آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل]مذكرات مقاتلة شرسة// للكاتبة إيمان حسن، فصحى (على مركز الميديافاير pdf) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2701Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-03-23, 04:42 PM   #181

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي


اهلين وسهلين حبيبتي هبة😘
والله من يومين بس شفت الرواية وانا طايحة فيها قراءة 😍
ما شاء الله سرد روعة وحبكة جميلة جدا
الجزء الثاني من رواية ما بعد النهاية👏👏
كل المشاعر ملخبطة وماني عارفة ايش اكتب 🤯🤯
أضن ملهم رح تعجبه شيري وهو رح يطلبها ويكون الجزئية في المقدمة لما يطالبها عبد الرحمان بالرفض
عندي شطحة بخصوص سهر اضن في وحدة من للتجمعات من معارف ابوها كان واحد منهم ماجد روحي على ما اتذكر فانا اتوقع انه والد نديم صاحب مازن فبطبيعة الحال دائما المليئ بالذنوب يجذب الإنسان الطاهر ولي هي سهر 🤔🤔
فارس كاسب تعاطفي من الحين لما تعرف سمر على مخططات امه ومرة اخوه مع انه ماله دخل بس اكيد مع سمر لا تسامح
ما ادري اذا ملاحضين بس دايما روايات هبه عندها طابع خاص فدائماً في غالب الروايات يكون الابطال مقبلين على الحياة اي في بداية العشرينات بس عند هبة ابطالها في الثلاثينيات دائما تتحدث عن الفرصة الثانية من الحياة وهذا الشي مخليها مميزة جدا في نضري
الله يعطيك العافيه يا رب
ان شاء الله اكون معكم كل اثنين
في انتظارك يا قلبي 😍😍😍


ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 01:09 PM   #182

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام جواد مشاهدة المشاركة
اهلين وسهلين حبيبتي هبة😘
والله من يومين بس شفت الرواية وانا طايحة فيها قراءة 😍
ما شاء الله سرد روعة وحبكة جميلة جدا
الجزء الثاني من رواية ما بعد النهاية👏👏
كل المشاعر ملخبطة وماني عارفة ايش اكتب 🤯🤯
أضن ملهم رح تعجبه شيري وهو رح يطلبها ويكون الجزئية في المقدمة لما يطالبها عبد الرحمان بالرفض
عندي شطحة بخصوص سهر اضن في وحدة من للتجمعات من معارف ابوها كان واحد منهم ماجد روحي على ما اتذكر فانا اتوقع انه والد نديم صاحب مازن فبطبيعة الحال دائما المليئ بالذنوب يجذب الإنسان الطاهر ولي هي سهر 🤔🤔
فارس كاسب تعاطفي من الحين لما تعرف سمر على مخططات امه ومرة اخوه مع انه ماله دخل بس اكيد مع سمر لا تسامح
ما ادري اذا ملاحضين بس دايما روايات هبه عندها طابع خاص فدائماً في غالب الروايات يكون الابطال مقبلين على الحياة اي في بداية العشرينات بس عند هبة ابطالها في الثلاثينيات دائما تتحدث عن الفرصة الثانية من الحياة وهذا الشي مخليها مميزة جدا في نضري
الله يعطيك العافيه يا رب
ان شاء الله اكون معكم كل اثنين
في انتظارك يا قلبي 😍😍😍
نورتينا حبيبتي يارب تنال اعجابك لأخر كلمة فيها💓


Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 06-03-23, 07:36 PM   #183

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر
***
ندبات غائرة

هناك جروح لا يداويها الزمن،لا تجبرها الأيام،وهناك من يرحل من حياتنا ولا يرحل أثره وليت كل الآثار كأثر أم حنون في قلوب أبنائها، هناك جروح تترك بالروح ندبات لا زوال لأثرها٠
....
له سنوات يُحاول النسيان،يُدرب نفسه على التأقلم والتعايش وها هو يحيا نصف حياة، حياة فاترة باردة وحين حَلّ الدفء بظهور سهر بحياته ها هي الذكريات تُداهمه بضراوة تنهش قلبه كوحوش ضارية وتنخر في جدار رأسه بأفكار سوداء وتدوي بأذنيه أصوات مقيتة أشبه بفحيح أفعى سامة.
نفض مازن الغطاء عنه بانفعالِ وأنفاس لاهثة يجاهد للسيطرة عليها وهو ينفض رأسه بحدة عله ينفض الذكرى الكريهة التي كُلما داهمته بضراوة هكذا مزقته وهو يجاهد من وقتها لرأب الصدع الذي مس كبريائه كرجلِ ...
دلف إلى الحمام وتحت الماء البارد وقف لدقائق وهو لا يشعر ببرودته بل بحرارة جسده اللاهبة التي تحول المياه الباردة إلى النقيض وحين انتهى ولأنه يعرف أن ليلته بهذه الحالة بدأت ولن تنتهي تناول هاتفه واتصل بصديقه المُقرب الذي تصل معزته عنده معزة الأخ وبنفس الوقت أحد شركائه في "السر الكبير" الذي يحمله فوق كتفيه كالحِملِ الثقيل
أهلا يا مُعاذ،هل نمت؟-
اعتدل معاذ الذي كان يجلس بشرفة بيته على شاطيء البحر مباشرة وسواد الليل يجعل الصورة أمامه قاتمة هو الآخر وتمتم - أهلا مازن،لا مازلت متيقظًا هل هناك شيء؟
تنحنح مازن وهو يدخل الشرفة يتنسم الهواء البارد الذي ما إن يصل الى جوفه حتى يتبدل حاله من برودة الصقيع إلى نار لاهبة ثم أردف بنبرة متوترة وأنفاس مضطربة-لا ،أنا فقط لم يأتني النوم ففكرت في الحديث معك لأسلي نفسي.
ضيق معاذ عينيه بشك فأكمل مازن بنفس نبرته المتوترة وهو يجاهد لإلهاء عقله بالتفكير في أي شيء آخر غير بشاعة ما يدور به-يبدو أنك تجلس أمام البحر تفكر في عروس البحر خاصتك.
ابتسم معاذ ابتسامة ساخرة وهو يرد بينما يمدد ساقيه على المقعد المقابل-جعلتها عروس البحر خاصتي ؟
أردف مازن وهو لايزال يُجاهد للخروج من شرنقة أفكاره المقيتة
-ألا زلت تراقبها؟
تجهم وجه معاذ وهو يرد -أنا لا أراقبها يا مازن أنا فقط ...
توقفت الكلمات فوق شفتيه لثوان وأغمض عينيه إلى أن قال بعد زفرة قصيرة -أنا فقط أطمئن أنها بخير دون أن أقترب منها أو تشعر بوجودي، ثم أردف في محاولة منه هو الآخر للابتعاد عن بحر الذكريات الذي ما إن يسقط فيه حتى يغرق وهو مؤخرًا يقاوم الغرق ببسالة مُحارب عنيد: دعك مني أنا،نبرتك هذه تشعرني أنك لست بخير.
لاذ مازن بالصمت ليتأكد معاذ من شكوكه فأردف باهتمام-ماذا حدث؟
ليرد مازن بصوتِ مختنق-رأيت كابوسًا منذ قليل ومن وقتها وأنا أشعر بالاختناق، وكأنني ألفظ أنفاسي الأخيرة.
أردف معاذ بنبرة العارف -الكابوس القديم؟
نعم . قالها بصوت مختنق –
فيرد معاذ بحذر
-لك فترة وأنت لا تأتي بذكر هذا الأمر حتى
ظننت أنك تعافيت وأصبحت بخير.
زفر مازن زفرة حارة وهو يرد بوجه يطفو الألم على جنباته
-أنا لست بخير يا معاذ لم أكن يومًا منذ ما حدث بخير،ربما تظاهرت بذلك ولكنني لست بخير.
قالها بنبرة ينضح منها الوجع ويتقاطر من بين حروف كلماته فاعتدل مُعاذ في جلسته وأردف بنبرة داعمة -أنت بخير،مادمت مررت بالفترة العصيبة الماضية فأنت بخير، مادامت ابنتك في أمان معك فأنت بخير، مادام قلبك لايزال نابضًا كما صرحت لي من قبل وبدأت في الشعور بمشاعر حلوة تجاه تلك الصيدلانية التي حكيت لي عنها فأنت بخير.
زفر مازن زفرة حارة وأردف بصوت مختنق-هي سهر من أججت النيران الخامدة بداخلي منذ سنوات،لولاها بالفعل لكنت تعايشت وتأقلمت ونفذت عهدي لنفسي بعدم دخول أي امرأة إلى حياتي ثانية.
-ماذا تقصد بأنها هي السبب؟قالها باستفهام
فحكى له مازن باختصار واقتضاب عن لقاءه الأخير بسهر والذي صارحها فيه بمشاعره وعرف مشاعرها فأردف معاذ بعدم فهم-أنا لا أفهم أين المشكلة كل منكما يحب الآخر وأنت تبصم على أخلاقها هي وأسرتها.
أردف مازن بنفس الصوت المختنق الذي لا أمل في انفراجه-المشكلة أنني لن أستطيع أن أخفي عليها،المفترض أن أصارحها بالحقيقة كاملة.. ماذا سأقول لها عن أم ابنتي؟ احتدت نبرته وهو يسأله:قل لي ماذا سأقول؟ ثم خفتت نبرته وجرح رجولته يشق صدره وكأن الجرح طازجًا :لساني لا يطاوعني يا معاذ ،لا أستطيع نطقها،دمعت عيناه تأثرًا وهو يردد:وأمام سهر على وجه الخصوص لن أستطيع،سهر تراني شيء كبير أشعر بهذا من حديثها ومن نبرتها ومن نظرتها .
صاح فيه معاذ بحدة-أنت شيء كبير بالفعل ولا يوجد أي شيء المفترض أن يهز ثقتك بنفسك.
ظل مُعاذ يتحدث معه بنبرته الداعمة وهو كان كحجر لا يؤثر به شيء إلى أن أردف معاذ وهو لا يجد منه أي استجابة ولا تحسن -هل تعرف ما هي مشكلتك الأساسية يا مازن؟ أنك جُرِحت جرحًا كبيرًا ولم تهتم بمداواته جيدًا،ردمت عليه الركام دون تطييب رفضت الحديث تمامًا وكأن شيء لم يكن والآن وقد آن أوان البدء من جديد ها أنت تقف عند نقطة البداية لأن الجرح لازال مفتوحًا ملوثًا .
-ماذا كان علي أن أفعل؟ قالها مازن بنبرة جامدة ونظرة صارمة ليرد مُعاذ
-أبسط شيء الاستجابة للذهاب إلى الطبيب النفسي،صدقني وعن تجربة الحديث معه سيفرق كثيرًا في تحسن حالتك.
أردف مازن بنبرة ساخرة تنضح منها المرارة -وماذا سأقول للطبيب النفسي؟ هل تظن أن لدي الشجاعة لفعلها؟ هل تظن أنني أستطيع أن أضع عيني في عيني أحد وأنا أحكي له ما حدث؟
صمت مُعاذ ثانيتين ليس أكثر مُفكرًا ،بالفعل مازن لن يستطيع فعلها فأردف بسرعة -لا ،لا تذهب إلى الطبيب ما رأيك لو نحجز جلسات أونلاين تتحدث معه صوت فقط دون صورة ودون أن يعرف هويتك أعتقد هذا أنسب حل يوفر لك الخصوصية والطبيب الذي أتعامل معه هنا بالإسكندرية يوفر هذا النوع من الجلسات ما رأيك؟
غص حلق مازن بكلمات أبية عن البوح بمكنون ما بقلبه حتى برزت تفاحة أدم بمنتصف قصبته الهوائية وحين وجد صوته أردف بحشرجة وهو يشد قامته ويتمتم بشفتين مُرتجفتين- اغلق الآن مُعاذ نفذت طاقتي على الحديث.
ولم يُعطِ صاحبه فُرصة الرد فأغلق الهاتف وأعاده إلى جيبه ودوامة الفكر والحيرة تطوقه وأحبال الماضي تجذبه بضراوة ،ينظر إلى السماء فيجدها قاتمة والليالي غير المُقمِرة هذه تزيد شعوره بالوحشة،يُغمِض عينيه على صورة الفتاة الأنقى على الإطلاق،أي فخ أوقعه بحبها وهو الذي ظن نفسه مُحصنًا ضد الوقوع في الحُب بعد ما كان من ماضيه الأسود!
الفتاة بريئة بكل ما تحمله الكلمة من معاني،كيف يُدخلها إلى متاهته هذه ؟
أ يصارحها ويبدأ معها حياة جديدة خالية من أي سواد؟
أتتقبله إن صارحها؟ بل كيف سيستطيع نطقها ؟ كيف يستطيع مواجهتها؟
فتح عينيه والفكرة الأغرب تراود ذهنه وتلعب برأسه يُزينها له شيطانه
وما دخلها هي بالماضي؟ هي لها هو من يوم معرفتها به ...
الفكرة تراوده هي ونقيضها في نفس الوقت جزء بعقله يشجعه على التغاضي عن ذكر ما يُسيء إليه
وضمير يقِظ ينهره عن فعلها فيذكره بصرامة...أنت بالنهاية لديك ابنة وما لا ترضاه على ابنتك في المستقبل لا ترضاه على بنات الناس وهي ليست أي فتاة إنها فتاة في بياض الثلج لا تشوبها شائبة فيردد صوت ضميره الحي
لا تكن أنت يا مازن الشائبة ...
***
في مطعم الفندق الذي تقيم به نرمين كانت تجلس على طاولة العشاء وحولها ابنها وابنتها وبنات شقيقتها يتناولوا جميعًا العشاء،تنظر إليهم بحنانِ ويسعدها اندماجهم جميعًا معا،تلاحظ مُلهِم واندماجه مع شيري ولا تعرف هل ما تراه حقيقة أم تتوهم ما يتمناه قلبها،تضع الطعم بطبق الفتيات كلما نفذ وتستمع بتركيز إلى حديثهم
-ألا تفكرين في الاستفادة من مهارتك في اللغات بالسفر للعمل بالخارج يا شيري؟
سألها مُلهِم الذي يجلس قبالتها يتناول الطعام بطريقة راقية مُلفتة وعيناه لا تفارقان عينيها فأردفت شيري بهدوء وعيناها العسليتان تمارسان سحرًا غير مقصود على الجالس أمامها -لم أفكر في هذا الأمر من قبل مازال أمامي عام دراسي كامل.
فأردف باهتمام-من واقع ما أسمعه فإن الفرص في مصر أصبحت محدودة للغاية والمستقبل الحقيقي في السفر بالخارج.
أردفت دون اكتراث بينما تتناول الطعام بهدوء شديد-الفرص متواجدة في كل مكان يا ملهم الفكرة أن سوق العمل أصبحت المنافسة به كبيرة وشرسة فالبقاء فيه أصبح للأكفأ،حتى معيار الكفاءة ارتفع مع تزايد أعداد الخريجين الذين يحملون التقديرات العالية.
جذبته للحديث في جهة أخرى ليتجاوب معها وينطلق كل منهما في عرض وجهة نظره بينما شروق وشمس كل منهما تجاور الأخرى وتلاحظان قدر الاهتمام الذي يوليه ملهم لشيري فلكزت شروق شمس بمرفقها بخفة وهي تميل على أذنها قائلة بابتسامة رصينة -تلاحظين ما ألاحظه.
فترد شمس بخفوت -ألاحظ يا عزيزتي.
رن هاتف شروق وكان تيمور فردت مباشرة قائلة ببشاشة -أهلا بابا كيف حالك؟
رد وهو يقود باتجاه الفندق-الحمد لله ،هل انتهيتم؟
-نعم يا حبيبي أين أنت؟
-أمامي عشر دقائق وأصل بإذن الله.
لاحظت نرمين حوار شروق مع والدها فأردفت بنبرة مُترجية -قولي له أن تبتن معي يا شوشو.
أردفت شروق بنظرة مُحرجة-هو أتى بالفعل.
فأردفت نرمين بحماس -بإذن الله حين ينتهي البيت الخاص بنا تجلسن معنا عدة أيام .
-بإذن الله.
قالتها شمس بابتسامة رقيقة بينما تكمل شروق حديثها بالهاتف مع تيمور.
***
-اشتقت إليكِ حبيبتي.
قالتها شيري باشتياق حقيقي لفريدة وهي تُلقي نفسها بحضنها ما إن عدن إلى البيت برفقة تيمور فاحتضنتها فريدة وقبلت وجنتيها قائلة بحنان-وأنا أيضًا اشتقت إليكِ حبيبتي.
وحين ابتعدت شيري فعلت شمس المثل ولم يكن اشتياق قدر ما كان احتياج للحديث مع فريدة خاصة وهي بحالة التيه هذه منذ حديثها الأخير مع يامن الذي سبب لها اضطراب شديد.
أما شروق فطبعت قبلتين على وجنتي فريدة ثم أردفت -أين سهر وسمر؟
أردفت فريدة -بغرفتهما.
كانت شمس تريد الانفراد بفريدة لتحكي لها ما يؤرقها ولكن فؤاد الصغير كان لايزال متيقظًا فأردف لأمه والتعب بعينيه -الجميع أتى ماما هيا لتقرأي لي قليلا قبل أن أنام.
فأحاطت كتفيه بذراعها ودلفت معه الى حجرته بعد أن اطمأنت على الجميع.
أما عند نرمين بالفندق فكانت برفقة ابنها وابنتها في الجناح الخاص بهم فأردفت باهتمام وهي تجلس أمام التلفاز -ما شاء الله شروق وشمس وشيريهان ثلاثتهم في قمة الجمال والأدب والتعليم.
فأردفت نيروز -فعلا .
ليرد ملهم بعينين لامعتين
-The three of them are beautiful especially shery she is a so sweet.
(ثلاثتهن جميلات ولكن شيري على وجه الخصوص حلوة جدًا)
اتسعت الابتسامة على شفتي نرمين بعد إطراء ابنها على شيري ،إذن ما شعرت به صحيح فأردفت ابنتها بصيحة إعجاب -يبدو أنك وقعت ولكن صراحة شيري فعلا لذيذة.
باغتته نرمين بسؤال صريح-طوال عمرك لا تفضل الزواج من فتاة أوروبية فما رأيك لو تحقق حلمك بالزواج من فتاة شرقية ولن تجد أفضل من ابنة خالتك.
مط شفتيه واللمعة بعينيه لاتزال متوهجة ثم أردف-بشكل مبدأي كما قلت لكِ البنت راقت لي ولكن لابد من لقاءات عديدة نتعرف فيها بشكل أكبر .
أردفت بحماسِ شديد-حمدًا لله إجازتنا طويلة وبإذن الله نكرر اللقاءات كثيرًا وتتعرف عليها بشكل أفضل،البنت بالفعل قمة في الجمال والعلم والرقي والأخلاق،ثم تمتمت بنظرة شاردة ونبرة حانية :وشروق أيضًا جمالها ملوكي تذكرني بياسمين.
فيرد ملهم بعينين لامعتين -نعم ولكن شيري بها شيء مُختلف.
أردفت بابتسامة حلوة وهي تتأمل ملامحه -كيف؟
مط شفتيه وهو يحرك عينيه يمينًا ويسارًا ثم أردف -لا أجد وصفا لها سوى أنها لذيذة تدخل القلب مباشرة.
اتسعت ابتسامتها وغمرتها الطمأنينة وهي تقول بقلب مطمئن -هي كذلك.
***
في الصباح
كانت فريدة تقف بالمطبخ الذي يغمره ضوء الشمس وتتسلل إليه نسمات صباحية باردة بعد أن رتبت الفوضى بعد إفطار الجميع وذهابهم إلى أعمالهم والراديو المجاور ينبعث منه صوت البرنامج الصباحي الإذاعي في الوقت الذي دلف إلى المطبخ الدكتور فؤاد يتكيء على عصاه قائلًا -وجدتك لم تحضري لي كوب الشاي خاصتي فقلت آتي أنا.
انتبهت فريدة وأردفت باتساع عينيها- حقًا لم أحضره لك؟ أعتذر لقد ظننت أنني أحضرته.
قالتها بحرج شديد وقد أصبحت في الأونة الأخيرة تنسى بالفعل بفعل الضغط عليها من كل الجوانب فالتزاماتها تجاه الجميع تجعل بعض المهام تسقط منها رغمًا عنها.
ابتسم وهو يجذب المقعد الخشبي ويجلس عليه قائلًا-حبيبتي كان الله في عونك أنا أمزح معكِ.
كانت بالفعل قد أنهت كل أعمالها فأردفت بابتسامة عذبة-سأعده حالًا لنجلس معا على انفراد كما كنا نفعلها قديما،ثم سحبت كوبا نظيفا بعد أن شغلت الغلاية الكهربائية فتضع به السكر والشاي وهي تقول-هل تتذكر قديمًا حين كنا نجلس هنا أرسمك ونحن نثرثر ونشرب الشاي ونغني معا.
أردف بابتسامة ارتسمت فوق خطوط وجهه الغائرة فتصنع لوحة شديدة العذوبة -نعم أتذكر.
أعدت كوبين من الشاي وجلست بجواره يحتسيانه معا وهما يتحدثان كعادتهما في كل شيء وأي شيء إلى أن أردف وجفنيه يسقطان رغما عنه-سأذهب لأخذ غفوتي.
هو من عادته أن يصحو مع آذان الفجر يُصليه حاضرًا ويقرأ القرآن حتى شروق الشمس بعدها يتناول الإفطار مع تيمور والأولاد وبعده يأخذ الشاي لينام حتى آذان الظهر.
أردفت وهي تستقيم واقفة تمد يدها له-سأذهب معك.
أشار بيده بعلامة الرفض وهو يتمتم-لا ،سأذهب وحدي.
فنظرت إليه بحنان وهو يستقيم ببطء يتوكأ على عصاه وحين خرج كانت شمس تبحث عن فريدة فألقت عليه تحية الصباح ثم دخلت قائلة-صباح الخير ماما.
-صباح الخير حبيبتي.
قالتها فريدة وهي ترى بوضوح عينيها الشاردتين فتشعر أن بها شيء...
جلست شمس مكان جدها ولم تحتاج للضغط حتى تبوح لفريدة بما حدث في المرة الأخيرة مع يامن واكتشافها لتتبعه لها الذي قلب حياتها وزلزل الأرض تحت قدميها
-وماذا قال لكِ حين سألتيه من أين عرف بهويتك وأنتِ تنشرين باسم وهمي؟
سألتها فريدة باهتمام وقد شغل فكرها بشدة تصرفه فأردفت شمس والاضطراب يغمر ملامحها-لم أفهم منه شيء محدد،ارتبك وقال أنه رأى تعليق من حسابي الشخصي عرف منه أنني أنا ولكني لا أذكر على الإطلاق أنني فعلت ذلك فأنتِ تعرفين مدى تكتمي على أمر الكتابة هذا.
ابتسمت فريدة ابتسامة حلوة وغمر قلبها الارتياح وأردفت-الأمر واضح يا شموستي،هو مُعجب بكِ وينتظر فقط الفرصة.
غص حلق شمس حتى خرج صوتها مُتحشرجًا ولامست لا إراديا رسغها لتمرر أناملها على طول ذراعها-لا أقتنع بأنه مُعجب بي.
ضيقت فريدة عينيها قائلة باهتمام-لماذا؟
قولي لي سبب واحد يجعله-
يفعلها؟ يُعجب بي على ماذا؟ قالتها شمس بعينين لامعتين بالدموع الأبية
تجهمت ملامح فريدة دفعة واحدة وهي ترد بحمائية-لماذا يا شمس؟ لماذا لا تستطيعين رؤية نقاط قوتك وتميزك؟ لماذا تصرين على تقييم نفسك بهذا التقييم المنخفض دائمًا؟ أنا تحدثت معكِ كثيرًا في هذا الأمر وأنتِ لا تغيرين رأيك ! أنتِ تضرين نفسك ضررًا بالغًا.
تراقصت الدموع بعيني شمس وهي تقول -هذه هي الحقيقة أنا بالفعل بي عيوب.
صاحت فيها فريدة بحنقِ -جميعنا بنا عيوب،من منا كامل يا ابنتي؟ ثم هل أي مرض يصيب المرء يُنقص منه؟ على ذلك مريض القلب ناقص ومريض الأعصاب ناقص ومريض السكر و..
قاطعها شمس قائلة بملامح متألمة-لو كان ما بي داخلي لم أكن لأشكو، لكنه خارجي واضح للجميع ،الجميع يراني بتصبغات جلدية تجعلني مختلفة .أردفت فريدة بانفعال روضته بمهارة
-وهل من لديها مرض جلدي
ممنوع عليها الحب والزواج؟من قال أن المريض بمرض جلدي تتوقف حياته؟ هل مريض البهاق أو الصدفية تتوقف حياته؟ أبدًا،هل تعرفين يا شمس أنتِ مشكلتك الأساسية مع نفسك وليس مع نظرة الآخرين لكِ ،إن أحببتِ أنتِ نفسك ووضعتيها بأعلى درجات الثقة بالنفس سينعكس ذلك على تعاملك مع الآخرين وبالتالي تعاملهم معك،حبي نفسك يا شمس كما هي وقتها حين تنظرين في المرآة ستجدي أمامك أجمل فتاة خلقها الله .
كانت شمس تعرف أن كل ما تقوله فريدة صحيح نظريًا ولكنها كانت تشعر بالعجز عن الاستجابة بشكل عملي ،تشعر أن الكلام أسهل من التنفيذ وأن مادام المرء على البر فباستطاعته النٌصح السليم وإبداء الرأي السديد أما حين يوضع في الموقف فعليًا يكن رد فعله مُختلفًا.
-ما رأيك يا شمس لو تزوري الطبيبة النفسية زميلة عبدالرحمن الذي أخبركِ عنها؟ يقول إنها ماهرة و...
قاطعتها شمس وهي تخفض عينيها وتفرك أناملها -لن أستطيع،أشعر بالحرج أن أتحدث مع أي أحد في هذا الأمر،رفعت عينين لامعتين بالدموع وهي تنطق:أشعر أنني أتعرى أمام من أذكر أمامه علتي،ثم استدركت بخفوت وعيناها تتعلقان بعيني فريدة اللامعتين بالدموع تأثرًا:إلا أنتِ الوحيدة التي لا أشعر بالحرج منها.
ازدادت لمعة الدموع بعيني فريدة إلا أنها تحكمت بها بمهارة حتى لا تسيل فأكملت شمس بصوت متحشرج -حتى خالتو نرمين حين تقابلنا ورغم أنها تعلم ما بي إلا أنني شعرت بمفاجأتها من نظراتها، حتى ابنها كان يتحدث مع شروق وشيري ويتجنب الحديث معي تمامًا.
أردفت فريدة نافية لتدفع عنها هواجسها-هذا من تخيلك أنتِ يا شمس لفرط حساسيتك لا تأخذي كل الأمور هكذا،ثم أردفت بابتسامة حلوة داعمة وهي تمسد على أناملها:وبمناسبة حرجك من الحديث مع أحد إلا أنا فأنا لدي استعداد لأن أكون الطبيب النفسي خاصتك،ثم رفعت سبابتها قائلة بعينين مبتسمتين داعمتين بأمل :على شرط...أن تستمعي إلي وتنفذي نصائحي لا تستمعي بأذن وتخرجي ما سمعته من الأذن الأخرى.
تعلقت عيني شمس بعينيها متسائلة بخفقات قلب مضطربة-هل تعتقدي أن يامن يحمل لي مشاعر؟
أردفت فريدة -أعتقد، خاصة أنه من كلامك يعرفك منذ أن كنتِ في الجامعة رغم عدم معرفتك له.
أردفت شمس بارتباك-وماذا علي أن أفعل كيف أتعامل معه بعد ما حدث؟
مطت فريدة شفتيها قائلة بروية-لن تفعلي أي شيء،تتابعي فقط ردود أفعاله وتصرفاته معكِ وإن كان بالفعل يحبك سيتقدم لوالدك فليس علينا سوى الانتظار ومع الانتظار الإيمان،الإيمان بالله وبحسن اختياراته لنا والإيمان بأنفسنا والثقة بها حتى تتجلى ثقتنا على مظهرنا الخارجي فتعزز انطباعات الآخرين عنا.
هدأت نفس شمس كثيرًا بعد حديثها مع فريدة وعندما تركتها لتذهب إلى عملها كان هناك شعورين يتزاحمان بصدرها
شعور بشوقِ لعيش تجربة حُب كاملة مع ميل قلبها ليامن على وجه الخصوص...
وشعور بالخوف أن تُعلِق نفسها بأحبال الحُب ويكون مصيرها السقوط...
خاصة وهي تُدرِك في قرارة نفسها أنه أفضل منها فلِمَ يُفكِر فيها أو يقع في هوى فتاة مثلها وهو بهذا القدر العالي من الوسامة والمركز والعلم وبإمكانه الارتباط بمن هي أفضل منها؟
***
إن حسبناها بالعقل فهي بالفعل-
أفضل مني لن ننكر هذه الحقيقة.
قالها يامن بإقرار بينما يمشي مُتمهلًا برفقة سنا بعد أن صف سيارته على بُعد خطوات من مشفى الدكتور تيمور بعد أن طلب الأخير توقيع الكشف على سنا استعدادًا للعملية فأردفت سنا وهي تتعلق بذراعه بكفيها والحنق يغزو ملامحها -لا ليست أفضل منك ألا ترى نفسك وترى تهافت الفتيات عليك؟
أردف بصبر-أنا أقصد يا سنا أن مستواها المادي مرتفع عن مستوانا وهذا الفرق إن افترضنا بوجود قبول بيننا بالطبع سيحدث فجوة لذلك أنا ألتزم بهذه المسافة بيننا.
أردفت ضاحكة-أي مسافة بعد أن كشفتك ووقفت أمامها كتلميذ مذنب لا تستطيع الرد بكلمة؟ ثم أردفت من بين ضحكاتها:حقًا ماذا قلت لها حين أصرت على معرفة طريقة تعرفك على هويتها وهي متخفية مثلك خلف اسم مستعار؟
ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة عذبة وهو يرد -لا أتذكر ماذا قلت،رددت بأول شيء جاء ببالي وقتها.
أردفت وبداخلها لحن عذب يعلو صوته مع سماعها لتفاصيل علاقة يامن بشمس رغم أنها لاتزال بمهدها -أعتقد أنها أذكى من أن يمر الأمر عليها مرور الكرام وستفهم.
زفر زفرة قصيرة،يتسائل بداخله وماذا بعد معرفتها؟ هو لا يملك بالفعل أي مقومات لارتباط في الوقت الحالي وإن صارحها لابد من أن يتقدم لها وإن تراجع ربما ذهبت إلى غيره وضاعت منه للأبد، مُعضلة حياته هي ... لا هو قادر على الابتعاد ولا يملك رفاهية الاقتراب
لا بمقدوره البوح وعاجز عن الكتمان حتى بدأت في الشك بأمره ...
لاذ بصمت قصير واحترمت سنا صمته إلى أن وصلا إلى بوابة المشفى فتمتم يامن بخفوتِ
-شمس.
فتمتمت سنا بصوتِ واضح -هل وصل بك الحال للهذيان باسمها يا مسكين ؟
فلكزها بمرفقه قائلًا بنفس الخفوت -شمس على بُعد خطوات منا.
قالها وهو ينظر باتجاه شمس التي كانت تقترب منهما وهي آتية من الاتجاه المُعاكس برفقة جنى.... وشمس حين رأتهما تبسمت شفتيها وتذكرت حين رأتهما أول مرة معا وشتان ما بين شعورها في المرة الأولى وهذه المرة فهي الان تراهما كأخ وأخت في غاية المودة والتألف لا كحبيبين كما ظنت من قبل وامتلأ قلبها بالحزن،ابتسم لها ما إن تلاقت الأعين وردت الابتسامة بأجمل منها دون تكلف ثم بادرته قائلة -صباح الخير يا يامن.
أردف بابتسامة صغيرة-صباح الخير يا شمس،ثم أشار إلى سنا قائلًا:سنا أختي التي حدثتك عنها من قبل.
أردفت شمس بابتسامة ودودة -طبعا أتذكرها .
قالتها وهي تتأمل ملامحها التي طُبعت في ذهنها منذ أن رأت صورتها على شاشه هاتفه، ابتسمت سنا بمودة شديدة وهي تمد يدها في اتجاه الصوت فمدت لها شمس يدها مصافحة وهي تتمتم- أهلا سنا.
لترد سنا بابتسامة واسعة زادت محياها جمالًا -أهلًا يا شمس لي وقت طويل أتمنى رؤيتك، ثم استدركت قائلة بشيء من الحرج:أقصد أتمنى لقائك.
شعرت شمس بالتوتر وهي لا تعرف كيف عليها التعامل مع شخصيتها أما جنى فأردفت بنبرة مرحة ودودة-وأنا جنى.
مدت سنا يدها مصافحة وتمتمت بعبارات ترحيب بلباقة شديدة، دقائق وكانوا جميعا داخل المشفى فاستأذنت جنى وصعدت إلى العيادات أما شمس فشعرت بالرغبة في التواجد مع يامن وسنا،لا تعرف حقيقة منبع شعورها هذا هل هو تعاطف مع سنا وحالتها ام رغبه في البقاء في حدود يامن أم رغبة في ثبر أغواره ومعرفته عن قرب ؟
ربما كل الأسباب مٌجتمعة،جلس ثلاثتهم في انتظار خروج الحالة الموجودة بالعيادة وسنا تتحدث مع شمس وكأنها تعرفها ويامن يكتفي بالاستماع بملامح مُحايدة وهو يتجنب تلاقي العيون منذ ما حدث في المرة الاخيرة إلى أن خرجت الحالة ونادت الممرضة على سنا فأردفت شمس بلباقة حتى تعطي لهما مساحتهما الخاصة-سأنتظركما هنا .
وحين دلف يامن بصحبة سنا إلى العيادة استقام تيمور واقفًا وأردف مُرحِبًا -أهلا يا آنسة سنا.
ابتسمت ابتسامتها الحلوة وإن كانت متوترة قليلًا وتمتمت -أهلا بك.
ساعدها يامن في الجلوس وأخذ تيمور يسألها عن بعض التفاصيل فتجيبه ببشاشة وجه ثم وقع الكشف عليها وبداخله شفقة على حالتها وتعاطف يعطيه طاقة هائلة لمساعدتها لتصبح في أتم صحة.
***
تسعى ولا تعرف هل ما أنت ساع إليه ساع إليك! حتى تلتقيان في المنتصف فيقف كل منكما أمام الآخر لا يدري هل اللقاء عفوي أم مُدبر؟فتتسائل هل ما أسعى إليه يسعى إلي؟ تتوالى الأسئلة الحائرة دون اجابة مادام كل منكما يقف خلف جدار عازل هربًا من المواجهة...
انتظرت شمس خروج يامن وسنا باهتمام حقيقي بشخص سنا التي ما إن وجدت شمس بانتظارها حتى ابتهجت نفسها وقد عنى لها هذا الانتظار الكثير أما يامن فساوره الشك هل رد فعلها اهتمام وتعاطف بسنا أم رغبة في البقاء بجواره؟
-ماذا قال لكِ الطبيب؟ سألتها شمس باهتمام وقد نست لوهلة أن الطبيب هو والدها فأردفت سنا بوجه مُشرِق-والدكِ أضاء أمامي الدرب وفرشه بالورود يا دكتورة حتى أنني أشعر أنني أسير من الآن بشكل طبيعي.
ابتسمت شمس وأردفت وهي تتابع حركة سنا باتجاهها بعرج خفيف -بإذن الله ستكونين بأفضل حال.
-يارب،هل لديكِ وقت للجلوس قليلًا؟
سألتها سنا التي تود الحديث معها ربما تستشف منها وجود أي مشاعر تجاه يامن .
فأردفت شمس بترحيب وملامح وجهها تنفرج كوردة تفتحت للتو -طبعًا.
أما يامن فكان ينظر إليهما وشعور يراوده بأنهما ستكونان صديقتان في وقت قياسي .
بعد قليل
كانت شمس تجلس بجوار سنا في حديقة المشفى ،الأولى تستمتع بشمس الشتاء الدافئة والثانية تستمتع بالهواء البارد الذي يتخلل عظامها ورئتيها فينعشها فتشعر بالأجواء كأنها تراها خاصة وهي تجلس بجوار زهر الياسمين الذي تعشق رائحته وتتسلل إليها مُداعبة.
-أنتِ جميلة يا شمس،أنا أحببتك.
قالتها سنا بوجه بشوش فأردفت شمس بملامح متأثرة-أنا أيضًا أحببتك يا سنا،كان يامن يقول عنكِ أنكِ جميلة الشكل والروح واليوم تأكدت من ذلك،ولكنكِ حقيقة أجمل مني بمراحل.
مطت سنا شفتيها وأردفت بنبرة تميل إلى السخرية-وبماذا يفيد الجمال وأنا لا أراه.
أردفت شمس بصوت مختنق وقد ساءها أن تسمع منها هذه النبرة الانهزامية في أول لقاء لهما والمفترض أن هناك حدود بينهما -هذه أقدار الله ولا اعتراض عليها وما علينا إلا الرضا في حضرة قضاء الله وقدره .
رفعت سنا عينيها الشاردتين في اللاشيء باتجاه صوت شمس وقد اعتادت أن تتبع حواسها كلها لتستدل على العالم المٌحيط وأردفت -اللهم لك الحمد،اعذريني أنا أحيانًا فقط تصيبني حالة قنوط سرعان ما تزول لا تقلقي.
لمعت عيني شمس تأثرًا وهي تنظر إلى اللوحة الجميلة الجالسة أمامها،فتاة أقل ما يُقال عنها أنها ملاك، ببشرة بيضاء صافية وعينين خضراوتين صافيتين كعيني يامن ومنابت شعرها البادية من مقدمة حجابها بلون فاتح تمامًا كيامن،هي نسخة أنثوية منه ولكن سبحان الله لا يهب للإنسان كل شيء.
اقترب يامن منهما ببطءِ وعلى وجهه ابتسامة صغيرة وهو يحمل مشروبات ساخنة أحضرها من كافيتريا المشفى،كان يعرف أن كل منهما تحمل شخصية هشة رقيقة وأنهما ستنسجمان معا.
-تفضلا .
قالها يامن وهو يمد يده بالكوب لشمس أولا ثم يجلس بجوار سنا ويناولها كوبها فيضعه بين أناملها لتمسكه بإحكام وشمس كانت تتابع بشغف ما يفعله،حنانه مع شقيقته ينم عن شخصيته الحنونة وهي أكثر صفة تحبها بالرجل الحنان،رفع عيناه إلى عينيها المتأثرتين ولأول مرة تترك لنفسها العنان للنظر بعينيه دون خجل،ليغرق كل منهما مع صاحبه في نظرة شديدة العمق،تحكي الكثير دون كلام،لأول مرة تنظر إليه ولا تشيح بوجهها خجلًا أو خوفًا،لأول مرة تشعر بهذا القدر من التقبل لنفسها ولعلتها، لأول مرة تتضائل بعينيها مشكلتها فتراها صغيرة بجوار مشاكل غيرها.
-أين ذهبتما؟ لمَ أشعر أن البث انقطع فجأة؟
تمتمت بها سنا باستفهام لا يخلُ من ذرة فهم لحقيقة الوضع لتعتدل شمس وتردف بحرج -أنا موجودة .
ويبتسم يامن وهو يرى تضرج وجهها بحمرة الخجل وانشغالها بترتيب خصلات شعرها التي لا تحتاج إلى ترتيب ثم يرد بابتسامة صغيرة يتراقص على حدودها الأمل رغم بعده في نهاية النفق -وأنا دائمًا موجود.
***
كريشة تُحركها الرياح تتحرك مشاعرها... تارة مع التيار وتارة ضده وحُلم أن ترسو يُداعب مخيلتها، وأفكارها الشاردة لا تهديها إلى محطة الوصول ....
بخطوات واثقة ظاهريًا بفعل هيئتها التي "توحي"دائما بالثقة تدخل مشفى أبيها أما بداخلها فقلبها يرتجف كريشة وهي تعلم تمام العلم انها آتية اليوم من أجل كريم،هي منذ ما حدث بينهما وبعد أن شجعها الجميع على أخذ خطوة إيجابية باتجاه كريم وهي تشعر بهذه الحيرة،الشيء وعكسه وما يثير حنقها أنها لا تستطيع تحديد موقف صريح معه،وأكثر ما يثير حيرتها أنه من يوم حديثهما بالمطعم لم يتحدث معها بشأن مشاعره ثانية،هما يتحدثان تماما كسابق عهدهما -كأصدقاء- واليوم تتبعت أثر شعورها بأنها تريد رؤيته.
سارت شروق بين أروقة المشفى إلى أن صعدت إلى الطابق الثاني وأردفت لموظفة الاستقبال بابتسامة أنيقة بعد أن ألقت عليها السلام-أبي بالداخل؟
-لا ،دكتور تيمور في العمليات.
شعور داخلي بالارتياح المؤقت ساورها،ربما لأنها كانت تحمل هم سؤاله المتوقع عن سبب زيارتها الغير مُبررة ورغم أنها أوهمت عقلها الواعي بأنها آتية في الأساس من أجل شمس وعلى هامش الزيارة ستمر على كريم إلا أنها كانت تعرف أنها شفافة أمام والدها ولن يمر الأمر عليه
أهدت الموظفة ابتسامة ثم خطت باتجاه قسم العلاج الطبيعي ليستقر بها الحال واقفة أمام حجرة مكتبه المغلقة بعد أن عرفت أنه بمفرده وليس معه حالات ... طرقة واحدة على بابه كانت كفيلة بأن يختلج قلبه بشعور مختلف...فالطرقة لم تكن حادة تنم عن أن الطارق رجل ولا رقيقة دلالة على أنها أنثى بل كانت مترددة متوترة تمامًا كصاحبتها فتعلقت عيناه جهة الباب وهو يردد -تفضل.
وحين طلت عليه شعر كأن الشمس قد أشرقت عليه،اسم على مُسمى هي،استقام واقفًا بابتسامة مُرحِبة رغم دهشته لرؤيتها فجأة فأردفت بنبرة حاولت أن تبدو غير مُتكلفة -كنت بالقرب عند شمس فمررت لأسلم عليك فقط.
بنفس الابتسامة التي انطبعت على وجهه اقترب ومد يده مُصافحًا وهو يقول -أهلا بكِ شروق،أنرتِ المشفى كلها.
قالها وهو يضغط أناملها دون قصد ويجذبها برفق للدخول وهي لأول مرة تشعر باضطراب أثر لمسته،مشاعر غريبة أصبحت تجتاحها معه منذ أن صرح لها بحبه وكأنه فتح لها بابًا كان مؤصدًا بقفل ضخم،سحبت يدها من يده وهي تجلس على المقعد المُقابل لمكتبه فيجلس أمامها قائلًا وعيناه تمسحان على تفاصيل وجهها -كيف حالك وحال العمل؟
-بخير.
-لمَ لم تحدثيني اليومين الماضيين؟ سألها بنظرة حانية
أردفت وهي تضيق عينيها-قلت يومين؟ تلاحظ إذن ! وبما أنك لاحظت لمَ لم تتصل أنت؟
دقق النظر بعينيها يستشف مقصدها... عتاب أم مجرد مُلاحظة ... ولكنه لم يصل إلى شيء في تلكما العينين الحائرتين كقارب تائه في عرض بحر بلا بوصلة ولا رُبان فأردف بنظرة شعرتها شديدة الخصوصية-أنا فقط أريد أن أعطيكِ مساحتك الخاصة،لا أريد أن أضغط عليكِ أو ألِح ،ثم أردف ولجام مشاعره يكاد ينفرط:رغم أنني في قمة الاحتياج لكِ في هذه الفترة على وجه الخصوص.
نبرته الخاصة ونظرته المُدققة وتشديده على كلمة"الاحتياج" جعلت رجفة تسري بجسدها...لا تدري مصدرها ولا سببها ولا كنهها فأردفت والقلق يساورها عليه -لماذا ؟ ماذا بك هذه الفترة هل هناك شيء ؟
زفر زفرة قصيرة واستند بثِقل جسده على ظهر المقعد وهو يرد -أبي بدأ بالشعور بأن هناك شيء ... بدأ يلاحظ أنني اتأخر في أوقات لم أكن أتأخر فيها وبدأ في الشعور بانشغالي الزائد هذه الفترة.
أردفت وقد جذبها إلى المنطقة الآمنة في الحديث عن شيء يخصه ويعيدهما إلى بؤرة الأصدقاء المقربين-أنا أرى أنه يكفي إخفاء للأمر يا كريم،لم لا تصارحهما وترفع عن كتفيك ثقل حمل كتمانك؟
مط شفتيه قائلًا-لأنني أعرف العاصفة التي ستهب علي ،أنا أؤجل المواجهة لما بعد التخرج حتى لا تتأثر دراستي ويقل مجهودي.
أردفت بحيرة -أنا معك ولكن أحمل هم هذه المواجهة.
ابتسم ابتسامة مُرهقة قائلًا-لا تحملي هم أي شيء شروق،صدقيني كل شيء هين مادمتِ معي. كعادتها معه في الفترة الأخيرة تجذبها كلماته إلى أرض غريبة لا هي مُقفرة ولا مُزهرة ،كلماته تستثير مشاعر الأنثى الكامنة ولكنها لا تستطيع أن تطلق لمشاعرها العنان ولا تستطيع وصفها وصفًا دقيقًا وهو ... هو صابر على حيرتها التي لا يجد مُبررا منطقيًا لها ولكنه لا يملك إلا الصبر وقد خطى نحوها بكامل ارادته وعليه السير في طريقها حتى النهاية ...
طرقتين على باب الحجرة كانت كفيلة بأن يخرج كل منهما من بوتقة مشاعره...
-شروق لم أصدق حين قالوا لي أنكِ هنا متى أتيتِ؟
قالتها شمس وهي تدخل حجرة مكتب كريم فاحتقن وجه شروق بشدة وأردفت بتوتر-للتو أتيت وكنت سآتي إليكِ.
ابتسمت شمس وهي تنظر إليهما، تتمنى أن يؤلف الله بين قلبيهما أما كريم فكأنما أضاء بعتمة قلبه فتيل قنديل ليضيئه بكلمات شمس التي تتعارض مع كلمات شروق التي قالتها حين أتت... أيمكن أن تكون أتت من أجله هو وتحججت بشمس التي كما يرى لا تعرف شيء عن وجودها ؟ ربما... دقق بوجهها الأبيض المتضرج بالدماء فيزداد ظنه ويعلو وجيب قلبه.
استقامت شروق قائلة لشمس بنبرة جادة تصارع بها خجلها-هيا لنذهب.
فأردف كريم بنظرة مُعبرة عن مدى اشتياقه لها -للتو أتيتِ لم أجلس معكِ بعد.
فغمغمت شمس بنظرة متسلية -أنا لم أنتهي من العمل بعد بإمكانك البقاء إن أردت.
وقبل أن ترد كانت هناك كتلة من الوهج تدخل بخفة عبر الباب المفتوح فتنثر عبق عطرها الذي يزكم الأنوف فاتسعت عيني شروق عن أخرهما وهي تتأمل هيئة الفتاة دون أن ينتبه كريم الذي أردف -أهلا هديل كيف الحال؟
أردفت هديل زميلته بابتسامة حلوة-بخير،ثم التفتت إلى شمس قائلة بنفس الابتسامة :كيف الحال شمس؟
-بخير . قالتها شمس بينما تركز هديل في ملامح وجه شروق فأردف كريم يعرفهما -شروق ابنة الدكتور تيمور ...هديل زميلتنا في القسم.
مدت هديل يدها تصافح شروق بمودة وشروق ترد بألية فهي لأول مرة ترى هديل هذه ،يبدو أنها من الدُفعة التي عُينت مؤخرًا،وهديل ولت انتباهها لكريم وهي تقول باهتمام -أخذت بالكاد إجازة يومين ولم أجد أعز منك يتسلم حالاتي وله الأجر والثواب عند الله.
رفع كريم حاجبًا مستنكرًا وهو يقول-من هذا الذي يتسلم الحالات؟ أنا أريد من أسلمه حالاتي وأنتِ تعرفين.
مطت شفتيها المطليتين بلون وردي فاتح فتعطيانها نضارة وجمال ثم أردفت -كريم بالله عليك لا تفعلها،دكتور وليد إن لم يجد من يسد مكاني لن يعطيني الاجازة.
أردف بحنق -يا ابنتي ابحثي عن غيري ألا يوجد أطباء غيري بهذا المشفى؟
أردفت برجاء وهي تلامس كم سترته بأناملها فتتحرك معها عيني شروق -لن يوافق أحد غيرك،ثم أردفت بدلال:ومن أين أجد من يتحملني وقت تعبي غير كريم ذو القلب الأبيض والأخلاق العالية!
ناظرها بنظرة مستنكرة وهو يقول-أنتِ تثبتيني يا هديل مضبوط؟
-مضبوط.
قالتها بضحكة مغناجة لا تقصد بها شيء فهي طبيعتها وهي لا تراه سوى صديق مُقرب أما شروق فشعرت أن هناك عود ثقاب أُلقي بداخلها منذ دخول هديل هذه فتشتعل دون القدرة على الشكوى،تنظر بتدقيق وقلب لا تعرف لمَ على وجيبه إلى ملامح هديل التي رغم أنها لا تنافس جمال شروق إلا أنها لا تنكر مدى جاذبيتها ببشرتها السمراء الرائقة وشعرها الأسود الناعم المنسدل على ظهرها وتنورتها التي تتجاوز ركبتيها بقليل،الفتاة بالفعل أنيقة وهي ... شعرت بغيرة فطرية منها لن تنكرها على الأقل أمام نفسها ولكنها لم تُبدي شيء ...
ظلت تتطلع بهما وهديل تناغشه وهو يضحك معها بانطلاق بعد أن وافق بسهولة أن يتسلم حالاتها وولاها كل اهتمامه فكانت شروق تطالعهما في هذه اللحظات بعين أخرى ،عين تنظر إلى رجل وامرأة بمواجهة بعضهما،هديل بهيئتها المنمقة الجذابة وهو بوجهه المنطلق وضحكته الواسعة الجذابة وملامح وجهه الرجولية الوسيمة وأناقة ملابسه،تفاصيل كانت تبدو لها عادية ولكنها تراها اليوم بمنظور جديد ... حتى أنها شبهته بعينيها في هذه اللحظة كالممثل الراحل أحمد رمزي فهو يسير على نمطه في ارتداء الملابس حتى في السلسلة الفضية الأنيقة التي تظهر من تحت قميصه ولا ينزعها أبدًا.
-حسنًا أنا وقعت في شر أعمالي من أجل خدمة إنسانية.
قالها كريم في ختام حديثه مع هديل بنبرة مازحة وقد كان لوجود شروق أثرًا ايجابيًا على حالته المزاجية لترد هديل بحاحبين مُتراقصين ونظرة متسلية
-وهل هناك أعظم من الخدمات الإنسانية، ثم لا تقلق جميع الحالات التي حولتها إليك سيدات وأنت تعرف كم تحب السيدات العمل معك ،ثم أردفت بنبرة ساخرة تقلد الحالة التي أتت منذ أشهر وبعد أول جلسة طلبت التغيير إلى كريم:لا أريد الدكتورة هديل،أريد الدكتور كريم فمهارته أعلى .
قهقه ضاحكًا ومعه شمس التي انخرطت في الحديث معهما أما شروق فشعرت أنها تكاد أن تنفجر فانسحبت بهدوءِ شديد وهي تقول بهدوء أشد خلفه زوبعة من مشاعر لا تدرك كنهها-أنا ذاهبة إلى مكتب أبي شمس سأنتظرك هناك.
ولم تدع فرصة لرد أحد ولم تنتبه لها هديل التي كانت تتحدث إلى شمس أما كريم فاندهش من رد فعلها وخرج خلفها يناديها-شروق لم نكمل حديثنا بعد،لمَ تتعجلين في الذهاب ؟
ولكنها كانت قد انطلقت بسرعة الصاروخ رغم أنها سمعت همهمات بعيدة بصوته من خلفها.
***
في اليوم التالي
قطارُ سريع تستقله منذ سنوات، تتوقف في محطات مُحددة تلتقط أنفاسها لتُكمِل الرحلة وتعاود اللُهاث،تعب لا تشتكي منه فهو كما يقولون التعب اللذيذ،وهل على القلب أحب من تعب الأم مع أبنائها؟ وهو...حبيبها... البلسم الشافي الذي يشاركها الرحلة فيحمل التعب عنها تارة وتحمله عنه تارة، يتقاسمان الحياة بحلوها ومرها حتى مرها يحلو مادام هو بالجوار ... هي فقط تحتاج بين الحين والآخر لاستراحة مُحارب، تحتاج إلى القليل من رذاذ الماء البارد لتنتعش حواسها وتتجدد طاقتها حتى تستطيع المواصلة ...
كانت فريدة تجلس في غرفة المعيشة ببيت شقيقتها فدوى المجاور لبيتها وكان بين الشمس وغروبها القليل،تستلقي على الأريكة وهي تستمع إلى موسيقى هادئة بينما تعد فدوى بالمطبخ مشروب الشاي بالنعناع لهما،تحاول فريدة تصفية ذهنها من أي ضغوط ورغم عنها يتردد بذهنها صوت شمس وهي تحكي لها بتأثر عن يامن وشقيقته التي أصاب قلبها الحزن حين سمعت قصتها،وشروق وهي تحكي باضطراب عن مشاعرها التي لا تستطيع تفسيرها مع كريم،فيدخل صوت سمر الذي يبدو مُحلقًا بأعالي السماء وهي تبني حياتها القادمة برفقة فارس،ومعه يأتي صوت سهر الخجول وهي تحكي لها عن مُصارحة مازن لها بحبه هو الآخر في نفس توقيت مصارحة فارس لسمر،تشعر بدوامة الفكر تجرفها وقلب الأم ينبض بالقلق والترقب عليهن جميعًا،تنفض رأسها يمينًا ويسارًا طاردة كل مشاعر التوجس جانبًا،هي أتت إلى هنا في الأساس حتى تُصفي ذهنها فتمتمت لنفسها بخفوتِ(حمدًا لله أن شيري لاتزال صغيرة وإلا كانت هي الأخرى من ضمن القائمة الآن)
-أين ذهبتِ يا ديدا؟
قالتها فدوى وهي تدقق بملامح وجهها بعد أن وضعت كوبي الشاي على المنضدة المجاورة لفريدة التي لم تُحرك ساكنًا وكانت ساهمة شاردة العينين فانتبهت على صوت شقيقتها التي جلست بجوارها فاعتدلت فريدة قائلة بوخم-أبدًا شردت قليلًا.
-كالعادة في أمور البنات.
قالتها دون تفكير فأردفت فريدة بحاجبين مرفوعين -كالعادة ولكني فقط أريد أخذ قسط من الراحة فتحدثي في أي شيء أخر،تحدثي في أخر صيحات الموضة أو قصات الشعر أو .... أخذت تبحث حولها عن أي فكرة فابتسمت فدوى ابتسامة حانية وهي تقول -حبيبتي كان الله في عونك أنا لدي اثنين وأجذب شعري منهما فماذا تفعلين أنتِ؟
أخذت فريدة كوب الشاي وأخذت منه رشفة ثم أردفت -الحمد لله بارك الله فيهم جميعًا ،ثم أردفت بابتسامة شاردة في بحار الماضي :أين كنا وأين أصبحنا يا فدوى؟ حمدا لله كبروا وعلى أعتاب بداية حياة جديدة ،الصعب مر والآتي بإذن الله خير .
كانت فدوى تدرك أن شقيقتها تحتاج فقط كل فترة إلى قسط من الراحة وتفريغ عقلها من أي ضغوط وكانت الأجواء ببيت فدوى مناسبة فسامر أمامه عدة ساعات على عودته والأولاد أخذتهم علية مع أبنائها للتنزه في الحديقة العامة بأخر الشارع فظلت الأختين تتسامران على أنغام موسيقى هادئة تستعيدان ذكريات طفولتهما تارة وصباهما تارة فتبحران بين الذكريات الحلوة التي تبعث البهجة على القلب.
***
بصالة الألعاب الرياضية كان فادي بصحبة عبدالرحمن يمارسان التمارين الرياضية كعادتهما كل أسبوع وكل منهما على مشاية كهربائية في الوقت الذي رن به هاتف عبدالرحمن وحين رأى المتصل اختلجت عضلة بجبهته لاحظها فادي ولكنه لم يُبدي اهتمام فرد عبدالرحمن قائلًا بصوت خفيض ولكنه وصل إلى مسامع فادي-أهلا.
ردت شيري بينما كانت تسير ببطء باتجاه بيت فدوى للذهاب إلى فريدة -أهلا عبدالرحمن كيف حالك؟ ثم أردفت وقلبها يأن بصدرها اشتياقًا لا يد لها فيه:لي يومين لم أراك.
ابتسم قائلًا وهو يخفف سرعة الجهاز -العمل كما تعرفين كما أن مواعيدنا هذه الفترة مُتضاربة، كيف حالك يا مودموازيل؟
نبرته وحدها كفيلة ببث الطمأنينة بنفسها فأردفت بصوت رخيم بينما تسير ببطءِ-أنا بخير،ذاهبة إلى ماما عند طنط فدوى.
فأردف بخفوت خشن ونفس العضلة تهتز بشكل لاإرادي فيلاحظها فادي-وأنا نصف ساعة بالكثير وآتي سأشاهد المباراة مع فادي.
-أراك هناك إذن.قالتها وهي تشعر بسعادة قلبها لقُرب اللقاء ثم أغلقت معه وما إن أغلق هو الآخر حتى أردف فادي بحذر ونظرة ثاقبة-كنت تواعد من؟
رفع عبدالرحمن حاجبًا مستنكرًا وهو يرد-أواعد؟ هذه شيري كانت تقول لي أنها ذاهبة عند خالتي فدوى فقلت لها أنني أيضًا عائد معك ليس أكثر.
-شيري!!!
قالها فادي بنبرة خاصة ونظرة ماكرة والفكرة ونقيضها تتلاعب برأسه وقد أضناه التفكير منذ العشاء الأخير معهم وملاحظاته التي لم يشعر بكونها عفوية بل لها مدلولات ولكنه لم يحب أن يتعجل.
لاحظ عبدالرحمن لمعان عيني فادي بالشك ونبرته الغير عفوية فأردف باهتمام وهو يوليه كل اهتمامه-ماذا تقصد لا أفهم؟
باغته فادي بقوله-هل هناك شيء بينك وبين شيري؟
فأردف عبدالرحمن بنظرة جادة-شيء مثل ماذا؟
مط فادي شفتيه ثم رد-حُب مثلًا.
ورغم أن عبدالرحمن يأسر مشاعره بقلبه منذ فترة ليست بقصيرة ولكن عزيز عليه إنكار مشاعره لها بالنفي حين يُسأل بشكلِ صريح،وفي نفس الوقت لا يريد أن ينتشر الأمر بهذا الشكل فأردف مراوغًا -من أين أتيت بهذا الكلام؟
أردف فادي بنظرة ثاقبة بينما يسير بخطوات بطيئة على المشاية الكهربائية-لاحظت بعض الملاحظات منك ومنها.
اتسعت عيني عبدالرحمن وتوقف مكانه قائلًا بعينين متسائلتين بلهفِ لم يخفَ على فادي -ماذا لاحظت عليها؟
-لاااا تجلس معي رجل لرجل وتحكي لي كل شيء بصراحة ووضوح وأنا وقتها أقول لك. قالها فادي بنظرته الماكرة يقايضه
ناظره عبدالرحمن بشكِ ثم أردف وهو يدير وجهه للجهة الأخرى-ليس هناك شيء،ربما يُهيأ لك ليس أكثر.
-من هذا الذي يُهيأ له؟ أنت لا تعرف مع من تتحدث؟أنا الأستاذ يا حبيبي وأنت لا تزال تلميذًا لم تصل إلى درجة علمي،وبعد كلماتك هذه أكاد أقسم أن بينك وبينها قصة حب حارة .
ناظره عبدالرحمن بتعجب،كيف يتحدث بثقة هكذا؟ هل بالفعل لاحظ شيء ؟ فأردف فادي وهو يغمز بعينه بتسلية -والسيدة الوالدة على علم بهذه العلاقة؟
اتسعت عيني عبدالرحمن وأردف وهو يجز على أسنانه-لا بالطبع أمي لا تعرف شيء،ولا يوجد شيء بالمعنى الذي تظنه.
سايره فادي وأردف وهو يترك موضعه ويقف أمام عبدالرحمن في دعوة صريحة للمصارحة -جميل إذن يوجد شيء بمعنى أخر غير الذي أظنه،هيا يا قلب خالك كُلي آذان صاغية.
بعد قليل
كان فادي وعبدالرحمن يقطعان الطريق من صالة الألعاب الرياضية إلى البيت بخطواتِ مُتمهلة وقد أفضى عبدالرحمن بسره لفادي الذي كان يستمع بإنصاتِ واهتمام إلى عبدالرحمن وقد تفاجأ بالفعل بمشاعر عبدالرحمن الكامنة تجاه شيري، كان يشك مجرد شك فقطع عبدالرحمن شكه باليقين وحين انتهى أردف فادي وهو يتوقف قليلًا يناظره-أي أنك تحبها ولكن لم تُصرح بمشاعرك .
رد عبدالرحمن بعد زفرة قصيرة -نعم.
-لماذا؟سأله فادي بمنطقية ليرد عبدالرحمن وهو يُفرغ كل أفكاره ومخاوفه دفعة واحدة
-لأسباب كثيرة على سبيل المثال لا الحصر أنا لم ألاحظ عليها أي اهتمام بي ،تتعامل معي كما تتعامل شروق وشمس فكيف أضع نفسي وأضعها في هذا الموقف ؟ ماذا لو قالت لي أنها تراني كأخيها كما هو مفترض وكما أتوقع كيف سيصبح الوضع وقتها ؟ سأضع حواجز وحدود بيننا ولن نعود كما كنا أبدًا،وماذا لو تسرب الأمر إلى الجميع كيف ستكون نظرتهم لي؟ أنكل تيمور كيف سيراني ؟ سيراني خائن للأمانة وربما ظن بي سوءًا ربما ظن أنني كنت غير أمين عليها(ثم أردف بنظرة ينضح منها شعور بالذنب) فادي أنا عشت تحت سقف بيته مع بناته وهو استأمني عليهن جميعًا إن بُحت بشيء كهذا الآن ستهتز ثقته بي وبالتأكيد الأمر سيؤثر على علاقته بأمي .
أردف فادي متهكمًا-أمك لو عرفت بنيتك هذه ستزوجك الفتاة سواء إن شائت البنت أم أبت.
لم تنفرج ملامح عبدالرحمن وأردف بعينين متاثرتين-بالضبط هذه هي أمي،أعرف أن الأمر سيهز ثبات البيت كله إن علم أحد ،ثم أردف بامتعاض:هذا كله ولم يدخل أبي بعد في الصورة فماذا حين يدخل !
كان عبدالرحمن يُفرِغ ما بصدره لسنواتِ بانفعالِ وأفكار مُبعثرة فحاول فادي ترتيب تلك الأفكار قائلًا بجدية-اسمعني يا دكتور أنا معك في كل ما سبق إن بُحت أنت بشيء ولم يكن لدى شيري مشاعر تجاهك فعلا سيكون الأمر حساسًا ولن تعود الأمور كسابق عهدها والنفوس لن تصفو ولكن هذا في حالة أن البنت تراك كأخ ولكن ماذا لو كانت بالفعل تبادلك المشاعر كما لاحظت؟ الأمر هنا سيختلف مائة وثمانون درجة.
أردف عبدالرحمن بشكِ -هل ستقول لي ثانية أنها تبادلني المشاعر لمجرد أنها جلست بجواري يوم العشاء الأخير ووضعت بطبقي قطعة لحم؟ هذا العادي بيننا جميعا يا فادي أنت تعرف أننا جميعا معتادين على بعضنا بحكم تربيتنا معًا.
قالها وهو يواصل السير فلحقه فادي قائلًا-اسمع يا بُني الفكرة ليست فكرة قطعة لحم وضعتها بطبقك الفكرة أنها اقتسمتها معك بشكل رأيته أنا يدل على مدى حبها لك ورغبة في مشاركتك لها نفس الشيء هذا شعوري ولن نخسر شيء إن تأكدنا.
-وكيف سنتأكد ؟قالها عبدالرحمن باستفهام وصدره يحترق بأنفاسه المتسارعة فأردف فادي دون تفكير- نجعل أخت من اخوتك تسألها.
أردف عبدالرحمن بنبرة ساخرة-التوأم؟ أنت تعرف لا تخفي أي منهما شيء عن الأخرى ولا عن أمي إن قلت لواحدة فكأنني أخبر الثلاثة وأنت تعرف أمي إن عرفت أن بقلبي شيء لشيري لن يرتاح قلبها إلا براحة قلبي.
صمت فادي ثانيتين وهو يسير ببطء بجواره وقد اقتربا من البيت ثم أردف-وجدتها ،لا يوجد غير علية ،شيري تحبها سأجعلها تستدرجها لتعرف منها.
أردف عبدالرحمن مُعارضًا -علية ؟ وعلية ألن تخبر خالتي فدوى ويصل الأمر إلى أمي؟
قال فادي بجدية وثقة-لا لا علية أمينة إلى أقصى درجة إن نبهناها إلى حساسية الوضع فلن تُخبر أحد ،علية أهم مميزاتها أنها عاقلة وكاتمة للأسرار لا تقلق من جهتها،سنجعل الأمر سريًا بين ثلاثتنا وإن لم يكن لدى البنت ميل سنكفي على الخبر ماجور كما يقولون ووقتها ترى حياتك ومستقبلك بعيدًا عنها دون أن نقوم بعمل ضجة ليس منها داعٍ.
زفر عبدالرحمن زفرة حارة،يبدو أن لدى فادي الحق فيما يقول،لابد من حسم الأمر خير من ثورة المشاعر المشتعلة بأعماقه هذه...
ولكن السؤال الدائر بعقله،إن لم يكن لديها مشاعر تجاهه فأي حياة سيعيشها وأي درب سيسلكه دونها؟
***
بعد قليل
كان فادي يجلس بحديقة منزله هو وعبدالرحمن حيث كان الطقس دافئًا يشجع على مشاهدة المباراة بالهواء الطلق،رن هاتف فادي وكان بلال فرد عليه قائلًا-أين أنت بلال المباراة أمامها القليل...حسنًا سأنتظرك أنت ومازن مع السلامة.
أنهى المُكالمة في الوقت الذي دخلت فيه علية من باب الحديقة وخلفها جميع الأولاد أولادها وأولاد فدوى وابن فريدة ففتح فادي ذراعيه لابنته يحتضنها قائلًا-أهلا حبيب بابا اشتقت إليكِ .
قبلته الصغيرة وتعلقت بعنقه وصافحت علية عبدالرحمن وجلست بجواره فأردف فؤاد متسائلًا-أين ماما.
رد عبدالرحمن -عند خالتك فدوى.
فأردفت علية-حدثتهما وأنا قادمة واتفقنا أننا سنسهر هنا.
فأردف فؤاد -سأذهب إليها.
تركهم ليذهب إلى أمه في الشقة المٌقابلة وخلفه أسرع كل الأولاد في الوقت الذي أردفت علية بعينين لامعتين -أرأيت ابنتك يا فادي أصرت حين كنا بالخارج أن تشتري علبة لمستحضرات التجميل الخاصة بالأطفال ...بكت حتى أحضرتها لها.
أردف فادي مستنكرًا-ابنتي أنا؟ بدور التي لم تكمل الستة أعوام؟
قهقهت ضاحكة وأردفت-وحين قلت لها أنك لن توافق أن تستخدمها قالت لي لا تقولي له وطلبت أن يكون سرًا بيننا.
قهقه فادي ضاحكًا وهو يقول-ومن قال أنني لن أوافق؟ أنا تعجبت فقط ظننتها لا تفكر في هذه الأمور.
صاحت فيه باستنكارِ-من هذه التي لا تفكر في هذه الأمور ؟ انتظر سأريك ما صممت ابنتك على شراءه.
وقبل أن تفتح حقيبتها قاطعها عبدالرحمن متسائلًا بنظرة ثاقبة-مهلا هل ابنتك قالت لكِ أن تدعي الأمر سرًا وتفشيه أمامنا هكذا ؟
رفعت حاجبًا قائلة -وهل لدى الطفلة التي لم تخرج من البيضة بعد أسرار؟ ثم أنني لا أخفي عن فادي شيء..صمتت قليلًا وهي تردد بشقاوة :انتظر وأمي وشقيقتي رقية.
رفع حاجبًا مستنكرًا متمتمًا -ومن أيضًا؟
قهقهت ضاحكة وهي تقول-المقربون فقط ،ثم اعتدلت قائلة لفادي:سأدخل أنا لأعد لجلستنا بالداخل .
وحين غابت عن أنظارهما حدج عبدالرحمن فادي بنظرة خطرة وهو يردد بنفس نبرة فادي منذ قليل-علية من مميزاتها أنها عاقلة وكاتمة للأسرار! ثم أردف باستنكار:يا رجل إن قلت لها ستذيعها في مكبر الصوت.
قهقه فادي ضاحكًا ثم أردف -هل ستقيس على هذا الموقف يا عبود؟
-نعم ...قالها عبدالرحمن وهو يشدد على فادي قائلًا بنظرة مٌحذرة:فادي لا تقل لعلية شيء أنا سأتصرف بنفسي.
فظل فادي يضحك على هيئة عبدالرحمن الحانقة المتوترة ثم أردف متهكمًا بصوت مُنغم -أهل الحب صحيييح مساكين.
في المساء
كان صوت المباراة بالتلفاز الموضوع بالحديقة يعلو وصوت صيحات التشجيع تعلو عليه من فادي وسامر وعبدالرحمن وبلال و"مازن" الذي كان يشاركهم الجلسة بعد أن تعرف عليهم عن طريق بلال صديقه ووجد منهم مودة وترحيب حتى أن فادي أصبح يحدثه ويدعوه معهم في تجماعاتهم،أما بداخل شقة فادي فكانت سهرة النساء ،فدوى وفريدة وعلية وسهر وسمر وشيري بينما الأطفال يتجولون ما بين الداخل والخارج.
-سهر خذي هذه الصينية واعطها لفادي.
قالتها علية وهي تضع الصينية على المنضدة أمام سهر وتعاود دخول المطبخ لتحضر باقي الأغراض وبالخارج كان الأطفال يلعبون باندماج حين تعثرت قدم هيا لتسقط فأسرع مازن نحوها وقلبه يسقط بين قدميه من مجرد أن يمسها أذى، أردفت الصغيرة وهي تقف على قدميها بعد وقوعها فوق العُشب-أنا بخير بابا .
في الوقت الذي كانت سهر تقف عند باب الشرفة تحاول الإشارة لفادي ليأخذ منها الصينية وحين لمحها مازن اعتدل واقفًا يتطلع فيها لثانية يتأمل وجهها باشتياقِ لا يُخفيه فيتجلى بنظرة عينيه وقد نسى ما أن رآها كل هواجسه التي كانت تؤرق مضجعه الأيام الماضية...
صافية هي كماء نهر عذب يشعر أنه يرى انعكاس صورته بصفحة وجهها الصافي...
-هلا أخذت هذا مني؟ قالتها بنظرة متأرجحة ما بين خجل وعشق حديث العهد وإن كان عميقًا بعُمق سنوات ظنت فيها أنها بعيدة كل البُعد عما يُسمى الحب ...
تناول منها الصينية بابتسامة صغيرة رزينة وأردفت هيا وهي تقترب منها -خذيني معكِ بالداخل .
احتضنتها سهر بحنان وأردفت لمازن بخفوت قبل أن تعود أدراجها برفقة هيا-سآخذها معي بالداخل لا تقلق عليها.
أومأ لها برأسه بنظرة خاصة ثم عاد إلى موضعه ووضع صينية المشروبات على المنضدة وكان فادي قد لاحظ الثواني التي تحدث فيها مازن مع سهر فساوره خاطر ولكنه لم يُبدي اهتمام ظاهري.
أما مازن فشعر في هذه اللحظة أنه يريد أن يقطع الخطوات الفاصلة بينه وبين سهر ،يريد وصالها ويشتهي قربها ،فراشه البارد يفتقد لسحر أنوثتها،مشاعره الحسية التي لم تستثيرها أنثى منذ زمن "بل على العكس كان أحيانا يصبه الاشمئزاز" كانت تتحرك كلما رآى طيفها،ما يقف أمامه فقط شجاعة يفتقدها ليصارحها بماضيه كله ... انشغل عن متابعة المباراة بمشاعره التي طفت على السطح ولا ينكر شعور بالخجل من نفسه أنه يحب الفتاة وصارحها وشقيقها وخالها وزوج خالتها يجلسون معه ولا يعرفون شيء...
ضميره الحي وأخلاقه استنكرا الأمر ...هو لا يفعلها ويعرف أن سهر لا يليق بها إلا أن يحسم أمره وللمرة الثانية قفز من الخطوة الأولى إلى الثانية مباشرة وقبل أن يفكر كيف يصارحها بأمره سحب هاتفه وكتب لها على تطبيق الرسائل
-سهر.
دقيقة واحدة وأتاه ردها -نعم.
-أريد أن أتقدم لكِ رسميًا ،المفترض أن أتحدث مع من أولًا الدكتور تيمور أم عبدالرحمن أم فادي؟
توقفت الكلمات بحلقها وهي تشعر باقتراب حلم جميل بعيد على التحقق ثم كتبت له بأنامل مرتجفة - دعني فقط أُمهِد الأمر لأبي .
-هل من الممكن أن يرفض؟
كتب تساؤله باضطراب وتحفز لتكتب له مباشرة -لا تقلق إن شاء الله خير.
استئذنته لتنهي المحادثة لأنها تجلس بين الجميع ولا تتحدث بأريحية وفي الحقيقة كانت تنظم أنفاسها المتلاحقة فهي حقًا لا تستطيع توقع رد فعل والدها على كونه سبق له الارتباط وله ابنة ...وهي لا تريد أن تخسر مازن أو تعرضه لأي حرج ...
***
بغرفته يتمدد بفراشه بعد يوم عمل طويل وأول شيء تصفحه رسائلها بابتسامة واسعة،كانت سمر قد أرسلت له أخر لوحة رسمتها،وجهها ووجهه متجاوران بملامح أقل ما توصف بها أنها ساحرة ودون سؤال أدرك أنها تصف اللحظات الخاصة بينهما فترصد ملامح كل منهما وهو يستمع إلى اعتراف الحب من بين شفتي الآخر...
قام بوضع قلب أحمر وعلق بكلمة واحدة -رائعة. ثم اتصل بها مباشرة وقد اشتاق لسماع صوتها وهي حين رأت اتصاله انتحت جانبًا ببيت خالتها في ركن بعيد عن الصخب وردت عليه قائلة
-أهلا.
-أهلا حبيبتي كيف حالك؟
شعور بالذوبان أصبح يلازمها كلما استمعت منه إلى كلمة حلوة ولكنها تمتص أثر كلماته لتصنع مهرجان صاخب بداخلها وظاهريًا تبدو بهذا الثبات العجيب.
-أنا بخير.
-اشتقت إليكِ وأريد أن أراكِ.
استرخت في جلستها وهي تثني ساقيها لتجلس بأريحية وتمتمت-سآخذ هدنة الفترة القادمة وغالبًا لن أستطيع رؤيتك.
رفع حاجبيه بتساؤل-أي هدنة؟
قالت موضحة - بعد المعرض وارهاقه لابد من أخذ هدنة،فارس أنا فنانة حرة أعمل برغبتي لا أعمل عند أحد ولا مُلزمة بعمل بمواعيد ثابتة هذا ضد شخصيتي لذلك بعد كل فترة ضاغطة تجدني آخذ إجازة أستعيد فيها طاقتي.
أردف دون فهم-وما علاقة هذا بمقابلتي؟
أردفت موضحة-حين كنت أراك كان لدي سبب للخروج الآن أين سأقول أنني ذاهبة ؟
ثم أردفت بجدية يخالطها حرج أن يفهم تبريرها بشكل خاطيء-فارس أنا لي أب وجد ولي أخ وطبعا أنكل تيمور أنت تعرف مكانته ففكرة أن نتقابل في أي وقت هذه غير مُناسبة .
أخذ نفسًا قصيرًا ثم أردف دون جدال معها وفكرة واحدة تلمع برأسه-لا عليكِ سمر أنا أتفهم الأمر.
رددت بارتياح-حمدًا لله.
فأردف وهو يشعر بمشاعره تحمله معها على بساط الريح-هل تصدقيني إن قلت لكِ أن يومي أصبح ناقصًا دونك ككوب قهوة خال من ذرة سكر؟ وأن صوتك فقط هو من يجعل كل حواسي تسترخي بعد يوم عمل طويل ؟ وأن رؤية وجهك هي من تجعل شفتي تبتسمان والضحكة تخرج من أعماق قلبي وأنا معك؟ لا تظني أن الأشهر الماضية مرت علي هينة وأنتِ أمامي دون أن أبوح لكِ بمشاعري أنا منذ اليوم الأول يا سمر وأنا أدركت أن هناك رباط ربط قلبي بقلبك.
تضخم قلبها من كلماته الخارجة من صميم القلب فأردفت بصوت ناعم -ولمَ لم تبوح بمشاعرك من وقتها؟
أردف وهو يغمض عينيه ولازال شعوره بأنه يجلس بجوارها على بساط الريح يلمس النجوم بيديه وأغلى نجمة كانت هي -لأنني أردت أن أعطي لنفسي الفرصة للنهاية،الفرصة للتعرف عليكِ وحتى تتعرفي علي،الفرصة حتى حين أصِل معكِ إلى هذه المرحلة أكن على قناعة تامة ويقين .
تنفست الصعداء وسمع صوت أنفاسها فأردف باحتياج حقيقي-أنا سأتحدث هكذا كثيرًا؟ ألن أسمع منكِ أي كلمة؟
ابتسمت شفتيها وأردفت بمراوغة -كلمة مثل ماذا؟
-أي كلمة حلوة يا سمر أنا مشتاق وعندي لوعة.
قالها بنبرة بائسة تنضح باحتياج وهو يمارس عليها فن المراوغة كما تفعل فأردفت بنظرة متسلية -بسبوسة.
ضيق عينيه متسائلًا-ماذا؟
ادعت الجدية وهي ترد-ألم تطلب أن أقول كلمة حلوة؟ثم لانت نبرتها وهي تُكمِل: بسبوسة هي أحلى ما قد تتذوقه .
قهقهه ضاحكًا بملء فمه وانتقلت عدوى الضحك إليها فيغرقان معا فيه إلى أن قال من بين ضحكاته-أنتِ مشكلة كبرى يا سمر.
فأردفت بغنج غير مقصود-وهل تستطيع التعامل مع المشاكل يا دكتور؟
فأردف بعد زفرة قصيرة-أنا لها... وهي لي.
فترد بنبرة متسلية-حمدًا لله جاء القبول والرضا من عندك.
فأردف بصوتِ رخيم-أنا راضٍ بكل شيء يأتي منكِ يا جنيتي الملونة التي ظهرت بحياتي لتحيل بعصاها السحرية ظلمة حياتي إلى ألوان قوس قزح .
الوصف هذا يدغدغ قلبها بشعور لذيذ فتركت نفسه تستمتع بسحر كلماته وتتذوقها إلى أن أردف -وبالمناسبة أنتِ أحلى من البسبوسة.
بهدوءِ شديد كانت مهيرة تدخل عبر الباب الذي لم يكن مؤصدًا وهي تستمع إلى همسات ابنها وضحكاته وهو حين شعر بها اعتدل بجلسته وأردف لسمر -سأغلق الآن وأحدثك لاحقًا.
وحين أغلق معها ابتسم لأمه قائلًا-تفضلي ماما.
جلست بجواره على طرف الفراش وأردفت بشكِ-مع من كنت تتحدث؟
تنحنح قائلًا والنظرة بعينيه تدعم نبرة صوته لتؤكد أن ما تشعر به ليس وهمًا -هذا ما كنت أريد أن أتحدث معكِ فيه.
-ماذا حبيبي؟ قالتها بحذر
فأردف -أريد أن أتزوج،أخيرًا وجدت الفتاة التي عشت سنوات أبحث عنها.
هوى قلبها بين قدميها وهي تتسائل -من؟
-شقيقة طالبة عندي بالكلية تعرفت عليها حين كانت تأتي برفقة أختها.
كست الجدية ملامح وجهها وهي تتسائل-وهل العلاقات العابرة هذه تصلح لبناء بيت؟
أردف بجدية وحمائية-لا ...الأمر ليس كما تتصوري أنا بالفعل أحببت سمر وهي كذلك لي أشهر أعرفها ومشاعري تجاهها واضحة وللعلم هي ابنة عائلة محترمة،حين تتعرفين عليها ستحبينها.
غص حلقها واختلج خافقها بشعور خفي بالخوف عليه أن يقع مع أسرة لا تناسبهم وقبل ذلك على أبناء ابنها اللذان كانت تبني آمالا على زواجه من أمهما تأمينا لمستقبلهما .
حاولت التماسك حتى تعرف منه ما تريد معرفته فأردفت بهدوء مصطنع -أخبرني أكثر عنها من هي وابنة من وأين تسكن وما هو مؤهلها؟
ابتسم ابتسامة شعرتها مختلفة،مميزة وكأنه مسحور فازداد وجيب خافقها وأخذ هو يحكي لها بالتفصيل عن جنيته الملونة .
***
الماضي مربوط بالحاضر برباط وثيق وكلاهما يرسمان الطريق للمستقبل ويحددان تفاصيله وهو لم يخطر بباله اطلاقًا أن تجارب الماضي سيكون لها هذا الأثر على مستقبله... ليس مستقبله هو وحسب! بل مستقبل أعز ما لديه ..
كان عمر يجلس بالاستقبال بشركة عبدالمجيد مهران الذي طلب مقابلته لأمر هام وأتاه وسط دهشته ليعرف ماذا يريد منه ...
أما عبدالمجيد فكان بحجرة مكتبه الفخمة يجلس خلف مكتبه يأخذ نفسًا طويلًا من سيجاره الفخم بروية ،الزمن مر عليه كما يمر على الجميع وطبع آثاره على هيئته ،الشعر الأبيض صبغ معظم خصلات شعره وخطوط وجهه أصبحت غائرة وعينيه ثاقبتين كالمعتاد وجبروته يحيطه كهالة لا تفارقه ..
أردف أدهم مساعده ويده اليمنى منذ سنوات باهتمام-أجعله يدخل يا باشا؟
مط عبدالمجيد شفتيه ثم أردف بهدوءِ شديد-عشر دقائق أخرى ثم يدخل،اجعله يحترق بالانتظار.
أردف أدهم باهتمامِ -معاليك هل تريد منه شيء محدد؟
سأله وهو يعرف أنه الوحيد المخول له سؤاله لمكانته لديه فأردف عبدالمجيد بابتسامة خبيثة -عمر غالبًا نسي تحذيري القديم له ، انصاع عدة سنوات لأوامري لكنه له فترة في انتعاشة فأردت فقط تذكيره باتفاقنا القديم.
لم تمر سوى دقائق حتى كان عُمر يدخل بقامة مشدودة مكتب عبدالمجيد وبعد أن ألقى السلام جلس دون دعوة فرفع عبدالمجيد حاجبيه قائلًا بنظرة ثاقبة-أهلا يا عمر.
-أهلا يا عبدالمجيد بك.
قالها عمر بروتينية ودون مقدمات أردف عبدالمجيد وهو يهز كرسيه يمينًا ويسارًا بهدوءِ مستفز-لمَ نسيت اتفاقنا القديم يا عمر؟
-أي اتفاق؟ سأله عمر بجهلِ حقيقي فيرد عبد المجيد بعجرفة- اتفقنا ألا تستمر في الأعمال التي تعلمتها وتوصلت إلى درجة الإتقان فيها بفضلي أنا فليس من المنطقي أن تتزوج ابنتي فقط لتجعلها سُلما تصل بها إلى مبتغاك ثم بمنتهى الاستهتار تتزوج عليها أخرى وتحطم قلبها لتصل إلى ما وصلت إليه وفي النهايه تفوز أنت بما كنت تخطط له.
تعجب عمر من كلمات عبد المجيد الغريبة ومن منطقه فأردف والدهشة ترسم أماراتها على ملامح وجهه كلها
-على ما أتذكر فإن ابنتك هي من طلبت الطلاق قديمًا،وعلى ما أتذكر لم نكتب عقودًا تٌلزمني بعدم العمل في هذه المجالات،إلى جانب أن هذا الأمر معذرة ليس من شأنك وليس لك دخل به.
رفع عبد المجيد حاجبيه من جرأته وأردف ببرود-أنا كلمتي سيف على رقبة الجميع يا ولد أم نسيت؟ وأنت لك عدة سنوات وأنت تتسلل إلى كل الاعمال التي اتقنتها بفضلي وفضل علاقاتي سواء عملك في الشركات المُنافسة لي وبالطبع تٌسرب لهم كل ما عرفته عني حين عملت معي أو أسهم البورصة التي تؤجر من يضارب لك فيها دون ظهور فعلي لك وتظن أنني لا أدري وانتهاء برغبتك في الترشح بمجلس النواب كما عرفت (رفع سبابته قائلًا بحزم) رغم أنني حذرتك من هذا وقلت لك طوال ما أنا موجود به فلن تطأه قدميك.
كان عمر يستمع إليه باندهاش وتعجب وانفعال وأدهم يقف بجوار عبد المجيد مستمع ليس أكثر فأردف عمر بوجه محتقن -وهل اشتريتني لتتحكم بي وبأعمالي؟ هذا شيء يخصني ثم أن ابنتك على ما أعلم تزوجت منذ سنوات فلمَ لم تتجاوز الأمر بعد؟
أردف عبد المجيد ساخرًا- وهل تظن أنني أفعل ما أفعله معك حزنًا على ابنتي أو لأن ابنتي لم تتزوج بعدك؟ أنت واهم إن ظننت هذا،أنا أفعل ما أفعله لأنك تجاوزت حدودك معي قديمًا واستهترت بي وظننت أنك باستطاعتك أن تتزوج على ابنتي من خلف ظهري ولن أعلم شيء،أي أنك تزاكيت يا عمر واستغبيتني وهذا لا يصح أن تفعله مع واحد من الكبار،ولأنك من البداية كانت نيتك التسلل إلي في العمل لتستفاد من علاقاتي ونفوذي وإن كنت أنا سمحت بهذا قديمًا فبناء على رغبتي والآن ضد رغبتي وجودك بشكل عام فكما قلت لك لن تطأ قدميك المجلس إلا على جثتي (ثم أردف وهو يدور بمقعده دوره كاملة فيولي عمر ظهره) وتذكر أنني قديمًا حذرتك أنت فقط والآن أستطيع أن أحذرك أنت وآخرون،عليك الخوف على نفسك يا عمر أنت ومن يهمك أمرهم( استدار مرة أخرى بمقعده دورة كامله ليولي عمر وجهه وهو يشير بيديه في الهواء بنبرة متسارعة وكأنه يقرأ أحد مانشيتات الجرائد)
فربما نجد مثلا صباح اليوم التالي في الجرائد خبر بعنوان طبيب مبتدئ متهم بالتحرش بإحدى مريضاته أو... صيدلانية شابة تحقن مريض بحقنة خاطئة فتتسبب في وفاته أو... فنانة مغمورة يٌقبض عليها بتهمة اعطاء رشوة لموظف حكومي لقبول عملها بإحدى المسابقات التي ترعاها الدولة ...
اتسعت عيني عمر عن آخرهما من هول ما يسمعه فالمعنى لا يمكن أن تخطئه أذن أو يختلط عليه فهمه ،يهدده عبد المجيد بأبناؤه ولماذا كل هذا من أجل حقده ورغبته في الاستحواذ على كل شيء وعنجهيته التي تجعله لا يتقبل وجود عمر ولا نجاحه في أي مجال وقد بدأ بالفعل منذ سنوات العودة للأضواء وأخذ يلمع نجمه في المجتمع بعد أن خفت وانتحى جانبًا لسنوات قليلة بعد طلاقه من رؤى ،تلك السنوات التي كان يرتب فيها حساباته ويعيد تحديد أولوياته وحين بدأ يشم أنفاسه من جديد بفضل تشجيع أصدقائه المقربون ها هو عبد المجيد يلوح له بتهديدات يعلم تمام العلم أنها ليست مجرد تهديدات وأنه قادر على فعل الكثير فهو يده طائلة ولديه حصانة ونفوذ
توقفت الكلمات في حلق عمر ولمعت عيني عبد المجيد بظفرِ وهو يقول بحزم
-المقابلة انتهت يا دكتور اكتفي بالجامعة التي تعمل بها واحمد ربك أنك لم تُفصل بعد منها ولا تقف في طريقي ثانية ولا تفكر في الانتماء لمنافسيني لأنك لن تستطيع الوقوف أمامي.
خرج عمر من مكتب عبد المجيد وهو لا يجد كلمات ينطقها ويشعر أن الرؤية بعينيه ضبابية ،لجمته كلمات عبد المجيد رغم أنه ليس بضعيف ويستطيع الرد عليه ولكنه يعلم تمام العلم أن يده طائلة وهو يهدده صراحة بأبنائه لأنه يعلم تمام العلم أنهم نقطه ضعفه،أغمض عينيه وهو يخرج من بوابه الشركة يسير ببطء في اتجاه سيارته يشعر بالماضي يجثم فوق صدره
ألهذه الدرجة آثار الماضي وندباته تظل عالقة لازوال لها !
علاقة دخلها منذ سنوات وانتهت وزال أثرها من نفسه حتى أنه نسي تفاصيلها أيظل أثرها منطبعًا على حياته ومستقبله هكذا !
نهاية الفصل الثالث عشر
قراءه ممتعه باذن الله
***









jehan, halloula, kaj and 22 others like this.

Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 06-03-23, 08:39 PM   #184

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

ربنا بيسلط ابدان على ابدان يا عمر
انت ظلمت ناس كتير و كله سلف و دين


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-23, 09:14 PM   #185

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

اي هه
هاي القفلات اللي بتفتح النفس
روحي يا هبة الله يفتحها بوجهك دنيا واخرة😍


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-23, 10:51 PM   #186

هدير تركي

? العضوٌ??? » 494889
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » هدير تركي is on a distinguished road
افتراضي

فصل روعه روعه يا هوبا. حاسه ان ام فارس هتعمل حاجه مش تمام وكمان احساس ان زوجه مازن عايشه. ولفظ ماتت انها عملت حاجه كبيره علشان كده ماتت بالنسبه له. فصل روعه ومشوق ومنتظرين معرفه الاحداث. سلمت اناملك ❤❤😍

هدير تركي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-23, 11:07 PM   #187

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي ازهرت بساتين الورد

الماضي مرتبط بالحاضر كل بين د لعمر أذى كتير أشخاص عم افندي
شيري وعبد الرحمن لازم يتصارحو
سهر وسحر ننتظر يتحركوا الشباب تسلم ايدك فصل راىع


سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-23, 11:35 PM   #188

ماماسماح

? العضوٌ??? » 495260
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » ماماسماح is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك هوبا فصل قمر ياقمر 😘😘😘

ماماسماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-23, 01:25 AM   #189

Megd

? العضوٌ??? » 463024
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » Megd is on a distinguished road
افتراضي

مبدعة يا هوبا و عجبتنى نهايه الفصل
خلى عمر يتربى بقى شوية و يدوق شر اعماله


Megd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-23, 01:53 AM   #190

ندي سيف

? العضوٌ??? » 420358
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » ندي سيف is on a distinguished road
Rewity Smile 5

فصل رائع تسلم ايدك
فادي قاعد زي الرادار بيلقط اي إشارة بين اي اتنين
فرحانة في عمر علشان القرارات اللي بياخدها الواحد بتاثر عليه وعلى اللي حواليه العمر كله
ام فارس حرام عليها تظلمه علشان اولاد اخوه وشكلها هتتلكك علشان ابو وأم سمر منفصلين
معاذ ايه حكايته لسة هنعرف


ندي سيف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.