صوتك يناديني ...!! *مكتملة*

[صباح مشرق]

افرح لما اشوف اسمك يا أمل في الصفحه كونك بخير هذا اهم شي
انا ماقدرت اعلق على الفصل الاخير عندي صداع شديد قرات الفصل على دفعات
ماالومك على مزاجيتك غربه ودوام والتزامات دائما انا في انتظارك
لان قلمك يستحق الانتظار

[ام سنان]

لا اله الا الله

[أمل سفر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zohorat

مبروك روايتك... أحداثها شيقة...موفقة إن شاء الله

شـــــــــكرا لمرورك

[أمل سفر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس

والله فتحت المنتدى ودخلت علطول على روايتك متحمسه للبارت الجديد ...ابي اقرا شي يغسل مخي وتعبي لهاليوم هالاسبوع جهد في جهد ..اخواني صار عليهم حادث وقايمه فيهم بالاضافة الى عيالي

...والله روايتك جميله جميله جدا واتحمس لها اول بأول

...ولانك بغربه مانلومك على مزاجيتك لكن تأكدي في كثييييير مثلي يتحمسون لروايتك حيل ويحبونها

سلمت يدينك🤍🤍🤍

الف سلام على قلبك
والف سلامه على اخوانك ياقلبي
انا انسانه مزاجيه للاسف 🎶
أحس بطفش من ردات الفعل الصامته 🎶🎶🎶
ممتنة لتواجدك

الله يسلمك ياقلبي🤍❤🤍❤🤍

[أمل سفر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صباح مشرق

افرح لما اشوف اسمك يا أمل في الصفحه كونك بخير هذا اهم شي
انا ماقدرت اعلق على الفصل الاخير عندي صداع شديد قرات الفصل على دفعات
ماالومك على مزاجيتك غربه ودوام والتزامات دائما انا في انتظارك
لان قلمك يستحق الانتظار

حبيبتي .. حتى أنا أفرح لما أشوفكم
الف سلامة عليكِ
ممتنة لتواجدك 🤍❤🤍❤🤍

[أمل سفر]

مساء الورد
للاسف
شويات ينزل الفصل 20
دمتم بخير

[قسيس]

واخيرا بينزل اشتقنا والله😍💕

[أمل سفر]

#أمل سفر
#رواية
#صوتك يناديني


[ 1 ]

تحضر باتزان ظاهري أمامهم.. كانت قد تجرعت الصدمات الموجعة بعنف... قد شطرت قلبها إلى نصفين... وهـا هي الآن تجلس على مائدة الطعام بهدوء.. الجميع منشغل بالطعام.. فقد طبخ "فهد" جوعهم وشهيتهم على نار هادئة
"بنتي. أحط لك"
نظرت إلى صابره بصمت... تُريد أن تُقْنع نفسها بأن الأمر طبيعي جدا... فــ هــا هي "تمارا" تضحك وكأن الأمر لا يعنيها.. ماذا يعني بيئتين مختلفتين.. لا شيء.. تعلم أن عمتها ميلاء لن تتركها تعاني.. فقد أحضرت والدتها.. وستعيش في شقة "ميلاء" وستتصرف عليها.. لن تتغير طبقتها الاجتماعية
"أحطلك ياقلبي"
أعادت صابره السؤل
هزت رأسها بالإيجاب
برغم صمتها إلا أن تفاصيل وجع يستنطق على تفاصيلها.. تأكل وهي تشعر بغربة في أعماقها.. الاشخاص اللذين كانت بالأمس تنفرهم.. هــا هي تُقابلهم وتجلس بينهم.
" حبيبي. خوله.. تبي سلط طحينه"
قالتها "صابره" وهي تقدم لها زبدية سلطة الطحينة
هزت رأسها "تمارا" بالإيجاب
مضت الدقائق عليها وكأنها عام.. تشعر أنها أضاعت ذاكرتها هنا سهوا !! "صابرة" و "مها" و "الهام" يشاغبن ذاكرتها كلما سافرت بها نحو الهذيان.. يقحمنها في أحاديثهن وهي تكتفي بربع إجابة..
في حين جمال البوح تراه يتساقط على "تمارا".. تُطيل النظر والتفكير حول "تمارا" تشعر بوجع حقيقي وهي ترى حبا مترفا يحيط بـِ "تمارا"
تُركز بنظرها على فنجان الشاهي الأخضر الذي يقبع أمامها في حين سمعها يركز على كل نقاشات الفتيات.. الى أن تسلل الى اذنيها حديثا أزهق ذاكرتها
" تمارا .. ما فكرتي ايش السيارة الي تبي تأخذيها.. ترا ماما حاطه في باله رقم عالي.. تقدري تجيبي روز رويس"
قاطعتها "في" وهي تضيف
" صح .. بس حـ تأخذ وقت لين توصلك.. اذا كنتِ حـ تصميمي سيارتك بنفسك.. ومع كورونا .. توقعي راح تتأخر أكثر"
" عادي معاها سيارتي.. تمشي حالها لين توصل سيارتها"
" مريوم.. والله مع كورونا الوضع ممكن يطول.. تقدر تأخذ شيء فخم ومن الوكيل.. أكيد في أشياء متوفرة.. صح ولا لا يا في"
" أنا مع لولو.. بس انتِ أصلا ايش في بالك.. يمكن موعاجبك تخطيط ماما"
التفتن لها جميعا ينتظرن منها إجابه.. كانت كالطفل الذي تخيره بين عدة شوكلاه.. فتزيده الحيرة عذوبة... ابتسمت بخجل وهي تقول
" أنا سيارتي الراف فور أخذتها أقساط أصلا.. وأخذتها جيب عشان ماما تحب تروح الهدى.. كنا زمان نسمع جيراننا يروحوا ويطلعوا جبال وكذه.. فسرنا أنا وماما كل نهاية أسبوع نطلع الهدى والطائف نفر فيها "
" آه .. شوفي أنا اشوف انك تحتفظي بسيارتك.. وتأخذي زي سيارتي بس اللون الثاني"
ابتسمت مريم وهي تسمع ضحكت والدتها "مها"..
" أنا كنت متأكدة إنك حتقولي كذا.. بنتي واعرفك "
" مـــــــامــــــــا .. حرام عليك.. ترا حلوه... ولو عمتي ميلاء موجودة.. كان أخذتها"
"صابره" لم تكن مرتاحة لـتلك المسافة التي تتسع بين " تمارا" و "خوله".. كما أنها تشعر أن هناك فجوه عميقه بين "خوله" والاخريات ستزيد المسافة بين "تمارا" و "خوله".. وهذا الاحتواء لـ"تمارا" سينهش صمت "خوله" ويجرحه بأظافر ناعمة.
أخيرا شعرت بالراحة وهي تسمع "ميلاء" تقول
" مريم خذي تمارا وروحي لـ خالد.. "
وقفتا سريعا.. توجهت " مريم" لــ "ميلاء" التي اقبلت عليهن وهي تحمل "تيم" بين ذراعيها.. طبعت قبلة على خد " تيم".. قطبت حاجبيها وهي تقول
" يووو.. ريحة عطر عمو فهد ماسكه فيه "
تغرس أنفها في رقبة الصغير تفتشن بأنفها عن رائحته التي تلاشت تماما مع رائحة عطر "بلو سافير"..
في حين التفت "ميلاء" إلى "خوله" التي تبدوا أنها تجلس على حافة هاوية تلتف حولها غيمة سوداء.. ترسل لها بوارق بأسه ورعود غيرة!
" حبيبي.. خوله.. اجهزي عشان تروحي مع خالد بيتكم.."
التقطت "رتيل" تيم من بين ذراعي عمتها وذهبت به إلى والدتها
في حين ذهبت "ميلاء" وجلست بجانب خالتها "مها" وأمالت برأسها على كتفها.. مدت "مها" ذراعها حول جسد صغيرتها "ميلاء"..

ومدت " مريم" يدها لتشد على يد "تمارا" قائله وهي تبتسم
" مكتوب لخالد يتعرف على أخواته في ذا البيت! بصراحه هو راح تحسي بتوتر شوي.. بس خالد حبيب بصراحة"
أقبلتا عليه وهو نهض سريعا فاردا ابتسامة عريضة
" هلا بأخواتي حبيباتي.. أخيرا شفناكم"
" شايف كيف.. ربي يأخذ وربي يعطي"
سلم عليهما ثم استل من جيبه ظرفا أودعه في يد "تمارا"..
" خذي ذا مصروفك.. وإذا احتجتي شيء كلميني لا تستحي"
شعرت بالحرج وحاولت إعادة الظرف إلا أنه اصر على أن تاخذه
" خلاص يا تمارا خذي .. خالد أخوك.. ترا يعطيني مصروف شهري أنا كمان"
" ذا واجبي حبايبي.. وأرسليلي حسابك عشان أحولك مصروفك.. هو مو كبير بس حق الله فيكم"
" لا تضغط على نفسك حبيبي .. لسا وراك زواج"
ثم أردفت مريم قائلها وهي تحرك حاجبيها..
"وترى العروس هنا"
ابتسم وهو يعبث بـشعر مريم إلى أن نكثه وهي تضحك
ثم قال وهو يراها تُعيد ترتيب شعرها
" انتو اخوات الحين.. مريت بظروف مختلفه.. وما بينكم مشاعر الاخوة الطبيعية الي تنمو مع السنين.. لكن خذوها من أخوكم.. انتم قادرين تعيشو المشاعر الطيبة ذي إذا قلوبكم اتسعت للثاني.. لا تخسروا بعض ولا تسمحوا لاحد يفرق بينكم.. الإخوة عزوة.. يمكن مريم عاشتها مع عمتي ميلاء.. عشان كذا يا مريم واجب تأخذ بيد اختك وتكوني لها عون.. شايفه انت ابوك حتى أنا ما يحبني .."
ثم التفت لـ تمارا وهو يسطر لها ملخصا عن وضع منزلهم إلى أن قال لها
" احمدي ربك عشتي في مكان نظيف.. انا اخواتي ما ضيعهم إلى تفلت امي لهم.. التقيتي بخوله كيف كان الوضع"
ردت مريم بعد أن رأت صمت تمارا
" خوله بعيده عن الكل وبصراحه احنا اليوم كنا حولين تمارا ما أعطينا لها مجال تتعرف على خوله"
" بس نصيحه مني لك وأنا أخوك لا تعطيها اذنك.. ما أرتاح لها .. بصراحه من يومي ما أحبها عكس خلود الله يرحمها فيها خوف.. هذه جريئة ماتخاف من شيء .. وما تستحي.. عموما أنا ورايا دوام.. ولا كان سهرت معاكم"
ودعمها وقبل أن يغادر قال
" مريم تمارا رقمي الحين أول ما تروحوا وأنتي سجيلي رقمي وأرسليلي ... وأفتحوا قروب لنا أحنا الاخوان تمام.. وقولو لـ خوله آنا انتظرها في السياره"
قبل رأسيهما وخرج.. وهما عادتا لـتنهض "خوله" سريعا بعد أن قالت لها مريم بأن خالد ينتظرها في السيارة.. ونهضت خلفها "صابره"
"بنتي وقت .....!!"
تلعثمت في كلامها.. شعرت بالحرج وهي لا تعلم كيف تدعوا "خوله" لزيارتها مرات أخرى..
سريعا أخرجتها مها من تلعثمها وهي تمد لها ضوء بارقا نحو الامل وتشتت تلعثمها
"البيت بيتك خاله صابره.. وخوله بنتنا ما تحتاج عزيمه ياقلبي.. "
سيل من الامتنان يتدفق إلى صدر "صابره" التي أفرجت عن ابتسامه واسعه وهي تقول
" الله يباركلك يا أم مريم.. ما تقصري"
ثم التفت الى "خوله" قائله
"بنتي.. تعالي كل يوم.. عشان تتعودي على أخواتك وتنكسر الحواجز الي بينكم.. "
ما أن انتهت "صابره".. ابتعدت "خوله" وهي تتجاهل يد "صابره" الممدود..
أنزلت "صابره" يدها وهي ترى " خوله" تبتعد.. ما أن خرجت "خوله" ... جلست "صابره" وهي تحيك الوجع بصمت في صدرها.. لا تشعر أبدا بارتياح بوجود "خوله" بالقرب من " تمارا".. لكن هي تحتاج لخلق نوع من الألفة بينهما
" أم تمارا .. لا تزعلي ياقلبي.. هي خوله طباعها جامده شويه.. تحمليها.. الوضع كمان صعب علينا.. كيف عليها؟"
قالتها "الهام" بعد أن رأت انكسار "صابره"..
" أمي صابره.. ترا خوله تدبج دبج في الكلام.. لا تزعلي.. ياما حتشوفي"
قالتها "رتيل" وهي تحاول سحب "تيم" من "مريم" التي انتشلته ما أن عادت
ثم أردفت قائله
" مريم .. اذا ما اعطيتيني تيم.. راح أخذ لك صوره شينه.. وآرسلها لـ عادل"
تنازلت "مريم" سريعا عن "تيم"
انتشرت الضحكات والتعليقات.. وتوردت وجنتي "مريم"
" افا يا ميمي.. كده تتنازلي عن ولدي عشان صوره.. !!"
قالتها "ميلاء" مازحه
" بنات.. في وجود خوله ممكن ما تتكملوا عن أي شيء بخصوص تمارا.. وبخصوص مستقبلها.. ولا أي شيء"
قالتها مها وهي تنظر لـ "صابره" التي أضافت
" الله يجزاك خير يا أم مريم.. أنا حسيت البنت تغيرت لما جاء موضوع السيارة.. وما حبيت أتكلم.. وما عرفت كيف أغير الموضوع"
" نسيت أقولكم.. فهد يقول كل يوم لازم كل مجموعة تسوي العشا.. وأخر شي قبل نسافر .. نقيم والي يفوز له جائزه"
"الله حماس.. ماما نبا نشارك"
قالتها "رسيل" وهي تذهب الي والدتها من خلف الأريكة تحتضنها وترمي بجسدها علي كتفي "الهام"
ضحكت الهام.. وهي تقول
" اعطونا الجائزة من دحين "
" الله .. الله على الثقه يا أم عادل.. تراك ما ذقتي طبخي لا يغرك اني دكتوره. تعلمت في مصر على يد طبخه "
"ماما قولي شي"
ابتسمت صابره وهي ترى حماس "تمارا"
" احنا نخليهم يتكلموا.. والعبرة في الخواتيم"
تعالت الهتافات والتصفيقات..
ذهبت "تمارا" إلى والدتها.. قبلت جبهتها ثم جلست بجانبها
قالت وهي تشد يد والدتها للأعلى
" الفوز لنا.. جهزوا لنا كأس الذهب"
" يا سلام.. تحمستوا.. كويس.. أجل نقسم أنفسنا على عدة فرق"
قاطعتها "رسيل " قائله
" ونسمي الفريق ونحط له لوقو كمان"
أضافت "رتيل"
" أنا صحبتي تعرف تسوي ذي الأشياء ونعطيها فلوس على شغلها"
" عاجبني حماسكم.. يالله الي ما أوترت.. تصلي قيامها وتنام.. أنا ورايا دوام.."
ثم التفت الى "صابره" و "الهام"
" خاله صابره وأم عادل البيت بيتكم ... وغرفكم جاهزة"
قالتها وهي تبتعد عن ميلاء وتمد يدها لها.. وما أن رأت ميلاء يد خالتها ممتدة لها.. التقطتها ونهضت..
" نحن نستأذن حبايبي.. البيت بيتكم.."
" الله يسعدك" .. " تصبحي على خير".. تتنقل بين أفواه الحاضرات بشكل مستقيم دون اعوجاج..
مالت "مريم" وهمست في أذن "رتيل"
" تهدديني بـ عادل.. لا تنسي انك حتاخذي أخويا... كنت ناسيه ودوبني افتكرت"
التقطت "مريم" "تيم" من بين ذراعي "رتيل" التي تخلت عنه سريعا دون أدنى اعتراض..
" برافوا عليكِ ياميمي.. أنا كنت حاسة انك كنت ناسيه موضوع خالد"
قالتها " في" وهي تشد ذراع "لوليا"
"قومي .. بابا بعد صلاة الفجر راح يسحبنا معاه للمطبخ “
"ممكن لو سمحتوا"
قالتها "رسيل" والتفت الجميع لها
" ممكن ياقلبي انتِ"
قالتها الهام وهي تحتضن ابنتها
"خلونا نسوي مسابقة مين يوصل قبل فوق"
قالتها ببراءة فمازالت تحتفظ بطفولتها.. ومازالت والدتها تستجيب لطفلتها وتُهيئ لها المناخ المناسب لتعزيز وجودها بين الكبار.. "نسوي ليش لا".. انقسمن الى فريقين.. الفريق الأول كان يخص البنات اللاتي توزعن على حافتي قوسين الدرج.. والفريق الثاني شمل الهام وصابره ومها وميلاء وتيم وقفن داخل المصعد البانورامي.. وتم تعديل المنبه.. وما أن غزى صوت المنبه صمت المكان.. انتشر صراخ وضحك البنات وهن يصعدن الدرج.. وضغطت مها على الزر.. انغلق الباب وهن يشاهدن البنات تجاوزنا الربع الأول.. وحين انفتح الباب كان البعض منهن قد وصل والأخريات مازلن عالقات في المنتصف قد اجهدهن الضحك.. و"رتيل" تصرخ عليهن
" راح ننهزم.. بسرعه"
ما أن سمعت "الهام" صوت ابنتها علقت في فم الباب ماده ذراعيها تمنعهن من التقدم.. ما ان انتبهت "رسيل" لموقف والدتها..
" بسرعه.. ماما حاجزتهم"
تَجَدد لديهن فرصة الفوز.. وحملن اجسادهن يتقَّفزن للأعلى.. ما أن وصلن خرجت "الهام" لِتسمح للبقية بالخروج غير مدركه تماما حجم خسارتهن..

صُدمت بـ تلك الدائرة التي صنعت بـأجساد الفتيات.. وهمسٌ يُخبئ لهن جزاء خسرانهن في كُتل الكلام.. ثم تحولت الصدمة إلى دهشة وهي تسمع دوي انفجار ضاحك على مقربة منها
"عمل يدك يا حبيبتي"
قالتها مها وهي تبتسم لــ"الهام"
"ايش نرقص لهم! انتوا منجدكم راح تسمعوا كلامهم"
" هو كذا النظام يا الهام.. لما يتقاعس الفريق.. تتحول الجائزة الي عقاب "
قالتها ميلاء وهي تتقدم وتناول مريم "تيم"
ثم أردفت
" وأنا وحده والد.. ظرفي الصحي ما يسمح.. فراح أشارك في العقاب.. وإذا ما عجبهم راح أكل العقاب لحالي لما يروح العارض الصحي.. فسامحوني.. حترقصوا مصري على اغنية ( اسمراني اللون)"
سَيْلٌ من التعليقات والتَّبْرِيكات انهلت علىِ "ميلاء".. في حين اللوم كان يتقطر فوق رأس "الهام"
"خليتينا مسخرة يا الهام الله يسامحك.. يالله حطو الأغنية خلينا نرقص. ورايا دوام"

اشتغلت الأغنية سريعا.. مها الوحيدة التي كانت تجيد الرقص الشرقي ببراعة.. فقد تدربت كثيرا مع صديقاتها في مصر أبان دراستها.. شاركت مريم والدتها.. ثم انضممن البقية.. في حين "الهام" و "صابره" يكدن يسقطن من شدة الضحك على أنفسهن..

[أمل سفر]

[ 2 ]

تكاد تسقط على وجهها من شدة النوم.. فقد قضت الليل وهي تُحيك مكيدة لـ "مريم" التي خطفت منها "عادل"!! لم يعد أحد يعني لها شيء الآن.. كما أنها تشعر بانها لا تعني شيئاً لأحد.. فمازالت تقبع على الرف وحيده.. فـ حين غادرت لم يلق أحد لها بال.. وحين استقرت بجانب خالد.. لم يقل لها سوى "المفروض الحين تِكَّبِرِي عقلك وتكوني صداقة مع أخواتك.. شوفي تمارا كيف جالسه تبني لها قاعدة بينهم بذكائها وادبها"..
حقدة كثيرا عليه.. وعلى تلك التي ستأخذ مكانها سوف يأتي دورها في الوقت المناسب.. فهي تُخبئ لها حقداً وسيعاً في صدرها.. مُكفهرٌ وجه اللقاء بها جدا.. ينهش صمتها المريض تلك الـأحاديث التي دارت بينهن حول حثها لـشراء سيارة فارهة..
تسبح وحيده في عتمة الظلام..

؛

وها هي أجنحةُ النهار التي خبأتها كُتل الليل ترفرف مع بزوغ الفجر
وها هو يتفنن ويُجيد ترتيل الآيات بصوته الجميل.. يُغرقهم بخشوع في سورة الأحزاب
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوۡاْ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهٗا (69) يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا (70) يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا (72) لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمَۢا (73)}

كبر .. وركع. ثم سجد سجدتان.. وسلم منهيا صلاة الفجر.. وخلفه صفوف النسوة اللاتي حرصن على الالتحاق بــ "في" و " ولوليا" لشهود صلاة الفجر جماعة بعد أن توقفت الصلوات في المساجد بسبب الوباء لأشهر.. وحرص الرجال على حضور الجماعة مع أهل بيته... وحرصن النساء على كسب اجر الجماعة
انسحب "فهد" سريعا بعد أن قال أذكاره بصمت ونزل وهو يقول
" في.. لولو.. ألحقوني"
" مريم" كانت تقرأ من هاتفها أذكارها بعد صلاة الفجر. ثم شهقت شهقة انتشلت الجميع من ذكره.. وأوقفت "فهد" في منتصف الدرج وهو يسمع استنجاد صوتها
"يا ماما.. الحقيني.. تعالي شوفي"
فتحت أبوابا من التساؤلات تعبره أطياف الخوف بصوتها الخائف المرتعش..
التقطت "مها" الهاتف سريعا.. ونظرت إلى طفلتها التي ترتعش من شدت غضبها.. ما أن التقت نظراتهما ببعض قالت
"ماما.. في صورة لـ دانه.. أخوانها راح يذبحوها لو انتشرت الصور"
تنظر في عمق عينا صغيرتها.. والكلام المكتوب يهددها بنشر صورها
" ايش صاير"
قالها "فهد" غاضبا وهو مازال عالقا في الربع الأول من الدرج.. لم يجبه أحد.. لذا أعاد كلامه قائلا
" قلت ايش الي صاير وصور ايش الي راح تنتشر"
نظرت "مريم" لـوالدتها بقهر وهي تشعر أنها غارقه في وجع شديد المرارة
أجابت "مها" بهدوء
"مريم وصلها مسج فيه صورها وصور صحباتها .. ويهدها صاحب الرقم"
"آرسلولي الجوال"
"فيه صور البنت وصحباتها"
"ارسليلي يا بابا الرقم والكلام المكتوب.. وصوري الكلام الحين عشان لو فكر يحذفه يكون عندنا دليل.. ولا تردي عليه يا بابا .. ولا تضيقي خاطرك.. انتِ في بلد قانون الحمدلله.. راح أسجن لك صاحب الرقم والي حرضه! بعدين انت وتمارا البسو الكمام وتعالوا نسوي الفطور... لا تحسبو نفسكم معفين من الفطور عشان تغطون علي.. لا يا بابا.. بتشتغلون مع بناتي.. يالله كلكم ورايا نلحق نسوي فطور للدكتورة قبل تروح دوامها! والي ما تنزل بطلع اسحبها وربي.. مريم بنتي جيبي جوالك وخلي مفتوح على طول على الرقم عشان الشرطة الإلكترونية تجيبه من ذيله اليوم بإذن الله"

قالها ونزل بعد أن أغرقهم بتصرفه في هدوء متجانس أتى بعد أن تذبذب مضطربا لوهله..
وقفت "مريم" وهي تنظر لـ والدتها التي قالت لها مطمئنة
" روحي يا بنتي.. الانسان مبتلا.. وربنا حـ يجيب حقك.. "
" بابا .. في رتيل ورسيل"
قالتها "فيْ" وهي تحرك حاجبها لـ تغيض به "رتيل"
" أخوات عادل.. أول الناس ينزلون"
ابتسمت "في" في حين " رسيل" كانت سعيدة بخوض التجربة كذلك رتيل التي لم تعبر كما فعلت رسيل..
التقطوا الكمامة من الدرج.. ثم نظرن مريم الى تمارا التي ابتسمت لها وهي تلتقط الكمامة من الدرج.. نزلوا خلف "لوليا" و"فيْ" اللتان تخوضان في موضوع الابتزاز وكأنه أمر ضئيل لا يستحق الذكر.. ثم سكتتا وهما يسمعا "فهد".. وهو يتحدث إلى الشرطة الإلكترونية ويقدم بلاغا رسميا من هاتف "مريم" الذي التقطه من يد "في" بعد أن طلبه من "مريم"..
كانوا قد وصلوا إلى المطبخ وهم يعبروا الصالة والدهليز الطويل المؤدي للمطبخ.
" مريم تعالي ... خذي أرسل له مين يكون.. وتكملي انتِ مع الشرطي.. لا تخافي يا بابا.. نفذي كل شيء.. المكالمة مسجله وأنا فاتح الاسبيكر"
التقطت منه الهاتف
وهو كان يُشير للبقية بالعمل.. وهو انشغل في تحميص الْمَلَّهَ (خبز اسمر) المطحونة.. و"في" تضع الفول في القدر لطبخه.. و"لوليا" تهرس الموز.. و "تمارا" تُعِد طبقين بحجمين مختلفين لأنواع مختلفة من "النواشف" ( أجبان/ زيتون/حلاوة طحينية، هريسة، مفروكه) تساعدانها رتيل ورسيل
وما أن تحمر الخبز المطحون.. حمل الصاج وذهب به إلى "لوليا" التي انتهت من هرس الموز وبدأت في إخراج "السمن البلدي" وإذابته في قدر صغير
قال فهد لـ "لوليا"
" كلمي ماما والبقيه عشان ينزلوا قبل لا أحط الخبز على الموز.. عشان ياكلو مقرمش"
ما أن انتهى من جملته كانت "ميلاء" تقف بجانب "مريم" التي أغلقت الهاتف للتو.. قبلتها ميلاء..
نظرت "مريم" إلى " ميلاء" وارتمت في حضنها..
" لا يا بابا.. سمحنا لكِ تكلمي بالجوال.. الحين تعالي سوي الشاي عليك.. وحطي القهوة خليها تطبخ لين نخلص فطور.. عشان أنا والمدام نبا نروق بعد الفطور .. وانت جيبي لنا القهوة احنا ضيوف عندك"
قالها وهو يحرك حاجبيه بمكر..
ابتسمت "مريم" وابتعدت سريعا لتقوم بدورها..
ثم أردف
" وانت يا ميلاء دورك معروف.. تعالي ذوق المعصوب وقوليلي رآيك"
قالها وهو يضع الخبز المطحون على الموز المهروس.. ثم فتح علبتين من القشطة.. وسكب السمن البلدي عليه.. غرف سريعا طبق وسكب عليه العسل ورش عليها جبنة شيدر..

جميع المقادير والأواني كانت جاهزة.. فقد أعطت "أم باسل" أوامرها للعملات بتحضير المطبخ على الساعة الخامسة فجرا وتركت لهم المقادير المطلوبة قبل أن تغادر المنزل..
كما حرصت على العودة مبكراً فهي تعيش في فله صغيره منعزلة ومجاوره لقصر "مها"
ما أن دخلت ووجدتهن يفطرن ويتناولن معه حديثا عن "مريم"
" خير ايش في"
ابتسمت مريم وهي تقف " تعالي يا ماما.. أجلسي أفطري الأول بعدين نقولك الموضوع"
تقدمت أم باسل لـ "مريم" تحتضنها وتقبلها.. وتركت مجالا لـ "مريم" بلثم جبهتها
" دحين أكلم أخوك باسل.. والله راح يذبحه "
ابتسمت مها وهي تقول
" حبيبتي أم باسل.. ارتاحي.. وتعالي أفطري.. وبعدين فهد تصرف.. ولا تقولي لــ باسل لسا عنده قضايا أخوان ميلاء الى مو راضيه تخلص"
جلست أم باسل على كرسيها وهي تقول
" الله يخليلنا ده الفهد ويحرس لـ شبابه.. مسوي حركه في البيت.. ما توقعت في يوم أطبق الي درسته في تحضير الفطور من الفجر في ده البيت.. بصراح شيء ممتع وأنا أشوف العاملات أمس زي النحل وهم يحضروا المطبخ تحضير أولي"

[أمل سفر]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي