16-01-23, 02:45 AM
| #371 | |||||||
 
|  [َّـًـٍّ4ٌـًـٍّ]َّ يشرد منها العقل.. تلمع عيناها بالخوف.. أحكمت ربط وشاحها الزهري حول عنقها.. تنظر لنفسها بخجل.. أحمد اعتاد على طبع ابتساماته على جسدها.. تجمدت يدها حول "البروش" الذي وضعته على وشاحها.. لم تستطع الحراك وهي تراه يلف حزام والدته الذهب فوق خصرها.. وما أن أحكم اغلاقه اسكن يداه خصرها وهو ينظر لـ عيناها عبر المرآة.. "لا تخافي.. ميلاء بخير.. كلمني فهد وطمني" مالت بجسدها نحوه.. تتكأ على صدره بـ ظهرها.. تطفو أسالتها حولها.. مر الأسبوع عليها وهي تُعانقه تحت وطأة الحب.. تكتفي بالحديث مع بناتها عبر الهاتف.. تصرف جل وقتها معه.. يفقدها توازنها بعد كل لمسة حب.. يُهاجمها من كلّ الجهات.. يسلط عليها كلماته التي تُذيبها في كوب انوثتها ثم يرشفها.. وهي بالكاد تعثر على أنفاسها في وجوده.. " أنا اشوف يا مها تروحي لحالك وتطمني عليها.. ليشت تخذي أمي معاك" التفتت عليه.. رفعت يداها تُحاصر وجهه بين يداها.. حبه بالنسبة لها كـطفل تُغذيه اهتماما وصبرا ورعاية "ليش يا أحمد تبا تبني حواجز بيني وبين ماما.. وترى أبو باسل وباسل بيكونو موجودين.. عمي راح ينبسط والله كثير" "ما أعرف انتو أهل في بعض.. احنا ايش يودينا" "جرب يا أحمد إذا ما عجبك الوضع امشي.. بس بليز ماما خليها معاي.. راح تنبسط والبنات هناك مرره يحبوها" نظر لها.. احنى رأسه لَّثما ثغرها حتى أحمرت وجنتاها.. ممتن جدا لها.. والداه ابتلا بحبها.. تلك اللحظات التي يهمس فيها حبهما يصرخ حبها لهما.. خَدِّرا بها تماما.. تغرف لهما من صحن فؤادها عسل الكلام ومن ابريق مشاعرها طيب العمل " طيب بلاش نبات هناك!! " " خليها بالتساهيل" وقبل أن يُجيب رفعت رأسها لـتفجر في فمه إحساس يفقده الكلام.. يفقده الاعتراض تملصت من بين يده.. وارتدت عباءتها وهو وقف بجانبها يضع غترته فوق رأسه بلونها الرملي وبأطرافها العنابية.. التفتت له.. مدت يداها تُعدل له "المرزاب".. شعرت بـ بفؤادها يلتهب ومشاعرها تتضاعف.. أنزلت احدى طرفي الغترة على صدره وهي تعترف في قرارة نفسها أن لمسها لـصدره أصبح من خططها اليومية.. وسَتحتال عليه ليحضنها بين ذراعيه كمخطط أخر يقاسم نظراته!! قطع عليها لحظتها به رنين هاتفها.. التقطته سريعا من على تسريحتها "هلا مريم.." راها تشد حاجبيها ثم قالت " خلاص حبيبي.. احنا خارجين.. خليك عندها !!" أغلقت هاتفها وهي تحاول لم بعثرها.. تشعر بـوجع تجاه ما تمر به ميلاء.. كثيره جدا الاحداث عليها.. كثيره جداً خرجا من غرفتهما ووجدت أم أحمد تجلس في الصالة وبجانبها زوجها يجلس على الكرسي المُتحرك.. " سامحونا تأخرنا عليكم" قالتها مها وهي تلثم جبين عمها الذي قال " الله يهديك.. كنت اتغزل في أم أحمد وانتِ قطعتي علينا الغزل.. دقي الباب الله يهديك" خجلت مها لـيقول أحمد الذي التقط كرسي والده وأخذ يقوده نحو المصعد " تدق عليكم الباب وانتو في الصاله!!" نظر لها وغمز لها وهو يقول "بعدين خليها تتعلم" " يا فضحي فضحا.. تباها تدق علينا الباب" التفتت الي مها واردفت قائلها "بنتي لو كنا في غرفه وقافلين علينا والله تفتحي ولا تدقي.. عمك كبر وخرف" التفت لها والد أحمد وهو يقول " كذا يا منى؟ مين الي كانت تنام جنبي بشحلتها!!" "والله انت من تزوج ولدك وقلبك ساير خضر!" ضحك أحمد قائلا وهو يخرج من المصعد.. " وانتِ قلبك ما ابتل يمه" " يافضحي فضحا.. جن الولد وابوه" " وراكم حاطين السيارة جوت البيت!!" قالها والده أحمد بعد ان رأى سيارة المرسيديس العتيق تتوسط الصالة " لو تعرف كم سعرها تحطها في الخزنة مو بس في البيت" "كم؟" " 7 ملايين ريال سعودي وبالجنيه المصريه يمكن حوالي 47 مليون جنيه مصري" "هـ الخرده!" ضحك أحمد وهو ينظر لـ مها التي ابتسمت.. ليكمل "شفت ذا السجاد الي على الجدر.. بـ 4 ملايين .. كانت مقطعه وجلس المصمم كم يا مها عشرة سنوات يعيد ترقيعها" هزت رأسها بـ "نعم" لينفجر أحمد ضاحكا حين سمع والدته تقول " لو تعطيني 2000 ريال انزل محل سجاد واجبلك وحده جديدة " وصلوا للسيارة.. ساعد أحمد والده لدخول السيارة بالخلف ومها تنظر متعجبة "ليش يا أحمد حاط عمي بالخلف" أغلق صندوق السيارة الخلفي بعد أن وضع كرسي والده المتحرك ثم قال "ياقلبي يدوخ إذا جلس قدام.. من يوم يومه يجلس بالخلف" " استحي يا أحمد أجلس وامك بالخلف كمان" التقط يدها وجذبها.. فتح لها الباب وقال " كذه سويتلو مشكله.. معييه تجلس قدام وانتو ورا" " تعالي وأنا امك... شيبتي يدوخ من يومه.. وأنا ما أجلس الي جنب شيبتي" دخلت مها وأغلق أحمد الباب لها.. والتف يركب بجانبها " شفتي.. تعلمي المره تجلس يا في حضن زوجها يا في حضن!" ثم التف لوالده وغمزه له قائلا "لفي شوفي.. ما يخلي يدها.. كناري يا قلبي كناري" سمعت صوت ضربه تلتها ضحكت عمها بحباله الصوتية المهتزة.. علمت ان الاب وابنه يمارسان لعبة خبيثة بوجودها.. يخرقان بِجانبها قِرْبَة لماء الغزل ابتسمت مها وهي تُخرج نقابها من حقيبتها.. ارتدتها وهي تُلاعبه بنظراتها.. همست بعد أن راتها اعتدل خلف مقوده " كيف أجلس في حضنك واحنا في السيارة!" رأته يفرج عن ابتسامه عريضة قبل أن يبدا والده بجر أطراف الحديث معه.. حول مكة وكل التغييرات التي حدثت بها.. وتلك الازالة التي لا تكاد تنقطع في أحاديث سكان مكة وزائريها.. بعد أن كانت تشوه تلك العشوائيات مداخل مكة.. أخيرا تنفس أهلها.. فحي قوز النكاسة كان يضم ربع مليون وافد أغلبهم مجهولي الهوية.. وكم عانت الدولة حين انتشر الجرب بينهم لصعوبة الدخول ولصعوبة استجابتهم للعلاج.. حين دخلت سيارة أحمد لـ مرأب العمارة.. دخل خلفه باسل.. نزل أحمد وسلم على باسل ووالده.. ليتقدم باسل ويفتح الباب لـ والد أحمد " حي الله عمي أبو أحمد.. شلونك؟" "بخير الله يسلمك.. انت شلونك.. انا جاي عشان الربابة ترا " ضحك باسل وهي يساعده في الخروج.. " جايبها معي.. وعمي احمد قال انك شاعر.. لازم عاد تعطيني من شعرك" في حين أحضر أحمد كرسي والده المتحرك.. " الله يهديك يا أحمد.. تراني امشي" " يا يبه.. تعرف مساحة المبنى هذا كم.. 2000 متر.. لايغرك انها شقق بس.. وترا الشقه الوحدة شفتي بيتي الي فيه نواف الحين دورني مساحته 600.. هنا الشقة الوحدة مساحتها 700.. تعب عليك والله المشي.. اذا وصلنا الشقة امشي.. لكن الحين تعال اجلس" جلس والد أحمد وهو غير راضي تماما.. يفضل المشي.. لكن مضطر لسماع كلام ابنه فساقيه تؤلمانه اذا مشي كثيرا عليمها.. ذهب باسل لـ مها التي كانت تسلم علي والدته.. التقط يدها ورفعهما.. قبلهما قائلا " لك وحشه يالغالية.. طمنيني على عمتي ميلاء بالله.. ودي أكلمها بس خايف فهد يزعل " "ماله حق يزعل.. ترا هي الي ربتك" قالها والده وهو يتقدم نحو المصعد "كيفك يا آم مريم أخبارك؟" "بخير الله يسلمك.. انت اخبارك طمني عليك" "بخير الله يسلمك دامك بخير.. وكيف أحمد معاك.. ان شاءالله مبسوطة" ابتسمت مها خلف حجابها وهي تقول " أحمد رجال والنعم فيه" ابتسم أحمد وهو يدخل والده للمصعد حين سمع أبو باسل يقول "يا آبو نواف والله مها أخت عن مليون أخ.. وقفت معايا وقفه ما يوقفها معاك القريب.. والله لو تطلب رقبتي تفداها.. دخلتنا بيتها وكنت انام في المدخنة زي الديوانيه كذا خارج قصرها في الزمالك لين وقفت على رجلي... أكل شارب نايم ببلاش.. ولااا رضعت ولدي وهي ما تعرف حتى اسمي ولا اسم ولدي.. ونهال تدير بيتها حبا فيها.. لكن الله يهديها ام مريم حلفت عليها تاخذ راتب عشان تحرجها وترتاح.. لكن نهال مالها أحد في الدنيا ذي غير مها ومريم وميلاء.. هم الاخوات والصحبات والصديقات.. وهادي لو اطوله بيدي اني ذابحه ذابحه قليل المروة" " يا أبو باسل.. أنا الدم فاير في جسمي.. لكن مثل هادي انا ما اعده من الرجال.. وانت نفس الشي لا تحطه في بالك.. والله راح يرتاح بالك" دخل آبو باسل المصعد وضغط الزر ليصعد بهم للدور الخامس.. فقد تم ترتيبه ووضع مراكين الزرع من أجل والد أحمد الذي يعشق الزرع فهو مُزارع . في حين باسل ابتسم وهو يرى بابا المصعد يغلق.. فقد نساه والده .. دخل المصعد الاخر وضغط على الزر حتى وصلن .. وحين دخلن قال "ماشاءالله عليكم.. ما تزين هروجكم غير عند الباب.. اطلعوا فوق وكملوا هرج" ابتسمت مها قائله "الله يعين الي بتخذها .. كل شيء عندك جري جري" " خليها تجي الأول!" تعجبتا نهال ومها منه " الله الله الله الله .. في تطورات والله.. انت وافق وانا من بكره ادورلك" " لا يا ام باسل.. هدي.. انا لسا ابني مستقبلي" "انت منجدك يا نهال.. والله لو شفت وحده تناسبه اني بروح اخطبلو مو بكيفه" ضحك باسل وهو يخرج من الصعد ويكمل للدور الخامس عبر الدرج هاربا من حديثهن.. خرجت مها وهي مازالت تمسك بيد أم أحمد " حيالله الله ماما.. نورتينا" وقبل أن تضغط نهال على الجرس فتحت لها مريم وهي تُخفي جسدها خلف الباب.. فالكاميرات تُقيد حركتهن خارج الشقق ما أن دخلت مها ارتمت مريم في حضنها وهي تقول " وحشتيني يا ماما" ثم انفجرت باكيه.. تغرس وجهها في عنق والدتها.. بللت دموعها وشاح والدتها.. في حين تقدم الجميع يسلم على أم أحمد ثم نهال.. امسكت ميلاء يد أم أحمد وهي تقودها لتجلس على الأريكة " كيفك يا بنتي" قالتها أم أحمد وهي تمسح على راس ميلاء بخفه "بخير يا خاله.. انتِ كيفك.. طمنيني عليك وعلى عمو أبو احمد وعمو أحمد" "كلهم بخير يا غاليه دامك بخير" التفتت ميلاء لـ مريم التي علقت في حضن والدتها!!.. ابتسمت وهي تشعر بان الجميع ممتلئ بالتعب النفسي.. جلست نهال بجانبها.. مدت يدها لتسحب ميلاء لحضنها " كيفك يا ميلو.. طمنيني عليك" تقصدت رفع طبقة صوتها " بخير يا خالتي.. ما أعرف ايش سارلي.. رحت مع في اليوم كان عندها جلست تنويم مغناطيسي.. ما أعرف ايش سارلي ياخالتي.. بس الحين الحمدلله طيبه" رات لوليا تقترب منها.. نزلت بجسدها لتقف على ركبتيها بجانب قدمها على الارض.. وضعت رأسها على صدر ميلاء " يمكن زعلانه بنتي بكره حتتزوج!" قالتها مبتسمه وهي تحتضن لوليا.. "خلاص يا جماعه ما نبا نكد.. لولو بكره زواجها المفروض نقدم لها النصائح!" قالتها في وهي تحتضن مها بعد أن تركتها مريم.. ثم اردفت قائله " كيفها عروستنا.. " "بخير ياقلبي.. انتِ كيفك ياقلبي.. وخلاص يا ماما لا عاد تروحي وجعتوا قلوبنا بدي الجلسات" قالتها مها وهي تمسح على شعر فيْ " قلت لـ فهد يا ماما.. والله الي يسير في الجلسة متعب فوق ما تتخيلي.. أنا مُستحيل أخليها تروح الي أخذوا منها اليوم كفاية" قالتها ميلاء وهي تنظر لمها وفي "الله يهديكم ما رحتوا غير بكره زواج لولو" قالتها أم باسل وهي تسحب لوليا لتجلس بجانبها وتحضنها "عشان لازم نسافر.. ما توقعت كذا بيسير" لم تتوقع هذا الالم فــ حين استرخت فيْ.. قبضت على يد ميلاء.. وأغلقت ميلاء عيناها.. فقد طلبت في وجود ميلاء.. ثم بدأت تتعمق في ذاكرتها.. صوتها ارتجف.. المشاهد السوداء تشوهها تلك المرأة صاحبة الشامة.. شاهدتها تُلتقط صورة والده من على الرف.. تتحسس الصورة.. تُقبل الصورة.. تكرر الحدث مرارا وتكرار.. وهي تختبئ خلف الباب.. الى أن أتى ذاك اليوم الذي دخلت لغرفتها تتابع الرسوم المتحركة لتغفو قليلا الى أن سمعت صوت صراخ والدتها.. لتنهض وهي تجر أقدامها بثقل.. وقفت بجانب الباب ورات والدتها تقف نصف وقفه وجارتهم تتكا على كتفيها الى أن اختفى صوت والدتها.. ثم غادرت سريعا وهي ترتعش الى أن نامت.. لتستيقظ بعد أن شعرت بالجوع.. وحين ذهبت لوالدتها كانت تقف صامته وقد كفت عن الصراخ. كانت تشعر بان والدتها ليست بخير.. فقد أخبرتها أنها جائعه ولم تجبها.. أخبرتها أنها تريد الذهاب للحمام ولم تجد أي استجابة.. تشعر أن فؤادها موجوع جدا وأنها تتذكر رائحة جثت والدتها ورائحتها العفنة.. انهارت وهي تستعيد الرائحة العفنة في ذاكرتها.. لتوقظها سريعا المعالجة النفسية.. كانت قد وصلت الي هذه الأجزاء بعد أن تم رسم بوتريه لملامح هدى!! احتضنها ميلاء بصمت الى أن سقطت مغما عليها.. ثار قلق فيْ وأخذت تصرخ وكأنها فقدت عقلها.. "ياماما لا تموتي لا تخليني.. حرام عليكِ" التقطها فهد بين ذراعيه وهو يقول "هي بخير بخير.. شوفيها فاقت" قالها وهو يراها تفوق بعد أن مررت احدى المعالجات منديلا كحوليا على انفها.. نهضت وهي تشعر بان الأرض تتحرك تحتها.. تقدمت لـ فيْ.. التقطت يدها وخرجت دون أن تتحدث.. لحق بهما فهد وهو يحدثها، ولكنها لا تستجيب له.. كانت تهرب بـ فيْ من هذا الوجع.. هي اتهمت بقتل زوجته أولا وهو الان يعذبهما معه في البحث عن الحقيقة!! " تحبك يا فهد!!" قالتها وهو يقود سيارته بصمت لحظات صمت مرت عليهم لتقول مجددا "هدى تحبك يا فهد" التفت لها.. وهي تكمل " في مره جاتني زمان في جده وهي منهارة.. قالت انها شافتها" لتصرخ في وهي تتذكر.. اقحمت راسها بين الكنبتين " بابا.. بابا. انا شفتها في بيت عمتي زمان.. وقالت تبا تخطبها لك!" وكأنه يتذكر أمرا.. " كانوا يبو يزوجوني هدى بنت خالتهم! صح تذكرت" ثم بعد تفكير " بس لازم نتأكد من اسم طليقها.. كان جاري.. إذا طلع هو يعني هي الحيوانه الي قتلت ريهام.. الكلبة ما رحمتها وهي حامل!" نظرت لـ فهد.. لتلك الحرقة التي يتحدث بها.. شعرت بأنها خارج حياته.. شعرت بآنها لا تنتمي للمكان ولا لهذه العائلة.. الوجع يتضخم في صدرها.. وملحٌ كثير يُسكب بين جروحها.. تحتطب وجعها من غابات الغيرة "فهد طلقني" نظر لها متعجباً " طلقني وروح لـ ريهام" " اروح لها فين.. اروح لها القبر.. تبو تجننوني انتو!" شعرت بمدى حماقتها.. لــتبكي أسفه على عقلها الذي يفقد اتزانه.. اعتذر لها فهد قائلا " اسف يا قلبي." ثم أطلق ضِحكه مدويه.. تذوب هذه الميلاء بين عروقه بكل جنانها وآهاتها وهمساتها.. يتنهدها بين مشاعره.. التفت لها التقط يدها ورفعها لـمستوي قلبه.. انحنى قبل يدها.. ارتشفها.. جنون القبلات زاخرة بالمشاعر.. جنون الأفكار زاخرة بالمشاعر.. تأكد تماما أن العُقلاء مملون.. وهذه تُثيره بجنونها.. ووضعها على قلبه.. نظرت له وهي تُحاول سحب يدها من بين يديه.. تذوب في عين الخجل "فهد" التفت لها من خلف مقود السيارة " عقلك سارلو شيء؟؟.. سيب يدي" شخر ضاحكاً " أنا برضوا الي عقلي في شيء.. مو تبيني اروح لريهام.. خليتي فيا عقل!" سحبت يدها بقوه ثم اردف " ترا انتِ يا ميلاء الي فتحتي السيرة ذي من البداية.. والحين لما كل شيء بدا يظهر للنور تقولي خلاص.. لا حبيبتي ماعاد فيه طريق للرجعة" "بس خلاص لا تقرب بنتي.. الي فيها مكفيها" " لا خلاص .. فيْ كفت ووفت.. صح يا بابا" ابتسمت في وهي ترى مشاعر الحب تتكأ مجددا على كتف اللقاء.. عادت الى مقعدها وهي تبعثر نظرها للشوارع التي يمرون بها.. تتسور وجودهما حولها وتتلحف بحبهما وشاح الأمان.. أدمن صدرها الواسع مشاعر الحب.. لا تعرف لها أم غيرها.. حتى ريهام ذابت مع النسيان.. ؛ | |||||||
|  |
|
16-01-23, 03:02 AM
| #372 | |||||||
| [َّـًـٍّ5ٌـًـٍّ]َّ ذابت مع النسيان والإهمال.. ولكن اليوم حالتها مختلفة.. تُداعبها مشاعرها بصمت.. من منتصف الوجع تنشل روحها.. الجميع حولها يغرسها بين حواراته.. يُكسرون صمتها بـكلماتهم.. أم أحمد اعتادت الجلوس بين بناتها.. ينشغلون ببعضهم وينسونها على الرف.. فقط مرزوقه وتالا ابنة ابنتها مرزوقه من يجرا معها أطراف الحديث ويشاركها تلك المعلومات التي تُثار عبر شبكات التواصل تلك المعلومات التي تعبر بها سطور أيامها... أما بناتها الاخريات فقط يكتفين بالأسطر الأولى معها.. تلك الاسطر التي امتلأت بالسؤال عن الحال والصحة لا أكثر!! " خالتي أم أحمد.. نصلي المغرب ونرجع تحكينا كيف تزوجتي عمي أبو أحمد" قالتها مها وهي تقف.. ثم انحنت تُقبل رأس أم أحمد حين قالت " شكل أحمد صاب العلم في اذنك" "لا والله.. بس قالي اسالي أمي.. وهو نفسه ما يعرف ترى" " لا سالفه ما تتسولف!" التف الجميع لها.. الابتسامات تُغرس في كل مكان.. قالت فيْ "خالتي أم أحمد.. أنا يتيمة الام يطاوعك قلبك تكسري قلبي" دخلت لوليا في منتصف السطر وهي تقول "وأنا يتيمة الاب.. مات ابوي وأنا في رحم امي.. يرضيك تكسرين قلبي" بعثرا مشاعرها باستعطافهما الكاذب لتقول سريعا " فدوه ياقلبي انتي وهي" ثم حضنتهما وفي تدعي الحزن " خلاص نصلي ونرجع بقولكم السالفة" غمزت فيْ لـ لوليا.. فقد اعتادتا على استعطاف الجميع بهذه الطريقة الكاذبة.. وبعد أن تركا حضن أم أحمد.. قبضت مها على اذنيهما بعد ذهاب أم أحمد التي قادتها مريم لحمام تدلها عليه.. وبعد كلمات " أي .. أي" و " يوجع" و "توبه" والكثير من الاعتذارات والقُبلات قالت مها " أنا تطلعوني بذاك الفُستان العاري.. وتخلوني بذيك الحالة المُزريه " قاطعتها الهام التي حضرت للتو وهي تقول " يا مها قولي لـ عمتك زعلانين منها .. ومحنا بايحينها" نظرت لها مها ووجهها أحمر من حرارة حركة المشاغبتين.. وأم أحمد كانت قد عادت بعد أن توضآت لـتقف مصدومة ابتسمت مها وهي تفلت اذني المشاغبتين "وراكِ قوليلها!" التفت الهام لها وتقربت منها.. قبلت رأسها وهي تقول "الله يسامحك.. كان عندك وقت يا خاله قبل 20- 19 - 18 سنه تجيبي لنا واحد لبنتي رسيل.. الحين انا من فين اجيب لها واحد زي عمها أحمد" شعرت بماء بارد ينكب على صدرها ثم ابتسمت وهي تقول.. " وينها رسيل خلينا نستسمح منها" هربت رسيل ما أن سمعتها تقول ذلك.. لكن قبضت عليها مريم وقالت وهي تُعيدها " رسلو الحلوه شارده" " جيبها يا ماما.. خليها تقتص من ماما" قالت مها وهي تفرج عن ابتسامه خجولة " عمك أحمد طلع رومنسي من الاخر.. تعالي خذي حقك منها" " أفا يا مها.. هذا وانا امك واقفه ضدي" " سامحيني.. انا مع مبدا حب لأخيك ما تحب لنفسك" ضحكت أم أحمد وهي تسحب رسيل من بين يدين مريم التي غرقت في خجلها وضحكها " ياقلب جدتك.. الله يرزقك بخيرة الشباب " تملصت رسيل سريعا من بين يديها وذهبت تجلس خلف ميلاء تخفي وجهها وهي تضحك.. في حين مريم والبنات فرشن السجاجيد.. توسطتهن مريم وكبرت لـ تقرا سورة الكهف.. فاليوم الجمعة والان دورها لـ تأومهن.. في تلك الاثناء وصلت ميار ودخلت في الصف هي وتولين.. كذلك صابره وتمارا التحقتا بالجماعة.. سلمت مريم.. ثم انشغلن في اذكار الصلاة واِتمام السنة.. أم أحمد كانت شديدة التأثر.. هذه الأفعال البسيطة محرومه منها تماما.. كانت تأوم بناتها في صغرهن.. علمتهن.. صادقتهن.. ثم ماذا.. ثم ماذا! سخين بها بعد أن تزوجن وأنجبن .. أصبحت تجلس وحيدة على الرف وهي تراقبهن.. ولولا مرزوقة و تالا لـ جهلت الكثير من الاخبار العامة... فـ أم أحمد تصرف وقتها في قراءة القرآن والحديث مع زوجها.. والاعتناء بحديقتها الصغيرة التي أمام منزلها.. فقدت تركت مزرعتها للعامل بعد أن كبر أبو أحمد.. وأصبحت تُلازم منزلها.. وبرغم اجتماع بناتها المستمر في منزلها الا أنهن لا تشعر بان هناك حديث بينها وبينهن... مرزوقة دوما بجانبها " ها خالتي أم أحمد.. الحين نجيب القهوة والشاي.. وتقولي لنا سالفتك بأدق التفاصيل.. حتى التافه تقوليها.. مهمه عندنا" قالتها في وهي تقبل راس ام احمد التف الجميع حولها.. ودارت المبخرة.. ودلة القهوة تُداعبهم برائحة القهوة السعودية.. ووزعت صحون التمر والحلا.. أما قُصي فتذكر لعبته التي يجيدها بحضورهن.. يبحث بعينيه عن تحفه لـ كسرها .. التقطت ميار أخر قطعه من على طاولة القهوة الكبيرة وهي تقول " ميلاءء مستحيل ذا ذوقك.. مرره عفشه.. خلي قُصي يكسرها" نظرت لها ميلاء متعجبه " أصلا مو انا اشتريتها" " ياماما ذي خالتي خيريه جابتها هديه" " أوف خيريه جابتها.. من متى الحب" قالتها ميار وهي تنقلها للطاولة البعيدة الأخرى.. فـ قصي فقط يشاكسهن ويكسر التحف فقط التي أمامهن.. أما تلك التي تكون بعيده عن اعينهن لا يهتم لها. جلست فيْ عند قدم أم أحمد وهي تقول " خالتي ابداي والله حسيكتو" التفت الجميع لـ فيْ وصمت.. منتظرا قصة أم أحمد.. سردت لها علاقتها بـ عادل وأبو أحمد.. ثم حين اخبرتهن أن ثاني يوم زواجها.. والدة عادل واخواته اختنقن من غاز ثاني أُكيد الكربون الذي بعثته المدفئة الغازية لتستيقظ الديرة على خبر وفاتهن..التفتت ميلاء لـ خالتها مها التي تضع يدها علي ثغرها من شدة الصدمة.. لـتهمس لها " يعني جدي يحب.. وفي الأخير يرمي ماما على أبوي" نظرت لها مها وهي تقول " الله يرحمه يا قلبي" "تعرفي آنا الحالة النفسية الي أن فيها أبوي سبب فيها.. شوفي فيْ شافت أمها تنقتل قدامها لكنها تقوم بسرعه لأنها تشد عزمها بأبوها.. فهد ما فكر يتزوج غير لما بنته كبرت.. ولما كبرت هي الي اختارتني له.. لكن أنا وانتِ ذقنا العذاب وابوي لعب فينا وفي حياتنا وفي مشاعرنا.. كأننا حيوانات ماعندنا مشاعر وو" مدت مها يدها خلف ظهر صغيرتها.. ثم جذبتها.. تعلم سبب ضعف ميلاء.. "خلاص يا قلبي.. انسي.. ليش دايما تغازلي الوجع.. انتِ بيدك تخرجي نفسك من دي الدوامة" قاطعتها ميلاء " أنا نفسيه خلاص ارتحتي" "لا ياقلبي.. الي شفتيه كثير.. بس انا أبا شيل عنك ياقلبي.. يوجعني قلبي والله عليك" كانا قد انعزل بحديثهما الهامس وهما بينهن.. ولكن عادتا حين سمعتا لوليا تسأل أم أحمد "خالتي.. ايش يعني شلحه!!؟؟" ضحكت الهام وهي تقول " هذا قميص نوم زمن الطيبين!" رأت أم أحمد وهي تُخبئ خجلها بتغطية ثغرها وانفها خلف شيلتها السوداء الخفيفة.. وميلاء تعض على قبضت يدها بخجل.. ومريم ابنتها شرقت في ضحكها.. وهي عيناها تلمعان وقد لدغها الخجل أيضا... تخشى أن تغضب أم أحمد من كثرة الأسئلة العميقة.. فـ لوليا وفيْ تعمقتا كثيرا لتقول لهما " حبايبي.. انتو فصختو الحيا مره وحده" التفت لها لوليا التي كانت تجلس على الأرض عند قدم أم أحمد بجانب فيْ "خليها تعلمني.. بكره دخلتي.. خليني اتعلم" "تعالي أنا أعلمك" قالتها مها وهي تقف.. لتسرع لوليا لـ أم أحمد وهي تقول " أنا في وجهك يا خاله" التفت لها أم أحمد وهي تقول " والله ما تقربيها.. يتيمه حرام تروعيها" " حتى انا يتيمه.. ابوي مات وانا عمري 4 سنوات" جلست مها مره اخرى بجانب ميلاء وقالت لـ مريم " بنتي مريوم جيبي تيم" نهضت مريم ودفعت بـ تيم لـ والدتها.. ثم التفت لصوت الكسر.. كانت تمارا تلاعب قصي الذي ذهب للطاولة البعيده وهي تضحك له.. سحب المزهرية الشاذة التي احضرتها خيريه.. لتسقط.. ذهبت ميار سريعا ومريم تبعتها وهي تضحك " خير ما سويت.. مدري ليش مامي ميلاء ما رمتها" نزلت تمارا بجسدها لتقول "بنات تعالو شوفوا يش ذا" ارتعبت ميار وهي تقول" لا تمسكيها" سحبت يدها سريعا .. لتقف اثار هذا النقاش فضول الاخريات.. التفتن للبنات " بنات ايش في؟" سالت مها " ما أعرف يا ماما .. بس تعالي شوفي" نهضت مها وتبعتها ام باسل والهام... ما أن وصلن.. ارتعبن " سِحر" "معقوله" وغيرها من جمل الدهشان والاستفهامات التقطت ميار قصي وابتعدت وهي تسحب بيدها الأخرى تولين.. جلست بجانب صابره .. ابتلعت ريقها ثم قالت " والله كنت شاكه في الهدية!" ذهبت مها لهاتفها الذي وضعته بجانب باقي الهواتف.. فهن يتخلين عن هواتفهن حين يجتمعن.. عدى مها تبقي هاتف عملها دوما مفتوح وقريب منها.. اتاه صوته سريعا.. كانت ستتصل بـ باسل.. لكنها اتصلت بـ أحمد "هلا حبيبي" " احمد اعتقد.. لقينا سحر في شقة ميلاء" نهضت أحمد سريعا وقال " جايكم لا تقربوا منو" " خير يا أبو نواف" قالها عبدالله " ام مريم تقول لقوا سحر.. بنزل اشوفه" سريعا تبعه فهد وباسل وخالد وعادل.. في حين بقى عبدالله ونواف مع آبو أحمد " يقولونه جد " قالها أبو أحمد لـيجبه عبدالله " تعرف الحريم.. يحولون من الحبه قبه" التقط نواف ربابة باسل وما أن بدا بالعزف.. قال له جده " خلي عنك اللقافة" ضحكا عبدالله ونواف " ليش يا جدي تكسر مجاديف" " خلك انت مع المجرمين وخلي الربابة لأهلها" نظر له عبدالله وهو يشعر بالخجل.. فـ نواف مطلع على جميع مشاكل اخوته.. سأله بنبرة صوت مكسورة " اقدر ازور هادي " " لا ياعم.. تعرف مع كورونا كل شيء مغلق.. حتى المستشفيات ما تقدر تزور المرضى." " ودي اساله اذا يحتاج شيء" " خالد حط له محامي يشوف طلباته.. بس هو مشكلته رسائل الجوالات.. باسل رفع عليه قضية ضرر نفسي وهذه يأخذ فيها سنه او سنتين.. لسا الحكم بعد أسبوعين تقريبا.. " " كثير والله" قالها عبدالله وهو يمسح على ذقنه " لا والله يا عم.. كسر الخواطر هو الي كثير" مد أبو أحمد فنجان الشاهي لـ نواف الذي التقطه وسكب له كوبا أخر من الشاهي.. " تفضل ياجدي" التقط الشاهي وهو يقول " انتو تتكلموا عن ميلاء بنت منى" " ايه يا جدي" " جعله يقصونه قليل الخاتمة" ضحك نواف وهو يرى تعصب جده وانحيازه لـ ميلاء.. فهو منذ أن أخبره بقضيتها وهو يقف معها بكل حواسه.. | |||||||
|
| |
|
16-01-23, 03:13 AM
| #373 | |||||||
| [َّـًـٍّ6ٌـًـٍّ]َّ ميلاء كانت تضحك بملء شدقيها.. لوليا ومريم وفيْ يحيطن بها.. " بنات والله مو صاحيات.. تركتوا كل دول الي قلوبهم اقوى من قلبي وجاين تحتمو فيا" نظرت مها لـ ميلاء التي يبدو أنها تفهم وجود البنات حولها بشكل خاطئ.. هي أيضا تود لو تحتضنها.. فان كان سحرا فهي المقصودة.. هذه شقتها وهذه المزهرية اُهدت لها!! ؛ ينظر أحمد لـ المزهرية المكسورة.. نزل بجسده والتقط التميمة بيده.. نظر لـ فهد الذي نزل بجسده ينظر للتميمة ولـ أحمد " ليش موجودة في البيت!" أحضر باسل قارورة لـ ماء زمزم وقال " غرقوها في المويه" " لا لا.. انتظر.. ليش موجودة داخل البيت وليش جوت مزهريه" قالها فهد وهو مصدوم " هذا سحر تحكم بالإنسان.. والغرض منو سرقة أمواله وتدمير شخصيتو" قالها باسل وهو يلقي نظره على التميمة التي في يد أحمد " لاحول ولا قوة الا بالله.. وربي مو ناقصني هم" قالها فهد وهو يستند على الاريكة.. ثم نهض وجلس عليها ما أن نظر له أحمد قال فهد " غسل يدك.. ما تعرف الوسخ الي استخدموا في صنعه وكتابته!" " مين دخلها البيت أصلا" قالها باسل وهو ينظر لـ فهد وخالد وعادل ثم أردف قائلا وهو يتأمل التميمة " ظنكم عمتي ميلاء المقصودة!!" نظر له فهد ثم نهض .. توجهه للصالة الثانية التي انتقل لها النسوة.. ناد عليها " ميلاء.. أم تيم تعالي الله لا يهينك" ابتسم وهو يسمع صوتها يقترب " يا لولو .. يا ماما اشبك .. الانسان اهم شيء يرقي نفسه يا قلبي.. وما يصبنا الا الي الله كاتبه لنا.. عشان كذا حافظي على اذكارك والله الحامي" خرجت له وابتسمت حين رأته.. همست له بخجل " لا يكون خايف انت كمان وجاي تحتمـ" لـتفقد توازنها وتسقط أمامه.. سريعا التقطها بين ذراعيه وهو يراها تفقد لوعيها.. صرخ " آم مريم .. ام مريم." خرجت له مها سريعا وجسدها يرتعش من الخوف.. قال لها ما أن شعر بها " روحي لـ أحمد قوليله لا يسوي شيء.. " ذهبت له مهروله لتجده يقرا " (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) [يونس: 79 – 81] قالت له بصوت مرتعش " وقف يا أحمد بنتي ميلاء طاحت" عادل الذي كان ملتزم للصمت منذ أن حضر قال "كمل بس بالراحة أنا بروح لـ عمتي.". تركهم وحين عبر الدهليز الموصل للصالة الكبيرة.. وجد فهد جالس على الأرض وبحضنه ميلاء ممدده.. نصفها بين ذراعي فهد ونفصها الاخر ممدد على الأرض.. ابتسم وهو يسمع ضحكتها " ياسلام.. انتو هنا وانا ادور عليكم" جلس أمام فهد وهو يقول "عمتي.. ايش تحسي" "ولا شيء.. كنت أتكلم وفجأة مدري ايش سار" نظرت لفهد وقالت " فهد اتركني يا حبيبي" لم يُلق لها بال.. كان يكرر قراته للمعوذات.. مدت شفتاها متعجبة.. نظرت لـ فهد .. مدت يدها.. مسحت دمعه هاربه من عينه " فهد حبيبي اشبك.. فكني أبا اعدل جلستي" نظرت لـ عادل الذي قال لها " مين دخل بيتك ياعمتي" "اممم.. فهمت دحين.. دي خيريه جابت لي المزهرية.. وقُصي كسرها.. الا صح فين حمد!" "نزل أهله وراح عندو مشوار" التفت لـ فهد والغضب بدا يداعب عقلها.. حاولت التملص من بين يديه لكنها لم تستطع.. لتقول بغضب " فهد اتركني.. بديت تخوفني" تقرب عادل منها أكثر وقال لها "عمتي خلي يقرآ.. أبو نواف جالس يقرا هناك ويفتتح التميمة.. انتِ ليش مضايقه!!" ضحكت وهي تقول " والله انتو الي خايفين و" غابت عن الوعي مرة أخرى.. وهو سحب الدبوس الثاني والأخير.. ثم التقط من باسل المقص.. وهو مازال يقرا آية السحر في سورة البقرة.. قص الشعر.. حرر الورقة من الشعر.. وضعها في قارورة الماء.. تقرب باسل يحاول قرأت الورقة.. آيات قرانيه محرفه، ولكن يبدو أنها كتبت بالدم.. أدخلها أحمد داخل القارورة.. وأخذ يُحركها الا أن ذابت الورقة.. ترك القارورة وذهب يُغسل يده.. قادته مها للمغسلة.. وما أن انتهى من غسل يده التفت لها وقال وهو يسحب مجموعة مناديل ورقيه " معقوله في ناس مليانة غل كذه!" "ما أعرف" القى بـالمناديل في سلة المُهملات.. ومد يده يحيط خصرها بـ بذراعيه.. تنظر له مباشرة.. قالت " تصدق ودي أخذ بناتي وأخرج من ذا البيت وحتى بنتي مريم أخلعها من عادل ونعيش بعيدين عنهم!!" "آفا هذا وانا شاريكم" ابتعدت مها سريعا عن أحمد حين سمعت صوت عادل الذي كان يقف على حافة مدخل قسم المغاسل.. ابتسم أحمد قائلا "تنحنح ياولد !!" "جيت مسرع عشان عمتي ميلاء تبا عمتي مها." ابتعدت مها بصمت لتجد عادل يقبض على يدها قائلا " البسي حجابك.. وروحي غرفة عمتي.. ابوتيم عندها" تركها بعد أن قبل رأسها.. نظر الى أحمد قائلا " كانه جايزلك الي قالته عمتي" " لو طلبو مني سامحيني.. يكفيهم الي جاهم" " أنا ايش دخلني.. تعرف.. أنا رجال بيتي جاهز.. نهاية الأسبوع داخل على زوجتي بعون الرحمن.. علم زوجتك وبنتها" "تعال خلينا نطلع فوق ونشوف موضوع زوجاك" غادرو الشقة وهم يجروا أطراف الحديث حول ترتيبات زواج لوليا .. فـ باسل أقام لها في سطح العمارة قاعة مفتوحة بسبب كورونا وزيادة العدد.. الأجواء كانت بارده في الشتاء.. خالد كان يشاركهم بجسده وقلبه يبكي.. مثقلا بالهموم.. يمشي معهم وهو يشعر بانه يقف على حافة الهاوية.. يود لو يعض يديه ويشد شعره من شدة قهره.. أهله يتشابهون في الجرم والاخطاء.. أرتجفت نظراته حين قال له أبو باسل " خالد .. متى ناوي تملك على بنت عمك!" التفت له عبدالله وهو يبتسم.. فقد مرر لـ أبو باسل هذه المعلومة.. فهو شديد العطف على خالد الذي يُشغل نفسه مع العمال بترتيب المكان هذه الليلة .. " والله ياعمي.. مالي وجه أعيش بعد الي سوه أهلي" نظر له أحمد وقال سريعا " والله ياخالد انت رجال والنعم فيك.. لو عندي بنت ما تغلى عليك.. وانت شوف عمك قدامك كلمه.. اذا قال لا انا بجبلك بنت الحلال" اعتدل عبدالله في جلسته ثم قال " انت مالك ذنب في أهلك.. وترا احنا اهلك.. هادي أخوي.. وحمد اخوي.. شوهه وجيهنا الله يسود وجيههم" نظر أبو باسل لـ خالد وقال " كلنا يا ولدي تعرضنا لمشاكل .. والمخطئ أفضى الي ما قدم.. ونحن مازلنا نعمل.. الحياة ياولدي تسخر منا .. وطوبا للعمل الصالح والموتة الحسنة.. وأنا وباسل بنضمنك عند عمك" التفت له أحمد مؤكدا " أنا بعد .. وهالله هالله في بنت عمك" ابتسم خالد وهو يُزيح عن صدره ضبابا أسوداً خنقه بلا رحمه الأيام الماضية.. قال " كثر خيركم.. واشهد الله اني صاينها وحافظها" " وأنا عطيتك يا خالد وبكره ان شاء الملكة المغرب " تقرب خالد من عمه وانحنى يقبل رأسه.. وتوالت عليه عبارات التبريكات. " الله يتمملك على خير" و " يرزقكم الله بالذرية الصالحة" وغيرها | |||||||
|
| |
|
16-01-23, 03:37 AM
| #375 | |||||||
| [َّـًـٍّ8ٌـًـٍّ]َّ "قليلة أدب" نظر لها أحمد بغضب وهو يمسح ذقنه بتفكير.. ثم قال لها بعد أن أفرج عن ابتسامه خبيثة " تغاري يا قلبي" " انت ايش رأيك.. ترا يوم أخذتك كنت براسك.. والحين ذي جايه تذكرك بالأيام الخوالي.. وراسله لك صورتها بقميص نوم.. ايش تباني اسوي ارقص" حظر رقم أم نواف أمامها وأغلق هاتفه.. مد يده لـيضع هاتفه على الطاولة الجانبية ثم استلقى وهو يمد ذراعه لها " تعالي" تقربت منه بصمت ووضعت راسها على ذراعه قال لها " لو تتعرى قدامي.. والله النفس طابت منها.. أنا بصراحة محترم العشرة الي كانت بيننا وغير انها بنت خالتي.. ولا كان لي تصرف ثاني معاها.. عشان كذا سامحيني بسوي نفسي ما شفت شي منها.. عشان نواف.. اذا ما كان يضايقك" خبئت وجهها بين كفيها.. تشعر أن غيرتها طُبِخت حد الاحتراق " ليش تدسين وجهك عني" ما أن لمس يدها.. ابعدتها عن وجهها ونظرت له وهي تُخرس تلك الاصوات التي توقظ كل مشاعر الغيرة لديها.. تجد في عينيه حبه لها ينبت بلا ظل... وترى في شفتيه قارورة عطر أنفاس!! ينثر بوح عطره على صدرها.. يسيح فؤادها بنظراته .. بهمساته ... بـقبلاته.. قالت له وقد ذابت كـقطعة سكر بين ذراعيه " أحمد بليز لا ترجعها.. والله قلبي يحترق من غيرتي" رفع يده وهمَّ يعجن مشاعرها بكفوف لمساته يبللها يبلل أطراف عجينها بـقبلاته.. " مجنون انا بيك" ؛ | |||||||
|
| |
|
16-01-23, 03:45 AM
| #376 | |||||||
| [َّـًـٍّ9ٌـًـٍّ]َّ مجنون بها أرهقت مشاعره وهو يسرح في وجهها.. عنقها.. صدرها الذي احتله هذا الصغير القابع بين ذراعيها.. ينظر له.. يُخرج لسانه وهو يُخيل له أن يتلذذ بواقي حليبها على شفتيه الصغيرتين.. أخبرها أنه لا يُريد هذا المتطفل بينهما.. لم تعترض... لكن وجد نفسه ينهض كلما بكى هذا الصغير... يحضره لها لـتُرضعه.. ويُعيده مرة أخرى لـ مهده.. ولكن من غرابة الموقف.. طفله اليوم يشعر بالجوع على غير عادته.. أو انه فعلا يحتاج للرضاعة كل ساعتين!! .. حاول النوم بعد صلاة الفجر لكن كل محاولات باءت بالفشل.. وهذا الصغير يُشاكسه.. يتعمد اغاضته هذا الصباح.. تقرب منه ..يُقبله.. يدغدغه بـ بذقنه.. لا يعلم لماذا تذكر والده هذه اللحظة.. يشعر أن فؤاده فارغ.. سِربٌ شفيف للوجع يتكئ على ثنايا روحه.. سقطت دمعه.. دثرها سريعا في صدر تيم.. لـيشعر بيدها تتجول على ظهره.. كتفه.. رقبته.. تغويه لمساتها وهو على شفاه شوقه.. سحب تيم ودفع بجسده في حضنها "ولدك ذا مدلع!" ابتسمت وهي تسحبه لـصدرها.. ذابت دمعته في ثنايا صدرها.. تعلم أن فهد شديد الاندفاع بـمشاعره.. يتمه جعل من صدرها وطناً له.. يسلبها عقلها ويُهديها قلبه.. تمسك بها بقوه وقال وهو يغرس وجهه في عنقها "كلمت أمس أبو نواف بخصوص هدى" "ايش قال" " قالي خطه ترفع الضغط" " ايش" "قالي أكلم اختي تخطبها ليا وأسال عن اسم طليقها" "واذا فرضا ما طلعت هيا يافهيم" ضحك فهد وهو يبتعد لـ ينظر مباشرة لـ عيناها.. " اسوي أهبل واغير رأيي" لعقت شفتيها وقالت من بين اسنانها " فهد أنا لو عرفت انك " أطبق على شفتيها لـِتسقط دموعه على عيناها.. ثم دثر وجهه في عُنقها.. انصدمت بـ دموعه التي انهمرت ليقول لها " أنا مُقصر في لولو.. ما قدرت أوصل لها مشاعر الابوه.. تعرفي أنا يوم زواجي من أم في كنت واقف لحالي.. عماني محد حضر.. زعلانين اني ما أخذت أحد من بناتهم.. ما كنت فاهم.. قاطعوني.. لين قبل يومين قابلت عمي بالصدفة.. تخيلي قالي يبا يجي يخطب فيْ لولده عشان حلالها ما يضيع" شعرت به يعض بخفه كتفها معبرا عن قهره.. لكنها تصلبت حين سمعته يقول " قالي تعال خذ بنتي الصغيره.. تخيلي عمرها 15.. ولما قلت له اني تزوجت وعندي ولد.. قال عليا اني هايت في الشوارع وأخذتك من الشارع.. ولما قلت انتِ بنت مين.. أتاريه عارف أملاكك وعارف ايش عندك .. تخيلي طلب بنتك لنفس ولده الي خطب في له" سحبته لصدرها بقوه وقالت وهي تضحك " ينفع ياخذهم بكج.. ليلة عند لولو وليلة عند في" سحب فهد جسده سريعا.. فـ قد سمع صوت طق الباب.. فيْ اعتادت الدخول كل يوم الصبح لـِسحب تيم بهدوء كما امرتها ميلاء.. دخلت في وهي تجر أقدامها كالعادة.. فـ مريم تنتظر الصبح لـتبدل لـتيم غياره وملابسه .. سحبت تيم من فوق السرير.. وانتبهت لـ ميلاء وهي تبتسم.. قالت لها "والله شايفتك يا ماما انت صاحية.. ليش ما خرجتي.. بدل ما مريم ترجني وتصحيني " ضحكت ميلاء وهي تقول "نايمه .. ما تشوفي تيم يبتسم وهو نايم" لينفجر فهد ضاحكا " غشاشين.. ما راح اخرجه.." قالتها وهي تضع تيم بجانب ميلاء وتستلقي هي الأخرى بجانبه " يحتاج تغيير" " مريومتي.. بابا نايم.. تعالي خدي تيم" قالتها وهي ترفع من نبرة صوتها "ما راح تدخل.. " مالت بجسدها تجاه فيْ .. رفعت يدها لـذقنها وهي تقول "النفسيه الخايسه دي عشان لولو راح تخلينا.. عارفتها انا النفسيه دي. لا تبين لها ياقلبي عشان لا تضايق.. ودي تيم وتعالي كملي نوم في حضني" نهضت في .. التقطت تيم .. دفعت به لـ مريم التي تقف خلف الباب.. وعادت لتدخل في حضن ميلاء "اممم. نامي في لا تبكي ياقلبي" نهضت فهد سريعا وهو يتذكر.. "عندنا ضيوف وانتو نايمين.. أبو أحمد رجال يصحى من الفجر يفطر" | |||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
3663Likes
العرض العادي
