آخر 10 مشاركات
533 - تائهة وسط العاصفة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          320 - الانتظار المر - شارون كيندريك - أحلام الجديدة ( كتابة/كاملة* ) (الكاتـب : الحالمة دائما - )           »          سحر الليل (19) للكاتبة: Mia Zachary *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          صفعتني بالورد *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : raghad165 - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )           »          فلتسمعي أنين إحتضاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          487-شعاع خلف الغيوم -(كتابة /كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أفضل شخصيه ظهرت حتى الأن
أوس 30 38.46%
دانيه 24 30.77%
ارين 11 14.10%
طلال 9 11.54%
جُنيد 29 37.18%
شيخه 2 2.56%
فيض 0 0%
وجد 5 6.41%
ميلاد 0 0%
المُثنى 6 7.69%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 78. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1687Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-22, 07:20 PM   #371

فراشة الغيد

? العضوٌ??? » 488426
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 108
?  نُقآطِيْ » فراشة الغيد is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم..
على أني من اللي يقرون بصمت بس قلت لازم أعلق علشان تدرين أن فيه معجبين بقلمك❤
شيخه مادري لو هي أمي كيف بتحمل أطباعها متعبه، ترفض تشارك ولدها فرحته ثم تزعل؟ وأوس شدعوة الكره لأمه علشان ذاك بس خطبها فَعرف أنها السبب باللي صار له مالها ذنب! +ليش فعلاً هو بالذات من بين أخوانه أختاره وقيان يأذيه؟
ووقت لما اجتمع مع دانيه مرضت بنته خوش بداية اخ..
وبالنسبة لفيض طحتي ومحدٍ سمى عليك، على أني ضد حركتها بس تعتبر طيش شباب لكن أحسن شي درت أمها ولا طولتي السالفة، وفاجأني أوس بصبره عليها 😂
المهم الشخصية الوحيدة اللي دخلت قلبي هي "وجد" أحبها لطيفه وخفيفه على النفس وشخصيتها حلوه وهي اللي أكسبت صوتي أخيرًا وصوت لها 😂💗
ننتظر أبداعك الجاي ياحلوه 👀❤


فراشة الغيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 02:40 PM   #372

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحاااب مشاهدة المشاركة
ياحظي والله سحاب بإطراء مثل كذا بكاتبه مثلك 💛💛💛💛..
والله يبهج خاطرك دايم وتكون نفسيتك عال العال
- ايييييي والله اني اكبر ڤانز وقلووووووب لهم احبهم ححب 🥺💛💛💛💛💛💛..
ياحظنا بكاتبتنا بس 🥹💓💓💓..
- اتمنى تكونين فانز الى الابد ما تقلبين لأحد ثاني 🙄🔥
ياحظي فيك انا
وياحظي فيكم كلكم بعد 🥹💘💘💘💘✨



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخه فهد مشاهدة المشاركة
اهلاً بالجميع
عندي كلام كثير عساني اقدر اوصفه لكم بشكل مرتب
طبعًا وقيان اخخخ جيبوه لي عشاني اخنقه ونفتك منه الشايب العايب جاي يخطب والله من الثقه مالوم اوس اذا صدق عصب وتضايق اصلاً شلون جاته القوه انه يخطب وحده مب له من الاساس وبعد ما صارت جده
اوس احسه الى الآن يتخبط يمين مع يسار الاوضاع غير مستقره تماماً
والحمدلله تملك على دانيه ومع مكالمة جُنيد لأوس يخبره ان بنته تعبانه بالمستشفى كأنه يوضح انك يأوس عندك بنت لازم تهتم لها لازم تسأل عنها وش الابو التعبان اوكي اشغالك تعبك النفسي حطه على جنب وبنتك ركز عليها

وفيض ونديم اشوف انه غلط اوس طيب اذا نديم خطب خلاص معناته صادق بحبه اسأل عنه وشوفه صاحي ولا لا مو ترفض عشانه يحب فيض

وأخيرًا شكرًا على البارت الحلو متشوقين للبارت القادم😍
يا اهلاً بأول اصحاب العناق والمأوى اللي لهم مكانه بقلبي🫶🏻♥♥

- ليش يعني الحقد على وقيان شفيكم عليهم حتى لو شر اعطوه قليلاً من الحب🙄♥
- اوس ما اعجبته طريقه خطبه نديم لأخته بالطريقه هذي ، فيه اكثر من طريقه مُتعارف عليها بطريقته يعتبرها قله ذوق 🤷🏻‍♀


احس لو بنطق حرف زياده معك راح اجيب العيد يا شيخه ، دايماً تحليلاتك في تكون تقريباً في محلها الصحيح مع قليلاً من العيد تجيبينه ♥🫶🏻


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 08:59 PM   #373

الملكه الجميله

? العضوٌ??? » 379538
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 26
?  نُقآطِيْ » الملكه الجميله is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم

روايه جمييييله جدا اندمجت معها مره 😍
مع ان عندي فوبيا من الروايات اللي مو مكتمله اخاف اتعلق فيها و تتوقف الكاتبه لظروف 😂

اول شي وقيان الله يرزقني ثقته هذي ضحكت عليه عايش الجو جاي يخطب و مجهز البيت ، بس كفو أوس رد عليه ود قاتل

اوجعني قلبي على شيخه يعني مهما كان حتى لو كانت مو موافقه مايعني انه يهمشها كذا حتى تبليغ مابلغها و مخلي كل اتفاقه مع خالته وخواته

فيض وئعت و محدش سما عليها 😂 استلمتها امها بس جد ليتها تعقل وتلهى عنه لان واضح من ردة فعل امه ان الباب مسكر بينه و بينها مثل هذي العلاقات ماتتم إذا كانوا كل واحد من بيئه مختلف و لها عاداتها

انا معجبه بجنيد و طلال جدا جدا جدا شكرا توق على هالشخصيات الحلوه اللي ماخذه قلبي 💕💕

يعطيك ألف عافيه يا توق انا متابعه من خلف الكواليس بس حبيت ارد عليك و اقول اني معك 💕


الملكه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 10:27 PM   #374

ازهار عوض

? العضوٌ??? » 491498
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 110
?  نُقآطِيْ » ازهار عوض is on a distinguished road
افتراضي

روايه فخمه تجنننننن

ازهار عوض غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 11:50 PM   #375

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريا 14 مشاهدة المشاركة
مسا الخيرات يااصدقاء
بصراحه لم اقرأ الروايه ولكن، شدني العنوان وما شدني اكثر اطراء القراء للروايه وحبهم لها وبصراحه اشد لمجرد قراءتي للفصل الاول احببتها جدا واتقدم لك بالشكر لهذا الابداااع ❤😭😭😭
ان شاء الله اقدر التزم معك اول بأول 💙

مساء الأنوار ()()()
اهلاً وسهلاً فيك بين عائله العناق والمأوى انرتِ
ممتنه لاطرائك عن عنوانها وعن البدايه♥♥♥
وأن شاءالله تكونين معنا أول بأول.



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة الغيد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم..
على أني من اللي يقرون بصمت بس قلت لازم أعلق علشان تدرين أن فيه معجبين بقلمك❤
شيخه مادري لو هي أمي كيف بتحمل أطباعها متعبه، ترفض تشارك ولدها فرحته ثم تزعل؟ وأوس شدعوة الكره لأمه علشان ذاك بس خطبها فَعرف أنها السبب باللي صار له مالها ذنب! +ليش فعلاً هو بالذات من بين أخوانه أختاره وقيان يأذيه؟
ووقت لما اجتمع مع دانيه مرضت بنته خوش بداية اخ..
وبالنسبة لفيض طحتي ومحدٍ سمى عليك، على أني ضد حركتها بس تعتبر طيش شباب لكن أحسن شي درت أمها ولا طولتي السالفة، وفاجأني أوس بصبره عليها 😂
المهم الشخصية الوحيدة اللي دخلت قلبي هي "وجد" أحبها لطيفه وخفيفه على النفس وشخصيتها حلوه وهي اللي أكسبت صوتي أخيرًا وصوت لها 😂💗
ننتظر أبداعك الجاي ياحلوه 👀❤
اهلاً وسهلاً فيك يافراشه الغيد
نحب القراء الصامتين اللي يزوروننا من وقت لثاني يعطوننا انطباعاتهم عن الروايه
مو اللي صامتين الى الابد هذولا شوي شوي مرررره نعتب عليهم🙈

- اوس وضحت قبل هو بالذات ليش ولو ترجعون بتشوفون السبب اولها انه شبيه بأبوه ويشبه بعض من اطباع ابوه ايضاً والباقي انتم تطلعونه 🤝🏻
- وجد حنونه وحبوبه من احب الشخصيات لقلبي ()() ، وابسطها بدون اي تعقيد 🥹💗💗💗


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-22, 12:17 AM   #376

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الملكه الجميله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

روايه جمييييله جدا اندمجت معها مره 😍
مع ان عندي فوبيا من الروايات اللي مو مكتمله اخاف اتعلق فيها و تتوقف الكاتبه لظروف 😂

اول شي وقيان الله يرزقني ثقته هذي ضحكت عليه عايش الجو جاي يخطب و مجهز البيت ، بس كفو أوس رد عليه ود قاتل

اوجعني قلبي على شيخه يعني مهما كان حتى لو كانت مو موافقه مايعني انه يهمشها كذا حتى تبليغ مابلغها و مخلي كل اتفاقه مع خالته وخواته

فيض وئعت و محدش سما عليها 😂 استلمتها امها بس جد ليتها تعقل وتلهى عنه لان واضح من ردة فعل امه ان الباب مسكر بينه و بينها مثل هذي العلاقات ماتتم إذا كانوا كل واحد من بيئه مختلف و لها عاداتها

انا معجبه بجنيد و طلال جدا جدا جدا شكرا توق على هالشخصيات الحلوه اللي ماخذه قلبي 💕💕

يعطيك ألف عافيه يا توق انا متابعه من خلف الكواليس بس حبيت ارد عليك و اقول اني معك 💕

وعليكم السلام
اهلاً وسهلاً فيك يالملكه 💜
سعيدة انها نالت على اعجابك
وكونها قيد الكتابه ان شاءالله اكملها معكم لنهايه بدون انقطاع لمدى طويل🫶🏻♥♥
اصلاً ماراح اسامح نفسي اذا ما ختمتها و ناس متعلقين فيها هالقد ()()

جُنيد وطلال الجنتل بقلبي عاد :'(

ويعافيك روحك يا ملكه واتمنى دايماً تكونين حاضرة وما تكونين خلف الكواليس 🤝🏻♥♥()


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-22, 12:34 AM   #377

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
Icon26

اهلاً يا اصدقاء
حبيت اذكركم بكراً ان شاءالله موعدنا
مع الفصل (14)
كالمعتاد بين الساعه العاشره والحاديه عشر

وبما اني ما حطيت مقتطف
لكن بيكون في هالفصل بدايه ولادة ثنائي جديد "وعلى اول العتبات المتقطعه من قصتهم "

عندكم توقعات مين ممكن يكونون ؟


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-22, 05:19 AM   #378

ام محمد وديمه
 
الصورة الرمزية ام محمد وديمه

? العضوٌ??? » 432976
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » ام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توق سعود مشاهدة المشاركة
اهلاً يا اصدقاء
حبيت اذكركم بكراً ان شاءالله موعدنا
مع الفصل (14)
كالمعتاد بين الساعه العاشره والحاديه عشر

وبما اني ما حطيت مقتطف
لكن بيكون في هالفصل بدايه ولادة ثنائي جديد "وعلى اول العتبات المتقطعه من قصتهم "

عندكم توقعات مين ممكن يكونون ؟
اتوقع أرين مع صديق زوجها المتوفي نسيت اسمه


ام محمد وديمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-22, 02:19 PM   #379

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,552
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 19-09-22, 10:59 PM   #380

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
Icon26

الفصل 14


'
'

لا تلهيكم الرواية عن العبادات والصلاه
-لا إله الا انت سبحانك اني كنتُ من الظالمين -


'
'


[ اتعلم .. قد استمريتُ بحياتي
ازلتُ كل التراكمات من حولي
لم ابكي ولن ابكي لكن كُل ما اردته
حقاً .. هو البكاء لأجلك
او بمعنى اخر لسببك ]
~ فيض




'
'


يجلسُ على يسار مأذون الأنكحة و عمهُ على يمينهِ هذهِ هي المرة الثانية يُعقد قرانه لكن التوتر يسيطر عليه بشكلٍ كامل لربما ارتباطه بمن عشقها عقلهُ قبلَ قلبهِ دائما ما يسمعُ عن الزواج عن حب في سنواتهِ الماضيه وكانَ كُل ما يشعرُ بهِ هو الحسد ممن يتزوجون بتلك الطريقه بعدَ ما ابعدهُ والده بعيداً نسِف كل شيء خلفَ ظهرهِ ومحي فكره الارتباط بها او لأي فتاة اخرى لكنَ الاقدار التي كُتبت لهُ من ربهِ منحتهُ حياة جديده بجانب عائلتهِ آخيراً ..
استيقظ من سُبات النفس على صوت المأذون يمدُ له جهاز بصمه من هذه الدقيقه ارتبطَ اسمهُ بِها ولا عِلم لهُ بِما يمكن ان يحدث مستقبلاً بينهما

وقف سعود يحملُ الجهاز بعد ان اخبرهُ المأذون بتعليمات اللازمة متجهاً الى الداخل يُنادي على اسمها ولا جوابَ يصدرُ منها ، حتى سمع صوت زوجتهِ في الاعلى صعد ونظر اليهن جميعاً في حُجرتها ، نظر اليها تُسرح شعرها بمكواة الشعر تصنعُ منهّ لفاتٍ بسيطه ناعمه بشعرها الاسود وضعتهُ ما إن نظرت اليهِ وما يحملهُ بينّ كفيهِ شعرت وكأنها اختنقتّ بقلبها وسدَ مجرى التنفس لديها.
مدّ الجهاز الصغير اليها وابتسامتهُ لا تُفارق مُحياه ومن شعورٌ الابِ الذي اكتساهُ في هذهِ اللحظه
صوتهُ يتحشرج ببحه بُكاء كتمها بينهُ وبينَ نفسه : سمّي بالله وحطي سبابتك.
مسحتها على تنورتها بتوتر ومدتها بأرتعاش بالغ وضعتها على الجهاز وشعرت بتصلب اطرافها ما إن صدر صوت من الجهاز اللوحي ، خوف ، فرح ، رهبه ، سعاده ، اشتياق ، وله ، وحياه جديده بإنتظارها برفقه حبيبها وتوأم افكارها قبل قلبها.
وضع الجهاز على التسريحه واحتضنها اليهِ وماء اهدابهِ تتعلق على اطرافها انتهى من اعتنائهِ بهِا و اصبحت بعنايه غيرهِ ، وذلك ما كان لا يتمناهُ ان تُبعد ابنتهُ الكُبرى عنه ، انحنى مُقبلاً رأسها وصوتٌ حاول جاهداً بجعلهِ مُتزن: الف مبروك يا بنتي الله يجمع بينكم على خير ويوفقكم.
وقفت من الكرسي لُتقبل رأسهُ بود وامتنان حتى وإن تحدثت عنهُ طوال عمرها لنّ يكيفها ولو بقليل.
لكن النصيب الاكبر من الفرح زغاريد والدتها التي تجلسُ على طرف السرير لتقف مُقتربه اليها تحتضنها ببكاء وشهقات كانتّ تشلعُ قلبها ، ربتت على ظهرها بإختلاج صوتها : يمه ترا تزوجت ما هاجرت !
حاول الصمود بمشاعرهِ و كتمانها ومنظر زوجتهِ يخنقُ قلبهُ اكثر : ازهبوا بالسفره ترا المطعم بالطريق جايب الذبيحة.
حمل الجهاز و ذهب للأسفل وتوقف قبل دخوله الى قسم الضيوف بجانب الباب الفاصل يطبطب على محاجرهِ بشماغه الاحمر يشعرُ وكان قلبهُ انتُزع من مكانهِ واعطاهُ لأبن أخيه ، ثقيلاً عليه ان يُسلمها لغيره ثقيلاً عليه ان تذهب عن هذا المنزل وثقيلاً عليهِ ان لا يراها كُل يوم كما اعتاد وكما اعتادت عليه ، وثقيلاً عليه ان يفتقد أحاديثهما لبعضهما بجانب زهره الفُل ، اخذ شهيقاً وزفيراً عدة مرات حتى اسقرَت انفاسهُ المضطربة ونظر لملامحهِ على اقربَ مرآه ليذهب الى الداخل.

في حُجرتها
اقتربت فُرات احتضنتها وهمست بفرح : صبرتي ونلتي باللي يحبك وتحبينه.
شاركتها الحضن وابتعدت تمسح على شعرها : عقبالك نفرح فيك يارب.
تجعدت ملامحها بعدم اهتمام وطرقت الوسطى بالأبهام: لا تخرجت وتوظفت واستقليت مادياً وقتها افكر.
الجوهره تسيرُ بأتجاه الباب : يا فُرات إذا ما عندك نيه تدرسين تعالي ساعديني مع مريم.
ذهبت خلف والدتها ثم عادت اليها رافعه سبابتها اليها بتهديد : لا تطلعين عنده الا اذا قيمت النيولوك النهائي بنفسي.
جلست تُكمل اخر لمسات تزيين شعرها الذي يصل طوله الى اخر كتفيها بكثافتهِ ، انتهت من نفسها بمظهر بسيط ناعم تسللت قشعريره ترتكزُ على كامل جوفها ، انزلت حدقتها تنظر الى كفيها التي بدأت ترتعش رفعتها الى صدرها وقرأت المعوذات تُحاول سكينه قلبها الذي ربما إنبثق من شدة نبضاته
فزعت من اهتزاز هاتفها الصامت على التسريحه رفعتهُ و نظرت الى رساله منهُ :

انعقد القلبُ بالقلب
والتحم حُب السنين الطِوال
وسأظل احبكِ حتى تُنزع الروح من جسدي
وبعمق المشاعر المتراكمه في قلبي اقولها لكِ احبكِ

وكتبَ أسفلها :
(( اللهم اجعلها لي كما احب ، واجعلني لها كما تحب ، واجعلنا معاً لك كما تحب وترضىٰ ..
مبروك علينا يا اعذب لوزيه شافتها عيوني. ))

ارتسم على ثغرها ابتسامة حُب و لا يمكن لها وصف ما يحوم داخلها من شعور مربك متداخل لا يُمكن لها وصفه مهما حاولت ، قررت ان تُصارحه بِنا تشعر بهِ امامهُ بينها وبين نفسها تتمنى ان لا يُشل لسانها ما إن تراه فنبضات قلبها تُضاعف توترها، وضعت الهاتف لتُكمل ختام زينتها بأقراط لؤلؤيه بسبطة متدليه قليلا و خاتم انيق ذو لونٍ ذهبي على سبابتها وعلى كفها الأخر وضعت خاتم في الوسطى ، نظرت نظرة نهائيه على مظهرها الأقلَ من بسيط برضا تام انتهت من وضع العطر عنّ بُعد و المسك المخلوط بزهور فُل قد طلبتهُ من إحدى المواقع الاجنبيه لها ولهُ ايضاً.
حملت الكيس الذي يحتوي على المسك ، نزلت الى الاسفل وعلى اخر اربع عتبات من السلالم فُتح باب القسم ودخلَ ذاك مُتلهفاً يبحثُ عنها بحدقتيه ، نزلت اخر عتبه واقترب بخطوات متقاربة قبل جبينها واحتضنها بخفه هامساً لها بفرح وحُب يغمرهُ وصوتٌ يرتجف: مبروك يا عين أخوك الف الف مبروك الله يجمع بينكم على خير ويوفقكم ويسعدكم بحياتكم.
ابتعدت عنهُ تُبادله الابتسام : يبارك في عمرك يارب عقبالك افرح فيك وازفك بيديني لعروستك.
ابتسم و موضوع الزواج الذي رُبما من آخر اهتماماتهِ : ياقلبي تونا بدري نفرح فيك وبفُرات بعدين فكرو فيني.
ضربت كتفهُ بخفه لتسير بأتجاه المطبخ وهو خلفها : لا ان شاءالله سنتين بالكثير ومتزوج قسمك جاهز ومهرك جاهز باقي انك تجزم بس.
صمت المُثنى ولا رداً يصدرُ منهُ شعر بتأنيب الضمير يبتهمهُ عندما اخبر والدهُ بمرضه ، لاحظ سرحانهُ تاره ونظرهِ اليه بين الحينه والأخرى شعر بندم طفيف بأنهُ افسد فرحتهُ بشقيقتهِ ولا يزالُ منظرهِ حينما دخل عليهم ينظر الى بقايا دموع قدّ ابت ان تذهب على اطراف رموشهِ.







'
'




خطت خطواتها مُسرعه الى والدتها ومسكت ساعِدها تمنعها من ان تضرب ضربتها الثالثه.
رفعت صوتها بحده وصوتها العالي اصبح يتحشرج : يمه حلفت عليك ما تضربينها ولله ما تضربينها باللي بيدك.
رّمت ما بيدها واقتربت اليها مُنحنيه بعد ان ولتها ضربتين بالسلك و جثت ببكاء وشهقات حاده الاولى على كتفها والثانيه على عضدها لتشددها مع اذنها تجعلها تَقف تُصر على ضروسها بشده لمّ تُبالي بألمها وصُراخها العالي كاد يُهمش ما هو حولها: من متى وانتِ تسوين هالخراب يا زفت ! من مـتى !
وقفت من شدة المها واناملها تقبض على معصمها تحاول فك كف والدتها عن اُذنها، تشعر بأنها لوهله ستُقطع ولا يصدرُ منها سوى شهقات مُرفقه ببكاء تبكيه لأول مره منذُ وفاه ولدها.
اعادت صرختها وانفاسها ترتطمُ بها وكأنها تخنقها ايضاً : من متى معه قـلت لك.
تنهدت ارين من فرط عصبيتها بالتأكيد بأنها لا تُحتمل اقتربت تُحاول هي الاخرى ابعادها عنها وإلا سوف تقتلها : يمه خلاص انا اقولك كل شي بس لا تضربينها هي معترفه بغلطها ، وانتِ لا تشغلين نفسك زيادة ، تتنرفزين و يرتفع ضغطك الحين.
نظرت ليها وقد اتضح بروز عروق جبينها ببشرتها الناصعة بصفاوتها البيضاء : لا تتدخلين يا ارين دام نفسي عليك طيبه شيلي يدك.
ارين بجمود ملامحها نفت برأسها وصوتها يرتفعُ قليلاً : لا ماراح ابعد الى ما تشلين يدك عن اذنها ، يمه حرام عليك مصعتيها !
رفعت صوتها واصبحَ أشبه ببحه من شدة صراخها : اريــن قلت لك لا تتدخلـين بأختك.
خرج صوتها بصرخة من شدها لأذنها: آآآيي يمه يعور ولله يــعوور.
شددت اذنها و بكفها الأخرى صفعتها صفعة ليست قويه لكنها آلمتها : تقولين يعور ها؟ انا اعلمك وشي اللي يعورك صدق ياقليلة التربيه تبين من يربيك من جديد.
تركتها لترميها وتذهب بأتجاه غرفتها سحبت هاتفها وجهاز الايباد الذي قد اشترتهُ خصيصاً لمذاكره دروسها والجامعه وجهازها المحمول خرجت وقبل ان تعود الى غرفه ارين عادت وحملت المفاتيح من قلب الباب لتعود إليها ونظرت لأرين الُمنحنيه تربتُ على كتفها وتعاود خصلاتها المُبعثره خلفَ اذنها.
التفت ارين من صوت والدتها وهي ترفع ما تقبضهُ بين اناملها: هذولي اللي وصلوك للخراب ماراح تشوفينهم طول ما انتِ حيه ولله ثم ولله لو تطلعين من باب البيت من دون شوري لأبتر لك رجولك سـامعه.
حملت الاجهزه اسفل عضدها ورفعت سبابتها وينبره عاليه جافه حالكه و مُشتحنه بغضبها تُشير الى الخارج: قومي لغرفتك قدامي بسرعه.
تنهدت ارين وجلست على ساقيها : يمه خلاص اخذتي اجهزتها خليها انا اكلمها انا اتفاهم معها عمر الضراخ والهواش جاب نتيجه.
صمتت من اتساع محاجرها بنظره غاضبه وفهمت مغزها ان تصمت وان لا تتحدث اكثر تنهدت ونظرت الى شقيقتها.
وقفت تنظر الى والدتها لتحدثها وشهقاتها المتتاليه تبتُر كلماتها : ما سويت شي غلط وغلطي ما يستحق انك تسحبين اجهزتي مني ! ولا انا بزر عشان تسحبينها مني بعد.
رفعت والدتها سبابتها الى منصف ثغرها : اوص ولا كلمه ولا ولله ما يردني الا السلك على ظهرك لحد ما يبرز عضمك.
اقتربت لتشددها من شعرها وتدفعها الى الخارج : قدامي على غرفتك
فيض و شهقاتها و صوت نحيبها يُؤلم و يمزق شقيقتها ، خرجت الى حُجرتها تعلم بأن ليس لدى والدتها أسلوب النقاش الحاد فدائما ما تُنهي مناقشتها قبل حتى ان تبدأ.
وقفت من الارض تنظر اليها: يمه اللي سويتيه معها غلط كان اخذتي الموضوع معها بنقاش مو على طول بالضرب فيه الف طـ..
قاطعتها والدتها بنبره مرتفعه : ان اختك تكلم عيال من ورانا شي عادي عندك ويستحق تتناقش فيه ! لا ولله تبي الضرب والجلد وما بردت حرتي بضربها فيه وانا الغلطانه اللي عطيتها كامل حريتها و وثقت فيها وهي توها بزر.
امالت برأسها ناحيه اليمين قليلاً وضيقت اهدابها : بزر ! ليش ما يكون شي ناقص فيها و سوت سواتها هذي؟ يمه لا تحكمين دايماً من اول شي تسمعه وتشوفه عيونك !
رفعت كفها بمعنى ان تصمتْ بملامح متجهمة خرجت من حجرتها وأغلقت خلفها بقوة الباب.
تنهدت ستعارض حديثها معها لكن ليسَ الأن لتهدأ من غضبها اولاً.
منذُ مدة طويلة لم تُظهر والدتها سيطرتها وغضبها العارم على احد من اشقائها كان آخرها باليوم الذي وقع بهِ ميلاد عقد كرة القدم بأنضمامهِ الى الفريق ، شنت عليهِ غضباً عارماً لم تُحدثه لأيام وأسابيع بأنه قد فضل الكرة عن اكمال دراسته.
حاول كُلاً من عمهِ وطلال ان يُحدثها ربما سيكون ذلك جيد في تحسين علاقتهِ بوالدته.
حتى اقتنع برأيهم و اخبرها بأنهُ سيكون موازياً بين الكره والجامعه لكن لم يستمر بالجامعه بسبب انشغالهِ واهتمامهِ بالكرة اكثر من الجامعه فضل سحب ملفهِ من الجامعه وإكمال ما يحبه.
غضبت عليه ودائماً ما كانت ترمي احاديثهُا عليه حتى اعتاد على ذلك واصبح الامر اشبه بعادي بالنسبه لهُ

انتبهت على صوت رساله "واتس آب" تصدر من هاتفها فوق السرير نظرت الى مجموعتهم التي تضم العائلة بأكملها برفقه سُعاد و وجد فتحت الصور التي التقطها طلال لوقت عقد القران
ابتسمت بفرح لتُسجل مقطعاً صوتياً لتهنئه من اعماقِ قلبها لهُ ختمتها بالدعاء.
لكنما ما بداخلها حزينه من انَ لا فرحة هادئة في أيام عقد قرآن شقيقيها ، وبِما حدث قبل قليل تعلم بأن والدتها ستنقلب كوحشٍ مُفترس ربما لمدة من الوقت تحديداً على شقيقتها.
خرجت متجهة الى غرفة فيض طرقت الباب ولم يصدر صوت وضعت أناملها على مقبض الباب فتحتهُ ليتغضنَ جبينها ضناً منها بأنها ستجدهُ مقفل
دلفت واغلقت الباب خلفها ، تصاعدت العبرات من منظرها تدفعن ملامحها على مخدتها وصوت نحيبها المكتوم يكتم صدرها ايضاً.
اقتربت وجلست على طرف السرير هامسه بندم: فيض ، انا اسفه كل اللي صار بسببي لو اني اجلت الموضوع شوي وتناقشت معك بهداوه ما عصبت امي عليك ولا عرفت.
رفعت نفسها لتنظر الى تقرمز ملامحها و دموعها التي تشربتها مسامات وجنتيها ، صدرها يعلو ويهبط من الشهقات التي تسد تنفسها لأقل من الثانيه بشكلٍ يؤلم صدرها
اخبرتها بصوتها المتحشرج : تحسبين همني انها عرفت اني اكلم واحد ما همني بس ليش تعاملني كذا ليش تضربني بالسلك ليش تفت علي ؟ ليش تعاملني كأني ما افهم بدون ضرب طول عمري احس اني منبوذه عند امي طول عمري احس كأني وحده عمرها اربع سنوات من كثر ما تحطمني وتتحكم بكل شي فيني كل شي حرفياً عكسك انتِ اللي معطيتك كامل الحرية حتى ابسط حقوقي منعتني منها حتى السوقة اللي اول من طلع رخصه انتِ وساعدتك ولما قلت لها اني بتعلم وسجلت قالت ما أحتاج ، واكتشفت انها تحبك اكثر مني انا اكثر وحده منبوذة عندها ، عشان كذا كنت اكلمه كان يحسسني دايماً اني غير وعشان كذا كنت انبسط انه يقول لي كلام حلو يدعمني لما اقول شي ويشجعني اسويه بعكسها هي تحطمني و تحسسني ان ما عندي قيمه و هي اللي دايماً تحسسني انه ما عندي شي وما عندي حياه بعكسك انتِ اللي تسوي كل شي عشانك .
صمتت لتُكمل مافي قلبها ببكاء من فرطهِ تشعر بأن حنجرتها تكفغ وقلبها يتمزق.
آلمتّ قلبها بما نطقت مما يحتقنُ في قلبها على والدتها لِما هي شقيقتها ولم تُلاحظ ذلك الا لتوها.
اقتربت اليها وغمرتها في حضنها والمٌ عميق يُهدم داخلها لأجلها.




'
'


انتهى من طعام العشاء متجهاً الى قسم المغاسل يغسلُ كفيه وانتهى ليُجففها ويرمي المنشفه في مكانها المخصص نظر الى عمه الذي كانَ يضيف ضيوفه ولكنهُ يضع في جوفهِ اي شي
قطبَ حاجبه متسائلاً عندَ رؤيتهِ متجهاً اليه : عمي وشفيك ما تعشيت ! كل الموجودين تعرفهم ما حطيت اللقمه بفمك !
تقدم الى اتجاهه واناملهُ تنغرس على كتفهِ الأيسر ليحدثه بملامح محتدة ولهجة أمر : اسمعني وانتبه لكلامي زين يا اوس ترا البنت امانه عندك و للحينها امانه عندي ما راح اسمح لك تمد يدك عليها ولا تقلل من شأنها بأي ظرف كان وترها قطعه من قلبي اهتم فيها يا اوس زين سامعني؟.
ابتسمَ اوس وشعور الامتنان يرافقهُ ليرفع كفهُ اليمنى يربتُ بها على ظهر كفه التي تقبض كتفه : يا عمي اذا ما حطيتها بعيوني و سكرت عليها من بعدك مين بيسكر عليها قول لي ، و لا تخاف امانتك لها خلصت اليوم وهي أمانة عندي وبحافظ عليها لأخر يوم بعمري ، وتنقص لي يدي اذا مديتها عليها.
ابتسمَ سعود لهُ : وهذا العشم فيك ياولد اخوي.
رفعَ نفسهُ وقبلَ رأسهُ : ياعم تسمح لي اشوفها.
اومأ برأسهِ ضاحكاً من عجلتهِ : ايه اسمح لك ليش ما اسمح لك صارت حلالك بس انتظر بعد العشاء متفق مع خوالها نسير لنا واحد نسمر معه قبل يرجعون المجمعه.




| في الأعلى |

انتهت من عملِها مع والدتها في وضع العشاء حاولت ايضاً مساعدة العامله قليلاً بهذا اليوم المزحوم ثم ساعدت شقيقتها بوضع اخر لمساتها لمقابله بما تدعيهِ بـحبيبها ، دخلت حُجرتها و اقفلت الباب على نفسها ستدخل لتأخذ حمام دافئ يرمم جسدها ثم تخلد الى النوم لتستيقظ فجراً وتراجع دروسها مجدداً قد ضاعَ من وقتها كثيراً اليوم ..
قد تركت نافذه الحُجره مفتوحه لتجدد هواء حجرتها سمعت اصوات شباب عاليه اغلقت الانوار مجدداً واقتربت تنظر الى الاسفل شقيقها وابناء عمها وثلاثه من ابناء خالها وخالتها وهو الاكبر سناً بهذه الجلسه نظرت لهُ يجلس على اخر الكرسي يضعُ ساقاً على الاخرى وكامل ذراعهُ تتكئ على رأس الكرسي ولا ينظر الى من يتحدثون كان يصبُ كُلَ تركِيزهُ في هاتفهِ بيدهِ الاخرى مسبحة يدور بها يُمنى ويسرى ، كان جذاباً بسُمرتهِ وذقنهِ المُحدد و بغترتهِ التي قد نسف جهه واحده منها.
ابتسمت دونَ ان تشعر بنفسها تجرعت ريقها وسباباتها تضغطُ على مُنتصف صدرها تأملتهُ طويلاً وهمست بينها وبين نفسها بشيء أشبه بالهيام: يمه يالهيبه والثقل حتى بجلسته مليان هيبه.
تأملتهُ طويلاً ونسيت حدقتيها تتجول بين ملامحهِ يرفعُ اناملهُ ويمسح على ذقنهِ المُحدد وتاره يسحب شُعيرات شاربهِ وتاره اخرى رأس ابهامهِ يداعب ذقنهِ حتى وقف وادخل هاتفهُ في جيبِ ثوبه.
تداركت نفسِها وهزت رأسها مُبتعده عن النافذة وضربت وجنتها بغباء تُحدث بها نفسها : فُرات وش تفكرين فيه يا غبيه بينك وبينه قرن و ما درى عنك ولا عن هوا دارك ! فكري بجامعتك بس.

نفضت رأسها وذهبت لتستحم تحت المياه الدافئة تُرمم عضلات جسدها وقد اختلطت افكارُ عقلها بهيئتهِ و لم تدعها حتى بعد اسبالها لأهدابها بسبب الشامبو تأففت بضيق لتُنهي حمامها سريعاً جففت شعرها وانتهت من عنايه بشرتها الناعمه بفعل المرطبات والخمريه على شعرها واماكن النبض ، وتربعت على سريرها تُراجع قليلاً من دروسها قبل نومها لكنهُ قدّ حاصر افكارها لتتذكر موقفاً سابقاً حدث بينهما بصغرها كانت تبلغُ وقتها السبعَ عام بينما هو يبلغ من العمر الثالثة وعشرون عاماً ، ابتسمت على ذلك الموقف رغم بساطتهِ وكيف لهُ قد اصبح كابوساً عليها في صغرها إلا أنه علق في ذكرياتها ودائماً ما تتذكرهُ وتضحك على على نفسها بماضي طفولتها بسببها.



قديماً..
في مزرعة جدها "غادي" في حدود القصيم تحديداً منطقه الزلفي يأتون اليها قبل عيد الاضحى بيومان لصيام يوم عرفه ويذبحون بها الاضاحي كعادة سنوية لهم.
يجلسُ جدها وهيَ بجانبهِ تتناول من شوكولاتة العيد الموجودة أمامها على طاولة بالقرب من مكان ذبح الأضاحي وقد انتهوا من آخر اضحيه وما تبقى عليهم سوى تقطيعها وامامهُم صينيه القهوه الاصيله وبعض حلوى العيد.
اشارت الى مكان الذبح وتسأل جدها كأي طفلٍ في هذه الدنيا : يبه غادي ليش نذبح الخروف ؟
التف ينظر لهُ مُبتسماً من سؤالها : عشان نتقرب للي خلقنا يا بنيتي وهي شعيرة من شعائر الله ولا كبرتي تبي تفهمين اكثر.
قطبت حاجبيها بضيق : طيب الخروفات ما عندهم عيال مين يهتم بعيالهم ؟
ضحك بصوتٍ مُرتفع وربت على رأسها : يهتم فيهم الراعي يصير زي ابوهم.
قطع حديثهم غادي من جانبه : يا جدي الحلاق جاء عشان تتحلل ابوي يقول خلك اول واحد.
رفع الجد كفهُ ليساعدهُ في الوقوف والذهاب الى الغرفه التي يتواجد بها الحلاق.
جلس طلال امامها بعد ان احضرت العاملات صحون حمسه الكبده المُفضله للأغلب بعد ذبح الاضاحي و وضعتها مع بعض الخضروات الورقيه وبعض اطباق الفطور ، على جانبهِ اوس وعلى الجهة الاخرى يجلسان خالد والمُثنى.
انتظرَ الجميع الجد غادي لينتهي منحلاقتهِ وخلفهُ سعود
لكن اتى غادي ينظر الى والده قائلا : يبه جدي وعمي يقولون افطروا لا تنتظرونهم بتصير الكبده بارده مالها طعم اذا خلصو حلاقه يسون لهم ثانيه.
خالد يتناول الخبز ونقل انظارهُ اليهم: سمو بالله اجل وافطروا
نظر لها كانت كثيرة الأسأله وفوضوليه عن كًُل شيء تسأل عمها و يُجيبها برحابهِ صدره اين يوضع اللحم وماذا يفعلون بالرأس بعد الذبح وكيف واين ومتى وكيف والجميع كان ملتزم الصمت منهمكين في الطعام عداها .
انتهى خالد من افطارهِ ونهض استعداداً لدورهِ في الحلاقه
ابتسم اليها وروح دعابه الاطفال يُسيطر عليه: فُرات.
نظرت اليه وكيس الحلوى تُمزقهُ باسنانها.
اكملَ حديثهُ ممازحاً: تدرين اذا خلصت الخرفان من السوق وش يسون ؟
اجابتهُ ببرائه رافعه حاجبيها : لا وش سوون ؟
نظر الى اللبنه يغمس الخبز بها ثم رفع انظارهُ ينظر اليها: انتِ لما جيتي كم كان خروف فيه.
قطبت جبينها وحدقتيها تُشيحها عن وجهه و بتذكر : كان فيه خمسة.
بنبره ساخره: والحين وين الخرفان الخمسة ؟
اتضحت معالم التفكير الطفوليه على محياها : كلهم ذبحوهم.
ابتسمَ بخُبث وممازحه لم يتوقع ان تتعلق بحديثهِ هذا: خلصو كل الخرفان مافي خرفان الحين و السنه الجايه عشان مافيه خرقان لان كلها راحت يصير كل ابو يختار اصغر عياله ويسون فيهم نفس الخرفان.
نظر لأختفاء ابتسامتها ولظُلمه ملامحها و ظهور الرُعب في وجهها وتوقفها عن اللعب في كيس الحلوى ليستقر بين شفتيها
انهار غادي و المُثنى ضحكاً ، و اوس اختنق بِما يتناولهُ و بضحكه بالغه وقبضه كفهِ تضرب صدره وبين سُعالهِ: ترا تصدق على طول ورطتها الحين.
طلال نظر إليها وملامحها تنقلب بشكلٍ مُقلق ومظلم
أكمل بجديه رافعاً حاجبيه مُشيراً الى فيض التي تلعب في الارجوحات بقربهم : ما تصدقيني صح ! روحي اسألي فيض.
غادي مازحاً و رفع صوتهُ يُكمل الدراما: بسرعه روحي لأمك لا تطلعين قبل يشوفك ابوك ويمسك نفس الخرفان ، يقولون اللي يجلس جنب امه ما ما يمسكونه.
انسحبت لتجري الى قسم النساء والدموع تتعلق بينَ اجفانها تسمعُ ضحكاتهم عليها جرت الى قسم النساء وحديثهُ المرعب قد سيطر عليها طوال تلك الليلة حتى أنها كانت تستيقظ باكيه من نومها بسبب الكوابيس.
بعدَ مضي يوم كانت تُخبر دانيه بما اخبرها لتضحك عليها و و بسبب اسلوبه الجدي و من معهُ وتُخبرها بأنهُ كاذب لكنها لم تصدق ذلك فنظرة عينيه وحديثهُ وحركات كفيه ذلك الوقت جعلهُ شيء جدّي عليها.

عصر اليوم التالي كانت طوال اليوم تلعبُ بمكان النساء بالقرب من والدتها لم تُعتب ابداً الى قسم الرجال او خارج حدود قسم النساء.
اتت اليها فيض تُخبرها بحماس : فُرات تعالي معنا بنروح البقاله بسرعه ماراح ندفع شي خالي طلال بيدفع لنا.
تستلقي على بطنها تلون في دفتر تلوين قد احضرتهُ برفقتها : لا مابي بجلس عند امي.
ضربت قدمها بالأرض بجزع : قووومي جدي غادي يقول نروح كلنا ولا ما يودينا تعالي معنا باقي انتِ.
رفعت رأسها تنظُر اليها من فوقها : ما ابغى اروح عشان ما يسون فيني نفس الخروف
التفت الى صوت شيخه بجلسه تُحفّ بكُل ما لذَ وطاب :روحي يا فُرات اذا ما رحتي واشتروا يضيق صدرك انك ما رحتي معهم ولا اشتريتي شي.
لتُكمل والدتها : ايه روحي معهم لا رجعوا لا تجلسين عندي وتصيحين تبين مثلهم.
انحنت فيض هامسة لها بطفوليه : اذا بيسون فيك نفس الخروف سوو لي بس ابوك يحبك وابوي يحبني ماراح يسون لنا شي عشانهم يحبوننا.
وقفت بتأفف لم تصدق حديثها لكن نظرت لوالدتها التي كانت تُهددها بعينيها بالذهاب معهم ، أغلقت كتاب التلوين لترتدي حذائها وترافق فيض جلست بالخلف بجانبها الايمن وجد ثم فيض بجانبها الآخر ميلاد بينما بالإمام المُثنى وهو الذي يسوق كانت مرعوبه وتقبض بكفها على كف فيض.

هو الأخر قد نسي ما اخبرها بالأمس ففي ذلك العمر كانَ يمتلك حس مداعبه للأطفال كانَ يحب إخافتهم وبث الرعب عليهم كانَ شديد المزح لأخافتهم.
نزلتّ واشترت ما هو أمامها وكُل همها ان تعود الى والدتها بأقرب وقت أعطت شقيقها ما تُريده ليحاسبه دفعة واحدة وكلاً منهم يأخذ كيسهُ الخاص ، في طريق العودة وعلى مدخل المزرعه بجانب البوابه طلب ميلاد الوقوف هنا ليلعب هو والمثنى الكرة التي اشتروها ايضاً توقف بهم ونزلَ الأثنان ليكمل سيرهُ إلى الفله التي بُنيت في وسطها ، لكنهُ أخذَ سيرهُ على نعطفٍ آخر بطلب وجد التي قبعت في الامام فأخذ يسيرُ بهدوء وابتعد الى حدود نهاية المزرعه والتي تبعد قليلاً عن أولها وقد خُصصت تلك المنطقة للمواشي.
شهقت وجد لتُشير امامها : خالي وقف عند الخرفان .
ما ان قالت جُملتها حتى وقفت فُرات تنظر الى الراعي يدخلهن الى مكانهم المخصص بعد انتهاء الرعاية شعرت وكأن الدنيا انفتحت أبوابها تنظر الى الماشية التي تسيرُ بخط اشبه بطويل حتى اغلق الباب عليهن.
نظرت فيض لوالدها وعمها وجدها بالقُرب من مكان النواق بجلسه ارضيه لتنزل و وجد برفقتها وكلاً منهما يحمل كيسهُ.
عاد طلال ليضع سيارتهُ بالقرب من مكان المواقف سار ويظن انه وحدهُ وتلك الصغيره خلفهُ تحاول إدراك ما نظرت اليه لتوه ، وخوفها قد اخرجتهُ بشهقه وبكاء حاد يخرج من طفله كادت ان تموت من رعبها و تصدع صوت بكائها في ارجاء سيارته ، فَزِع طلال الذي كانَ سارحاً بنفسهِ وقد ارغبهُ صوت البُكاء بظنه انَ جميع الفتيات ترجلنَ من السيارة.
ضغط على المكابح وبصوتٍ خافت : بسم الله الرحمن الرحيم.
التف بهدوء الى الخلف ونظر اليها خلف مقعدهِ تغرق ببكاء يكادُ يُخرج قلبها من شدتهِ.
قطبَ جبينه والتف بكامل جسدهِ : فُرات ، وش فيك تبكين ؟ ليش هالبكي.
تُشير الى أمامها و الحديث صعبٌ عليه ان يخرج بسبب شهقاتها: قـلت .. انه..خلصت الخرفان..وبيسون لي...مثل الخرفان..بس تو شفت خرفان كثيره مرره كثيره.
رفع حاجبيه من حديثها و ابتسم وقدّ التهمهُ تأنيبَ الضمير لم يتوقع أن تأخذ حديثهُ على مُحمل الجَدِ هذا.
أشارَ على نفسهِ : وانتِ صدقتني ؟ كنت امزح معك كيف تخلص الخرفان اصلاً؟
نزل من سيارتهِ وفتح باب لينحني إليها واناملهُ تقبض على ركبتيه : زعلانه علي يعني.
كَفتّ عن بُكائها لكنَ شهقاتها تستمرُ بجعل صدرها يهبط ويعلو ، رفعت ظهر كفها لتمسح ملامحها من فرط البُكاء وهزت رأسها بالنفي.
انتصب بظهرهِ ونظر الى الفله كانت قريبه ، اغلق سيارتهُ بمكانها ليُغلق بابه وحمل اكياسهُ ثم عاد إليها : للحين تبكين.
لا تزالُ شهقاتها لم تهدأ اقترب اليها وقبلَ جبينها : طيب انا اسف بس كنت امزح معك بعدين ما في ابو يسوي بعياله زي الخروف !
ابعد كفها التي تستقرُ اسفل وجنتها ومسح دموعها بظهر سبابتهِ ثم قبلَ رأسها مرة أُخرى: انزلي لا تخافين خلاص كنت امزح معك وانا اسف ، هو تحصلين احد يبوس راسك ويتأسف منك مرتين يا ام ثمان مدري سبع سنين ؟
انزلها بحملهِ له من اسفل عضديها واغلق باب السياره ليسير الى الفله التي تبعد قليلاً عن مكان توقف سيارتهِ
عادت تُخرج بكاء مُصاحب بشهقات متتاليه كانت مُنحشره في جوفها ، تنهد ليضع الاكياس ارضاً و يجلسَ جلسة القرفصاء أمامها : خلاص عاد يا بنت سعود قلت لك اسف ! ولله لو انتِ زوجتي ولا حبيبتي ما رضيتي.
قالت بنبره ممزوجة بالبكاء : احلف ما يسون فيني زي الخروف وتخلص الخرفان ؟
هز رأسهُ بالنفي وانطلقت ضحكاتهُ : لا ما يسوون ولا بيسوون فيه خرفان كثير والخرفان تولد كثير بعد ، و بعدين ما تحسين انك طولتيها ؟ خلاص وش تبين شي يرضيك ؟
اشارت على الكيس بجانبها : ابي كيس البطاطس الكبير.
التف الى الحاجيات التي احضرها لنفسه ولمن معهُ وعاد ينظر اليها : ما يكفيك اللي شريتيه يعني ؟ إذا سامحتيني عطيتك سامحتي ؟
مسحت دمعها و لتُؤمئ برأسها واردف وسبابتهُ تربت على وجنتهِ : بوسيني عشان اعطيك اثنين مو واحد بعد.
قبلتهُ بسرعه ليرفع نفسهُ من جلستهِ أخرج منديلاً قماشي من جيب ثوبهِ يمسحُ بها دموعهِا وضع المنديل في قبضتها و يمدها ببعض الاكياس رفعَ رأسهُ لينظر الى النساء
بجلابيبهمنَ يستعدنّ لجلسة ارضيه بين النخيل الطويلة ليُشير اليهن و يمدها ببعض الاكياس: ولله منتِ هينه يا بنت الدوجن خذي البطاطس اللي تبغينه والباقي عطيها الحريم.
ابتسمت لهُ لتشكره بأمتنان نظر لها تجري حيثُ جلستهن لتتجعدَ ملامحهُ ، كانَ كل سنه يخبر فيض و وجد بتلك المزحه لكن هيَ من اخذتها على محمل الجِد لذلك شعر بالضيق وتأنيب الضمير عليها.

استيقظت من ماضيها برفقتهِ تتأملُ المنديل القُماشي الذي بينَ اناملها حتى يومها هذا تحتفظُ بهِ لن تُفسر ما تشعر بهِ هوَ ليس بحب لكنهُ يعجبها دائماً تصغي الى حديث بنات اخواتهِ عنها وابيها ايضاً يعجبها شخصهُ لا أكثر استيقظت من سرحانها و هزت رأسها من طموحاتها العاليه وضربت وجنتيها تُعاتب نفسها: فُرات ادرسي ولا نامي.


'
'



ذهبت الى حُجرة والدتها بعد ان طرقت الباب زفرت كُل انفاسها ودخلت لتنظر اليها وبين كفيها هاتف شقيقتها رفعت حدقتها تنظر الى ملامحها المتجهمة ، لا تُريد مجادلتها اكثر لكن تريد بأن تفهم مغزى ما فعلتهُ.
جلست بجوارها بكامل جسدها ثانيه ساقها اسفلها جلست صامتة هادئه تنظر الى ما بين اناملها هاتف شقيقتها الذي تتفحصهُ بما سمعتهُ مسبقاً.
حتى سمعتها تنطق : وش تسوي اختك ؟
تنهدت بعُمق لتمسح على شعرها القصير : نامت ، من كثر البكي المشاهق هدها و نامت.
صمتت لوهلة ثم اردفت وعلى ثغرها ابتسامه زائفه : تقول انها عتبانه عليك بالحيل ، تقول انها منبوذه منك وانك تفضليني عنها.
نظرت اليها ثم عادت تنظر الى الهاتف : عندها حساب بتويتر فيه فوق الميه الف ! ولا بعد بكل بجاحه فيها حاطه صورتها عليه ومنشره غسيل غرفتها كله صور لغرفتها وكتبها ، ابد خصوصيتها معدومة من حينها.
اسلبت اهدابها وأومأت برأسها : عارفه و صار لها فوق السنتين فاتحته وكنت دايماً اراقبها إذا فيه شي غلط او ما يصلح تنزله اقولها تحذفه و تاخذ على كلامي واذا على صورها صح انها سفور ، لكن شوفيها متحجبه مو مطلعه من شعرها شي لأنها عرفه انه غلط اذا تنتشر صورها كذا والله يهديها.
نظرت اليها بتعجب : يعني تعرفين مصاخه اختك و لا تقولين لي!
ارتدت استفزاز والدتها بها لترفع كتفيها مبتسمه : طبيعي يكون فيه اسرار بين الاخت واختها والأم ما تعرف فيها ، اذا مو انا سمعت فيها مين بيسمع اتركي وجد على جنب هي صديقتها المقربه اكثر من انها تكون اختها وبنت خالتها ، عشان كذا ماهي جالسه تقول لك كل شي لأنها عارفه ردك فعلك اولها حسابها هذا.
تركت الهاتف على الطاولة فوق اجهزتها الباقيه لتنظر اليها : تعودت على دلال ابوك الله يرحمه كنت اذا قلت لها لا راحت لأبوك ويوافق على طلباتها ، عشان كذا تشوفني ما احبها فيه أُم ما تحب عيالها ، لو ان شاءالله قرروا يذبحونها بتحبهم وتسامحهم.
صمتت لفتره طويله ثم نطقت : صح عليك ، بس يا يمه ضربك لها ماله مبرر! صح هي غلطت بس النقاش ممكن يحل المشكله وفيض مشكلتها بالنقص صح اني اعرف اول عن حسابها بس هالسالفه ما عرفتها الا اليوم قالي أوس عنها ، اللي تكلمه جاي عنده للمؤسسه يخطبها ، وقال لها تقولك سالفتها وهو بنفسه قالي انه بيقولك بعد ، عشان تكونين بالصوره.
رفعت حاجبيها بتعجب ساخرة : بعد! تقولين جاي يخطبها عشّنا وشفنا يا بنت خالد.
ارين بلهجة بجديه : يمه انا اكلمك جد اذا الولد بنفسه جاي يكلم اوس فهو ناوي الزواج منها اكيد دورك انتِ بنفسك تسألينها ليش سوت كذا ومن كلامها لي ما عمري سمعتها بحياتي تقول تكلمت مع امي او قلت لأمي رايي وقالت صح دايماً تجيني والعبره تخنقها وأنه شورك اللي يمشي ماهو شورها.
تنهدت والدتها بِعمق لتبرر : يعني اذا جازم على خطبتها اعطيها اياه بسهوله ! اختك هذي ماراح امرر لك أفعالها وأجهزتها ذي تحّلم تشوفها كم شهر قدام الى ما تتأدب.
وقفت والحديثُ معها مُرهق لكن صوت والدتها يأمرها : قبل تطلعين زيني المنظم الأدويه توني اكلت اخر شي.
ابتسمت لتعود الى ما امرتها والدتها بهِ : ابشري.




'
'



كانت سوف تنطق لكن قاطعها هاتفهُ الذي أعاد اتصالهِ مره أخرى يُسكتها.
تنهد بضيق ليرد بصوتٍ أشبه بغضب : نعم مين معي ؟
عض على لسانهِ أراد لو انهُ امامهُ ليلكِمهُ بقسوه: المفروض لما تشوف رقم غريب ويتصل عليك اكثر من مره ترد عليه ما تطنش!
تغضنَ جبين اوس من صوته الأشبه بمألوف: مين معي؟
اسبلَ جُنيد اهدابهُ بقلة صبر وصوتهُ الذي يتضح صبرهُ : مو مهم تعرف انا مين المهم تعرف ان بنتك العين بالعناية المركزة بمستشفى الـ*** انت ولي امرها ولازم تصير حولها وانا بصفتي عم امها لازم اعطيك خبر.
جائهُ صوته بارداً من خوفه : شفيها؟
سمعَ تنهيدة الطرف الأخر : ماهو شي كايد تعال بنفسك وشوف ، من الضحى وهي بالمستشفى.
اغلق منهُ ونظر اليها لتنظر الى عينيه التي تتأسف : انا اسف بس مضطر اطلع الحين كان ودي اجلس معك لأخر اليوم بس الوقت ما يسمح.
نظرَ لقُطبه حاجبيه و ملامحها التي بهتت ليَتبع حديثهُ : العين، العين بنتي بالعناية المركزة ما اعرف وش فيها بالضبط بروح اتطمن عليها واكلمك بعدين وبعدها بقول لك كل شي تبين تعرفينه.
أومأت برأسها و اشاحت بمحاجرها عنهُ و غصه تتراكم في اعلى حلقها.
كتمت انفاسها من إن شعرت بهِ قريباً منها ليقبل صدغها هامساً : زعلانه ؟
نظرت لهُ واجبرت نفسها على رسم ابتسامه زائفه لترفع كتفيها بلا مُباله وتهزُ رأسها بالنفي واناملها تضغط ببعضها : بالأخير بنتك هذي ما اقدر امنعك عنها ولاحق.
وقف وقبلَ جبينها و ابهامهُ يداعب وجنتها : خليك حول جوالك.
اومأت لهُ ونظرت اليهِ يعطيها ظهرهُ ما اردتهُ لم تفعله ، وقفت و خروجِ صوتها يسبقُ وقوفها : أوس.
التف ينظر اليها رافعاً حاجبيهِ ، ولا تعلم ما تلك الجرأة التي تمكنت منها سارت بأتجاهه بخطوات واسعه لترفع اطراف اقدامها وذراعيها تلتف حول عنقه ، ابتسمَ و بادلها الحضن بشتدادهِ اليها تمنى ان يزرعها داخل ضلوعهِ ليستكين و يرتاح من عنائهِ لأجلها.
وصوتها يُداعب اذنهِ بحنّيه : انتبه لنفسك.
ابتعدت و ملامحها تتوردُ خجلاً مما فعلتهُ فما كانَ يقودها قلبها وليس عقلها ، سمعتهُ يهمس إليها : تبين شي ؟
هزت رأسها بالنفي و حدقتيها تتصوبُ في صدرهِ ليُردف : فمان الله.
نظرت لهُ حتى خرج واغلق الباب خلفهُ زفرت بقايا خجلها الممزوج بخوفها مررت راحة كفها المرتعشة بملامحها ، كانت ستدلف وقبلَ ذلك نظرت إلى الكيس الذي وضعتهُ قبل دخولها اليهِ تنهدت بضيق وحملت الكيس برفقتها ، دلفت الى الداخل و نظرت لوالدتها تجلسُ وحيده تتعبثُ بعُلبة ما.
رفعت الجوهره رأسها لتُصدر شهقة خافتة : هووو! ما كملتي ولا ربع ساعه !
خشيت ان تُخبرها عن ابنتهِ لتبدأ بمناوشات أُخرى ، جلست بقُربها : جاته مكالمه ضروريه واضطر يطلع.
لتُكمل بكذبه اُخرى لها : يقول اذا خلصها قبل الساعه 12 راح يجي.
لم تقتنع والدتها بحديثها رمقتها بنظرة تركيز والقلقُ يتضحُ عليها : بـنـت ! صاير شي لا تكذبين على امك !
نظرت اليها بقلق انتابها : يمه راح يشوف بنته يقول انها بالعنايه ولا يعرف وش فيها بالضبط ، الله يشفيها ويخليها له بس يعني افكر اذا هذي اول الدقايق بيننا صارت بنته اساس الجلسه بعدين وش ممكن يصير؟
قوست والدتها شفتيها عالمه انَ هُناك سبب آخر: والله انتِ طبختي طبخك وكوليه لحالك وموتي نفسك من الصياح عليه وانا قايله لك لا تتزوجينه
لتُكمل تُقلد نبرة صوتها : بس قلتي احبه وخليت لك اللي تحبينه وهذا اول النتائج.
و رفعت سبابتها بوعيد :: بس اصحي تبينين له بيوم انك غيرانه من بنته ولا انك تنغرين منها قدامه ما عليك منها ولا عليها منك.
اشاحت حدقتها عن والدتها فقط لتو تداركت وضعها جرّت خلف حُبها لهُ ولم تفكر بأنها يمتلكُ ابنة ، كل شيء سيكون مختلف عما كانت تفكر بهِ سابقاً.





'
'




صعدت من القبو بعد إن انتهت من تجهيز كافة حاجياتها التي ستأخذها غداً للافتتاح كانَ الدور الارضي هادئ ومظلم ، نظرت لساعه هاتفها كانت الساعة الثانية عشر شعرت ببعض الغرابة إن كانوا لا يزالون في منزل عمها لم تسمع اي اصوات لهم أو لدخولِ سياراتهم صعدت الى الاعلى ، دخلت الى حُجره شقيقتها اقتربت الى سريرها لتزفُر انفاسها براحه لا تزلُ نائمه رغم ما حدث لها استودعها الرحمن وأغلقت الباب بهدوء ، اتجهت الى حيثُ صوت التلفاز عالمه بأن والدتها تجلسُ بملل امام امانه.
اتجهت للجلوس بقربها لتهتف : غريبه مو كأنهم تأخروا؟
نظرت والدتها إليها : تأخروا وبس واللي اعرفه واخّبره عمك ينام بدري ولا يواطن السهر والثلاث كلهم عندهم دوامات من اول الصبح.
فتحت هاتفها الى تطبيق "السناب شات" ودخلت الى خريطتها : خليني اشوفهم بالخريطه وينهم.
بحثت عنّهم لتجد طلال بجانب مستشفى ما قطبت جبينها ، والدتها التي تنظُر اليها بتعجب : وش فيك؟
رفعت حدقتيها تنظر اليها وتعود لتُرسل اليه بقلق : يمه بخريطة السناب طلال بالمستشفى الله يستر يصير فيهم شي.
حملت هاتفها من جانبها بخوف ارتكز في صدرها : يالله خير يارب لا تورّيني فيهم مكروه يارب ما فيهم الا العافيه.
انتظرت طويلاً حتى أجابها بردهِ لمّ يُريد اخبارها بالرغم من معرفتهِ وليس بشيء كبير لتعرف ما يجري من اوس، اخبرها بأنهُ شي بسيط وسيأتونَ بسرعه.
اغلقت منهُ وسمعت صوت المصعد يُفتح ليخرجَ ميلاد وخلفهُ غادي ، أزاحت ظهرها من الأريكة ولملامحهم المُصفعه : وش صاير طلال ليش بالمستشفى ؟
ذهب غادي الى حُجرتهِ وفي طريقهِ اليها يهتف : تصبحون على خير.
الحديثُ مع والدتهُ مؤخراً اصبحَ اشبه بمعدوم لا شيء يفعلهُ سوى واجباتهِ بسلامهِ عليها وتقبيل رأسها صباحاً ومساء.
ميلاد الذي جلس بالقرب منهم وبهدوء : اوس بنته اتصلو عليه أهلها قالوا انها بالمستشفى.
ضربت صدرها بخوف وارتياب : يا ويلي وش فيها؟
رفع كتفيه و كفيه بآن واحد : ما اعرف صدق بس طلع مفزوع و وجهه مسود الله يستر عليها.




| في المستشفى |

نزل بخطوات واسعه و شعر كما لو انه سيفقدها وهو الذي لم يراها منذ سنتين وشهور قليله كان يحملها بين كفيه لا تعلمُ من الحياة شيء والان ربما تغيرت عما كانت عليهِ سابقاً
دخل الى اقرب قسم له توقفت السياره من عندها واتجه الى الاستقبال وصوت و صوت لهيثهُ اربكَ من أمامه : لو سمحتي في وحده عندكم بالعنايه المركزه بأسم العين أوس الدوجن ممكن اعرف وش فيها و وينها ؟
شعر بغصة تحرقُ حُنجرته لأول مره ينطق اسمها كاملاً ولأول مره يشعر كما لو انهُ آب يخشى على طفلتهِ ومن مرضها.
نظرت اليه موظفه الاستقبال : ماهي موجوده بالعناية موجوده تحت الملاحظة على الممر الثاني اول ممر يسار قسم الأطفال.
سار باتجاه ما أخبرتهُ يشعُر كما لو انهُ يسير بعُمق بحرٍ واقدامهُ ثقيله يخطو خطواتهِ ببطئ بالغ حتى استقرت أمام الباب الذي كُتب اسمها عليع نظر اليهِ كانَ مفتوح قليلا ، تقدم ببطئ و دفعهُ بخفه نظر الى سرير اطفال وحيد حواجزهُ مرتفعة قطبَ جبينهُ من نظرهِ لكفين صغيرتين تتشبث على حاجز السرير لتقف.
نظرَت إليه لترتسمّ على مُحياة ابتسامة وشعورٌ بارد يسري على صدرهِ من نظرهِ إليها ، يتأملُ ابتسامتها لهُ كأنها تعرفُ انها ابيها وكلمه قالتها قد سلبتّ لهُ روحه وانتشلت قلبهِ "بابا"
وتلك الكلمه التي اعتادت ان تقولها لكل رجل امامها كبيراً او صغير.
اقترب اليها حتى استقرَت قدميه بقرب السرير تلهثُ بقولها : بابا بابا
وهو يغرقُ بعبرات تصعدُ وتعود الى جوفهِ نظرَ الى قدمها اليمنى تلتحمُ بجبيرة صغيره حملها اليه واضمرَ ملامحهُ في عنقها اراد أن يستنشق رائحة ابوته اشددّ من احتضانها ارادَ ان يُدخلها الى داخل قلبهِ من شوقهِ.
جلسَ على كرسي قريب ليجلُسها في حضنهِ يتأملها وقُبلاتهِ تتزوع في ارجاء ملامحها.

خرجت من دوره بعد ان انتهت من تفريش اسنانها استعداداً لنوم ذهبت والدتها برفقه شقيقتها وجُنيد الذي فضل عدم الكشف عنّ هويتهِ لهُ في الوقت الحالي ، مطمئناً انهُ لنّ يحدث لها شيء.
تسمع صُراخها تظن انهُ جُنيد عاد لكنّها صُعقت عندَ رُؤيته بكامل اناقتهِ عادت الى الخلف لتضع طرحتها على رأسها وتُخبئ خصلاتها اسفلها بالرُغم من انها اعتادت ان تسير دونها بسبب حياتها السابقه.
شعور خوفٍ و رهبه اصابها من وجودهِ وماذا سيحدثُ إذ عَلم سبب كسر قدمها.
زفرت بقايا توترها وسارت ببطئ وصوت "الشبشب" الذي ترتديه يوقظه من سكرتهِ بأبنتهِ.
لم ينظر اليها و حدقتيه تتأملُ انامل صغيرتهِ التي تلعبُ بساعه معصمه : وش صاير لها ؟
سحبت انفاسها ببطئ وقلبها يختلج مما ستكذبُ بهِ : طاحت من السيكل.
لم يُعجب بردها المتذبذب : اذا طايحه وكسر بس ليش الى الان مرقده.
غرست انيابها على شفتها السُفلى و تنظرُ لِما تصنعهُ رضعة الحليب لنوم ابنتهما : طاحت على راسها واخذو لها اشاعه وبكرا بيسون لها اشاعه ثانيه.
وقف واعادها الى سريرها بعد ان قبلها تمنى لو جلسَ الليلَ بأكملهِ بِقربها او ان يخطفها ويذهب بها لكنّ والدتها ليست بحليلة عليه كالسابق لجلسَ الليل بأكملهِ بقُربها.
التقط لعبه على سريرها مبتسماً : انا استأذن بكرا الصباح جاي اشوف وش اخبارها وبدفع كل شي لها واذا ناقصها شي اتوقع على حسب علمي رقمك عند ارين بسجله عندي واي شي تحتاجه ارسلي لي ، فمان الله.
سمعت إغلاق الباب لترمي ما بكفيها وتنظر الى حيثُ خَرج وحديثها يَخرجُ حاقداً : بس ! بنته كم لها ما شافها وهذا رده لها ! و هذا اللي عنده طول عمره متكبر ومغرور وشايف نفسه حتى على بنته.




'
'





يوماً آخر يحملُ داخل منزل العائلة أجواء مشحونة الى حد النُخاح تحديداً بينَ الأم و أصغر ابنائها.
لم تأخذ كفايتها من النوم و احلامٌ شنيعة تُهاجمها استيقظت قبل اذان الفجر لقد نامت ما يكفي ولا علم لها متى وكيف نامت ، آخر ما تتذكرهُ هو انها كانت بحضن ارين تُهدئها استيقظت ونظرت ايضاً الى ارين تنامُ بقُربها.

دخلت الى دورة المياه وقفت أمام المرآه نظرت الى ملامحها المتورمه من البُكاء احمرار واضح في وجنتها اليسرى من صفعة والدتها ضغطت عليه بخفة وقطبت جبينها مُتألمه.
زفرت انفاسها بشيء من الراحه بعدَ تفكيراً دام طويلا قبل ان تنهض من سريرها لتهمس لنفسها مُسبه اهدابها : هدّي يا فيض ركزي بأخر مادة لك والباقي بعد امتحانك.
توضأت وصلت وترها الذي لا تُصليه عادة فتصلي لأيام وتنساهُ لأيامٍ أُخرى دعت ربها أن يُلطف والدتها عليها انتهت من صلاتها لتخلع ثوب الصلاه وتتجه الى حجره والدتها بهدوء كانَ المنزلُ هادئ لا حسّ بهِ في اخر ساعات الليل قبل بزوغ الفجر
تسللت الى حجره والدتها على اطراف انامل اقدامها بخفه و فتحت الباب بهدوء لتأخذ جهاز الآيباد الذي تدرك أنها لم تُخبئهُ بعد ربما انهُ على احدى الطاولات المنتشرة ، كانت الغرفة شديدة البرودة ونور طفيف يأتي من النافذة بالاضافة الى ان والدتها لا تنام في مكان مظلم فهناك نور خافت جداً من الابجوره بقربها.
ابتسمت عندَ رؤيتها امامها ، مثلَ ما توقعت كانت على الطاوله امام الأريكة الصغيرة التي تتوسط الغرفة سحبتهُ بهدوء وتسللت لتخرج لكن باب دورة المياة فُتح وسطع النور عليها قد استيقظت والدتها لتصلي وترها قبل دخول اذان الفجر، تجرعت خوفها ما إن نظرت إليها و خرجت وأطرافها تقطرُ من نداوة وضوئِها
شددت على ما بين كفيها وعادت خطوتين الى الخلف ما إن نظرت الى ملامحها تتجهم ببطئ عليها.
لتُخبرها بترددٍ بالغ : يمه فيه سلايدات بذاكرهم للأختبار كل شي يخص الماده بالايباد.
فتحت انوار الممر وسحبتهُ من اناملها بِعُنف : تبين تاخذينه خذيه باستئذان مو داخله الغرفه كنك حراميه ، وقبل تاخذينه اعترفي بغلطتك هذا اللي همك؟
قالت اخر كلماتها رافعه الجهاز أمامها.
زردت ريقها لتعقد اناملها ببعضها وتُبلل شفتيها بتوترٍ واضح : كنت بقولك بس ما عرفت الطريقه الصح عشان اعلمك.
سارت من جانبها ورمت الجهاز على الطاوله بقوه.
تنظر الى جهازها وملامحها تتجعد خوفاً من انهُ كُسر لتسمع والدتها : تحلمّين تشوفين اجهزتك ثلاث اشهر قدام.
نظرت اليها رافعه حاجبيها لتُعارضها ولكن والدتها التي التفت تنظر اليها بمحاجر مُشتعله وهي تلف ثوب الصلاه استعداداً لوترها لتردف : واللي بتذاكرين منه اقول لأرين تطلعه وتعطيه السواق يطبعها لك.
اُصيبت بأحباط شديد ربما خطتها الأخرى : طيب البنات احتاج اتواصل معهم لازم نتناقش كثير مع بعض عشان الامتحان.
رفعت سبابتها اليها بتهديد : اكسري شرك يا فيض قلت لك ثلاث اشهر لا تخليني ادبلها لك ما باقي الا بنتي صورها منتشره بهالبرامج ! يشوفها الطالع والنازل توني استوعب وقت ما كنتي تلمحين لي طلعتي فاتحته لك سنين ومنشره في خصوصياتك ، هذي سواة بنت عاقله!
اقتربت حيثُ لا يبعد بين وقوف والدتها وبينها سوى القليل جداً رفعت نفسها وقبلت راسها : انا اسفه ولله ما اعيدها اقسم بالله ما اعيدها وغلطتي عرفتها بس يمه تكفين بس بذاكر منه واذا خلصت رجعته له وعد اساساً انا ما شريته الا لدراسه.
نظرت اليها لتنقلب نظرتها بحنيه و بلهجة شديدة الصيغة : لو اني ما احبك موتك ودفنتك بمكانك وقت ما عرفت ، الضرب اللي ضربتك ماهو ضرب كايد ، لكن انبني ضميري يوم اني مديت يدي عليك ، انا أم و الام تبي مصلحه وراحه عيالها فوق كل شي انتِ عمرك جيتي وقلتي يمه بفضفض لك ؟ وقلت لا عمرك جيتي وقلتي يمه مخنوقه طبطبي علي فقلت لك لا ! ما عمرك جيتي لي عشان اعطيك اللي عندي لك واذا على الاشياء الكماليه هذاني تركتك على راحتك ما حجبتك ولا نقبتك وتركتك وقتها على راحتك وعارفه عالشيء من داخلي ماهو عاجبني بينما اختك من بلغت اجبرتها تتغطى غصب عليها ما عمري حرمتك من طلعه ولا من زياره و نوم عنذ صديقات لكن فعلك هذا دمر ثقتي بك انا وشلون بأثق بنتي بعد فعلها هذا ؟ ، و لا عمري اشوفك مقارنه نفسك بأختك لأن كلكم بقلبي واحد لكن فضلت اختك عنك لانك عارفه وضعها وشلون صاير من ثمان سنين ما عمري شفتها تضحك ولا صدرها مستاسع كثر هالايام هذي.
خلخلت اناملها ببعضها تنظر الى والدتها بمحاجر ترتعش لتهتف بصوت باكي : انا عارفه انه غلط ولله العظيم عارفه يا يمه بس لا تعاقبيني بالطريقه هذي.
نظرت اليها وكان بودها أن تحتضنها وان تُرمم قليلاً من افعالها لكن لتتذوقَ قليلاً من مرارتها عليها ، هزت رأسها بالنفي : صعب يا فيض الشي اللي سويتيه كبير وما يجوز ، وش نقول للناس اذا سألونا نقول كانت تكلمه ويكلمها و زوجناهم ؟ بتقولين ارين ! ارين ماعمرها كلمته ولا عمرها جلست معه الا يوم صارت له بالشرع عمرها كانت تكلمه من ورانا ، ما اقول الا الله يعيني اذا سألني ربي عن تربيتي لك ، و حتى ولو كان صادق بخطبته لك ماراح ارضى تتزوجينه ، عمر النوع هذا من الزواجات يكون ناجح بيكون مليان مشاكل وغثا ، والحين اطلعي اشوف خليني أتعبد ربي بيأذن الفجر وانا ما صليت وتري.
نظرت اليها تكبر وصوت قراءتها اشبه بواضح، تتجرع بقايا الغصة التي تلعبُ في حنجرتها عادت الى حُجرتها بضيق على ما اخبرتها والدتها ، ايضاً حتى هذه المره قارنتها بأرين لتوها قدّ قارنتها بنفس الشيء وما الفرق بينهما.
زفرت انفاسها و أغلقت الباب ،لكن من المُريح انها تناولت قضيتها بنقاش ولم تضربها مجدداً مثل ما كانت تتوقع منها ، لترسم خطة أُخرى كيف تنال رضاها.



'
'



منذُ ان دخل الصباح الى المُؤسسه وهو يشعر بأن الارض خفيفه والموظفين ليسوا كثر بمثل المعتاد
تجول في ارجاء الاقسام في المكتب لينظر الى اغلب المكاتب مظلمه و لا موظفين بها اتجه الى مكتب أوس وقبل دخولهِ يخبرهُ راشد انهُ سيتأخر بسبب مرورهِ على ابنته.
ابعد اناملهُ عن مقبض الباب واتجه اليه يسألهُ استفسار : راشد ما تحس المبنى فاضي شوي ؟ ولا انا اتوهم؟
قطبَ راشد حاجبيه رافعاً رأسهُ عن الاوراق : الا وعارف السبب بس انتظر استاذ اوس يوصل اوضح له كل شي.
جلس بالكرسي الذي امامه ليسألهُ بأهتمام : وش صاير شي كبير ؟
زفر راشد انفاسهُ بضيق والتقت حدقتيهِ بالمُثنى : مدراء الاقسام مسوين اضراب وما راح يداومون الا اذا اوس تنازل عن كونه مدير تنفيذي ، فيه خبر مسرب لهم انه مريض نفسي وما يقدر يمسك اشغاله وانه وكيف يأمنون نفسهم مع واحد نفسي ، زائد انه هو السبب في نقص رواتبهم بسالفه الغسيل اللي صارت ذيك الفتره.
رفع حاجبيه بدهشة : ومين قال هالكلام انه مريض نفسي ؟
راشد ينحني بقربهِ هامساً لهُ : على كلام اللي بالقروبات الدولم شافوه في عيادة نفسية قبل كم يوم ومخهم صغير ومصدي يحسبون اللي يروح لعيادة مريض نفسي وما يقدر يمسك شي ! صار لهم فتره يتفقون واليوم صملوا بس زين أوس ماهو جاي اليوم الا متأخر ويمكن ما يجي اليوم اساساً.
ظهرت معالم الدهشة على مُحياه ويحاول استيعاب ما يُخبره أخرج هاتفهُ من جيب ثوبه ليُدرك ما أخبرهُ مرسلاً لوالدهِ تفاصيل الامر وايضاً ليتصل على اوس يخبرهُ ما يجري : ولله من صغر العقول اللي فيهم ! هين دواهم عندي الشيبان.
وقف عائداً الى مكتبه وهاتفهُ في اذنه يُهاتف اوس الذي اغلق الخط مرتين ليعود بالأتصال الثالث ويأتيهِ صوتهُ الأشبه بالغاضب : مُثنى ماني فاضي اذا فيه شي ضروري أمسكه انت ولا جيت المكتب يصير خير.
ابعدَ الهاتف من أُذنه يحاول استيعاب نبرتهِ الحادة تلك لذلك بما انهُ اخبرهُ أنه سيجعل الموضوع فيه يده اذا سيكون بيده.




'
'


| الساعه الواحدة ظهراً |

استيقظت من نومها واول ما نظرت إليه هاتفها رفعتهُ لتنظر الى رساله مما كانت تنتظرهُ منذُ اكثر من شهر شهقت بصوتٍ مرتفع لتقف على قدميها باستيعاب قرأتها مره ومرتين وعشر مرات أُخرى قامت بإلتقاط الشاشة وارسلتها الى فيض.
لترفق رسالتها الصوتية بعدها كان اغلبها صرخات : فيض شوفي باركي لي انقبلت بالمنحة مو مصدقه الحمدلله و احساسي كبير ان امي بتوافق بلغي خالتي وقولي لها تحاول تقنعها معي.
نظرت الى الرسالة بعلامة صح واحده ظنت انها تُذاكر دروسها وقد اغلقت الهاتف عنها.
دخلت لتستحم تِجدد نشاطها قليلاً وقبل بدء حرب النقاش مع والدتها انتهت من استحمامها سريعاً وتركت شعرها ندياً يتراقص على كتفيها.
تأملت شكلها بالمرآه لترسم ابتسامه صافيه على شفتيها تناولت مرطب الشفاه بلونٍ وردي لتلونَ بهِ ثغرها ولسانها يخرج اهازيج طربٍ بأستمتاع.
نزلت الى الاسفل لتنظر الى والدتها ترتدي بيجامتها وربما لم تذهب الى عملها.
لتسألها بنبرة استغراب : يمه مارحتي دوامك ولا راجعه بدري؟
نظرت إليها وعادت تنظر الى مسلسلها وملامحها مُجعده: لا ما رحت مالي خلق كله من خالتك نكدت علي.
جلست امامها متربعه : ليش ؟ وش صاير لكم حتى أمس من قلت لها عن موعد زواج غادي كتّمت على نفسها الى ما طلعنا.
رفعت هاتفها امام وجهها لتهتف اليها بضجر : شوفي صحيت الفجر على رسالتها ذي ما ادري وش هالتناقض اللي فيها اول الامر تقول لي سوي كل شي له والحين يوم تحدد زواجه قالت لا تصدقين نفسك انك ام عيالي تراك خالتهم.
صفقت كفيها بغضب لتُكمل : والله قهرتني وانا قايله لها نحدده بعد اسبوع او اسبوعين و تحدد وزعلت ، وامس لا تكلمت معه سلكت لي ولا طنشتني عشان كذا طلعت بكرامتي.
قرأت رسالتها المليئه بالعتب لتقوس شفتيها غير راضيه عَمّا قرأتهُ لترمي الهاتف في حضنها : ولله اوفر خالتي مع عيالها طيب حنّي عليهم منتي عايشه كثر ما راح.
ضربتها والدتها على فخذها بقسوه : ما اسمح لك تقولين عن اختي كذا عمري اشوفك تسبينها قطعت لسانك من لهاتك.
تجعدت ملامحها ببعض الضيق لتمسح على مكان ضربتها : توك انتِ تسبينها جت علي!
نظرت لهاتفها واتصال من ارين اجابت عليها بنبره بارده : هلا
ليأتيها صوتها ضجراً متوتراً : متأكده بتمريني ولا اخذ سياره السواق اغراضي كثيره.
ابتسمت وجد بهدوء :هدّي شفيك بمرك لا تخافين اللي يشوفك يقول مطعمك ماهو مطعم واحد جايبك رسامه لمطعمه خير مالك ديكور زينة للافتتاح !
اتاها صوتها متوتراً : اقول بلا هالحكي الفاضي بلاك ما تسمعين قلبي اول مره ارسم قدام العالم طول عمري متخفية تحت الارض اخاف اجيب العيد بالرسمه.
وجد بسُخريه : يمديك تسحبين دعوتك ترا توها باقي لها وقت.
راودتها فكرة الانسحاب حتى قبل أن تتصل بها لكنها مُصره في خوض تجربتها الجريئه والجديدة بنظرتها : لا ماراح انسحب وقبل تجين عطيني رنه عشان اطلع مع العامله الاغراض ، على فكره بنت أوس مسيره علينا اليوم وبتروح على أهلها على الساعه ثمانيه إذا بتشوفونها يعني.
شهقت بدهشة : اححلفي ! الله وناسه صدق ببيتكم فعاليات حلوه.
أغلقت منها لتسأل والدتها بفضول وبعض المُكابره: وش عندكم بعد وش فعالياته.
وجد بحماس : بنت اوس جايه عندهم اخيراً ما بغينا نشوفها ، المهم ، تروحين معنا المطعم ؟
هزت رأسها بالنفي : لا وديني لشيخه هالحين ما اسمح لها تغلط علي وهي اللي محرصتني اسوي اللي ينقص على غادي والحين تقول مالك دخل بعيالي اشك ان فيها انفصام اختي.
رفعت هاتفها بوجه والدتها تعلم ان مزاجها ليس بصافي لكنها أصرت على ما تفعلهُ : المهم ما علينا من اختك اقري الرساله ، وانا اسفه اني سويته وما قلت لك.
نظرت لوالدتها ولتجعُد ملامحها بحنق حتى رفعت حدقتها تنظر إليها : سويتيها ثانيه ؟ ومين قالك اني بوافق ؟
زفرت وجد انفاسها : يمه كل اللي طلبته منك اكمل تعليمي ! وش فرق قبل اتخرج كنتي تشجعيني والحين صرتي ضده ! والقسم اللي ابيه مو متوفر هنا لو متوفر ماعندي مشكله بي ما توقف حياتي عشان رفضك لدراسه ماجستير كليها سنتين ورجعه.
سُعاد فرقعت بالوسطى والإبهام : ذاك الوقت لا صار عندي عشر بنات تعالي عندي وابشري بوافق ما عندي بالدنيا بعد الله الا انتِ اشوف الدنيا واكرف واشتغل فيها عشانك انتِ.
وجد بجديه : يمه اذا ما وفقتي ترا اكلم ابوي يروح معي ولا يروح معي مازن عمره عشرين سنه يقدر يصير لي محرم.
رفعت والدتها كفها بغضب وانكمشت حول نفسها : الحين صرتي تجيبين طاري اخوانك الحين ياوجد ولله ان سويتي اللي سمعته وقريته ما تلومين الا نفسك ، وخلاص هالسالفه مسكرينها من زمان تبغين ماجستير يا كثر الموجود هنا برا مافيه.
وقفت بتأفف وبطن اقدامها تضرب الارضيه بعنف تُخرج مبت غضبها بهِ وعادت الى الاعلى لتسمع والدتها : حيل حيل كسري الرخام معك ، عجلي بس بلبسك عشان نروح بيت خالتك بلا هالزعل اللي ماله فايده.
تتراكم الغصات في أقصى حنجرتها لكنها تمنعُ نفسها من ان لا تبكي فهي ليست رفقيه للبكُاء منذُ ولدت وهي بقلبٍ قاس لا يبكي الا بحالة الانهيار التي تشددُ بها.






'
'



| قبلَ ساعه واحدة |

منذُ ما حدث بالأمس لا تزال تتردد على ان تُرسل لهُ او تنتظر رداً منهُ ، ابعدتهُ عن ذهنها لتُركز بعملها وبين مراجعيها تنظر لهاتفها بإحباط.
مرت ثلاث ساعات وحانَ موعد صلاة الظهر صلت فرضها وجلست على سجادتها تقرأ أذكار الصلاة.
نظرت إلى جدولها لديها نصف ساعة قبل مراجعها الاخير.
تناولت هاتفها لتدخل الى محادثتهِ وبتردد ارسلت اليه.
(( انت بخير ؟))
لمّ تمر دقائق حتى صدحَ هاتفها برنّةٍ منهُ
اجابتّ ولم تتفوه بحرفٍ واحد حتى جائها صوتهُ : بكون بخير اذا شفت عيونك وقبلها اسمع صوت ؟
قدّ ازدادت ضربات قلبها وصدرها يهبط ويعلو ارتجفت شفتيها و خرج صوتها بتهدج: اوس لا تكتم كل شي بقلبك ترا ياخذ من عافيتك.
ابتسمَ ساخراً من نفسهِ : للأسف انه ماعندي عافيه عشان تنوخذ مني!
يسمع صوت تنفُسها سريعاً وربما تبكي او انها ستبكي.
يُردف بنبره هادئه : ما علينا لا تفكرين فيني الا اذا كنتي جنبي دام انك مو بجنبي لا تفكرين بغيرك ، اقدر اجيك المكتب؟
زردت ريقها تُبعد غصه البُكاء : ما تحس انه مو حلوه بحقي انك تجي ، تعال لبيت عمي اطلع من دوامي بعد ساعه.
قطبَ جبينهُ مستفسراً من كلمتها : لحظه لحظه تقولين عمك ؟ مين عمك.
ابتسمت من نبرتهِ رافعة كتفيها : عمي سعود مين فيه غيره عمي!
اصّر على ضروسهِ مُسبلاً أهدابه يمنعُ الغضب من أن يسيطر عليه : دانيه هذا ابوك ماهو عمك ! طول عمرك اول تقولين له يبه وش اللي غيره وصار عمي ؟
أزاحت نقابها على ملامحها شعرت انهُ يكتمها مع حديثها عنهُ وأول مكالمة هاتفية بينهما تدعي بالكثير من النقاشات الموتره : الظروف خلتني اقول له عمي ودام انه هو راضي وانا اقولها الحمد لله.
نظر الى ساعتهِ وxxxxبها ليهتف: يعني اجيك بعد العصر عادي؟ اجابتهُ بنفس نبرتهِ : حياك الله بالوقت اللي يناسبك.
تردد بما يريدهُ اخبارها بهِ حتى خرجت حروفهِ وبين كل كلمه وكلمه يتضحُ تردده : دانية في موضوع ابغى تفكرين فيه زين احتمال كبير أخذ حضانة العين تعيش معي يعني بيكون فيه شخص ثالث بيننا ، عطيتك كلام مبدئي وما ابغى اشوف ردة فعل وجهك عشان ما يأنبني ضميري لكن لما اشوفك راح نتناقش بالموضوع اتفقنا.
لم يصدر منها لهُ رد لكن صدر منها لنفسها ضيق يجتاحُ جوفها.
حتى كرر حديثهُ : اتفقنا؟
همهت بنعم مُجبره داخلها : اتفقنا يصير خير.
تغضنَ جبينهُ باستياء داخلهُ لم يتضحُ بصوتهِ : ليش ما اعجبك اذا ما عاجبك قولي لي من الحين.
زفرت انفاسها بضجر ولا تريد ان يرى بها استياء من أي حديث يُطرقهُ لها: المسأله ماهي مسأله ما عجبني يا اوس هذي اول مكالمه تكون بيننا وما ابغى اكون مشكلجيه من اولها ، اننا نتفاهم وجهاً لوجه احسن من نقاش بالجوال لأننا بنرمي كل شي على طرف اللسان ولا نحس باللي نقوله، ولا انا غلطانه.
ابتسمَ من هجومها ولكن غرقهُ كان في نبره صوتها الناعمه الخجوله و المبحوحه : على راحتك ، ما اعطلك عن شغلك اشوفك بعدين.

اغلق الخط منها والتف ينظر إليها تستلقي بجنبهِ غارقة في نومتها وزع قبلاتهِ على جميع أنحاء جسدها ، ابتسم بشيء من الوله والحنين والاشتياق والأبوة قد حُرم من أبسط الاشياء التي ينتظرها منها كأن كأول مره نطقت "بابا" وكأولِ خطوة خطتها قدميه ، لكنّها الأن هيَ بينَ كفيه سيتأملها طويلاً حتى يُعيد الفقد الى مكانهِ سيفني عمرهُ لأجل ما هيَ تريده وتتمناه.



'
'




| قبلَ ساعتين الساعة العاشرة صباحاً |

يجلسُ بمللٍ و بجسدٍ مُتراخي على الأريكة وحيداً أمام التلفاز والدتهُ قد ذهبت الى احدى جاراتها في وقت الضحى المعتاد كل أسبوع.
حتى انَ معملهُ نَفر منهُ من كثرة جلوسهِ بهِ يقلب محطات التلفاز بملل نظر الى ساعتهِ يتوقع انهُ هذا الوقت ان كان في العمل ربما أنجز الكثير من الأمور.
سمع صوت رساله تصدر من هاتفهِ ليخرجه من جيب بيجامته.
نظر إلى المرسل كان بمسمى سطام ((اشوف الرفاله عاجبتك ؟))
ما إن وضع أنامله على لوحة المفاتيح للكتابة حتى رأى اتصالهُ ليجيبهُ و يصنع في نبرة صوتهِ المرح : هلاا وغلا يا سطام عاش من سمع صوتك.
جائهُ صوتَ سطام عاتباً : الله يبقيك يا ابو مساعد وينك فيه ترا ما صارت ! وش هالحياه اللي تعيشها جاتني حساسيه من كثر ما تصور في هالطين بالسناب.
عاد ليسترخي على الاريكه رفعاً ساعدهُ فوق رأسه : وش تبيني اسوي يعني ؟ ارجع للشغل وكرامتي ممسوحه.
سطام بلهجه عاتبه : اي كرامه انت و وجهك لو اقولك فيه حصريات جالسه تجينا من السفاره كان مسحت وجهك بمرق وجيت.
تغضن جبينهُ و وقفَ من حماس حديثهِ مكملاً : فيه فيديو حلو بيعجبك ارسلته السفارة من دش كام بمكان غير الحادث طالع فيه مساعد الله يرحمه واوس و فاهد و واحد رابع ما اعرف مين بس هالمكان اتوقع ان اخوك مساعد الله يرحمه مات بهذا المكان ونقلوه لمكان ثاني اللي وقتها حصلوه الشرطه فيه مع اوس ، الفيديو محد شافه غيري لان محد يتواصل مع السفارة الا انا بطلب ابو المثنى تعال شوفه قبل احوله له جالس انتظرك.
عُقدة قد انفكت من محورها وربما يُدل الى طريقٍ آخر جديد ليجد حلاً لِما علقهُ
اغلق الهاتف منهُ صاعداً للأعلى لتغيير هندامهُ استحم بعجله وارتدى ثوباً وغتره بيضاء اخذ بطاقه عملهِ وعلقها على جيبِ صدرهِ نزل بعجله ليصعدَ الى سيارتهِ تركها حتى يسخن محركها ونظر الى هاتفهِ بإتصال فائت من مدى أعاد الاتصال لينظر الى ما تريده قد يحضرهُ لها قبل ذهابهِ لعمله
جائهُ صوتها باكياً مترجياً: عمي الحق علي تكفى تعال المستشفى أوس عرف بطيحه العين وكتب لها خروج واخذها وارسل لي تو يقول يحرمني منها يقول اني ما استحق اصير أُم تكفى تعال ما عرف وش اشوي وما بيدي شي.




'
'

القاكم الفصل القادم على خير ♥



تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.