آخر 10 مشاركات
[تحميل] من عقب يُتمها صرت أبوها،للكاتبة/ حروف خرساء "سعودية" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. الغريقة (الكاتـب : فرح - )           »          جناح مهيض*مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بدر albdwr - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree24693Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-23, 11:48 PM   #2771

strom

? العضوٌ??? » 284679
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 577
?  نُقآطِيْ » strom is on a distinguished road
افتراضي


سلمت يمينك
Laila1405 likes this.

strom غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-23, 12:03 AM   #2772

آية أسامه

? العضوٌ??? » 511392
?  التسِجيلٌ » Mar 2023
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » آية أسامه is on a distinguished road
افتراضي

لا أله الله وحده له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير

آية أسامه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-23, 12:12 AM   #2773

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
مساء الخير على الجميع
استلموا الفصل اللي تحاربت معه و بالغصب
كملته ولا هو ما كان له نيه ينزل
قراءة ممتعة للجميع .
.
.

الفصل الثالث و الأربعون
.
.
( لحظة كالكحل فالعين )
.
طرق عدة مرات بأصبعه على الطاولة قبل أن يبتسم بسخرية و يرفع كفه ليحك حاجبيه
الأيمن : واضح أنك مو مستوعب أنت وين و من اللي قدامك .
رفع كتفيه : الا أعرف .
هز رأسه بفهم : زين ياللي تعرف وين أنت .. تقدر تقول لي ليه عائلة الصواع مستنفرين
عشان يقبضون عليك لدرجة جابوا لنا لقطات الداش كام و سهاج بن عبدالله لحقك لين
النعيرية و ما بات سهران يراقبك لين سلمك لنا ؟
حرك رأسه نافياً : ما أدري لكن مالها الا تفسير واحد يبغون يطلعون ولدهم و يحطونها بظهري
لحالي .
سحب المحقق ورقة من جواره و بدأ يقرأ ما فيها : الاسم : عبدالرحمن حسن ال*****
رقم الجوال : 056*******
رقم الهوية : 10*******
هذي معلوماتك صح ؟
هز رأسه مؤكداً : ايه نعم .
عض على شفتيه يبكت ضحكته قبل أن تتحول نظرته للحدة : هذي هي معلومات المبلغ ..
يعني حضرتك سلمت الطلبية ثم دقيت على الشرطة و قدمت بلاغ ؟ هاه ضميرك اوجعك
و أنت تفكر بالكمية اللي سلمتها و كم شخص بيتضرر ولا ما استلمت فلوسك ؟
شد على قبضتيه حين أدرك الخطأ الذي وقع فيه و الذي لم يتردد المحقق في التصريح عنه
قائلاً : شكلك تحمست و نسيت أن الرقم اللي قلته انا هالحين ما استخدمته الا مرة وحدة
عشان تبلغ .
فتح فمه يريد الدفاع ولكنه صمت ليهز المحقق رأسه بتأييد : نعم الأفضل أنك تسكت وما تزيد
الطين بله .. يلا يا عبدالرحمن لا تورط نفسك زيادة وهات اسم اللي دفك عشان تحط هذي
الكمية تحت فراش سعود الصواع و بعد علمني أنت اللي شريت الكبتاجون ولا خويك اللي
مرسلك هو اللي شراها .. ليلنا طويل مع هذا التحقيق .. و عشان اسهلها عليك و علي خويك
بالغرفة الثانية يمديه جاب حصيلة .. أن لقيت اختلاف بشهاداتكم ما اظمن ردة فعلي .
..
في الخارج
تقدم للجلوس بجوار هذال : علامه وجهك رايح أصفر .
هذال وهو يشير بسبحته نحو قسم التحقيق : كله من أبو لسان المزايدي .. صلبت عمري
سهران على الداش كام لين طرحتني الحمى .
سهاج بضيق : ليه شديت على نفسك .
تنهد وهو يرفع نظره نحو لفاء : كل ما عجلنا كان أحسن أعرف أنه ماهو بتارك مكانة الا لين
يطلع ابناخية .
نظر لجدة و تنهد : بتمشون اليوم بأذن الله .
ادار وجهه نحو سهاج باستغراب : تمشون ! ليه و أنت مو رايح معنا .
حك جانب عنقه بسبابته : أنا بنتظر المحقق يطلع و أن كان علمه زين مشيت .
ضم ذراعيه لصدرة : أن كانك بتمر المنابر أخذ عمتك لبنتها .
نظر له سهاج بصمت بينما هذال تمتم بخفوت : لو أن أهلك هنا كان ما رجعت للطائف مير أخذ
عمتك لها .. هي الظاهر ليلها طويل ولا هي داقه عليها قريب و الأدمية تحترق و ساكته .
حك اسفل شفتيه وهمس : زين بشوف عمتي .
بعد لحظات خرج لهم رئيس القسم مبتسماً : على القوة .
نهض الجميع متمتمين : الله يقويك .
أشار للقسم خلفه : أوراق سعود بتخلص قريب و بعدها يقدر يطلع معكم .
زال التوتر الذي كان يسيطر على ملامحهم و حلت الراحة بديلاً له بينما رئيس القسم أكمل
: المقبوض عليهم اعترفوا ببراءته رغم أنهم حاولوا في البداية اللف و الدوران هذا اللي اقدر
أوضحه لكم حالياً بما أن التحقيق للان ما انتهى .
لفاء وهو يعود للجلوس : ننتظره ينتهي و نأخذ العلم الأكيد ما ورانا شيء .
حين ذهب رئيس القسم تقدم سهاج من والدة و همس له في أذنه : أنا ماشي توصي على شيء ؟
نظر له عبدالله بطرف عينه ضائقاً ثم تنهد : لا مير مر أمك و جدتك .
خرج من قسم الشرطة ليجد مجموعة من الصحافة بانتظاره فرفع كفه : قريب يطلع لكم سعود
و بنوضح كل شيء ببيان مشترك مع الشرطة .
كانت جملته كافية بأن تجعل الجميع على معرفة بالإفراج عن سعود .. ركب السيارة و انطلق
مبتعداً في رحلة قد تستغرق عدة ساعات فهو لم يجد رحلة قريبة للطائف او حتى جدة
نظراً للوقت الان وقد اقتربت صلاة الظهر فربما يكون في المنابر قبيل الغروب او بعدة
بقليل .


------------------


لفت طرحتها القطنية حول رأسها و أمسكت بكوب الحليب لترتشف منه ثم تتنهد براحة لحظة
دخول زينة راكضه وهي تشير على جهازها اللوحي : يمه سعود في بث واحد .
التقطت الجهاز من كف أبنتها لتشاهد البث ولكنها عقدت حاجبيها : أبك هذا ويش الرجال وينة
ما اشوفه .
زينة وهي تجلس بالقرب منها : تزاحموا عليه .
أنقطع البث وهي لم تلمحة بسبب التجمهر لتلقي الجهاز في حجر أبنتها : ما شفتي أذا أخوتس
معه ولا لا .
زينه وهي تعيد فتح الجهاز لتبحث عن بث أخر : لا بس شفت أبوي و جدي ثم تزاحموا
عليهم .
عادت لتنشغل بكوب الحليب قبل أن تكشر بضيق و تمده على ابنتها : زيديه من البراد صار
بارد .
أخذت زينة الكوب لتكشر هي الأخرى : يع زنجبيل .
نورية بحدة : نعمة ربتس يا قليلة الأدب .. بعرف وش فايدة المدرسة اللي كل صبح تدلحين
شنطتس لها إن كان حتى النعمة تعيبين عليها .
زينة بتراجع : زلة لسان الله يخليتس لي .. وعد معد أعيدها .
لوحت بكفها : أصدق يهودي ولا أصدق وعودتس .. على الطالعة و النازلة توعدين ولا شفت
وضعتس تعدل الا من جرف لدحدرة .. كله من هالجوال و البلاوي اللي فيه مير والله ليجي
نهار احرمتس منه و اعيد تربيتس .
وضعت الكوب على الطاولة أمام والدتها وهي تضم شفتيها في صمت و تعلم لو أنها فتحت
فمها لو باعتذار ربما ينتهي الأمر بتلقيها ضربة تترك أثر ليومين أو ثلاثة .
فتح باب المنزل ليأتي لهن صوت فيصل العائد من الدوام و يبدو أنه يتحدث مع أحدهم حتى
دخل للمجلس و خلفه سهاج لتفرقع نورية أصابعها : فيصل أخذ أختك فوق لي كلام مع كبيركم.
حين نظر فيصل لزينة ينوي أن يُشير لها وجدها قد نهضت فعلاً و أسرعت مغادرة المكان
دون أن تكلف نفسها عناء السلام على أخيها الأكبر .. تنهد و خرج ساحباً الباب لخلفه ليصعد
لغرفته تاركاً المكان من بعدة أشبه بساحة حرب .
تقدم سهاج ليقبل رأسها : علومتس عساتس بخير .
وضعت كفها على كتفه لتدفعه للخلف بقهر : أجل أنت تهمك علومي ؟ ها أسمعها ماني بخير
و كبدي منفقعه .
جلس على الأرض قرب قدميها و أمسك كفها رافعاً رأسه للأعلى حتى ينظر لعينيها : يمه
الله يخليتس لي هو أنتِ كل ما شفتيني بتطرين هذيك العلوم .
نورية بحزم : ايه بطريها و اطريها و اطريها لين تصحى على نفسك .. الحين أملكت عليها
يا ولد تسع سنين و أنا ما ادري و بلعتها و سكت .. تزوجتها و جبتها هنا بعد ما قلت شيء ولا
تعرضت لها بحرف واحد .. شالت قشها و راحت جعلها ما ترجع قلت ما عليه ولدي هو
الكسبان لكن ولدي ثور راح يتليها و متجود فيها وصلت فيك تهجر أهلك عشانها .
سحب نفس عميق : أنا ما هجرتكم يمه مير بعد أنا واحد عندي شغلي .. ثم طالعي فيني وهذا
أنا أحلفتس بالله هي قد تطاولت عليتس لو بحرف واحد ولا حتى نقصت من قدرتس .
لوحت بكفها : تخسى و تعقب ولا تقدر .
مسح على جبينه : يقدرون قليلين الأصل على كل شيء مير هي مو قليلة أصل ولا أدب ..
يمه الله يخليتس لي هذا بيني و بين حرمتي تعبت وأنا أقولها لكم .
ضربت كفيها ببعض : يا حر جوفي للحين يقول حرمتي .. أبك والله لو أنها عند غيرك و معها
عشر ورعان ما لحقها .. طول عمرك تبيع اللي يبيعك .. هذا أنت أقفيت عن جدك بعد ما دخل
بيتك و تطاول على الحريم فيه .. عاقبته و كويت كبده و أنت ساكت وهو ما يقدر يهرج ليه بنت
مشعل ما تقدر تقفي عنها .
تنهد ثم عاد ليمسك كفيها : لها عندي ولي عندها .
أتسعت عينيها بذهول : ووش اللي لها و اللي لك .. يا ولد أنت تسوقها علي ؟
هز رأسه مؤكداً : ايه لي .. لي تسع سنين يمه والله ما اتنازل عنها .
سحبت كفيها لتمسك برأسها : وا هجادي .. و هي وش لها .
صمت لثواني قبل أن ينهض قائلاً : لها حق الحرمة على زوجها .. عينتس بعيني يمه لو أن
جدي متعدي عليتس هنا في بيتتس و هذيك الكلمة طالعة منه لأبوتس في قبرة وش كنتِ بتسوين؟
اشاحت بوجهها صامته لينحني و يُدير وجهها نحوه : أمي اللي أعرفها والله أن تشب النار فيه
و في عياله معه ثم تمشي ولا يرف لها جفن .. و والله ما تقولين زوجي و أبو عيالي الا هو أول
واحد تأخذين حقتس و حق أبوتس منه .
سحبت نفس عميق وهي تغمض عينيها ثم زفرته ببطء و نظرت له من جديد : أتركها و أزوجك
اللي أزين منها .. مب وحدة أربع يا سهاج كل وحدة منهن طرف هدبها يصك بنت مشعل عشرة
صفر .
مالت شفتيه بابتسامة ساخرة : خوفي عليهن لا طرف هدبها يخليهن يقلبن ريجيل .
عادت لضرب كفيها ببعض : لا مسحور يا ولد بطني .
قبل رأسها : كنت طامع بفنجال قهوة معتس مير الظاهر أنه مب حاصل لي .. أنا بروح لجدتي
ثم بمر عمتي و اطلع بعدها .
حين خرج حلت لفة طرحتها القطنية و بدل أن تتحجب بها عصبت بها رأسها وهي تتمتم
: أنا وش أسوي فيك وفيها .. أبك انا كيف أفكك منها كيف أقلعها .
..
مر بجدته و شرب معها فنجان قهوة .. تحدث معها عن سعود وكانت تتعمد تجنب ذكر
جيداء أمامه وحتى أنها لم تسأله أين كان يُقيم الأيام الماضية .. فقط كانت تضع كفها
على ظهرة و تستمع لحديثه .. حتى نهض مستأذنً و اتجه لمنزل عمته .. طرق الباب
و أنتظر للحظات حتى سمع صوتها من خلفه تسأل : من .
سهاج : هذا أنا يا عمه .
انفتح الباب و سمع صوتها المتلهف : ادخل يا قليبي .
دخل ليبادلها التحية بينما هي تنظر له بلهفه و ترقب : أقلط حياك .
أمسك بكفها قبل أن تذهب نحو المجلس فنظرت له بقلق بينما هو أخبرها : تبغين تروحين لها ؟
بهتت ملامحها لثواني قبل أن تسحب نفس عميق ثم ترطب شفتيها و نظرها يتشتت هُنا و هُناك
فشد على كفها : أرواحتس معي .
حركت رأسها نافيه و جرت الكلام بصعوبة : ما اقدر .
أشار على المنزل : إذا قصدتس عشان بنت العقيد ترا هو اللي قال لي أخذتس معي .
ابتلعت ريقها ثم نظرت له : لا مو عشان أحد .. عشانها هي أعرفها أن شافتني ما قعدت في
مكانها دقيقة .. ما ابغى اضغط عليها .. أخاف عليها لا يصير فيها شيء .. هي خلقه شالت
حمول فوق طاقتها خلاص ما ابغى أقهرها .
تنهد ثم عاد ليسحب له نفس عميق وهو يسألها : تبغين أتركها .
بهتت بذهول بينما هو أكمل : أن كانتس تشوفيني أذى عليها بتركها .. ماني مبتليتس في بنتتس .
أغرق الدمع مقلتيها وهي تشيح بوجهها : أن تركتها أنت من اللي بيبقى لها ؟ صح بنتي مو
ضعيفة و تخاف ربها ولا أخاف عليها تدج بكره ولا تضيع في الدروب القشرى لكن ما ابغى
لها الوحدة .. شوفة عينك محد يقدر يقرب منها لأنهم مالهم حق عليها ولا هي تبغاهم أنت
الوحيد اللي لك حق عليها و فيها .. ما أقول تمسك فيها عشاني لا والله ماني مجبرتك أنت
حر فاللي تبغاه ولاني متدخلة بينكم .. لكن أن كنت بتتركها نهار أتركها عشان نفسك بس
مو عشان أحد ثاني .
هز رأسه بتفهم ولا ينكر أن شعور عظيم بالراحة قد سيطر عليه .. كان يخشى من مواجهتها
.. يخشى على قلبه أن تقف أمامه و تطلب منه أن يرحل بعيداً عن أبنتها .. أن يطوي تلك
السنوات و هذه المشاعر خلف أضلعه و يمضي .. لأنها هي وحدها من تمتلك الحق في طلب
هذا .


-----------------


خرج من الحمام يجفف شعره بالمنشفة و يتنهد براحة : أخ بس أنكتمت و أنا هناك .
توقف عن الحديث حين وقف أمامه عياش و مد كفه لينظر له باستنكار فيقول الأخير
: سلم على اليد الكريمة اللي أظهرتك .
ضرب كفه بخفه مبعدها : أقول روح بس قال اليد الكريمة قال .
عبدالله مبتسماً : هو لو أنه صابر شوي كان يمديك مسلم عليها .
سعود وهو ينضم لهم في جلستهم : كنت بعطيه بكرة مير خربها .
نزال وهو يحرك سبحته : إذا هو بكرة سهاج وش كنت بتسوي له .
ضرب على فخذه بحماس : سهاج بزوج عياله كلهم من بناتي .
ارتفع صوت قهقهة عبدالله قبل أن يمسح على وجهه بكفيه : والله ما هواك الصحو .. عياله هم
اللي بيستفيدون .
لوح سعود بكفه : وش ورا أن الواحد يأمن مستقبل عياله .. مير الخاين كيف جاء له قلب يروح
وهو ما شافني .
لفاء بسخرية : ليه أنت معودً من الحرب تراه مغر يوم اللي قعدته ولا هو في التوقيف حتى في
غرفة التحقيق .
خرج عليهم حاتم من احد الغرف يحمل هاتف سعود المستمر بالرنين ليلقيه في حجره بضيق
: أخذه من اليوم يدق عجزت أنام منه .
أخذ الهاتف ليشهق : أبك أبك .. الحين من يفتكني .
عياش بتحفز : العلم ويش .
لفاء ببرود : مابه علم .. تلقاها خالته .
نظر سعود لعمه بضيق : و خالتي هينه .. أن حلفت علي معد أطب المهرجان وش أسوي هاه .
عبدالله بتهدئه : لا ما أظن تسويها .
عاد هاتفه ليرن فنهض وهو يتمتم : والله أنها ناويتني .
فتح الأتصال و اجابها : حي الله الشيخة .
لم يُكمل الترحيب فيبدو أنها قد بدأت في الحديث قبل أن يُغلق باب الغرفة خلفه حينها رفع هذال
الغطاء عن وجهه بعد أن كان يستلقي على الكنب و يتخذ من هذا الغطاء الخفيف درع وقاية
من الأنوار المزعجة لعينية : مجديه فيه .
ضحك عبدالله باستمتاع : والله حسه انقطع واضح تناولته .
نزال بتشفي : ازين كود يفكنا من لسانة المبلي .
لفاء وهو ينهض : العتب مب على لسانة .. الا على اللي حدوه يهرج .
تبعوه بنظراتهم في صمت حتى دخل لغرفته و أغلق الباب ليقول عياش بقلق : والله الظاهر أنه
ناويهم .
هذال وهو يعود ليسحب الغطاء على وجهه : ماهو بتارك حق ابناخيه .. إذا أذن العشاء
و أنا قد نمت صحوني .
نزال : أنت لو تقوم معي للمستشفى أبرك لك .
لوح بكفه في صمت رافضاً فهو يعلم جيداً لو ذهب الان للمستشفى فلن يغادر الرياض معهم
الساعة 12 صباحاً و سيكون مستلقي على ذلك السرير الطبي و المحاليل مشبوكة في كفه ..
تنهد وهو يغمض عينيه بتعب فالحمى تشتد عليه أكثر فأكثر و كل ما يُريده الان أن يعود
للمنابر .
النوم لم يزور عينية ابداً و وجد أفكاره تذهب لها .. هل ذهبت مع سهاج لرؤية أبنتها ام لم تفعل
.. سهاج لم يتصل به منذ غادر الرياض وهي ايضاً لم تفعل .. يشك بأنها ذهبت .. لا يظن أنها
ستغادر المنزل دون أن تبلغه .. هل قرر سهاج تغيير وجهته ولم يذهب للمنابر ؟
شد على عينيه بقوة ولا يعلم هل ليبعد الصداع ام ليبعدها هي عن أفكاره .. بل الأثنان معاً
فحتى قدومها لأفكاره زاد من حدة الصداع .
..
في غرفته كان يجلس على طرف السرير وهو يضع الهاتف على أذنه .. لتو قد انتهى
من مكالمة خالته و بالطبع أقفلت وهي ما زالت في قمة غضبها و توترها و حزنها و قلقها
.. يعلم بأنها لن تهدأ مهما حدثها لذلك هو بحاجه للذهاب لها .. سيمر المنابر ليومين ثم
يذهب للشرقية فليس خالته وحدها من عليه مقابلته .. لا زال هُناك أشخاص كُثر ساعدوا
سهاج و عثمان عليه شكرهم .. تحفزت حواسه حين أجاب الطرف الأخر بصوت هامس
: الو .
تنهد وهو يستلقي : هلا .. العلوم يا بنت هذال .
اتاه صوتها الخافت : العلوم كلها عندك .. الحمدلله على السلامة .
عقد حاجبيه : الله يسلمتس .. مير علامه صوتتس ؟
تنهدت ولم تجيب فاعتدل جالساً و نادى عليها : ليلى .. علامتس .
كانت تجاهد بقوة حتى لا تتضح نبرة البكاء في صوتها : ما فيني شيء .. أنت كيفك .
كشر بضيق : الا والله أن فيتس خل ما فيني .. بنت لا يكون تبكين !
لوحت بكفها بعد أن مسحت دمعتها بقوة : وش يبكيني ؟ ما فيه شيء يبكي .. الا إذا أنت تتمنى
أني أبكي عشانك هذا شيء ثاني .
حرك رأسه نافياً : لا والله ما ابغاتس تبكين لا علي ولا على غيري أحد قال لتس دموعتس
هينة عندي .
عضت على شفتيها حين زاد ارتجافها فهي منذ لمحت أسمه يضيء شاشه هاتفها لا تعلم ما الذي
أصابها .. تملكتها رغبة ملحة للبكاء و دموعها خرجت عن السيطرة ما أن سمعت صوته
.. سحبت نفس عميق : حتى لو يقولون ما أصدقهم .
نهض يتجول في الغرفة وهو لا يجد طريقة ليهون هذا الضيق الذي سيطر عليه ما أن التقط
سمعه نبرة البكاء في صوتها العذب : والله لا ابهذلهم .. والله لينزل من عين أهلهم ضعف اللي
تذرفينه عشاني يا بنت هذال .
عادت لمسح دموعها : قلعتهم ما هموني .. أنا بس ابغى اتطمئن عليك .
مسح على عنقه : أن جيت بكرة و شفتتس أصير بخير .
ابتلعت ريقها لتذهب نبرة البكاء : معليش نكدت عليك .
تقوس حاجبيه وهو يعود ليستلقي : و تعتذر بعد .. أقول وش رايتس نخلي عرسنا الشهر الجاي.
اتسعت عينيها بذهول حين نقل الحديث من مكان لمكان أخر بعيد جداً ثم قالت بتهرب : هذا
الموضوع عند أبوي أنا مالي دخل .
عض على كفه ثم انقلب على جنبه الأخر : والله لو أني من أبوتس ما اعطيتس أحد .


---------------


رن منبه هاتفها الذي ضبطت على توقيت صلاة العشاء لتنهض للحمام بكسل و ثقل
منذ مساء البارحة وهي تعاني من الحمى التي داهمتها فجأة و قتلت متعتها الصغيرة بإقفال
هاتفها و الانشغال بالرسم .. نظرت للدش لثواني قبل أن تقرر أن تنزع ملابسها و تقف أسفله
.. كانت والدتها تجبرها على الاستحمام كلما تمكنت منها الحمى .. ارتجف بدنها بقوة وهي
تشهق ما أن نزلت المياه الباردة على رأسها و عبرت اكتافها و ظهرها .. أسندت كفيها
للحائط أمامها حتى لا يختل توازنها و تنهار و حتى لا تضعف و تفتح الماء الساخن لتخفف
من هذه البرودة القوية بسبب الجو البارد في الخارج .. ما هذه الوحدة و البؤس الذي تعيشه
.. اليس من ابسط حقوقها كإنسان أن يكون هُناك أحد يسندها في مرضها .. ولكن لا أحد
يرغب بأن يكون سند لها .. فقط مجموعة من الأشخاص يحاولوا أن يكفروا عن ذنبهم بطرق
غريبة و محاولات خجولة أغرب .. و أشخاص يبصرون فيها طريق غبي للانتقام من رجل
فارق الحياة منذ أكثر من 20 سنة .
سحبت نفس عميق ثم زفرته لا بأس هذا كله هين .. الوحدة تهون .. الخوف من الجار الغريب
يهون .. المرض يهون و كل شيء يهون أمام ما كانت تشعر به وهي بينهم .
هذا أفضل بكثير من هدر الكرامة و بناء علاقات مع أشخاص لم ولن تكون يوماً جزء من
حياتهم .. حتى أسمها ليس مربوط باسم أحد منهم .. هي جيداء مشعل و هنا ينتهي اسمها
بينما هم يذكرون حتى أسم جدهم الحادي عشر .. لم تتمنى شيء في الحياة بقدر ما تمنت
لو أن صاحب الأسم الوحيد بقي لها .. لكان أعتذر لها عن خطأه .. لكان سند لها و لوالدتها
بعيداً عن كل مشاعر النخوة و الشفقة التي تتلقاها من عدة أشخاص .
لو كان لها أب لكان لديها أرض ثابته .. حائط يصد عنها الرياح و يظلها في ظله حين تشتد
تلك الأشعة .. حتى لو أن لهذا الأب قصة قديمة و عار قديم .. لكان قد بنى معها الذكريات
التي تهدم تلك القصة .. و قدم لها المواقف التي تهد جدار العار و تذريه رماداً تتلقفه الرياح .
أغلقت الدش و غادرت الحمام تلف نفسها بروبها الثقيل لتجفف شعرها و ترتدي ملابس ثقيلة
ثم تتقبل القبلة و تصلي .. ما أن فرغت من فرضها ثم تسننت كشرت بضيق حين كسر سكون
المكان من حولها صوت محرك السيارة و احتكاك العجلات حين نزلت عن الطريق المعبد
نحو المنزل المجاور لها .
التقطت معطفها الثقيل لتلفه حول بدنها و تثبت قبعته على رأسها ثم تخرج للصالة فتزيح الستارة
قليلاً تُريد أن تشاهد هيئة هذا المترصد .. عقدت حاجبها بضيق حين وجدت السيارة متوقفة
فارغة باب القائد مفتوح و هُناك صوت لأغنية او شيلة يصدر من مسجل السيارة .
فتحت النافذة قليلاً بقدر ما تُزيح من الستارة حتى تستمع لتلك الكلمات بوضوح ثم تميل
شفتيها بسخرية .. استمتع بكل هذا قبل أن تزج في السجن يا قليل المرؤة .
أغلقت النافذة و نزلت للمطبخ تُريد أن تأكل شيء قبل أخذ أدويتها .. فوجدت كلمات تلك
الشيلة تتكرر في ذهنها .. ها هي الحمى تلعب لعبتها الم يجد عقلي سوا هذه الكلمات ليلتقطها
ما أتوبك لو أتوبك و أنت خابر
استلذك مثل كيف الشاذلية
**
حكم حبك يشبه السبع الجبابر
لا تعنيني الوقت الجاهلية
**
نزوة الأبيات تجتاح المحاجر
كل حرف كبرياء و معنوية
**
كيف حرفك لعثم حبال الحناجر
من سناء الأفكار و الأشواق حية
**
لاعبيني يا هوى والليل سامر
لاعبيني باللحون السامرية .
..
كانت هذه الأبيات تتكرر متضامنة مع الصوت الصادر من سيارته حتى انقطع فجأة
و بقيت فقط في ذاكرتها .
جلست على طاولة الطعام تتناول وجبتها التي اعادت تسخينها و جهزت بجوارها طبق
سلطة خضار .. نعم عليها أن تحافظ على صحتها حتى و أن كان مضغ هذا الطعام متعب
لجسمها المنهك و لنفسها الغير معتادة على تناول الطعام وحيدة .
نظرت للأرز المغطى بالملوخية كانت سابقاً تتناوله بمتعة كبيرة ربما لأن والدتها هي من
تصنعه لأجلها .. نعم إعداد الطعام و تناوله في وحدة بشع جداً .
ملئت ملعقتها ثم وضعتها في فمها لتمضغها بقوة وهي تخبر نفسها أن الوحدة أفضل بكثير
من مجتمع لا يرحم و لا ينسى و يُعاقب الجميع وكأن له حق في هذا .
سقطت ملعقتها و ارتجفت بذعر ما أن سمعت صوت جرس الباب .. تصلبت في مكانها
غير قادرة على الحركة حتى هدب عينيها نسيا كيف يرفان .
شهقت حين عاد صوت الجرس ليرتفع لتلتقط هاتفها المغلق بجوارها و تفتحه حتى تتمكن من
طلب الشرطة في حال احتاجت لذلك و نهضت لتقف قرب الجهاز المثبت بجوار الباب
لتجد طفل ربما في العاشرة او الحادي عشر من عمرة يقف و يحمل صندوقاً و كيس أبيض ..
فتحت الباب و خرجت للحديقة لتقف قرب باب السور : من .
الطفل في الخارج : أنا بسام ولد جيرانكم .. معي أغراض .
فتحت الباب ليدخل الفتى و يضع الكيس على الأرض قائلاً : هذا لحم من جارنا .. وهذا
لتس أرسلوه معي .
قال جملته الأخيرة وهو يمد عليها بالصندوق لتأخذه فيغادر راكضاً .. أغلقت الباب و حملت
كيس اللحم لتدخل لمنزلها سريعاً و تقفل الباب .
وضعت ما في يدها على الطاولة في المطبخ وهي تفكر هل أخبرها أنه أبن أحد جيرانها ثم
قال أن هذا من جارهم ؟
فتحت كيس اللحم لتجد بعض القطع من الأضلاع و لحم الكتف عادت و اغلقته لتضعه في
الثلاجة .. ثم تعود لفتح الصندوق فترفع حاجبيها حين وجدت علبه حلويات جزء منها للشكولاتة
و الأخر لبعض أصناف الحلوى الشرقية .. لا تعلم لما شعرت بالشك و بحثت عن أسم هذه
الشركة لترفع حاجبيها حين وجدته محل في الرياض كما أن سعر هذه العلبة مبالغ فيه بعض
الشيء .
كشرت بضيق هل هي من جارها المترصد ام من جار أخر .. نظرت لنافذة المطبخ المغلقة
و ستائرها مسدله لا تظن بأن هذا منه لكان رجل بمثل أخلاقه لم يضيع فرصة ليأتي هو
بنفسه و يقدمها بحجه أنها من جار لأخر .
أخذت قطعة من الشوكولاتة و قضمت منها لتذهب تكشيرتها ما أن شعرت بها تذوب في فمها
أغلقت العلبة و تركتها جانباً لترتب المكان و تأخذ أدويتها معها للأعلى .
جلست على السرير و لفت جسمها باللحاف و فتحت جهازها المحمول تتذكر بأنها قد حملت
عدة أفلام لتشاهدها ربما من شهر او أثنين .
في لحظة سحبها النوم و غفت عينيها بتعب غفوة غريبة كانت فيها كمن يتراقص بين النوم و
الصحوة .. في بعض الأحيان تسمع أصوات الشجار في مشاهد الفيلم و مرة تشعر ببعض
الدفء على جبينها .. ليس كأي دفء .. كان شعور مغمور برائحة عطرة الذي يستخدمه بعد
الاستحمام .
..
بعد أن سلم كيس اللحم و صندوق الحلوى للفتى عاد ليراقبها من التطبيق وهو يبتسم بسخرية
.. ليست هي الجارة الوحيدة التي كان لها النصيب من هذا فهو قد ذبح الذبيحة و وزعها على
أهل الحي .
لقد لاحظ الضيوف الجدد حول سور منزلها و بابه لا بأس يا جميلتي ببعض الحرص ولكنه
لا يفيد معي .. لديك نقطتين عمياء كما أن نوافذك ذات الأمن العالي تدربت سابقاً على فتحها
في أحد الدورات .
انتظر لساعة و نصف ثم قرر أن يقفز فوق السور ثم يتسلق ذاك الحائط بضيق فهذه هي
النقطة العمياء التي تطل مباشرة على احد نوافذها .. سيجد حلاً لهذه الكاميرات ..
غداً سيتحدث مع أحد أصدقائه الفنيين ليخترق نظامها متى شاء .. دخل فوراً للطابق الثاني
وهذه مجازفة أخرى تشجعه على اختراق النظام فسابقاً كان يدخل من نافذة أحد غرف الدور
الأرضي الفارغة و يخرج متى ما تأكد من ذهابها للأعلى .
تقدم بحذر نحو باب غرفتها وهو يسمع أصوات تصدر من هناك ليبتسم بسخرية من جديد
في هذا المساء .. تشاهد الأفلام بينما تترك الجميع خلفها في حالة من الفوضى و الندم ..
نظر لها من بعيد ثم عقد حاجبيه كانت تتكور على نفسها و تغط في النوم و بجوارها جهازها
الذي تصدر منه الأصوات و كيس بلاستيكي لأحد الصيدليات .
بقي للحظات يتأملها قبل أن يتجرأ و يدخل .. لا بأس حتى لو استيقظت و رأته حينها سينصرم
ليل الشتاء الطويل وهو يحادثها حتى لو غضبت .
ملامحها ذابله و يصدر عنها أنين خافت بين الحين و الأخر لذلك مد كفه ليضعه على جبينها
ثم يتنهد بضيق .. منذ متى وهي مريضة ؟ ثم ما هذا الحظ هل داهمها المرض حين ذهب
هو .. كان عليه وضع كاميرا مراقبة داخل منزلها بما أنها هنا لوحدها لا أحد يعرف مكانها
ولا أحد يزورها .
تفقد كيس الأدوية يتأكد من عدد أقراص المسكن التي تناولتها ثم جلس على طرف السرير
أخذ يتأمل الغرفة ذوقها في الأثاث واضح حتى و لو كانت هناك بعض النواقص .
نظر نحوها ببطء حين سمع همهمتها فمال بجسمه نحوها يصغي لما تهذي به .
( اطلع برا )
كان صوتها ضعيف ثقيل .. عينيها مغمضة و وضعية جسمها لم تتغير .. همس لها
: تقصديني .
أنتظر لثواني ثقيلة قبل أن يأتيه ردها و نبرتها لم تتغير : ايه .. كلكم .
عض على شفتيه يكبت ضحكته الخافتة ثم عاد للهمس : من كلنا ؟ أنا بس واحد .
لم تجيبه و يبدو أنها عادت لتغرق فالنوم لذلك استلقى على جنبه و اتكى بمرفقة و اسند
رأسه لراحة كفه وهو يتأملها .. حين تبعها لهنا كان محملاً بالكثير من مشاعر الغضب و القلق
.. غاضب من تصرفها و قلق عليها .. ولكن هذه المشاعر تتبخر ما أن يبصرها أمامه كما الان
.. يجد قلبة يرق و يميل من أجلها .. وكل ما يتذكره هو ذلك القهر و الخذلان و الغضب و الألم
من اجتمعوا في عينيها أخر مرة في غرفتهما قبل أن ترحل و تشهر راية الفراق .
مد كفه ليمسح على تلك الخصلة التي تمرد جزء منها و اظهر نفسه من أسفل قبعة معطفها
تنهد بضيق و نهض مغادراً من حيث اتى ليدخل لمنزلة و ينظر للفراش الذي يمده
في غرفة النوم الفارغة : فرق بينك و بين فراشها .


------------------


قبيل الفجر بقليل دخلوا المنابر و ذهب كل واحد لمنزلة اما هو فكان ينوي النوم
ولكنه تذكر اصيص النبتة الغامضة فتأفف بضيق و غادر المنزل يثبت فروته على
كتفيه .. باتت هذه النبتة هم كبير على قلبة فلا هي تنمو و يكتشفها ولا هو من يستطيع
تركها و يرتاح من هم سقايتها .
حين وقف قرب باب المشتل نادى بحرص خشية أن يصادف أحد بالداخل : فيه أحد .
لم يأتي له أي رد فتقدم ومن سيكون هنا في هذه الساعة المتأخرة و هذا الجو شديد
البرودة .. بحث بعينية عن اصيص نبتته فلم يجده في مكانة او حتى على تلك الجزيرة
الضخمة في المنتصف .. راح يتحرك ببطء و عيناه تدقق في تلك الأرفف قبل أن
يتأفف بضيق : ابك هذي وين راحت .
جلس القرفصاء قبيل الخزائن ليبدأ بالبحث ربما أحد قد وضعها هنا ولكنه ايضاً لم
يجدها حينها ضرب كفيه ببعض : لا يكون طاشاتها يحسبنها تراب عادي .
تصلب بدنه حين اتاه صوت من الخلف : تقصد ذي ؟
نظر نحو مصدر الصوت وهو لا يجهل صاحبته .. و كيف سيجهلها وهي ترتكز في
جميع حواسة .
كانت قد أكتفت من النوم و قررت أن تنزل للمشتل منها تأخذ فرصة لتختلي بنفسها و منها
تُعيد هذا الأصيص الذي كان سيطيح ما بداخلة من نصيب التراب بسبب جهل أحد العاملات
لولا أنها كانت متواجدة و أوقفتها .
تقدمت تدفع الكرسي حتى وضعتها فوق الجزيرة : أخذتها معي العصر .
نهض وهو ينظر لها باستغراب : ليه ؟
اشارت على الباب خلفها : كنا برا و العاملات ينظفون المكان و وحدة كانت بتكبها .
أتسعت عيناه بذهول : تكبها وين !
رفعت كفها أكثر : برا السور .
نظر للأصيص بجزع : اهب الا .. بغت تقضي على تعبي .
لم تعلق و حركت كرسيها نحو الباب توني المغادرة لكن صوته بنبرته الهادئة الغير معتادة
عليها حباله الصوتية و مسامع من هم حولة أوقفتها حين قال : ليه طلعتي فهالبرد .
شدت الشال الثقيل حول كتفيها من فوق عبايتها و نظرت له : كنت بجلس هنا شوي .
نظر للمكان حولة : لهدرجة الجلسة هنا زينة عشان تدمنينها .
و كأنه يُعديها بتصرفاته فنظرها ايضاً أخذ يتجول في المكان وهي تقول : هو زين بس
محد مدمن الجلسة هنا الا أنا و جدتي .. وهي صايرة ما تجي كثير عشان أقعد هنا
كثر ما ابغى .
كانت جملة طويلة جداً .. نعم بالنسبة للرسمية التي كانت تطغى على الجو بينهما وجدها
جملة طويلة و الغريب أنها تبوح بها وهو يقف أمامها .
سحب الكرسي و جلس مشيراً على نبتته : اسقيتيها ؟
حركت رأسها نافية : لا .. جدتي قالت خليها يهتم فيها راعيها ولا تقعد .
صمت ولم يعلق ولكنه نهض ليسقيها بينما هي راحت تتأمله .. هل هو سعيد الان بما أنها
تشاركه الجلسة و تتبادل معه أطراف الحديث ؟
يبدو مسالماً جداً .. لا يشبه عياش الفوضوي الذي تبصرة دوماً .. ولا يشابه لعياش طويل
اللسان و المزعج بالمظهر الرث كما تصفه سديم .. فروته نظيفة و تفوح منها رائحة عطر
رجالي فاخر و هادئ في نفس الوقت يعاكس به رائحة الزهر و النبات هنا ..
حتى أن بجامته تبدو جديدة و ذات جودة عالية .. حينها شهقت بصدمة ما أن وصلت
بأفكارها لهنا لينظر لها : بسم الله عليتس .. فيتس شيء .
دفعت بجسمها للخلف حين أقبل عليها قلقاً و كفيها عاجزة عن تحريك الكرسي .
نظر لقدميها بقلق : توجعتس ؟ أكيد .. أنتِ طالعة فالبرد وهو عله على العظام .
حركت كفها بثقل نافيه : لا ما توجعني .
رفع نظرة لها : أجل وش فيتس ؟
كانت وتيرة تنفسها في تسارع وهي تبصرة بهذا القرب بينما عيناه تنظر مباشرة لعينيها
.. حاولت ترتيب جملة مفيدة ولكن الحروف تهرب فكيف تصوغ الجُمل .. و أرادت أن
تُشيح بوجهها ولكن عينيها رفضت وهي تجرب لأول مرة أن تنظر له بهذا القرب و الوضوح
وكأن هُناك ما قد تكتشفه بهذه النظرة الطويلة .
رف رمشة حين عبر الهواء البارد من الباب نحوهم .. ظهره كان مغطى بالفروة ولكن صدرة
كان في مهب الريح ولكن البرودة لم تطرق حتى باب أضلعه .. وهذا بسبب عينيها وما تغزله
من شعور دافئ يحيط بقلبه و حواسة .
في لحظة فضول مد كفه لتلامس أصابعه طرف نقابها يُريد أن يُكمل الصورة .. أن يبصر
ملامحها .. له الحق بأن تظهر أمامه معذبته .. له الحق في هذه الملامح .. له كل الحق بأن
يتأمل تلك التفاصيل .
و بينما هي بقيت متصلبة في مكانها ولم تتحرك قهر هو رغبته و كفه المتمردة .. له معها في
هذا المكان ذكرى طيش و غباء في مراهقته و ذكرى جنون لشبابهم حين شرعت له أبواب
الأمل .. لا يُريد أن يبصم بالطيش مرة أخرى حتى وان كان حلالً .
عدل فروته على كتفيه و أمسك بقبضتي كرسيها ليدفعه بهدوء قائلاً : معد بقى على أذان
الفجر شيء عودي للبيت لا يمرضتس البرد .
كان يدفع الكرسي وهي تشد بقبضتيها على قماش عبايتها غير مصدقة بأنه تنازل ولم
يُكمل و ينزع نقابها .
ماذا يُريد أن يُثبت لها ؟ بل ماذا يُريد منها بعد كل هذا التفهم ؟


----------------


فتحت عينيها بسرعة ما أن شعرت بجسمه يثقل على جسمها و هو يدفن وجهه في عنقها
لتحرقها حرارة أنفاسه فسألت بخوف : هذال ! متى جيت ؟
سحب نفس عميق من رائحتها ثم زفرة لهمس بثقل : توني وصلت .. غطيني يا سماهر .
انتفضت وهي تبعده بصعوبة عنها ثم تحتضن وجهه لتجده يشتعل : بسم الله عليك .. هذال
الحمى لاعبه فيك .
سحبها لتستلقي بجواره : دفيني البرد دق عظامي .
ابتعدت عنه وهي تقول بغضب قلق : الا الحمى هي اللي دقته .. قوم معي .
سحبته بصعوبة لتأخذه للحمام و من حسن حظه أنها قد قررت أن تنام في الغرفة المجهزة
بحمام خاص ولا تعلم كيف وصل لها .. هل كانت صدفة أم أنه بحث عنها .
أدخلته للحمى ليتمتم بثقل ما أن شعر ببرودة الأرضية تحته وهو حافي القدمين : أبك الهجاد
هذا ويش .
أجلسته تحت المروش : أنت اللي هاجدنا مب حنا اللي هجدناك .
أشار لها وهو بصعوبة يفتح عينية بسبب الحمى و إرهاق جسمه الذي ضغط عليه كثيراً حتى
لا يبين لهم مدى تعبة فيأخذونه من المطار للمستشفى : رديني لفراشي .
شهق بقوة حين اندفع الماء البارد من فوق ليحاول النهوض فتمسك بكتفيه تثبته غير مهتمة
بكون ركبتيها و ساعديها عرضة لهذه البرودة : أجلس مكانك .. أنت تبغى الحمى تقضي
عليك .
أخذ يتمتم بحديث غير مفهوم بسبب وهن صوته و ارتجافه ولكنها متأكدة بأنه غاضب منها
حين توقفت مقاومته اسرعت للغرفة لتخرج له بجامة و تعود للحمام .. توقفت للحظات
تتأمله تارة و تنزل نظرها للبجامة في كفها تارة أخرى .. كيف ستبدل له ملابسة ؟
غطت وجهها ببجامته و ضربت الأرض بقدمها قبل أن تزفر نفسً سريعاً و تترك بجامته
جانباً ثم تغلق الماء و تقترب منه : هذال أرفع يدك .
حاول فتح عينية و يبدو انه قد غفى أسفل الماء فتأففت وهي تفك أزره ثوبة ثم تحاول
معه لينهض : هذال تكفى ساعدني على نفسك .. نزل ملابسك ما يصير أخليك تنام فيها .
نزعت ثوبه ثم فنيلته و سروالة الطويل و تجرأت لتتفقد جسمه خشية أن تكون هناك كدمات
كالمعتاد .. سحبت روب الاستحمام المعلق بجوارهم لتلبسه إياه ثم تشير له وهي تشيح بوجهها
: نزل الباقي .
سمعته يتذمر : كان كملتي معروفتس .
ثم ختم حديثة بالانين بسبب انحناءه .. القى أخر قطعة بإهمال و نادى عليها بضيق : وينتس .
سحبته لتعيده للغرفة : هنا جنبك .
ساعدته ليستلقي و غطته باللحاف ثم اتجهت لحقيبته تبحث عن عُلبة الأدوية لتخرج منها
أقوى مسكن وجدته ثم تعود له مناديه : هذال قوم أخذ المسكن .
دفع كفها باعتراض لتشد شعرها للخلف بكفها اليسرى وهي تكاد تفقد تعقلها بسبب صبيانية
أفعاله : هذال قوم أخذه .. أنت الليلة وش فيك !
تمتم بتعب : أخذ .
القت بقرص المسكن في سله المهملات الصغيرة أن كان هذا وضعة وقد أخذ له مسكن
فما سيفعله بعد عدة ساعات حين يزول تأثيره .
بقت جالسة فجواره حتى ارتفع الأذان فنهضت لتصلي الفجر ثم استلقت في مكانها
و مدت كفها تتفقد حرارة جبينه لتجده ما زال مشتعلاً .. كانت ستنهض لتصنع له بعض
الكمادات ولكنه لامس كفها بضعف وهمس : خليها مكانها .
عادت لتستلقي و تركت كفها تنام على جبينه لا تظن أنه في وعيه ولكنها ستمتثل لما يقول
بعد وقت قصير داهمها النعاس فدخلت معه أسفل اللحاف حينها أقترب منها ليحتضنها
قائلاً بثقل : كذا ادفا .. ابغاه ولا ودي فيه يا سماهر.
.
.
يقولون التأمل في نعم ربي عبادة
هو يصير اتأملك و أخذ أجر ؟
.
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-23, 12:13 AM   #2774

خووووله الهاشمي

? العضوٌ??? » 494730
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » خووووله الهاشمي is on a distinguished road
افتراضي

???????? بالانتظار
Laila1405 and عقد لؤلؤ like this.

خووووله الهاشمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-23, 12:54 AM   #2775

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

جمييييل البارت والخاتمة مادري عفس الموضوع ولا عدله
Laila1405 and ضي عيوني like this.

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-23, 01:01 AM   #2776

عقد لؤلؤ

? العضوٌ??? » 485619
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 510
?  نُقآطِيْ » عقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond repute
افتراضي

174 ( الأعضاء 63 والزوار 111)
‏عقد لؤلؤ, ‏دوجي مختار, ‏قطيفة, ‏بببدرييية, ‏Miimi, ‏الياسمين14, ‏miss.2020, ‏الصيهد, ‏آية أسامه, ‏امل جدة, ‏Laila1405, ‏Amani6632, ‏ام اصو وكيكي, ‏yasser20, ‏بسمة ابتسام, ‏Ai35, ‏الاوهام, ‏My.sai889, ‏الزهراألزهراء, ‏لطيفه خالد, ‏شجنّ العُذوب, ‏نووره, ‏نَـــايّ, ‏قسيس, ‏ساكورا الشتاء, ‏عاشقه الحياه, ‏بسومهه, ‏محسن ناصر, ‏وعدي الابدي, ‏ألزنابق, ‏ريفونا, ‏خووووله الهاشمي, ‏دورومي, ‏شيخه فهد, ‏دوجة عثمان, ‏Alali, ‏روفي~, ‏Lmya, ‏نُوورا, ‏جحخهع, ‏قاهر الصعب, ‏ليدي سعودية, ‏أم نسيم, ‏أوجاع قديمة, ‏دموع عذراء, ‏نوف يوسف, ‏strom, ‏جودي الشرق, ‏سلـمى،،, ‏ميمي ميشو ميشو, ‏لمعة فكر, ‏طربيزة, ‏بسمة أمي, ‏عائشة نجمة, ‏Ghadahibrahim, ‏فياصل 1, ‏فتاة الحزن, ‏asaraaa, ‏هبوب النود, ‏دلاالي, ‏ام فجر و ريم, ‏hapyhanan, ‏ارياما
أدوات الموضوع إب


عقد لؤلؤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-23, 01:02 AM   #2777

دوجي مختار

? العضوٌ??? » 494094
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » دوجي مختار is on a distinguished road
افتراضي

إبداااااااع كالعادة

دوجي مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-23, 01:02 AM   #2778

ضي عيوني

? العضوٌ??? » 496732
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 425
?  نُقآطِيْ » ضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد
Laila1405 and اطلانتس like this.

ضي عيوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-23, 01:15 AM   #2779

ام اصو وكيكي

? العضوٌ??? » 492168
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » ام اصو وكيكي is on a distinguished road
افتراضي

لالالالا انتاتتهى البارت بمقطع ييققققهر ????????????
ياربي ماقدر اعلق الا كلي حماس????????


ام اصو وكيكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-23, 01:37 AM   #2780

Najoud

? العضوٌ??? » 398294
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 104
?  نُقآطِيْ » Najoud is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيكي العافية علي البارت
سعود
اتوقعت موضوعه يصعب ولايسير فيلو شي بس سهالات
الموضوع طلع وخرج ويفكر الشهر الجاي اتزوج
عاد مدري هذال يوافق ولا يرفض الطلب وياجله لاجل غير مسمي
عياش ورشا
عياش بدات اشك انو هو حب امكن هو تانيب ضمير او مدري
بس ياريتو اتزوجها خلاص امكن الجد صادق وتكون شؤم ويسير فيها شي
عاد مدري وقتها الجد ايش هيسوي في
جسار وجيداء
الوضع علي ماهو علي يجي بالخفي ويروح بالخفي بس اعتقد الموضوع يطول
بانتظارك البارت الجاي

Laila1405 and اطلانتس like this.

Najoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.