آخر 10 مشاركات
[ تحميل] من تحت سقف الشقى أخذتني للكاتبه نـررجسـي?? ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          فرشاة وحشية ج1 من س تمرد وحشي-قلوب أحلام زائرة-للكاتبة: Nor BLack*مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          304 - عندما يخطيء القلب - ريبيكا ونترز (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-22, 09:04 PM   #21

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي



(3)

جلست أمام شرفتها بسكون كلوحة صامتة تشع نعومة في ثوبها الطويل .. لن تكذب على نفسها، فذلك لم يكن ذوقها في الملابس أبدًا قبل أن تلقاه .. قبل أن يخبرها إن طلتها بتلك الأثواب الفضفاضة التي لا تحدد سوى خصرها بحزام رقيق ساحرة تسلب العقول وتخطف القلوب .. لم يكن يأخذ من معسول الكلام هواية، لكنه كان حين ينطق بكلمات الغزل فلن تبالغ إذا قالت إنها تشعر بقلبها يذوب ..
ارتدت ذات يوم ثوبًا أبيضًا ابتاعه لها كهدية صلح بعد شجار بسيط بينهما .. وعبست حين رأت هيئتها به في المرآة، وأحبطت لكون اللون الأبيض لا يلائمها أبدًا .. تذكر .. وتغيم عينيها لتلك الذكرى .. حين رأته في المرآة ذاتها يقف خلفها مبتسمًا ويقول بهدوء "حسناء تتزين بالأبيض .. لا ينقصها شيئًا لتكون ملاكًا للحُسن بأسره."
سحابة كثيفة من العبرات كست مقلتي نارين وهي تبرح شرفتها .. لا تعرف كيف امتزج طعم حلاوة الذكرى بالمرار في نفس الوقت .. فكلمة واحدة كانت تسحبها لعنان السماء .. وكلمة أخرى أسقطتها لسابع أرض .. ولم ترتدِ الأبيض منذ فراقهما أبدًا ..
تحركت تجاه الطاولة القريبة من فراشها، التقطت شريط الدواء المضاد للاكتئاب الذي صرفه لها طبيبها آخر مرة، والتفتت تبحث عن كوب مياه لكنها لم تجد .. فخرجت من غرفتها تنوي إحضار دورق وكوب من المطبخ.. حين لمحت ذلك الشاب المدعو بشر واقف أمام غرفة مكتب زوج والدتها .. تنتابه تشنجات غريبة بين حين وآخر، تصحبها أصوات مبهمة في بعض المرات .. فعقدت نارين حاجبيها بفضول وقد توقفت أمام غرفتها دون أن تتقدم للدرج...
_فيما تتطلعين؟
باغتها صوت أزاليا من خلفها فأجفلت مستديرة إليها وهي تهمس بغيظ :
_لقد أفزعتِني!
طالعتها أزاليا صامتة هنيهة، ثم وبجمود كررت سؤالها :
_فيما تتطلعين؟
التفتت نارين برأسها إلى الواقف بالأسفل قائلة بتردد :
_إنه .. أعني لقد رأيت ..
على ما يبدو أنها فهمت مقصدها رغم كلماتها المبعثرة، فقالت بعد أن ألقت بنظراتها عليه هي الأخرى في وقفتهما البعيدة عن مرمى بصره :
_إنها العرَّات .. حركات مفاجئة .. أصوات متقطعة وعديمة المعنى..
عقدت نارين حاجبيها، وبدت محرجة بعض الشيء لكنها سألت بما دار في خلدها على أية حال :
_هل هي من أعراض مرض ما؟
التفتت إليها أزاليا برأسها مجيبة :
_متلازمة توريت.
ثم عادت ببصرها إلى ذلك الذي لم يبرح مكانه، وإن لم تكن نارين مخطئة فقد لمحت بعض التعاطف _في لمحة نادرة_ في عيني الأخرى التي أكملت :
_يصعب عادةً التحكم في تلك الأعراض.
علقت نارين باستغراب طفيف، وربما أبطنت جملتها بعض الخبث عفويًا :
_تبدين مهتمة وباحثة في هذا الأمر!
نظرة ممتعضة ندت عن أزاليا تجاهها وهي ترد شارعة بنزول الدرج :
_ليس من شأنك.
لم تتعجب نارين من انصرافها السريع .. ربما كان ذلك هو أطول حديث قد جمعها بأزاليا من الأساس، لكنها أوقفتها منبهة :
_انتظري .. على ما يبدو أن والدكِ لديه ضيوف في المكتب، تعرفين إنه يكره خروجك من غرفتك في وجود ضيوفه!
لم تهتم أزاليا بكلمتها، بل واصلت نزولها بخطوات واثقة وهي ترد :
_أنا أفعل ما يحلو لي.
تابعتها نارين من موقعها بالأعلى وهي تعبر الباحة السفلية متجهة إلى الحديقة وقد مرت ببشر في طريقها، ولم تغفل عن تلك النظرة التي صدرت عن الأخير حين رفع عينيه في لحظة واحدة شملها بها كليًا!
رفعت نارين حاجبيها ببعض التعجب هامسة إلى نفسها :
_ما الذي يحدث هنا؟
_يبدو أنني لست الوحيدة التي أهتم بمراقبة هذا المنزل.
انتفضت نارين على صوت ديبرا الهامس من خلفها، فزمت شفتيها بغضب قبل أن تقول من بين أسنانها :
_تبًا، لما تفزعونني جميعًا اليوم؟
مرت ديبرا بعينيها في المكان حولهما، ثم رفعت حاجبًا قائلة بدهاء :
_هل تقفين هنا منذ وقت طويل؟
همت نارين بالرد حين قاطعهما صوت السيدة مادلين هاتفة :
_ديـــبرا.. ماذا تفعلين عندك؟
قلبت ديبرا عينيها وهي ترد بصوت عال بعض الشيء وقد انتبهت نارين للتو لصحن الفاكهة الذي تحمله بين يديها :
_آتية يا سيدتي..
التفتت إلى نارين بعدها بنظرة أخيرة سائلة :
_هل كنتِ تريدين شيئًا؟
تذكرت نارين السبب الذي خرجت من غرفتها لأجله في الأساس، فأومأت برأسها مجيبة باستدراك :
_الماء، أريد دورق مياه وكوبًا من فضلك.
هتفت ديبرا من مكانها وقد أمالت رأسها من فوق سور الدرج :
_دااان، احضري دورق مياه وكوبًا لغرفة السيدة نارين.
_ديبرا !!!
صوت السيدة مادلين الصارخ جعلها تهرول مجيبة :
_قادمة.
حركت نارين رأسها بيأس من أفعال تلك الفتاة، وهمت تعود إلى غرفتها حين فُتح باب مكتب السيد ألبرت زوج والدتها، فانزاح بشر سامحًا بمرور الضيوف .. وقد تكونت ضيوف السيد ألبرت من رجل يبدو في العقد الرابع من عمره، وبصحبته فتاة صغيرة تبكي بقوة وتمحي عبراتها بيديها .. فلكزها في كتفها لتصمت وتسير أمامه مبتلعة غصتها بعد أن حدجها بنظرة نارية..
لم تدرك نارين أنها نزلت درجات السلم أثناء متابعتها لذلك المشهد حتى توقفت قبل باب المكتب ببضعة إنشات هامسة :
_كم أكره الآباء القساة ..
لم تكن همستها بذلك الخفوت الذي توقعته.. فقد سمعت جملة بشر المبهمة من خلفها وهو يناظرها من طرف عينه قبل دخوله للمكتب :
_ليس.. ليس أباها.
اتسعت عيناها بعدم فهم، لكنه لم يعط لها الفرصة للاستفسار وهو يدلف إلى مكتب رئيسه مغلقًا الباب خلفه.. استدارت بجسدها _دون أن تتخلص من حالة الذهول التي ألمت بها فجأة_ فوجدت دان تقف متسمرة في منتصف طريقها إلى الدرج، وقد تعلقت عيناها بالباب الذي غادر منه الاثنان منذ قليل، بينما قبضتاها قد تنشجتا فوق الصينية التي تحمل عليها الدورق والكوب.

يتبع ..


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-22, 09:06 PM   #22

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


(4)

قلبه يقصف في صدره وكأنه قد خرج من مضمار للتو، أو على وشك خوض حرب عظمى موقفه فيها ضعيف بلا أدنى شك .. وكافة الأفكار والذكريات التي حاول بكل جهده أن يتحاشاها في الفترة الماضية تتسابق أيهما ستقض راحته أولا .. وانقسمت ذاته إلى شقين قادهما عقله وقلبه، بينما انبثقت كرامته من بينهما تحاجيهما بإنفة حمقاء، واستعاد لمحات من الماضي القريب جمعتهما سويًا ..
واستنادًا على آراء كان هو صاحبها .. في محاكمة قسرية وضع نفسه .. فكان الضحية، وكان الجاني .. وكان القاضي والجلاد.
طوال طريقه منذ ركوبه برفقة عمر إلى الطائرة وحتى نزول كلاهما من سيارة الأجرة لم يكف طارق عن التفكير .. وما زاد من فرصة ذلك هو أن عمر بمجرد صعوده للطائرة نام، وعند ركوبه للسيارة بعد وصولهما نام مجددًا، حتى أنه يخشى أن ينام أثناء سيرهما إلى المسجد القريب الذي من المفترض أن يقابلا عنده سكاي أخي نارين.
_ألا تظن الأمر غريبًا أن يطلب سكاي مقابلتنا في المسجد؟
قالها طارق بتعجب مفكرًا، فرفع عمر كفه إلى فمه وهو يتثاءب قائلًا :
_وما الغريب في ذلك؟
التفت له طارق بجمود، ثم أجاب ببديهية :
_إن سكاي مسيحي مثلًا؟
تجمد كف عمر على فمه بتفاجؤ للحظات، ثم عقد حاجبيه بذات التعجب..
عم الصمت لبرهة قبل أن يقطعه طارق متسائلًا ببعض التردد :
_أتظن أن مجيئنا إلى هنا سيأتي بفائدة حقًا؟
ناظره عمر بدهشة.. لم ينضح صوت ابن عمه بعدم الثقة من قبل كهذه اللحظة .. حتى حين تهور باتخاذ قرار السفر المفاجئ هذا لم يبدُ مترددًا أو قلقًا .. صمت لثوان ثم رد :
_أعتقد ذلك، لما هذا التشاؤم؟
حرك طارق كتفيه بعدم معرفة وهو يجيب بإحباط وقلق آثر مواراتهما قائلًا بنبرة حاول جعلها طبيعية :
_أعني .. لم تدم علاقتنا كثيرًا، أي لم نبقَ سويًا لفترة طويلة .. وطبيعة عملي لم توفر لي الوقت لأتمكن من تقوية وتمتين علاقتنا بشكل مناسب ..
كان يحاول أن يصيغ في عبارة واضحة كونه يشعر أنه كان مقصرًا بشدة .. يخشى أن رصيده عندها غير كافٍ لتغفر له وتقبل بالعودة إليه .. والتقط عمر مقصده، فركن جملة عتاباته ولومه المعتادة جانبًا وقال فجأة :
_ماذا قالت (الست)؟
قطب طارق جبينه دون إدراك سائلًا :
_أية (ست)؟
أجاب عمر بنفسه سؤاليهما معًا محاولًا تلطيف الجو الكئيب المحيط بصديقه :
_(الست أم كلثوم) .. قالت "كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله."
ثم استدار برأسه لطارق الذي ارتسمت على وجهه علامات الغباء بعدم فهم لمقصده، فأردف عمر :
_لم تقل أطول حكاية، ولم تقل أقوى حكاية .. اكتفت بقول "أجمل حكاية" لأن جمال القصص والحكايات لا يتعلق بطولها أو متانتها قدر ما يتعلق بتميزها .. ثمة سعادة تكمن في التفاصيل .. في اختبار شعور جديد لكل منكما على يد الآخر وحبه لذلك الشعور المرتبط تلقائيًا في ذهنه بالآخر.
بدا طارق مقتنعًا بحديث صديقه بعض الشيء، ربما لأن كلامه مقنعًا، أو أنه كالغريق الذي يتعلق بقشة لتنقذه من بحر قلقه، لكنه رغم ذلك رد بغلاظة :
_تتحدث كخبير في العلاقات وأنت لم تقرأ فاتحة إحداهن في سرك حتى.
رمقه عمر بامتعاض واضح قبل أن يرد بغرور :
_ليست بالخبرة، بل بالنضج الفكري والشعوري يا عديم الحِس.
كانا قد اقتربا من المسجد حين غمغم طارق بنزق :
_يقول لي عديم الحس وأنا أكاد أغرق من فيض الشعور وقلبي الأحمق يقفز مهللًا كالأبله بداخلي لمجرد اقتراب لقاءها.
ضحك عمر الذي استمع إلى همساته الحانقة وهو يعلق ملتقطًا طرف الخيط لحديثه :
_ماذا قال عبدالحليم؟
مسح طارق على وجهه بنفاذ صبر دون رد، فيما أجاب عمر نفسه مجددًا قائلًا :
_يا ولدي قد مات شهيدًا من مات فداءً للمحبوب!
كمم طارق فمه على الفور وهو يناظر المسجد على بعد خطوات منهما قائلًا بتحذير :
_إياك وتكرار هذه الجملة بالداخل، قد يتهمونا بالإلحاد!
ابتعد عن عمر الذي أومأ برأسه منتبهًا للموقف، ثم استطرد وهو ينزع حذاءه أمام عتبة المسجد :
_هذا المكان تذكر فيه ما قال العفاسي والمنشاوي، لا عبدالحليم وأم كلثوم.. هيا لنتوضأ لقد فاتنا فرضان.

مرت بضعة دقائق قبل أن يدلف كلاهما إلى المسجد للصلاة.. واحتل الذهول أمارات وجه طارق مناظرًا أحدهم يصلي بجانب أحد أعمدة المسجد برهبة ..
هو لم يأتِ إلى هذا البلد أو يقابل أحد أهل نارين من قبل وجهًا لوجه، لكنه اعتمادًا على وسائل التواصل الاجتماعي والصور وبعض المكالمات المرئية .. متيقنًا من كون ذلك الشاب هو شقيق نارين!
∆•∆•∆•∆•∆
"ارتدي هذا واخرجي بأمان من البوابة الخلفية."
"حافظي على نفسك ولا تقبلي بالذهاب أو تتساهلي في الحديث مع أي أحد فقد يظنك لقمة سائغة."
"اقتربي من العرب فهم عصبة في الغُربة يقفون في ظهور بعضهم البعض وسيساعدونك."
تلك التنبيهات التي تلقتها ضي من الممرضتين قبل مغادرتها للمستشفى رن صداها في أذنيها وتكرر في كل خطوة تخطوها بالخارج بمفردها .. لقد تصرفت لها إحداهما في زي تمريض وكمامة وجه لتخفي هويتها عند الخروج .. بينما الأخرى لم تبدُ مستسيغة للفكرة حتى اللحظة الأخيرة وكأنها ترفض الأمر برمته وإن وقعت كلتاهما في مشكلة ستضحي بزميلتها في الحال...
حين ابتعدت قليلًا عن المشفى استقلت المقعد الخلفي بسيارة أجرة قابلتها وطلبت منها الانطلاق حتى شعرت بكونها على بعد كاف من المستشفى، وحين لمحت مسجد قريب طلبت من السائق التوقف وأعطته بعض من النقود التي وجدتها في الحقيبة التي تصرفتا الممرضتان وجمعتا بها ما بقي سليمًا من أغراضها وأغراض والديها بعد الحادث.. ترجلت من السيارة متجهة إلى ذلك الجامع، ولله الحمد إن إحدى الممرضات المسلمات كانت تتابع معها آداء الفروض منذ علمت بديانتها ..
أسرعت أولًا إلى المرحاض الملحق بالمسجد بالجزء الخاص بالسيدات .. وبدلت زي الممرضة بملابس أخرى من الحقيبة بعد أن شعرت ببعض الاطمئنان لابتعادها عشرات الكيلومترات عن المنطقة التي تقبع بها المستشفى.. لكنها لم تجد وشاحًا للصلاة .. توقفت قليلًا تفكر بحيرة، ثم قررت أن تطلب استعارة واحدًا من إحدى السيدات بالداخل، فخرجت تقطع المسافة القصيرة بين المرحاض والمسجد، ولم تلحظ كونها نسيت الكمامة..

نهاية الفصل الثالث.
منتظرة آرائكم جدا جدا🙆🏻‍♀️❤️❤️



فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-22, 09:56 PM   #23

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 4 والزوار 17)
‏Nour fekry94, ‏عاشقة الحرف, ‏زهراء ش, ‏فاطمة محمد عبدالقادر+


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-22, 11:45 PM   #24

سلمى عبدو

? العضوٌ??? » 492670
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » سلمى عبدو is on a distinguished road
افتراضي

الفصل تحفه تسلم عيونك يا قلبي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم واتوب اليه استغفرالله العظيم الذي لاإله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه

سلمى عبدو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-22, 02:19 AM   #25

ولاء مطاوع

? العضوٌ??? » 463351
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 155
?  نُقآطِيْ » ولاء مطاوع is on a distinguished road
افتراضي

ونقول بسم الله الرحمن الرحيم
بدايه قويه يا بطوطه
حبيبتى يا ضى ابوك وامك واختك كلهم ماتوا
نعمل ايه بقا فى الكاتبه اللى بتحب تموت الابطال فى اول فصل دى
مبارك بطوطه ♥️❤️♥️


ولاء مطاوع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-22, 02:45 AM   #26

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا فاطومي على الفصل ♥️
رغم ان لسا احنا في مرحلة الغموض الا اني متحمسة ومتشوقة جدا للي جاي ♥️
انا بحب بشر اوي 🤭😂♥️♥️♥️


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-22, 03:13 AM   #27

ولاء مطاوع

? العضوٌ??? » 463351
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 155
?  نُقآطِيْ » ولاء مطاوع is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روعه يا بطه
زودى الجرعه شويه 🤭🤭🤭
أن شاء الله ضي بقا تحب عمر ونعيش فى تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات 😂😂😂


ولاء مطاوع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-22, 10:27 PM   #28

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

جاري نشر الفضل الرابع من رواية ابحث بين أضلعك❤️

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-22, 10:32 PM   #29

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الرابع
"وبين توقنا.. كرامة!"

قد يكون اللقاء صدفة قدرية
أو بعد ترتيب مواعيد شاعرية
وعند من لا يطيق الصبر آنية
فالمقيد بالعشق ليس له حرية
وليس المتيَّم بساعٍ للحرية.


اعترت طارق الصدمة متسمرًا في مكانه بتعجب حتى لكزه رفيقه منبهًا، فاصطف بجانبه ليؤديا ركعتي تحية المسجد، ثم الفرضين الفائتين والنوافل، ومن ثم تحرك كلاهما بخفة تجاه سكاي المرتكن إلى العمود بعد أن فرغ من صلاته واقتربا ليجلسا بجواره بهدوء ..
مد طارق يده إليه قائلًا بعد أن استدرك الموقف :
_تقبل الله.
صافحه سكاي بسكينة وهو يرد بلغة عربية متعثرة :
_من انا ومنكمو.
مال عمر إلى طارق سائلًا بغباء :
_ماذا قال؟
عقد طارق حاجبيه وكأنه يحلل الجملة، ثم أجابه بتخمين :
_تقريبًا يقصد منا ومنكم.
أومأ عمر برأسه ببطء متفهمًا، بينما التفت سكاي إليهما متعرفًا للتو على هوية طارق، فارتفعا حاجباه الأحمران وهو يقول مُرحبًا بالإنجليزية :
_تاريك! لقد كنت أنتظرك، كيف حالك؟
تنحنح طارق عند سماعه لاسمه بتلك الطريقة، فيما جلس عمر يراقب الحديث بتسلٍ، حين أجاب الأول :
_أنا بخير والحمد لله، مبارك بالمناسبة، أسأل الله لك الثبات.
اتسعت ابتسامة سكايب بحماس وقد لمعت عيناه الخضراوان بلمحة ترقب مشوبة بالتمرد وهو يرد :
_أشكرك، لم أخبر أحدًا بالأمر بعد، حين تحدثت في الأمر سابقًا مع أمي غضبت بشدة، وتجهم وجه ألبرت لكنه لم يستطع الاعتراض بالطبع.. يمكنك القول إنهما شحيحا التقبل للمختلفين دينيًا أو عرقيًا.
قال طارق مفكرًا في الأمر :
_إذًا فنحن لن يكون مرحبًا بنا هناك..
_إطلاقًا.
رد سكاي ببساطة استنكرها الآخران، فهو قد أغلق الباب الأول والرئيسي أمامها، وكأن سفرهما بأكمله قد ضاع سُدى!
نهض عن جلسته فتبعه الاثنان فيما يقول :
_لنكمل حديثنا في الطريق..
ثم انتبه إلى الشخص المرافق لزوج أخته السابق، فقال سائلًا :
_ومن أنت؟
أدرك طارق للتو كونه لم يعرف إليه صديقه، فهم بالحديث حين أجاب عمر بالفعل معرفًا نفسه :
_أنا عمر عواد، ابن عم طارق.
صافحه سكاي بود ثم التقط بضعة تمرات من صحن موضوع على طاولة صغيرة بأحد أركان المسجد، وعاد إليهما عارضًا على كليهما التمر، فالتقط كل منهما تمرة شاكرين، بينما جمع هو بكفه خمس تمرات وشرع في أكلها عند خروجهم من المسجد..
سارا طارق وسكاي بضعة خطوات بعيدًا عن المسجد، ثم توقفا انتظارًا لعمر الذي تأخر عنهما ليضبط عقدة حذاءه .. فسأل طارق بعدم ارتياح :
_عذرًا، ولكن بأي صفة سندخل أنا وعمر منزلكم أصلًا؟
حرك سكاي كتفيه ببساطة مجددًا فيما يجيب :
_ضيوفي .. أمر الضيوف ليس بجديد على ذلك المنزل، دائمًا ما يأتي ضيوف لألبرت.
ثم التفت إليه محذرًا :
_لكن لا تذكر صلتك بنارين أمام أمي أو حتى زوجها، هي لم تقبل بالحديث عن الأمر منذ زواجكما ورفضت حتى الإطلاع على صور زفافكما، لذا ابقِ الأمر بيننا إن كنت تريد البقاء في ذلك المنزل لدقيقة واحدة!
استبدت الحيرة بطارق، وكم يكره أن يشعر بالغباء كهذه اللحظة .. فعقد حاجبيه قائلًا بعدم فهم :
_حسنًا، إذا ما الذي أخبرتني به في رسالتك حين أخبرتك برغبتي باستعادتها؟ "لا تجعلها تبقى هنا، مهما كان سبب انفصالكما فعودتها إليك أفضل من وجودها في هذا المنزل" ما به المنزل؟
أوما سكاي برأسه وقد اعتلت الجدية قسماته على نحو غير معتاد، ثم رد :
_سأخبرك.. لكن أولًا بالنسبة للقاء ألبرت وأمي... انتظر .. كيف حصلت على التأشيرة بهذه السرعة؟
رغم كونه يكره تشتت المواضيع في الجملة ذاتها، ومقته لفرط الحركة الذي يتمتع به سكاي في مشيته السريعة والتفاتاته وحتى في سرعة كلامه، فقد أجاب طارق صاغرًا :
_تقدمت بطلبها منذ شهر ونصف تقريبًا، وحصلت عليها بالشهر الماضي .. أتت متأخرة نعم .. لكن أصبح لها فائدة الآن.. وعمر كان هنا في رحلة عمل منذ ثلاث أسابيع، لذا أصر على مرافقتي، فهو قد زار هذا البلد عدة مرات من قبل، على عكسي.. تبدو الأمور متيسرة بعض الشيء في هذا الأمر..
"فقط أتمنى أن يمتد التيسير حتى أحصل على ما جئت لأجله."
استطرد في حديثه هامسًا لنفسه بترقب، فيما أومأ سكاي برأسه متفهمًا، ثم عاد لينطق بعد لحظات حاول التذكر فيها مجرى حديثه السابق :
_نعم .. بالنسبة للقاء أمي وألبرت ...
استكمل سكاي في حديثه، بينما لفت انتباه طارق شخص ما يمر بالقرب منهما.. إنها فتاة .. بنية الشعر ذات عينان لم يتبين لونهما تمامًا، لكن ملامحها بدت مألوفة إليه .. فضاق جفناه بعض الشيء مدققًا بتعجب لثوان معدودة، ولم ينتبه لكونها أمسكت بنظراته على حين غره .. وارتابت من تحديقه فيها فدب الفزع بأوصالها على الفور وهي تظنه ممن يسعون خلفها وينوون أذيتها.. فتراجعت للخلف بخوف ثم استدارت مسرعة لتركض دون تركيز وقد أعمى الرعب بصيرتها، فلم تكد تتم خطوتين حتى استمعت إلى صوت شديد القرب ينادي بلغة عربية صدرت تلقائيًا عنه :
_انتبهي!

يتبع..


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-22, 10:52 PM   #30

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


(2)

في اللحظة ذاتها ارتطمت بجدار بشري فارتدت مترًا إلى الخلف وسقطت أرضًا بقوة كمن صدمتها سيارة نقل محملة فندت عنها صرخة قصيرة .. تبًا .. تشعر بألم رهيب بعظمة لوح كتفها الآن، إما أن العظمة قد تحركت قليلًا أو أنها انقسمت إلى نصفين.. تبًا إنها لم تكد تغادر المستشفى!!
أسرع عمر يدنو منها وهو يمد إليها كفه للمساعدة بقلق .. فرفعت ضي رأسها إليه بارتياب، ودارت بعينيها مسرعة في الاتجاه الآخر حيث اقتربا طارق وسكاي منهما .. تضاعفت ضربات قلبها في تلك اللحظة، وشعرت بأسنانها تصطك ببعضها والبرودة تجتاحها عنوة .. هل هي محاصرة؟ هل بعد كل ذلك ستُختطف الآن! ومن أمام المسجد؟
ناظرت كف عمر الممدودة إليها بشك، ثم نهضت بمفردها، علت أنفاسها المتسارعة وهي تدور بعينيها بينهم من جديد وبدت على وشك الصراخ حين نطق طارق :
_اهدئي، أنا فقط كنت أشبِّه عليكِ لا أكثر، ملامحك ليست غريبة عني..
عقدت حاجبيها ومازالت الريبة لم تغادر نظراتها .. هل هو صادق أم يخدعها ويظنها لقمة سائغة كما أخبرتها إكرام؟
تحدث عمر هذه المرة بالإنجليزية محاولًا طمأنتها :
_وأنا أيضًا، تشبهين فتاة ما كنت أعرفها، لكنها لم تكن أجنبية على كل حال ..
_أنتم عرب!!
تمتمت ضي ببعض التعجب، وربما شعرت بالاطمئنان يتسرب إليها لا إراديًا، لا سيما مع حديث إكرام لها عن كون العرب عصبة واحدة في الغربة .. لكنهم ما زالوا غرباء!
استكمل عمر حديثه ناظرًا لمقلتيها بتفحص وقد ازداد منها قربًا دون قصد :
_ولا أظن أن عينيها كانا خضراوان...
ولأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، فقد تراجعت للخلف خطوة وهي تقول بحدة مبالغ بها متمسكة بحقيبتها وكأنها تحتمي بها:
_لا شأن لك بعيني .. هل تظنني لقمة سائغة؟
نطقت جملتيها بالعربية، لم تكن مخارجها صحيحة تمامًا لكن كلماتها كانت واضحة.. فاتسعت عينا عمر وتبادل النظرات المشدوهة مع طارق، بينما سكاي الذي يمسك بتفاحة حمراء لم يعرف أي منهما من أين أتى بها وقف يقضمها بهدوء وقد بدا أنه لم يفهم ما قالته من الأساس..
عاد عمر بنظراته إلى ضي التي بدت متحفزة بشدة تجاههم، ثم رد باستنكار :
_لقمة سائغة؟ لا يا آنسة، أنا فقط كما أخبرتك وجدتك شبيهة لفتاة رأيتها عدة مرات، بل نسخة منها في الواقع.. هذا كل ما في الأمر .. إنه لقاء عرضي وتشبيه طبيعي قد نمر به في يومنا لكنك من فزعتِ فجأة!
انتابها الحرج والتشتت سويًا فبدت حائرة مذبذبة ولم ترد .. كانت كطفل تائه عن أبويه، لن يقدر على إيجادهما بمفرده، ويخشى أن يسأل المارة ..
حين بقت واقفة على حالها الغريبة وكأنها تحسب برأسها أمور معقدة وتحاول فك رموز شيفرة ما .. فعقد عمر حاجبيه مراقبًا إياها، ثم تبادل النظرات مع طارق الذي آثر الصمت في تلك اللحظة منزعجًا من اجتماعية ابن عمه الزائدة وتماديه في الحديث مع الفتاة، وسكاي الذي ما زال يأكل التفاحة بمزاج رائق، ثم عاد بمقلتيه إليها سائلًا بتردد بعد أن وخزه ضميره نحوها :
_هل تحتاجين أي مساعدة؟
أجفلت من سؤاله الذي باغتها في تلك اللحظة، فأربكتها المفاجأة .. وتأرجحت الكلمات على شفتيها بتشتت، كلما أوشكت على الإجابة كبحها شيء لا تعلم كنهه .. فتعود لتبتلع كلماتها وغصتها التي احتقن بها حلقها بإنذار وشيك لنوبة بكاء غير محسوبة .. فهمهمت بعد ثوان دون أن تبرحها الحيرة :
_أنا .. لا أعرف .. لا أعرف..
أخذ سكاي قضمة من تفاحته.. ثم تدخل في الحوار الذي لم يفهم منه حرفًا قائلًا :
_تبدين تائهة أو ما شابه.. يمكنك المجيء معنا إن أردتِ.
نطقها ببساطة شديدة ثم عاد ليقضم تفاحته، بينما اندهش عمر من تساهله مع الأمر.. هل بيتهم مفتوح كسبيل للمارة والزائرين والمسافرين؟
ناظر عمر ضي بترقب متوقعًا ثورتها تجاه عرض سكاي الجريء.. لكنها بدت مشدوهة من الأمر وتقلبه في رأسها .. إنهم عرب كما أخبرتها إكرام .. أي عليها أن تشعر بالأمان.. لكنهم غرباء في البداية والنهاية، هي لا تعرف ما الذي قد يواجهها بصحبتهم من ضرر، لكن ثمة إنذار فطري بداخلها يدق ناقوس الخطر .. كيف يقدمون إليها هذا العرض؟ هل يظنونها لقمة سائغة؟؟
"لا .. أنا لستُ لقمة سائغة"
قالتها متحدثة إلى نفسها، وطال صمتها مشغولة في حوارها الداخلي المتشابك.. فحرك عمر كتفيه وهم بالسير هاتفًا :
_كما تريدين..
ثم انضم إلى رفيقيه الذين التفتا شارعين بالرحيل مستطردًا :
_هيا بنا..
لحظة تردد عصفت بها .. تخشى السؤال وتشعر بإجابته.. لا تعرف إن كان ما تخافه التأكيد أم النفي .. لكن ثمة بوتقة من الخوف تبتلعها دون إرادة منها.. وتضاعف حجمها حين رأت ثلاثتهم يتحركون مبتعدين عنها .. فاستجمعت رباطة جأشها وهتفت فجأة :
_ما اسمها؟
التفت ثلاثتهم.. حتى سكاي الذي لا يعرف عمن تتحدث من الأساس .. ونقل طارق نظراته إلى عمر موكلًا إليه الإجابة عوضًا عنه .. فعقد الأخير حاجبيه بتعجب من فضولها قائلًا :
_لا يهم، فهي توفت منذ فترة على أي حال.
توقع أن تعبس أو يتجهم وجهها، أو حتى تلوح فوق صفحته أمارات التعاطف، لكنه تفاجأ حين نطقت بعد أنا ازدردت ريقها الجاف في حلقها المتحجر بالغصة :
_ضحى؟
أبقى على صمته للحظات مأخوذًا من معرفتها بالاسم، وراوده الفضول على حين غرة، بينما أردفت هي :
_هل كنت تقصد ضحى؟
استدار إليها بكليته مجيبًا بترقب :
_نعم.. ؟
أسرعت بسؤالها التالي وكأنها تخشى أن يهرب من أمامها فجأة :
_كيف تعرفها؟ قلت إنك كنت تعرفها شخصيًا صحيح؟ هل كنت مقربًا منها؟
أومأ برأسه نفيًا وهو يرد فيما يعود ليقترب منها بخطوات قليلة :
_لا.. هي فقط كانت صديقة لقريبتي فرأيتها بصحبتها بضعة مرات، لكن ملامحها مميزة، كما أن الأخبار ضجت بصورها منذ فترة، تعلمين بالأمر صحيح؟
انغلقت ملامحها بعض الشيء، لكن عزيمتها لم تثبط، فقد كانت فقاعة التساؤلات التي تدور بخلدها منذ دقائق وساعات قد تمددت إلى أقصى مدى، فكان نصيبه أن فجرتها في وجهه سائلة بلهفة :
_أعلم .. كل ما أريد معرفته بالضبط .. هل قريبتك تعرف كل شيء عنها؟ فيمن كانت تثق ومن كان حقًا وفيًا لها؟ أين كانت تبقى؟ وأين كانت ستبقى لو نجت من براثن عمها؟ من كان قريب منها ومن خذلها؟
أذهله اهتمامها الزائد بها..
ربما هو يمتلك الكثير من الخصال السيئة.. لكن شدة فضوله هي أسوأها .. حتى وإن حاول الحد من مدى فضوله وقطع لجامه قبل أن يقوده ويتحكم في أفعاله.. لكنه هذه المرة تشبع بغموض مثير يطغى على الموقف فشل عمر في مقاومته، فواصل خطواته تجاهها حتى وقف أمامها مباشرة مجيبًا :
_أظن ذلك .. لقد كانت صديقتها المقربة.
تجلى الالتماس في خضراويها الباهتتين للمرة الأولى كالغريق الذي يكاد يطير فرحًا بالقشة، فتنهدت براحة سائلة :
_أيمكنك أن تهاتفها لأجلي؟
لأن عدم اغتنام الفرصة حماقة، ولأن هذه هي فرصتها الأولى للوصول إلى بر آمن بعد ساعات من الركض وحيدة بلا هدى، كان سؤالها عفوي، لا سيما مع تحطم هاتفها في الحادث وعدم وجود قطعة سليمة به سوى شريحة الاتصال..
لكن آمالها تجمدت بعد إجابته .. لم تتبخر تمامًا لكن ربما الصدمة أصابتها بشللٍ ما!
_بالطبع يمكنني لكن....
بترقب أتى سؤالها تحثه على الاستكمال :
_لكن ماذا؟
حك عنقه بكفه بحرج مجيبًا :
_لقد .. نفذ شحن بطارية هاتفي.
كانا قد استكملا حديثهما بالانجليزية لسهولة انزلاقها على لسان ضي .. فقال سكاي _الذي انتهى من تفاحته للتو_ معلقًا بعدما انتابت الأخيرة الصدمة :
_إذن عليكِ أن تأتي معنا بالفعل.
التفت إليه طارق برأسه، ثم عاد برأسه إلى ابن عمه مومئًا بتسليم للأمر الواقع :
_عليها أن تأتي معنا.
نقل عمر نظراته بينهما بغباء وكأن عقله قد تعطل بشكل مفاجئ، ثم عاد ليطالع ضي ناطقًا بسؤال متأخر :
_بالمناسبة .. من أنتِ؟
أدركت لتوها كونها لم تعرف نفسها أو تتعرف على أي منهم حتى هذه اللحظة، فردت بعد هنيهة :
_أنا ضي جمال الفقي.
رغم شدة الشبه بينهما التي تبلغ حد التطابق، إلا أن الدهشة تملكته وهو يرد :
_شقيقتها!
أومأت برأسها مؤكدة لتجيب :
_توأمها.
مرت بنظرها فوق وجوه ثلاثتهم المرسوم عليها أمارات الدهشة والغباء، لا سيما سكاي الذي لم يعرف عمن يتحدثان من الأساس .. على كل حال لا يبدون كمصدر للخطر، لكن الوثوق في شخص أحمق أكثر خطرًا من الاعتماد على خبيث أسود النفس!

يتبع..

على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t488512-4.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 09-12-22 الساعة 01:32 PM
فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.