آخر 10 مشاركات
وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          43 - الحاجز - نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          5 - هي في حياتي - شريف شوقي (الكاتـب : حنا - )           »          تحميل رواية عندما يعشق الرعد"رحم للإيجار"للكاتبة ريحانة الجنة\عامية مصرية*وورد وتيكست (الكاتـب : Just Faith - )           »          57 - جدار الماضى - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          روايه بين مد وجزر بقلم ... إيمان مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree24693Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-23, 11:42 PM   #1771

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم
مساء الخير على الجميع
كيفكم أن شاء الله أنكم بخير أنتم ومن تحبون
شكراً لدعواتكم و سؤالكم عني و عن أطفالي و لترقبكم لعودتنا
الحمدلله صرنا بخير و عافية ..
الفصل بيكون جزء بسيط تمت كتابته في وقت ضيق جداً
بسبب الظروف الحالية ولكن تكملة السبت بأذن الله تروي عطشكم
وقبل لا ننزل للفصل شكراً للجميلة aurora التصميم جميل و مبهر
و راح أكتب أسمها في ذاكرة ظِل السحاب لكونها أول قارئه تصمم إهداء كهذا
استلموا الفصل قراءة ممتعة و تعوذوا من بليس لا وصلتوا للقفلة ترا النفوس
فاضت بما كتمت .
.
.

الفصل الثلاثون
الجزء الأول
.
.
( حين لاح السلام ، شُنت غارة )
.
سحب نفس عميق إصرارها يزعجه ومع ذلك أخبرها : فيه أشياء مب لازم تعرفينها .
هزت رأسها نافيه : الا هي .. كل شيء يخصها لازم أعرفه .
وقف أمامها : طيب وأن قلت لي نيه أنفذ الحكم .
ليلى بحزم : بقول لك على جثتي .. و بأخذها من هنا و برجع أنا وياها لبيتنا .. أنا لمكاني
و بيت جدتي وهي لغرفتها و بيت عمتها .
كبح ابتسامته و بعثر شعرها ليغادر قائلاً : عليتس تعرفين أن الذيب ما يهرول عبث لا تظنين
سؤالي جاء من فراغ .. و حكمي محدً له دخل فيه عقب كل هالسنين .
أغلق الباب خلفه و بقي بصرها معلقاً هُناك .. أخر جملة كفيلة بأن توضح لها أي مشاعر يكنها
والدها نحو تلك المرأة .. يحمل هزيلة المنكبين مالا تطيق .. من الظلم ربط ذنوبهم حول حلقه
ذنبها .. منذُ أتت هذه المرأة للمنابر وهي تبصر منعى ذنب المرأة الذي لا يغتفر .. تنهدت وهي
تجلس تنظر لكفيها .. لا بأس هي أظهرت له موقفها بكل وضوح و جزء منها يشعر بالارتياح
لا تعلم لما .. ربما هي ثقه بالشخص الذي ربته العاتي .. ثقة بأبن جميل .. او حتى ثقة الأبنة
بوالدها .
..
غادر المنزل نحو المجلس فصادف سعود على طريقه والذي ما أن أبصره أشار له بكفه
وهو يرسم أبتسامه واسعة : عساك جاهز لموعدك .
كشر بضيق ليكمل ذاك المبتسم طريقة بعد أن لمح الضيق يرتسم على ملامحة .. دخل للمجلس
ملقياً السلام و أختار المقعد بجوار سهاج بكل استمتاع .. بينما الجالس بجواره لم يبدي أي ردة
فعل .. لا يوجد أشخاص كُثر وهذا ما أخبره به عبدالله سابقاً .. فترة الضحى لا يتواجد الكثير
عكس فترة العصر و بداية الصباح .. ذهب نظرة للفاء يبدو أن عبدالله لم يخبره بشيء بعد
يبدو أن التردد لن يفارق عبدالله ابداً كما هو الحال لضعفة أمام من يحب .. أخرج مسبحته
يحرك حجرها قبل أن تتوقف كفه حين سأل أحدهم سعود : الا يا سعود ما حددت متى عرسك ؟
ذهب نظره لسعود المستريح في جلسته بكل هدوء : لا والله .. بدري هالحين .
مالت زاوية شفتي سهاج بسخرية اه كم يتقن فن ابداء عكس ما يبطن .. هز ذاك السائل رأسه
: زين ما نظن العقيد شبع من بنته .
هذال بهدوء : ما خبرت أحد يشبع من ضناه .. مير هذي سنه الحياة .
نعم سنة الحياة وهذا ما يجلب له التوتر عكس ذاك المسترخي من تجلب له بعض الطمأنينة ..
ارتفعت أصوات الترحيب في الخارج لتتجه الأنظار نحو الأبواب المشرعة لحظة دخول
مجموعة رجال تزين البشوت أكتافهم و خلفهم شباب بحُلة أنيقة .. نهض الجميع لسلام عليهم
بعد الجلوس كانت القهوة تدار على المتواجدين و كذلك المبخرة التي يتصاعد منها دخان
احتراق العود .. اكتفى بشرب فنجال واحد بينما الجالس بجواره لم يتناول شيءً لا قهوة ولا
شاي .. أحاديث بسيطة و أغلبها سؤال عن حال هذال حتى أتت تلك الحظة و تنحنح أكبرهم
و يدعى سفر : أقول يا أبو عبدالله .
نظر لفاء نحوه بانتباه : سم وأنا أخوك .
أبتسم سفر : حنا اليوم جايينك و طالبين القرب .
كان الهدوء يسيطر على ملامحه وهو يظن أنهم يلمحون لأحد بنات حزام ولكن توقعاته تم
نسفها و سفر يكمل حديثة : نبغى نخطب بنتك لأخوي سعد على سنة الله و رسوله .
كل ما يتمناه في هذه اللحظة هو توجيه ضربه بعصاه على كتف أبنه عبدالله الذي يجهز لقدوم
الضيوف منذُ الصباح ولم يخبره عن مبتغاهم .. ميل شفتيه بهدوء : والله والنعم فيكم و في
أخوكم .. مير اللي بعمر بنتي شورها ماهو في يدي ولا كان عطيتها لأبو نواف .
سفر بذات الابتسامة : ابد خلها تشاور نفسها و تشاوركم و حنا مب مستعجلين .
هز رأسه بهدوء : على خير أن شاء الله .. و ترا مالكم عذر ذبيحتكم طاحت و والله ما تقول لا .
سفر برضا : ابد ما حنا بقايلين .. أبرك الساعات يوم نكسب القعدة معك .
و أن كان لفاء قد تحكم بردة فعلة و أظهر خبرة سنواته 77 فالحاضرين كانوا عكسه البعض
ذهب لصمت و الهدوء و الأخر كان الذهول واضح على ملامحهم اما البقيه بان الضيق على
ملامحهم .


------------------


الأنظار تتجه نحوها بين الحين والأخر باستغراب من برودها اما هي فتتعامل مع الأمر بكل
هدوء .. تتحدث بشكل طبيعي وكأن ما يحدث في الخارج لا يعنيها .. تمسك بأبنة خلود منذ
دقائق تحتضنها مرة و تتحدث عليها مرة و تلك الصغيرة تصدر أصوات تتفاعل بها بحماس
و كأنها مدمنة للأحاديث التي لا تفقهها : يمه يا زين البنات بس .. خلود كيف متحمله ما أكلتيها.
خلود بابتسامة : مثلتس يوم تحملتي جيداء .
نظرت لأبنتها بحب : عارفه أنها مخلوق نادر عشان كذا تركتها .
زمت شفتيها و تمتمت حتى لا يسمعها أحد سوا والدتها : و المخلوق النادر ليه ساحبته لهذا
البيت غصب .
سماهر بذات الهمس : مزاج .
كانت تجلس مرتديه عبايتها و منزلة طرحتها على كتفيها أخذوا منها قسم و وعود ثم أتوا لها
لتحنث في حلفها و تنفي وعدها فقط لأنهم أرادوا ذلك .. قبل ساعتين فقط كانت تجلس بكل
راحة في منزلها تشرب شاي الرمان فدمروا هذه الراحة حين أقسموا على ذهابها وحين رفضت
نظروا لها بدهشه وكأنها قد أتت بأمر عظيم .. أن كانت سابقاً لا تفهم طريقة تفكير سهاج فهي
الان تجهل تفكير والدتها ايضاً .. حتى أنها لا تعلم لما هذا التجمع الغريب و النظرات الأغرب
.. ذهب نظرها لفنجال سمية الفارغ لتنهض و تأخذ ثلاجة القهوة و تتجه نحوها ليس لأنها
تعتبر نفسها من أصحاب المكان ولكن من باب الأدب أن تباشر هي هذا العمل حتى لا ينهض
له الأكبر منها في السن .. كانت تقوم بعملها بصمت حتى قالت نورية بسعادة : خطبوا و عمي
ما قال شيء .
فجأة و بقدرة قادر أصبحت السعادة تتلون على وجوههم نظرت لوالدتها فأشارت لها بعينيها
أن أخبرك لاحقاً .. حين عادت لمكانها ذهب نظرها لرشا فكانت تجلس بهدوء لا يبدو عليها
التوتر من هذه الخطبة .. و كما حلت السعادة على وجوههم فجأة ذهبت فجأة مع ارتفاع صوت
صراخ رجل داخل المنزل : من اللي داخل غرفتي هاه .
أسرعت جدتها في النهوض وهي ترفع صوتها : عود مع دربك يا ولد .
و يبدو من صوته القريب أن كان على وشك الدخول تنهدت براحه و والدتها تنهض ايضاً
لتمتم نورية بقلق : أعوذ بالله من عياش و قلبة مزاجه .. يا ويلها اللي دخلت غرفته .
في الصالة كان يقف بشعر مبعثر و عينان محمره لقلة النوم و شدة الصداع و رغبته الملحة
لنفس من سيجاره : جده بالله عليتس كم مره قايل ما أحبهن يدخلن غرفتي .
تدخلت سماهر : أنا اللي دخلتها .. أرسلتني أمي أتطمن عليك و لقيت فيه ملابس على الأرض
و شلتها لغرفة الغسيل .
بعثر شعره بكفه وهو يستغفر لتقترب منه جدته بحنان : عود نام و كانك بتطلع للمجلس ترا فيه
ضيوف .
نظر لعمته لثواني قبل أن يهز رأسه بالرفض : لا ماني برايح .. برجع أنام .
سماهر وهي تتجه للمطبخ : بجيب لك شيء تأكله .
لم يرفض ولكنه عاد أدراجه لتذهب عائشة للمجلس و تتنهد : والله أنه بالع ذيك الحبوب اللي
تنوم لكن مدري وش صحاه .. وهذا وهو مواصل .
سمية بهدوء : يمكن فيه شيء مشغله .
تنهدت وهي تجلس : الا أشياء واجد ماهو بشيء .. الله يريح باله له فترة أعصابه ماش ما ترك
أحد ما تهاوش معه .
نوري وهي تحرك بناجر الذهب على معصمها : حتى ذاك اليوم أشوفها قابعه بينه و بين عمه .
عائشة بتفكير : ولا واحد فيهم يهرج مدري وش اللي يبغاه و عمه راده عنه .
نورية : غريبة بالعادة ما عليه من شور أحد اللي يبغاه يسويه .
شعرت ضيق يحكم على صدرها .. هل هذا بسببها ؟ هل عمها يرفض زواجه منها ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة و رجفة قويه تسيطر على دواخلها .. هل علم جدها بالأمر لا لا تظن
ذلك لو علم لكان وقف أمامها بكل غرور و أخبرها أنها لن تحصل على حفيدة .. كم هو بشع
الضعف الذي ينهشها وهي ترتجف لمجرد تخيل تلك المواجهة .. وكم كانت غبية حين ظنت
بأنها أصبحت قوية و الواقع أنها تغذت على لحظة ضعفة تلك لا أكثر ولا أقل ثم اغترت بها ..
الان ماذا تفعل .. أن كان عمها يرفض اليوم سيخضع غداً أمام رغبة أبن أخيه الوحيد .. لا
تجهل هي قدر ذلك الشاب بالنسبة لهم .. هل يجب أن تتراجع ؟ ربما هذا الوقت المنصرم
هو إشارة من الله لكي تتراجع ولكن كيف ؟
ذهب نظرها لحقيبة جدتها الصغيرة المعلقة حول كتفها و صدرها .. هاتف جدتها يسهل
الوصول له كما أنه بدون كلمة مرور .
..
أغلق الباب خلفه وهو يجر النفس بصعوبة حتى المسكنات لم تفلح وتأتي بأي نتيجة و نهض
من نومة بصداع قوي و شعور بالتعب و الجوع معاً وحين لاحظ أن ملابسه الداخلية قد اختفت
من على الأرض سيطر عليه الغضب وهو يظن بأن العاملات قد صعدن لغرفته ليس وكان
الأمر يحدث معه هو كثيراً ولكن القصص التي كانت تحدث لنزال كفيلة بأن تجعله ينفر منهن
.. جلس على طرف السرير يضم ركبتيه لصدرة و يسند رأسه لهما يشعر بالنبض يفتك برأسه
وهو يرغب في التدخين .. طرقات على الباب جعلته يعتدل في جلسته و يقول : أدخل .
دخلت سماهر تحمل صينية الطعام لتضعها على الطاولة الصغيرة قرب النافذة : تعال أكل
أمي تقول أنك ما أفطرت .
نهض ليسحب الكرسي و يقربه من الطاولة : صادقة ما ذقته .
نظرت لعلبة الدواء لتتجه نحوها و تفتح الدرج و تضعها بداخله : هذي ماهي نافعتك .
نظر لها : ما راح أنام الا بها .
عادت لتجلس على الكرسي المقابل له لتسكب له من الحليب : عندي منوم خفيف بجيب
لك منه .
توقفت كفه قبل أن يضع القمة في فمه لينظر لها بصدمة : تأخذين منوم .
رفعت كتفيها : نادراً ما أحتاجه .. بس إذا مرت علي ضغوط كبيرة ما أنام الا به .
وضعت فنجان الحليب بقربه : بجيب لك حبه وحدة بس .. و بعدها حاول تشوف لنفسك حل
و تعدل أمورك .
هز رأسه بصمت وهو يمضغ لقمته و نظره معلق بها .. لا تشبه جده ولا جدته .. ربما شعرها
و كثافته قد ورثته من جدته ولون بشرتها ايضاً اما ملامحها مختلفة .. جميلة و لا يظهر عليها
أنها سيدة في عقدها الرابع .. نظراتها مسالمة و يطغى عليها الانكسار و الحزن .. ولكن مع هذا
وجهها و هيئتها مُريحة لنظر .. و لديها قبول لا ينكره أي شخص حتى هو بنفسه أعتاد عليها
سريعاً .. تصلب حين باغتته و نظرته نحوه بعد أن كانت تتأمل أطراف الستارة لتبتسم : هاه
عساني مزيونة .
أبتسم بهدوء : هذي خالصين منها .
رفعت كتفيها : يمكن بس عندك .
هز رأسه نافياً بصدق : الا عند كل من شافتس .
سحبت نفس وهي تتأمل غرفته الوانها بسيطة لا يوجد بها الكثير من التفاصيل ولكنها جميلة
: ما شاء الله غرفتك حلوه .
نظر حولة لغرفته التي يراها بسيطة جداً : صدق !
هزت رأسها مؤكدة : ايه .. بس سبحان الله دائماً غرف العيال كذا .
عاد لتأمل غرفته : وش فيها ؟
ميلت شفتيها : ناقصه .. بارده .. حتى غرف عيال سلطان أذكرها زمان كذا .. كنت اروح
اساعد حسناء و أشوف الفرق بين غرف العيال و البنات .. و أذكر بعد غرفة أخواني كذا ..
كلهم يعطون نفس الشعور .
عياش : اللي هو .
سماهر : الوحدة .
عقد حاجبيه باستغراب لتكمل هي : لما كنت أقول هذا الكلام لأمي كانت تضحك و تقول
صادقة .
زاد استغرابه : وش ذا الوحدة .. والله غرفتي وش زينها .
ضحكت بخفه ثم قالت : شوف لو بسألك من اللي يحتاج الثاني أكثر الأهل ولا الأولاد .
جاوب بثقه : الأولاد .
حركت رأسها نافية : لا .. الأهل هم اللي يحتاجونهم أكثر .. تدري ليه .
هز رأسه نافياً لتكمل : لأن الأولاد من روح الأهل مب العكس .. صح نحتاج أهلنا بس مو
مثل أحتياجهم لنا .. هذا الشيء نفهمه بس تطلع روح من روحنا .. هم اللي أرواحهم معلقة
فينا .. عمرك سمعت بواحد فز وقال أشم ريحة أمي ولا أبوي ؟ لا بس سمعنا بأم و أب
تفز أرواحهم بس يقرب منهم ضناهم .. سمعنا بأهل يحسون بنفس وجع ضناهم لكن ما
سمعنا بالعكس .
كان يحرك رأسه بتفاعل حتى قالت له : تدري وش الرابط بين كلامي هذا و بين غرف الأولاد.
نفى ذلك بصمت لتنحني للأمام وتقول : يقولون أن حواء خلقت من ضلع أدم .. يعني أدم هو
اللي يحتاج حواء .. يعني أدم هو اللي يضيع من غير حواء مب العكس .. لا صرت بحاجه
الشيء لا تفرط فيه او حتى تجيب له المصايب و تنحرم منه .
تلون وجهه وهو يتمتم : والله يا عمه فهمتيني غلط .
سماهر بهدوء : أنا ما راح تفكيري للغلط او الصح .. أنا كل اللي فكرت فيه عاقبة الأمور ..
تدري بعد ما رحت أنا للمشتل بدقائق مر أبوي من هناك و معه عبدالله .. دخل عبدالله
و اخذ لهم كاستين شاهي من اللي مسويته أمي و طلع .
بان الجزع على ملامحه لتتنهد : ما أبغى اسألك ليه كنت بتروح هذا شيء ما يخصني لكن
بقول لك دامك بحاجه هذيك الإنسانة و دامك تبغاها صدق أصبر عشاهم لأبو ليلى معد بقى
عليه شيء و في نفس الليلة لا راحوا الضيوف بيخطب لك عمك .. لا تثق في شيء ترا الخوف
كل الخوف من الأشياء اللي نثق فيها .
بعثر شعره : أنا أقدر أقول هالكلام لنفسي مير قلبي من يقنعه ؟
نهضت لتنقر بسبابتها على صدغه : يقنعه هذا لا فكر بالخسائر .
اتجهت نحو الباب : خلص فطورك وأنا بروح أجيب لك المنوم .
التقط حبه الزيتون ليمضغها نعم عليه أن يتخيل خسارته لها حتى يصمت و ينالها هي .


------------------


تقلبت في فراشها وهي تغطي كامل جسمها هذا أفضل قرار اتخذته سحقاً لبقايا الأمل
التي كانت تعلق نفسها بها منذ سبع سنوات .. كانت تراه كطوق نجاة لبقائها هُنا حيث ولدت
و تربت و عاشت .. ولكن في قرارة نفسها كانت تعلم بأنه كاذب .. و لكن حين وصل الأمر
لمنعطف خطير و أبصرت لأي طريق سيأخذها هذا الرجل أوقفته .. ربما أفضل شيء فعلته
هو مراسلته عن طريق رقم وهمي لن يعرف به أنها حنان وليست نور .. ما زالت ترتجف
من فرط الشعور الذي يطبق على حواسها .. أن تتخلى عن شيء تعايشت معه لسنوات ليس
بالأمر الهين .. انتهى الأمر دُفن ذلك الهاتف و دُفت معه قصتها و قصة ماجد ..
أنتهى الأمر لا خلاص لها .. لا مكان لها هُنا وعليها أن تتقبل ذلك .. متأخرة نعم بل و كثيراً
ولكن هي خيوط أحلامها التي أبت أن تنقطع بسهولة .. ليتها وجدت مرسى لانتمائها ..
لأحلامها .. لرغباتها المتزاحمة على طريق الرفض الأبدي .. جلست وهي تضرب على خديها
بسرعة و خفه حتى تستيقظ من هذا الألم : بس خلاص .. من اليوم بداية جديدة .
فتح الباب بقوة ليظهر من خلفه بكر : أمي لحالها في المطبخ و أنتِ نائمة .
نظرت له من الأعلى للأسفل : و أبوي بالحقل و أنت هنا ؟
كان ينوي الرد عليها ولكنها نهضت ببرود لتتجاوزه للخارج قاصدة المطبخ لتدخل
و تبتسم بسعادة حين استقبلتها رائحة الطعام الذي تفضله : الله مفروكة بامية .
نظرت لها والدتها بحب : لكي كم يوم مزاجك معكر .. قولت مالها الا المفروكة .
احتضنت والدتها من الخلف بامتنان و حسرة تمنت لو أن أحلامها تحققت ليس من أجلها هي
ولكن من أجل عائلتها .. لكي لا يذهب اليوم بطولة و والدتها تصنع الحناء و الدلكه .. لكي
لا يعود والدها مساءً بجروح تملأ كفيه يبحث فقط عن الفراش ليريح ظهرة بعد يوم شاق
قضاه في العمل .. ليته لم يبيع عليها الأمل و الوهم .. ليته كان أنسان قبل كل شيء ..
توقفت والدتها عما تفعل و التفتت نحو أبنتها لتحتضن ملامحها بعد أن أحست بتغير و تيره
تنفسها : عادي .. هي الدُنيا كدا .. و الرزق مقسوم الحمدلله على نعمة .. النعيم اللي ما نأخذه
بالدنيا نأخذه في الأخرة بأذن الله .. لا تشيلي في قلبك و تلومي نفسك .. سعيتي و درستي
لكن الوظيفة رزق يمكن مو مكتوب لِكي .
سحبت نفس عميق وهي تهز رأسها : صح .. كل شيء مكتوب لينا .
ابتعدت لتخرج وعاء طبخ اخر و تعد الرز تحت نظرات والدتها .. لا يؤلمها شيء في
هذه الحياة بقدر سعي أبنتها لتحقيق الأفضل من أجلهم .. زاحمت صفوف الأوائل منذ نعومة
اظافرها لكي تحصل على حق الدراسة في الجامعة .. كانت تحمل نفسها فوق طاقتها دون كلل
او ملل حتى نالت ما تُريد .. لم تحتفل بذلك بل عادت لتشحن طاقتها لتنطلق في مسيرتها
الجامعة مع تخصص أحبته .. لم تهتم لصوت رسائل إيداع المكافئات بينما هي لا تحصل على
شيء لأنها أجنبية .. لم يؤثر فيها تقرب الأشخاص منها لأجل مصلحتهم .. بل عضت بالنواجذ
على حلمها حتى كُسر جناحيها .. ربما أصعب شيء يواجه أبناء هذا الجيل هو الحصول على
وظيفة فكيف بشخص غريب يزاحم أبناء البلد الأحق بهذه الوظائف .
على سفرة الطعام كان بكر يحرك الأرز في صحنه بملل : فيه سيارات عند القصر .
أبو بكر بعدم اهتمام : وشنو الجديد .. دائماً فيه سيارات .
بكر : أقصد من زمان ما شفت أحد زائر لهم بهذا العدد .
أم بكر : من الظروف اللي مرت عليهم .
ميل شفتيه : أي ظروف .. جاعوا ولا انهدمت بيوتهم .
عم الصمت المكان مع ارتفاع صوت ضرب ملعقة والدهم على طرف صحنه : وهي القروش
كل حاجه .. احمد ربك ما فقدت أهلك .. ولا انعدمت صحتك .. و البيوت اللي انهدت عمروها
أحسن من قبل و أوسع على أهلها .. وهذا أنت قاعد تأكل لقمة بالحلال وهذي بذاتها نعمة
عظيمة .. كمل أكلك بسُكات .
شدت على الملعقة بين اصابعها بقهر لطالما كانت مقارناته بالغير سبب لتعاظم طموحاتها
حتى أتى يوم يشبه هذا اليوم في يقظته لتدرك بأنه لا يغذي طموحاتها بل يزرع اليأس في
داخلها .. و أنه حتى لو تحققت له الرغبات التي لم يسعى هو يوماً لتحقيقها لن يكتفي بذلك
بل سيبحث عن أشخاص أفضل و يبدأ في مرحلة جديدة من التذمر و التمني و الحسد ..
أن كان هُناك شيء تتمنى العودة لسودان من أجله هو فقط ليذهب هو من هُنا و يُعتق والديها
من لسانه السليط .. ولكنها متأكدة بأنه سيبحث هُناك عن أشخاص بحال رائع لينظر للقمة
عيشهم التي تعبوا فيها ولم تأتيهم على طبق من ذهب .. أبعدته عن أفكارها و تحطم
الأمل مع اليأس في داخلها و انشغلت بأجمع قطعتين من اللحم من صحنها لتضعها في صحن
والدها الذي وزع بعض اللحم من صحنه ليطعمه لإخوتها الصغار ليرفع نظرة نحوها
فتهدية ابتسامه و تكمل تناول طعامها .. نعم هي في نعمة .. تتقلب في منزل دافئ يحتضنها
مع أسرتها .. لا يدخل منزلهم مال الحرام .. و يمن الله عليها بنعمة الستر هذا يكفي لترضى
به .
بعد الغداء كانت ترتب المطبخ ثم تحمل الشاي لصالة حيث يجلس والدها ليستريح و يطالع
التلفاز .. ما أن أقبلت أخبرتها والدتها : جاتك رسائل و مكالمة .
انزلت الصينية و سكبت الشاي لتوزعه و تأخذ كاستها ثم تجلس لتفتحه تحت نظرات بكر
المترقبة ظن منه أنها زبونة جديدة تريد تنفيذ دعوة زفاف او تكليف دراسي ..
عادت لتقرأ الرسالة مرة أخرى ( حنان كيفك .. أسمعي المختبر عندنا طالبين موظفات جدد
قدمي على هذا الرابط .. صح الراتب مو كثير بس نعمة )
لطالما رفضت مثل هذه المستشفيات ولكن لم يفيدها الرفض في أي شيء نعم يستغلون كونها
أجنبية لتخفيض راتبها ولكن هذا المبلغ أفضل من لا شيء .. ستعمل هُناك و حين تعود
تكمل عملها على جهازها المحمول .
دخلت الرابط و سجلت كل البيانات المطلوبة وهي تعلق أملها على شيء واحد أن يقبلوا فيها
لكونها أجنبية .


------------------


بعد أن غادر الضيوف أقترب من هذال : أرواحك لا نتأخر على الوعد .
نهض بهدوء بينما سعود أكمل : و اغلب الظن أنهم بيمسكونك .
لم يعلق على مضايقاته حتى استوى على مقعد المعاون نظر له بهدوء : تدري أن كل حركة
ما تعجبني منك تأخر الزواج أكثر .
سعود و نظرة على المرآة الجانبية لحظة خروج سيارته من البوابة : دامه مب ملتغي ما عليه ..
مير عقبها كل حرف ما يعجبني منك أخرت جيتي أنا وياها للمنابر .
عقد حاجبيه : ليه منت مستقر هنا ؟ لا يكون بتعود لديرة خوالك .
أنزل شماغه و رتبه ليضعه في الخلف : لي بيت هناك .. وأنا واحد بفر انا و حرمتي من
ديرة لثانية و نستقر هنا لا رزقنا ربي بالذرية و جاء وقت دخولهم للمدرسة .
يود أن يطبق بقبضته على عنقه .. هو بصعوبة يقنع نفسه بأحقيتها بالذهاب عنه لرجل قبلت
به و أنها ستكون بجواره دوماً فيأتي هذا و ينسف تصبره .
أعاد المقعد للخلف و اغمض عينيه : أنا بنام لين نوصل .
وكذب فالنوم لا يزور عينيه .. ترفض كل سبل الراحة أن تمر بهذا الجسد المنهك وهذه الروح
التائهة .. وكأن عينية على موعد غير معلوم مع حضورها العذب فتأبى أن يحتضن جفنيه
بعضهما خشية أن تأتي فلا تجده في انتظارها .. تنهد ليفتح عينيه و ينظر نحو رفيقه : تعرف
شيء عن عيال جابر .
هز رأسه بالإيجاب : ايه .. الكبير أصيل و الثاني سلمان و ما يجتمعون مع عياش في مكان
الا تقب مشكلة محدً فيهم يطيق الثاني .
سحب طرف شماغه ليغطي به وجهه و يتمتم : من يلومهم .. محدً خسر كثرهم .
عند وصولهم للمستشفى توجهوا لقسم العلاج الطبيعي وهناك كما توقع سعود كانت ردة
فعلهم غير راضية عن النتيجة .. حرك الاخصائي ساقه بضيق : ما كان هذا الاتفاق .
هذال بهدوء : ما فيني الا العافية مير تحججون تبغون تلزموني عندكم .
نظر له بطرف عينة : بالله عليك كم ساعة تريح جسمك .. ما راح اسألك عن ساعات
النشاط عارف أن رقم الراحة أقل .
لوح بكفه : أنام الساعة 11 الليل و اصحي مع صلاة الفجر .
ضرب كفيه ببعض : ما سألتك متى تنام قلت كم ساعه ترتاح .
ميل شفتيه : وأنا علمتك بأوقات الراحة .
نظر لسعود الذي رفع كتفيه أي لا فائدة : شوفه عينك ما يسمع الهرج .
عاد بنظرة لهذال الذي قال : هذا مغر عشاني توني طلعت و رحت أشوف وش تغير فالديرة .
تنهد : بعطيك فرصة للموعد الجاي و بشوف إذا الوضع مثل الحين ما راح تطلع من هنا ابداً .
كشر بضيق : ومتى الموعد .
الأخصائي : بعد أربع أيام .
كان دورة هو ليضرب كفيه ببعض : أبك ما يمدي تبان الراحة عليه .
رفع كتفيه بعدم اهتمام لتذمره : مثل ما بان التعب في كم يوم تبان الراحة .
أكملوا جلسة العلاج تحت ضغط تذمر هذال وكأنه طفل .. اثناء مكوثه في المستشفى كان
متجاوب أكثر ولكن ما أن ذاق طعم الحرية أصبح لا يتجاوب بسلام كعادته .
ما أن خرجوا من المستشفى أخبره سعود : أكسب فيني أجر ولا تهرج لين نوصل فجرت أذني
بتشمتك .
لوح بكفه غير مهتم وهو يمشي ببطء مستند على عصاه : لا تكفى جايني الموت على ما أهرج
معك .. مير أنت ما تنفع خوي .. المرة الجاية أخذ عبدالله .
فتح باب السيارة له : مالك خوي غيري طرت ولا وقعت .
ركب وهو يسأله : الحين كم عمرك .
سعود : 28 .
ثم أغلق الباب ليدور حول السيارة و يأخذ مكانة حين أكمل هذال الحديث : و ما تعرف كيف
تتكلم مع اللي أكبر منك ؟
ميل شفتيه ثم قال بسخرية : الواقع أني أنا أكبر منك بأربع سنوات .. لا تعد السنين اللي نمت
فيها مالها داعي .. ثم سواياك قبل شوي .. احفاد أبو سهاج ما يسوونها .
عقد حاجبيه وهو يتذكر : ليه هو عنده أحفاد .
لف مسبحته وهو يركز على الطريق : ايه بنته عندها ولدين و بنيه .
هز رأسه بفهم وهو يحاول أن يتذكر تلك الطفلة و هيئتها حتى برزت له صورة عن فتاة
بملابس أنيقة لا تقترب من الفتيان ابداً رغم أن عينيها تنطق برغبة عظيمة للركض نحوهم
و اللعب .


-----------------


نظرت له تتأمله بصمت وهو يتصفح هاتفه و يبدو منسجماً بما يشاهده او يقرأه ميلت شفتيها
ثم تنهدت : وش ذا الصمت .
رفع نظرة نحوها : وش تبغين أسولف لتس عنه .
اقتربت منه : عن الريجيل اللي جو .. أمي قالت جايين يخطبونها و دخلت نامت و تركتني هنا
أحترق .
سحب نفس سريع وهو يقترب منها : ما أشم ريحة شياط .
شدت على قبضتها وهي تود لو تلكمه على كتفه : بالله عليك مب وقته .
انزل هاتفه و نظر لها : هاه وش تبغين تعرفين .
فتحت كفيها : كل شيء .
تنهد : اسمه سعد .. و عمرة 54 خوي أبوي من عمر و رجال طيب .. و عنده حرمتين .
شهقت بصدمة وهي تضرب على صدرها : حرمتين .
هز رأسه بالإيجاب لتقول بقهر : خير أن شاء الله .
رفع كفيه : الرجال خطب على سنة الله و رسولة و الحين الموضوع بيد عمتي يا تقول ايه
يا تقول لا .. محدً له دخل فيها .
اتسعت عينيها بدهشه : وأنت عادي عندك تزوج أمي لواحد عنده حرمتين .
رطب شفتيه و استلقى : أنا لو علي ما زوجتها .. لكن الصدق أنا مالي دخل هي حرمة عاقلة
و فاهمة تبغى توافق كيفها و تبغى ترفض بقول زين ما قلتي .
نهضت : لا والله ما توافق .
اسرع ليمسك بكفها و الضيق يسيطر على ملامحه : عيب عليتس .. وش ذا الانانية .. أن
كانت تبغى تتزوج كيفها مالتس شغل فيها .
نظرت له بصدمة : أني ما ابغى امي تناطح فالحريم بعد هالعمر أكون أنانية ؟
هز رأسه مؤكداً : ايه يمكن هي تشوف فيه ميزات تقبل فيها .. يمكن لأن عنده حرمتين
تشوفها ميزه و تأخذه و تقول بدال ما يقعد الرجال في وجهي القى وقت لنفسي .
نفضت يدها من يده : هذي مب ميزة هذي مصيبة وخاصة لأمي .. وكلامك هذا ماني رادة
عليه محدً يعرف أمي كثري ولا أحد يبغى يشوفها مرتاحة مع أنسان يقدرها كثري .. ولأنها
أمي يحق لي أكون أنانية على قولتك و أطمع لها باللي أزين من أبو ميزات .
غادرت جناحهما للأسفل لتطرق باب غرفة أمها و تدخل فلا تجدها .. اقتربت من الحمام
و نادت عليها فلم تسمع أي رد .. حينها فتحت الباب لتجده ايضاً فارغ .. لا تفسير أخر هي
أكيد في منزل خالها عبدالله .. صعدت للأعلى لتأخذ هاتفها تحت نظراته الباردة و تتصل عليها
فينتهي الاتصال دون أي إجابه .. لو كانت والدتها هُناك ولا تريد الرد لأغلقت الخط .. ركضت
بسرعة نحو الشرفة المطلة على ساحات السور لتجدها واقفة في المنتصف بين منزلها و منزل
خالها عبدالله و المصيبة الأعظم تتجلى في الشخص الذي يقف أمامها .. عادت لغرفتها مسرعة
لتلتقط عبايتها ليقف سهاج : علامتس .
نظرت له بجزع وهي تلف طرحتها : امي برا و جدك معها .
اسرع ليقطع طريقها : خليتس هنا هذا الكلام بينهم .
صرخت وهي تفقد اعصابها : الكلام ما يصير في نص الساحة والله أنه ناوي مصيبة .
..
كانت ترتجي النوم ولكنه هرب بعيداً و كادت أن تشارك عياش في أخذ حبة منوم ولكن
مكالمة عبدالله اوقفتها فهو طلبها أن تأتي لمنزلة .. بدلت ملابسها و ارتدت عبايتها و خرجت
تمشي و نظرها مسلط على موقع خطواتها تكره هذا الضغط الذي يحيط بها .. سابقاً من والدتها
و الان ستمضي لتأخذ نصيبها من عبدالله .. توقفت خطواتها حين اتاها صوته العتيق البارد
: على وين رايحة .
رفعت نظرها لتبصرة واقفاً على يسارها تفصل بينهم مسافة طويلة بعض الشيء ..
سحبت نفس عميق لتجلي صوتها و تخرجه واضحاً : عبدالله .
تقدم نحوها تقبض على كفيها و يبدو أن ضغط عبدالله الذي كانت تخشاه أصبحت تتمناه في
هذه اللحظة وقف أمامها ليسأل : وش تبغين منه .
رفعت كتفيها : مب أنا اللي ابغى هو اللي ناداني .
وضع يمينه فوق يسارة القابضة على عصاه : و تدرين وش يبغى منتس .
حركت رأسها نافية : الله أعلم .
تقدم خطوة نحوها و قال بحزم : ما يهم اللي بيقولة .. المهم أنتس بكرة تقولين ايه .
عادت لتسحب نفس عميق هذا كثير عليها ولا احد يظهر بوادر الرحمة ابداً .. ابتلعت ريقها
: ما اظن اقدر أقولها .
بان الغضب في عينية : ليه جزعانة في عارتس .
ردت بهدوء و صدق : لا بالله مير مالي فالزواج حاجه .
تقدم خطوة أخرى وهو يشد على الأحرف الخارجة من شفتيه : أحنا لنا حاجه .. ولا أنتِ معد
عليتس من احد .. دوسي على نفستس شوي و بدي هالخلق عليها .
تراجعت خطوة وهي تتمسك بأخر خيوط الصبر و التجلد : هالزواج ما ينفعهم بشيء .
صرخ بها : أنتِ ما تخافين الله .. معجبتس حال أخوانتس .. تحسبين اللي مقبل عليهم هين .
: وش اللي هم مقبلين عليه هاه ؟
نظر بحدة للتي اقبلت مسرعة نحوهم و خلفها سهاج عاقد حاجبيه بغضب ليشير له : خذ علتك
من هنا .. و علمها لا تحشر خشمها فاللي ما يعنيها .
اسرعت لتسحب كف والدتها و تديرها لتقف خلفها و تصبح هي في مواجهته : الا والله ما تعني
أحد غيري .
رفع عصاه بغضب مشيراً عليها : اللي قدامتس أبوها يا بنت مشعل .
هزت رأسها نافية : أنا أبوها .. و أنا أمها و أخوانها و جماعتها كلهم .
صرخ بها سهاج : جيداء .
لم تلتفت نحوه وهي تكمل و عيناها لا تتزحزح عن عيناه : وش اللي هم مقبلين عليه ؟ أنا
أقول لك .. مقبلين على عاقبه سواياك و سواياهم .. أنا قدامك الحين أنشدك وش اللي حدك لا
تضف بنتك يوم أنك تاركها دخيلة ؟
اختل ثباتها حين سحبها سهاج بقوة ليصرخ به جدة : لا خلها .. حدني سواد وجه أبوتس
اللي ما يحشم لا سلم ولا دين .. حدني عار أمتس و فضيحتي بين الخلق .
لوحت بكفها : ليه أنت ما عندك عار ؟
سحبتها بوهن راجيه : خلاص تكفين خلينا نعود .
قبضت على كفها بقوة : لا والله ما أتركهم .
ذهب نظرها لخالها عبدالله الذي اقبل راكضاً بعد أن سمع أصوات صراخهم و خلفه
أبنه فيصل لتسحب نفس عميق ثم تعود بنظرها نحوه : والله يا أن سواياكم اللي من ورا
الجدران العن و العن .. مو ناقص الا تتلها مثل العنز و تحذفها عند رجلين الريجيل عشان
ترتاح .. كلكم تعرفون أنها ما تبغى وش مصلحتكم من اجبارها .. هو حيلكم بس عليها .. ليه
بس هي لحالها اللي تجبر و تنهان هنا .. أن كانها غلطت مرة قبل خمسة وعشرين سنة تراكم
للحين تغلطون ولا أحد قال لكم ليه .. عيونكم ما تشوف الا عيوب اللي عند غيركم .. معجبكم
يوم أنكم تحذفون كل شيء على ظهرها و تطلعون منها .
اقبل نحوها عبدالله : أخذي أمتس و عودي محدً مجبرها .
أشارت على الواقف خلفه : هذا يجبرها .. يلوي ذراعها فيكم .
عبدالله بحزم : قلت لتس محدً مجبرها .
لفاء بعناد و حدة : الا أنا أجبرها .. أن كانها تبغاني أسامحها تأخذه .
نظرت لوالدتها التي شهقت بألم و عيناها معلقة به لتقول برجاء : يمه يكذب عليتس والله
ما يسامحتس لو تطلع الشمس من مغربها .. يمه لو بيسامح كان جاء يوم أنتس بحاجته ماهو
الحين أنتِ كنتِ بتروحين فيها قصاص ولا حتى مر يشوفتس .. لا تجنين على نفستس عشانهم .
كان حديثها شبيه بالنفخ في قربه مثقوبة .. فنظر الواقفة أمامها لم يبتعد عنه و عيناها تفيض
بالدمع ليعود هو و يكرر حديثة : أخذيه و هالحين اسامحتس .
تود لو تفجر المكان .. أن تمتلك سلاح في هذه اللحظة لتفرغ ذخيرته في رؤوسهم جميعاً ..
فاض قلبها حسرة و ألم وهو يلوي ذراعها للمرة الثانية بأكاذيبه .. لما لا يلتفت احد لرغبتها
حين كانت معجبة في ابن خالتها رفضة بكل غرور والان وهي تريد العيش وحيدة بسلام
يجبرها على الزواج و ينسج الأكاذيب .. فلم يكن منها وفي لحظة غضب الا أن تضع صفحه
في كفة و محبتها هي في كفة قائلة : أن وافقتي والله ما عاد تشوفيني .
التفتت نحوها بصدمة و الذهول يطغى على ملامح من حولها لتكمل بحزم : ما تبغينه قولي لا
هالانسان لو بيسامح كان جاء من زمان .. هو بدى نفسه عليتس من زمان وللحين يبديها ..
والله ما يسامح والله ما ربا حقده خمسة و عشرين سنة عشان يسامح اليوم كذا .. محدً خسران
الا أنتِ .. هالرجال أن أخذتيه ماهو معطيتس شيء خافي الله في نفستس .
.
.
والله أن اقسى من البعد و أوقات الوداع
لحظة يمشي بها الشخص و عيونه وراه
.
انتهى الفصل

في الجزء الثاني من الفصل الثلاثون
( كان السلام يلوح لها بين الحين و الأخر ولكن لم تظن بأن تُشن غارة تحت وطأة أمر كهذا ..
هل هذا ما كانوا ينتظرونه .. هل هذا ما لاح في وجوههم تلك الليلة .
..
بقي نظرة معلقاً بصدمة و النفس ينحسر في صدرة يأبى الخروج .. لما الان ؟ لما في هذه
اللحظة .. لما كل طريق يظن أنه للوصول إذ به ينفيه عن لمس المستحيل .
..
كانت عيناه تتجول بحدة و وتيرة تنفسه سريعة يبصر الجميع الغضب وهو يكسوه كرداء
طالت ساعات حياكته .. حين استقرت عيناه على ذاك الوجع العتيق ود لو أن أرض المنابر
تنشق و تبتلع الجميع الا يرحموا عزيز قوم ذل
..
حاربوها كجيوش جُهزت بعتاد الحرب و دُربت لأعوام بينما هي أتت لساحة القتال بدرع بالي
أمسكت بكفها : لا تطلعين .. أمشي معي بنرجع لديار منير واتحدى اطلق شنب فيهم
يلمس شعره منتس)


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-23, 11:44 PM   #1772

نَـــايّ
 
الصورة الرمزية نَـــايّ

? العضوٌ??? » 441063
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 570
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » نَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond reputeنَـــايّ has a reputation beyond repute
افتراضي

سحابتنا الجميله ترا عندنا دوامات اعجلي علينا إذا ما عليك أمر ????♥️♥️ و اعذرني تلهفنا للفصل

نَـــايّ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رِياحُكم صلفة.. وأنا خاطري هش

عسى مُقبِلات الايام للخاطر مَسرّه🧡🌿
رد مع اقتباس
قديم 22-05-23, 12:12 AM   #1773

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

ليه جزء نبيه كامل ماشبعتا???????? تسلم يدييينك سحباة على هالفخامة اللي تكتبينها
متى الجزء الثاني يارب بكرة او بعده٠????????????


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-23, 12:13 AM   #1774

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

هل سهاج بيجي يوم يطلق جيداء .....مقاتلين مايندمجون واتوقع حياتهم مستحيله كل واحد اقوى من الثاني وكل واحد كلمته نافذة ومايحب من يثنيها

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-23, 12:21 AM   #1775

ارجوان

? العضوٌ??? » 422432
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 452
?  نُقآطِيْ » ارجوان is on a distinguished road
افتراضي

اقدح ياجيدا اول مره تعجبني ابك ايه عطيهم من الثقيل اكيد ان هذال بيوصل او يمكن واصل من بداية الهرجه ياليته يحضر الهوشه بشوف رده على القطه الشرسه الي هاشت عليهم سحاب شدي حيلك في كمالت البارت لايطول

ارجوان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-23, 12:23 AM   #1776

فيحااااااء

? العضوٌ??? » 477584
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » فيحااااااء is on a distinguished road
افتراضي

انفطع نفسي اجرمتي فينا ياظل السحاب

فيحااااااء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-23, 12:55 AM   #1777

العبييه

? العضوٌ??? » 493276
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » العبييه is on a distinguished road
افتراضي

ما شاءالله ابداع تسلم اناملك

العبييه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-23, 01:38 AM   #1778

سومه محمد

? العضوٌ??? » 493410
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 18
?  نُقآطِيْ » سومه محمد is on a distinguished road
افتراضي

سرد رائع للاحداث
سلمتي


سومه محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-23, 03:03 AM   #1779

Ai35

? العضوٌ??? » 410513
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 159
?  نُقآطِيْ » Ai35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond reputeAi35 has a reputation beyond repute
افتراضي

الله عليك يا ظل السحاب.. ابداااع وربي ابداع .. احب جداً هالنوع من الروايات .. وكمان اسلوب الصياغة رهيييب ..
بس ما فهمت هل الجزئية الاخيرة تشويق للجزء القادم؟ احس انها عن عياش ورشا????


Ai35 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-23, 03:43 AM   #1780

Nour5

? العضوٌ??? » 414337
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 139
?  نُقآطِيْ » Nour5 is on a distinguished road
افتراضي

رواااييييهه راااائععهه

Nour5 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.