آخر 10 مشاركات
زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-22, 08:38 PM   #1

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي ابحث بين أضلعك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته❤️
عدنا إليكم من جديد مع الجزء الثاني من سلسلة بين صراعي الحبيب، بعد رواية هان الود
رواية "ابحث بين أضلعك"
أتمنى أن تنال إعجابكم♥️



تواقيع الشخصيات
















رواية غير حصرية
الخميس من كل أسبوع في الساعة الثامنة مساءً❤️



روابط الفصول

المقدمة.. المشاركة التالية
الفصل 1.. بالاسفل

الفصل 2, 3 نفس الصفحة
الفصل 4
الفصل 5
الفصل 6 ج1
الفصل 6 ج2
الفصل 7
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17
الفصل 18
الفصل 19
الفصل 20
الفصل 21 و 22
الفصل 23
الفصل 24ج1
الفصل 24ج٢
الفصل 25,26,27
الفصل 28,29
الفصل 30
الفصل 31


لتحميل الكتاب الالكتروني

https://www.mediafire.com/file/a6t8y...%25AF.pdf/file








التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 12-04-24 الساعة 05:40 PM
فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-22, 09:01 PM   #2

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي



أنتِ..
كزهرة نبتت بين الصخور، نضجت وأينعت في أرضٍ بور، وذبلت في يدي.. فتكسَّرت أوراقها وأُحيلت رمادًا أطاح به الرياح إلى حيث لا أدري، ولا أُوجد..
إن كنتُ قد أخطأت بضمك هونًا، فها أنا ذا مُذنبٌ مُعترف، وما على المريض حرج سيدتي، وأنا مكلومٌ في صرح هواكِ للخطايا يقترف .. يجري في فضاء وحدته ويلهث، ويسأل الرياح السابحات في حنايا حرمانه، عن غرامٍ ضائعٍ أين تراه قد يبحث؟


المقدمة

وضعت سماعتي هاتفها الخارجيتين بأذنيها لتدغدغ النغمات مسامعها في جلستها على الأريكة الخلفية بسيارة والدها، بينما استقلت والدتها المقعد الأمامي بجانب زوجها وقد عم الهدوء المكان داخل وخارج السيارة في ذلك الوقت من الليل.
استكانت على مقعدها براحة فريدة متابعة السحر الطاغي للطبيعة الغناء من خلف الشرفة المجاورة لها، ثلاثتهم في طريقهم إلى قضاء عطلة صيفية مميزة بإحدى المدن الساحلية على أطراف البلدة، رغم سعادتها بانتهاء مشوارها الدراسي في الجامعة أخيرًا، إلا أن شعور متذبذب ينمو داخلها بين الابتهاج والترقب والحيرة، فتلك هي العطلة الأخيرة لهم دون وجود شقيقتها التي آثرت استكمال دراستها الجامعية ببلدها الأم جوار عمها وابنتيه، وبعد أيام معدودة سيُلم شمل الأسرة ثانيةً إما بعودة أختها إليهم خارج البلاد، أو بذهابهم إليها والاستقرار هناك كمفاجأة لها، وهو ما يصعب عليها ووالدتها تقبله بشكل كامل رغم اتقانها للغة العربية وتلقي والدتها لبعض الدروس للتأقلم مع ثقافة زوجها رويدًا.
تنهدت تزيح عن رأسها تلك الأفكار مقررة الاستمتاع بالطريق كعادتها، كان قد مر ما يقرب من نصف الساعة حتى شارفوا على حدود المدينة بطريقها الصحراوي حين لاحظت في المرآة الأمامية شاحنة تتقدم تجاههم بسرعة تفوق المسموح، التفتت إلى والدها الذي شرع على الفور بالابتعاد عن تلك الشاحنة إلى زاوية الطريق مفسحًا لها المجال للسير دون إلحاق الأذى بسيارتهم، لكن في اللحظة التالية قد بدا لهم أن هدف تلك الشاحنة محدد، فلم تكد تتم مناورة صغيرة بين السيارتين حتى داهمتهم تلك الشاحنة بقوة انزاحت سيارتهم على أثرها بضعة أمتار.. علت صرخاتها ووالدتها التي التفتت تلقائيًا للاطمئنان عليها بهلع، فكانت تلك النظرة هي آخر ما التقطته قبل أن تطيح سيارتهم على قارعة الطريق متدحرجة رأسًا على عقب .. وانعدمت الرؤية.

رمشت بأهدابها بتثاقل شديد وكأنها تحاول نفض تلك الصور المتعاقبة بتشوش عن رأسها، رأسها الذي يدور في مطاف مبهم كحلقة مفرغة سرمدية بحثًا عن شيء ما لا يعرفه، كتائه يفتقد ذاته وكيانه، ماضيه وحاضره، يطارد خيوطًا وهمية من دخان، وكأن كل ما قد فات به محض سراب!
التفتت بمقلتيها في تلك الغرفة البيضاء بكل ما فيها، رائحتها المعقمة زكمت أنفها بنفحة كئيبة، فارتجفت أوصالها بوحشة مخيفة.. هو ما أثر على تسارع نبضات قلبها الظاهرة على الجهاز المجاور، ففجر بارتباك صوته فقاعة الشرود المحيطة بالممرضة التي تبدل المحلول الموصل بأوردتها..
التفتت الممرضة إليها متسعة العينين باندهاش شديد، ثم تراجعت إلى الخلف بمفاجأة كمن تطالع ميتًا قد استيقظ للتو كاسرًا ثبات جثته الجليدي المعتاد.. ثم ركضت مسرعة إلى الخارج دون أن تنبس ببنت شفه، قبل أن تعود مجددًا برفقة طبيب لم تختلف دهشته عنها إلا بقدر ضئيل، وشرع في تفحصها لدقائق طويلة رتيبة، هكذا مرت عليها ..
أشرف عليها الطبيب من علو بابتسامة لم تخلُ من بقايا المفاجأة، ثم نطق بإنجليزية متقنة ملاحظًا نظراتها المرتابة تجاههما :
_نشكر الرب على سلامتك، يبدو أننا أثرنا حفيظتك قليلًا، لكننا معذورين، لا يستفيق مرضى الغيبوبة الطويلة يوميًا!
كررت بتعجب متسائلة :
_غيبوبة!
أومأ برأسه مؤكدًا، فيما سبقته الممرضة الشابة قائلة :
_لقد مكثتِ لثلاثة أعوام أو أكثر، سامحيني على غرابة رد فعلي بالنسبة إليكِ لكن الاستفاقة في حالتك ... معجزة!
نقلت نظراتها المشبعة بأطنان من الأسئلة والاستفسارات بينهما، فقال الطبيب بعملية :
_والآن، إن كنتِ لا تمانعين، هلا أخبرتِني ما هو اسمك؟
عُقد لسانها بحبل من الخواء والوحشة، فأبقت على نظراتها الصامتة .. وكأنها تبادله السؤال ذاته .. الفرق الوحيد بين سؤاليهما يمكن في كونه يعرف الإجابة!
∆•∆•∆•∆•∆
جرت حقيبتها خلفها على الأرضية الزراعية كمن تجر قلبها المثقل بالخيبات والحسرة .. ربما كانت رطوبة الحشائش مهبطًا خصبًا يرحب بحقيبتها، لكن من ذا بوسعه الترحيب بقلبها الزهيد؟
تعرف عليها حارسا المنزل بمجرد تقدمها من البوابة، فهم أحدهما بحمل الحقيبة الثقيلة عنها وسار خلفها، بينما أسرع الآخر بإبلاغ صاحبي المنزل عبر جهازه الالكتروني بهوية الضيفة ..
ضيفة .. في منزل والدتها..
فكرت بإيجابية للحظات .. على الأقل احتلت دورًا مؤخرًا في حياتها، بل وباتت تلح عليها منذ سنوات للقدوم والاستقرار معها بذلك البلد الغريب، رغم كونه مسقط رأسها .. تلك الفكرة هي ما منعت عبراتها من الهطول وهي تقف أمام باب المنزل الذي فتحته الخادمة على الفور، فهتفت الأخيرة وقد تهللت أساريرها برؤيتها :
_السيدة نارين!
مرت بعينيها على تلك الخادمة الشابة والأخرى التي وقفت بجانبها تلف رأسها بغطاء صغير كدأبها بملامحها المحببة، ثم رفعت نظراتها إلى والدتها التي أسرعت بعض الشيء في خطواتها الهابطة للدرج مطالعة إياها بترقب، لكن نارين لم تدلف .. ولم تقترب.. فتقدمت السيدة الخمسينية تجاهها وقد انعقدا حاجباها ببعض القلق، إنها ليست كزيارات ابنتها المعتادة .. ذلك هو ما أيقنته حين رأت الحارس يضع الحقيبة الضخمة عند عتبة المنزل ..
عادت بمقلتيها إلى ابنتها التي لم تنتظر سؤال والدتها الطائف بين جفونها، فقالت بنبرة أرادتها قوية لكنها ارتجفت رغمًا عنها :
_لقد لبيتُ لكِ طلبك أخيرًا .. تركت شقيقتَي وحياتي القديمة برمتها وجئت لأبقى معكِ بناءً على رغبة منك _بكل أسف_ أنا غير متأكدة من حقيقتها .. فهل ستقبلين بي؟ أم ستلفظينني كأول مرة رأتني بها عينيك عند حضوري لهذه الدنيا؟

dalia22, Msamo, Soy yo and 8 others like this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-22, 09:05 PM   #3

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الأول

"قالوا عن التيه"
متذبذب حائر في فضاء فسيح
يخذله الطفو والسقوط لا يريح
تائه الخطوات أخرق كغرٍ جريح
ما من إفصاحٍ راح ينصفه..
والحروف عن شفتيه تطيح !

في سماء الدنيا .. تتلبد الغيوم مع خفوت ضوء الشمس، وتسدل السحب زخاتها كستارٍ يواري انهياراتها الواهنة..
وهو .. سماؤه بلا نور، هجرتها الشمس ملوحة للغيوم بحرية الاستيلاء على فضائها الرحب .. لكن السحب لم تحرك ساكنًا، وزخات الأمطار لم ترَ سبيلًا للهطول .. فأبقت على ثبات رتيب، وانبثق من غياهب غسق الدجى زوجان من العيون الوهمية بتساؤل يحمل بين طياته الأمل واليأس معًا .. ترى هل قد تعود الشمس؟

ماني بأنــام
وما أدري الظلام فيني
أو الدنيا ظلام

انبعثت الأنغام من هاتفه الملقى بجانبه على الفراش بإهمال، تلك الأغنية التي عينها له ابن عمه كنغمة رنين عنوة وغفل عن تغييرها منذ أيام .. أو ربما يتلكأ في الأمر بمحض إرادة غير مبررة منه .. وكأنه يتلذذ بتعذيب ذاته نفسيًا!
تقلب على الفراش في حالة مشتتة بين صحو ونوم كان قد زاره أخيرًا قبل قرابة الساعة والنصف بعد يومين من الاستيقاظ المتواصل .. واعتراه ذلك الشعور البهيم حين هم بفتح عينيه، وكأن شوكة عظمية قد اخترقت نسيج صدره وضلوعه لتستقر بمنتصف قلبه طوليًا، فغص بنفَسٍ لم يطل كدأبه مؤخرًا .. وتغضنت ملامحه مع استكمال الرنين ..

لو مد لي طرفه بسلام
كف أصافحها وأنوم
هم ينسيني الهموم

زفر بعنف وهو يضرب بيده أقرب ما طالته، وقد كان كوبًا زجاجيًا على الطاولة بجوار الفراش سقط أرضًا محدثًا دويًا مزعجًا إثر تهشيمه ..
تلك الثورات الصباحية التي تداهمه على نحو متكرر ستخسره مخزون الأكواب في المنزل .. ربما يستغني عن عادة شرب الماء فور الاستيقاظ .. أو يشتري أكوابًا بلاستيكية.
نهض طارق من غفوته بوجه متجهم وهو يمد كفه ليجذب الهاتف عن جانبه كاتمًا آخر كلمات الأغنية بإجابته للمكالمة قبل أن يتوقف الرنين ..

يا هاجري قل لي علام ماني بأنام
ويل البعيد من البعيد
ما كل من فارق صبر
ما دام به ليل جديد
لا بد للعاشق سهر

وضع الهاتف على أذنه منتبهًا للمرة الأولى لساعة الحائط التي تشير للحادية عشر مساءً، فبادر ببعض القلق :
_مرحبًا يا يسرا، هل حدث شيء؟ هل أنتن جميعًا بخير؟
أحجم عن أن يخص بسؤاله تلك التي احتلت التساؤلات في ذهنه على حين غرة.. بينما خصتها هي في إجابتها بنبرة اخترقته رغم خفوتها :
_نارين تركت المنزل يا طارق.
اعتدل جالسًا كمن لدغته عقرب وقد نُفضت عنه كل آثار النوم بغتة، فعقب بصدمة لحظية :
_ماذا قلتِ؟
∆•∆•∆•∆•∆
وقفت للحظات تطالع الطفلتين أمامها ممسكة بقنينة رضاعة صغيرة في يدها، وقد تشكلت أمارات الحيرة جلية على وجهها، فهمهمت :
_من منهما التي أعطيتها الرضعة منذ قليل؟
رفعت غطاء رأسيهما الوردي محاولة التفريق من لون شعريهما، فيما هتفت فيها شقيقتها التي دلفت للغرفة للتو بتعجب :
_إنهما غير متطابقتين إلى هذه الدرجة يا منة!
اقتربت نبراس _التي تركت والدتها في المطبخ لتتفقد أحوال توأمتيها_ من سرير طفلتيها تحمل إحداهن لتربت على ظهرها كي تتجشأ بعد الرضعة، فيما ردت منة التي حملت الأخرى على كتفها لتعطيها القنينة :
_ملامحهما متقاربة جدًا، كما أنكِ تكسيهما بالملابس ذاتها فكيف سأعرفهما؟
أجابت نبراس متهكمة :
_معكِ حق، في المرة القادمة سأضع ملصقًا بالاسم على جبهة كل منهما.
تجاهلت منة سخرية شقيقتها الكبرى، وسألت باهتمام :
_كانت أمي تقول إنكِ ترغبين بالذهاب بهما إلى الطبيب، لماذا؟
ردت شقيقتها وهي تهدهد صغيرتها فوق كتفها :
_أظن أن عضلات فمَيهما ضعيفة، لا تقدران على الرضاعة الطبيعية حتى الآن.

نامت الرضيعة في أحضان منة فور تلقيها للرضعة.. فلثمت وجنتها بحب قبل أن تعيدها إلى فراشها .. كل تلك اللحظات مرت بأمان قبل أن تنفجر الرضيعة الأخيرة باكية فوق كتف نبراس، فأسرعت كلتاهما قدر المستطاع بالخروج من الغرفة قبل أن توقظ توأمتها لتبكي هي الأخرى كما المعتاد .. فتنهدت نبراس بتعب مغمغمة :
_كان يجب أن أعرف أن هذه ستكون نتيجة زواج عائلتين بهما جينات التوائم.
لم تكد تتم جملتها حتى سمعت صراخ طفلتها الأخرى باكية من الغرفة، فعادت إليها منتفخة الأوداج وهي تصيح :
_أعني يا الله حتى لا أنفذ ما ببالي منذ زمن من خطط انتحارية وألحق بإبراهيم.
علقت منة من الخارج بغباء :
_من إبراهيم؟
خرجت إليها نبراس رافعة الفتاة فوق كتفها وهي تحدجها بنظرة نارية وكأن هذا السؤال هو ما كان ينقصها، ثم أجابت بتقريع :
_إبراهيم ابن عمك كمال.. كم مرة عليَّ أن أذكرك بعائلتك؟
عقدت منة حاجبيها بسخط وهي ترد :
_لا يمكنك لومي في هذا الأمر، لولا ارتباط اسم والدك باسمي لنسيته هو الآخر، أنا لم أعرف أحد على حق من هذه العائلة سوى عمي جمال رحمه الله وابنتيه.
أومأت نبراس برأسها معترفة بحقيقة قول شقيقتها، ثم قالت وقد هدأت نبرتها قليلًا :
_لا عليكِ .. بالمناسبة، أما من أخبار عن ضي؟
أومأت منة نفيًا .. وخيم الحزن على وجهها وهي تجيب :
_لا، من بعد زيارتي لها بالشهر الماضي لم تصلني أية أخبار من المستشفى .. مازالت حالتها كما هي، لا جديد..
تغضن جبين نبراس بتعاطف تجاه شقيقتها وابنة عمها النائمة منذ وقت طويل .. طال سُباتها ومرت سنون من حياتها كلحظة إغفال .. بينما مرت على صديقة عمرها كالأدهر ..
كانت ضي الصديقة الأقرب لمنة، تشاركها اللحظة باللحظة دون أن تأبه أي منهما لما يفرق بينهما من آلاف الكيلومترات .. فكم لحظة مرت عليها حتى الآن لم تستطع مشاركتها بها؟
وكم موقف مرت به ولم تتمكن من استشارتها في كيفية التصرف؟
وكم من قسم عليها أن تقطعه على آذانها عندما تستفيق لتصدق أنها حكت كل ذلك من قبل على مسامعها حين كانت هي في عالم غير العالم وزمان غير الزمان!
وكم تفتقدها ..

دنت نبراس من أختها الصغرى تحيط كتفيها بذراعها بحنان، بينما نامت طفلتها مجددًا على الأخرى ..

يتبع..

dalia22, Msamo, Soy yo and 7 others like this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-22, 09:08 PM   #4

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


دون أدنى شك ما يحدث الآن هو أسمى معاني الخطأ .. كل شيء في غير موقعه .. حتى قلبه الذي انتفض مفزوعًا وكأنه سيغادر صدره في اللحظة التالية بحثًا عنها .. ترك سيارته وترجل مسرعًا تجاه البناية التي تقطن بها مع شقيقتها وزوجة والدها السابقة ..
أكان عليه أن يسمع خبرًا مفزعًا عنها ليهرع ويترك ما بيده لأجلها؟ ليتنازل عن أي شيء وإن كان عدد ساعات نوم لا يحظى به إلا قليلًا؟
نفض تلك الأفكار عن رأسه حين فُتح الباب أمامه بعد رنينه المتواصل .. فلا وقت لطرق أبواب ندم لن تفيد .. لما يصل متأخرًا دائمًا؟
_أين نارين؟
هتف بها طارق في وجه يسرا التي وقفت أمامه بوجه متجهم مجيبة :
_أخبرتك أنها جمعت أغراضها وتركت المنزل، إن كنت أعلم بمكانها ما كنت لأحادثك.
تصاعد الغضب في أوردته لكنه تمالك نفسه وهو يرد بنبرة حاول قدر الإمكان أن يبث بها الهدوء :
_هل تحاولين إقناعي بأنها جمعت كافة أغراضها وغادرت في ساعة كتلك دون شعور إحداكما؟
عقدت يسرا ذراعيها مواجهة إياه وهي ترد سؤاله بسؤال متهكم :
_أتظنني اتصلت بك في هذه الساعة لأمزح معك؟ أم أنك تقف أمامنا في وقت يقترب من منتصف الليل لتحاسبنا على تقصيرنا في مراقبة امرأة ناضجة كنارين؟
أشارت لها السيدة مارية والدة أختها ذهب لتتوقف عن الاستطراد، فابتعدت يسرا عن عتبة الباب احترامًا لها، بينما اتخذت الأولى موقعها قائلة بقوة :
_يبدو أن السيد طارق جاء ليكذِّبنا ..
ثم أشارت بكفها إلى المنزل الخالي من خلفهما مستطردة :
_ها هو المنزل أمامك، تفضل إن كنت تريد أن تفتش عنها بنفسك.
تنهد طارق بقوة مطرقًا برأسه، وتابعت مارية :
_أخطأت يسرا حين أقحمتك في هذا الأمر .. لقد انفصلت عن نارين وانتهى .. فيما قد يهمك أمرها الآن؟
رفع طارق رأسه إليها مجددًا وهو يقول بأسف خالطته الحيرة :
_عذرًا يا خالتي أنا لم أقصد ذلك .. لكنكما كنتما أول الرافضين لعلاقتي بنارين من البداية، فكيف ...؟
لم تقاطعه، هو من توقف وقد هربت الكلمات عن شفتيه فجأة وداهم لسانه انعقاد مفاجئ .. فأكملت له يسرا :
_كيف نطلب منك المساعدة في إيجادها ونحن أكثر من يريد إبعادك عنها؟
التفت إليها بنظراته فأكملت مجيبة سؤاله الغير منطوق :
_ذلك ما لم نقصد فعله من الأساس .. لقد ظننا أنك تعرف مكانها، أو أنكما قررتما العودة وهي لم ترغب في إخبارنا كي لا نحاول منعها .. وهاتفها المغلق زاد من حيرتنا.
أبقى على صمته فنطقت السيدة مارية برزانة حين شعرت بتشتته :
_يا بني .. نحن لم نُعادِك يومًا .. إذا كنتَ ترانا دائمًا ضدك، فنحن الآن في مركب واحدة .. إن عرفت أية معلومة عنها رجاءً أخبرنا لنطمئن.
أومأ لها طارق موافقًا بذهنٍ غائب .. وتحرك بآلية وهو يتمتم باعتذار عن حضوره في وقت كهذا، وفي خلال ثوان .. كان قد غادر البناية بأسرها ..
∆•∆•∆•∆•∆
وضعت رضيعها في سريره الهزاز بعد أن نجحت في جعله ينام أخيرًا، ثم جلست على فراشها تهز قدمها بحركة عصبية في انتظاره .. لقد تأخر في العمل كعادته، لكن هذه المرة تأخر بشدة .. ولولا صغيرهما النائم، ومعرفتها بكون الشركة التي يعمل بها في إجازة باليوم التالي لما مررت له الليلة إلا بعد شجار يستيقظ على صوته والده النائم بغرفته بالطابق السفلي ..
التقطت إلهام هاتفها تنوي الاتصال به للمرة الـ ... لقد ملت من فرط العد وفي كل مرة يخبرها بضغط العمل لا سيما في ظل غياب شقيقها وزوجته في زيارتهما للطبيب المتابع لحالة طفلهما غيث الصحية، والذي انتقل لسوء الحظ في الآونة الأخيرة لمحافظة أخرى..
أوشكت على الاتصال به حين لاح أمامها رقم متصل لم تتعرف عليه على الفور، إلا أن تطبيق معرفة هوية المتصل قد أظهره لها .. عقدت حاجبيها بتعجب، وآثرت عدم الرد عليه في الحادية عشر والنصف مساء .. إلا أن ندرة حدوث هذا الاتصال في الأمور الطارئة دفعها أن تجيب بقلق :
_مرحبًا طارق، هل حدث شيء بالعمل؟
أجاب طارق بكلمات سريعة :
_ليس بالضبط .. أعتذر على الاتصال في هذا الوقت، وقد ترددت في البداية لكنكِ الوحيدة التي أعرفها في طاقم العمل بالمطار تعرف نارين..
سألته إلهام بعدم فهم :
_ما بها نارين؟
صمت طارق للحظات مجمعًا كلماته .. بما يمكنه أن يجيب؟ تركت نارين منزل أهلها ولا أحد يعرف مكانها وهو يخمن أنها قد سافرت إلى والدتها خارج البلاد حيث لا مكان آخر يمكن لفتاة قليلة الحيلة مثلها أن تذهب إليه؟
نظف حلقه مجيبًا :
_أردت فقط أن أسألك إن كنتِ قد رأيتِها بالمطار اليوم منذ ساعتين أو أقل ..
رغم عدم استيعابها الكامل للأمر، ردت إلهام نافية :
_لا، لقد انتهت مناوبتي اليوم منذ ساعات.. ولم أقابل نارين منذ شهور.
قابلها الصمت من جهته .. ذلك ما دفعها لتسأل ببعض التردد :
_هل هناك شيء؟
وكأنه قد فاض به الكيل سريعًا كدأبه، ضرب بقبضته بعنف على المقود مجيبًا إياها بنبرة صائحة لم يتحكم بها :
_هي مفقودة ولا أعرف أين أبحث عنها!
مَن قليل الحيلة الآن؟ هو الذي يكاد يدور حول نفسه أم هي؟
هي التي وصفها الجميع بالسذاجة تتلاعب الآن بأعصابهم التي آحالها القلق رمادًا ألقى به غضبه أدراج الرياح ..

وربما لأول مرة في حياتها .. شعرت إلهام بلمحة شفقة تجاهه .. فقالت محاولة المساعدة :
_ربما لم تسافر من الأساس، لكن إذا كنت تظن بنسبة كبيرة أنها سافرت فعلًا، فهناك احتمالين ..
رد من بين أسنانه يدفعها للمواصلة :
_سأكون شاكرًا جدًا إن أخبرتِني بهما مباشرةً.
لم تأبه بتهكمه المبطن من أسلوبها التشويقي المعتاد في الحديث، وأردفت :
_إما تكون قد سافرت في وقت يختلف مع مناوبتينا اليوم بالفعل، وسيكون عليك وقتها محاولة مراجعة كشف المسافرين على متن طائرة الرحلة المقصودة .. أو إنها لم تسافر من مطار القاهرة من الأساس .. ربما اتجهت لإحدى المحافظات المحلية أولًا وأقلعت بها الطائرة من هناك، وفي هذه الحالة سيكون الأمر أصعب قليلًا، لكنه ليس بمستحيل بما أنها مازالت لم تخرج من خطوط مصر للطيران.
فكر طارق قليلًا في كلامها، ثم رد ببعض الامتنان رغم ما نثرته أمامه من عقبات أمام الحلول :
_حسنًا سأتفقد هذا الأمر، أشكرك يا إلهام، وأعتذر مجددًا عن اتصالي في هذا الوقت.
ردت إلهام باقتضاب وهي ترى باب الغرفة ينفتح ليدلف زوجها من خلفه متجهًا إلى سرير صغيره :
_لا مشكلة، وداعًا.
أغلقت الهاتف ثم نهضت لتستقبل خطاب الذي بدا الإرهاق جليًا على وجهه، فسأل الأخير بفضول خافت بعد أن وضع قبلة حانية على وجنة طفله :
_مع من كنتِ تتحدثين؟
لم تفعل شيئًا خاطئًا، إذًا لما توترت عند سؤاله؟ تنحنحت مجيبة بلا اكتراث وهي تقترب منه :
_لا عليك، كانت مكالمة تخص العمل.
ثم وقفت أمامه عاقدة ذراعيها بتأهب لتشابك وشيك، لم يضعف حدته سوى هيئته المتعبة، فنطقت بحاجب مرفوع :
_تأخرت جدًا جدًا جــدًا يا خطاب.
تلك النبرة التي تشبه رنين أجراس إنذار الحريق أو إطلاق أبواق الحرب يعرفها خطاب جيدًا، فأسرع بفرض خداعه الإستراتيجي وهو يطوق خصرها بذراعه قائلًا :
_وافتقدتك جدًا جدًا جــدًا يا قلب خطاب.
لملمت ابتسامة ملحة حين ضغط على الأخيرة مقلدًا إياها، وسرعان ما انقشع عنها غطاء النزق من تأخره المزعج في العمل، وأحاطت صدغه بكفيها مطالعة إياه في هيئته المنهكة بعاطفة قوية، ثم نطقت بعينين ضيقتين باستجواب صريح أباد تلك الحالة الحالمية في مهدها :
_كم كوب من القهوة احتسيت اليوم؟

يتبع..

Soy yo, duaa.jabar, mansou and 6 others like this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-22, 09:10 PM   #5

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


خالية الوفاض .. ذاك هو المسمى الحقيقي لحالتها ..
كلما مر الريح عليها لفحها بنسمات باردة وأحدث حفيفًا برأسها الشاغر إلا من بضعة أطياف زائغة بين العتمة .. إذا كان الطفل التائه عن والديه يبكي بحثًا عنهما وعن منزله الذين لا يملك عنهم سوى ذكريات مصورة في عقله وشعور نفسي تجاههم بالأمان والانتماء، ففاقد الذكريات ذاتها ماذا يفعل؟
تغضنت ملامحها بانزعاج غير مبرر وهي تهتف في الممرضة التي دلفت للغرفة منذ قليل :
_لما فتحتِ هذه النافذة؟
أجفلت الممرضة وعجزت عن الرد لثوان، فيما خمدت نبرتها وهي تستطرد باستدراك :
_أغلقيها من فضلك.
أومات الممرضة مجيبة باحترام :
_كما تريدين يا آنسة ضي.
ثم تحركت لتغلق النافذة بتعجب لم تفلح في نفضه عن رأسها .. ما مشكلتها مع النوافذ؟ إنها استفاقت منذ أيام وشرعت في التدرب على تحريك عضلاتها المتيبسة تدريجيًا، كما صاحبتها هي في جولات بسيطة داخل أروقة المستشفى لإعادة تعريف بعض الأشياء الحياتية بمسمياتها واستخداماتها، والغريب في الأمر أنها كانت تتقبل رؤية المنظر الخارجي من الأبواب الخارجية والنوافذ السفلية للمكان، أما الارتفاعات وإن قصرت مسافتها تأبى وتنفر الاقتراب منها تمامًا !
دلف الطبيب إلى الغرفة بعد ثلاث طرقات تنبيهية لم تتأثر بها ضي الجالسة على فراشها بوجوم .. فدنا منها الطبيب بهدوء، ثم رمى بسؤاله المعتاد على مسامعها :
_كيف حالك اليوم؟
حركت رأسها نفيًا .. وإن كانت لا تعرف صدقًا ماذا تنفي .. فسحب الطبيب مقعدًا مجاورًا للفراش ليستقر جالسًا أمامها، فيما قال :
_أقدر شعورك، وأعرف أنه ليس بهين على الإنسان أن يفقد معلوماته وذكرياته الأساسية التي شكَّلت حياته سابقًا .. لكن أقاربك من حقهم الاطمئنان عليكِ، حتى الآن أنا أحترم إرادتك بعدم إخبارهم بتقرير حالتك واستفاقتك وعدم استعدادك لمقابلتهم حاليًا، لكن كلها أيام معدودة وستتحسن حالتك الصحية كليًا بما لا يستدعي بقاءك هنا .. وسأضطر آسفًا أن أخبرهم.. لذا فهم سيعلمون عاجلًا أم آجلًا.
أشاحت بوجهها بجبين متغضن، فاستطرد بتدقيق :
_أمازالت عضلات جسدك تؤلمك؟
أومأت نافية مجددًا، ثم قالت بتيه مؤلم :
_أنا لا أفهم .. لا أعرف ما عليَّ فعله، وقلبي .. قلبي لا يشعر بالراحة.
سحابة رقيقة من العبرات غشت مقلتيها وهي ترفع كفها إلى صدرها مكملة :
_شيء ما مفقود داخلي، ولا أعرف ما هو .. وكأن روحي شُطرت إلى نصفين، أحدهما يحلق في السماء، والآخر مدفون في أعمق بقاع الأرض .. بينهما فراغ ...وأنا أطفو بذلك الفراغ.
تنهد الطبيب متعاطفًا قبل أن يرد :
_ذلك الشعور بالفراغ يصاحب الكثير من حالات فقدان الذاكرة آنستي .. ربما قوة ذلك الشعور لديك تتعلق بماضٍ ما، ستستطيعين التكيف بالتدريج .. وسيفيدك دعم العائلة والمقربين في ذلك.
أبقت على صمتها وقد كبحت نفسها مما كانت على وشك قوله .. فحتى أقرب أفراد عائلتها كما أخبروها قد رحلوا في ذات الحادث الذي أودى بها إلى هنا ..
بينما نظرات الممرضة شديدة الشفقة والقلق المصوبة إليها أصابتها بالربكة .. وكأنها تشفق عليها من خطر محدق في طريقه إليها على وجه السرعة!
∆•∆•∆•∆•∆
جلسة صباحية روتينية باردة كعادتها ضمت ثلاثتهم في رحبها.. عائلة صغيرة لكنهم على قلة عددهم لم يجد لهم الترابط سبيلًا .. رغم قوة علاقته بشقيقته من ناحية، واحترامه وتقديره الشديد لوالدته من ناحية أخرى .. إلا أن شقيقته التي تجلس إلى جواره تاركة كافة المقاعد الشاغرة على طاولة طعام الإفطار، ووالدته التي تترأس المائدة بهيمنتها المعتادة على المنزل لن تتفقان أبدًا .. وما من عاملٍ مشترك بينهما .. سواه!
عمر الابن البار .. الابن الأمثل .. والمنوط أمام والدته بتحقيق كافة الأحلام والأماني، التي وبكل تأكيد لا تخصه.. بينما كانت أمنياتها في ابنتها عالية زهيدة بعض الشيء .. كل ما ترغب به أن تراها تُزف عروسًا كاملة جميلة إلى شخص يكفيها شرور الدنيا ونفسها..

إشعار صدح بهاتفه، فأوشك أن يقرأ ما به عندما مدت عالية كفها لتبعده قليلًا حين رأت اسم ابن عمها فوقه ..
تنهد عمر بصبر قائلًا :
_عالية، اعطيني هاتفي.. ربما يكون أمر طارئ.
نفت برأسها بعند وقد عقدت حاجبيها وهي ترد :
_لا، ستخرج .. كلما اتصل بك طارق أو أرسل لك رسالة تغادر بعدها، واليوم إجازتك، لن تخرج..
تدخلت والدتهما قائلة بصرامة :
_أعيدي له الهاتف يا عالية، لستِ بطفلة لتتصرفي هكذا.
أطرقت برأسها متهدلة الكتفين وهي تعيد له الهاتف بطاعة وإحباط، بينما نظر عمر لوالدته بعتاب خفي ثم أمسك بهاتفه متفحصًا رسالة طارق ..
كان الأخير مختفيًا في ساعات الليل الأخيرة وحتى النهار لا يجيب الهاتف مما دفعه للسؤال في رسالة عما يحدث معه .. فأرسل له موجز أنباء مختصر عن ليلته التي قضاها بأكملها في المطار تقريبًا وحتى موعد مناوبته في الصباح، وبفضل علاقاته وعمله هناك تمكن أخيرا منذ سويعات بمراجعة كشف أسماء المسافرين .. وقد صدق حدسه بالفعل، فنقل توتره العطاء على خط سير الرحلة حتى عام بوصولها للمكان المنشود بأمان..
عقد عمر حاجبيه بتعجب لكل تلك التفاصيل والأحداث، فرفع هاتفه يتصل بابن عمه وصديقه مبتعدًا لخطوات عن والدته وشقيقته التي تتابعه بترقب وكأنه على وشك الهروب خلسة ..

أجابه قبل انتهاء مهلة الاتصال، فبادر عمر سائلًا بقلق :
_هل أنت بخير؟
على الطرف الآخر .. زفر طارق بإنهاك واضح دون إجابة، ثم تحدث قائلًا بشرود :
_ماذا لو قررَت الاستقرار هناك؟ ماذا لو لم تكن زيارة عادية؟
صمت عمر متعاطفًا .. لن ينكر كون صديقه على خطأ منذ البداية في تلك العلاقة التي كُتب عليها الانتهاء منذ لحظتها الأولى .. إلا أن تلك النبرة الساكنة التائهة التي لم ترد على صديق عمره من قبل، بددت كافة عبارات اللوم التي قد يلقيها عليه من حين لآخر..
وصمت طارق في موقعه دون أن يبادر أي منهما بإغلاق الخط .. وهو لا يعرف إن كان في الأساس يحدثه أم يحدث نفسه ..
لقد قالوا عن التيه "شعور يلازم من ضل طريقه ووقف باحثًا عن طيف يدله للعودة" .. فماذا عمن كان فاقدًا لطريقه دهرًا، وحين تلمس الخطى إليه أخيرًا .. ضاع في لُجة الحسرة!

نهاية الفصل الأول.
منتظرة آرائكم جدا جدا جدا❤️❤️❤️



فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-22, 09:36 PM   #6

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

ألف ألف ألف مبروك
للكاتبة المتألقة - خلاص مبقتيش واعدة -
انا قرات المقدمة.. ولافتة..
وهقرا الفصل الاول...

بالتوفيق يا فاطمة وباذن الله الرواية تحقق النجاح المرجو وواثقة في ابداعك


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-11-22, 04:44 PM   #7

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

الف الف مبروك يارب

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-22, 12:13 AM   #8

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

المقدمة و الفصل الاول تحفة ومشوقين جدا ♥️
ان شاء الله تكون بداية خير يا بطوطي وربنا يوفقك يارب ♥️♥️♥️


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-22, 09:00 PM   #9

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
الف الف مبروك يارب

الله يبارك فيكي حبيبتي❤️❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-22, 09:01 PM   #10

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة سالم مشاهدة المشاركة
ألف ألف ألف مبروك
للكاتبة المتألقة - خلاص مبقتيش واعدة -
انا قرات المقدمة.. ولافتة..
وهقرا الفصل الاول...

بالتوفيق يا فاطمة وباذن الله الرواية تحقق النجاح المرجو وواثقة في ابداعك
حبيبتي يا مارو والله تسلميلي يا حبيبة قلبي الله يبارك فيكي❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.