آخر 10 مشاركات
وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree74Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-22, 01:12 PM   #41

نوورهان محسن

? العضوٌ??? » 493921
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نوورهان محسن is on a distinguished road
افتراضي مزيج العشق


الفصل الثاني و الثلاثون (زيارة مفاجأة) مزيج العشق

توقف مطر الدموع عن الهطول ،
وأشرقت الشمس بنورها، وتبدد الظلام ،
وتفتحت زهور الارض التي كانت قد ذبلت بألوان الربيع الزاهية ، ولك أنت الفضل في كل ذلك..أحبك.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

في صباح مليء بأمل جديد

حياة جديدة تشرق في القلوب التي تسكن قصر البارون ، يوم يملؤه العديد من الأحداث قد تغير المصائر القادمة.

تملمت في نومها ، منزعجة من ذلك الصوت الذي لا يريد التوقف ، فتثاءبت بكسل ، وحاولت الالتفاف إلى الجانب الآخر لإيقاف المنبه الذي يرن للمرة الثالثةx ، لكنها وجدت نفسها محاطة بساق ويد ممَ يعيق حركتها.

فتحت كارمن عينيها محاولة التركيز ، لتحمر خجلا حينما أتت في ذهنها مقطتفات سريعة ممَ حدث الليلة الماضية.

نظرت إلى المنبه الموجود على المنضدة ، واتسعت حدقتها فزعا من نومها طوال هذا الوقت وتأخرهما عن العمل.

وضعت كارمن راحة يدها على كتف أدهم وهزته بلطف ، لتهتف بسرعة محاولة إيقاظه ، وكان واضحًا أنه نائم بعمق ولا يدري بشيئًا حوله : ادهم اصحي احنا اتأخرنا علي الشركة يلا قوم

تململ أدهم بانزعاج وهو ينظر إلى الساعة ، ثم حدق في تلك الفاتنة بقميصها الذي يكشف مفاتنها بإغراء ، قائلاً بمكر ونعاس : دا مش وقت شركة اصلا تعالي هنا

جذبها لتستلقي بجانبه ثم ، اعتل جسدها بجسده الضخم ، وقبل أن تنطق حرفًا أقتنص شفتيها بقبلة شغوفة.

انهارت حصون إحتجاجها الضعيف تحت تأثير المشاعر العنيفة التي اجتاحت روحها ، وتبادلت معه القبلة النارية ليجن جنونه أكثر ، ويسحب الغطاء عليهم و يختبئون معًا وراءه ، ليغيبون مرة أخرى في بحار الهوى المليئة بالشوق اللامنتهي والعشق الجارف.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بالأسفل

مريم وليلي تجلسان بجانب بعضهما البعض ، وتجلس نادين أمامهما التي تشعر بصداع في رأسها من الإفراط في الشرب الليلة الماضية ، ولا تتذكر شيئًا مما حدث على الإطلاق ، مجرد ومضات مشوشة من حديثها المتهور مع أدهم.

ليلي بمكر : غريبة الساعة بقت 11 الصبح و لحد دلوقتي كارمن و ادهم لسه مانزلوش يفطرو

تحدثت مريم بابتسامة سعيدة وهي تطعم ملك في فمها ، متناسية وجود نادين : حقهم يتأخرو اكيد سهروا امبارح كتير مع بعض ربنا يسعدهم

ليلي : امين يارب

كانت نادين تحدق بهم بحقد وكراهية، وفهمت ما تعنيه ليلي بكلامها، واضح أن العاشقين بالأعلى يغوصون في بحار العسل لذا تأخروا على الإفطار اليوم.

تحدثت ليلي بغطرسة و قسوة ، حيث أخبرتها إحدى الخادمات بما حدث الليلة الماضية : اسمعي يا نادين اخر مرة يتكرر اللي حصل امبارح ممنوع تشربي في وسط البيت بالشكل دا في اصول يا حبيبتي لازم تلتزمي بيها لانك مش لوحدك هنا في اطفال معانا زي ما انتي شايفه

نادين بوقاحة : بمناسبة الاصول يا طنط هو ان يصح ابنك يهمل مراته الاولانية بالشكل دا و يهتم بمراته التانية و بس

تنهدت ليلي قائلة ببرود : دي حاجة خاصة بينكم و بين بعض مادخلنيش فيها

نفخت نادين بإمتعاض من عجرفة تلك العجوز دائمًا معها ، واكتفت بصمت لاذع ، فلا شئ يستدعي للقلق الآن إلا أنه من الممكن أن تحمل كارمن من أدهم حتى مع مواعيدها المنتظمة ، لوضع أقراصها في العصير ، لذلك ستضاعف جرعة الحبوب في العصير حتى تشعر بالأمان قليلاً من أي مفاجأة ، قد تهدد بإقصاؤها من هذا الرخاء الذي تستمتع به ، ولا تستطيع الإستغناء عنه.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

ظهرا في جناح ادهم

هتف أدهم وهو يقف أمام الحمام : حبيبي هتفضلي جوا كتير

نظر إلى ساعته ، ثم أردف بتذمر : بقالك اكتر من ربع ساعة جوا بتعملي ايه كل دا ما تخرجي بقي

بعد لحظات فتح باب الحمام ، وظهرت كارمن بمنشفة تلف بها جسدها الناصع ، وتلف شعرها بمنشفة صغيرة.

كارمن بغضب طفولي ، وهي تضع يدها على خصرها : حرام عليك يا ادهم كل شوية تنادي عليا بتوترني كنت هتزحلق كذا مرة

ثم أضافت بدهشة ، وهي ترى ملابسه الشبابية الأنيقة ، كان يرتدي بنطال جينز رمادي وتي شيرت أبيض منقوش عليه حروف باللون الأسود. وعليه جاكيت أسود أنيق وعصري به خطين باللون الرمادي علي جانبي اكتافه : هو انت لابس كدا ليه اومال فين البدلة

ابتلع أدهم لعابه على منظرها المغري جدا ، قائلا ببحة خشنة : مافيش بدلة انهاردة

تمتمت كارمن وهي تفرك رقبتها من جاذبيته التي تشتتها : وناوي تروح كدا الشركة يعني

أهداها أدهم ابتسامة جذابة ، ليقول بنفى : لا احنا مش هنروح الشركة انهاردة مالك هيحل مكاني

وأضاف مشيرًا إلى ملابسه : ايه مش عجبك الطقم دا؟

اقتربت كارمن منه ، وهي تزم شفتيها للأمام بدلال ، لتغمغم برقة : بالعكس عجبني اوي

همس مزمجرا من جمالها الأنثوي الأخاذ الذي يفقده ثباته الإنفعالي : هتفضلي واقفة كدا قدامي بالفوطة دي .. يلا ادخلي البسي هدومك بسرعه عشان هنخرج .. البسي حاجة تقيلة الجو بدأ يبرد

ابتهجت أسارير وجهها بفرح وهي تسأل على الفور : بجد هنروح فين ؟

ابتسم أدهم علي حماسها قائلا بنفاد صبر : مفاجأة ماتيلا بقي الحقي نفسك قبل ما اتهور و انتي زي القمر قدامي كدا و اغير رأيي و نقضي الوقت كله علي السرير دا

قهقه عليها بشدة عندما احمرت وجنتاها بالخجل من جرأته ، وركضت بسرعة نحو غرفة الملابس دون لحظة تردد واحدة.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في فيلا مراد

كان يرتب حقيبة سفره ، ولم يتبق وقت لإقلاع طائرته إلى إيطاليا ، وحاتم يقف الي جواره.

حاتم بإضطراب : انا قلقان يا بني عليك ما تخلي الشرطة هي اللي تتعامل معاهم

تكلم مراد وهو يغلق سحاب الحقيبة قائلاً بهدوء : ماتقلقش كله مترتب و مافيش حد هيقضي علي الكلاب دول غيري

حاتم بعدم اقتناع : مش هتقدر لوحدك انت عارف عددهم كام

نظر إليه مراد قائلا بإصرار : الشرطة هتلم كل اعضاء المنظمة بمعرفتها كل دا مايهمنيش انا عايز زعيمهم

حاتمxبخوف : يا مراد انت رايح للموت برجلك

مراد ببرود اعصاب : ما انا في كل الاحوال ميت هتفرق ايه علي الاقل المرة دي بجيب حق اهلي اللي اتقتلو غدر علي ايدهم بطريقة صح

ربت حاتم علي كتفه بحنان وقال : انا فاهم بس خايف عليك انا ماليش غيرك .. مش فاهم اشمعنا المرة دي مصمم افضل هنا و ماجيش معاك

تحدث مراد بسأم و هو يضع سلاحه المرخص في حزام الصدر تحت سترته : تاني هنتكلم في الحوار دا مافيش وقت الطيارة هتقوم بعد ساعتين .. خلي كارمن دايما تحت عينك يا حاتم محدش ضامن لو في جواسيس مزروعه وسط رجالتنا اكيد عندهم خبر اني براقبها محدش غيرك بثق فيه

حاتم بطاعة : ماشي هتغيب هناك قد ايه طيب

مراد بلا مبالاة : حوالي شهرين او اكتر علي حسب

حاتم بقلة حيلة : ربنا معاك يا بني و يعديها علي خير

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في احدي فنادق القاهرة

وصل زين وبدر وماجد إلى القاهرة ، وتوجهوا إلى أحد الفنادق للإقامة الليلة حتى يأتي ميعاد ذهابهم لمنزل كارمن.

صعد الجميع إلى غرفهم ، فكان لزين وماجد غرفة وكان بدر وحده في غرفته ، بعد أن اتفقا على الراحة من عناء السفر قليلاً ، ثم تناول الغداء معًا.

جلس زين على سريره ، وبجانبه على السرير الآخر تمدد ماجد ، ونام بسرعة من شدة إجهاده.

أخرج زين هاتفه من جيبه راغبًا في الاطمئنان على روان التي تركها مبكرًا قبل الفجر ، ونزل بسرعة حتى لا تستيقظ من نومها.

بدأ بإرسال رسالة لها عبر WhatsApp

زين : وصلنا الفندق من شوية حبيبتي ..
طمنيني عليكي لما تشوفي الرسالة

بعد فترة ، أضاء الهاتف برسالة جديدة

روان : حمدلله علي سلامتكم انا الحمدلله بخير بس زعلانه منك ليه مقومتنيش اشوفك قبل ما تسافر

زين : محبتش اقلقك يا حبي .. المهم انتي بتعملي ايه من غيري

روان : مفيش قعدة انا و امي و حماتي حبيبتي نرغي شوية سوا .. قولي صحيح انت فطرت

ابتسم زين علي اهتمامها به حتي ، وهو بعيد عنها : ايوه اكلنا حاجة خفيفه و احنا في الطريق ماتقلقيش

روان : معنديش اغلي منك اقلق عليه و اهتم به

زين : تعرفي رغم اني سيبتك من كام ساعه .. بس وحشتيني فيهم اوي .. هكلمك قبل ما انام مع اني مش عارف هنام ازاي اتعودت تبقي في حضني و اشم ريحتك الحلوة لحد ما انام

خجلت روان من كلماته الرقيقة، لكنها حاولت تشجيع نفسها، فهو لا يراها ولا يسمع صوتها الأن ، فلا ضرر إن قالت ما تشعر به دون قيود الخجل : انت كمان وحشتني و صعب عليا انام و انت مش جنبي ماتتأخرش عليا و طمني عليك

زين : ماشي يا قلبي خدي بالك من نفسك لحد ما ارجع و طمنيني بكرا برسالة قبل ما تروحي الكلية

روان : حاضر هكلمك انا مضطرة اروح اشوف الاكل امي مش سايباني اقعد دقيقتين علي بعض
.. سلام حبيبي

زين : سلام مؤقتا لحد ما ارجعلك و تسمعيني كلمة حبيبي اللي طالعه حلوة اوي من شفايفك

ثم أغلق الهاتف وحاول النوم قليلاً ، لكنه لم يستطعز، فقرر الخروج من الغرفة والنزول إلى الطابق السفلي ، ليشم بعض الهواء.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في أحد المطاعم على النيل

كارمن تجلس بابتسامة سعيدة وشعرها يتطاير بفعل الريح ، كانت اية في الجمال ببراءتها ، وامامها يجلس ادهم يستمتعون بالمناظر الرائعة من حولهم ، و هم يتناول الغداء اللذيذ ، ويتحدثون اثناء الاكل.

عضت كارمن شفتيها قائلة بتردد : انا ممكن اسألك سؤال

ادهم بإرتياح : اسألي براحتك

ابتلعت الطعام في فمها ، ثم نطقت بخفوت : احم هي نادين ليه بتشرب و ازاي انت محاولتش تخليها تبطل

أمال أدهم رأسه قليلاً ، وهو ينظر إليها بتمعن ليسأل : مين قالك اني ماحاولتش؟

ثم أردف بهدوء : حاولت كتير في بداية جوازي منها لكن هي كان عجبها عيشتها نوادي وشوبنج و شرب و كانت متعودة تسهر وترجع متأخر لكن لما هددتها ان دا هيخليني اطلقها بطلتو .. ويمكن لان ماكنش في بينا مشاعر وحياتنا مختلفة جدا عن بعض يأست منها بسرعه

كارمن بترقب : يعني انت ماحبتهاش خالص

ادهم بتنهيدة : لا جوازنا كان عادي جدا اقل من العادي كمان

مدت يدها وشربت العصير في اضطراب ، وقد خشيت أن يزعجه فضولها.

ادهم بإبتسامة : فاكرة اول مرة شوفنا بعض فيها

كارمن بضحكة : اكيد فاكرة طبعا هو دا يوم يتنسي

شاركها ادهم الضحك قائلا بفضول : قولتي ايه عليا في اليوم دا؟

كارمن بخبث : عايز الصراحة

نظر إليها آدهم من زاوية عينه : بدأت اقلق

كارمن بغيظ متصنع : ماكنتش طايقاك و فضلت ادعي عليك طول اليوم .. انت عارف ان ذراعي اللي وقعت عليه فضل اسبوع في كدمة زرقه كل ما توجعني افتكر اللي عملته فيا

ادهم بغموض : وانا عمري ما نسيت احلي عيون زرقاء شوفتها في حياتي

خفق قلبها من مغازلته اللطيفة ، ولم تدرك مقصده الحقيقي قائلة بخفوت : طب ممكن طلب

ابتسم بمشاكسة : ياسلام علي الادب اومال فين كارمن العنيدة اللي احتلت اوضتي بالإجبار و ماصعبتش عليها لا انا و لا ظهري المسكين

شعرت كارمن بالحرج ، ومسحت يدها بمنشفة بعد أن انتهت من الأكل ، ووضعتها بجانبها : انا عارفه هتفضل فاكرلي الموقف دا طول العمر

ثم اردفت بمرح : شوف بقي انا وجعت ظهرك و انت وجعت ايدي كدا احنا خلصين

ابتسم لها ثم أمسك بيدها ، وهو يصنع دوائر في بطن كفها ببطء مثير لخبطها ، قائلاً بحنو : مش عايز حواجز بينا تاني يا كارمن لما تعوزي تقولي او تطلبي حاجة ماتتردديش و لا تستئذني اتفقنا

أومأت كارمن مبتسمة : حاضر

قال ادهم مستفسراً : ايه هو بقي الطلب؟

رمشت كارمن بخفة ، ثم أجابت بنبرة متوترة إلى حد ما : كنت محتاجة ادوات التصميم اللي بشتغل بها و كلها موجودة في بيت عمر و كنت بفكر ابقي اجيبهم من هناك

لم تتغير تعبيرات وجه ادهم ، قائلا بهدوء : الوقت اللي تحبي تروحي فيه قوليلي عليه .. وبعدين الفيلا دلوقتي بإسمك انتي مش بتاعت عمر

كارمن برفض : لا الفيلا و كل حاجة بتاعت ملك انا بحافظلها عليهم لحد ما تكبر بس

ابتسم لها وعيناه تتألقان بعشق ، لأنه رمي اليها تلك الكلمة وهو يعرف ان ذلك سيكون ردها ولم تخيب ظنه ، فحبه لها يزداد في قلبه كلما تعمق في معرفته بها أكثر.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

عند زين

بعد أن تجول حول الفندق لفترة ، خطر بباله أن يشتري هدية بسيطة لروان ، لأنه لم يشتري لها هدية زواج بعد.

أوقف سيارة أجرة متوجها إلى مكان معين. وبعد فترة وجيزة وصل إلى المكان ، ونزل من السيارة ومشى منتصبًا بجسده داخل المحل الذي بدا فخمًا ، وذو ذوقا رفيعا.

شرد برهة عندما تذكر سبب مجيئه إلى هنا ، وبدلاً من الشعور بالحنين إلى الماضي ، كان يشعر بالاشمئزاز من غبائه.

وقف زين ينظر إلى المعروضات أمامه ، لا يعرف لماذا أتى إلى ذهنه تلك الهدية الوحيدة التي قدمها لروان عندما كانت صغيرة ، كانت عبارة عن مشبك شعر رفيع على شكل فراشة.

أخذ نفسًا عميقًا ، ثم اتجه للداخل وبعد إلقاء التحية تحدث مع البائع بهدوء : لو سمحت عايز....

البائع بإحترام : تحت امر حضرتك لحظة واحدة

....: هاخد دي حلوة اوي دي يا حبيبي

قطب زين بين حاجبيه وأدار رأسه ، فهذا الصوت الأنثوى يعرفه جيدًا وقد صدق حدسه.

....: تمام حبيبتي هناخدها في حاجة تانية عجباكي

زمت شفتيها بتفكير ، ثم رفعت رأسها لكي تجيبه ، لكن عينيها اتسعت في دهشة ، محدقة في هذا الشخص الذي يقف على بعد أمتار قليلة وينظر إليها، وعيناه تعكسان مدى الازدراء الذي يشعر به تجاهها.

في حين أن الرجل الواقف معها يبدو في الثلاثينيات من عمره ، ومظهره الأنيق دليل رخاء معيشته.

لاحظ عينيها المجمدة على هذا الرجل الأسمر الوسيم الذي كان يقف بعيدًا عنهما بقليل

...: حبيبتي في حاجة انتي تعرفي الراجل دا

أومأت إليه وارتفع صوتها قليلاً ، وهي تلف أصابعها حول ذراعه بامتلاك ، وسارت معه نحو زين الذي زفر بامتعاض ، وهو يراها تتجه نحوه.

نطقت بتوتر : ازيك يا زين اخبارك ايه؟

زين ببرود : الله يسلمك يا ريهام انا تمام

ابتسمت ريهام إليه ، وقالت بفخر وغرور : احب اقدملك جلال الحديدي خطيبي من رجال الاعمال الكبار في البلد

ثم اضافت بإبتسامة : دا الدكتور زين كان زميلي في الكلية

صافحه جلال بهدوء : اهلا و سهلا اتشرفت بيك

زين بإحترام : الشرف ليا

ريهام بخبث : هو انت استقريت في مصر يا زين

لقد فهم ما قصدته عندما لاحظ أن عينيها موجهتان إلى يده اليسرى ، هو حقًا لا يعرف كيف كان يحبها في يوما ما هي تختلف عنه في كل شيء ، ولا تناسبه من جميع النواحي : لا حاليا مستقر في بلدي قنا و اتجوزت هناك كمان

ريهام : حلو مبروك ..ابقي خلينا نشوفك

اومأ اليها قائلا بفتور : ان شاء الله

جلال : فرصة سعيدة يا دكتور

زين : ميرسي جدا

قال البائع يوجه حديثه إلى زين : بعد اذنك يا فندم

زين : معاك .. عن اذنكم

تركهم يسترسل حديثه مع البائع ، لكنه سعيد رغم كل شيء بما حدث الآن ، لأنه لم يشعر تجاهها بأي شعور لا كراهية ولا حب ولا حتى ألم ، وهذا يؤكد أنها لم تعد تشكل اهمية عنده ولا تترك أي أثر به مطلقا، وأن تلك التجربة قد شفى من جراحها ، والفضل يعود إلى زوجته الشقية، التي تسللت إلى قلبه لتقلب كيانه وحياته رأسًا على عقب.

بينما ريهام تائهة في تفكيرها بزين لم يتغير ، فرغم كل ما حدث منها ، لكنه لم يسيء إليها ، فهي تعلم كم هو شهم وعالي الأخلاق.

إذ لم تكن مندفعة وإنساقت وراء تهورها في الماضي ، ربما كانت هي زوجته الآن ، لكن هذا هو قدرها وهي الآن سعيدة بحياتها ، ويبدو أنه سعيد في حياته الجديدة أيضا ، وتأمل أن يغفر لها في يومًا ما على ما فعلته به.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

جاء المساء بسرعة

كانت كارمن تجلس أمام المرأة وتبتسم بشرود ، وهي تتذكر الساعات الجميلة التي قضتها مع أدهم.

رمشت عيناها مندهشة وهي تري انعكاس ابنتها على المرأةxخلفها وهي جالسة على السرير ، ممسكة بالقلم وتخربش على ورق دفتر الرسم التي أحضرته لها مريم لتسليتها.

استدارت وسارت إلى مكانها بابتسامة حيث تري ابنتها تلون الرسومات غير الملونة بألوان جميلة حقًا.

قالت كارمن وهي جالسة بجانب ملك ، وتمسح علي شعرها برقة : حبيبة ماما بتعمل ايه وريني كدا

ناولتها الورقة تقول بصوتها الطفولي : رسمة ملك

كارمن بإعجاب : الله ايه الحلاوة دي يا نور عيني

ثم أضافت وهي تحملها بين ذراعيها وتجلسها على حجرها وتلاعبها بضحكه : بقيتي تقعدي مع كتير تيته ليلي و تيته مريم و سايباني لوحدي ينفع كدا

مريم : كارمن

استدارت عينا كارمن نحو الباب الذي انفتح ، ودخلت والدتها فقالت وهي تلهث : نعم يا ماما

ليلي ببشاشة : بتعملو ايه؟

كارمن بإبتسامة حلوة : تعالي شوفي ملك بتعمل ايه

اقتربت منهما مريم التي بدت مرتبكة قليلاً ، ثم بلطف مسحت براحة يدها على شعر الصغيرة لتقول بخفوت : بقي عندنا فنانه تانية صغننه ربنا يحميها

نظرت كارمن إلى ملك بحنان ثم قبلت وجنتيها الحمراوين ، قائلة بهدوء : يارب يخليكو ليا يا ماما ..

اردفت وهي تري مريم تفرك يديها بإضطراب : بس انا حاسه ان في حاجة عايزة تقوليها صح

خفضت مريم بصرها قائلة بتوتر : هقولك بس براحة كدا مش عايزة اعصابك تتوتر .. انتي عارفه مين تحت دلوقتي مع ادهم؟

همست كارمن ، وبدأ القلق يتملكها من نبرة والدتها المرتبكة : مين يا ماما!!

مريم : عمك و ولاده

فتحت فمها بدهشة وعدم استيعاب : عمي اللي في الصعيد جه هنا

عندما رأت شحوب وجه ابنتها ، هتفت مريم بسرعة في محاولة لطمأنتها : ايوه يا حبيبتي .. بصي هما عايزين يتكلمو معانا فإلبسي و تعالي نشوف عايزين مننا ايه .. انا هسبقك علي تحت و ماتخافيش ادهم موجود معانا

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد قليل في الاسفل

نزلت كارمن والقلق يسيطر عليها ، كانت في حيرة شديدة من سبب قدوم هؤلاء الناس الآن ، بعد كل هذه السنوات ، تذكروا أن لديهم ابنة ويريدون رؤيتها

لن تنسى حزن والدها بسبب غضب والده عليه لأنه تزوج والدتها صحيح أنهم لم يتحدثوا عن هذا الأمر أمامها ، لكنها كانت تسمعهم يتحدثون عنه كثيرًا بالخفاء ، وفي كل مرة كانت تري دموع والدها تتساقط بحزن كلما تذكر غضب والده عليه ، ورفضه رؤيته حتى عندما كان يحتضر أو ​​هكذا اعتقدت أنها لا تعرف تماما ما كان يحدث.

وصلت إلى الريسبشن الخاص لاستقبال الضيوف ، ولكن قبل الدخول ألقت نظرة خاطفة ورأت ثلاثة رجال ، بدا علي أحدهم أنه أكبرهم سناً بسبب شيب شعره ، كان وقورا في جلسته ، لكن ما فاجأها أن ملامحه كانت قريبة جداً من ملامح والدها.

بالتأكيد هذا عمها الذي لا تذكر اسمه حتى ، وبجانبه شابان لابد أن يكونا أبناء عمها ، ومعهم أدهم وليلى ومريم وهم يتحدثون ، لكنها لا تسمع شيئًا مما يقولون.

أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا لتهدئة نفسها، ودخلت برشاقة ، وخطوات متزنه عليهم.

فجأة توقفوا عن الكلام عندما رأوا تلك المرأة الفاتنة تظهر عليهم في مظهرها الهادئ خارجيا ، وقام الجميع من مقاعدهم للترحيب بها.

كارمن بهدوء : مساء الخير

قام الجميع برد التحية

مريم بإبتسامة : تعالي يا كارمن سلمي علي عمك و اولاده

احمرت وجنتاها قائلة برقة فطرية : اهلا وسهلا

همس ماجد بصوت خافت لم يسمعه سوى زين الذي كان يقف بجانبه : تصدق طلعت حلوة اوي علي الطبيعة .. بقي دي بنت عمي انا والله مش مصدق

تمتم زين بحنق ، وهو يلكزه بخفة : احترم نفسك جوزها واقف جنبك يا غبي

اقترب منها بدر ، وقال بابتسامة بشوشة : بسم الله ماشاء الله انتي اجمل من الصور بكثير

مدها يده لمصافحتها ، فرفعت يدها وصافحته بابتسامة صغيرة قائلة بتحفظ : شكرا لحضرتك

قهقه بدر بمرح : ما بلاش رسميات يا بنتي انا عمك بدر قوليلي عمي من غير حضرتك دي

أومأت إليه بخجل وهي تنظر إلى أدهم الذي كان يتابع ما يحدث دون أي رد فعل ، لكن عينيه على كارمن لم يرمش ، فكان يشعر بارتباكها ويريد بأي شكل من الأشكال طمأنتها.

أراد أن يصعد إليها منذ قليل ، لكنه حافظ على ثباته وأرسل والدتها لتخبرها بنفسها.

ادهم بثبات : تعالي يا كارمن

بدت كما لو كانت تنتظر تلك الجملة وبمجرد أن نطق بها ، توجهت بسرعة نحوه.

اضاف ادهم برزانه و هدوء : اتفضلو استريحو

جلست كارمن بجانب أدهم الذي رفع يديه خلف ظهرها ليحيطها بحماية ، وضغط بلطف على ذراعها كما لو كان يرسل رسالة صامتة بأنه بجانبها لدعمها.

شعرت بالأمان يغلف قلبها بحضوره فقط و أنها تحت كنف مسؤليته ، فالأمان العاطفي هو الذي يولد شعورًا بالحب الصادق ، ويجعله يدوم طويلاً.

جلس بدر مرة أخرى وقال بهدوء : اول حاجة يا كارمن عايز اعرفك علي الدكتور زين ابن عمتك حياة

ثم أشار إلى ماجد ، الذي قاطع كلماته ، قائلاً بمرحه المعتاد : و انا ماجد ابن عمك بشحمه و لحمه .. فاضلي السنه دي و اخد ليسانس حقوق و ابقي محامي

ابتسمت كارمن بسبب خفة ظله : ربنا يوفقك

حدق بدر في ماجد بتحذير ، ثم اتجهت عيناه إلى مريم وهي تتحدث بهدوء مع كارمن : عمك بدر كان عايز.....

قاطعها بدر قائلا بوقار : خليني انا افهمها احسن يا ست الكل

أومأت إليه مريم بتفاهم ، وجعلته يبدأ الحديث بينما كان الجميع في حالة ترقب

بدر : ....

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

نهاية الفصل الثاني و الثلاثون
توقعتكم
نورهان

زهرورة likes this.

نوورهان محسن غير متواجد حالياً  
قديم 15-10-22, 05:35 AM   #42

نوورهان محسن

? العضوٌ??? » 493921
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نوورهان محسن is on a distinguished road
افتراضي مزيج العشق

الفصل الثالث و الثلاثون (حاجز) مزيج العشق

في الحب لا تطلبي ملكا ً،
فالملوك على رقعة الشطرنج نقطة ضعف ..
في الحب اطلبي رجلا بقوة جيش بأكمله ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

ما زلنا في قصر البارون

بينما هم مجتمعون في الداخل.

نزلت نادين بغطرسة ، ولفتت أنظارها تلك الضجة في غرفة استقبال الضيوف ، والتي نادرًا ما يدخلوها.

مرت أمامها خادمة كانت قد خرجت لتوها من الداخل بعد أن قدمت بعض المشروبات والحلويات للضيوف.

أوقفتها نادين بإشارة من أصابعها قائلة بتعالي يتخلله الإستفهام : تعالي هنا ايه اللي بيحصل جوا مين اللي قعدين دول يا مروة؟

ردت مروة التي دائما ما تنقل أخبار الجميع إليها قائلة بثرثرة : الله اعلم بس باين كدا انهم قرايب كارمن هانم من الصعيد .. انا فهمت كدا من لهجتهم يا نادين هانم

نادين همست بصدمة ، وتحدثت إلى نفسها بصوت مرتفع قليلا : من الصعيد .. و ايه اللي جايبهم هنا؟

مروة بحيرة : علمي علمك يا هانم

نظرت نادين اليها في إزدراء ، ثم أشارت إليها بتكبر لكي تغادر متمتمة : خلاص يلا روحي انتي شوفي شغلك

بعد أن غادرت الخادمة ، تقدمت نادين إلى الأمام بخفة ، تتنصت من خلف الباب لتسمع ما يقال في الداخل ، ربما تفهم ما يدور من ورائها.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في الداخل

إستطرد بدر حديثه بابتسامة لطيفة تليق به : شوفي يا بنتي عارف انك بتسألي ازاي وصلنا ليكي و ايه اللي جابنا من الاساس .. صدقيني احنا بقالنا سنين بندور عليكي وعلي الست ولدتك عشان نطمن عليكم ونعطيكي ميراثك من نصيب ابوكي بس ماكناش عرفين ارضيكم فين ..

تنهد بحزن وأضاف بشرح : بعد موت محمد الله يرحمه .. ابويا اللي هو جدك تعب اوي وصحته بقت ضعيفه و مابقاش بيفكر ولا علي لسانه غير انه عايز يشوفك و يرجعلك حقك ويستسمحك علي اللي حصل منه زمان .. وعرفنا من الشركة اللي كان بيشتغل فيها ابوكي الله يرحمه عنوانكم القديم لكن محدش هناك كان عارف عنوان سكنكم الجديد

كارمن خفضت عينيها ، وفركت يديها ببعض الحزن، وامتلأت عيناها بالدموع من ذكرى والدها الحبيب.

بدر بعطف : بلاش دموع يا بنتي اهدي واسمعيني

رفعت وجهها ، ونظرت إليه بعينين محمرتين من الدموع المكتومة داخلها قائلة ببحة خانقة : اسمع ايه حضرتك !! انت ماتعرفش بابا كان كل يوم بيبكي علي زعل ابوه منه و لما مرض محدش فيكم حاول يقف جنبه

بدر بأسف : والله يا بنتي ما كنا نعرف حاجة عنكم دا اخويا الكبير واكتر واحد اتقهر علي فراقه كان انا ..

تدخل أدهم في الحديث بحزم ، وهو يحاول السيطرة على أعصابه بالضغط على قبضته ، حينما لاحظ أن كارمن ترتجف ودموعها تنهمر بصمت : أأمر ايه المطلوب مننا بالظبط؟

تنفس بدر بعمق ، حيث تأثر بشدة بدموع ابنة أخته ، واستمر في حديثه : كل اللي طلبه منكم انكم تشرفونا و تيجو معنا الصعيد عشان كارمن تشوف جدها و تتعرف علي عيلتها هناك

حاولت كارمن الاعتراض ، لكنه أوقفها بإيماءة صغيرة : قبل ما توافقي او ترفضي جدك خلاص في ايامه الاخيرة ونفسه فعلا يشوفك وتسامحيه قبل موته بلاش تقسي قلبك زي ماهو قسي قلبه زمان و عاش في ندم سنين طويلة يا بنتي

ربت أدهم على ظهرها بحنان ، فنظرت إليه كارمن تفكر في هذا الموقف الذي وقعت فيه صعب جدا عليها ، وهي في حيرة حقيقية الآن ، لا تعرف ماذا تفعل ، ثم نظرت إلى والدتها التي أومأت إليها لتوافق.

مرت بضع لحظات قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا ، لتهمس بصوت خافت : جوزي قدامك يا عمي يعني اذا وافق اسافر معنديش مانع

اعجب بدر بجوابها اللبق الذي يظهر الكثير من تقديرها واحترامها لزوجها ، وأحس بالفخر من تربية أخيه لابنته.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد عدة ساعات في جناح أدهم

كانت كارمن جالسة على السرير ، شاردة في قرارها بالموافقة على السفر غدًا إلى صعيد مصر ، بعد أن شعرت بالفضول للتعرف على أسرتها ، ورؤية جدها الذي ظل عمها يتحدث عنه طوال الجلسة ، ثم عادوا بعد بضع ساعات إلى الفندق بعد أن اتفق عمها مع أدهم على السفر معهم في الصباح الباكر.

لا تنكر انها قد ارتاحت قليلا لعمها ، فهو يبدو حنون للغاية و لكنها قلقة بشأن جدها الذي لا تعرف عنه اي شئ سوا كلام عمها عنه.

هل حقا يريد رؤيتها ويقبل بوجودها كحفيدته الآن ، بعد كل هذه السنوات ؟

غدًا ليس ببعيد وستحصل علي إجابات لكل الأسئلة التي تعصف في عقلها الأن!!

شعرت كارمن بالأمان يحاوطها بوجود أدهم بجانبها ، يساندها ويقويها بقوة شخصيته التي سيطرت على الموقف بشكل كامل ، وفي نفس الوقت أعطها كل الحرية في الرفض أو الموافقة ، وشعرت بالفخر والإعتزاز أمام عائلتها لكونها زوجته.

أدارت عينيها نحو باب الغرفة عندما انفتح ، لترى أدهم يدخل بخطوات هادئة ، ويحمل بين يديه ملك النائمة على كتفه بوداعه.

همس أدهم مبتسمًا وهو يتجه نحو السرير ، ويضع عليه ملك بهدوء حتى لا تستيقظ الطفلة : ملوكه هتنام معانا انهاردة

كارمن بدهشة : بجد .. بس كدا هتزعجك ومش هتعرف تاخد راحتك في النوم

استلقى أدهم بجانبهم على السرير ، وكان يغطّي ملك ويضم اليه كارمن من جانب كتفها : ماتخافيش علي قلبي زي العسل ..

ضحك أدهم ، ليقول بصوت منخفض : دا انا اخدتها من مامتك بالعافية .. بس وجودها وسطنا مهم لسببين

همست كارمن تتساءل بفضول : ايه هما؟

أجاب أدهم بصدق ، وهو ينظر في عينيها : اول حاجة عشان مش عايزك تحسي انك لوحدك انهاردة بعد اللي حصل و عشان انا كمان عايز احسكم جنبي و أدفي بيكم في حضني ..

ثم أضاف ، وهو يغمز لها بمكر : التاني بقي محتاجين نقوم فايقين الصبح بدري و انا مابقتش ضامن سيطرتي علي نفسي .. قدام الجمال دا كله يعني ملك هتبقي درع دفاعي ليا الليلة دي

ضحكت كارمن بخفة عندما فهمت ما يقصده ، وهمست برقة وهي تضع يدها بجرأة على صدره : يعني بعد السيطرة الفولاذية دي كلها علي نفسك طول المدة اللي فاتت .. حبكت الليلة دي تحتاج درع دفاعي لنفسك

همس أدهم ببحة رجولية مثيرة بجوار أذنيها : الاول كان ممكن لانك كنتي بعيدة دلوقتي انتي بين يدي الموضوع مختلف خالص

ازدردت كارمن ريقها بإرتباك من همسه الخطير لها قائلة بصمود ضعيف : طيب روح غير هدومك عشان ننام ورانا سفر الصبح و يوم طويل...

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في منزل مالك البارون

دخلت يسر إلى الشرفة الواسعة حيث كان زوجها جالسًا منذ بضع دقائق ، وهي لا تعرف ماذا يفعل في مثل هذا الطقس بالخارج؟

يسر بإستغراب : حبيبي انت قاعد هنا ليه الجو بدأ يبرد دلوقتي؟

حرك مالك رأسه يجيبها بعقل شارد : حاضر حبيبي هدخل دلوقتي

جلست بجانبه قائلة بتسائل : انت كنت بتكلم مع مين من شوية!!

مالك بتفكير : دا ادهم ..

تسألت يسر وهي تلوح بيدها أمام وجهه : ايه سرحت في ايه؟

رمش مالك بعينيه وقال بهدوء : بفكر في اللي طلبه مني

يسر بفضول : طلب ايه!!

اجاب مالك بحيرة : عايزني ابعت حد دلوقتي للصعيد يجيب معلومات عن اهل كارمن هناك

ضاقت عينيها بدهشة : اهل ابوها .. وبمناسبة ايه بيدور عليهم؟

مالك بتفسير : مش بيدور عليهم .. هما اللي راحو لحد عندهم .. عمها وولاده كانو عند ادهم في البيت و قابلو كارمن ..

يسر بإستفهام : و هما عايزين ايه منها!

مالك : عايزنها تسافر معهم تشوف جدها هي و امها .. علي حسب كلام ادهم و هو عايز قبل مايوصلو هناك يعرف كل حاجة عنهم وايه اللي في نيتهم خير و لا شر

يسر بإضطراب : ربنا يستر و يعديها علي خير انا بدأت اقلق

مالك بإبتسامة : خير ان شاء الله و كدا احسن الاحتياط واجب .. انا خلاص اتصلت برجالتنا و زمانهم اتحركو علي هناك

يسر بإبتسامة جميلة : تمام حبيبي ممكن بقي تقوم و ندخل جوا انا تلجت مكاني

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

صباح يوم جديد مليء بالأحداث

في قصر البارون

في جناح ادهم و كارمن

استيقظت بعد أن غفوت لفترة وجيزة من التفكير فيما سيحدث اليوم !!

فتحت كارمن عيناها ورأت أدهم نائمًا ، وملك في منتصف السرير بينهما وهو يعانقها بحماية ، فابتسمت في شكلهم الجميل.

للحظة تذكرت هذا المشهد في نفس الموقف مع عمر اغمضت عيناها و هي تدعي من أجله بالرحمة في سرها ، لولاه ما كانت لتتزوج من أدهم وربما كانت ستبقى ملك محرومة من الأبوة أيضًا ، و حتى لو تزوجت بعد عمر ، فمن يعلم هل كان سيحب ملك بقدر ما يحبها أدهم ، انه لا يحبها فقط هو الذي يعتني بها ويعوضها عن فقدان والدها ويحافظ على ميراثها.

تلألأت الدموع في عينيها بالعاطفة ، أليس هذا سببًا يكفيها لتقع في حبه ، وتسعى وراء إسعاده بكل طاقتها أيضًا؟

من الآن فصاعدا لن تحرم ابنتها من حنانه بل لن تحرم نفسها من نعيم حبه المتدفق ، ستترك مصيرها معه هو من يقودها ، هذه نعمة من الله تدعي أنها تكون قادرة على الحفاظ عليها.

ابتسمت أكثر وهي تخفض عينيها إلى خاتم زواجها الذي يزين إصبعها ، ثم تنهدت وهي تنظر إلى الساعة واقتربت من أدهم ، وتقبّل خده وتهزه برفق قائلةً بصوت خافت : ادهم يلا اصحي

فتح عينيه بنعاس ، وابتسم بلطف عندما رآها أمامه مغمغمًا بنعاس : صباح الخير

كارمن بإبتسامة : صباح النور .. اسفه اني صحيتك بس انت عارف ورانا سفر

ادهم بحب : احلي حاجة اني افتح عيني و اشوفك قدامي .. عارفه ان شكلك حلو و انتي لسه صاحية من النوم

احمر خديها بسبب كلماته المغازلة التي جعلت قلبها ينبض بلا هوادة ، ثم ابتسمت بمكر وهي ترفع حاجبيها ، مذكّرة إياه بما قاله لها من قبل قائلة بدلال : والنبي صحيح يعني مش منكوشة و شبه العفاريت

ابتسم أدهم و هو يضيق عينيه قليلاً ، وهو يربت برفق على خدها : قلبك اسود اوي مابتنسيش ابدا

كارمن بشقاوة : تؤ مش هنسهالك ابدا .. يلا بقي اتفضل قوم يدوب نلحق نفطر و ننزل علي طول

ادهم بتساؤل : هي الساعه كام دلوقتي؟

أجابت كارمن برقة : سته و نص

تثاءب أدهم وقال بنعاس : محدش بيبقي صاحي من الخدم في الوقت دا .. ممكن نفطر بأي حاجة و احنا في الطريق

كارمن بإعتراض : لا لازم نفطر هنا الاول .. شوف انا هودي ملك لماما زمانها صحيت تصلي الفجر و جهزت نفسها .. هي هتلبس ملك وانا هحضرلنا فطار سريع علي ما تلبس انت

نظر إليها نصف عين قائلا بريبة ، وهو يقرص طرف أنفها : هتعرفي تعملي فطار؟

رفعت كارمن أنفها عالياً وقالت بثقة ، وتكبر مصطنع وهي ترفع سبابتها محذرةً : انا هعتبر نفسي ماسمعتش الجملة دي لمصلحتك

أومأ أدهم برأسه متفقًا وهو يضحك على أسلوبها الفكاهي ، ثم قبلها بحب على خدها ، لتبتسم له بحبور ، وتنهض من السرير وتحمل ملك بحذر وهدوء ، لتخرج من الغرفة.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد بضع ساعات مرت في الطريق إلى قنا

أدارت كارمن رقبتها للوراء للمرة التي لا تعلم عددها ، ونظرت إلى السيارة التي كانت فيها والدتها وطفلتها للاطمئنان عليهما.

أمسك أدهم بيدها ، وقال بهدوء وتعجب : ممكن اعرف ايدك متلجة كدا ليه؟

كارمن بقلق : من التوتر

ادهم بإستفهام : و ليه تتوتري!!

تحدثت كارمن محاولة إطلاق سراح ما يعصف في قلبها حتى ترتاح : غصب عني يا ادهم رايحة مكان لاول مرة في حياتي وهقابل ناس قرايبي معرفش الا حاجات بسيطة عنهم لولا وجودك جنبي انا كانت حالتي هتبقي اسوء من كدا

ضغط أدهم على يدها برفق قائلاً بحنان : الصبح بعد ما صحينا وصلني تقرير عن كل فرد له علاقة بعيلة الشناوي .. جدك راجل طيب و محبوب في البلد .. مافيش منه اي خوف و انا مستحيل كنت هوافق تخرجي من البيت لا انتي ولا مامتك ولا ملك .. واخليكم تروحوا مشوار زي دا قبل ما ابقي متأكد بنفسي ان كل الامور تمام.

ابتسمت كارمن بإتساع ، وقالت بامتنان : ربنا مايحرمناش منك و معلش بقي انا عارفه ان عندك شغل كتير و دلوقتي عطلته عشانا

ادهم بنبرة دافئة : ماتقوليش كدا انتو دلوقتي مسؤلين مني و تهموني اوي

كانت كارمن محرجة من لطفه الزائد معها ، لكنها شعرت بالارتياح من حديثه ، وحاولت تغير مسار الحديث : انت ممكن تنام شوية اكيد ماقدرتش تنام كويس امبارح

ادهم بلؤم : ايه خايفة عليا!

كارمن : طبعا لازم اخاف عليك انت جوزي وواجبي اخاف عليك

نظر إليها أدهم بتمعن : يعني مش عشان بتحبيني؟

همست كارمن بوجه محمر خجلاً : الاتنين واحد

ادهم بتنهيدة : لا يا كارمن الواجب شئ مفروض عليك ممكن بتأديه بضمير لكن مش شرط تحبيه

أسدلت عينيها في حرج من صحة كلامه ، لكنها تخجل من أن تكشف له ما تكنه نحوه في قلبها ، هي ليس بتلك الشجاعة ، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها.

أما بالنسبة له فقد غضب من صمتها وعدم تبريرها لما قالته ، واكتفى بالصمت ولم يجادل في الحديث أكثر ، ولكن من داخله شعر بالضيق لأنه أراد سماع كلمة "أحبك" منها مرة أخرى ، لكنه بدأ يراوده هاجس أنها استعجلت عندما قالت ذلك في المرة الأولى ، وربما ندمت على قولها.

همس بداخله : لحد امتي هفضل حاسس بأن في حاجز بيني و بينك يا كارمن

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

ظهرا

داخل سيارة بدر

حيث يجلس ماجد خلف عجلة القيادة ، وبدر بجانبه ، وزين يجلس خلفه ، وهم على وشك الوصول.

تحدث زين بصوت عالٍ نسبيًا بسبب تيارات الهواء القادمة من النافذة المفتوحة بجانبه : ماجد ماتنساش تنزلني عند المستشفي

بدر بدهشة : معقول يا بني هتروح الشغل دلوقتي بعد المشوار المتعب دا

زين بتفسير : لا يا عمي مش هدخل المستشفي عربيتي سايبها هناك هاخدها و اروح اجيب روان من الكلية

ماجد بمزح : يا عيني علي الشوق مش قادر تصبر لحد لما ترجع لوحدها

زين يلكزه في كتفه قائلا بقسوة متصنعه : ركز في الطريق و خليك في حالك

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد فترة وجيزة امام كلية روان

ترجل زين من سيارته ، ثم سار منتصبا في مشيته بطول قامته ، وعضلاته البارزة ورأسه المرفوع بكبرياء يليق به.

يفتقدها كثيرًا ويتلهف على رؤيتها ، لأن اليومين اللذين أمضاهما بعيدا عنها ، جعلوه يشعر بشوق جارف يقتاد في قلبه لها.

أشتاق لضحكتها وعنادها وطفولتها واهتمامها به.

دخل زين الكلية وأخرج هاتفه من جيب بنطاله للاتصال بها ، لكنه وجده نافذ الشحن منه ، ضرب جبهته بغضب لأنه نسي شحن الهاتف.

بينما كان يتجول بحثًا عن حل للوصول إليها ، سمع صوتًا أنثويًا ناعمًا يهتف باسمه.

رفع رأسه في اتجاه الصوت ليرى امرأة جميلة جاءت نحوه وابتسمت عندما وقفت أمامه وتحدثت بفرح : ازيك يا دكتور زين

زين بتعجب : الله يسلمك .. حضرتك تعرفيني!!

★★★

عند روان

في نفس الوقت خرجت روان من محاضرتها مع صديقتها وذهبا إلى الحمام ، و كان شارد عقلها قليلاً ، تفكر أنها تود العودة إلى المنزل بفارغ الصبر ، فقد أرسل لها زين رسالة في الصباح بمجيئه اليوم ، لكنها حاولت الاتصال به كثيرا بعدها ، لكن هاتفه مغلق ولم ترغب في إزعاج والدها والاتصال به ، لتسأل عن زوجها.

صاحت رنا أثناء تعديل كحلها في المرايا : انتي يا زفته بكلمك ماتردي!!

انتبهت روان من شرودها قائلة بانزعاج : ايه يا بت براحة بتزعقي كدا ليه؟

رنا بثرثرة : ما انا بكلمك و انتي في دنيا بعيدة اعملك ايه عشان ترودي

روان بنفاذ صبر : اخلصي عايزة ايه يا رغاية؟

رنا بتعجل : ابدا يا اختي خطيبي سمسم كلمني و هو مستني برا هخرج له انتي شكلك مطولة في الحمام

روان بضحكة ساخرة : خلاص اطلعيلو يا عصفورة الحب ماتشغليش بالك بيا

رنا : تمام باي يا مزة

خرجت روان بعد قليل في طريقها إلى بوابة الكلية ، لكنها فوجئت برؤية زين هناك ، وكانت سعيدة للغاية وكادت أن تتجه نحوه ، لكنها إنصدمت بسيدة جميلة تردد باسمه وتتقدم نحوه ، ثم بدأوا في الحديث ، كأنهم يعرفوا بعضهم البعض منذ فترة طويلة.

لا تعرف تحديدا ما تشعر به ، هل هو غليان في رأسها شديد الحرارة ، أو حريق في صدرها ، أو ربما كلاهما معًا ؟

بالكاد خطت خطوة إلى الأمام للوصول إليهم ، لكنها سمعت صوتًا يناديها.

★★★

عند زين

زين : حضرتك تعرفيني!!

قالت بتفسير : ايوه طبعا حضرتك مش فاكرني انا رحاب محي اخت عائشة محي .. كانت زميلة ليك في الدفعه و كنت بشوفك كتير لما بروحلها الكلية

قال زين مبتسمًا بخفة ، وهو يضع يديه في جيب بنطاله : ايوه افتكرت صحيح انتي طالبة هنا في الجامعة

رحاب بضحكة بسيطة : لا انا حاليا معيدة هنا .. انت ليك حد هنا معانا في الكلية

زين بنفس الإبتسامة : ايوه مراتي هنا في تانية تجارة

رحاب بنبرة رقيقة : تمام يا دكتور مبسوطة اني شوفتك عن اذنك لازم امشي

بالتزامن مع رحيل رحاب ، لاحظ أن روان تقف على بعد مسافة منه ، فابتسم لها بشوق ، لكن ابتسامته اختفت واستبدلت بعبوس شديد عندما رأى شابًا طويل القامة يقترب منها ، ويتحدث معها.

★★★

عند روان

.... : لو سمحتي

نطقت روان عيناها مثبتتان على زين و من تقف معه : نعم

....بأدب : انا اسف جدا علي اني وقفت حضرتك .. انا ياسر مجدي كنت معاكي في المحاضرة و كنت محتاج منك خدمة

نظرت إليه روان وهي متوجسة ، فماذا يريد منها قائلة بحذر : أأمر اقدر اساعدك في ايه!!

ياسر بحرج : بصراحة في شرح فاتتني من غير ما اكتبه فلو تسمحي تديني دفتر المحاضرات بتاعك اكتب للي فاتني و ارجعه ليكي مع زميلتك رنا هي بنت خالتي بس للاسف مالحقتهاش شكلها مشيت

تنهدت بابتسامة هادئة : و لا يهمك اتفضل وانا هبقي اخده منها المحاضرة اللي جاية

قال ياسر بامتنان وهو يأخذ منها دفتر الملاحظات : متشكر و ممنون ليكي جدا علي ذوقك

....: كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات

كانت على وشك الرد عليه ، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب ، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفهم بوجه صارم.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في منزل الحج عبدالرحمن

ولج الجميع إلى الداخل ، وكان كل قلب ينبض بطريقة مختلفة عن الآخر.

مزيج من المشاعر المتضاربة بين الخوف والقلق والحزن والفرح.

ظهرت حياة من خلف الخادمة و هي تهلهل بفرح : يا الف مرحب بالغاليين حمدلله علي السلامة

التفت إليها ماجد وقال لها بتعب : عمتي و النبي انا سايق بقالي ساعات وعايز اكل جعان وانا هموت من العطش

وبخته حياة بيأس : يا ولد اهمد شوية و عايز تشرب المطبخ عندك روح و سيبني اسلم علي الناس

أضافت بابتسامة وهي تنظر إلى وجه كارمن ومريم واقتربت منهما وقبلتهما بمودة : منورين و الله .. انا حياة ابقي عمتك يا كارمن

كارمن بإبتسامة : اهلا بيكي يا عمتي

حياة بود : منورة والله يا ست مريم الدنيا نورت بمجيتكم

مريم بإبتسامة : ان شاء الله تعيشي يارب و اسمي مريم علي طول من غير ست

حياة : ماشي يا غالية

ثم أضافت وهي تنظر إلى أدهم : اكيد انت يا ولدي جوز بنت اخوي مش كدا

ابتسم ادهم بإحترام : ايوه انا .. اتشرفت بيكي يا حجة حياة

حياة ببشاشة : ربنا يعزك يا ابن الاصول .. مايصحش نفضل نتكلم واحنا واقفين كدا اتفضلو الجماعه جوا

أمسكت كارمن بيد أدهم ، الذي كان يحمل ملك على كتفه ، وهم يدخلون الي المندرة ، ابتلعت لعابها و هي تري رجلاً عجوزًا جالسًا على كرسي ضخم في وسط الغرفة ، تظهر عليه الهيبة على الرغم من تقدمه في السن.

ابتسامة إرتسمت علي شفتي الحاج عبد الرحمن عندما رآهما يدخلان ، وتعرف على كارمن التي وقفت بجانب زوجها و تبدو مرتبكة.

حياة بإبتسامة : الجماعه وصلو يا ابوي .. اتفضلو البيت بيتكم

وقف الحج عبدالرحمن مستقيما علي عكازه و تحدث بصوت اجش : يا اهلا و سهلا نورتو المكان

ذهب إليه أدهم يسير بثقته المعتادة ، وبجانبه كارمن التي اكتسبت الثقة منه أيضًا.

تحدث ادهم بهدوء ، وهو يصافحه : بنورك يا حج عبدالرحمن انا ادهم البارون جوز حفيدتك

الحج عبدالرحمن بوقار : يا مرحب بيك يا ولدي يارب السكة ماكنتش طويلة عليكم

ثم أردف بحبور محدقًا فى كارمن : تعالي يا كارمن انا جدك

كانت كارمن تنظر إليه بشيء من القلق ، لكنه تلاشي عندما شعرت بالحنان في صوته

تركت يد أدهم تلقائيًا وذهبت إليه ، ليعانقها لطف و محبة كبيرين ، وشعر وكأن ابنه الغالي قد عاد إليه من جديد.

سقطت دمعة واحدة من عينيه بتأثير قوي : الحمدلله ان ربنا مد في عمري وشوفتك قبل ما اموت يا بنت ولدي الغالي

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

عند زين و روان في الجامعة

.... : كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات

كانت على وشك الرد عليه ، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب ، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفها بوجه صارم.

ابتلعت لعابها ثم قالت بابتسامة متوترة ، بعدما لاحظت وجه زين المتجمد الذي كان يقف بجانبها ولف يده على ظهرها لتكون قريبة منه ، لتقدمهما لبعضهما البعض : احم دا دكتور زين جوزي .. و ياسر زميلي وقريب صحبتي استلف مني دفتر المحاضرات

زين ببرود : وهو مافيش غيرك ياخد منه الدفتر

حدقت روان في وجهه بصدمة من رده الوقح ، الأمر الذي أحرج بالتأكيد هذا الشاب المسكين الذي يقف كطالب يوبخه معلمه لفشله في الامتحان.

قال ياسر بحرج ، وشعر أنه إذا مر المزيد من الوقت أثناء وقوفه مكانه ، فإن هذا الأسمر الشرس قد يدق عنقه ، حيث أن مظهره لا يوحي بالخير : زي ما انت شايف حضرتك الكل مشي .. عموما متأسف و شكرا مرة تانية يا مدام روان و بعتذر لك يا استاذ زين لو عطلتكم بالاذن

هتفت روان في زين بإستنكار بعد رحيل ياسر : ممكن اعرف ليه اتعاملت بالطريقة دي معه؟

نظر إليها زين بغضب و تحدث ساخرا بصوت خفيض ، حتى لا يجذب الأنظار من حولهم ، وكان قلبه يغلي من ذلك الأحمق الذي جعلها تبتسم له بغير حق : المفروض اصقفلكم وانا شايفك واقفة بتضحكي معه .. يلا امشي قدامي علي العربية مش عايز اتهور عليكي وسط الناس

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

نهاية الفصل الثالث والثلاثون

توقعتكم
نورهان

زهرورة likes this.

نوورهان محسن غير متواجد حالياً  
قديم 15-10-22, 05:36 AM   #43

نوورهان محسن

? العضوٌ??? » 493921
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نوورهان محسن is on a distinguished road
افتراضي مزيج العشق

الفصل الرابع و الثلاثون (لهب العشق) مزيج العشق

احتضنني اللهب وخطفني إليه لأنعم بدفئه ، وتوهجه الذي يضيء قلبي...

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

في منزل الحج عبدالرحمن

يجلس الجميع بعد الغداء بابتسامة إرتياح على وجوههم ، مما يعكس القلق الذي شعروا به حالما دخلوا هذا المكان لأول مرة

تكلمت كارمن مع الحاج عبد الرحمن الذي تجلس على قدميه ملك ، وهي تلعب بعكازه : جدي كفاية علي ملك كدا دي شقية جدا و مش هتزهق من اللعب

الحج عبدالرحمن ببشاشة : لا سيبيها معايا انا مبسوط بها

بدر بمزح : لو روان هنا كانت غارت من ملك علي جدها

كارمن بإستفسار : روان دي بنت حضرتك مش كدا

بدر : بالظبط روان بنت عمك زمان زين جايبها من الكلية و جايين في السكة

حنان بعفوية : طول الايام اللي فاتت مش بتتكلم غير عنك و نفسها تشوفك

تكلمت حياة وهي تنظر بذهول إلى حنان التي خرجت الآن من صمتها ، فهي منذ البداية لا تتحدث كثيرا كالعادة وتريد أن تفهم ما بها : ايه رأيكو تطلعو تغيرو هدومكو و تستريحو من السفر .. انا مجهزة الاوض بنفسي و كل حاجة زي الفل

مريم بإبتسامة : تسلم ايدك حبيبتي تعبناكي معانا

ابتسمت حياة لتقول بود : تعبكم راحة و الله ماتقوليش كدا معنديش اعز منكم

نهضوا جميعًا وذهبت كارمن لتأخذ ملك من علي قدم جدها ، ثم خرجت مع حياة ، لكن مريم توقفت فجأة عندما هتف الحاج عبد الرحمن بإسمها.

مريم بإحترام : نعم يا عمي

الحج عبدالرحمن بإبتسامة : تعالي اقعدي شوية معايا بنتي عايز اتكلم معاكي...

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في سيارة زين

نظر إليها من زاوية عينيه ، ليراها علي نفس الحال تحدق من النافذة ، وهي عابسة بشدة.

نفخ زين ، ليقول بحنق : هتفضلي ضاربة بوز كدا لحد ما نوصل و لا ايه .. بقي دا وش تقابلي به جوزك وهو لسه جاي من سفر

اتسعت عيناها بدهشة وهي تنظر إليه ، قائلة بتعجب ملئ بالاستنكار من حديثه : انت كمان هتطلعني غلطانه بعد اللي انت عملته!!

هتف زين بتحذير : احسنلك بلاش تفتحي الموضوع دا تاني خصوصا دلوقتي مش كفاية انك بتكسري كلامي

نظرت إلى الأمام ببلاهة ، مشيرة إلى نفسها ، قائلة باستنكار : نعم امتي انا كسرت كلامك يا زين قولي امتي قصرت حتي معاك

زين بتهكم : والله انتي ادري يا مدام ..

ثم اردف بجدية : احنا اتفقنا ماتضحكيش مع حد حصل و لالا

زفرت روان بنفاذ صبر : زين بلاش جنان انا مكنتش بضحك معه انت ليه مكبر الموضوع كدا .. قولتلك انه قريب صحبتي و معانا في نفس السنه .. زي ماشوفت بعينك .. ماكنش ينفع يطلب مني خدمة بسيطة زي دي و اكسفه .. دا عادي بيحصل بين الزملاء انت اكتر واحد عارف كدا

جز زين علي اسنانه ، ليقول بغضب : اوعي تفتكري حركة ان مافيش غيرك ياخد منه المحاضرة دي دخلت عليا .. انا فاهم حركات الشباب دي كويس مش مختوم علي قفايا يا هانم

أوقف السيارة أمام مدخل المنزل ، وأدار جسده نحوها ، وسمع صيحاتها بصوت هائج يملأه الضيق الشديد : وانت تسميها ايه لما اشوفك واقف قدام عيني مع وحدة و بتكلمو كأنكم تعرفو بعض من زمان .. كان ممكن برده اعملك مشكلة و احرجك زي ما احرجتني بس انا عندي ثقة فيك يا زين لكن انت ماعندكش ثقة فيا و لا في حبي ليك

بعد أن أنهت جملتها ، مدت يدها وفتحت باب السيارة للخروج ، وكانت على وشك البكاء بل انها تذرف الدموع بالفعل.

قام زين بضرب عجلة القيادة بغضب على سلوكه الفظ معها ، لكنها جعلته يفقد عقله من غيرته عليها ، فمن يقع عليه اللوم الآن ، هو أو هي؟

ترجل أيضا من السيارة ، ثم أغلق الباب خلفه بعنف ، سرعان ما خطى خطواته خلفها ، وعندما وصل إليها جرها من ذراعها بعنف ، ليلفها تجاهه قائلا بسخرية : استني هنا هو انا سواق عندك عشان تسيبيني وتمشي كدا

تأوهت هي بألم عندما إصطدم جسده الصلب بجسدها ، وتمتمت بوهن بسبب الدموع والتعب الذي أصابها : اوعي ايدك عني

نظر زين إليها بندم ، وهو يرى دموعها على خديها ، قائلا بغيظ : بلاش جنان وشغل عيال يا روان بتعيطي ليه دلوقتي؟

حدقت روان فيه بدهشة من قسوته ، ثم بدأت بالصراخ بغضب كالمجنونة ، وقد فقدت السيطرة على نفسها من برودة أعصابه ، وكما يقولون ، يمكن أن تنفجر لأدنى سبب : عشان انا خلاص تعبت منك يا زين انت واحد اناني و مستبد من الاول و انا مستحملة كل حاجة منك .. بس توصل انك تقلب الدنيا عشان ابتسمت مع زميل ليا من باب الذوق يبقي انت متوقع مني الخيانه و مابتثقش...

وضع زين يده على فمها ، ليمنعها من الاستمرار في حديثها الأحمق ، هامسا بهسيس وأنفاسه الحارة تحرق بشرتها الناعمةx: اخرسي مش عايز اسمع ولا كلمة تانية و الا هدفنك مكان ما انتي واقفة سامعه

اتسعت روان عيناها بذعر من همسه المخيف ، ثم حاولت أن تخفض يده عن فمها لإبعاده عنها ، لتتمكن من دخول المنزل ، لكنه لم يتحرك مثل الجبل من مكانه.

عضت يده بأسنانها في حقد منه حتى أنه ئن من الألم واستشاط غضبًا منها ، ثم انحنى فجأة ورفعها على كتفه مثل الزكيبة ، ليمشي بها إلى الداخل ، وهي تهتف برعب حيث جفت الدموع علي وجنتها : انت اجننت يا زين ايه اللي بتعملوا دا نزلني!!!

بدأت في توجيه ضربات خفيفة على ظهره والركل بقدميها في الهواء.

زين بزمجرة : عليا النعمة لو سمعتلك صوت لا اكون ضربك ومش محتاج اقول هضربك فين لإنك فهمتي قصدي .. و انسي خالص اني دكتور و متحضر .. فاتلمي و بطلي حركة خلي يومك يعدي

احمر وجه روان وهي تضع يديها على فمها ، لتمنع نفسها من نطق أي كلمة قد تؤدي بها إلى مشكلة أخرى هي في غنى عنها ، وقد استراحت قليلاً بعد أن أفرغت ما في قلبها.

بينما هو يركض بخطوات واسعه ، وهي على كتفه حتى لا يشعر أحد من المنزل بوجودهم.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في الاعلي في غرفة حياة

دخلت الغرفة ، وخلفها حنان التي أغلقت الباب عليهم ، وسارت تجلس على الكرسي بجانب كرسي حياة.

حياة بحيرة : في ايه يا خيتي من وقت ما الناس وصلو و انتي مدة بوزك شبرين قدامك ؟

اردفت بينما اتسعت عيناها بتعجب : انتي مش فرحانه اننا وصلنا لبنت اخوي!!

حنان بصدمة : ايه اللي بتقوليه دا .. اكيد فرحانه عشان عمي الحج عبدالرحمن

اردفت بتوتر : بس غصب عني معرفش ليه مقبوضة من مجيتهم

حياة بعدم فهم : يعني ايه مقبوضة يا حنان ؟

حنان بإندفاع : الصراحة يعني مش مطمنه للست مريم دي خالص .. من وقت لما شوفتها خايفة بدر يحط عينه عليها و يتجوزها

صفعت حياة على صدرها وصرخت في وجه حنان باستنكار شديد : يخرب مطنك يا وليه يا خرفانه كيف تفكري كدا ؟

حنان بغيرة : يعني انتي مش شايفها دي كأنها بنت تلاتين سنةx مش جدة .. دا غير ان بنتها متجوزة اخوه جوزها يعني الموضوع مش غريب عنهم

قالت حياة بعدم تصديق ، وهي تضرب كف على كف : حقيقي انتي اتجننتي من عقلك بدر بعد العشرة اللي بينكم السنين دي هيعمل كدا

اضافت بخذلان : انا حزينه من ظنك في الناس

ثم اكملت بصرامة : و ماتكلميش كدا تاني يا حنان الكلام الماسخ دا قدام حد و لا حتي بينك و بين نفسك استغفري ربنا و استهدي بالله

حنان بتنهيدة : استغفر الله العظيم يارب

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في غرفة زين و روان

استمر في المشي ذهابا وإيابا في الغرفة بغضب ، منتظرًا خروجها من الحمام ، لأنها عندما دخلوا الغرفة وأنزلها على الأرض ، ركضت إلى الحمام و قد مر اكثر من عشر دقائق ، وهي في الداخل.

بعد عدة دقائق

فتحت روان الباب للخروج من الحمام مرتدية بيجاما مريحة ، ولكنها مجسمة على جسدها الفاتن.

بعد أن أخذت حماما سريعا أنعشها من التوتر العصبي ، والإرهاق الذي أصابها لاستعادة نشاطها الكامل.

كان زين متوتر بعدما شاهد شكلها الأنثوي الجميل ، لكنه سيطر على نفسه ، وتتمتم بسخرية : ما لسه بدري يا مدام اخيرا خرجتي

مرت روان بجانبه ، ورفعت شعرها الطويل ، وربطته حتى لا يزعجها ، ولم تهتم به كأنه لم يتكلم ، فاغتاظ من تجاهلها الواضح له.

صاح زين وهو يتبعها بنرفزة : لما اكون بكلمك تقفي وتردي عليا .. سامعة

التفتت روان إليه ، وهي تصرخ في وجهه أيضًا : انت مش ناوي تجيبها لب...ر

بتر جملتها عندما انحني عليها ، وهو يمسك وجهها بكلتا يديه ، ويسحق شفتيها بين شفتيه في قبلة عنيفة قاسية فإختل توازنها ، ووضعت يديها تلقائيا على مرفقيه تتشبث به حتى لا تسقط بسبب هجومه الضاري عليها.

لم تقاومه في البداية لأن عقلها توقف عن التفكير لبرهة ، لكنها استعادت وعيها وحاولت رفع يدها لدفعه بعيدًا عنها ، لكنه أدرك نواياها وانها تريد الهروب.

قبض علي خصرها وضغط عليه بقوة ، وهو يعض شفتها السفلية ، ليصدر منها تأوه بشكل عفوي ، جعله يتعمق بنهم وشغف أكبر في تقبيلها ، ممَ جعلها تذوب في يده في لحظات وردية لم تحسب كم عددها.

كان يفرغ كل القهر الذي يكوى صدره ، بإغراقه بشفتيها حيث إرتشف منها طعم شهد العسل اللذيذ ، لتجعله ينسي من هو.

ترك زين شفتيها علي المهل رغماً عن إرادته ، ليجعلها تتنفس ثم دفن وجهه في تجاويف عنقها المرمر يلمسه بشفتيه ، وأنفاسه الحارة تذوبها بحرارة مثل شمعة في نيران عشقه.

همس بصوت أجش رجولي من بين انفاسه اللاهثة : سيبتك تكلمي و تزعقي و تخرجي كل اللي جواكي كفاية جنان لحد كدا كل كلامك غلط

همست بتخدر : وايه هو الصح؟

رفع زين رأسه ببطء وحدق فيها بإفتتان ، كانت شفتاها ووجنتاها حمرة اللون ، لذا بدت جذابة ومغرية.

تمتم زين بغيظ : يا غبية افهمي انا بحبك وبغير عليكي من اي حد

رددت روان ببلاهة وعدم استيعاب ، وشعرت أن قلبها ينبض من الفرح : بتحبني!!

زين بشبح ابتسامة على فمه : مش بقولك غبية انا مقصدتش اجرح كرامتك و لا اتهمك ولا اقدر اشك فيكي .. انتي القلب الطاهر اللي شفي كل جروحي بس انا بغار عليكي اوي .. عارف اني زودتها مع الواد زميلك بس حسي بيا انا راجل و بحب مراتي ماقدرش ابقي بارد و اعديها من غير ما انفعل شوية

روان بحزن : وماقولتش كدا ليه و احنا في العربية

زين بندم : كنت متعصب اوي انا فعلا اناني زي ما قولتي مش عايز حد يقربلك او يبصلك حتي

اردف بزمجرة : مايغركيش اني دكتور و تعليم عالي و الشويتين دول .. انا في الاول و الاخر راجل بيعشق و يغار و مش شايف غير اللي مجننه امي من يوم ما اتجوزتها

هربت منها ضحكة عالية بسبب كلماته ، وهي تشعر بمدى سيطرتها على مشاعره بهذا الإعتراف.

همست روان له دلال ، بعثر كيانه وهي تلف يديها حول رقبته ، وتضم جسدها على جسده اكثر : حقك عليا يا قلبي انا كمان والله بغير عليك

اردفت في سخط فجأة ، وهي تبتعد عنه وتضع يديها علي خصرها : ماقولتليش تطلع مين دي اللي كنت واقف معها يا سي زين؟

قهقه زين على كلامها وتحولها من رقة إلى عنف في ثوانٍ ، ثم أجاب ببساطة : دي معيدة في الجامعه عندك و اخت زميلة كانت معايا في طب .. جت تسلم عليا وراحت لحالها بس كدا

روان بمزح : اذا كان كدا براءة

تحدث زين وهو يتنهد الصعداء : الحمدلله عديت من الامتحان الصعب دا علي خير

ضحك الاثنان بشدة حتى اختفت الابتسامة عن وجه روان التي صاحت بدهشة : اومال فين بنت عمي انا نسيتها خالص؟

ضرب جبينها برفق قائلاً بمرح : لسه فاكرة تسألي عنها دلوقتي اكيد وصلت مع ابوكي قبل ما نيجي بكتير

تمتمت روان بتعجب وهي تنظر إليه بغيظ : غريبة مالمحتش حد و انت شايلني زي الشوال لحد هنا

زين بضحكة : هموت من كلامك يا بنت الايه انتي اعقلي

اخرجت لسانها وهي تلاعب حاجبيها بحركة مضحكة ، ثم قالت برقة مقصودة : لا مش هعقل قبل ما اجننك يا روحي

أمسكها من خصرها وجذبها حتي التصق جسده بجسدها حيث وجهها الخجول بات قريبًا جدًا من وجهه : انتي خلاص جننتيني و اخدتي قلبي و عقلي و روحي وفلوسي وصحتي حياتي كلها ليكي

نظرت إليه بابتسامة عاشقة تزين ثغرها ، بينما قلبها يدق مثل الطبول ، ثم همست بشرود في ملامحه : وحشتني

جلس زين على حافة السرير خلفه ، وجعلها تجلس علي قدميه ، قائلا بصوت هامس في أذنها : مش اكتر مني

همست بدلال : تؤتؤ انا اكتر

جعلها تستلقي على السرير فجأة ، ثم إعتلاها بجسده الضخم قائلاً بنظرة ماكرة : اثبتي كلامك بالفعل

"زين"!!

همست روان باسمه في إستحياء ، وارتباك من حركته المفاجئة ونظراته المتفحصة لها.

"ويلاه" إن نطقها لأحرف اسمه لم يبعثر فؤاده فقط بل كيانه بأكمله ، وكانت هي الشعلة التي توهجت بها مشاعره اليها ، ولن تنطفئ إلا بقربه منها.

ابتهجت أساريره حينما وجدها تلف ذراعيها حول رقبته بخجل و رقة ، ليقترب أكثر فأكثر حتى لامست أنفاسه الساخنة وجهها.

ابتلع زين لعابه بتوتر ، وهو يجول بعينيه على كامل وجهها ، ثم صوب نظراته في نقطة معينة ، وبدأ بتقبيل شفتيها قبل صغيرة ببطء حتى استجابت له بخجل ، وهي تئن من ضغط جسده على جسدها ، ليقتحم مداخل شفتيها التي اشتاق لها في بضع دقائق يلتهمها بشغف وشوق ، لكنه فجأة أصيب بالجنون عندما شعر أن شفتيها الناعمتين تحاول التناغم مع شفتيه بقلة خبرة أفقدته رشده كلياً.

نزل زين إلى رقبتها ، ووزع عليها قبلاته الملتهبة ، خلال ذلك بدأ في تجريد نفسه من ثيابه ، ثم تجريدها مما كانت ترتديه.

كادت تذوب في يديه بسبب الخجل من قبلاته التي ألهبت النار في جسدها بالكامل ، بينما يتذوق كل إنش منها ببطء وعشق شديد ، لتنصهر كل حصونها الضعيفة وتطوق رقبته مع العبث في شعره بهذيان.

وتتركه يحكي عن اشتياقه إليها ، وحرمانه من النعيم من قربها وهي بين ذراعيه على طريقته الخاصة ، وهو يقبل كل شيء فيها بلهفة ، لعله يستطيع الإرتواء منها ، لكن كلما تعمق اكثر ، زاد شوقه للمزيد اكثر وأكثر.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في غرفة ادهم و كارمن

خرج من الحمام يجفف شعره بعد أن أخذ حمام منعش من عناء السفر.

رأي كارمن تجلس على الكنبة أمام السرير العريض في وسطه ملك نائمة بكل براءة ، وتحتضن لعبتها الصغيرة.

ابتسمت كارمن بحبور عندما وجدته يمشي باتجاه الطفلة الصغيرة ، ويقبل شعرها بحنان ، ويدثرها جيدا ثم مشى نحوها ، وجلس بجانبها علي الأريكة.

همس أدهم وهو يعطي المنشفة لكارمن ، وانحنى قليلاً بجزعه ، فأمسكتها وبدأت تجفف شعره بلطف : ايه يا حبيبي ليه مانمتيش شوية ؟

رفعت كارمن كتفيها بعدم معرفه قائلة ببساطة : مجاليش نوم

ادهم بهدوء : لازم بتفكري في حاجة؟

وضعت المنشفة على حافة الأريكة ، ثم التفتت إليه واستلقيت في حضنه ، لف إحدى ذراعيه حولها ، وبدأ بالأخرى في المداعبة خصلاتها الناعمة بحنو.

كارمن بسرور : مبسوطة اني جيت وحاسة اني مرتاحة اوي .. جدي طلع طيب و حنين زي انت ما قولتلي

ادهم بإبتسامة : يارب دايما مبسوطة .. انا كمان حسيت بيك كان باين عليكي لما اندمجتي بسرعه في الكلام معهم.

أومأت برأسها قائلة بهدوء : طلعو كلهم ناس طيبين .. وكمان انا فكرت واحنا في الطريق لهنا اكيد بابا لو عايش كان هيفرح بمسامحة و رضا ابوه عنه و انا عايزة بابا يبقي مرتاح في قبره لما يعرف اني سامحت جدي ..

اضافت بتساءل : بس اللي محيرني يا تري جدو عايز ماما في ايه؟؟

ادهم بثقة : اكيد هيصالحها

اردف بفخر واعتزاز : بس عارفه انك عجبتيني جدا لما لاقيتك واقفة بثقة .. كنتي قوية في وقت حد غيرك كان ممكن ينهار او الخوف يسيطر عليه بس انتي اتعاملتي مع الموقف بشجاعه و لباقه

كارمن بتنهيدة شاردة : انا مش قوية ابدا بالعكس انا ضعيفه اوي .. بس من يوم ما بابا سابني انا وماما لوحدنا بقيت بكتم مشاعري جوايا .. ماما كانت ليا اب وام مع بعض .. كان لازم انا كمان احاول اعملها حاجة كنت بذاكر كتير و مش بخرج مع اصحابي و مش بتعامل مع حد ولحد ما وصلت سن 17 سنه كان شعري قصير جدا .. بس لما دخلت الجامعه بدأت اسيبو يطول شوية.

نهضت كارمن من عناقه ، ثم رفعت بصرها إليه ، فوجدت عينيه مثبتتين عليها ، وتلمعان بحب.

اعتدلت في جلستها بشكل مريح قائلة بصدق : انا مبسوطة اكتر بوجودك انت معايا وسطهم .. قوتك انت خليتني اواجهه من غير خوف

ابتسم ابتسامة عريضة، وسحبها على صدره ثم تحدث بصوت هامس ، وهو يربت برفق على ظهرها : يا قلبي مفيش شخص قوي طول الوقت كل واحد له لحظة ضعف .. بس المهم انه يبقي حواليه ناس بيحبوه عشان يطمن بدعمهم.

حل الصمت بعدها قليلا ، وبعد مدة شعر بإنتظام أنفاسها على صدره ، فعرف أنها قد نمت ، فظل على وضعه حتى لا يقلقها ، وبعد فترة وجيزة نام هو الأخر.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

عند زين و روان

توسدت صدره وعيناها مغلقتان ، منهكة قليلاً مما فعلوه.

لا شيء يكسر الصمت الذي يحيط بهم سوى أنفاسهم السريعة واللاهثة التي بدأت تهدأ تدريجياً ، بعد انتهاء تلك العاصفة المليئة بالمشاعر الحارة بينهما.

سمعت همسه الحنون في أذنها ، وهو يشد من ضمه اليها اكثر علي صدره : مبروك يا حرم الدكتور زين الاسيوطي

ردت روان بينما تحمر خجلاً ، وتمرمغ وجهها أكثر في صدره ، وغطت جسدها بالكامل تحت البطانية بحياء خجول : الله يبارك فيك يا حبيبي

زين بضحكة : ارفعي وشك طيب هتفضلي مستخبيه تحت اللحاف كدا .. بتخبي ايه ما خلاص كل شئ انكشف و بان

وخزته في الجنب بحرج : زين لو سمحت بطل قلة ادب

تأوه زين بوجع طفيف ، وقال ضاحكًا : بهزر خلاص ماتزعليش .. تعرفي اني مبسوط من اللي حصل دا

روان بعدم استيعاب : اللي هو ايه؟

زين بمكر : خناقنا سوا .. يا سلام لو كل مرة ينتهي النهاية دي .. هتخانق معاكي كل ساعة

قالت روان وهي تحاول النهوض من بين ذراعيها بصوت خفيض : احم انا هقوم اخد شاور

أمسكها من خصرها لمنعها من الحركة قائلا بخبث : اجي معاكي

شهقت روان وقالت بعبوس : تيجي معايا فين هو انا طالعه رحلة

رفع حاجبيه ليقول ببراءة خادعة : انتي الخسرانه حبيت اعرض خدماتي واساعدك يمكن تحتاجي حاجة كدا و لا كدا

روان بزمجرة : بس بقي يا زين عيب كدا

زين بصدمة : ايه هو اللي عيب يا هبلة انا جوزك لحقتي تنسي كل مجهودي من شوية

روان تكاد تبكي بسبب جرأته ، و بدأت بالتحرك في محاولة للهروب من قبضته : يخربيت كلامك دا منظر دكتور محترم دا ازاي

ضحك زين بخبث : دكتور مع الناس كلها بس معاكي انتي .....

همس لها بالكلمة الأخيرة في أذنها ، فإنصبغت وجنتاها من فرط الخجل ، وضربته في بطنه بكوعها وركضت إلى الحمام ، وهي تلف نفسها في ملاءة السرير دون أن تفكر فيما سترتديه عندما تخرج.

بعد عدة دقائق

خرجت روان وهي تنظر إلى الأسفل في حرج ، وتلف جسدها الرشيق بمنشفة فقط ، وشعرها مبلل قليلاً ويتساقط منه قطرات على رقبتها.

لمحت زين يتوسط الفراش بكسل كما تركته ، بينما هو يتأملها بنظرات لامعة وثاقبه بابتسامة محبة على وجهه ، ثم أشار إليها بإصبعه حتي تقترب منه ، لكنها همست قائلة بعقل مشوش : لحظة هلبس هدومي و اجي

هز رأسه بصمت مستنكرًا ، مصرًا عليها أن تأتي إليه.

تنهدت روان في إحباط من إصراره ، وسارت بخجل إلى السرير قبل أن تتمتم بخفوت : جيت اهو في حاجة!!

وضع زين يده على المكان الفارغ المجاور له علي السرير مبتسما بمكر : اقعدي و خلي ظهرك ليا

علقت عيناها إلى السقف بحيرة من طلبه ، لكنها نفذته دون اعتراض.

اقترب منها اكثر ، لتنبعث حرارة جسده الملتصق بها في انحاء جسدها ، ثم رفع يده لإزاحة شعرها إلى جانب واحد.

أغمضت عينيها عندما هبط برأسه ، وشعرت بشفتيه تقبل رقبتها من الخلف بطريقة مثيرة بطيئة.

بعد ذلك شعرت بشيء بارد يلامس عنقها.

أنتهى من إغلاق السلسلة خلف رقبتها ، فأنزلت رأسها قليلاً ، ثم شهقت مندهشة من جمال الفراشة التي كانت تزين عنقها.

أمسكت بها تلامسها بأصابعها ، واستدارت بجسدها اليه قائلة بسعادة : الله حلوة اوي دي بتاعتي

أومأ زين إليها وهو يتأملها وعيناه متلألأتان بعشق وابتسامة محبة تحتل شفتيه : ايوه يا قلبي

روان بابتسامة جميلة جدا قالت بدلع : تعيش وتجيبلي يا زيون ربنا يخليك ليا

زين بإستنكار : ايه زيون دي!!

تنحنحت روان بحرج : بدلعك ايه مش حلو!!

زين بنظرة خبيثة أوشك علي تقبل ذقنها : منك انتي حلو بس لو اخره ياء هيبقي احلي جربي تقوليها كدا

دفعته روان من كتفه بتذمر طفولي : زين وبعدين معاك بقي .. هي السلسلة دي بمناسبة ايه ؟

زين بإبتسامة حنونه : ممكن تعتبريه عربون صلح

روان بذكاء : معني كدا انك لسه هتجيبلي حاجة كمان!!

زين يمسح إبهامه على خدها قائلاً بحب : انتي اطلبي اي حاجة و انا هنفذها

غمغمت روان بتفكير : اطلب اي حاجة اي حاجة

أومأ إليها في صمت

نظرت إليه روان ببراءة وقالت برجاء : عايزة اروح البحر بقالي كتير اوي ماشوفتوش

همس زين متظاهرًا بالدهشة : ايه دا هو انا غلطت اوي كدا!!!

روان بتحذير : زين بطل رخامة

ضحك زين على أسلوبها قائلا بقلة حيلة : ماشي يا ست روان اوديكي البحر .. عايزة حاجة تانية؟

قبلته علي خده برقة وأردفت بدلال : هبقي أفكر واقولك .. حبيبي يا ناس

حدق بها زين بتردد : عايز اقولك حاجة بس من غير تزعلي؟

نظرت إليه روان بقلق لتسأل : حاجة ايه!!

أجاب زين بجدية : و انا بشتريلك السلسلة قابلت ريهام

رمشت روان ، وقالت بعدم فهم : تطلع مين ريهام دي؟

زين بصوت أجش : اللي حكيتلك عنها في بداية جوازنا

صُدمت روان وتحول وجهها إلى شاحب جدًا مما سيقول بعد لحظة ، ثم همست بريبة : و بعدين!!

زين بإستغراب :x ليه خوفتي كدا؟

خفضت عينيها عن عينيه ، وتمتمت بإرتباك : لا انا ماخوفتش كمل كلامك

رفع زين ذقنها برفق قائلا بحنان : روان بصيلي انتي دلوقتي مراتي يعني كل حاجة في حياتي من حقك تعرفيها و تشاركيني فيها مش كدا

روان بخفوت : ايوه

استكمل زين حديثه : انا كنت واقف في محل الدهب و لاقيتها جاية هي و خطيبها و سلمت عليا

روان بفضول : طيب قولته ايه لبعض؟

زين ببساطة : كلام عادي ومحدود

ابتلعت روان بتوتر وشعرت بألم خفيف في معدتها : و انت حسيت بإيه لما شوفتها؟!!

زين : .....

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

نهاية الفصل الرابع و الثلاثون
توقعتكم
نورهان

زهرورة likes this.

نوورهان محسن غير متواجد حالياً  
قديم 15-10-22, 05:38 AM   #44

نوورهان محسن

? العضوٌ??? » 493921
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نوورهان محسن is on a distinguished road
افتراضي مزيج العشق

الفصل الخامس و الثلاثون ( سوء فهم ) مزيج العشق

أسوء مسافة بين شخصين هي سوء الفهم...!!!

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

في غرفة زين وروان

ابتلعت روان بتوتر ، وشعرت بألم خفيف في معدتها ، وسألت بتردد : و حسيت بإيه لما شوفتها؟

رد زين بصدق مليء بالعاطفة ، وهو ينظر في عينيها البريئة : حسيت ان ربنا راضي عني و بيحبني عشان رزقني بزوجة زيك وبحمد ربنا انه خلاني امر بالتجربة دي .. عشان اعرف قيمتك انتي دلوقتي و اعرف قد ايه انا بحبك يا روان

إلتمعت الدموع في عينيها ، وتهدجت نبرة صوتها من فرط تأثيرها بكلماته الجميلة : بجد يا زين

اومأ زين اليها قائلا بترقب : روان عايز اعرف انتي مسمحاني علي اللي فات و لا لسه شايلة جواكي مني

شعر قلبها بالراحة بسبب حديثه اللطيف ، لذا عادت إلى أسلوبها المشاكس مرة أخرى وتظاهرت بالتفكير : اديني شوية وقت افكر و رد عليك

زين بحب : عمري كله تحت امرك و ملكك

غمغمت روان بشرود في ملامحه التي تعشقها وتحافظها مثل اسمها : طب انا لو حابة اعاقبك هقدر ازاي بعد كلامك الحلو و تصرفاتك دي قلبي مايطوعنيش ..

ثم وضعت يدها على ذقنه المنمقة و أستطردت بصوت هامس : زين انت حب طفولتي و مرهقتي وشبابي وعمري كله .. عارفة ان جوازنا كان تقليدي .. و صدقني ماكنتش منتظرة منك كتير بس كان عندي امل في ربنا انك تحس بيا و تديني فرصة .. اوريك قد ايه انا بحبك بجد .. انا مسمحاك والله

ضمها زين بين ذراعيه قائلاً بهمس حاني : بحبك اوي يا روان و مش عايز غيرك و بشكر ربنا و بحمده علي انه كرمني بإنسانه قلبها حنين وبتقدر تسامح و روحها حلوة و اجمل وحدة في عينيا أنا مش بحبك بس انا بتنفسك

همست روان وعيناها مغمضتان داخل احضانه الدافئة التي بالنسبة لها تمثل النعيم بحد ذاته : و انا بعشقك يا زين اكتر من كل حاجة في الدنيا

قبل زين جبينها بحب قائلا بهدوء : قلبي انتي تعالي ننام شوية قبل ميعاد العشاء

روان بخجل : هنام كدا اصبر البس حاجة بس

همس بنبرة تملُّك ، ولفها جيدًا في أغطية السرير بين ذراعيه : و انتي في حضني ماتقوميش لأي سبب

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في مكان اول مرة نذهب اليه

داخل شقة في احدي الاماكن الراقية

نادين تستلقي براحة بين ذراعي قاسم ، وهي تعبث بشعر صدره بعد عاصفة ساخنة من الأفعال المحرمة.

قبل قاسم وجنتها بعمق قائلا بإبتسامة : كنتي وحشاني بشكل فظيع يا حبي

همست بغنج : انت اكتر يا قلبي

قاسم بلهفة : اخيرا قدرت اشوفك ليه كنتي غايبة عني كل الفترة دي

نادين بتبرير : ما انا قولتلك في التليفون العين مفتحة عليا جامد من يوم ما اتجوز البيه و انا مستحيل اعمل حاجة تخليه يشك فيا .. دا انا لما بجيلك كدا بلف كتير قبلها بالعربية .. عشان اتأكد انه مش مخلي حد ماشي ورايا

قاسم بخبث : برافو عليكي بحب فيكي ذكائك يا روحي

نادين بنظرة مغرية قائلة بهمس انثوي : ذكائي بس اللي بتحبه

عض علي شفتيه قائلا بوله : كل حاجة فيكي بعشقها

نادين اعتدلت في نومها وقد أشبع غرورها بكلماته ، لتقول بجدية : لازم ابقي حريصة طول الوقت و اتوقع كل حاجة .. ادهم مش سهل لو حب يعرف انا بروح فين هيعرف

قاسم بإستفهام : طب ازاي جيتي و انتي قلقانه كدا

ردت نادين بخفوت : عشان سافر الصبح وهيغيب كام يوم مافيش في القصر غير امه وانا بس

نظر قاسم بجرأة إلى جسدها النصف عاري ، وقال بشغف : يعني ينفع تباتي معايا انهاردة

هزت نادين رأسها وقالت برفض على الفور : لا طبعا ماينفعش ابات برا هتكشف علي طول يا حبيبي .. ممكن نشوف بعض كل يوم لحد مايرجع .. و بعدين انت ماقولتليش ليه خليتنا نقابل هنا ؟!

قاسم بنبرة خبيثة لم تدركها نادين تحمل بين طياتها الكثير من المؤامرات : دي شقة واحد صحبي اخدت مفاتيحها منه .. ماكنش ينفع نتقابل في شقتي اختي قاعدة عندي اليومين دول و انا ماصدقت انك قولتي انك جاية كان لازم اتصرف بسرعة

استندت عليه وهي تقبل شفتيه بخفة ، قائلة بدلع انثوي : بحبك

ومضت عيون قاسم بشكل خبيث وهو يرفع الغطاء عليهما : و انا بموت فيكي

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

مساءا في منزل الحج عبدالرحمن

يجلس الجميع حول المائدة ، ويأكلون العشاء في أجواء مليئة بالسعادة والسرور

حياة بتساءل : فين مامتك يا كارمن؟

كارمن بهدوء : طلعت اشوفها من شوية لاقيتها نايمة محبتش ازعجها اكيد تعبانه من مشوار السفر

حياة ببشاشة : ماشي حبيبتي انا هبقي اطلع اطمن عليها يمكن تصحي و تجوع بليل

الحج عبد الرحمن بحنان : كلي يا بنتي انتي مكسوفه و لا ايه

كارمن برقة : لا يا جدي والله باكل اهو

حياة بتأنيب : قولها يا ادهم يا ولدي تتغذي كويس .. انتي نحيفة اوي يا حبيبتي

ابتسم ادهم بمكر : اصلها خايفة جسمها يتخن و أبص برا

ضحكوا جميعًا ، لكنها نظرت إليه بتوعد.

بدر بهدوء : لالا ادهم ولد اصول مايعملش كدا

تحدث ادهم برزانة : تسلم يارب من اصلك الطيب

الحج عبد الرحمن بإبتسامة : الحمدلله انا دلوقتي مطمن اني هسيبك في عصمة راجل جدع و معدنه اصيل

ابتسم ادهم بإحترام : الله يخليك و يبارك في عمرك يا جدي

كارمن : ربنا يديك طولة العمر يا جدو

الحج عبد الرحمن : تسلم يا ولدي و تعيشي يا قلب جدو

صرخت روان مصدومة : خياااانه .. انت بتتغزل في وحدة غيري يا جدي دي اخرتها

انفجر الجميع ضاحكين على تلك الفتاة المجنونة التي دلفت مثل صاروخ الي غرفة الطعام مع زوجها.

حنان بتوبيخ : يا بنتي اعقلي ايه اللي بتقوليه دا؟

نظر زين إلى السقف مغمغمًا بمزاح : مفيش فايدة قدري ياربي و رضيت به

روان بهمس متواعد : قدرك ماشي خليك فاكرها

أشار بدر اليها وقال : تعالي سلمي يا روان علي بنت عمك

نهضت كارمن مبتسمة ، وانتظرت روان التي وقفت امامها و هتفت بإعجاب : ايه العيون الزرقه القمر دي ماشاء الله انتي حلوة اوي انا روان

اتسعت ابتسامة كارمن لتلك المرحة ذات القامة الطويلة عنها قليلاً ، ثم رفعت وجهها اليها لتقبيل خديها قائلةً بحبور : انتي احلي حبيبتي تسلمي .. ما انا عارفه بسمع عنك من وقت ماجيت وكان نفسي اشوفك

دعتهم حياة قائلة بهدوء : لا سلام علي طعام .. اقعدو يا ولاد يلا عشان تكملو اكل و بعدين اتكلمو زي ما انتو عايزين

وهكذا مر اليوم بسعادة غامرة في القلوب وراحة طغت على مشاعر الجميع ، بعدما كانت بدايته مليئة بالفوضى والقلق والحزن والشجار.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

كانت تمشي حافية القدمين على شاطئ البحر الذي تحبه كثيرا، وتفكر بعقل شارد ، لكن شيئًا ما لفت انتباهها جعل عينيها تتسعان بدهشة ، وهي تراه على بعد أمتار قليلة منها.

يجلس عمر على الرمال ، وكالعادة التي يحب فعلها دائما يرسم على الرمال.

لم تصدق أنه موجودًا أمام عينيها ، وكانت تخشى أن يكون مجرد طيف وسيختفي ، فركضت إليه وصرخت باسمه ، وعندما وصلت إليه كان يحدق بها، فوقفت تلهث في مكانها من الركض.

عمر بإبتسامته العذبة : قربي ماتخافيش يا كارمن اقعدي جنبي

جلست كارمن على الرمال بجانبه ، تاركة مسافة بينهما ، مضطربة قليلاً من آثار المفاجأة ، ثم همست بصدق : وحشتني و كان نفسي اشوفك يا عمر

عمر بمحبة : وانتو كمان كلكو وحشتوني و ملك وحشتني اوي

كارمن بإبتسامة : طمني عليك

قال عمر بتنهيدة وهو ينظر إلي البحر : انا كويس اوي و مبسوط بس ناقصني وجودكم معايا .. لكن انا مطمن عشان انتي مش لوحدك دلوقتي و مابقتيش خايفة زي الاول

نظرت كارمن إليه قائلة بإستفهام : ليه عملت كدا يا عمر ليه؟

قال عمر بنبرة حزينة يكتنفها الغموض : بكرا هتعرفي بس انتي حبيتي ادهم .. مش هنكر ان دا بيوجعني بس هتكون انانية مني لو هنبسط بوحدتك سنين عمرك الجاية وانتي عايشة علي ذكري زوج ميت كنتي متعودة علي وجوده في حياتك بس محبتهوش

خفضت عينيها وقالت بدموع : سامحني يا عمر لو خذلتك بس دا مش بإيدي .. حاولت امنع نفسي بس انا ماقدتش محبوش

عمر بإبتسامة حنونه : انتي محبتيش غيره يا كارمن وانا مرتاح ان ادهم معاكم هو هيعرف يحميكم احسن مني ومن اي حد .. اهم حاجة بنتي خدي بالك منها واحكيلها عني وفكريها بيا دايما

ثم قال مردفًا : خدي حذرك من الثعابين اللي بدأت تخرج من جحورها و مش ناوية الا علي كل شر ليكم

لم تستطع فهم ما قاله لها ، ثم بعد برهة رأت عمر فجأة يختفي من أمامها ، ولم يعد له أثر.x

في غمضة عين ، وجدت نفسها في مكان مختلف تمامًا

تقف في وسط حديقة واسعة جدًا مليئة بالنباتات الخضراء والورود الملونة والأشجار ، ثم رأت أدهم وملك يضحكان ويلتفان حولها وهما يلعبان بمرح.

لم تستطع أن تكتم ضحكتها علي منظرهما معًا ، لكن ابتسامتها اختفت عندما رأت الورود والنبات الأخضر يذبل ، وظهرت العديد من الثعابين من الأرض ملتفة حول أقدامهم.

★★★

فزعت من نومها وهي تطلق صرخة تشق حلقها ، لكنها كتمتها بسرعة حتي لا تقلق الصغيرة وزوجها النائمين بجوارها.

جلست متكئة على مرفقيها وتلهث بشدة وتصبب وجهها عرقا ، تتذكر أحداث ذلك الحلم الذي تحول إلى كابوس مروّع هشم قلبها.

نظرت إلى ملك تلقائيا ، ثم انحنت وقبلت يدها الصغيرة حنان ، ودموعها تنهمر على خديها في خوف.

ضمتها إلي صدرها وهي تغطيها جيدًا ، وأمسكت بيد أدهم الغافي بهدوء وهي ترتجف ، ثم رددت بصمت بعض الآيات القرآنية لطمأنة روحها وحاولت العودة للنوم مرة أخرى ، لأن الوقت كان لا يزال مبكرا.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

صباح يوم جديد

في غرفة زين و روان

كانت روان تململ في نومها ، وهي تمسح بأناملها على خدها ، ثم بعد برهة تعود مرة أخرى منزعجة من تلك اللمسات الخفيفة التي تمشي على وجهها.

غمغمت روان مستاءة ، وهي تفتح جفنيها بتكاسل ونعاس ، لاستكشاف ذلك الشيء المزعج الذي يؤرق نومها الهادئ.

اصطدمت عيناها البندقية مباشرة مع عسليته اللامعة ، التي كانت تحدق بها بحب ، وابتسامة احتلت فمه حيث تمكن من إيقاظها أخيرًا.

قبل زين وجنتها الناعمة ، وقال بصوته الأجش : صباحية مباركة يا عروستي

لانت تعبيرات وجهها بإبتسامة خجولة ، ثمّ همست ببحة مغرية من آثار النوم أرهقت قلبه كثيرا : الله يباركلي فيك يا قلب العروسة و روحها

دفن زين رأسه في تجاويف رقبتها ، يستنشق شذاها الطيب ، يهمس بأنفاس ساخنة تلفح عنقها : اااااخ من دلعك للي هيكون سبب رئيسي في ان قلبي يقف نبضه

حاولت روان النهوض قائلة بإرتعاب : يا ساتر يارب بعد الشر عليك .. ايه الكلام الفظيع اللي بتقوله علي الصبح دا؟

وضع زين إصبعه على فمها وقال في نفس الهمس المثير : اسكتي ماتبوظيش اللحظة الرومانسية دي وبعدين في حل واحد يرجع قلبي يشتغل تاني

ضحكت روان متمتمة بخفوت : وايه هو بقي يا دكتور ؟

حدق في شفتيها الشهية بنظرة غامضة ، ثم إقترب فجأة وسرق منها قبلة خاطفة ، ثم عاد يحدق في ملامحها بحب قائلا بصوت مبحوح : كدا قلبي رجع يدق من تاني

احمر خديها أكثر ، قائلة بتلعثم : وسع بقي .. عايزة اخد دوش وانزل اشوف بنت عمي .. مش هروح الجامعة انهاردة عشان مالحقتش اقعد معاها امبارح

ضحك زين متمتمًا في سخط : انا بدأت اغير منها هي هتاخدك مني من اولها كدا

أمسكت وجهه بين راحة يدها الصغيرة قائلة بدلال ممزوج بالحنان ، وهي تلامس طرف أنفه بأنفها : يا قلبي هي شوية و هترجع بيتها وهفضل ليك لوحدك خالص

زين بإبتسامة جانبية : بتثبتيني يا لمضة ماشي يلا قومي

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في الاسفل

بعد أن تناولوا الفطور ، وقاموا من على طاولة الطعام ، حاولت كارمن الإمساك بالأطباق لمساعدة عمتها ، لكن حياة صاحت عليها قائلة : سيبي يا حبيبتي اللي في ايدك مايصحش

كارمن بضحكة صغيرة : عادي يا عمتو بساعدك

حياة بإستفهام : طيب يا قلبي .. امك فين دي من امبارح ماكلتش لما طلعتلها لاقيت صنية الاكل كيف ما هي

كارمن بحيرة : والله ماعرف ايه اللي جرالها حاولت معها من شوية عشان تنزل تفطر كمان بس مش قادرة

حياة ببشاشة : خلاص يا حبيبتي انا هحضرلها فطار و اخليها تاكلو من ايدي

كارمن بإبتسامة : تسلمي يا عمتي تعبينك معانا

حياة بود : تعبكم راحة يا ست البنات معرفش فين البت روان اتأخرت في النزول ليه هي كمان!!

★★★

صعدت كارمن إلى الطابق العلوي ، راغبة في معرفة ما حدث لوالدتها ، فعندما ذهبت إليها قبل الإفطار ، كان أدهم معها فلم تفهم منها شيئًا.

وجدت شخصًا ظهر في وجهها دون سابق إنذار.

...: قفشتك

أطلقت كارمن صرخة الذعر مما حدث قائلةً بخوف : خضتيني يا روان اخس عليكي

روان بشقاوة : سلامته الجميل من الخضة

كارمن بخفوت : بكاشة اوي

ضحكت روان بخفة لتقول بمرح : بنت حلال كنت لسه بدور عليكي عشان استفرد بيكي و نرغي شوية

راقت الفكرة لكارمن التي قالت بإبتسامة : ومالو نرغي تعالي نقعد في اوضتي

روان بفرح : يلا بينا

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في المطبخ

دخلت حنان المطبخ ورأت حياة منشغلة بما في يديها ، كانت حياة تدير ظهرها نحوها ولم تراها تدخل.

سعلت حنان قليلا لكي تلفت انتباها قائلة بهدوء : انتي لسه واخدة علي خاطرك مني يا حياة

لاحظتها حياة لكنها تجاهلتها ولم ترد عليها.

اقتربت منها حنان وربت على كتفها بلطف ، وقالت بضيق : خلاص ياستي ماتزعليش مني كانت ساعة شيطان و راحت لحالها

نظرت إليها حياة بنظرة عابرة قائلة بهدوء : دايما بقول عنك عاقلة .. معرفش انك كبرتي و عقلك خف منك يا حنان

فركت حنان يديها بتوتر ، وبررت بنبرة خافتة : بصراحة ماقدرتش امسك نفسي لما شوفت جمالها .. مش بإيدي انتي عارفة بحب اخوكي و هفضل دايما اغار عليه

ضحكت حياة بسخرية وهتفت : اطمني يا اختي الست فوق راقدة متسطحة و تعبانه عينك جابتها الارض

خبطت حنان على صدرها ، وهي تشهق هلعًا ، وعيناها كادت أن تبرز من مقل عينيها وقالت بفزع : يا خرابي انتي بتكلمي بجد مالها الولية

حياة بحزن : من ساعة ما كانت مع ابوي معرفش ايه اللي جرالها شكلها اتأثرت بالكلام عن محمد الله يرحمه

شعرت حنان بالخجل من نفسها قائلة بندم : واضح كدا انها كانت بتحبه اوي واني ظلمتها بظنوني .. الله يسامحني شكلي حسدتها فعلا

ثم اردفت بفضول : انتي بتعملي ايه؟

حياة بإختصار : زي ما انتي شايفه اكل خفيف ليها الست ما اكلتش حاجة من امبارح

ذهبت حنان إلى الصينية التي عليها الطعام وشرعت في حملها : طيب سيبيه و انا هطلعهولها

حياة بشك : حنان

حنان بهدوء : والله ما فيش في قلبي حاجة نحيتها يا حياة خلاص بقي كفياكي عاد .. عايزة اعتذرلها عن تكشيرتي في وشها امبارح و اطمن عليها وافتح معاها صفحة جديدة

تنهدت حياة بابتسامة : ايوه كدا دي حنان خيتي ام قلب ابيض و نظيف .. ماشي خدي الاكل طلعي اوضتها ويبقي كتر خيرك لو اتأكدتي انها اكلته

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في غرفة كارمن

روان تجلس على السرير مربعة قدميها وأمامها كارمن وهما يتحدثان

روان بتنهيدة عالية : بس يا ستي و هي دي بقي قصة حياتي

كارمن بدهشة : حكايتك غريبة جدا

روان بعبوس : مش اغرب من حكايتك يا مفترية بهدلتي الراجل .. ايه الجبروت دا

كارمن بضحكة حلوة : هو الاغرب من اي حاجة ان انا وانتي اتجوزنا في نفس اليوم

مدت روان شفتيها إلى الأمام في استياء : ماتفكرنيش باليوم دا والنبي يا اختي

كارمن بإستفهام : انتي مش دلوقتي مبسوطة معه و الامور معاكو تمام

هزت روان رأسها ثم غمزت بمكر : ايوه الحمدلله .. بس انتي باين عليكي بتحبي ادهم

بهت وجه كارمن بشدة ، وهي تتذكر تلك الجملة التي قالها لها عمر في حلمها بالأمس.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★•

عند حنان

صعدت بصينية الطعام إلى غرفة مريم ، ثم طرقت الباب بلطف و إنتظرت برهة حتي سمعت نداء مريم من الداخل ، وتسمح لها بالدخول.

حنان بإبتسامة ودودة : اخبارك ايه دلوقتي يا ست مريم!!

ردت مريم بابتسامة نقية أيضا : الحمدلله تسلمي حبيبتي و مافيش داعي لست مريم ناديني مريم علي طول

تقدمت حنان من الفراش قائلة ببشاشة : ماشي انا جبتلك لقمة تسندك .. حسيت انك ما اكلتيش كويس من امبارح

مريم بحرج : ليه تعبتي نفسك كتر خيرك

حنان بطيبة : دا الواجب و احنا اهل

مريم بلطف : عارفه فعلا حسيت انكم اهلي من وقت ما جيت هنا .. من زمان اوي كان نفسي اكون وسطكم مع محمد الله يرحمه

ثم تنهدت بحزن : بس للاسف راح قبل ما تتحقق امنيته انه يتجمع معاكو من جديد

احمر وجه حنان وهي منزعجة من نفسها بسبب سوء ظنها في تلك المخلوقة الطيبة ، قائلة بإحراج : حقك عليا يا مريم لو عاملتك في الاول بجفاف شوية .. ربنا يبعد عننا الشيطان و يحمينا من الوساوس

مريم بسماحة نفس : امين يارب .. انا علي فكرة فهمت نظراتك ليا يا حنان .. لكن انا عذراكي و مش زعلانه منك باين انك طيبة ومش بتشيلي جوا قلبك

شعرت حنان براحة كبيرة ، كأن ثقل جبل قد أزيل عن صدرها : تسلميلي يا خيتي و عايزاكي من هنا و رايح تعرفي اني اختك و اي حاجة هتعوزيها اطلبيها مني و عيني ليكي

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

عند روان و كارمن

روان بإستغراب : مالك وشك اصفر ليه كدا

كارمن بإضطراب : مفيش بس حلمت بحاجة قلقاني شوية

تسألت روان بإستفهام : حلمتي بإيه

حدقت بها بتردد ثم بدأت تخبرها بكل ما رأته في حلمها المزعج

★★★

في ذلك الوقت

صعد أدهم من الأسفل وعلى كتفه ملك التي كانت نائمة ببراءة ، وكان ينوي الذهاب إلى غرفتهما لتنام براحة على السرير دون أن يقلقها أي شيء.

رفع يده الأخرى لفتح باب الغرفة ، لكن ذراعه تسمر في الهواء ، وهو يقف مكانه بعيون واسعة بصدمة و يستمع لما قالته كارمن.

★★★

في الداخل

اردفت كارمن بحزن : خايفة ان يكون اللي حصل دا معناه ان عمر مش راضي عني و زعلان مني و بيلومني علي اني قربت من ادهم و دا محسسني بالذنب ناحية عمر اكتر

★★★

عند ادهم

أصبح وجه أدهم محتقناً جداً ، ثم عاد إلى الوراء بصلابة حيث لم يعد يحتمل سماع المزيد ، ثم مشى مسرعًا متجهًا نحو غرفة مريم ليعطيها الصغيرة.

★★★

في الداخل

روان بإستنكار : ايه الهبل اللي بتقوليه دا يا بنتي مش لسه قايلة انه قالك في الحلم انه مرتاح انك في امان مع ادهم

كارمن : ايوه

روان بتفكير : الثعابين في الحلم معناها غدر و خيانة و عداوة يعني في جوا العيلة حد بيتمنالك الشر و الاذي

كارمن بحيرة : حد زي مين ؟

روان بتأكيد : اكيد مش من عيلتنا انتي شايفه اننا كلنا بنحبك ممكن يكون من عيلة جوزك

كارمن : مفيش حد غير ماما ليلي وهي بتعتبرني بنتها

روان : لا يا نبيهة في .. مرات جوزك اللي حكيتيلي عليها باين عليها حرباية من غير شك هي بتكرهك

كارمن بخوف : ربنا يستر انا عمري ما اطمنتلها

ربت روان على ركبتها قائلة بلطف : خدي حذرك منها انا قلبي بيقولي انها بتحاول تأذيكي

كارمن : حاضر

روان بغمزة : نرجع لكلامنا بقي انتي حبيتي ادهم بجد مش كدا

أومأت إليها مؤكدة في صمت خجول.

★•••••★•••••★

عند ادهم

خرج أدهم من غرفة مريم وسار في الممر الضيق ، فرك يديه ببعض التوتر ، وشعر أنه بحاجة إلى الهواء في أسرع وقت ممكن ، وكان يكاد يختنق في كل مرة ترددت فيها كلماتها في أذنه.

.... : اهلا يا ابو الشباب

ظهر شبح الابتسامة على شفتيه : اهلا يا ماجد

ماجد ببشاشة : جدي تحت كان بيسأل عنك كل رجالة العيلة تحت و عايزين يتعرفو بيك

على الرغم من أنه لم يكن في حالة مزاجية جيدة للسماح له بالجلوس مع أي شخص.

لكن كالعادة ، إكتسي وجهه الجمود الذي لا يجعل أي شخص يتنبأ بما سيفكر فيه هذا الصلب ، وكأن شيئًا لم يحدث.

قال أدهم وهو يأخذ نفسًا عميقًا ويحاول السيطرة على هدوئه : تمام يلا ننزلهم

ماجد بإبتسامة : يلا يا معلم

★•••••★•••••★

عند روان وكارمن

روان بإستفهام : بس ازاي اتقبلتي وجود ست تانية علي ذمته .. انا عن نفسي ماقدرش استحمل كدا ابدا ابدا

تنهدت كارمن قائلة بهدوء : الظروف بتحكم وفي الاول مكنتش بهتم اصلا بيها

ثم ارتفعت نبرة صوتها تلقائيًا ، وأردفت : بس من وقت ماقلبي بدأ يدق له وانا حاسة ان جوايا غلاية مش بتنطفي كل مابتخيل انه ممكن يقرب منها في اي وقت

انْتفَضَ جسد روان برعب من صياحها المفاجئ ، وقالت بحذر : اهدي يا ست الغلاية انتي هتفوري في وشي انا ولا ايه

قهقهة كارمن بشدة على أسلوبها المرح ، وتعبيرات وجهها وحركاتها المضحكة.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

جاء المساء دون حدوث أشياء مهمة

دخلت كارمن غرفة والدتها قائلة بابتسامة رائعة : مساء الخير يا ماما عاملة ايه

مريم بحنان : مساء النور انا كويسة يا قلبي

جلست على السرير بجانبها وقالت حيرة : في ايه يا ماما انتي مانزلتيش الا مرتين بس تحت و باقي الوقت جوا اوضتك

اردفت بقلق : حصل حاجة بينك و بين جدي قالك حاجة زعلتك .. وشك مخطوف من لما كنتي عنده احكيلي عشان خطري

تحدثت مريم بابتسامة هادئة لطمأنتها : بالعكس جدك طيب جدا اليوم اللي قعدنا مع بعض فيه .. فضلنا نتكلم لحد قبل العشاء عني وعن ابوكي و عن اختي الله يرحمهم

كارمن : الله يرحمهم .. ماما انتي ليه مش بتحبي تحكيلي عنها!!

مريم بتنهيدة حزينة : الكلام ساعات بيوجع يا كارمن و بيفتح جروح كتير مالهاش علاج .. يمكن عشان حكيت مع جدك عنها نفسيتي تعبت شوية

كارمن بخوف : بعد الشر عنك خلاص ارتاحي و بلاش تكلمي لو دا هيتعبك

ربت مريم على كفها الناعم قائلة بحنان : لا يا روحي انتي لازم تعرفي كمان طالما حكيت لجدك

كارمن بتوجس : ماشي

نطقت مريم بتحشرج وعيناها تتألق بالعبرات ، فهي حتي الان لم تشفي جروح قلبها من حزنها على شقيقتها الوحيدة : .....

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

نهاية الفصل الخامس والثلاثون

توقعتكم
نورهان


نوورهان محسن غير متواجد حالياً  
قديم 20-10-22, 10:46 AM   #45

نوورهان محسن

? العضوٌ??? » 493921
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نوورهان محسن is on a distinguished road
افتراضي مزيج العشق

الفصل السادس والثلاثون ( عودة ) مزيج العشق

نشتاق لاشياء قديمه ، ضحكات اشخاص ابعدتهم الاقدار عنا ، اوقات كنا سعداء جدا ، واشياء كانت تلهينا لن تعود مهما حاولنا ، لكنه هو الاشتياق من يتكلم هنا..!!

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

في منزل الحج عبدالرحمن

على وجه التحديد في غرفة مريم التي ما زالت تستكمل حديثها

نطقت مريم بتحشرج وعيناها تتألق بالعبرات ، فهي حتي الان لم تشفي جروح قلبها من حزنها على شقيقتها الوحيدة : الكلام دا حصل قبل ماتتولدي بأكتر من عشر سنين .. ابوكي اتجوزني بعد موتهم بأسبوع ماكنش عايزني ابقي لوحدي رغم كل الظروف و المشاكل مع ابوه.

أضافت بصوتًا مخنوقًا بالعبرات : كلهم راحو مرة واحدة بدون اي انذار هي و جوزها والواد والبنت محدش عاش منهم

سألت كارمن بتأثير : ماتو ازاي؟

مريم بتفسير : كنت لسه صغيرة لما اتجوزو .. هو اتعرف عليها عن طريق شغلو .. وكانت هي صحفية عنيدة ومابيهماش حد وهو صاحب شركة ادوية اهلو كانو ناس اغنياء وعندهم فلوس كتير وهو كان وحيدهم .. المشكلة بينهم بدأت لما كتبت مقال عن سمعة الشركة بتاعتهم جننه عملها مشاكل مع الجريدة اللي بتشتغل فيها تقريبا اتقفلت خالص والله مافاكرة بس كان عنده حق لان بعد كدا عرفت ان المعلومات اللي وصلتها كانت مزيفة وناس كانو قصدين يعملو فيه الحركة دي

أومأت كارمن برأسها ، وحثتها على الاستمرار : وبعدين

مريم بابتسامة صغيرة من عيني كارمن المتلألئة بالفضول : حصل بينهم زي ما بيقول المثل ما محبة الا بعد عداوة .. طالبها للجواز هي شرطت عليه اعيش معاهم .. لاننا مالناش الا بعض كانا انا و هي لوحدنا في الدنيا .. اتجوزها وعشنا كلنا مع بعض .. كنت بعتبره اخويا الكبير وعوضنا عن دفي الاسرة اللي اتحرمنا منه

كارمن بتساءل : كان اسمه ايه يا ماما؟

لفظت مريم الاسم بشكل عفوي كما لو كان محفورًا في ذاكرتها : احمد راشد .. عدت سنين كتير انا كبرت و دخلت الجامعه و هما خلفو ولد و بنت اسمهم يحيي و مريم

ثم اردفت : قبل الحادثة بفترة ابوكي طلبني من احمد وهو رحب بالموضوع لما لاقاني بحبه .. بس كانت معرضة ابوه هي العقبة الوحيدة

واصلت حديثها بدموع : في يوم الحادثه انا كنت مع ابوكي اخدني و روحنا اسكندرية قضينا اليوم كلو هناك .. لما رجعت البيت لاقيت المساعد الخاص لأحمد بيبلغني ان عربيتهم اتقلبت و اتحرقو جواها .. محدش عاش منهم و زي ما حصل معاكي وقعت واتحجزت في المستشفي مالحقتش الدفن و لا قدرت اودعهم لأخر مرة

احتضنتها كارمن بسرعة قائلة وهي تبكي : كفاية يا ماما خلاص كدا كتير عليكي

مريم بتحشرج : هالة وحشتني و الولاد كنت بحبهم اوي .. لولا وقوف ابوكي جنبي كنت موت لوحدي رغم معرضة ابوه اتجوزني و ساندني في وقت احتياجي له .. انا مسامحة جدك يا كارمن و انتي كمان لازم تسامحي من قلبك الفراق صعب اوي يا بنتي .. مفيش حاجة تستاهل الزعل كلنا رايحين سامحي جدك و حافظي علي بيتك و جوزك

خرجت من بين ذراعي والدتها قائلة بإنصياع : ماشي يا ماما حاضر

مريم بحنو : اتكلمي مع جدك هو كمان من وقت ماعرف وهو حزنه زاد علي ظلمه لأبوكي .. اقعدي معه و صفي اي حاجة في قلبك نحيته

كارمن بهدوء : تمام اللي انتي عايزه هعملو .. ممكن ترتاحي لو سمحتي

مريم بإنزعاج : ماشي بس فين ملك انتو بقالكم يومين واخدينها مني مش عارفه انام من غيرها

ابتسمت كارمن ، لتقول بلطف ، وهي تمسح دموعها : هروح اجيبهالك يا ست الكل

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

عند كارمن

دخلت غرفة نومها بعقل شارد فيما أخبرتها به والدتها عن أختها وأولادها ، نفضت كل الأفكار عن رأسها بعد أن أغلقت الباب خلفها واستدارت ظننا منها أن أدهم كان جالسًا في انتظارها ، بعد أن أخذت الطفلة منه منذ دقائق لتعطيها لوالدتها ، وطلبت منه انتظار عودتها إليه.

تفاجأت كارمن برقد أدهم على السرير ، يدير ظهره لها ، وبدا أنه نام من الإضاءة الخافتة للغرفة همست بدهشة : معقولة لحق ينام

لا تعلم لما شعرت بالغضب والإحباط ، ربما لأنها أرادت أن تخبره عن كل ما حدث لها منذ بداية اليوم ، وحلمها المزعج ، وكلام والدتها حتى تستريح قليلاً من التوتر العصبي الذي اصابها.

اردفت بتنهيدة : خلاص مش مشكلة نأجل الكلام للصبحxاكيد تعبان و نام غصب عنه

ذهبت إلى الخزانة ، وسحبت ثوب النوم ، ودخلت الحمام الملحق بالغرفة.

بعد قليل خرجت من الحمام ، وسبقتها رائحة عطرها المميز ، ثم سارت بخفة إلى السرير ، واستلقت بجانب زوجها مدثرة نفسها في البطانية.

وضعت يديها تحت وجهها ، وظلت تنظر إلى ظهر أدهم ، وبعد قليل غفوت.

فتح أدهم جفنيه عندما شعر بإنتظام أنفاسها خلفه ، وقلب جسده نحوها معانقا خصرها إليه ، ثم رفع أصابعه برفق ، وأبعد خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها ، وظل يحدق في ملامحها الناعمة.

لم يستطع النوم بسبب الفكر الذي يؤرقه كثيرا ، وبقي على هذا الوضع مدة طويلة حتى تغلب عليه سلطان النوم.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

صباح يوم جديد

في غرفة زين و روان

استيقظت روان منزعجة من صوت المنبه المزعج ، كم تكره هذا الصوت لأنه يخرجها من أحلامها الوردية.

غمست رأسها أكثر في صدر زوجها الذي كان نائماً بجانبها ، لتمنع أشعة الشمس التي تضيء الغرفة من الوصول إلى عينيها.

فتحت روان عينيها ببطء وتكاسل ، وأخذت تتأوه بضجر من ذلك المزعج الذي لا يريد التوقف.

تثاءبت قائلة لنفسها بغضب ، وهي تمد يديها إليه لكي تغلقه : خلاص اسكت دا انت زنان و لحوح اوووي

انحنت بالنصف الجزء العلوي من جسدها على جسد زين النائم ، قائلة ببحة خافتة من آثار النوم : زين اصحي يا قلبي

زفرت روان بتمتمة : يالهوي عليك يا زين و علي نوم امك التقيل دا .. يا زين .. يا زينووو .. قوم وراك شغل

اردفت بابتسامة لعوبة على فمها : مفيش مفر انت اللي اضطرتني لكدا

أخذت نفسًا طويلًا استعدادًا لما ستفعله ، وكانت على وشك الصراخ ، لكنها وجدت يدًا فوق فمها ، ولم يستطع صوتها الهروب من حلقها.

رفع زين جسده قليلاً تجاهها ، وقال بهسيس خبيث بجوار أذنها : اياكي تفكري تكرريها وتصرخي في وداني يا مجنونه

سقط قلبها في قدميها ونظرت إليه بعيون واسعة مندهشة ، وهو يخفض يده من علي فمها ، لتقول بصدمة : هو انت صحيت من امتي !!

زين ببرود : من يالهوي عليك و علي نوم امك التقيل

حاولت روان أن تتكلم لكن انعقد لسانها ، فخرجت الكلمات غير مترابطة : يا خبر .. احم .. انا مكنش قصدي انا..

حاولت التحرك لتهرب من جنبه ، لكن يده كانت أسرع منها وسحبها إليه بابتسامة خبيثة ظهرت على شفتيه، فأصبحت ممددة على صدره ووجهه منغمسا في بشرة رقبتها الناعمة، لتسمعه يهمس بصوت أجش : صباح الخير

نظرت روان إليه باسمة الثغر ببلاهة ، لتقول بصوت مبحوح : صباح الفل

زين بعبوس : ايه الصباح الناشف بتاعك دا

قبلته بجانب شفتيه بعفوية لتسأل : كدا لسه ناشف

زين بنصف عين : ايوه لسه

روان بتذمر طفولي : ايه دا انت بتدلع يلا قوم عشان تلحق تنزل علي شغلك

عانق خصرها أكثر. وقال بنفس الهمس الأجش : وانتي هتروحي الجامعة ولا هتعملي عبيطة زي امبارح

طبعت قبلة خاطفة على خده ، قائلة بابتسامة حمقاء : هعمل عبيطة طبعا

زين بجدية : معرفش ليه حاسس انك بتهربي من مرواحك الجامعه يا روان

زاغت عيناها ، وتلعثمت في الرد : لا خالص .. انا ههرب ليه

حرك ذقنها لتواجهه مباشرة و غمغم بإصرار : قولي الحقيقة

لم تستطع أن تتجادل معه أكثر ، وهو لن يتركها دون أن يحصل على إجابة ، قائلة بتردد : بصراحة خايفة اروح وتحصل مشكلة بينا وانا ماصدقت اننا مبسوطين

أغمض أدهم عينيه متضايقًا من نفسه ، ثم هتف بتساءل : انتي لسه بتفكري اني مابثقش فيكي مش كدا؟

أدارت عينيها ولم تجيب على سؤاله.

تنهد زين وهو يرفع وجهها بأصابعه قائلا بهدوء : ارفعي وشك هنا دي اخر مرة هقول الكلام دا .. انا بحبك يا روان ومتأكد من حبك ليا زي ما انا متأكد من نفسي ..

حدقت في عينيه عندما بدأ يداعب بشرتها الناعمة بإبهامه مردفًا : انسي كل حاجة فاتت .. تصرفي كان من غيرتي عليكي .. عارف انها صعبة شويتين بس استحمليني

استأنف حديثه مبتسمًا بمزح : انا زي جوزك برده

ابتسمت متأثرة بكلماته ، حيث شعرت بأنها تستوطن قلبه حقا ، ثم قالت متظاهرة بالتفاجئ ، وهي تزم شفتيها للأمام : يعني دي اخر مرة هتقولي بحبك

ضحك عليها وهو يضرب رأسها بخفة ، وتنهد بقلة حيلة من جنونها : هو دا اللي لفت نظرك من كل كلامي

وضعت روان يدها على خده قائلة بحب : مش عارفة اوصفلك قد ايه كنت محتاجة اسمع منك الكلام دا

صمتت قليلاً ثم اردفت بدلع طفولي : بس دا مايمنعش اني اسمع منك كلمة بحبك علي طول .. من حقي كمواطنة اسمعها منك دايما

ابتسم بمكر ، ثم في لحظة قلب وضعمها لتجد نفسها في غمضة عين مستلقية على السرير بينما اصبح فوقها ، قائلا بهمس خطير أمام شفتيها : ايه رأيك اسمعهالك بالافعال مش بالكلام؟

اتسعت عيناها بهلع حيث احمر خديها من الخجل عندما أدركت ما قالته ، وما الذي سيفعله زين.

روان بتحذير و استعطاف : اعقل يا زين انت عندك شغل و متأخر كمان

أدار وجهه ونظر إلى الساعة المعلقة على الحائط ، ثم ابتعد عنها قائلاً متذمرًا : كل مرة بتفلتي من ايدي بحجة مقنعة ملاحظة مش كدا

هتفت بمرح وهي تنهض من جانبه : دي حظوظ بقي .. انا غيرت وهروح الجامعة

زين بإبتسامة : برافو يا قلبي

نظرت إليه ببراءة قائلة بدلال : ممكن توصلني في طريقك

زين بضحكة : من عيونيx

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في قصر ادهم البارون

تجلس ليلي في الشرفة الكبيرة ، وتحمل كوبًا من الشاي بالنعناع كما تحب.

سبق نادين صوت رنين كعبها العالي ، ليحطم هدوء المكان ، وقالت بإستخفاف : صباح الخير يا طنط

نظرت ليلي إليها بعين غاضبة من سخريتها متمتمة : صباح النور

أردفت ببرود بينما كانت نادين تسير ، وتجلس علي المقعد الأخر أمامها : بالمناسبة ادهم و مراته راجعين انهاردة من السفر

نادين بتعجب : بالسرعة دي غريبة ماكملوش يومين يعني

ليلي بسخرية : انا حبيت اعرفك قبل ما تخرجي وترجعي متأخر زي كل يوم من وقت ما سافرو

كانت نادين متوترة من أسلوب تلك المرأة العجوز ، فتذمرت حتى لا تلاحظ عصبيتها : ايه يا طنط انتي عايزاني اتحبس في البيت يعني مش كفاية اني متجوزة ابنك و مش مراعيني خالص جواز بالاسم بس

تشدق وجه ليلي بابتسامة جانبية قائلة بصرامة : احمدي ربنا يا نادين انه مستحملك ومش عايز يطلقك لحد دلوقتي و اسلوب كلامك معايا تعدليه بلاش دور الزوجة المظلومة اللي انتي عايشة فيه دا واضح كلامي

تمتمت نادين بحنق : واضح

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

اما في الصعيد

تحديدا في غرفة نوم ادهم و كارمن

تملمت كارمن في نومها إلى الجانب الآخر من السرير ، ووضعت يدها على مكان نوم أدهم لتتفاجأ أن المكان كان فارغًا.

نهضت وفتحت عينيها الزرقاوين ، تتثاءب بنعاس ، تحدق في الغرفة لتدرك أنها كانت وحيدة فيها.

مدت يدها إلى الطاولة المجاورة للسرير وأخذت هاتفها ، لتنظر إليه مخاطبة نفسها : انا نمت كتير اوي كدا .. الساعة بقت 10 ونص .. ادهم شكلو سبقني علي تحت .. بس ماصحنيش معه ليه دا؟!!

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

عند ادهم

كان يسير في الأراضي الخضراء حول المنزل ، وقد استيقظ منذ الفجر وتسلل من جانب كارمن ثم جاء إلى هنا ، وحتى الآن كان يفكر فيما سيفعله ، ويحاول ترتيب أفكاره بهدوء وتمهل.

أخرج هاتفه من جيب بنطاله وضغط على زر الاتصال.

بعد لحظات سمع صوته قائلا بمرح : صباح الخير يا ابو الاداهيم

ادهم بضجر : صباح النور مش وقت سخافه علي الصبح يا مالك

مالك بحيرة : في ايه يا ادهم شكلك قرفان ليه كدا؟

تنهدت ادهم قائلا بهدوء : مفيش حاجة انت فينك

مالك : في البيت هفطر واروح الشركة

ادهم : طيب لما توصل احجزلي علي طيارة باريس انهاردة بليل او بكرا بالكتير

مالك : صبرك عليا عشان اترجم الكلام .. انت مش في الصعيد يا بني

ادهم بملل : ايوه راجعين انهارده هنتحرك من هنا علي الظهر و بليل نوصل مصر

مالك بدهشة : ايه اللي هيرجعكو بسرعة كدا في مشاكل ولا ايه !! ماتفهمني عدل

ادهم بهدوء : مش ضروري تفهم بعدين هبقي اقولك .. المهم دلوقتي نفذ اللي قولته .. يلا سلام

مالك بقلة حيلة : ماشي اللي تشوفه .. سلام

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد فترة وجيزة في المندرة

الحج عبدالرحمن : ايه يا ولدي الكلام دا .. معقول تسافروا بسرعة كدا لسه مالحقناش نشبع منكم

ادهم بإحترام : سامحني يا حج عبدالرحمن لكن عندي شغل كتير لازم اتابعو بنفسي

أومأ الحج عبدالرحمن برزانه و تفاهم : اذا كان الموضوع شغل خلاص يا ولدي ربنا يكتبلك التوفيق و يصلح حالك

ادهم بإبتسامة : تعيش يارب

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

عند كارمن

خرجت كارمن من الحمام علي طرق الباب ، فذهبت لتفتح لتجد مريم تدخل وتمسك بيد ملك

كارمن بإبتسامة رقيقة : صباح الخير يا ماما

مريم : صباح الورد يا كوكي

هبطت كارمن أمام ابنتها الصغيرة ، وهي تقبل وجنتها المكتنزة بحب : ملوكة قلبي هاتي بوسة لمامي

مريم بهدوء : حبيبتي انا جيت اقولك ان ادهم كلم جدك عشان عايزنا نرجع مصر انهاردة

نهضت كارمن علي قدميها قائلة بإستفهام : ليه نرجع هو كان قالي اننا ممكن نقعد اسبوع .. و بعدين هو ماقاليش بنفسه ليه ؟

مريم بتبرير : يمكن زهق من القعدة هنا .. انتي عارفه طبع ادهم شغل و خروج .. حياته مختلفة خالص عن الحياة هنا يا بنتي ..

ثم اردفت مجيبة علي سؤالها : هو اكيد اتحرج يقولك عشان ماتزعليش منه

كارمن بقلة حيلة : ماشي هحضر الشنط واجهز نفسي

مريم : لا سيبي انتي الشنط و روحي اقعدي مع جدك زي مافهمتك امبارح بعد مانفطر كلنا سوا قبل السفر

كارمن بضيق : حاضر هغير هدومي...

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في الاسفل

تناول الجميع وجبة الإفطار في جو هادئ.

لم يتحدث أدهم وكارمن أثناء الإفطار ، لكنهما تبادلا بضع كلمات بسيطة رداً على أسئلة الجميع.

بعد فترة وجيزة

كانت كارمن تجلس على بعد مسافة صغيرة من الحاج عبد الرحمن في المندرة بناء على طلبها ، رحب الجد بذلك ثم جلسوا يتحدثون بهدوء.

استرسل الحج عبدالرحمن حديثه : انتي عارفه يا كارمن يا بنتي قبل ما تيجي .. كان عندي خبر بكل حاجة عن طريقة جوازك من ادهم وعدم رضاكي عن الوضع وانك اضطريتي لكدا عشان مافيش حد يقف في ظهرك

حاولت كارمن أن تقاطع حديثه : جدي

الحج عبدالرحمن : خليني اكمل كلامي وبعدين احكي علي راحتك

كارمن بإحراج : اسفه اتفضل يا جدو

الحج عبدالرحمن بنفس الهدوء : كنت ناوي اطلقك منه واخليكي تعيشي تحت سقف بيت اهلك و وسط عزوتك حتي لو هو مارضيش .. لكن بعد ما شوفت قد ايه هو انسان كويس و طيب .. كمان امك نفسها حكيتلي كل حاجة بيعملها عشانك وعشان الصغيرة فبدأت افكر من تاني

اختنق صوته ، لكنه أصر على أن يخرج ما في قلبه ، وامتلأت عيناه بالدموع التي بدأت تتساقط بهدوء ، قائلا بندم وألم : انا غلطت يا بنتي في حق ابوكي جيت عليه كتير من صغره .. مش عشان مابحبوش بالعكس دا ابني البكري الغالي اللي من يوم ما اتولد اعتبرته السند و العون ليا .. يمكن عشان كدا قسيت عليه من غير ما ادري .. و بعد اللي حكيته ليا امك اتأكدت اني خلفت راجل بصحيح

تأثر قلب كارمن كثيرا بكلمات جدها ، ورغم عنها دموعها سقطت على خدها ولم تستطع الجلوس في مكانها ، فقامت وعانقته بحزن ودعم كبير.

اردف بصوت أجش ، وهو يربت على رأسها ويعانقها بحنان : صدقيني يا بنتي بعد ما لاقيتك يعز عليا فراقك .. لكن انا مرتاح انك في عصمة راجل جدع كيف ادهم هو انسان شهم .. رغم اني عرفت انه متجوز لكن معاملته ليكي وخوفه عليكي وعلي بنتك يغفرله اي حاجة

صمت قليلا ، ثم أخرجها من أحضانه عندما لم يتلق أي رد منها ، ليقول بهدوء : وماتفتكريش اني بقول كدا عشان اللي سمعته عنه و بس .. لا من كلامي معه فهمته و عرفت قد ايه هو راجل يعتمد عليه

هتفت كارمن بإندفاع : بجد يا جدي دا رأيك فيه؟

ابتسم علي لهفتها وقال بمحبة : ايوه يا حبيبتي انتو صحيح ظروف جوازكم كانت غلط و قاسية بس قلبكو نظيفة و هتنجحوا في حياتكو مع بعض ان شاء الله

ابتسمت كارمن من بين دموعها قائلة بسعادة حقيقية : ربنا مايحرمنيش منك يا جدي و يخليك لينا يارب .. انا كمان فرحانه اوي اني شوفتك و عرفتك كنت محتاج ليك جدا في حياتي

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد قليل

قالت حنان بصعوبة وهي تعانق مريم بلطف : هتمشو بسرعة اوي كدا مالحقناش نقعد ونتكلم زي ما اتفقنا يا مريم

نظرت مريم اليها بإبتسامة وقالت : سامحيني يا حبيبتي مش بإيدي لكن اوعدك هنيجي تاني انا حبيت المكان و حبيتكو اوي ربنا اللي عالم

حنان بود : من القلب للقلب رسول يا غالية

انضمت إليهما كارمن فإقتربت من حنان وعانقتها ، قائلة بهدوء : سلميلي علي روان اوي يا طنط حنان و قوليلها ماتزعلش اننا مشينا وهي مش موجودة .. وانا لما اوصل مصر هبقي علي اتصال بيها عشان اطمن عليكو

حنان : فكرتيني صحيح هتزعل جدا انكو ماقعدتوش معانا وماشيين .. معرفش انا وراكو ايه لو علي جوزك هو يسافر لشغلو و يعاود تاني يا الف مرحب به

كارمن بتنهيدة : ياريت كان ينفع يا طنط انا نفسي جدا افضل معاكو اكتر من كدا .. بس انا كمان بشتغل معه وفي شغل كتير محتاجنا

حنان : ربنا يصلح ليكو الحال يا حبيبتي و نشوفكم علي خير

بدر بإبتسامة لطيفة : مش هتسلمي علي عمك يا بنتي

ذهبت اليه كارمن و عانقته بمحبه ، بينماوهو اخذ يربت علي شعرها ، ليغمغم بحنان : هنتوحشك يا حبيبتي و قريب هتلاقينا عندك عشان نطمن عليكي

كارمن بنبرة ناعمة : ربنا يخليك ليا يا عمو

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد ساعتين علي طريق السفر

في سيارة ادهم

أدهم يجلس بجانبها ، لكنه لا يرفع عينيه عن الحاسوب الذي يضعه في حجره ويواصل عمله ، بينما كارمن أيضًا صامتة ، لا تريد أن تبدأ الحديث معه ، ويدور في ذهنها سؤال واحد بحيرة : ايه اللي غيرو من نحيتي كدا لا بيكلمني ولا معبرني كأني مش موجودة .. حتي ماكلفش نفسه انه يقولي ليه راجعين بسرعة كدا .. ماهو لو علي الشغل صحيح هو بيشتغل من مكانه و مالك بيتصرف لو في حاجة ايه قلب حاله كدا ياربي بس

ادهم بهدوء : مالك ساكته من ساعة ما مشينا .. زعلانه مش كدا؟

خرجت من افكارها على صوته وردت بهدوء ايضا : لا عادي مش زعلانه ولا حاجة طالما الشغل عايزك مفيش مشكلة

أغلق أدهم الحاسوب ونظر إليها بتمعنx، ليسأل بصوت أجش : بس انا حاسك زعلانه من حاجة

كارمن بخفوت : اضايقت شوية انك ماقولتليش بنفسك اننا راجعين انهاردة

لم يستطع أدهم مقاومة ملامسة خصلات شعرها البنية التي هبت عليها الريح ، فداعبها عفويا بأصابعه قائلا بحنو : مارضتيش اصحيكي من نومك

كارمن بإبتسامة هادئة : تمام

أمسك بيديها الدافئتين قائلا بلطف ، ولم يستطع تصنع البرود بعد أن شعر بضيقها : اتكلمتي مع جدك في ايه؟

بينما كانت تنظر إليه بدهشة ، تتسائل في ذهنها ما الذي غير مزاجه معها دون أي سبب واضح ، ثم ردت برقه : قولتلو اني مش زعلانه منه واني سامحته و وعدته اننا هنزوره تاني قريب

واضافت بهمس : اول ما حضنته استريحت وشميت فيه ريحة بابا حسيت انه قدامي من تاني الله يرحمه .. عشان كدا اضايقت شوية و احنا ماشيين ماكنتش عارفه اني هتعلق به بسرعه كدا

ادهم بإبتسامة : هخليكي تسافري تشوفيهم تاني اي وقت تحبيه

كارمن بسعادة : بتتكلم جد!!

أومأ إليها بصمت ، ثم عاود النظر إلى جهاز الحاسوب الخاص به.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في منزل ميرنا

تقدمت ميرنا من باب الشقة عندما سمعت دق الجرس ، ثم فتحته لتتفاجئ بقاسم يقف عند باب المنزل ، ويقول بابتسامة جانبية ، بينما تفحصت عيناه جسدها الرشيق في ذلك السالوبيت الجينز الذي لائم عودها تماما : وحشتني يا وحش

ميرنا بفتور : اهلا يا قاسم ادخل

اردفت وهي تغلق الباب بعدما دخل : خير ايه سبب الزيارة المفاجأة دي؟

ذهب إلى الأريكة الكبيرة وجلس عليها بشكل مريح : كل حاجة اتفقنا عليها حصلت

جلست ميرنا بالمقعد المجاور اليه قائلة بتعجب : لحقت تنفذ بالسرعة دي

ابتسم قاسم بمكر : اضرب علي الحديد وهو ساخن يا مزة

ميرنا : تمام اوي هات الفلاشة

ألقى قاسم نظرة جريئة على جسم ميرنا الجذاب : مش قبل ما تسهرينا سهرة حلوة

ردت ميرنا بضحكة ساخرة : هي نادين ماقامتش بالواجب

قاسم : نادين صاروخ مافيهاش كلام .. بس انتي حاجة تانية ليكي طعم تاني

وضعت ميرنا إحدى قدميها فوق الأخرى أمامه قائلة بمكر أنثوي : دا عشان لحد دلوقتي ماطولتش مني حاجة .. و ماينفعش يحصل احنا مع بعض فيد و استفيد اكتر من كدا مفيش

قاسم بضحكة : ماشي يا ريري اتقلي براحتك بكرا هتيجي بكيفك

اضاف بإستفهام : قوليلي ناوية علي ايه ؟

ميرنا ببرود : مش لازم تعرف

رفع قاسم حاجبه قائلا بدهشة : ازاي مش لازم اعرف احنا مش شركاء ولا ايه؟

ميرنا : اكيد

قاسم بإلحاح : خلاص امتي هنساوم نادين علي الفيديوهات

ميرنا بضجر : انت ليه مستعجل كدا الصبر حلو !!

قاسم بإستياء : ايوه بس انا محتاج فلوس الايام دي

ميرنا بسخرية : ومين سمعك انا كمان محتاجة فلوس يمكن اكتر منك بس لازم نصبر

قاسم بدهشة : ومحتاجة الفلوس في ايه ما انتي عندك ورث جوزك

ميرنا : صح بس اللي انت ماتعرفوش ان اهل المرحوم مش ساهلين مستكترين عليا الملاليم اللي ورثتها عنه و عاملين ليا مشاكل

قاسم : طيب ما نسرع الامور

ميرنا : ومين قالك ان نادين معاها فلوس .. انت ناسي انها صحبتي كل حاجة عنها اعرفها

قاسم بتأفف : اومال عاملين الحكايات دي كلها ليه!!

هتفت ميرنا بسأم : فتح مخك جوزها مليونير و معروف اسمه زي الطبل في البلد .. لما توصلو الفيديوهات دي هيبقي مستعد يدفع اي مبلغ نطلبو منه من غير مايفكر .. مش هنحتاج نتعامل مع نادين من الاساس .. ساعتها هيدفعلنا و قليل عليها لو طلقها بعد اللي عملته فيه وممكن يقتلها كمان مين عارف؟

ابتسم قاسم قائلا بصوت خفيض ، وعيناه تلمعان بخبث من إعجابه بشدة دهائها : انتي ازاي خطيرة كدا دا ابليس نفسه يضربلك تعظيم سلام

ضحكت ميرنا بحقد : ساعتها حلال علينا الفلوس و حلال في نادين اللي هيجرلها من جوزها المغفل

قاسم بإلحاح : هرجع تاني و اسألك امتي هنفذ!

ميرنا بحنق : يوووه علي زنك مش دلوقتي انا عارفه بعمل ايه كفاية اسئلة انا صدعت منك

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

نهاية الفصل السادس والثلاثون

توقعتكم
نورهان

Soy yo likes this.

نوورهان محسن غير متواجد حالياً  
قديم 20-10-22, 10:47 AM   #46

نوورهان محسن

? العضوٌ??? » 493921
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نوورهان محسن is on a distinguished road
افتراضي مزيج العشق

الفصل السابع والثلاثون (جفاء غير مبرر) مزيج العشق

بعضهم مريض ، يكذب و يلومك علي عدم التصديق ..!!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

ليلا في قصر البارون

داخل جناح ادهم

خرج أدهم من الحمام ، وهو يلف أسفل جسده بمنشفة كبيرة فقط ، بعد أن أخذ حمام منعش من عناء السفر الطويل ، ولكي يجدد نشاطه تمهيداً لسفره الذي يفكر في كيفية إخبار كارمن بذلك الآن.

توقف مكانه ، وهو يراها تدير اليه ظهرها ، وتعبث في حقيبة سفره.

رفع ادهم حاجبيه متسائلا : بتعملي ايه!!

أدارت كارمن كتفها إليه ، وقالت بنبرة عادية : بطلع هدومنا من الشنط زي ما انت شايف

أخذ نفسا عميقا قبل الرد محاولا الحفاظ علي رِباطة جأشه أمامها : احم لا سيبي هدومي زي ماهي في الشنطة

رمشت كارمن بعدم استيعاب : ليه مش فاهمة!!

تحرك بثبات نحو غرفة الملابس ، قائلاً ببرود : انا مسافر .. بعد كام ساعة هتقوم طيارتي

وقفت هناك مصدومة ، وعقلها يكافح لترجمة ما قاله منذ ثوان ، ثم مشيت ورائه إلى غرفة الملابس ، قائلة بتوتر : هتسافر لوحدك

تسائل أدهم بدهشة وهو يقف زر بنطاله بعد أن لبسه : نعم!

تنحنحت بحرج من سؤالها السخيف مصححة صيغة سؤالها : قصدي يعني هتسافر فين و هتقعد قد ايه؟

أجاب أدهم ، وهو يستمر في ارتداء ملابسه بجمود : رايح باريس في عملاء مهمين لازم اقابلهم قبل ما يبدأ الديفليه

فركت كارمن رقبتها بإضطراب ، وقالت بإستفهام : ضروري يعني السفر النهاردة. ..احنا لسه راجعين من مشوار متعب كتير عليك الضغط دا

رد أدهم بكذب دون أن ينظر إليها : ماتقلقيش عليا انا متعود .. وكمان هما ناس مهمه جدا يعني وقتهم بفلوس و مرتبطين بمواعيد كتير واحنا المحتاجين ليهم لان الفايدة الاكبر هتعود علينا فلازم اسافر بسرعة

قطبت كارمن حاجبيها قائلة بضيق : هتغيب كتير

ادهم بتنهيدة : مش اقل من اسبوعين

وأضاف بعد أن انتهى من لبسه ، وتوجه نحو باب غرفة الملابس ، ملاحظًا صمتها قائلا بهدوء وهو يقف أمامها مباشرة ، ومد يده إلى ذقنها ليجعلها تنظر إليه : مكشرة ليه!!

نظرت كارمن اليه ببراءة قائلة بنعومة : مافيش حاجة

نظر أدهم إلى داخل زرقاوتيها التي شتت كيانه بالكامل ، خاصة عندما حدقت فيه بعيونها اللامعة بإطلالاتها البريئة ، ثم تدحرجت عيناه على ملامحها عاقدا حاجبيه ، بينما زرقاوتيه الداكنه تموج بمشاعر مختلطة علي ملامحها الجميلة ، فهو يشتاق إليها منذ الأن ، هامسا بدون وعي : هتوحشيني

أحاط أدهم رأسها بكفيه وقبل جبهتها بحنان لم يستطيع قمعه ، ليغمغم بصوت هادئ : خدي بالك من نفسك كويس و من ملك

ابتسمت كارمن بحب رغم الضيق الذي يألم قلبها ، وتمتمت : وانت كمان

رفعت أصابع قدميها ، لتطبع قبلة رقيقة دافئة بجوار فكه مما ألهب مشاعره بشوق أكبر لها.

ثبت أدهم عينيه على شفتيها المرتعشتين ، ثم جذبها إليه علي حين غرة ، مقتنصا شفتيها في قبلة محمومة بمشاعر عديدة.

اتسعت عيناها مصدومة من فعلته لبرهة ، ثم سرعان ما تلاشت الصدمة ، وهي تلف ذراعيها حول رقبته.

تبادلت معه القبلات الحارة بجرأة كبيرة أثارت مفاجأتها هي نفسها ، لكنها من الآن تشتاق إليه ، لا تريده أن يبتعد عنها ، تريد أن تحيطه بحنانها ، و أن تشعر بالأمان الذي يحيطها بحضوره بجانبها.

كيف ستتحمل غيابه عنها ، على الأقل الآن ، يمكنها أن تأخذ منه جرعة صغيرة لتهدئة روحها ، لعلها تستكين قليلاً ، فأن عشقه سكن وجدانها ، واصبح حياتها كلها.

إستمع إلى تنبيه عقله ، وانه يتواجب عليه أن يتغلب على هذا الانجراف الذي قد يجعله يلغي كل ما خطط له ، ويبقى في ذلك النعيم بالقرب منها.

يريد الابتعاد ، لكن كل حواسه ترفض الانصياع لأوامر عقله ، مطالبة بالبقاء على هذا القرب المهلك منها ، ولا تريد سواها.

كانت الدموع تنهمر من جفنيها المغلقين ، وأغرقت خدها حين صفعت تلك الأفكار السيئة التي تخيفها في عقلها ، وأنها لن تبقى معه في هذا الوضع أكثر من بضع ثوانٍ ، ثم سيبتعد عنها.

كيف ستتحمل فراقه ، لا تستطيع ليس بعد أن أحبته بجنون.

شعر أدهم بتلك القطرات التي بللت وجهه ، وعقد حاجبيه بحيرة وهو يفصل بين قبلتهما ويبتعد قليلاً ، ناظرًا إليها بدهشة ، لكن عقله ترجم تلك الدموع التي رآها تغرق وجهها بشكل خاطئ تمامًا.

حيث ظن أنها تذكرت أخاه ، أو ربما لا تريده أن يكون قريبًا منها من الأساس ، فلم يستطيع التحدث معها أو مواجهتها ، قائلاً بصوت أجش : انا لازم انزل اعمل شوية مكالمات من المكتب قبل السفر

شعرت كارمن بالدوار حالما ابتعد فجأة عن جسدها ، فحاولت أن تتكئ على الباب خلفها ، قائلة بحة خافتة ، وهي تمسح دموعها بظهر كفها : طيب انا هحضرلك باقي الحاجات في شنطتك

ذهب ادهم الي المنضدة ، وتناول ساعته لكي يلبسها ، قائلا بجمود : تمام

ابتلعت كارمن غصه تشكلت بحلقها قبل أن تتساءل بتفكير : احط لبس تقيل

هتف ادهم وهو يفتح باب الغرفة ، ليغادر إلى الأسفل : مش كتير الجو في الوقت دا كويس من السنة هناك

همست كارمن بأنفاس مضطربة : حاضر

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد عدة أيام من سفر أدهم

في الصعيد

هتفت روان بصوت عال : ايوه يا كوكي وحشتيني اخبارك ايه

قطبت كارمن بين حاجبيها من صخب صوت روان وقالت بلطف : الحمدلله حبيبتي انتي عاملة ايه و جدو والجماعه كلهم ازيهم

وزعت روان أنظارها بين جدها وامها الذين يجلسون أمامها وقالت علي الفور : كلنا بخير الحمدلله بيسلمو عليكي و جدو عايز يكلمك

همست لجدها بعيون تلتمع برجاء : جدو عشان خطري بلاش تطول .. عايزة الحق اكلم معاها شوية

زجرتها حنان بتأنيب : بطلي رخامة يا روان سيبي جدك براحته عيب كدا

قال الحاج عبد الرحمن وهو يمسك الهاتف : ماشي يا شقية سيبي التليفون من يدك هيقع مني كدا

ثم قال الجد بمحبة بعد أن وضع الهاتف بجوار اذنه : الو يا نن عين جدك اتوحشتك يا حبيبتي

ابتسمت كارمن بسعادة وهي تستمع إلى كلماته الحنونة ، حيث حياتها اصبحت افضل بعد أن تقربت من جدها : اهلا اهلا يا جدو .. انت كمان وحشتني .. طمني علي صحتك بتاخد الدواء و لا بتطنش

ضحك الجد قائلا ببشاشة : لا يا بنتي عندي هنا طقم كامل بيشرف علي كل مواعيد الدواء .. دا كفايه زين لوحده لو نسيت او راحت عليا نومه يفضل يتحدث كثير علي انه غلط .. لكن كلامه مابفهموش اصلا

قالت كارمن بضحكة : خايفين عليك يا جدو و دا لمصلحتك .. سيبك منهم كلهم وحياتي انا عندك خد الدواء بإنتظام

الحج عبد الرحمن بحنان : عيوني يا روح جدك .. سلميلي علي والدتك ووصلي سلامي لجوزك و امه كمان و بوسي الصغيرة نيابة عني

اردف بضحكة رجوليه عاليه : المخبلة روان عينيها بتطق شرار من دلعي ليكي خدي اهي معاكي كلميها

ضحكت كارمن علي كلماته وقالت برقة : حاضر يا جدي يوصل

أخذت روان الهاتف عن جدها ، وابتعدت عنهما قليلاً ، وقالت مازحة : ايوه يا كوكي كدا عايزة تخطفي مني الراجل حرام عليكي

كارمن بإستياء مزيف : انتي طماعة اوي يا لهوي منك مش مكفيكي جوزك

روان بتذمر طفولي : جدو قاعد معايا علي طول بس جوزي بينزل الفجر و يرجع بليل يا اختي

كارمن بسخرية : احمدي ربنا انا بقي جوزي مسافر بقالو 4 ايام اهو و محدش بيدلعني

روان بضحكة عاليه قائلة بمكر : ليه هو مش بيديكي جرعة حنان و رومانسية في التليفون

تنهدت بحزن : لا شكلو مشغول جدا بشغلو ومعندوش وقت للرومانسية

روان بإستغراب من صوت ابنة عمها الحزين : مالك يا كوكي حاسه انك مضايقة

تطلعت كارمن إلى السقف وقالت بهدوء : انا تمام يا حبيبتي ماتقلقيش .. بس عندي شغل دلوقتي لما اروح البيت هرجع اكلمك براحتي

صمتت روان قليلا ولم تصدق نبرتها المهزوزة ، لكنها أجلت الأسئلة لوقت أخر ، قائلة بقلة حيلة : ماشي يا قلبي هستناكي سلام

كارمن : مع السلامه

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

ظهرا في النادي

حيث تجلس نادين وميرنا

تساءلت ميرنا ، وهي تري شرود صديقتها الغريب : ايه الاخبار؟

تنهدت نادين بسأم : من وقت ما رجعو من السفر و ادهم سافر علي باريس .. مافيش اي جديد غير ان الهانم كل يوم بتنزل الشركة مع الحرس بتوع ادهم

ميرنا بإستفهام : و تفتكري ليه ماسفرتش معه؟

تمتمت نادين بغيظ : مالحقتش افهم ايه اللي حصل اصلا في الصعيد .. بس سمعت امه بتقول ان كارمن هانم بتجهز للديفليه اللي هتعملو شركة ادهم .. يمكن عشان كدا ماسفريتش معه

ميرنا بإبتسامة خبيثة : واو شكل كارمن هانم هتكون سيدة اعمال مهمه الفترة الجاية

نظرت نادين إليها نظرة حارقة وصاحت بغضب : ميرنا انا مش نقصاكي .. دا كلو كوم و الحصار بتاع امه عليا كوم تاني خالص .. حاسبة عليا الدخول و الخروج ربنا ياخدها الحيزبونه دي و يخلصني منها

إلتفتت ميرنا حولها وعلي وجهها إبتسامة جامدة ، وهمست بزمجرة فيها : اهدي يا نادين كل مرة تفرجي علينا الناس بصريخك دا

نادين بقهر : مش عارفه اتصرف ازاي معهم حاسة بخنقة بشعة بسببهم

فجأة ، شعرت بصدام على الطاولة التي كانوا يجلسون عليها ، فتطلعت إلى الأمام لتري بعض الأطفال يلعبون بالكرة ، وقد اصطدمت بالطاولة أثناء اللعب.

صرخت عليهم نادين بغضب حاد : انت يا شاطر منك له العبو بعيد لا اخلي امن النادي يطلعو برا

خاف الأطفال من صراخها المرعب وهربوا من المكان ، بينما كانت ميرنا تراقب ما يحدث ، وهي تضحك على طريقة صديقتها المخيفة مع الأطفال.

ضحكت ميرنا بقلة حيلة : ما تهدي يا نادين دول اطفال ذنبهم ايه تطلعي همك فيهم .. وانتي اصلا موضوعك معقد وبعدين كنت عايزة افهم حاجة ..

عقدت نادين حاجبيها وقالت : حاجة ايه!!

ميرنا بتساءل : انتي ليه كنتي مستعجلة في اول جوازك علي الخلفة و انتي اساسا مابتحبيش الاطفال ؟

اجابت استخفاف : مين قال اني كنت مستعجلة انا حتي لو كنت خلفت كانت هتربيه مربيات مش انا خالص ..

ثم أردفت بحنق : دي كانت فكرة بابا منه لله بقي قبل ما يموت ملي دماغي .. خلفي منه و هاتيلو وريث عشان تضمني انك تعيشي في العز عمرك كله

أومأت ميرنا برأسها ساخرة : ايوه و مات ابوكي و البستي انتي في حيطة

أومأت نادين وقد تجعد وجهها بعبوس ، قائلة بإستياء : بالظبط كدا فتحت علي نفسي فتحة سوده .. كان بقالنا 10 شهور متجوزين ومفيش حمل .. فضلت ازن ازن علي دماغ ادهم عشان نكشف و انتي عارفه الباقي و بقت اكذب كذبة ورا كذبة عشان اداري علي الكذبة الكبيرة

ابتسمت ميرنا بتلاعب ، وقالت بخبث : عارفه احسن حل تعمليه ايه

نادين بلهفة : الحقيني به

ميرنا بغموض : تخلصي من مراته دي تماما

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد مرور اسبوع

في شركة البارون

داخل مكتب كارمن ، الذي كان في الماضي مكتب عمر المدير التنفيذي السابق ، لكن يبدو مختلف تمامًا بعد التجديدات التي طرأت عليه.

أغمضت عينيها وأعادت رأسها إلى المقعد المريح ، منهكة من كثرة التدقيق في الأوراق أمامها ، ثم شردت في أفكارها بعيدا.

مر الأسبوعان بسرعة ، وهي تستمر في العمل بانتظام ، وكل شئ يسير على ما يرام ، لكنها تجد ضغوطًا كبيرة من مقدار الأعباء التي تتحمل مسؤوليتها وحدها.

ماذا عليها أن تفعل؟

يجب أن تتحمل ، لأنها تريد أن تثبت جدارتها حتى يعلم أدهم مدى التزامها وجديتها في العمل.

تنهدت بعمق علي ذكر أدهم الذي تفتقده بشدة ، لكنها حزينة في أعماقها رغم أنها لا تظهر ذلك ، لكن عدة مشاعر تأتي إليها ، وتزعج نومها في الليل حزينة لأنه بعيد عنها.

بعد أن تعودت على وجوده بجانبها ، تفتقد مشاكسته معها ، وجديته ، ومداعبته ، وقربه الذي يجعل قلبها يخفق مثل الطبول.

تعترف بأنها تشتاق لكل شئ يخصه ، وما يحزنها كثيرا هو بروده في الحديث معها عندما يتصل بها ، فهو لا يتحدث في الهاتف لأكثر من دقيقتين ، ولا يتحدث معها إلا عن أمور العمل وعن أحوال ملك.

لتنتهي المكالمة خالية من أي عواطف ، رغم أنها ترغب في التعبير عن شوقها إليه ، لكنها عندما تتلقى هذا الجفاء غير المبرر منه تصمت حفاظًا على كرامتها.

أطلقت تنهيدة عميقة ، وهي تفتح عينيها محاولة إخراج كل هذه الأفكار من عقلها حتى تتمكن من التركيز فقط على العمل.

بعد بضع دقائق رن الهاتف اللاسلكي بجانبها حيث كانت السكرتارية تتصل بها ، وأجابت بجدية : ايوه يا مها

تحدث مها بنبرة عملية مهذبة : استاذة كارمن الفريق في انتظار حضرتك في القاعة عشان ميعاد الاجتماع

كارمن بهدوء : تمام انا جاية حالا

أغلقت المكالمة ، وقامت من مقعدها ، وجمعت الأوراق والأشياء التي تخصها ، وأمسكت بها بإحكام في يدها ، وغادرت المكتب بخطوات ثابتة.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد بضع ساعات من العمل

تقف كارمن داخل غرفة فسيحة مخصصة للتصميم مع فريقها ، وكانت الغرفة مميزة جدًا بزخارفها التي تتناسب مع أجواء الفساتين ، وكل ما يتعلق بالأزياء والموضة.

التفتت كارمن إلى الفتاة التي تقف خلفها ، وبدت وكأنها شاردة ، حتى بعد أن أنهى الجميع عملهم وبدأوا في مغادرة الغرفة.

بقيت واقفة في مكانها غير منتبهة لأي شيء ولا تتحرك ، تفاجأت كارمن بها وذهبت نحوها ، قائلة بسؤال قلق : مالك يا نسمة .. نسمة بكلمك

خرجت نسمة من شرودها قائلة بإحراج ، وهي تري أن المكان كان خاليًا من الجميع : انا اسفه في حاجة فاتتني؟؟

عبست ملامح كارمن ، وقالت بإستغراب : انتي مش معايا خالص عقلك فينه

خجلت نسمة منها قليلا ، وقالت بإبتسامة بسيطة : موجود والله

ضيقت كارمن عينيها عليها ، وقالت بفطنة : لا انتي كنتي سرحانه في حاجة شغلاكي

ثم تركت كارمن الأقلام من بين يديها ، واقتربت منها واضعة راحة يدها على ظهر نسمة ، لتمشي معها دون اعتراض من الاخري ، ثم جلسوا على الكنبة بجانب بعضها البعض.

تسائلت كارمن بهدوء : مالك احكيلي

نسمة بإضطراب : مافيش حاجة مهمة

كارمن بإصرار : لا اكيد مهمة عندك طالما مشغول بالك بيها لدرجة دي

ابتسمت نسمة بأدب وقالت بصدق : انا اسفه انا فعلا سرحت شويه غصب عني صدقيني مش قصدي

ربت كارمن براحة يدها علي كتف نسمة بلطف : مش محتاجة تعتذري كتير كدا .. لو مش هتعتبريني بدخل في امورك الشخصية .. هو السرحان دا سببه يوسف مش كدا

حدقت نسمة فيها ، لتقول بصدمة : هو انا واضح عليا للدرجة دي

أومأت كارمن وقالت بهدوء : كان واضح من نظراته المركزة فيكي طول الاجتماع و انتي كمان كنتي متوترة و مسهمة .. كأن الجو مكهرب بينك وبينه هو مضايقك في حاجة

تحول وجهها إلى اللون الأحمر من الحرج الذي تسببت فيه لنفسها ، ولم تستطع الإجابة.

عندما تلقت كارمن منها الصمت غيرت صيغة سؤالها ، وقالت بإستفهام : انتي بتحبيه يا نسمة؟

أطلقت تنهيدة قصيرة وخفضت جفنيها ، وكانت الأفكار تتضارب في عقلها.

تحتاج إلى أن تخبر أحدهم بما يزعجها ، لأنها بطبيعتها انطوائية للغاية وتحتفظ بأسرارها في داخلها ، لكنها حزينة لدرجة أنها تشعر وكأنها على وشك الاختناق.

لا تعرف سبب ارتياحها لكارمن ، فهي تعمل معها منذ أسبوعين فقط ، لكن طيبة قلبها ولطفها في المعاملة جعلها تطمئن ، وتفتح قلبها لها ، لعلها تهدأ قليلاً.

همست نسمة بصوت خجول منخفض : انا و يوسف كنا مخطوبين لبعض

ارتفعت حواجب كارمن بإندهاش عند سماع هذا النبأ : بتكلمي بجد!!

اومأت برأسها قائلة بنبرة هادئة يشوبها الحزن : ايوه .. اتخطبنا 6 شهور و قبلها كنا زمايل و اصدقاء هنا بالشركة سنتين من وقت ماجيت اشتغلت في الشركة

عضّت كارمن شفتيها بتردد خوفًا من إزعاجها : تسمحيلي اسألك طيب ايه اللي حصل معاكو

أسدلت نسمة عينيها واستمرت في الحديث بنفس الهدوء : في الاول انا كنت فرحانه اوي لما خطبني هو انسان كويس اوي و ابن ناس و طموح جدا في شغله وناجح .. كانت كل الامور تمام و بجهز للجواز ..

تنهدت بضيق مردفه : بس هو فجأة اتغيرت طريقته معايا بقي مشغول طول الوقت معندوش دقيقة واحدة يكلمني فيها .. في الاول عذرته وقولت يمكن عنده سبب مهم وضغط الشغل عليه و التزامات الجواز فسيبته لنفسه شويه ...

نطقت كارمن تحثها على استكمال حديثها : تمام و بعدين

أخذت نفسا عميقا قبل أن تستأنف كلامها : الوضع دا استمر شهر و نص .. وانا معرفش مالو ولا عارفه اتكلم معه .. ومن 3 شهور كنت جيبالو ورق مهم يمضيه في مكتبه .. كان ممكن ابعته مع السكرتاريه بس قصدت اروحلو انا عشان اتكلم معه

ثم اضافت بتفسير : كان هو في حمام المكتب وقتها .. انا قعدت استناه و كنت محضره كلام كتير اقوله لما يخرج .. كان حاطط تليفونه علي المكتب .. سمعت صوت وصول رسالة ليه وانتي عارفه فضول البنات حبيت اشوف الرسالة عادي مش اكتر .. قومت ووقفت ورا المكتب وانا مترددة وخايفه من رد فعله واول مرة اتصرف بالشكل دا وعلي اخر لحظة كنت خلاص غيرت رأيي وهرجع مكاني .. لكن لمحت اسم رانيا علي الرسالة ففتحتها...

كارمن بتساءل : رانيا مين!!

رمشت نسمة وقالت : بنت بتشتغل هنا في الشركة عارضة ازياء

جاءت في ذهن كارمن صورة تلك الفتاة الفاتنة التي لم تشعر بالراحة إليها منذ الوهلة الأولى : ايوه افتكرتها انا شوفتها مرة قبل كدا .. معلش اني قاطعتك كملي

أضافت نسمة بصوت مخنوق بالعبرات : لما فتحت الرسالة لاقيت محادثة طويلة بينهم و كلها كلام زي حبيبي روحي وبيدلعها وبيهزروا سوا بقالهم فترة كبيرة

ارتفعت حاجبين كارمن بإزدارء وقالت : يعني طول الفترة اللي كان متغير معاكي فيها كانو بيكلمو بعض

نسمة : بالظبط كدا

كارمن : و عملتي ايه؟

Flash Back

كانت نسمة واقفة بجانب المكتب ، وعلى وجهها علامات استغراب وصدمة مما قرأته من كلمات غزل تشير إلى وجود علاقة حب بين خطيبها ، وتلك الفتاة المسماة رانيا.

قلبت بأصابعها مرة أخرى في الهاتف ، ووجدت تاريخ الرسائل بينهما منذ أشهر ، وأنهما يتواصلان بشكل يومي.

تجمعت دموع كثيفة في عينيها لدرجة أن بصرها أصبح مشوش.

هتف يوسف بإستغراب من خلفها : انتي بتعملي ايه هنا يا نسمة و وافقة كدا ليه ..

فجأة إنتفضت في مكانها من الذعر عندما سمعت صوته خلفها ينادي باسمها ، فالتفتت إليه لتواجهه بهذا الشكل المذري الذي أصبحت عليه بسبب صدمتها.

رمش بعينه في اضطراب عندما رأى هاتفه في يديها ، والدموع تنهمر على خديها مردفا بتساءل : انتي بتعيطي ليه!!

حدقت به ، دموعها تتسرب على خديها الناعمتين ببطء ، ولم تستطع الرد بأي كلمة ، لكنها مدت يدها وسلمت له هاتفه.

أخذ الهاتف منها و هو متعجب من بكائها ، ثم حدق في شاشة الهاتف ليتفاجأ بأن محادثته مع رانيا كانت مفتوحة ، والآن وجد إجابة علي كل ما يحدث أمامه.

حاول السيطرة على توتره قائلا بنبرة هادئة يسودها الاضطراب : نسمة ممكن تهدي عشان نعرف نتكلم

هتفت نسمة من بين شهقاتها بتهدج : كنت جاية فعلا هنا عشان نتكلم بس المفروض هتقول ايه بعد اللي شوفته .. هتبرر بإيه انشغالك عني شهرين بدون اي سبب واضح وانا زي الهبلة عماله احطلك اعذار من الهواء

اردفت بحدة : ولا انك بتعرف واحدة تانيه و بينكم غرميات و انا اللي اسمي خطيبتك ولا معبرني ..

جعد بين حاجبيه مقاطعا جملتها وهو يهتف بإنفعال : انتي ايه الهبل اللي عماله تخرفي به من الصبح دا .. مفيش حاجة بيني وبينها مجرد كلام عادي بين صحاب

راحت تحملق فيه بعين تطلق شرزا من بروده قائلةً بغضب شديد : صحاب يعني ايه .. الكلام اللي قرأته مش كلام بين اتنين صحاب

يوسف بتوتر : ايه اللي بتقوليه دا قولتلك انتي فاهمه الموضوع غلط

عقدت نسمة ذراعيها أمام صدرها قائلة بحدة : خلاص فهمني ايه هو السبب اللي مخليك مشغول ولا بتكلف نفسك برسالة فيها كلمة واحدة ليا .. دا حتي مش هاين عليك ترد علي مكالماتي و لو رديت تقولي مشغول ..

اردفت بسخرية : اتاريك مقضيها حواديت و ضحك مع الانسة رانيا

هتف يوسف بنفاذ صبر : اسمعي ماتتجاوزيش حدك وانتي بتكلميني .. انتي هتفتحيلي تحقيق و ازاي اصلا تسمحي لنفسك تمسكي تليفوني وتفتشي فيه

مسحت ما تبقى من دموعها بأطراف أصابعها قائلة بتهكم ساخر : بقي هو دا ردك عليا .. بتهاجمني عشان تتهرب من الرد علي كلامي

تحدث يوسف بهدوء قدر المستطاع : نسمة قولتلك نقعد وانا هفهمك بهدوء انتي مش عايزة تسمعي الكلام .. و اصلا احنا في مكان شغل مايصحش الكلام دا هنا خلينا ننزل نقعد في اي حته طيب و نتفاهم

حدقت فيه نسمة بنظرة حادة وحاولت أن تجعل صوتها ثابتا لكنه خانها أيضا وخرج مرتجفا قليلا : لا هنا و لا في اي مكان .. لو كان عندك ذرة شجاعة واحدة بس .. كنت وجهتني من البداية و قولت انك مش عايز تكمل .. مش تتهرب مني و عايش حياتك ولا كأن في انسانه ربطتها بيك .. وشكرا يا ابن الاصول علي تقديرك واحترامك ليا و ربنا يسعدك انت وهي مع بعض

ثم خلعت الخاتم من إصبعها ووضعته في يده ، ثم غادرت المكان دون تردد

Back

نسمة : من وقتها مفيش بينا كلام الا في حدود الشغل وبس .. لولا اني متمسكة بشغلي هنا انا كنت سيبت المكان من زمان

ثم نظرت اليها بحيرة من ذاتها : انا اتوجعت جدا من اللي حصل .. الخداع احساس صعب و مر اوي .. من يومها جوايا حاجات اتغيرت ثقتي طبعا فيه اتعدمت و يمكن ثقتي في نفسي كمان من كتر مابفكر ليه يعمل معايا كدا

رفعت كارمن يدها تربت على كتفها بتعاطف ، وقد غضبت من المدعو يوسف كثيرا كيف يمكنه أن يخذلها ويتلاعب بها هكذا ، وشعرت بالحزن عليها قائلة بهدوء : طيب هو حاول يفتح معاكي الموضوع بعد كدا

فركت نسمة وجهها من ذلك الصداع الذي لا يفارقها من كثرة التفكير وقالت بنبرة متعبة : ايوه حاول جه لبابا واتكلم معه و لسه بيحاول يكلم معايا بس خلاص انا نفرت منه ومن الحب والارتباط كله

كارمن : ماتقوليش كدا انتي لسه العمر قدامك يعني ممكن تعتبريها تجربة و فشلت .. مفيش حاجة نجاحها مضمون ميه في الميه من اول مرة ولا ايه رأيك!!

اومأت نسمة بإبتسامة اشرقت وجهها الجميل تؤيد رأيها : عندك حق

ابتسمت إليها كارمن قائلة ببشاشة : طيب امسحي وشك و تعالي نكمل شغلنا

نسمة بإمتنان : حاضر .. متشكرة ليكي يا كارمن علي اهتمامك و كلامك ليا

كارمن بمودة : مافيش داعي للشكر احنا زمايل و بقينا اصدقاء كمان .. ماتشغليش بالك بحاجة الا مستقبلك و ربنا يقدرلك اللي فيه الخير

★★★

نسمة شاهين : تبلغ من العمر 25 سنة ، جميلة وجذابة للغاية لديها عيون خضراء واسعة ، تعيش مع والدها الذي ليس لديه سواها ويحبها كثيرًا وهي أيضًا شديدة الارتباط به ، حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة قسم الملابس و المنسوجات.

عملت في الشركة لأكثر من عامين ، ولديها خيال جيد وحس فني رائع ، لذلك أبهرت كارمن بذوقها وخبرتها منذ اليوم الأول لها معهم في الفريق ، وساعدتها أيضًا في بعض الأشياء التي وجدت صعوبات فيها ، وبالتالي أصبحا قريبين من بعضهما البعض.



★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

ليلا في قصر البارون

دخلت كارمن القصر بعد انتهاء يومها الطويل في الشركة أخيرًا

صاحت كارمن بنبرة عالية قليلا : مساء الخير عليكم

قالت ليلي بإبتسامة : مساء الشهد يا قلبي

تسائلت مريم بحنان : حمدلله علي السلامة يا حبيبتي .. اتأخرتي كدا ليه!!

جلست كارمن بجانبهم وقالت : الله يسلمك يا مامتي .. دا انا كنت هقعد في الشركة لحد الساعه 9 .. عشان في قماش من المخازن كان لازم استلمهم بس هما بعته بدري الحمدلله خلصت و جيت علي طول

ليلي بصدق : ربنا يعينك يا كوكي

تطلعت كارمن حولها قائلة بإستفهام : امين يارب .. ملوكة وحشتني اوي هي فين!!

ضحكت مريم بحبور وقالت : لعبت طول اليوم مع ياسين ابن يسر و لما مشيو كانت نعست و نامت

أراحت كارمن رأسها على الأريكة بتعب ، وأغمضت عينيها : ياسو كلمتني كتير وانا في الاجتماع بس معرفتش ارد عليها هكلمها قبل ما انام .. الصداع هيموتني يا ماما و عينيا مزغلله اوي

ثم اردفت بتعجب : مش عارفه ازاي ادهم بيستحمل كل التعب دا سبحان الله

ليلي : ربنا يقويكم يا قلبي

ربتت مريم علي قدمها قائلة بهدوء : طيب انتي اطلعي استريحي شوية علي ما العشاء يجهز يا كوكي

اعتدلت كارمن في مقعدها قائلة بإرهاق : لا يا ماما انا هقعد معاكو يمكن ادهم يتصل عشان اطمن عليه

حدقت مريم بصمت في ليلي ، التي هتفت بهدوء على الرغم من توترها : ادهم اتصل من ساعتين يا حبيبتي و طمنا عليه هو بخير و بيسلم عليكي .. بس هو اضطر يتصل بدري انهاردة عشان وراه عشاء عمل و هيبقي مشغول لوقت متأخر

حاولت كارمن التحكم في نبرة صوتها حتى لا تبدو غاضبة قائلةً بجمود : عشاء عمل تمام يا ماما ليلي مش مشكلة ..

ثم أضافت ، ناظرة إلى ليلي : ومن بعد اذنك يا ماما ليلي .. كمان يومين هروح لبيت عمر عشان محتاجة انقل ادواتي واعرف اشتغل هنا في البيت .. وهحتاج كام وحدة من الشغالين هنا يساعدوني بنقلهم

ليلي بإبتسامة : بسيطة من عينيا يا كوكي

ابتسمت كارمن بهدوء : ميرسي يا ماما ليلي .. انا هطلع ابص علي ملك وارتاح شوية عن اذنكم

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

داخل منزل صغير في حي راقي

صاح رجل عجوز من داخل المطبخ : يلا يا روح بابا تعالي جهزتلك العشاء

بعد قليل

جاءت نسمة ترتدي إحدى بيجاماتها المريحة ، حيث تحب دائمًا أن ترتدي ملابس فضفاضة في المنزل ، وقالت بمرح و شهية : الله الله علي الروايح الحلوة يا عم شاهين

أشار شاهين برأسه إليها : هاتي العيش من هناك عشان تلحقي تاكلي الاكل و هو سخن

أومأت نسمة إليه و قالت : حاضر

جلست نسمة على طاولة الطعام الصغيرة في المطبخ مع والدها يتناولون وجبة العشاء

نسمة بعبوس : بابا مش انا قولتلك كتير تديني فرصه اعمل انا العشاء ولو مرة واحدة حتي

شاهين بضحكة : بقولك ايه احنا بينا اتفاق مافهوش رجوع من يوم ما طلعت علي المعاش .. انا اطبخ و امارس هوايتي المفضلة وانتي تشتغلي و ترسمي و تشخبطي براحتك

ضحكت نسمة ثم قالت بنبرة هادئة : ايوه يا بابا بس وقفه المطبخ غلط عليك علي الاقل سيبني اساعدك

ثم اردفت بمزاح : ليه الانانية دي استحوذت علي المطبخ خلاص

ضحك شاهين بمرح و قال بتسلية : خلاص مايهونش عليا زعلك المواعين عليكي

انكمش وجه نسمة قائلة بحسرة : المواعين ماشي أمري لله

شاهين بمحبة و حنان : لما تتجوزي اعملي اللي انتي عايزه في مطبخ محدش هيمنعك

وضعت نسمة يدها اسفل ذقنها بحزن مصطنع : عايز تخلص مني بالسرعه دي يا شاهين

حدق شاهين فيها بطرف عين وقال : ماتتهربيش زي عوايدك يا نسمة انتي فاهمه قصدي

زفرت نسمة بضيق : بابا لو سمحت انا قولت قراري رجوع ليوسف انا مش هقدر

هز شاهين رأسه برفض وقال : انا مش بكلم عن يوسف خالص ..حتي لو عايزة انتي ترجعيلو انا اللي هرفض هي بنات الناس لعبه عشان يعمل كدا معاكي .. انا بكلمك علي العريس اللي اتقدم بقالو اسبوعين وانتي حتي مش عايزة تقابليه

تركت الشوكة من يدها قائلة بتنهيدة عميقة : اسمعني يا بابا يوسف غلطان في اللي عملو و الموضوع اتقفل لحد كدا بالنسبالي ومش هنكلم فيه تاني .. لكن انا محتاجة فترة ابقي لوحدي من غير ضغط ..

ثم أضافت بحزن : اللي حصل دا يا بابا خلي ثقتي في نفسي تتهز لاني مالقتش مبرر لتصرفه معايا الا اني فيا حاجة غلط

شاهين بحنان : الكلام دا مش مظبوط يا نسمة انتي يا بنتي الكل بيشهد بأخلاقك و تربيتي ليكي و بجمالك و ذكائك ونجاحك في شغلك و اذا كان الموضوع علي فترة راحة انا موافق خلاص مش هنكلم عن الجواز الفترة دي خلاص يلا كملي اكلك

نسمة بحب : ربنا يخليك ليا يا احلي عم شاهين في مصر

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في جناح أدهم

جلست كارمن أمام المرايا ، تمشط شعرها بعقل شارد ، بعد أن صعدت جناحها للنوم بعد أن تناولوا العشاء جميعًا.

أصبحت تشعر بقبضة في قلبها في كل مرة ترى نادين أمامها ، لكنها تحاول أن تبقي تلك التخيلات التي تراها في أحلامها بعيدة عن عقلها قدر الإمكان.

يكفيها أفكارا السلبية ، لعل هذه الأفكار هي سبب الكوابيس التي بدأت تراودها بعد سفر أدهم.

كما أنها أصبحت في الآونة الأخيرة عندما تكون وحيدة في الليل ، تحاول ألا تكتم داخلها شوقها إليه ، بل تلبس ثيابه قبل النوم وترش عطره المفضل حتى تشعر بوجوده معها ، ربما هذا يريح قلبها قليلاً ، وتبعد عنها تلك الكوابيس المرعبة.

نظرت للأمام بطيف ابتسامة وهي تقف أمام المرايا ، ورأت نفسها في قميصه الأبيض ، الذي وصل إلى بعد منتصف فخذها بقليل.

قالت بضحك علي حالها : بتصرف زي الحراميه و بستخدم حاجاته من وراه .. بس عادي مين يعني هيشوفني بالقميص ؟

ثم أضافت بنبرة مقهورة بعد أن نظرت إلى ساعة هاتفها : ماشي يا ادهم الساعة بقت 11 بليل و لحد دلوقتي ولا سألت فيا ..

اردفت بسخرية : هو فيه عشاء عمل لحد دلوقتي ..

ثم تحدثت مع نفسها بعناد ، ناظرة إلى انعكاس صورتها في المرايا : طيب انا بقي مش هستناك و هروح اجيب اللي انا عاوزة من بيت عمر .. مش هفضل معطلة نفسي بسبب سيادتك وانت بقالك اسبوعين ولا سائل فيا

ثم ذهبت إلى الفراش وأطفأت الضوء بحيث لم يكن هناك سوى ضوء خافت بجانب السرير ، ثم تمددت وأخذت الوسادة بجانبها لتمسك بها وتضمها إلي صدرها ، لتظل تفكر قليلاً وبعد ذلك تغرق في نوم عميق بسبب الكثير من التوتر والتفكير.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

نهاية الفصل السابع والثلاثون
توقعتكم
نورهان


نوورهان محسن غير متواجد حالياً  
قديم 28-10-22, 09:33 PM   #47

نوورهان محسن

? العضوٌ??? » 493921
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نوورهان محسن is on a distinguished road
افتراضي مزيج العشق

الفصل الثامن والثلاثون ( إفصاح و صفح ) مزيج العشق

يمكن للحب فجأة أن يطرق باب القلب من آخر شخص نتوقع أننا سنحبه في يوما ما ، ليجعله القدر لنا هو حب العمر كله ، ولن يكون هناك بديل بعده.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

داخل فندق في باريس

ادهم بهدوء : ايوه يا مالك

نظر مالك إلى الساعة ليجد أن الوقت قد تأخر ، وقال بقلق : ايه يا ادهم حصل حاجة معاك

ادهم بتنهيدة : لا انا كويس .. انت عامل ايه

مالك بتساءل : الحمدلله تمام .. انت مش خلصت اللي كنت رايح عشانه هترجع امتي

فرك ادهم ذقنه بتفكير وقال بصوته الرخيم : لسه مش عارف .. طمني ايه اخبار الشركة؟

ابتسم مالك بخبث : الشركة ولا اللي في الشركة

زفر ادهم وقال بضجر : بطل رزالة و رد علي قد السؤال

تغيرت نبرة مالك قائلا بجدية : هي كويسة وامور الشغل معاها تمام جدا بس دايما بتسألني عليك

ثم اضاف بحيرة : انت ليه بتعمل معها كدا

أغلق جفنيه متعبًا قائلاً بهدوء : خد بالك منها ولو احتاجت حاجة تنفذها فورا

ابتسم مالك بسخرية وقال بسأم : بتتهرب ماشي ..

ثم أردف : بالحق قبل ما انسي هي هتروح بعد يومين لڤيلة عمر

فتح عينيه وابتسم بغضب متفهمًا حركتها العنيدة قائلاً ببرود : طبعا عشان ادواتها تمام .. لازم اقفل دلوقتي يلا سلام

قال مالك بقلة حيلة من تقلبات لابن عمه الدائمة : سلام

رمي أدهم الهاتف بإهمال على السرير بجواره ، يفكر في وضعهما ، يحاول كبح شعوره وأن لا يتبع رغبة قلبه المشتاق إليها.

فما كان سفره إلا لأنه ظن أنه يحاصرها بحضوره ، لذا قرر البقاء بعيدًا لفترة مؤقتة ، ليجعلها ترتب أفكارها المشوشة ، ثم يعود لترتيب الأمور بينهما.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد مرور يومين

في فيلا عمر البارون

دخلت كارمن إلى المنزل ، لكنها شعرت بالغرابة والحيرة ، كيف يمكن أن تشعر أنها غريبة في ذلك المنزل الذي كان منزلها ، وعاشت فيه لأكثر من عامين من حياتها.

ابتسمت كارمن بدهشة من تغيرات المصير اليوم ، هذا المنزل الذي تشاركته مع عمر والذي جمعها معه تحت سقفه ذكريات كثيرة ، أصبح شيئًا من الماضي في حياتها.

بينما تعيش الآن في الحاضر مع آخر شخص كان من الممكن أن يتوقعه عقلها ، وربما ما كان يمكن أن يخطر ببالها ابدا ، والعجيب أن هذا الحاضر أصبح محور حياتها ، ولا تتخيل أبدًا أن مستقبلها سيأتي بدونه ، وهذا ما تخشي منه منذ سفره ، لكنها لا تستطيع الاعتراف حتى ، لنفسها لأنها خائفة جدًا من هذه الأفكار.

... : مدام كارمن

إنتبهت علي كلماتها وقالت بهدوء : نعم

ابتسمت الخادمة بإحترام : كنا بنسأل حضرتك نبدأ منين النقل

طردت كل تلك الأفكار التي شغلت عقلها منذ أن دخلت هنا لتقول بجدية : تعالو معايا هنبدأ بالحاجات اللي فوق الاول

بعد أن مرت ساعتين

كارمن : الو يا يسر

غمغمت يسر بينما تأكل الفشار : ها لاقيتيه ولا لسه

كارمن بنرفزة : يا بنتي اهمدي شوية في زحمة و كركبة هنا جامدة .. عشان كنت ناسية اماكن الادوات و فضلت ادور علي الكتاب فوق مش لاقياه

يسر بضحكة : مش مهم اي حاجة غير الكتاب

تمتمت كارمن بغيظ : اضحكي اضحكي دا اللي فالحة فيه .. انا مش عارفه اركز من زنك عليا

تنهدت يسر بملل وقالت بتحذير مزيف : خلاص هسيبك بس انا بحذرك اوعي ترجعي من غيرو

كارمن : كتبت قائمة بكل حاجة هجيبها و اول حاجة كتابك .. بس ناسية هو فين هدخل دلوقتي مكتب عمر يا زنانه واشوفه

قوست يسر شفتيها وقالت بحزن متصنع : كدا يا كوكي انا زنانه

قالت كارمن بضحكة : لا ماتزعليش خليني اخلص واكلمك .. ماقولتلك تعالي معايا المشوار دا عملتي من بنها كنتي ساعدتيني شويه و اتمرمطتي معايا

يسر : ماكنتش عارفه انك هتحتاسي كدا لو فعلا محتجالي هلبس علي طول واجيلك

كارمن : بعد ايه انا تقريبا خلصت .. ماتقلقيش معايا هنا بنات من القصر بيساعدوني .. بس ارحميني انتي شوية فاضل كتابك هدور عليه وبعدها هروح البيت .. يلا سلام بقي

يسر : أوك باي يا كوكي

أنهت كارمن المكالمة عندما دخلت مكتب عمر ، وواصلت البحث في الرفوف عن الكتاب ، لكنها لم تجده.

دلكت كارمن فروة رأسها في حيرة : وبعدين هيكون راح فين الكتاب المنحوس دا بس يا ربي

تحولت نظرتها إلى المكتب في منتصف الغرفة : يمكن علي المكتب او جوا درج من الادراج اما اشوف

قلبت في الأشياء الموجودة على سطح المكتب ، ولم تجد شيئًا فجلست على كرسي المكتب وبدأت في فتح الأدراج واحدة تلو الأخرى.

ثم زفرت براحة : الحمدلله اخيرا لاقيتك متعب انت زي صاحبتك

ثم اردفت بضحكة : بس عسل لا تموتني ..

كانت هناك عدة أوراق تحت الكتاب خاصة بالعمل ظنت أنهم ذات قيمة ، فبدأت تتمعن النظر فيهم ثمx أعدتهم حيث كانوا ، لكن لفت انتباهها ظرف كبير ملفوف ومغلق بعناية بأسفل الدرج ، لكنها تراه لأول مرة : ايه دا كمان!

أخرجته من الدرج ووضعت الكتاب بجانبها ، ثم بدأت في فتح الظرف وتفريغ محتوياته على المكتب ، وراحت تتفحصه بعيون واسعة من الصدمة وعدم التصديق.

نهضت من مقعدها مذهولة ووقفت في منتصف الغرفة وهي تشعر بالدوار والتشويش

تتبادر إلى ذهنها كلمات مما قرأته للتو ، وأحداث مرت منذ شهور ، تتضارب في عقلها بشكل غير مترابط.

_ورم في الفص الأيمن من المخ في حالة متطورة

_سفر الي المستشفي الأمريكي في باريس

_عملاء مهمين في باريس يا حبيبتي لازم اقابلهم هيكون في شغل بينا و بينهم كتير و كمان مؤتمر مهم هنتكلم فيه عن الشركة

اتسعت عيناها في صدمة من تكرار ذلك الحدث تقريبا ، فالأولى كانت من عمر قبل ساعات من رحيله ووفاته ، والآخري كانت من أدهم قبل أسبوعين.

تكلمت مع نفسها في ذهول ، وانحدرت الدموع بلا هوادة من عينيها من تأثير الصدمة عليها : يعني عمر كان عنده ورم في المخ وفي حالة خطيرة ودا سبب سفره .. بس هو مالحقش يوصل باريس والطايرة وقعت به .. ليه ماعرفش بكل دا من زمان ليه كنت انا اخر من يعلم كدا ...

همست بخوف بينما تغطي فمها براحة يدها : ادهم

استدارت وبحثت عن حقيبتها ثم لمحتها على الأريكة الصغيرة.

ركضت نحوها وأخرجت هاتفها ، وبدأت تعبث بقائمة الأرقام ثم ضغطت على زر الاتصال.

تنهدت بإحباط وقلق عندما لم يرد على مكالمتها ثم مسحت دموعها بباطن كفها ، وذهبت إلى المكتب وجمعت الأوراق في الظرف وأخذت الكتاب أيضًا ووضعته في الحقيبة ، ثم خرجت بخطوات مترنحة.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

ليلا في قصر البارون

ليلى همست بلطف ، إلى ملك التي كانت جالسة بجانبها على الأريكة بينها وبين ليلي : مين الحلوة اللي هتنام جنب تيته انهاردة

مريم بضحكة : لا موكة هتنام معايا انا انهاردة

عبست ملامح ليلي وقالت بإستنكار : كانت معاكي امبارح يا مريم .. احنا بينا اتفقنا كل وحدة يوم

صاحت مريم بمرح في كارمن التي دخلت لتوها من الخارج ولم تلحظ شحوب وجهها : تعالي يا كارمن شوفي حماتك العنيدة مش عايزاني انيم ملك معايا انهاردة

ليلي بدهشة : لا يا مريومة انتي بقيتي تنصبي عليا كتير .. احنا نعمل جدول تنظيم نومها عند كل وحدة فينا يوم .. الكلام الشفوي دا مابقاش ينفع

حاولت كارمن التركيز على ما كانوا يتحدثون عنه ، وواجهت صعوبة في إخراج صوتها بشكل طبيعي ، قائلة بهدوء : الافضل للبنت تتعود تنام لوحدها يا جماعة .. عشان لما تكبر ماتبقاش مدلعة وتخاف تنام لوحدها

نظرت مريم إلى ليلي ، التي أومأت لها بالموافقة ، وقالت مريم دعمًا لرأي إبنتها : البت طلعت اعقل مننا و عندها حق مع اني مابقدرش استغني عن نومها عندي لكن هو دا الصح

كارمن بإبتسامة رقيقة : ماتزعلوش امشو علي الجدول فترة بسيطة وبعدين نخليها تنام من وقت لتاني لوحدها بالأوضة اللي عاملها ادهم ليها في الجناح بتاعه .. غلط انها تتعود علي كدا علي المدي الطويل

ليلي بإبتسامة : تمام يا حبيبتي .. جبتي كل اللي انتي عايزة من الفيلا

أومأت كارمن وقالت : ايوه يا ماما ليلي

قالت مريم بينما تهم بالنهوض : طيب يلا انا هقوم اقولهم يجهزو العشاء و نتعشي كلنا

هتفت كارمن برفض : لا يا ماما انا تعبانه جدا من المجهود اللي عملته طول اليوم هطلع انام علي طول تصبحو علي خير

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد قليل في جناح ادهم

كارمن تجلس على السرير وركبتها مضمومتان إلى صدرها ويبدو عليها التوتر والقلق بعد أن حاولت الاتصال بأدم لتطمئن عليه ، لكن هاتفه مغلق.

لا تريد أن تتخيل قط فكرة عدم عودته إليها ، أو عدم وجوده في حياتها.

ليس بعد أن فهمت مشاعرها ، وأطلقت العنان لقلبها وتبعته ، ليقودها لمن يمتلكه.

هي احبت عمر ولا تنكر الا انه حب عشرة وتعود ، فهو اول رجل يدخل حياتها ، ويملأها باهتمامه لذلك من الطبيعي ان تنجذب اليه وتعتقد أنها تحبه ، ربما بسبب قلة خبرتها في هذه الأمور.

كما أنه طلب منها الزواج منها بعد أشهر قليلة من معرفته بها ، لكنها لم تشعر معه بنفس المشاعر التي تغزو قلبها الآن والتي تشتت كيانها ، وتجعلها ترتجف خوفا من فقدانها.

حتى لو كانت تحبه حقا ، فهي الآن تعشق أدهم.

تحبه من كل قلبها ، تعشق كل تفصيلة صغيرة فيه ، كل لمسة ناعمة ، كل همسة لطيفة منه ، أو مجرد قبلة صغيرة منه قادرة على جعل نبضها يتبعثر لساعات.

مددت كارمن ساقيها وأمسكت بالوسادة ، وسحبتها بين ذراعيها ، وهمست برجاء : يارب اغمض وافتح الاقيه قدامي مش قادرة استحمل غيابه اكتر من كدا

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد مرور بضعة ساعات قليلة

دخل أدهم غرفة النوم بهدوء في وقت متأخر من الليل ، فطائرته قد وصلت لتوها إلى مصر ، وبعدها توجه مباشرة إلى القصر دون أن يخبر أحداً ، حتى والدته لا تعلم متى سيصل.

نظر إلى كارمن ، التي كانت تنام بهدوء على السرير ، ووسادته بين ذراعيها.

تمنى في هذه اللحظة أن تضمه بدلاً من الوسادة ، وأن يشعر بأطراف أناملها وهي تلعب بخصلات شعره بحنان ، حيث كان يتوق بشوق إلى لمساتها الرقيقة للغاية.

اقترب أدهم ببطء ، وتمهل من السرير ، ثم جلس على حافته ، ودارت عينيه على وجهها ، ينظر إليها بعشق وشوق جارف.

شعرت كارمن بحركة جانبها ، ففتحت عينيها ببطء واستغرقت بضع ثوانٍ بينما ترمش عينها ، لتتضح الرؤية في ذلك الضوء الخافت الذي يسود الغرفة حتى أدركت أنه كان يجلس بجوارها ويحدق بها.

صاحت كارمن باسمه في لهفة ، وهي تقفز من مكانها : أدهم

ادهم يحاول تهدئتها لإعتقاده انه أثار ذعرها : ماتتخضيش ايوه ان..

لم يستطع إكمال جملته ، حيث فوجئ بها ترتمي في حضنه دون لحظة من التفكير ، وعانقته بشدة ، وهي تغمض عينيها بقوة وتشكر ربها على أنه استجاب دعائها ، وبالكاد تصدق أنها بين ذراعيه ، وأنه علي ما يرام.

صدم أدهم من رد فعلها لرؤيته ، والأكثر من عناقها له.

أحاطها أدهم بقوة لا يريدها أن تبتعد عن قلبه ، إنه يشعر الآن أن نبضاته قد انتظمت بضمها إليه ، حيث إستنشق عطر جسدها الذي يدمنه ، وهذا ما كان حقا يفتقده كثيرًا.

قالت كارمن بصوت مبحوح ، بينما كانت ذقنها علي كتفه وتضمه بقوة : انت كويس امتي رجعت من السفر

رفع أدهم كفه ، وربت على شعرها بحنان ، ثم قال بصوت خافت بجوار أذنها ، حيث أرسل إليها موجة من الإطمئنان : لسه واصل حالا والحمدلله أنا بخير معاكي اهو

خرجت كارمن من بين ذراعيه ، وأحاطت وجهه بيديها الصغيرتين ، وتفحصته باهتمام قائلة بعفوية : حمد الله علي سلامتك .. كنت بتصل بيك من بدري وخوفت عليك لما لاقيت التليفون مقفول

اجاب ادهم بهدوء : كنت في الطيارة ..

اردف بهمس : خايفه عليا من ايه؟

إرتبكت كارمن من نبرة صوته الهامسة ، بينما أحمرت وجنتاها خجلا قائلة بتلعثم : انا .. كنت بحاول اطمن عليك بس

لم يرد أدهم إحراجها أكثر ، فغير الموضوع : صحيتك من النوم

خفضت كارمن يديها إلى جانبها ، وقالت برقة : لا انا لسه ماكنتش نمت

حدق ادهم فيها وعينيه تلتمع بنظرة غريبة ، وقال بتساءل : مع انك طول اليوم كنتي في بيت عمر بتنقلي ادواتك من هناك

تفاجأت كارمن بأنه علي علم بالأمر لتسأل بدهشة : انت عرفت منين؟

أجاب أدهم بينما ينزع سترته ، ويضعها علي طرف السرير بإهمال : مالك هو اللي قالي من يومين

أومأت كارمن برأسها بصمت.

نهضت من السرير وذهبت إلى الخزانة في زاوية الغرفة ، ثم فتحت أحد الأبواب ، وأخرجت مظروفًا كبيرًا وعادت للوقوف أمامه ، محاولة ترتيب كلماتها : انا لاقيت الظرف دا وانا باخد حاجتي من بيت عمر انهاردة

أمسك أدهم المغلف من يدها ، وقام بفتحه ليخرج تقارير المستشفى ، وينظر فيها بصلابة دون أي رد فعل يبدو علي وجهه ، ولكن بداخله شعر بقبضة مؤلمة تعتصر قلبه من رؤية ذلك الورق ، ثم رفع رأسه وحدق في كارمن ، متسائلاً بهدوء مبهم : كان فين بالظبط الورق دا!!

تفاجأت كارمن من هدوئه ، وأنه لم ينظر حتى إلى ما بداخل الأوراق متسائلة بارتياب : مش هتفتحو وتقرأ اللي جواه

ادهم بجمود : انا عارف الموجود فيه

حدقت فيه كارمن ، ثم هتفت بصدمة : يعني ايه عارف .. كنت عارف ان عمر عنده ورم في المخ و انه دا سبب سفره من الاول

قام أدهم من الفراش ، وقد توترت أعصابه بهذا الحدث الذي لم يكن مستعدًا للكشف عنه الآن.

أمسك بمرفقها برفق محاولا تهدئتها : ممكن نقعد وتسمعيني

سحبت ذراعها من قبضته ، قائلة بحدة : لا عايزة اسمع وانا واقفة

زفر أدهم من عنادها ، ثم بدأ يتحدث بهدوء قدر استطاعته : كارمن .. عمر في الفترة الاخيرة كان دايما حاسس بإرهاق و صداع مستمر واكيد انتي كنتي عارفه

ردت كارمن بعد أن ابتلعت ريقها بقلق : ايوه ولما سألته وقتها قال انه راح لدكتور وقاله ان دا بسبب الارهاق و محتاج انه يهتم بصحته مش اكتر

قال ادهم دون أن ينظر إليها : انا اللي خليته يقولك كدا

أردف بحزم ، ورفع يده أمامها عندما حاولت الكلام : ماتقطعنيش .. هو ماكنش عايز يعرفك حاجة ولا انتي و لا امي .. حالته كانت سيئة و لازم عمليه الدكتور اقترح انه يعملو العمليه في مستشفي بباريس وهو فعلا حضر نفسه عشان يسافر و انا كنت هاحصلو بعدها بيومين عشان محدش منكم يحس بحاجة غريبة

أضاف بحزن وألم علي أخيه : بعدها حصلت الحادثه علي طول قبل مايلحق يوصل

همست كارمن بصدمة : يعني انت كنت عارف بالوصية مش كدا

هتف ادهم بصدق : ماعرفتش بوجود وصية اصلا غير لما جالي المحامي للشركة وبلغني .. و لا كنت اعرف باللي جواها الا لما اتفتحت قدامنا كلنا

كانت كارمن صامتة ، مطرقة رأسها لا تدري ماذا تقول ، لأنها لم تفكر للحظة أن أدهم لديه خبر عن كل هذا ، واتضح أنها هي التي لم تكن تعلم شيئًا عما يجري من حولها.

استمعت كارمن إلى صوته الرخيم ، مستطردًا حديثه : ماكنش ينفع اقول بعد موته بأن سفره كان للعلاج يا كارمن حطي نفسك مكاني واحكمي انتي وقتها كانت حالتك صعبه وامي كانت منهارة من حزنها علي ابنها كنت هبقي بزود الوجع عليكم

رفعت عينيها إليه ، وهتفت بقهر ، بينما تعتصر قبضة قاسية قلبها : وانت بقي ضحيت بنفسك واتجوزت مرات اخوك عشان تربي بنته وتنفذ وصيته وعشان حياتك ماتبقاش بايظة من كل جهه حاولت تحبها لكن ماقدرتش تضحك علي نفسك كتير وسافرت عشان تبعد عنها وترتاح منها شوية

احتدت نظراته قائلا بغضب : انتي اتجننتي من الصدمة باين عليكي .. عماله تخرفي بتقولي ايه

للحظة خافت كارمن من غضبه ، لكنها أكملت بتمرد : تفسر بإيه تجاهلك ليا من يوم ما رجعنا من الصعيد وسفرك السريع وبرودك طول الاسبوعين اللي فاتو معايا من غير أي سبب واضح

صمت ادهم قليلا و هو محدقًا بها ، وقال بجمود : عايزة تعرفي السبب

تفوهت كارمن بإصرار : ايوه عايزة اعرف

تسائل أدهم بضيق ، بعدما تملكته مشاعر الغيرة ، وهو يكرر تلك الكلمات التي تسربت في عروقه كالسم : المفروض اعمل ايه لما اسمعك بتقولي انك حاسه بالذنب من ناحية عمر عشان قربتي مني يا كارمن

للحظة تسمرت كارمن مكانها حتى أنها حصرت أنفاسها في رئتيها ، وشعرت بحروفها تهرب من بين شفتيها ، وهي تتذكر تلك الجملة التي قالتها لروان في غرفتها قبل أسبوعين ، ثم استطاعت أن تهمس بصعوبة ، بينما عينيها متسعة بصدمة : انت سمعت كلامي مع روان

صر أدهم على اسنانه بغضب دفين حتى أنه اوشك على تحطيمهم ، ليقول من بينهم : سمعت تحديدا الجملة دي يا كارمن

تصلب وجه كارمن التي ابتسمت بسخرية وقالت : طبيعي انك سمعت الجملة دي و بعدها اكيد مشيت لانك لو سمعت الجملة اللي بعدها او حتي الكلام من اوله ماكنتش هتعاملني بالطريقة دي .. بس ازاي وانت عايز بأي شكل تخليني غلطانه

رفع ادهم حاجبيه قائلا بإبتسامة جانبية : انتي شايفه كدا فعلا؟

هتفت كارمن بإنفعال : انا شايفة انك لو كنت سألتني عن اللي سمعته يا ادهم او حتي كنت اديتني فرصة ومارجعتناش هنا بالسرعه دي من الصعيد او حتي فضلت هنا يوم كمان كنت هقولك لوحدي علي نفس الكلام اللي حكيته لروان لكن انت هربت وسيبتني

ادهم بتعجب : كلام ايه دا!!

قالت كارمن بتفسير : قبل ما كل دا يحصل بليلة واحدة شوفت كابوس خوفني وخلي اعصابي تعبانه اكتر من الاول

ثم بدأت تخبره بكل شيء رأته في حلمها

واضافت : دا اللي كنت بحكيه لروان اللي فسرت الحلم علي انه مجرد توتر عصبي بسبب الضغوط اللي كنت بمر بها

ثم همست بنبرة تأنيب ممزوجة بقسوة : بس انت متسرع جدا يا ادهم و اناني اوي مافكرتش غير في نفسك ومافكرتش انا حاسه بإيه او حتي عذرتني لو شايفني غلطانه

استدارت لتغادر المكان ، وقد اختنقت بشدة لدرجة أنها لم ترغب في البقاء أمامه لفترة أطول.

وجدت يده تلتف حول معصمها ، مما منعها من الابتعاد ، فحدقت به بغضب لتجد نظراته عليها تبرز شرزا ، هاتفًا فيها بغضب عنيف ، وقد بدأت اعصابه تخرج عن سيطرته : رايحة فين .. مش انتي عايزة تعرفي كل حاجة من البداية .. اقفي هنا واسمعيني كويس .. الحقيقة هي اني بحبك من قبل ماتتجوزي اخويا

اردف أدهم بنبرة حادة ، بينما يري عينيها تتسمر عليه بصدمة ، كأن دلواً من الماء البارد قد سكب اعلى رأسها ، لتفر الدماء من وجهها : بس لو اناني ومش بفكر غير في نفسي زي ماقولتي .. كنت اتجوزتك بدالو ولو غصب عنك .. بس انا مش حقير عشان اجبرك علي حاجة ولا افرض نفسي عليكي لو بعبدك .. و لا اقدر احطم قلب اخويا اللي مربيه ولا اكسر فرحته بإيدي واخدك منه .. وهروبي زي مابتسميه عشان كنت خايف ومتعذب .. لو كنت قادر استحمل كتمان حبك جوا قلبي زمان واعيش عادي .. بقي مستحيل اقدر اكتمه بعد ما ادمنت كل لحظة بتبقي فيها قريبة مني وفي حضني .. بعد ما قربت منك ولمستك .. بعد ماحسيت بإنجذابك ليا وفي نفس الوقت مش قادر الومك علي تشتتك وهواجسك اللي بتقولي عليها

أخذ نفسا عميقا قبل أن يواصل حديثه بنبرة أهدأ من ذي قبل ، لكنه استمر في النظر إليها بعينه الداكنتين : كنت خايف تكوني استعجلتي لما قولتي انك بتحبيني .. كان لازم ابعد فترة عشان مابقاش ضاغط عليكي وتعرفي انتي عايزاني وبتحبني فعلا ولا اتقبلتي الوضع اللي انفرض عليكي و بتتعايشي معه وبس

همست كارمن بتحشرج من الدموع الكثيرة، التي تذرفها نتيجة كلماته التي أكدت مدى عشقه لها وعذابه لسنوات ، وهي لا تعلم عنه شيئًا : المفروض بعد ماقرأت التقارير دي افكر في عمر وفي حياتي معه واحن ليه .. مش هو دا الصح .. بس انا لما شوفتهم مقدرتش افكر غير فيك انت .. كنت هموت اصلا من الرعب وانت بعيد عني .. من يوم سفرك وانا خايفة بس حاولت اصبر نفسي واطمنها أنك بتكلمني حتي لو من تحت درسك .. لكن لما عرفت الحقيقة اللي كانت مستخبية عني انهارت ومخي وقف

سألت بعد أن لم تتلقي منه سوى الصمت : برده لسه مش عارف اذا كنت بحبك ولالا ؟

تركته كارمن لتذهب ، وتشعل إضاءة الغرفة القوية وركضت إلى المرايا لإحضار شيء منها ، ثم عادت إليه وهي تقول بحنق ، وأعطته في يده زجاجة العطر الخاص به : مش دي بتاعتك انت كنت سايبها كدا .. قبل ما انام كنت بملئ بها الاوضة وأرشها هدومي

ثم نظرت إلى ما كانت ترتديه وقالت بتهدج : تفتكر ليه لابسه ترينجك وبنام به كل ليلة لمدة اسبوعين ..
كل اللي بعملو دا عشان ارتاح لو شوية من الكوابيس والافكار الوحشة المسيطرة علي عقلي وانا لوحدي وانت ولا داري اساسا بيا

أكملت حديثها بدموع ، ونبرة صادقة تسللت إلى أعماق قلبه دون أدني مقاومة منه : انا بحبك اوي يا ادهم لما بكون قدامك قلبي بيرتبك وينتفض من مكانه ولما بشوف ابتسامتك بطمن ولما بتضمني في حضنك روحي بترتاح

حدقت فيه بعيون تلتمع بحزن ، وأضافت بصوت هامس كما لو كانت تتحدث مع نفسها : انت بقيت جزء رئيسي في حياتي .. اقتحمتها فجأة بدون ارادتي وعلي المهل قربتني ليك .. بقيت قدامي طول الوقت احتليت عقلي و حصرتني لحد قلبي ما اتعود علي وجودك ولما بعدت مابطلش يوجعني ويسألني عنك انا مابقتش حتي عارفه امتي حبيتك

تلألأت الدموع في عينيه بتأثير شديد لاعترافها الذي أعاد قلبه إلى الحياة ، واصبح ينبض بقوة من جديد.

كانت تنظر إليه ، وصدرها يرتفع وينخفض ​​من شدة إنفعالها بينما تنهمر دموعها بلا هوادة ، فقال وهو يمسح وجهها براحة يده : حبات اللؤلؤ دول غالين اوي عندي .. انتي الوحيدة اللي قلبي فتحلها بابه رغم كل حاجة .. ماكنتش بفكر غير فيكي ودايما متابعك وبطمن عليكي من غير ماتحسي

أزاحت يده من على خدها بغضب ، قائلة بقهر منه : موتني من الرعب لما مرديتش عليا وانت بكل برود بتقولي انك سافرت عشان تديني مساحتي و فرصة افكر في علاقتنا ها و خايف تكون بتضغط عليا وبتشوشر علي قراري

ثم عادت إلى همسها قائلة : لما أنا قولتلك قبل كدا اني بحبك كنت بكلم بجد من قلبي .. ممكن اكون كنت متوترة شوية من الاحداث اللي بتتغير حواليا بسرعة .. بس انا فعلا بحبك لكن كنت مكسوفه زي اي وحدة في بداية جوازها ايه الغلط في كدا

أسدلت كارمن عيناها ، واستمرت في التكلم بدموع أكثر ، وأصبح صوتها مبحوحا جدًا : يمكن كانت المشكلة في الاول اني كنت خايفة امشي ورا قلبي واحبك بعدها اخسرك ماكنتش هستحمل انك تروح مني

لم يستطع تحمل صعوبة كلماتها القاسية عليه أو تخيلها ، ليجذبها إلي صدره وضمها إليه ، فتتثبت هي به جيدًا بينما تسمعه يقول : استغفري ربنا و بطلي هبل انا علي قلبك مش هروح في اي حته فاهمه

كارمن بهمس : أستغفر الله العظيم ..

أكمل ادهم حديثه بألم : اعذريني يا كارمن يمكن كنت خايف لان جوازنا كان بسبب الوصية في الاساس خوفت تطلبي نسيب بعض بعد ما قابلتي عيلتك .. مش عشان الفلوس انا عارف ان ملك هي سبب قبولك للوصية لكن خوفت تبعدي عني وتعيشي معاهم

تفوهت كارمن بينما تضم نفسها أكثر في حضنه : دايما انت بتحس بنفسك اذا هتقدر تكمل من غير شخص معين ولالا .. دايما كنت بستغرب ليه ماما ماقدرتش تحب او تتجوز بعد بابا رغم انها كانت مش كبيرة في السن اوي .. بس دلوقتي فهمت

دفنت وجهها في تجاويف رقبته ، مستنشقة عطره الحلو ، وهي تلف ذراعيها حول خصره وقالت بهمس : انت طمنتني ودعمتني وفهمتني ومبسوطة معاك مش عايزة ابعد عنك ابدا انا بموت فيك يا ادهم

زمجر أدهم وهو يشدد قبضته على جسدها : ماتقوليش الكلمة دي تاني .. قولي هتعيشي ليا يا كارمن

ثم أضاف بهمس حاني ، وهو يقبّل رقبتها من الجنب : بعشقك

أسترسلت كارمن حديثها الذي ينبع من أعماق قلبها : بقيت حبيبي واماني وحياتي كلها ومش عايزة حاجة من الدنيا غير انك تكون جنبي ..

ثم همست بتساءل حزين : هو دا صعب للدرجة دي يعني

أمسك أدهم بكتفها برفق وأخرجها من حضنه ، لكنها كانت لا تزال بين ذراعيه قائلا بحب : خلاص انسي اللي حصل ممكن ماتزعليش مني

كارمن بتذمر طفولي : لا انا زعلانه عشان تعبت اوي وكنت محتجالك وانت سايبني

ادهم بندم : صدقيني كان غصب عني انا لما بتنرفز بكتم جوايا اتعودت علي كدا يا كارمن

هزت رأسها برفض وقالت بعناد : مش مبرر دا علي فكرة انا هفضل مخصماك عشان بعد كدا لما تزعل تيجي وتقولي مش تهرب مني

وضع أدهم خصلاتها الضالة على جبهتها خلف أذنها ، وقبل وجنتها بحب ، قائلاً بصوت هامس : حقك عليا انا اسف

كارمن بتبرم : مش كفاية

تنهد أدهم وبدأ يضجر من عنادها معه ، لكنه تمالك نفسه قال بصبر : عايزاني اصالحك ازاي ؟

عقدت كارمن ذراعيها فوق صدرها وقالت بإصرار : لا انا هعاقبك بأني أطلع انام في الريسبشن برا واسيبك تنام لوحدك هنا لمدة اسبوعين

هتف ادهم بضيق : اللهم طولك ياروح .. كارمن بلاش تبقي قاسية كدا

قالت كارمن بنظرة خاطفة : اتعلمتها منك وهو دا العقاب اللي تستاهلو علي كل اللي عملته فيا

تومضت عيناه بحزن من كلماتها ، مما جعله يشعر بإختناق شديد في صدره ، لكنه يدرك جيدا أنه الذي أوصل نفسه إلى تلك الحالة معها ، فعليه أن يتحمل قليلاً ، ثم أخذ نفساً عميقاً قبل أن يدعي القول بفظاظة و غيظ : مادام انا اللي طلعت غلطان يبقي انا اللي هطلع انام علي ام الكنبة دي بس بعد كدا هولعلك فيها

بعدها تحرك أدهم إلى الخارج بحنق ، بينما ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتي كارمن ، ثم سرعان ما اختفت.

شعرت بالندم فالجو بارد بالخارج ، ثم توجهت إلى غرفة الملابس لإحضار شيء ما.

★★★

بعد قليل

خرجت من الغرفة ، وعيناها تدوران في المكان ، ثم رأته مستلقى بملابسه على الأريكة وعيناه مغمضتان ، وظهرت علامات عبوس جعدت ملامحه الوسيمة.

شعر بخطواتها تقترب منه ، لكنه بقي على حاله دون أن يتحرك ، بينما كارمن تبتسم وهي تراه عاقدا حاجبيه بشدة.

تساءلت كارمن برقة : ادهم انت نمت؟

فتح أدهم جفنيه ببطء ، وخفق قلبه من نبرة صوتها الرقيق ، لكنه نظر إليها بسخرية عندما رأى ما كانت تمسكه بيديها : كتر خيرك .. جيبالي غطاء من البرد

لوت شفتاها بتهكم من سخريته اللاذعة ، لكنها تجاهلت ذلك قائلة بهدوء : جيبالنا احنا الاتنين

ادهم بعدم فهم : قصدك ايه؟

صعدت بقدميها على الأريكة ، ثم استلقت بجانبه وهي تمد ساقيها مثله.

كان هو على حافة الأريكة وكانت بالداخل ، ثم تحدثت بنبرة ناعمة ، وهي تسند رأسها على الوسادة خلفها بشكل مريح ، وتغطي نفسها بالبطانية : انا بقالي اسبوعين مش عارفه انام كويس من يوم سفرك فكنت بلبس من هدومك وارش برفانك عشان احس بيك معايا واقدر انام .. بس انا صبري خلاص خلص وعايزة انام في حضنك الليلة دي بالذات

برقت الدموع في عينيها ، وهي تقول بنبرة متحشرجة بعض الشيء : وفي نفس الوقت .. مصممة اخليك تنفذ العقاب اللي قولت عليه جواه بس مع تغيير بسيط .. اني هعاقب نفسي معاك وننام هنا

استدار على جانبه ، وهو يميل نحوها ويسند جسده على مرفقه ، وأصبح وجهه قريبًا من وجهها.

حدق فيها بنظرة ثاقبة يهمس باسمها ثم قال : عارف ان من حقك بعد اللي حصل تنقهري وتزعلي مني..

وضعت كارمن سبابتها على شفتيه قائلة بإصرار رقيق : انت اتكلمت كتير دا دوري انا .. احنا حياتنا سوا في البداية اتفرضت علينا .. بس اننا نستمر سوا اختيار .. لما بعدت عني لاقيت نفسي بتلقائية بختارك وعايزاك معايا رغم اي حاجة .. وبعد كل اللي قولنا من شوية انا بعيدهلك تاني وبقولك انا اخترت اكمل معاك بإرادتي عشان بحبك

كانت عيناه تتألقان بتأمل عاشق فيها ، ثم همس بصوته الرخيم : شعورك من ناحيتي دلوقتي هو اكتر حاجة حلوة حصلتلي في حياتي .. كفاية عندي كلامك اللي خارج من جوا قلبك و روحك و نظراتك اللي كلها حب بالدنيا كلها

ثم اردف : تدابير ربنا جمعتنا و يمكن الفرصة دي هي بداية لحياة سعيدة نعيشها مع بعض

دارت عيناه تتأمل ملامحها وابتسامة جذابة شقت شفتيه وقال : بحبك من اول مرة بصيت في عيونك من سنين طويلة .. بقيتي حته من روحي و قلبي كله ملكك انتي .. عمرك ماخرجتي من تفكيري حتي وانا في عز ازماتي

شعور جميل يسكن روحها حيث رأت عينيه تتألقان بنظرة غريبة ، مزيج من العشق والدفء والحنان والعاطفة التي جعلت قلبها يرقص بسعادة كبيرة.

أغمضت كارمن عيناها وقالت بألم : كنت فعلا محتجالك اوي يا ادهم .. مش هقدر تاني اكون لوحدي من غيرك

مسح بظهر كفه على بشرة خدها الناعم بينما هي تستمع إلى همسه الرقيق بقلب يرتجف مع العشق حتى في أحلامها ، لم تتخيل أنها ستشعر بهذا الأمان : اوعدك مش هسيبك تاني .. وعايزك تعرفي انك عمرك ماكنتي لوحدك يا كارمن انا دايما معاكي حتي لو من بعيد

همست ، وهي تجعد حاجبيها بعبوس لطيف : لا مافيش بعد تاني

لمعت عيناه خبثًا وقال : ايه دا هو انتي بتحبيني اوي كدا

عضت كارمن علي شفتيها ، وواصلت بصوتها الهامس المغري الغير مقصود وهي تعبث بشعر ذقنه ، الذي نمى قليلاً عن ذي قبل : لا مش بحبك يا ادهم .. دا قليل علي احساسي نحيتك انا بتنفسك وبعشق..

ارتجف جسده بسبب تلك اللمسة البسيطة منها ، ومضت عيناه بنظرة قاتمة لم تدركها ، وقبل أن تنتهي من حديثها ، كانت شفتيه مضغوطة على شفتيها.

تفاجأت من مباغتته لها ، لكنها لم تستطع منع يدها من التسلل إلى صدره ، ثم رقبته دون أدنى مقاومة ، بل كانت تبادله بنفس الشوق ، فقبلاته الشغوفة أذابتها تمامًا بين ذراعيه ، بعد لحظات حلق كلاهما فيها فوق السحاب فصل القبلة عندما احتاج كلاهما للهواء ، قائلاً بأنفاس لاهثة : دلوقتي بس ارتحت حصل اكتر من اللي كنت بتمناه

حملقت به بوجه احمر ، وتنفس سريع من اضطراب قلبها الذي نثر نبضاته من تلك القبلة اللاهبة ، قائلة بخجل وبدأ النعاس يداعب عينيها : حبيبي ممكن ننام عشان انا تعبانه اوي

ابتسم علي منظرها اللطيف ، ثم سرعان ما اختفت ابتسامته ، وكأنه يتذكر شيئًا ، فقال بجدية : كارمن امي عرفت بحاجة عن التقارير اللي لاقيتيها

إحتارت من تقلباته المفاجئة ، لكنها هزت رأسها برفض قائلة بهدوء : لا انا ماتكلمتش مع حد غيرك

رفع أدهم جسده عنها ، ووقف على رجليه ، قائلا بإصرار : قبل ما ننام في حاجة مهمة لازم نعملها قومي معايا

نهضت كارمن أيضًا معه ، قائلة بعدم فهم : حاجة ايه؟

أمسك أدهم بيدها برفق وقال : الورق دا لازم نتخلص منه عشان اتأكد انه مش هيقع في ايد ماما و حالتها تسوء انتي عارفه هي مش هتستحمل وصحتها ضعيفه ازاي

أومأت إليه بتأكيد : معاك حق

ذهب كلاهما إلى غرفة النوم ، ثم أمسك أدهم بالأوراق وسار إلى الطاولة المجاورة للسرير ، وفتح أحد الأدراج وتلاعب بمحتوياته قليلاً تحت عيون كارمن المتفاجئة بما يفعله.

نظر إليها أدهم مشيراً إليها لتتبعه ، فسارت كارمن ورائه ثم دخلت خلفه إلى الحمام ، ثم ضغط على الولاعة وهو يرفع الأوراق بيده الأخرى لإشعال اللهب في طرفها ، بعد ثوان بدأت النار تلتهم الورق أمام أعينهم ، ثم تركها من يده تحترق داخل الحوض علي المهل.

التفت إلى كارمن قائلا بجدية وحزم حزين : السر دا محدش غيرنا هيعرف به يا كارمن .. ابن عمي نفسه مش عارف حاجة خالص ولا اي حد مهما كان لازم يعرفو تمام

أومأت إليه بالموافقة ، ثم إرتمت بين ذراعيه حيث عانقته بشدة ، تربت على ظهره بحنان ، كأنها تواسيه ، على أمل أن تخفف العبء الذي يحمله على عاتقه وحده.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

نهاية الفصل الثامن والثلاثون

توقعتكم
نورهان

Soy yo likes this.

نوورهان محسن غير متواجد حالياً  
قديم 28-10-22, 09:34 PM   #48

نوورهان محسن

? العضوٌ??? » 493921
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نوورهان محسن is on a distinguished road
افتراضي مزيج العشق

الفصل التاسع و الثلاثون (حبها الثمين) مزيج العشق

كان عشقه بركانًا كامنًا في نقطة بعيدة ، مختبئًا بين ثنايا قلبها ، دون إدراك منها اندلعت الحمم بداخلها لتذيب الثلج الذي غلف قلبها ، حيث أنها كانت علي شفير الهلاك حتى أحاطت بها حرارة عشقه الناري ، ليعيد لها حياتها ويضخ الدماء في وتينها مرة أخرى.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

صباحا في منزل مالك البارون

وقف مالك أمام التسريحة ، ناظرًا في المرآة ، وهو يمشط شعره بينما يدندن أغنية بروقان بصوته العذب : يا جميل يا اللي هنا ما بقينا لوحدنا يا جميل يا جميل

تسللت يسر إلى الحجرة بخفة ، ووقفت وراءه ، وهي تضع كلتا يديها علي خصرها ، قائلة في غضب مصطنع : بتغني لمين وانت غزالتك رايقة كدا يا سي مالك؟

ضحك مالك بمرح ، وهو ينظر إليها من خلال المرآة ، وقال بغمزة : هو انا عندي غيرك انت يا جميل في حياتي

ضيقت يسر عينيها ، ثم أدارت جسده في مواجهتها ، قائلة برقة مفرطة : هممم انا كمان بقول كدا

رفعت يدها وبدأت تصلح ربطة عنقه ، و أردفت بدلال ، وهي ناظرة إليه بعيون متسعة ببراءة : ميكي حبيبي

علق مالك نظراته في السقف ، وقال بارتياب : طالما فيها ميكي و علي الصبح كدا .. يبقي وراها حاجة استرها من عندك يارب

وكزته يسر برفق في كتفه ، وقالت بعتاب ، بينما تقوس شفتيها للأسفل : اخس عليك يا مالك

قبل مالك خدها بحب. ثم أشار إليه بإصبعه ، وهو ينذرها : بهزر معاكي يا قلبي أأمريني .. بس بسرعة انا متأخر علي الشغل وابنك عنده حضانه

تنحنحت يسر قائلة بصوت منخفض : أحم كنت عايزاك تجيبلي حاجة معاك وانت راجع من الشغل

نظر مالك في المرآة ، وهو يعدل ملابسه ، رافعًا حاجبيه ، ليقول بملل : حاجة ايه دي ما تتكلمي علي طول يا يسر بلاش مقدماتك الطويلة دي

فركت يسر فروة شعرها بتوتر خفيف ، ثم إستجمعت شجاعتها ، ونطقت بسرعة : انا عايزة رنجة

التفت مالك إليها بسرعة ، وعيناه جحظت بصدمة ، وهتف بدون وعي و إستنكار : نعم يا اختي عيدي تاني كدا

إنتفضت يسر من صراخه عليها ، قائلة في ذعر ، بينما تجمع قبضتيها معا علي صدرها : خضتيتي ما براحة بقولك عايزة رنجة .. ايه جريمة دي

تشدق صدغ مالك بسخرية ، ثم سألها بصوت لاذع : من امتي وانتي بتاكلي الحاجات دي يا هانم

رفعت يسر كتفها ، وقالت دون أن تهتم باستهزائه بها : نفسي راحتلها .. مفيهاش حاجة لو جربتها .. ريحتها مش بتفارق مناخيري من كام يوم

ابتسم مالك بإيماءة صغيرة ، وقال بشك مليء بالفرح : الله الله انتي بتتوحمي يا سوسو

فتحت فاهها بصدمة ، وتفوهت ببلاهة : ها .. بلاش سخافة يا مالك .. وحم ايه دلوقتي

أمسكها مالك من كتفيها ، وهو يردد مجددا بحماس : لا انتي بتتوحمي انا متأكد

أسدلت يسر عينيها للأسفل ، وظلت تحسب الأمر في ذهنها لبعض الوقت ، تتخبط أفكارها دون أن تصل إلى أي شيء ، ثم نظرت إليه وقالت بحيرة : تصدق مش عارفه بس حاليا ضروري تجيبهالي و انت جاي

قال مالك بسرعة ، وهو يمشي بها إلى خزانة الملابس : ماشي هجيبلك اللي انتي عايزاه بس تعالي البسي عشان نروح للدكتور

توقفت يُسر ، وإستدارت إليه بكامل جسدها ، قائلة بدهشة من إلحاحه : مالك يا حبيبي انت اتجننت دكتور ايه .. انت وراك شغل و انا عايزة اروح لكارمن عشان اخد منها الكتاب

برزت عيناه ، وقال بلهفة ، وهو يربط الأشياء معًا في ذهنه : اهو الكتاب دا اكبر دليل ان كلامي مظبوط .. انتي بقالك فترة زنانه ومتغيرة عماله تزني علي البت تجيبهولك بقالك اسبوعين ومش طايقه نفسك ولا طايقاني

أشارت يسر إلى نفسها بغباء وقالت : معقولة انا بقيت كدا بجد

تنهد مالك بسأم من اعتراضاتها الكثيرة ، وقال بسرعة : مش وقته الكلام دا يلا البسي خلينا ننزل بسرعة يا حبيبتي

ربَّتت يُسر على ذراعه ، وقالت بتريث : اهدا يا قلبي واسمعني ياسين مستنيك عشان تاخده الحضانه لما ترجعه من الحضانه نوديه عند ماما و نروح للدكتور بليل في الروقان

قلب هذا الكلام في رأسه ، ثم أومأ إليها بالموافقة ، وقال بتحذير : خلاص موافق بس بشرط تاخدي بالك من نفسك و ماتنزليش .. اتصلي حالا بكارمن خليها تجيب الكتاب علي الشركة و انا هعدي اخده منها

قبلته يسر على خده بلطف ، وقالت بإبتسامة متسعة مظهرة أسنانها البيضاء : حبيب قلبي انت حاضر

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في قصر البارون

داخل جناح ادهم

رن الهاتف الخلوي فوق السرير ، بينما كارمن كانت تقف أمام المرآة وهي تعدل مكياجها ، ليقطع رنين الهاتف إندماجها فذهبت إليه لالتقاطه ، وتنهدت بقلة حيلة عندما وجدت اسم يسّر مضاءً على الشاشة.

ألقت نظرة خاطفة على الحمام الذي دخله أدهم للتو ، ثم أجابت بهدوء : الو

هتفت يسر بمرح ، بينما تقف وراء النافذة تنظر إلى زوجها ، وهو يسير نحو سيارته وفي يده ياسين : صباح القشطة يا قلبي

ابتسمت كارمن ، وقالت بنبرة رقيقة : صباح الورد يا ياسو عاملة ايه

يسر بتنهيدة عميقة : فل الحمدلله و انتي طمنيني عليكي

جلست كارمن أمام الطاولة تمشط شعرها ناظرة إلى المرأة ، وقالت بلطف : يارب دايما انا تمام والله

همهمت يسر بتساءل : فينك كدا

كارمن بعدم إكتراث : ابدا لبست و نزلين علي الشركة

عقدت يسر حاجبيها قائلة بإستفهام : نزلين انتي و مين

لوت كارمن شفتيها ، وأجابت بسخرية : انا و ادهم يا تايهة

توجهت يسر نحو المطبخ لإعداد كوب قهوة ، بينما تسألها بعدم إستيعاب : هو رجع امتي مش المفروض مسافر

قامت كارمن من مكانها تتحرك في أرجاء الغرفة ، وقالت : لا رجع امبارح بليل

تمتمت يسر بإستغراب : غريبة مالك ماقلش انه جه يعني

كارمن بتنهيدة من كثرة اسئلتها : عشان مالك مايعرفش .. محدش عارف اصلا

ثم أضافت بإبتسامة خبيثة : بقولك ايه ماتقوليش حاجة و خليه يتفاجئ به قدامه في الشركة

ضحكت يسر أيضا بطريقة شريرة ، وأعجبت بتلك الفكرة حيث ستستطيع الانتقام منه لاستهزائه بها منذ قليل : ماشي يا سوسة مش هقول حاجة بس لو عرفتي تصوري الحدث دا ابقي ابعتيهولي

ثم أردفت بسرعة : بس اسمعي صحيح مالك هيعدي عليكي عشان ياخد منك الكتاب خديه معاكي اوعي ماتنسيش

قلبت كارمن عينها للجهة الأخري ، قائلة بملل واضح : يادي الكتاب يا ست الزنانه ماشي عايزة حاجة تانية لازم اقفل متأخرة ارحميني من رغيك شوية

قهقهت يسر بصخب ، وبدأت تصدق حديث مالك عن أسلوبها مؤخرًا : لا يا حضرت المهمه هانم روحي والقلب دعيلك و ابقي كلميني بليل

قالت كارمن بضحكة عالية : اوك يلا باي

يسر بإبتسامة مشرقة : مع السلامة

التفتت كارمن إلى زوجها بعد انتهاء مكالمتها ، وتشمله بإلقاء نظرة فاحصة من الرأس إلى أخمص القدمين ، قائلة بإعجاب صريح بجسده المعضل داخل بدلته الرسمية الأنيقة : قلبي لا ماقدرش علي الشياكة الفتاكة دي كلها

ابتسم أدهم بلطف علي تغزلها الرقيق به ، وهو يقترب منها قائلاً بصوت رخيم هادئ ، وهو يقبل جبهتها : كلي ليكي يا روحي .. يلا بينا ننزل نشوفهم بيعملو ايه تحت!!

أشارت كارمن بيدها إليه ، وقالت على الفور : حاضر بس لحظة واحدة حبيبي

انتهت من الحصول على الكتاب ، ووضعته في حقيبتها قبل أن تنسى ، ثم أخذت معطف زوجها ومعطفها وسلمته خاصته ، وبعد ذلك تأبطت ذراعه ونزلوا معًا إلى الطابق السفلي.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد قليل في الأسفل

دخل أدهم وكارمن غرفة الطعام حيث كان الجميع جالسين في أماكنهم بهدوء.

كانت أول من رأتهم هي ملك التي كانت تطعم كلبها الصغير بلطف ، لذا ركضت إلى أدهم قائلة بنبرة طفولية سعيدة : بابا

حملها أدهم من الأرض ، وهو ينظر إلى الجميع ، وقال معتذرًا : سامحوني يا جماعة بس السكر دي وحشاني جدا

ضمها بين يديه ، وهو يقبل خدها بشوق لرائحتها اللطيفة ، قائلا بابتسامة عريضة علي شفتيه : يا حبيبة بابا .. انا وحشتك قد ايه

همهمت ملك بكلمات غير مرتبة ، وهي فتحت يديها على مصراعيها وقبلته على خده بلطف ، لكن ملامحها عبست فجأة.

تساءل ادهم بعدم إدراك : هي مالها كشرت كدا ليه!!

قالت كارمن بضحكة ، مداعبة خد ابنتها بلطف ، ثم قرصت أنفها برفق ، وهي تبتسم إليها بحنان ، لتقول بشقاوة : ذقنك يا بابا طويلة شوكتها

ضحك ادهم ، وهو يومئ بتفاهم ، قائلا بحنو : معلش يا روحي عشانك انتي بس يا ام عيون تجنن هخفها

واصل حديثه بصوت منخفض بالقرب من أذن كارمن : وعشان عيون امك كمان

ابتسمت كارمن بخجل ثم أومأت برأسها ، وهي تبتعد عنه متجهة نحو طاولة الطعام.

أنزل أدهم الصغيرة إلى الأرض ، لتجري خلف كلبها الصغير ، وقد نست ما حدث منذ دقيقة ، ثم هتف ادهم بمرح : يا صباح الفل علي الحلوين

قالت ليلي بفرح لرؤيته أمامها ، وهو يبدو سعيدا : صباح الورد يا حبيبي حمدلله علي سلامتك

بينما ابتسمت مريم بإتساع ، وهي تصافحه بمحبة : نورت بيتك يا بني وحشتنا والله

بعد أن رد على تحياتها بأدب وود ، ذهب أدهم إلى ليلي واحتضنها بشوق كبير ، ثم انحنى وقبّل يدها ثم جبهتها ، قائلاً بابتسامة جذابة : وحشني حضنك جدا يا ست الكل طمنيني صحتك عاملة ايه؟؟

جلست كارمن أمام كرسي والدتها من الجانب الآخر للطاولة ، قائلة بابتسامة رقيقة مشرقة ، وعيناها تشعان بالسرور : صباحك هنا يا مامتي

قالت مريم بحبور : صباح الورد يا نن عين امك

كانت والدتها سعيدة للغاية بتألق عينيها ، وابتسامتها التي تذبلت على شفتيها منذ سفر أدهم ، وحتى وجبة الإفطار لم تتناولها معهم منذ فترة طويلة ، وكانت تذهب مباشرة إلى الشركة أثناء غياب زوجها.

دخلت نادين الغرفة برشاقة في ذلك الوقت ، لكنها توقفت فجأة عندما رأته أمام عيناها يصافح والدته.

تضاربت الأفكار في ذهنها بحيرة ، متي وصل من سفره ، ثم إرتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها ، وهي ترى ابتسامة كارمن السعيدة ، و سرعان ما اندفعت إليه بسرعة ، متظاهرة باللهفة : حبيبي ادهم

تفاجأ أدهم بمن إرتمت عليه وعانقته ، ثم تمسكت برقبته ، وقبلت خديه ، وهي تردد بدلال أنثوي مقصود : وحشتني موت .. حمدلله علي سلامتك يا روحي

اشتعلت عينا كارمن بلهيب أزرق ناريّا كاد أن يحرق نادين في ظهرها.

أما بالنسبة له ، فلم يشعر جسده بأي شعور يذكر عندما اقتربت منه نادين بهذه الطريقة ، وكأنها لا شيء على الإطلاق ، على عكس كارمن التي بلمسة بسيطة منها جعلته يشعر بتيار كهربائي في جميع أنحاء جسده ، ثم تمتم ببرود : الله يسلمك يا نادين

أنزل ذراعيها اللتين تلتف حول رقبته مثل الحية التي تلتف حول فريستها ، وهو يتنهد مما فعلته ، فهذا الأمر الآن بالطبع سيسبب له مشاكل مع كارمن ، بالتأكيد ستغضب منه الآن.

نظر إلى كارمن التي كانت جالسة تشاهد هذا العرض المسرحي الساخر أمامها دون أي رد فعل يظهر علي ملامحها المقتضبة.

اختفت الابتسامة المشرقة عن شفتيها ، وقد أقتحن وجهها بشدة حيث نجحت تلك المرأة البغيضة حرق أعصابها عندما اقتربت منه ، ولكن كيف لها أن تمنعها ، وهي زوجته في النهاية أيضًا.

جلس أدهم بهدوء بجانبها دون ان ينبس ببنت شفة.

تساءلت ليلي في محاولة لفت انتباه كارمن ، عندما رأت نظراتها النارية إلى نادين : انت رجعت امتي يا ادهم محدش من الخدم شافك و الا كانو بلغوني علي طول

بدأ أدهم بشرب قهوته بعد أن سكبتها كارمن في فنجانه ، ثم قال بعدم إكتراث : جيت بليل يا امي و محبتش ازعج حد طلعت علي جناحي فورا

نطقت ليلى بصوت خفيض ماكر ، وألقت نظرة سريعة على مريم التي فهمت عليها سريعا : قول كدا بقي انك ما صدقت وصلت و روحت طيران علي الناس اللي وحشوك

غصت كارمن أثناء شرب العصير من تلميحات والدته الجريئة ، لكنها سرعان ما ابتسمت بمكر أنثوي ، لأن الكرة أتت إليها ، ولابد من أن تسجل هدفا ذهبيا الآن.

اقتربت كارمن منه بجرأة ، وهي تميل عليه ، ثم وضعت كفها الناعم على خده ، ومسحت آثار قبلات تلك الحرباء بتعمد واضح ، ثم رفعت يدها الأخرى إلى صدره متظاهرة بتعديل رابطة عنقه.

حدقت كارمن في عينيه بإشتياق ، قائلة بنعومة مفرطة يتخللها الغنج : لا يا ماما بالعكس ماتظلميهوش .. انا اللي مسكت فيه امبارح اول ما لاقيته قدامي .. كان وحشني اوي اوي ماقدرتش اقوم من حضنه طول الليل

اختتمت جملتها بقبلة صغيرة بجوار فكه أمام كل الجالسين.

برزت عينا أدهم إلى الأمام ، وهو يحدق فيها بصدمة حقيقية ، لأنه توقع منها كل شيء بعد حركة نادين ، باستثناء هذه التصرفات الجريئة منها أمامهم ، لكنه ابتسم بدهاء من مكرها الذي أسعده وأرضاه كثيرًا ، وهي علمت بذلك جراء عيناه التي إلتمعت بشغف نحوها.

قالت ليلي بابتسامة متلاعبة ، وقد أحببت ما فعلته كارمن : ربنا يسعدكم يا حبيبتي

بينما كانت نادين تجلس بابتسامة سطحية على شفتيها ، تختبئ وراءها قدرًا هائلاً من الكراهية والحقد لكارمن ، التي انتصرت عليها للمرة المائة ، وبدلاً من مكايدتها ، كانت هي التي أغضبتها كثيرًا.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد بضع دقائق ، أمام قصر البارون

ركبت السيارة بجانب زوجها حيث كان جالسًا أمام عجلة القيادة ، وفقالت برقة : ادهم ممكن تستني ماتطلعش دقيقة بس

أنهت كلماتها ، ثم عبثت قليلاً في حقيبة يدها ، وأخرجت منها شيئًا تحت عيون أدهم الذي يناظرها بحيرة

همست كارمن بنبرة خجولة بعض الشئ ، بينما تعلو شفتيها إبتسامة رائعة : اتفضل

أخذ من يدها الصندوق الملفوف بأناقة ، وحدق فيها بذهول ، وسأل باهتمام : فيها ايه العلبة دي يا حبيبي

هزت كارمن كتفيها ، وأجابت ببساطة : افتحها وانت تعرف

بدأ أدهم بفك الرابط من علي الصندوق ، ثم أزال المغلف ورماه إلى جانبه بإهمال ، لتتسع عينيه بدهشة ، حيث رأى مجموعة مصاحف قرآنية داخل الصندوق ، ثم استمع إلى صوت كارمن اللطيف قائلة : كنت بفكر طول فترة سفرك في هدية اقدمهالك لما ترجعلي بالسلامةx

ثم ألتقطت احدي المصاحف من الصندوق ، ووضعته امام زجاج السيارة من الداخل ، قائلة بمحبة : مافيش افضل من كلمات الله عشان تحفظك من كل مكروه في اي مكان تروحو

في نظره ، كانت هذه بالفعل أعظم هدية نالها في حياته ، لأنها كانت كلمات الله الحافظ ، كما أنه شعر بمقدار المشاعر العميقة التي تكنها كارمن في قلبها له ، لقد كانت هدية معبرة جدًا و تأثر بها بقوة.

قال أدهم بابتسامة ، وعيناه تشعان لها بالحب والتقدير : ربنا يخليكي ويحفظك انتي ليا يا قلبي و كفاية عندي اني اشوفك قدامي دي احلي هدية في الدنيا

همست كارمن بصوت خجول : ربنا مايحرمنيش منك حبيبي .. باقي المصاحف هنحطهم في المكتب عندك

ثم أدارت رأسها إلى الوراء ، ونظرت إلى السيارات المتوقفة في الخلف من خلال الزجاج المظلم للسيارة ، وتمتمت مازحة : طب يلا اتفضل اتحرك .. احنا بقالنا كتير واقفين كدا الحراس هيفهمونا غلط

ضحك أدهم بصوت عال على مزحتها الطريفة ، ثم سرعان ما سيطر على قهقهته ، وهمس بابتسامة جذابة على شفتيه ، بينما يقترب منها بمكر واضعا يده علي قمة المقعد خلف رأسها : مش متحرك ويفهمو اللي يفهمو مايهمنيش

إلتصقت كارمن في باب السيارة ، قائلة بإرتباك مختلطًا بخجل مما ينوي فعله : ادهم مش وقت رخامة بقي لو سمحت

رفع أدهم حاجبيه ، وابتسامة لا تزال على شفتيه ، متمتما : لما تقوليلي الاول انك مابقتيش زعلانه مني

ابتسمت كارمن بهدوء ، وقالت بنبرة متلاعبة أيضًا ، بعد أن تأكدت قليلاً من أنه لن يكون متهورًا : لا لما اتأكد انك بقيت تفهمني ومش هتسيبني تاني لوحدي وتخلع

مال أدهم نحوها قليلاً ، وقبل خدها بحب ، ليهمس بجانب أذنها : اوعدك وغلاوتك عندي عمري ما هخلع ابدا

رفعت بصرها محدقة فيه ، متسائلة ببراءة : والمرة الجاية هتاخدني معاك وانت مسافر

لثم ادهم جبينها بعمق ، قائلا بنفس الصوت الخافت : مش هسافر بعد كدا غير وانتي معايا ..

ثم قرص وجنتيها المشتعلة بأحمر قاني بخفة متسائلاً : ها لسه زعلانه

أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تجيب عليه ، بينما تصاعدت الحرارة في وجنتاها ، ممَ جعلها تشعر بالدفء والإسترخاء : من خوفي عليك كنت زعلانه منك

ثم أردفت بنبرة صادقة : ادهم انت نعمة ربنا عوضني بها عن كل حاجة اتحرمت منها في الدنيا و بحبك اوي

إلتمعت عينا أدهم من السعادة التي جعلت ابتسامة كارمن العاشقة تتسع أكثر ، قائلاً بهيام في عينيها : وانا بعشقك يا عمري كله

جميل أن تكون شيء ثمين لدى شخص يخاف فقدانك يومًا.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد حوالي ساعتين في شركة "البارون ديزين"

في مكتب كارمن

جالسة أمام الكمبيوتر تقوم ببعض الأعمال ، قاطعها دلوف مالك بعد أن طرق الباب.

مالك بصوت مرح : صباح النشاط علي مديرتنا

تركت شاشة الحاسوب ناظرة إليه ، وردت بابتسامة على تحية الصباح : صباح الورد يا مالك

جلس مالك امامها قائلا بإهتمام : ايه الاخبار معاكي بالشغل

أومأت برأسها قائلة بهدوء : كله تمام انت لسه واصل

همهم مالك ، وقال بلا مبالاة : ايوه عديت علي الشركة التانية خلصت شوية حاجات وجيت علي هنا ..

ثم أردف ، وهو يستعد للنهوض : اذا احتاجتي مني حاجة انا علي مكتبي

أوقفته كارمن ، وهي تعبث في حقيبة يدها وقالت على الفور : ماشي .. استني قبل ما انسي

أخرجت الكتاب من حقيبتها ، وقالت بمزح : خد و قول لمراتك ترحمني شوية من الزن

أمسك مالك الكتاب منها ، وبدأ يفحص غلافه ، وهو يتمتم : ماظنش انها هتبطل دي يدوب بتسخن

رفعت كارمن حاجبيها بدهشة وقالت بتساءل : ازاي يعني؟

نظر مالك إليها محاولا كبح ضحكته ، وقال على مضض : الهانم طالبة مني اجيبلها رنجة

اتسعت عيناها ، وقالت بإيماءة صغيرة من رأسها : انت بتهزر صح

قال مالك بضحكة خافتة : والله بجد شكلها بتتوحم

تمتمت كارمن بغيظ : ازاي البت دي ماتقوليش

اجاب مالك ، وهو يستقيم في جلسته : احنا هنروح بليل للدكتور واذا الخبر صحيح ان شاء الله هتقولك بنفسها

دخل أدهم المكتب فجأة بهدوء ، وهو يغمز بعينيه إلى كارمن التي فهمت معنى تلك الإيماءة ، ثم سعلت بعد أن أفلتت منها ضحكة صغيرة حتى لا ينكشف أمرها أمامه.

وأجابت علي مالك بنبرة عادية ، وهي تكتم ابتسامتها بصعوبة : خلاص ماشي احم

هبط أدهم بكف يده على كتف مالك الجالس ، ويولي ظهره نحو باب المكتب ، ثم صاح في غضب أجاد تصنعه : انت قاعد تكركر هنا يا استاذ وسايب شغلك

اتنفض مالك من على كرسيه ، وخفق قلبه بقوة من تلك المفاجأة ، قائلا بدهشة مستنكرًا : بسم الله اللهم احفظنا .. انت طلعت منين يا اخي

انفجرت كارمن ضاحكة من التعابير المفاجئة على وجهه ، والتي كانت مضحكة للغاية.

نظر أدهم إلى كارمن ، وهو يشير بيده إلى مالك ، وقال بتهكم ساخر : والله عال شايفه الاستقبال بيبقي عامل ازاي منه

هزت كارمن رأسها مؤيدة لزوجها في حديثه ، وقالت بتسلية : دلوقتي عرفت يسر جابته منين اكيد اتعدت منه

صاح عليهم مالك بسخط : حيلك حيلك انت و هي هتتمسخرو عليا انا و مراتي كدا كتير

قالت كارمن بينما تمط شفتيها للخارج متصنعة الحزن ، وتسبل عيونها : لا خلاص كفاية عليك اللي هتعملو فيك يسر

عبست ملامح مالك قائلا بحسرة : ربنا معايا

ثم قال موجها حديثه لأدهم : قولي صحيح انت رجعت امتي يا شبح

وضع أدهم يديه في جيوبه ، وقال بفظاظة وغرور : بعدين هبقي اقولك انزل شوف المخازن دلوقتي .. عايز مراتي في كلمتين لوحدنا

جز مالك علي أسنانه من لهجته المتعجرفة ، وقال بقهر : بتوزعني كدا عيني عينك

أومأ ادهم ببرود : اكيد

غمز مالك بخبث ، وقال بإبتسامة : ماشي يا ابو الادهيم

زم أدهم شفتيه وشد علي قبضته بحنق من استفزاز مالك له ، ثم تحرك قاصدا أن يلقنه درسًا عنيفًا ، لكن فر مالك من أمامه في غمضة عين للخارج.

أدار أدهم رأسه ونظر إلى كارمن ، التي كانت تغطي فمها براحة يدها لإسكات ضحكها عن زوجها الغاضب ، الذي يبدو لطيفًا جدًا هكذا.

تقدم ادهم منها بإبتسامة جانبيه ، وسأل بينما هو واقف امامها مباشرة : بتخبي ضحكتك ليه يا شقية؟

ردت كارمن بضحكة خافته بعد أن خفضت يدها ، وإستندت علي حافة المكتب خلفها : قلقانه لا تمسك فيا .. مين هينجيني منك وقتها؟

نظر أدهم حوله ، حيث كان جدار الغرفة مصنوعًا من الزجاج ، ممَ يجعل الواقف من الخارج يرى الداخل بوضوح ، وقال بتنهيدةx: لا اطمني انتي هنا في امان

تنهدت كارمن براحة ، وقالت بإبتسامة رائعة : طب كويس انك قولتلي

مال أدهم بجسده عليها قليلاً ، وهو يمسك خصرها بين يديه ، وقال بينما كانت عيناه تتألقان بنظرة خبيثة : بس مش عايزك تاخدي كلامي بالثقة دي انا ممكن اتهور بعد الابتسامة اللي تجنن دي

جحظت عيناها فى رعب ، وهي تحاول الافلات منه بإحراج ، لكي لا يراهما أحد في هذا الوضع الحميمي ، فقالت مبتعدة عنه قليلاً : لا وعلي ايه .. نلبس الوش الخشب ونتكلم في الشغل احسن

نظر أدهم إليها بنصف عين ، قائلا بهدوء : شطورة يلا هاتي لابتوبك وتعالي اشتغلي عندي بالمكتب

جعدت كارمن حاجبيها ، وهي تضع يديها على خصرها ، وقالت بعبوس لطيف : اشمعنا بقي

ضاق أدهم عينيه وهو يتظاهر بالتفكير ، ثم أجاب : عشان تشتغلي وأنتي قدامك منظر جميل وتقدري تخرجي كل الابداع الفني

أردف بجدية : وفي موضوع مهم كمان عايز نتكلم فيه قبل ما نرجع البيت

حركت كارمن رأسها بإيماءة صغيرة ، وقالت برقة : حاضر اسبقني و انا هاجي وراك

ادهم بتحذير : بس ماتتأخريش

قالت كارمن بينما تعبث في حاسوبها : ماشي

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد قليل

غادرت كارمن مكتبها ، وسارت في طريقها إلى مكتب أدهم لتتفاجأ بأن أدهم ، يقف مع مها السكرتيرة في الممر ، ومعهما رانيا عارضة الأزياء.

زمت كارمن شفتيها مستاءة من تلك الفتاة التي لا ترتاح لها ، ولا لنظراتها الجريئة إلى أدهم ، وأيضا غاضبة مما تسببت فيه هي ويوسف إلى نسمة من ألم و خذلان ، لكن اللوم لا يقع عليها وحدها كان هو أيضًا سببًا رئيسيًا لهذا الوجع لتلك المسكينة ، أنهما نفوس خبيثة حقًا.

سارت بهدوء ووقفت خلفهم ، لتقول بصوت رقيق للغاية : ادهم حبيبي اسفه لو قطعت كلامكم

التفت ادهم اليها قائلا بإبتسامة حنونة تخصها وحدها : لا ابدا حبيبتي لحظة واحدة

ثم عاد يردف بجدية ، منهيا حديثه مع رانيا التي كانت تثرثر ، لبضع دقائق دون جدوى : الموضوع دا تقدري تكلمي فيه الفريق المنظم للديفليه يا رانيا وحاليا عن اذنك لان عندنا شغل كتير

اضاف بتساءل يوجه حديثه إلي سكرتيرته الخاصة : مها في ورق محتاج امضتي غير اللي بعتيهم الصبح

مها بنبرة عملية : لا يا فندم

ادهم بهدوء : تمام .. تعالي يا كارمن

سارت كارمن معه ، وشبكت يدها في يده يكملون طريقهما إلى مكتبه ، وعندما دلفت خلفه مغلقة الباب خلفها ، تمتمت بشئ وصل إلى مسامع أدهم : البنت دي مش طبيعية بجد

ادهم بإستفهام : بنت مين !!

تقدمت كارمن من المكتب الذي جلس خلفه أدهم ، لتتسلق حافة المكتب أمامه ، وتجلس عليه بشكل مريح قائلة بسخرية : الانسة رانيا

رفع ادهم حاجبه بتعجب وقال بدهشة : مالها بس عملتلك ايه

زمجرته كارمن بنبرة حادة : وهي تقدر تعملي حاجة كنت قرقشتها بسناني

ابتسم أدهم لأسلوبها اللطيف ، وكلماتها الغاضبة وهو يقرص أنفها ، وقال مازحا : يا واد يا شرس انت

وجهت وجهها بعيدًا عن متناول يده ، وقالت في انزعاج : ادهم بطل الحركة دي .. يسر كانت بتعملها في ابنها لحد الواد ما مناخيره بقت قد البرتقالة بسببها .. وبعدين هبقي اقولك هي عملت ايه

قام بشبك أصابعه بين أصابعها النحيلة ، قائلاً بجدية : ماشي ركزي هنا معايا عشان عايزاك في موضوع

نظرت إليه كارمن بتمعن وقالت بفضول : خير موضوع ايه دا؟

قال أدهم في صوته الرخيم ، وعيناه لم تترك عينيها : عارف ان نادين بحركاتها المستفزة بقت تضايقك كتير

أسدلت كارمن عينيها ، وقد ألمتها معدتها من سيرة تلك المخلوقة ، حيث ظنت أنه سيدافع عما فعلته نادين في الصباح ، لكنها تحدثت بهدوء : دا العادي مش جديد عليها يا ادهم وانا بقيت متعودة

رفع أدهم ذقنها بأصابعه ، لتنظر في عينيه ملاحظا هو نظراتها الحزينة ، ليردد مجددًا : كارمن هي وجودها فعلا بيضايقك ماتنكريش .. انا وهي اصلا علاقتنا ميته من سنين والمفروض انها تنتهي لان مالهاش معني وانا حاليا عايز اطلاقها و...

بترت كارمن جملته ، قائلة برفض وهي تهز رأسها : لا .. لو هتطلقها يا ادهم يبقي عشان انت عايز كدا لكن ماتعملش كدا عشاني

رفع ادهم حاجبيه ، قائلا بعدم تصديق : يعني هي وجودها في حياتنا مش مزعلك

تنهدت كارمن بضيق ، وقالت بنبرة حزينة : انا مش ملاك طبعا زعلانة وهموت من القهر والغيظ .. ان وحدة غيري علي ذمتك ولما بتقرب منك ببقي عايزة اخنقها .. بس بلاش تطلقها بسببي انا وانت قولت مالهاش حد غيرك هتروح فين وتعيش ازاي

أومأ أدهم برأسه وقد تفاهم كلامها ، قائلا بابتسامة صغيرة : خلاص فهمتك انا هشوف الموضوع دا قريب واخلص منه بطريقتي وصدقيني مش هظلمها يعني هتاخد حقوقها بالكامل ومبلغ كويس تعيش منه.

إلتمعت عينيها بالدموع تأثيرا بحديثه ، وقالت بنظرة عاشقة ، بينما كلتا يديها وضعتها علي وجهه : مفيش حد في طيبتك و رجولتك يا ادهم وبجد بحسد نفسي اني معاك و انا فعلا بموت فيك و هعيش ليك طول عمري

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد مرور عدة ايام

في شركة البارون ديزين

نزلت من المصعد ، وسارت بخطوات هادئة في الممر بعد انتهاء الاجتماع ، ثم توقفت عندما رأت الساعي يمر بجانبها ، لتنطق بنبرة منهكة : عم ممدوح لو سمحت تعملي النسكافيه بتاعي وتجيبو علي مكتبي

قال ممدوح بتهذيب : تأمري يا استاذة نسمة

أهدته ابتسامة لطيفة ، ثم توجهت مباشرة إلى مكتبها.

دخلت المكتب ، وهي تفحص بعناية الأوراق الممسكة بها بين يديها ، لذلك لم تلاحظ من كان يجلس على الكرسي أمام المكتب بهدوء صامت.

رفعت نسمة بصرها ، ونظرت إليه بتفاجئ من جلسته هكذا ، وللحظة شعرت بالتوتر ، لكنها سرعان ما وضعت الاوراق على المكتب ، وقالت بنبرة رسمية ، وهي تتخذ موقفًا دفاعيًا حيث كانت ذراعيها متشابكتان تحت صدرها : ايوه يا استاذ يوسف في حاجة تبع الشغل

تحدثت ببرود وبلا مبالاة ،xوهي تتساءل محتارة في سرها ، أين ذهب شعور الإعجاب والإستلطاف الذي كانت تشعر به تجاهه من قبل؟

أثارت لهجتها الجليدية دهشة واستياء يوسف كثيرا.

صحيح أنها كانت تتجنبه منذ شهور ، لكنه ظن أنها فترة ستمضي وستعود إلى طبيعتها معه ، خاصة عندما علم من صديقه المقرب أن رانيا اقتربت منه فقط لأنه كان قريبًا من صاحب الشركة لا أكثر ، و كانت تطمح في أن تقترب منه من خلاله ، لكن منذ زواج أدهم وهي إبتعدت عن يوسف ، لإعتقادها أنه وسيلة بطيئة للوصول إلى مبتغاها ، وهو كان في تلك الحكاية مثل الأحمق الذي انجرف بسحرها وفقد خطيبته.

ظل يوسف محدقًا فيها بنفس الصمت ، بينما كانت الأخرى ترمقه بعيون باردة قوية.

أين ذهبت ابتسامة نسمة الرقيقة الآن ؟
هل هو بالفعل قد أذي شعورها لهذه الدرجة ؟

تنهد في سره يفكر ما فائدة الندم الأن ، عليه أن يحاول إسترجعها وألا يقف مكتوف الأيدي هكذا؟

نطق يوسف بتعجب : انتي ليه بتتكلمي معايا بالاسلوب دا يا نسمة؟

هتفت نسمة بتصحيح ولهجة جدية للغاية : استاذة نسمة لو سمحت .. ثانيا انا بتكلم بكل ادب مع حضرتك

حاول السيطرة على أعصابه التي بدأت تهتز من أسلوبها الصارم معه ، وقال بتوتر طفيف : انا قصدي ليه الرسمية دي كلها .. احنا كنا اصدقاء قبل مايكون بينا ارتباط وخطوبة

ابتسمت نسمة ابتسامة لم تصل لعينيها ، وقالت بسخرية : انت قولتها كنا مافيش حاجة بتمشي لوراء .. حاليا احنا مجرد زمايل وبس

هدر يوسف بإنفعال ، بعدما تمكنت من خروج غضبه الكامن بسبب تهكمها الزائد معه : يا نسمة اسمعيني شوية بلاش طريقتك الزفت دي

صاحت نسمة بصوت عال ايضا : لو سمحت لو عندك حاجة خاصة بالشغل قولها لو مش...

قطع مشاجرتهما دخول ممدوح بعد أن طلب الإذن بكل احترام : القهوة يا استاذة نسمة

نسمة بهدوء مفتعل ، بينما صدرها يعلو ويهبط جراء تنفسها السريع : شكرا يا عم ممدوح

وضع ممدوح القهوة فوق سطح المكتب ، ثم نظر إليهم غير مدرك لحرب النظرات بينهم لبعضهم البعض ، قائلا بابتسامة بشوشة : تأمروني بحاجة يا استاذ يوسف اجيبهالكم هنا

اجابت نسمة بهدوء لاذع : تسلم يا عم ممدوح .. الاستاذ يوسف هيروح لمكتبه لأن عنده شغل كتير

ثم جلست خلف مكتبها ، وقالت بهدوء أشد ، وهي تنظر إلى الأوراق أمامها : بعد اذنك يا استاذ يوسف ورايا انا كمان شغل عايزة اخلصه

شعر يوسف بإحراج شديد ، وإقتحن وجهه بقوة من طردها له بالذوق أمام ساعي الشركة ، ثم اتجه للخارج بخطوات غاضبة دون أن ينطق بكلمة.

قالت نسمة بتهذيب : اتفضل انت يا عم ممدوح اذا احتجت حاجة من البوفيه هبلغك

بعد أن أصبحت وحيدة في الغرفة شبكت يديها ، وأرحت مرفقيها على المكتب ، وأسدلت رأسها بإرهاق بينهما ، وهي تغلق عينيها بقوة ، وتضاربت الأفكار في عقلها ، ولكن رغم أي شيء لم تندم أبدًا على معاملته بهذه الطريقة الجافة.

ماذا ينتظر منها بعد أن استهزأ بها ولم يحترمها ، وأهان كرامتها بفعلته.

كما أنه سقط عن أنظارها ، وانتهى الأمر لهذا الحد.

لكن هل ينتهي الأمر حقًا عند هذه النقطة ، أم ستقلب الأقدار التالية كل شيء رأسًا على عقب ، من يدري؟

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

نهاية الفصل التاسع والثلاثون
توقعتكم
نورهان

Soy yo likes this.

نوورهان محسن غير متواجد حالياً  
قديم 28-10-22, 09:38 PM   #49

نوورهان محسن

? العضوٌ??? » 493921
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نوورهان محسن is on a distinguished road
Chirolp Krackr مزيج العشق

الفصل الأربعون (صدمات متتالية) مزيج العشق

الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها..!

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

بعد قليل

و مازلنا في شركة البارون

في مكتب ادهم

كارمن تجلس منذ أكثر من ساعة علي الأريكة الموجودة أمام مكتب أدهم ، وتعمل على جهاز الحاسوب الخاص بها بناءا علي تعليماته ، بينما أدهم جالس على مكتبه ، يتابع حركاتها اللطيفة من حين لآخر بابتسامة صغيرة دون أن تلاحظه.

وقفت كارمن علي قدميها ، وهي تستقيم بجسدها مع شعور طفيف بالألام في رقبتها من جلوسها بوضع ثابت فترة طويلة ، لكنها شعرت بالجوع وكانت علي وشك أن تسأله ماذا يأكل ، لكن هاجمها دوار مفاجئ لتتمايل قليلاً في وقفتها ، وشعرت بهزة تحت قدميها ، فجلست بسرعة ووضعت يدها على جبينها تدلكه بألم.

لاحظ أدهم ما حدث معها ، لينهض بسرعة من مقعده متجهًا نحوها ، قائلاً بإهتمام : حصلك ايه حاسة بحاجة بتوجعك ؟

ابتسمت كارمن له بإرهاق ، وحاولت أن تجعل صوتها طبيعيًا لكي تجعله يطمئن بعد أن إستشعرت خوفه عليها ، لكنه رغما عنها كان خافتًا : دوخة بسيطة يا حبيبي و عدت ماتقلقش

جلس أدهم بجانبها يلف كتفيها بحنان بذراعه ، ويربت على شعرها ، ثم قال بقلق يتخلله بعض اللوم بسبب خوفه عليها : ازاي ماقلقش انتي من مدة حاسة بصداع ودلوقتي دوخة .. اكيد من مجهودك طول الوقت في الشغل

رفعت كارمن عينيها إليه ، ثم تمتمت في محاولة أن تنكر ما يقوله برقة : لا يا ادهم انا ماكنش بيحصلي كدا وانا بشتغل زمان

لثم ادهم شعرها وهو يضمها أكثر بذراعه ، وقال بحنو : دلوقتي غير زمان انتي ناسية انك ضعيفة من وقت ما ولدتي ملك لازم نروح للدكتور نطمن

مدت كارمن ذراعيها حول رقبته ، وقالت بابتسامة هادئة مقوسة شفتيها للأسفل ببراءة : بس انا مش بحب الدكاترة ولا المستشفيات

ثم قبلته على ذقنه بأنفاس ساخنة ، وقالت بدلال : صدقني شوية ارهاق صغيرين وهيروحو لحالهم عشان خطري

تنهد من قلبه ، غير قادر على الضغط عليها ، لكنه همس بإصرار ، ورفع حاجبيه : بشرط تاخدي اليومين الجايين اجازة من الشغل

ادارت عيناها بتفكير ثم قالت برضوخ : ماشي

أردف ادهم بنفس الهمس المخملي ناظرا إليها بعيون تفيض حبًا : وتوعديني اذا حسيتي بتعب تاني تقوليلي ماتخبيش وحياتي عندك .. بلاش عنادك دا كله الا الصحة يا كارميلتي

نطقت كارمن بإبتسامة رائعة : حاضر هو انا اقدر اعاند قصاد الحنان والاهتمام دا كله

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في قصر ادهم البارون ليلا

يجلس أدهم على مكتبه ، وينجز بعض الأعمال المهمة ، لكن شتت انتباهه دخول ملك عليه التي ركضت نحوه ، ليلتطقها بين يديه ويجلسها على قدميه قائلاً بحنان : ايه يا قلبي انتي تهتي منهم برا ولا ايه؟

هتفت ملك بتعثر بلهجتها الطفولية الناعمة : لا .. بابا .. مش عايزة اكل

إبتسم ادهم وقال بصبر : ليه يا روح بابا الاكل هيخليكي تكبري وتبقي حلوة .. انتي مش عايزة تبقي حلوة

عبست ملامحها البريئة قائلة بإشمئزاز : عاوزة .. بس لبن يع

ابتسم أدهم لحركاتها البريئة وقال ضاحكًا ، وهو يشير إلى قدميها الصغيرتين : لا اللبن هيخلي الرجلين الصغنين دول يكبروا بسرعة يا شقية

ثم دغدغها بمرح حتى رن ضحكها العالي في المكان بسعادة

دخلت كارمن من خلال باب المكتب المفتوح ، وشاهدت ما يحدث بابتسامة رقيقة على شفتيها ، قائلة بحزن متصنع : ايه دا انا قطعت عليكم اجتماع مهم ولا ايه ؟

ثم اكملت بتوعد زائف للصغيرة : كدا يا لوكة تدوخيني عليكي في الجنينه وانتي قاعدة مبسوطة وتضحكي هنا

نظر إليها أدهم ، ورفع شفتيه جانبًا ، وقال ساخرًا : هو دا اللي هتقعدي في البيت وترتاحي .. بقي هي دي قعدة البيت بتاعتك يا كارمن

زمت كارمن شفتيها بإحراج ، قائلة بدفاع عن نفسها : انا بقيت احسن صدقني وبعدين انا مش بتحرك كتير

هز رأسه بقلة حيلة من عنادها ، ثم وجه حديثه لملك قائلا بحنان : لوكة احسن منك يا ماما خلاص هي تشرب اللبن عشان تكبر مش كدا يا ملك

أومأت ملك ببراءة همهمت : اه

طبع ادهم قبلة علي وجنتها المكتنزة بحب وقال بلطف بالغ : طب يلا روحي مع ماما ولما تخلصي الاكل كلو هجيبلك لعبة كبيرة

كانت الطفلة سعيدة للغاية ، ونزلت بسرعة من قدميه ، وتوجهت إلى والدتها التي قالت ، وهي ترفعها بين ذراعيها : افضل انت دلع فيها كدا وكل يوم شقاوتها بتزيد يا ادهم

تلاعب ادهم بحاجبيه وقال بخبث : من حق الجميل يدلع انا عارف انك متغاظة منها عشان بتدلع اكتر منك

شهقت كارمن قائلة بصدمة مزيفة ، وهي تقوس شفتيها للأسفل : بقي دي اخرتها هتركن علي الرف

قال ادهم بغمزة : ماعاش ولا جاش اللي يعمل فيكي كدا يا كارميلة قلبي

ثم اردف بهدوء : طلب صغير حبيبي قولي لكريمة تعملي فنجان قهوة دماغي وشت من الشغل

كارمن بإبتسامة جميلة : حاضر من عينيا

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في المطبخ

دخلت كارمن وعلي ذراعيها تحمل ملك ، قائلة بابتسامة حلوة : دادة كريمة معلش هتعبك اعملي قهوة لادهم ووديهالو في المكتب علي ما اعشي ملك انتي عارفه مابتحلاش القهوة الا من ايدك

أومأت كريمة بطاعة قائلة ببشاشة : بس كدا غالي وادهم بيه يأمر

قالت كارمن بود لتلك المرأة الطيبة : تسلمي يا دادة ربنا يديكي الصحة

كريمة : سيدة في أواخر الأربعينيات من عمرها وتعمل في القصر منذ أن كانت طفلة ، وكانت هي التي اعتنت بأولاد ليلي واعتمدت عليها في أمور كثيرة ووثقت بها ، كما أن أدهم يكن لها مكانة خاصة كثيرا في قلبه.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد قليل

دلفت كريمة المكتب بعد أن طرقت الباب ، وسمح لها أدهم بالدخول ، وهي تحمل صينية قهوة في يديها ، ثم بعد وضعتها على سطح المكتب ، ووقفت تنظر إليه بتردد وارتباك.

نظر أدهم إليها ، مندهشًا من وقوفها الصامت ، وهي تتحدث معه عادتا عندما تأتي إليه ، فسألها باهتمام : خير يا دادة انتي حاسة انك تعبانه!!

أجابت كريمة بتلعثم متوترا بعض الشئ : لا يا ابني الحمدلله انا كويسة

ضيق أدهم عينيه ، وهو ينظر إلى عيناها التي تدار في المكان ، ولا تنظر له مباشرة قائلا بشك : اومال مالك وشك مخطوف ليه

قالت كريمة بتردد : ادهم بيه انا كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع كدا

ترك أدهم القلم من يده واتكأ ظهره على الكرسي ، قائلاً بتوجس : طالما فيها ادهم بيه يبقي في مشكلة اكلمي من غير لف ودوران في ايه

أجابت كريمة بتنهيدة مضطربة : بصراحة في حاجة حصلت وانا مش لاقية ليها تفسير وكان لازم ابلغك بها فورا لكن مالحقتش الصبح

تنهد ادهم بضجر من مماطلتها له ، وقال بينما يفرك فروة رأسه بإنزعاج : يا دادة ادخلي في الموضوع علي طول الله .. انتي عارفاني مابحبش المقدمات الله يرضي عليكي قلقتيني

صمتت كريمة تحاول ترتيب كلماتها ، ثم ذكرت اسم الله في سرها ، وبدأت حديثها بهدوء : انا كنت بحضر السفرة انهاردة الصبح بنفسي زي ما ليلي هانم طلبت مني وبعدين خرجت اجيب اكل الكلب بتاع ملك .. لما رجعت شوفت مدام نادين بتحط برشام في كوباية العصير بتاعت مدام كارمن

جحظت عينيه بصدمة ، وزادت خفقات قلبه مما يسمعه قائلا بقلق وتشوش : انتي متأكدة من كلامك ايه البرشام دا

رفعت كريمة كتفيها دلالة علي عدم معرفتها و أردفت : معرفش والله يا بني .. انا بعد ما هي خرجت للجنينة قبل ما انتو تنزلو .. دخلت لميت كل الكوبيات .. رميت اللي فيها وصبيت لكل واحد فيكم في كوبيات تانية نظيفة .. لزوم الاحتياط ما هو انا معرفش هي حطت لمين تاني غير ست كارمن

احتدت نظرات ادهم الذي قال بغموض : ماشي يا دادة روحي انتي لشغلك و ماتجبيش سيرة لاي حد خالص فاهمه يا دادة و خصوصا امي مش عايزها تعرف حاجة دلوقتي

أومأت كريمة بطاعه وهمت لتغادر الغرفة : حاضر عن اذنك

أوقفها صوت ادهم قائلا بتحذير صارم : دادة خلي عينك علي نادين كويس ماتغفلش عن عينيكي و لما تخرج بكرا للنادي بلغيني

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

صباحا في اليوم التالي

داخل إحدي المقاهي بجانب القصر ، حيث يجلس أدهم و يبدو عليه الشرود بعيدا بتفكيره.

فرك أدهم عينيه متعبًا ، حيث كان جالسًا على هذا الوضع لأكثر من ساعتين.

زفر ثم سند رأسه على مرفقيه أمام الطاولة منهكا ، لأنه لم يتذوق طعم النوم منذ أمس.

سيفقد عقله من كثرة التفكير في تصرفات تلك المجنونة التي تجلس في منزله ، ولا يدري ما الذي تخطط له وما المخزي من فعلتها.

همس ادهم بوعيد حاقد لنفسه : ياريت اللي في بالي يكون غلط عشان وقتها مش هرحمك يا نادين

انقطعت أفكاره بسبب رنين هاتفه فأجاب بلهفة : ها يا دادة في جديد

نظرت كريمة جيدًا حولها بشك ، لكي تتأكد من عدم وجود أحد ما قد يتنصت عليها ، حيث لم تعد تشعر بالراحة إلى معظم الخدم في القصر ، ثم قالت بصوت منخفض : الست نادين خرجت من خمس دقايق يا ادهم بيه

قال ادهم بتحذير : ماشي اوعي يكون حد حس بحاجة عندك

تنهدت كريمة وقالت بنفي : لا مافيش

زفر ادهم وقال ببرود : تمام سلام

نهض بسرعة وهو يتأكد من وجود مفاتيح السيارة في جيبه ، ثم سرعان ما غادر المقهى متجهًا مباشرة إلى القصر.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في شركة البارون

دخل يوسف مكتبه الذي يتشاركه مع زميله كإعصار دون أن ينبس ببنت شفة.

هتف بإستغراب : السلام لله يا اخينا

تمتم يوسف بحنق : وحيات ابوك تسيبني في حالي يا سامر

قام سامر من مقعده وذهب ، ليجلس فوق مكتب يوسف وقال : خير يا ابني .. وشك مالو مقلوب ليه كدا .. ما ترد عليا هفضل اكلم مع نفسي

حدق يوسف فيه بنظرة غاضبة ، وقال بغيظ : سمعت كلامك و جربت معها مرة و اتنين وعشرة كل يوم مافيش اي فايدة

ضرب سامر كف علي كف ، وهو ينظر إليه بحاجب مرفوع ، وقال بذهول : اما انت امرك عجيب صحيح .. منين تعجب بوحدة تانية وانت خاطبها ودلوقتي شاغل بالك بها وحليت أوي في عينك

زفر يوسف بحرارة ، قائلا بغضب من نفسه : كنت اعمي ارتحت كدا

ثم أضاف بندم غاضبًا ، بينما كان يضرب سطح المكتب أمامه بقوة : بس انا استحق اللي بيجرالي دا واكتر .. عشان جريت ورا وحدة زي رانيا دي .. معرفش عقلي كان فين !!

ربت سامر على كتفه بمواساه ، قائلا بتشجيع : خلاص طالما فوقت لنفسك وعايز تصالحها لازم تتعب شوية

فرك يوسف عينيه بإرهاق ، وقال بتنهيدة مؤلمة : بقالي شهور بحاول معاها و روحت لأبوها كذا مرة .. بيقولي نفس الجملة دي بنتي الوحيدة وانت من علي البر ماعرفتش تحافظ عليها اومال بعد الجواز هيحصل ايه

دعك سامر ذقنه ، وقال بتمتمة : عنده حق اب و يهمو مصلحة وامان بنته انت اللي غلطان

أومأ يوسف بتفاهم وقال مرددا حديث صديقه : صح مافيش حاجة بتحصل بالساهل عندك حق .. انا ماكنتش عارف اني بحبها بالشكل دا الا لما رجعتلي الدبلة وبعدت عني

واضاف بغيظ : بس هي دماغها حجر ربنا يقدرني عليها

قال سامر بتحذير : خد بالك هي اكيد فقدت الثقة فيك و مش بسهولة هتقدر تسامحك و تنسي و حتي اذا سامحت هتفضل تخنقك بشكها فيك و هيكون ليها حق ..

حملق به يوسف بعيون تلتمع بحزن وقال : انا برده انسان مش معصوم من الغلط يعني .. و ربنا بيغفر ليه هي ما تغفرليش اول غلطة ليا

بسط سامر كفيه أمامه قائلا بهدوء : هي مابقتش عايزة تكمل معاك كل بنت حسب طاقتها في ست تسامح و ست ما تقدرش .. لو مراتك كانت ممكن تديك فرصة لكن دلوقتي هي قفلت الباب في وشك وانتهي الموضوع .. نصيحة من صحبك سيبها في حالها و شوف نصيبك بعيد عنها .. انت جرحت كرامتها و الست رانيا الله يكرمها ماسابتش حد الا و قالتلو انك سيبت نسمة عشان خاطرها

تمتم يوسف بصوت خفيض : دي بنت تيت انا فعلا ندمان اني عبرتها من الاول ..

ثم قال مردفا بعزيمة : بس مش هستسلم بسهولة و هفضل احاول يمكن وقتها تقتنع اني فعلا بحبها و شاريها

تنهد سامر بقلة حيلة من صديقه ، وصمت ليعود إلى عمله.

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

عند ادهم

دخل أدهم القصر ، وصعد الدرج بسرعة حتى لا يراه أحد من الحاضرين بالأسفل.

ذهب أدهم مباشرة إلى جناح نادين ، وحالما دلف إلى الداخل ، بدأ يبحث في كل مكان وقعت عيناه عليه حتى وجد أخيرًا ما كان يبحث عنه في خزانة ملابسها.

جلس على السرير ، وقلب فيما وجده الذي كان عبارة عن مجموعة من علب الأدوية ، والعديد من الأقراص المختلفة.

أخرج هاتفه وكتب أحد أسماء تلك الأودية ، وبدأ يبحث عن ما تكون تلك الأشياء.

برزت عيناه مما اكتشفه ، وكأنه قد تلقى للتو صفعة قوية ، فما هي تلك الحبوب إلا من أجل منع الحمل ، ومن عيار شديد وخطير أيضًا ، كيف لم يفكر في تلك النقطة ، كيف له أن يغفل عما قد تفكر في فعله تلك الأفعي السامة؟

اشتعل قلبه بالحقد والكراهية تجاه تلك الحية التي تفرز سمها في كل مكان حولها ، وهو مثل الأحمق الذي لا يدري شيئا عما تفعله ، وقد يؤدي إهماله هذا إلى إصابة تلك المسكينة بالأذي التي لا ذنب لها فيما يجري من حولها.

ضغط أدهم علي تلك العلبة في قبضته حتي اعتصرها بقهر ، واعدًا نفسه أنه لن يرحمها ، ثم نهض بغضب جحيمي وهلع إلى الطابق السفلي ، ليهدر بصوت جهوري : كريمة

بعد لحظات هرولت راكضة إلى عنده بسبب صوته الذي نادرا ما يكون مرتفعا جدا إلا إذا كان في قمة غضبه : ايوه يا ادهم بيه

أمرها أدهم بعيون حمراء ونبرة حادة : اول ما توصل نادين من برا يا كريمة ماتخليهاش تطلع لفوق تجيبها علي مكتبي فورا مفهوم

أومأت كريمة بطاعة ، وهي تدعي في خاطرها أن يمر هذا اليوم علي خير : امرك حاضر

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

عند كارمن في توقيت العصر

نزلت من الجناح بعد أن أمضت اليوم كله في الفراش ، وهي لا تعرف ما هذا الخمول الذي أصابها ، ربما يكون هذا بسبب العمل الدائم خلال الفترة الماضية.

مرت إحدى الخادمات أمام كارمن ، وأوقفتها كارمن بابتسامة : مساء الخير يا رقية

رقية بتهذيب : مساء النور يا هانم

كارمن بتساءل : فين الجماعة و ملك

ابتسمت رقية لها ، وقالت بعفوية : موجودين في الجنينة و ملك بتلعب مع كلبها معهم و نادين هانم لسه في النادي و ادهم بيه في مكتبه

فوجئت أن أدهم جاء مبكرا جدا اليوم ، لأنه عادة يأتي بعد غروب الشمس ، لكنها ردت عليها بهدوء : تمام يا رقية روحي انتي علي شغلك

توجهت كارمن إلى المكتب ثم فتحت الباب بعد أن طرقته.

تساءلت كارمن بهدوء : حبيبي انت هنا من امتي؟

كان جالسًا خلف مكتبه ، ويبدو عليه الإرهاق ، ولكن عندما سمع طرقًا على الباب ، استقام في مقعده وأجابها بهدوء : من شوية

أومأت إليه كارمن بفهم ، ولم ترغب في إطالة الأسئلة عليه ، عندما لاحظت شحوب وجهه ، ثم مشيت نحوه بهدوء ، ووقفت خلف مقعده ، ثم رفعت ذراعيها وغمرت أصابعها في شعره ، ودلكته برفق.

أغمض أدهم عينيه مصدرا أنين خافت من التعب ، وراق له كثيرا ملمس أناملها الرقيقة بين خصلاته ، وطغي علي حواسه شعورا بالارتياح مذهل جعل الصداع الذي يألم رأسه يتقلص تدريجيا.

كارمن بخفوت : باين عليك التعب و ماما قالت انك مافطرتش قبل ماتنزل الصبح .. اكلت أي حاجة طول اليوم

همس أدهم وهو على حاله : لا يا قلبي

تفحصت كارمن وجهه بإهتمام ، ثم قالت بإبتسامة : طيب تحب اخليهم يحضرولنا الغداء و ناكل كلنا مع بعض

ادهم بتنهيدة : ماليش نفس

طبعت قبلة دافئة على جبهته ، قائلة بإصرار ناعم : عشان خطري تاكل شكلك مرهق اوي و دا غلط علي صحتك ولا انت غاوي بس تقولي اقعدي في البيت و ماتتعبيش نفسك وانت تتعب

أمسك بيديها اللتين وضعتهما على كتفه ، وقبّل راحة يدها ، ليقول بأنفاس حارة : كلي فداكي وبعدين يمكن تعبت شوية لاني طول اليوم ماكنتيش معايا في الشركة

قالت كارمن بضحكة رائعة جعلت أدهم لا يستطع المقاومة أو الرفض : انت بقيت بكاش اوي علي فكرة برده هتاكل ماتحاولش انا مصرة

وقال أدهم مازحًا بعد أن صفي ذهنه قليلا من أسلوبها الهادئ الحنون و رقة همساتها التي كان يعشقها : ماشي روحي خليهم يحضروا الاكل بس انتي تتفرجي من بعيد ماتبوظيش الاكل

ابتعدت كارمن عنه قليلاً ، قائلة بعبوس لطيف : دمك تقيل يا ادهم

ادهم بحب : بهزر يا عيونه

أرسلت له قبلة في الهواء ، لتقول بينما تغادر المكتب : ماشي

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

بعد مرور ساعة

كانت كارمن تتحدث إلى روان على الهاتف ، بجانبها ملك التي تلاعب كلبها ، وليلي ومريم يتحدثان عن العديد من الموضوعات أثناء متابعتهما إلى التلفاز بعد أن تناولوا جميعًا الغداء.

روان : اخبارك ايه دلوقتي

اجابت كارمن ، بينما تلاعب خصلات شعر ابنتها بحنو : الحمدلله تمام بس تعرفي اتعودت علي الشغل حاسة بملل من القعدة

روان بتحذير : ريحي نفسك يا كارمن الصحة مافيهاش هزار

تنهدت كارمن ، وقالت بقلة حيلة : انا بقيت احسن دلوقتي والله

روان بنفي : ولو اسمعي الكلام

كارمن بإبتسامة : ماشي يا اختي قوليلي انتي ايه اخر اخبارك

روان بضجر : الروتين العادي الكلية و مذاكرة و طلبات زين و كدا

ثم اضافت بحماس : بس المفاجأة بقي اني اقنعت زين اننا نسافر يومين اسكندرية بعد كام يوم قبل زحمة الامتحانات

كارمن بإستغراب : يا مجنونة الجو بدأ يبرد ماتستني للصيف

روان بنعومة : لا هو بيقول ان اسكندرية في الوقت دا جوها جميل وانا هموت واروحها بقي

كارمن بهدوء : ماشي ربنا يهينيكم يا رورو .. واحنا مش باقيلنا كتير و يبدأ الديفليه وفي شغل لازم اخلصو و ادهم مصمم افضل في البيت

قالت روان بضحكة : ماتعانديش معه و خديه بالسياسة كدا امي علي طول تقولي الجملة دي بس انا ماشاء الله عليا زي الدبش برمي الكلام وانا ونصيبي بقي

★•••••★•••••★•••••★� ��••••★•••••★•••••★• ••

في مكتب ادهم

نادين تقف أمام المكتب ، وخلفه يقف أدهم بهيئة صارمة للغاية بعد أن أغلق الباب ورائها عندما دخلت.

ينظر أدهم إليها ، بينما تغلفه هالة من الغموض لا تستطيع معها تخمين ما يدور في ذهنه.

عصفت الأفكار في ارتباك وقلق برأسها من صمته المطول منذ دخولها من دقائق ولم ينطق بشيء ،
و لقد أدى هذا حقًا إلى توتر أعصابها ، وجعل القلق يتفاقم بعمق أكبر داخلها.

تفوهت نادين بتوتر : في حاجة يا ادهم انت ليه موقفني كدا

تحدث أدهم ببرود مبهم ، وهو يحترق من الداخل ، لكنه سيطر على نفسه بكل قوته حتى لا يرتكب جريمة فيها : كنت عايز اسألك عن حاجة؟

دقت نواقيس الخطر داخل عقل نادين التي همست بحذر ، بينما قلبها يخفق مثل الطبول بين ضلوعها ، منذ متى يسألها عن أي شيء : اسأل

أخرج علب صغيرة من جيوبه ووضعها على مكتبه ، قائلاً بسؤال بارد ، بينما عيناه تطلقان أسهم الغضب التي كانت على وشك الإطاحة بكل شيء أمامه دون ذرة تفكير : تعرفي دول بتوع ايه!!

هرب الدم من وجهها ، وللحظة شعرت أن الغرفة تدور بها عندما رأت تلك الأشياء أمامها ، وجعلها الخوف مثل ورقة مزقتها ريح الخماسين ، التي تحمل آلاف الأطنان من الكوارث التي ستدمرها حتماً ، لكنها هتفت متلعثمة بإنكار : لا .. مع.. معرفش .. هما ايه دول

احتد صوت أدهم قائلا بنظرة قوية محذرا : متأكدة

نادين همست بعيون زائغة تفرك يديها في ارتباك شديد : ايوه

ابتسم أدهم ببرود ، يتلاعب بأعصابها أكثر ثم أجاب : دول موانع حمل والغريبة انهم كانو في اوضتك وتحديدا جوا دولابك

لم تطمئن أبدًا لهذا البرود الجليدي الذي يغلف صوته ، وهذا الهدوء الذي يسود كلامه ، تقسم أنه ما هو إلا هدوء ما قبل عاصفة ستندلع بسببها الأخضر و اليابس ، لكنها هتفت كاذبة : صدقني انا معرفش عنهم اي حاجة

تجعد أدهم حاجبيه شاعرا باشمئزاز من إنكارها غير المجدي قائلاً بسخرية : المفروض اسألك انتي بتستخدمي الحبوب دي ليه وانا مش بخلف ولا بقرب منك اصلا .. الا اذا كنتي بتلعبي بديلك من ورايا يا نادين هانم

سرت قشعريرة باردة في جسد نادين من الرعب الذي كانت تشعر به في تلك اللحظة ، وقالت بهستيريا بينما هزت رأسها مستنكرة : انا لا طبعا ازاي تفكر فيا بالشكل دا .. اكيد حد حطهم ليا..

هدر فيها أدهم بغضب شديد جعلها تجفل ، وتتوقف عن قول تلك الكلمات الحمقاء : او انتي اللي بتحطيهم لحد يا نادين

برزت عيني نادين بشدة ، وقالت بقشعريرة مضطربة : يعني ايه ؟!!

كشر أدهم عن أنيابه قائلا بغموض : هتعرفي دلوقتي

بعد أن قال ذلك ، توجه مباشرة إلى باب المكتب وفتحه ، ونادى بصوت عال : كريمة

هرولت إليه كريمة التي كانت واقفة على بعد أمتار قليلة من المكتب ، كما أمرها أدهم منذ قليل وقالت على الفور : ايوه يا ادهم بيه

أشار أدهم لها للدخول ، ثم التفتت عينيه إلى نادين ، وقال بسخط : عيدي تاني كلامك ليا امبارح

وزعت الأخرى نظراتها ، بينهما بقلق لكنها تشجعت ، وردت بصدق : انا شوفت الست نادين بتحط حبوب في كوباية مدام كارمن

صرخت نادين فيها بهستيرية : انتي وحدة كذابة انا معملتش حاج...

لم تكمل جملتها لأن أدهم هرع إليها ، وأمسكها بشدة من شعرها ، ولم تشعر إلا بصفعة قوية هشمت عظام خدها من يده الأخرى ، لتترك خدها مخدرًا من قوة الضربة ، ثم صرخ في وجهها بتحذير عنيف : اخرسي خالص ماسمعش حسك يا زبالة

زأر بصوت مخيف مخاطبا كريمة بكلماته ، دون أن يرفع عينيه المشتعلة بوميض ناري عن تلك المرتجفة من الخوف في يده : اخرجي انتي يا كريمة دلوقتي

أومأت كريمة برأسها خاضعة لأوامره التي لا يمكنهم كسرها واندفعت للخارج.

ثم واصل صراخه في نادين التي كانت تتلوى من الألم الرهيب بسبب قبضته القاسية على شعرها ، بصوت جهوري حاسم مليء بالغضب : انطقي والا اقسم بالله هدفنك مكانك

★★★

بينما ركضت كريمة إلى الصالة الكبيرة حيث جلست جميع السيدات.

تلعثمت بصوت لاهث ، وغير مفهوم من الإرتعاب : الحقي يا ست ليلي

نهضت ليلى من مقعدها واقتربت منها ، قائلة بقلق عندما لاحظت وجهها الشاحب : مالك يا كريمة انتي تعبانه

تكلمت كريمة بتحشرج : ادهم بيه

صاحت ليلي بذهول مذعور ، بينما خفقات قلبها بدأت تعلو بإضطراب : اتكلمي علي طول في ايه يا كريمة ادهم ماله

أمسكت كارمن بكتفها ، وسحبتها بعيدًا عن كريمة ، وقالت بحذر وهي تنظر إليها : استني بس يا ماما .. خدي نفسك يا ست كريمة و فهمينا

ابتلعت كريمة لعابها بصعوبة ، وواصلت حديثها بصوت متقطع : ادهم .. في المكتب مع ست نادين .. و بيضربها

استفهمت ليلي بإستنكار : ليه عملت ايه البني ادمه دي!!

انقبض قلب كارمن التي هتفت بسرعة : مش وقت اسئلة يا ماما تعالي ورايا بسرعة يا كريمة

وهرعوا جميعًا إلى المكتب بقلق ليروا ما يجري هناك

★★★

في المكتب

صاح ادهم بصوت مخيف بينما الشرز يتطاير من عينيه بغضب : صبرت عليكي سنين عملت فيكي بدل الثواب عشرة وانتي وحدة خس*سة وحق*رة ماطمرش فيكي رغم اني كنت مستحملك بعللك

ثم أضاف بقسوة بينما يواصل هزها بعنف ممسكا بذراعيها بقبضته الفولاذية : الحاجة الوحيدة للي هتخلي ناري تبرد شوية اني اشوفك مرمية في السجن يا نادين وهيحصل دلوقتي حالا

نزلت على ركبتيها ، تقبّل قدميه بضعف و ذعر من تلك الفكرة المروعة بالنسبة لها ، والدموع تنهمر من عينيها وقالت بتلعثم : ابوس ايدك .. ابوس رجلك ماتعملش كدا ماتأذنيش يا ادهم ارجوك .. صدقني والله انا هطلع من حياتك خالص مش هتشوفني تاني ولا هقرب منك بأي شكل .. بس وحياة اغلي حاجة عندك ماتسجنيش

صر أدهم على أسنانه بغضب كاسح حتى كاد أن يكسرها ، ليقول من بينهم بحقد وكراهية : كل اللي جرا منك زمان يا نادين لحد دلوقتي .. هتتحاسبي عليه هتدفعي تمنه ومش هرحمك مهما قولتي لان اي حاجة هتقوليها مش هصدقها اصلا .. و كلو كوم واذيتك لمراتي كوم هدوقك المر و محدش هيشفق علي ك*بة زيك

ثم عبست ملامحه ، واردف بإشمئزاز : كفاية السنين اللي ضيعتها من عمري وانا سكت فيها عن عمايلك .. وانا عارف انك بتكذبي عليا وان العيب منك وفاكرة نفسك ناصحة وبتخدعيني

شعرت أن دلوًا من الماء البارد قد سكب على رأسها ، و جحظت عيناها برعب ممَ قاله حيث خارت أعصابها ، وتركت ذراعه الذي كانت تمسكه بضعف ، علي أمل أن تستطيع استعطافه ليرحمها ، لكن الآن كل ما كانت تخاف منه صار مكشوفا وهو يعرف كل ما فعلته.

شق هدوء المكان صرخة قوية منها دوت في أرجاء المكتب ، حينما ركلها أدهم بمقدمة حذائه في بطنها ، ثم أمسكها مرة أخرى من شعرها الذي أصبح منتوف خصلات كثيرة منه بسبب قسوة قبضته عليه ، ليجعلها تنهض بعنف ، وقبل أن تتمكن من تخمين ما كان يفكر فيه.

نزل عليها بصفعات قوية متتالية على وجهها ، ممَ جعل شفتيها ينزفان بغزارة ، وكان الدم ينبض في عروق وجهها التي كانت ملونة بالأزرق ومتورمة من كثرة الضرب الذي إنهال عليها به ، بمنتهي الحقد والغضب الدفين.

تحت اصوات صراخها المستغيثة ، والتوسل اليه ان يرحمها ، لكنه لا يسمع أي شيئا مما تقوله لانه فقد السيطرة تماما ، ليصب جام غضبه فيها.

... : ادهم!!؟

لم يعيده إلى رشده إلا صوت كارمن المذعور وهي تركض إليه ، ووقفت حائلا في الطريق بينه وبين نادين.

تراجع إلى الوراء قسرًا لئلا تتأذى منه في حالته الجنونية التي وصل إليها ، وكان صدره يهبط ويعلو جراء أنفاسه سريعة ، وشعره متناثر على جبهته بفوضي مع وجود بعض قطرات العرق متساقطة عليه أثر المجهود الذي بذله للتو.

أما نادين فحدث ولا حرج ، كانت في حالة مذرية و فوضوية شديدة وشعرها أشعث ، وثيابها تناثرت بعض قطرات الدم عليها من وجهها الذي أصبح مثل خريطة ملونة بألوان عديدة.

سألت ليلي بدهشة وخوف مما تراه عيناها : ايه اللي بيجري يا ابني .. عملتلك ايه عشان تضربها بالمنظر دا ما تفهمنا

صرخ بهن هادراً بنفاذ صبر : خدوا بعضكم علي برا يا امي حالا

قالت نادين وهي تنتحب بصوت مبحوح : لا يا طنط ليلي ارجوكي دا هيموتني في ايده .. خليه يسيبني امشي وانا والله ما هقرب لحد فيكم ابدا

هتف فيها أدهم بزمجرة شرسة علي أثرها إرتجفت أوصالها ، وهي تزحف الى الوراء قليلا بعد أن سقطت علي الأرض بإنهاك قوي : تمشي منين يا روح امك انتي هتخرجي من هنا علي السجن

نظرت مريم إلى ليلي ، ثم هتفت الأولي ، متسائلة بعدم إستيعاب : سجن ايه بس يا ابني .. استهدي بالله كدا واقعد قولنا ايه اللي حصل

أجاب ادهم علي سؤالها بسؤال أخر بصوت شديد الصارمة : عايزين تعرفو في ايه .. ؟

أردف بصوت بارد يتخلله بعض الحدة ، بعد أن حدق فيها من رأسها إلى إخمص قدمها بنظرات حارقة كالبارود : الهانم كانت بتحط في عصير كارمن حبوب منع الحمل وكريمة شافتها وبلغتني

سكت الجميع للحظة ، يحدقون فيه بنظرات تفيض بالدهشة والاستنكار والاستغراب الشديد ، والأفكار المختلفة المتداولة في أذهان كل منهم على حدة.

ابتلعت ليلى ريقها قائلة بتوجس وعدم فهم : بشويش عليا عشان افهم يا ابني ازاي يعني !! وهي تعمل كدا ليه وانت اللي مش بتخلف

قهقه أدهم بقهر قبل أن يجيب عليها ببرود ساخر : المدام هي اللي عندها عقم مش انا .. فاكرة نفسها ذكية و بتخدعني ومكملة في التمثيلة بمنتهي البجاحة

أنهي جملته بينما كان يوجه عينيه نحو زوجته ، فوجد وجهها شاحبًا وهي ساندة على حافة المكتب في صدمة مروعة بعدم تصديق ، وعيناها مفروجتين على وسعهما.

صاحت نادين بتوسل : ارجوك انا غلطانة واستاهل اي حاجة تعملها فيا .. بس ابوس ايدك بلاش السجن يا ادهم والنبي

تقدم نحوها بغضب عاصف ، قاصد لكمها لتصمت ، لكن كارمن أوقفته عندما ركضت إليه مذعورة ، لتمنعه ​​بأحاطتها ذراعه قائلة برجاء : ادهم لو سمحت عشان خطري انا .. ماتعملش كدا

هدر ادهم بها في حدة محاولا ابعادها عن طريقه : انتي مجنونه دي بتأذيكي الله اعلم بسبب الادوية دي اتسببت في ايه

نظرت كارمن له نظرات مترجية دامعة ، وهي مقوسة شفتيها الى الاسفل مردده في استماته مجددا ، لتهتف بصوت مبحوح : وحياتي عندك يا ادهم ماتعملش كدا فيها .. اذا علي العقاب ربنا المنتقم الجبار وقادر ياخد حقنا عشر اضعاف ما انت هتعمل فيها .. ماتشيلش ذنوب بسببها وسيبها تمشي من هنا

نظراتها البريئة وكلماتها المفعمة بالخوف عليه كانت كتعويذة سحرية جعلته لأول مرة في حياته ، يتراجع عما قاله ، ثم أدار عينيه فتجهمت نظراته فجأة ، تجاه تلك المرأة المنكمشة ، محاصرة نفسها في زاوية بعيدة بالمكتب ، و امتلأت عيناها بالذعر من المصير الذي ينتظرها ، ثم هتف بغضب مشمئز : سمعتي يا حقي** اللي كنتي بتأذيها بتقول ايه .. هسيبك تغوري من هنا بس عشانها .. لكن لو فكرتي بس تقربي من حد فينا تاني او شوفتك صدفة انتي الجانية علي روحك ساعتها

استرسل حديثه بصوت جهوري ، بينما يرمقها بنظرة مليئة بالاحتقار الشديد : انتي طالق يا نادين و ورقتك هتوصلك علي شقة ابوكي اللي بإسمك .. وحالا تطلعي برا من غير اي حاجة .. بالهدوم اللي عليكي وبس وسيبي مفاتيح العربية هنا

أشاح بصره عنها محدقًا في كريمة ، ليصيح ببرود : كريمة اتأكدي انها خرجت من القصر يلا

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

نهاية الفصل الأربعون
توقعتكم
نورهان


نوورهان محسن غير متواجد حالياً  
قديم 16-01-23, 10:29 PM   #50

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء




(
rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ،
رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ، رومانسية ، اجتماعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.