آخر 10 مشاركات
[تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          ثَأري..فَغُفْراَنَك (الكاتـب : حور الحسيني - )           »          زواج بالإكراه -[ عامية مصرية ] -الكاتبة //سارة مجاهد-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي رواية اعجبتكم اكثر
اختلاف متشابه 3 5.56%
جدران دافئة 7 12.96%
الروايتين جميلات بنفس القدر والمستوى 44 81.48%
المصوتون: 54. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9023Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-23, 09:24 AM   #111

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي


بغداد بعد منتصف الليل

وأسير وحدي والحياة كأنها
نغمات حزن صامت بفؤادي
طال الطريق و بالطريق حكاية
بدأت بفرحي وانتهت بسهادي.
فاروق جويدة



" أن كنت ابنة أبيك افعليها "
" أن كنت أبنة أبيك أفعليها "

فتحت زينة الحياة عينيها وجلست شاهقة وكانها تغرق في بحر عميق ... مفزوعة وخائفة ... جسدها يرتجف وقلبها بنبض بعنف ... انفاسها تخرج لاهثة وسريعة ... كانت باردة للغاية ... لا تعرف هل كانت ترتجف من البرد او الرعب !
هذا الصوت متى ستتخلص منه ؟ متى سترتاح من هذه الكوابيس التي لا تريد ان تفارقها ... مسحت جبينها ثم عادت بجسدها للوراء ... جلست متكئه على الوسادة ... حاولت أن تتحكم بتنفسها المتسارع ... ظلت على جلستها المتشنجة لعدة دقائق ... قبل أن ترتخي وتهدأ ببطء ... تذكر نفسها بتعاطف ذاتي مثير للشفقة " لابأس كان مجرد كابوس وانتهى "
اخفضت نظراتها وحدقت بالمنديل الملتف حول معصمها ... فتحته بهدوء ... هي لم تفتح المنديل فقط ... بل فتحت معه سر مهم من أسرارها ... فتحت بوابة عملاقة تضم خلفها ذكريات مؤلمة ... تطاردها ليلا ونهارا .... خاصة في أحلامها ... ودون ان تشعر أو ترغب أسترجعت ذاكرتها للوراء ... لعدت سنوات مضت .
بدأ قصة هذا المنديل بيوم من أيام الصيف الحارة في شهر نيسان ...الوقت بعد الظهر .... أجل ... تحديدا يوم الأثنين بعد الظهر ..... في حينها كانت هي في الاعدادية ...وكانت قد انتهت من يوم دراسي طويل .. تجلس بغرفتها تراجع دروسها وحيدة ... بينما اخوتها الثلاث كانوا قد غادروا للمدرسة الابتدائية فدوامهم كان مسائي ... هذا اليوم الذي لن تنساه مدى الحياة دلفت والدتها وقالت لها بهدوء :
- سأذهب مع شقيقتك لمراجعة الطبيبة النسائية الخاصة بها لمتابعة الحمل والأطمئنان على الجنين ... اقفلي الأبواب جيدا ونظفي المطبخ .
أومأت بصمت وانتظرتهم إلى أن سمعت صوت اغلاق باب الصالة قبل أن تخرج لتفعل ما اوصته به والدتها ... بدأت بتنظف المطبخ ... غسلت الاطباق والموقد ثم باشرت بمسح الأرض ... لكنها توقفت عندما سمعت باب الشارع يفتح ويغلق بقوة ... من يأتيهم بهذا الوقت ؟ لايزال الوقت مبكرا على عودت اخوتها من المدرسة .... ذهبت وارتدت حجابها بسرعة ونظرت من نافذة المطبخ لتتفاجا بهشام زوج شقيقتها وهو يتوجه نحو الممر المؤدي لباب الصالة ... ارتبكت ... وهربت الدماء من جسدها وهي تراقبه يطرق باب بقوة ... كيف أتى ؟ ولماذا ؟ بكل تأكيد حسناء اخبرته بانها عند الطبيبة فلماذا جاء ؟!!!
استمرت الطرقات على الباب واستمرت هي واقفه بمكانها .. حائرة ماذا تفعل وكيف تتحدث معه ؟ بعد مرور عدة ثوان اختفى الصوت وعم الهدوء ... تنهدت براحة وهي تهمس ... الحمدلله ... ربما تعب وايقن أن المنزل فارغ ورحل.
هذه الحادثة كانت بداية المسمى الذي سمعته دائما ( الجحيم فوق الأرض )
عندما عادت والدتها وحسناء كان كل شيء عادي وعلى مايرام ظلت شقيقتها في منزلهم الى المساء حيث كان زوجها هنا هو الاخر .... التزمت الصمت ولم تخبر والدتها بمجيئة ... خافت ... أجل خافت من المشاكل والصراخ قلبها لم يعد يتحمل المزيد ... ثم ماذا كانت ستستفيد ان قالت لوالدتها ؟ هي تجاهلت والظاهر هو ايضا تجاهل .... وسار كل شيء بخير .... لكن ما حدث صباح اليوم التالي لم يكن خيرا .... لا والله لم يكن خيرا ابدا ... استيقظت مفزوعة على صوت الصرخات والعويل والبكاء ... شتائم واتهامات ... من خلالها عرفت بأن هشام اخبرها بأنه جاء ولم يجد أحدا وعاد أدراجة وعلى هذا الاساس بنت الكثير من السيناريوهات والخيالات المقرفة ... ثم جاءت والدتها ودون ان تسمع منها او تفهم حقيقة ماجرى ... ضربتها .. اجل ضربتها بقوة ... لم تعرف كيف تحمي نفسها ... تتلقى الصفعات من جهة وضرب العصى من جهة اخرى ... كل ما كانت تهمس به وهي تجلس رافعه يديها لتحمي وجهها :
- لم افعل شيئا يا اماه ... لم أفعل .
استمر الحال لليوم التالي كلما تاتي شقيقتها يتحول يومها لكابوس لا ينتهي من الضرب واللوم والكلام الجارح .... حتى إنها في المساء سمعت هشام يقول لها ويتوسلها بصوت مرتفع " أنت أجمل وافضل منها ... من هي لتقارنيها بك ... هي لا شيء قبيحة ولن أنظر لها لو بعد مليون عام "
لا باس لم يكن مهما ما قاله عنها كان المهم عندها هو ان تكف وتسكت ... كانت زينة تتضرع وتتوسل بالله ان ينجيها ويخلصها من هذا العذاب ... فجسدها لم يعد يتحمل اللكمات وضربات العصى ... لكن الحال استمر الى اليوم الثالث ... نفس البكاء ونفس العويل والشتائم الى أن فاض بها وخرجت للصالة قائلة بقهر :
- يكفي ... يكفي حراما عليك ... حرام ما تفعلينه بي ... اتقي الله ... أنا لم افعل شيئا لك !
قالت والدتها بحدة وهي تنظر لها نظرات متوعدة :
- لماذا خرجتي من غرفتك ؟ هيا عودي هناك بسرعة .
نقلت زينة نظراتها المشوشة بسبب الدموع لوالدتها وهي تقول بوجع :
- لا لن اعود ... لن أعود ... ليس قبل ان تعرف وتصدق بأني بريئة ...
ثم عادت لتنظر لاختها متوسلة :
- والله أني بريئة ... هاتي القرآن لأحلف لك !
جن جنون حسناء وهي تهتف بوحشية لم تكن تسمع وتصدق غير صوت عقلها المريض :
- حقيرة ... عاهرة ... تبذلين جهدك لاغوائه اليس كذلك ؟
هتفت زينة الحياة بقوة ودموعها تجري على وجنتيها بحرارة :
- سأقتل نفسي أن لم تكفي عن اتهاماتك ... اقسم بالله سأقتل نفسي !
هدأت ثورة حسناء فجأة وحدقت بها بنظرات غريبة ...صمت ... صمت استمر لثوان معدودة قبل أن ترد قائلة بابتسامة خبيثة ومنتصرة :
- أن كنت ابنة أبيك افعليها
وقفت زينة وسط الصالة وقد شعرت وكأن ماء حار صب فوق جسدها ... انسحبت منها كل المشاعر والاحاسيس ... وكانها شجرة جرداء هزيلة تقف في وسط صحراء قاحلة وحارة .... لا أحد يريدها .... لا أحد يصدقها ... كانت مكروهة من الجميع ... وجودها ثقل عليهم .... والدتها التي هي من المفترض أن تكون سندها وأمانها خذلتها .... تركتها وحيدة في وسط موج مرتفع لاتقوى على تجاوزه بمفردها ....كانت تجلس صامته لا تدافع عنها بحرف .... خرجت من الصالة بهدوء وصوت والدتها وهي تهدأ ابنتها العزيزة الغالية يرافق خطواتها نحو المطبخ ... خطوات ميته .. خاملة ... الشيطان وسوس لها قائلا .. اذهبي لوالدك ... معه ستجدين الأمان الضائع ... موتك سيكون راحة ليس لك فقط بل للجميع أيضا ... هناك في ذلك العالم الأخر ... لا يوجد صراخ ... ولا ضرب ... ولا إهانه .... ستكونين حرة ... حرة وسعيدة مع الشخص الوحيد الذي يحبك كما أنت .
اخرجت السكينة الحادة الجديدة التي انعكس على معدنه الناعم نصف وجهها المشوه الملطخ بالدموع ... وعيونها المنتفخة الحمراء التي لم تتوقف عن البكاء منذ ثلاثة أيام مشؤومة .... ثم فعلتها غير نادمة .... قطعت شرايين معصمها بسعادة ... الآن ستجد الراحة ... الآن انتهى كل شيء ....وقبل أن أن تفقد وعيها همست مبتسمة وذلك الخدر اللذيذ يسير في جسدها ببطء "اخيرا سأرتاح ".
عادت زينة من ذاكرتها والدموع تغرق وجهها وهي تحدق بالجرح الغائر في معصمها هامسة :
" فعلتها يا حسناء ... والله فعلتها لكن أرادة الله كانت فوق كل شيء "
لا تعرف في حينها من وجدها وكيف نقلوها للمشفى كانت فاقدة لأدنى شعور داخلها ...غارقة بالدماء .... لكنها تذكرت همسات والدتها فيما بعد وهي تجلس جانبها قائلة :
- سوف ياتي ضابط التحقيق ليسألك عن معصمك
كانت زينة تحاول فتح عينيها لكن جفونها كانت ثقيلة .... شعرت بها وهي تضرب خدها برفق رادفة :
- هي ... اصحي وركزي معي يا زينة ... لا .... لا تغلقي عينيك ... اسمعيني جيدا ليس هناك وقت
لتؤكد بلهجة متوعدة تعرفها جيدا :
- ان سألك الضابط قولي بأنك كنت تنظفين الحديقة ووقعتي على قطعة حادة جرحت معصمك ... لا تقولي بأنها محاولة انتحار ... فهمتي ؟!!!!
فتحت زينة جفنيها المتثاقلتان وهي تفكر بكآبة ... أذا لم أمت ؟!! عدت لحياتي المقرفة من جديد !!!!!
امسكت والدتها ذقن ابنتها وهمست بقسوة :
- فهمتي ما قلت ؟ وقعتي على قطعة معدنية حادة اثناء تنظيف الحديقة ... أياك أن تخطئي !!!
وهكذا قد كان ... كذبوا الكذبة وصدقوها ... سارت خطة والدتها وانطلت الخدعة على الجميع حتى عليها .... اجل في عقلها الباطن صدقت واقتنعت ... أي أحد من الاقرباء او الغرباء اذا صادف وسألها
كانت الكذبة تخرج وتتدحرج فوق لسانها بسلاسة :
- نظفت الحديقة ووقعت على أداة حادة .
انطوت هذه الصفحة ... لكنها لم تنطوي لا من حياتها ولا من ذكرياتها ولا من احلامها ... يوم القيامة ستقف في محكمة الله وستخبره بكل شيء ... ستشتكي له عن كل شخص أذاها وإتهمها بالباطل ... وعند الله لن تضيع الحقوق ابدا .

...................................
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 21-04-24 الساعة 05:02 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 09:24 AM   #112

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

اليوم التالي قبل الظهر


مشت زينة الحياة خلف عمتها سهام بخطوات مترددة وحرجة .... منذ الصباح وهي مشتته وحائرة .... قد يستغرب البعض من مشاعرها هذه ... لكن ما ذنبها اذا كانت منعزلة طوال حياتها ... سنوات وسنوات وهي محبوسة في غرفة مكونة من أربعة جدران .... دون أن يهتم بها أحد ... او يسألها عن أحوالها ... ماذا تحب وماذا تكره .... الجدران الباردة كانت تحتضنها ... تسندها بوقت كان لا سند لها بعد الله احد ... صعب جدا ان تجد الخذلان وقلة القيمة والتقدير من أقرب الأشخاص لك ... والآن عمتها تريد أن تغير كل تلك العادات والمشاعر التي ترسخت داخل عقلها واستوطنت به مثل الآفة .. تمتص منها الحياة رويدا ... رويدا .... وتنشر سمومها وتتمدد .... بين ليلة وضحاها تتحول لفتاة أخرى منفتحة ... مبتسمة بشكل دائم !
عندما اقتربت العمة سهام من المنزل فتحت الباب دون ان تطرقه ... يبدوا وكأن علاقتها بهم كانت فعلا قوية للغاية ... مسدت زينة جانب تنورتها الفضفاضة ثم عدلت اطراف قميصها الأزرق .... اساسا لم تهتم كثيرا بمظهرها ... فقط غسلت وجهها ومشطت شعرها ثم ارتدت ملابسها العادية دون تكليف ولفت حجابها كما تفعل كل مرة .
ما ان دلفوا للممر الداخلي المطل على حديقة واسعة توسطتها شجرة سدر ضخمة بينما زرع الياسمين حول اطرافها مختلطة مع ألازهار المعمرة .. استقبلتهم الخالة نرجس مرحبة بحماس :
- اهلا وسهلا بكم
ثم فعلت معها ما فعلته في المرة السابقة ... ضمتها بين ذراعيها وقبلتها :
- أنرت منزلنا يا زينة الحياة .
ابتعدت عنها مبتسمة بغموض وهي تكمل :
- فاتحة خير أن شاء الله .
بمجرد أن دلفوا للصالة خرجت فتاة شابه جميلة جدا ...بيضاء البشرة مع ملامح ناعمة وشعر مائل للشقار ترفعه على شكل ذيل حصان .... ترتدي ثوب منزلي بلون كريمي فاتح وحجابها ملقى حول كتفيها .... تقدمت واستقبلتهم بنفس حفاوة واستقبال والدتها بل أكثر ... شعرت زينة بحفرة عميقة تستقر ببطنها في بادئ الامر ... مرتبكة وخائفة ... لا تعرف ماذا تقول ... لكن هذه الفتاة أيام ابنة الخالة نرجس جعلت شعورها يتضائل قليلا .. قليلا فقط خاصة عندما لمحت ابتسامتها الصادقة ...جلست قرب عمتها بصمت لتبادر أيام قائلة بألفة غريبة :
- كيف حالك يا خالة سهام
أجابت عمتها مبتسمة باريحية :
- الحمدلله بخير ... كيف حالك انت بالدراسة ؟
ردت بفخر:
- جيدة جدا الحمدلله ... التخرج سيكون بتقدير ممتاز ان شاء الله .
ثم أخبرت عمتها عن سبب تغيبها عن الجامعة قائلة بحماس :
- اليوم لم يكن لدي محاضرات مهمة لذلك فكرت أن ابقى في المنزل واتعرف على قريبتك الغالية .
بدوأ يتحدثون بينهم بامور عادية ... كان زينة تجيب على حديثهم الموجه لها بحرج وتحفظ ... لا تزال غير متعودة على هذا الجو الأسري الدافئ ... كل شيء غريب عليها .... منزلهم انيق ومرتب ... رائحته نظيفة ... وأثاثهم جميل جدا ... الوانه مريحة للنفس ... والأهم من كل ذلك هو الهدوء ... لايوجد صراخ ولا خوف ... ايام لم تكن مثلما تخيلتها ... ليست مغرورة ومعتدة بنفسها وبتحصيلها العلمي ... بل كانت العكس تماما .....لو كانت مخطوبة هل كانت ستفعل معها مثلما فعلت حسناء ؟ هل كانت ستغار على خطيبها لتلك الدرجة المرضية ؟ سؤال خطر ببالها وهي تحدق بها بصمت ... لكن لا ... همست تجيب على سؤالها بسرها .. لا ... أيام لطيفة للغاية وبشوشة ... مستحيل أن تتغير معها وتعاملها مثل شقيقتها ... مجرد حدس تولد داخلها ... ليس الجميع متشابهون ... أليس كذلك ؟!!
عادت من شرودها وافكارها الغريبة على صوت عمتها وهي تقول بلطف :
- اذهبي مع أيام يا زينة ... انهضي يا ابنتي وساعديها بتحضير المائدة ...نهضت على مضض كانت ستهم بالرفض والاعتذار لكن نظرات عمتها المؤكدة مع ابتسامة الخالة نرجس المرحبة ... جعلاها تبتلع لسانها وتوافق بصمت ... ذهبت مع أيام للمطبخ الواسع الذي يقع في أخر الروق الطويل وهي تسحب كمها لتغطي معصمها بحرج ... بدأت أيام باعداد السلطة وهي تقول بمرح وتشير للأطباق بذقنها :
- حسنا لانك اول مرة تزوريننا فانا لا اريد منك سوى ترتيب الصحون فوق المائدة
ثم اكملت وهي تقطع الطماطم لقطع صغيرة بينما بدأت زينة بوضع الاطباق فوق المائدة البيضوية الموجودة في المطبخ :
- الخالة سهام هي واحدة منا نعتبرها هي وزوجها من افراد العائلة .. لذا لا تستغربي التقارب والالفة الكبيرة بيننا ... مع الوقت ستكتشفين كل شيء بنفسك .
ظلت ايام تتحدث معها بانطلاق .. تخبرها عن الجامعة ... عائلتها وشقيقتها ...وعن كل شيء يخصهم ....تحاول ان تفتح الحديث معها لكنها كانت لا تزال متحفظة وصامته وهذا الامر لم يكن بيدها ... التفتت ايام ناحيتها وقالت وهي تغرف السلطة في كاسات خزفية صغيرة :
- باي مرحلة دراسية انت ؟
اجابت بارتباك وهي تعدل كم قميصها :
- آآه ... أنا .. أنا ... وصلت للصف الخامس الاعدادي وتركت المدرسة
اجابت ايام مقطبة وهي تتفحصها بعناية :
- خسارة !!!! كان لايزال امامك سنة واحدة وتتخرجين
رفعت زينة كتفها بصمت وتمنت داخلها ان تترك ايام التحدث عن هذا الموضوع المحرج لتكمل الاخيرة فضولها قائلة :
- الا تفكرين بالعودة للمدرسة ؟
ثم اضافت مبتسمة بسعادة :
- ممكن ان اساعدك انا بالدراسة !
رطبت شفتيها الجافة واجابت بحرج وتلعثم بينما تحول وجهها لكتلة من اللون الاحمر :
- أ.. لا ... انا لا ... افكر ... بذلك .... في الحقيقة اكره الدراسة ...ولا رغبة لدي باكمالها ابدا
أومأت ايام وهي تحدق بها بصمت قبل ان تكمل عملها .... الكذب .. كلمة عجيبة اضيفت لحياتها الخاوية ... اجل الكذب بكل شيء ... الكذب حول حادثة معصمها ثم دراستها فحياتها ... كيف اصبح الكذب ينزلق بسلاسة على لسانها ... ينزلق مثل الماء العذب تماما ... كذباتها كانت تتوالا الواحدة تل الاخرى .... سألتها أيام عن عائلتها ... وعن سبب زيارتها ... والكذبات تخرج بشكل مريح ومخدر للاعصاب .... تزور عمتها بسبب الترميمات .... وعائلتها السعيدة ... اشقائها المتماسكين ... واختها الوحيدة المتزوجة التي كانت تزورهم باستمرار .. واخيرا كذبت عن علاقتهما الاخوية الرائعة .... كذبت ... والله يسامحها على هذا الكذب ...
ظلوا في منزل السيدة نرجس لعدة ساعات ... انفتحت بالحديث معهم قليلا ... تبتسم ابتسامة صغيرة وتشاركهم الأحاديث العادية بهدوء وخجل ... بعدها استاذنت عمتها للذهاب بسبب العم جابر ... حيث قالت لهم :
- لا استطيع ان اتركه وحيدا لوقت طويل المسكين قد يحتاج لشيء ما .
وبينما هم يخرجون متوجهين نحو باب الشارع برفقة الخالة نرجس وايام فتح صيب الباب وقال مبتسما :
- السلام عليكم .
رد الجميع على سلامه الا هي ... اطرقت رأسها بصمت وتوتر قال صيب موجها حديثة لعمتها سهام :
- لو كنت اعلم بانك هنا لعدت للمنزل مبكرا
اجابت العمة سهام مبتسمة :
- لا بأس يا ولدي نعوضها في الايام القادمة ان شاء الله .
راقب صيب خروجهم بعبوس وتجهم وهو يهمس داخله ... ايضا لم ترد على سلامه ... للمرة الثانية تفعلها ... هذه البنت سوف تصيبة بالجنون ! ما خطبها ؟ فكر وهو يتوجه لمنزله ... أتراها صماء لا تسمع ؟ أو ربما بكماء أو الاحتمال الأخر هو أنها كانت تتأتأ بالحديث !!!!اجل واحدة من هذا الاحتمالات .. الامر لا يقبل الخطأ ابدا !!!

.........................
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 21-04-24 الساعة 05:03 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 09:25 AM   #113

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

وقت العصر

نزلت زينة من غرفتها لتتفاجأ بالعمة سهام وهي تلف حجابها وتتهيأ للخروج هي والعم جابر لتسارع بسؤالها مرتبكة وهي تنظر لهما بتوتر :
- هل ستخرجين يا عمه ؟
أومأت وقالت :
- اجل يا زينة فعمك جابر ضغطة مرتفع ساخذه للطبيب عله يغير وصفة الدواء له ... اخاف ان تنتكس حالته اذا تجاهلت الأمر .
همت بالرد قائلة
- لكن .. أنا ..
قاطعتها العمة سهام قائلة بلطف :
- انت ستبقين في المنزل يا زينة ...
ثم امسكتها من كتفيها واكملت بثبات وثقة :
- انا متاكدة بانك تستطيعين أن تظلي وحيدة لعدة ساعات .. ...لم تعودي تلك الطفلة الصغيرة الخائفة يا ابنتي ... اصبحت فتاة كبيرة وشجاعة .
أومأت بصمت تستمد شجاعتها من ثقة عمتها ... أجل تستطيع فعلها بكل تأكيد .. حملت العمة سهام حقيبتها وبدأت بدفع الكرسي المتحرك الجالس عليه زوجها وهي تقول :
- سيارة الاجرة تنتظرنا في الخارج ... لن نتأخر سنعود قبل الغروب ان شاء الله .
اغلقت زينة الباب خلفهم وجلست في الصالة تتلفت حولها خائفة .. قرأت قصار السور القرآنية .. ثم سحبت نفسا عميقا وفتحت التلفاز لتلهي نفسها قليلا علها تنسى ما كانت تتذكره كلما كانت تجلس وحيدة .... الساعة تسير ببطئ شديد ... والشمس مالت للغروب ... والمنزل هادئ جدا ومخيف ... وهي جالسة قرب النافذة ... تنتظر رجوعهم بفارغ الصبر ... تأخروا ... ياليت لو كان لها هاتف محمول .. لكانت اتصلت بهم واطمأنت ... فجأة سمعت صوت طرقات قوية على باب الشارع ... بدأ قلبها يضرب صدرها وتكدس العرق البارد فوق جبينها ... ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة ....نهضت لتقف فوق الأريكة ... نظرت خلسة من خلف الستارة لتجد هذا الرجل صيب يقف متأفأفا قبالة الباب ... مالذي جاء به ؟ يالله دعه يذهب من هنا .... همستها زينة بخوف ... لكن الطرق عاد من جديد وكأنه مصمم ومصر على الوقوف هناك .
نزلت من الأريكة وقالت مشجعة نفسها بلامبالاة :
- مما أنا خائفة ؟ سأخرج إليه واقول بأن عمتي وزجها ليسا في المنزل وانتهى الأمر .
أجل هذا ما ستفعله ... لفت حجابها وتأكدت من ثوبها المنزلي البسيط وخرجت بتردد ... رأها ... كان يستطيع رؤيتها من فوق بابهم القصير
اقتربت قليلا وقالت بسرعة قبل ان تخونها شجاعتها الوهمية :
- عمتي سهام والعم جابر ليسا في المنزل ... ذهبوا للطبيب .
وقبل ان تتحرك لتعود فاجئها قائلا بتعجب وذهول وهو يرفع حاجبيه :
- اللهم صل على محمد وآل محمد ...ماشاء الله أنت تسمعين وتتحدثين ايضا !!!
حدقت به ببهوت ونظرت تساؤل تنعكس بعينيها ليوضح هو مبتسما ببرود :
- لقد القيت عليك السلام مرتين وأنت بكلا المرتين لم تردي عليّ لذلك فكرت بأنك ربما بكماء أو صماء أو كليهما .
كتفت ذراعيها بجمود وهي لا تزال تحدق به صامته ليردف موبخا بجدية :
- لكن ها انت ليس بك شيء ماشاء الله ... يا ابنتي أولم تعلمك والدتك أن من الأدب والاحترام أن تردي السلام على من يسلم عليك ؟!!
ايضا لم ترد قطب حاجبيه وأخذ يفرك رقبته قائلا بانزعاج وبلهجة أمره :
- على اية حال أذهبي وارتدي شيئا ثقيلا فوق ملابسك ثم اقفلي الأبواب وتعالي معي لمنزلي .
منزله ؟ همستها بسرها مستنكره ... ماذا يقصد بمنزله ثم من اعطاه الأذن ليأمرها هكذا ؟ تشجعت وقالت بصوت حاولت أن يكون قويا وثابتا لكنه للأسف خرج متلعثما ومرتبكا :
- لن .. اذهب إلى اي .. مكان سوف ... انتظرهم هنا .
تأفأف قائلا بحدة :
- كيف تبقين هنا وحدك وقد شارف الوقت على المغرب !
عقدت حاجبيها وملامحها تعكس التمرد والرفض ليقول بقوة وحزم :
- هيا فكري بجدية ... هم سوف يتأخرون خاصة وأن أغلب شوارع بغداد مغلقة
ابتعلت ريقها وهمست بتساؤل :
- مغلقة ؟!!
أومأ مؤكدا وهو يرفع حاجبيه بتحدي :
- أجل مغلقة
سألته بتلعثم :
- لكن ... لكن .. لماذا ؟!
اجابها بلا مبالاة :
- اعتقد بأنها مناسبه دينيه
ثم أمرها بترفع وعجرفة :
- هيا الآن كوني فتاة لطيفه ومهذبة وافعلي ما قلته لك .
وبعناد اكبر من عناده عادت خطوة للوراء وأجابت وهي لا تعرف من اين وكيف اتتها مثل هذه الجراءة لتقف وتتحدث معه لكن هذا الشاب نجح باستفزازها خاصة وهو يأمرها هكذا وكأنه ابن عمها أو خالها :
- اسفة لن استطيع ترك المنزل ثم أنا لست طفلة ... استطيع الاعتناء بنفسي جيدا .
سحب نفسا عميقا واستغفر بخفوت هتف بصوت مرتفع نسبيا وهو يراقب ابتعادها السريع وكأن شبح مخيف يطاردها :
- ساجلس هنا على الرصيف قرب الباب الى ان يعودوا اذا احتجتي لشي فقط نادي عليّ .
جلس صيب فوق الرصيف الجانبي لمنزل أم غائب ... لقد جاء ليخبر الخالة سهام عن شيء يخص الكهرباء .... لم يستطع الاتصال بها لان هاتفها كان مغلقا .... وتفاجأ بخروج زينة الحياة عليه .. بل تفاجأ أكثر حين سمع صوتها الرقيق الناعم ... ابتسم قائلا بخفوت :
- لا ..صوتها جميل جدا وذو نغمة مميزة .
ثم عقد حاجبيه واختفت ابتسامته مفكرا عن سبب معاملتها المتحفظة له ؟ كانت تحدق به بقرف ... لماذا ؟ ماذا فعل لها ؟ ربما بسبب ملابسه البسيطة الملطخة دائما بالشحوم ؟ ثم أنزل نظراته ليحدق بقميصه القطني القديم وبنطاله الجينز الباهت ... سحب نفسا عميقا وهو يهمس داخله .... حتى وأن كان ... هذا لا يعطيها الحق لتعامله بهذا الجفاف والغرور .... من تواضع لله رفعه .... وهذه البنت ... مغرورة ... مغرورة جدا .. كان سبب جلوسه هنا هو من أجل خاطر عمته سهام اولا ثم بسبب الواجب والاصول مهما يكن زينة كانت قريبته ومسؤولة منه .


.......................
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 21-04-24 الساعة 05:05 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 09:26 AM   #114

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

اليوم التالي قبل الظهر بقليل

جلست أيام على مضض في المقعد المجاور لسجاد في كافتيريا الجامعة .. مجبرة على تحمله ... ليس بيدها حيلة ... لقد أرسلت له رسالة على الفيسبوك تبادلا فيه الحديث حول البحث .... وهو للأمانة كان مهذبا ورسميا بحديثه ... لم يتجاوز أو يحاول أن يخفف دمه معها .... لكنها للآن غير مطمئنة وخائفة منه ...وهاهما يجلسان معا منذ عشر دقائق ... عشر دقائق لم يترك السيكارة من يده ... كلما ينتهي من واحدة يقوم بأشعال الأخرى ... الجو الهادئ والهواء النظيف تم تعكيره بدخان السكائر المقززة ... فاض بها الحال ... لم تكن تستطيع الاعتراض ... لذلك لجأت لمحاولة إفهامه إنزعاجها من الدخان بطريقة غير مباشرة ... اخذت تسعل متعمدة لتبين له اختناقها وهي تطرد الدخان بيدها من أمام وجهها ... قال معتذرا وهو يطفئ السيكاره في النفاضة التي ملأت بالأعقاب :
- يا إلهي .... اسف لم انتبه للدخان .
نظرت له بصمت لكن من ملامحها العابسة عرف بأنها غير راضية على فعلته التي لم يتقصدها ليضيف مبتسما بلطف :
- أحاول الاقلاع عن التدخين ...
أردف ضاحكا بخفة وهو يحك رقبته :
- لكن كل محاولاتي كانت ولا تزال تبوء بالفشل ....
ثم رفع كتفه وقال بحزن وغموض وهو يخفض نظراته ليركزها على كوب القهوة الورقي :
- انها مسألة أدمان اعتقد ... النيكوتين اصبح يجري بدمائي .. صعب عليّ أن اتركه بسهولة .
سحبت نفسا عميقا ثم حدقت به لوهلة .. لماذا يبدوا حزينا ؟ فمن مثله ومثل أبيه لا يحزنون ابدا اصلا ليس لديهم ضمير ولا مشاعر لكي يشعروا ويحسوا كما يفعل الأنسان السوي ... لم تستطع أن تكبح فضولها كان هناك سؤال يدور بخلدها ... وستموت أن لم تعرفه ... هو سؤال بريء وعادي ... لن يقتلها بسببه طبعا .. سألته بهدوء وهي تنظر له :
- منذ متى وانت تدخن ؟
رفع عينيه الفحمية ناحيتها واجاب ببساطة :
- منذ كنت في السابعة عشر من عمري وأنا الآن في الخامس والعشرين .. اي أدماني وصل لتسع سنوات تقريبا.
عقدت حاجبيها وصمتت ليكمل حديثه مبتسما :
- بالبداية كنت ادخن في السر دون علم والدتي لكن عندما كبرت واصبحت في العشرين صار الامر علنيا
سألته بفضول واستغراب :
- وهي وافقت ؟!
قلب شفته وأجاب :
- اعترضت بالبداية لكنها استلمت في الاخر لرغبتي عندما ادركت بأن لا فائدة ترجوا مني .
قالت بواقعية وبرائة وهي تحدق نظراتها بوجهه :
- لكن التدخين هو موت بطئ !!
ضحك بسخرية ولا مبالاة وهو يجيب :
- ربما اريد ذلك ! ربما انا فعلا اريد الموت واحاول الانتحار لكن بطريقة غير مباشرة
حدقا ببعضهما البعض لعدة ثوان ... تعجبت وذهلت من رده الغير متوقع ... لماذا يريد الانتحار ؟ وماهو السر خلف غموضه ! لا ... هذا الرجل مجنون بكل تاكيد ولا داعي لتتعب تفكيرها به هناك شيء اهم يجب ان تركز به الا وهو بحثها الذي تريده ان يتم على اكمل وجه !!!!!!


......................
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 21-04-24 الساعة 05:06 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 09:26 AM   #115

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

بعد مرور يومين

ترددت ايام لمنزل عمتها عدة مرات وكانت بكل مرة تزورهم فيها تجلس معها و تتبادل الحديث ... كانت ممتعة وطيبة القلب جدا .... كل مرة يتبين لها مدى تواضعها ورقتها .... كانت تخبرها بكل شيء يتلعق بهم .... وقد عرفت الكثير عنهم ... حيث اخبرتها بان والدتها الخالة نرجس تمتلك مشغلا لتطريز وخياطة العباءات الاسلامية في السوق الشعبي الذي يبعد مسافة عن المنزل ... وعندما اخبرتها عن حبها للرسم ورأت أيام بعض رسوماتها اقترحت عليها بحماس أن تخترع تصميمات وتطريزات للعباءات التي يقومون بخياطتها .... في البداية رفضت بشدة واعتذرت خائفة ومترددة .... لكن اصرار ايام وحماسها جعلها توافق مبدئيا ... لذلك جاءت اليوم لمنزل الخالة نرجس وبتشجيع وسعادة من عمتها التي دفعتها دفعا لترافق ايام لمنزلهم وحدها ... عمتها تريد أن تربطها جبرا بصداقة مع المنزل المجاور ... وهي في الحقيقة الى الآن لم ترى منهم إلا كل ترحيب وطيبة...
أكدت أيام بأن لا احد هناك فصيب بعمله طوال النهار تقريبا وشقيقها ميثم لا ياتي الا كل اسبوعين او ثلاث اسابيع مرة بحسب طبيعته كعسكري ... جلست بغرفة ايام بعد ان سلمت على الخالة نرجس والتي كانت تبدوا متحمسة هي الاخرى للموضوع ... قالت ايام وهي تقلب كاتلوج خاص بالتطريز :
- انظري لهذه التصميمات ...سوف تتعرفين من خلالها على كيفيه البدأ بالعمل
ثم صفقت بسعادة وعينيها تلمعان أثارة وهي تكمل :
- ستكون التطريزات رائعة أنا متأكدة
لم ترد عليها زينة غير بابتسامة صغيرة وشعور ضئيل بالامل هتفت وهي تنهض بسرعة :
- دقائق وأعود
في البداية تجولت نظراتها بانحاء الغرفة ... كانت صغيرة وجميلة ... تليق بشخصية أيام .... حيث يغلب عليها الطابع الانثوي المميز ... سرير منفرد ... ودولاب انيق ... الجدران طليت بلون البيج الفاتح وستائر بنفس اللون .... مكتب صغير رصت عليه الكتب والاوراق ... وعلى جانبه اصيص جميل لنبات الصبار .... أنزلت نظراتها لكتلوج التطريز ... قلبت الصفحات وتناولت القلم ثم بدأت برسم نقشة صغيرة ...ابتسمت وهي تقضم اظفر ابهامها ... اكملت الخطوط والمنحنيات الاساسية وانتظرت ان تعود ايام لكنها تاخرت .... تاخرت كثيرا ... وقفت بتردد وقررت ان تذهب لتجدها ربما هي في المطبخ او في الصالة .... أو ربما نسيت وجودها هنا .


.................
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 21-04-24 الساعة 05:07 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 09:28 AM   #116

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

رَجعتُ بحزني إلى وَحْدَتي
وردَّدْتُ نَوْحي على مسمعي
وَعَانَقْتُ في وَحْدتي لوْعتي
وقلتُ لنفسي أَلا فاسْكُتي




- من انا ؟ انا اتزوج من زينة الحياة ؟!
ما أن سمعت زينة الحياة هذه الجملة حتى تجمدت قدميها أرضا وتوقفت عن اكمال سيرها ... كان ما يفصل بينها وبين المطبخ خطوات قليلة تكاد لا تعد ... وصلها صوت خالته الطيبة وهي ترد بتعجب ولهجة موبخة :
- أجل تتزوجها ؟ مابها زينة لتصرخ عليّ هكذا وكأنك تعرضت للدغة أفعى سامة !!!
قال صيب ببرود وبكل ترفع :
- مابها ؟ حقا تسألين مابها يا خالتي ؟
ثم أردف بقوة وكأن بينهما ثأر طويل لا ينتهي :
- حسنا سأقول لك مابها ... أولا مغرورة ... مغرورة جدا ومتعالية ... تنظر للناس من فوق انفها ... لا احد يرتقي لمستواها الفاخر ...ثانيا هي باردة ... بـــــــــــــــاردة ولا تمتلك اي مشاعر مطلقا .
ليختم حديثه المسموم عنها :
- وأن فكرت يوما بالزواج فبكل تأكيد لن تكون هي .
حفرت اظافرها عميقا بغلاف دفتر الرسم... وشعرت وكأن عينيها تحرقانها ... استدارت لتعود ادراجها بهدوء غير راغبة بسماع بقية حديثه عنها ... لماذا خرجت من الغرفة ؟ بل لماذا تصورت او حتى فكرت بأنها ممكن ان تكون انسانة عادية شأنها شأن كل البشر ... تعيش بسلام ... تبتسم ... تكون صداقات .... الله يسامحك يا عمة سهام انت من جعلت الأمل يولد بداخلي .... أمل كانت تعرف جيدا بأنه شبه مستحيل لفتاة مثلها مشؤومة وذات حظ عاثر ..... هذه الدموع مابالها اخذت تتزاحم خلف مقلتيها .... لا ... لن تبكي من أجله ... ثم بماذا يهمها معرفة رأيه فيها ؟ تبا له ... كانت تكره تعجرفه وثقته المبالغ بها بنفسه ... الحمدلله بانه لايفكر بالزواج منها ... الشعور متبادل بينهما ... هي ايضا لا تريد الزواج منه لو كان هو اخر رجل على كوكب الارض لا بل اخر رجل على المجرة كلها .

...................


نهاية الفصل



خلص نزلته بنات الي تكدر اتمنى تعلق لان مثلما تعرفون للاسف التعليقات راحت ضايجة كلش ومتفاجئة
انتظروني بكرة ان شاء الله راح انزل الفصل السادس فد فصل يجنن حبيته



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 21-04-24 الساعة 05:08 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 09:30 AM   #117

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام جواد مشاهدة المشاركة
منتظرينك ياقلبي ❤️❤️
حبيبتي منورتني اهلا وسهلا بيج بعد عمري


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 09:32 AM   #118

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منو6 مشاهدة المشاركة
الحمد لله ع السلامه وعلى رجعة المنتدى مثل اول لان التحديث ضيعنا كلنا وحساباتنا
الله يسلمج يعمري الحمدلله يارب فعلا التحديث السابق كان مزعج بشكل فضيع ان شاء الله نثبت على هذا التحديث وميتغير


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 03:45 PM   #119

sara13
alkap ~
 
الصورة الرمزية sara13

? العضوٌ??? » 129040
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,632
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا على الرواية العربية الجميلة

sara13 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 06:15 PM   #120

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 785
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

في انتظار جديدك ????????

ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية, عراقية, واقعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.