آخر 10 مشاركات
عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          الآتية من بعيد - مارغريت روم - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية أنت لي للدكتورة منى المرشود النسخة الأصلية الكاملة (الكاتـب : مختلف - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          71 ـ طال إنتظاري ـ ع.ق ( كتبتها أمل بيضون)** (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-24, 04:27 PM   #41

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي


رند غمرها شعور الإنتصار من الداخل / فِعلًا
جمانة وضعت وجهها في كفها و نظرها موّجه لرند / اعلمي أن الأساطير فخ القلوب
رند بعدم فهم / كيف فخ!
جمانة بنفس الحال / الأساطير موضع تقديس لدى البشر، ليس كل ما هو مقدس منطقي لكن كل َمقدس قيّم للقلب و للقلب منطق أحمق، يقودك للتهلكة.
رند بإنبهار / بنت إفتحي بودكسات
جمانة حولت نظرها من أختها إلى بياض سطح المكتب / لندع الناس تحلم بالأساطير، الأحلام وسيلة لهضم الواقع.
رند تقدمت و احتضنت جمانة مجددًا / أحلى من يفهم في الحياة " وقبلت خدها" يا حظ بدر بأم مثلك
جمانة و الأمومة أثارت نار قلبها من محمد / حسنًا اتركيني لوحدي، كم أنتِ مزعجة
رند ضحكت / طولي بالك طيب " و غادرت"
نهضت جمانة لإلتقاط هاتفها و حالما فتحته وجدت نفسها تحدق في محادثة محمد و برأسها صوته و هو يرتجي أخبارها. مرّ على بالها تصرفاته الودودة في وقت سابق و التي لم ترد الإلتفات لها. سحبت نفسًا و همت بمراسلته و لكنها تراجعت و أطفئت الهاتف. ليست أول ليلة تنفصل عنه، لتكون دقيقة انفصلت منذ فترة طويلة.. حقًا ما أهمية مسافة الشوارع. عاد قلبها يعتصر ألمًا، و لكن ما حقيقة هذا الألم.. لا تعلم و لكن كون محمد حولها بالتأكيد لا يطبب ألمها. أخذت جمانة بإغتصاب أنفاسها، تمددت بوهن، و أثناء ذلك، أتت والدتها َلتقديم مشروبها المفضل، ف حديث رند عن جمانة أقلقها. ظنت أن ابنتها تنال قسطًا من النوم، وضعت المشروب جانبًا و اقتربت لتغطيتها جيدًا.. استغربت طريقة نومها! فقد كانت تحتضن نفسها و كأن هنالك ما يثير معدتها! هل كان الطعام فاسدًا و لم تشعر!
أم خالد / بنتي، أنتِ بخير؟
وتقدمت و احتضنتها
جمانة بوهن/ تعبانة شوية و حايمة كبدي
أم خالد بقلق التقطت هاتفها / راح أتصل ب أبوك يأخذنا للمستشفى
جمانة بإستدراك/ ماما بكون بخير لما أنام.. " و دفنت رأسها بصدر أمها" و احتضنتها بشدة
أم خالد من ورى قلبها / اللي يريحك يا ماما.
.
.
.

في غرفة أخرى، كان فواز يحتسي شاي الكركديه و ذهنه مشغول بعلة ريماس.. لم يتفاجئ بالمرض ذاته بقدر نفسه. إعتقد أنها المرأة المنشودة و أمر مرضها غيّر نظرته لها.. إنه طبيب! يفهم أن كيان الشخص ليس مرضه! يعي أن المريض هو شخص يستحق أن يعيش حياته كما يحب و عند النظر من بعيد ، الجميع معرّض للخطر سواء كان مصدر هذا الخطر أفكاره، عاداته، عمله، أو ببساطة بيئته. أليس هو مَنْ تشبع بالإنسانية! كيف فكرة إرتباطه بريماس هدّدت قيّمه! ريماس ذكية، ستفهم إن كان إرتباطه بها شفقة! هو لن يقحم نفسه بعلاقة تتصادم مع قيمه.. هذا ما هو على ثقة بِه..و كل ما في الأمر.. ماذا يعني له إرتباطه بمريضة سكر ؟

.
.
.

دخلت برنامج البودكاست بتلقائية و فوجئت بإشعار أن عناد قد قام بتثبيت تعليقي، جف ريقي من تصرفه!


غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس
قديم 13-03-24, 04:28 PM   #42

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي

معليش تحمست و نزلت بدون ما أقول مبارك عليكم الشهر يا أفخم قراء بالكون حقي ????????

غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس
قديم 18-03-24, 02:49 AM   #43

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي

تضاربت الأفكار في رأسي، هل أبيّن إمتناني و أنهي الأمر بطريقة طبيعية؟ التقطت كأس الماء و ارتشفت بعضه. ما الذي أفكر بِه! بالطبع سأتصرف بطريقة طبيعية.. سأضع إعجابًا فقط. لا داعي لتعظيم الأمر.. أجل.. ،تفاعلت بإعجاب و أغلقت البرنامج من فوري و كأنني هاربة. ما هذا الحظ الذي لمع فجأة كي ينتبه لتعليقي. ماذا كتبت ؟ و عدت لملاحظاتي كي أستذكر! ما هذا! لقد كانت سطورًا لاذعة لرأيه بطريقة منمقة. لحسن الحظ لم يعلق أو شي من هذا القبيل.. لن أكرر هذا الأمر ما حييت. لتدفن أفكاري معي بسلام.. آه لقد هبط السكر و الضغط في دمي لوهلة. يا إلهي! إلتفتُ للعمل الذي كلفني به خالد، لِما أخذ مبادرتي اليتيمة بجدية! بجانب حسّي البصري في التصوير، درستُ الإيسام أو ببساطة الهويات التجارية. عملت مع أهلي من خلف الكواليس، لا أفكر بالعمل بجدية.. لأنني هاوية لكل شيء و التزامي بالعمل يقيدني.. و أرجو أن عناد مدير خالد، مجرد تشابه أسماء.
*&*&*&*&*&*&*&**&*
نزلت من سيارة الأجرة و بين التوجه لشقتي و منزلنا. اخترت منزل أهلي، دخلت و لحسن الحظ أن هذه ساعة غفوة والدي. لكنني فوجئت بجنان، تذكرت ثامر من فوري و احترق صدري من أفكاره الحمقاء. تصنعت الحيوية مرحبًا بِها، و برياض بتودد.التقطت بعضًا من الموالح التي أمامها و جلست / مو فيصل كان معكم بالغداء؟ ما شفت سيارته
جنان يإبتسامة / والله طلبت منه أنام الليلة عندكم، أحسّ اشتقت
محمد بسرور/ نورتي.
جنان / ليه ما حضرتَوا الغداء!
محمد يخلل شعره بأصابعه/ أخوك نام و صحى و قرر يعزم، العالم مشاغل و ارتباطات و بنص الأسبوع كمان.
جنان بنصف عين / ليه عمر و أبوي و فيصل شغلهم بالمريخ و أنت بالأرض!؟
محمد ضحك / لكن اني صادق، مرة ثانية ان شاء الله
جنان بإستدراك / بسم الله ليه مضروب!
محمد بتمثيل / وين صيرتيني الظالم، ما توقعتها منك
جنان بندم / معليش والله، أخوي حبيبي الله..
محمد قاطعها / خلاص، بس كنت اجرب الملاكمة.
جنان بصدمة / بايع روحك!! جمانة كيف سكتت لك
محمد انقبض قلبه من فكرة مغادرة جمانة له / مرة و أتوب.
جنان / الصدق وينها لي زمان جالسة و كلمتها اني موجودة لكنها لا حسّ و لا خبر
محمد تنهد / سهرت أمس ف تلاقيها نايمة
جنان / طيب روح ارتاح، وجهك تعبان
محمد نهض و توجه لغرفته
جنان بخوف / ياربي أخوي عقله تأذى
َمحمد ضحك / يابنت بسم الله علي، مو بس أنتِ تنامين في بيتنا، يلا سلام. و غادرها إلى غرفته.. دخل و فتح الدولاب، يوجد بعض اللباس المريح لحسن حظه، ارتداه بسرعة كي يتألم مرة واحدة! تقدم و ابتلع أكبر جرعة آمنة و استلقى بسريره. جافى النوم عينيه، ف إلتقط هاتفه و فتح محادثتها.. لا بد أنها وصلت منذ وقت طويل! لم تحقق رجائي! أغلقت الهاتف و ضحكت على نفسي. لقد بينت موقفها جيدِا جدًا طوال الوقت و لكني لم أفهم مع ذلك أعلم أنني لن أدع الأمر و شأنه. ما يهم هُو إلى متى ستخبئ سرّ عودتها.. فكلام أبيها مُقلق، و أعلم أن إقامتها ليست ليالٍ معدودة. هل أكون أجبرُ حظي كثيرًا لو بادرت مبكرًا؟ بالتأكيد أعلم مواطن سُرورها لأصح القول.. ضعفها.. بالتفكير بالأمر، فقد وجدت نفسي أبادر اليوم من غير أن أخطط لذلك.. و النتيجة لم تلتفت لأيّ منها. بالطبع اختيارها للمشي لم يكن عبثيًا.. مما يمنحني بصيص الأمل. الأمر هُو لست متيقنًا من صحة المبادرة.. عندما كانت أمام عيني.. لم ألنْ إطلاقًا.. وجدت نفسي مُحقًا بالبحث ورائها لوقت طويل.. لم أدرك أنني قادر على فِعل ما فعلته بِها حتى وقوعه.. و بهذه الفكرة دخلت في سباتي.

*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&
إستيقظت على صوت جاسم، و نظرت للساعة َ.. لقد حلّ الليل، ما هذا! هل أصبحت كيس نوم من أول ايامي ؟ نهضت و استحممت ثم خرجت لجاسم الذي كان شاردًا بما لا أعلم و عندما إنتبه علي
جاسم / أمي تنتظرنا بعد ساعة من الآن
روان / لِما؟
جاسم / لقد اخبرتهم عن حملك
روان / أجل و قد وصلتني تنهئتها على الهاتف
جاسم / يرغب أهلي برؤيتك، ما الذي ترينه خاطئًا في هذا؟ ثم أنني متعب من التنقل طوال اليوم، سننام في منزل أهلي الليلة
روان بعدم إعجاب / هل ستعيدني غدًا ؟
جاسم بعد صمت / هل لدي خيار آخر؟
روان بإنشراح / سيمضي
جاسم و لم يرد التشاجر بشأن إنقسامه / جيد
روان تخلل شعر جاسم بأطراف أصابعها/ قلبي ما سبب شرودك؟
جاسم بتهرب / لا شيء مميز، مجرد متعب
هل إحتجتي شيء اليوم؟
روان ضحكت / كنت نائمة و لكن افتقدتك قليلًا
جاسم يشدها لحضنه/ تعترفين بندمك على مكوثك هنا، إفتقدكِ أكثر " وقبّل كفها"
روان من بين أحضانه / لا أندم لكن أشتاق
جاسم / حسنًا، الأمر الجيد أننا سنكون معًا الليلة كما يجب.
روان ابتعدت / هل ستمر هكذا، ليلًا فقط؟
جاسم بعد أن أطلق تنهيدة / أجل و سأعود فجرًا لأهلي، أبي ينتظر أمي ليتناول وجبته، و أمي تنتظرني غير الأوقات العشوائية كما تعلمين.
روان تضع كفها على صدره / برأيي أن تحدد يومًا كاملًا لنا بدل تنقلك المُرهق
جاسم يمثل الصدمة / يوم فقط! في نهاية المطاف تبيّن أنك لا تحبينني كثيرًا
روان ضحكت / إنني أخفف الثقل عن أكتافك لا أكثر
جاسم إقترب بشدة من وجهها و بنبرة ساحرة / سآتي إليك أيًا كان الوقت و اليوم
روان بدلال / الذي يريحك
جاسم بنظرات مُغرمة / فقط؟
روان بمكر / لا، الليلة ستفهم كل شي
جاسم ضحك / أتوق لذلك، هيا يجب أن نصل قبل أن يختمر الشاي بشدة
روان / الله يدومها " و قبلت أنفه" و غادرته.
جاسم بتعجب و بصَوت مسموع / لقد أخطئتِ الهدف، يجب أن أعلمكِ درسكِ.

*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*

رفعت أمي هاتفها الذي كان يعلن وصول رائد.


غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس
قديم 19-03-24, 03:39 AM   #44

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي

خرجت امي من غرفتي و طلبت من اخوتي الخروج أيضًا، جلستُ مع نفسي.. ما الذي لن أتحدث عنه، أم يجب أن أتحدث عنه و لكنني لست مستعدة لسماع الإجابة عليه. عدت بنظري للمرآة، ارتدي فستان أسود طويل، يبرز طولي و تضاريس جسدي. لما اسود؟ ليس أفضل لون لإظهار جمالي.. بقاموسي على الأقل.. لا أعلم لقد فقدت رشدي و رغبتي بالموضوع برمته. رتبت أطراف شعري الطويل و رششت العطر للمرة الألف.. خرجت لأهل رائد و فور وصولي لم تنزل نظرات أمه و أخته عني، رحبت بهم بلطف و جلست بجانب أمي و عيناي على وتين التي وجدت موقفي مسليًا جدًا. تبادلت الحديث مع أهله، لم يكونوا غريبوا الأطوار، وجدت نفسي أسترسل بالحديث ف أنا إجتماعية بعد كل شيء، من الجيد أن أتصرف كنفسي قبل المأساة، لكنني لن أبني حياتي مع أهله وحدهم !
ريم / تبدين أصغر من عمرك، ظننت وتين الإبنة الكبرى
سارة / بالفعل، الجميع يقصون علي نفس الأمر..أعتقد أنها نقطة إيجابية مهما حدث
ريم تبسمت / ما هي مهنتك؟
سارة / لدّي دبلومات بمختلف المجالات
ريم / ما شاء الله
سارة بود/ و أنتِ؟
وتين بحماس / أعتقد استشارية تغذية أو جلدية كذا لأن ما شاء بشرتك تهبل
ريم ضحكت/ الحمدلله عنايتي جابت نتيجة، والله أنا فنانة تشكيلية خاصة.. يعني أستقبل طلبات
سارة ببشاشة / صدق، الرسامين اسمهم بس جبر خاطر
أم هتان / حب سارة للفنانين أعلى من علاماتها في مقرر الفن
سارة ابتسمت بحرج تحت ضحكات الجميع
ريم بمزاح / أعطيها دروس خاصة و الفاتورة على أخوي
سارة ابتسمت بخجل و أكملت شرب الشاي

.
.
.

أبو رائد يستلم فنجان الشاي / عشت
أبو سارة / بحق ياسر كان شرطيِا وفيًا، مع الأسف غُدر بِه و لكنه لطالما أشاد برائد بين الفينة و الأخرى
رائد / تسلم يا عمّ
هتان / أنت شرطي ماذا؟
رائد بإبتسامة / شرطي حوادث و جنائيات
هتان بعفوية / كـ خالي ياسر !، ما الذي جرى؟ لا أعتقد أن الحادث كان عشوائيًا
أبو سارة بنظرات حارقة لهتان/ هتان يشاهد أفلامًا كثيرِا.
رائد بوجه أصفر من ذكر موضوع ياسر / أستطيع رؤيته، سيكون رجل أمن خارق
هتان / مع إحترامي، لا أريد الموت مبكرًا
ابو سارة يضع كفه حول رقبة ابنه / انك تمزح كثيرِا هذه الليلة.
رائد ضحك بحرج، إن أخوها مشكلة أخرى، يجب أن يحذر منه.
أبو رائد / كما تعلم يا أبو سارة، الزواج سنة و أنتم نسب نفخر بِه و أناس أكارم و ذو صيت و أخلاق حسنة.. يشرفنا أن نناسبكم
ابو سارة / تسلم يا ابو رائد، النعم فيك وفي نسبك اللي يعز على ياسر يعز علينا و الله يقدم اللي فيه الخير. عن اذنكم
تتبع رائد أبو سارة بنظره و قلبه يكاد يخرج من صدره.. دقائق عدة حتى نهض رائد لرؤية سارة في الغرفة المجاورة، دخل هو أولًا ثم هتان.. فهم رائد أن هتان مرافقهم و لا يعلم كيف سيغير حديثهما بتدخلاته الجريئة.
.
.
.
نهضت من بين النساء مع أبي للقاء رائد، لا أستطيع التصديق أنني تركت الأمر يصل لهذا الحدّ، فتح أبي الباب و أغلقه و نظري لم يرتفع من الأرض، جلست على أقرب كرسي من الإرتباك.. حتى وجدت هتان يأتي نحوي و يهمس بأنني بعيدة جدًا، لن يتحول للحمام الزاجل. ضحكت! نسيت كم أن هتان خفيف الظلّ و اختياره بالجلوس بدلًا من أبي لم يكن صائبًا جدًا. زنت نفسي و نهضت و هذه المرة رأيته.. كان واقفًا أو لأقل متسمرًا! بدى مختلفًا عن زي العمل، لم أنتبه أكثر لمعنى نظراته و اقتربت و جلست ثم جلس بجانبي.
.
.
.
فور دخول أبيها، نهضت على طولي و لم أستطع رؤية ملامحها بسبب شعرها، ذهب أبوها و هي جلست بعيدًا! لحسن الحظ أن هتان نبهها و اقتربت و جلسنا معًا.
هتان بتحذير / إنني أحمل عينا زرقاء اليمامة لعلمك
رائد / فهمتك جيدًا " و عاد بنظره لسارة" كيف حالك؟
سارة بخجل لم تستطع إخفائه / بخير
رائد بعد تأملها / الخير شوفتك
سارة بتوتر و عينيها على كفيها المقبوضة / شكرا
رائد يرتب شماغه و عينيه تسترق النظر لها بين الحين و الآخر
سارة استهجنت صمته و اختلست نظرة جانبية و لكن علق بصرها على غمازته و وجدت نفسها تنظر كليا في وجهه في محاولة إستيعاب ما تراه، إن لم تخنها ذاكرتها.. ف الخد الذي خطّت الندبة عليه هو ذاته الذي إلتبس بغمازته. رمشت بعينيها و و وجدته ينظر نحوها.. في عينيها.
تبخرت الكلمات على لساني من جمالها الآسر، وجدتها جميلة قبل اليوم أيضِا، ابتسامتي لم تكف عن الإرتسام منذ دخولها وزعت نظراتي بينها و بين الجدران ف قد بدت غير مرتاحة. و خلال ذلك شعرت بها تنظر نحوي و تلقائيًا نظرت إليها أيضًا و اذا بها متعلقة على خدي لسبب لم أعيه.. و صححت نظرها فيّ بعد رمشها لثلاث مرات على التوالي، و في كل مرة رفرف قلبي عاليًا جدًا و تبسمت أكثر ف أكثر.

رمشتُ عدة مرات، غمرتني مشاعر غريبة لم أستطع تسميتها.. تجاهلت سروره العارم و شرودي في خده الذي أوقعني في مصيدة عينيه. بترت اللحظة من فوري بإشغال نفسي بساعة يدي التي أرتديها و عقلي إنتقل ليوم الإختطاف و ما قبله .. حلّ الصمت على الأرجاء لوهلة حتى قطعه هو
رائد / في الحقيقة كنت قلقًا مِن ردك
سارة على حالها / و أنا لم أفهم اختيارك لي " و بهمس مسموع" بسبب َما جرى
رائد تجاهل ذكرها للإختطاف / رأيتك زوجة مناسبة
سارة حولت نظرها له / ماذا علمت عني كي تقرر هكذا!!
رائد / جمع المعلومات ليس عصيبًا على مثلي
سارة بنبرة خافتة و إندفاعية / تبدو واثقًا من نفسك و قرارك لكنني لست كذلك.
رائد بتفهم / ماذا تحتاجين لتحديد قرارك؟
سارة بنفس النبرة / ما علاقة اختيارك لي بعملك؟ أو موت ياسر؟
رائد / أتفهم أفكارك هذه لطبيعة عملي و كما قلت.. رأيتك زوجة مناسبة.
سارة بهمس ثائر / رائد، إن كنت تريديني أن أكمل الطريق معك، أجب على قدر سؤالي
رائد ينظر في عينيها / ما عليكِ معرفته هو أنني أفكر بِك خارج نطاق عملي برمته َ و أعني ارتباطي بِك لا يمنحني ميزة خاصة بعملي و لو تقاطعت طرقنا بزمان و مكان مختلف، سأعطي نفسي فرصة إختيارك مجددًا " و بثقة " أنا مدرك تمامًا إختياري لكِ سارة. و لكن يبدو أنكِ بحاجة لوقت أكثر.. أستطيع إطالة الأمر و ترتيب موعد آخر إن رغبتي في إكمال الطريق.
سارة تنظر نحوه بعينين حائرة و رأسها تتضارب فيه التفسيرات المختلفة لكلماته، بدى لها متزنًا للغاية، أجل.. فهو ليس الحلقة الأضعف هنا و بعد صمت / ستعرف من أبي.
و نهضت للخارج و لحقها هتان
هتان يمسك يدها / ماذا قال لك كيّ يتغير لون وجهك؟ سأعلم أبي كيّ يعلمه درس، لا نخاف من عمله.
سارة تربت على كف هتان / إرتبكت كثيرًا، كما تعلم الفكرة مخيفة.. إذهب إليه لا تتركه وَحيدًا
و دخلت من الباب الخلفي كي لا تلتقي بأهله. قطعت المسافات إلى غرفتها و أقفلت الباب، نزعت حذائها و إكسواراتها بإنزعاج شديد، توجهت للخزانة و بدلت ثيابها إلى شيء َمريح، إلتقطت مشبك الشعر َ و رفعته بإهمال.. ثم دخلت في سريرها. لم تتوقع أن يمر اللقاء بهذا الشكل، هل تسرعت في التحدث عما يقلقها؟ هل هي منزعجة من وضوحه الشديد و الذي لم تتقبله كما هو متوقع؟ تشعر أنه لا يقول الحقيقية كاملة، هو زميل خالها، لا بد أنهما عملا معًا بنفس القضية و إلا كيف إنتهى بها الأمر بالتعامل معه، أجل قال أن قراره ليس مؤثرِا على عمله، لم تقتنع للحظة واحدة.. و أسدلت عينها للنوم!
.
.
.
رائد يقود للمنزل بشرود على عكس المتوقع و الذي شعرت به أخته،
ريم بتوجس/ ما بِك؟ ألم تعجبك؟
رائد إنتبه من شروده/ تعبت اليوم، نظامي إختل.
ريم / استغربت أنها لم تودعنا، لم أتوقع منها ذلك
رائد / لِما؟
ريم / قبل أن تقابلك، كانت ودودة و حيوية جدًا بطريقة لم يخطر ببالي أن مغادرتنا ستكون بهذه الغرابة
رائد و سبابته تخط شاربه ذهابَا و إيابَا / لا بد أنها مشتتة، لا بأس انه لقائنا الأول
ريم بعفوية / آمل ألا يكون الأخير، ثم ألم أعلمك بما يجب فعله، في ماذا أخطئت كي تهرب الفتاة
رائد / أخبرتها أنني سأختارها مهما كانت الظروف.
ريم تنظر إليه بصدمة / بسم الله! لا معها حق البنت تستخير عليك أكثر
رائد بضيق / ريم، لنتوقف عن الحديث هنا.
ريم تضع كفها على كتفه كمواساة/ كل شيء سيكون بخير


غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس
قديم 24-03-24, 04:49 AM   #45

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي

وضعت كوب الشوكلاتة الساخنة الذي انتهيت من شربه و أم جاسم لم تترك أصناف المشروبات المختلفة إلا و قدمتها لِيّ.و خلال ذلك تحدثت عن مرحلة حملها بجاسم و كيف أنها سمنت كثيرًا بسببه و اليوم هُو يتطلب كثيرًا و لا يأكل أي شي. ضحكنا جميعًا إلا رهف. قرصتها بخفة و همست / ما بكِ؟ هل حدث شيء في غدائك مع عمي و أهله؟
رهف بإنتباه / لا شيء.. و أجل حدث لكن انتهى الأمر على خير
روان و نظرها سقط نحو أصابع رهف التي تحوم حول جرح معصمها و عصف ذهنها بلحظة مهاجمة رهف لنفسها و شعورها بحرارة الشظية التي مزقت كتفها، أغمضت روان عينيها بضيق كمحاولة يائسة لمسح ذاكرتها. إنتبه جاسم عليها و إستئذن أهله بالمغادرة.. نهضا معًا إلى غرفته
جاسم فور دخولهما / ما الذي حدث مع رهف حتى تلونت ملامحك بهذا الشكل
روان جلست على السرير / معدتي قلبت
جاسم يجلس بجانبها / حيلة جيدة
روان ابتسمت و أراحت رأسها على كتفه
جاسم / تخففي من ملابس العشاء إن كنتِ نائمة
روان رفعت رأسها / عمي و زوجته هل يقضيان وقتهما خارجِا كثيرًا.. تغيرت علي الصالة
جاسم / أجل، يؤنسان أنفسهما بشكلٍ ما
روان شردت بذهنها، هِي لا تتحسس من عيشها مع أهله فقد إعتادت بطريقة أو بأخرى.. و لن تستطيع العيش منفصلة عنه طوال عمرها ! و لكن إعتيادها لا يوازي راحتها.
جاسم بعد تأمّلها / يؤنسان و ليس يندبان، أعلم أنكِ بذلت قصارى جهدك من أجلنا في بادئ الأمر و أحترم حقك بالإلتفات لحياتك الخاصة.. نحتاج الوقت لإيجاد الحل الوسط
روان انتبهت من شرودها / ما مناسبة حديثك بهذه الطريقة لم أقل شي
جاسم ابتسم / ليس من الصعب فهمك في كل شيء ثم موضوع السكن المنفصل هو الخبر الساخن بيننا في هذه الفترة
روان وضعت كفها على كفه و نظرت في عينيه / لو لم يكن مهمًا لما عكرت صفوك
جاسم يضيق عينيه بتشكيك / أنتِ عكرتِ لكنني مسرور بمصارحتك، و أننا نتحدث عن الأمر و نديره معًا
روان مالت على كتفه و إحتضتت ذراعه و بِأريحية / أُحبك ، و أحبُ حرية الحديث معك
جاسم ضحك / و أنا أحبك و أحبُ طريقة إستجابتك لحديثي، " و ب لين" و أتمنى أن تخبريني عن سبب تلون وجهك هذه الليلة
"و عندما رأى تنهدها أكمل" عندما تريدين
روان بعد برهة من الصمت نهضت من جانبه لتبديل ملابسها و الإستعداد للنوم و خلال ذلك شرد ذهنها بما حدث هذه الليلة، لِما حركة رهف العفوية حفزتها جدِا، ظنت أنها تجاوزت الأمر.. بالأخص بعد قضائها الوقت مع رهف بطريقة طبيعية يومها. أغلقت الدولاب بعد انتهائها َو تنهدت بضيق شديد، عصف ذهنها بالعديد من ردات فعلها تجاه رهف و تجاه جاسم و تجاه الجميع.. ربما عودتها لمنزلها ليس متعلقًا بخصوصيتها بعد كل شيء. امتدت أصابعها إلى الجرح في كتفها.. ماذا عنى استقبالها لطعنة رهف! جاسم يتوقع منها أن تحدثه عن ذلك، كيف و هي لا تعي لِما فعلتها. أزاحت شعرها إلى ظهرها في سبيل تشتيت ذهنها عن التفكير و دخلت إلى أحضان جاسم.
*&*&*&*&*&*&*&*&*&

إنبثق إشعار رسالة من خالد و فتحته، صورة يتواجد بها و كما ذكر باسل. يبدو طفلًا نابغًا. تفاعلت مع رسالته بود و حميمية شديدة. أغلقت الهاتف و نهضت لإكمال أعمال المنزل. دخلت غرفة الملابس و كنت أفرز الغسيل. احتجت إعادة ملء المستحضرات و لم أجد المخزون بالقرب مني، صعدت على الكرسي و صادفت بجانب المخزون، كيسًا أنيقًا بدى تواجده غريبًا في غرفة الغسيل. التقطته و جلست لرؤية محتواه.. مددت يدي و أخرجت لِباس خالد لكنه.. كان مُلظخًا بالدماء! شعرت برأسي يدور من هَول ما إكتشفته.. أعدت اللباس برجفة داخل الكيس و خرجت من الغرفة بأكملها. تقدمت إلى أقرب مغسلة و قمت بفرك يداي و كأنني لامست شيئَأ معديًا! أغلقت الصنبور و جلست أرضًا! لِما يحتفظ بلباسه ذلك اليوم! ما الذي يفكر بِه! و الدماء!! لمن!! إن كانت له، لا داعي لإحتفاظه بِها بهذا الشكل المُريب. لِما يستمر الحادث فِيّ غض الصفاء الذي أكاد أخلقه! أصدقه!. خالد وجد الماء و لكن ماذا عني؟! لا أستطيع تجاهل الأمر ببساطة..و أعمال المنزل.. لم تعد برًا آمنًا! نهضت من مكاني و قررت قضاء اليوم خارجًا.. لعلي أجد ضالتي!

*&*&*&*&*&*&*&*

أمسكت هاتفي على سبيل الترفيه، و انتبهت أن التعليق الذي كتبته الـرند قد أبدت إعجابها بقولي تم التثبيت. ابتسمت، لم أتوقع أن تكتفي بتفاعل كالإعجاب. لما لم أعلق على كلماتها.. حسنًا، لم أكّون رأي واعي، و هذا دليل إعتباري لما تحاول إيصاله من خلال بضع الكلمات التي تركتها أسفل حلقتي عن الخوف. لن أقول أنني ذريع بهذه الفكرة ،الصفة، المفردة.. كان لدي آراء حوله و جمعتها في حلقة. إنني مبتدئ في تصميم محتوى منصتي الصوتية، و لكن لأن لدّي مهارات عِدة من أجل عملي، عندما أتحدث أبدو ذريعًا بما أقوله. في الحقيقة عدم تعليقها، ألهمني بموضوع جديد مستوحى من رسالتها.. أتسائل إن كانت الحلقة سـتؤثر بِها!، أغلقت الهاتف و عدت لعملي.. طلبت خالد كي أتناقش معه عن الحملة الجديدة و فيما أنا أنتظر.. درست الهوية التي قدمها.. عليّ القول، بدى مختلفًا عما اعتدته منه و حالما وجدته أمامي.
عناد / خالد، دخلت دورات جديدة أو تعلمت شيء جديد؟
خالد بعفوية / مو في حال أتعلم شيء جديد
عناد رجع بنظره للتصميم و بإستدراك / كيف قلت انك صممتها؟
خالد / والله أنا عرضت الفكرة و ترجمتها مثل ما تشوف.
عناد بعدم فهم / عرضت!؟
خالد تبسم بحرج / استعنت بأهلي لرفع الإنتاجية.
عناد بمحاولة فهم / و هذا العمل بدون مقابل!!
خالد / رغبة شخصية.. لكن هل عندك مشكلة فيه؟
عناد بحزم / أتفهم ظروفك لكن ما أقبل بهذه الإزدواجية.. يا إما اللي عمل الشغل يتعامل معنا بشكل رسمي أو إنك كليًا تستلم الشغل.
خالد بصدمة / إن شاء الله.
عناد / العمل فرصة أيضًا، لا تستهين بنفسك و أنا عارف فِيك تنتج الأفضل
خالد / تسلم
*&*&*&*&*&*&*&*&*&*
جلست على طاولة إستراحة العمل و بكفي كوب الشاي و فِكري فِي سارة، لم يمضِ يوم كامل حتى أسارع فِي معرفة ردها. ما الذي فعلته بطريقة خاطئة! أكان من الخطأ أن أكون واضَحًا بشأنها! لقد أوضحت أن حادثة الإختطاف بالنسبة لي على الأقل ليست عائقًا أو سببًا رئيسيًا كإختيارها زوجة محتملة.. لدينا طريق طويل لإتخاذ القرار. مما فهمته فِهي تنظر إلى رائد الشرطي لا أكثر.. بينما كنتُ أمامها رائد بكامل رجولتي. نهضت و ألقيتُ كوب الشاي بعد انتهائي منه، كلما تأخرت في الرد، كلما يتولد أملي برؤيتها لي بأوسع من جزئي المهني. و بذكر مهنتي، توجهت لإجتماع.. نكمل فيه ما بقي في منتصفه.. نبدأ من حيث انتهى ياسر.. لقد تم تضللينا بإختطاف سارة، و الحقيقية هِي أن العصابة أدهى مما ظننا.. نستمر بالقبض على صغارهم بالضبط كنايف.. كيف هذا يرتبط بسارة؟ في ظِل إحتجازنا من خطفوها و ليس من قتلوا ياسر.. بإعتقادي تحقيق العدالة لا يعق على مواطنة عزلاء فِي ضوء إهتمامنا بالأمر.

*&*&*&*&*&*&*&*&*&*
شكرت الممرضة و حييت المستشار بِلطف، جلست على الكنبة و التي بطريقة ما، تجربك على مواجهة أفكارك! تبادلت معه موجزًا قصيرًا عن حياتي و في منتصف حديثي إشتعل رأسي بسؤال، هل أجعل الجلسة عن رائد أم سارة؟ مما دعاني للشرود لبضع دقائق و انتهيت بقولي إلى أي درجة ما أفكر بِه هُو حقيقي؟ ليجيب بأسئلة كعادته.. كدت أظن أنني تقبلتها، ما هي الحقيقة التي أفكر بِها؟ أجبت و أنا ألامس أظافري بأطراف أصابعي، كأن أكون غير مستقرة لخطوة مصيرية مع الشخص الخطأ. ليرد، ما هو الخطأ الذي أعتقده ؟ رفعت طرف حاجبي قائلة كقبول العيوب بِلا مبرر أراه معقولًا.. و بمعلومات شكلية!
ليقول أيًّا كانت هوية الشخص، و العيب الذي يعلمه عني.. إن صحّ القول عنه عيبًا.. فهو جزء مِن صورته عني أما كيف أقرّ بقبوله فهذا مستوى آخر بجانب أن هذا الشخص لديه معاييره الخاصة ببساطة.. و إن وافقتها فهذا أمر جيد له. أما عن المعلومات الشكلية، فعند نقطة ما ، هِي مقومات مُعترف فيها في الخطوات المصيرية ألا أتفق معه؟!، نظرت إليه بطريقة كيف يجعل كل شي سهلًا! ثم ابتسمت و قلت ماذا إن كنتُ لا أؤمن بما أسمعه منه و الذي يجدر به أن يكون مُطمئنًا ؟.. أخذ لحظة لتحليل كلماتي ثم ردّ بقوله هل لا أريد أم أرغب بالركون لما أسمعه كما هو بِلا تحميله ما أعتقده عن الخطوة ؟ " رددت بعدم ارتياح " ما الذي قد أكون أعتقده عن الخطوة و يتعارض مع الإيمان بالكلمات التي استقبلتها منه ؟ " ليجيب" الذي يقدمه لي هذا الشخص على طبق من ذهب من خلال قبولي الخطوة. " نظرت بإنزعاج شديد له فقد استفزني سؤاله و قلت" أريد الحصول على ما يقدمه لي من ذهب لكن لا أعتقد أنه ينفعني بما هو أكثر مما في الطبق.. "صمت لإدراكي ما خرج على لساني. ابتسم المستشار و قال " يثق أن هذه الفكرة الحقيقية التي يجدر بي الإيمان بها و التي تساعدني على معرفة كونه الشخص الخطأ أم الصح." ارتشفت من الماء الذي أمامي و قلت بمضض" تبدو لي محقًا.. شكرته و غادرت لم أعدّ بحضوري
في أي وقت قريب! مشيت إلى سيارتي.. سأترك الأمر للسماء لأقرر موقع رائد في حياتي .


غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس
قديم 30-03-24, 07:41 AM   #46

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي

قلبت كوب القهوة الذي أمامي بشرود خلال انتظاري لصديقتي المُقربة.. رفعت عيني بتلقائية و وجدتها قادمة نحوي.. نهضت من فوري و احتضنتها بحرارة.
.. / منّور المقهى، لكن نورك مش و لا بد
غلا / إيوه باين نور الحُب
... / خير، لسى بسم الله علينا
غلا بإبتسامة / مرره
... / ايش صاير بالدنيا، بردت قهوتك.
غلا وضعت وجهها في كفها / الدنيا فوق رأسي
... / خويلد صح!
غلا تنهدت / صح، طلبت أقابلك لأن عقلي ما عاد بقى فيه عقل من تصرفاته عن الحادث.. تعبت تعبت.. يعني يا سارة.. أنتِ كمان عشتي حادث َ و فقدتي أعزّ ناسك، عشتي كل لحظة مرة و انا متأكدة انك في حالة مقاومة.. الفرق إنك تواجهين و هو يهرب! هروبه متعب قلبي.
سارة / صار له فترة و هو هارب إيش تغير معك اليوم؟
غلا بإستياء / كونه ينعش الحادث.. صدقيني لسى مو فاهمة ليه.
سارة/ غلا.. مشكلتك مو خالد، غلا.. أنتِ حصرتي نفسك و خالد معك بتوقيت و وسيلة شفاء بمعاييرك و نظرتك عن الحادث.. في مرة قلتِ إنه يرفض فكرة التصرف بطريقة طبيعية.. كالسابق.. كـ قبل الحادث، و محاولتك كانت دايم عكس رغبته، اذا لا شيء طبيعي.. إسمحي له يكون غير طبيعي.
غلا بإستدراك / ظننت محاولاتي في إحتوائه كما يحتاج، اتضح أنها كما أحتاج أنا. "و ابتسمت بِسخرية"
سارة بحنية / لا بأس.. خالد ليس الوحيد الذي يتخبط في تسيير حياته بعد الحادث.. أنتِ أيضًا يحق لكِ أن تديرين هذا الوقت المربك بما تستطيعين.. و على قدرِ علمك بكما. " وبمزح" إذا كان عندك طاقة إهتمام زايدة أنا موجودة.
غلا ضحكت / من عيوني.. صحيح كيف مرّت شوفتك؟
سارة بحرج / لا تذكريني.. تمقلت بالرجال الآن يحسبني مغرمة فِيه
غلا بغمزة/جاب رأسك يعني!
سارة / مرره لا و بدري عليه
غلا بإبتسامة خبث / إيوه باين بدري.
سارة قرصتها بلطف / إعقلي.
غلا / أيوه و بعد
سارة / طاير فيني
غلا ضحكت / يا عيني
سارة / سربي لي إضاءات تساعدني أقرر
غلا ابتسمت / تركتي شموخ و جاية لي أنا اللي مرتبطة بولد عمي
غلا استوعبت / من جد، أحس صدعت من موضوعه لليوم
غلا / خذي وقتك يا عمري.
سارة / أتركه شهور؟
غلا / عشان يطير بدل ما كان طاير فيك
سارة ضحكت / بسلامته والله
غلا / خذي وقتك لكن بعد لا تزوديها
سارة / المهم راحتي
غلا / الله يكتب لكم اللي فيه خير
سارة / جيعانة ارحميني سكت لك كثير
غلا ضحكت / وش بخاطرك؟ آمري
*&*&*&*&*&*&**&*&*&*&
أغلقت هاتفي بعد تصحفي لذكريات السفر و ما قبله.. أطلقت تنهيدة أسى و ترحمت على سعود. ألقيت نظرة على ساعتي و قد حان موعد تناول الدواء. أدخلت يدي في جيبي بتلقائية و إستخرجت علبة الدواء.. إنني أحمله معي و لا أتركه في شقتي إطلاقًا.. أن رهف تعلم عن إضطراب خصوبتي المؤكد هي فكرة جنونية.. يكفي ما نعيشه من إضطراب.. نزلت من سيارتي و توجهت لزيارة سعود.. و هنالك رأيت خالدًا. عصف كل شيء بذهني في لحظة واحدة! تجاهلت كل شيء فور وصولي خلفه و حينما إنتبه لوجودي، إرتبكت فرائصه! و تغيرت ألوانه
علي / أرأيت شبحًا! " و بعد تفحص هيأته" تبدو كما يجب أن يكون منْ أظلم حياة الجميع
خالد أراد تخطيه و المغادرة لكن علي حدّه" ”

خالد إستجمع رأسه و بسخرية / أنت تتكلم هكذا! ماذا تركت للآخرين!
علي بنبرة حادة / و هل توقف الأمر على نفسي فقط!؟ ناهيك أنه تخطاني جدًا.
خالد بعدم فهم / تخطاك؟!
علي بإنسحابية / دعك من الأمر " و تخطاه لزيارة سعود مُحدثًا إياه و خالد ملتزم الصمت يستمع لكلماته التي تغلفت بالأسى و الحزن على رحيله المبكر و إسهابه في آسفه في تأخره للزيارة و أنه نجح في المجيء أخيرًا و وعوده الصادقة بتطبيب ألم فقده كُلما نبض في أخته المُدللة.. ختم حديثه بقراءة الفاتحة. تقدم خالد و جلس بجانب علي.. و أفضى ما في صدره أيضًا قائلًِا / على العكسِ منه، إن كان عليًا مقيد بالسرير ف هو قُيد بالأصفاد ،و كأنه فاز باليانصيب الأكثر بؤسًا.. صعوبة الأمر لم تكن في سجني.. بل في حقيقة فقدانك.. التي رأيتها في عين أبيك، في نبرة صوته المنكسرة. " نظر علي نحو خالد عند ذكره للسجن على نحو أنه يعلم عن واقع سجنه بعد الحادث لأول مرة و لم ينبس بكلمة و أختار الإستماع لما غاب عن نفسه " و عفوه.. الذي تكرّم بِه علي، ليس رأفة بِي.. أو عِنادًا بجاسم الذي يخالف قراره.. و بالحديث عن الأب.. أبي كان موتي و حياتي.. إعتقدت أن الآباء لا يضحون بأبنائهم دائمًا.." تبسم خالد بسخرية " ربما من الجيد أن أبي لم يخترني.." توقف خالد قليلا عن الكلام في محاولة لإبتلاع غصته " أتفهم الآباء لكن الأمهات! أليست الأمهات مَنْ يفتدين أنفسهن عندما يتعلق الأمر بأبنائهن! كيف أن أمي لم تحرك ساكن عندما قدمني أبي قربانًا لأخيه. لهذا أتجاوز إقصاء جاسم.. أخي و صديقي.. لِي.. فهو إختار أخيه كما يجب و كما هو متوقع." و التفت إلى علي " حياتي أيضًا مظلمة.
علي بحرج و ذهول / لم أعلم أن الأمر أكبر مما تصورته.
خالد يأخذ نفس و عينه تحوم في أرجاء المقبرة / الآن علمت و لكن لأ ألومك كثيرًا، أنت زوج أخته.. ستكون بصف زوجتك بلا تفكير.. كما يجب أيضًا.. لكن وددت لو تفهمت أننا كنا في نفس القارب الغارق.
علي يضع كفه على كتف خالد / رغم كل شيء.. أنا ممتن لكونك على قيد الحياة..فقط هنالك أمور لا يمكننا تجنبها و حسب.. منعتني من قول هذا مُبكرًا.
خالد ينظر في عيني علي / لا بأس، أقبلها و إن كانت متأخرة.. أنا أيضًا سعيد بكونك على قيد الحياة.. رغم كل شي.
مرت لحظات صمت إحترامِا لفكرة أن سعود.. ليس على قيد الحياة.. و صلوا بحرارة أن تكون روحه ناعمة و مستبشرة .
غادرا الإثنان المقبرة.. و قال علي من فوره
/ لا أرى سيارة قد تبدو خاصة بك!
خالد / إعتزلت القيادة.. تتفهم لما أليس كذلك!
علي / للتو ربحت رحلة مجانية
خالد ابتسم / و كوب قهوة ؟
علي ضحك / و كوب قهوة.. لكن حسابها أن تفتح نفسك للحياة برفقتي
خالد يفتح باب السيارة / سأحاول.. لكن إستر على ما واجهت
علي / هزل أسود.. و لكن يبقى هزلًا.. أبشر بعزك

*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&


لم أذهب للعمل اليوم.. إنني بحاجة لتسريع عملية شفائي بالراحة.. و هي حجة جيدة كي لا أدخل شقتي و هي خالية من عائلتي.. على الرغم من أن حجتي بسهر جمانة في عدم تواجدها للآن بيننا أخذت في الإنهيار. طرقات على الباب أخرجتني من رأسي و حينما سمحت بدخول من كان خلفها
جنان / ألا أستحق أن تتنزل جمانة من عرشها! و تخطاني.. طالما كنت تعاني مرارة هوايتك الغير عاقلة.. كيف تترك بهذه الحال!
محمد / لما أخذت عدم حضورها غرورًا! أرجوك جنان لا تختلقي شجارًا لا طعم له
جنان بعدم رضا / دعك من حضورها لبيتنا، أطرق الباب و لا تفتحه! هل هي في سبات شتوي !
محمد بحرج كيف يفسر عدم فتحها للباب لكن أجاب / إنها تضع السماعات كثيرِا
جنان رفعت هاتفها الذي أعلن وصول إشعار ما / ها هي ردت على رسائلي أخيرًا
محمد استنفر من مكانه و نظر في جهاز جنان و عقله يحاول إستيعاب محادثتهما.. التي كانت تدور حول عتابات أخته لجمانة و التي صعّبت الأمر عليه بقولها أنها نامت في منزلها. نظر إلى أخته و قال من فوره
محمد / أجل.. هي أخبرتني عن رغبتها بالمكوث عند أهلها ف أمها أقامت حملة تطهير لأرجاء المنزل و صدقيني عمتي لم تكن تأخذ رأينا.
جنان ضحكت / حسنًا لما لم تخبرني و حسب.
محمد عاد ليستلقي / لا أعلم ما أقول من آلالامي المبرحة.. ربما سأقبل بعرض أمي بإستعمال وصفاتها الدوائية بعد كل شيء
جنان عطفت عليه/ حسنا سأتركك لترتاح.. نسيت جلب رياض لتودعه إنني مغادرة لمنزلي َو عليك أن تأخذ بخاطري بدعوتي فور عودتها،هل تريد شيئًا؟
محمد / يسلم رأسك.
خرجت جنان و زفر محمدًا نفسًا للموقف المربك الذي عاشه.. دعوة خاصة! ستنتظر طويلًا.. إهتز جهاز محمد معلنًا َوصول إشعار ما.. إلتقط جهازه و وجد رسالة من جمانة، إستقام على ظهره و قرأ الرسالة التي كان فحواها.. إستئذانها للخروج إلى مكان لم تذكره، أخذ محمد لحظة كي يفكر هل يسمح لها على غموض سبب و موقع خروجها أم يجعل سماحه شرط علمه بما تنوي فعله. قطع تفكيره رسالتها الأخرى و التي ذكرت فيها إنزعاجها من عدم إيصال حقائبها حتى هذا الوقت.. أم تضطر للمرور و إلتقاطهم! شرد ذهن محمد بفكرة مرورها َ و كونها فكرة مُثيرة! نفض محمد رأسه في سبيل محو ما خطر في باله. و قرر الرد أنه علمه شرط خروجها.. و دُهش لإجابتها و شيئًا ف شيئًا تجهمت ملامحه َو إتصل بها و دمه فائر و حالما قبلت المكالمة / أين قلتِ أنكِ ذاهبة؟
جمانة بالمقابل / كما أسلفت.
محمد سحب نفسًا في محاولة لضبط أعصابه/ ماذا تفعلين بزيارتك لثامر؟!! من دوني!
جمانة بنبرة ساخرة / ماذا رأيتني لائقة به الآن!
محمد صمت و جمانة أغلقت الخط من فورها. سارع هو بمَكالمتها مجددا و إستغرب قبولها المكالمة و لكنه سارع بقوله
/ جمانة موقفنا مع ثامر شائك بالطبع لن أستطيع قبول طلبك هكذا ببساطة
جمانة / تبريراتك دائما موجودة
محمد يعالج في رأسه كلماتها المغلفة بالعتاب أو هكذا غلب ظنه / لِما تذهبين إليهما؟ " و شدّد على آخر كلمة"
جمانة / أريد ذلك.
محمد بإستدراك / تعلمين أن زوجته دخلت المشفى لخطر الإجهاض! و الآخر كاد أن يفارق حياته! الوقت غير مناسب
جمانة بإصرار / هل أبدو لك مهتمة لذلك!
محمد / لهذا أرفض خروجك.. و بالنسبة لحقائبك أرسلي إسكندر.. لا قوة لي لجلبهم في الوقت الراهن
جمانة / لما أتوقع منك قبول طلبي! "و أغلقت الخط"
محمد رمى هاتفه جانبًا قائلا في نفسه، لتطلب شيئًا معقولًا.. عاد و استلقى و رأسه يخلق تفسيرات لما مرّ على مسامعه للتّو.


غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس
قديم 07-04-24, 09:07 AM   #47

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي

أنهيت رسم كحل العين الخارجي، مساحيق التجميل لطالما كانت بوابة خلاصي عندما يتعلق الأمر بمزاجي السيء. قد بدأت في تقديم دورات تعليمية و ميدانية و لكن بعد إنهيار حياتي الخاصة فوق رأسي توقفت و إكتفيت بنفسي. لِما أردت مقابلة الزوجين؟ حاجة في نفسي لا أستطيع تسميتها بدقة.."رسمت شفاهي ثم صبغتها باللون الأحمر.. اللون الذي يمثل ثورتي تجاه ما حدث" إ هل كنت جريئة في إخباره؟ لا أعتقد ذلك. " إلتقطت أحمر الخدود مَبرزة بِه حدة وجهي" من أين لي بالمساحيق و أنا لم أستلم حاجياتي بعد، إستعرتها من سمر فهي الأقرب لطبيعة بشرتي. أين ذهبت معاناتي الليلة الماضية ؟ حسنًا ، أدركت أنني حزنت مطولًا.. و الليلة الماضية كانت الختام. تحررت من أشجاني و الآن حانقة و جدًا." سرحت شعري ليَلائم القوة التي إختلقتها! " نظرت لإنعكاسي بالمرآة، و شعرت برضى عارمٍ، إفتقدته! . لفت إنتباهي إتصال محمد و قبلت المكالمة ببرود قائلة / ما الأمر الآن؟
محمد / إنني في مجلسكم، بإنتظارك " و أغلق الخط"
إستفزني حضوره الغير متوقع، تذكرت أن أمي دعت نساء الحي لترميم علاقاتها الإجتماعية.. نهضت من فوري و لم ألتفت لتبرجي و لباسي. تخطيت المسافة إلى المجلس بحذر كي لا ألفت انتباه أمي.. وحينما وصلت إلتقطت كفه و سحبته خارج المجلس لإحدى زوايا المنزل بعيدًا عن الانظار ثم حدثته بِإنفعال شديد / مَنْ الأحمق الذي أدخلك للمجلس! ألم تفهم حال دخولك من هيئة المكان أن هنالك ما يجري! " ثم تركت كفه فور إدراكي أنني كنت ممسكة بها " لما أتيت!
محمد بعدما إنتشل نفسه من شباك فتنتها / أتيت لتقديم هذه " و قدم باقة الورد الأبيض المتواضعة لها"
جمانة لم تتسلم الباقة منه، و نظرت فيه بعزّة / لما قدّ أقبل ورودك!
محمد تقرّب منها حتى إلتصقت بالجدار الذي خلفها، و أسند الورد على صدرها بِرفق و عينيه المُذعنة تعانق عينيها الآبية و بريق عذب حدثها / تعهدت أن لا أظلمك، أدركت أنني أفسدت وعدي في وقت سابق من اليوم.
جمانة أزاحت الورد عن صدرها بكفها و استقامت في وقوفها بعد أن كانت مائلة على الجدار من بين نظراته التي إستحالت للإنكسار و بلا مبالاة / ألهذا السبب! ظننته أمرًا عظيمِا.
محمد أنكس باقة الورد و بعين حائرة/ ماذا تعنين أنك ظننته أمرًا عظيمًا!
جمانة تأملت خيبة آمله ثم أجابت بِذات الفتور / ظلمك لي.. أمر معتاد.
محمد تبسّم من قولها مما أثار حفيظة جمانة التي همّت في المغادرة و لكن يد محمد جذبتها إليه و دفع بالورد إليها عنوة و حدثها بِحزم / كل ما في الأمر هو أنني رغبت في إهداءك.
جمانة بغيض رقص قلب محمد إثره / تبًا لرغبتك و لورودك..
" بتر كلامها قبلته التي توقعت على جبينها" وهمسه في إذنيها إلى اللقاء جُمان.
تتبعت نظراتها خروجه من المنزل و حالما أغلق الباب، مررت أطراف أصابعها على الورد بِغمّ و قبلته دكت أركان ثورتها.. لا يجب أن تخضع له بهذه السهولة. عادت أدراجها للداخل برفقة الورد!

*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&

جاسم لست مقتنعًا بالدخول ضد عناد في هذا الوقت! فِكر! . جاسم أعاد شرح وجهة نظره و أنه تعمد الدخول في المنتصف. نظر الآخر بيأس بين جاسم و بين مقترحه حتى أعلن موافقته مما دعى جاسم أن يحييه بحرارة و وعوده الخالصة بالنجاح هذه المرة.
*&*&*&*&*&*&*&*&

تفقدت جدول العمل الذي تم تغييره في آخر دقيقة، مَنْ سيكون تحت إمرتي هذا اليوم و مسحت بعيني الأسماء و تجمد نظري على إسم ريماس. رائع! ما الذي سيحدث و يرتب أفكاري المتبعثرة. أغلقت هاتفي و بدأت في العمل و مرت الساعات و لم تحضر ريماس! هل قرأت الجدول بطريقة خاطئة! دقائق حتى ظهرت أمامي
ريماس / عُذرًا د. فواز لم أنتبه للتغيير، كيف أساعدك؟
فواز / حسنِا، هؤلاء المرضى الذين بحاجة لتحديث حالة إقامتهم.
ريماس / أعتقد أن الممرضة شهد تكفلت بالأمر
فواز / إذًا لطفًا، تابعي دخول المرضى المحولين إلى تصوير القلب
ريماس بغيض حاولت اخفاءه / د. فواز، كل هذه المهام لها أهلها و أنا قادرة على تقييم الحالات القادمة.
فواز تبسم ثم باغتها بذكر حالة تطلبت منه أسابيع كي يسميها، أخذت ريماس بمناقشة الحالة حتى أصابت التشخيص مما أبهر فواز
فواز / كل الحالات اليوم تحت إمرتك.. تفضلي
ريماس بحزم / د. فواز، أعلم أنك اليد اليمنى لمشرفي د. هشام َ و لكن لا يقع الأمر على عاتقك أن تقلل من شأني كطبيبة.
فواز بهدوء / فهمت.. د. ريماس. " و إنشغل باله بفكرة أن السكر لا يحليّ طبعها الحاد و الذي يحترمه جدًا ! و لا زال لا يفهم معنى أن يرتبط بها "


غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس
قديم 10-04-24, 11:11 PM   #48

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي

"كل عام والخير يصبّ عليكم صَبّاً، والبهجة تُعانِق أرواحكم، والرِضا يُلازِم خطواتكم ودروبكم، وعادَ العيد عليكم أعواماُ عديدة، ودامَت أيامكم أعياداً سعيدة..كل عامٍ وأنتم بألف خير❤️????"




عيدية خاصة مِني قدمت التنزيل. ✨قراءة مُمتعة.











أنهيت إعداد كوب قهوتي َو توجهت إليه و حال جلوسي سقط نظري على ما يتصفحه و كان موقعًا لأحد مراكز التدريب الخاصة لتأهيل الكوادر الصحية و لم أجد بُدًا من قولي / هل هذه إحدى بحوثك ام قرار نهائي؟
عمر بفكرٍ مُنهمك / قرار نهائي
سمر بِحرارة / ماذا ستكون؟ طبيب أم صيدلي؟
عمر ينظر في عينيها / الرعاية الطارئة
سمر إحتضت الكوب الذي بين يدينها بِشدة و عينيها تعبر عن قلقها من معنى هذا الإختيار و على عكس ما تفضحه عينيها / و ماذا أيضًا ؟ أعني ما هي دوافعك؟
احتضن عمر نفسه بيديه و عينيه المتآلقة باليقين تلاقت بعينيها المرتابة و بهدوء / حسناً، سعود أولها و آخرها. " ثم سحب نفسًا إلى صدره" ولأجلي لا أخفي عليكِ، أدركت أن فكرة حفظ الحياة لعمر توقفت عن كونها فكرة يصفق لها فقط! " و اعتدل في جلوسه كي يصبح مقابلًا لها و حال سمر تبدل من كونها مرتابة إلى منجذبة لكلماته" لو جئتك بفكرة كهذه في غمرة وفاة سعود لما إعتنيت بِها كما أفعل الآن. أتعلمين ماذا أصبحت الفكرة؟
سمر وضعت الكوب على الطاولة وجلست كحاله / أخبرني
عمر بِعزم / أصبحت هدفًا و غاية لا أحول عنه حتى أصلّ!
تبسمت سمر من قوله و بإستدراك / لا اتذكر حديثك عن حلم إنقاذ الأرواح، ساعدني لفهمك هل توقدت فيك هذه الرغبة من لا مكان؟!
عمر أخذ لحظة لمعالجة سؤالها و بنبرة مُبتهجة / أحببت سؤالك
ضحكت سمر بًلطف / أعني ذلك ، انها أرواح المرضى و ذويهم و ما اتصل بهم. تفهم ما أحاول شرحه!
عمر بحرص / بالطبع
سمر بعينين متوجسة / عمر إن كنت تحمل صورة سعود، سيكون هنالك الكثير منها بقرارك هذا
عمر تأملّها ثم قال / أعيّ ذلك سمر
سمر حرّكت أكتافها إشارة إلى دعوته في إكمال جملته
عمر بِحرج / و لست واثقًا مما هو أبعد من هذا
سمر بتعجب / عمر!
عمر وضع كفه على ساقها لإستعادة إنتباهها / لكنني أثق أنني سأتعلم " و عندما رأى إحباطها" سمر لا أحد يضمن نفسه! لن يكون الأمر سهلًا إطلاقًا و ثقي أنني أفعلها كي لا يكون هنالك الكثير من سعود و ليس أن ألغي ذلك! فهمتي!
سمر احتضنت كفه و بمرارة / فِهمت
عمر بحنان / ماذا جرى!
سمر تجفف دمعها و زفرت نفسًا / مُسرورة أنك وجدت فسحتك
عمر يحتضنها / أنا أيضًا
*&*&*&*&*&*&
غادرت غلا و أنا بقيت في المقهى أراجع موقفي من رائد. و على ذكر الليلة الماضية أمسكت هاتفي و اتصلت بِ ليلى! أجل فهي ارتبطت بمن له علاقة مباشرة مع الحادثة التي تركتني في هذه الفوضى. وصلني صوتها المُرّحب بِي و بعد بضع مجاملات طلبت منها أن تحدثني.. كيف و لما و ماذا و لماذا ارتبطت ب عزيز.
ليلى من الجانب الآخر / رأيت فِيه أنه ضحية كحالي و حالك
ضحكت بين نفسي من إجابتها / وَأيضًا؟
ليلى / كان لدّي قبول تجاهه مما جعلني أعتبر خطبته في بادئ الأمر
سارة بِإنزعاج / قبول! كيف! لا تختصري هكذا
ليلى ضحكت / حقًا لِما أنتِ مهتمة ؟
سارة بتضليل / قررت حلّ العقدة التي خلقها عزيزك
ليلى بحب / إسم على مسمى
سارة قطبت حاجبيها / هيا أكملي ما هو هذا القبول الذي يجعلك تأمنين عزيز كزوج
ليلى / سارة لم أره مجرمًا كي أخاف دخوله حياتي كزوج أما القبول، بحق كان رجلًا طوال مدة اختفائنا و من غير أنه اعتبر إنقاذك من نايف
سارة و رأسها بدأ بالإشتعال / تابعي
ليلى / لهذا منحته فرصة خاصة
سارة بعدم فهم / فرصة خاصة! هل تقصدين كوننا خُطفنا؟
ليلى / أحدها نعم، ما أحاول قوله أنني إنجذبت له بهذه البساطة و أمر خطبته لي سعيت فيه بالأخص إنه يمتلك مقومات الرجل المناسب بالنسبة لي.
سارة تركت الكوب الذي كانت تديره ك****ب الساعة / أستطيع سؤالك لما تقدم لخطبتك؟
ليلى / في بادئ الآمر كان يشعر بالذنب و أجل لو حدثني بهذا السبب لما تقدمت في زواجي منه، لكن كان كأي رجل أُعجب بإحداهن و جرّب فرصته معها بالحلال
سارة بعدم إعجاب / معنى حديثك أنكما الحب من النظرة الأولى
ليلى ضحكت / ليس حبًا، لو لم يحقق رؤيتي عن الرجل لما قبلته
سارة عادت لتدوير الكوب / فهمت ،الله يهنيكم
ليلى بإبتهاج / هل حُلت عقدتك ؟
سارة بنفس الحال / ربما، ما فعله عزيزك ليس هينًا لا تجعليني أِشرع في الحديث
ليلى / ألستِ تقابلين إخصائي نفسي! لًما لم يحل عقدتك!
سارة / لأنها مؤخرًا لم تكف عن التشابك، لا أظلمه هو إخصائي جيد
ليلى بعد تفكير / هل تريدين مقابلة عزيز؟
سارة بدون تفكير / ممكن؟
ليلى / بالطبع
سارة انتبهت على نفسها / إنسي الأمر، إلى اللقاء.
أغلقت الهاتف وتراود إلى ذهني لحظة دخولي عليه، لم أكن أفكر سوى بذلك اليوم، بالشرطي. لا أتذكر تفاصيل لباسه وهندامه ليلتها. كيف نظر إليّ! ماذا كانت تعني نظراته! كيف كان صوته قبل هجومي عليه! هل كان يجاملني بقوله أن الخير رؤيتي! لما كان يعتقد أنني سأرفض! حقًا! هل هنالك ما يستدعي رفضي له و لا أعلمه؟ " ارتشفت آخر قطرات القهوة بحيرة و في ما انا كذلك ولج أحدهم و قد بدى غامضًا بغطاء الفم و النظارات المعتمة، هوى الكوب من كفى و توقف الزمان في حولي لوهلة، دبّ الروّع في قلبي و مسحت المقهى بعيني و الذي كان خاليًا إلا من سواي.. و فجأة انبعث دوي إنكسار الزجاج ممّا أيقظ صدمتي من سباتها. تجمدت في مكاني لم أعاين الشخص الغامض و لم أستطع مواجهة سبب تناثر الزجاج. رائحة الدماء تسللت إلى حواسي و كل شيء بدأ من جديد! فقدت إدراكي بالزمان و المكان حتى سماع أحدهم يردد إسمي! هل هذا واقع أم أنني أهذي! رفعت رأسي و شيئًا فشيئًا نظري و همهمت بذهول/ رائد!
رائد بتلقائية / هل أنت بِحاجة لشيء ؟
سارة فزّت من مكانها و مال نظرها للشخص الغامض و بريبة / لما أنت هنا!
رائد بأريحية / كنت مارًا و تعرفت عليك و حالك بدى غريبًا " و وزع نظره بين الشخص الغامض و العامل الذي يكنس بقايا الزجاج"
سارة بهمس غليظ خلاف أزمتها منذ قليل / هل هذه فكرتك عن إتزاني!
رائد بلباقة / ليست فكرتي ثم إن كنتِ بخير أعتذر عن إزعاجك
جذب نهوض الشخص الغامض إنتباههما و فيما كان الشخص متجهًا للخارج تعلقت أصابع سارة برفق في معطف رائد الذي يخفي به لباسه الرسمي. ما إن غاب خيال الشخص المريب، أدركت سارة نفسها و انتشلت اصابعها من على معطفه.
رائد بحذر / ربما أنتظر هنا حتى يأتي هتان أو أحد من أهلك
سارة تلتقط حقيبتها / سيارتي وصلت " وعبرت من جانبه"
غادر رائد خلفها و فيما هي تستقل السيارة، التقط هاتفه رقمها و و نوعها و طبع في رأسه ملامح السائق.. ابتعدت السيارة و أما هو إستقل سيارته و على وجهه ابتسامة كما هو متوقع لم تنطلي حيلته عليها و أنه تتبع موقعها تحت مظلة الحذر و حالما رآها في المقهى، ارتقبها خارجًا لكن حضور الشخص المريب حفزه لإظهار نفسه. سيكون من المريب أن يتتبع موقعها مجددا فهو يفعل ذلك بصلاحياته كشرطي و تكرار ذلك يرقع ناقوس الخطر حوله و حول القضية المفتوحة بطريقة هو في غنى عنها. من الأفضل أن يعتقد أنها ستكون بخير.


غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس
قديم 16-04-24, 11:25 AM   #49

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي

ولجت إلى الشقة و رأيته جالسًا و أمامه ذلك الكيس الأنيق! ألم أعده مكانه! إنني لا أحتمل إبصار البدلة مُجددًا و على التوالي. فضّلت عدم الاقتراب و لم أبرر أو أوضّح معرفتي بما كان يخفيه. نهض من مكانه و لحسن الحظ لم يحمل البدلة معه، ترقبت وصوله إليّ و حالما فعلّ، إلتقط يداي و احتضنهما في كفه
خالد بأسى / هل أنتِ بخير؟
غلا بمكابرة / سأكون بخير
خالد ضمها إلى كتفه و مشى بها إلى غرفتهما بعيدا عن البذلة، و جلسا بجانب بعضهما / ماذا تريدين أن تعرفي؟
غلا بتعب / خالد إنها خصوصيتك و لا بأس تستطيع إبقاء بعض الأمور لنفسك.. ليس كل شي قابل للشرح.
خالد تأملها / و الذي قابل للشرح؟ ألا تريدين معرفته؟
غلا تمددت على ظهرها / لا أريد أن أعرف
خالد ينظر إليها بأسى/ و متى سترغبين بالمعرفة؟
غلا بتغافل عن حاله / الله أعلم
خالد تمدد بجانب رأسها و عينيه تجول في وجهها / أما أنا أرغب بمعرفة ما تستطيعين شرحه.
غلا مالت بنظرها / ليس الآن " ونهضت لتبديل ملابسها"
خالد على حاله و بمزح / تحتاجين لمساعدة؟
غلا من بعيد / أنا بخير
خالد أخذ لحظة في تأمل حياته و لم يفته حال غلا الذي لطالما حرص على رؤيته و هو التوقف عن العبث و البحث وراء اختياراته بعد الحادث. لا تهم رغبته بعد أن تحققت! لا يستطيع ألا يشعر بالأسى. لا يريد أن يكون أنانيًا و لا يرى خارج نفسه. ترددت كلماتها في رأسه اخترني و اترك الماء! حينها قد اختار الماء.. و ليس نادمًا! الآن أدرك أن بإستطاعته إختيار الإثنين. لمع وجه باسل في مخيلته، لو أنه لم يختر الماء لما قابل باسل، لما استطاع أن يرى نفسه خارج الحادث! و البذلة! قد نسى أمرها! حتى أظهرتها هي.. و على ذكر البذلة نهض إلى غرفة المعيشة و إلتقطها، نظر فيها مطولًا، دماء ذلك اليوم.. لا يعلم إن كانت خاصته أم أبناء عمومته.. و لكن يعلم أن التصرف فيها لا يقع على عاتقه! حزم البذلة في الكيس و عينيه تمسح المكان بحثًا عن مفتاح السيارة. وعندما لم يجده حوله، مضى إلى غلا
خالد / غلا أين مفتاح سيارتي لم أجده
غلا التي كانت مستلقية وتتصفح هاتفها بلا هوادة / إنه في مكتبك
خالد اتجه إلى المكتب وبكفه الكيس و منعه من المضي استدراك غلا التي فزت من مكانها و وقفت أمامه / ستقود!! " و سقط نظرها على الكيس" ماذا ستفعل!
خالد بحزم / اضمن أن تكوني بخير فعلًا، أن نكون بخير.
غلا بعدم فهم و إضطراب أمسكت كفه القابضة على مفتاح السيارة / لا أفهم ما ترمي اليه لكنني أعلم أن قيادتك بهذه الحال ليست فكرة جيدة
خالد تأمل إضطرابها / دعيني لن ينتهي الأمر إلا كما بدأ و حالي جيد جدا
علا فقدت رباطة جأشها و اغرورقت عينيها / هل لأنني رفضت الإستماع لك أو أو أنني تطفلت على ما أخفيته عني، " وضعت كفها الأيسر على صدرها" سأصغي جيدا هذه المرة.. هيا أخبرني..
خالد ألقى المفتاح و الكيس أرضًا و إحتضنها في سبيل طمأنتها،
غلا من بين أحضانه والخوف يقرع قلبها / فقط لا تخرج
خالد يقطع بيديه على ظهرها ذهابًا و إيابًا و بنبرة متحشرجة من روعها / يجب أن أخرج.
غلا استغلت ليونته و دفعته محررة. نفسها من بين أحضانه و التقطت الكيس و المفتاح من على الأرض و بجدية / لم أكون حولك حينما قررت أن تغرق نفسك لكنني اليوم هنا و لن أدعك تخرج
خالد بعد أن أدرك ما فعلته و بحذر / حسنًا، الأمر لا يشبه أو له علاقة بإيذاء نفسي
غلا محتضنة بشدة حاجياته / ما الآمر إذًا! و كيف أثق أنه كما تقول!
خالد زفر نفسًا / رافقيني إذًا
غلا بإرتياب و هي تكفف دمعها / لن تقود
خالد بإصرار / يجب أن أقود. هيا سلميني ما بين يديك و اذهبي لارتداء عبائتكِ
غلا بذات إصراره / لما قد أجعلك تقود بعد كل هذا الوقت؟
خالد تقدم نحوها و طوّق كتفيها و عينيه في عينيها / لأجلك، لأستعيد إيمانك بِي.. لأنهي معاناتك، لتعلمي أنني موجود من أجلك أيضًا، أنني حيّ معك.
غلا خففت من قبضتها شيئًا فشيئًا حتى استعاد خالد حاجياته و بمكابرة / انتظرني.
خالد تبسم / تأمرين أمر.
بعد برهة من الزمن غادرا الشقة للخارج، و طلب خالد من غلا الإنتظار كي يأتي بالسيارة. أصرت غلا أن تذهب معه و حالما بلغوا المكان، فتح خالد السيارة و أخذ لحظة كي يلج فيها. غلا متوقفة بجانبه و لم تجبره على الركوب. عدّت بضع دقائق بصمت حتى قوله /
لم أخذ برأي سعود حينما عارض سلوكي ذلك الطريق..لهذا سأسئلكِ
غلا قبل أن يكمل كلامه / كما تريد
خالد يشدّ قبصته على الكيس و قلبه يقرع صدره من التوتر الذي يضرب رصانته / ماذا أفعل؟
غلا احتضنت كفه / نستطيع العودة
خالد قبض بشدة على كف غلا و مد يده الأخرى و فتح الباب لها / لنذهب
غلا استقلت السيارة لأول مرة بعد الحادث َو منه رأت آثار الحادث عن كثب في القطع المفقودة، في المقاعد التي ساءت وظيفتها، في الأبواب المهترئة، السقف المتصدع على الرغم من استوائه. نظرت غلا إليه و وجدته يتحدث بما لم تعيه في محاولة لتشتيت رأسه عن الحادث
خالد / أوكلت فواز بتصليحها و بهذا القدر حتى الآن
غلا سحبت المفتاح من موضعه مما أثار حفيظة خالد / لقد أوضحت نفسك.. لنعود.
خالد بقوة انتشل من بين يديها المفتاح، أغلق الأبواب و أعاد تشغيل السيارة حتى أنه بدأ في قيادتها / لا عودة بعد الآن، بالمعنى الجيد، إنهم في انتظارنا
غلا همت باستيضاح مقصده لكنها فضّلت تركه يقود بتركيز و صلت أن يصلوا بسلام.. و أثناء ذلك ، تأملت غلا ملامحه و ترددت في رأسها كلماته في وقت سابق، على الرغم من أنها تجهل الوجهة و نواياه الحقيقية و على خلاف روعها سابقًا، لا تستطيع سوى الوثوق بِه.. و تترف بفكرة أنها غايته.
*&*&*&*&*&*&*
تأملت في أصابعي التي تعلقت في معطفه و قبضت عليها بِضيق. لِما ملت إليه! هل أنا سعيدة بتوقيت حضوره؟ توقيته الذي يشبه تلك اللحظة.. و التي بدأ منها كل شي! هل كان ذلك الشخص طبيعيًا و أكون قد بالغت في رد فعلي؟ في الوقت الذي كنت أفكر به وجدته أمامي و بذكر ذلك، أظن أنه تعمد الحوم حولي لكن لما! ضحكت على نفسي فور تذكري لقوله أنه رآني زوجة مناسبة. أيحوم حولي لمجرد فكرة أنني زوجته المستقبلية! يا إلهي سأجن من التفكير. و خطر في بالي لِما أعاني هكذا في ظل قدرتي على التحدث معه! يبدو شخصِا موثوقًا ، لا يمكنني أن أطعن في نزاهة مَنْ أنقذني رغم كل ما أقلق بشأنه.. لا أريد التفكير به كزوج.. ليس اليوم أو غدًا.. و إن قبلت إحتمال ذلك. أعتقد لا ضير من التحدث معه في الوقت الراهن. وصلت للمنزل و فور دخولي، رأيت أمي و بدون مقدمات / دعوني أتحدث معه، لا أكتفي أنه زميل خالي و ذو صيت مشرف
أم هتان بإستدراك / إن شاء الله، الله يقدم اللي فيه الخير
سارة بِحرج / ليأتي للمنزل، الرسائل و الإتصالات لن تطمئن قلبي في هذه المرحلة َ أم هتان ابتسمت / كما تريدين
غادرتُ َإلى غرفتي لأخذ قسطًا من الراحة، فاليوم كان مُجهدًا و لم أتوقع أن أقرر رؤيته بهذه السرعة.. استدركت واقع أنني لم أمرّ على شموخ اليوم.. كان يجب أن أفعل ذلك بعد مقابلتي لغلا. راسلتها أنني سأحضر في يوم غد و أن خالتي مهتمة بها كما يجب.

*&*&*&*&*&*&*&

وصلت للمنزل و فوجئت بأبي يخرج على عجل مما دعاني إلى عرض إيصاله. بدى مضطربًا و هو يخبرني بالموقع الذي يريد الذهاب إليه َو صاحب و مكان الدعوة الصاعق! و لم أجد بُدًا من مرافقته لمعرفة هذا الخطب الجلل و راحتي تبدو بعيدة المنال.

*&*&*&*&*&*&*&

رأيت رسالة خالد َو طلبه في الحضور إلى مكان مُربك للجميع بداية به و قلت في نفسي هل فقد عقله! أغلقت الهاتف مرتقبًا حضور رهف. لستُ داعمِا لفكرة حضورها لكن في قرارة نفسي أدرك أنها بحاجة لذلك و عواقب عدم حضورها ستكون قاتلة بلا شك!
*&*&*&*&*&*&*&*&

إبنك مصاب ببلاء، الله يستر.. سكت دهرًا و الله العالم نطقه إن كان خيرًا أم شرًا
أم خالد بعدم فهم / ألم تفهم ما ينويه!
رند تذكرت يوم زيارتهم له بعد الحادث و بعدم إرتياح / يجب أن أتي معكم.
جمانة من الخلف / إهتمي ببدر و سأوافيك بكل شيء
رند بقلة رضا / حسنًا.
أبو خالد / جمانة لا تتعبي قلبك أكثر معنا، انتظرينا هنا.
أم خالد بأعصاب متلفة / ما به قلبها! ماذا تخفون عنيَ؟!
جمانة بتضليل / هيا سنتأخر، إلى سنذهب مجددًا؟
رند بضيق / إلى..
أبو خالد بتر كلامها / هيا بسرعة

*&*&*&*&*&*&*&*&

انبثقت رسالة خالد أمامي و تغيرت ألواني و همست بإسمه مذهولًا من مراسلته لي بهذه الطريقة بعد كل هذا الوقت و بعد إستقالته و عمله مع عناد.
روان بتوجس/ ما شأن خالد الآن؟
جاسم بعد إدراكه لرسالة خالد فزّ من مكانه و جمع حاجياته بدم فائر / ماذا ينوي فعله! أريحي نفسك كل شي على ما يرام
روان وقفت أمامه / تذكر خالد بعد كل هذا الوقت و أدعك ترحل بهذا الشكل! إنني قادمة
جاسم بضيق / روان لا أريد أن تشهدي ما سيجري و تتعبين قلبك مع حملك الرهيف
روان / أتفهم خوفك لكن دعني أتي
جاسم بيأس/ حسنًا أنتظرك
*&*&*&*&*&*&*&*&

إنتهيت من مناوبتي و في حال خروجي إستوقفني رؤيتي لريماس و هي تتناول وجبتها! نظرت إلى الساعة التي تشير إلى حلول غروب الشمس! ماذا كانت تفعل بإستراحة الغداء إذًا! إنني على علم وافٍ بجدولها هذا الشهر و كان يجدر بها المغادرة منذ ساعتين! نفضت رأسي من هذه الأفكار إنها طبيبة تعلم مخاطر إهمال تغذيتها جيدًا. دققت النظر و هل هي تعمل! هل كانت بهذا الإجتهاد و لم ألحظ ذلك! إنها ترج علبة الماء الخالية و كدت أهرع إليها بواحدة لولا إخراجها لعلبة أخرى.زفرت نفسًا َ و قررت المغادرة، عليّ أن أثق بمسؤوليتها تجاه نفسها.. لن يكون من صالحي أن أشتبك بشدة مع طريقة إدارتها للسكري في حالة التغذية على الأقل ! و أن ذلك اليوم كان زلة عابرة.


غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.