابقاً بغسيل اموال
هو مشتبه بهِ بأنهُ سبب في موت والده
هو مشتبه بهِ بأنهُ اصبح وحيداً دون عائله
هو مشتبه بعهِ بأنهُ عاق بوالدتهِ منذُ عشر سنوات
وهو مشتبه بأنهُ قتل نفسه بعُزلته ..
انتبه لكف عزام التي تربت على ظهره استقامَ ظهرهُ ينظر إليه بتوجس : شفيك ؟
هز رأسهُ بالنفي : حسيت اني اختنقت شوي وطلعت.
رفع الكيس الصغير الذي يحمله : المحقق عطاني ذول يقول طلعت وما اخذت اغراضك.
تناول الكيس من كفه وذهب مُتجه الى السيارة صعد وفتح الكيس ينظر لهاتفهِ بكيس بلاستيكي يحملُ بقع دماء جافة على ظهره أخرجه ووضعه على شاحن السيارة نظر اليه عزام : وش تبغى فيه ؟
وضعه وسحب حزام الآمان : يمكن اتذكر شي يفيدني
عزام هز رأسهُ بالنفي وبضحكه قصيره : بتتذكر لما تلهى عن نفسك شوي لما تختلط بالعالم وتبعد الي فيك شوي ماراح تتذكر وانت من اللي صار ما تطلع من الشقه الا بعدد الأصابع.
لم يبالي بحديثه ليُردف مبتسم : طيب شرايك نتغدى بمطعم على حسابي.
اتكئ على باب السياره بمرفقه : اطلب غداء وناكل بالبيت احسن.
إن تحدث عن حاله سيُعد اسطوانتهُ المعتادة بأنهُ يفضل العُزله عن الأماكن المزدحمة نظر إليه ثم عاد ينظر لطريقة : ودكتورك ؟ متى ناوي تروح له كمل علاجك يا اوس الحبس ماجاب لك الا الكوابيس اللي ماتروح منك وتسبب لك ارق.
تأفف بضيق ونظر اليه : عزام خلاص ترا ماني طايق نفسي
اسقط حدقتيه على هاتف عزام بأسم المتصل "طلال"
عزام دون ان ينظر اليه : ترد ؟
وضع الهاتف على الصامت : مالي خلق احد.
عزام اصر على اسنانه بقهر من تصرفاته البارده : اخخخ ياربي انا اتوقع امي داعيه لي بالتحمل والصبر بليله القدر لو احد غيري ملصق وجهه فيك مو هرب منك انتحر قدامك.
رفعَ مرفقهُ على حد النافذة و اتكأ برأسه بقبضة يده: تتوقع لو برجع امي بترضى علي ؟ بعد اللي صار.
ابتسم و داخلهُ يتراقص فرحاً واخيراً أومأ رأسهُ : انت توكل على الله و اجزم بس والباقي يسهلها ربك.
اوس نظر اليه : ماهي سنه او سنتين 11 سنه يا عزام ما شفتهم ولا شافوني اول كم شهر كنت اتواصل معهم وبعدها ما اعرف عنهم شي الا من طلال وارين ، واساساً من بعد الي صار قطعت ما عادت تتصل ، مجرد انه عندي عايله بعيد عنها يشلع القلب - رفع راحة كفه الى منتصف صدره - لا فرحو لي بتخرجي لا فرحو لي بزواجي ولا حتى وقت ولادة العين اجيهم واقول لأمي صرتي جده واخواني صرتو اعمام الفرحه الي بقلبي صارت مضغوطه لحد ما غلب عليها الحزن وراحت اندثرت بعيد إلى ما صار البال مشوش والراحة والفرح شيء ماهو موجود بحياتي ممسوح حتى و إن صار ما انبسط لأن عارف وراه بتصير مُصيبه.
بعد ما اكل الصمت شفتيه لدقائق طويلة أخرج حروفهُ بتنهيده : حسبي الله على من كان السبب وفرق بينكم ، ابوك يا اوس توفى الله يرحمه وما اتوقع انه بداخله ماهو راضي عنك انت ارجع وشف حياتك ولله الغربه تشيب الواحد حتى لو انه مبسوط ! تحسب اني مبسوط وانا بديره بعيده عن اهلي الحمدلله على الوظيفه الزينه لكن البُعد شين وهم انك ترجع افضل حل لك يمكن تتذكر الي صار لك اذا خالطت اهلك.
امال فمُه بإبتسامه جانبيه ساخره : رجعت وبعدين ؟ حياتي هنا احسن لي دام اني مرتاح الحمدالله.
عزام بسبابته وابهامه يسحب شُعريات شاربه القصير والحديث معهُ يستفزهُ بشكل غير معقول ولكنهُ يتحمل : قولي من يدفع فواتير الكهرباء والماء واكلك باقي اغراضك الشخصيه لو الفلوس اللي يرسلها لك طلال كل شهر بعد الله ما عشت هنا دقيقه خلني ساكت بس لأن الصبر عندي نفذ وبديت اعصب منك والجوع يخليني اعصب زياده عن الزوم.


'
'


تنظُر الى جهازها اللوحي تحاول استيعاب اسم المراجعة رفعت رأسها لطرق الباب يختبئ وجهها خلف باقه ورد كبيره ابتسمت لتقف متجهه إليها : وش المفاجات الحلوه هذي !
ضحكت ارين أظهرت رأسها من خلف باقة الورد : من ورانا تتوظفين وما تقولين لنا ؟ بدينا حركات الجحاده.
غرقت بضحكتها بعد ان صافحتها بحراره واغلقت باب المكتب خلفها : من حماسي لدوام لهيت حتى من نفسي توني قبل خمس اشهر خلصت ماستر مامداني اتهنى اني عاطله جاني عمي قال لي لقيت لك مكان بالعياده اللي تبغينها.
وضعت ارين الفازه على الطاولة وجلست امامها : من اول ما دخلتِي ماجستير وانتِ خاطرك فيها زين جت لك على طبق من ذهب.
رفعت غذاء وجهها لتظهر ملامحها الناعمه : كيف الشغل لما اتصلت بحجز الموظفة تلمح لي انك جديده وفيه احسن منها قلت لا ابي المعالجة دانيه الراوي انا اكبر فانز لها.
ابتسمت لها : انتِ اول مراجعه نورت المكتب انتِ بركة لي ان شاءالله
ارين ارمشت بأهدابها مراراً وبغرور : يحق لي ، المهم سُعاد عازمتك على الغداء على شرف الوظيفه وانا بنفسي جايه اخذك معي الساعه ثنتين بالضبط قالت خليك جاهزه.
رفعت معصمها تنظر لساعة يدها : باقي ربع ساعة على وقت خروجي - تذكرت لوله لتصدر شهقتها - عشان كذا تسأليني عن دوامي أمس ما جاء ببالي هالزياره !
ابتسمت لتنظر لها دانيه كانت ابتسامة انكسار تهتز داخل من أمامها ألف مرة غير مُدركه ذلك : يمكن جايتك عشان شيء ثاني ؟
قطبت جبينها باستفهام : ايش ؟
لتغرق بضحكه مُردفه : تتعالجين عندي ؟؟
سحبت انفاسها وكأنها سحبت كل ذرات الهواء الموجودة في هذه الحجرة : بيني و بينك يا دانيه صار لي حدود السنه اكل حبوب اكتئاب ومخبيه السالفه عن امي وكل اللي بالبيت واحس صارت تحس فيني متغيره عن قبل ، المفروض الحبوب تواسيني بس صرت انعزل عن الدنيا واحبس نفسي طول اليوم بالقبو ابغى اتخلص منها علميني كيف ؟
زفرت انفاسها المتزاحمة في صدرها : اولاً ما يوقف لك الحبوب الا اللي صرفها لك ، انا ما عندي اي صلاحيه اوقفها عنك لازم تراجعين طبيبك بخصوص هالشيء ، الشيء الثاني يا ارين خليني اتكلم معك بمعرفتنا مو كوني معالجة ، انسي اللي راح عارفه صعب السنين الي راحت ماهي شويه لكن صحتك جالسه تتدمر بسبب ماضي يا ارين الماضي يروح بعيد بس ما نقدر نمسكه والمستقبل بعيد لكن نقدر نمسكه.
اتكأت على ظهر كرسيها وبسخريه بالغة التحقت حديثها : اتزوج يعني ؟
هزت رأسها نافيه : لا طبعاً انتِ اكبر مني وافهم ، فيه امور كثيره غير الزواج ، توظفي طوري الموهبه الي ربك عطاك اياها واشتغلي فيها اما تتعلمين اكثر او تعلمين الناس او حتى تبعين لوحاتك !
انزلت حدقتها تُحرك الخاتم بشكل دائري من على اصبعها : حاسه اني بفقاعة بس ماهي راضيه تنفجر صعب علي ، دراستي غصبني ابوي اكملها و بالويل حتى كملتها انتساب بسببه ، اخبرك شي عارفه بعد يومين بالضبط بيكمل ثمان سنوات من وفاته ، كيف اقدر اتخطى حياتي الجايه وانا ثمان سنوات ما قدرت اتخطاها يوم عن يوم يكبت على قلبي اكثر من اليوم اللي قبله.
وقفت لترتدي عباءتها ودون أن تنظر لها : اذا حياتك موقفه ثمان سنين فيه ناس متوقفه حياتهم سنين طويله بالحيل وبعضهم من كثر هي متوقفه يحسون قلبهم رايح لمكان ثاني و اجسادهم بمكان ثاني - بسُخريه تلتهمها - رغم هذا مُنجزين بحياتهم كثير بس ماهم حاسين بطعم انجازاتهم لان قلوبهم ماهي معهم. - التفت تنظر لها - ارين اذا محتاجه اي شي لا يردك الا لسانك تراك اختي وما بيننا شي وبكون معك وكلامك على قولتهم ببير لا تخافين
وقفت لتزفر أنفاسها : ما تقصرين يا عمري ، الله يعيننا على الدنيا محد فيها مرتاح والمهموم صار أكبر همه يحسد المرتاح.
حملت حقيبتها من على الطاوله وأغلقت نافذه الغرفه : ما علينا من الناس بطوننا أهم ما قلتِ لي وش ذوق سُعاد وين حاجزه المطعم.
ارين تلوح بيدها بحركه لا اراديه : تعرفين خالتي سُعاد تحب الفخامه والذوق والاكل الغالي انا اقول نمر اي مطعم وجبات سريعه ماهذ لنا مقبلات احسن عشان نشبع نفسنا شوي لان الاكل الغالي نتفه ما يشبع.



أنـتــهـى


( لا تحرموني من دعمكم و أرائكم ♥)


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-22, 02:39 AM   #3

نور المحبوب

? العضوٌ??? » 405775
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 121
?  نُقآطِيْ » نور المحبوب is on a distinguished road
افتراضي

بداية موفقه قريت مقتطف الروايه شدتني
لكن أفضل أن تكتمل ولي عودة بإذن الله


نور المحبوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-22, 02:46 AM   #4

bshoor15x

? العضوٌ??? » 407490
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 325
?  نُقآطِيْ » bshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond repute
افتراضي

بدايه جميله بالتوفيق


🤍


bshoor15x غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-22, 07:32 AM   #5

يمكن غلا

? العضوٌ??? » 498910
?  التسِجيلٌ » Feb 2022
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » يمكن غلا is on a distinguished road
افتراضي

بتوفيق وبداية رهيبة😍🤍🤍

يمكن غلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-22, 10:41 AM   #6

الغيد
 
الصورة الرمزية الغيد

? العضوٌ??? » 322714
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 407
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » الغيد is on a distinguished road
افتراضي

صباح الخير 🤍

وعاد عيِدكم جميعًا ..
بداية رائعة ؛ اسلوب عذب وسلس ومفردات ممُيزة ..
متشوقة للجاي جدًا 🥺💓


الغيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-22, 02:17 PM   #7

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....







واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 04-05-22, 04:43 PM   #8

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصص من وحي الاعضاء مشاهدة المشاركة



اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....







واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

نعم الروايه حصريه لمنتدى روايتي


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-22, 01:24 AM   #9

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني

(2)


لا تلهيكم الروايه عن العبادات 🤍

'
'

[ ان أُهيمَ بكّ
و تكونَ لي روحاً اخّتبئ بها
أن أعّتكِف ذلك القلب
و اعيش بهِ حتى الموْتَّ
وانسى اني هِممتُِ بكَ
لأجل شيء واحد تلك السنوات
التي ضاعت سُدى ..لوحدي
بينما ملئت حياتكَ بالبهجة
حينها علمتُ انك قدراً بدعوة آمي
آكان لأسمك نصيب؟]
~ ارين

'
'


| الرياض |
على عتبات سُبات شمس الرياض وأصوات بلبلة العصافير تتسابق لتختبئ قبل ان تحل ظُلمه الليل ،تَجلُس تلك في حَديقة المنزّل الصَغِيرة و وِشاحِها الرمادي الصوف ُيعانق كتفيها وتستجمعُ دِفئها بكوب حليب تحتضنهُ كفيها تتأمل شجرة الفُل رائحتها العذبة تُداعب انفها هذهِ الشجرة ذات الأزهار الصغيرة و نفحتها الزكيه تضوع في أرجاء الفناء.
ترى ملامحهُ امامها هذهِ الشجره التي احبتها بسببه او بشكل أدق زرعتها لكي لا تنسى انهُ يأكل تفكيرها بالرغم من بُعده ولا شيء يربطهم سوى حباً صادق من كلاهما اخفياهُ سراً بينهما و ذاب هذا الحُب داخلها كذوبان مكعبات الثلج داخل السوائل الحارة منذُ سنوات عديدة ، ليُنتج لها حُباً عميق لهذه الزهرة التي تتأملها.
إن كان نسي ما احبتهُ لهُ فهي أجبرت نفسها على أن لا تنسى.
شعرت بشيء على كتفها شهقت بصوت مرتفع فالتفت مرتعبه ، ابتسم لها بحنيه واقترب يحتضنها ، لامست شفتيه خصلاتها بقبلهُ اعتذار :بسم الله عليك ، اسف والله ما توقعتك تفزعين.
ابتسمت ووضعت راحة كفها على صدرها ولا تزال عُقده حاجبيها حاضره : خوفتني كنت اهوجس عشان كذا ارتعبت
انزلت انظارها لزيهُ العسكري لتُردف : توك جاي من الدوام ولا بتروح ؟
جلس بجانبها وخلع حزامه ليضعه على الطاوله: توني جاي وشفتك ، اجل تقولين لي تهوجسين وش الي تهوجسين فيه ؟
أعادت ظهرها لظهر الكُرسي الخشبي ووضعت كوبها على ذراعه العريض و بتنهيده عادت تنظر لهُ بأبتسامه : ابد جيت من العيادة بوسويت لي حليب دافي وجلست عند الحلوه هذي اهوجس فيها و تداعب أنفي بريحتها اللي اموووت عليها.
رفع حاجبيه ولا تزال تلك الابتسامة ترتسم على ثغرهِ : والله يا بختها الفُل اشوفك تهتمين فيها اكثر من اهلك !
غرقت بضحكتها ثم استنشقت نفساً وراحه كفيها تنجذب الى منتصف صدرِها : قولي مو ريحتها تجنن ولله يا عمي انها عذبه ومافي ورد ريحته حلوه كثرها اتذكر كثر ايش بمزرعة عمي خالد الله يرحمه بكل مكان موجودة حبيتها بسببه.
قوس شفتيه ليومئ برأسهُ يُعين حديثها : الله يرحمه وانتِ الصادقه ريحتها عذبه على قولتك ، أوس كان يحبها عشان كذا كل ما دخل المزرعه جاب كم شتلة منها ويزرعها والمزرعه صار الفُل فيها اكثر من النخل وريحتها صدق ترخي الأعصاب.
انهى حديثهُ لها ليُكمله بما هو أهم : ماقلتي لي كيف الشغل بالعيادة مرتاحه؟
تناولت كوبها وارتشفت منهُ و اومأت برأسها بعد ان همهت : الحمدلله لأني جديده مافي شغل كثير بس مع الوقت اتعود ان شاءالله ، ما اعرف كيف اجازيك يا عمي على فعلك ولله ما قصرت معي من زمان امنيتي ذي العياده وجبت لي مكان فيها.
رفع كفهُ يربت على عضدها ليُجيبها بحّنيه : ما سويت شي انتِ بنتي الكبيره و اوامرك تمشي علينا كلنا.
اجابتهُ بأبتسامه وبهز رأسها بنعم ، وقف ليتجه الى الفله : الحمدالله ، اجل ما نقطع عليك الهواجيس.
وضعت كوبها مرة أُخرى تنظر لهُ يبتعد لتهتف بسرعه : عمي.
وقف والتفت ينظر لها وهز رأسهُ بالنفي وكأنهُ يائس: ما باقي لك شي على الثلاثين يا دانية وانتِ تقولين عمي كم مره قلت لك انا ابوك.
ابتسمت لهُ ورفعت كتفيها مفرقعه اناملها : عادي تعودت ما اقدر اتركها وانت تعرف معناها بقلبي اكيد نفس المعنى.
تناثرت ضحكات سعود العالية بأرجاء الفناء : طيب بعتبر انها يبه امريني يا بنتي وش الي تبينه.
بللت شفتيها بتوتر ورفعت سبابتها تدعك خلف اذنها اليُسرى دون شعور منها تُريد أن تُحضر حديثهُ بأي فرصه ليس لرغبتها بمعرفه اخباره بل لأجل ان يرمم اشتياق قلبها وان تصحو من ثماله تفكيرها الدائم بهِ : أوس وش صار عليه ، اقصد يعني .. من زمان عن اخباره ! مو واحد معك بالقسم ماسك قضيته ؟
ضرب كفيه ببعضها بتذكُر: ذكرتيني كنت بتصل على طلال اقوله لهيت بأشغال الدنيا.
قطبت جبينها مُستفهمه ما يتذكر : بأيش تذكره ؟
اومأ رأسهُ ليُجيب عليها وراحه كفهِ تُمسد شعر ذقنه : ابشرك الحمدلله قبل يومين فكوا عنه حظر السفر اموره بالسليم الحمدالله.
دانيه بين عُقدها حاجبيها مُستفسره : كيف يعني بيرجع ؟
سعود رفع كتفيه بعدم معرفه : والله ما ندري الى الآن لكن بنحاول فيه يرجع ولا انه يجلس لحاله جلسته هناك ما صارت تنفع ومجموعة الدوجن تبي احد يمسكها يكفي التسيب الي فيها من وفاة خالد الله يرحمه.
لا تزال تُريد معرفه أخبارهُ تُريد معرفه تفاصيل التفاصيل الصغيره لحياتهِ البعيده عنها ، وقفت تسير معهُ بأتجاه الفله : ليش زوجته مو معه ؟
هز رأسه بالنفي بيأس : للأسف من الي صار تركته ما الومها يلي مات ابوها و اول اشتباه جاء من زوجها تلقينها مسكينه مصدومه منه.
هزت رأسها بحُزن التهم ضميرها لأجله لتنثر حُروفها بتنهيده : الله يفرج همه ويفرح امه بشوفته.
فتح باب المدخل وبضحكه ساخره : ما سألت عنه من اللي قلب حاله تبغينها تنبسط بشوفته ! ما ظنتي ام غادي قلبها حجر.
رفعت كتفيها و حاجبيها بآن واحد : يمكن ربك يبدل الأحوال ما تعرف ! اكيد انها حاسه فيه بس تعرف خالتي شيخه تكابر حتى بأشد ضعفها تبين انها قويه.
ربت سعود على ظهرها : هذي شيخه الكناب وزوجة عمك الله يرحمه ماني متكلم اكثر خليني ساكت.
:وش فيها خالتي شيخه !
نظرا خلفهما لفُرات التي تضع كفيها على خاصرتها ، ضحك والدها وهزَ رأسهُ بقله حيله : شي بيني وبين اختك لا تدخلين بيننا.
اقتربت قبلت رأس والدها واحتضنتهُ بأشد ما تملك من قوة ناعمه بذراعيها الرقيقه : ماعلينا بعديها لك عارف ليش ؟ لانه قول لي كم صار لي ماشفتك ومشتاقه لك ! والشغل ماخذك عنا ومو عيب دانيه تشوفك قبلي !
ضحك من عبط ابنته الصُغرى : انتِ اشوفك اصلاً ! بغرفتك حابسه نفسك طول وقتك
عبست ملامحها بضيق لتذكر ما يأخذ كل وقتها : كله من الجامعه الله يفكنا منها ما تخلي الواحد مرتاح امتحانات ومشاريع ورا بعض مافي راحه حتى بالويكند.
ابتسمت دانيه متجهة لعتبات الدرج لتهُم بالصعود : كذابه كانت عند سُعاد امس متفقين ينامون عند وجد هي وفيض.
رفعت حاجبيها وابعدت ساعديها عن عنق والدتها بشهقه عاليه : اي نمت بس اخذت اغراضي معي ما تهنيت بالنوم نصها حل واجبات الله وكيلك صرت طنازه لثنتين
مسح سعود على شعر صغيرته : هي كذا الدنيا يا يبه بروح اغتسل وانزل لصلاة واذا رجعت ابي قهوه يحبها قلبي وخلينا نجلس وقولي لي أحوالك لأني مشتاق لحنتك ولسوالفك.
رفعت جسدها بأطراف قدميها لتُقبل وجنته : ابشر كم سعود عندنا حنا هو واحد يطلب وكل البيت يقول سم وابشر

'
'

دخل عائد من عملهِ في المطار بعد يومٍ شاق أخذ منه اثنى عشر ساعه يحمل معطفهُ فوق كتفه وعلى كتفهِ الاخر تعب اليوم بأكمله يريد الخلودَ الى النوم ، حدقتيه تتجول في أرجاء المنزل هدوء يزعج الجدران والأضواء خافتة إن كان هناك ازعاج يخيم على المنزل هذا الوقت فربما تلكَ معجزة سماوية ، نظر لساعة معصمه الساعه الحاديه عشر مساء نظر لطاولة الطعام وجد طعامه كالعادة بعض الأيام التي يتأخر بها ينتظره مُغطى بحافظه طعام ابتسم بحب ودعاء صادق داخل قلبه للمدعوة ارين بالرُغم انها لا تعرف كيف تُشعل الفرن الا انها تهتم بأدق تفاصيل طعامهم من قِبل العامله على الطعام.
كان الجوع يلتهم معدته وضع معطفه وجلس يهم بتناول طعامه بهدوء يفكر كيف سيتمكن من اخبار شقيقته بما اخبرهُ "سعود " ، سيُعاني كثيراً من ان تتقبل عودتهِ بينهم مجدداً ، انتهى وحمد الله على نعمته التقط معطفهُ وصعد للأعلى سمع صوت التلفاز اقترب لصاله العلويه نظر إليها تجلسُ وحيده بين اناملها فنجان شاي و أوراق نعناع تطفو على رأسهِ ومن الواضح انها تنظر اليه بملل.
ابتسمَ واقتربَ لها القى تحيه الاسلام عليها ثم قبلَ رأسها وجلس على يمينها نظرت اليه مُبتسمه : تعشيت ؟
ضرب كفهُ بطنهُ بخفه : ايه ولله الحمدالله على نعمته ماقصرتو اكرمكم الله ، الا اشوفك وحيده !
اخرجت تنهيده من اقصى جوفها بتملل من بعض ايامها المكرره : مين عندي غادي يلي تحت رجولي دايماً بدأ دوامه تعشى وراح والثلاث الباقين تعرفهم واحد بالنادي ولا عند ربعه والبنات مو لازم اقول وحده ماتصدق تخلص عشاها تحبس روحها بغرفتها والثانيه تعتكف بنفسها تحت الأرض.
وضعت فنجان النعناع خاصتها وأردفت : اصب لك نعناع؟
ضحك من حُرّ ما بها وهزَ رأسهُ بالنفي : لدرجه ذي عيالك مضايقينك بتصرفاتهم !
التقطت فنجانها مُجدداً ترتشف منه : ما هو مضايقني قد ما انه مو قادره اسيطر عليهم نفس قبل بس الاثنين الصغار صايرين يتفلتون مني بزيادة هالأيام و الكبيره عايشه بماضي ماهي قادره تطلع منه تعبت احكي واهرج عليها ما غير ابذل جهدي بدون فايده.
ابتسم وانحنى ومرفقه الأيمن يتكئ على ركبته : محد يدوم على حاله كل شي بالدنيا يتغير وعيالك كبرو و اطباعهم تتغير وفاهمين الي يسونه.
انتهت من فنجانها واستعدت للوقوف : الله كريم انا بروح انام كنت انتظرك وجيت الحمد الله تبغى شي.
هز رأسهُ بنعم واستنشق انفاسهُ وكأن الاكسجين انعدمَ من هذه الغُرفه : ابيك بسالفه وصاني عليها ابو المثنى.
ارخت جسدها لتعود بظهرها على الأريكه : خير ان شاءالله ؟
رفعَ سبابتهُ وابهامهُ يسحب شحمة أُذنه اليُسرى : أوس.
لم ينطُق لِسانها بِحرف واحد ابعدت حدقتها لتعود الى التلفاز مجدداً ، تُمثل عَدم الإهتمامّ بكُل مرة يتحدث بهِ امامها ، زراد ريقهُ ليُبلل جفاف حُنجرته : عمه سعود يقول ياليت تحاولون فيه يرجع لأن جلسته هناك مالها اصل قلت تكلمينه انتِ يمكن يحّن قلبه.
وقفت دون مُبالاه وأغلقت التلفاز لتُجيب عليه بنبرة بارده تعكس النيران في جوفها : سنين ما يدري عن امه ولا نعرف عنه شي ولا حتى يتابع اخباره معي جاي الحين تقول نحاول فيه !
مسح ملامحهُ بكفه : يا اختي الوضع تغير من الي صار له طيح حاله بالأرض الحين محتاج لنا اكثر.
شيخه رفعت سبابتها بانفعال ونبرتها احتدت اكثر : طلال اعيد عليك لا تخليني ارفع صوتي عليك و لا تجيب سيرته عشان ما اقلب البيت عليك بعد اللي سواه يتحمل مثل ما تحمل يبعد عني عشر سنين ما قدر ولا دقيقه يعلمني بأخباره يقدر الحين يبعد عني في ذا الوقت الي تقول فيه محتاج لنا !
اتكئ بكفيه على ركبتيه تساعدهُ بالوقوف وبنبره عاليه : يا شيخه افهمي حالته ماهي مثل قبل الولد مريض ! حتى مرضه ما يداوي خاطرك عليه.
رفعت كفها بمعنى انتهى النقاش سارت بإتجاه غرفتها تهرب من ان تنكسر امامهُ لأجله.
تنهد بضيق من حالهِ هو مُجبر بتحمل شيء لا جدوى لهُ بتحمله أسبل اهدابهُ من ضرب باب حجرتها الذي صدحَ صداه في ارجاء المنزل ، زفر انفاسهُ ، دخل الى غرفته بحث أدراج التسريحه عن مسكن لصُداع الذي يلتهم رأسه تناول قرصان كاد ان يغلق الدرج سقطت حدقتيه على هاتفه الذي يحمل الكنز بالنسبة لغيره هو يعرف الحقيقه ولكنهُ مقيد لأجل من يحب يريد أن يستيقظ ليكتشف أن كل ذلك حُلم ، التقط الهاتف ورماه في خزانة الملابس بمكان لا يفتحهُ كثيراً ولا يمكن لأحد غيره أن يجده ..

'
'

اقفلت على نفسها بالمفتاح هذا اكثر شيء يمكن ان تهرب به من هذا المنزل جلست على طرف السرير تمسح كفيها بفخذيها واهدابها تصارع أن لا تغرق بدموعها و ان تقوى حتى مع نفسها ولكن دون فائدة أعلنت عن بكائها التي بدأ بشهقه من اعمق نقطه في جوفها هي لم تنسى ولا لمرة واحدة ان قلبها ينفطر ويختنق لأجله قطعة من رحمها بعيدة عنها ، فتحت صندوق على التسريحه ذهبت لغرفة مكتب زوجها التابعة للجناح فتحته وفتحت الأنوار هذا المكتب الذي لا احد يدخل لهُ سواها بعد وفاة زوجها تجولت حدقتها على أرجاء هذهِ الحُجره التي تسرق كل وقتهما سابقاً ومثل ما اعتادت تستجمع قوتها يتأملها لصوره ابنها برفقه أبيه نظرت لساعه وقد دخل الثلث الأخير ، ذهبت لتُجدد الوضوء ارتدت ثوب الصلاة وجلست على سجادتها بعد انتهائها من وترها رفعت كفيها داعيه لربها لمّ تسجُد سجدة او ترفع يديها لربها الا وقد زاحمَ كل كلمه تخرج بين دعواتِها كانت تدعي لهُ اكثر من اخوته ونفسها حتى إستدمعت أهدابها بـ الملوحة تتمنى أن يكون بين أحضانها بأقرب وقت بأن تراه أمامها يأكل ويعيشُ حياة طبيعيه مثلَ باقي إخوته منذُ عمر الزهور وهو مشتت لمّ يتواصل مع إخوته إلا بالخفاء من والدهِ من طلال وغالباً ما يكون بوقت الأعياد دعت دعت بكُل ما يقلبها لهُ دعت ومحاجرها تنبض من دموع الاشتياق والرجاء من ربها ، انتهت دعوتها بـ "اللهم بلغني بعودتهِ لي بصحته وعافيته اللهمَ بلغني برؤيته ".

'
'

| نيويورك |
على سريره مستلقي على جانبه الأيسر يضغط بـ فخذيه على كفيه التي تتوسطهما و حدقتيه تتمركز حول صورة وضعها داخل إطار صور بوسط الظلام وبنور طفيف من الشمس المُتطفله فوق الطاوله بجانب سريره تسرق الكثير من ملامحهُ يتذكر فرحتهُ بها واذانهُ بإذنها يتمنى بتلك اللحظه لو كان والديه معهُ وشارك فرحه الطفل الأول لهُ والحفيد الأول لـ والديه ، منذ ان ارفق مُؤيد الصور معهُ وعينيه لا تُفارقها لم يعيش معها سوا شهراً واحد الآن تبلغ من العُمر سنة وثمانية أشهر ، أغمض عينيه واخذَ نفساً عميقاً يتمنى لو كانت زوجتهُ أمامه يُقطعها بأسنانه أن يشتمها بكل ما يحملهُ قلبهُ من شتائم وإن كان على حق يريد ايضاً ان يعذبها بـ الضرب يظن بنسبه الف بالمئه انها هيَ أكبرُ مُسبب لِما يمرُ بهِ الآن خيانتها لهُ وشهادتها الوحيده ضدهُ سببت في قلبهِ فجوة لا يمكن أن تُبرى حتى وإن برت ستتركُ بقلبهِ ندبة لا يمكن أن تُشفى ، تربع على سريره و حدقتيه تمضي حول غرفتهِ الرثه نظرَ حوله لا نور بها كعادتها في اغلب ايامه الشمسُ تستنجد لتدخل من نوافذ الشقه لتنبض ببعض النور من خلف الستائر سحبَ شهيقاً مرر كفه على ملامحه نظر لهاتفه الذي صدح بأسم " خالي طلال " أجاب بصوت بارد : هلا.
رفع طلال حاجبيه بغضب: يعني لو ما اتصل عليك ما تتصل ! ما تسأل ما تقول وش اخبار امي اخواني خوالي عمي وعياله !
أعاد ظهرهُ لرأس السرير ليسخر من نفسهِ : خليني اسأل عن نفسي عشان اسأل عن غيري.
اخرج " اوف " من فمه بضيق : طيب افتح الكام بشوف وجهك.
ابعد الهاتف عن اذنه وضعه على فوق سرته فتح الكاميرا ينظر لهُ ليردف طلال : انا طلبت اشوف لغلوغك المهتري !
رفع الهاتف قليلاً و بتنهيده : كذا ارتحت.
نظر لهُ يعبس ملامحه : يا ساتر الفلوس الي ارسلها لك وين تروح ماتدفع فاتورة الكهرب كل ما كلمتك عايش بالظلام !
اوس بسبابته وابهامه عرك عينيه : طلال بلا سخافه.
طلال بجديه : المهم ما قلت متى ناوي ترجع؟
رفع حاجبهُ بتعجب : ومين قال اني برجع اصلاً.
طلال سحب انفاسهُ وعض على شفتهِ السُفلى يكبتُ غضبهُ رفع سبابتهُ وطرق بها شاشة الهاتف : بترجع واذا ما رجعت عمك سعود يقول بيرجعك غصب سامع مجموعة اهلك يبي احد يديرها وما فيه الا انت معرالمُثنى الي ما يدري وين ربي حاطه.
أخرج ضحكه ساخره وحدقتهُ تتجول في ارجاء الغرفه : بزر انا ! الحمد لله عايش ومرتاح هنا ومجموعه اهلي مالي نيه ارجع لها مو انهارت بسببي وانطردت بسببها ! خلها تنهار ثانيه بدوني.
طلال عقد حاجبيه و بأنفعال : لا منت عايش مبسوط من العُزله الي اكلتك وسببت لك اكتئاب ولا من الاضطراب الي ما فكرت تعالجه.
قاطعهُ مكملاً : ولا من الكوابيس الي ما تفك عنك تكفى فهمت الاسطوانة المكررة حتى الجمادات حفظتها.
اتكئ بمرفقه على مكتبه : دام انك فاهمها حرك عقلك المصدي انت تعال ومستعد احط لك شقه لو تبي تكمل حياة الظلام ذي بس خلك حولنا.
تجهمت ملامحهُ بضيق : انا مرتاح هنا ماله داعي.
وقفَ من كرسيه ليخرج من مكتبه : الزبدة حدد وقت وشوف متى ترجع سامع بروح اشيك على شغلي في ناس هنا وقتهم اثمن منك ومن عزلتك.
اغلق طلال المكالمه دون ان يسمع منهُ رد
رمى هاتفهُ بجانبه لم يفكر بيوم ما ان يعود حتى بعد ما حدثَ لهُ لا يريد إلا أن يكفر عن عدم بره بوالديه لعشر سنوات مضت ولا يريد إلا أن يتذكروا اخوته بالخير.

كُل ما اعلمهُ أنني وحيد في هذا العالم يسير فوق ارضه ملايين البشر ورغم ذلك أشعر بوحدة
وأفكار عقلي تلتهمني
انا انصهر في حمم بركانية لكنهُ أنصهار بارد يسير بجسدي ببطء
أصبحت اغرق في أعماق هذه المأساة
اعيش على عاتق الحياة الفارغة
حياة اعيشها منذُ أكثر من عشر سنوات
وأضيف لها بضعة أشهر أخرى
أنا لم أعد ذلك الشخص منذُ زمان
هذه الحياة الغليظة اكره العيش بها
وابغض أن هُناك فتاه تحمل اسمي ستعاني يوماً ما في حياتها مستقبلاً
إن كان هُناك حلاً اريدُ ان افعلهُ فهو الموت لأنه الراحه لي.

خرج من حجرتهِ يبحثُ عن شيء يتناوله فتح الثلاجه ليجد بقايا عشاء الأمس الذي اعدهُ عزام أخرجه ووضعه على المايكرويف نظر ورقه مُعلقه على آلة القهوة قد كتبها عزام مسبقاً( الساعه 2 بيكون فيه إعادة لمباراة ميلاد على قناة *** شوف اخوك كحل عيونك فيه ) نظر لساعة الحائط الساعة تُشير على الثانية وخمسون دقيقة أخذ الطعام ووضعهُ في صينيه تناول مشروب غازي من الثلاجة ووضعه على طاولة الصاله نظر لعزام الذي دخل لتوه يحمل كيس من إحدى المطاعم.
وضعهُ على الطاوله : جبت لك غدا وانت محمي عشاء امس !
جلس يتناول طعامه دون ان ينظر اليه : نقتصد واتعشى عليه.
التقط جهاز التحكم ووضع القناه الرياضيه انتهى الشوط الأول وكان إعادة لاهداف الشوط كان واحد منها هدف من نصيب ميلاد.
جلس عزام بجانبه واخرج طعامهُ وهمّ بتناولها : ولله اخوك ماشاءالله اتوقع بيصير اسطوره وقول ما قلت
ابتسم و حدقتيه تنظر للملعقة التي تُقلب الطعام في صحنه : من يومه يحب الكوره وتمكن انه يكسر مثاليه امي بسبب طلال ودخله فريق الناشئين وصار لاعب وله اسمه الحين.
عزام يخرج هاتفه : وبصغر عمره قدر يحبب الناس فيه.
اخرج هاتفهُ مد اليهِ مُردفاً شوف كيف الناس تحبه سو بحث عن ميلاد الدوجن بتويتر واتحدى تلقي احد سلبي يحكي فيه حتى المتعصبين بفرق ثانيه يحبونه يا حظهم فيه.
التقط الهاتف منهُ ينظر الى تغريدات تُشيد في تربيته واحترامه وعفويته والكثير من الثناء ابتسامه واسعه ترتسم على ثغره حتى انها بينت أسنانه.

'
'

| الرياض |
تجلس في فناء المنزل على الكراسي الخشبية و بمساند وثيرة كانت قد اوقدت النار لتُدفئ نفسها ولكنها بارده من الداخل لا شيء يُمكن أن يدفئها تضُم ساقيها بذراع واحدة وذقنها يتكئ على ركبتيها تتأمل كفها الأيسر لذاك الخاتم الذي يحاصر اصبعها " البنصر " لسنواتٍ طَويلهْ ولأكثرَ من الفِ يوم لم تتجرأ ليومٍ ما أن تنزعهُ شاركها ادقَ تفاصِيلَ حياتِها فرحها وحزنها شاركها السعادة واليأس ، حياة رسمتها لسنوات حتى اوصلت أبنائها لأعلى الخيالات برفقته وبرفقه من نبض عشقاً لهُ قلبها لأول مره ولكن دُفن كل ذلك مع دفنه ، سحبت نفساً عميق اضطراب مشاعرها هذا المساء ينص على أن حالتها النفسية ليست بجيده في نهاية اليوم ستبكي لا محالة هذا ما ستفعلهُ ، تنهدت تنفض افكارها اليائسة مثلها كورقه خريف قاربت على السقوط من غصن الشجرة لتُعلن انتهاء حياتها ، رفعت حدقتها نظرت لشقيقتها المتجهة إليها تحمل كتاب من كُتبها التي تقرأها وكتاب آخر للجامعه رمت الكتب فوق الطاولة و ارتمت هي الاخرى على اقرب كرسي : البيت فيه اعصار تُسونامي مُصيبه مُصيبه الله يعين من زمان عن صراخ شيخه.
ابتسمت لها وأعادت ظهرها لتتكئ على ظهر الكُرسي : ليش ! لا تقولين ميلاد بعد.
قطبت فيض جبينها وهزت رأسها بالنفي: لا سالفه أعظم ولا شي ميلاد خليني احكي لك - تربعت بحماس على الكرسي وفتحت ذراعيها لتشرح بطريقة صبيانيه - عمي سعود مُصرّ يرجع أوس من نيويورك وطلال يقول لأمي اتصلي عليه يمكن اذا سمع صوتك يرجع وامي معارضة تعرفينها الشيخه شيخه ما تحب تنزل نفسها لأحد كنت ادرس بهدوء بالصاله وامي تقرأ كتابها جاء طلال و فجأة صراخ انسحبت وجيت اتنفس شوي من الخنقه.
تنهدت و نزلت حدقتها تلف خاتمها حول اصبعها : بعد اللي صار له احس رجعته صارت لازم والفتره الاخيره صاير يجي ببالي كثير بالمره.
رفعت فيض شعرها بربطة شعر تضعها على معصمها : و الله انا يوم طرده بابا وكنت اسأله الله يرحمه عنه كان يقولي راح يدرس برا كنت اظن الي يدرسون برا ينقطعون عن العالم حتى اهاليهم بس كبرت شوي عرفت الحقيقه و انطميت.
شهقت لتذكرها مُردفه : وصحح تخيلي قبل يجي طلال بنص ساعه جاء غادي وقال لأمي بتزوج بس مين سعيده الحظ الي خطفت قلبه وحده لقطها بالمستشفى انبسطت امي وطارت اكيد انها بنت اصل ونسب لكن ايش الصدمه لما قال انها مطلقه هنا امي صارت مُعارضه وصار يرفع صوته عليها بطريقة نقاش يعني مو صراخ وامي تقول له انت ايش الي ينقصك ! والف بنت تتمناك وتاخذ مطلقه ليش وعصب غادي وصعد وامي تنرفزت وجاء طلال كمل عليها لذلك من الحين اقولك انتبهي لها ولضغط عندها ماراح تطلع من غرفتها يومين قدام.
انزلت قدميها والتقطت هاتفها من جانبها : الله يستر يرتفع ضغطها مو ناقصين ترا.
نظرت لسيارة ميلاد التي دخلت لتوها الى الفناء ارين أشارت برأسها على سيارة ميلاد : الحين يدخل ميلاد وتكمل عليه.
التفت فيض للخلف تنظر لهُ حتى نزل من سيارته لوحت لهُ بيدها ليغير اتجاهه من الفله إلى مكان جلوسهم اسفل المظلة.
فيض اشارت على المنزل: نصيحه لا تدخل الا من الباب الخلفي عشان ما تشوفك امي قدامها وتخلي كل شي على راسك.
جلس بجانب ارين قال ضاحكاً : ليش وش صاير ؟
تنهدت ارين ورفعت كفها بعشوائيه: امي طايره على سالفه أوس.
رفع حاجبيه بتعجب : من اسبوعين يعيدون ويزيدون فيها وهو ما قرر يرجع من الأساس.
فيض رفعت حاجبيها : انت تكلمه ؟
هز رأسهُ بلا واستند بظهره على الكرسي : ما يرد على جوله اخذ اخباره من عزام تعبت اتصل من جواله مايرد
ارين بعدم قبول لحديثه وقفت متجهه الى الفله : بروح اشوفها.
دخلت تبحث عنها في أماكنها المعتادة ولكن لم تجدها علمت انها تُفرغ غضبها في حجرتها صعدت لها طرقت الباب ثلاث مرات ولم تُجيب فتحت الباب و اقفلتهُ خلفها خطت خطواتها للممر القصير حتى دخلت في وسط غرفتها نظرت اليها ومثل عادتها تُفرغ غضبها بالصلاة ركعتين ، انتظرت حتى انتهت من صلاتها توجهت الى الخزانه اخرجت جهاز قياس الضغط وجلست على الأرض دون ان تبوح بحرف او نفس مدت ذراعها لفت الرباط المطاطي حول عضدها وارتدت السماعات أصبحت تضخ الهواء نظرت الى الزئبق يرتفع ثم استقر الى المنتصف.
خلعت السماعه وابعدت الرباط المطاطي : ما اكلتِ علاجك صح ! ضغطك 165 مرتفع شوي.
تنهدت والدتها ووقفت تخلع ثوب الصلاه اخذت مصحفها و نظاراتها الطبيه جلست على الاريكه : نسيت اكله
وقفت و جلست بجانبها : ليش وش صاير بالضبط.
اخرجت نظاراتها من علبتها و بقطعه القماش الصغيره تمسح الزجاج و بتنهيده حروفها تخرج غاضبه : اخوك على اخر عمره حاط عينه على وحده معه بالدوام مطلقه و ينافخ علي يبي يتزوجها بالغصب.
ارين قوست شفتيها ورفعت كتفيها : طيب وش فيها ! ما اختارها هي بالذات إلا أنه مقتنع فيها اكيد.
نظرت اليها بضيق : انا وش يضمني ان سبب الطلاق منها هي مو من طليقها ولو فرضاً خطبتها وسألت عن سبب الطلاق يقولون ان السبب من الرجل ولو رحنا سألنا الرجل بيقولون السبب منها و كل واحد يحط الغلطه على الثاني.
وقفت متجهه الى الثلاجه الصغيره تخرج زجاجة ماء : يمه غادي كبير و فاهم كلها ثلاث اشهر ويدخل اربع وثلاثين وماهو يعني بزر بقراراته ، اكيد كونها مطلقة قلبها برأسه قبل يقولها لك ولا مستحيل غادي يطلع الكلمه من لسانه إلا ومقلبها الف مرة.
شيخه هزت رأسها بالنفي : مستحيل ياخذها وش ينقصه ما صدقت على الله أنه قال بتزوج كم بنت حاطتها ببالي اخليه يختار له وحده يجي يقولي انه يبي وحده مطلقه ! ليش ساكته عنه طول هالمده من زمان ودي فيه يتزوج بس ماني مثل باقي الامهات اللي تجبر ولدها على الزواج ويوم انبسطت له قالي مطلقه و مستعملة من قبله.
ارين شهقت بصوت عالي و رمت ما بيدها فوق الطاوله بعنف تنظر لوالدتها و نبره عاتبه : يمه وش هالحكي استغفرالله بس لا احد يسمعك لا يكون قلتي هالكلام قدامه !
هزت رأسها بالنفي و أشارت بسبابتها على حُنجرتها : كنت بقولها ولله كانت بطرف لساني بس عجزت اطلعها.
عادت للجلوس واخذت كأس وضعت نصفه بارد ونصفه حار متزن مثل ما تحبه والدتها : خلاص لا تشغلين بالك يا يمه انتِ ارتاحي ولا تفكرين بشي انا بكلمه واشوف ليش هي بالذات و ماراح يصير الا الي كاتبه ربي.
اخذت شريط الدواء واخرجت حبتين بكفها ومدت لها كأس الماء : سمي
رمت الحبات البيضاء في فمها واغرقتها بالماء دفعة واحدة وضعت الكأس على الطاولة قائله : الله يرزقك ولد الحلال اللي يستر عليك و يهتم فيك ويعزك نفس ما تهتمين فيني وفي اخوانك يا روح امك.
اشاحت رأسها وتلونت ملامحها بضيق وقفت : الله كريم يمه.
اتجهت لتخرج واوقفها صوت والدتها بأسمها
علمت ما سوف ينطق لسانها ارتسمت ابتسامه مزيفه على ثغرها و التفت : سمّي.
‎والدتها بضيق من حالها : عاجبك حالك.
رفعت كتفيها بلا مُبالاه : أي حال ؟ اذا قصدك طاري ولد الحلال ‎عاجبني وما ابي اتزوج ولا احب طاريه ، ولا تخلين ضغطك يرتفع زيادة مني يكفي من غادي وطلال انتِ ارتاحي ولا ترهقين نفسك وتفكرين كثير.
خرجت تصارع ان لا تخدش ملوحه اهدابها بشرتها الناعمه فهي منذُ رؤية رأتهُ بها صباحاً و حِسُّها مُرهف تُريد الأنفراد بنفسها بعيداً عن كل شيء دخلت لغرفتها و توقفت بجانب الباب لوقت قصير تُهدئ نفسها حتى استقرت وانتظمت انفاسها سحبت نفساً عميق خرجت متجهه الى حجرة غادي طرقت الباب وسمعت اذنهُ بالدخول ادخلت رأسها و اتكأت بمرفقها على مقبض الباب نظرت اليه يجلس على طرف سريره و المنشفه فوق رأسه يجفف شعرهُ و بكفه الأخرى يحمل هاتفه ابتسمت : أحم أحم يقولون فيه ناس غرقانين بالحب صدق ولا إشاعات ؟
رفع حدقتيه عن هاتفه وغرق بضحكته : لا إشاعات اكيد العنقود زودت بهاراتها بالسالفه !
دخلت واغلقت الباب خلفها جلست على كرسي التسريحه أمامه: لا الشيخه قالت لي مين هالحلوه الي تتواعد معها بمكان شغل ؟ مو عيب ذي الحركات من ورانا ؟
وضع الهاتف جانبه : تبين الصراحه يعني !
ارين رفعت حاجبيها واشارت على نفسها بسبابتها : اجل ليش جيت لك عشان يكون لي حق معك وما اوقف مع امي اكون منصفه.
غادي وقف واتجه الى طرف السرير الذي يُقابلها: صراحه ما اعرفها بس انها تشتغل بنفس القسم معي ومن زمان احس اني منجذب لها سويت تحريات والبنت تطلقت بعد زواجها تقريباً بشهرين ولله اذا فيه كلام بيننا فهو يخص الشغل غيره مالي فيه.
تناولت قطعة من البسكويت بعلبته المعدنية من فوق التسريحه : طيب ما تعرف سبب الطلاق ؟ يكون بعلمك سبب الطلاق اهم من الزواج نفسه - رفعت كفيه لتُحاذي كتفيها - بنسبه لشيخه يعني.
هز رأسهُ بالنفي لتُردف : لو هي ماهي مطلقه وافقت امي على طول امي خوفها لو ربك كتبكم لبعض لا قدر الله يعني تحصل مشاكل و تطلقون يعني البلا منها فهمتني.
غادي تجعدت ملامحهُ بضيق : لا ما احس لو ما وافقت باخذها بالغصب ماني طفل صغير ولا واحد صايع تمشي قراراتها علي.
نفضت كفيها ببعضهما تُبعد بالبقايا العالقة بأناملها: عاد هذي مهمه خالتي سُعاد روح عندها ولا اتصل عليها وطلال لا تقرب ذي الفتره الفيوز عنده عاليه.
رفع حاجبيه : ليش ؟ مو عادته.
هزت رأسها بعدم معرفة : ما ادري روح كلمه السالفه تخص اوس انه بيرجع او عمي سعود بيرجعه - قطبت جبينها لا تُريد ان يأكلها تأنيب الضمير أكثر - مدري مدري اسأل طلال تبي شي !
هز رأسهُ بالنفي : لا بنام ولا تصحوني ما ابغى عشاء سكري الأنوار وراك.
فعلت ما أمر به وخرجت نزلت لتذهب لعالمها أسفل الأرض هي الفتاة الكُبرى في عائلتها وهي الأم الأخرى لأخواتها وهي ام والدتها ايضاً وهي بئر هذا المنزل ، هيَ اساس هذا المنزل وجودها حنون وفقدها مُظلم يقذفون عليها كل شحيح يكبتُ على قلوبهم تستقبلها هي وتحبس هذهِ السلبية وتفجيرها في رساله لشخص يعيش تحت التراب.
سحبت هاتفها من جيب البنطال استلقيت على الأريكة بكامل جسدها دخلت الى تطبيق الواتس اب وأسمهُ المثبت في أعلى القائمة "كِنان( مُهجتك )" وكعادتها تفرغ ما في جوفها لهُ برسالة طويلة :

اتعلم هذهِ الأيَام كَثيراً ما اشتاق لك دون أي سبب تلك الأوراق التي تجمعنا كلنا قد مللت من كُثر ما انظر اليها ، ربما لأنهُ لم يبقى الا اسابيع قليلة وتكمل الثمانية سنوات بعيداً بها عني ، لازلتُ انتظر ان تُجيب على تساؤلاتي ويصبح موتك كذبه مثل ما يصبح في الأفلام عندما يعود لهم الميت حي ، عندما ابعد عن هذه الدنيا لا تزال تجري خلفي في منامي ليلة واحدة بين سبع ليالٍ انام فيها بالظلام وبقية أيامي تأتي الي وتخبرني اني سأعود لكِ يا مُهجتي ، متى يمكنك العودة اريد ان ارمي عبئ صدري على كتفيك لا تزال اشعارك تخدش قلبي لا زلتُ انا كما انا اقتربتَ على إكمال ثمان سنوات بعيداً عني ،كيف يمكنني ان اكتب هذا الحديث ولا احدَ غيري يقرأه
لا شيء سيجمعني بك سوى حلم عابر
انتظرك كل ليله اخطط على أحلامي برفقتك
اكتب ما اريد ان احلم بهِ وانام ولكنك تخذلني بكل مره وتجعلني وحيده في هذا الظلام برفقة طفلنا سوى اليوم رأيتك من بعيد وانا الحق بك
اردت ان اخبرك بشيء ما ولكن أعطيتني ظهرك واريد ان اخبرك انني لم أحافظ على الأمانه التي كونتها داخلَ رحمي انني كنتُ اماً مهمله ولمّ احافظ عليها
اعيشُ تحت الأرض مثلك ولكن الفرق بيننا انني اتنفس وانتَ دُفنت اسفل التراب وروحك عالقه بي.

رفعت ابهامها و سبابتها تضغط بها على جفنيها تُصارع ان لا تبكي إن بكت حالتها النفسية ستصبح سيئه لعدة أيام وهذا ما لا تريده ولكن رغبة البكاء انتصرت عليها أخذت الوسادة الصغيرة التي بجانبها ضغطت على ملامحها تكتم انينها حتى عن نفسها المرهقه نفسها التي باتت ان تعيش سوى بهِ واليه …

'
'

| نيويورك |
اتسعت حدقتاه عندما نظر إليه يجلس براحة تـامه يضعُ قدماً على الأخرى ارتعدَ خوفاً منهُ جلسَ على كرسيهُ وقف ذاك واخرج من معطفه مبلغ كبير من المال مدها الى الشرطي بخفيه دون أن تلتقطها كاميرات المراقبة وهمس لهُ بإغلاقها لم يمانع الشرطي بفعلهِ
بعد أن اعطاهُ الشرطي إشارة اقتربَ ولكمهُ بكل قوته : مو مدرسك شهر وش تقول ! وما قلت اللي اتفقنا عليه.
بصوت كاد أن يختفي من شدة الخوف : وحياتك قلت الي تعلمت.
اقترب ورفعهُ من ياقه ثوبه : تحسب ما وصلنا لما قلت له انه فيه ناس عطوك فلوس هالكلام ما قلته لك سامع ، انت خنت الي اتفقنا عليه ومصيرك صار بين يدينهم.
تركهُ بتقرف وعاد للجلوس في الكرسي امامهُ
ازدرد ريقهُ بصعوبة : طيب إمتى أخرج من هون.
ضحك ساخراً من ثقته : ومين قال انك بتطلع مو قلت لك مصيرك بين يدينهم ودع نفسك هنا انت عصيت قولنا وبغيت تورطنا بسبب كلمة - ضرب الطاوله براحة كفه - خيس باقي عمرك تتمنى تشوف الشمس ما يطلعونك لها سامع.
وقفَ مُتجه الى الباب ثم عادَ منحني لهُ : تفتح فمك مره ثانيه بكلمه عني ولا عن عمك ودع زوجتك و عيالك سامع ودور احد يصرف عليهم لان مصيرك انتهى بتهمة ما سويتها.
ضحك بخبث يتلبسه و خرج تارك هذا الضعيف الذي اغرقوه بحديثهم الكاذب بأنهم سيعفون عنه و سيغرق بالخير منهم تخيل انهُ سيعيش براحه وبسخاء مع ابنائه وزوجته وانه ولكن كل ذلك كان كذب ونفاق لأجل ألا تتسخ كفوفهم بفعل جرائمهم وتُقذف بروح غيرهم.

'
'

| الرياض في إحدى ايامٍ كانت من الماضي|

على عتبات غروب الشمس والسماء تتلون بلونها المُحمر الذي يخرج لدقائق اقترب سُبات النهار واستيقظ المساء مجدداً في شوارع الرياض المُكتضه من ازدحام السيارات على إحدى فروع المكتبات المعروفة ، انكتمت انفاسهُ بسبب الازدحام مع شقيقته التي تريد بعض الكتب الخاصة لدراسة للجامعه ذهب دون اهتمام الى قسم الكتب العربية يتمشى بين الممرات يرى أغلفة الكُتب الملونة اشخاصاً شغوفين بالقراءة أحدهم يقرأ واقفاً واخرين يجلسون على الطاوله وبعضهم أرضاً دخل لقسم الروايات و حدقتيه تمضي حول الكُتب جذبهُ عنوان كتاب ما تناولهُ يتصفحُ صفحاتهِ بعشوائية سَمع خلفهُ محادثه جديه التفت ليرى فتاة محجبة واخرى شعرها يستريح على كتفيها بنعومة بعبائه ذات لون الرمادي يتناقشون بصوت خافت ولكن كان يسمع كل حديثهم بسبب قُربهِ منهم.
:من جدك ! حسابك مفتوح وتقولين الي يتابعونك وصلوا خمسين الف ! مجنونه ولله مجنونه يا بنت و خالتي شيخه تجلدك ميلاد بالغصب وافقت عليه يوقع عقد الكرة بعد ألف واسطة من طلال وعمك سعود.
نظرت إليها مُبتسمه :عادي مافيها شي وامي خليها علي عارفه ما تقولي لا بعدين انا غير انا العنقود بالنهاية بتعرفني الناس بحساب مو قدام خلق الله.
وجد تجهمت ملامحها : بعدين كم لك فاتحته بعد ؟
نظرت إليها مبتسمه: من سنه وشوي كذا.
وجد بتنهيده: وش بتسوين بالحساب.
ابتسمت وهي تلتقط كتاباً تتصفحه بـ عشوائيه : اصور كُتب تعجبني واسوي بث صوتي اتناقش بالكتب الي اقراها اقتباسات يعني شي حلو بعدين خلاص يا وجد خليك معاي ما اصور وجهي ولا شي.
وجد بِعدم ارتياح لهذه الفكره: حلو بس لاتتعدين كذا ترا الشي يسحبه شي ثاني يا فيض حذرتك.
وضعت الكتاب لتنظر إليها: لا ان شاءلله كتب وبس تعرفين وش قد احب اقرأ ما اقولها فخر بس الحمدلله بابا الله يرحمه علقني بشي منه كنت اشوفه بوقت فراغه يقرأ واقرا معه.
وجد : وش سميتي نفسك بتويتر لا يكون فيض الدوجن بعد !
شهقت بسرعه : لا تخيلي بس ، سميتني أكتوبر 11:00
ضحكت بصوت خافت: ليش اسمك كذا.
ابتسمت مُداعبه أنفها : مدري بس لأني مواليد أكتوبر
وجد بسخريه : على فكره اختيارك للأسم غبي
أمالت فمها بسخريه: لا عمره عجبك اهم شي عاجبني.
انحت لتأخذ سلتها الثقيله امتلئت بعدة الوان وفرش التي اوصتها بها ارين : خلصتي اخذتي الي تبغين ؟
ابعد عينيها عن كتاب آخر حملته : روحي حاسبي ذول وتأكدي ما نسيتي شي الحين تفجرك ارين انزلي وانا باقي كتاب بسأل الموظفة مالقيته وانزل.
وجد بتنهيده رفعت اصبعها بتهديد: طيب بنتظرك بالسياره لا تطولين اعرفك ترى.
هزت رأسها بلا مبتسمه : لا عشر دقايق وانا بالسياره اذا ما مسكتني زحمه الكاشير.
أتت جانبه رفع عينيه ينظر لها نظارتها الشمسية على شعرها اسود قاتل لمنتصف ظهرها قصيره جداً بجانب طوله رفعت رأسها تنظر اليه مبتسمه: لو سمحت ممكن شوي بشوف كتاب هنا.
ينظر اليها بياضها المُحمر و عينيها ضيقه سوداء وجهها صغير غمازتها تتضح حتى مع ابتسامتها الصغيره
رفعت صوتها وتأشر بيدها دون ان تُدرك نظراته: لو سمحت ممكن شوي الطريق ضيق اذا ممكن !
شتت عينيه وامال فمهُ مبتسم: تفضلي
عادَ خطوتين الى الخلف ليتأمل جسدها النحيل لقد كانت رقيقة ناعمة في صوتها التفت لينظر خلفهُ مباشره تناولت مجموعه الكُتب التي وضعتها لتذهب وعينيه تتأملها حتى اختفت من أمامهِ
أخرج ضحكه قصيره هامساً : يا خفتك يا نديم !


| وهذا حاضِرُها معهُ و بقربه |
مستلقيه على سريرها و بسبابتها تلف خصلات شعرها البني وعلى صدرها تتكئ صفحات كتابها الذي تقرأه برفقته في كل مرة يذكرها بطريقه تعرفه عليها ضحكت: يا الله يا نديم كم صار لنا الحين؟
يقرأ تارة ويحدثها تاره اُخرى : باقي شهرين ونكمل سنتين بالضبط !
احتضنت الكتاب بشدة الى صدرها : غير فيك ؟
سمعت تنهيدتهُ : كثير مين يصدق ما كنت احب اقرأ والحين الغرفه عندي بتنفجر بالكتب صرت اقصى مده اخلص فيها الكتاب ثلاث ايام ! او اربع ايام
امالت رأسها قليلاً ورفعت حاجبيها بغرور : طبعاً ومين اللي حببك بالقراءة ؟ يا بختك
غرق بضحكه طويله ثم اردف : صدق يا بختي طيب قولي لي وين وصلتِ ؟
فتحت الفاصل لتنظر : وصلت صفحه 195
رفع سبابتهُ يحّك فوق حاجبه : سبقتك وصلت 250 احرق عليك
اتسعت حدقتيها و شهقت : لا لا تحرق ما اقرأ كثير ترا عشان الامتحانات ولله اكلتني وطيرت عقلي.
انزلت هاتفها من اذنها بذُعر من فتح الباب القوي رفعت راحه كفها لصدرها تنهدت براحه أغلقت ميكروفون الهاتف بكفها و همست : خوفتيني طقي الباب المره الثانيه يا خشنة.
رفعت وجد حاجبها الأيسر و بتجهم : للحين تكلمين البؤس والندامة !
هزت رأسها بنعم : اولاً احترمي اسمه لو سمحتي وش بغيتي؟
رفعت كفيها لمستوى كتفيها : خلي عنك الحركات الي مالها داعي من جيت انا وامي من ساعه وانتِ هنا انزلي لا تثيرين الشكوك
اغلقت كتابها : خلاص روحي انزل الحين اساساً انتِ الي تثيرين شكوكهم علي !
احتدت حدقتها واتجهت الى الباب : ياليت اقدر اثيرها بيجي يوم و تنكشفين وموتك بيصير على يد أمك انتبهي على عمرك اقول.
خرجت و بشراسة لم تُغلق الباب تأففت تلك بضيق رفعت هاتفها بأذنها وبصوت خافت : نديم مضطره اسكر توصيني شي ؟
ابتسم بهدوء : سلامه عمرك انتبهي على نفسك
ابتسمت حتى تبينت اسنانها بحب داخلها دون ان تبينه: وانت بعد فمان الله
اغلقت الخط و زفرت بقايا خوفها نظرت لشكلها على المرآة و نزلت لصالة المعيشة نظرت لعائلتها اقتربت تُقبل رأس سُعاد : كيفك خالتي.
سُعاد عقدت حاجبيها مشمئزه : يع يع كم مره قلت لكم نادوني سُعاد وما احب بوسه الراس اذا بتبوسوني بوسو خدي.
جلست بجانب وجد : تظلين اخت امي يعني خالتي ننكر الحقيقة يعني ؟
طلال ضاحكاً : احتراماً لك ما تحبين الاحترام ؟
سُعاد تجهمت ملامحها : الاحترام بالفعل مو بالألقاب هذا انت ما يقولون لك.
طلال رفع حاجبيه وبنبره غرور: انا قريب لعمرهم ام انتِ كبيره
سُعاد تسكب لها فنجان قهوه : ايه بينكم فوق العشر سنين تقول قريب !
ابعدت شيخه حدقتها عن هاتفها وصوبت نظراتها الى ابنتها مُتعمده : ماقلت لك يا طلال في وحده خاطبه ارين وابيك تسأل عن الرجل.
سارحه بتأمل فنجان قهوتها حتى سمعت ما قلت والدتها اسبلت أهدابها بقله صبر واصرت على ضروسها بشدة.
لتُردف والدتها : الولد ما عليه اهله ناس نعرفهم بس ابيك تسأل عنه حتى راسلت لأبوالمُثنى بعد يشوف حاله ويسأل الي يعرفهم عنه.
رفعت حدقتها الى خالها قالت ببرود :كالعاده يا طلال لا تتعب نفسك لان الزواج ما افكر فيه نهائياً حتى لو يشيب شعر راسي.
نظرت لها والدتها و بأنفعال اعتلى صوتها : لا تبغين صلي استخاره وشوفي وضعك الى متى كل ما جاك احد رفضتي ! ماهي حاله تعلقين نفسك بواحد تحت التراب.
تأففت بضيق : يمه تكفين حامت كبدي انا كذا مرتاحه ولا ابغى اتزوج افهميني اذا وجودي بالبيت يضايقك قولي لي الحمدالله عندي بيت اسكن فيه واقدر اصرف على نفسي !
همست فيض لوجد: ليتك جايبه القهوه فوق جلسنا نفلها ولا نزلت بتصير المعركة المُعتاده
وجد بنفس همسها ارتشفت من قهوتها السوداء : انتظري نشوف النهايه الأجواء خاربه خاربه ونصعد.
اشارت لها والدتها بعلامه الصبر : ابي لك الخير يا ارين ولله ما في ام ماتبي الخير لعيالها قبل يفوتك القطار يا روح امك
وضعت فنجانها بقوه على الطاوله وقالت بسخرية بالغة : اذا فاتني القطار اشري لي تذكره اروح بالطياره اسرع بعد ولا بسفينه يكون احسن بعد عشان يومها يصير عن سنه.
اختنقت وجد بما ترتشفه سعُلت وضحكت رغماً عنها وفيض ايضاً اتضح ضحكها ، طلال اللذي كبح ابتسامتهُ وعض على شفتيه انزل حدقتيه ينظر فنجانه يمنع نفسهُ من الضحك بسبب ضحكة وجد الصاخبة.
نظرت لهما سُعاد بإشارة من عيناها ليس بوقت لضحك : بس انتِ وياها ! مافي شي يضحك قومو اطلعو برا اذا بتتضاحكين انتِ وياها.
الجو متوتر لا يتحمل الضحك تشبثت فيض بذراع وجد لتُخرجها من جو التوتر هذا.
شيخه بضيق من حالها : كم صار لك لاهي سنه ولا هي سنتين ثمان سنوات يا ارين ثمانية وهذا حالك ! اليوم دخلتي التاسع والعشرين سنة يا يمه تذكرين بعد العزاء خالتك ام كِنان وش قالت لك مو قالت عيشي حياتك! وما اشوفك عايشه ولا ربع الحياة اللي وصتك عليها.
سُعاد تُعين حديث شقيقتها : امك قالت الصدق يا ارين لو انتِ عايشه معه لو شهور ما قلنا شي بس ما صار بينكم الا ملكه وبعد اربع سنين الله اخذ امانته الله يرحمه.
نظرت لخالتها بصوت عالي احتد وراحه كفها تضرب صدرها: بس اُسمى ارمله ماني عازبه اربع سنين كانت شي عظيم وكبير بالنسبه لي اذا بالنسبه لكم انها شي عادي ! وقتها كنت حامل منه ولده كان ببطني كبر وحسيت فيه يتحرك حسين فيه بولادتي له شلته بيدي عشت معه شربته من حليبي نمت معه كل هذا وتقولون مو شي ! وبعدين انا وكِنان من كنا صغار كل الناس تعرف اننا لبعض وكل الناس تدري وش كثر يحبني وش كثر انا احبه ، ماني مستعده اجبر عقلي وقلبي برجل ثاني غير كِنان اربع سنوات كنا فيها مع بعض كانت احسن سنين عمري معه ماراح اضحي بنفسي برجال ما يستاهل ولا شعره من كِنان.
تنهدت والدتها من حدة ابنتها : والله سبحانه ما كتب انكم تعيشون مع بعض وانا ما راح ارضى حياتك وصحتك تروح وانتِ طول وقتك حابسه نفسك بالقبو ومأكله الألوان اكل ونفسيتك تتدمر وكل يوم تذبلين اكثر من قبل يكفي تفكير بالماضي! منتِ صغيرة اعيد وازيد هالكلام عليك كل يوم لا تكونين عنيدة ما عندي مشكله لو الله كتب تتواصلين معه قبل الخطبة تتعرفون على بعض وقت كافي وبعدها قرري ، والله لو ابوك الله يرحمه حي ما رضى بالعيشه الي عايشتها.
وقفت خارجه من صالة المعيشة : الألوان والانعزال احسن من مقابل الخلق والأذى منهم.
خرجت من صالة المعيشة لتصعد للأعلى ضربت شيخه فخذيها بغضب : انا ناقصه الي فيني وذي للحين تفكر بواحد ميت !
طلال بتنهيده : خليها هي تعرف مصلحتها وين
رفعت سُعاد حاجبيها : لا ولله ما تدري وين الله حاطها اقول مصلحتها ذي تدمر نفسها حتى الوظيفه بجتها لها وهي وجالسه بالبيت ورفضت وانا ماخليت واسطه عشان تشتغل عندي بالجامعه.
سكب لهُ فنجان قهوته السادس : راح يجي اليوم الي تتغير فيه حياتها لو عمرها اربعين لكن الزواج ماهو شي بالأجبار اجبرو بناتكم على كل شي بالدنيا الا الزواج !
شيخه بجديه : انت روح اسأل عنه وبكلم عمها سعود بعد وبكلمها ثانيه يمكن يلين راسها مستحيل اشوفها تدفن نفسها كذا انا تعبت من عنادها اللي مدري على مين.
طلال بسخريه : ليش أوس مو ضايع هناك ؟
أشاحت نظرها عنهُ والتقطت حبه تمر وتجرعت خلفها فنجان القهوة بأكمله صامته.
وقف و رفع حاجبيه مُردف : كلنا حاولنا فيه وباقي انتِ ، انتِ أخر امالنا - رفع سبابتهُ لسُعاد - حتى سُعاد حاولت ولا قدرت تراه ولدك كونه قطع عنك شي مغصوب عليه بسبب الاكتئاب الي فيه انا ما ادري اذا ماهو ولد بطنك ! و ماخذينه من الشارع على هالقسوة الي حطيتها عليه من كل اخوانه !
خرج هو الأخر بحسره على حال ذلك البعيد والغريب ايضاً.
نظر اليها سُعاد وقالت مُقلده نبرة صوتها : وين اللي دايم تحلم بشوفته ! ولا تقول تعبني بحلومي ؟والحين تقولين ما ابغاه يجي!
احتضنت فنجانها بكلتا كفيها تتأمله : يحلها ربك وينه طول ذيك الأيام ما يسأل عن امه ما عزاني يوم توفى ابوه فوق العشر سنين ما سمعت منه صوت ولا اعرف اخباره الا بالخفية من العاملات يسمعون لي من إخوانه
هزت رأسها بيأس : وانا اقول وجد من وين راسها يابس وقاسيه طلعت عليك !

'
'

دخل عائد من عملهِ يدندن بمتعة نظر لطيفها في المطبخ دخل بعد ان ألقى تحية الاسلام واستنشق رائحة ما تصنع : الله راضيه عنا اليوم ومسويه معمول !
نظرت لهُ مبتسمه وعادت لما تصنع : عمي طلبني و اذا طلب ما ينرد.
تناول قطعة من صينية الخبز : ابوي موجود ؟ وانا لي ساعه اتصل عليه ابيه يمر المؤسسه !
رفعت كتفيها بلامباله : صار لي ساعتين جايه من الدوام وهو موجود ما ادري اذا دوامه مسائي - نظرت اليه وتجعدت ملامحها هامسة - بيني وبينك مزاجه مو رايق ابد لذلك جس نبضه قبل تقول له شي.
هم بالتقاط قطعة اُخرى لتضرب ظهر كفهِ لتهتف بنبره عاليه : خله يبرد حاطته قدام المكيف روح الملحق جايبته بعد شوي.
مسح على كفهِ بألم وقطبَ جبيِنهُ : عنِيفه ومُتوحشه قسم بالله.
دونَ ان تنظر لهُ : روح لعمي بس قبل يشب فيك صدق.
اقتربَ إليها ليغرس سبابتهُ بخصرها بقوة لتصرخ مُتألمه : مُثنى منت بزر على الحركات.
خرجَ ضاحكاً وأقدامهُ متجهة الى الملحق نظر ثلاثتهم جالسين ووالدهُ يتأمل تأكل النار عاقداّ حاجبيهِ ألقى السلام اقترب إليه وقبلَ رأسهُ ورأس والدتهُ نظر الى فُرات وحرك شفتيه دونَ صوت بـ" وش فيه " رفعت كتفيها ليست عالمه بما به ، اقتربَ وجلس أمامهُ مد كفهُ : فنجانك يبه.
رفع لهُ والدهُ فنجانهِ ليسكب لهُ ومدها إليه : يبه المُؤسسه تبي توقيعك.
تجرع ريقهُ برُعب من نظرتهِ اليه ليُردف : توقيع الدين ، وهالشهر ماراح نقدر ندفع إلا الربع لأن النص الثاني نبي نسوي صيانة للألات التعبئه بنكمل سنه ما سوينا صيانه.
اومأ رأسهُ بهدوء : يصير خير لكن هالشهر لا تسوون شي ما باقي على الدين إلا حق ثلاث اشهر انتظروا .
رفع اناملهُ يدعك مُؤخره رقبتهِ : يبه الشكاوي تكثر من ناحية تسريب العلب و هذا يقلل السوق علينا محنا ناقصين تنهار زيادة من وفاة عمي.
احتد صوت والدهُ : المُثنى اجل موضوعك بعدين ماني فاضي هالحين.
سكبَ لهُ فنجان قهوه لينطق بلا هدف : ولا صار شي بكرا حطوها فوق راسي هذا انا قلت لك.
دخلت دانيه مبتسمه مدت صحن المعمول الى عمها : سمّ يا عمي مثل ما تحبه بدون سكر.
ابتسم لها والتقط حبه منها : الله يحرم يدينك من النار يا بنتي.
جلست بالقُرب من فُرات لتنظر لها : اليوم السبت تروحين ؟ اذا بتروحين بروح معك.
اومأت رأسها بنعم : ايه بس بروح السوبر ماركت قبل ومحل خضار وفواكه.
رفع سعود رأسهُ ينظر لها : وين بتروحون.
ابتسمت واعتدلت بجلستها : بنروح عند ام مسعود يا عمي تعرف سبت ورا سبت اروح لها.
سعود بحياديه : ماله داعي اكتبي أغراضهم وخلي السواق يوصلها لهم.
خلخلت اناملها ببعضها ونظرت لوالدتها : عمي تعرف اني اروح لهم صدقه عن امي وابوي الله يرحمهم واحب اعطيها اغراضهم بيدي وعيالها ينبسطون اذا شافوني انا و فُرات.
وقف متجه الى الخارج بعد سماعهِ لنداء صلاه العشاء : لا تروحين لحالك بالليل خلي المُثنى يوصلكم - نظر الى المُثنى - وأنت عجل على الصلاة لا تجي بآخر الركعة.
خرجَ لينظر الى والدتهِ هامساً : ابوي وش فيه ؟
رفعت والدتهم كفيها : كان تعرفون قولو لي من رجع من الدوام وهذا حاله.
فُرات نظرت لوالدتها : فيض الصباح تقول انها ما تبغى أوس يرجع ، ابوي يمكن يروح يجيبه بنفسه.
قوست الجوهره شفتيها بسُخريه : وراه ولد العشر سنين يروح يجيبه !
رفعت فُرات كتفيها غير مبايله لهُ : مدري عنهم عايش هناك لحاله ليش
المُثنى وقف هو ايضاً ليستعد لصلاة : كل الناس حاولت فيه ، باقي المهمة على ابوي.
نظرَ إلى دانيه قائلاً : استعدوا بعد الصلاة على طول.
أومأت برأسها بعد ان خرج لاحظ إلى الحُزن يكسر محاجرها علِمّ سببها دون ان يستفسر منها فحديثهُ يِؤلم قلبها ، وقفت خارجه قبل أن تلاحظ والدتها وفُرات ما قلب ملامحها.
التفت فُرات بكامل جسدها : ما قلت لك يمه ، تخيلي غادي يبي يتزوج وخالتي شيخه رافضة عشانها مطلقه.
سكبت الجوهره فنجان قهوه لها : هوو ! ما لقى الا مطلقه بنات الديره وش كثرهن ليش يبيها.
سردت فُرات ما تنصه فيض عليها من أحاديث يومية بينهم فلا شيء يختبئ بين هاتين العائلتين بسبب فُرات وفيض.

'
'

| نيويورك |

استيقظ بشهقه كادت أن تبتر مجرى التنفس لديه اتكئ على يمينه بمرفقه تعوذ ثلاثاً من الشيطان الرجيم كان صدرهُ يعلو ويهبط بشكل واضح
انزَل قدميه على الأرض جسدهُ الهزيل أصبحَ يُمطر بعرق جسده قميصهُ القطني اصبح ثقيل عليه بسبب تعرقه خلعها ليرميها ارضاً أنحنى بظهره و اتكأ بمرفقيه على ركبتيه مسح ملامحه بكفيه ، إلى اي حد سيتمكن منهُ الاضطراب يُهمش داخلهُ ويكتم صدره تلك الكوابيس المكرره بكل مره يستيقظ منها بفزع
يشعر ان الحياة السيئة رفيقتهُ وأن العيش براحة ليس بالنصيب المكتوب له منذُ ان تصبح بعمر الواحدة العشرون انكرهُ والده بسبب فعلٍ لم يقصد فعله او بشكلٍ اصح لا يعلمُ متى قد فعله ليتخلى عن وطنهُ الأم بعيداً عنهم اليوم اول يوماً له بعمر الثالثة والثلاثون خريفاً هذا الخريف الذي أصبح خاوياً من اي شيء يجعل الخريف بعينيه دافئ
وقف متجه الى دوره المياه استقر تحت المياه الدافئة لدقائق طويلة وتحت فكر ذلك اليوم الممطر هذا اليوم منذُ حدوثه وحالهُ الذي قد قلبَ كل موازين هيئته وفكره وحتى شخصيته هذا اليوم الذي أُجبر ان يُصبح لديه فوبيا المطر وصوت قطراتهِ والصواعق المصاحبة كانت مثل الأسهم المدببة بسمّ قاتل في اذنه ، اتسعت اهدابه نظر ضباب الماء الساخن يحاصر جسدهُ يتمنى لو كان غاز سام يختنق منه وينتهي من هذه الحياة البائسة ، زفرَ نفسه وقَرِف رأسهُ من تفكيره خرج ليرتدي ملابسه فتح باب الغرفه لم يجد عزام ومثل المعتاد يصنع لهُ وجبه الأفطار فوق الطاولة ، يتحملهُ كثيراً بفعلهِ وتصرفاته التي لا أحد يتحملها يظن انهُ دعوة مخفيه من والدته في غربته ابتسم بامتنان ، صنع له كوب شاي واخذ صحن المُغلف ليتناول وجبة الأفطار..

'
'

إنــــتـهــى


الشخصيات المبدئيه في الروايه


( عائله الدوجن )

الأبن الأكبر
خالد الدوجن ، 58 عام متوفى
الزوجة :
شيخه الكناب 49 سنة
الأبناء :
غادي 34 سنة
أوس 33 سنة
ارين 29 سنة
ميلاد 24 سنة
فيض 22 سنة

الأبن الثاني
سعود الدوجن 54 سنة
الزوجة :
الجوهره آل ثابت 48 سنة
الأبناء :
المُثنى 26 سنة
فُرات 22 سنة
سمر توفيت بعمر السبعة أشهر

دانيه مطلق الراوي 26 سنة


سُعاد الكناب 42 سنة ( مطلقه )
ابنتها الوحيدة وجد 24 سنة

طلال الكناب 38 سنة ، اعزب


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-22, 09:23 PM   #10

شيخه فهد

? العضوٌ??? » 439366
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 58
?  نُقآطِيْ » شيخه فهد is on a distinguished road
افتراضي

اول حاجه مساء الخير
الروايه من بدايتها واضح انها جميله جميله جميله
بس ياليت تنزلين كل اسبوع فصل لأن واضح انها تحمس🥲


شيخه فهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.