08-06-23, 07:10 PM | #1 | |||||
| سلالة من لهب *مكتملة* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اكتب حروفي هذه بأيدٍ تتراجف.. فلقد اعتزلت المنتديات منذ سنين ولم يجبرني على العودة سوى فكرة فكرة تصول وتجول بمخيلتي وكم حاولت نفضها ولكنها أعند مما ظننت.. أبت أن تفارقني إلا وأن أطيعها رواية.. أو سرد للخيال تخيلاتي.. كعادتها.. متمردة.. ولذلك زرجو منكم إمهالي قلوبكم.. لا عيونكم الباحثة عن زلاتي.. فإنها كثيرة وأعجز عن عدها عمومًا.. كلامي كثير.. ولعلّي أود تعويض عمّا فاتني طيلة هذه السنين ولكن روايتي تزعجني وتجبرني على أن أختم "هذرتي" وابدأ بـ المقدمة مقدمة أغمض عينيه بتركيز ليرهف سمعه، سمع وقع خطوات من مسافة بعيدة.. فهو المعروف بقوة حدسه وحواسه علم من خلف الخطوات، من دون أن يراهم.. علم بأن الساعة قد حانت انتظر إلى أن وصل أصحاب الخطوات.. كانوا يقتربون من السجينة.. يفكون وثاقها من النخلة.. ويربطون يديها بحبل جديد، موصول بأحد النياق شعر بحرقو في فؤاده من طريقتهم الخسيسة بلمس بدنها، بالرغم من كل شيء فهو يستحقر من يستغل عمله لأجل شهواته، خصوصًا في مهمة خطيرة وحساسة كهذه كتم مشاعره في صدره لأجل المصلحة العامة، كما تعود أن يفعل دائمًا منذ الصغر رآها تُسحب أمامه كالشاة، ودموعها تهطل مثل غيمةٍ رمادية منظرها يبكي الصخر.. فتاة بهذا الحجم الصغير، وسط عالم ضخم ومروّع تبكي كالأم الثكلى سؤال واحد كان يراوده: "هل كنت محقًّا بالاتهام؟" فصول الرواية المقدمة... أعلاه. الفصل 1, 2,3... أسفل الصفحة. الفصل،4,5,6,7,8,9,10,11 الفصل،12,13,14 الفصل15,16,17,18,19 الفصل 20, 21 الفصل 22,23 الفصل 24,25 الفصل 26,27,28 الفصل 29 الفصل 30,31 الفصل 32 الفصل 33 الفصل 34,35 الفصل 36,37 الفصل 38,39 الفصل 40,41 الفصل 42,43 الفصل 44,45 الفصل 46,47 الفصل 48,49 الفصل 50 الأخير التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 27-08-23 الساعة 08:15 AM | |||||
08-06-23, 07:14 PM | #2 | |||||
| الجزء الأول مررت عينيها على حقائب السفر الكبيرة، والمصفوفة على جوانب الجدار ابتسمت عندما تذكرت وصف والدتها للمنظر: "صافة الشنط عند الباب تتحرينها زهبة معاريس؟" فعلى الرغم من موافقة والدتها المتأخرة على الرحلة إلا أنها متيقنة بأن الموافقة لم تنبع من قلبها، ولكنها جاءَت إثر ضغوطٍ ممن هم حولها.. فـ شما.. هي "آخر العنقود" كما يقال.. ولم تعتد على مفارقة عائلتها أبدًا.. فكيف برحلة جنونيةٍ كهذه! انسدحت على فراشها الأبيض وغمضت عيونها بحماس للمغامرة قاطع بسمتها واغماضها لعيونها أصوات عند الباب تردد نفس الكلمة: خااالووووووووه افتحي بنسلم عليج استغفرت ربها ورفعت صوتها: قومووووا عن الباب لا أنش اكفخكم! باجر سلموا علي الحين سيروا ارقدوا حشى يهال واعين الساعة 12 فالليل!!! رمت بنفسها على السرير مرةً أخرى محاولةً تجاهل الأصوات التي عكرت صفو أفكارها تيامنت وتلت أذكارها، رتلت ”الملك“ بهمس خاشع وأهداب مغمضة.. نامت وفي قلبها طمأنينة وعلى محياها طيف ابتسامة. *** قامت على صوت ضربات على الباب وصوت امها الغاضب: قومي حسبي الله على ابليسج من بنت (تكلم شخص حولها) قلتلك لا توديها شو تبا بها ماغير انها بتعطلك وتأخرك على شغلك خالد بصوت هادىء: شما يلا نشي بنتأخر فزت تفتح الباب: شو!! تاخرنا؟؟؟ ليكون راحت علينا الرحلة؟؟ خالد بابتسامة: لا ماراحت علينا.. يلا استعيلي انا اترياج برع وبسرعة البرق دخلت الحمام تتغسل بسرعة وتلبس لبس مناسب وطلعت تسحب شنطها.. سلمت على أمها على السريع وزعلت لأنها ما لحقت تسلم على ابوها لانه كان في الحمام شافت سيارة فاخرة من نوع دفع رباعي تترياهم (تنتظرهم) برع والسائق ينتظرها عشان يحمّل الشنط في الدبّة خالد أول ماشاف الدريول (السائق) يركب السيارة: يلا محبوب.. قول بسم الله وطير على الغربية لازم نوصل قبل الساعة 8 (صد عليها) وأنتي لا تنسين اذكارج شما قضت طول الوقت ايدها على قلبها من سرعة السيارة المرعبة وضميرها يأنبها لأنها السبب في كل هذا وصلوا نقطة التجمع وكل الرجال الموجودين تقربوا يشلون الشنط بسرعة ويحملونها في الهليكوبتر (طائرة مروحية) سلمت وركبت الهليكوبتر الخاص بها هي وأخوها وكانت تكح بفعل الأتربة اللي دخلت صدرها، اللي يتحسس أساسًا من الغبار مسحت دموعها وعيونها المحمرة بكلينكس تناولته من خالد وأول ما هدا جهازها التنفسي حستّ بحركة قوية للهليكوبتر باتجاه اليمين.. صدت على خالد اللي يلس (جلس) على بعد سنتيمترات منها وشافت ملامحه جامدة.. تطمنت وقالت في خاطرها "دام انه هادي يعني نحن بخير" وفتحت تلفونها تقرا من مصحفها الالكتروني.. ما كملت عشر دقايق الا وحست بحركة قوية بنفس الاتجاه شما بذعر: خالد شو اللي يستوي!!! خالد بصوت متماسك: اذكري الله واستغفري شما: بموت من الخوف.. هالشي طبيعي؟ خالد ما تعود يجذب (يكذب) عليها: حركة الهوا وايد قوية.. قلتلج استغفري واذكري الله قاطعهم صوت من السماعات اللي يلبسونها على أذونهم، وكان من قائد المروحية: مضطرين نهبط يا دكتور حفاظًا على سلامة الجميع شما شافته برعب.. وقبل لا يفتح حلجه (فمه) بكلمة حسّوا بحركة عنيفة باتجاه اليمين، شما صرخت من الرعب يوم حسّت بالمروحية تتحرك بعشوائية تبعها صوت تحطم عالي وهجوم الرمال داخل المروحية.. كارثة.. انتهت بنزول قطرات دم دافئة على جبهة شما | |||||
08-06-23, 07:20 PM | #3 | |||||
| فتحت عيونها على بلل حسته على جبينها وظهرها.. رفعت عيونها، وتطمنت يوم شافت جبس غرفتها الأبيض: أعوذ بالله.. طلع حلم.. تعوذت من الشيطان ونفثت عن يسارها ثلاثًا مدت ايدها لتلفونها الموضوع على الطاولة الجانبية للسرير وشافت الساعة 3:40 فالليل قالت في نفسها: بعده باقي نص ساعة على الفجر تصفحت تطبيقات التواصل الاجتماعي بملل.. كانت تتمنى لو عندها صديقة مقربة تخبرها عن الحلم أو تشاركها حماس الخبال اللي ناوية عليها.. بس كعادتها كانت بعيدة عن الكل قامت تصلي القيام وتنتظر أذان الفجر يلست على سيادتها (سجادتها) بعد ما سلّمت من صلاة الفجر.. استخارت للمرة الأخيرة، تسير هالرحلة أو لا؟ بدت تقرا أذكارها واستودعت الله نفسها وأهلها وأحبابها وخواتيم أعمالها.. طوت السيادة وطلعت من الحجرة مثل ما توقعت.. البيت هادي.. شكلهم رقود.. أو يمكن يصلون بهدوء دخلوا أخوانها يسلمون جهرًا ورا أبوها شما بابتسامة واسعة: وعليكم السلام وتقبل الله الجميع: منا ومنكم محمد: ماشاءالله السكنية واعية ونشيطة شما بدلال: من يووومي نشيطة طالعة على أبوي بو خالد: بارك الله فيج يا بنتي.. قومتي خواتج للصلاة؟ (وجه سؤاله ودخل حجرته، كأنه كان تذكير مب سؤال يتريا اجابته) شما تحج (تحك) راسها بتوتر: اممم ويييه نسيتهم.. متعودة على خلو البيت من النساء محمد يدز راسها: ياخي فكينا.. من صباح الله خير يالستلنا فصحى والنساء.. سيري ارقدي فكينا من فلسفتج شما تغريه: ما تبا ريوق؟؟ فخاطري اطبخ بس مادري شو أسوي حميد: أنا فخاطري ريوق سوييلي وياج شما: شو فخاطركم؟ ولو إنكم ماتستاهلون بس لاني مسافرة ومابخليها في خواطركم حميد يكلم أخوه محمد: هذي مصدقة عمرها أونها مسافرة وهي سايرة جلعة جلاع محمد بطنازة: مسكينة لا تلومها.. ماشافت ويه الطيارة الا في الافلام حميد: ههههههههههههه مسكينة.. اكيد قاصة على ربيعاتها ومصورة الشنط وحاطة فيس طيارة شما بقهر: اونه فيس طيارة.. الطيارة من متى فيها فيس؟؟؟ وبعدين منو قالك اني مب شايفة الطيارة الحمدلله ابوي ماقصر فيني وخلاني اشوف ويهها وبطنها حميد بتهكم: هي يوم سرتي **** شما بغيظ: كل تبن.. وسير ارقد ماشي ريوق محمد يحاوط رقبتها بايده: يستاهل لا تسويله.. انا اخوج الحبيب اللي دوم اوديج المكتبة ريقيني شما: اسكت لا يسمعوننا الناس ويضحكون علينا.. يفتخر بعد انه يوديني المكتبة محمد يبالغ بضحكته: ههههههههههههاااي وفي الاعياد بعد منو يوديج الخمسين الف مول وما تطلعين الا بجيس (كيس) واحد من كل مول؟؟؟ شما: كثر الله خيرك هي خمس طلعات في السنة وكل يوم تذكرني بهم.. والمشكلة ابوي يكون شايطنك (ضاربنك) بالعقال عشان توديني محمد يبوس راسها: مقبولة منج يا بنت راشد لانج بتسافرين بخليج تجلديني شوي.. وحسابنا يوم تردين بالسلامة ان شاءالله شما تمثل البكاء: أحس بشتاقلكم.. منو بيرفع ضغطي هناك؟ حميد: محد بس مسكين خالد بترفعيله ضغطه كل يوم بغبائج شما: ما برد عليك حميد: يلا استعيلي اليوم عندي دوااام شما باستغراب: أي دوام؟ مب جنكم خلصتوا امتحانات؟ حميد يتمتح (يتمدد): امبلى بس ببدا صيفي.. لاعت جبدي من هالمادة أحس اني تيس.. هاي ثالث مرة اعيدها وشكلي مابتخرج بسبتها محمد: سنيين ونحن نلمح لك.. مبروك وأخيرًا اكتشفت انك تيس شما تضحك: دام بديتوا يعني مابتخلصون.. يلا تشااااو بسير المطبخ *** بعد الريوق شما بابتسامة: هااا شو رايكم بريوقي؟؟؟ بياض ويه صح؟ محمد: الحمدلله نعمة شو بنقول حميد: صدقك.. الله يستر بس عقب ريوقها مادري شو بيستويبي في الكلاس خالد ينزل وهو يسحب شنطه: السلام عليكم.. ماشاءالله شو هالنشاط بعدكم واعين؟ شما: هيييه حياك خالد مسوية ريوق.. بس عاد لطموا أكثره هالغجر حميد يأشرلها بعلامة (براويج/ حسابج عندي) بصمت احترامًا لأخوهم الكبير خالد بابتسامة: تسلم ايدينج حبيبتي.. اعتبريني كلت شما توقف: لا صدق ماتبا ريوق؟؟ بسير أسويلك ما عندي شي خالد: خلاص دامج متحمسة للشغل فوريلي بيضتين وهاتيلي الرايس كرسبي وبس يسدني محمد: الله على الصحي.. ماشاءالله عليك ما تمل من هالأكل؟؟؟ (رن تلفونه) اووه يلا اسمحولي أنا بسير الحجرة خالد يغمز له: هااا نداء الواجب؟ محمد يضحك: هييه ناشين من وقت اليوم.. المهم لا تنسون تزقروني قبل لا تطلعون بسلم عليكم وبشوت شما في بطنها خالد يرفع حاجبه: تشوتها ليش تباني أكسرلك ريولك؟؟؟ محمد يمثل الخوف ويركض باتجاه الدري (الدرج): لا لا أسووولف وراي عرس وعرووس شما ضحكت عليه: يالخوااااف خالد: عيب اصطلبي شما باتجاه المطبخ ترسل له قبلة طائرة: سووووري ومرّ الوقت لين يت حزة الوداع أم خالد بدموع تحضن بنتها: يا أمي لازم تسيرين؟ شما تمسح دموعها: ياربي أمايه لاتكسرين قلبي بصياحج والله ماروم بو خالد: يا فاطمة الله يهديج خلي البنت تتوكل مب زين جي تتناحسين عليها.. قولي ربي يحفظج واستودعيها الله أم خالد ترفع ايدينها للسما: يالله يالله انك تحفظها وتحفظ ولدي من كل شر وترزقه الزوجة الصالحة وتسخر لهم جنود السماوات والأرض خالد يحب راسها ويحضنها بقهقهه: أمي الحين شو يخص الزوجة أم خالد: هاي دعواتي لك ليل نهار يالله انك تقر عيوني بشوفته معرس واشوف عياله.. وان الله كتب عيال عياله بعد خالد: الله يطول بعمرج ويبارك فيه يا أم خالد بو خالد: يالله استودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. تحمل من أختك ما اوصيك خالد: شما بنتي ومكانها فعيوني يا بو خالد لا تحاتي *** في الهليكوبتر خالد حس بتوتر شما: زايغة؟ شما بابتسامة مضطربة: شوي.. الهوا مب قوي برع؟ خالد باستغراب: أي هوا بعز الصيف؟ اذا لقطنا نصخ نقول الحمدلله شما: الحمدلله خالد: تعرفين كيف تربطين الحزام والا اساعدج؟ شما: بجرب تقبضت بايد خالد اللي شدت عليها أول ما ارتفع الهليكوبتر عن الأرض خالد: سمي بالله.. الموضوع بسيط.. اهم شي السماعات حطيهن على اذنج عن تعورج من الصوت العالي شما: ان شاءالله طول الرحلة تحاول تنفض ذكريات الحلم عن بالها خالد يحاول يشغلها: شوفي الصحراء.. شو رايج بها؟ شما: سبحانك ربي.. شكلها مرتب وايد.. مع إنك اذا بتفكر فيها تراها تشكلت بطريقة عشوائية.. سبحان الله جميلة جدًا جنها (كأنها) تللمع تحت الشمس خالد بابتسامة: تعجبني نظرتج البسيطة للجمال شما: كيف يعني؟ خالد: في عيون تلقط الجمال وتستأنس به في المناظر اللي أغلب الناس تشوفها عادية ومعتادة.. وفي عيون مهما شافت مناظر حلوة ماتنبهر لان تركيزها على الصورة الكبيرة مب التفاصيل شما بتفكير: صح كلامك أنا وايد أحب اتأمل هالتفاصيل البسيطة وأحسها هي اللي تحلي الكون في عيوننا.. يعني مثلًا كل ما نسير مدينة **** أحس إني انبهر مع اني اشوفها بشكل مستمر.. بس ماقدر ما اتخيل جمال ابراجها وانعكاس الشاشات على الشارع.. صدق مناظر مبهرة بالذات يوم تفكر بأنها كانت صحراء وكملوا النقاش باستمتاع تام.. وخالد ضرب عصفورين بحجر.. اشغلها عن المروحية.. وناقشها كعادته بأمور يتيقن بأن ما عندها حد يسمعها.. ليوسع مداركها ويزيد ثقتها بنفسها *** صحراء الربع الخالي نزل قبلها ومد لها يده التي بدورها أمسكت بها واستندت عليها لتنزل من المروحية ما أن وضعت رجليها على الرمال الصافية حتى استقبلها فحيح شديد من الحرارة، ارتطم ببشرتها القمحية.. شدّت على حجابها الأسود لتمنع الرياح القوية من سرقته منها.. وزمت شفاهها لكي تحميها من تسلل حبيبات الرمل الملتفة حولها بفعل المروحية.. وكأنها بوسط عاصفة رملية خالد: يلا سمي بالله شما: بسم الله.. حشى لاهوووووب خالد بابتسامة: ليش شو كنتي متوقعة الشيخة؟ تراج ياية عرض الصحرا شما: الله يجيرنا من النار.. بس عاد أنته قلتلي براد هني خالد: هي شوي الجو يبرد في الليل.. أبرد عن البلاد يعني بس مب ثلج شما: هييه.. الله يجيرنا من النار خالد: آمين شما: انزين وين شنطنا خالد بصبر: بتوصل عقب ويا الدريوليّة (السائقين) مايستوي يحملونهن في الهليكوبتر شما: صدق! وأنا اتحراهم يتحملون في هيلكبترات خالد: لا وين أغراضنا ثقيلة شما: امممم انزين أنا وين أسير؟ خالد: بخبرج من يكتمل الفريق ما أن اكمل جملته حتى هبطت مروحية أخرى.. كشر بوجهه ما أن فُتحت البوابة ورأى من خلفها شما فتحت فمها بانبهار ما أن رأت التي نزلت تتبختر من المروحية امرأة طويلة القامة ببشرة شديدة البياض والنقاوة وجسد مرتوي باعتدال.. تغطي عيونها بنظارة شمسية ضخمة.. وخدودها وردية جعلتها تتسائل "هذا طبيعي والا بلاشر؟" أما الشعر فهو حكاية أخرى! شعر كثيف وصحي يتجاوز كتفها بقليل.. مسرّح باستقامة تنتهي بلفائف بسيطة تبدو عفوية.. طريقة نزولها على الدرج وتحرّكات شعرها ذكرتها بممثلات دعايات الشعر.. ولازالت تسأل نفسها نفس السؤال.. هذا طبيعي والا تجميل! | |||||
08-06-23, 07:27 PM | #4 | |||||
| شما بفضول وغبطة نسائية فطرية على الجمال المكتمل: خالد منو هذي خالد يزيح نظره عن الهليكوبتر: وحدة من الفريق بابتسامة واسعة اقترب منه ثاني شخص بعيون آسيوية ضيقة.. وابتسامة لامعة نزل من الهليكوبتر (بالانجليزية): أهلًا صديقي خالد كيف الحال؟؟ اشتقنا إليك (مد يديه يحتضنه) خالد بنفس اللغة: بخير (الحمدلله).. ماذا عنك؟ لم أرك منذ زمن بعيد! جاك الأمريكي من أصل كوري: آه نعم.. أنا بافضل حال.. ولكنها المشاغل لقد عدت من الولايات المتحدة بالأمس! (التفت على الفتاة بقربه) هل هذه أختك الصغيرة التي غامرت بنفسها للقدوم للربع الخالي؟ خالد: هي بذاتها.. وهي لا تسلم على الرجال بالمناسبة جاك يضع يده على صدره بطريقة مسرحية: نعم لقد حفظت الدرس.. خالد لا يسلم على النساء.. ونساؤه لا يسلمن على الرجال خالد بقهقهه خفيفة: بالضبط! هبّت عليهم رائحة عطر فرنسية فواكه منعشة حبست أنفاس خالد وعكرت مزاجه لقوتها.. مشت بكامل ثقتها وتخطتهم وكأنها لا تراهم شما بنرفزة: يالله يالله شوي شوي عن تطيح علينا.. عنبوه شو هالخقّة! (هالغرور؟) خالد:لا تشغلين بالج بهالأمور التافهة.. استانسي واستمتعي وسوي اللي تبينه المخيم كله تحت أمرج (أشر على غرفة متنقلة مصنوعة من المعدن) ومبدئيًا يلسي في كرفانتي (مقطورتي) هذي.. لين نوزع باقي الكرفانات شما: عيل بسير اتغسل.. شي ماي صح؟ خالد: أكيد! بدأت تخطو باتجاه المقطورة الضخمة مقارنةً ببقية المقاطير.. كان حذاؤها الرياضي يغوص في الرمال مما صعّب عليها عملية المشي كانت المقطورة "محترمة" وافضل مما توقعت.. بجدران معدنية وأرضية سراميكية بلون أبيض.. كانت تخلو من المفارش.. فكما أخبرها خالد أن المفارش تُطلب من مسؤول المخزن المتواجد هنا اغراها السرير رغم خلوّه من المفارش.. اغمضت عينيها ولم تشعر بنفسها الا بعد ساعات.. عدلت غطاء رأسها بسرعة وخرجت فرأت الفريق يجتمع ويبدو بأن النقاش الدائر حامي اقتربت بفضول هادئ جاك يلطف الجو (بالانجليزية): ها قد وصلت المعنية شما شعرت بالارتباك عندما التفت الجميع عليها.. أنقذها خالد الذي اقترب ووضع يده اليسرى حول كتفها: صح النوم يا حلوة شما بابتسامة: صح بدنك تجاهل الأعين الساخطة والأخرى المرتبكة والمستغربة.. والعين الغيورة.. التي تنظر إلى منظرهم اللطيف وأكمل حديثه بالانجليزية: المقطورة الاحتياطية كانت من ضمن مسؤولياتك يا سونيل وعليك تأمين أخرى فورًا! سونيل: صحيح يا دكتور ولكنني قد تأكدت من العمال باحضارها وكما ترى لقد أحضرت بشكل كامل واتوقع بأنني قد وفيت عملي خالد: هل تمزح معي؟ ما فائدتها بدون قطعتها الأساسية؟ ما نمتلكه الآن مجرد صفائح معدنية لا فائدة منها جاك: اهدؤوا يا شباب.. علينا التفكير بحل للآنسة الصغيرة.. فهي بضيافتنا ويجب علينا إكرامها.. أليس كذلك يا رفاق؟ أصوات مختلفة ارتفعت.. وبعض الهمسات كانت تردد كلمات متفرقة تدل على أنها عالة عليهم وليست ضمن مسؤولياتهم وخرابيط أخرى ضايقت شما خالد يحسم الأمر: لا داعي لأن تفكروا بأي حل.. أختي ستشاركني مقطورتي مؤقتًا إلى أن (بلهجة أمر) يؤمن سونيل مقطورة أخرى بأقرب فرصة علياء بتردد: اممم يمكنها مشاركتي المقطورة.. فنحن نساء واعتقد بأنها سترتاح أكثر معي! خالد بعدم اهتمام: لا شما بهمس: خلني افكر بالموضوع خالد: قلتلج مب لازم.. يلسي وياي من متى تستحين مني؟ شما: بس أنا افضل ايلس ويا البنت! خالد: سكري الموضوع *** صدّعت من صوته المزعج وهو يضارب كل حد حرفيًّا لأن الكرفانة الاحتياطية غير صالحة للاستخدام.. واللي كان مخصصنها للأميرة أخته بالعربي خربوا خططه كلها قالت فخاطرها: والله محد قاله اييبها يتحراها رحلة مدرسية! ترانا يايين شغل مب لعب كانت تراقب المهزلة بصمت، إلى أن حضرت شقيقته بوجه مملوءٍ بالنوم.. أشفقت عليها عندما رأت وجهها المحرج.. واعضاء الفريق الذين لم يتوانوا بابداء استيائهم من وجودها استنكرت قرار خالد بمشاركتها الغرفة، رغم تحفظه الشديد.. توقعت ردة فعل أشد غضبًا.. كأن يحطم المخيم على رؤوس ساكنيه.. أو أن يخرج "سونيل" من مقطورته ويعطيها أخته.. لكنها أبدًا لم تتوقع المشاركة! قالت بتردد: اممم يمكنها مشاركتي المقطورة.. فنحن نساء واعتقد بأنها سترتاح أكثر معي! خالد بعدم اهتمام: لا حسّت بشهقات حولها، وناس تنحرج بدالها.. بس بتجذب (تكذب) لو قالت إنها انصدمت.. وقح كعادته.. ويقل أدبه عليها بالعلن ولا يبالي غمضتها (كسرت خاطرها) أخته اللي تضايقت من قراره ومما يبدو بأنها تحاول تثنيه عنه.. بس كعادته يلقي الأمر وكأنه غير قابل للنقاش متجبر كالعادة! قطع حبل أفكارها نداء مسؤول المخزن والأمانات اللي ينبهم بوصول الحقائب.. وإن الكل لازم يستلم أغراضه ويوقع على ورقة الاستلام ابتسمت وهي تسمع تساؤل شما الطفولي عن آلية استلام الاغراض قالت في خاطرها: وحليلها تتحرانا يهال وبنتزاحم على نقطة التوزيع .. عند شما اللي كانت مصرة على رفضها مشاركة خالد الكرفانة شما: خالد دخيلك افهمني والله مايستوي.. في عمري ما بت عند أي حد من اخواني كيف تباني عقب هالعمر اسويها؟؟ لا وبعد فترة طويلة مب يوم او يومين! خالد بمزحة طفيفة: ليش كم عمرج؟ ما كملتي 18 بعدج شما تبتسم: لا تتمصخر علي صدق اتكلم! خالد: قلتلج لا.. لو حد ثاني ممكن افكر بس هالحرمة لا وألف لا بعد شما: انزين ليش!!! شو فيها احسها طيبة خالد: شفتي مظهرها شما: انزين كل الموجودات نفسها خالد: الباقيات مش مسلمات ولا عربيات.. هذي لا احترمت دينها ولا عاداتها ولا غيره كيف تبيني اخليج تخالطينها؟ شما: انزين مابتشوفني الا وقت الرقاد.. وبعدين لا تنسى إن فهالزمن في وايد ناس مثلها وأنا مجبورة أخالطهم لين متى بنحبس يعني؟ خالد يختم النقاش: عن طولة اللسان.. قلتلج هالبنت مب زينة وأنا مابغيها تخربج *** مضى حفل الافتتاح بطريقة رسمية، وكالعادة ألقى الدكتور خالد كلماته التحفيزية وحيى الجميع كونه رئيس الفريق.. خُتم الحفل بافتتاح البوفيه الذي لم تأكل منه الا غرفات بسيطة وعادت إلى مقطورتها وبدأت بالفك والترتيب.. والمسح والتنظيف الذي يتوسطه مليون زفرة وتأفف من "شو بيستوي بهم لو خلونا انييب بشاكيرنا يعني؟؟؟ حشى هذا مشروع والا تجنيد اجباري؟؟؟ لا صدق أنا لازم اقترح عليهم هالاقتراح تعبت حشى ظهري تكسر" التفتت على طرقات خجِلة، قالت بالانجليزية: تفضل شما بابتسامة خجولة: السلام عليكم علياء بابتسامة مجاملة: وعليكم السلام.. تفضلي بغيتي شي؟ شما باحراج: اممم بسأل اذا العرض بعده ساري؟ (ويوم شافت علياء ساكتة كملت) اقصد إني اشاركج الغرفة علياء وهي ميتة تعب: أكيد.. ييبي اغراضج بسرعة وتعالي رتبيها لاني بسكر الليتات وبرقد شما: اذا فيها ازعاج عادي باجر برتب علياء اشفقت عليها: لا عادي تعالي ولا يهمج بنتساعد شما تطلع بسرعة: تمام.. دقايق وبسرعة البرق رجعت شما وسط استغراب علياء علياء بمزحة: ماشاءالله سريعة شما بابتسامة: هيه عشان ما ااخرج علياء: ولا يهمج بعدني مطولة لين ارقد شما: اممم كيف برقد؟ علياء وقفت شغلها: امممم اعتقد سونيل يقدر يوفرلنا شبرية زيادة.. قومي نسيرله ويوم رجعوا الكرفانة قال شما: سامحيني عليا والله ادري تعبتج وياي وانتي روحج شكلج تعبانة ووراج شغل علياء: افا عليج.. نحن لبعض واكيد بحتايج مثل ما تحتاييني (تحتاجيني).. بالمناسبة "مدت ايدها" ماعرفتج بنفسي.. وياج علياء.. باحثة في الفريق مثل ما اتوقع انج تعرفين شما تصافحها: تشرفنا.. وانا شما علياء: تشرفنا شما: اجمعين.. اممم الا صدق علياء انتي شو دارسة؟ علياء: عندي ماجستير في علم الاراضي القاحلة شما: ماشاءالله يبين عليج صغيرة علياء بغرور: ومنو قالج اني مب صغيرة؟ شما تضحك: ههههههههه صح آسفة علياء: وانتي صف كم؟ شما بابتسامة واسعة: انا توني متخرجة من الثانوية.. والسنة الياية بكون اول سنة جامعة ان شاءالله علياء: ماشاءالله مب مبين تصدقين؟ توقعتج بعدج فالمدرسة شما بقهقهه خفيفة: هيه كل حد يقول علياء بتردد: اممم وشو خلاج تشاركينا الرحلة شما: ماشي كنت اسمع خالد اخوي يرمس عنها وتحمست.. حسيتها مغامرة حلوة ابغي اجربها وبعد مناظر يديدة بتلهمني ارسم علياء: ترسمين؟ شما بابتسامة عريضة: هيه انا رسامة! علياء: واو.. بس غريبة اخوج رضى على طول؟ شما: لا طبعًا يلست اترجاه عشان يشلني وياه ويبت لي مليون شخص يتوسطلي عنده عشان يوافق علياء باستنكار: صدق مب صاحية! الا صدق كيف طاع يخليج تباتين عندي؟ شما: حنيت على راسه لين تنرفز وراغني علياء بصدمة: بكل بساطة؟ شما: أكيد! عندي خبرة 17 سنة في الحن علياء بإعجاب: رهيبة انتي لازم تعلميني! اليوم الثاني 6:00 ص فتحت عينيها على صوت المنبه وأصمتته رفعت غطاء عينيها الحريري ورأت منظرًا أشعرها برعشة داخلية شما.. الطفلة الضئيلة.. متربعة على سجادتها بكل خشوع.. تقرأ من مصحف صغير يوازيها بالحجم والرقة شعرت بلسعات من ضميرها، تذكرها بآخر مرة صلّت فيها.. ووعودها المستمرة أمام الله بأن تلتزم بصلاتها، ولكنها كالعادة.. تصلي فترة.. وتنقطع ما أن يزورها عذرها الشهري نفضت شعور الذنب من رأسها.. لا تريد صداعًا من أول يوم عمل … شعرت شما بحركتها لكنها فضلت أن تبقى على وضعها.. رفعت يدها تنظر إلى الساعة قالت في سرها: شكلها أشرقت الشمس.. بتريا ربع ساعة قبل لا اصلي سنة الشروق طوت سجادتها بعد الصلاة، وغيرت ملابس النوم إلى لباسٍ أكثر عملية.. قميص وبنطال.. فوقهما عباءة رمادية تصل إلى ما قبل الكعب بشبر كانت تشاور نفسها بأن تأخذ عدة الرسم أم لا؟ واستقرت على أن تكتفي بالتأمل والاستكشاف اليوم خرجت من المقطورة ورأت خالد يجلس على بعد مسافة من مقطورتهم، كان يمثل الانشغال، ولكنها تعلم بأنه يراقب الباب ينتظر خروجها راحت له بابتسامة وباست راسه: صباح الخير يا حلو خالد بنفس الابتسامة: صباح النور.. ماشاءالله شو هالنشاط؟ شما: من يوميييي خالد: ردودج ماتتغير.. ها شو الرقاد في الصحرا ان شاءالله ارتحتي؟ شما: الحمدلله ماحسيت بفرق.. يا غير ان شباريكم "أسرّتكم" مب مريحة خالد: سامحينا الغالية مرة ثانية بنطلب لج شبرية "سرير" محشية بريش النعام شما: هههههه استاهل وانا بنت راشد خالد: طمنيني ما وسوس لج الشيطان؟ شما فهمت قصده وقالت بظرافة: لا ما وسوسلي تعوذت منه قبل لا ارقد خالد: الحمدلله.. وان شاءالله دوم احرصي على اذكارج وتعوذي من شياطين الانس والجن شما تعودت على خوف أهلها الزايد عليها: ولا يهمك! *** على بعد أمتار مب بعيدة عنهم.. نزلت من الكرفان وهي تشوف البنت الصغيرة تكلم أخوها وشبه متأكدة بأن الحوار عنها.. جنه “كأنه” يتطمن إنها ما تعلمت الفسق والفجور من أول ليلة قضتها وياها بابتسامة جانبية بلعت غصتها وتوجهت للقاعة المخصصة للأكل عشان تتريق قبل لا يبدا الاجتماع الصباحي للفريق وهي تتريق شافت شما تتقرب منها بابتسامة: صباح الخير عليا عليا: صباح النور.. غريبة ما تريقتي ويا اخوج؟ شما: هيه اخوي شيبة يتريق من وقت.. تلقينه مصلي الفجر وياي يدق عليهم الباب يبا ريوق عليا ضحكت بصدمة.. هي تعرف انه يتريق قبلهم بس ما توقعت إن شما بتتمصخر على أخوها جدامها.. أساسًا ماتوقعت إن في حد يتجرأ يعلق عليه بالعلن! لاا شكلها شما بتضيف لون يديد لهالرحلة.. وبتشوف جانب يديد من حياة الدكتور! | |||||
08-06-23, 07:50 PM | #5 | |||||
| في البلاد بو خالد: لا حول ولا قوة الا بالله.. يا أم خالد امسحي دموعج ارحمي عمرج.. بسم الله عليها بنتنا ما فيها الا العافية شو بلاج تصيحين هالكثر! أم خالد بغصة: شسوي كنت لاهية بس فطامي الله يهديها ذكرتني يلست تسألني عنها وماعرفت شو ارد! بو خالد: انزين وشو يعني سألتج عنها؟ تراها صغيرونة وتولهت على خالتها أم خالد بغضب: وأنته شو عرفك بهالسوالف.. عنبوه مب قلب عليك محمد نازل والسماعات في اذنه: حي الله الحلوين.. اوف اوووف مولعيين هنيه أم خالد: اسكت انته الثاني.. ماعندك الا هالسماعة معلقنها في اذنك 24 ساعة جنها شغاب محمد: يالله هجوم حاد وقوي من الوالدة (يبوس راسها وراس ابوه) خير اللهم اجعله خير.. خبرينا شو مستوي؟ بو خالد: ولاشي.. امك متخبلة لان شما مب موجودة.. والا غصب تبانا نصيح عليها 24 ساعة والا تطلعنا من الملة محمد: ايواااا وانا اقول بلاها.. اماية ندريبج تغلينها اكثر عنا بس عاد مب جي.. حسيت اني مب ولدج يوم سافرت دمعة وحدة مانزلت منج ام خالد: والله عاد انته سافرت وانته بغل شكبرك.. بنتي مسكينة صغيرونة ولا شافت شي من الدنيا.. والله مادري كيف طاوعتكم وخليتها محمد شل الدلة وصبلها من القهوة: تقهوي واذكري الله يا امي بنتج عفريتة تخوّف ما تخاف.. ووياها خالد مابييها شي ان شاءالله بو خالد: عيزت كم اعيد الرمسة.. ادعيلها كم مرة بقولج لا تتناحسين عليها عن يستويبها شي منج ام خالد خافت ومدت ايدها تاخذ الفنيان: استغفر الله الله يحفظها يارب في حلها وترحالها *** في الربع الخالي حطت كل أغراضها في شنطة ظهر متوسطة الحجم، ألوان، أقلام رصاص، أقلام فحم، الوان، وشلت كراسة صغيرة.. ما كانت ناوية تشل شي وياها لانها مب ناوية ترسم لكن خذتهم احتياط.. يمكن تلقى منظر ما يتفوّت! مشت بلا هدى وهي تذكر الله كعادتها تأملت الكثبان الرملية البنية المغطاة بلمعة ذهبية وكأنها قبلة من الشمس لم تشعر بمرور الوقت حتى رأت أفراد الفريق يتجهون إلى المخيم.. تبعتهم.. حاولت البحث عن وجه تعرفه، فلم تجده ولكنها واجهت ابتسامة فائقة الجمال، وصف أسنان لؤلؤية: هلوووو شما ردت الابتسامة: أهلين عليا: ضايعة الاخت؟ شما: امممم تقريبًا.. ليش رديتوا؟ عليا: بريك غدا.. تدورين اخوج؟ شما بخجل: هيه.. ما يا؟ عليا: ما يتغدا ويانا.. غالبًا يسبقنا يعني تلقينه متغدي ومخلص والحين راد اللوكيشن مرة ثانية شما: ايواا.. بس غريبة مايا وياكم علياء بصراحة فائقة: مايدانينا عشان جي شما كتمت ضحكتها عليا تمسك زندها: تعالي بتغدا وياج لا تحاتين مابخليج بروحج شما تبتسم بتوتر وهي تتذكر تحذيرات خالد عليا حست بتوترها بس ماحبت تسحب العزيمة عشان ماتزيد باحراجها.. وشتمت خالد بداخلها عليا: الا وين نظارتج؟ شوفي الشمس كيف قوية بتأذين عيونج! شما باستغراب: نظارة شو؟ نظري 6 على 6 ما البس نظارة علياء تقهقه بظرافة: اقصد نظارة شمسية شما: هيييييه شمسية! لا ما ألبس.. تبين الصدق تاريخي حافل بالهوامة تحت الشموس العامودية.. عادي ما تأثر فيني علياء تلطم بمزح: يا لهوي!!! وفرحانة بعد.. لا تقولين بعد ماتحطين واقي شمس! شما: الصراحة احط بس مب دوم.. ساعات اتعايز "اتكاسل" وبعدين يخلي ويهي رمادي ماحبه علياء: بعطيج من اللي عندي شفاف مابيغير لونج.. وحتى النظارات لا تحاتين عندي كوليكشن كامل كل الاشكال والالوان بسلفج وحدة كملوا سوالفهم وهم يدخلون القاعة علياء وهي تمر على طاولة الحلويات: شما بتشاركيني الكيكة؟؟؟ أحسها دخلت خاطري بس مابغي آكلها كاملة مافينا على الكرشة شما تضحك: عليا اللي يشوفج وانتي ترمسين يقول مررررة متيينة علياء: والله وزني زايد تبين الصدق شما: بالعكس ماشاءالله طولج وجسمج مناسبين جنج عارضة ازياء عليا بطرف عينها: هي عارضة ازياء للوزن الثقيل! شما تضحك: ههههههههه انزين خلاص بشاركج.. الحمدلله انا مايهمني لا وزن ولا غيره علياء: لانج يابسة (وبحقد) شكلج من اللي ياكلون ولا يمتنون شما تغايظها بمزح: بالضبط شلوا صيانيهم وتوجهوا صوب وحدة من الطاولات علياء: شما تشوفين هذا الشيبة اللي لابس جاكيت بيج وقبعة جنه من رعاة البقر؟ شما تتلفت: هي شفته بلاه؟ عليا: الله يسلمج هذا اسمه البروفيسور نيلسون.. أكبر واحد في المخيم شما: اونه؟ ماشاءالله ليش كم عمره؟ عليا: مادري بس في السبعين او الثمانين شما: ماشاءالله وفيه حيل مخيمات وبروجكتات عليا: شفتي عاد! شما: وحليله ابوي توه داخل الستين وكل يوم واصفيله دوا يديد.. الا سكري الا ضغط عليا بنبرة هادية: الله يحفظه لكم شما: آمين يارب.. ماشاءالله عليه البروفيسور شكله ما يقر (ما يستقر/ كثير الحركة) من جي بصحته.. الصبح اشوفه يركض حول المخيم.. يعني.. عطيته اربعيني خمسيني بس ماتوقعت يوصل هالعمر! علياء: هي ماشاءالله عليه عاد لا تحسدينه.. راس مالنا شما: ههههههه الله يحفظه يارب.. وهو شو شغلته؟ احيد اخوي رئيس الفريق عليا: هي اخوج رئيس الفريق.. عطوه هالمهمة في الاجتماع الأولي في البلاد رفض واحتشر عليهم.. اونه نيلسون أولى! شما بتفكير: امممم يمكن صح كلامه! علياء: هو فعلًا متفوق على الكل من ناحية معرفة وخبرة.. اتخيلي إنه درس في نفس المعهد اللي درس فيه اينشتاين! وماخذ جائزة نوبل في الكيمياء شما بابنهار: واااو! ماشاءالله.. عيل صدقه خالد هو أولى! عليا: مثل ما قلتلج.. بس الادارة ماتفكر بهالجانب بس.. يعني يفكرون من ناحية حقوق وبراءة اختراع وسوالف وايد طويلة.. وبعد لا تنسين إن الأجانب في أي وقت يقدرون يسوولج باي باي ويروحون.. ولا بتحصلينهم شما تفكر: امم صح بعد كلامج.. بس براءة اختراع شو؟ انتوا بتخترعون شي هني؟ عليا: والله المفروض إني ما اطلع هالسر بس بخبرج ولازم تحفظينه عن يطيروني.. مهمتنا هي نستخدم نبتة معينة موجودة في هالمنطقة ممكن تتحول إلى بترول في وقت قياسي اذا انضغطت.. ونحن يايين هني نجرب واذا نجحت التجربة ممكن نستزرعها فالمختبر.. طبعًا بعدنا ما خلصنا شي غير النظري.. بس ان شاءالله ننجح صدق بترتفع اسامينا فوووووق شما: ماشاءالله والله فكرة وايد حلوة!! منو فكر فيها؟ علياء: نيلسون.. بس على كلامه إنه استلهمها من وحدة من طالباته في الجامعة.. يقول إنها كانت تتكلم عن أمور مشابهة وعاد هو مادري كيف لقط ويمع ووصلنا هالمرحلة من المشروع شما: ماشاءالله عليه.. وحليله يوم سوا كل هذا تبون تاخذون منه براءة الاختراع؟؟ علياء: الأمور أكبر من جي.. فكرته بدون دعم وبدون الفريق ماتسوى شي.. بالذات إنها في بلادنا.. وبعدين ترا حقه محفوظ.. له نصيب من الرخصة اذا خذناها شما: ايوااا.. آسفة عليا والله واضح اني ياهل وغثيثة ولعوزتج بالاسئلة عليا بصراحة: شوي لعوزتيني.. بس عادي خلينا نسولف ولا نتم ساكتين ناكل ونطالع بعض شما بدون تفكير: بس تبين الصدق أحس لو اشوفج في البلاد مستحيل أقول هذي باحثة ومشاركة في مشروع مثل هذا علياء بانفعال: ليش يعني لاني مب محجبة؟ ترا ما يخص الحجاب بالعقل شما باحراج: ما اقصد هالشي.. اقصد انج وايد تهتمين بمظهرج وصحتج وجي.. يعني مستحيل بتخيل انج بتضحين بكل هذا وتيلسين تحت الشمس عشان بحوث عليا بدراما: آآآآه لا تتخبرين "لا تسألين" هذي معاناتي وقصة حياتي.. من نحاسة حظي درست هالتخصص البايخ اللي خلاني اضيع تحت هالشموس شما: يلا عاد عن الدلع.. تشوفين عمرج شاطرة والبلاد تحتايج قمتي تقولين هالرمسة علياء: خليني اتدلع يمكن يطيعون يبنولي صالون أسوي مناكير ومساج وحمام مغربي! شما تتطالع نيلسون اللي ياكل بروحه: بس والله يغمض نيلسون أحسه وحييد علياء: عادي نص الفريق وحيدين ونفسيات شما: هههههههههههه بس فهالعمر أحس الواحد مايبا الا ونيس وياه علياء: هذيل متعودين على هالعيشة.. بعدين هو كان معرس بس حرمته توفت وما دور غيرها يلس يتنقل من بلاد لبلاد شما: يا حليله وفي.. لو حد من عندنا جان زوجوه غيرها عليا: هههههههه صدقج.. بس هذيل أصلًا ما عندهم جذور قوية ولا غيره من جي تنقلهم وايد سهل شما: والله حياتهم كئيبة.. بسم الله على أهلي بس مول ماتخيل حياتي بدونهم! أو إني أهدهم وأعيش بروحي لو عشان شو! علياء: تبين الصدق بالعكس أحسهم مرتاحين.. أنا لو ما كنت بنت البلاد وما كانوا يعطوني هالاهتمام والمهام جان لقيتيني مهاجرة من زمان.. ويمكن عقب يوم اتقاعد اهاجر.. عاد مادري آخذلي مزرعة في سويسرا والا وين اقضي المتبقي من حياتي شما: استغفر الله أنتي شو تقولين.. احمدي ربج على نعمة العائلة والله غيرج يتمناها علياء بضيج: شما دخيلج اسكتي.. تراج يالسة تتكلمين عن أمور ما تعرفينها.. يلا أنا بنش اتغسل وأريح شوي عقب المغرب بنرد اللوكيشن شما: تعالي عليا مادري اذا قلت شي ضايقج بس في كل الحالات أنا آسفة "قامت" يلا انا بي وياج عليا بعدم اهتمام: يلا انزين تعالي بنتمشى بردت الشمس شوي شما: اوكي بس اتريي شوي بيأذن العصر عقب شوي.. بنصلي وبنسير عليا بتوتر: سيري بترياج شما ما اهتمت للموضوع.. توقعت إنها معذورة شرعيًا.. ومشت باتجاه كرفانتهم بعد دقايق دخلت عليا: ييت اطلعلج نظارة واعطيج واقي شمس.. يلا حطيه لازم تجددينه كل كم ساعة شما: حشى سالفة.. احطه وايلس اعيد كل شوي عليا بإصرار: هي اللي تبا بشرة حلوة وصحية لازم تهتم بها وتتعب عليها شما بانصياع سوت اللي تقوله.. وبعد ما خلصت صلاة شافت عليا مطلعة بوكس كبير فيه مجموعة نظارات مثل ما قالت عليا بفخر: يلا طبي واختاري! شما: ماشاءالله كل هذا!!! شو تسوين بهم عليا: هواية! شما باستنكار ترفع نظارة: هالنظارات اللي نشوفهم في المول ونقول منواللي ماعنده سالفة يشتري هالسوالف؟ عليا تضحك: ههههههههه مقبولة منج.. بس لو تعرفين سعرها كم بتطيحين هني "تأشر على الارض" شما: مابغي اعرف أسلم لقلبي عليا: يلا يلا استعيلي خلينا نسير نتمشى.. بريكي يخلص الساعة 5 يعني مب باقي الا ساعة وشوي طلعت شما وياها وتمشوا حول المخيم علياء تأشر على نبتة كثيفة وقصيرة نبتت بشكل عشوائي: شوفي هالنبتة تعرفينها؟ شما: اممم أحس إني شايفتنها من قبل.. يمكن في الوادي وصوب السيول؟ مادري صراحة علياء: لا مستحيل تشوفينها في الوديان.. هذي النبتة تلقينها في الصحراء صوب العراقيب وممكن تشوفينها في الخط بين مدينة ومدينة شما: صدق؟ توني اعرف ان في فرق بين نباتات الوديان والصحاري ههههه أصلا انا ماعرف غير نخل بيتنا علياء بغرور: ما عليج وياي بتتعلمين كل شي *** على بعد أمتار قليلة أرهف سمعه لتهب عليه أصواتٍ غريبة.. عقد حواجبه باستغراب.. وابتسم لا إراديًا عندما ازداد الضحك من حوله رغم أنه لم يفهم أي شيء مما قيل شدّه فضوله وفكر بالتحرك والاقتراب منهن لاستكشاف هذا الكائنات الغريبة.. نظر إليهن باستغراب تام.. الشكل، الهيئة، الصوت، اللغة.. كلها خصائص لم يرى مثلها من قبل شعر بالخوف لوهلة.. ولكن مشاعره تشتت ما أن تعالت أصوات الضحك مرة أخرى شلّت خلاياه صرخة عالية أطلقتها علياء وتبعتها صرخة شما وحركة يديها أمام وجهها وكأنها تدفع الأذى.. فهرب حتى اختفى عن ناظريهن | |||||
08-06-23, 08:09 PM | #6 | |||||
| الجزء الثاني على بعد أمتار قليلة أرهف سمعه لتهب عليه أصواتٍ غريبة.. عقد حواجبه باستغراب.. وابتسم لا إراديًا عندما ازداد الضحك من حوله رغم أنه لم يفهم أي شيء مما قيل شدّه فضوله وفكر بالتحرك والاقتراب منهن لاستكشاف هذا الكائنات الغريبة.. نظر إليهن باستغراب تام.. الشكل، الهيئة، الصوت، اللغة.. كلها خصائص لم يرى مثلها من قبل شعر بالخوف لوهلة.. ولكن مشاعره تشتت ما أن تعالت أصوات الضحك مرة أخرى شلّت خلاياه صرخة عالية أطلقتها علياء وتبعتها صرخة شما وحركة يديها أمام وجهها وكأنها تدفع الأذى.. فهرب حتى اختفى عن ناظريهن شما: بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم.. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (وجهت ناظريها لعلياء المستمرة بالصراخ وكأنها لقطة من فيلم كوميدي) بسم الله الرحمن الرحيم عليج عليا اذكري الله.. لا حول ولا قوة الا بالله.. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق علياء تصاارخ بفم مفتوح: بمووووت شما بموت بموت مستحيل اللي شفته يا ماماااااااا جني جني اعوووذ بالله شما بصوت مرتجف تحاول تهدئتها وإبعادها عن المكان: استغفر الله العظيم.. الله يحفظنا بحفظه يارب.. استغفر الله كل هذا لأننا التهينا بالضحك والسوالف ونسينا الأذكار علياء: شما متفيجة أنتي تحللين والله بموت (مسكت ايدها وحطتها على قلبها) حسي.. والله قلبي بيطييح من مكانه شما: لا حول ولا قوة الا بالله.. خلينا نتحرك نرد ونقرا على عمارنا خلاص لا تصيحين قطعتي قلبي علياء بدموع تهطل من عيونها كأنها غيمة وأمطرت: شما شفتيه؟؟؟ شفتيييه جنييييي بسم الله الرحمن الرحيم.. والله في حياتي ما خفت مثل هالخوف بسم الله شما تحاول تهديها: لا حول ولا قوة الا بالله.. اذكري الله بسم الله علينا.. والله طول عمري اسمع عن تلبس الجن على شكل الانسان بس أول مرة اشوف علياء تحط ايدها على حلج شما: اسكتي اسكتتتتتييي لا تقولين اسمه عن ايينا مرة ثانية شما: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم مشين بعجلة خوفًا من لحاق الجني بهن إلى المخيم الذي يقع على بعد بضعة كيلومترات كان المخيم وكأنه نجم وسط الصحراء الخالية من كل شيء عدا الاشجار اليابسة والرمال التي تمتد على طول العين كان المخيم عبارة عن قسمين: قسم المسكن، وقسم المرافق العامة والترفيه قسم المسكن كان عبارة عن مقطورات ممتدة بشكل طولي.. كل مقطورة خاصة بأحد أفراد الفريق.. والمقطورة الواحدة مزودة بسرير ودورة مياه ومطبخ تحضيري أما بالنسبة للقسم الآخر فكان يضم عيادة متنقلة، مخزن، مختبر، مجلس ضخم، قاعة مخصصة للطعام، وقسم أخير مخصص للألعاب والرياضات المختلفة شما: الحمدلله على السلامة مابغينا نوصل علياء: الحمدلله شما بمزحة ثقيلة: عن يكون لحقنا ونحن ما نشوفه علياء انخطف لونها: لا بسم الله شما تضحك: هههههههههههه أسولف وياج.. الصراحة ما توقعتج بتخافين لهالدرجة.. هذا وأنتي كبيرة! علياء المحرجة من شلالات الدموع اللي غزت ويهها: ومنو قال ان العمر يخصه بالمشاعر؟؟ شما بطفولية: أنا جي اتخيل إني يوم بكبر خلاص بتغير وما بخاف من شي يعني بتعود على الحياة علياء: لا يا حبيبتي.. يوم بتكبرين مابتتغيرين وايد.. يمكن تتجرئين أكثر وتكتسبين خبرة لكن الشخصية مب شرط تتغير.. أصلا بتكبرين بدون لا تحسين "بطريقة درامية ضربت قبضتها بكفها" جك بوم انتي كبيرة! (رفعت راسها بابتسامة للشخص اللي واقف عند المخيم) وتكلمت الانجليزية بطلاقة: مرحبًا جاك جاك: أهلًا عليا.. أهلًا شقيقة الدكتور التي لا تسلم على الرجال شما بابتسامة: مرحبًا علياء تكلم جاك: يبدو بأنك قد انجزت واجبك عن الدوك (الدكتور) "جملة تقال عندما يستعد الشخص لمقابلة أحدهم" جاك يضحك: ههههههه آه نعم.. فقد مررت بالكثير مع صديقي خالد وبالطبع أن شقيقته ستشبهه بالتصرفات علياء بهمس: الا أنها ليست وغدة مثله جاك يشاركها الهمس: ههههههههههه بالعكس هو شخص رائع إن تعرفتي عليه عن قرب عليا: لست مهتمة.. سأوصل الصغيرة وألحق بك بعد قليل شما لفت بطرف عينها: زين تذكرتي إن وياج حد.. لا يتناجى اثنان دون الثالث عليا: أنتي جنج ابلة الدين اللي درستني في الاعدادي شما: هههههههههههههههه.. يلا سيري برايج اعرف دربي عليا بمزحة مترددة: أكيد؟؟ عن تضيعين ويردون علي بعد شما فهمتها: ههههههه لاتحاتين بس شكلي أنا اللي بوصلج عن يطلعلج شي علياء: خلاص النكتة ماتضحك اذا انعادت شما: هههههه آسفة.. ولا تنسين اذكارج *** ردت شما الغرفة تريح ورقدت بدون لا تحس.. قامت على طرقات على الباب قامت تتثاوب بكسل وتحركت تسأل: منو؟ بصوته المحبب لقلبها: أنا فتحت الباب ووقفت وراه احتياط عشان ما تبين للي برع الكرفانة خالد: أعوذ بالله من هالرقاد خوفتيني عليج.. قلت يمكن شي استوابج! شما تتثاوب للمرة الثالثة: لا ماستوابي شي مادري كيف مر الوقت ولا حسيت خالد: وعاد فاتتج كل الصلوات "بعتاب" من أولها جي تسوين يا شما شما حست بنغزة في قلبها يوم طرى الصلاة: الساعة كم جي؟ خالد يطالع ساعته: 9 الا ربع.. أذن المغرب والعشا ومايندرى مصلية العصر بعد والا لا! شما فتحت عيونها: استغفر الله.. لا صليت العصر الحمدلله يلا باي بلحق على الباقي خالد هز راسه وتحرك مبتعد: بترياج في قاعة الاكل بعد ربع ساعة وصلت شما ولوّحت لها عليا بمعنى (أنا هني شاركيني) بس اعتذرت منها لأنها بتتعشى ويا أخوها حطت صينيها على الطاولة: سامحني خالد ادريبك تتعشى من وقت وأنا اخرتك اليوم خالد: ولا يهمج.. بس شو هالرقاد؟ ماحيدج ترقدين هالكثر! مسرع مليتي من المخيم شما: لا بس اليوم طلعنا أنا و"بتررد" عليا.. تمشينا شوي حول المخيم خالد بنظرة حاول إنها ما تكون مؤنبة: وأنا شو قلت؟ شما بتبرير: البنت عزمتني على الطلعة استحيت أردها.. وبعدين هي وايد طيبة ونسولف سوالف عادية ما تطرقنا لأي موضوع من اللي حذرتني منهم خالد: الشيطان ما يقول للمسلم اكفر شما بطولة بال: أدري بس بعد أنا ماحسها ممكن تضرني.. وبعدين أنا تربيتك وتحت عينك.. يعني لو تغيرت أكيد بتلاحظ علي! ولا تنسى إني بدخل الجامعة يعني بشوف أشكال وأنواع من البنات ويمكن يطلعولي ناس أخس عنها بمليون مرة.. خلني أخالط ناس غير عني وتحت نظرك.. بتعلم خالد: عنبوه مطولة هاللسان.. محد يقدر يرمسج انتي؟ شما: ههههههههه حصوني قوية خالد: انزين وين سرتوا؟ شو استوابج؟ معقولة المشي تعبج لهالدرجة؟ شما: هاي روحها سالفة.. اتخييييل شو شفنا خالد بتركيز: شو؟ شما: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. شفنا قوم بو حرفين "كناية عن الجن" متلبس هيئة ياهل خالد انصدم: ههههههههههه لا والله شما: والله العظيم اسأل عليا بعد! مسكينة كسرت خاطري كيف يلست تصيييييح جنها ياهل.. توهقت ماعرفت كيف اسكتها خالد بامتعاض: مابغي اسألها.. وبعدين تراج في أرض خالية طبيعي بيكون فيها جن.. اقري اذكارج وسمي بالله يوم تخطين شما: ان شاءالله *** تقلّبت على فراشها مرة أخرى ولم تعلم أهي المرة العاشرة؟ العشرين؟ أضاعت العد.. صورة ذلك المخلوق لا تفارق مخيّلتها هل يبدو الجن هكذا حقًّا؟ لا تعلم لمَ شعرت بالشفقة عليه.. حتى وإن كان جنيًّا، فهو وحيد.. فالجن كما تعلم، يعيشون كعيشة البشر.. على دياناتٍ مختلفة، ولهم أطفال وأهل.. إذًا لم هو وحيد؟ هل يعقل أن يكون منبوذًا؟ رقّت مشاعرها عند هذه الفكرة نفضت رأسها فجأة وكأنها تنفض ما بعقلها.. فهي تشعر بأن أفكارها بدأت تأخذ منحنى خطير.. وسألت نفسها: هل أشفق على جني؟ نظرت إلى الساعة المعلقة على الجدار، ثم رمت بغطائها على السرير.. كعادتها مؤخرًا لا تقطع صلاة القيام مهما حدث معها.. تشعر بأنها الوصل مابينها وبين الله توجهت إلى دورة المياه المتواضعة، والتي لا تتعدى قياس المتر بالمتر ونصف وصُعقت من حرارة الماء المائلة للبرودة رغم أنهم في منتصف شهر أغسطس! صلت وسلمت عن اليمين والشمال.. ثم رفعت يديها للرحمن وكأنها تحاول الوصول إلى السماء، وبكل خشوع صلّت على النبي وأثنت على الله، واستغفرت عمّا بدر منها بقصد أو بغير قصد.. دعت الله أن لا يبتليها الله في دينها وخواتيم أعمالها.. ودعت كثيرًا أن يهدي علياء ويصلح بالها.. فهي ترى فيها بذرة خير بغض النظر عن مظهرها.. ودعت أن يحفظ الله بلادها وأهلها ونفسها وأن لا تختطف من قبل الجن! وفي أول ساعات الصباح نهضت بكل حماس وجمعت عدتها في حقيبة ظهر قررت حملها.. سكين، وجبة خفيفة، ماء، عدة الإسعافات الأولية، قفازات، عدة الرسم.. ربطت حذائها الرياضي وانطلقت وسط نظرات ناعسة ومستغربة من علياء! *** خلفَ أرطة كثيفة بأغصان رفيعة وطويلة، اختبأ مخلوق صغير.. ببشرة سمراء وعيون واسعة، ورموش كثيفة.. بشعر طويل غامق.. أشعث وأغبر كأنه تمرّغ بالتراب سبعًا كان ينظر إلى نفس المخلوقة التي شاهدها بالأمس وأفزعته هي ورفيقتها.. رآها تخرج عصاةً خشبية فتحتها بطريقةٍ عجيبة وثبتتها على الرمل، وأتبعتها بلوح متوسط الحجم.. وضعته على العصاة الغريبة.. وبدأت تجول بناظريها حول المكان وتستنشق الهواء بقوة فكّر بالاقتراب منها ولكنه تذكر صوتها العالي الذي أفزعه، وفضّل مراقبتها من بعيد.. إلى أن رآها تمسك بعصا صغيرة وتخط بها اللوحة بلون يشبه ثمار الدوم قبل أن تنضج.. كان مترددًا ما بين حماسه الطفولي ورعبه منها.. وغلبته طفولته كالعادة! *** رأت انعكاس ظل يقترب منها وتجمدت حركتها.. لم تجرؤ على التحرك أو النظر خلفها.. ظل لسانها يلهج بذكر الله ويتعوذ من همزات الشياطين ولمزاتهم.. كررت الفاتحة عدة مرات ولم ترى أي أثرٍ لدعواتها.. فالظل بمكانه لم يتحرك التفتت ببطء وهي تستعيذ من الشيطان والجن مئات المرات.. أنبت نفسها المتهورة التي لم تتعلم من درس الأمس وعادت إلى نفس المكان بادلته النظرات بصمت خارجي تام.. وفوضى ورعب داخلي اقترب منها قليلًا حتى بان جسده العاري، باستثناء قطعة صغيرة بنية، تغطي عورته اقترب منها: أعطني هذا شما بصدمة نظرت إلى إصبعه الذي يشير إلى قلم التلوين الخاص بها.. وبصوت متقطع قالت: هـ هذا؟ بابتسامة واسعة اقترب وسحبه: نعم هذا شما بنفس الرجفة تفكر.. هل الجن يمرحون ويحبون التلوين أيضًا؟ بكل جلافة دفعها وبدأ يحاكي فعلها عندما كانت ترسم خطوطًا منحنية على اللوحة البيضاء شما تحادث نفسها في نفس المكان.. هل شعرت به يدفعني؟ هل تحركت بفعل دفعته؟ ألم يكن من المفترض أن لا يمتلك جسدًا؟ وأن تكون حرارته عالية كما سمعت من أمها ونساء العائلة اللواتي يهوين الحديث عن الجن!!! *** على بعد ما يفوق ال300 كيلومتر في كلية الشباب استجمعت كل مشاعر الثبات والجمود لتهدئ خفقات قلبها وارتجاف يديها فتحت الباب وبكل هدوء قالت: السلام عليكم الكل التفت فجأة: وعليكم السلام الاستاذ من جنسية عربية باستظراف: شو يا بنتي مغلطة بالكلية خولة: لا "وقفت بخجل تحرك ناظريها على الغرفة تدور بقعة تخلو من وجود أي رجل" الاستاذ بلهجة شاميو: لَكَن؟ "إذًا" خولة: أنا مسجلة في هالمساق الاستاذ يصفق: اوووه.. اييه سمعنا انو في بنات هالصيفية بس ماتوقعت انهن بفصلي.. يلا يلا يا شباب هوب اعملولها مكان هالصبية الحلوة من بين أزواج العيون اللي كانت تتطالعها مابين فضول وإعجاب واستنكار واستهزاء.. قاموا اثنين من الشباب في الصف الأمامي ورجعوا لورا بنفس الهدوء يلست على الكرسي في صف مافيه أي حد غيرها ولا علقت الا بـ "شكرًا".. وما تتوقع إن حد سمعها أساسًا طلب الأستاذ من كل طالب يعرّف بنفسه.. يقول اسمه واسم العائلة، تخصصه، وليش اختار هالتخصص؟ مر الدور برتابة تامّة، كل الشباب جاوبوا بملل، أغلبهم كانوا من تخصص الهندسة الميكانيكية، والأسباب كانت تتباين ما بين "أحب المحركات، أحب السيارات، هوايتي من الصغر، الخ" وصلها الدور وبثقة أعادت شحنها خلال جلوسها، قالت بالانجليزية: أهلا.. اسمي خولة ال…..، تخصصي هندسة صيانة طيارات، اخترته لولعي بالاختيارات النادرة والمميزة، خصوصًا وأن التخصص يخلو من النساء.. أحببت أن أكون أول من تخطو في هذا المجال اعتلت همسات وضحكات ساخرة مرددة: بدينا فلسفة البنات/ عشان جي أكره البنات/ هذي شو يابها بيننا/ أهلها كيف خلوها تيلس فنص الشباب! الاستاذ يقاطع الهمهمات: برافو والله يا بنتي.. بتعجبني البنت القوية متلك.. بتمنى لك كل التوفيق *** في عرض الصحراء علياء تحاول أن تكون نبرتها هادئة (بالانجليزية): يستحيل أن تطلع النبتة هنا كما قلت مسبقًا.. بناء على دراستي لحركة الشمس طوال السنة.. فهذا احتمال بسيط لا يتجاوز ال10٪ خالد بنفس النبرة: ال10٪ نسبة كافية بالنسبة لي لتمشيط المنطقة.. في كل الأحوال نحن هنا، ولا ضرر من بذل مجهود إضافي.. "نظر إلى الفريق" وعددنا يكفي لذلك ولن يكلفنا أكثر من يوم أو اثنين بالكثير! جاك وقف وبسط يديه للأمام: اوووه يا رفاق لنهدأ.. ما رأيكم أن نعمل تصويتًا؟ "وعندما لقي استحسان الاغلب" الذي يؤيد علياء يرفع يده في خلال ثواني رفع أغلب الفريق يده، صوّتوا لرأي علياء الذي أغاظ خالد.. وكبح نفسه من استخدام سلطته لكونه رئيس الفريق، وفضل الوثوق برأي فريقه رغم صدوره من شخص يبغضه *** خارج المخيم كانت تتأمله بصمت.. مبدئيًا هدأت ولكن الحرارة في معدتها لا زالت متواجدة.. تبرد وتسخن مع كل حركة تبدر منه كان يرسم خطوطًا عشوائية على اللوحة بأريحية تامة، وتمرّد لدرجة أنه بدأ يخرج بقية أقلام التلوين واختيار ما يشاء منها ليرميه عليها وبصيغة أمر يقول: افتحيه وهي تنفذ الأمر بخوف وهيبة من أسلوبه الذي يبث القوة رغم منظره الطفولي الذي يعاكس طول قامته فجأة رمى أقلامها بجلافة، بدون أن يغلق الاغطية بحركة "ترفع ضغطها" وهرب بعيدًا.. وهي تتأمله بصمت واستغراب شديدين *** عادت للمخيم بذهن شارد من النهار الغريب الذي قضته قبل النوم بدأت عليا بروتين العناية اليومي الخاص بها.. وسط تأملات شما فرّت (رمت) عليها علبة شفافة وقطن: امسحي ويهج بهذا التونر بدال لا تتطالعيني جي شما: شو هذا؟ عليا تتطالعها: من صدقج ماتعرفين شو هو التونر؟ شما: امبلى اعرف اسمه مب غريب علي.. بس ما اعرف شو فايدته بالضبط عليا: بيرطب ويهج ويهيئه لأي منتج تحطينه عقب شما: هممممم وشو بحط عقب؟ عليا: بعطيج هالقطرات حطيهن على ويهج بتغذيه وتوحد لون البشرة شما: ايوااا.. مب المفروض اغسل ويهي قبل؟ عليا: المفروض تنظفينه من الاتربة والوصخ بس اعرف انج بتتعايزين تقومين عشان جي عطيتج التونر.. بيساعدج بالتنظيف شما باستغراب: ما تخافين يخلص عنج اذا استخدمته؟؟ عليا تحرك كتفيها بعدم اهتمام: عندي شنطة كاملة فيها اشكال والوان من المنتجات لاتحاتين.. اروم اشاركج واشارك 3 غيرج شما: حشى شكله راتبج كله يروح على هالسوالف عليا تضحك بغرور: هههههههه مسكينة شكلج ماتعرفين كم راتبي! شما بتسرع: كم عليا: مابخبرج عن تحسديني "بتهور قالت" اسألي اخوج راتبه أعلى عن راتبي وحتى لو حسدتيه ما بيفلس شما تسويلها مالت "تكش" بايدها: بسم الله على اخوي الله يزيده ويبارك له بعد فترة من الصمت شما بارتباك: ااممم علياء؟ علياء بصوت هادي مركزة على شغلها: قولي شما: اليوم طلعت برع المخيم مرة ثانية.. على أساس إني برسم العرقوب "ند/ كثبان" في زاوية حلوة عليا تحثها على الكلام: هيه؟؟؟ شما بتردد: …… شفت الجني مرة ثانية علياء فتحت عيونها: جذااااااابة!!!! صدق والا بعد تنكتين نكتج البايخة شما: لا والله صدق علياء بهلع: انتي مب صاحية!!! عن يكون متلبسنج الحين بسم الله الرحمن الرحيم شما: شسوي والله داهمني!!! كنت يالسة ارسم تووووني الا بديت اخط أول خط جان احصله وراي واقف.. أعوذ بالله.. ما تمت سورة ماقريتها ولا ذكر ما قلته في خاطري وبعده ما تحرك من مكانه عليا: يعني تتوقعين يوم بتقرين القرآن بيختفي؟ ليش هو مسلسل شما: استغفر الله العظيم شو دراني انا!!!! بس اتوقع عشان جي ما استوابي شي الحمدلله عليا بزفرة: الحمدلله.. بس تحملي خلاص لا تطلعين فهالصحرا.. أعوذ بالله منه شو يبا فينا! شما: عيل شو اسوي بروحي في المخيم!!! عليا: والله عاد محد قالج اتيين.. تحملي.. كله ولا يدخل فيج جني.. عاد انا وحدة عندي شغل لين راسي مابغي اشارك الجن حجرتي شما تخوفها: ترا يوم تذكرينها ايونج عليا برعب: بسم الله الرحمن الرحيم علي شو هالكلام! شما: شدراني عنج عليا: شما اكتبيلي اذكار طرد الجن في ورقة والله أحس لازم اقراها صبح ومسا شما: اقري اذكار الصباح والمساء تسدج عليا: انسى ياخي! أحاول التزم فترة بس عقب اتعايز وانسى شما: اذا تبين بذكرج كل مرة وبنقراهن ويا بعض عليا: والله يبالي.. استغفر الله احس ويهه يتراوالي "يتهيء لي" في كل مكان.. يلا ارقدي خلاص ازعجتينا شما فزت فجأة: ماراويتج رسمته! عليا تتأفف: أي رسمة بعد؟ شما: رسمة الجني "قامت من مكانها تطلعها وهي تقول" اقولج كان واقف وراي وخذا الواني ويلس يشخبط على لوحتي عليا: بسم الله انتي شو يايبة شخابيطه عن تكون تعاويذ وطلاسم! شما: هههههههه والله ماستبعد.. بس لا تخافين قارية سورة البقرة بتحمينا باذن الله منهم "ترفعها" تاراااا شوفيها ما تذكرج باللوحات اللي تنباع في المزاد بمليار ومليارين؟ عليا باستخفاف: هذي ما ادفع فيها حتى ربع شما بخبث: بس اتخيلي اقوللهم اللي راسمنها جني؟ هزرج بكم بتنباع؟ عليا: بيفرونج في مستشفى الامل ولوحتج هاي بيعقونها في الزبالة.. ويلا حبيبتي سكري الليت نبا نرقد ورانا شغل *** عليا غمضت عيونها وغاصت في عالم الأحلام.. بينما كانت شريكتها في الغرفة تفكر وتفكر بلا توقف أفكارًا سيراها معظم البشر جنونية.. ما بين منظر ذاك الجني.. وما بين اطمئنانها له أفكار لم يأب عقلها الباطني إلا وأن يصنع لها حلمًا يحويها جميعًا فتارةً ترى أنها تركض خلفه، وتارةً ترى أنها تتحول إلى جنية حتى نهضت على اشعة الشمس القوية المتسللة من خلف الستائر رأت خلو الغرفة من علياء.. تذكرت بأنها فوتت الفجر، استعاذت من الشيطان واستغفرت لتتوجه للوضوء والصلاة صلت سنة الضحى وقررت الخروج إلى خارج المخيم للمرة الثالثة وخرجت بكل نشاط إلى قاعة الطعام لتأخذ شطيرة خفيفة تمدها بالطاقة خرجت إلى نفس المكان متظاهرةً برغبتها بالرسم واستلهام الأفكار من منظر الصحراء الساحر.. ولكنها تعلم يقينًا بأنها ترغب برؤيته، وما الرسم الا ذريعة ولم يخيّب ظنها حيث جاء بعد فترة من الزمن.. وكأنه استأنس بها وسُعد برفقتها كانت هي من لحقت به هذه المرة، وما أثار حماسها أنه ببدأ بالهرب منها والقهقهة بصوتٍ عالٍ حركته ذكرتها بابناء أخوتها الذين يتناوبون على منزلهم باستمرار.. ولا يكاد يخلو منهم فبالطبع هي كثيرة الشكوى منهم ومن إزعاجهم الممتد من أول الصباح إلى آخر ساعات الليل.. ولكنهم يملؤون حياتها.. فهم من تربت معهم وكبرت برفقتهم لأن فارق العمر ما بينها وبين أخواتها النساء خصوصًا.. فارق كبير، وليس لها سواهم نسيت كل الأفكار المخيفة عن الجن والشياطين وهي تراه يركض ويحاول الاختباء خلف الشجيرات الصغيرة.. جرت خلفه وبدؤوا يدورون في حلقات عشوائية حول الشجر مشبعة بالضحكات الجريئة والعالية.. حتى ارتطمت بجسد يفوقها طولًا ببضعة سنتيمترات.. رفعت رأسها لترى وجهًا جامدًا كقطعة ثلج.. بملامح مصعوقة وعينان تكاد تقع من الصدمة | |||||
08-06-23, 08:10 PM | #7 | |||||
| *** أنجزت عملها واستأذنت من رئيسها أن تخرج في استراحة قصيرة، لم تجد شريكتها بالغرفة وتوقعت أنها قد تكون تحوم حول الصحراء.. تلك الشقية لا يعيقها شيء أبدًا! خرجت من المخيم بلا هدى تبحث عنها.. سمعت أصوات أطفال يلعبون وتعوذت من الشيطان.. وحمدت الله أنها قد قرأت أذكارها التي قد كتبتها شما على ورقة كانت تمشي بحذر عندما رأت ذلك المنظر الذي اقشعر له بدنها ظلت متصنمة حتى ارتطمت بها شما شما بارتباك: اااءء علياء؟ عليا على نفس الوضع.. ألجمتها الصدمة شما: بسم الله عليج شو فيج؟؟ علياء بصوت خافت وبلهجة مرعوبة: شو فيني؟ شما تتلفت تبحث عنه، وشافته واقف يشاركهم الصمت: علياء انتي فاهمة غلط عليا امسكت بزندها: يلا نرد المخيم شما تحاول تتخلص من ايدها اللي تسحبها: اصبري عليا: مب لازم "ترفع صوتها" ردي المخيم يلاااااا شما بصوت عالي: عليا اصبررررريي فاجأتهم قبضة قوية سحبت يد عليا: اتركيها لفوا على الطفل اللي كان يدافع عن شما عليا ابيضت عيونها من الخوف وبهذيان قالت: ل ل لمس ني.. لمسني الجني شما: مب جني هذا كيف جني ويلمسج؟؟؟ عليا تصارخ: انتي مينوونة؟؟؟؟؟ تبيني اييب اخوج يشوف المهزلة اللي حاطة نفسج فيها؟؟ شما بتهور: مايخصج فيني.. ولا تدخلين اخوي بيننا عليا: صح ما يخصني فيج لانج غبية ومينونة "وبوقاحة" اغراضج بفرها برع.. دوري لج مكان ثاني يلمج انتي وينونج ومشت وخلتها *** تحس بحرارة مب طبيعية في جسمها من الغيظ اللي حست به من كلام علياء.. صدق إنها وقحة.. صح إني صغيرة بس محد له حق يكلمني بهالأسلوب الوقح.. وبعدين هي منو حطها مسؤولة علي عشان تقرر وين أسير وأيلس ويا منو؟؟؟ قاطع سرحانة الطفل ذو المظهر الغريب: لا تحزني شما: ما اسمك؟ الطفل: قبيصة شما بغباء: هل أنت جني؟ قبيصة عقد حواجبه: لا بالطبع! شما: إذًا من أين أنت؟ قبيصة يشير بعيدًا.. حيث لا يوجد شيء سوى الخلاء: هناك شما: أين؟ قبيصة يعيد التأشير بإصبعه حيث اللا مكان: هناك شما هزت رأسها بيأس.. وقالت في نفسها: يعني الجني بيقول أنا جني؟ وبعدين كفاية مكانه اللي ماقدر أشوفه بعيني.. أكبر دليل على إنه مخلوق مب طبيعي.. وكلامه بالفصحى مسكت رأسها: يااااا الله قبيصة يركز بويهها: هل أنت مريضة؟ شما رفعت راسها: لا.. سأعود إلى منزلي قبيصة: حسنًا.. تعالي غدًا أيضًا والا سآتي للبحث عنك! شما حست بقبضة في بطنها من الخوف.. قالت في خاطرها وهي تمشي مبتعدة عنه: هذا ليكون يهددني؟؟؟ *** في المدينة سحبت الحبل المتدلي من ثقب في الباب الحديدي، وفتحته بطريقة تعوّد عليها أهالي البيوت الشعبية رفعت عيونها لمنظر بيتهم المتواضع جدًا أرضية أسمنتية، مبنى في منتصف المنزل فيه 4 غرف وصالة.. وغرفتين خارجية مبنية بعدم احترافية، بسقف معدني ومظهر رخيص كان الوقت قبيل المغرب.. دوامها طويل بس هي مرتاحة بالذات إنه ياخذها عن جو البيت اللي اييب الهم والمرض دقت على باب الصالة ويلست على الدري (الدرج)، تعرف إنه بيتأخر كالعادة.. أكيد راقد والا يلعب بالسوني اللي عطاه اياه ولد الجيران فتح الباب بعد مدة خولة: السلام عليكم… بسم الله شو هالويه عبدالله: وعليكم السلام.. ماشي متضارب خولة تدزه (تدفعه) وتدخل: والله إنك ما تستحي على ويهك عبدالله يضحك: أقولج الصدق! انتي تقولين لا تجذبون الجذب حرام (الكذب) خولة بطرف عينها: لا والله؟ أنا أقول؟ هذا كلام ربي الجذب حرام.. شو مسوي هالمرة؟ عبدالله: ماشي حصلنا شباب غرب يحوطون ففريجنا ويوم سألناهم شو يبون يلسوا يسبون وأدبناهم خولة تيلس على اليلسة الأرضية الغير متناسقة: وأنتوا شو يخصكم منو حطكم إدارة الفريج؟ والا عينوكم من الشرطة؟؟ الأرض أرض الله محد له خص بحد عبدالله: والله نحن نحفظ أمن الفريج خولة: فكنا من هالخرابيط نحن مالنا خص مشاكلنا تسدنا (تتمتح "تتمدد") آآآخ والله تعبااااانة مافيني حيل انش التفتوا على صوت رجولي عند الباب: السلام عليكم بعد ما ردوا السلام، الشخص سحب الباب من المقبض الخارجي وسكره عليهم عبدالله نزل راسه بتوتر، وخولة بلعت غصتها بصعوبة خولة: قول عافانا الله مما ابتلاهم يا عبدالله.. اخطاء غيرك هي دروس مجانية لك عبدالله: ان شاءالله (ودخل غرفته) خولة سكرت عيونها بألم وقهر من قلة الحيلة.. تسمع الصوت النسوي المتغنج من ورا باب الصالة.. في الحوي "الحوش".. كالعادة من يسكر باب الصالة يعرفون إنه يايب وياه وحدة من الخايسات.. وساعات أكثر والعياذ بالله | |||||
09-06-23, 11:19 AM | #8 | |||||
| الجزء الثالث في صحراء الربع الخالي دخلت الكرفانة وحصلت علياء منسدحة في الغرفة بكل برود.. شكلها ما تعشت ماشافتها في القاعة بصمت تام طلعت شنطها الكبار وبدت تلم أغراضها علياء بنبرة هادية: تقدرين تتمين في الغرفة معاي (ويوم ماحصلت رد غطت ويهها باللحاف متظاهرة النوم) كانت بتفر كل شي فإيدها وتشكر علياء على هذا الاقتراح المريح.. لكن الشيطان وسوس لها.. دام إنها طردتج مرة، بتطردج ألف مرة.. وأنتي تربيتي عزيزة نفس وراسج مرفوع دوم.. وتذكرت كلام أبوها.. لا تهينين نفسج لأي حد ولا تسومين ويهج حتى لو كان هالشي عشان خاطر راحتج ومصلحتج لملمت أغراضها بفوضوية وطلعت *** حاسة بتأنيب ضمير كبير.. وايد حبت شما ورفقتها في المخيم خففت عليها الوحشة اللي تحس بها في كل مشروع.. ومب بس جي "هكذا" إلا خففت عليها الوحشة اللي تحس بها طول عمرها.. باستثناء فترة معينة من حياتها كانت أجمل من الخيال.. وخربتها هي بنفسها.. مثل ما تسوي كل مرة حتى علاقتها بشما اختربت بسبة أسلوبها الوقح بررت لنفسها: بس أنا كان هدفي إنها تسمع كلامي وتخلي عنها موضوع الجن والعفاريت اللي متعرفة عليهم.. خايفة عليها.. وهذي صغيرة ما تفهم آلمها صوت تحركات شما الواضح إنها معصبة.. كانت تبغي تكلمها.. بس فضلت الصمت.. كالعادة تكره المواجهة.. وتتوقع إنها معصبة فأجلت الموضوع لين تهدى *** شما تمشي بتعثر وهي تسحب شنطها الكبار وتشكر اللي فكر يفرش أرضية المخيم الرملية.. لو لا الفرش مستحيل بتقدر تسحب شنطها.. كانت تفكر بالعذر اللي بتقوله لخالد يوم بيشوفها بهالمنظر.. من البداية لاحظت توتر العلاقة مابينه وبين علياء وأكيد إن سيرتها له في هالوقت بيزيدها ويمكن تسبب مشكلة هي إنسانة رغم حيويتها ونشاطها الزايد إلا إنها مسالمة وما تقرّب من المشاكل أبدًا فكرت تتراجع في نص الدرب بس صوتها الداخلي مصر يذكرها بعزة النفس والأنفة اللي تربّت عليها *** تعوّد يختم يومه بالجري حول المخيّم كان راد الغرفة وشاف طيف متجه لكرفانته المميزة بشكلها وحجمها لكونه رئيس الفريق.. عقد حواجبه باستغراب.. تقرّب منها أكثر وبدت تتضح له الهيئة خالد باستغراب: شما؟ شما بتوتر: ههه هيه شما خالد يوزع نظره على أغراضها (بغضب): شو سوتلج هالساحرة؟؟؟؟ شما تحاول تمتص غضبه: أي ساحرة؟؟؟ "تمثل التعب" أنا مب قادرة أرقد اتخيل يتراوالي الجني اللي شفناه خالد يتفحص ملامحها: لا والله؟ شما بجذب (بكذب): هيه!! أمس يالله رقدت ورقادي كان متقطع.. وتعرفني أنا اقدس الرقاد خالد: هممم مب مشكلة.. تعالي "بمكر" بس أحيدج تستحين مني وعطيتيني محاضرة انج كبرتي وتحتاجين خصوصية وماتقدرين تشاركين اخوج الحجرة شما ضحكت باحراج: بعدني على كلامي بس شو أسوي الضرورات تبيح المحظورات خالد بابتسامة صادقة: بتتبارك الغرفة يوم بتدخلينها شما طرشتله بوسة طايرة *** من أول الصبح وهي تحسه يقتنص أدنى فرصة عشان يحرقها بلهيب نظراته كان تعامله معاها عادي وجامد، وقلييييل جدًا.. مثل كل يوم بس الفرق هالنظرات.. أعوذ بالله منها لو إنها تذبح! ريتا تقترب منها (بالانجليزية): مالذي يحدث هنا؟ ما به الBoss (القائد) يرميك بأشعته الليزرية علياء: لا أعلم.. قد يكون رآني في حلمه وقرر أن يفجر غيظه علي في الواقع! ريتا بقهقهة: آآآه لا استبعد ذلك.. فإن العداوة ما بينكما قصة أسطورية لم يفهمها أحد خالد: ريتا لقد أرسلتك لمراجعة التقرير وليس للضحك.. لدينا استراحة مدتها عدة 3 ساعات.. يمكنكِ الضحك حينها ريتا اختبصت: اعتذر *** أول ما أعلنوا وقت البريك، أغلب الفريق تفرق بسرعة هائلة.. اللي توجه صوب الكرفانات عشان يسد يوعه واللي فضل الرقاد على الأكل واللي بيسير يرتاح وغيره إلا هو.. كان يالس على الكرسي وكأنه أسد بينقض على فريسته فز وتقرّب منها أول ماشافها طالعة من غرفة الاجتماعات.. بصيغة أمر متعجرفة قال: تعالي عليا خافت: بسم الله الرحمن الرحيم خالد باستهزاء: ليش شايفة جني؟ "ومشى" تعالي قلنا علياء لحقته وهي في خاطرها تسبه لكن فضلت تكون رسمية: تفضل دكتور بغيت مني شي ضروري؟ لأنه وقت استراحتي خالد يتكتف: شو مسوية بأختي؟ ليش طاردتنها آخر الليل؟ علياء بتوتر: ما طردتها.. اممم.. لا.. قلتلها ردي بس هي ما طاعت خالد: يعني طردتيها وعقب هونتي "ابتسم بسخرية" وزعلانة لانها ما طاعت علياء برعب من اكتشافه للحقيقة في جزء من الثانية: ما طردتها.. طلبت منها شي وقلتلها اذا ماسويتيه لاتين الغرفة خالد: لا والله؟؟ تذلين أختي على غرفتج.. ليش منو قالج ان اخت خالد ال….. شغالة عندج تخلص اشغالج علياء مقهورة من غبائها اللي خلاه يعصب: لاااا ماقصد جي خالد باستهزاء تكتف: يلا اشرحيلي انزين شو تقصدين علياء: أنت لو تهدى شوي بقدر اتكلم وياك خالد: ما يخصج اهدى والا لا.. قولي اللي عندج.. والا اقولج شي.. لا تقولين "قرب ويهه وبنبرة مهددة رفع سبابته" أختي تحطينها على راسج يا عليا.. سمعتي؟؟ على راسج.. سكتت لج وايد.. وطوفت كل مصايبج بس أختي ما يخصج فيها علياء بدت عيونها تدمع: دكتور والله انك فاهم غلط.. شما هي الغلطانة.. انا حاولت انصحها خالد بضحكة قاطعها: هههههههههههه الله الله من متى انتي تنصحين؟ "وبنبرة استنقاص" اللي مثلج ما ينصح يا عليا.. اللي مثلج يالله يستر عمره *** بالعادة هو اللي ينهي النقاش.. هو اللي يعق آخر كلمة ويعطيها ظهره أو يغير الموضوع بس هالمرة ما قدرت.. من زمان ما تناقشوا في موضوع خارج العمل، ويوم تناقشوا وصل الحوار طريج مسدود.. رجعت كم خطوة على ورا ولفت عنه وقف شعر ينبها "جنبها" يوم حست بأصابعه تنغرس في زندها علياء تيبست.. قالت وهي تشوف ايده: هدني لو سمحت خالد رفع حاجبه علياء بتوتر تكمل يوم شافته ساكت: ما يحق لك تمسكني خالد بدون أي كلمة انطلق يضحك: هههههههههههههههه من زمان ماضحكت جي تصدقين؟؟؟ علياء انحرجت لأنها فهمت قصده من الضحكة خالد هدها وضرب كفوفه ببعض كأنه ينفض غبار أو وصخ.. وكمل بكل جمود: كلامي ما بعيده.. أختي تحترمينها وتحطينها على راسج.. مب اونج شفتيها صغيرة قلتي بلعب بها.. وتراها مستغنية عنج وعن مكانج النيس "النجس".. بس إن تقربتي منها وضريتيها والله يا ويلج يا عليا والله.. والله لا اندمج ندم ما ذقتيه في حياتج *** كانت تمشي ودموعها تسبقها ولا إرادي قامت تركض وهي تشاهق من الصياح تحس قلبها يتقطع من الألم.. ألم فضيع ماتقدر تتحمله.. ماقدرت تكمل لقسم الكرفانات اللي فيه غرفتها.. عزلت نفسها في زاوية ونزلت على ركبها تصيح بهستيرية يمكن كلامه ما كان يجرح لهالدرجة.. هذا مب أقسى شي يقوله.. سمعت كلام أسوأ وكانت ردات فعلها أبسط.. معانيه المبطنة هي اللي ذبحتها الراحة المؤقتة اللي حست بها ويا شما وانحرمت منها فجأة هي اللي كسرتها كانت تصيح من قلبها على كل شي مر بحياتها ماذاقت الراحة من يوم كانت صغيرة كانت وحيدة وحزينة.. مجتمعها كان مجتمع مهرجين.. ما يهتمون بشي غير المظاهر.. خمس آلاف حفلة في السنة.. يتسابقون على اغلى هدية وافخم ترتيب طموحاتهم ما تتعدى خشومهم مجتمع تافه مزيف وحياة سخيفة صرخت بقهر وسط دموعها: ياربي ليش ما أموت؟ ياربي ابا أموت والله ارحمني يارب.. ارحمني يارب بتوب لك وبموت.. بتوب بس لا تخليني اعيش.. ماقدر اتحمل هالحياة والله صعبة علي والله المرات اللي حسيت عمري محبوبة فيها معدودة.. طول عمري محد يحبني يارب مححد يارب والله تعبت.. تعقدت.. استويت مريضة نفسيا.. قمت اخرب حياتي بنفسي.. قمت بروحي ادمرها.. حتى شما المسكينة الياهل جرحتها بوقاحتي وقلة ادبي ااااه ياربي اااااه *** في نفس الوقت خارج المخيم هالمرة عطته ورقة من كرّاسة الرسم الكبيرة نسبيًّا وسطح خشبي عشان يرسم عليه.. وكم لون من الألوان الخشبية تحديدًا لانها ما تنعصر ولا تجف.. وبكل صراحة خافت على أغراضها منه.. لأن مجموعتها غالية جدًا عليها.. وطريقة تعامله معاهم جدا دفشة "فوضوية/ مهملة" شافت شيَرتين متشابكات بطريقة غريبة وراهم عراقيب لمّاعة.. وكأن الشير مسوين قوس أو إطار للعراقيب.. سبحت الله على المنظر الجميل وقررت إنها تكون أول لوحة لها كانت تحاول إنها ما تطول التفكير بالوضع اللي هي فيه.. وحقيقة إنها تقضي نهارها في عرض صحراء الربع الخالي.. مع جني! تتذكر قصة بنت ربيعة أمها اللي يقولون إنها كانت تلعب مع بنت عمها كل يوم وعقب اكتشفوا إن البنت متوفية من سنين وانها كانت تلعب مع جنية.. ماتدري القصة صدق والا جذب "كذب" بس تحاول تصدقها عشان تهوّن على نفسها اللي تعيشه كانت تحدث نفسها: الجن مثل الأنس.. شو فيها لو رابعت لي جني؟ تراهم مثلنا وهالكلام دوم تسمعه من الحريم.. انهم ياكلون ويشربون ويتزوجون.. ومنهم المسلم والكافر والمؤمن والعاصي أحاديثها مع الطفل الجني كانت محدودة.. لأن ردوده كانت دوم مغلقة ومافيها مجال انها تفتح سالفة يديدة.. وغير انه يتكلم بالفصحى وهي تواجه صعوبة عشان تتنقى المفردة المناسبة! *** في البلاد فطامي "بدلع": حبيبي شسوي كنت حاطة ميزانية حق المجوهرات بس الحساب طلع وايد.. اضطريت إني ادفع من بيزات الفستان والحين توهقت.. المشكلة إني دافعة العربون وتعرف سوالف هالتاجرات.. العربون غير مسترجع.. يعني ماقدر اهون عنه وآخذ فستان ارخص! محمد: الله يهديج أنتي يوم تشترين ما تشوفين الأسعار؟ كيف اشتريتي وخلصتي وعقب استوعبتي إن المبلغ وايد فطامي: فضيحة كيف تباني اسأل الريال عن كل قطعة تطيح عيني عليها.. بيقول بلاها بنت فقر ومتزططة محمد: شو يخص متزططة!!!! ترا أغنى التجار ما يشتري شي بدون لا يسأل عن جيمته "قيمته".. عمرج شفتي تاجر اشترى بناية بدون لا يتفق على السعر؟ فطامي: حمودي شو فيك؟ الحين تقارن خاتم وعقد ببناية؟؟ "وقالت بتغلّي" والله ما كنت أدري إنك هالكثر بتحاسبني على الدرهم والا جان خذتلي اكسسوار ولا هالمذلة محمد يحاول يتمالك أعصابه: فطامي فديتج انا مب متزطط والله إن ما في شي يغلى عليج.. بس طريقة صرفج بدون حساب وايد غلط! لازم تحسابين شوي.. يعني خلصتي بيزاتج والحين تبين 10 آلاف زيادة! من وين اييب انا؟؟ ولا تنسين إن ورانا عرس وسفر وشهر عسل.. من وين اييب حق كل هذا؟؟ تبيني آخذ سلفية ثانية باخذ بس والله بتتعبين أنتي من عيشة الديون فطامي بنرفزة: محمد ممكن ماتخبرني كل هالتفاصيل؟؟؟ أنا مب فاهمة ليش تخبرني انته تباني أحس بالذنب والا شو؟؟ صراحة وايد سايرتك ووايد راعيت لأني أحبك بس خلاص عاد.. أنا مب اقل عن غيري عشان أيلس أحاسب على الدرهم.. أنا عروووس ولازم اتدلع محمد يمسح على ويهه: استغفر الله العظيم.. فطامي.. شو رايج نرمس عقب؟ أحس إني معصب ومابغي أغلط عليج وازعلج.. خليني أراجع نفسي وارد ارمسج اوكي؟ فطامي: برايك محمد: لا تزعلين مني.. احبج فطامي بدون نفس: وانا بعد *** مقطورة خالد كل يوم بعد الجري والسبوح "الاستحمام" يكون جسمه مرهق وهالشي يخليه يرقد بسرعة.. ساعات ما يلحق يكمل أذكار النوم الا وهو راقد اليوم ماقدر.. ما هناله الرقاد كل ما غير مسار أفكاره لا إرادي يلقى نفسه يفكر بنفس الموضوع شهقاتها وهي تمشي.. انعزالها وانهيارها على ركبها.. كلامها اللي يقطع القلب كل هالأمور مب قادر يتجاوزها ويقضي ليلته بشكل طبيعي يحس بتأنيب ضمير.. مع إنه ما يشوف نفسه غلط.. وهي فعلًا تستاهل.. اللي يضيع دينه ويخون نفسه وأهله يستاهل أكثر عن جي ولو إن في جزء منه يقول إن هذي خدعة من خدعها.. وأكيد إنها حست به وراها ومثلت هالتمثيلية عشان يشفق عليها وكل مرة يوصل نفس النقطة وينفض هالأفكار.. وترجع له مرة ثالثة ورابعة وعاشرة.. لين حس إن الفجر قرّب نش وشاف باب الحمام مقفول.. استغرب متى نشت؟ وكيف ما حس بها مع إنه واعي؟ معقولة صوت أفكاره كان عالي لهادرجة؟ في خاطره قال: الله ياخذج يا عليا رد مكانه يتأمل الفراغ.. والضجة اللي في عقله مب طايعة تهدى لف على صوت فتح الباب.. طلعت وقطرات الماي تنساب من ويهها… منظر طفولي جميل جدًا خالد: قمر تبارك الله شما ابتسمت.. تحب عفويته وكرمه في مدحها.. عكس اخوان أغلب البنات.. وحتى اخوانها هي الباقين.. مستحيل يمدحونها حتى بأجمل حالاتها يطلعون فيها العيب.. تعرف إنه مزح وسوالف.. بس خالد وايد غير عنهم خالد يقطع أفكارها: بتصلين القيام؟ شما: هي خالد: بارك الله فيج *** شافت الساعة.. بفضل شما استوت تعرف أوقات الصلوات قررت إنها تقوم تغتسل وتصلي.. يمكن تهدى شوي طول الليل كل ما حست عمرها هدت.. ترجع تنهار فجأة.. وكل مرة تكون أخس عن اللي قلبها تحس بثجل مب طبيعي داخلها.. تبغي تفرغ اللي بداخلها مب عارفة كيف صاحت صياح تحس إنها ما صاحت مثله من سنين.. لكن الصياح ما هداها.. مجرد إنه راسها عورها وخشمها بدى يسيل بسرعة دخلت الحمام تغتسل وتتوضى المشكلة الثانية يوم طلعت.. ما عندها سيادة! دورت أي بديل مناسب وما لقت الا فوطة نظيفة المشكلة الثالثة.. ما عندها لبس صلاة.. ولا عباة وشيلة! يلست تدور أي شي ممكن يكون مناسب.. اممم روب النوم وتحته فستان طويل يابتها للمناسبات.. شال لفته على راسها وحاولت تغطي كل خصلات شعرها لأنه رفيع ومايغطي راسها كامل وقفت على طرف السيادة وكبرت.. مع أول تكبيرة بدت دموعها تنزل قرت الفاتحة ومن وصلت "إيّاك نعْبُدُ وإيَّاكَ نسْتَعين" انهارت من الصياح.. منو يعيننا غيرك يارب؟ منو؟ والله محد غيرك ياربي ومرة ثانية حاولت تتمالك نفسها عشان تقدر تكمل صلاة.. خذت نفس طويل وبدت تقرا سورة الإخلاص وحمدت ربها إن الآيات طلعت منها بكل سلاسة.. مع إنها ما قرتها من زمان وتوقعت إنها نستها وعند أول سجدة رجعت حالة الانهيار.. كانت تصيح وتتكلم بصوت عالي: يارب ساعدني.. يارب احتاجك.. مالي حد غيرك يارب.. دقيت كل البيبان محد فتح لي.. ياربي والله إن كلهم يردوني.. مادري اذا تحبني يارب بس دخيلك حبني.. محد يستقبلني غيرك.. رغم كل شي سويته في حياتي.. كل المعاصي اللي سويتها وأنت أعلم بها الا إنك فاتح بابك لي.. تسمعني وتشوف كلامي.. يارب دخيلك ساعدني.. لا تخليني.. ما عندي حد غيرك يارب.. لا تخليني ارجوك تكلمت بدون توقف.. تكلمت مع الله جنها "كأنها" تشوفه.. ماحست بعمرها الا يوم سمعت الأذان بصوت خالد رغم إن المسلمين في المخيم معدودين.. ما يتجاوزون الخمسة أشخاص.. إلا إنه يصر على رفع الأذان مع كل صلاة استغفرت يوم تذكرت إنها ما صلت الا ركعة وحدة.. وقالت بهمس: يارب أنته أعلم بنيتي.. بس مر الوقت ولا حسيت ختمت عبادتها بركعتين الفجر.. وأخيرًا قدرت ترقد بسلام *** ثالث يوم من خصام شما وعلياء كالعادة تدخل قاعة الأكل تبحث عنها بعيونها.. وكأنها الطريقة الوحيدة عشان تتطمن عليها.. سمعت "طراطيش حكي" مثل ما يقولون الشوام.. إنها كانت تصيح ومنهارة ما تعرف السبب.. بس تعرف إن عليا دلوعة وصياحة.. يمكن يكون شي سخيف بعد ظفرها انكسر والا كريمها خلص! ويمكن يكون خالد أخوها.. ما تستبعد على غير العادة ما شافتها اليوم.. ولقلة عدد الفريق "مايتجاوزون ال15" تقدر تكتشف الغائب بسرعة كانت تاكل وترفع نظرها كل شوي خالد: شو تدورين؟ شما: ماشي خالد: عيل كلي مثل الناس شما بوزت: ان شاءالله خالد: دلوووووعة شما: ههههههههه بعد صمت دقايق.. قالت بتردد: اممم خالد اليوم ماشفتها خالد: منو هي؟ شما: عليا خالد بعدم اهتمام: يمكن ماتبا ريوق شما: ماتوقع.. من يوم يينا ماطوفت ولا يوم خالد: مادري.. ومب من اهتماماتي اعرف شما: اخاف تكون تعبانة خالد بنظرة حادة: بالطقاق اللي يطقها شو تبين فيها انتي؟ تعبانة، مريضة، بتموت، بالطقاق.. مب مسؤوليتج هي كفاية اللي سوته شما انصدمت من هجومه: ما قلت شي بس اسأل خالد: لا تسألين عن اشياء مالج خص بها *** عادته أن يفطر مبكّرًا مع صديقه ويعود إلى سكنه للاستعداد للعمل أرتدى ملابسًا مريحه وخرج.. استوقفه صوت يعشقه.. كان الصوت وصاحبه يبكي بألم.. يعرف هذا الصوت جيدًا.. يميزه من أعمق نقطة في قلبه نعم.. هو يعلم بأن تصرفه خاطئ.. وقد يجلب الكثير من المتاعب.. حاول التجاهل والمضي في طريقه ولكنه لم يستطع.. فقد سيّره قلبه إليها ملكة تستحل قلبه من سنين.. بالرغم من رفضها المستمر له.. والطريق المعقد إليها.. ولكنه يحبه ويريده مهما كان شاقًّا رآها بمنظر يفجع القلب.. متكورة علي السرير.. وترص على الوسادة بكل قوتها.. إلى أن احمرت أناملها يلس عدالها وقال بكلنته الأمريكية المميزة: ما بك يا عزيزتي؟ لمَ تبكين؟ "رفع ويهها" بكاؤك يفطر قلبي أرجوكِ لا تبكي هي، ببكاء لم يتوقف أبدًا، كانت تهذي بكلمات لم يفهمها جاك.. ولم يكن أمامه شيء سوى أن يحتضنها بقلبه قبل جسده، وأن يشد حضنه عليها جاك: أنا هنا.. معكِ كما كنت دائمًا.. وإن لم ترغبي بي سأكون بجانبك.. وإن خذلوك سأحتضنك.. وأبكي معكِ على عذاب غيري لك.. أرجوكِ أعطني فرصة وأقسم لك سأكون لك كل شيء.. سأغنيكِ عن كل شيء.. لا اكترث لأن تحبيني فالحب سيأتي مع الوقت.. ولكن اعطني واعطي نفسك فرصة ولن تندمي أبدًا وهو يتكلم انتبه على الكدمات اللي على جسمها وسكت فجأة! *** هجوم خالد الحاد خلاها تتأكد إنه السبب بانتكاسة عليا.. ويمكن تكون تعبانة.. ماتدري… بس ضميرها والأيام الحلوة اللي قضتها وياها يجبرونها تسير تتطمن عليها هي مطيعة غالبًا.. لكنها معروفة بشطحاتها.. وأكيد خالد بيسامحها إذا عرف إنها سارت عند عليا.. بتعتذر منه وبتراضيه مشت قرب الكرفانات وسمعت صوت صراخ وصياح.. انفجعت وركضت باتجاه المكان.. كان الباب مفتوح.. شافت جاك يتلقّى بكس "لكمة" على ظهره خلاه يتصلّب جاك لف للخلف وشافت عيونه شوي وبتطلع من مكانها "صرخ": هل جننت؟ كان الشخص الثاني يتكلم وهو يضرب جاك ضربة ثانية هي من بعيد تشوفهم داخل الكرفانة من خلال فتحة الباب.. ومب فاهمة شو السالفة ولا تقدر تسمع اللي ينقال.. كان الشخص الثاني عاطنها ظهره ولابس فست الدوام الفسفوري.. كان مبين إنه معصب ويحاول يضرب جاك اللي يتفادى الضربات ويحاول يتفاهم وياه لين بدا يرد عليه الضربات وانجلبت "انقلبت" الكرفانة إلى ساحة حرب جدام عيونها شما من برع مب قادرة تتحرك.. تحس ريولها تجمدت في مكانها.. على كثر ما شافت أفلام أكشن الا أنها في حياتها ماشافت ضرابة حقيقية بين رياييل! "رجال" فجأة حست على عمرها وقامت تصرخ: ساعدووونا ساعدونااااااا بيتذابحوووون بدت تركض مثل الخبلة برع قسم الكرفانات الخالي تقريبًا من الكل شما في نص المخيم وبانجليزية ركيكة صرخت: ساعدونااااااا .. كان يسويله شاي أحمر بصمت وعقله مشغول لين سمع صوتها تصرخ.. ما ركز على اللي قالته لكن مجرد استنجادها بهالطريقة خلى كل خلاياه تستنفر طلع يركض ومعاه عدد من الرياييل اللي سمعوها خالد توجه لها بقلق: شما شو فيج بسم الله؟؟؟؟ "كان يمسك راسها وايدينها يتأكد إنها بخير" شما بصوت باكي: خالد جاك وريال ثاني يتضاربون في السكن بيتذابحوون خالد هدها وركض متوجه للسكن وانفجع من المنظر جاك يضرب سونيل بجنون.. والثاني كأنه بلا روح مستسلم للضرب بلا مقاومة كل الرياييل حاولوا يفرقون بينهم وما قدروا إلا بصعوبة خالد يسحب جاك بغضب.. وباقي الفريق استلموا سونيل اللي واضح إنه يحتاج إسعاف عاجل وخذوه للعيادة الميدانية خالد أول ماشاف أطراف القتال عرف سبب المشكلة وقال فخاطره: محد غيرهن سبب مشاكل الكرة الأرضية كلها! كان بيدخله غرفته بس تذكر وجود أغراض أخته وما بغى ينحرج.. فدخل وياه كرفانة جاك الخاصة خالد يعاين ويهه: هل أنتَ راضٍ الآن عن الفضيحة التي تسببت بها؟ جاك استرخى على الكرسي وحط ايدينه ورا راسه بابتسامة متجاهلًا انسكاب الدم من طرف شفايفه: تمام الرضى.. أشعر بأنني قد أفرغت غضب السنيين المكبوت خالد يهز رأسه وبالعامية: مامنك طب! جاك رااايق: هل تشتمني بلغتك يا حضرة الدكتور خالد بقهر: بالعامية نقول "ما منك طب" أي عجز عنك الاطباء وليس هنالك حل لمرضك جاك: اووووه اعجبني المثل.. إنني اعشق لغتكم.. كان علي أن أعشق عربية خالد: جديًا.. مالذي حصل هناك؟ كيف تجرؤون على القتال هكذا بالعلن!! هل تظن بأن الأمر سيمر مرور الكرام؟؟ قد يشكيك إلى الإدارة العليا.. كيف سأرد على هذه الفوضى؟ تعلم كيف يتم التشديد مرارًا وتكرارًا على موضوع العنف.. حقًا لا أعلم كيف تصرفت بهذا التهور جاك بغضب: يشكوني؟؟؟ هل يريد الموت حقا؟؟؟ ليجرب وأقسم لك بأنني لن ادع به ضلعًا الا وأكسره خالد: حتى وإن لم يشتكي إلى أحد.. لا اضمن بأن لا تكون قد قتلته أو تسبب له بعاهة مستديمة جاك يهز كتفه بملل: يستحق ذلك خالد: لقد جننت رسميًا.. إن حدث ذلك هنا فلن ترحمك الإدارة ولا الشرطة.. ستقضي على مستقبلك، ولأجل من؟؟؟؟ جاك بضيق: خالد هذا يكفي.. لقد حدث ما حدث.. مالذي تريد مني فعله؟؟؟ هل أعيد الزمن إلى الوراء؟؟؟ هو من تسبب بكل هذا لنفسه.. وأنا قد مللت ادعاء دور الرجل المثالي والعاقل خالد: لا حول ولا قوة الا بالله "بالانجليزية" جاك.. اهدئ واخبرني.. مالذي حصل بينكما بالضبط.. واياك ان تكذب بكلمة جاك يرفع رأسه للأعلى: لقد اعتدى عليها خالد بصدمة: ماذا!!! جاك بألم: كانت تبكي.. وعندما أردت تهدئتها وجدت كدماتٍ متفرقة على جسدها.. "وابتسم بسخرية" المضحك بالموضوع أنه من بدأ الشجار وحاولت مرارًا أن اوقفه لنتحدث.. ولكنه أصر على إثارة غضبي.. وكما ترى حدث ما حدث بعدها.. هل تصدق روايتي؟ خالد: أنا أكثر الناس معرفةً بك يا جاك.. وأعلم بأنك الأكثر صلابةً وصبرًا.. ولكن البداية لا تعفيك من النهاية.. الجميع قد رآك وأنت توشك على إزهاق روحه جاك: هي رأت كل شيء خالد: وهل تظنها ستشهد ضد زوجها؟ *** كانت متعمقة برقادها ومتلذذة بنوم هانئ ما جربته من مدة طويلة قامت على صوت صراخ وأجساد ترتطم بالكرفانات المعدنية فزت من مكانها برعب وكانت بتطلع بس تذكرت مظهرها.. لبست روب النوم اللي صلت به وطلعت بسرعة شهقت من الصدمة.. جاك وسونيل يتضاربون ضرابة مب طبيعية.. حرفيًا ضرابة افلام هذا يضرب الثاني بكس والثاني يدزه على الكرفانة.. حست بشلل في ريولها طول عمره جاك الهادي الحنون والمسالم.. أول مرة تشوف هالنظرة على ويهه خافت خوف مب طبيعي عقب ما طاح سونيل على الأرض وجاك مصر يرفعه ويكفخه كانت ترمس بصوت مرتجف اقرب للهمس: جاك.. جااك خلاص هده بيموت لين شافته يركض ويدخل بينهم بدخلة بطولية.. ورغم إنه تلقى كم ضربة عشوائية من جاك.. كان صامد ويدزه بعنف على الكرفانة يبعده عن سونيل خالد يصرخ: جاااك هذا يكفي توقف "التفت على الرياييل" خذووه الى العيادة وشافت الرياييل يرفعونه بعد ما يلس على الارض مستند على الكرفانة وخالد يشتم بالعربية وهو يسحب جاك لمكان وجنه غير رايه وسار مكان ثاني سكن المكان فجأة وكأنه الهدوء ما بعد الإعصار حركت راسها شافت شما تشاركها النظر للفوضى اللي سووها الشباب شما تقربت وهي تشوف لبس عليا مستغربة: أنتي بخير؟ عليا: عقب هالمنظر كيف تتوقعين بكون بخير؟ شما: أعوذ بالله اليلسة وياكم رعب في رعب عليا تأيدها: صدقج والله خفت خوف ماجربته في حياتي شما تلطف الجو: أخس عن خوفج من الجني عليا تبتسم بظرافة: تقريبًا شما تمشي وياها صوب كرفانة عليا: اممم سوري إذا تحسينها لقافة بس ليش جي طالعة جدام الشباب؟ عليا شافت نفسها واستحت: كنت راقدة.. وقمت على صوت تكفيخ شما: خيبة شكلهم نقزوج.. أنا كنت رادة في أمان الله الا واشوف البكس ناقع.. بس تبين الصدق الثاني هو اللي بدا أنا شفت كل شي عليا تدخل الكرفانة: حياج.. صدق سونيل اللي بدا؟ أصلًا هو شرّي عكس جاك.. بس المنظر اللي شفناه فضيع.. أحسه وحش مب جاك شما: هي والله هو اللي بدا.. كان يحاول يضربه وهو يحرك راسه نفس الافلام عشان ماتيه الضربة لين طفر منه وتدافنوا عليا: بس شو اللي خلاهم يتضاربون؟ "بتفكير" أنا أحيدهم ما يتدانون "يطيقون بعض" وايد.. لكن ماحس توصل لمرحلة الضرابة بهالطريقة شما ترفع كتفها بإهمال: مادري.. كانوا في كرفان حرمة.. وبدت الضرابة من هناك عليا: أي كرفان؟ شما: امممم ثالث واحد على اليمين عليا بشهقة: كرفان حرمته يعني!! وجاك شو مودنه هناك شما: مادري والله.. منو منهم حرمته؟ ماكنت ادري انه معرس عليا: ايفي شما: هممممم.. ذكريني بها عليا: هذيج الجميلة ماعرفتيها؟ بريطانية من اصل هندي.. اسمها الصدقي ايفانتيكا بس تختصره بايفي.. تحسينها طالعة من فلم هندي تاريخي شما: هيييه عرفتها ماشاءالله عليها وايد جميلة وملامحها مميزة عليا: جميلة وبس! مادري اتكلم عن العيون والا الرموش والا الخشم والا عظمة الخد شما تضحك عليها: هههههههه اول مرة تتغزلين بحد جي! عليا تشاركها الضحك: والله جميلة ياخي! اتخيليها تلبس ساري وترقص نفس الافلام.. أيقونة جمال.. تحسينها مب حقيقية من كثر ما إن ملامحها بيرفكت شما: ماشاءالله عليها بعد فترة صمت عليا تناست تهديدات خالد: ما تفكرين تردين؟ شما تغيرت ملامحها: مادري عليا: انتي تعرفين إني ماقصد اللي قلته صح؟ شما: أي جزء بالضبط عليا: أكيد مب جزء الجني.. أنا للحين أشوف إن اللي تسوينه غلط بس بخليج على راحتج وما بتدخل.. لكن اقصد إني ابغيج وياي في الحجرة شما ترفع حاجبها: لا والله عليا تذكرت ويه خالد بهالحركة وكشرت: بسم الله لا تسوين بويهج جي شما باستغراب: شو؟؟ عليا: ترفعين حاجبج بهالطريقة.. تذكريني بحد! شما ماتت ضحك يوم فهمت عليها: ههههههههههههه صدق؟؟؟ أول مرة حد يشبهني به! عليا تتأملها: لا ما تشبهينه بس لمحات بسيطة.. أنتي ملامحج بدوية أصيلة.. هو شوي غير.. يعني أبيضاني وملامحه هادية مب حادة مثلج.. بس يوم تستوغدين تستوين طبق الأصل منه شما: ههههههههه "صغرت عيونها بتهديد" قصدج اخوي وغد؟ عليا ترفع ايدها باستسلام: انا ماقلت انتي اللي قلتي! شما: أموت وأعرف اللي بينكم! عليا: إن متتي مابتقدرين تعرفين شما بطرف عينها: سخيفة.. لا صدق متى بتخبريني؟؟؟ ماحس هالعداوة يت ببلاش عليا تنش من مكانها: مافيها لا عداوة ولا غيره.. في ناس تحبينهم من الله وفي ناس تكرهينهم من الله.. هو يكرهني من الله وانا ماقدر اقنعه بالعكس… المهم يلا ييبي اغراضج وتعالي شما: من عيوني بس تعالي ساعديني.. تعبت وانا افتح واسكر في هالشنط عليا: أكيد انتي تخبلتي! تبيني اسير حجرة خالد؟؟؟ في حياتج شفتي غزال يسير بيت الاسد شما: هالمرة مثالج حلو.. انتي غزال واخوي اسد عليا بمزح: انا شو خلاني ارابع اخت عدوي الوحيد!! شما تسحبها: يلا يلاا تعالي بلا عدوي بلا بطيخ.. بس بدلي ثيابج مصختيها ترا عليا تدز راسها: تراني انا العودة مب انتي!! | |||||
09-06-23, 01:29 PM | #9 | |||||
| في البلاد الاستاذ شرح لهم المقرر لهالفصل مع توزيع الدرجات.. وقرر إن في 10٪ من الدرجات بتتخصص للمشروع.. وبيكون تسليمه نهاية السمستر.. لكن المجموعات بتتحدد من الحين عشان يتجنب أي مشاكل ممكن تستوي عقب طلب منهم يتوزعون مجموعات ثلاثية ورباعية.. وتقريبا توزعوا بسهولة تامة.. تمت هي بروحها.. وماعترضت سألها الاستاذ: حتشتغلي لوحدك يا بنتي؟ خولة: عادي استاذ أحد الشباب: استاذ خلها تدخل ويانا الاستاذ صد عليه وعليها: ازا هي موافقة انا عنديش أي مانع بالعكس أحسن.. المشروع كبير ورح يكون احسن تتشاركه معاكم.. شو رأيك يابنتي؟ خولة بعدم اهتمام: ما تفرق عندي الاستاذ: خلَص خولة معاكم يا شباب في البريك حميد بعصبية: أنته تستهبل؟؟؟؟؟؟ يعني تشوف الكل شرد عنها تسير تبلينا نحن ليش؟؟؟ سهيل: يا ريال.. البنات معروفات كديدات ويموتن على الدرجة.. خلها هي تكد بتخلص عنا كل الشغل ونحن نحصلها باردة مبردة حميد: ومنو قالك اني ابا حد يشتغل عني؟؟؟ سهيل: مادريبك بس انا ابا حد يشتغل عني صراحة حميد: والله مب منك مني انا اللي قلت بشتغل ويا واحد هيز "كسول" مثلك سهيل يصغر عيونه وهو يراقب المكان: خاطري أعرف هالبنت وين تسير في البريكات.. ماشوفها لا في الكانتين ولا في الممرات حميد: ما تنلام انته تشوف كيف يطالعونها الشباب؟ سهيل: ماينلامون.. صيدة وياية في عقر دارهم متوقع منهم يستعففون حميد: صدقك.. هي غلطانة ومالها ولي! *** يلست على الشبرية بتوتر شما: أسفرت وأنورت.. حي الله عليا نورتي بيتنا المتواضع عليا: وين التواضع ما شوفه؟؟ بيتي انا المتواضع.. انتوا عاطينكم فيلا مب كرفانة مثلنا شما: اذكري الله عن تطيح على راس اخوي عليا: اخوي واخوي شما: كل الناس عندهم اخوان بس مافي مثل خالد اخوي فديته عليا بغيرة: تقولين هالكلام لوحدة ما عندها لا اخوان ولا خوات! شما: اونه ماعندج؟ سوري ما قصدت اغايظج او شي عليا: أسولف عادي خلاص تعودت "بفضول قالت" ويا الكل هو جي والا بس انتي؟ شما: منو هو؟ عليا: عن منو نرمس يعني؟ شما: هيييه قصدج خالد؟ لا وياي انا بس.. خواتي الباقيات يعاملهن معاملة رسمية عادية يعني.. أنا الوحيدة غير.. أحسه أبوي مب أخوي عليا: اذا بتفكرين فيها تراه صدق لو معرس وعنده عيال جان كانوا كبرج دق الباب وقال: هووود "كلمة تقال كتنبيه استئذان قبل دخول الرجال" شما: هدا.. تعال خالد خالد دخل وشاف الاغراض وتنرفز بس ماحب يحرجها جدام عليا: ناوية تتحولين "تنتقلين" بعد مرة؟ شما بثقة: هي خلاص وان شاءالله اخر مرة.. سامحنا ثجلنا عليك خالد: اخف من النسمة علي يا شما.. بس تحملي.. وان حسيتي مجرد احساس انج ثجيلة على حد ترا قلب اخوج وسيع وان ماسدج مكانه تسدج عيونه شما تبتسم: ماتقصر حبيبي انته *** طلع من الكرفانة بعد مادخل بثواني.. ماتحمل يشاركها مكان ضيج وصله اتصال على تلفونه اللي يشتغل بالأقمار الصناعية: وعليكم السلام والرحمة الرجل: وياي الدكتور خالد بن راشد ال……. خالد بتأكيد: وصلت الرجل: وصلنا تقرير عاجل من عيادتكم الميدانية لحادثة اعتداء عندكم في المخيم.. الطرفين من أفراد فريقك.. عندك أي علم بالحادثة؟ خالد: نعم الرجل: وليش ما رفعت البلاغ يا حضرة الدكتور؟ اتوقع إنك تعرف البروتوكول وهذي مسؤوليتك كونك رئيس الفريق خالد: نعم هذي مسؤوليتي.. ومسؤوليتي بعد إني أعرف ملابسات الموضوع بالتفصيل واسمع من كل الأطراف قبل لا ارفع تقرير عن الحادثة الرجل بامتعاض من رده اللي للأسف صحيح: عمومًا.. نتوقع منك تقرير بعد أسبوع بالضبط من اليوم.. مع تحديد جميع الاطراف المشاركة وتحديد العقوبات خالد غمض عينه: بإذن الله الرجل: تامرنا على شي؟ خالد: سلامتكم يا اخوي الرجل: وصل سلامنا لعيالنا وسلامٍ كثير من بو محمد خالد: ربي يسلمك ويسلمه.. في أمان الله *** اليوم المزدحم أعاق طلعتها اليومية للصحراء.. شافت ساعتها.. باقي ساعة تقريبًا عن أذان المغرب.. قررت تشل عدتها بسرعة وتتجه للمكان المعتاد قبل الأذان علياء شافتها: هاا سايرة؟؟؟ اقري اذكارج عن تردين بويه غزال وجسم حمار شما ضحكت: هههههههه يالوقحة يا عليا عليا: يلا يلا توكلي.. يقوللج ان لم تستطع المقاومة فاستمتع.. انا الحين مستمتعة بينونج هذا وبنشوف شو اخرتها وياج شما تطلع: اوكي يلا باااااي وطلعت مستعيلة.. ويوم وصلت قلبها عوّرها يوم شافته بهالمظهر.. يترياها في نفس المكان ونفس الزمان شما بضيق: اعتذر علي التأخير.. لقد واجهت بعض المصاعب اليوم الطفل: هل هناك مشكلة؟ هل توفي أحد؟ شما بجزع: لا لا لكن هنالك مشكلة في قريتنا الطفل بتفهم: لا بأس.. أين هي لوحتي؟؟؟؟ وألواني؟ لقد وعدتني بأن تدعيني اجرب الألوان السائلة اليوم! شما بابتسامة: وأنا عند وعدي *** جاك وخالد يتعشون على نفس الطاولة.. وتقريبًا كل العيون عليهم خالد: لقد وصلني الاتصال جاك: من القيادة؟ اوووه لديهم إرسال سريع خالد: كفاكَ تهكمًا.. طلبوا مني تقريرًا عن الحادثة وتحديد عقوبات للأطراف جاك: لا تقلق علي.. ونفذ الأوامر خالد: لدي خطة.. لكن لا أعلم إن كانت ستنجح.. علي أن أزج بايفانتيكا فيها جاك: لاااا لا تقحمها في الموضوع خالد: لا تقلق.. لن تتضرر.. ولكن لإخراجك من المأزق علي أن استخدمها جاك: وما هي خطتك؟ خالد: سأقنع سونيل بأن يتنازل عنك شريطة أن تتنازل عنه ايفانتيكا.. والا ستلقون نفس المصير جاك: إذًا عليكَ أن تقنعها أن ترفع تقريرًا إليك خالد: بالضبط! جاك: دع الموضوع علي خالد: لا.. ابتعد أنت ودع كل الأمر علي.. ولكن.. هل تظن بأنها قد تقتنع بالمشاركة بالأمر؟ جاك بتفكير: ايفانتيكا تخشى الانفصال عنه بسبب الضغوطات العائلية.. ولكنها لا تقوى على ايذاء ذبابة.. فما بالك إن علمت بأنها قد تتسبب بطردي وسجني "كمل بغرور" وهي معجبة بي خالد يقهقه: لا بد بأن الضرب قد اثر على عقلك "أكمل بجدية" ولكن سيكون علي توقيعك تعهد بعدم ايذاء سونيل، وسيفعل هو بالمثل.. أي أنك ستبقى بمكانك ولكن لن يكون ملفك أبيضًا كالسابق جاك بمزح: ومن يهتم بملفي.. لطخه كما شئت! *** ثاني يوم الصبح.. بعد ما قضت روتينها المعتاد.. طلعت الضحى لنفس المكان المعهود تأملت المكان.. هادئ وساحر.. واشعة الشمس مب حارقة مثل ما تقول عنها عليا.. اليوم تحسها حلوة وخفيفة.. تأملت النباتات المغروسة بفضل الله بدون بذر ولا اهتمام.. وتذكرت زراعة أمها وأبوها اللي ساعات تنجح وأغلب الوقت تفشل.. أو ما تثمر غاصت في ذكريات لما قبل الرحلة.. يومها اللي يبدا بصوت أمها اللي تتأكد إنها قامت لصلاة الفجر.. والبلاليط اللي تموت عليه وتطبخه أمها عشانها كل جمعة.. تذكرت روايب أمها اللي نادرًا ما تخلو من الحناء.. وابوها اللي يسمع الرادو "الراديو" وكأنه عايش في التسعينات.. ابتسمت يوم تذكرت شكله.. الجقارة "السجارة" في يمينه وكوب الشاي الأحمر قليل السكر في يساره.. وضرابة أمها وأبوها اليومية على هالموضوع تذكرت الفوضى اللي تستوي فالبيت كل جمعة قبل الصلاة.. خالد يكون موجود في المسيد مع أبوه قبل الاذان يقرون ويتعبدون.. أما محمد وحميد كارثة.. محمد يجرب مليون كندورة ويعقها على الارض بدون لا يفكر بالمجهود اللي انبذل عشان تنغسل وتنكوي.. وحميد لازم يرقد لين قبل الصلاة بعشر دقايق وامه تنازعه وتقوله مقولتها الشهيرة "ساير عقب الصلاة تخم المسيد؟" بمعنى "تكنس المسجد".. ضحكت بصوت مستغربة كيف أمها اتييب امثلة غريبة وعجيبة أما هجوم عيال خواتها بعد صلاة الجمعة وتخريبهم لكل شبر في البيت.. فهذي قصة ثانية.. إذا حضروا تتأفف وتشرد حجرتها، واذا غابوا هي أول وحدة تتصل تسأل عنهم.. كانت تتذكر كل هالاشياء وتضحك وفجأة تنزل دموعها شوق وحب شعرت بشيء قاسٍ يسقط على جسدها الغض.. قطع سلسلة افكارها الحلوة.. شهقت بصدمة من الألم المفاجئ.. أنزلت عينيها ببطء على جسمها كانت شبكة بنية تشبه خوص النخل.. لكنها تبدو أعرض.. كانت الشبكة تحيط بها من كل اتجاه.. وترص عليها صرخت.. بصوت عالٍ.. شعرت بأن الصراخ سينقذها فصرخت بأعلى ما بحلقها من صوت.. ولكن ماتشعر به كان كالكابوس.. تشعر بأنها تبذل مجهودًا عالٍ بالصراخ.. ولكن لا أحد يسمعها كانت تصرخ بشكل هستيري.. وتتلفت من حولها.. تريد استيعاب ما يحصل.. ولكن عينيها أفرطت بالدموع.. حتى بدت كغشاء يحول مابينها وبين الرؤية كل ما رأته مجموعة رجال.. بأحجام ضخمة.. يحملونها في شبكة مربوطة على أعمدة خشبية كانت تحرك رأسها بجنون.. كل ما يحصل هنا ضربٌ من الجنون.. هذا لا يحدث سوى في افلام الفانتازيا التي تهواها.. أما الواقع فهو أبعد كثير من ذلك.. هل يمكن أن تكون في برنامج للمقالب؟ أو أنهم أهل صديقها الجني.. ولكن.. هل يحتاج الجن إلى شبكة للخطف؟ شعرت بوجع قوي في رأسها من ازدحام التخيلات والأفكار.. كانت تصرخ وتسكت عندما تشعر بالتعب.. وتعود لتصرخ وتبكي.. إلى أن شعرت بأن جسمها قد جفّ.. كل ما يحصل غير منطقي.. لا زالت متأكدة بأنها في حلم.. وتحاول إيقاظ نفسها منه بكل الطرق.. كانت تقرص زندها بينما كان جسمها يتهادى بداخل الشبكة.. همست لنفسها بألم: لا تخافين.. هذا حلم.. اقري آية الكرسي وبتقومين.. بتقومين ان شاءالله.. بس ليش ايدي تحرقني؟ وأحسها تقطعت؟ الأحلام ما فيها ألم! | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|