آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          1032- رجل صعب - كاي غريغوري -عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1031 - الأمان في الحب - ساندرا فيلد -عبير دار نحاس* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي رواية اعجبتكم اكثر
اختلاف متشابه 3 6.00%
جدران دافئة 6 12.00%
الروايتين جميلات بنفس القدر والمستوى 41 82.00%
المصوتون: 50. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree8420Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-23, 08:23 PM   #711

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي


اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .... جمعة مباركة بنات
راح انزل الفصل حالا .... ركزوا بالسرد حتى تعرفون دواخل الابطال ... انتظر ارآكم بكل لهفة وحب بتعليقاتكم يزيد حماسي وارجع اكتب اكثر ... ان شاء الله القادم يعجبكم كالعادة اعتذر عن الاخطاء الاملائية الغير مقصودة .

........

الفصل الخامس عشر
............
كلّما كانَ العطاءُ كثيراً
كانَ الخذلانُ أشدُّ إيلاماً
كأنْ تُهدِي أحدَهم روحَك
ثم يسألك: " ماذا أعطيتني؟ "

اليوم التالي صباح

يتناولون وجبة الإفطار في المطبخ ... وكل واحدٍ منهم مشغول بافكاره الخاصة .. صيب والحاجة نرجس ... أيام وأخيرا منسة التي كانت تطعم أبنتها الكعك المغمس بالشاي والحليب وهي هادئة ... غير مبالية بما حدث أمس ... تتصرف وكأن شيئا لم يحدث ... وكأن قيس لم يأتي البارحة ولم يرمي تهديده بوقاحة وثقة ... ما بال مشاعرها اصبحت مثل جلمود صخر ... لا تتاثر ولا تهتم ... وكانها اصيب بخدر مزمن للاعصاب ... امن المعقول ان تتغير مشاعرها بهذه السرعة .... عدة اسابيع كفيلة بأن تجعلها تمقته وتكره رويته لهذه الدرجة ؟ بدد صيب الصمت الذي خيم حولهم قائلا بجدية :
- اذا فعلها حقا وجاء فأنا سأطرده
بينما قالت خالته وهي تضع يدها فوق خدها بحيرة :
- عجيب كيف يملك من الوقاحة ما جعله يعود لبغداد مرة اخرى لا ويطالب برؤيتها ايضا ؟!
هتف صيب بحدة وهو ينظر لخالته بعبوس :
- قلت سأطرده لا تشغلي بالك ولا تهتمي
اجابت خالته وهي تبادله النظرات بقلق ... قلق يأكل قلبها على ابن شقيقتها الراحلة والذي كانت معزته عندها مثل معزة اولادها بل واكثر فهو يتيم الابوين منذ الصغر شب وترعرع تحت جناحها وامام انظارها المهتمة بهم جميعا على الدوام :
- اخاف ان تنشب بينكم مشكلة ويتطاول عليك يا صيب
قال بثقة ولهجة ساخرة :
- قيس هذا اكبر جبان في العالم تهديداته الجوفاء الفارغة كلها لا تهز شعره واحدة من رأسي .
وقبل ان ترد خالته تدخلت منسة بهدوء وهي تشرب ابنتها جرعة من الشاي المخلوط بالحليب :
- صيب .. أن جاء قيس دعه يدخل
قطب حاجبيه قائلا بتوبيخ أخوي :
- أدخله ؟! ماذا يا منسة ؟ لا تقولي بأنك وافقتي على العودة له ؟!
بينما قالت والدتها بعدم رضا ورفض تام :
- ماهذا الكلام يا منسة كيف تريدين ان ندخله لمنزلنا بعد كل ما فعله ؟
سحبت نفسا عميقا ثم اعتدلت بجلستها ... رفعت رأسها ونقلت نظراتها بينهم قائلة :
- انتم لا تعرفون قيس مثلما اعرفه أنا ... هو لن يكف أذاه عني مالم انهي الموضوع معه وجها لوجه ... يجب ان اخبره بأني انتهيت معه ولا مجال للعودة ابدا ... بغير الحديث المباشر والصريح لن يقتنع ابدا
صمتت والدتها غير مقتنعة بينما حاول صيب الاعتراض لكنها اوقفته بحسم وثبات :
- لا ... لا ياصيب .. ارجوك دعني انهي الموضوع بنفسي ولا اريد لاي واحد منكم ان يتدخل .
وما أن انتهت من حديثها حتى تردد صوت جرس الباب وقد كان هو تنفست لعدة مرات تحاول ان تشجع نفسها وتبث داخلها الثقة والقوة ... وهي تهمس داخلها بثقة وهمية ...
" المواجهة لابد منها ... كوني شجاعة يا منسة وافعليها "
.....................


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:23 PM   #712

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

كان يجلس في الصالة بينما جلس صيب في الطرف المقابل له وهو يهز ساقه بعصبية ... ينظر له عابسا بغضب وحقد ... مرت بضع دقائق ثم دلفت منسة مع والدتها بلا مبالاة ... وقفت امامه قائلة ببرود :
- نعم ؟ خيرا ؟! أبلغني صيب بأنك تريد التحدث معي لأمر ضروري !
وقف بدوره واجاب بهدوء :
- وحدنا ... نتحدث وحدنا دون وجود متطفلين .
هب صيب واقفا بسرعة وهو يرفع اصبعه ويقول بانفعال وتحذير :
- لا يوجد هنا متطفل غيرك ... احترم نفسك وقل ما جئت لاجله امامنا جميعا
رفع قيس حاجبيه وأجاب ببرود وهو يثبت نظراته عليها :
- قلت نتحدث وحدنا يا منسة
اراد صيب الاعتراض لكنها قالت موجهة حديثها له بلطف :
- لا بأس يا صيب ... سأذهب هنا في غرفة المعيشه وارى ما يريده
كانت والدتها تقف تراقب ما يجري بعجز وصمت ... تريد التدخل لكن ابن شقيقتها تحدث بما كانت تريد ان تقوله هي ... أجاب صيب بلهجة حادة وهو ينظر لقيس :
- حسنا ... كما ترغبين منسة ... وأنا ساجلس قرب الباب أن احتجتي لاي شيء فقط نادي عليّ وسأكون عندك مباشرة .
أومأت موافقة ثم توجهت نحو غرفة المعيشة وقبل ان يلحقها قيس اوقفه صيب وهو يمسك ذراعه بقوة .. قائلا بهمس :
- احذر ... انت مراقب غلطة واحدة وسانام فوق صدرك اساسا انا اليوم شهيتي مفتوحة للمشاجرات والضرب .
ابتسم قيس بسخرية قبل ان يدفع يده و يدخل ورائها بثقة ... وقفت منسه وسط الغرفة وقالت وهي تكتف ذراعيها فوق صدرها :
- حسنا انا استمع ؟!!!
تنهد ووقف قبالتها قائلا بهدوء وهو يثبت نظراته العميقة التي عشقتها سابقا ولا تعرف حقا كيف ولماذا احبته :
- اذا هل فكرتي ؟!
لوت جبينها مدعية عدم الفهم :
- بماذا ؟!
تقدم خطوة لتتراجع هي خطوتين .. سحب نفسا عميقا ثم اطلقه على مهل وقال بعتب :
- بنا طبعا يا منسة ! هل يعجبك الحال الذي وصلنا إليه ؟ كل واحد منا مشتت ما بين بغداد والبصرة ... متى تنوين العودة ؟!
لم ترد عليه بل ظلت واقفه تنظر له بغموض وبرود ازعجة ليهتف بحدة :
- هي منسة صدقيني الامر برمته لا يستحق منك هذا العناد !
رفعت حاجبيها وقالت مبتسمة بسخرية :
- عناد ! هل تعتقد بأن ما افعله هو مجرد عناد ؟!
ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة ولطيفة وهو يجيب برقة :
- اجل حبيبتي عناد طفولي وغيرة ... غيرة غير مبررة فأنت تعرفين جيدا بأني احبك انت ... انت فقط ...
تنهدت بملل وضجر ثم قالت بلا مبالاة :
- ارجوك ... بجدية ... هل تعتقد حقا باني اغار ؟ ممن وعلى من ؟
اشارت عليه بسبابتها واردفت باستخفاف جعل غضبه يتصاعد :
- عليك انت ؟ عزيزي الغيرة تتولد اذا كان هناك حب واهتمام يجمع الطرفين وانت اصبحت فعلا لا تعنيني ولا تهمني ابدا حتى لو تزوجت علي اربع لم يعد الامر مهما .
اجابها بحقارة وخبث :
- اذا كان الامر كذلك اثبتي ذلك وعودي معي
عقدت حاجبيها وهتفت بحدة :
- الا تفهم ما اقوله يا قيس ؟ انت لم تعد تعنيني ابدا ثم انا غضبي كان اساسا بسبب الخيانة والغدر والاستغفال هذا بالاضافة لاشياء اخرى تحملتها من اجل شخص كنت اظنه يستحق لكن تبين لي العكس واحمد الله انه فتح عيني المقفله عن ابصار الحقيقة التي كانت تدور حولي طوال الوقت .. وأنا اتجاهلها بغباء وحسن نية .
تخصر وسألها وهو يضيق عينيه بريبة :
- والان ماذا ؟
رفعت ذقنها وقالت مبتسمة بثقة :
- لن اعود وقراري هو نفسه لم يتغير .. لذلك وفر عليك عناء السفر الطويل وطلقني .
حدق بها مطولا لعدة دقائق قبل ان يقول بهدوء ولطف :
- حسنا منسة وانا لن أأخذ كلامك على محمل الجد ... من اجل العشرة التي جمعت بيننا ساعطيك فرصة اخيرة لتفكري .
ثم اردف بحقارة مظهرا ... بل عاكسا الظلال السوداء التي كانت خامدة داخله والتي ورثها حتما من والدته .... وهو ينظر لها نظرات مستفزة كانت تكتشفها لأول مرة :
- وبهذه الاثناء ... اقصد وقت التفكير ... انا ساخذ ابنتي معي
ما أن اتم جملته حتى شعرت وكأن شيء ثقيل وقع فوق رأسها .. خدر يسري بانحاء جسدها ... بل شعرت وكأنه خلع قلبها من بين اضلعها بيده المجردة وبكل قسوة وجبروت ... لم يكن قيس الذي تعرفه من كان يقف امامها الآن ... بل كانت جليلة بكل طغيانها وخبثها ونذالتها .... ابتلعت ريقها وهي تنظر له بصمت ليكمل كلامه وتلك الابتسامة المزعجة الحاقدة لا تفارق شفتيه ابدا :
- كوني عاقلة من اجل ابنتك لو كان امرها يهمك
انحنى ناحيتها قليلا وهمس بلهجة متوعدة ومهددة :
- جربي ان تعارضي او ترفضي اعطائي مريم قسما بالله سوف ....
قاطعته بسرعة وهي ترسم ابتسامة لا مبالية على شفتيها ... تدعي إنها غير مهتمة لكنها كانت تموت من الداخل ... روحها تحترق وهي تتخيل مريم وحيدة هناك ... تتقاذفها الايدي التي لا تخاف الله .... تتعرض لأمور لا تريد حتى تخيلها لأنها لو فعلت ذلك لانهارت الان حالا وجثت على ركبتيها امامه تتوسله وتنوح :
- ولماذا اعارض او ارفض ؟ أنت والدها ومن حقك ان تأخذها عندك ... ولو ان قراري لن يتغير ابدا ... لكن لا بأس ... لك ما تريد ... الآن حالا سأحضر حقيبتها واغير ملابسها ... انتظرني خمس دقائق واعود .
خرجت بهدوء وهي لا تزال تبتسم تكبح دموعها بإستماتة .... وما أن خرجت من الغرفة حتى تهاوت دروعها المتصدعة ... وبدأت دموعها تنساب فوق وجنتيها بالتناوب ... وقفت والدتها بسرعة بينما تحدث صيب بقلق :
- مابك منسة ماذا قال لك ؟!
همست بخفوت وهي تبدأ التحرك نحو غرفتها متجنبة النظر إليهم :
- لا شيء ... تفاهمنا ... وتم حل الامور بيننا ...
لحقت بها والدتها وهي تراقب ما تفعله ابنتها حيث اخرجت الحقيبة الصغيرة من الدولاب ثم نادت على ايام لتحضر مريم عندها ... سألتها بعدم فهم :
- ماذا تفعلين يا منسة ؟
اجابت وهي تبدأ بوضع بعضا من ملابس ابنتها في الحقيبة :
- مثلما ترين امي احضر حقيبة مريم ... ستذهب مع والدها
شقة عميقة خرجت منها وهي تضرب صدرها بقوة متزامنة مع دخول ايام وهي تحمل مريم وتنظر لما يجري مقطبة ... هتفت والدتها وهي تقترب منها وتحاول منعها :
- مجنونة أنت ؟! مجنونة ؟! كيف تسلميها لهم بيدك كيـــــــــــــــــــف ؟!!
اتمت منسة عملها وجسدها يتحرك وكأنه بلا روح ... اي روح ستظل عندها وابنتها ستؤخذ من احضانها بعيدا ؟! تعمدت أن لا تضع كل ملابسها بل أكتفت ببضعة قطع اساسية يكفيها لمدة اسبوع أو عشرة أيام .... أجابت وهي تغلق سحاب الحقيبة :
- لانه سيرجعها ...
هزت الأخيرة رأسها وقالت :
- وهل تصدقين بأنه سيرجعها ؟ هذا ملعوب منه يريد من خلاله الضغط عليك لكي تعودي اليه
جثت على ركبتيها أمام ابنتها ثم سحبتها لتحتضنها بقوة ... تحاول ان تكبح الدموع التي تجمعت بعينيها مرة اخرى ... لكنها عاندتها ونزلت بغزارة ... همست بأنكسار وتعب :
-اعرف ومتاكدة من غايته لكن لا بأس ... لا بأس ... هو سيرجعها ويطلقني .. ليس هذا فحسب بل سيتنازل عن حضانتها لي ايضا .
تدخلت أيام بقلق وعدم اقتناع :
- لكن يا اختاه كيف انت متاكدة من انه يفعل ذلك وليس عكسة
اجابت منسه وهي تمرر يدها فوق شعر مريم الحريري التي كانت لا تزال مستكينه هادئة باحضانها :
- لان ثقتي بالله عاليه ... وكلي يقين وأمل بأن سبحانه وتعالى لن يخذلني ويحرق قلبي مرتين .
عم الصمت بينهم لعدة دقائق قبل ان تطلب منسة منهم الخروج قائلة :
- اتركوني مع مريم ... اريد التحدث معها وحدي .
وبالفعل خرجوا واغلقوا الباب ووالدتها تحوقل تارة ... تستغفر تارة ... وتتحسب تارة اخرى .... ابعدت منسة ابنتها قليلا ثم نظرت لوجهها وابتسمت بألم ...سالتها مريم بنبرة طفولية :
- لماذا تبكين أمي ؟!
اجابت بغصة وهي تمسح دموعها المنسابة :
- ابكي ... لان والدك سيأخذك مني
حدقت بها مريم بصمت وهي تقلب شفتها التي بدأت بالارتجاف معلنة عن بكائها الوشيك ... لتسارع منسة وتسألها بلطف :
- تريدين الذهاب معه أم البقاء هنا معي في منزل جدتك ؟!
اجابت وهي تفرك عينها :
- اريد البقاء معك ... احب ابي ... لكني احبك واحب جدتي وخالتي أيام وخالي ميثم وصيب أكثر منهم .
ابتسمت منسة بدهاء ثم قالت :
- هناك خطة صغيرة ان نفذتها بحذافيرها مثلما سأعلمك فأنت ستعودين هنا خلال ايام قليلة ... قليلة فقط .
اردفت عندما لاحظت ملامح مريم البريئة وهي تنظر لها بفضول :
- سأخبرك به الآن ... شرط ان تبقى خطتنا سرية ... لا احد يعلم بها سوى أنا وأنت فقط ...فقط يا مريم اياك ان تتفوهي بحرف امام احد ... فهمتي ؟!
هزت مريم رأسها بالموافقة بينما بدأت منسة تعلمها ما عليها فعله بالضبط .


.........................


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:24 PM   #713

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

سجاد
ما غَابَ مَن أَهوَاهُ عَنِّي لحظةً
فالْقَلبُ مِنِّي لِلأَحبَّـةِ مَنزِلُ
إنْ فَاتَني مَرْأَى الحبِيْبِ فَطَيْفُهُ
دَوْمًا أرَاهُ بِجانِبِي لا يَرْحَلُ


قبل المغرب بقليل

دلفت أيام في غرفتها بخطوات سريعة وهي تفصل الاتصال الثالث له ...لقد اتصل لثلاث مرات متتالية أمام والدتها ومنسة ... احتاجت لطاقة كبيرة وقدرة للتمثيل والبرائة اكبر ... لكي تبين لهم بأنها طبيعية وغير مبالية وهي تقول ردا على نظرات والدتها الحادة بينما كانت شقيقتها شاردة ... غير منتبه لما يدور حولها في الصالة :
- هذه ... سراء أمي ... لا اعرف لما تلح بالاتصال عليّ .
قالت والدتها بتوبيخ قبل ان تدير رأسها نحو منسة ومما يبدوا لها بأنها اقتنعت وصدقت كذبتها البيضاء التي اجبرت على اختراعها :
- اذهبي لغرفتك وتحدثي معها .
اتصل الآن حالا للمرة الرابعة ... وايضا قطعته بعصبية ثم توجهت لتجلس على حافة السرير وتبدأ بكتابة رسالة ويديها ترتجفان بشدة :
- أجننت أنت يا سجاد ؟ كيف تتصل بي هكذا ؟ّ! احرجتني أمام عائلتي وجعلتني اكذب على أمي وهذا يحصل للمرة الأولى !
ليصلها الرد بعد ثوان معدودة :
- وماذا تريدين مني أن افعل ؟! أنت لم تدعي حلا أمامي إلا بهذه الطريقة !
ارادت الرد عليه لكن يبدوا وكأن هناك المزيد في جعبته أذ ظهر لها جاري الكتابة مرة اخرى ... قضمت شفتها بتوتر وهي تنتظر ... التكملة حيث كتب:
- انظري لعدد الرسائل التي بعثتها اليك منذ البارحة وللآن ... وأنت لا تردي حتى ولو برد صغير أو ملصق ... هل وضعتي رسائلي بقائمة التجاهل بالله عليك ؟!
اغمضت عينيها بحرج وخجل ... حائرة ماذا تكتب ... فهي فعلا وضعت رسائلة بقائمة التجاهل ... ماذا كان عساها ان تفعل ؟ العلاقة التي تربط بينهما غير مقبولة حتى وأن كانت شريفة ونظيفة ... ما الفائدة من اعطائه الامل وحياتها منهي عليها ؟! مصيرها مرسوم ومقرر !
تجاهلت تساؤله وكتبت بمحاولة منها ان تغير دفة المحادثة :
- ماذا تريد يا سجاد ؟!
وصلها الرد مباشرة :
- اطمئن على خطيبتي طبعا ... ماذا قد اريد غير ذلك !
ختمها مع علامة تعجب ... رباه كيف يتصرف بهذه الثقة المطلقة وكأن زواجهما سيكون تحصيل حاصل لما سيأتي ... كتبت بسرعة :
- سجاد هل انت غبي ام تدعي الغباء ؟! اخبرتك بما يمنع ارتباطنا لذلك لا تتصرف معي بهذه الطريقة ... كما إني اطلب منك أن لا تبعث الرسائل لي مجدد ولا تحاول الاتصال ... للآن انا لا اريد حظرك من حسابي .
جاري الكتابة ... ولقد استغرقت كتابته لعدة ثوان طويلة ... ثم اجاب :
- اولا أخبرتك في الجامعة ... وسأخبرك هنا مرة اخرى ... أنت لي .. ملكي ... زوجتي وشريكتي .. ولم يخلق بعد من يفرق بيننا ... ثم من العيب وعدم الاحترام أن تحظري خطيبك جميلتي .
سحبت نفسا عميقا ثم زفرته بعجز ... تحدق في رسالته الاخيرة ... ابتسمت بحزن رغم الثقل المحمول على كاهلها لكن ما بعثه جعلها تبتسم ثقته مثيرة للاعجاب فعلا ... كتبت بهدوء هذه المرة :
- سجاد ... صدقني ... الأمر لن ينفع ... عشيرة والدي قوية ... وانت لا تعرف سلام ... هذا انسان مجنون ومريض نفسيا ... توقع منه اي تصرف طائش ومتهور .
في الجهة الأخرى من بغداد كان سجاد يجلس في غرفته وما ان وصله رسالتها المتشائمة المستسلمة حتى رفع حاجبا واحدا بلا مبالاة وهو يكتب تساؤلا بريئا ..... وابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيه :
- ما اسم عشيرة والدك ؟!
اقل من ثانية ووصله الرد التمعت عيناه ورد عليها بذات البرائة :
- اوه ... فعلا عشيرة قوية ومدهشة ... لكن مع ذلك فليكن ثقتك بالله كبيرة يا ايام فمن يدري ماذا ممكن ان يحصل من هنا ليوم غد ... ربما الله سيهديه ويتخلى عن نهوته التافهة .
لم ترد عليه لكنها شاهدت الرسالة ... حبيبته الغالية .. كانت خائفة ومرعوبة من سلام الكلب ... كتب ردا اخيرا وهو يبتسم هذه المرة ابتسامة متوعدة .. تبشر بالكثير والكثير من المغامرات التي هو مقبل عليها :
- ارتاحي انت ولا تفكري إلا بحفلة خطوبتنا القريبة ( يا بعد سجاد واهله )
..................


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:25 PM   #714

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

متربعة في الممر الامامي من المنزل ... الجو لطيف رغم وجود لسعة صغيرة من البرد ..... تركز كامل انتباهها في الاميرة التي ترسمها بدفتر الرسم .... تحاول ان تشغل عقلها عن التفكير بوالدتها التي لم تسأل عنها في الاسابيع الماضية الا مرتين او ثلاث فقط .. في اخر مرة اتصلت بها قالت بأن حسناء على وشك الولادة وربما ستكون ولادتها مبكرة ... كما اخبرتها بأن صحتها وصحته طفليها بخير وعافية.. بكل تأكيد الآن هي مشغولة بأحفادها ... الله يحفظهم ويحميهم لشقيقتها ... لكن رغم ذلك ارادت اتصالا قصيرا من والدتها ... اتصال لعدة دقائق لن يشغلها عنهم ... ارادت ولمحت لوالدتها بانها مستعدة لزيارة شقيقتها وطلب السماح منها ربما سيرق قلبها وتجعلها تعود للمنزل ... ربما مشاعر الأمومة ستغيرها للأفضل .... لكن والدتها غيرت الحديث ومن نبرتها المتلعثمة عرفت بان طلبها مرفوض وغير مرحب به ... لا بأس ... لا بأس ان تعيش هي بعيدة ومنبوذة عنهم طالما كانوا بخير وسعادة ... سمعت صوت طرقات على الباب لكنها لم تهتم ولم ترفع رأسها لثانية ... اكيد الزائر هو احد الجيران ... اليوم لم يذهبوا للمشغل ... كما أن أيام لم تتصل بها ... ربما هي مشغولة بمشكلة شقيقتها ...وهي الأخرى تفكر بمدى تخلي عائلتها عنها .. كل واحدٍ منهم يغني على ليلاه ...
خرجت عمتها تمسح يديها باطراف مأزرها وهي تقول موبخة :
- الا تسمعين صوت الباب ؟
رفعت كتفها بلا مبالاة ثم وصلها صوت صيب يتبادل الحديث مع عمتها التي من الظاهر بأنها اتصلت به لتدفع له ثمن الكهرباء حيث قال صيب متذمرا :
- دعيه يا عمتي صدقا لا اريد ...
قاطعته عمتها سهام قائلة برفض قاطع :
- لا ... سأدفع لك المال شأني شأن الباقين يا صيب وان اعدت عليّ نفس الكلام الذي تقوله لي كل شهر فاني وقسما بالله ساسحب الكهرباء من مولدة اخرى وقد حلفت .
اجابها صيب مستسلما :
- كما تشائين يا ام غائب ... كله إلا غضبك يا غالية
قالت عمتها متنهدة براحة وهي تستدير للعودة الى الداخل :
- دقائق وساحضر المال تعال اجلس في الصالة
هتف بصوت مرتفع وهو يراقب ابتعادها :
- مستعجل انا عمتي سانتظرك هنا
كل هذا الحديث الدائر بينهما كانت تسمعه فقط فهي لم ترفع رأسها مطلقا ... شعرت به يقترب منها حتى بات انعكاس ظله الباهت يطل عليها ويغطيها .. قال بهدوء :
- كيف حالك زينة ؟!
تنهدت بخفوت وهمست داخلها بتذمر وخجل " رباه ليس مرة أخرى ... أكيد سيعاود سؤالها عن سبب الرفض وهي صدقا قد ملت من التحدث عن هذا الموضوع ... لما لا ينساه ويمضي قدما ؟ لما هذه الاحراجات التي يسببه لها؟
اغتصبت ابتسامة صغيرة وهي ترفع رأسها قائلة :
- بخير
عادت لتركز بالرسم بينما غمغم هو بصوت منخفض نفس الجملة التي قالها سابقا والتي لم تعرف مقصدها ايضا :
- الحمدلله انك بخير
صمت قليلا ثم قال وهو ينقل ثقل جسده على ساقه الاخرى :
- اه ... زينة اردت ان اسالك عن ..
قاطعته بسرعة وهي تهب واقفه ... تضم دفترها فوق صدرها وتمسك قلم الرصاص بين اناملها ... بينما قلبها بدأ ينبض بعنف وانفاسها خرجت لاهثة ومتلعثمة ... فتبادل الحديث معه هو اخر ما تريده كما إنها توجست من ان يسألها نفس السؤال السابق :
- لا اعرف
رفع حاجبيه وقال بتعجب :
- وما ادراك عما اريد ان اسألك اياه لكي تقولي لا اعرف ؟!.
تململت بوقفتها وأجابت وهي تعدل حجابها :
- ايا كان سؤالك فانا لا اعرفه صدقا .
ابتسم وقال بلطف وهو يحدق بوجهها وقد لانت عينيه :
- لا ستعرفين حتما جواب سؤالي خاصة وان كان الموضوع مرتبط بصحة عمتك .
تلاشى خجلها وارتباكها وهي تعتدل قائلة بخوف وقلق :
- مابها صحة عمتي ؟!
همس وهو ينحني تجاهها :
- الم تلاحظي شحوب وجهها ؟
اجابت بتلعثم وارتباك وقد اخذ الخوف والهلع منها ماخذه :
- لا ... لم ... الاحظ
اوما قائلا وهو يباغتها بمهارة ساحر خفيف اليد ويسحب القلم والدفتر منها ليدون رقمه بسرعة قائلا ببرائة تامة :
- هذا رقم هاتفي ضيفيني على الواتساب لكي اخبرك كل شيء بالتفصيل الممل
وقبل ان ترد جائت عمتها مبتسمة وهي تنقل نظراتها بينهما وتناوله المال قائلة :
- تفضل يا ولدي ... الله يرزقك ويرضا عنك
اخذه منها ثم التفت لزينة وهو يرجع لها الدفتر الذي وضع القلم في وسطه قائلا بلطف شديد :
- رسمك رائع
عاد خطوة الى الوراء رادفا بابتسامة واسعة ومنتصرة :
- حسنا ساذهب الان هل تحتاجين لشي ما عمتي ؟
مشت معه للباب الخارجية وهي تقول مودعة :
- سلامتك يا صيب .. اذا احتجت لشي حتما ساتصل بك مباشرة
بينما وقفت زينة ذاهلة غير مستوعبة ماحصل الان .. هل اعطاها رقمه فعلا ؟ لا وطلب منها الاتصال به ؟ والادهى من كل ذلك هو موضوع صحة عمتها التي لم تحسب له حساب ابدا !!


...................



التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 17-08-23 الساعة 08:56 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:26 PM   #715

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

مساءا

تجلس فوق الاريكة وهي تضع ذقنها فوق ركبتيها تحدق في الحديقة بشرود .... تفكر بإبنتها ... ترى كيف هي الآن ؟ وماذا تفعل ؟! مع من تجلس وتقضي الوقت ؟ هل نفذت الخطة التي ابلغتها به صباحا ؟ اجل مريم رغم إنها لا تتجاوز الخامسة من عمرها غير إنها ذكيه وفطنة ... ستفعل ... ستفعل ما طلبته منها ... اجل ... اسبوع واحد وسيرجعها ... هي متأكدة ... أن شاء الله الخطة ستنجح ... رفعت عينيها المنتفختين للسماء وهمست بخفوت وحرقة :
- يارب ... ارجع لي ابنتي بسلام ... يا الله لا تفجع قلبي بها واحمها منهم .
صباحا عندما اخذها قيس وسط توسل والدتها به وبكاء ايام التي وقفت تنظر لهم بخوف وصمت ومعارضة صيب الذي قال له بحدة وآسف حقيقي :
- اتعتقد ان من الرجولة ان تنتزع طفلة صغيرة من امها ؟ هاه اجب هل تصرفك هذا يدل على الرجولة والنخوة ؟ تظهر عضلاتك على امرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة ؟ تلوي ذراعها بفلذة كبدها ؟
لم يرد عليه قيس بحرف لكنها لمحت شبه اسف وندم انعكسا بعينيه قبل ان يستبدلها بالقسوة والبرود ... ثم قال :
- الحل هذا مؤقت الى ان تعود لرشدها وتعرف مصلحتها اين مع من .
اراد صيب ان يجيبه لكنها اوقفته وهي تنظر له برجاء ليتراجع متحسبا عليه بصوت مرتفع ... لحقته مثل المجنونة الى باب الشارع بينما كانت مريم تبكي وتتلوى بين ذراعيه تريد العودة اليها ... هتفت بوجع :
- قيس لي رجاء وطلب اخير اطلبه منك ...
فتح باب السيارة واجلسها في المقعد الامامي وهو يصرخ عليها بغضب .. ثم اغلق الباب واستدار ناحيتها متسائلا بصمت لتردف هي بتوسل ودموعها لا تريد التوقف ابدا ... كانت ترتجف ... جسدها كله يرتجف وقلبها ينبض بألم غريب :
- ارجوك ... انتبه لها ... راقبها جيدا ... انت تعرف بأن منزل والدك مليء بالضيوف الذين يتوافدون عليه بمختلف الاعمار كما ان اولاد شقيقاتك اغلبهم بعمر المراهقة وانت تعرف جيدا ما اقصد ... حلفتك بالله انتبه عليها ولا تهملها .
ثم اردفت ببكاء :
- ومريم ستكون هناك بلا أم ... حالها مثل حال اليتيم ... فلا تكن انت والظروف عليها .
حدق بها وقال بلهجة باردة لم تعكس هذا الاسف والشفقة التي ظهرت بعينيه :
- وبسبب من حصل ويحصل كل هذا ؟ هاه ؟ اجيبي بسبب من ؟!
ارادت ان تجادله وتقول بسبب والدتك وبسببك لكنها تراجعت فالكلام معه عقيم وبلا فائدة ...قالت بهمس :
- اذهب يا قيس .. اذهب ولا تنسى ما طلبته منك .
استقل سيارته وغادر مسرعا وبينما كانت تسدير لتدخل للمنزل تفاجأت بوقوف كرار على بعد عدة امتار منها ... تلاقت نظراتهما ... وقد كانت نظراته مبهمة وغامضة مثلما عدهته دوما ... ابعدت عينيها ودلفت للداخل هامسة بكرب وحزن :
- حسبي الله عليك يا قيس بسببك سأصبح علكة تلوكها الالسن
وقد راها كرار .. من دون الجميع رأها هو بالذات ... الرجل الذي كان ينظر دائما لها ببرود وغموض والله يعلم ماذا سيفكر بهم الآن !
جلست والدتها جانبها وقالت بعتب انتشلها من لجة افكارها المتلاطمة :
- تبكين ؟! ان كنت لا تستطيعين مفارقتها ... فلماذا اعطيتها له يا منسة ؟ لماذا يا ابنتي ؟!!!
همست بصوت منكسر ومبحوح :
- كان يجب ان افعل ذلك اماه
هتفت والدتها وهي تضرب فخذيها بقوة :
- ولماذا يجب ؟ مالذي يجبرك التخلي عن ابنتك ؟ كيف طاوعك قلبك ؟
التفتت لها منسة وهتفت هي الاخرى بوجع ودموعها تسيل على خديها :
- لاني لو لم افعل ذلك كان سيتمادى ... كان سيستغل ضعفي وقلة حيلتي .. كان ... سيلوي ذراعي ويتخذها حجة ليضغط علي ويرجعني مذلولة إليهم أولم تدركي هذا اماه ؟!
هزت الاخيرة رأها بيأس وهي تغمغم بخفوت :
- لا حول ولا قوة الا بالله حسبي الله على قيس وعلى كل من ييملا رأسه ناحيتنا
ابتلعت منسة ريقها وقالت :
- اعطني هاتفك امي .
نظرت لها والدتها مقطبة برفض :
- هل ستتصلين به ؟!
أجابت بيأس وهي تمسح دموعها :
- لا ... الله ياخذني ان فكرت لثانية واحدة ان اتصل به ... انا فقط اريد ان اتحدث مع زهراء ... تلك الفتاة طيبة وهي موضع ثقة .
سألتها الاخيرة بفضول :
- ولماذا تريدين الاتصال بها ؟
اجابت بحقد وكره وهي تعتدل بجلستها :
- لانها متواجدة في منزل العجوز الشمطاء كل يوم تقريبا ... واريد ان اسالها عن مريم
أومأت والدتها ثم تنهدت بعمق وحسرة قبل ان تنهض وتحضر لها الهاتف ثم تخرج من الصالة بهدوء ... باصابع متوترة ضغطت على الازار بسرعة وارتباك ... رن لعدة مرات قبل ان ترفعه ... هتفت منسة بلهفة :
- اهلا زهراء أنا منسة كيف حالك ؟
وصلها صوت زهراء وهي تقول :
- بخير يا خالتي كيف حالك انت ؟
اجابت بصوت مرتجف وقد عادت الدموع تترقرق من جديد :
- انا لست بخير .. مشغولة الفكر على مريم ...
ثم سألتها بسرعة :
- من يجلس عندك ؟
قالت زهراء بخفوت :
- لا احد انا في غرفتي ... لقد عدت قبل قليل من منزل جدتي .
كان منزل شقيقة قيس والدة زهراء قريب جدا من منزل عائلتها لذلك كان تواجدها هناك شبه يومي ... سألتها منسة وقد فز قلبها وتوثب وهي تنتصب بجلستها :
- هل رأيتي مريم ؟ كيف هي ؟ متى وصلوا ؟ ومن يعتني بها ؟!
اجابت زهراء بلطف وشفقة انعكست على نبرة صوتها عبر الاثير :
- على مهلك خالتي ساخبرك بكل شيء حالا ... وصلوا عصرا ... وهي تبكي وتصرخ باسمك طوال الوقت حالتها تقطع نياط القلب ... وقد اعدت لها جدتي الغرفة الملاصقة لغرفتها ...
ضربت منسة صدرها لعدة مرات وهي تهمس داخلها بهلع وقلب محروق .. يا ويلتاه عليك يا منسة ... اعدوا لها غرفة ... ماذا يعني هذا ؟ هل ستفشل خطتها وتظل ابنتها هناك تحت رحمة جدتها القاسية وعمتها المطلقة التي كانت اشد قسوة من والدتها ؟!!!
قالت زهراء بتردد وحرج :
- خالتي ...اريد ان اخبرك .. أمرا مهما ..
اجابت منسة بذهن شارد وافكار عاصفة وهي تزيغ حدقتيها بتيه :
- ماذا ؟!!
همست الاخيرة بتلعثم :
- في الحقيقة .. خالتي ... الامر هو أن ... أن ..
هتفت منسة بنفاذ صبر وكل ما يشغل فكرها هو مريم :
- انطقي يا زهراء ماذا هناك ؟
اجابت بسرعة :
- هدية انتقلت للعيش في المنزل الكبير
اغمضت منسة عينيها المنتفخة بقوة قبل ان تفتحهما هامسة بخذلان وخيبة :
- هذا المتوقع منهم
قالت زهراء بحزن وكآبة :
- ليس هذا فحسب .
أجابت منسة مبتسمة بسخرية وقلبها يتفطر رويدا رويدا :
- ماذا ايضا اطربيني ؟
وصلها صوت زهراء المتلعثم وهي تقول برفض وعدم قبول :
- انتقلت ل.. ل .. لغرفتك .
عادت منسة بظهرها إلى الوراء وكأنها تلقت صفعة قوية ومدوية على وجنتها ... كل قواها خارت ... قلبها المتفطر انكسر لشظايا متناثرة .. حتى وأن كرهته ... حتى وأن صممت على الطلاق ... حتى وأن شعرت بأن لا شيء يربطها بهم إلا مريم ... فهذا لا يمنع بأنها احست الآن بمدى حقدهم وكرههم لها .. بمدى خذلانها وخيبتها من قيس ... زوجها وابن عمها ... ست سنوات من الزواج والعشرة لم يشفعوه له ... لم يحافظ حتى على ذكرى الغرفة التي جمعتهما في يوم من الأيام ...لا ويأتي إليها بكل ثقة وترفع يطالبها العودة ! عن اي عودة يتحدث ؟!
اردفت زهراء وتلك النبرة المشفقة عادت إليها من جديد :
- عودي للمنزل خالتي ... عوديي ولا تدعيهم ينتصرون عليك .
هتفت منسة بكل الكره والحقد والخيبة التي احتلت كل ذرة من كيانها :
- أن كنت مصممة مرة على الطلاق ... فالآن أنا مصممة ومصرة الف لا بل مليون مرة ..
...................

نهاية الفصل
نلتقي الاسبوع القادم بأذن الله
لا تحرموني من تفاعلكم الغالي احبكم كلش هواية



التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 17-08-23 الساعة 08:59 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:27 PM   #716

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 58 ( الأعضاء 9 والزوار 49)
‏كلبهار, ‏إيمان محمد مانو, ‏زهراء يوسف علي, ‏فتاة الحزن, ‏سارة 999, ‏Rima08, ‏سناء يافي, ‏الياسمين14, ‏رونى تامر



التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 17-08-23 الساعة 08:57 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:57 PM   #717

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

شنو هذا الظلم قلبي انفطر على منسة وبنتها فصل تحفة حبيبتي
زهرورة and كلبهار like this.

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 09:06 PM   #718

زهراء يوسف علي

? العضوٌ??? » 483901
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 332
?  نُقآطِيْ » زهراء يوسف علي is on a distinguished road
افتراضي

سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته المواقف هي التي تظهر معادن الناس
وقيس حقير لا علاقة له بالرجولة لا من قريب ولا من بعيد


زهراء يوسف علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 09:32 PM   #719

رونى تامر

? العضوٌ??? » 482076
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 106
?  نُقآطِيْ » رونى تامر is on a distinguished road
افتراضي

منسة قوية وتصرفها زكى جدا عجبتنى بصراحة
كلبهار likes this.

رونى تامر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 10:01 PM   #720

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 627
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

حرقت قلبي منسة و مريم
اتمنى ما تنظلم اكتر من هيك
سجاد كانو ناوي يعمل شي ل سلام

زهرورة and كلبهار like this.

Shadwa.Dy متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية, عراقية, واقعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.