آخر 10 مشاركات
و سيكون لنا لقاء(73)-قلوب شرقيةـ للكاتبة *نغم الغروب* الفصل الثاني عشر* (الكاتـب : نغم - )           »          العروس الهاربة (30) للكاتبة:christine rimmer ×كـــامله× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          الفارس الشجاع (29) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          زواج عاصف (33) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء الثاني من سلسلة طفل دراكوس) *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ثمرة الحب وزهرةالآلام سعرها أكصر من 1000 جنيه لييييه (الكاتـب : اسفة - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          عاطفة بين الرماد (7) للكاتبة: Kathryn Shay .. كاملة .. (الكاتـب : Dalyia - )           »          للعشق..خبايا (7) من لا تعشقي أسمراً للكاتبة المبدعة: hadeer mansour *كاملة&مميزة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أفضل شخصيه ظهرت حتى الأن
أوس 30 38.46%
دانيه 24 30.77%
ارين 11 14.10%
طلال 9 11.54%
جُنيد 29 37.18%
شيخه 2 2.56%
فيض 0 0%
وجد 5 6.41%
ميلاد 0 0%
المُثنى 6 7.69%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 78. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1685Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-23, 08:06 PM   #501

الميعـاد

? العضوٌ??? » 489129
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » الميعـاد is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم..رواية جميله وسرد رائع
سلمت اناملك????????


الميعـاد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 10:35 PM   #502

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي



مساء الخيرات
أعتذر عن التأخير بالموعد
أقل من نصف ساعة
والفصل التاسع عشـر يُعانق أجفانكم ♥️
مراجعه أخيرة لا أكثر ()


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 11:45 PM   #503

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر
(19)




لا تلهيكم الرواية عن الصلاة والعبادات

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه، ثلاثًا؛ غُفِرت ذنوبه، وإن كان فارًا من الزحف) -





'
'




[ لم اعلم بأنني في يومٍ
ما سأكون ممتناً لها
بهذا القدر
اريدُ ان اسعى لهذا
الأمتنان كثيراً
لكن ! ..
لم تعد كالسابق ]
المُثنى







'
'


| السادسة مساء |

خرجت من حجرتها تبحث عن آي اثرٍ لوالدتها لا تريد الارتطام بها وفتح محاضراتٍ لا منتهية في كُل مرة تراها .. اتجهت الى الأسفل عن طريق الدرج الخلفي المتصل بالشقق ذاهبة الى المطبخ الأقرب لهذه الجهة تشتهي أن تصنع لها شيء تتناوله بلذاذه لكن جذبها حديثها قُرب من باب المطبخ.

اقتربت ونظرت لوالدتها التي تسيرُ بخط مستقيم على مدخل المنزل القريب من المطبخ وهاتفها يُلاصق أذنها لم تسمع المحادثه كامله لكن ما سمعتهُ كافياً لإشعال نيرانها وطحن الأحلام التي تدعو كثيراً أن يحققها الله لها

لمست أن نبرة والدتها البارده والتي تؤكد إنهاء النقاش فعلياً :
ولله يا أم نديم اعذرونا البنت ما تفكر بالزواج الحين وتوها صغيره دراستها اللي ناوية تكملها وهي أهم عليها من العرس وهذا على لسانها من قربت تتخرج.
نظرت لها تُعلق الهاتف بعد مدة وجيزة ، أسرعت بخطواتها ما إن أنهت المكالمة حتى أصبحت أمامها تُصارع القوة رغم ارتجافها من الداخل :
ممكن أعرف ليش ترفضينه ؟ هذا هو جاء خطبني زي الناس ! ومو على كيفك تتكلمين بلساني بشيء أنا ما قلته.
التفت تنظر إليها رافعه حاجبيها من حديثها الغير مُهذب رمت الهاتف على الطاولة بقوة كاد أن يتهمش من رميتها لهُ المبالغ بها :
نعم ! تعالي اضربيني أمك بعد ، كنك تهاوشين أصغر عيالك !
اردفت إليها و اصّرت على ضروسها رافعة سبابتها بتهديد و لهجة أمرٍ منتهية :
قلت من قبل وارجع أعيدها لك ماراح تتزوجين واحد كنتِ تكلمينه من وراي فاهمه انا امك وأعرف اللي زين لك واللي ماهو زين.
لمّ تُبالي يوماً إن كانت والدتها تريد لها الخير أن الشر لكن ما تعلمهُ بينها وبين نفسها ان لا أحد يعرف مصلحة نفسها سوا نفسها :
هذا اوس تزوج إللي يحبها ما اشوفك قلتي له شي ولا عشانه ولد تنطبق حلال عليه وحرام علي عشاني بنت !

اقتربت اليها و رفعت كفها كادت أن تصفعها لكن صوت طلال الأتي اثناء نزوله اوقف فعلها :
وش صاير؟ ليش الصراخ يافيض ؟
أنزلت كفها تكبح غضبها بقبضتها عليها ، انحنت إليها هامسة وهي الأخرى تنظر إلى عيني والدتها بتحدي :
أوس يوم أنه بغاها جاء عندي وقال انه خطبها من عمه ما جلس يكلم فيها من ورانا ، وخلاص إلى هنا الموضوع هذا قفلنا عليه هالولد انتهت سالفته يكفي الى هنا.
ضربت الارض بقدميها بشدة وغضب صعدت إلى الأعلى متجاهلة نداء طلال لها ، أعاد ينظرُ إلى شقيقتهِ ورفع سبابتهُ مشيراً للأعلى :
وش فيها؟.
اتجهت للعودة إلى مكان جلوسها بعد تلك المكالمة التي أفسد عليها مزاجها جلست تزفر أنفاسها الضيقه :
ناس خاطبينها ورفضتهم.
جلس بقربها ورفع حاجبيه بدهشه :
رفضتيه كذا بدون سبب ! وهي عمرها اربعين عشان تزعل كذا ؟
ليست بمزاجٍ للحديث بهدوء فخطيب والحبيب لأبنتها يجعلها بِمزاج سيء لأبعد درجة :
لا ما يناسبها أنا أمها واعلم فيها والموضوع تسكر خلصنا منه لا تدخل نفسك فيه.
تنهد بهمه الذي يشغلُ عقله مؤخراً :
طيب بنتك سكرنا موضوعها أنا وش صار علي ؟
تركيزها يصبُ بهاتفها وحاجبيها معقودة تبحث عن رقم ما :
موضوعك عند سُعاد اتصل عليها واسألها.
صمتت لبرهه نظرت إليه واسترسلت حديثها بتذكر :
ما أكذب عليك شافت لها وحدة وتقول ما كملوا أربع وعشرين ساعه إلا اتصلوا يسألون عن سبب طلاقك من الزفت ذيك والكلام اللي مطلعه ابوها الله لا يسامحه ولا يبيحه كان هو خرب لك سُمعتك وهو كذاب بس عشان يفصلك عنّها ما يدري أنه يسمى تخبيب ، وهذي ثاني وحده ونفس الشي يسألون عن الطلاق مدري وش حاشرهم أعوذ بالله.
تنهد من لفظها و انحنى يتكئ بمرفقيه على ركبتيه ، يُخبرها بضجر :
الله يستر عليها بس .. شيخه تكفين طلبتك بلاش هالالفاظ اللي مالها داعي.
التفتت تنظر اليه وهاتفها يعانق اذنها لتُخبره ساخرة وحاجبيها ترتفع :
أحلف يا أخوي ! ترا مافي أحد قلبه أبيض وطيب بهالدنيا الا أنت أرفع نفسك عن اللي ظلموك وشوهوا لك سمعتك لو ما خالد الله يرحمه وقف بوجيههم بعد الله ما سكت ابوها ، الله ياخذ حقك منهم دنيا وأخره ، وأنت للحين قلبك يرقّ لها ويفكر بها ؟ قلي للحين تحبها إذا للحين لا تفكر تتزوج وتظلم بنت الناس معك ، صفّي مخك منها و وقتها بعدين تعال قل بتزوج.
استند بأريحيه متضايق من حديثها وعفست لهُ هو الأخر بقية يومه :
وأنا قلت شي ؟ كل اللي قلته لا تسبينها ماله داعي اللسان يتعود على السب لوك لوك لوك وكأنه شي عادي ماهو زين ترا.
انزلت الهاتف تنظر إلى شاشتهِ وتُحدث نفسها :
هذا وراه ما يرد على جواله بعد !.
تأمل هيئتها وغضبها الذي اكتسى ملامحها .. علم أنه جاء في وقت خاطئ فهُناك عاصفة قادمة منها قريباً بمن تبحث عن رقمه رُبما ميلاد وربما أوس ..

وقف حاملاً حاجياتهِ الخاصة يضعها في جيب ثوبه :
أنا بروح بتعشى عند سُعاد تبغين شي ؟
رفعت الهاتف الى اذنها مجدداً ونظرت إليه :
راحت تخلص لها كم مشوار مع وجد و غادي لبيته وقالت بيجيبون عشاء معهم يتعشون هنا لا تروح.

كان ذلك عذراً للهروب من حزنٍ دفين لنفسه خرج بعد أن تعذر بأنه سيذهب بسيارته للغسيل لكنهُ يسير في شوارع المدينة سارحاً هل لا يزال قلبهُ يرّق لها فعلاً؟ ، هو قدّ مات لكنهُ عادت فعلاً إنها تحوم حوله بعد رؤيتهِ لها في ذلك اليوم ، قُرابه اثنتي عشرة سنة مرت من انفصالهما ولا يزال يفكر بها نظر إلى إشعار صدر من هاتفه وابتسم ساخراً خلفية هاتفهِ تحملُ صورة كفيهما تحيط اناملهما دُبل الخطوبه بعقد قرانهما !.

فتح الهاتف وغير تلك الخلفية حذفها بشكل نهائي ، لكن كيف لعقلهِ وقلبه أن يحذفها بشكل نهائي ايضاً ؟
تنهد ووضع الهاتف وحرك عجلات السيارة ولا يزال عقلهُ في زوعبة الأفكار تُحيط عقله ..
حسناً
شيخة مُحقه ولم تقل إلا الحقيقه في قولها كيفَ لهُ أن يعيش مع فتاة أُخرى ولا تزالُ تلك تحيط عقله رُغم سماعه بطلاقها منذُ فترة طويلة قليلاً .. إلا أنَ كرامتهُ لا تسمح أبداً بالتقدم لخطبتها مره أُخرى مجدداً.



'
'



| قبلَ ذلك بوقت |

في جلسةٍ ارضيه مُرفقه على إحدى تلك الغرف ذلك المنزل البسيط و وقت المغرب الذي اعتادوا بهِ بتناول القهوة في هذا المكان تحديداً.
يسيرُ بخط مستقيم ذهاباً واياباً كأعصار هائج في وسط غرفة المعيشة ، تُحدثه والدته وشقيقتهُ الكبرى بجانبها بينما هو لا شيء يريده سوى الأتصال في هذه الدقيقة تحديداً وتحقيق مُراده
وهو يرمي على نفسهِ سراً كلمات الصبر من تدخلهم في أموره الخاصة.

جلس على الاريكه المقابله ليصبح أمامها رمقها بنظرة عتبٍ وكفيه تمسح ملامحهُ المحتقنة :
يمه تكفين إذا ابوي وافق وماعنده مشكله خلاص عمامي يزعلون بالطقاق وش دخلني فيهم هذي حياتي ولا حياتهم عشان يختارون لي الزوجه اللي تناسبني؟
تنهدت والدتهُ ورفعت كفها بعلامه الصبر :
شوري عليك يا ولد بطني اترك عنك بنت الناس اللي مانعرف عنّها شي واعرس على بنت عمك ابرك لك.
اسبل اهدابهُ بقله صبرٍ ورفع سبابتهُ وكأنهُ يهددها :
يمه بتتصلين عليها ولا أنا بنفسي اتصل ؟ ولا أروح بنفسي لبيتهم اخطبها أبوي وافق أخذ لي وحده برا القبيله خلاص محد له شور علي افهموا يا عالم أفهوووا !
تأففت شقيقتهُ الكُبرى خلود تُشير عليه بسُخريه مُبالغه :
اتصلي يمه اتصلي جعلهم يرفضون بوقتها ونفتك من شرها ومن حنّته ذا.
سمعت لحديث ابنتها و رفعت هاتفها بانزعاج داعيه من كُل قلبها الرفض منهم :
اهوه عطن رقم أمه بسرعه لا أهون صدق الحين.

مرت دقائق لتسجيل الرقم ثم الاتصال تنتظر رداً من الطرف الاخر حتى اجابت لتُلقي عليها السلام والسؤال عن الحال برسميه
رفعت كفها ”كشت” على نديم ثم ادارت كفها على الهاتف وقالت :
معتس أم نديم السيفان يا أخيتي أنا مكلمتس ودي ببنيتس أخطبه.
ابعدت الهاتف عن اذنها وأغلقت الميكروفون بكفها الأخرى :
وش قلت لي اسمها السعلوة ذي !
اسبل اهدابهُ بقلة صبر من سبها هامساً :
فيض ، فيض اسمها.
أعادت الهاتف تُكمل حديثها :
بنيتس فيض اخطبه لولدي …حنا يقال لنا عائلة السيفان … الله الله هم حنا … ايه معروف عنا ماناخذ برا فخذنا بس وش نسوي الله كاتب كذا … ايه يشتغل وليدي مهندس بشركة ****ية معروفة وراتبه سنع فوق العشرة تبون نعطيكم اسمه بعد تسألون عنه بشغله … اللي ودتس تعرفينه منه بعطيتس اياه يا أخيتي.

فجأة نظر الى انقلاب ملامحها حتى انفجرت بعد إغلاق الهاتف :
شفت قايلتن لك ماهم منّا ولا هم فينا رفضوك قبل حتى يشوفون ويسألون عنك متكبرين علينا وش نوحهم عشان عندهم فلوس تملي الدنيا وصيتهم معروف وهم ولا ولدهم يتحرش بخلق الله وسكتوا العالم بكم قرش.
تُكمل خلود الحديث متحيزة لحديث والدتها :
قايلتن لك تلعب عليك تلقاه تكلم غيرك خمسه وانت مصدق أنه تحبك و راسم أحلامك معه أنك بتعرس عن حب مالت عليك أنت و وجهك ، ليتني طالبة مليون مع دعوتي قبل شوي.

ينظر اليهم و اتسعت عينيه يحاول استيعاب ما حدت :
ليش يرفضون! حتى الأكيد أنهم ما أخذوا شورها ! مو معقول بالسرعه هذي.
صرخت والدتهُ عليه بغضب و وقفت متجهه الى المطبخ وكفها ترتفع عليه :
ايه تقول البنت ماتفكر بالعرس اهم ماعليه دراسته بدري تفكر بالعرس.
تلكَ صامته تنظر إلى كامل الموقف بهدوء نظرت لخلود التي لحقت والدتها .. اقتربت إليه تحادثه بحنو لعلها تجبر كسرهُ الذي لم يبدأ بعد :
ماعليه يمكن امي تكذب تحاول تشتتك عنها أنتظر شوي أنت شفيك مستعجل ، واذا مافاد معك خطبة الاتصال حاول تروح مع ابوي تخطبونها مع أهلها أو أبوي يتصل.
وقف متجه إلى الأعلى تحديداً حجرتهُ لحقت بهِ واغلقت الباب خلفها ارمقت حدقتها ملامحهُ التي ضاقت وبانَ عليها الهم كثيراً.
نظر اليها واخبرها برجاء بجبين متجعد :
تكفين خُزامى حاولي تحصلينها و تكلمينها وش سبب رفضها قبل تخلص الامتحانات الاسبوع هذا بيكون اخر اسبوع لها بالجامعه ، حتى مافي طريقه أتواصل فيها معها وجوالها مقفل و حسابها بتويتر مقفل ، من شفت حسابها مقفل وما ترد وانا قلق عليها.

خُزامى تنهدت بضيق وهي تُخرج هاتفها من جيب بنطال بجامتها الأسود :
يمكن أهلها عرفوا بعلاقتك معها أو أنت يوم قلت لأخوها شاف شغله معها ، يمكن قفل النت عنها سحب جوالها أسباب كثيرة ! تحسب أنه بيستقبلها بالأحضان وانت بكل جراءة رايح لعنده وتقول احب اختك واكلمها وجاي أخطبها منك ؟
صمتت لبرهة ثم أردفت بعد تنهيدة عميقة بمجرد أن رأت اليأس على ملامحه :
شوف بحاول الجامعة كبيرة ومليانه إذا حصلتها كان بها وإذا ما حصلتها الشكوى لله بحط كل طاقتي ادور عليها الأيام الباقيه .. بس اي قسم قلت لي ؟
جلس على سريره ليخبرها بجمود و أناملهُ تخلخل خصلات شعره القصير إلى الخلف :
آدب إنجليزي.
حاولت خُزامى اطمئنانه بقدر استطاعتها وما تقدر عليه :
بكلم صديقاتي واشوف اذا يعرفون من بنات آدب إنجليزي أو لا يدلوني عليها دام أننا بنفس الكليه أن شاءالله أني بشوفها واستفسر منها وانت بعد كلم ابوي حاولوا تروحون بيت اهلها تخطبونها دام تعرف أخوها أو أبوي يكلمه بشكل رسمي.

نظر لها تخرج وعقلهُ يحوم بدوارة لا منتهيه ، منذُ زمن مضى هو وبقيه شباب من عائلتهم لا تعجبهم تلك العادات الجاهله بأن لا يتزوج الشاب من خارج القبيله وكل شخص فعل ذاك ينظر اليه وكأنه فعل فاحشة كُبرى .. مؤخراً الكثير من اقاربه اصبحوا يتفرعون في زواجاتهم من قبائل أخرى وأصبح الوضع معتاد عليه لكن لا يزال البعض يتمسك بتلك الفكرة حتى المستقبل البعيد لأنها من ( العادات والتقاليد ) ومن خرج خارج هذا السياق ينقد ويشتم و يراهُ كالذنب العظيم ، و والدته هي إحدى أولئك الذينَ يرونه كذنب.




'
'




دلف الى الفله و شراينهُ تنبضُ وتكاد تُمزق اوعيتهُ الدموية من شدتها ، منذُ أن رأهُ امامهُ و نوبة غضبٍ قد اصابتهُ كيف لجرائته أن يفعل ذلك ويأتي الى مكانٍ هو بهِ مجدداً رفس الطاوله التي امامهُ بغضب لتسقط ارضاً ، مسح على ملامحهِ محاولاً تهدئة نفسهِ وكبتُ غضبهِ بقدر الإمكان.

سمع هاتفه واخرجهُ من جيب كنزته نظر الى اسم والدتهِ ولا مزاج لهُ بالحديث لها ليضعهُ على الصامت
جلس بأقرب أريكة ينظر إليه من النافذه الزجاجيه المفتوحه تأفف بضيق من اتصالاتها المتكررة
تنهد بضيق ورفع الهاتف لأذنه دون أن يصدر حديث ما ، حتى جائهُ صوتها الغاضب :
أنت بأي جراءه عندك تعطي أُم اللي ما يتسمى رقمي ؟ تكلمنا بالموضوع الصبح وقلت لك هالسالفه تتسكر خلاص إلا من شوي أشوف جوالي وهي متصله ليش ؟
رفع رأسهُ ينظر الى السقف ومسح بكفهِ على ملامحه غضبها
الهائج ينجذب اليه ويزيد منهُ ومن شياطينه :
يمه أنا قلت لك الرجال طيب ومافيه شي ودام أمه اتصلت يعني يبيها بالحلال ليش توقفين بطريقها دام كل شي صار جدّي الحين؟
رفعت صوتها بغضبٍ يحتدُ ونبرة يعرفها منذُ صغرهِ في تهديدها :
اسمعني وحط هالكلام بعقلك اختك ما تتزوج واحد تكلمه من وراي ويويلك تلين راسها بالكلام اللي ماله داعي سامع ما باقي الا بنتي تتزوج واحد من اللي ما يخافون الله انا وش يخليني اضمن انه يكلم بنات خلق الله بعد ما يعرس عليها ؟ سالفه ارين ما ابيها تنعاد بفيض تنكسر وتكره حياتها بسبب رجال فاهم ، اختك ذي اعرفها عندها قلب مثل القزازه لا انكسر ما يرجع يتصلح.
ليس بمزاجٍ يسمح لهُ بمناقشتها اكثر وقف يحاول السيطرة على غضبهِ :
يمه بعدين ، طلبتك بعدين ماني فاضي الحين نتكلم ، اوعدك أول ما ارجع من المزرعه نتكلم بالسالفه .

اغلق الهاتف وغضب والدته عليه قد شحنهُ اضعافاً مضاعفه
خرج ونظر اليه يسلم على ميلاد و اتجه الى المُثنى لكن قبل ان يمد يده هرول اليه و رفسهُ بكل قوتهِ بقدمه على بطنه وانكبَ فوقهُ يلكمه صارخاً عليه:
مين قالك تستغفلني وتكذب علي يا زفـت مـين !
لكمهُ بقسوة على جانب وجهه ، أحسَ جُنيد بأن فكهُ تهشم بسببها ، اكملَ اوس هجومه الوحشي بلكمةٍ أخرى قد وضع كامل قوتهِ بها على بطنه وانكبَ فوقهُ مكملاً لكمهُ صارخاً عليه:
مين قالك تستغفلني وتكذب طول الشهور اللي راحت!
اتسعت حدقتا جُنيد بدهشه مما نظر إليه أمامه وما حدث لهُ بأقلِ من خمس ثوان ، ما تلك الجرأة التي دعتهُ يأتيه مداهمة وبالنسبة اليه هوَ حديثٌ لا معنى لهُ
دفعهُ بكل قوته ليسقط الآخر على ظهره متأوه
وقف جُنيد متغضن الجبين مما فعله ذاك ونظر اليه بلهجه حازمه وحاقدة تغلغلت في جوفهِ :
لا استغفلتك ولا شي كل هذا سويته عشان مصلحتك لكن أكتشفت أنك غبي وطول عمرك غبي وبتظل غبي تسوي افعالك وأنا ما غير ادفن وراك.
اقترب أوس ودفعهُ من صدرهِ يصرخ عليه :
ومين قال أني محتاج منك مساعدة ولا تدفن افعالي اساساً وش تبغى منّي ولا كلك شك للحين أني أنا قاتل اخوك ؟ ماغير تنبش من وراي !

سمع من خلفهِ صوت عمهِ العالي وصداه يتردد ويعود إليهم في خواء المزرعة الواسعة التف ينظر خلفهُ نظر لهُ من بعيد باتجاه قسم الحارس والعاملين في المزرعه ينهرهُ بغضب أمراً إياه بالأبتعاد عنهُ ، خطى عكس وقوفه وكفيه تحشًر خصره ، لا زال يحاول استيعاب فعلهُ عندما اخبره احد العاملين بالنظر خلفه ورأى هذا الشجار

والأثنان ينظران الى ذلك الشجار الذي حدثَ بشكلٍ مُفجع امامهما واندهاش يرتسم على افواههم ، صامتين ولا يُبديان اي ردة فعل خارجيه !
التف المُثنى الى صوت ميلاد الهامس :
وش السالفه ؟ من متى جُنيد خوي أبوك له علاقه بـ أوس ؟
رفع المُثنى كتفيه بعدم معرفة.
ليسَ لهُ علم بطبيعه عمل والده غيرَ أنهُ مخالف لمزاجه وذلك غير انهُ يُكدسه بالخلجات التي تتزاحم في جوفه ولا يبوح بها لآي شخص كان حتى زوجتهِ، وما عملهُ بالنسبة لهُ سوى إرهاق جسدي ( والدهُ ومرضه وعِـلم والدته بما أصابه ) ، ثلاث اشياء تراكمت عليه وفاض الغمٍ عليه ..

انتبه لصوت والده الجهوري يملأ المكان :
تبي تتهاوش وتتضارب معه تضارب لكن ماهي بالطريقه هذي ! فيه شي اسمه تفاهم بالكلام ، ولد شوارع أنت يوم أنك تسوي فعايلك ذي وتمد يدك يا الشايب !
أشار على نفسهِ و حقدهُ إزدادَ اضعافاً على عمه وجُنيد صرخ بحدة وغضب أقتحم جوارحه :
إنكم تطبخون من وراي وانا ساكت حتى بأشد ظروفي مارحمتوني ماقلتوا نكون له عون بدال ما تنبشون من وراي كل هذا مافيكم ثقه اكيد بتشوفون إذا أنا قاتله أو لا أعطيكم اياها من الصريح ايه أتذكر لكن ولله ما يطلع لكم حرف واحد من لساني ، ولا فيه دليل تقدرون تسحبوني عشان اقول الحقيقه.

زمجر سعود وارتفع غضبهُ العارم الذي لا يظهرُ إلا في أندر النوادر أقترب إليه و رفع سبابتهُ أمام أنفه و بتهديد :
احترم وثمن كلامك يا أوس أنا ما أدري وش مخبي لكن تعبنا ولله العظيم تعبنا وحنا ما حصلنا طرف خيط واحد يدلنا على شي لكن نسكر كلامنا هنا وإذا رجعنا الرياض يصير وقتها خير.

تركهُ والتف ذاهباً ليبتعد عنهم عاد الى الفله يلوم نفسه ويلوم لسانهُ الذي خانه بقولهِ الحقيقة التي جاهداً طويلاً لتمسكِ بها ، هوَ يثق أن جُنيد لن يُفلته بما قال سابقاً كانَ يترصدُ إلى أتفه أخطائه يجعلها مصيدة مناسبه لهُ في لقائه القادم.

يقف صامت في مكانه خلف سعود ما رسمهُ في مخيلته كانَ اشد من ذلك لمقابلتهِ لكنّها مرت بسلام ، جائت زيارتهُ كضيف بمنفعه لهُ ابتسم داخلهُ بما نطقه واعزمَ أمره للقادم.
خرجت تنهيدة مسموعه منه التف سعود إليه ولا يزال يغضُن حاجبيه أقترب يربت على كتفه : ما عليه يا ابو مساعد العذر والسموحه على ما صار.
اجابهُ مبتسماً وخطط خبيثة تمتزجُ في عقله : ما عليه ما صار شي متعود عليه من أيام نيويورك.
التف ينظر إلى ميلاد والمُثنى يأمرهم بحده : وصلوه للخيمة وضيفوه بروح للعامل يبيني من شوي و شفت اللي ما ينشاف من هالخبل جاي اركض.
عاد سعود من حيثُ ما آنتى منهُ ولا يزال الأثنان يقفان جامدان يتسائلان داخلهما بهذا الشاب الشامخ بوقفته ينظر الى هاتفه دون اهتمام وكأنهُ لم يحدث أي شي قبلَ قليل !
رفع رأسهُ ينظر إليهما ، ابعد الاثنان أنظارهم بسرعه انشغل واحد منهم رافعاً هاتفهُ الذي كان يحمله والآخر تظاهر نفض ثوبه وترتيب هندامه.
سمع الأثنان سؤاله المستفسر بهدوء :
دورة المياة وين مكانها ؟
اجابهُ ميلاد مشيراً إلى الخيمة الكبيرة خلفهُ :
امشي ورا الخيمه وتحصلها على طول قدامك.
تنهد شاكراً اياهُ بلباقة و ذهب مبتعد عنهم حيث يُريد.

المُثنى غرس سبابتهُ على مُؤخره كتف ميلاد هامساً اليه بين صرير اسنانه :
كله منك ليش تقولي تعال كان جلست معه بنفسك.
ارمقهُ بنظرة مُحبطه ثم ضحك ساخراً منهُ :
من جدك أوس محد يجلس معه لحاله ورّبي أقلب نفسية مثله ، ما اقول غير الله يعين اختك كيف وافقت عليه ، ماعلينا كيف نسولف معه خذا ؟ شكله ووجهه نفسية الظاهر الكلام ما يطلع معه إلا بمجاملات.
سار المُثنى الى المطبخ الصغير المُرفق مع الخيمه بالخارج :
اقول بس تعال نضبط الوضع طلع ثلاجة القهوة من الخيمه نجددها والشعبيات اللي جايبها ابوي زود منها على الصحون اللي بالخيمة.


أضمر ملامحه في موج الماء المُصغر الذي تكون داخل حوض الغسيل ، و اضمرَ غضبهُ وحقده على اوس ..
داخلهُ يلتهب لأن يُعيد له مافعله يعترف هو مخطئ أنه لم يخبره مسبقاً بحقيقة إخفائه اسمه بعد ما أنتهت مهمته ، لكن ردة فعلهُ ماهي الا مبالغة منهُ بشكلٍ مفرط.
سمع صوت هاتفه يصدح برّنتهِ اغلق هدير المياة تناول منشفة من المناشف الموضوعة قرب المغسلة وجفف كفيه أخرج هاتفهُ ونظر الى رقمِ سطام هامساً داخلهُ بتنهيدة - اللهم أجعلهُ خيراً -
: هلا سطام
جاء اليهِ صوت سطام يمتلئ بالغموض والحيرة وحتى أنهُ لم يسلم :
لما طلعت أنا وياك الظهر أنت قفلت مكتبك بالمفتاح صح ؟
تغضن جبينهُ من سؤالهِ .. خرج يخطو خطواته في الأرض الفسيحة مجيباً إياه بنبرة هادئة :
ايه قفلته ! ليش تسأل ؟ مو عادتك.
سمعهُ يتنهد وصوت محرك السيارة يتضح بأنهُ مسرع في سيره :
جوالي الثاني حق الشغل دورت عليه بكل مكان وما حصلته قلت يمكن نسيته بالمكتب رحت وفعلاً حصلته طلعت وشفت مكتبك مفتوح و واضح انه فيه أحد ينّبش بأغراضك المكتب حوسه شوي كان.
خرج خارج دورة المياه ورفع رأسهُ صدفة سقطت حدقتيه على ذاك الذي ينظر إليه من خلف الزجاج الذي يملأ الجدار داخل الفلة بجبين متغضن وكفيه تستقر في جيب كنزته ، بادلهُ تلك النظرة بإبتسامة إستفزاز تمتّع وهو يفعلها مكملاً حديثهُ بمن يحادثه :
ليش ! تشك بأحد ؟
سطام بضجر يحتد على نبرة صوته :
جُنيد أنت وين وأنا وين بشك حتى بنفسي اللي ينبش بمكتبك هو نفسه اللي قدر انه يحذف الفيديو ذاك اليوم!
غرس أنيابه على شفته السفلى مثلراً نفسهُ :
بيني وبينك إذا بشك بأحد بشك باللواء سُليمان ، بس ماعليك مكتبي ماعمري حطيت فيه أي شيء مهم كل الاشياء المهمه بسيارتي و بيتي حتى اللي بالكمبيوتر ، ريح بالك ويكند وأنبسط مع عيالك لاحقين على مشاكل الدوام.
سطام الذي يشعر بشيء غريب من طريقة حديثه همس بشك غريب :
جُنيد فيك شي ؟
تناقلت حدقتيه بين صوت فحيح الأشجار من حوله ينظر الى قمتها ثم رفع نظرهُ الى السماء وهذا البدر المنتصف من الشهر مُشع يُنير الأرض الخاوية سوى من الطبيعة حوله .. جلس عتبة دورة المياه من الخارج وزفرَ ضيقه :
تبي الصدق ! احس أني مليت ما عمرنا أنا وياك استلمنا قضية وين ما كانت إلا بشهرين خاتمينها و يُغلق ملفها ليش يوم صارت تخص أخوي كل ما أمسك خيط يرجعني ألف خطوة لورا ؟ أحس كأن هذا الشي مقصود فيه أحد يعيق كل شي أسويه.
وقف سطام على حافة الطريق الذي يسلكه ، وتنهد من حديثه المكرر في أيامه الأخيرة أراد أن يغلق الموضوع قبل أن يتعمق بهِ بشكل أعمق:
يا ولد كم مرة قلت لك تعوذ من أبليس ! ولله لو أسمعك تجيب طاري استقالتك مره ثانيه ما تشوف خير سامع ، و على سالفة مكتبك اتركها علي أنا أدبرها بالكاميرات ، تأمر على شي؟.

وقف يبعد أثر الغبار من بنطاله كاد أن يسير لكنهُ فُجع من ذلك الواقف ينظر إليه بنظرات ساخطه همسَ ببسمله وحاجبين معقودة ، حدث سطام بهدوء :
سلامتك فمان الله.
أغلقهُ وأدخلهُ هاتفهُ في جيب البنطال ليحدثه مُرفقاً حديثهُ بأبتسامه :
وش النظرات هذي فيه لكمة نسيت تعطيني اياها؟

قوس شفتيه وهز رأسهُ نافياً ليقترب إليه ولم يفصل بينهما سوى عشر سانتي مترات :
شفت الألف خطوة هذي اللي ترجعها ، بيكلفك كثير بعمرك ، وتذكر كلامي.
خلخل أناملهُ في خصلات شعره القصير نسبياً ولا تزال أبتسامتهُ ترتسم على ثغرة :
ماهو جُنيد اللي يكلفه من عمره شي ، أنا ماني أوس اتردد بأفعالي !
أخرج أوس ضحكة ساخرة في الوقت ذاته :
إذا ما أخذت الحقيقه منّي ماراح تاخذها من غيري ، لأن محد كان معه بأخر دقايق عمره الا انا سمعت ! أنا بس اللي أعرف الدليل.
استند على الجدار القريب منهُ اسبل هدابهُ لثوان معدودة وعاد يفتحها مصوب أنظارهُ اليه :
عطني الحقيقه مكاننا خاوي بعيد عن كل شي ومافيه أحد أسمعك.

تقلبت ملامحهُ الى تحدي وخُبث التبسهُ لتوه .. أشار على هاتفهِ ساخراً من ثقته : لا موجودين معنا ، يسمعون اللي نقوله من اللي في يدك عارف !
صُعق من حديثه و توقف الدم عن جريانهِ في وجهه ليُردف أوس حديثه بنبرة مُتهكمه :
ونفس ما سووا مع عمي قبل وفاته بيسونه معك ومعي ومع أي واحد يتجرأ يلاحقهم ، لا تنبش وراهم واجد عشان ما تخسر باقي أهلك ، ما تشوفني صامد ما أسوي شي ؟ لأن الأساس موجود قريب منك ويطالع كل تحركاتك الأفضل إذا مفكر تستقيل أستقيل من شغلك يكون أفضل لك.
نظر إليه يعكس اتجاهه عائد الى الفله يسير ببرود بعد أن رمى ما يعرفه ، من هو ذلك الأساسُ الذي يحوم حوله مثل قوله ؟ وكيف لأوس علماً بكل تلك التصرفات ؟
هل لهذا السبب لم يستطع حل شفرة من شفرات الغموض الذي يحول بهذه القضية أم أنه فقط يأخذ حديثهُ شماته عليه !




'
'



| في إحدى المراكز التجارية الواسعة |

الساعة السادسة مساء بعد أن كانت وجبه إفطار تأجلت لوجبة غداء متأخر لأشغال والدتهن التي أقترحت تأجيل الخروج عصراً بعد الغداء والتسوق وصلاة المغرب
يجلسنّ ثلاثتهن في إحدى المقاهي التابعة للمجمع التجاري الواسع بجلسات خارجية على أمل أن يعيدون ملئ طاقة التسوق بالقهوة السعودية و أصناف الحلى المُغرية.

هتفت فُرات بفم ممتلئ من الطعام بضيق وهم على قلبها :
ما حصلت شي يناسب فستاني يع كل واحد يقول الشين عندي خلونا نروح للمول اللي قلت لكم أحسن من هذا.
نهرتها والدتها بين أسنانها كي لا يرتفع صوتها بين الجلسات الممتلئه من حولهم:
وش اللي نروح ثاني .. عشرين محل ندخله وكلهن يهبلن بس انتِ متكبرة هذا اختك شرت لها ثلاث جزم وانتِ تحتارين وتطلعين توعويعن !
تجهمت ملامحها من أسفل النقاب بضيق فهي صعبة الإرضاء في كل شيء من حولها :
يمه ترا جد مافيه شي على ذوقي ، كلها خايسه واللي اخذتهم دانية لأشياء يوميه مو حق مناسبات !
أدخلت والدتها هاتفها الى حقيبتها لتقف تُنهي النقاش :
قومن بس نرجع للمحلات تآخذين لك ، شي عالي ماهو لازم شكله يصير زين يغطيه الفستان.
أعادت تلك ملئ فنجانها وهتفت ببرود :
ترا أمي صادقه كثير حلوات بس انتِ صعبه الله يعين مخك عليك غصب يطلع الشي مو حلو بعيونك ! انتوا روحوا وانا بنتظركم
الجوهرة تقف وتعدل من فتحة النقاب ، تحدثها بهدوء :
وراك ما تبين شي؟
هزت رأسها بالنفي و نظرت اليها بتمعن :
لا ما ابغى شي الباقي طالبته أون لاين وأغلبه بيوصل هالاسبوع وإذا ناقصني شي بعد السفر أجيبه خلصوا اللي تبغون انتظركم بالسيارة بس أخلص قهوتي.

بعد ذهابهم بدقائق .. أحبت الانفراد بنفسها وهمها المكتوم .. تسير لوزيتيها و تتأمل الجموع من حولها بذهن شارد شعرت بقطرات صغيرة تستقرُ على كفها رفعت رأسها ونظرت الى السماء التي بدأت تمطر بشكل خفيف جداً ، سمعت صراخ طفل يُنشد بمرح " مطر ، مطر يا سلام " أنزلت حدقتها تنظر إلى الأطفال الذين يجرون ويقفزون باستمتاع أسفل عطايا الرحمن و البعض الأخر يدلف إلى الجلسات الداخلية وأخرون يرفعون هواتفهم لألتقاط هذه النعمة جاء الى ذهنها بسرعة خشية من أن مكروهاً قد يصيبه بسببه ..

حملت الأكياس على عُجل واتجهت إلى مواقف السيارات حيثُ سيارتها المركونه صعدت بعد وضعها للأكياس في الخلف حملت هاتفها تنظر إلى أحوال الطقس في منطقة الزلفي حيثُ مكان المزرعة
كانت أيضاً من ضمن الحالات المطرية حتى آخر الليل ولا تعلم إن بدأت الحالة المطرية الآن أم لا ، بحثت عن أسمه لكن كرامتها لا تسمح لها أبداً بعد مع حدث الصباح بالأتصال عليه.

اتصلت على رقم المُثنى ليُجيبها بأقل من خمس ثوان ، لكنها تحدثت قبل أن ينطق :
مُثنى أسمعني ، قول لأوس يحاول ينام بدري وإذا جايب معه حبوبه خله ياكل منه حبه وحده بس مو أكثر وينام ويلبس سماعات ويشغل شي يعزل عنه صوت المطر.
المُثنى بنبرة غريبه متعجبه تصدر منه وهو يصعد عتبات الدرج :
وليش ما أنتِ تكلمينه وتقولين له هالكلام ، لا يكون متخانقين بعد ؟
غرست أنيابها على ثغرها تُحاول عصر عُذر يسمح لها بقولهِ : اتصلت عليه ما يرد.
لحسن حظه أنه كان داخل الفله .. أقترب من حُجرته وطرق الباب الذي كان شبه مفتوح نظر لهُ يسترخي فوق السرير يحتضن هاتفه بين كفيه اتجه اليه و وضع الأتصال على " مكبر الصوت " اقترب إليه وهتف :
عيدي وش قلتي ما انتبهت لكلامك.
أعادت قولها لهُ بنبرة هادئة متزنة ، قلقة بشدة :
قول له يحاول ينام بدري وإذا جايب معه حبوبه خله ياكل منهم حبه وحده بس وينام ويلبس سماعات أذان ويشغل شي يعزل عنه صوت المطر.
تربع من استلقائه و سحب الهاتف من كفه ، تفاجئت من صوته الشبه غاضب يخرج لها بحدة عليها :
و ليش ما اتصلتي علي بنفسك؟ ماله داعي تدخلين طرف ثالث بأي شي يصير بيننا ! ولا كبريائك ما يسمح
أخرجت بعض من شجاعتها التي خبئتها لوقت طويل :
تعرف ليش ما اتصلت وإذا تبغى نستمر مع بعض هذا شرطي وافق عليه وبكون راضيه وقبلها تعتذر ، سوي اللي سمعته ما يحتاج تطلع مريض نفسي قدام اللي حولك.

اغلقت الخط حتى أنها لم تودع أي واحد منهم ومن نبرتها وشدة كلماتها الانتقائية علم الأثنان مقدار غضبها ، نظر المُثنى اليه بحيرة وهتف:
من شوي اقول لها متزاعلين تقول لا صاير شي بينكم ؟
هز رأسهُ نافياً ووقف يُغلق الستائر ويغلق الابجورة القريبه منه ودون أن ينظر اليه :
سالفه سخيفه خير مالها بترضى ما عليك منها دلع بنات.

هي ليست فقط شقيقتهُ هي أيضاً توأم له يخشى عليها من خدش بسيط يصيبها ، أدخل الهاتف في جيب كُنزته السوداء ونظر اليه يتلحف استعداد للنوم المبكر ، زفر انفاسهُ بوضوح :
أوس تراها بذمتك ، ما راح أسمح لك تضايقها بأتفه الأشياء سامع ولله أقوم حرب عليك اذا نزلت دمعه بسببك ، وترا ما أذن العشاء أنتظرها وصل وارجع نم.

لم يُجيب عليه سوى بالصمت وصوت أنفاسه المنتظم تنهد المُثنى بعد ما مرت ثوان أخرى ينتظر سماع شيء ر
رفع رأسه ينظر اليه :
ماهو أوس اللي ينزل دمعتها الا بفرحتها انا ماراح ارضى على نفسي ان دمعتها تنزل ! والصلاة جامعها المسافة تسمح لك بالجمع.
ارمقه بنظرات غريبه اتجه خارجاً بهدوء واغلق الباب خلفه.
بينما هو ينجرف بينهُ وبين نفسه في حقل مسموم وأفكار شتّى تحاصره كمجموعة خيوط معقودة على بعضها ولا شيء يمكن لهُ تخفيف ذلك سوى النوم والأبتعاد عن الجميع.



| بينما من جهتها |

التفت تنظر الى الزجاج القريب منها تنظر الى السماء المُحمره قليلاً بفعل الغيوم وقعت حباتُ مطرٍ خفيفة على زجاج السيارة بعد أن توقفت لدقائق ، فتحت النافذه واخرجت كفها مُبتسمه لشعور الاطمئنان الذي حاصر روحها من رائحته ونسمته المنعشة تنهدت هامسه :
يارب انزل السكينة على قلبه يارب تمر السحابه تنزل خيرها وتروح ولا يحس فيها من غير شر.

انتبهت على صعود والدتها الغاضب ولسانها لا يكف عن “الحلطمه” من شقيقتها ذات الرأي العنيد والذي لم يتغير لتهتف اليها بحده :
امشي للبيت بس ياويلك بس تطيعين له شور الخايبه ذي سوق طول بعرض ما جاز له شي يكافي.
التفت تنظر الى الخلف ومن عيناها يتضح لها أنها خاضت نقاش حاد مع والدتها ، شعرت بتأنيب الضمير قليلاً لأنها رفضت أختيارها لذلك المجمع واصرت على ما هم عليه :
تبغين نروح بكرا الصباح للي تبغين ؟
لم تُجيبها بشيء وهي تعبثُ بهاتفها ضجرة حانقة من عدم السماح لها بالذهاب لما تُريد، حتى أعادت قولها :
فُرات ! اكلمك انا.
لم ترفع حدقتيها لها ، ترد عليها بنبرة شبه مرتفعة:
أبغى البيت ما أبغى شي خلاص البس اي شي قديم عندي وخلصنا
وأكملت بصوت ساخرة :
و لا تتعبين نفسك أخاف اخذ من وقتك الثمين.
دانية تُحادثها برفق لأجل أن لا تحمل ما يحوم في خاطرها :
خلاص بكرا نروح أو ننزل امي البيت ونروح له الحين !
صرخت عليها بغضب ومحاجرها الواسعه تكادُ تخرج من مقلتيها مصاحبة بفيضان قارب على الهطول:
ما ابغى خلاص البس اي شي عندي من متى صرت أكبر همك أنا.
جحضت محاجرها من صراخها المبالغ بهِ وعادت لوضعها بهدوء دون نطق حرف ما تضع حزام الأمان .. هذه هي عند غضبها لا تعرف كبيراً أم صغير و لا يصحُ مناقشتها أبداً حتى تهدأ نوبتها.
اعتدلت والدتها بعد أن وضعت حقيبتها في الاسفل وهتفت بغضب:
ياللي ما تستحين على وجهك بدال ما تقولين شكراً انك طلعتينا أفطرنا وتقهوينا على حسابك يوم إجازتك اللي المفروض يكون لك تريحين فيه بعد الكرف تجازينها بالكلام الشين انتِ ووجهك.

سادَ الصمتُ عليهم على مدار الخمس عشر دقيقة لا شيء مزعج سوى هز قدم فُرات الغاضبة ، دلفت بسيارتها داخل فناء المنزل وقبل أن توقفها ارتجلت فُرات واغلقت الباب بعُنف.
سمعت والدتها تنهرها بصوتٍ مرتفع أثناء سيرها الى الداخل وهي خلفها :
حيل حيل بالباب اكسريه ماشريتي السيارة من فلوسك.
نظرت لوالدتها التي تسير الى الداخل .. لا تزال تحدثها وتنهرها حتى أختفت من خلف الباب
تنهدت وازاحت النقاب عن ملامحها المرهقه سمعت صوت رنة من هاتفها حملته من مكانه بجانبها ونظرت إلى رسالة جاءت منهُ يُحذرها من إفشاء سر مرضهِ وأن لا تُدخل أي شخص في ما بينهما ..
الكثير من الكلمات المؤذية والتي صُدمت حقاً من خروجها من لسانه ! ، وجمل طويلة تحملُ تحذيراتٍ شتى وبعض من قلة الاحترام تجاههُ منها ..
تغرغر الدمعُ في لوزيتها الحزينه حاولت كبتَ ما بها أغلقت باب السيارة بعد أن حملت الأكياس محاولة الصمود .. تُصارع دموعها بعدم النزول حتى استفردت بنفسها في حجرتها أقفلت الباب
عادت تقرأ ما كُتب ومحاوله تكذيب ما قرأت لتوها حملت هاتفها مجدداً ونظرت لرسالة ربما لم يقصدها أو أنه أخطأ في إرساله لها لكنهُ خصها تحديداً !
كل ما فعلته لأجل سلامته لكن علمت أنهُ لا يستحق ذلك الأهتمام ، أصبحت الحروف التي تقرأها لعشرات المرات ضبابية بفعل دموعها التي فاضت جلست على طرف السرير كتمت شهقتها بكفيها ، تُصارع حدة البكاء الناتجه منهُ هو فقط.




'
'





| التاسعه صباحاً |

في منزل العائلة ، تحديداً في كهفها الأبدي أسفل الأرض .. قضت ليلتها بأكملها بالنحيب المكتوم تدفنُ نفسها على الأريكة تجر خيبتها معها ، دموعها عانقت وسادتها تواسيها منذُ الأمس ولمّ تكف عن النزول حتى أشرقت الشمس ..
بالأمس قررت الذهاب الى جُمانه بعد انتهاء مهمتها واخبرت السائق العودة مع سيارة اجرة .. لكن بعد ما اخبرها بتلك الطامه لم تقدر حتى على تشغيل السيارة من مكانها !
تفكر إن كانَ حقاً ارخصها كِنان بأن يوصي صديقه عليها ؟
لما هو من الاساس كيف لهُ ان يخبرها بموضوع كهذا بذلك الهدوء الغريب ولِما طول تلك السنوات الماضية لم يظهر لها سوى الآن فقط !

نظرت إلى الكيس الصغير الذي أعطاها إياه قبل ذهابه وبقولهِ لها :
( خذي وقتك بالتفكير لو تردين علي بعد سنة )
جلست واعتدلت بظهرٍ مستقيم .. رفعت أناملها الرقيقة المرتعشة تمسح ماء محاجرها بظهرها ، أقتربت الى الطاولة حملت الكيس يقودها فضولها لِما بهِ نظرت لشهادة ميلاد سيّار مسجله بأسم كِنان ، ووثائق أخرى بأسمه أيضاً ، صور متفرقه لأبنها منذُ صغره وحتى الوقت القريب القريب جداً.
تركت جميع ما بين كفها والتقطت صورة لهُ يحمل بها ملامح والده في نفس عمره سبعُ سنوات وثلاثة أشهر !
عمرهُ الأن عمر بكرها ولُب فؤادها
عمرٌ ذهب منها وهي تحملُ ذنب على ذنب أخر
عمرٌ كُل ما يحملهُ قلبها هو الحزُن ولا غيرهُ
زردت ريقها تكتم حُزنها في جوفها وضعت الصورة في محفظتها الصغيرة ، التقطت عدة صور أخرى في هاتفها للاحتفاظ بها وتأملها ، أعادت ما أخرجتهُ إلى مكانه وحملت الكيس وضعته في درج مخصص بالألوان لا أحد من الممكن أن يهتم بفتحه.

زفرت أنفاسها وغسلت وملامحها الباهته تحاول تجديد طاقتها صعدت تبحث عن مصدر صوتٍ أو أي إزعاج ما لكن البيت في بُكرة الصبح هادئ لا نسمة بهِ سوى العاملات الاتي يقمن بأعمالهم اليومية
سألت إحداهن أين والدتها لتُجيبها بأنها ذهبت لشراء حاجيات تنقص المنزل تعرف والدتها تُنهي مشاويرها مرة واحدة صباحاً لذلك ربما تتأخر في عودتها .
نظرت لها في الحجرة الواسعة ذات جدران زجاجية مطلة على فناء المنزل الواسع بخضرتهِ تتأمل الخارج بسرحانٍ لم تشعر بما يدور حولها.
اقتربت اليها تأملتها طويلاً وساعديها معقودة .. تشعر بضيق تشعر بهدوء المنزل يكتمها أكثر أيضاً.
تنهدت وهتفت إليها بصوتٍ راجيه :
فيض.. تبغين نطلع نفطر برا؟
التفت تنظر اليها بعينين حمراوتين وهالات تأكل ما تحت أجفانها ثم عادت تنظر الى الخارج .. بنبره جافه تُخبرها :
مالي نفس اطلع مكان.
اجابتها ساخرة وحديثٌ داخلي حدثت بهِ نفسها " من لهُ نفس في هذا المنزل" :
على اساس انا بعد لي نفس وميته على الطلعه ، قومي البسي وانتظرك بالسياره بصعد أغير ملابسي البس شي خفيف واخذ عبايتي وشنطتي.


| بعد مرور ساعه |

أختارت مقهى يقدم الإفطار بمكان هادئ ذو جلسات خارجيه يناسب الأجواء الحالية بغيوم جميلة مرسومة بشكلٍ جذاب
تُرمقها أرين بنظرة يأس وهي تتناول الشطيرة بعُنف وفمها يمتلئ.
ابتسمت لها وحملت من كوبها ترتشفه :
كولي أكلك بشويش لا تغصين محد يلحقنا !
وضعت نصف الشطيرة المُتبقيه ، تحوم حدقتها حولها بملل نظرت إلى فتاة ترتشف من الاتيه المثلج نقلت نظراتها الى شقيقتها السارحه بفنجانها حالك السواد لتهتف إليها بحماس :
ارين تكفين لا تقولين لا ! اطلبي لي قهوة مع حليب أبي سبانش لاتيه ابي اغرق من السكر.
رفعت رأسها تنظر إليها وهاجمتها بلهجه أمره وهي تضع الكوب على صحنه في الطاوله وتلتقط الشوكة :
لا طبعاً ، زواج غادي قرب مو ناقصين وجهك وجسمك متفقع من الحساسية ! سألتهم إذا عندهم حليب نباتي طلع ماعندهم ، لارجعنا البيت سوي لك.
تأففت بضيق مبالغ من حساسيتها التي لا علاج لها ، وتحرمها من ملذات الحياة الطيبة :
اففف الواحد حتى اكله ما يرتاح فيه وفيه له قيود أعوذ بالله.
دفعت ارين فنجانها لتتكئ بمرفقيها مُصوبه نظراتها الى شقيقتها ، تحدثت اليها بحنو مبالغ بهِ ومحاجرها تبتسم :
قولي لي شفيك متضايقه أول الصباح ؟

تأملت السيارات المزدحمة بفعل الإشارة أسفلها و ابتسمت بذكرى الفجر .. وتنهيدة مُريحه تخرجُ منها :
تخيلي صحيت الفجر على صوت أبوي يصحيني لصلاة صحيت مفجوعه التفت حولي أدور عليه كنت احتاج احضنه وافضفض له بس طلع وهم !
أكملت بشوق تمتلئ بهِ نبرتها :
واحشني ابوي كثير ، محد يفهمني بالبيت كثره ومحد يحس باللي بخاطري كثره الله يرحمه ، ولا قدرت أنام بعدها.

سادَ الحُزن جوفها من ذكراه .. ابتسمت لها بوله مُبادل :
الله يرحمه حتى انا مشتاقه له، اتمنى دايماً يكون حي لأن بخاطري اشياء كثير ابغى اقولها له ، ودّي اخذ شوره بأمور حياتي ، احياناً احسد عيال عمي سعود من الداخل بس بعدين اتعوذ من ابليس أقول الله يحفظه ويخليه لهم ولنا يارب ، ولله انه ما يقصر عمي معنا بولا حاجة نطلبها منه.
زفرت انفاسها وارتسمت ابتسامه مُحبه على ثغرها :
صادقه الله يخليه ويحفظه لنا.
ثم أردفت بنبرة مترددة وهي ترتكز بحدقتيها عليها :
أقول لك شي بيني وبين نفسي دايماً بخاطري اتمنى أن اللي ماتت امي وابوي هو اللي حي ، ما أتوقع انه بيكون بهذي الصرامة مثل أمي معنا
تغضن جبين أرين من قولها المُبالغ بهِ .. نهرتها بضيق وعتب وبؤبؤتها تتسع :
صح اتمنى ابوي كثير بس ما عمري تمنيت اللي تقولينه ولا حتى بخيالي ! الله يخليها لنا ويطول لنا بعمرها.
نظرت اليها وانزلت أناملها التي تلعب في في الشوكه على حبات البذور الصغيرة الناتجة من الشطائر في صحنها لتخبرها بيأس وهم :
ام نديم امس اتصلت خطبتني بس أمي رفضت وقالت دراستها تهمها وهي حتى ما اخذت شوري ! سوت شي ما يجوز لها تسويه !

تأملتها ارين دون أن تنطق بحرف أرادت معرفه ما تكتمه أكثر في داخلها تعرفها طريقه فضفضتها جيداً هو “الصمت ثم الأستماع” من المتلقي ، لتُكمل فيض بنفس وضعها تخرج مافي جعبتها :
لاحظي أمي من غادي الى انا ولا واحد منا تعامله بليونة ! كلنا فارضة علينا قوتها وقوانينها الغبيه التافهه ، و اللي لو يطلب القمر قالت أبشر و ولدها صدق هو طلال فرق بين معاملتها له وبيننا أحنا صح ربته بس للأسف ما تفرق بين اللي تعبت عليهم وكبروا ببطنها وبين اللي ربته بعد ما ماتت امه.

تحب علاقة والدتها بخالها وخالتها ، دائماً ما تراها علاقة تحمل كل الصفات الحميده .. أجابتها بنبرة هادئة مطمئنة :
يظلون اخوان بالنهاية كل واحد ينتبه لثاني لا أم ولا أب حولهم لازم يكونون لبعض قراب.
ابتسمت واكملت حديثها بحنو يسيطر على نبرتها :
واللي سويتيه ما يجوز لا يرضي لا الله ولا رسوله تكلمين واحد غريب عنّك وتقصين له تفاصيل حياتك وتتبادلون هدايا و ورد وغرام بدون رابط شرعي بينكم ! طبيعي جداً أمي بترفض
فيض نظرت اليها بمحاجر أصبحت تحمر وصوت مختنق :
بس هذا هو كان جاد و أمه اتصلت على امي تخطبني فيه أكثر من هالجديه! ، امي رفضت بس لأنه كان يكلمني ، قولي لي أي منطق هذا يا أرين ؟ مو يعني عشانه يكلمني صار سيء !

صمتت لتذكرها عرض ذاك الذي تحاول مُجبره نسيانه لكنها تشعر بهِ كوسم ثبت في ذهنها .. هزت رأسها تُبعد افكارها عنهُ هي خرجت لأجل النسيان لكنهُ يلاحقها في أخر عقلها ، نظرت إلى وجد تبحث عنهم من بعيد رفعت كفها تأشر لها ونظرت الى شقيقتها :
هالموضوع لا أشوفك فاتحه فمك فيه لوجد ، يتسكر الى هنا وخلاص ، عندك شي ثاني تبغين تقولينه كمليه بالبيت.
رفعت فيض رأسها لصوت وجد القادم من بعيد .. ترمي حقيبتها بعنف على الطاوله متأففه :
وش هالمكان أنتِ وياها مسكتني زحمه عجزت افك عنها أعوذ بالله

ابتسمت أرين واتكأت بظهرها على الكرسي ، حملت كوبها تنظر اليها :
رايق وهادي وممنوع الأطفال فيه احسن من كذا ولله مافيه.
جلست بجانب فيض وهي تنظر إليها تمعنت النظر الى اطراف رموشها النديه ، هتفت ساخرة :
وراه كان فيه جلسه فضفضة اخويه قبل أجي! كان صبرتوا شوي أحضر الدراما.
تجاهلتها فيض وهي ترتشف من عصير البرتقال ، تنهدت أرين على فطنتها السريعه ..تُخبرها وهي تؤشر إلى النادل القريب منها :
وش تبغين اطلب لك ؟
وجد نظرت الطاولة أمامها رمقتها بنظرة مبتسمه وبمراوغه حديثها:
اي شي على ذوقك بيصير حلو أكيد.

تناوبن أحاديث عديدة متفرقه الا هي متوتره لم تعد تحتمل كبت تلك الوصية أكثر في قلبها ولنفسها وقفت فجأة لتقطع حديثهن العالق ، نظرن اليها الاثنتان بحيرة مفاجئة من وقوفها السريع .. هتفت وهي تفتح حقيبتها وتخرج بطاقتها قبل أن يتحدثن وتمدها اليهن :
بروح عند جُمانه ساعه او ساعة ونص وراجعه بيتها قريب من هذا الحي مو بعيد.
فيض بقلق تحتم على مُحياها :
طيب بروح مع وجد بعدين مريني ما ابغى اروح لحالي وتمسكني امي.
أومأت رأسها بعجله وهي تبتعد عن كرسيها :
اذا خلصتوا قولوا لي اعطيكم عنوان بيتها تجوني عندها بيتها مو بعيد مره حول هالحي.

تابعت وجد حركاتها حتى نزلت من عتبات السلالم الخشبية .. وعادت تنظر إلى فيض بتساؤل :
خير شفيها ؟ مو عادتها كذا تنقز تحسين وراها شي !
ارتشفت من عصير البرتقال قبل أن تحدثها .. وعادت تحمل الشطيرة لتناولها :
مدري عنها زين طلعتني اغير جو شوي من كتمة البيت.
تناولت وجد كوب قهوتها الذي برد وهتفت لها ساخرة :
اوه .. يا حرام للحين انتِ بحظر التجول وقائم عليك يا ساتر ، ماعلينيا عندي لك سالفه قالتها لي امي صارت بالجامعه عندكم امس صارت هوشه بقاعه الامتحانات وجت الشرطه تفكك بين المراقبه والطالبه والدنيا صارت دم ..


تخطي خطواتها مسرعه بتجاة سيارتها تحاول الصمود اكثر تشعر بأنها ستنفجر في أي لحظة قريبه صعدت واغلقت الباب ارسلت الى جُمانه بأنامل مرتعشة أنها بطريقها اليها ، لم تستغرق الوقت الطويل حتى وصلت الى منزلها وتلك تنتظرها من خلف الباب.

دلفت ونظرت لها تنظر اليها بمحاجر تحملُ الأسى منذُ الأمس وصديقتها تحمل همها معها لم تنم جيداً ولا تعلم كيف لها أن تواسيها ، ارتمت في حضنها باكية كطفل ضائع وشهقاتها تعلو
غرقت عينا جُمانه بضبابية لا تُريدها أن تنزف :
خلاص يا أرين وش له البكاء الحين ، اللي يشوفك يقول فال موعد أعدامك مو بيتزوجك ومنتِ مجبورة عليه !
تحدثت تلك بصوت متهدج منكتم حاولت جُمانه التركيز به :
بكون مجبوره ولله بكون مجبوره عليه ما توقعت من كِنان يسويها ما توقعت انه يوصيني على أحد ليته يحس يشوف قد أيش عانيت يا جُمانه وهو بكل رحابه صدر يوصيني على صاحبه .

أبعدتها جُمانه عنها وسارت برفقتها إلى الداخل كفها تشدد على كتفها تحاول الثبات و خالقه لها جو المُؤاساه :
لا تضيقين خلقك ، دام انه موصيه على وصيه نفس كذا فهو ملزم يسويها ، انتِ استخيري وفكري بالموضوع الف مره قبل تقررين.

جلست وازاحت النقاب والطرحه عن شعرها نظرت إليها مُنكسرة تكادُ حبالها الصوتيه أن تتمزق منذُ الأمس لم ترى أي راحه :
كنت أظن أني ارتحت اذا صدق سيّار حي وموصي اعز اصحابه يتزوجني وش اكبر من هالشيء قولي لي ، كأنه مخطط لموته كأنه مخطط لكل التفاصيل قبل يموت!
جلست جُمانه بجانبها هادئه لم تكن تريد ان تجبرها على الحديث تركت الدموع الفائضه هي المسيطر في هذة الجلسه حتى مضى من الوقت طويلاً لتبتسمّ بتذكر :
تتذكرين يوم قلتي لي تخيلي لو سيّار حي وازعجك مثله ! الله عطاك على قد صبرك طول السنين هذي احمدي ربك الف واسجدي له شكر ! وقرري بعقل كيف ممكن تتزوجينه.
ابتسمت لها بين كومة التجاعيد التي ترتسم على ملامحها :
عطاني كل شي يثبت أنه حي وانه سيّار ولدي ، الله عوضني ناقصني انه يعيش حولي ومعي وهذا الصعب يا جُمانه.

شهقه صدرت بترت حديثها وكفيها تضرب فخذها بحسرة
: حي وعايش بعيد عن امه ومتربي مع وحده يظن انها امه وانا اللي قلبي يتقطع عليه كل يوم الف مره ، جُمانه ماني مستوعبه كيف اقدر اقوله اني انا امه صعب ارجعه لي فجأه أطلع له من العدم وأقول له أنا أمك مستحيل يصدقني ، وصعب اتزوج صاحبه ليش اتزوجه ليش ، وأهلي احس فيهم اشوف بعيونهم كيف متمللين منّي ومن ضيقي ويوم قلت لهم أنه حي محد صدقني أنا نفسي كرهتها ولله كرهتها بس الله عطاني أمل يوم صار حي.


نزفت دمعه من جُمانه تُبلل وجنتها الناعمة احتضنت كفيها بكفي رفيقتها لتبتسم :
مثل ما كنت معك بأيامك الراخيه أنا بعد معك بأيامك الشديدة انتِ مو بس أختي أنتِ توأمي اذا أهلك ما صدقوا انه حي أنا صدقت شفته بعيوني وشفت ان فيه من دمك ، بس اوعديني وعد وكوني صادقه بوعدك من اليوم ورايح ما تسوين ولا خطوة الا مفكره فيها الف مرة قبل تنفذينها ، تكفين لا تخلين قلبك يدلك خلي عقلك واعي !
أومأت لها برأسها راجيه من الله أن يلهمها الصواب بما تمر به ما طلبهُ منها ذلك الشخص حتى انه لا علم لها بعمره وحالته الاجتماعية وأمور أخرى لا علم لها به ما تعرفه عنهُ فقط شيء من أربع حروف وهو “ آمان “ ، ولـما هو تحديداً بين كل الرجال !






'
'

| الساعة الثالثه مساءً |

متشاغل في تسجيل تقارير أخر مريضين لهُ قبل الاجازه .. رغم شعور الاحباط الذي يحيطه مما بينهما وعلاقتهما البارده

ينجذب ذلك الأسم بصوتِ رجل يقول لها
“ بيسان أكتبي تقرير مريض الربو أنه طلع وموعده بعد اسبوع “
نظر اليها تقترب من جهاز الحاسوب القريب منه .. تساءل في نفسه هل هُناك موظفه تحمل الأسم ذاتهُ غيرها ؟ ..لا ! هو يعلم كُل الأطباء ويرأس في بعض الأحيان مجموعات عند ضغط العمل ، لا أحد غيرها يتواجد هُنا ..
نظر إليها حتى استقرت على جهاز الحاسوب القريب عنده علم من هيَ هي مميزة بسبب تلك شامه يمسلُ بونها للبني تستقرُ بالقُرب من عينها اليُسرى.
حاول زفر الغضب المستقر في جوفهِ يضغط على لوحة المفاتيح بسرعة ينهي أخر جُمل التقرير .. ضغط على ارسال الملف .. ينطر اليها وهو يقترب متشاغلاً ببعض الاوراق :
وين الأجازه ؟ قلتي انك أجزتي ؟
تكتب بهدوء تخشى الغلط بما تكتبه .. هتفت ينبره هادئه : دكتور متعب طلبني ما قدرت أرده و اضطريت أداوم اليوم و ينحسب لي وراح يزيد من اجازتي يومين.
نظر إليها ومحاجره تحمل لهيب ناري قاتل أو ربما غيرة .. أقتربَ اليها حتى ارتطم كتفه بكتفها همس لها :
نعم !.. ليش ما ارسلتي لي ؟
نظرت إليه وهتفت بهدوء .. تُصر على اسنانها تمنع من صوتها العلو في هذا المكان الممتلئ :
الدوام دوام يا غادي ، لا تدخل امورنا الشخصية والغيرة فيها رجاء !

مدّ للممرضه الأوراق الازمه وقف خلفها بمتر تقريباً ينتظر منها إنهاء بنا تعمل يهِ اناملها .. بينما هي تظن أنهُ ذهب ولم تشعر بهِ يراقبها من خلفه ، أنهت ما تفعل وسارت بإتجاه الغرفة الخاصه بالنساء للأستراحه .. شددّ بقبضتة على معصمها سحبها لأقرب غرفه ادوات ومستلزمات الضرورية لقسم الطوارئ.
دفعها الى الداخل ووقف بحسدهِ العريض يسد الباب :
لما أكلمك تكلمي بأحترام ، ما قلت أني غرت هذا أولاً
ثانياً المفروض تعطيني خبر قبل هذا ليش ما عطيتيني خبر على الاقل ! بكون عاذرك !
عقدت ساعدها ببعضها .. تأملتهُ طويلاً وطويلاً كيف لهُ أن يكون جذاب بهذا القدر الخلاب وهو غاضب عليها هكذا !
لكن ! استوعبت موقفها لتوها واستيقظت من سُبات الهيام هذا .. أجابت بنبره بارده رُغم اختلاج جسدها .. تُعيد نبرته بمثل نبرة حديثه :
كلمني الفجر هذا أولاً لنقص هذا اليوم ، ثانياً أنا أشتغل تحت مجموعة الدكتور متعب ، لذلك مجبورة البي واغطي على أطباء مجموعتي.

مسح على ملامحه بكف واحدة حتى استقرت أناملهُ في شُعرات ذقنه القصيره ، يجيبها بحزم :
مجرد ما تخلص اجازتك تقدمين تقرير وتصيرين تحت مجموعتي سمعتي ! ومن الحين تبادلي مع أي زفت من مجموعتي .. والسبب اكتبي انك تحتاجين خبره من أكثر من شخص فاهمه.
تسبل أهدابها راجيه لعقلها الثبات من مستلزمات الزواج وأمور العمل اليوم التي جاءت إليها فجأة .. وإرهاق عقلها من تفكيرها بالارتباط مرة اخرى وأمور كثيره لا حصر لها تدك عقلها .. سحبت شهيق وزفرته مره اخرى ببطئ :
ماراح يصير اللي تبغى فاهم ! من تعينت في المستشفى وأنا معه ومرتاحه بشغلي .. وقلت لك أمور الشغل لا تدخلها بالامور الخاصه .. هذا أخر كلام عندي ورجاء غادي لا تخلي تفاهات مثل هذي تحرضك !

اتجهت بجانب الباب محاولة إبعاده بخفه لكنه يضع ثُقل كتفهِ الأيسر كله عليه ، كصخرة عليها لم يُزحزه اي شيء من أقترابها .. رفعت رأسها تنظُر اليهِ مُقلتيه الداكنه بياض بشرته ذقنه الخفيف المشذب بعنايه ودقه و شارب كثيف .. عينان مدوره ذات مقلتين داكنة تحمل نظرة غريبه إليها .. ذلك القُرب يوقف كُل خلية تستقرعلى جسدها.
رغم الحرب العالمية التي تحدثُ الآن في قلبها بين الحياء والخجل ونظراتهُ لها :
ممكن أطلع أكمل شغلي .. إذا سمحت يعني.
انحنى برأسهِ ببطئ وبهدوء ..حتى شعرت بشُعيرات وجهه تُلامس قرب عينيها مقبلاً شامتها المُغريه تلك تمنّى ذلك القُرب طويلاً منها أو بمعنى أصح تلك الشامه تحديداً ولم يحدثُ إلا في مكان عملهما.
رُغم أن نقابها الأبيض لا يظهر سوى عينيها الأسيرة.. الا انهُ شعر بربكتها و أستغل ذلك الخجل
انفاسهُ الباردة القريبة جداً تتشعب في مسامات بشرتها الناعمة .. نبسَ لها بنبرة جلجلتها :
ونفس هالامور هذي ارسلي لي مره ثانيه اذا بتداومين ، تراك متزوجه الحين عصمتك تحت يد زوجك فاهمة !

رائحة عطرهُ القريبة من أنفها رغم أنها هادئة الا انها هزت خياشيم أنفها لا تستطيع الحركة مُقلتيها تثبت على وجنته بالقرب من أذنه، فريت أنيابها تحاول الثبات في نبرتها :
ابشر لما ننام بغرفه وحده بكلمك بمثل هذي الأمور.

شتمت نفسها بكُل شتيمة تعرفها أسبلت اهدابها لهذا المنطق الغبي ابتلت نفسها هل تنتظر هذه الفرصة بأقرب وقت ! .. لما من الأساس قالت تلك الكلمات ؟ .. ولم تفوت كُتمانه لضحكته من حديثها.
عادت خطوة إلى الخلف ادخلت فيها بجيب معطفها .. قالت بعد استقرار بعض الهدوء في جوفها :
خلاص غادي مو حلو شكلنا كذا قدام الموظفين !
سمعتهُ يتنهد ثم ينتصب في وقوفه .. رفعت حدقتها تنظر اليه يتحدث بهدوء :
كل القسم عارف اننا متملكين وزواجنا بعد كم يوم ماعندنا حركات الجحاده باقي أخر شي ما قلته وبعدها بطلعك .. ماراح تقولين لي السبب اللي مخلينا بعاد عن بعض.
يلاحظ توترها وتدحرج مقلتيها تبعد النظر عنه .. ما يجعلهُ بهذا الغضب لِما تحاول تخبئة ماضيها !
ما هو ذلك العناء الذي يُجبرها على الصمت .. هتفت بهدوء ونبرة راجيه تختلج برُعب :
غادي قلت لك قبل رجاء خلينا نقفل الموضوع .. طلبتك.

تلك الناعمة الخجوله لا يستطيع أن يرد لها طلباً إنها كما الحسناء التي إن رفض لها طلبًا ما ستذبل ويكره ذبولها بسببه .. بماذا يبرر لها إقفل حديثٍ كهذا بنظرة أنهُ مهم ! ليس مهم حتى يعلم ما هو لُب تلك الربكة وذلك المتهور المحنون الذي كاد أن يُنهي حياته وحياتها معهُ.
لا تزال مُقلتيها تنظر الى جسده تهرب من النظر إلى عينيه .. يمتلك محاجر تُرعب كل ذرة في جسدها إذا غضب .. سمعتهُ يتنهد لم تُعجب بطريقه إخراجها فتح الباب بهدوء وهو يرمقها بأسى :
كل ما جيتك من إتجاه سكرتي الباب علي ، عطيتك فرص كثير يا بيسان واعتقاد الفرصه الاخيره قربت .. على العموم براحتك ، بس حطي عندك علم أن المعاملة بتتغير من اللحظه هذي.

ما إن خرج حتى تنفست الصعداء رفعت نقابها تمسح على ملامحها التي فاضت مساماتها بالعرق من شدة توترها .. شعرت ببعض الضيق كيف لها أن تخبره بشيء لو تحدثت عنهُ انهارت امامه موقفها مع طليقها ليس بالهين الحديثُ عنه مجيئه إلى المستشفى بعد تلك السنوات القصيرة من هروبها عنهُ .. زلزل أمور حياتها التي كادت أن تستقر.




'
'



| في وقت سابق مساء الأمس |


انتهوا من تناول عشاء وسهره لم تكن بذلك الطول على زخات المطر الخفيفة لأربعتهم عدا أوس
دلف إلى الحُجره التي اخبرهُ المُثنى عليها فقط هي الموجودة يمكنه النوم بها
تأملها بنظره 360 درجه سريران وطاوله بطول متر تتوسطهما مرفقه بدوره مياه وغرفة ملابس صغيره نافذة واسعه لكن مُغلقه بإحكام والستار ينسدلُ عليها ، نظر الى السرير الأخر انهُ يغرق بهِ لا شيء يظهر منهُ يخبئ كامل جسدهُ اسفل البطانيه وصوت أنفاسه المنتظم ، تذكر خوفه ورُهابه من المطر بمجرد ما سمع صوت طرقاتهِ يشتذُ على زجاج النافذة.

وضع حقيبتهُ الصغيره بجانب سريره دلف الى دورة المياه يغتسل ولم يدم ذلك طويلاً حتى خرج وصلى صلاة الوتر أخرج هاتفه ونظر لرسائل والدته الصوتية ، أبتسم من خوفها وقلقها المستمر عليه شعر بذلك من صوتها ، أجابها يطمئنها عن حاله وماذا فعل اليوم وأخبرها أنه سينام الآن ايضاً وضعهُ على منبه على موعد صلاة الفجر ، فعل كل ذلك ولم يشعر بهِ النائم بقربه.

استلقى على يساره ولم يغلق الأبجوره لا يشعر بنوم تقلبت عيناه بالتأمل من حولهِ لهذا المكان الغريب نظر الى علبه زجاجية صغيره بالقرب من رأسه وقف و حملها قرأ ما كُتب عليها ابتسم ساخراً من جرائته بإدخاله الى تلك الحبوب برفقته إلى هُنا ! رغم تحذيره المستمر لهُ سابقاً لا زال يمتلك صفة العناد البشعة ، اعاده الى مكانه ولفتهُ دفتر صغير وضع على الطاولة بقربه يحمل رسومات كرتونية لفتيات بين عدة كتب كانت اسفله

تناوله كان قديماً بعض الشيء وذرات الغبار تأكل حيز على أطراف الأوراق ، ونظر إلى أول صفحة قرأ الأسم الثلاثي الموجودة كان غريباً عليه قد بعض الشيء لأول مرة يسمع بها فتحَ الصفحة الأولى ونظر الى شكوى طفوليه لسبب تافه وأسفلها سنه 2010 قطب جبينه وقلب صفحات الدفتر كانت مذكرات يوميه وقديمه من الواضح انها لمراهقة من هذه العائلة تعيش في أحلام اليقضة .. ظل يقرأ منها وابتسامه تمشق ثغره على أحاديثها الشقيه و الطفولية حتى توقف الى قبل انتهاء الدفتر بسبع صفحات تلك .. كانت تدون كل شيء يحدث في يومها و بأبسط الأشياء السخيفة ، ابتسم من همها البسيط وسلبيتها المفرطة اعاد الدفتر الى مكانه لكن سقطت صور من جيب الدفتر الخارجي قطب جبينهُ من ملامحها قلب ظهر الصورة ونظر الى حديث نفس يرافقه ملصقات صغيرة من القلب والورد ( زوجي المستقبلي أتمنى منك تحتفظ في هذي الصورة لأنه أصل محبتنا ولازم نتعرف على بعض أكثر ببحث عنك الى ما احصلك لما تخلص تمثيل الأنمي حقك و تطلع من التلفزيون ).
خرجت منهُ ضحكه واضحة حتى بترهها في منصفها عندما شعر بحركه من ينام على يساره محاولاً كتمها في داخله ضغط على ثغره حتى استطاع وضع الصورة في قلب الدفتر و اضطجع على يمينه مبتسماً من شقاوة حديثها تلك المجهوله.


| فجـر اليوم التالي |


استيقظ على صوت منبه مزعج أفسد نومه العميق والمريح جلس ونظر الى جانبه غضن جبينهُ لِما ينام معه بنفس الغرفه ياثقته العمياء ، مسح وجهه مراراً يحاول تصبير نفسه لعلهُ يستيقظ لكن لا حياة لمن تُنادي ، وقف وأغلق جهاز التكييف ثم فتح جميع الأنوار وخرج من الحجره لعله يستيقظ.

نزل إلى الاسفل سمع صوتَ عمه يتلو بعض الايات نظر الى ظهره متجهاً الى القبله على سجادتهْ ، نظر لهاتفه صارعتهُ في أحلامه في ساعاته الماضيه كثيراً فتح محادثتها ولم يرى أي رد قد صدر منها أرسل رسالة قصيرة دائماً ما يرسل لها هذا الوقت وتُجيبه بدقائق قصيرة لكن هذه المرة مختلفه لا وجود إلا لعلامة صح واحدة ضغط على أيقونه الأتصال لكنهُ ايضاً كانَ خارج الخدمه كرر أتصاله لكن دونَ جدوى ، سمع عمه يأمره بالوضوء والاذان لصلاة الفجر وضع الهاتف في أقرب طاوله منه ودلف الى دورة المياه وتوضأ لم يستغرق من الوقت الا عشر دقائق حتى نزل المُثنى وجُنيد ، جاء العمال القليل المنتشرين في أنحاء المزرعه لصلاة برفقتهم.


مسك سعود الإمامة ، و بعد ان انتهوا جميعهم من السنة الراتبة قبل الصلاه ، أطال في صلاته مقتدي بالأيه الكريمه
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}
اقتداءً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تلاوه طويله يقرأ فيها من سبعين الى مئه آيه في ركعتي الفجر.

بعد أن انتهى من الصلاة وسلم التف سعود ينظر اليهم و ينقصهم أصغرهم ختم اذكار الصلاة ومن ثم أذكار الصباح ظلَ على وضعهِ طويلاً وهو يتأمل أنامله المُسبحه يفكر في أمور الدين المقصر بها ثم الدُنيا حتى شعر بنفسهِ .. رفع أنظاره لأوس المنُحني بهاتفه يراسل تلك التي لا تُجيبه منذُ استيقاظه .. هتف اليه بنبرة تمتلئ حده :ميلاد وينه ؟ للحين على فعايله الصلاة أخر همه !

لم يجيبهُ أوس السارح بينما المُثنى وقف ليعود بأدراجه إلى النوم وأخبرهُ أثناء سيره الى عتبات السلالم :
صحيته قبل أنزل وهذا انا برجع اصحيه ثانيه.
وقف سعود وأتجه الى حجرته التي تقطن بالأسفل كجناح خاص يحتوي على غرفتان مشتركه بدورة مياة كانت الفلة الواسعه مقسمة الى قسمين وكأنها منزلين في منزل واحد ينعزلان عن بعضهما قسم متكامل للرجال وآخر للنساء ، التف بجسده و وضع هاتفهُ أرضاً بعد ان طفح كيلهُ من اتصالاته التي لا تُجيبه :
عمي ميخالف تعطيني جوالك.
التف سعود يتفقد جيب جلابيته يتذكر أين وضعه :
وش لك فيه.

لا يعرف ماذا يقول له تحديداً ولا يريد أن يأتي بأسمها شيء حتى جاءت تلك الكذبة البيضاء وهتف بجمود:
باقه الانترنت عندي قطعت وانا توني مشترك فيها بسوي نقطة اتصال اشوف ايش السالفه.
أخرج هاتفهُ بهدوء ومده لهُ بعد وقوفه أحتراماً له :
أجل لا خلصت اشبكه بالشاحن وانا بغفي كان انك ما نمت صحيني على الساعه ثمانيه.

أجابهُ بأحترام وحمل هاتفه الذي تركه أرضاً وهم بالخارج لم ينتبه لذلك الذي يقرأ بعض الآيات عبر هاتفه ، محاولاً خلق حديث لما أخبرهُ بالأمس
فتح الباب واستنشق نسيم الهواء الرطب ، كتمهُ حقاً ذكرهُ بذكريات بشعه لا تُنسى ليعود لإغلاقه بقوة أفزعت جُنيد الذي لا يزال يجلس لم يتحرك منذُ انتهائه من الصلاة سار للجلوس لكن اوقفه نظرات ذاك المفزوع من اغلاق الباب القوي .. تجهمت ملامحهُ وابتعد عنه ذهب الى ابعد مكان ليجلس على الاريكة
وقف جُنيد متجها الى المطبخ الواسع المفتوح على غرفة المعيشه أخرج زجاجة مياة من الثلاجه يرتشفها على دفعات ، سمعهُ يجري اتصالاً ، شعر بأستغراب ما يشغل باله.



| في مكانٍ آخر |

غرفة باردة وهادئة كصاحبتها العذبة .. تغرق بنوم متعب جداً عانت ليلة الامس من تقلصات وآلام بطنها بعد أن جاءها عذرها الشهري ليلة الأمس وارفقت ليلتها الحزينه بالبكاء اسفل فراشها ، استيقظت متأقفه للمره التي لا تُحصى و أغلقت رنين الهاتف .. تأففت بضيق والتقطته من جانبها ولا تزال تتلحف بغطائها على كامل جسدها اجابته بصوت يغرق بالنوم :
هلا

صمت لمدة من الزمن .. هي لوزيته ويعلم من صوتها إن كانت حزينه .. يعلم ما بها فقط بنبرة صوتها .. رد عليها بصوتٍ قلق :
شفيه صوتك ؟
اتسعت محاجرها ما إن استدركت صاحب ذلك الصوت ، طال صمتها استمعت لتنهيدته ونبرة امر مردف :
ليش ما تردين على اتصالاتي ورسايلي ؟
سحبت نفسها تتكئ على طهر السرير ، ابتسمت ساخرة وأجابتهُ بإقتضاب :
حضرتك سويت لك بلوك تعرف ايش البلوك ؟
رد عليها بنفس اللهجة التي حدثتهُ بها والتمست السُخريه منها :
شيلي الحضر.
غرست انيابها على شفتيها و شددت على المفرش .. غاضبه منه تحملُ غضباً لا :
لمّا تحترم ألفاظك وتحترم اللي تحترمك افكر وقتها أشيله ، انا كل اللي سويته ابغى مصلحتك وردك لي كله تهكم وقلة ذوق وأحترام !

أغلقت الهاتف وغضبٌ تحتم َعليه محاولا كبتهُ لنفسه ، فتح هاتفه وعاد يقرأ ما ارسل لها بالأمس اعاد إطلاعهُ عليها مرة واثنتين وثلاث لا يرى بِها ما يستحق كل ذلك الزعل والغضب !

كل ما طلبه منها عدم إدخل طرف ثالث في علاقتهما بكلمات محترمه لا الا تمت لقلة الذوق بصله من قولها.
يقف ذاك ولا يزال يرتشف زجاجة الماء بدفعات متتالية صغيره كبت ضحكته من هموم الأزواج التي لا نهاية لها ، يحمدُ ربهُ ألف انه لم يتزوج وهو مقتنع أيضاً انهُ سيموت دون زواج فهذه هي راحته وهذا ما لا يستطيع نطقه لوالدته لذلك دائماً يسايرها بتأجيل موضوع الزواج لها .
خرج متجه الى سيارته اخرج من الخلف حقيبة القهوة المختصة اتجه الى “دكة” بعيدة عن الفيلا بشكل منفصل غرفة بجدران زجاجية ومظلة ، جلسات شعبيه مرتفعه صنع قهوته بشكل هادئ وصنع كوب آخر وقف وأخرج شيء ما ودلف الى الفله يبحث عنه ، كان مثلما كان عليه ينظر إلى هاتفه.
طرق الباب الحديدي بخفه رفع أرس رأسه ينظر إليه اردف جُنيد وهو يشير برأسه :
ادري انك راعي شاي بس تعال ذي المره وخلك من حزب القهوة هذا اللي متوفر وأقدر أعزمك فيه.

وضع ما بيده بعد أن أوصلهُ على الكهرباء وفعل ما أعتاد عليه بهدوء .. وقف منتصب ينظر اليه واردف :
ويكون بعلمك هذا اشغله يخلي الإنترنت وخدمة الاتصال خارج الخدمة بيعطي تشويش وفصل لأي طرف ثاني يتجسس على الجوال او مركب برنامج مراقبه ، اكثر حاجه مهمه نشيلها معنا وقت المداهمات.
أخرج هاتفه ووضعها على طاولة بالقرب من الجهاز الذي شبكهُ واردف وهو يسير الى الخارج : محد سامعك الا اذوني وإذا على المطر مافي توقعات وهذا الشمس بدأت تشرق الا اذا أنت مريض صدق وتخاف من ريحتها.
خرج تاركاً اياه .. تجعدت ملامحهُ من ثقته العمياء بأن يبوح بسره الذي كتمهُ طويلاً في حنجرته ، رافقه العناد لمدة من الزمن بجعله ينتظر.
وقف ليخرج بعد مده ينظر اليه سارح يرتشف قهوتهِ التي قاربت على الأنتهاء.
رفع جُنيد رأسهُ عند رؤيته يدلف بوجه مجعد .. ابتسم له حتى تبينت اسنانه و أشار لهُ على كوبه بشقاوة:
إذا ما تبيها قول لي ترا ما شبعت منها.
تناول الكوب جلس على مقابلاً لهُ على الطرف الأخر يرتشف منها لكنها لم تعجبه بسبب حموضتها الزائدة:
هذي قهوة ! ذوقك مثل وجهك.
استعدل بجلسته وتربع بأريحية نظر لهُ و رسم إبتسامه شقية على مُحياه :
نوعي المفضل ما جبرتك تشربها عزيمه أقبل فيها وخلصنا ولا حط كوبك وانت ساكت.

لم يجيبه بشيء فقط أكمل ارتشاف القهوة حتى النهاية ثم وضع كوبه ، طوال صمته كانَ يفكر في شيء ذهبي يؤمن لهُ حياته .. يأمن أن من حوله يعيشون بسلام دون أن يتضرر أحد منهم بشيء
رفع حدقتيه ينظر إليه :
عندي شرط واحد اذا نفذته بقول لك كل شي أعرفه .. لما أطلب منكم حمايه لأهلي أتمنى تنفذونها بأقل من خمس دقايق ممكن ؟ حتى عمي سعود

لمعت مُقلتيه أومأ لهُ مبتسماً رغم أنَ لا سلطة لديه ليوافق عليه لكن ليجعلهُ يضمن منه بعض الحقائق :
أعتبره تنفذ رغم أني ما أضمنها لك لكن اعتبرها تمت بنسبة ستين بالميه
ثم أردف بتذكر ما حدث بالانس عند مجيئة :
كيف عرفت أسمي ؟ ما أعتقد أنه عن طريق مساعد !

نظر جُنيد لابتسامه خبيثه ترتسم على محياه :
من الأخر !
هز جُنيد رأسهُ بجديه ينتظر الأجابه ، يجيبه الأخر مرافقاً اجابتهُ بتنهيدة :
مالك دخل
عقد جُنيد حاجب ورفع الأخر غير مُعجب بطريقة حديثه الفضّه تلك ! .. نظر إلى أنامله صامتاً ينتظر منهُ حديث حصري يخرج من فاه ذلك المتكبر أمامه.
حتى نطقَ بزفر أنفاس متراكمه عالقه في جوفه :
وين وصلتوا بالتحقيق ؟
جُنيد مُميلاً ثغرهُ بنصف ابتسامة مُحبطه .. يُعيد نبرته التي جاء بها لتوه :
من الأخر ! ولا حرف.

صوبَ جُنيد حدقتيه بتركيز عليه وثغر الاخر يتحرك يريد الحديث لكن التردد يغلب عليه نطق بعد أن ملأ رئته بالهواء :
بقول لك الأشياء اللي أعرفها لا أكثر .. اللي أعرفه أنهم خلية إرهابية ما أقدر أعطيك حق ولا باطل عنها ، وعددهم كبير ما أعرف كم لكن متوزعين بكل مكان .. يتنكرون بوظايف كثير حتى بشغلك خلك حذر لأن اتوقع انهم مزروعين زرع هناك بسبب حساسية الشغل هناك ويقدرون يسون كل شي ويسترون على أشياء عادي جداً تشوفه خباز وهو اصلاً الرئيس تبعهم.
جُنيد بهدوء أو بمعنى آخر يحاول الهدوء في نبرته :
ومساعد وش وصلهم له ؟ وش دخل مساعد أساساً !
أبتسم ابتسامة تخدشه تأسر قلبه الجريح .. لعق شفتيه واجابه بهدوء :
كانوا يبغونه تابع معهم ابتزوه كثير لكن عمي ما يخون تراب انولد فيه.

أصبحت حدة الغضب ترتفع عن معدلها الطبيعي ما يغضبهُ دوماً هو اختصار الأحاديث برؤس اقلام وعدم وضع النقطه الأساسية في لُب الموضوع وهذا المتكبر يرافق حديثه هذه الصفه البغيضة .. أخذ شهيقاً ثم زفرهُ ببطئ يهدئ من نفسه :
افهم منك أن مساعد انقتل لهذا السبب ؟
تربع في جلسته وخلخل أنامله ببعضها وهو يتأملها هامساً لهُ بهدوء :
افهمها مثل ماتبي
استفزه حقاً ! تراقصت الشياطين على رأسه ، ضرب كفهُ بالطاولة الصغيرة بقربه من رؤس الاقلام المزعجة تلك .. أحدت نبره صوته الى طبقة مرتفعه :
عطني كلام كامل ! بدون رؤس الأقلام هذي ! أنا وش بستفيد كذا ؟
نظر له ببرود ورفع حاجبيه مبتسماً لهُ بأستفزاز مُبالغ وهتف بأرياحية :
ما أقدر أعطيك كل شي .. لأن هذا اللي أعرفه ذاكرتي ما رجعت بشكل كامل
رفع سبابتهُ وبتهديد بالغ نسي نفسهُ وأين هو :
اقدر ارفع عليك محضر استدعاء بالتحقيق بس أنا مخليك على هوى دارك على فكرة.
التقط كوبهُ ينظر إلى قطرة القهوة الصغيرة جداً المتبقية بالكوب ، يخبرهُ وابتسامة مراوغة ترتسم على ثغرة :
أولاً أنا عطيتك معلومات مثل قطرة القهوة اللي بقاع الكوب تحتاج وقت طــويـــل عشان تقدر تعبي الكوب النهاية .. وثانياً ماعندك دليل قطعي عشان تستدعيني لتحقيق! ثانياً عندي اثبات بفقدان الذاكرة يعني كلامي ما يؤخذ بجدية ! ولا أنا غلطان ؟

مسح جُنيد على ملامحه بعُنف مصبراً نفسهُ من برود ذلك المخلوق القاطن أمامه ثم أبعد كفيه عند سامعهِ قولهُ المفاجئ :
إذا عطيتك أكثر وش تعطيني ؟
ضغط جُنيد على ضروسه محاولاً الصبر ويا أيها الصبر الجميل أين ذهبت في هذه اللحظة تحديدًا ! :
السم اللي تاكله من أيام نيويورك بسكت عنه ليته يموتك ننتهي منك بسكت عنه لفتره.
يردُ عليه أوس ببرود قاتل و حدقتيه مصوبة إلى قبضة كفيه في حضنه :
قبل فتره خالي طلال قال لي أنه انرسل له فيديو لي وأنا أقتل عمي مساعد بالوقت اللي جاء عندي نيويورك بعد الحادث كانوا يبتزون طلال بهذا المقطع وهو اصلاً مفبرك والحقيقة اللي أنا أنه أنقتل قدامي عيوني !
لوهلة استوعب جُنيد شيء ما قالهُ قبل قليل ولم يركز.. شيء غريب قد تحدث عنهُ لتوه ، شيء تمنى كثيراً وطويلا أن يخبرهُ به:
لحظه لحظه ! رجعت لك الذاكره بذاك اليوم ؟

نظر إليه يُسبل أهدابه يزفر بأرياحيه وابتسامه صغيرةٌ جداً تظهر على شفتيه ، غريب منذُ أرل اللقاء وحتى الآن هذه اللحظه يتمتع بغرابة لا مثيل لها ! ، أردف بهمس :
مدري أنا فقدتها أو لا ، مدري إذا اللي الحين جالس أقوله لك حقيقي أو من خيالي.
اتسعت أجفانهُ ينظر إليه مردفاً :
بس اللي متأكد منه أنه أنقتل قدام عيوني واللي قتله منصبه كبير مين هذا ! تسألني لأني ما أعرف.
يسمع لهُ منصت هذا ما كان يبحث عنهُ منذُ وقت طويل ، هذا ما أراد أن يصل اليه أخيراً أقترب ليتهُ أتى اليه منذُ وقت طويل ليصنع من هذه القضية الفارغه حدث عظيم ، يسألهُ بنبرة مو :
محل وقيان ايش بالضبط ؟

لا يعلم لِما كُل هذا الربط العجيب بين وقيان ومساعد في علمه أن مساعد و وقيان و والده صُحبة جمعتهم السنون طويلاً حتى شاخت لحاهم .. نظر اليه يحتضن شفتيه بين أسنانه ويقف بعد تنهيدة عميقة أطلقها :
وقيان ماله دخل بشي مشكلته معي ومع ابوي لا أكثر أعتقد أنهم يشتتون نفسهم فيه ، يمكن له معرفه فيهم لكن ماله دخل باللي صار .. و قلت قبل هم مثل الخلية بكل مكان وبكل مدينة متواجدين ما أعتقد انه ممكن يقتل صاحب عمره ! لكنه للأسف حاول يقتل ولد صاحبه عشان يصير له يد بالمؤسسة ويقدر ياخذ منها ربح أكثر.

خرج عائدا بأدراجه إلى الفله ينظر إلى ظهره حتى أختفى من أمامه ، ضغط على صدغية وتلك الفكرة النجسة ترافقهُ منذُ زمن من الوقت يتوقع أن أمرها قد حان فعلاً !

سمع هاتفه أخرجه من حقيبة القهوة التي تستقر بجانبه كان هاتف العمل الخاص نظر لرقم المتصل زفر ما يكتمه وهو يقف متجه إلى الخارج ، همس بتوهم :
اللهمَ أجعله خير.
جاء صوت ذاك المتحمس دائماً في أقواله دون سلام ودون السؤال عن الأحوال :
جبت لك خبر حصري عند سطام وبس.
ثم أكمل دون أن يسمع أي حرف منهُ :
وصلني تقرير من شوي من مركز الطب الجنائي بعد طلعة الروح أخيراً مثل ما شكيت بيني وبين نفسي السالفه فيها التباس وتخفي.

تغضن جبينهُ مما يخبره فلا علم لهُ بما يقول يُخبره بتساؤل : تقرير ايش ؟
سطام ضرب جبينهُ بتذكر :
صح توقعت أني قلت لك ، بخصوص كِنان جاني طرف علم أن اللي بسيارة كِنان ماهو كِنان طلع شخص ثاني ! يعني أحتمال أنه حي هو بعد غير ولده اللي موته كذبه لأمه !




أنتـهى


فعلياً يا أحباء احتاج رأيكم عن الفصل نقد بناء او جملة تعبر عنه
أعلموا ان حديثكم هو أكبر دافع لأكمال الرواية لو بكلمه واحدة يفيدني جداً جداً وجداً ويرفع من سقف وتطوير الروايه للأعلى فلا تحرموني منها سواء كان نقد بناء ام توقعات ام نصيحه أتقبلها منكم بكل رحابه صدر ♥️

القاكم الفصل القادم على خير ????


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-23, 01:17 PM   #504

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-23, 01:14 PM   #505

ام محمد وديمه
 
الصورة الرمزية ام محمد وديمه

? العضوٌ??? » 432976
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » ام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل غني بالاحداث


شكرا جزيلا لك

ساكمل القراءه وعسى ان اجد الوقت للتعقيب

رمز* and تدّبيج like this.

ام محمد وديمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-23, 08:37 PM   #506

فراشة الغيد

? العضوٌ??? » 488426
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 104
?  نُقآطِيْ » فراشة الغيد is on a distinguished road
افتراضي

يا لهوي يا لهوي على أرين????????????! بالله عليك وش باقي بعد اصدمينا كِنان طلع حي وولدها حيّ عزّالله طار عقلها المسكينة! كل خوفي يصير كِنان مجرم وإرهابي
المهم أوس ودي أصفقه مايستاهل دانيّه الرقيقه????
وجُنيد قرأ مذكرات مين؟ فُرات ولا وجد؟ أحس متحمسه يصير له قصة حب ????
وشيخه أمهم صعبه جدًا تعاملها غريب صحيح ماحب حركة فيض ولا أأيد هالزواج لكن المفروض قدرت تحتوي بنتها مو تنفرها منها
وطلال المسكين متى يتعدل وضعه ????
بارت ممتع جدًا ننتظر أبداعك الجاي يااااجميل????

رمز* and تدّبيج like this.

فراشة الغيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-23, 12:00 AM   #507

روح ساكنه

? العضوٌ??? » 507314
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » روح ساكنه is on a distinguished road
افتراضي

تبارك الرحمن!
حقيقةً ما اعرف من فين ابدأ أعلق.. لكن لي عودة بتعليق مفصل بإذن الله.


روح ساكنه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-23, 02:53 PM   #508

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخه فهد مشاهدة المشاركة
مرحبا بالجميع
صباح الخير، اشتقت للروايه واحداثها وكل مافيها كثير اتمنى ماتقطعينا ترا مانتحمل شوقنا فاض
يارب تكونين بأتم وافضل حال وللجميع كذلك
واذا جينا عند احداث الروايه
دانيه واوس مشكله ابديه مستمره
وجُنيد الشخص المبدع
وغادي وزوجته حبيتهم والله
اما ارين وامان هنا احترت مدري وش اقول وبعد ولدها سيار صدق اتمنى البارت الجاي بأقرب وقت متحمسه اكثر واكثر

واخيراً شكرًا على البارت الأكثر من رائع وطويل ومشبع بالاحداث جد ????????

أهلاً وسهلاً يا شيخه ، أنرتِ
اشتقت لكِ ولتحليلاتك لرواية أكثر ، أن شاءالله تكون أخر قطعة من غير شر.
بإنتظار حديثك دائماً ()()


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-23, 02:58 PM   #509

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 235
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دنيتي دونكـ ظلام !!;162***24
الرواية جداً جداً جميييلة ????
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرته العنود مشاهدة المشاركة
يعطيك العافيه ….بالتوفيق يارب ..????
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الميعـاد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم..رواية جميله وسرد رائع
سلمت اناملك????????
وعليكم السلام
ويعافيكم يارب
ممنونه لكم ، وشكراً لكم


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-23, 04:09 PM   #510

ام محمد وديمه
 
الصورة الرمزية ام محمد وديمه

? العضوٌ??? » 432976
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » ام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond repute
افتراضي

ارين باقي شوي وتفقد عقلها كيف لو عرفت ان كنان عايش ويمكن مطلقها وماخذ ابنها وناسبه لاخوه

امان هل بالفعل صادق فرغبته او هي خطة للانتقام من كنان او يمكن ينتقم لابوه من امها


كنت اتمنى ان ارين تتزوج جنيد اتوقع هو انسب لها


اوس ودانيه

هل هي صارت حساسه جدا او ان اوس اصبح يدخل عالم الهلوسه ورسل لها رسالة قويه وبعدها مسحها ليصحى وهو ناسي كل شي


نديم وفيض

الام شيخه

انا معها في الرفض

اولا اهوه بكل جراه راح لاخوها كان ممكن يدخل اخته تتعرف عليها بعدين يوهمو الكل انها صديقة اخته وحب يرتبط فيها مثل ميحصل عادة في مجتمعاتنا

ثانيا كيف تدخل على حموله مب متقبلينها ومحتقرين طريقة تعرف ولدهم بيها

الاكيد بعد فتره من الزواج بيبدا حتى هو يتاثر بكلامهم ويمكن يرمي عليها كلام بقصد او بدون قصد

العلاقات اللي تبدا قبل الخطبه والزواج بحب وعشق وتعلق تفقد عادة بريقها بعد الزواج

طلال مسكين طيب القلب لدرجة كبيره يستحق وحده تحتويه يمكن فرات مناسبه له


غادي مع غيرته هذي انا اقترح على زوجته انها تغير المستشفى اللي تداوم فيه كله تطلب لاي مكان هو ميكون فيه

او تترك وضيفتها

فالعمل المختلط عادة مينفع زوجين يشتغلو في نفس المكان اذا حابين الاستمرار لان الكثير من المواقف قد يفسرها الزوج او الزوجه بغيرتها عكس ما هي عليه للاسف

رمز* and تدّبيج like this.

ام محمد وديمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.