آخر 10 مشاركات
تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          031 - تدابير القدر - مارجريت روم - روايات عبير دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          حاول أن ترى الحقيقة- أليسون فرايزر-๑•ิ.•ั๑ روايات غادة๑•ิ.•ั๑ (الكاتـب : اسفة - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          1108 - دورة الأيام - شارلوت لامب ع.د.ن(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          البــريــق الزائــف *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-23, 09:24 PM   #171

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


حلقة خاصة 5
الجزء الرابع
للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
¤¤¤¤¤¤¤¤
تحركت أمامه لداخل البيت وقفت في منتصف الردهة تنظر له عقدت ذراعيها أمام صدرها تنتظره أن يتحدث ... رفع يده يتحسس رقبته من الخلف حمحم يشير للسلم يغمغم :
- تعالي نطلع اوضتنا ، عشان بس لو حد دخل

نظرت له بجانب عينيها لتتنهد بعنف بسطت يدها علي بطنها تحاول أن تستشعر بجنينها تحركت أمام حسام إلي الغرفة التي مكثت فيها عدة ساعات منذ أن أتت لهنا وهو يسير خلفها يحاول أن يرتب الكلمات التي سيقولها ليعتذر لها عما فعل دخلت إلي الغرفة وقفت في المنتصف ليدخل خلفها في لحظة كانت يده تغلق الباب بالمفتاح توجست عينيها قلقا مما فعل في حين ارتسمت ابتسامة لطيفة علي ثغره تنهد بعمق يقترب منها إلي أن صار بينه وبينها شبر واحد فقط مد يديه يمسك ذراعيها لتنفر يديه بعنف تنظر له حانقة انزل يديه جواره ظل صامتا للحظات قبل أن يردف في هدوء :
- سارة أنا وأنتِ غلطنا فلو سمحتي ما تحبيش الغلط كله عليا ويا ستي حقك عليا أنا آسف في اللي عملته

هكذا ببساطة يعتذر لها بل يريد أن يشركها في الخطأ ايضا ابتعدت للخلف عدة خطوات تبسط كفها الايمن علي بطنها في حين اشهرت سبابة يسراها أمام وجهه تصرخ فيه :
- وكمان شايفني غلطانة مش مكفيك كل اللي عملته ، بتكلم بنت خالتك الرخيصة دي من ورايا وبتحاول تغويك وخبيت عليا موضوع مرضك الوهمي ، وفوق دا كله فضلت تبهدل فيا وأنت عارف إني حامل ايه كنت عايز تسقط الجنين

- أنتِ مش حامل يا سارة أنا قولت كدة عشان ما تمشيش وتسبيني

جحظت مقلتيها في ذهول خرجت شهقة عنيفة من فمها لتضع كفها علي فمها تنظر له مصعوقة لا تحمل جنين في احشائها كان يخدعها الا يكفي ما فعل تجمعت الدموع في مقلتيها ازاحت يدها من علي فمها تصيح بحرقة :
- حتي دي كذبت عليا فيها طلقني يا حسام أنا بكرهك بجد بقيت بكرهك أوي

لم تسنح له الفرصة بقول حرف واحد حين تناهت إلي اسماعه صوت صرخات لينا باسم زيدان ... أصفر وجهه خوفا ليهرول راكضا إلي خارج البيت يبحث عنهم كالمجنون حين وصل إليهم افزعه المشهد لينا فاقدة للوعي وزيدان ملقي هناك هو الآخر والجميع في حالة هرج غير طبيعية هرع إليهم يصيح فيهم مفزوعا :
- في ايييه ، ايه اللي بيحصل هنا

تعاون الشباب في حمل زيدان للداخل في حين حمل حسام شقيقته يركض بها للداخل معهم وقف للحظات عاجزا عن الإتيان بحركة زيدان ولينا أمامه بأيهما يبدأ اجفل علي يد والده تدفعه بعنف ناحية زيدان يصرخ فيه :
- لينا مغمي عليها شوف زيدان ماله جسمه متلج ونبضه بيروح

توسعت عينيه ذعرا يركض ناحية زيدان الذي وضعوه علي اقرب أريكة في الصالة ركض إلي السيارة يأخذ حقيبته التي لا تفارقه منذ أن عرف أنه فردا في تلك العائلة من الممكن أن ينسي ثيابه ولا ينسي حقيبة يده ... عاد إليهم سريعا يفحص زيدان ليتنهد بارتياح زيدان أصيب بهبوط حاد ذاك الأمر يحدث له حين يقوم بقيادة السيارة لمدة طويلة زيدان لا يتحمل منذ سنوات وهو علي ذلك الحال .. بدأ يصل جسد زيدان بمحلول وريدي نظر ناحية شقيقته سريعا ليري زوجة أبيه وأبيه ومعهم جاسر يحاولون جعلها تستسفيق ، نظر خالد ناحية حسام يسأله قلقا :
- لينا بتفوق اهي الحمد لله ، زيدان ماله

علي حامل قريب للملابس علق المحلول الوريدي يردف يطمأنه :
- زيدان من زمان بيتعب من السواقة الطويلة

رفع خالد يده يصدم جبينه براحة يده كيف نسي تلك المعلومة زيدان مثله لا يستطيع أن يستمر في القيادة لمدة طويلة ، الأمر مع زيدان أسوء فهو يصاب بهبوط فجاءة دون سابق إنذار من الجيد أنه بخير ، اجفل علي صرخة مذعورة خرجت من ابنته ما أن استفاقت تصيح باسم ابنتها جذبتها لينا لأحضانها وهي لا تتوقف عن الصراخ باسم وتين
- أنا عايزة بنتي هاتولي بنتي ، بنتي اتخطفت
مسحت لينا علي رأس ابنتها برفق تربت علي ظهرها بحنو تحاول أن تطمئنها :
- اهدي يا لينا بإذن الله هنلاقيها والله هنلاقيها اهدي يا بنتي

حركت رأسها نفيا بعنف ابتعدت عن أحضانظ والدتها تصيح بحرقة قلبها :
- هنلاقيها فين خطوفها ، اكيد خطوفها نائل أكيد خطفها
بخطي متعثرة هرولت إلي ابيها امسكت يديه تصرخ تترجاه :
- هاتلي بنتي يا بابا أبوس إيدك ، أنا عاوزة بنتي
احمرت عيني خالد غضبا ضم رأس ابنته لصدره ترتجف خلايا جسده أجمع من الغضب يمر أمام عينيه حادثة اختطاف سما منذ سنوات طوال لم ينسِ أبدا ... كور قبضته الأخري يصرخ عازما أمره :
- هنلاقيها لو هشق الأرض هلاقيها مش هسمحلهم يمسوا شعرة منها !

أصوات متداخلة عالية جذبته بعنف من دوامة مؤلمة هاجمته فجاءة فتح عينيه يستند بكفيه إلي الأريكة انتصف جالسا يشعر بصداع قاسٍ ممتزج بدوار حاد رفع يده يمسح علي جبينه نظر لهم مقطب الجبين من الألم الجميع هنا خاله يحادث الحارس به يصيح فيه غاضبا :
- حسن تقلب الغردقة حتة حتة حتي لو هتشيلوا الرمل من مكانه أنت فاهم حرك الحارس رأسه بالإيجاب أخرج سلاحه من غمده يردف سريعا :
- ما تقلقش يا باشا مش هنرجع غير والهانم الصغيرة معانا

عن من يتحدثون من تلك التي اختفت ويبحثون عنها وقف بالكاد تحمله قدميه يشعر بالدوار يعصف به يصيح قلقا :
- هي مين دي اللي ضاعت

نظر لوجوه الجميع ملامحهم كانت مزيج من الحزن والشفقة والقلق والألم والحيرة لينا تبكي كطفلة صغيرة تصرخ باسم وتين بين أحضان والدتها هنا توسعت عينيه ذعرا نزع ما في يده بعنف تحرك يحاول أن يهرول في خطاه ناحية لينا امسك بذراعيها يصيح فيها مذعورا :
- وتين ، اللي ضايعة وتين

شهقة ألم عالية خرجت من بين شفتي لينا اومأت له بالإيجاب لترتمي بين أحضان والدتها من جديد للحظات وقف عاجزا عن التنفس حتي ابنته هو السبب إن حدث لها مكروها سيكون هو السبب فيه .. ارتجف جسده بعنف ليهرول للخارج يحاول أن يدفع ساقيه لتتحرك بعنف وحسام يهرول خلفه يصيح فيه :
- زيدان استني يا زيدان ، يا ابني أنت مش قادر تصلب طولك
اختفي من أمامهم في لحظات خرج الجميع يبحثون عن الصغيرة لم يبق أحد في المنزل غير السيدات ... لينا تحتضن ياسين تخبئه داخل صدرها خوفا عليه تسند رأسها بين أحضان والدتها دموعها لا تتوقف تسألها بين لحظة وأخري :
- هيلاقوا وتين يا ماما صح

هتحرك لينا رأسها بالإيجاب تمسح علي شعرها تنهمر دموعها هي الأخري خوفا تحاول طمئنتها بأي شكل :
- هيلاقوها والله هيلاقوها

علي صعيد آخر تفرقوا جميعا إلي مجموعات جاسر وادهم ، حمزة وخالد ، وزيدان وحسام ، وحراسة خالد التي تجوب شرق المكان وغربه

ركض زيدان كالمجنون بين الطرقات ينظر لوجوه الناس يبحث بين الأطفال ينظر إلي موج البحر وقف يلهث للحظات يلتقط أنفاسه ليلحق حسام به ربت علي كتفه لهثت أنفاسه يحادثه مترفقا :
- هنلاقيها يا زيدان والله هنلاقيها
التفت زيدان له عينيه حمراء يغزوها الدموع وجهه شاحب خائف مفزوع حرك رأسه بالإيجاب يصيح بحرقة :
- بنتي يا حسام ، أنا السبب كانت معايا أنا اللي ضيعتها

لم يجد ما يقوله ليواسي صديقه به حين عاد زيدان يركض من جديد ينظر هناك وهناك رأسه تلف المكان بأكمله ليسرع خلفه يبحث عنها هو الآخر

- يا ابني تعالا نعمل محضر في القسم ، لما يعرفوا أنها حفيدتك هيقلبوا عليها الدنيا

صاح بها حمزة بنزق يسرع الخطي خلف أخيه الذي أخذ جانب آخر يتحرك بين الناس يهرول خطاه يبحث عنها بين الجموع حرك خالد رأسه بالنفي بعنف لن يفعل ... ما يحدث يذكره بحادثة سما ، لن يبلغ الشرطة ليأتي له من جديد خبر موتها ... نفي الفكرة عن رأسه بعنف وتين لن تلاقي مصير سما أبدا سيحرق كل من يفكر في اذيتها ... وقف خالد ينظر لأخيه يصيح فيه :
- كاميرات المراقبة اللي أنت مركبها ازاي نسيناها

من ربكة ما حدث نسي حقا أمر الكاميرات ، أجهزة المراقبة التي وضعها حساسة ستلتقط ما حدث علي اكبر مساحة ممكنة بحث حمزة عن هاتفه ليفتح الكاميرات لم يجده نسيته في البيت غمغم سريعا قبل أن يبتعد مهرولا :
- أنا نسيت الموبايل في البيت هكلمك علي طول ما اوصل لحاجة

ورحل مهرولا دون أن يستمع لرد أخيه ، رفع خالد رأسه ينظر للسماء يصرخ داخل قلبه :
- يارب احميها يارب
_____________
في سيارة أدهم التي تتحرك تبحث في المستشفيات ، صاح جاسر داخل السيارة يوجه حديثه لادهم :
- اطلع علي اقرب قسم نقدم بلاغ

حرك أدهم رأسه بالإيجاب فكرة جيدة تحرك بالسيارة سريعا يحاول أن يبحث بين الناس وكذلك جاسر الذي يخرج رأسه من نافذة السيارة ينظر للسيارات والمارة من حوله ... وصلت السيارة لقسم الشرطة لينزلا منها سريعا يهرولان إلي الداخل وقف جاسر يصرخ فرحا :
- وتين أهي !!

نظر أدهم لما يشير جاسر ليتنهد بارتياح ها هي الصغيرة تحملها سيدة ما تقف أمام ضابط شرطة ربما هرولا إليها لتزقزق الصغيرة سعيدة ترتمي بجسدها إلي أن جاسر الذي أسرع بأخذها من بين يدي السيدة يضمها لصدره يتنهد بقوة :
- حرام عليكِ يا وتين وقعتي قلوبنا كلنا ، لينا هتموت من الخوف عليكي

نظر للسيدة يبتسم لها ممتنا يسألها متلهفا :
- أنتي لقيتيها فين ، أنا متشكر ، متشكر أوي

ابتسمت السيدة الواقفة تردف :
- ابني كان بيلعب بالكورة وبعد شوية روحت اشوفه لقيته معاه البنت دي وكانت بتعيط فضلت أدور علي اهلها مدة طويلة من غير أثر ليهم فقولت اسلمها للشرطة حمد لله علي سلامتها

نظر الضابط لجاسر في شك يسأله :
- أنت بقي والدها

حرك جاسر رأسه بالنفي :
- لاء أنا خالها

همهم الضابط الواقف يردف بنبرة قاطعة :
- أنا آسف مش هقدر اسلم البنت غير لوالدها أو والدتها

ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغر جاسر يغمغم مكملا :
- أو جدها ، كلم عمك خالد يا أدهم وكلم زيدان خليه يجي بسرعة

عثروا علي وتين مكالمة تلقاها من أدهم تخبره أنهم عثروا علي وتين في أحد أقسام الشرطة وأخبره باسم القسم ومكانه لا يعلم اي سيارة أجرة استقل ، أدهم أكد له أنها بخير ولكنه لن يطمئن حتي يراها بعينيه ... اتصل بزيدان في الطريق يخبره ليجده في الطريق هو الآخر يبدو أن أدهم أخبره ...وصلت سيارة الأجرة مد يده يخرج تقريبا ما في جيبه من أموال يعطيهم للسائق ليسرع خطاه لداخل القسم حيث كان ينتظره أدهم هرع إليه يسأله قلقا :
- وتين فين ، أنت مش قولتلي لقيتوها

حرك أدهم رأسه بالإيجاب يغمغم سريعا :
- أيوة مع جاسر جوا الظابط مش راضي يخرجه بيها برا القسم حتي

اومأ بالإيجاب يسرع خطاه خلف أدهم وقفا أمام غرفة الضابط لم ينتظر أن يستأذن العسكري الضابط فتح الباب يهرع للداخل ، اخيرا عاد يتنفس من جديد حين رآها تمسك بهاتف جاسر تنظر لشاشته تضحك سعيدة علي ما تشاهد ... انتبه علي صوت الضابط يحادثه محتدا :
- أنت مين يا جدع أنت وازاي تدخل مكتبي بالشكل دا

هرع إلي حفيدته يضمها لصدره يتنفس عبيرها ارتمي علي المقعد بعد أن خارت قواه وهي بين أحضانه يغمض عينيه كاد الضابط أن يصيح فيهم حين قاطعه جاسر بابتسامة واسعة سمجة :
- اعرفك سيادة اللوا خالد باشا السويسي ، لسه محتاج إثبات

توسعت عيني الضابط في دهشة الجمت لسانه فتح خالد عينيه ينظر للواقف أمامه يردف :
- حظك أني التهيت في وتين والا كنت وديتك السلوم غفر سواحل

في تلك اللحظة اقتحم زيدان الغرفة وخلفه حسام هرول الي ابنته ما أن احتضنها انفجر باكيا يقبل وجهها ، رأسها ، شعرها ، يديها يضمها لصدره ثم يبعدها عنه قليلا يتأكد أنها بخير ليعاود ضمها إلي أحضانه من جديد ... في حين قرص حسام خدها بخفة يحادثها ضاحكا :
- عارفة يا بت أنتي لو أكبر شوية كنت علقتك من قفاكِ يا شيخة دا أنا قطعت الخلف بسببك ، ابوكي كان هيتجلط يا شيخة

كان سيموت حقا أن مسها مكروه بالكاد أشبع قلبه الملتاع بها ليجد خالد يأخذها من بين يديه من جديد يتحركوا جميعا لخارج القسم إلي البيت عودة بصحبة الصغيرة الضائعة
______________
- لقيتوا وتين بجد يا خالد
صاح بها حمزة سعيدا لينتفض الجميع علي أثر تلك الكلمة يهرولون إليه انتزعت لينا الهاتف من يد عمها تصرخ متلهفة :
- لقيتوا وتين يا بابا وتين معاك

طلب منها أن تفتح كاميرا الهاتف وفعلت لتبصر ابنتها بين أحضان ابيها تمسك كيس حلوي كبير شقت الابتسامة شفتيها جرت الدموع تشق خدها نظرت وتين لشاشة الهاتف تري والدتها كيس الحلو الكبير الذي يفوقها طولا تقريبا ليحادثها خالد مترفقا :
- قدامنا عشر دقايق ونوصل استنينا يلا علي الباب عشان تاخدي المصيبة اللي وقف قلوبنا كلنا دي
اعطت الهاتف لعمها لتركض للخاج تقف عند البوابة خارجا تمد رأسها للطريق تنتظرهم علي جمر النار نظر جوارها لتجد والدتها تقف جوارها تشد علي يدها برفق اخيرا جاءت السيارة اندفعت إليها ما أن توقفت فتح خالد الباب لتلتقط الصغيرة بين أحضانها تهاوت أرضا علي ركبتيها تضم صغيرتها لاحضانها تشهق في البكاء اقترب زيدان منهم جلس جوارهم يقبل رأس لينا غصت نبرة صوتها يتمتم بحرقة :
- أنا آسف أنا اللي كنت هضيعها أنا اللي أهملت

قاطعته قبل أن يكمل تردف سريعا :
- أنت مالكش ذنب يا زيدان أنت عمرك ما أهملت معانا ، وبعدين أنت تعبت مش بمزاجك ما تشيلش نفسك الذنب يا حبيبي وبعدين توتا الشقية اهي الحمد لله ربنا ردها لينا

لازال يشعر بالذنب لازال يحمل نفسه ذنب ما حدث ، رسم ابتسامة كاذبة علي ثغره يومأ برأسه يمسح دموعها التي تغرق وجهها في حين تملصت وتين من بين أحضان والدتها تنظر لها متذمرة وكأنها تخبرها لما يعانقها الجميع هكذا أمسكت طرف كيس الحلوي الكبير تجره خلفها ارضا بخطاها المتعثرة والجميع يراقب ما تفعل وصلت الي الحديقة حيث توجد مايا مع الصغار بالداخل تبحث عن شقيقها الذي لم يتوقف عن البكاء الا حين رآها منذ ساعات وهو يبكي تحرك بخطاه المتعثرة إليها يعانقها لتقبل خده جلست أرضا جواره تريه كيس تحاول فتحه دون فائدة لتنظر لجدها ضحك خالد عاليا ليقترب منها يفتح لها كيس الحلوي علي مصراعيه فكانت أول قطعة اعطتها الصغيرة لشقيقها ... دعي خالد الصغار ليلتف الجميع حول غنيمة وتين ، تشق الابتسامة شفاه الجميع ، نظر حسام لسارة نادما اقترب منها ليمسك بيدها ينسحب بعيدا عن الجمع لازال لعاتبهم بقية وتبقي فقط القليل علي نهاية حلقاتنا الخاصة
_____________________
والله كنت ناوية انهينها النهاردة بس أنا حقيقي أنا كنت بكتب مشاهد النهاردة بالعافية أنا عارفة أن حضرتكوا مالكوش ذنب بس أنا نفسيا اتقفلت فعشان كدة اجلت النهاية عشان اكون نفسيا تجاه الرواية افضل
شكرا للعيلة من كل قلبي حقيقي ربنا يسعدكوا يارب فاضل آخر جزء
وهقولها للمرة الثانية في مليون كاتبة بيكتبوا أفضل مني مليون مرة حضرتك حابب تكمل معانا في العيلة علي عيني وراسي وشرف ليا وجود كل فرد في العيلة مش حابب علي عيني وراسي ومع ألف سلامة




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-23, 09:25 PM   #172

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

حلقة خاصة 5
الجزء الخامس
الأخير
للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
¤¤¤¤¤¤¤¤
عثروا علي الصغيرة وانتهت المشكلة بسلام بعيدا عنهم جذب يدها يأخذها بعيدا عن الجميع عند شط البحر وقف أمامها تلامس المياه بأمواجها الصغيرة اقدامهم ابتسم يفرد ذراعيه علي اتساعهما علا بصوته يغمغم بولة :
- يشهد ربنا أنك أول حب في حياتي ، وأن معاكي بحس اني عيل صغير لسه في ثانوي بيحب بنت عمه ونفسه يكبر عشان يتجوزها ، أنا عارف إني غلطت أنا بس كل اللي كنت بفكر فيه ازاي اخليكي تكرهيني عشان تعيشي حياتك بعد موتي سيطر عليا الوهم والخوف ما توقعتش إن ممكن الخيانة تكون من اقرب الناس ، أنا هو قدامك نفتح صفحة جديدة ونرمي اللي حصل دا ورا ضهرنا أو يكون ليكي قرار تاني وصدقيني هنفذه

ظلت واقفة تنظر له تسترجع شريط حياتهما معا كان قصير عامين فقط ، عامين تملئهم السعادة يعلوهم أصوات الضحكات وسعادة عشقهم تحلق حولهم كطير يغرد فرحا ... جلست علي الرمال تنظر للمياه أمامها بابتسامة صغيرة رقيقة تنهدت بعمق تغمض عينيها تومأ له بالإيجاب تهمس :
- أنت اللي حكمت من سنتين لما كنا قاعدين هنا علي شط البحر وطلبت مني أن ما حدش فينا يخبي أي حاجة علي التاني مهما كانت صح ولا لاء

زفر أنفاسه بعمق ليتهاوي بجانبها لف ذراعه حول كتفيها يلتصق بها ابتسم يغمغم ضاحكا :
- القوانين وُضعت لكي نكسرها يا زوجتي العزيزة

ارتسمت ابتسامة لطيفة علي ثغرها استندت بكفها علي صدره تنظر لموج البحر أمامها ادمعت عينيها تهمس له :
- أنا عايزة بيبي زي وتين وياسين يا حسام ، أنا فرحت أوي لما قولتلي اني حامل

ابتسم لها يجاريها في الكلام حتي لا يأخذ الحزن حيزا أكثر مما هو عليه اومأ لها يغمغم مبتسما :
- حاضر يا سارة خلصي بس السنة دي ونتناقش تاني في الموضوع دا

ابتسمت مبتهجة تريح رأسها علي صدره اغمضت عينيها للحظة فقط قبل أن تفتح عينيها فجاءة تشهق من المفاجاءة حين حملها بين ذراعيه يغمغم ضاحكا :
- البحر يشتاق إليكِ يا سوسو

صرخت وهي تراه يدخل بها إلي الماء يضحك عاليا القاها بخفة داخل الماء لتصرخ في وجهه تقذفه بالماء بغيظ سبح ناحيتها سريعا حتي صار بالقرب منها وضع سبابته أمام شفتيه التفت حوله يهمس بحذر :
- هششش سمك القرش بيجي علي الصوت العالي

أصفر وجهها خوفا تلتفت حولها لتهرع إليه تمسكت بعنقه تهمس له مرتعشة :
- قررش فين القرررش دا

ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيه سرعان نا انفجر ضاحكا يطوقها بذراعيه قبل أن تهرب منه يغمغم من بين ضحكاته :
- في جيبي أنتِ عارفة القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود

ضيقت عينيها تنظر له حانقة حاولت دفعه بعيدا حين صدمتهم موجة عنيفة جعلتها تتشبث به أكثر خوفا من الغرق رفعت عينيها إليه ببطئ تنري لعينيه البنية اللامعة تحركت شفتيه ببطئ يهمس لها بولة :
- بحبك

غزت جيوش الدماء خديها ترفع رايتها الحمراء فوق وجنتيها اسبلت عينيها تنهدت بنعومة تهمس بصوت خفيض خجول :
- وأنا كمان بحبك أوي

هدر الموج من حولهم ينثر زخات مياهه حين التحم الطوفان وعلت راية العشق ترفرف من جديد بعد فراق أرهق قلب عشق
_________________
في غرفة نومهم وقفت أمام الفراش تنظر لطفليها تربت علي صدر ياسين بخفة وتمسح علي خصلات شعر وتين تحمد الله في كل لحظة ها هي طفلتها هنا سليمة لم يحدث لها مكروه نام الصغيران بعد لعب طويل اخيرا استسلما للنوم ارتسمت ابتسامة حانية علي ثغرها بسطت يدها علي بطنها تتذكر قديما اخذت منها الحياة طفلا لم يرِ النور لتعوضها بقطعتين من الجنة هذه هي الحياة لن تسعدك قبل أن تبكيك ، توسعت ابتسامتها حين شعرت به يحتضنها يطوقها بذراعيه يحط برأسه بخفة علي كتفها يُخفي كفيها تحت كفيه تنهد يتمتم بصوت خفيض يملئه الشجن :
- ما كنتش هسامح نفسي أبدا لو بعد الشر كان حصلها حاجة

التفتت له تبسط كفها علي وجنته لينظر لعينيها ابتسمت تحادثه تحاول التخفيف عنه :
- ممكن تبطل تحمل نفسك ذنب كل حاجة ، أنت ما قولتش لنفسك أتعب اللي حصل دا مقدر ومكتوب والحمد لله وتين بخير موقف وعدي وهننساه ممكن

ارتسمت ابتسامة حزينة علي ثغره يومأ لها عينيه تعلقت للحظات بالصغيرة النائمة قبل أن يعود بعينيه إلي زوجته جذبها نحوه بخفة لتشهق بنعومة استندت بكفيها إلي صدره تبتسم داعب أنفها وسيطر الشغف المحموم بالمشاعر علي نبرة صوته يهمس لها :
- هو أنا قولتلك النهاردة إني بحبك يا حبة البندق أنتِ

نفت برأسها ببطئ رفعت يديها تطوق عنقه بذراعيها ابتسمت تتشدق بغنج :
- لاء قولت بس أنا عاوزة اسمعها دايما ، تعرف يا زيدان لما بسمع صوت المفتاح بتاعك في الباب كل يوم وأنت راجع من الشغل بحس أنك جايب معاك السعادة والحب والأمان والدفا كفاية أن أول حاجة بتعملها بتجري تاخدنا كلنا في حضنك

حطت برأسها علي صدره تطوق جزعه بذراعيها ليشد ذراعيه حولها لا فاصل بينهما حتي الهواء لم يجد له مكانا ليعبر منه لدقائق وربما ساعات والروح تعانق الجسد ابعدها عنه قليلا يمسك بذراعيها بين كفيه ابتسم يردف راضيا سعيدا :
- عارفة يا لينا لو قبل كام سنة حد كان قالي اني في يوم هعيش السعادة دي ما كنتش صدقته أبدا ... الدنيا تعبتنا شوية حلوين بس ادينا أهو اتجمعنا تاني وعندنا اجمل طفلين في الدنيا ، بعد الثواني مش الساعات عشان أجري اجيلكوا بخاف كل مرة وأنا بفتح فيها باب البيت أن يكون كل اللي أنا فيه دا حلم

امسكت كف يده بخفة تجذبه معها إلي فراش الصغيرين القريب منهما وضعت يدها علي حافة الفراش تحادثه مبتسمة :
- دا الحلم الجميل فعلا يا زيدان ، الحلم اللي هيكبر قدام عينينا يوم بعد يوم

ضحك ثغره مد كفه يمسح علي رأس طفليه برفق التفت للينا ضحك بخفة يكمل مبتسما :
- بنتك دي مش هتجيبها البر أبدا ، طالعة مجنونة شبهك من ناحية ودلع خالي فيها من ناحية بنتك هتشيب شعري قبل أوانه ، إنما الواد دا غلبان زيي وبيحب خاله حسام

اقتربت لينا تقف جوار زيدان نظرت للصغيرة تبتسم قبل أن تعاود النظر لزيدان تخصرت تضحك بثقة :
- ولادي حبايبي هيطلعوا مجانين شبهي

انزلت ذراعها تستند برأسها إلي ذراعه رفعت رأسها قليلا له تبتسم تردف :
- وحنينين شبهك ربنا يخليك لينا ويخليهم لينا

رفع ذراعه ليصبح رأسها علي صدره لف ذراعه حول كتفيها يقبل قمة رأسها يحادثها سعيدا :
- ويخليكي ليا يا حبة البندق !!
______________
علي أرجوحة كبيرة في الحديقة جلس هناك يراقب خالد الصغير وهو يمسك جهاز التحكم الخاص بطائرة كبيرة اشتراها له منذ مدة بسيطة ذلك الفتي سيصبح طيار بارع في المستقبل القريب أما سيلا الصغيرة تلعب مع أحمد ابن جاسر وها هو حمزة حفيده الأول ينام علي قدميه بعد أن صرخت مايا منهارة بأنه لا يريد النوم نام الطفل في لحظات بين أحضان جده فصرخت مايا تبكي من جديد :
- الواد دا ما بيحبنيش بيسكت معاكوا كلكوا وينام وأنا لاء
ورحلت غاضبة ليهرع أدهم خلفها ليراضيها لأنها غاضبة من طفلها !! ابنته المجنونة ... تحرك بعينيه ناحية بدور التي تأتي ناحيته تحمل كوب قهوته ، أخيرا القهوة يوم حفل يحتاج إلي دلو كبير من القهوة ذلك الكوب الصغير لن يكفي وربما يكفي لأنه من صنع يديها مدت يدها له بالكوب أخذه منها يجذب يدها بترفق لتجلس جواره ... ابتسمت حين رأت حمزة الصغير مدت يديها إليه تأخذه بين أحضانها نظرت لحمزة تتمتم مبتسمة :
- شبهك أوي علي فكرة

ضحك حمزة بخفة يرتشف القليل من قهوته يغمغم ضاحكا :
- دا هيطلع دماغه متكلفة لجده دا ، طب بصي كده
قرب كوب القهوة بحذر من الصغير ليشم رائحتها فابتسم الصغير وهو نائم توسعت عيني بدور في دهشة في حين ضحك حمزة عاليا :
- مش بقولك هيطلع دماغه متكلفة هو مش اي حد بردوا دا حفيد الدون

ابتسمت بدور ولم تعقب تراقب بعينيها طفلها الصغير وهو يركض سعيدا امامهم يوجه انتباهه الكامل للعبة في يده التفتت ناحية حمزة تحادثه :
- خالد مصمم يبقي طيار لما يكبر ، بيحب الطيارات أوي

- وأنا بحبك أنتي أوي
نطقها فجاءة بدون مقدمات لتتوسع عينيها قليلا في دهشة تلعثمت وارتبكت تخبطت متوترة مما قال وضعت الصغير بين أحضانه من جديد لتهرول هاربة خجلة من كلمات غزله المفاجأة حمزة غريب حتي وهو يتغزل بها يقل ذلك فجاءة دون مقدمات تحركت تبتعد عنه التفتت برأسها له تبتسم له قبل أن تكمل طريقها ليتنهد هو بقوة يهمس مبتسما :
- كان عندي حق لما سميتها درة حمزة السويسي ، أنا دايما بيبقي عندي حق مش جديدة يعني !
_____________
عند الغروب قرص الشمس خضب السماء بزينة كالياقوت تلمع انعكس علي سطح ماء كاللؤلؤ فامتزج الياقوت باللؤلؤ ها هما هناك طفلين كبرا بأيدي متشابكة ابعدها الزمن قليلا وربما كثيرا لتعود أيديهم لتتشابك من جديد ليترمم الصدع وتعود الروح للجسد
تنظر لقرص الشمس وهو ينظر لها رفعت كفها تلوح له ببطئ ابتسمت تهمس :
- أنا بحب الغروب والفجر بحب اشوف الشمس وهي بتمشي عشان ترجع تاني ، ووهي بتبدأ نهار جديد .. عارف من ساعة ما جينا المكان دا وأنا عمالة افتكر كل لحظة مرت علينا واحنا أطفال

التفتت برأسها له لتراه ينظر لها فابتسمت له تتمتم :
- خالد قولي الكلام الحلو اللي أنت بتقوله دا أنا بحبه أوي قولي أول حاجة قولتهالي خالص لما كنت عند في بيت عمي محمود الله يرحمه فاكرها

اومأ برأسه يشق الابتسامة ثغره يهمس لها بولة :
-لأن ضحكتكِ هي نغم حياتي
وابتسامتكِ هي نبض شرياني
اقسم بربي الذي خلق وجداني
أن فراقك هو حجيم أيامي
ولأن شقواتكِ هي نكهة حياتي
وحضنكِ هو ملجئ احزاني
اقسم بربي الذي خلق شرياني
لو ان عطرك يسري به لمزقته ليعود سحر أيامي

أدمعت عينيها سعادة تومأ برأسها بالإيجاب تهمس :
- تاني
ضحك عاليا يقف أمامها بدل ما أن يكن بجانبها أمسك بذراعيها بين كفيها يكمل بصوت عالي :
-وقف البدر متفاخرا قال من يضاهيني جمالا أنا المنير في ظلام الليل لا جمال بعد جمال نورِ فلما رأكِ رجع خائبًا وقال هي بدر البدورِ

لا تلوموا عاشقا ولا تنعتوه بالجنون
فلو أصابك العشق مثله لقضيت الليالي تهذي كالمحموم
فما فائدة العشق أن لم يتحلي بالجنون فالعشق داءا وأنا بمعشوقتي مجنون

صمت للحظات يلتقط أنفاسه ينظر لها وعينيها تدمع فرحا ليكمل يدندن بلحن عشقه يتلاعب بالكلمات كأنها اوتار علي قيثارة الحب :
- يا نجم الليل احفظ كلماتي ....
فالجنية تسكن بين قلبي وخلجاتي
ساحرة جذبتني عيناها
اضرمت النار في قلبي
اججت جوا خلجاتي
قالوا مجنون يعشقها
قلت بل بعشقها جُنت كلماتي

جذبها لاحضانه يطوقها بيسراه واليمني بسطها علي خدها يسمح بإبهامه ما سقط من دموع ثقلت أنفاسه وهاج موج العشق يغرق نبرة صوته يكمل مقطوعته الأخيرة :
-قالوا جُن الفتي وقع في عشق للجميلة
جُن المسكين يظن أنه للجميلة عاشقا
لم يعرف العشق ولا حتي زاره
فلو انكوي بنار الفؤاد لفر هاربا
فصاح الفتي والله اني للجميلة عاشقا
لو العشق نار يقتل القلوب ... فقلبي للعشق قتيلا ... وروحي لها فداءً ... وجسدي لها درعا من كل داءً
صدقوا حين قالوا
جًن الفتي فوقع في عشق الجميلة
فلو لم يُجن الفتي لما عرفتم حكاية الجميلة

حركت رأسها بالإيجاب بقوة تنساب دموعها تغرق خديها غص صوتها تكرر جملته الاخيرة :
- فلو لم يُجن الفتي لما عرفتم حكاية الجميلة

ارتمت بين ذراعيه تغرق وجهها في صدره تشد بيديها علي قميصه لدقائق طويلة حل ستار الليل عليهم وتواري القمر خجلا خلف السحب واشتغل العشق يلف نيرانه حولهم وغرق هو بين موج العشق الحاني في ملقتيها وعشقت صخور الأرض اللامعة في مقلتيه ... ضحك بخفة يهمس لها مشاكسا :
- لينا مش ملاحظة أنك كل ما بتحضنيني بتقطعي قميصي بضوافرك مش كدة يا لينا العيال المقاطيع اللي في البيت دول يقولوا كنتي بتغرغي بيا

ضحكت عاليا تبتعد عنه تحادثه من بين ضحكاتها :
- ايوة ايوة ساعة لما قولتلك تعالی شوف الساعة اللي بتنور في الضلمة وأنت عشان طيب وعلي نياتك جيت معايا

وامتزجت ضحكاته بضحكاتها تلف عنان المكان حولهم غمزها بطرف عينيه يغمغم مشاكسا :
- ايوة بأمارة ما قولتيلي تعالا وأنا اقولك ليه سموا البسبوسة بسبوسة ولا ايه يا أمينة

تعالت ضحكاتهم تبتعد عنهم شيئا فشئ تعلو لأعلي وأعلي تجوب كطير ضاحك يلف أرض العاشقين ربما تري مايا هناك تتمايل بين أحضان أدهم علي موسيقي هادئة ، وقد تستمع إلي صيحات سهيلة الضاحكة علي ما يفعل زوجها والصغير ربما تلك هي إذا أرض العاشقين

يا من عشق فؤادي
اني في هواكي مُتيما
وبآسر عينيكي مُكبلا
بين طيات فؤادي تَسكني
في وحشاتي تُسكني
انتي جنتي وجحيمي
انتي نااااري ....
نار عشقي وجنوني ....
.نار دائي ودوائي

تلك النيران التي يصرخ بها القلب حينما خيروه بين بعادك والموت صرخ قائلا وما الفرق
فإن فكان فراق روحي موت ...ففراقها هو الموت

نار عشقا الهبها الفراق ....نار أشوق اشعلها اللقاء ... نيران اضرمت بين طياتي انارت روحي وقلبي.... اسكنت وحشاتي

نيران عشقك لن يطفها سوي بحر عيناكِ
اشغلي جمر رمادي
.ليحل علي الجميع لعانت حُبك واشواقي
___________________
خلصت الحلقات الخاصة يارب تكون عجبتكوا ونكمل رحلتنا مع جبران العشق باذن الله تعالا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-23, 09:28 PM   #173

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع
من أسير عينيها
حلقة خاصة
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أنه الصباح الباكر حيث تسمع صوت زقزقة العصافير تملئ المكان وربما ذلك صوت الكراون يحلق بين النخيل صوت أوراق الأشجار تتمايل مع نسيم الهواء البارد رائحة الزرع الأخضر الندي يملئ الهواء عبقا طبيعيا هنا حيث بدأت الحياة بين البتلات الخضراء التي تنمو بترو رويدا رويدا تشق الأرض لتخرج إلي الحياة كالجنين يخرج من رحم أمه يكبر يوما بعد يوم ... يقف في شرفة غرفته في منزل العائلة يستمتع بنسيم الهواء البارد في الصباح الباكر ... توجه إلي دولاب ثيابه يلتقط جلباب باللون الأزرق القاتم توجه إلي المرحاض اغتسل وارتدي الجلباب وقف أمام المرآة يمشط خصلات شعره يبتسم في هدوء كانت فكرة سديدة أن يأمرهم بأنهم سيقضوا أجازة الصيف هنا فأولاده الحمقي يجب أن يأمرهم حتي ينفذوا ما يريد وخاصة تلك الفتاة شبيهته ذات الرأس الصلب تحرك للخارج ليجد باب الغرفة المجاورة له يُفتح ظهرت ابنته من خلف الباب تتثأب ناعسة تفرك عينيها ابتسمت في خمول ما أن رأته تردف سريعا :
- بابا كويس أنك صاحي خدي بقي حبيبة قلبك دي ومش عاوزة اشوفها تاني بنت الجزمة

ابتعدت للخلف قليلا لتظهر وتين من خلفها تحاول إزاحة والدتها عن الباب ضحكت الصغيرة بحبور تهرول بخطواتها المتعثرة إليه لينحني يحملها بين ذراعيه لتلف الصغيرة ذراعيها حول عنقه تطبع قبلة لطيفة علي خد جدها تغمغم سعيدة:
- تدو بيبي ... ماما تقول لوتين ... وتين تفتة ( زفتة ) ولوحي عند تدو عتان بابا نام وماما نام وياسو نام كلهم نام وتوتا صاحي

ضحك خالد بخفة يثلم وجنة الصغيرة المنتفخة بقبلة صغيرة نظر ناحية ابنته يحدثها محتدا :
- بت أنتي عارفة لو شتمتيها تاني هديكي علي وشك فاهمة
توسعت عيني لينا في ذهول نظرت لوتين لتعاود النظر لوالدها تتمتم مدهوشة:
- بابا أنت بتتكلم بجد

حرك رأسه بالإيجاب ببساطة تحرك ينزل لأسفل لتفغر لينا فمها تتمتم مذهولة :
- آه يا سوسة يا بنت الجزمة ... لما اصحالك يا وتين الجزمة
عادت للغرفة تغلق الباب خلفها في حين نزل خالد لأسفل إلي أحدي غرف الجلوس جلس يضع وتين علي الاريكة جواره يعطيها هاتفه لتصفق سعيدة تشاهد الرسومات المتحركة التي تحبها ، دخل عزام إلي الغرفة ابتسم يوجه حديثه لخالد :
- ايه يا خالد اللي صحاك بدري كدة دا انتوا واصلين بعد نص الليل

السبب المقبول أنه حصل علي كفايته من النوم فاستيقظ والسبب الحقيقي أن لينا غادرت الفراش إلي أين لا يعلم ولكنها علي الأغلب في الحوار فالحراس يحاوطون المكان بشكل مكثف رفع وجهه ينظر لعزام يتمتم مبتسما :
- أبدا قولت كفاية نوم كدة ....هي هدي وعيالك فين ما شوفتهمش من ساعة ما وصلنا

تحرك عزام يجلس جوار خالد يردف :
- هدي في الفرن مع مرتك بيخبزوا فطير عشان الفطور ... وصقر في الأرض مع الرجالة عشان بيرووا الرز من الفجرية وفيروز عندها امتحان مش عارف ايه اكدة في مدرستها فراحت جري من بدري

ابتسم خالد يربت علي قدم عزام بخفة الأخبار التي تصل له عن عزام حقا جيدة منذ والد عزام وجدهم وهو يقوم بأعمال عمدة البلد بعد تولي المنصب علي أكمل وجه تحركت عينيه حين سمع صوت ضحكاتها يصاحب ضحكات أخري تعلقت عينيه بباب الغرفة ليراها تمر كمرور النسيم البارد علي قلبه في يوم حار تحمل في يدها شئ لم يتبين ماهيته ولا يهم المهم أنه رآها ... وضعت ما في يدها علي طاولة الطعام لتتحرك صوبه جلست جواره تغمغم مبتسمة :
- خبزت فطير أنا وهدي ريحته تحفة يا خالد هتاكل صوابعك وراه ...ايه دا البت توتا صاحية بدري ليه كدة

حمحم عزام بخفة قبل أن يترك الغرفة ويغادر :
- طب أنا هروح اصحي الولد عشان يفطروا

قام خالد من مكانه يجلس علي الأريكة جوارها كاد أن يقول شيئا حين بادرت هي تردف مبتسمة :
- تعرف أن شكلك بالجلبية حلو أوي مدياك هيبة كدة وأنت اصلا هيبة لوحدك فتخيل بقي شكلك عامل ازاي

ضحك عاليا لم يكد يقول شيئا نزلت الصغيرة من مكانها تدس نفسها بينهم مطت شفتيها تصيح حانقة:
- تدو توتا اضحك

رفعها خالد بين ذراعيه يقبل وجنتها لتلتفت برأسها إلي جدتها تخرج لها طرف لسانها تغيظها تضحك في شر توسعت عيني لينا تنظر لخالد تتمتم مدهوشة :
- مش معقول حركات لينا وهي صغيرة بالملي وكأنها اتسخطت تاني عيلة صغيرة يفرقها بس لون عينيا !

علي صعيد آخر في غرفة حسام وسارة تحديدا يغط حسام في نوم عميق هو وزجته استيقظت سارة علي صوت دقات علي باب الغرفة فتحت مقلتيها تفرك جبينها بخفة لتمد يدها توكز حسام في ذراعه تغمغم ناعسة:
- حسام قوم شوف مين بيخبط

لم يستجيب فقامت هي التقطت حجابها تضعه فوق رأسها نظرت لنفسها في المرآة لتجد أنها لا تزال بثياب السفر من التعب الجميع نام كما هو فتحت سارة الباب لتظهر هدي من خلفه تحادثها مبتسمة :
- صباح الفل يا حبيبتي يلا صحصحوا كدة الفطار جاهز ... صحي جوزك يلا احنا مستنيكوا
شكرتها سارة بابتسامة لطيفة استأذنت منها دخلت إلي الغرفة تغلق الباب توجهت إلي حسام تهزه برفق مرة بعد أخري لا استجابة زفرت حانقة حسام ونومه الثقيل ابتسمت في خبث لتنحني جوار اذنيه تصرخ متألمة :
-الحقني يا حسام بولد

فتحت عينيه مذعورا ليقفز من مكانه يمسك ذراعيها يصيح هلعا :
- بتولدي !! ...طب خدي نفس خدي نفس

لحظات فقط وبدأ يعي أن بطنها المسطح من المستحيل أن يكن به طفل رفع وجهه ينظر لها يغمغم حانقا :
- هو أنتي يا زفتة كل يوم بمقلب جديد ولما اقطع الخلف ترجعي تعيطي مش كدة

ضحك عاليا متشفية به هو يستحق مر علي زواجهم الآن أربعة أعوام ولا يزال يرفض طرح حتي فكرة حملها ويضع نفس المبررات التي باتت تحفظها علي ظهر قلب كتفت ذراعيها أمام صدرها تغمغم ساخرة :
- ما أنت بتنام قتيل وبعدين كلهم مستنينا علي الفطار ما ينفعش نتأخر عليهم دي قلة ذوق

زفر أنفاسه حانقا توجه يلتقط منشفة من الدولاب ليتوجه إلي المرحاض لتصيح سريعا :
- لاء أنا اللي هروح الحمام الأول
جذب جلباب ازرق قاتم هو الآخر ليهرول إلي المرحاض قبلها يغلق الباب في وجهها لتتسع عينيها غضبا حسام يتصرف كالصبيان تنهدت حانقة تقف أمام باب المرحاض تحرك ساقها بسرعة غاضبة تنتظره إلي أن يخرج مرت عدة دقائق قبل أن يُفتح شق صغير من الباب يطل منه يد حسام يغمغم من الداخل علي عجل :
- سارة هاتي الفوطة بسرعة يلا عشان ما نتأخرش
زفرت حانقة التقطت المنشفة تتقدم صوب المرحاض تمدها له تغمغم حانقة:
- خد اهي اخلص بقي اتأخرنا وهنبقي قلالات الذ...
قطع كلامها شهقة عالية خرجت من فمها حين قبض حسام علي رسغها يجذبها للداخل يغلق الباب عليهم
_________
في غرفة لينا وزيدان لم تستطع النوم بعد أن ايقظتها الصغيرة بعد أن رحلت استيقظ ياسين أيضا حملته لينا بخفة تبدل ثيابه تحممه من أثر الطريق ابدلت ثيابه بأخري نظيفة لتضعه جوار زيدان علي الفراش وتوجهت هي اغتسلت وبدلت ثيابها لتجد زيدان يجلس علي الفراش يضع الصغير الهادئ علي قدميه يلاعبه اقتربت منه تقبل وجنته بخفة تغمغم مبتسمة :
- صباح الخير يا حبيبي قوم يلا غير هدومك وخد دوش لأنهم مستنيا تحت علي الفطار

وضع الصغير علي الفراش ليقترب منها دني برأسه يقبل وجنتها وهي تجلس علي المقعد الصغير أمام مرآة الزينة يهمس لها :
- صباح الفل

أخذ ثيابه يتوجه إلي المرحاض اغتسل وبدل ثيابه خرج إلي لينا ليجدها تنتظره بصحبة الصغير جفف شعره سريعا أمام المرآة ليسمعها تردف مبتسمة :
- بس تعرف بابا كان عنده حق لما اصر اننا نيجي هنا في الإجازة الجو جميل أوي وشوية ونبقي نروح لعمو رشيد وطنط شروق وصبا ماشي؟
رفع كتفيه يومأ ببساطة لما سيعارض مرت عدة دقائق إلي أن التف الجميع حول طاولة الطعام عدا حسام وسارة نظر خالد حوله يغمغم مستفهما:
- اومال الواد حسام فين معقول لسه ما صحيوش

- أنا هنا اهو يا ابا الحج درويش
اردف بها حسام بنبرة عابثة يشاكس أبيه يمسك كف يد سارة في يده لتسحب يدها من يده ترميه بنظرات حانقة غاضبة توجهت إلي الطاولة جلست جوار لينا ابنه عمها ليجلس حسام جوارها شمر اكمام جلبابه يغمغم :
- لاء فطار عظيم فعلا ايوة كدة دلعني
ضحك الجالسون في حين رفع خالد حاجبيه ينظر لما يرتدي حسام يغمغم ساخرا :
- أنت فاكر نفسك في مسرحية العيال كبرت يلا لابس جلبية زي بتاعتي ليه

التفت زيدان لصديقه يسأله متعجبا :
- صحيح يا حسام من امتي يعني بتلبس جلاليب مش بتقول بتخنقني وتقيد حركتي

مد حسام يده يقطع قطعة فطير غمسها في العسل يغمغم قبل أن يضعها في فمه :
- عادي يا عم تغيير دا أنت اصبر عليا هتلاقيني بنطلق دلوقتي في الحقول دي علي الله بس ما تطلعلش لينا النداهة علي العموم حتي لو طلعت هتاخدك أنت يا أبو عيون زرقا

أنهي حسام كلامه بابتسامة واسعة سمجة يضع لقمة الفطير في فمه ليمد زيدان يده يصفعه علي رقبته من الخلف يغمغم حانقا :
-طب كُل يا حيلوة واخرس بدل ما اغرقك في الترعة بايديا

استمرت المناكفات بين حسام وزيدان طوال فترة الطعام إلي أن صدم خالد سطح الطاولة بكف يده يصيح فيهم محتدا:
- ما تبس يا حيوان منك ليه جايب معايا عيال في تانية ابتدائي عيال جزم صحيح

ساد الصمت بين الجميع للحظات فقط كل منهن ينظر للآخر يضحك خفية إلي أن انفجر جميع الجالسين حول الطاولة في الضحك من بينهم خالد وعزام ... لم يقاطع تلك الضحكات سوي صوت صرخات هستيرية تاتي من الخارج أعطي خالد وتين للينا وخرج يهرول هو والرجال ليجدوا صقر ابن عزام الكبير يقبض علي ذراع شقيقته يجرها للداخل وهي تصرخ بهستريا وكأنها جُنت هرول عزام إليهم لتصرخ فيروز مذعورة صرخ عزام في ولده محتدا :
- في ايه يا صقر مالها أختك

اندفعت هدي تركض للخارج حاولت أن تحتضن ابنتها لتصرخ الأخيرة بذعر كأنها رأت الموت ... جسدها يرتجف بعنف مخيف نظر حسام لأبيه يغمغم سريعا:
- يا بابا دا مش صريخ واحدة بتهزر واضح أنها
شافت حاجة صعبة عملتلها صدمة عصبية

أردف خالد سريعا يحادثه :
- طب اتصرف أنت مش دكتور اتصرف

زفر أنفاسه حانقا يكاد يصدم رأسه في الحائط خلفه نعم هو طبيب العائلة الذي يداوي جميع الأمراض مهما كانت حتي الأمراض النفسية !!

تحرك بخطي حذرة ناحيتهم فرح تقف في دائرة مفرغة من والديها وشقيقها تصرخ تنظر للجميع مذعورة نظر حسام لهم يردف بحذر :
- يا جماعة اللي انتوا عاملينه دا مخوفها اكتر ارجعوا لورا لو سمحتوا

انهمرت دموع هدي ذعرا تنظر لابنتها مفزوعة ما الذي حل بها لا تعرف تحركت رغما عنها للخلف تبتعد عنها اقترب حسام خطوة بخطوة بحذر شديد وقف علي بعد مناسب منها رفع كفيه لأعلي قليلا يغمغم مترفقا بحذر:
- ما تخافيش يا فيروز الكل بعيد أهو ما حدش هيأذيكي اهدي أنتي بس ... اتنفسي خذي نفسك واهدي

حركت رأسها نفيا بعنف ترتجف باكية تشهق وكأنها أنفاسها علي وشك أن تُزهق فتحرك سريعا علي حين غفلة يمسك بيديها بخفة في كفه الأيسر أمام الايمن فأمسك به ذقنها برفق يرفع رأسها لأعلي يحادثها بنبرة هادئة لينة :
- اتنفسي براحة كدة نفسك هيروح

احتدت عيني سارة غضبا تنظر للمشهد أمامها زوجها الحبيب يقف خلف تلك الصغيرة يسند رأسها علي صدره يساعدها علي التقاط أنفاسها جسدها ملقي علي صدره وهو لا يعترض كورت كفها تشد عليه بعنف تنظر له مغتاظة تتوعد له !!

دقيقة واثنتين وثلاثة بدأت أنفاسها تهدئ قليلا لم يُعد يصدر منها سوي صوت شقهات بكائها المتقطعة التي سرعان ما اختفت هي الأخري وسكنت تماما واستلقي رأسها علي صدر حسام غائبة للوعي !!

فماذا حدث زوجها العزيز حمل الفتاة بين ذراعيه يتوجه بها إلي الداخل والجميع خلفه توجهت عيني عزام إلي صقر يسأله غاضبا :
- ايه اللي حصل وصل أختك للي هي فيه دا وازاي ما تتصلش بيا تبلغني ما تنطق حصل ايه

نظر صقر لشقيقته الممدة علي الأريكة هناك لا حول لها ولا قوة ليعاود النظر لأبيه ابتلع لعابه يغمغم متوترا :
- بصراحة فيروز راحت بيت الولية نرجس اللي في الضفة الغربية أنا شوفتها بتجري من عند هناك وبتصرخ فجريت وراها مجرد ما مسكت ايدها فضلت تصرخ زي ما أنت شايف كدة

قطب عزام ما بين حاجبيه لا يفهم ما الذي ذهب بابنته إلي ذلك البيت وماذا رأت لتصرخ لذلك الحد في حين اخفض صقر رأسه لأسفل يبتلع لعابه مرتبكا يتمني فقط الا يكتشف أبيه تلك الكذبة التي اختلقها هو توا !!
في حين نظر زيدان لحسام مال علي اذنه يهمس له مرتابا :
- أنا ما اعرفش ايه بيت نرجس دا بس الواد دا كداب شايفه عملت يبلع ريقه كل شوية وايده بتعرق ازاي ... اقسملك أن هو السبب في الحالة دي !!
__________________
نكمل الجمعة الجاية هما حلقتين بس دي واللي جاية بإذن الله تحياتي ❤❤


دمتم في حفظ الرحمن
#عائلتنا_الصغيرة
#عائلة_دينا_جمال


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-23, 09:35 PM   #174

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع
من أسير عينيها
حلقة خاصة 2
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
صمت ترقب إنتظار صوت بكاء هدي هو الشئ الوحيد الذي يُسمع في هذا الصمت المخيف لينا تقف جوارها تحاول أن تهدئها فيروز ممددة أمامهم علي الأريكة وحسام يجلس علي مقعد جوارها يحقن جسدها بشئ ما نظر لوالده يردف :
- هي دلوقتي هتفوق
اومأ خالد برأسه في حين عضت سارة علي شفتيها غيظا مما حدث لحظات وبدأت فيروز تفتح عينيها تتأوه من الألم فتحت مقلتيها لتهرع هدي إليها تسألها قلقة :
- مالك يا قلب أمك ايه اللي جرالك يا ضي عيني
نظرت فيروز إلي والدتها تقطب ما بين حاجببها لا تقهم لما هي قلقة لذلك الحد ولما الجمع ملتف حولها انتصفت لتساعدها هدي بلهفة في أن تعتدل جالسة نقلت انظارها بينهم لتغمغم متعجبة :
- أنا كويسة هو في اي انتوا ملمومين حواليا كدة ليه

تبادل الجميع نظرات التعجب والحيرة فيما بينهم عادا حسام الذي التفت الي فيروز يردف بحذر :
- فيروز ايه آخر فكراها حصلت النهاردة

صمت للحظات تعقد جبينها تفكر فيما حدث لتردف متعجبة :
- إني خرجت من المدرسة بعد كدة مش فاكرة ايه اللي حصل تقريبا تعبت أو اغمي عليا مش دا اللي حصل بردوا

همهم حسام يومأ برأسه بالإيجاب تحرك من مكانه ينظر لوالده حمحم يردف في هدوء :
- بابا لو سمحت عايزك انتي وعمي عزام برة شوية

وبالفعل تحرك خالد بصحبة عزام إلي الخارج حيث الحديقة تبعهم حسام ليهرع عزام إليه يسأله قلقا :
- طمني يا ابني ازاي بتقول أنها مش فاكرة حاجة بنتي فيها ايه

ربت حسام علي يد عزام برفق يردف :
- اهدي يا عمي علي حسب خبرتي اللي مش كبيرة أبدا في علم النفس اللي بنتك فيه دا اسمه اضطراب ما بعد الصدمة ودا ليه عدة أشكال منها أن العقل بينسي أو بيتناسي الصدمة دي بس مع الوقت بيفتكرها يا أما فجاءة لوحده أو لما يتعرض لموقف شبيه حصل اللغز دلوقتي عند صقر ابنك

تحرك عزام يمد الخطي الي الداخل حيث وجد صقر يجلس علي أحد المقاعد جذبه من ذراعه بعنف للخارج ليردف صقر مدهوشا :
- في اي يا ابوي ايه اللي حصل

خرج به الي الحديقة حيث ينتظره خالد ومعه حسام وقف عزام أمام ولده أشهر سبابته في وجهه يصرخ فيه :
- واللي خلق الخلق لو ما قولتلي اختك مالها وحصلها ايه لأكون دفنك بايديا

توسعت عيني صقر في ذهول ارتسمت ابتسامة مريرة علي ثغره يردف ساخرا :
- للدرجة دي ... ماشي يا أبوي بنتك كانت رايحة مع واحدة صاحبتها هي وأمها عند الولية اللي اسمها نرجس عشان الست تختن صاحبتها ... بنتك ما استحملتش المنظر وخرجت تجري وتصرخ وأنا شوفتها بالصدفة وجبتها علي هنا

كلمات مقنعة اقتنع بها حسام واقتنع بها عزام ولم تدق باب الإقناع حتي في رأس خالد رفع حاجبه الأيسر ينظر للفتي أمامه كاذب بدرجة امتياز حمحم يردف في بساطة :
- ظلمت ابنك يا عزام الواد شكله مالوش ذنب روح اطمن علي بنتك ، حسام موبايلي شوفه جوا عايز اكلم عمك محمد
تحرك حسام ومعه عزام للداخل التفت صقر ليلحق بهم فقبض خالد علي كف يده قبل أن يتحرك خطوة واحدة نظر صقر لخالد ابتلع لعابه خائفا أمام نظرات خالد الحادة تلجلجت الأحرف من بين شفتيه يردف متلعثما :
- في حاجة يا عمي
حرك خالد رأسه بالنفي ينظر لصقر يبتسم رفع يده الأخري يربت علي كتفه برفق ليلف ذراعه حول كتفي صقر يتحرك به للداخل يحادثه مبتسما :
- لا أبدا ... جدع يا واد يا صقر أنك حميت اختك
ارتسمت ابتسامة مرتعشة علي شفتي صقر يومأ برأسه دون كلام وقفا في الباحة في المنتصف ليردف خالد مبتسما :
- ايه يا جماعة مالكم واقفين كدة ليه ما البنت بقت زي الفل اهي يلا نكمل آكل الفطير زمانه جلد ... فيروز تعالي يا حبيبتي

تقدم من الأريكة يمد يده لفيروز يبتسم لها يشجعها أن تُمسك بيده ففعلت علي استحياء سبقهم خالد ومعه فيروز الي طاولة الطعام جذب لها المقعد لتجلس جواره نظروا إلي بعضهم البعض ليتحركوا خلفه الي الطاولة يأخذ كل منهم مقعده السابق عدا سارة التي ذهبت إلي آخر الطاولة بعيدة كثيرا عن حسام نظر لها مستنكرا ما فعلت لتشيح بوجهها كأنها لا تراه
ربت خالد علي رأس فيروز برفق يحادثها ضاحكا :
- بت يا فيروز ما بتاكليش ليه اوعي تكوني مكسوفة مني لا والله ازعل وصقر كمان يزعل

لاحظ كيف ارتجف كف يدها بعنف حين نطق اسم صقر نظر صوب شقيقها يضيق حدقتيه يرميه بنظرة اخيرة بها من الوعيد ما بها
نزلت وتين من علي قدمي لينا تهرع إلي جدها تجذب ساقه تغمغم متذمرة :
- تدو تيل توتا

رفعت يديها لأعلي تشب ناحيته ليضحك عاليا التقطها يضعها علي قدمي فيروز لترفس الصغيرة بقدميها تمد ذراعيها ناحية جدها ليمسك خالد بكفيها الصغيرين وهي علي قدمي فيروز يحادثها :
- توتا هتقعد هنا علي رجل روزا وتلعب معاها وياكلوا سوا

كتفت وتين ذراعيها أمام صدرها تنفخ خديها غاضبة نظرت لأعلي لتلك الفتاة التي تجلس علي قدميها لتفتح فمها تنتظرها أن تطعمها
ارتبكت فيروز للحظات قبل أن تقتطع قطعة صغيرة من الخبز تغمسها في الجبن تضعها في فم الصغيرة التي راحت تأكلها وهي تنظر لجدها غاضبة منه ابتسم خالد يقرص خدها بلطف لتبتعد عنه فمال خالد علي اذنيها يهمس لها :
- توتا شاطرة وهتسمع كلام جدو وأنا جاي هجيبلها كيس حلويات كبير جدا ليها لوحدها ما حدش هياخد منه خالص بس العبي مع فيروز لحد ما جدو يجي

اشرقت ابتسامة الصغيرة صفقت بيديها في حماس تصيح سعيدة :
- توتا تاطرة وهتلعب مع تيروت
ضحك كل من كان جالسا عليها ليميل زيدان علي أذن لينا يهمس لها :
- أكيد ابوكي رشاها أنه هيجبلها حاجة ، نسخة ومطبوعة منك وانتي صغيرة

شدت لينا علي أسنانها ترسم ابتسامة زائفة أعلي شفتيها تهمس له حانقة :
- قصدك اني مادية وبعدين أحسن أن وتين طالعالي والواد ياسين دا بردوا أنا لازم اخليه زي أخته بدل ما هو خجول

احتضن زيدان الجالس علي قدميه يهمس رافضا :
- لاء طبعا ابني حبيبي طالعي وبعدين هو مش خجول هو هادي وما بيحبش الدوشة زي أبوه
طفل مؤدب مش متعب زي أم سحلول اللي قاعدة هناك دي

ضحكت لينا بخفة لتميل تقبل ياسين الجالس علي قدمي أبيه لتسمع زيدان يهمس لها بشغف :
- طب وأبو ياسين مالوش بوسة هو كمان

ابتسمت له خجلة تهمس له بصوت خفيض خجول :
- عيب يا زيزو لما نبقي وحدنا مش قدام الناس

- يا عصافير الحب مش علي الفطار يا زفت منك ليها
غمغم بها خالد متهكما لتتنحنح لينا في حرج في حين ابتسم زيدان ينظر لخالد يلاعب له حاجبيه عابثا ليزفر الأخير حانقا شباب العائلة جميعا يشبنه ويكاد يقتلهم لذلك

أما علي جانب آخر قريب للغاية منهم يجلس حسام ينظر لسارة بين حين وآخر يسألها بعينيه ما بها لما ابتعدت تجلس بعيدا عنه فتشيح بوجهها بعيدا نافرة رافضة أي حديث منه
لحظات ورآهما تتحرك من مكانها تعتذر لهم بأنها متعبة لتصعد لأعلي سريعا تحركت عينيه معها وهي تبتعد حمحم خالد لينظر حسام له فاشار له أن يصعد خلف زوجته تنهد حانقا منها أربع سنوات ومرت ولا تزال تدلل كطفلة لا يجد مبرر لغضبها ..استأذن منهم ليصعد إلي غرفته فتح مقبض الباب دخل ليراها تجلس علي الفراش تقضم اظافرها تحرك ساقها اليسري بسرعة أغلق الباب بحدة مسموعة ليتجه إليها يردف محتدا:
- ممكن افهم بقي في اي ايه شغل العيال اللي كل شوية بتعمليه دا كل اللي تحت خدوا بالهم من بصاتك ناحية فيروز

هنا هبت واقفة تصيح فيه صارخة :
- اييه جرحت مشاعر ست فيروز اللي كنت واخدها في حضنك وبتطبطب عليها يا دكتور يا حنين ياللي ما فيش دكتور غيرك يتصرف ويحضن

ذلك اللون البني الفاتح المستدير في حدقيته الذي اخذه أبيه يقتم حتي يشابه الأسود تقريبا حين يكون غاضبا وربما هو الآن يتأجج غضبا من كلماتها الرعناء اقترب منها يمسك برسغ يدها طحن أسنانه يهمس لها محتدا:
- صوتك يوطي احنا هنا ضيوف في بيت ناس دي أول حاجة ، تاني حاجة دي عيلة صغيرة ما تجبش 17 سنة أنا اتحركت لما بابا قالي اتصرف قدامكوا كلكوا ... مش بعد العمر دا كله هبص لعيلة صغيرة

ضحكت في سخرية تردف متهكمة :
- يا سلام ما أنت بصتلي وأنا عيلة صغيرة !!

هنا بلغ به الغضب مبلغه رفع يده الاخري يود صفعها لتشهق هي مذعورة اغمضت عينيها خائفة لتتوقف يده قبل أن تلامس وجهها كور قبضته يهمس لها في غضب :
- قسما بربي يا سارة لو بطلتي الهلطفة اللي بتقوليها دي لهمد ايدي عليكي انتي قصدك أن أنا مريض ببص للبنات الصغيرين ... اللي عملته دا كان اي حد في مكاني هيعمله كان المفروض انتي تعمليه طالما غيرانة أوي كدة لكن ازااااي وقفتي زي الصنم وعايزاني اقف جنبك اتفرج أنا ليا كلام تاني مع ابوكي

دفعها بحدة لتقع جالسة علي الفراش خلفها اغمضت عينيها تبكي في صمت ارتمت علي سطح الفراش تجهش في البكاء تخفي وجهها بين الأغطية ... نظر لها محتدا ليتركها وينزل إلي أسفل خرج إلي الحديقة يشعر بالاختناق يريد شيئا ما ينفث به عن غضبه التفت عائدا إلي الداخل ليجد علبة سجائر أحد ما ملقاه علي أحدي الطاولات اتجه إليها ينتشل واحدة منها بعنف لم يجرب السجائر يوما نظر لها بازدراء هو أكثر من يعرف أنها سم ولكنه حقا سينفجر بحث في جيبي جلبابه عن قداحة ليسمع صوت اشتعال قداحة يأتي من جواره نظر للفاعل ليجد والده يمسك قداحة يشعلها اهتزت حدقتيه خزيا مما كاد يفعل في حين اقترب خالد منه ينتشل السيجارة من بين شفتيه بعنف القاها أرضا يدسها بحذائه رفع وجهه لحسام :
- اللي يخلي دكتور حسام اللي عمره ما جرب حتي أنه يشرب القرف دا بيدور علي ولاعة بالطريقة دي يبقي حصل حاجة كبيرة وهو متضايق اوي مش كدة تعالا معايا يا حسام

أمسك خالد بيده يأخذه إلي مكتبه جده أغلق عليهم الباب جلس حسام علي أحد المقاعد ليجذب خالد مقعد آخر جلس أمامه يردف في هدوء :
- أنا مسكت ايدي بالعافية عشان ما الطشكش بالقلم وأنت حاطط القرف دا في بوقك أنا قعدت سنة كاملة بحاول بس ابطلها لحد ما ربنا كرمني وبعدت عنها إنت بقي يا دكتور
عايز تحرق صدرك ليه ... أنت فاكر مجرد ما تولعها هتتنفس عادي بعدها أنت هيدخل صدرك كمية نيكوتين تخليك تكح لحد ما تطلع في الروح ...

صمت للحظات قبل أن تتبدل نبرته بأخري أكثر لينا مد يده يربت علي كف يد حسام يردف:
- حصل ايه يا حسام مش أنا أبوك هتحكي لمين لو ما حكتليش

حرك رأسه بالإيجاب ليقص علي أبيه ما حدث بينه وبين سارة كاملا وخالد يستمع دون تعليق ازعجه حقا تعليق سارة التي ألقته في وجه حسام عن كونه ينظر للفتيات الصغيرات إلي أن انتهي حسام من كلامه ينظر لأبيه يغمغم يأسا :
- أنا منعت نفسي بالعافية من اني اضربها قولي أعمل ايه أطلقها طالما هي ما عندهاش ثقة فيا كدة
نفي خالد برأسه سريعا ربت علي كتف ولده تنهد بعمق يردف بترو :
- أنا مبسوط حقيقي أنك ما ضربتهاش دي أول نقطة ... تاني حاجة سارة بردوا لسه عيلة صغيرة يا حسام وبعدين سارة عاشت في جو أسري مفكك يقرف سنين وسنين هي ما كنش قصدها تقولك أنت بتبص للبنات الصغيرين هي بس من غيرتها خانها التعبير ... آه ازعل وخد موقف وأنا مش هعارضك في اي حاجة هتعملها إلا الضرب أنا واثق أنك مش هتمد ايدك عليها ... اول وآخر مرة أشوف سيجارة في بوقك يا حسام أنت مش عيل صغير عشان المرة الجاية مش هيبقي قلم هتلاقي حزامي بيسلم عليك

ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي حسام يومأ برأسه قبل أن يتذكر شيئا فرفع وجهه إلي أبيه يغمغم سريعا :
- علي فكرة أنا شاكك أن فيروز مش ناسية اللي حصل هي بتحاول توهمنا بدا ... وكمان زيدان شاكك في صقر

شردت عيني خالد يومأ برأسه موافقا هناك حلقة مفقودة في تلك القضية وفي الأغلب سيجدها في بيت نرجس !! ربت علي كتف حسام يدير دفة الحوار بعيدا يغمغم :
- هات أختك ومراتك وزيدان وتعالوا افرجوا علي أرض البرتقال ومزرعة الخيول بتاعت العيلة من أيام جدي الله يرحمه هات مراتك ها

تنهد حسام حانقا يومأ بالإيجاب خرج بصحبة أبيه من الغرفة تحرك حسام لأعلي ليخرج خالد إلي الحديقة فرأي فيروز تجلس علي الأرجوحة تضع وتين علي قدميها يلعبان سويا تعلو ضحكاتهم المكان اقترب صقر من شقيقته لتتوتر حدقتيها قامت سريعا تحمل وتين تريد الابتعاد عن المكان فاعترض صقر طريقها سريعا يحادثها نادما :
- فيروز أنا آسف حقك عليا سامحيني يا فيروز أنا ما كنش قصدي

نظرت له بازدراء تبتعد عنه تغمغم نافرة :
- أنا عمري ما هسامحك يا صقر أنا اللي خلاني اسكت أمي وأبويا غير كدة لاء انت شخص مريض ومحتاج تتعالج غور من وشي أنا حقيقي قرفانة ابص في وشك

انزل رأسه خزيا مما كاد يفعل محقة وأن فعلت أكثر ليس لديه ادني حق في أن يعترض ، من بعيد يقف خالد يراقب ما حدث شكه بذلك الفتي أصبح حقيقة سيكشفها أمام الجميع ما أن يصل إلي خيوطها أجمع

دقائق والتف الجمع حوله لينا زوجته التي يعانق كف يدها كفها منذ الصغر وزيدان ولينا كل منهم يحمل أحد الصغيرين سارة تقف جوار حسام الذي يرمقها بنظرات باردة فارغة ومعهم فيروز وصقر وعزام وهدي تحركوا في السيارات إلي أرض زراعية تبعد فقط خمس دقائق عنهم لماذا إذا السيارات ؟!
تولت وهدي بسط مفرش كبير في بقعة فارغة يضعون فوقه الكثير من الأطعمة والمشروبات لمن يريد وقفت لينا الشريف بعيد قليلا تراقب عائلتها مبتسمة قبل أن تشهق فجاءة حين جذبها خالد بعيدا عن الجمع نظرت له متوترة تغمغم :
- خالد في اي احنا رايحين فين
لم يرد فقط ظل يجذبها معه إلي أن وصلوا إلي حظيرة الخيول في أحدي( البلوكات) الكبيرة كان هناك مهر خيل صغير أبيض اللون به بقع من اللون البني ضحكت لينا سعيدة اقتربت من المهر الذي خاف منها في البداية اللي أن بدأت تطعمه تمسد بيديها برقة علي شعره الأشقر الطويل فصهل المهر مرحبا بها
علي جزء نظيف من الحشائش جلس خالد يراقب زوجته وهي تلاعب المهر الصغير مد كف يمشط خصلات شعره البيضاء يبتسم ساخرا ابتسمت لينا له لتتحرك تجلس جواره استندت برأسها إلي صدره ليقبل قمة رأسها يلف ذراعه حول كتفيها تنهد بعمق يغمغم :
- كنت عاوز اخدك علي الحصان بس أنا عارف أنك مش هترضي وهتقعدي تقولي يا خالد إحنا كبرنا عيب الولاد يقولوا علينا ايه

ضحكت عاليا عليه وهو يحاول تقليد صوتها رفعت رأسها عن صدره تغمغم مبتسمة :
- طب أنت راجل رياضي وشيخ الشباب وكل الكلام الحلو دا ، أنا مش حمل وقعة مثلا من علي الحصان دا أنا أموت فيها دي

اغضبته جملتها الأخيرة شد علي أسنانه يحادثها غاضبا :
- بردوا يا لينا أنتي عارفة أن كلامك عن الموت بيضايقني ومع ذلك كل شوية بتتعمدي تقولي أموت ، أموت كأنها لبانة في بوقك ....

قاطعته قبل أن يكمل حين احتضنت وجهه بين كفيه تردف سريعا برقة تهمس له :
- خالد أنا مش قصدي والله أنا كنت بهزر ما تزعلش مني

توسعت عينيها مدهوشة حين رأت الدموع تترقرق في حدقتيه جذبها يعانقها يحادثها بحرقة :
- مش هستحمل بعدك يا لينا والله العظيم ما هقدر

انسابت دموعها هي الأخري الفكرة لها وله مخيفة ابتعدت عنه تمسح تلك الدموع التي طالت وجنتيه تهمس تعتذر منه :
- أنا آسفة خلاص بقي ما تزعلش
طبعت قبلة صغيرة علي وجنته لترتسم ابتسامة كبيرة علي ثغره اشاح بوجهه بعيدا يغمغم بنزق :
- لاء أنا زعلان ... زعلان أوي وانتي مش عاوزة تصالحيني يا بسبوسة

نطق كلمته الأخيرة ينظر لها ييتسم عابثا لتنطلق ضاحكتها العالية خالد هو خالد لن يتغير أبدا

علي صعيد آخر تجمع الشباب في مجموعة مستديرة بينهم زجاجة صغيرة تلتف حولهم ضحكت لينا تردف :
- حسام هيسأل سارة
وجه حسام نظرة جوفاء فارغة ناحية زوجته ليلف الزجاجة من جديد دون أن ينطق بحرف انتظر إلي أن توقفت الزجاجة ليردف :
- زيدان هيسأل صقر

نظر زيدان ناحية صقر نظرة عميقة ليردف يسأله بابتسامة ساخرة :
- أنت بتكذب ليه وما بتقولش الحقيقة
توترت قسمات صقر ليردف متلعثما :
- أنا كذبت امتي يا ابن عمي وبعدين ده مش سؤال أنا هقوم أجيب كوباية شاي

وتحرك سريعا تحت نظرات زيدان الساخرة امسكت لينا الزجاجة تلفها لتغمغم بحماس :
- سارة هتسألني يلا اسألي يا ست سارة

فركت سارة كفيها متوترة تختلس النظرات صوب حسام لتعاود النظر ناحية لينا تلعثمت تسألها مرتبكة :
- هو لو انتي مثلا اتخانقتي مثلا مع زيدان وفي وسط الكلام قولتي كلام يضايقه بتعملي أيه عشان تصالحيه

رفعت لينا حاجبيها تنظر لشقيقها لتراه يبتسم ساخرا يبدو أن هناك خلافا حادا بين سارة وحسام تنهدت تردف مبتسمة :
- بعتذرله عنه طبعا وبشوف هو بيحب ايه واعمله كهدية مصالحة أو إعتذار عن اللي حصل بس خدي بالي مش كل الرجالة زي بعض يعني زيدان مش زي حسام مثلا يعني

ارتبكت سارة بعد أن قالت لينا ما قالت ليقم حسام ينفض الزرع الصغير عن ثيابه يغمغم :
- اللعبة دي بقت مملة أنا قايم اتمشي تحب تيجي معايا يا زيدان
تحرك زيدان بصحبة حسام يتوغلان في الحقل لتقترب لينا من سارة تردف سريعا :
- احكيلي حصل ايه بالظبط وأنا اقولك تصالحيه ازاي دا أخويا وأنا عرفاه

مر الكثير من الوقت حتي أظلم المكان هناك يقف خالد مع عزام يوجه حديثه للعائلة :
-روحوا انتوا علي طول أنا هروح مع عمكوا عزام مشوار سريع تبع الأرض وهنيجي علي العشا يلا

تحرك بصحبة عزام علي الاقدام بين الأراضي الزراعية التفت عزام إلي خالد يسأله متعجبا :
- أنا مش عارف أنت ليه مصر تروح بيت الست اللي اسمها نرجس دي

تجاهل خالد سؤاله ليطرح عليه هو سؤال آخر :
- أنا عرفت ان الست اللي اسمها نرجس دي بتعمل ختان للبنات عندكوا هنا دا صحيح

اوما عثمان بالإيجاب لتحتد نبرة خالد يردف حانقا :
- وأنت سايبها كدة يا عمدة البلد تشرح في البنات في بلدكوا

قطب عزام جبينه لا يفهم سر غضب خالد المبالغ فيه ليردف سريعا :
- وه تشرح ايه يا خالد ... وبعدين احنا سلو عندنا من زمان عشان نحافظ علي شرف البنات
عندنا ...بس اقول ايه لهدي حلفت اني لو عملت كدة للبت لهتبلغ عني وتاخدها وما اشوفهمش تاني
تنفس خالد بعنف يحاول الا يلكم ذلك الاحمق الذي يسير جواره وقف فجاءة أمامه يحادثه غاضبا :
- ما كفاية جهل بقي ... الواحد قرف من اللي بيفكروا بعقليتك ... ما سألتش نفسك هدي عملت كدة ليه لأن عمتي الله يرحمها بقي جابت واحدة زي نرجس دي عشان تعذب بنتها
عمالين نطلع في قوانين وعقوبات والازهر يتكلم والدكاترة تتكلم يا جماعة اللي بتعملوه دا لا في دين ولا ليه علاقة بطب ولا بإنسانية وأنت بتفكروا بعقول حمير مش بني آدمين
وريني بيت الزفتة اللي اسمها نرجس دي

صمت عزام تماما الباقي من طريقهم إلي أن وصلوا إلي وجتهم فوجد خالد سيدة ومعها ابنتها الصغيرة في الثامنة تقريبا من عمرها علي وشك دق باب نرجس ليتحرك يعترض طريقهم يصيح في السيدة غاضبا :
- ارجعي يا ست أنتي بدل ما اوديكي في ستين داهية علي اللي هتعمليه في بنتك دا ارجعي

صرخ فيها فخافت تلك السيدة اخذت ابنتها تفر سريعا من أمامها ليتحرك خالد يدق باب نرجس بعنف فتحت له سيدة في منتصف الاربعينات تقريبا ملامح وجهها مقبضة تثير الاشمئزاز والقرف لديه دفعها بعيدا عن الباب بعنف دخل ليجد في احد جوانب البيت كومة من الأقمشة الممزقة الملخطة بالدماء كم كبير يعبر عن عدد ضحايا أكبر غلت الدماء تفور في رأسه فالتفت لها يهوي بكفه علي وجهها قبض علي رأسها يصيح فيها :
- أنتي عارفة أنا هعمل فيكي ايه هلحسك الدم اللي علي القماش دا

دخل عزام سريعا يقف حائلا بينه خالد ونرجس يغمغم سريعا :
- اهدي بس يا خالد ايه اللي أنت بتعمله دا

دفع خالد عزام في صدره بعنف يصيح فيه:
- أنت تاخد بعضك وتروح بدل ما بلاغ واحد يخلعك من العومدية يا عمدة يلا روح

زفر عزام أنفاسه حانقا ليتحرك صاغرا يخرج من بيت نرجس قبض خالد علي فك تلك السيدة يصرخ فيها :
- ورحمة أبويا لو ما نطقتي لهدفنك حية صقر وأخته فيروز كانوا هنا ليه !!!
______________
مرت ساعة منذ أن عاد عزام إلي المنزل الجميع يجلس في انتظار خالد إلي أن سمعوا دق حاد علي باب المنزل توجه صقر ليفتح الباب ليشحب وجهه خوفا حين ارتمت نرجس أمامه أرضا ودخل خالد خلفها ما أن رأي خالد صقر هوي بكفه بعنف علي وجهه لم يكتفي بصفعة واحدة صفعة تلتها اخري واخري الي أن هرع حسام يقف حاجز بينهما يردف سريعا :
-في اي يا بابا حصل ايه
دفع خالد حسام بعنف ليقبض علي تلابيب ثياب صقر يصرخ فيه :
- يا قذر يا كلب لو هو ما ربكش فأنا مستعد اربيك من ألف ب تربية يا كلب

- خالد كفاية أنت اتجنيت بتضرب ابني اكدة ليه
صاح بها عزام محتدا يجذب صقر بعيدا عن خالد ... اشار خالد إلي نرجس الملقاة أرضا ينظر لعثمان بازدراء يردف بحدة :
- ابنك واخد نفس عقليتك ... عارف بنتك شافت ايه ...ابنك الشهم الشجاع سيد الرجالة اصحابوا لعبوا في دماغه وفهموه أن أخته لازم تروح لنرجس والا هتبقي شمال زي القرف اللي هو يعرفهم ما شاء الله نسخة منك فاتفق البيه مع نرجس أنه يضحك علي فيروز وياخدها ليها وتشرح فيها براحتها بقيمن وراكوا ... بس حظه كان في زبون قبلهم فيروز فهمت وشافت الدبيحة اللي قبلها وهي بتتشفي صرخت وكانت هتفضحه فهو خاف وخدها ورجع أنا واثق أن فيروز فاكرة كل حاجة بس عملت نفسها ناسية عشان ما تعرفوش القرف اللي البيه كان هيعمله

صدمة تليها أخري تنزل علي رأس عزام ينظر لوالده مذهولا ارتمي علي أحد لا يتمتم سوي بجملة واحدة :
- الحمد لله أن هدي مش هنا ... الحمد لله أن هدي مش هنا

من الجيد حقا أن هدي كانت في زيارة لاحدي صديقاتهم التي وضعت حلمها من قريب ولينا زوجة خالد معها رفع عزام وجهه إلي خالد يهمس له :
- ربي ابني عشان أنا ما عرفتش اربيه ربنا بيخلص مني كل اللي عملته زمان يا ابن عمي

رفع خالد عينيه يبحث عن ابنته إلي أن رآها ليبتسم لها يغمغم في بساطة :
- لينا حبيبتي شايفة اللي مرمية قدامك دي اعتبريها نائل الزفت وطلع روح خالد السويسي اللي جواكي علي ما المركز يجوا ياخدوها

ابتسمت لينا في شر تشمر عن ساعديها تحركت خطوتين لتمسك فيروز بيدها التفتت لينا لها لتردف الأخيرة :
- ممكن اضربها معاكي اصلها كانت السبب في موت واحدة صاحبتي وشوفت البنت في الأوضة بتصرخ وهي بتستم زي المجنونة بصريخها

اومأت لينا بالإيجاب فلم يعد يسمع هنا سوي صرخات نرجس جلس زيدان علي أحد المقاعد جوار حسام يضع ساقا فوق أخري مال ناحية صديقه يردف ضاحكا :
- لا لا بس لينا بتضرب جامد
ضحك حسام يردف متفاخرا :
- شغل فاخر من الآخر صحيح بص بص القلم يا جدع دا أنا صدعت منه بص بص الحركة دي بص بص اللقطة دي

تعالت ضحكات حسام وزيدان أما علي جانب آخر في المكتب جلس خالد يضع ساقا فوق أخري جواره عزام أمامه صقر نظر لها باشمئزاز يغمغم ساخرا :
- قولي بقي يا ابو الصقور البنات الحلوين اللي أنت تعرفهم بيحبوا فيك ايه يعني أنا أعرف أن الستات بتحب الرجالة إنما يحبوا شبه راجل سوسن أوي يا صقر دا أنت غلبت كيد النسا يلا

شد صقر علي كفه غاضبا لا يجرؤ علي النطق بحرف ليضحك خالد ساخرا يردف :
- ايه يا حبيبي زعلت بص بقي يا صقور أنا قدامي حل من اتنين يا اقوم اكلك علقة محترمة تحلف بيها باقي عمرك ..ودا حل محبب لقلبي بس مش عملي ... ايه بقي العملي واحد صاحبي عنده مزرعة فراخ عايز عامل معاه مش عايز اقولك بقي هيسففك تراب الأرض لو فرخة كسلت ترقد علي بيضها هيجيبك ترقد مكانها دا أنا موصي عليك بالجامد مش هترجع غير لما تبقي راجل يلا يا قمر روح جهز شنطتك عشان هو هيبعت حد ياخدك

- يا خالد اللي أنت بتقوله دا
أردف بها عزام مدهوشا أمام نظرات ابنه المتوسلة ليخرسه خالد صائحا :
- مش عايز اسمع نفس أنت مش قولتلي ربيلي ابني يا خالد ... اديني بربيه يلاااا يا بيه اطلع هاتلك هدمتين ينفعوك وحاسب علي شعرك المسشور دا ابن خد معاك حمام كريم

انتهي الموقف برحيل صقر مجبرا بصحبة أحد الرجال حاولت فيروز أن تخبر خالد أنها قد سامحت أخيها ولكن خالد لم يسمع لها وجاء المركز اصطحب نرجس حيث لا عودة لها ... دخلت هدي بصحبة لينا في تلك الأثناء تسأل كل منهن مدهوشة :
- هو في ايه

ضحك خالد بخفة يردف ببساطة :
- أبدا يا ستي ابنك جاله عقد عمل مع واحد صاحبي وهينزلكوا اجازات ، لو قصدك علي البوكس دا واحد زميلي من أيام الدراسة كان جاي يسلم عليا اصلهم مسكوا الست اللي اسمها نرجس دي في بيتها بس كانت معاهم في البوكس ... ايه يا جماعة فين العشا أنا جوعت

نظر حسام إلي زيدان يردف قلقا :
- أنا بخاف من الراجل اللي اسمه أبويا دا أوي
اردف زيدان يقاطعه يهمس له محتدا :
- بس يا عم وطي صوتك ابليس جايب ورقة وقلم وبيكتب ورا خالي ...

حرك حسام رأسه بالإيجاب ينظر هو وزيدان إلي خالد في قلق !!

انتهت الأمسية أخيرا .... صعد كل إلي غرفته دخل حسام إلي غرفته ليجد ورقة كبيرة معلقة علي سطح دولاب الثياب خط عليها جملة واحدة :
- أنا آسفة
ابتسم ساخرا كمش الورقة في كفه يلقيها في القمامة توجه إلي المرحاض ليجد سارة
تخرج من هناك ابتسمت متوترة ما أن رأته حاول تجاوزها لتعترض طريقه زفر حانقا يزيحها من أمامه لتتشبث بكف يده تهمس له بصوت رقيق حزين نادم :
- حسام أنا بجد آسفة حقيقي والله ما كانش قصدي اقولك الكلام السخيف دا أنت مش كدة اصلا انا كنت غيرانة أوي وما عرفش ازاي قولت كدة عشان خاطري خلاص ما تزعلش مني وبعدين علي فكرة بقي أنا اصلا كنت معجبة بيك جدا من قبل حتي ما أنت تقولي عشان كدة خوفت لتكون فيروز هي كمان تعجب بيك وعمي مثلا يجبرك تتجوزها زي ما بيحصل في الأفلام

رفع حاجبيه ساخرا من تلك الجملة البلهاء التي ختمت بها حديثها حاول سحب كفها من كفه لتزداد به تشبثا تغمغم سريعا :
- لاء مش هتعدي غير لما نتصالح وعلي فكرة بقي أنت رخم ايوة عشان لحد دلوقتي طنط لينا بتدلع علي عمو خالد ولا كأنها عيلة وهو بيتقبل دلعها دا عادي أنت علي طول بتقفش وتقولي أنتي مش عيلة

ابتسم ساخرا انظروا من صار المخطئ هنا الآن ؟! اقتربت منه تضع رأسها علي صدره تحاوطه بذراعيها تهمس بنعومة :
- عشان خاطري بقي يا حوسو ما تقفش مش أنا سرسورة حبيبتك وبعدين فاكر مرة قبل ما نتجوز وقعت عليا العصير وأنا ما زعلتش منك واحدة بواحدة اهو

ابتسم دون كلام امسك بذراعيها يبعدها عنه يغمغم حانقا :
- أنا داخل أخد دش الجو هنا حر وعرق وتلزيق
نفخت غاضبة حين تركها وتوجه صوب المرحاض يغلق الباب في وجهها مرت دقيقتين تقريبا قبل أن تسمعه يردف من الداخل غاضبا :
- نفسي مرة ادخل الحمام الاقي فوطة هاتيلي فوطة يا ست سارة

لوت شفتيها غاضبة توجه إلي دولاب الثياب تأخذ منشفة نظيفة هي تتذكر انها وضعت منشفة بالداخل كيف لا يوجد رفعت كتفيها بلامبلاة توجهت إلي المرحاض تدق الباب مد يده لها لتمد يدها بالمنشفة ترك المنشفة ليجذب كفها شهقت بعنف حين شعرت ببرودة الماء تغرقهما معا نظرت له لتراه يقف بثيابه أسفل المرش يحتجزها بين أحضانه ابتسم يهمس بكملة واحدة :
- بحبك !!
______________
كنت قولت علي الجروب إني مش هعمل جزء تاني للحلقة الخاصة بسبب كذا موقف حصلوا في الجزء الأول بس اعمل ايه ما قدرتش ازعلكوا وعملت جزء تاني أنا في الثبات علي الرأي ما عنديش يا أما ارحميني
يارب اخد أجازة بقي أنا تعبت المدرسين كلهم خدوا أجازة وورديات واحنا اللي متكدرين كل يوم لما الواحد حرفيا طاقته صفرت أنا بقالي حرفيا شهر خمسة اللي قالب علي 3 شهور في نفسه دا بشتغل من السبت للخميس دون فاصل والجمعة لازم يطلع مشوار تعب لازم حاجة تحصل
_________

خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برايكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله

دمتم في حفظ الرحمن
#عائلتنا_الصغيرة
#عائلة_دينا_جمال


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-23, 09:41 PM   #175

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع
من أسير عينيها
حلقة خاصة
¤¤¤¤¤¤¤¤
أمام غرفة العمليات يقف يجوب المكان ذهابا وإيابا صرخاتها لا تتوقف وقلبه يكاد يتوقف من القلق ، أليس هو طبيب النساء الماهر الذي يتباهى بذلك لما لا تكاد تحمله قدميه إذا ، لم يقدر على الدخول إلى غرفة العمليات حتى ، تهاوى على المقعد جوار الغرفة الجميع حوله ولكنه يشعر بأنه وحيد خائف من خسراتها كما خسر والدته لن يتحمل تلك الخسارة أبدا ، التفت جواره حين شعر بيد أبيه تربت على كتفه نظر إليه خائفا ليبتسم خالد يطمئنه يغمغم مبتسما:
-هتبقى كويسة ياض ما تخافش انشف كدة شوية
تنهد قلقا مال برأسه بستند إلى كتف والده ليسمع صوته يطمأنه مترفقا:
-هتبقى كويسة يا حبيبي ما تقلقش
ارتسمت ابتسامة بسيطة على ثغره تأخذه ذاكرته إلى ما حدث قبل سنة أشهر
Flash back
بعد عودتهم من أسيوط بأسبوعين فقط ، بدأ يلاحظ تغيرات غريبة على سارة ، تميل للنوم كثيرا ، تتقزز من عدة أطعمة ، تشعر بالكسل بشكل دائم بواقع خبرته أستشف ما بها ولكنه حاول أن يكذب حدسه سارة لا تزال على اتفاقهم المبرم لن تحمل قبل أن تنهي جامعتها وهي الآن في سنتها الرابعة لا يزال أمامها عامين كاملين ، وهو يأخذ كافة الاحتياطات اللازمة حتى لا يحدث حمل في هذه الفترة
في أحد الأيام بعد يوم عمل طويل مرهق دخل إلى الغرفة لم يجد لها أثر ولكنه سمع صوت مياه المرحاض ارتمى بجسده إلى الفراش يمسح وجهه بكفيه متعبا ، انتبهت حواسه حين سمع صوتها تتقئ هب من مكانه سريعا يتوجه صوب المرحاض أدار مقبض الباب ليدخل إليها رآها تميل إلى الحوض تتقئ بعنف لولا دخوله لكانت سقطت أرضا ، أسرع يمسك بها يُسندها يبعد خصلات شعرها عن وجهها ، ما أن انتهت فتح صنبور المياه ينظف وجهها بخفة ، أغلق الصنبور حاول أن يدفعها برفق لتتحرك فشعر بها ستسقط ليميل يحملها بين ذراعيه متوجها إلى فراشهم وضعها برفق على سطحه ، ضيق عينيه ينظر لقسمات وجهها الشاحبة يغمغم مترقبا :
-والله شكلك حامل ، أنا شاكك بقالي مدة وبقول لاء بيتهيئلي

ابتلعت لعابها مرتبكة ، ربما تكون حامل حقا ولما لا التغيرات التي تشعر بها مؤخرا لم تطرأ عليها قبلا ، تلك الأعراض تعرفها أخذتها في أحدى محاضرات النسا في الجامعة ... أجفلت على جملة حسام وهو يقول :
- أجيب شنطتي وأكشف ولا هتتكسفي أخدك لعيادة دكتورة
شعرت بالحرج من الفكرة قبضت كفيها على ملابسها تغمغم متوترة:
-لاء نروح عيادة دكتورة
اومأ لها يتحرك إلى دولاب ثيابها أخرج ملابس نظيفة لها يضعها على فراشها التفت إليها يغمغم :
-البسي على ما اتصل بدكتورة زميلة اشوفها في العيادة ولا لاء هستناكي في العربية

اومأت له مرتبكة ، بدلت ثيابها دقات قلبها تقرع بعنف ... خائفة من أن تكن بالفعل تحمل في طفلهم ويغضب حسام لذلك ابتلعت لعابها تشرع في ارتداء ملابسها إلى أن انتهت .. نزلت إلى أسفل المكان كان هادئ الجميع لا يزال في العمل عمها وزوجته ولينا لم تأتِ إلى الآن وربما لن تأتِ هي وزيدان والطفلين اليوم لا أحد يعلم ، توجهت للخارج حيث ينتظرها في سيارته جلست جواره مرتبكة دقات قلبها تتسارع بعنف تفكر في شئ واحد رده فعله أن كانت بالفعل تحمل في طفلهم هل سيغضب ، لا بالطبع لن يفعل أليس كذلك؟!
طال الطريق بهما إلى أن وصلا أمام عمارة سكنية يعلو طابقها الثالث لافتة كبيرة كتب على سطحها اسم الطبيبة ، طلب منها النزول فتح الباب المجاور لينزل وتتبعه هي ، أمسك بكف يدها يتحركان للداخل استقلا المصعد للطابق الثالث حيث تنتظرهم هناك ، حين دخلا كانت العيادة مكتظة، توجه لمكتب السكرتيرة يتحدث معها لبضع لحظات ، قامت الفتاة من مكانها توجهت صوب غرفة الكشف غابت لثوانٍ وحين عادت نظرت لهم تغمغم مبتسمة:
- اتفضل يا دكتور حسام ، دكتورة سمر في انتظارك
أمسك حسام بيدها يتحركان إلى الغرفة ، دخلا هناك ، أول ما قابلها كانت فتاة تقريبا في أواخر العشرينات سمراء البشراء عينيها واسعة ترتدي حجاب أزرق نِيلي ملامح وجهها بشوشة هادئة تبعث شعور جيد بالاطمئنان ، تقدمت الطبيبة منهم تصافحهم تغمغم مبتسمة :
- اهلا وسهلا يا دكتور حسام ، مدام سارة مش كدة اتفضلوا
ابتسمت متوترة تجلس أمام حسام على المقاعد المجاورة لمكتب الطبيبة ، فركت يديها متوترة حين بدأ حسام يحادث الطبيبة يخبرها بالأعراض التي أصابتها مؤخرا وهي تستمع صامتة مرتبكة اجفلت حين وجهت الطبيبة حديثها إليها تغمغم مبتسمة :
-اتفضلي معايا يا مدام سارة
اومأت لها متوترة تركت حقيبة يدها على مقعدها ، تحركت خطوتين لتنظر خلفها ترى هل يتبعها حسام لتراه لا يزال يجلس مكانه ، تحركت صوب الفراش ما أن تسطحت عليه وجدت حسام جوارها ، توسعت حدقتيها مذهولة كيف أتى إليها بتلك السرعة دون أن تلاحظه ، ابتلعت لعابها حين بدأ يرفع أطراف سترتها إلى منتصف بطنها تقريبا ومن ثم بدأ يضع مادة باردة تعرفها ، أفسحت له الطبيبة المكان ليجلس هو مكانها ، ضبط نظارة عينيه الشفافة يحرك الجهاز على محيط بطنها بالكامل لحظات وبدأت الصورة تتضح من المؤشرات التي بدأت تتضح أمامه شيئا فشئ أن الجنين تجاوز شهره السادس ، كيف دون أن يشعر؟! ، أجفل على صوت الطبيبة الواقفة خلفه تغمغم ضاحكة:
-الجنين عدى شهره التالت يا دكتور ، واضح أن المدام حملها هيبقى هادي ، مبروك يا مدام مبروك يا دكتور
شعر بالضيق من فكرة أنها كانت تعلم ولم تخبره ، هل ظنته سيكره الطفل مثلا ابتسم للطبيبة التي طلبت منه ضاحكة :
-ممكن بقى تسيب السونار بتاعي وتتفضل تستنانا برة شوية على ما اخلص كشف مع المدام
تحرك يخرج من الغرفة دون أن ينطق بحرف يعبر لها عن سعادته بالخبر ، لتترقرق الدموع في مقلتيها ، أغمضت عينيها تمسح دموعها سريعا حين شرعت الطبيبة تكمل الفحص ، طوال فترة الفحص وتلك الفتاة لا تتوقف عن التحدث معها أما هي هناك تفكر فقط في رد فعل حسام الغريب ، حسام لن يؤذي الطفل هي على أتم ثقة من ذلك ولكن هل سيغضب منها ، هل سيظنها خدعته؟ تقسم أنها لم تكن تعرف به سوى الآن صحيح أنها كانت تشعر ببعض الأعراض ولكنها كانت تتجاهلها تظن أن عقلها يوهمها فقط ، أجفلت على صوت الطبيبة تمازحها :
- أنتِ ساكتة على طول كدة على العموم إحنا خلصنا ثواني انادي دكتور حسام

زفرت حانقة ما بال تلك الطبيبة تتحدث عن زوجها بابتسامة عريضة وكأنها زوجته الثانية مثلا ، قامت تعدل ثيابها لتتحرك الطبيبة إلى الخارج غابت لحظتين لتعود وهو خلفها ، تحركت الطبيبة إلى مكتبها توجه حديثها لها وله :
-طيب الجنين تقريبا عمره 3 شهور ، دي أدوية وفيتامينات كويسة جداا ، مع أني المفروض والله ما اكتبهاش ،جوزك أستاذنا .. بص بردوا على الروشتة يا دكتور

التقط حسام الورقة من يدها ينظر لما خطته على سطحها يهمهم قبل أن يعيد لها الورقة يغمغم بابتسامة بسيطة :
- ضيفي فيتامين (.........) دا كويس في بداية الحمل
اومأت له الطبيبة تخط ما قال سريعا على سطح الورقة ، وهي تكاد تنفجر من الغيظ من تلك الطبيبة السخيفة والقلق من رد فعل حسام الغير مفهوم ، نظرت للطبيبة من جديد حين غمغمت :
-أشوفك بعد أسبوعين ، بإذن الله هنتابع مع بعض طول فترة حملك لحد الولادة يقوم بيها دكتور حسام بقى ولا ايه يا دكتور
وضحكت لتزفر سارة حانقة فاض كيلها من تلك الفتاة لتهب واقفة تنظر اليها في حدة قبل أن تتحرك وتغادر الغرفة ، حمحم حسام محرجا يعتذر عما حدث أخذ منها الورقة ليتحرك يلحق بزوجته المجنونة رآها تمكث في سيارتهم تنتظر قدومه ، فتح الباب يدلف جوارها ... ظلا على هذا الحال عدة دقائق هو صامت وهي أيضا ، يقبض بيديه على عجلة القيادة جسده به رجفة متتالية لذيذة يعكر صفوها غصة في حلقه هل كانت تعلم طوال تلك المدة وتخفي الأمر أو تخدعه ، التفت إليها يسألها بهدوء :
- أنتِ كنتِ عارفة ؟
التوت ابتسامة ساخرة على شفتيها تحرك رأسها بالنفي قبل أن تلتفت برأسها إليه تغمغم محتدة :
-لاء ، لتكون فاكر إني كنت مخبية عليك ولا حاجة ، عامة لو أنت مش عاوز الطفل دا ، أنا عوزاه ومستحيل هستغني عنه أبدا

ارتفع حاجبيه اندهاشا ، سارة باتت تهذي ، موجة من الدراما لا داعِ لها إطلاقا ،ضحك مدهوشا يردف:
- ايه يا سارة الدراما دي ، أفلام أوي هو إحنا متجوزين عرفي يا بنتي ، أنا بس بسألك ، دا ابني أو بنتي وأنا طبعا مبسوط بيه

هنا انحدرت دموعها لتلتفت بجسدها إليه تصرخ فيه بحرقة :
- مش باين عليك يا دكتور ، أنا كنت خايفة لابقى حامل من رد فعلك ، وزي ما توقعت ما ابتسمتش حتى ، خدت بعضك وخرجت من غير حتى ما تقولي مبروك ، أنا عارفة أنك مش عاوز أطفال وصدقني أنا كنت ماشية على الاحتياطات كويس أوي بس دي إرادة ربنا اعترض بقى ، صدقني يا حسام لو حاولت تأذي ابني ه
ظل صامتا إلى أن وصلت لذلك الجزء التي تتحدث فيه عنه وكأنه وعد دنئ سيسعى لإيذاء طفل صغير ، هو من يخرج من أرحام الأمهات كل يوم حياة جديدة ، سيؤذي طفله الصغير ، رفع يده يصفعها على فمها بخفة لتصمت ، شهقت مدهوشة مما فعل ليأتي دوره هو حين صاح فيها:
-عارفة لولا إني عارف لغبطة الهرمونات اللي عندك ما كنش هيبقى قلم خفيف على بوقك عشان تخرسي ، مين قالك أن أنا مش عايز أطفال ، أنا شيلت على أيدي وجوا حضني ما يقلش عن ألف طفل بقالي سنين دكتور ، من يوم جوازنا وأنا نفسي تحملي بس كنت بصبر نفسي بأني ما ينفعش احط حمل زيادة عليكِ. كنت حاسس بالذنب ناحيتك عشان سنك الصغير لما اتجوزنا ، كنت عايزك تعيشي حياتك على قد ما تقدري تركزي في دراستك ، تنجحي
أنا هتعب في ايه ، سنين وأنا نفسي في طفل بس بقول لنفسي اصبر يا حسام هانت ، هانت
لكن في الآخر تتهميني إني معارض إرادة ربنا وأن أنا هأذي اللي في بطنك ، يبقى تروحي عند أبوكِ لحد ما عقلك يرجع لراسك وبعدين نشوفلها حل

توسعت حدقتيها تزداد اتساعا مع كل كلمة يقولها ، أخفضت رأسها تبكي بصمت؛ ليتحرك هو بالسيارة وقف أمام صيدلية كبيرة نزل وتركها في السيارة ، دخل إلى الصيدلية لتفتح الباب المجاور لها ، تحركت إلى مقهى صغير أمامها كانت تشعر بالاختناق تريد بعض النسيم ليخفف ما بها من ألم
خرج حسام من الصيدلية بعد أن جلب الدواء تحرك إلى السيارة ما أن فتح الباب شخصت عينيه فزعا حين لم يجدها القى الدواء داخل السيارة يرفع رأسه يبحث عنها مفزوعا ليتنفس الصعداء حين رآها هناك في المقهى المقابل له والنادل يقف جوارها يأخذ طلبها ، اقترب منه سريعا ، يجذب المقعد أمامها جلس يتنفس بعنف نظر للنادل يغمغم :
-اتنين برتقال
رحل الأخير ؛ لينظر حسام إليها تنهد بعمق يغمغم حانقا :
- حرام عليكِ قلبي كان هيقف ، أنا ....
قاطعته قبل أن يكمل حين أمسكت بكف يده فجاءة فصمت ينظر لوجهها ، شعر بوخزة حادة تنقر داخله حين رأى وجهها الباكي منذ متى وهو المتسبب في تلك الدموع وذلك الخوف الساكن هناك داخل حدقتيها ، تنهد بعمق في حين همست هي حائرة :
- أنا ما كنش قصدي اللي فهمته ، أنا متلغبطة ومتوترة وخايفة وأنت المفروض تبقى عارف دا ، رد فعلك لما شوفت الجنين خوفني أكتر ، ما ابتسمتش حتى يا حسام ، أنا عارفة أنك مستحيل تأذيه ، ما كنش قصدي اقول كدة أنا بس متلغبطة والله
حمل مقعده يقترب منها جلس جوارها يحتضن كفها بين يديه يحاول أن يجعلها تهدأ ليتنهد بعمق يردف:
-مش أنتِ بس اللي متلغبطة يا سارة أنا لما شوفت الجنين في السونار ، جسمي كله اتنفض بقيت مش مصدق ، قلبي كان هيقف من الفرحة ، يمكن أن اللي كنت بفكر فيه ونغص عليا فرحتي لما لقيت الجنين عمره يزيد عن 3 شهور أنك تكوني عارفة وخبيتي عليا ، خوفا مثلا إني ااذي ابني يا سارة ، صدقيني أنا مبسوط وسعيد أكتر مما تتخيلي ، وعارف كويس حالة اللغبطة اللي أنتِ فيها والا كنت علقتك على سقف العربية على الهلفطة اللي قولتيها دي ، دا أنتِ خلتيني دراكولا يا شيخة

بالكاد ابتسمت ليلف ذراعه حول كتفيها يقربها منه يقبل قمة رأسها بعمق يهمس لها سعيدا :
-مبروك يا حبيبتي ، بس على فكرة بقى أنا مش مسامحك ، يبقى جوزك دكتور طلعان عين أهله مع العيلة كلها ورايحة تكشفي برة يا شيخة

عند تلك النقطة انتفضت بعيدا عنه تكشر عن أنيابها تغمغم حانقة:
-فكرتني بقى ، البت الملزقة اللي كل خمس ثواني يا دكتور حسام وهيهيهيهيهي دي مش هنروح عندها تاني

ضحك عاليا يغمزها بطرف عينيه يتشدق مستمتعا :
-لاء يا روح قلب جوزك ، ما أنتِ مش هتكشفي عند حد تاني ، أروح أنا أبيع لب على كدة ، دا أنا انقلك العيادة لحد السرير

أحمرت وجنتيها خجلا تزفر حانقة لا يهم حسام وتعليقاته المخجلة ستجد حلا يرغمه على الذهاب إلى طبيبة أخرى ، ولكن الأهم الآن أنهم لن يذهبوا إلى تلك الطبيبة مرة أخرى ، الفتاة على وشك سرقة زوجها منها بكل جراءة ، جاء النادل يحضر لهم العصير لتنظر إلى الاكواب لتعاود النظر لحسام اقتربت منه تهمس مرتبكة :
-حسام أنا شامة ريحة مسقعة ، تفكر دا وحم

-لاء دا جوع ما فيش واحدة بتتوحم على المسقعة ، أنتِ لو حامل في بتنجانة مش هتتوحمي على المسقعة
علق ساخرا لتزفر حانقة مما يقول في حين ضحك هو من جديد
_____________
طريق العودة للبيت لم يخلو من مشاكسات حسام يخبرها بأن الطفل سيشبهه هو لأنه أبيه وهو الأحق بذلك وأنه سيسميه خالد على اسم والده أن كان فتى وشهد على اسم والدته إن كانت فتاة ، إلى أن وصلت السيارة إلى المنزل حين عادا كان الجميع قد عاد ، فتح حسام الباب دلفا إلى الداخل ليهرول ياسين الصغير إليه يغمغم بكلمات مبعثرة :
-حتام وحتني حبيبي
ضحك حسام يلتقط الصغير من الأرض ذلك الفتي سيكون خليفته القادم ، قبل وجنتي الصغير يغمغم مبتسما:
- أنت اللي وحشتني يا حبيبي ، البت أختك البومة اللي شبه أمها فين
لم يحتاج أن يسأل من جديد حين رأى والده يخرج من غرفة مكتبه والصغيرة تمسك بسرواله تسير جواره ، نظر خالد لولده يسأله:
-أنت كنت فين يا حسام بتصل بيك ما بتردش

- هتلاقيه كان عازم سارة على حمص الشام دا عيل بخيل جلدة
غمغمت لينا شقيقته ساخرة وهي تخرج من المطبخ بصحبة والدتها لتلكزها والدتها بخفة تنهرها عما تفعله ليضحك حسام يغمغم ساخرا:
-سيبيها يا دكتورة ، أصل الطبيعي أن الإنسان بيعدي الكلام على مخه قبل ما يتكلم ، لينا بقى بتعدي الكلام على الكلى ، بتتكلم الأول وبعدين تفكر وشكلي كدة هاجي الزقها على قفاها
زفرت لينا حانقة تقلب عينيها متهكمة عادت للمطبخ من جديد في حين سألت لينا زوجة خالد :
-يلا غيروا هدمكوا عشان الأكل
اومأ لها حسام مبتسما وضع ياسين جوار خالد ليلف ذراعه حول كتفي سارة يتحرك معها لأعلى ، دخلا إلى الغرفة ليخلع سترته يغمغم :
-خدي دش بس مش في البانيو احتياطي ، وأنا هنزل أبلغهم بالخبر وأنتِ حصليني لما تخلصي بس على طول

ابتسمت مرتبكة تومأ له توجهت إلى المرحاض ليخرج هو من الغرفة أغلق الباب يقرر الآتي سينزل بهدوء ويقف أمامها يغمغم بمنتهي العقلانية والهدوء أن زوجته حامل ، ابتسم يتحرك إلى أن وصل لبداية السلم وتبا لكل شئ بعد ذلك ، نزل على سلم البيت يهرول يصرخ وكأنه طفل صغير فاز بجائزة كبيرة توا :
-يا بابا يا أبا الحج درويش يا دكتورة لينا ،أنتِ يا بت يا بومة ياللي اسمك لينا ، سارة حاااامل مراتي حامل ولي العهد جاي

ظل يصرخ إلى أن وصل إليهم ليرى الجميع ينظر إليه مدهوشا ، أليس ذلك هو حسام الذي صعد توا إلى غرفته ، هل علم أن زوجته حامل في منتصف السلم نظر لوجوههم المدهوشة ليغمغم مبتسما :
- ايه يا جماعة مالكم متنحين كدة ليه بقولكوا سارة حامل

اقترب خالد منه يبسط يده فوق جبينه يغمغم مرتابا :
- مش سخن ولا حاجة ، أنت ضارب حاجة يالا ، أنت مش كنت لسه قدامي هنا أنت ومراتك من دقيقة عرفت أنها حامل في ثانية

ضحك حسام عاليا يخبرهم ما حدث صباحا ، ليرفع خالد وجهه إلى السماء يغمغم بحرقة:
- يارب صبرني على ولاد الكلب دول هيجيبولي جلطة ، أنت يا ابني ما قولتلناش أول ما دخلت ليه ، بتعمل سابينس يا متخلف ، الطب لحس مخك خلاص

ضحك حسام عاليا ليجذبه خالد إليه يعانقه يغمغم سعيدا :
- مبروك ياض أخيرا رفعت راس العيلة ، عارف ياض لو سميت الواد على اسمك هعلقك

ضحك حسام عاليا يعانق والده سعيدا ، اقتربت شقيقته منه تغمغم ضاحكة:
-هتبقى بابا يا حوسو ، هتبقى أب فظيع بدماغك دي ، بالأحضان يا أبو العيال

ضحك يعانق شقيقته سعيدا ، اقتربت لينا زوجة خالد منه تغمغم مبتسمة :
-مبروك يا ابني ألف مبروك

صمت ، اختفت ابتسامته ينظر لها مطولا كم كام يتمنى أن تكن والدته حية الآن يراها سعيدة بخبر حمل زوجته ، توترت حدقتيه يشعر برغبة في البكاء ... لتحمحم لينا مرتبكة يبدو أن كلمتها لم تكن صائبة فحسام حسام على الرغم من أن علاقتهم جيدة جدا ودائما ما يستشرها في كل صغيرة وكبيرة الا أنه لم يتقبلها سوى زوجة أبيه ، ابتعد حسام عن شقيقته يقترب منها مال يقبل جبينها ابتسم يهمس لها:
-الله يبارك فيكِ يا دكتورة
ابتسمت لينا مرتبكة حاولت شيئا لم يخرج منها سوى كلمة واحدة قبل أن يقاطعها:
-أنا ...
وصمتت حين أردف حسام مبتسما :
-أنتِ في مقام والدتي يا دكتورة ويكون شرف كبير أوي ليا لما دكتورة لينا الشريف بنفسها تقولي يا إبني أو تعتبرني ابنها ، وبعدين دا أنا ما بعملش حاجة من غير ما أخد رأيك ودايما بلاقي عندك الحل الصح ، ربنا يخليكِ لينا

وصمت لعدة لحظات يعقد جبينه يفكر ليغمغم متعجبا :
ايه دا ثواني ، أنتِ اصلا اسمك لينا وأنا بقول ربنا يخليكِ لينا ، في حاجة أنا مش فاهمها

ضحك الجميع ليقترب خالد من حسام يلف ذراعه حول عنق الأخير يجذبه بعيدا عن زوجته ابتسم يغمغم من بين أسنانه:
- أنا ملاحظ أنك نفسك تخلي الواد يتيم قبل ما يتولد عيوني يا حبيب بابا

في تلك اللحظة دخل زيدان ليهرب حسام من قبضة أبيه يهرع إلى صديقه يصرخ سعيدا :
- زيزو سااارة حااامل هتبقى عمو يا أبو الصحاب
ابتسم زيدان سعيدا يعانق صديقه بشدة يصيحان بسعادة ، أخرج زيدان هاتفه يبحث سريعا عن شيئا ما لحظتين فقط وبدأت تصعد اغنية حماسية بصوت عالي تلك الأغاني التي تظهر دائما بعد فوز المنتخب في مبارايات كرة القدم ، لتتعالى ضحكات الجميع على ما يفعلان
، بعد دقائق نزلت سارة لتتلقى دورها من التهاني والمباركات ... قبل أن يلتف الجميع حول طاولة الطعام ما بين المزاح والضحك وتعليقات حسام ومشاكساته مع شقيقته امتلا المكان بهجة وسعادة
Back
أجفل من شروده على صوت بكاء طفل صغير انتفض من مكانه يقترب من باب الغرفة ليسمع عدة أصوات أطفال تبكي لم يفهم قطب جبينه قلقا دقائق وخرجت لينا تحمل بين يديها طفلين يلتفان بغطاء أزرق اللون ، توسعت عيني حسام ينظر للينا مصعوقا في حين ضحكت الأخيرة تردف :
- أمسك يا ابني شيل عيالك على ما أروح أجيب الباقي
- باقي !! غمغم بها مصعوقا ليتقدم خالد يحمل الصغيرين عن لينا التي عادت للغرفة من جديد غابت لبضع لحظات لتعود وهي تحمل طفلين هنا انتفض حسام من مكانه يصيح مذعورا :
- مين دول ، أنا قولتلها بنت المستخبي اتابع معاها أنا الحمل ، دا مش هاترك دا سوبر هاترك دول كلهم عيالي

لكزه خالد بمرفقه بعنف في ذراعه ليفيق مما هو يغمغم حانقا :
- أنت متخلف ياض بتحسد عيالك ، سمي الله وخدهم
ارتجف جسده ينظر للطفلين في يد لينا مد يده يحمل أحد الطفلين بخفة ليسمع صوت لينا تغمغم :
- مبروك سارة جابت 3 ولاد وبنت ، البنت اللى على أيدك حتى ملفوفة في بطانية لونها بينك

تدلى فك حسام مدهوشا ينظر لما يحدث حوله ، هذه إذا المفاجأة الكبيرة التي أخبرته سارة بها ولكن كيف في جهاز السونار رأى طفل واحد كيف أصبحوا أربعة ، جعد جبينه كان يظن أنه يتوهم أنه سمع دقات قلب متداخلة ظنها من وقع الصدمة وأن تلك دقات قلبه هو ، لم يجفل على سوى خالد وهو يعطي أحد الطفلين لزيدان :
-اذن يا ابني في ودنه ، بدل البيه الواقف متنح دا
تدارك الأمر سريعا ينظر للصغيرة بين ذراعيه لتقع عينيه على وجهها الوردي الصغير عيونها البنية ابنته عينيها كعينيه ، ضحك ثغره سعيدا وأغرقت الدموع عينيه يضحك وتتناثر دموعه فوق وجنتيه رفع الصغيرة قليلا يقبل جبينها يهمس لها بالاذان بصوت خفيض عذب ، اقترب خالد منه يغمغم ضاحكا:
-لاء ابن أبوك فعلا ، مبروك ياض ، جايبلنا أربع مقاريض شبهك ، تعالى نروح نتطمن على مراتك
أخذت لينا وخالد الأطفال لطبيبة الأطفال لفحصهم ، في حين توجه حسام إلى غرفة زوجته ليطمئن عليها ، ووقف زيدان يحادث لينا على الهاتف يغمغم يطمئنها :
-والله يا لينا حسام مش زعلان هو عارف أنها صفقة مهمة للشركة وخالي كان هنا جنبه هناك والله مش زعلان يا بنتي بطلي عبط

تنهدت لينا قلقة ، لم تذهب معهم إلى المستشفى لأن والدها لم يكن ليترك حسام والشركة كانت ستخسر الكثير أن لم تكن هي بدلا من والدها في تلك الصفقة ، شعورها بالذنب يقتلها لترك شقيقها ، تعرف أن حسام طيب القلب لن يغضب منها

على صعيد قريب جلس حسام جوار سارة يمسح بيده على خصلات شعرها ، يمسك محرمة ورقية يمسح قطرات العرق عن جبينها ابتسامة كبيرة تشق شفتيه ، بات لديه أربعة أطفال دفعة واحدة من كان ليصدق ؟!
أمسك كف يدها يرفعه إلى فمه يطبع عليه قبلة صغيرة حين شعر تتأوه متألمة ، حركت رأسها ناحيته قبل أن تنكشف عن مقلتيها تنظر له مجهدة ارتسمت ابتسامة ضعيفة على شفتيها بالكاد همست :
-شوفتهم يا حسام
اومأ لها مبتسما ، مد يده يقرص أنفها بخفة يغمغم ضاحكا:
- بقى هي دي المفاجأة جيبالي أربع أرانب ، دا هيبقى مورستان أبويا هيولع فينا

ضحكت لتتأوه متألمة استندت على كف يده ، ليلف ذراعه حول جذعها يسندها لتضطجع على الفراش تنظر حولها تبحث عن الأطفال ليبادر هو :
-ما تقلقيش بابا والدكتورة لينا خدوهم عند دكتورة الأطفال عشان نتطمن عليهم ، هتلاقيهم جايين دلوقتي

اومأت له قلقة توجه انظارها صوب باب الغرفة دقيقة فقط وفُتح الباب ليدخل خالد وخلفه صوت لينا تعاتبه :
-يا خالد خبط الأول يا خالد
ابتسمت سارة مبتهجة تفتح ذراعيها لتحمل أحد الأطفال أقترب خالد منها يضع أحد الصغار بين يديها يغمغم مبتسما :
-مبروك يا حبيبة عمك ، ربنا يعينك عليهم هما والمتخلف اللي جنبك دا
زم حسام شفتيه حانقا ليقترب من لينا يأخذ الفتاة من بين يديها ، عاد يجلس جوار سارة يغمغم ضاحكا:
- بصي بقى يا ستي ، احنا عندنا دلوقتي 3 معيز ، وبقرة
رفع خالد يده يصفع حسام على رقبته من الخلف يغمغم حانقا :
- والله ما في بقرة غيرك ، أخرس يا حيوان ، أنت الفرحة هبلتك
هنا اقتربت لينا تجلس على المقعد القريب من الفراش تغمغم مبتسمة :
- حبيبتي أنتِ ما شاء الله جبتي 3 ولاد وبنت ، ها هتسموهم ايه

نظر خالد لحسام يضيق عينيه يتوعده أن لم يفعل ليضحك حسام بخفة يغمغم سريعا :
-من غير ما تبصلي والله ، الباشا اللي في حضنك دا هنسميه خالد ، حتى شوف عينيه شبه عينيك ازاي

نظر خالد للطفل الصغير بين يديه ليبتسم سعيدا قلبه يطرب فرحا يحمل حفيده بين يديه ، لم يشعر بتلك الفرحة سوى وهو يحمل أطفال لينا ابنته قبلا والآن أطفال ولده ، بات لديه الكثير من الأحفاد وهو حقا سعيد لذلك
مال برأسه يقبل جبين الصغير ، ليأتي دور سارة حين غمغمت مبتسمة :
- ودا هسميه عمر على اسم بابا

وافق حسام والآن تبقى طفلين ، نظر حسام للينا يغمغم مبتسما:
-دكتورة لينا هي اللي هتسمي الباشا اللي معاها

توسعت عيني لينا مدهوشة تنظر صوب حسام مرتبكة حقا سيتركها تختار اسم الصغير ، أدمعت عينيها فرحا لتعاود النظر لوجه الصغير أمسكت كفه الصغير بين أصابعها تتمتم :
- يوسف
رفعت وجهها تنظر صوب خالد ليبتسم الأخير حزينا كان يوسف هو الاسم المقدر للطفل الثاني الذي لم يأتِ أبدا ، حرك رأسه موافقا
أعجب الجميع بالاسم ليكن الثالث يوسف ، لم يبقى سوى الفتاة حمحم حسام يغمغم :
- أما البرنسيس دي فهتبقى شهد على اسم والدتي الله يرحمها
- يا سلام وليه ما يبقاش اسمها تالا على اسم والدتي أنا
صاحت بها سارة تعترض هي من حملت في الصغيرة ولها كامل الحق في أن تختار اسمها تنهد حسام يغمغم :
- يا بنتي إحنا مش متفقين
اشاحت بوجهها بعيدا عنه تغمغم رافضة :
-أنا ما اتفقتش ، أنا اللي تعبت في حملها وولادتها يبقى أنا اللي اسميها حقي

زفر حسام حانقا ، سارة تعشق معاندته بكل السبل الممكنة قرر إنهاء ذلك النقاش يغمغم متضايقا:
-سارة أنا قولت اللي عندي أنا هسميها شهد
لفت وجهها إليهم لم تنظر إليه وإنما نظرت صوب خالد ، غص صوتها تغمغم مختنقة :
- شايف يا عمي ، اعمل اللي أنت عاوزه يا حسام بس ما تتكلمش معايا تاني

هنا انفتح الباب ودخل عمر ومعه تالا تركض صوب ابنتها تضمها لأحضانها ، لتنفجر الأخيرة في البكاء لتصيح تالا مذعورة:
-حبيبتي أنا آسفة والله العظيم كان غصب عني ، حقك عليا ... طب بتعيطي أوي كدة ليه ، في أي يا ....
___________
هلا والله وحشتوني جداا بداية الدراسة مع الجيوب الأنفية مع تقلبات الجو يا ابا أحلى ميكس رهيب عليك ، حقيقي أنا ما رجعتش اكتب في الحلقة غير امبارح بس قبل كدة كنت بحاول اتعافى ، باقي الحلقة بكرة أو بعده في الأغلب بإذن الله
ومعاه بداية الجزء الثالث من أسيرة الشيطان
دمتم في حفظ الرحمن


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-23, 09:45 PM   #176

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع
من أسير عينيها
حلقة خاصة 2
¤¤¤¤¤¤¤¤
في سيارة والدها تجلس بالخلف بصحبة والدتها وسارين بالإمام الأطفال ليسوا معها وذلك يكاد يقتلها حسام أصر على أن يكن الاطفال بصحبته في السيارة ، حين أصرت هي أنها ستعود إلى البيت في سيارة والدها ، مدت تالا يدها تمسح على حجاب سارة برفق تتمتم :
-سارة يا حبيبتي ، ما تحبيكهاش اوي كدة أنتِ بنفسك قيلالي أن حسام كان مرتبط بوالدته جداا وبعدين اسم شهد جميل خالص ، احنا ممكن حتى نسميها شهد في شهادة الميلاد ونناديها بالاسم اللي يعجبك

اضطربت حدقتي سارة تفكر فيما تقول والدتها ، ليقطع والدها بصوته تفكيرها حين غمغم منفعلا :
-لا يا تالا ، ابن خالد هو اللي بيتسعبط وعايز يعيش في الدور ، المفروض أنه دكتور ويقدر حالتها بعد الولادة ، بس ازاااي أنا ليا كلام تاني مع أبوه ويا يتعدل يا هاخد بنتي عندي لحد ما يتعدل
أغمضت سارة عينيها تزرف الدموع نادمة من البداية واتفقا سويا على أن اسم الفتاة سيكون على اسم والدته الراحلة لما رفضت الآن ، لما وصل بهم الوضع لهنا لا تزال تشعر بالألم ولكنها أصرت على الخروج من المستشفى
أما على صعيد آخر في سيارة خالد يجلس حسام بالخلف جواره لينا زوجة خالد وخالد جوار زيدان الذي يتولى القيادة ، الجميع صامت حتى الأطفال نيام ، حسام يبدو غاضبا تجاوز كثيرا عن أفعالها ولكن الآن لاء طفح به الكيل نظر للطفلة النائمة بين أحضانه ليميل برأسه يقبل جبينها برفق وقفت السيارة في أحدى إشارات المرور ليضطجع حسام إلى ظهر المقعد يغمض عينيه متعبا ، لحظات فقط وسمع دقات على الزجاج المجاور له نظر للفاعل ليجدها طفلة صغيرة فتح الزجاج لتمد الصغيرة يدها بعبوة مناديل نحوهه تغمغم :
-تشتري مناديل
ومن ثم سكتت تنظر للطفلة النائمة لتبتسم في اتساع تغمغم سعيدة :
-الله ، دي نونا ... دي بنت ولا ولد واسمها ايه هااا ، يلا اشتريلها مناديل
ضحك حسام ينظر لتلك الصغيرة ليخرج بعض النقود من جيب سرواله برفق حتى لا يوقظ الطفلة أعطاها للفتاة يسألها :
-أنتِ اسمك يا لمضة
ضحكت الفتاة تأخذ منه النقود تغمغم مبتسمة :
- اسمي في الشارع أمنية ، إنما اسمي في المدرسة أسيل
ثم اقتربت أكثر منه تخفض صوتها تغمغم بحذر بشكل برئ للغاية :
-أصل ماما ما تعرفش اني ببيع مناديل ، بس ماما حرام بتتعب من الشغل من ساعة ما بابا سابنا ومشي ، بص سمي النونو أسيل زيي ، خد يلا المناديل أهي
التقط عبوة المناديل من يدها ليرفع يده يقرص وجنتها يغمغم مبتسما :
- حاضر يا أسيل ، هسميها أسيل
ضحكت الفتاة تصفق بيديها سعيدة قبل أن تلوح له تركض بعيدا وهي تضحك سعيدة لينظر حسام للطفلة النائمة بين أحضانه مال يقبل جبينها من جديد يهمس لها :
-عجبك اسم أسيل ؟
تململت الصغيرة بين ذراعيه تكمل نومها ليبتسم يأخذ ما فعلت وكأنه موافقة منها ، رفع وجهه ينظر صوب أبيه ليتنهد خالد يغمغم يعاتبه:
- حسام اللي عملته دا ما ينفعش ، أنت ما قدرتش حالتها وهي لسه والدة من اقل من ساعة يا سيدي قولها ماشي وابقوا اتفقوا على الاسم بعدين
حرك حسام رأسه للجانبين ينفي ما يقول والده :
- لا يا بابا أنا فاهم دماغ سارة كويس ، سارة بتعند لمجرد العند ، عايزة تطلعني الوحش بأي شكل ، على فكرة أنا وهي متفقين على الاسم وهي كانت موافقة

وصمت وظل الجميع صامتا .. إلى أن وصلت السيارات حديقة منزل خالد حيث تقف لينا ابنته تنتظرهم ، بدأ الجميع في النزول لتقترب لينا منهم تغمغم سعيدة:
- اومال فين الأرانب حبايب عمتو
اقتربت لينا من والدها تنظر للصغير بين ذراعيه ليشير خالد برأسه إلى أحد الصغيرين يغمغم مبتسما:
-دا خالد واللي على دراعي التاني عمر ، واللي مامتك شيلاه يوسف ، واللي أخوك شايلها أسيل
ابتسمت لينا سعيدة صحيح أنها تعجبت حسام كان مصرا أن يسمي الفتاة على اسم والدته ما الذي تغير الآن ، حملت أحد الصغار من والدها
توجهت أنظار الجميع إلى سيارة عمر حين خرجت سارة منها تستند علي ذراع والدتها ، اقترب عمر منها سريعا يلف ذراعه حولها يحاول أن يسندها ، ليتحرك حسام صوب زيدان أعطاه الطفلة ليحملها زيدان برفق في حين تحرك حسام صوب زوجته يوجه حديثه لوالدها :
- عن اذنك يا عمي
نظر عمر لحسام حانقا ولكن ابنته متعبة سيبتعد لأجلها فقط ، ابتعد خطوتين للخلف ليقترب حسام انثنى بجذعه يحملها بين ذراعيه يأخذ طريقه للأعلى ، وهي تستند برأسها إلى صدره متعبة لا تقوى حتى على رفع ذراعيها ، أوصلها إلى غرفتهم استند بركبته اليمنى يضعها على الفراش برفق كاد أن يتحرك لتمسك بذراعه سريعا ، لم يلتفت إليها ظل واقفا ينظر بعيدا ويدها تقبض على ذراعه وصوتها يبكي وهي تحادثه :
- حسام خلاص بص ما تزعلش ، أنا آسفة
بس أنت كمان ضايقتني وزعقت وصممت تسمي البنت على اسم مامتك

جذب يده من يدها ليلتفت إليها ، ظل صامتا لعدة ثوانِ قبل أن يعلو ثغره ما يشبه إبتسامة ساخرة قبل أن يردف متهكما :
-لاء بقى كفاية لعبة القط والفطار دي يا سارة أنا زهقت ، على طول شاكة فيا ، حاطاني في موضع شك واتهام وسوء ظن منك دايما وأنا بعدي ، بتقولي الكلام وترجعي فيه لمجرد العند وعديتها مرة واتنين وتلاتة وعشرة ، كفاية لحد كدة ... أنا هقعد في اوضتي القديمة من النهاردة عن إذنك
وتركها وخرج لتنهار باكية رفعت يديها تغطي بهما وجهها تبكي بحرقة ... ربما عدم ثقة والدتها في أبيها انعكس عليها سلبا ، ربما هي نشئتها المضطربة بين أبوين لا يتوقفان عن الصراخ والشجار لأتفه الأسباب هي السبب في ذلك لا تعرف ما بها وحسام فاض كيله وغادر
أجفلت على صوت خطوات ظنته هو فرفعت وجهها سريعا لتراه ، لتبصر سارين تقترب منها جلست أمامها على الفراش تمسك بكفيها بين يديها تتمتم :
-مالك يا سارة ، حالك مش عاجبني ... أنتِ دايما بتحكيلي عن اللي بيحصل بينك وبين حسام ، وأوقات كتير ببقى عايزة اقولك سارة أنتِ بتخترعي مشاكل بس ما برضاش عشان ما ازعلكيش وخصوصا لما بتقوليلي انكوا اتصالحتوا ، سارة حسام بيحبك ... اي لزوم اللي بتعمليه دا

انحدرت دموعها أكثر لتبعد يدها من يد شقيقتها ترتمي بين أحضانها تغمغم بحرقة:
- مش عارفة يا سارين أنا ما كنش ليا أصحاب خالص وحسام عوضني عن الشعور دا الأب والأخ والصديق بس بحس جوايا دايما بالقلق ، حاسة دايما أننا هنبقى نسخة من بابا وماما وبدل ما أحاول اعمل العكس بلاقي نفسي دايما بعمل العكس أنا مش فاهمة حاجة

تنهدت سارين مشفقة على حال شقيقتها لتمد يدها تمسح على شعرها برفق لعدة دقائق طويلة ومن ثم أبعدتها عنها تحتضن وجهها بين كفيها :
- سارة اتعاملي بطبيعتك وشيلي اي أوهام من دماغك ، علاقتك أنتِ وحسام مش هتبقى شبه علاقة بابا وماما أبدا ، ما تخسريش حب حسام بسبب شوية أوهام يا سارة
ابتلعت غصتها تومأ برأسها دون اقتناع ، رفعت رأسها صوب سارين تسألها قلقة :
- سارين هما عيالي فين ، سارين أنا خايفة أوي مش عارفة هعرف أخد بالي منهم إزاي
ضحكت سارين بخفة تربت على وجنتها برفق تغمغم ضاحكة :
-بصي كل اللي اقدر اقهولك أن كل حاجة هتبقى تمام وربنا يسامحنى على الكدب دا ، أنا هقوم اشوفهم واجيلك تاني

خرجت سارين من الغرفة تنزل لأسفل ليتناهى إلى أسماعها صوت والدها الحاد وهو يحادث عمها :
-لا يا خالد مهما كان ما يزعقش للبت وهي لسه والدة ، ابنك لو ما احترمش نفسه واتلم يبقى بنتي تروح معايا

هنا وصلت لأسفل لترى أبيها وعمها وحسام يجلس ثلاثتهم في صالة المنزل ليهب حسام واقفا يغمغم محتدا :
- أنا محترم يا عمي ، بنتك اللي بتستهبل وبعدين مراتي أنا عارف بتعامل معاها ازاي
هنا وقف عمر يقترب من حسام ليدفعه في صدره بعنف يصرخ فيه :
- هو دا الوعد بتاعك هشيلها جوا عيني وفوق راسي ، ممشي حياتكم بالزعيق والشخط بنتي كانت عايشة ملكة في بيتي مش هتاخدها أنت تهينها

- خلصتوا صويت : غمغم بها خالد ساخرا لينظر لحسام أولا ومن ثم عاود النظر صوب أخيه قام يقف بينهما توجه صوب عمر يشهر سبابته أمام وجهه يحذره :
- ما تمدش ايدك على ابني ، حسام لو في يوم كان فكر يرفع ايده على بنتك كنت كسرتهاله ، اللي حصل بينهم خناقة بتحصل بين اي اتنين متجوزين
التفت إلى حسام يخفض صوته يهمس يحادثه:
-اطلع شوف مراتك ، وهدي الدنيا اعمل حساب أنها لسه تعبانة ، أظن مفهوم
زفر حسام يومأ برأسه ليتركهم ويصعد لأعلى، مر جوار سارين ليعطيها ابتسامة باهتة شاحبة يكمل طريقه لأعلى في حين اقترب خالد من عمر وضع كفه على كتف شقيقه يقترب من أذنه يهمس ساخرا:
-ما تقلقش حسام مش زيي المرض النفسي مش معدي يا أخويا

أصفر وجه عمر يبتلع لعابه متوترا حين اكتشف أن خالد ببساطة فهم ما كان يفكر فيه ، ابتعد خطوة للخلف يغمغم سريعا يحاول إيجاد مبرر آخر:
-يا خالد أنا مش قصدي اللي أنت فاهمه خالص ، الحكاية واللي فيها أن أنا قلقان عليها سارة حساسة جداا واتاثرت بشكل سئ جدا بالمشاكل اللي كانت بيني وبين تالا أنا خايف تفتكر اللي كان بيحصل زمان ودا يأثر على نفسيتها بالسلب وهي لسه والدة وما شاء الله أربع أطفال محتاجين منها مجهود كبير
لم يقتنع خالد تماما بكلمات أخيه ولكنه فقط اومأ برأسه ، ليتركه ويصعد لأعلى هو الآخر ، هنا اقتربت سارين من والدها تضع رأسها على صدره تنهدت تغمغم متعبة :
- سارة هي اللي مأفورة يا بابا ، بتخترع المشاكل ، أنا اتكلمت معاها يارب بس تنفذ اللي اتفقنا عليه
تنهد عمر قلقا لا يفهم ما أصاب ابنته ، رفع يده يلف ذراعه حول كتفي سارين يقبل قمة رأسها يغمغم :
-كلمتي عثمان
اومأت برأسها لتخرج ضحكة صغيرة من بين شفتيها تغمغم :
- ايوة ، العيال هيجننوه بيشد في شعره من محمود وحسام وبدر اللي طالع نسخة منه وعمال يطلع على الكنب والكراسي يركبها كأنها حصان

أما في الأعلى صعد حسام إلى الغرفة التي تلتصق بغرفته هو وسارة تلك الغرفة التي اصرت سارة أن تظل مغلقة لحين موعد
ولادتها والآن عرف السبب ، دخل إلى الغرفة ليجد أربعة أسرة صغيرة للأطفال تتراص جوار بعضها الجميع هنا زوجة أبيه وشقيقته وتالا وسارة الصغيرين ياسين ووتين ، تقدم ياسين منه ليبتسم حسام يحمله على أحد ذراعيه يغمغم :
-وحشتني يا ياسو ، شوفت البيبهات
اومأ الصغير برأسه يرفع كف يده يعد عليه :
-في نونو واتنين وتاتة وابعة
ضحك حسام يلثم وجنة ياسين بقبلة كبيرة تحرك عينيه صوب سارة ليراها تشيح بوجهها بعيدا عنه اقتربت تالا تحمل أحد الأطفال تضعه بين أحضانها لتحمحم سارة محرجة من وجودهم جميعا حولها وهي تطعم الصغير ، اقترب حسام منها ينزل ياسين جواره ليحمل ليمسك بيدها يضعها تحت رأس الطفل يعدل نومته بين أحضانها ، كاد أن يبتعد حين شعر بيدها تمسك بكفه ، نظر لها ولم يكن يريد أن يفعل ليرى الدموع تتجمع في مقلتيها تنهد يلعن قلبه الرقيق ، التفت صوب شقيقته يغمزها بطرف عينيه لتفهم ما يريد اومأت له توجه حديثها لتالا ولينا :
-إحنا قاعدين هنا ليه يا جماعة ، مش ننزل نحضر العشا وناكل كلنا بالمناسبة الحلوة دي ، وأنا هنزل أشوف جوزي حبيبي ، يلا يلا يا ياسو يا حبيبي ، أختك السوسة اتحسبت هتلاقيها نزلت عند جدو

ضحك الصغير يتحرك نحو والدته لتحمله لينا تقبل وجنتيه ... نظرت تالا صوب ابنتها وكأنها تذكرها بما قالا في السيارة قبل أن تأخذ لينا يدها ويخرج الجميع من الغرفة يغلقون الباب عليهم ... تنهد حسام بعمق يدير وجهه إليها ليراها تحاول أن تطعم الصغيرة ، رفع الصغيرة قليلا إليها يمسك كفها الصغير بين أصابعه رفعه إلى فمه يلثمه بقبلة لطيفة ، رفع عينيه إلى سارة يحادثهغ معاتبا :
- ينفع اليوم اللي المفروض يبقى أسعد يوم في حياتنا يبقى بالشكل دا ، ينفع نخترع مشاكل كل شوية من تحت الارض عشان ننكد على نفسنا ، ينفع بعد كدة نتخانق قدام الأولاد

هنا توسعت عينيها حين تذكرت شجارات والديها المتتالية لتحرك رأسها نفيا بعنف ليمد يده يمسح دموعها المراقة يتمتم مترفقا :
-طالما لاء ، ليه بقى اللي حصل دا ، مش احنا كنا متفقين
نكست رأسها لأسفل قليلا لتقع عينيها على الطفلة الصغيرة التى تأكل بنهم يبدو أن الصغيرة حقا جائعة انهمرت الدموع تسيل على وجنتيها ، لتشعر بيد حسام ترفع وجهها إليه لتتلاقى مقلتيها بعينيه رفع يده يمسح دموعها لتتحرك شفتيه يهمس لها :
- سارة أنا بسبب خناقتنا بحس بالذنب بقول أنا اللي غلطان وأن فرق السن اللي بينا وجوازك وأنتِ في سن صغير هو السبب في الخناقات دي وأن الذنب ، ذنبي أنا

توسعت حدقتيها لتحرك رأسها نفيا بعنف كيف جعلته يفكر في ذلك حتى ، أمسكت يده سريعا تغمغم سريعا :
- لا يا حسام ما تقولش كدة ، أنا آسفة إني خليتك تحس بكدة ، حسام أنا عمري ما كان ليا صحاب ، حتى علاقتي بماما وبابا لفترة طويلة جداا كانت زي ما أنت عارف ، حسام أنا معاك بتعامل بحرية وعفوية عارفة اني بيطلع مني حاجات متخلفة وغبية ، بس صدقني اقسملك أنا معاك عيشت أسعد أيام عمري حتى ما حلمت اني هعيشها ، حسام أنا بحبك ، بحبك أوي أوي بجد
أشرق وجهه بابتسامة واسعة ليجذبها إليه يعانقها ، يقبل جبينها وجبين الصغيرة ليغمغم مبتسما :
-عجبك كدة يا ست أسيل ما بقالكيش يوم وعملتي كل الحوارات دي
قطبت سارة جبينها تسأله :
- أسيل مين ، أنت مش قولت هتسميها أسيل
حمل الصغيرة من بين ذراعي سارة يضعها في مهدها برفق يحرك المهد الصغير بها بخفة قبل أن يعود إليها حملها من المقعد ليجلس مكانها يضعها على قدميه يغمغم متعبا :
- ركبي بتصيح من القعدة على الأرض ، حاطين كرسي واحد في الأوضة ليكي بس ،وأبو العيال مالوش مجتمع أنثوي متحجر
ضحكت خجلة تلف ذراعيها حول عنقه تضع رأسها على صدره ليحاوطها بذراعيه يقبل قمة رأسها يتمتم مبتسما :
- ما قولتليش ايه رأيك في اسم أسيل حلو
اومأت لترفع رأسها عن صدره ابتلعت لعابها تغمغم سريعا :
- حسام لو عايز تسميها شهد أنا موافقة والله
ابتسم يحرك رأسه للجانبين بخفة ، يغمغم مبتسما :
- المرة الجاية بقى
ابتسمت تريح رأسها على صدره من جديد لحظتين فقط وتوسعت حدقتيها رفعت رأسها عن صدره شهقت تغمغم مذهولة :
-مرة جاية ، أنت فاكر أن هيبقى فيه مرة جاية ، لاء طبعا كفاية كدة ، افرض المرة الجاية جم أربعة بردوا
ضحك حسام عاليا يحرك رأسه موافقا يغمزها بطرف عينيه يغمغم عابثا :
-دا يبقى عز الطلب يبقى عندنا 8 معيز صغيرين ، بس المرة الجاية هاتيلي 3 بنات وولد عشان يبقوا أربعة وأربعة

توسعت حدقتيها فزعا تتخيل العدد حولها لتحرك رأسها بعنف تنفض تلك الفكرة تغمغم محتدة :
- دا في المشمش ما هو مش أنت اللي بتحمل وبتبقي شبه البالونة

ضحك من جديد يقبل جبينها يجذب رأسها لصدره يحرك الكرسي المهتز بهما ليسمعها تتثائب ناعسة :
-هنعمل لهم سبوع كبير يا حسام

- أكبر سبوع يا قلب حسام ، ارتاحي دلوقتي .. أنتِ تعبتي أوي النهاردة

أغمضت عينيها لتسقط في النوم في لحظة ليبتسم هو يمرر يده على خصلات شعرها ينظر لأسرة أطفاله الصغار يبتسم سعيدا
_________
أسبوع مر اليوم هو اليوم المحدد لإقامة حفل ( سبوع ) أحفاد عائلة السويسي (خالد وعمر ويوسف وأسيل )
في تمام الثامنة صباحا كان خالد ينام في فراشه يغط في نومٍ عميق حين وصل لأذنيه أصوات بكاء متداخلة تتصارع للوصول لأذنيه تجعد جبينه يتمتم حانقا :
- مش عارف أنام ساعتين في البيت دا يا ولاد الكلب
فتح عينيه مجبرا انتصف جالسا ليجد الصغار يحتلون الفراش جواره ، اثنين يغطان في النوم واثنين يبكان بلا توقف .. حمل أحد الطفلين يهدده على ذراعه الأيمن والآخر على الأيسر يتمنى فقط أن لا يستيقظ الآخرين ... في تلك اللحظة دخلت لينا من باب الغرفة تحمل بين يديها أربع زجاجات للحليب نظرت صوب خالد تغمغم مبتسمة :
- ايه دا هما صحيوا ، طب هات يوسف وخد رضع عمر
رفع حاجبيه يغمغم ساخرا :
- ارضع عمر ازاي يعني ؟!
انفجرت لينا في الضحك تأخذ الصغير منه تمد يدها له بزجاجة الحليب تردف ضاحكة :
- أنا قصدي ترضعه بالببرونة يعني يا خالد ما تدقش على كل كلمة يا سيادة اللوا
جلست أمامه تحمل الصغير بين أحضانها تطعمه تمسح على رأسه برفق تنظر له تبتسم سعيدة ، تغشي الفرحة حدقتيها وهو يراقبها لتعود به الصورة لسنوات طويلة مضت حين كانت تحمل لينا وهي طفلة صغيرة من يصدق أن العمر يركض بتلك السرعة وكأنه بالأمس فقط كان سعيدا بمولد ابنته والآن هو يحمل حفيده بين يديه ، نظرت لينا إليه حين غمغم :
-تعرفي ، بحس إن ربنا بيعوضنا دايما ، يعني اهو يوسف الصغير في حضنك ، وأنا ما عيشتش مع حسام طفولته واهو ربنا رزقني بأربع نسخ منه ربنا يخليهم ويطول في عمري واشوفهم بيكبروا قدام عينيا

ابتسمت لينا بأعين دامعة توافقه الرأي ، لحظتين صمت قبل أن يردف هو ضاحكا:
-ما عرفتش بردوا المعيز دول على رأي حسام كانوا ناييمين جنبي ليه

ضحكت لينا تضع زجاجة الحليب جانبا تحمل الصغير على صدرها تربت على كتفه برفق تغمغم :
- سارة يا عيني نفسها تنام مش عارفة وحسام خرج هو وعمر يجيبوا حاجات السبوع ، وسارين في بيتها مع عثمان واخدة بالها من محمود وحسام وبدر ، وتالا تحت في المطبخ مصرة تجهز الأكل ... فقولت احطهم هنا جنبك على ما اعملهم اللبن .. اه صحيح حمزة اتصل بيقولك انه على وصول
وضعت الصغير بعد أن نام لتأخذ عمر من بين يدي خالد تطعمه تمسح على ظهره ، اقترب خالد منها يجلس جوارها على الفراش يلف ذراعه حول كتفيها يجذبها لصدره لتستند برأسها إلى صدره تستمع إلى دقات قلبه تبعث لها شعور جميل بالأمان ، مجرد سماع تلك الدقات الشعور بيده تحتضنها تشعر وكأنها منفصلة عن ذلك العالم في عالم آخر من الأمان ، لا تخف من اي من كان هنا ، تعلم أن تلك اليد لن تسمح أبدا لأي مكروه بأن يصيبها ولو بخدش ، رفعت عينيها تنظر لوجهه للحظات قبل أن تغوص برأسها في صدره تهمس داخلها داعية :
-يارب أنا اللي أموت قبلك يا خالد ، يارب أنت عارف إني مش هستحمل بعده عني
دنى برأسه قليلا إليها لتسمع صوته يتسلل بتناغم يعرفه القلب :
- بحبك يا نبض قلبي ونور عينيا !
____________
على صعيد آخر على الطريق السريع تتحرك سيارة حمزة هو خلف المقود وبدور جواره والطفلين على الأريكة الخلفية ... تحدث خالد سعيدا :
- هنروح نشوف وتين اخيرا ، بقالنا شهرين ما شوفنهاش
ضحك حمزة عاليا ذلك الصغير صاحب العشرة أعوام يبدو أنه سقط باكرا في شباك العشق ولكن الخوف ليس من زيدان ، الخوف الحقيقي من شقيقه المجنون الذي يتحول إلى وحش ما أن يرى خالد جوار وتين مدللة أخيه ، زفر الصغير يغمغم حانقا:
- هو بس جدو خالد اللي بيقعد يزعق لما بيشوفنا بنلعب مع بعض ولما أقوله أنا بحبها بيتحول

هنا انفجر حمزة في الضحك ينظر صوب بدور ليجدها شاردة تنظر من خلال النافذة .. مد يده يمسك بكف يدها يغمغم يسألها قلقا :
- مالك يا درة بقالك كام يوم على حالك دا ، على طول سرحانة في حاجة مضيقاكِ ولا ايه

تنهدت بحرقة تنفي ما يقول ، ماذا ستخبره خالد كلما يكبر يصبح أكثر شبها بأسامة زوجها السابق صحيح أن هناك عدة اختلافات واضحة بينهم ولكن الشبه قريب جدا بينهما ، ابتسمت مرتبكة حين أردفت سيلا الصغيرة توجه حديثها لحمزة :
- بابا ، في بكرة في المدرسة تطعيم وأنا مش عاوزة أروح

كادت أن تنهر ابنتها وتخبرها أنها يجب أن تذهب ، حين بادر حمزة يغمغم مبتسما :
-هروح معاكِ عشان ما تخافيش ، تمام كدة يا ستي
ابتسمت الصغيرة تومأ له موافقة لتبتسم بدور سعيدة ؛ حمزة يهتم بكل تفصيلة تخص الصغار بشكل مذهل
وصلت السيارة أخيرا إلى منزل خالد ، ليفتح الصغير باب السيارة يركض منها صوب الداخل تلحق به شقيقته
ليتحرك حمزة بصحبة بدور يلحقون بهم ، بالداخل كان كل شئ في حالة فوضى الخدم يتحركون بعشوائية شديدة لا شئ سينتهي بذلك الشكل الفوضوي ، عقد حمزة جبينه غاضبا أكثر ما يكرهه هي تلك الفوضى اقترب يقف في منتصف الصالة يصدح صوته عاليا:
-بس أنت وهو وهي ... توقف الجميع عن الحركة ينظرون صوبه ليتحرك حمزة بينهم يغمغم في حدة :
-ايه الهرجلة والفوضى دي ، دا ولا سنة عشان الترتبيات دي تخلص قسموا نفسكوا 3 مجموعات كل مجموعة 3
نظروا إليه في عجب ولكن الجميع يعلم من هو ، تحركوا إلى مجموعات ليبدأ هو بتوزيع الأدوار ، ابتسم حين بدأت الحركة تبدو متناغمة منتظمة ليستريح إلى الأريكة يضع ساقا فوق أخرى ، نظر صوب بدور يغمغم مبتسما :
-درة عايز فنجان قهوة من إيديكِ

ابتسمت بدور تحرك رأسها إيجابا تحركت صوب المطبخ في حين عاد خالد الصغير جلس جوار حمزة يتأفف حانقا يغمغم:
-وتين مش هنا قلبت عليها الدنيا ، حتى دخلت أوضة جدو خالد كان عايز يبوس تيتا لينا ، ولما شافني زعق كعادته

ضحك حمزة عاليا ، لحظات ونزل خالد من أعلى يغمغم حانقا :
- هو فين ابن حمزة ، أنت باعتلي الواد دا يرازي فيا، بتدخل اوضتي من غير ما تخبط يا جزمة يا تربية حمزة
وقف حمزة يدافع عن نفسه وعن الصغير أمام أخيه كتف ذراعيه يغمغم ساخرا :
- وماله حمزة يا أبو خالد ، محسسني أنك شيخ جامع يا حلواني دا إحنا دافنينه سوا

ظل الاثنان ينظران إلى بعضهما البعض في حدة لدقيقة كاملة قبل أن ينفجر كلاهما في الضحك يتعانقان بقوة في تلك الاثناء دخل حسام بصحبة عمر ، ليترك عمر ما في يده اقترب منهم يصيح بنزق :
- احضنونب معاكوا هو أنا مش أخوكوا ولا ايه ، على رأي المثل أهل دول وأخوات ولمة
ضحكوا ليجذب حمزة عمر إليهم يعانقوه في حين ضرب حسام كفا فوق آخر يغمغم ساخرا :
- عيلة مجانين قسما بالله أنا هطلع اشوف مراتي و عيالي
صعد حسام لأعلى فتح باب غرفة الأطفال ليجد لينا زوجة أبيه تقف بينهم ثلاثتهم نيام والصغيرة أسيل بين أحضانها تطعمها ، ابتسم لها لتشير به بالصمت كي لا يستيقظ الصغار تحرك للخارج بخفة يتوجه إلى غرفة زوجته دلف ليجدها تغط في نوم عميق المسكينة لاقت الجحيم في الأيام الماضية على الرغم من وجود الجميع هنا حولها هو وشقيقته ولينا وتالا الجميع الا أنها كانت تنهار حرفيا مع بكاء الأطفال المستمر ، اقترب منها جلس على طرف الفراش بخفة لتنتفض تغمغم مفزوعة :
- ايه في اي الولاد بيعيطوا أنا هروحلهم أهو
أمسك بيديها سريعا قبل أن تتحرك يغمغم يهدئها :
- اهدي ما فيش حاجة الولاد ناييمين ، بس كويس أنك صحيتي عشان نجهز للسبوع يلا أنا وأبوكِ جبنا كل حاجة وبابا عزم الناس ، استني اضحك
أمسك حسام هاتفه يفتح أحد برامج التواصل الاجتماعي في مجموعة تضم جميع أرقام هواتف العائلة وصل تسجيل صوت من خالد إلى المجموعة يتوعد فيه الجميع :
- يوم السبت الجاي سبوع ولاد حسام على الله الاقي حد ما جاش هعلقه اللهم بلغت اللهم فأشهد
انفجر حسام في الضحك يغمغم من بين ضحكاته :
- بابا باعت فويس على جروب العيلة بتاع الواتس يهددهم مش يعزمهم فظيع الحج
شاركته في الضحك توافق ما يقول ، قامت ساعدها حسام إلى أن إنتهت ووقفت أمام المرآة تلف حجاب رأسها ، توجهت صوب غرفة الصغار لتجد لينا شقيقة خالد هناك بعد أن بدلت ثياب الصغار نظرت صوب سارة تغمغم مبتسمة :
- كويس أنك جهزتي يلا ، خدي بالك الواد ياسين شكله كدة حب أسيل معلش ابني ما يتعايبش كفاية أن عينيه زرقا ، فأنا هاخد مراتي ابني وأسبقكوا أنا بقى

ضحكت سارة لتدخل لينا زوجة خالد تحمل يوسف الصغير تقبله تغمغم :
- وأنا هاخد چو وأسبقكوا يلا ما تتأخروش
هنا هرع حسام إلى داخل الغرفة يغمغم مذعورا بشكل مضحك :
- عيالي بياخدوهم هما لب كل واحد بياخد شوية ، عياااالي هرع إلى خالد الصغير يحمله بين ذراعيه ، في حين حملت سارة عمر ، ينزلان لأسفل تنظر حولها تبتسم سعيدة
__________
جلست لينا على الأريكة جوار زيدان تحمل أسيل بين ذراعيها ليهرع ياسين اقترب يجلس جوار والدته نظر للصغيرة يغمغم سعيدا :
- نونو حبيبي
ضحكت لينا تومأ برأسها له تغمغم مبتسمة:
- ايوة يا حبيبي ، النونو حبيبتك لما تكبر بقى نجوزهالك
صفق الصغير سعيدا في حين ضحك زيدان يأسا ، ينظر حوله يبحث عن ابنته ليجدها تجلس على الفراش قدمي جدها تكف ذراعيها تتأفف حانقة تغمغم غاضبة :
- تدو ، وتين عايزة تلعب مع خالد ، خالد حبيبي

توسعت عيني خالد مدهوشا ينظر صوب زيدان الذي نظر بعيدا وكأنه لا يعرفها ليحملها خالد فوق كتفيه يغمغم :
- جدو خالد بس اللي حبيبك ، إنما الواد دا وحش ، أقولك جدو هيجيبلك الآيفون الجديد اللي كنتي عيزاه

توسعت ابتسامة وتين لتصفق بيديها سعيدة تغمغم سريعا :
- بجد ، خلات خالد وحش ، جدو بس حبيبي

هنا اقترب حمزة منهم يغمغم ضاحكا :
-آه يا واطية دا الواد بقاله ساعتين بيلف حوالين نفسه مستني يشوفك ،مادية زبالة ما أنتِ تربية خالد

ابتسم خالد ساخرا يحمل حفيدته بين يديه يبتعد بها عنهم
ليلتفت الجميع في نصف دائرة حول تلك السيدة التي تدق الهون تصدر صوتا مزعجا من ضمن طقوس الحفل تضعهم في ذلك الغربال الصغير المزين ليعلو خالد بصوته :
- ما تسمعوش كلام أبوكوا اسمعوا كلام جدو خالد بس
ضحك الجميع ليقترب حسام يقف جوار أبيه ، يقبل رأسه ويديه يتمتم مبتسما :
- ربنا يخليك لينا يا بابا وما نتحرم منك أبدا وتعيش والكل يسمع كلامك أنت بس مش هما بس ، هما وأبوهم

أدمعت عيني خالد ليجذب حسام إلى أحضانه يطوقه بذراعيه لتنطلق الزغاريد العالية الجميع هنا سعيد ، في حين جذب خالد الصغير يد وتين إلى الخارج يعطيها قطعة حلوى اشتراها لها من مصروفه يبتسم سعيدا حين عانقته الصغيرة تشكره
____________
مسا مسا كلمتين لا ثالث لهما الحلقات دي أولا واخرا وآخرا معمولة كهدية لحضرتكوا مش أي لأي غرض ما طلبتش عليها تفاعل ولا هطلب
أنا كدينا بتابع روايات عادي وبقرأ رواية حاليا لكاتبة آخر فصل كان نازل كان من 3 شهور ولسه يا دوب نازل فصل امبارح غياب طويل لأنها كانت مشغولة بدراستها حقها ، ما حدش في التعليقات بعد غياب دون إعتذار شهور حسسها أنها عاملة جريمة
أنا لو اتأخرت يوم أو اتنين بلاقي تعليقات حقيقي مؤذية اللي هو ليه ، أنا عمري ما اتكلمت مع حد بأسلوب وحش ولا هعمل كدة دايما معتبراكوا عيلة وواجبي ناحيتكوا الاحترام قبل أي شئ ، ليه بقى التعليقات دي
ليه إحساس أنك عاملة جريمة
ينفع اقولك على فكرة أنت عيل بوق بتاع كلام وبس ، بس أنا بحبك لزمتها ايه أنا بحبك بقى
ينفع اشتمك وبعدين اقولك بس أنت غالي عندي ، لا يا سيدي شكرا مش عايز ابقى غالي لو هجيب لنفسي الشتيمة والتريقة
أنا بقالي كتير ساكتة بس حقيقي الموضوع بقى مش لطيف


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-23, 09:53 PM   #177

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
حلقة خاصة
من
أسير عينيها
_________
ليلة شتوية قارصة البرودة ، تسمع صوت الهواء الشديد وهو يصفع أوراق الشجر ويحرك الأغصان ... الساعة الآن العاشرة مساء ، الجميع في غرفهم يحتمون من برد الشتاء ، في غرفة خالد ولينا .. على الفراش الوثير المكتظ بعدة مفارش ثقيلة اضجع خالد إلى عارضة الفراش يمسك جهاز التحكم في يده يقلب يين القنوات المختلفة ، لا يصدق أن ليتا تستحم في ذلك البرد القارص وبمياه باردة أيضا ؟!!!
مرت عدة دقائق إلى أن ان وجدها تخرج من المرحاض تحتضن جسدها بذراعيها ترتجف بردا ، أزاح جزءً من مفارش الفراش جواره يفتح لها ذراعيه لتهرع إليه تخبئ جسدها المرتجف بردا بين أحضانه ليلف ذراعيه حولها يدفئها بين أحضانه يفرك كفيها داخل كفيه ضحك يغمغم يآسا :
-حد يجيله قلب يستحمى في التلج دا وبمايه ساقعة يا قادرة
ضحكت بخفة ترتجف بين أحضانه كالفرخ الصغير وهو يشدد على احتضانها يلف الغطاء حولها جيدا مال برأسه جوار أذنه يهمس لها عابثا :
- على فكرة البسبوسة بتفدي أوي في التلج دا
ضحكت تصدمه بكفها على صدره ، الوقح لن يتغير أبدا .. حشرت نفسها داخل صدره تقبض على ثيابه ليطرق في رأسها فكرة خبيثة مدت يدها الباردة تضعها على رقبته من الخلف لينتفض من برودة كفها يمسك بيديها رفع حاجبيه ابتسم يغمغم يتوعدها :
- أنتِ قد الحركة دي يا بنت الجبالي
توجست نظراتها قلقا مما سيفعل ، كادت أن تهب من الفراش حين أمسك بها يطرحها على الفراش يدغدغها ، انفجرت في الضحك تحاول إبعاده :
-بس يا خالد أيدك ساقعة أوي والله هرمي عليك تلج وأنت نايم ، بس بقااااا
توقف أخيرا عن دغدغتها يضحك عاليا على منظر وجهها الغاضب العابس ، ارتمى جوارها على الفراش يفتح ذراعه لها لتلتصق بصدرها تحاول التدفئة به رفعت وجهها إليه تغمغم ساخطة :
- عارف لو الجو ما كنش برد كنت اديتك قفايا

ضحك عاليا يردف يسخر منها :
-على رأي أمي ربنا يديها الصحة ، أنا خدت ايه من وشك لما تديني قفاكِ
هبت واقفة على ركبتيها على سطح الفراش ، تقبض على عنقه بكفيها تغمغم مغتاظة :
- أنا هخنقك واخلص منك يا سافل عيلة السويسي
- وافتخر
قالها بابتسامة عريضة يتباهى بذاته ، لتتنهد يائسة منه ... ارتمت تضع رأسها على صدره ليجذب الغطاء يدثرها به يغمغم ضاحكا:
-يخربيت الهرمونات كل دقيقة بحال ، هرمونات الشتا بتاعتك هتجبلي انفصام ، دا كويس أن العيال عند أمي وما شافوش جنان ماما
قلبت عينيها ساخرة قبل أن ترفع رأسها تسند ذراعيها على صدره ابتسمت تغمغم تغظيه :
-خالد هو أنت ليه مش أبطال الروايات اللي أنا بقراها ، حنين من جوا وقاسي من برا

- ومقرمش من الجنب ما أنا كدة رغيف فينو
غمغم بها ساخرا لينفجر في الضحك ، لتقلب عينيها يائسة لا فائدة ، اسندت رأسها إلى صدره من جديد ، لتشعر به يهب جالسا فجاءة ، قطبت جبينها متعجبة ما فعل خاصة حين قبض على ذراعيها يجذبها عن الفراش توسعت حدقتيها في حين هزها بعنف يصرخ فيها بعلو صوته:
- أنتِ مش عارفة أنا بعمل كدة ليييييه ، عشان بحبببببك ومش هسمح حتى لأمك انها تحضنك
ما حدش يلمس ممتلكاتي
توسعت حدقتيها ذهولا ما الذي يحدث هل جُن خالد ، في حين قلب هو حدقتيه يغمغم متهكما:
- حلو كدة بقيت بطل رواية ، يلا ننزل نحمر شوية بطاطس عشان أنا جوعت
ضحكت تضرب كفا فوق آخر تخبره أن يحملها بين ذراعيه ليتنهد يفعل ذلك ينزل بها درجات السلم يحملها بين ذراعيه كالعروس ، وهي تؤرجح قدميها تلف ذراعيها حول عنقه ليغمغم ساخرا:
- وحياة النبي محمد ما حد هيجيبلي الغضروف غيرك يا اوزعة يا متر إلا نص
أكمل طريقه بها إلى المطبخ أنزلها أرضا يبحث عن حبات البطاطا يعطيها لها لتقشرها ، جلس على المقعد المجاور لها في المطبخ يراقبها كما يفعل الطفل الصغير وهي تقشر حبات البطاطا ومن ثم تقطعها يبتسم يغازلها بين الحين والآخر ، انتهت من إعداد طبق كبير يكفيهما ، لتجلس جواره على الأريكة أمام التلفاز يتلحفان بمفرش وثير يشاهدان فيلم قديم ، مثل تلك اللحظات الصافية الخالية من المشاكل باتت لا تحدث إلا نادرا ، أغمضت عينيها واسندت رأسها إلى صدره تشعر بيده تتحرك بخفة على خصلات شعرها كم تعشق حركة يده الحانية على شعرها ، تشعرها بالهدوء ، قطبت جبينها متعجبة حين صارت حركة يده أشد وأشد ، رفعت رأسها إليه لتراه يبتسم إبتسامة غريبة لتغمغم حانقة :
- خالد خلاص كفاية مقالب على فكرة شعري وجعني
صرخت من الألم حين قبض على خصلات شعرها يجذب رأسها لتصير بالقرب منه ليهسهس جوار أذنها :
- ولسه كل ذرة في روحك هتوجعك
اتسعت حدقتيها ذهولا ما الذي يهذي به خالد ، نظرت إليه مذعورة لينفجر في الضحك في اللحظة التالية يردف من بين ضحكاته :
-كان لازم تشوفي وشك يا نهار أبيض ، كنتي مصدقة وهتعيطي يا عيني
أغمضت عينيها تلتقط أنفاسها كاد قلبها أن يتوقف ، ظنته جُن ... فتحت مقلتيها ليرى عينيها الدامعة ونظرة العتاب التي توجهها إليه لينتفض مفزوعا يغمغم سريعا:
- لينا، أنا كنت بهزر معاكي حقك عليا والله ، ما كنش قصدي أخوفك
جذبها لأحضانه يشدد على عناقها لتنفجر في البكاء تتمسك بثيابه بكت وتلاحقت شهقاتها :
- حرام عليك والله خوفتني ، أنا مش عيزاك تكون بطل رواية خلاص
ضمها لأحضانه نادما على مزحته الحمقاء التي فعلت بها ذلك ، ابعدها عن أحضانه يحتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها يغمغم سريعا :
-أنا آسف والله حقك عليا ، أنا ما كنش قصدي والله أنا كنت بهزر معاكي ، طب شوفي عايزة ايه وأنا اعمهولك

اسبلت عينيها ترسم ابتسامة كبيرة على شفتيها تغمغم سريعا:
-عايزة أروح اشوف شمس وطنط سعاد
توسعت حدقتيه فزعا ليحرك رأسه نفيا بعنف يغمغم حانقا :
- لا يا ستي طنطك سعاد دي ما فيش مرة تشوف خلقتي إلا وتحسسني أن أنا واكل ورثها ، ومنه لله اللي كان السبب ، وشوية تقولي البت خاسة أنت ما بتأكلهاش ولا ايه هكون مجوعك يعني ، وكله كوم والنصايح اللولبية اللي مدمرة حياتنا اللي بتديهالك كل زيارة
ضحكت عاليا السيدة سعاد هي الند الوحيد الذي يخشاه خالد ، كتفت ذراعيها أمامها تغمغم محتجة :
- بقى كدة ، ما تتكلمش معايا تاني خالص ومش مسمحاك
واشاحت بوجهها بعيدا عنه ليتنهد متذمرا يغمغم على مضض :
- أمري لله ، هوديك ِ بكرة الصبح
ابتسمت سعيدة ترتمي بين أحضانه لتشهق عاليا حين رفعها بين ذراعيه يغمغم حانقا :
- دا أنا هيطلع عين أهلى بكرة ، ومحتاج اتعوض ... أنا قولتلك أن البسبوسة بتدفي وأنتِ ما بتسمعيش الكلام
______________
في صباح اليوم التالي كانت تجلس جواره في السيارة المتجهة إلى ذلك الحي القديم الذي ذهبوا إليه قديما قبل سبع سنوات ليعيشوا فيه لن تنسى تلك الفترة كانت الاسوء ، خالد خرج فيها عن السيطرة .... وذلك الرجل المدعو رشدي وما كان يريده منها ، وشمس شقيقتها الصغرى التي عرفت بوجودها مصادفة ، انتهاءً بفقدانها الجنين وخسارتها الرحم ، أغمضت عينيها حتى لا تبكي تتنفس بعمق ... فتحت عينيها بعد لحظات لتجد أنهم على وشك دخول الحي ، أوقف خالد السيارة يلتفت لها ، لترسم سريعا ابتسامة واسعة على شفتيها تغمغم فرحة:
- اخيرا وصلنا دي شمس وحشتني أوي
فتحت باب السيارة المجاورة تنزل قبله ليتنهد حزينا على حالها ، من تظن أنها تخدع بتلك الابتسامة الزائفة التي تعلو ثغرها ، نزل خلفها ليراها تنظر لشئ ما تقف متجمدة مكانها أقترب منها ينظر لما تنظر ليفهم لما تقف هكذا ، أمامه مباشرة تقبع قهوة رشدي بعد أن جددها ، عادت خطوة للخلف تمسك بذراعه لينظر لها يغمغم:
- اوعي تخافي منه ، ولا تخافي من أي مخلوق على وجه الأرض أنا هنا جنبك ، ارفعي راسك
مد يده يمسك بكف يدها لتبتسم له مرتبكة ، تعلو بهامتها عن الأرض ... تحركت تسير جواره وقعت عينيها على رشدي يجلس كما كان يفعل على مقعد جانبي ، ابتلعت لعابها تشدد على يد خالد ، تنظر لرشدي بأعين حادة تخبره أنها لم تعد تخافه ذلك الجلنف ، أما هو فحين رآها أصفر وجهه خاصة حين أبصر خالد جوارها ليقم من مكانه سريعا يختفي داخل المقهى ، ابتسمت تشعر بالانتصار حين رأته خائفا ... لتصعد تسبق خالد لأعلى دقت باب منزل السيدة سعاد ليسمعا صوتها يأتي من الداخل :
- ايوة حاضر جاية
لحظات وانفتح الباب لترتسم ابتسامة كبيرة على شفتي السيدة العجوز تغمغم فرحة :
-لينا وحشاني يا حبيبتي ، كل دي غيبة يا بت
ضحكت لينا تعانقها ، ليحمحم خالد يغمغم بما يشبه ابتسامة:
- ازيك يا ست سعاد ، أنا هنزل اقعد مع الحج طه في المحل عن إذنكوا
وفر هاربا قبل أن تجيب ، أبعدت سعاد لينا عنها ترفع حاجبيها تغمغم ساخرة :
- هو جوزك هرب ولا ايه
ضحكت لينا تومأ برأسها بالإيجاب لتجذبها سعاد بالداخل رأت شمس تخرج من المطبخ تغمغم :
- مين يا ماما ، ليناااا
صرخت بها فرحة لتهرع إليها تحتضنها ، كم اشتقت كل منهن للأخرى
بعد دقائق جلست لينا على الأريكة جوار شمس تضع على قدميها جاسم الصغير صاحب الخمسة أعوام على قدميها تلاعبه ، التفتت إلى شقيقتها تغمغم مبتسمة:
- عاملة ايه يا شموسة مبسوطة
ابتسمت شمس تومأ برأسها بالإيجاب :
- الحمد لله يا لينا ، إسلام طيب وبيحبني أوي ، وأنا كمان بحبه أوي ، ربنا عوضني بإسلام وماما سعاد وعم طه وبدور وجاسم الصغير عن كل اللي شوفته في حياتي قبل كدة ، المهم أنتي عاملة إيه مع جوزك
شردت عيني لينا لترتسم على شفتيها ابتسامة صغيرة تتمتم :
- بيحاول بكل طريقة يعوضني عن اللي فات بقاله سبع سنين على الحال دا ، بقى مستحيل يسيبني أنام ليلة زعلانة ، رجع خالد اللي كنت أعرفه من سنين طويلة ورجعت أحس معاه تاني بالأمان
ابتسمت شمس سعيدة ، جلست الشقيقتان تثرثران بعض الوقت قبل أن تهب لينا تغمغم فجاءة :
- أنا عايزة ادخل الشقة اللي كنت فيها ، خالد قفلها من بعد ما إسلام وخد شقة تانية ، وGuess what سرقت المفتاح من ميدالية خالد قبل ما نيجي
عشان هو مش هيرضى يخليني أدخلها عشان ما افتكرش اللي حصل زمان
ضحكت شمس في حين أسرعت لينا إلى الباب المقابل لها لا تعلم لما ولكنها ما أن وضعت المفتاح في القفل شعرت برجفة قوية تجتاح جسدها ، وتدافعت الذكريات السيئة إلى رأسها ، فتحت الباب ودخلت إلى الصالة ،أشعلت الإضاءة ووقفت في منتصف الصالة تتذكر كل تفصيلة حدثت هنا ، انتفضت فجاءة حين شعرت بيدع توضع على كتفها التفت خلفها لتجده يقف خلفها :
- كنت واثق أنك هتيجي هنا ، على فكرة أنا شوفتك وأنتي بتاخدي المفتاح من الميدالية
ما كنتش حابك تدخلي هنا وتفتكري اللي فات

ارتمت بين أحضانه تخبئ وجهها بين ذراعيه تهمس له بنبرة ارتجفت :
- أنا مش خايفة يا خالد ، أنا كويسة
ابتسم يائسا يحرك رأسه للجانبين من تخدع وهي ترتجف هكذا ، ذلك المكان المعلون يكره يذكره بكل ما كان يفعله في فترة مرضه الخبيثة ، احتضن وجهها بين كفيه يهمس لها:
- ما كنش لازم تيجي هنا يا لينا ، يلا نخرج من هنا يا حبيبتي
اومأت برأسها تحرك يسبقها يفتح الباب ليسمعها تهتف باسمه بنبرة يملئها الغيظ ، التفت لها لتشهر سبابتها أمام وجهه تهتف بحدة :
-مش نسيهالك أن الفلانتين عدي وما جبتليش حتي وردة
ضحك بملئ شدقيه حين تذكر ذلك الموقف القديم وها هي تعيده الآن ليقترب منها كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم :
نزلي صباعك دا بس بدل ما أكله ،وبعدين فلانتين ايه دا اللي بتتكلمي عنه ..الفلانتين دا بتاع العيال التوتو اللي لمؤخذة بتسقط البناطيل وتمشي بدباديب وتسشور شعرها إحنا رجالة أوي لمؤاخدة بنجيب كحك في العيد الصغير وندبح في الكبير...
انفجرت في الضحك ليضحك هو الآخر ، ومن ثم أخرج هاتفه يلتقط صورة لهما معا وهي بين أحضانه داخل منزل قديم لاقى معاناتها والآن يستمع إلى ضحكاتها
______________
أغلقت لينا دفتر الصور تنظر لابنتها الجالسة جوارها تغمغم ضاحكة :
- بس يا ستي دي حكاية الصورة دي
ابتسمت لينا تقلب بين صفحات الدفتر مئات الصور لوالديها معا لتعاود النظر لوالدتها تغمغم ضاحكة :
- يعني يا ماما كل صورة من دول ليها حكاية
اومأت برأسها موافقة تغمغم تؤكد ما تقول :
- ايوة طبعا ، كل صورة ليها حكاية .. بس المميز أن أبوكي كلمته واحدة ما بغيرهاش ، يعني طول السنة بيجيبلي هدايا يجي في الفلانتين ما يرضاش يجيبلي أبدا ولما اتضايق يقولي أنا عمري ما أبخل عليكِ بحاجة بس النهاردة لاء
ضحكت لينا لتمسد بطنها بكف يدها بخفة ، حركة لاحظتها والدتها لترفع حاجبيها تكتف ذراعيها تغمغم :
- لينا أنتِ حامل مش كدة
توسعت حدقتيها تنظر لوالدتها في ذهول وقبل أن تخبرها كيف عرفت أردفت والدتها ضاحكة :
- اصل أنا بردوا وأنا حامل فيكي كنت بقعد كل شوية اطبطب على بطني زي ما بتعملي دلوقتي
تبسمت لينا خجلة تومأ برأسها بالإيجاب تهمس :
-كنت عاوزة اعملهالكوا مفاجأة أنا وزيدان ، أنا لسه جايبة نتيجة التحليل وأنا جاية دلوقتي صفقت لينا فرحة لتعانق ابنتها بقوة تغمغم سعيدة:
-مبروك يا حبيبتي ألف مبروك ، إن شاء الله تؤام تاني زي وتين وياسين ، بس على فكرة أنا هقول لخالد لما يجي
ضحكت لينا تومأ برأسها موافقة ، تتخيل رد فعل زيدان حين يعلم بالطبع سيطير فرحا .. التفت لوالدتها حين غمغمت متلهفة :
-طب ما تسيبي توتا وياسو معايا النهاردة ما تخافيش عليهم
ابتسمت لوالدتها تحرك رأسها نفيا تغمغم مبتسمة:
-يا ماما كفاية تاعبينك طول النهار ، وبعدين كفاية عليكِ الأربع مقاريض عيال حسام
ضحكت لينا تفتح ذراعيها لياسين الذي يركض إليها ليريها ماذا رسم لتحمله تضعه على قدميها تغمغم سعيدة:
- مالكيش دعوة على قلبي زي العسل ، ياسو هينام في حضني وتوتا

- توتا هتنام في حضن جدووووو
صرخت بها وتين سعيدة تلتف حول نفسها لتضحك لينا وابنتها ، نظرت صوب ابنتها تغمغم ضاحكة :
- مخلفة ضرتي ، وتوتا هتنام في حضن جدو ، وليهم هدوم كتير هنا ما تقلقيش
حاولت أن ترفض ولكنها لم تستطع ، فقط عانقت الصغيرين توصي والدتها عليهما :
- ماشي يا ماما يارب ما يجننوش بابا بس طول الليل عشان الست توتا كل شوية بتصحى
ضحكت لينا قامت تودع ابنتها ، حين فتحت الباب وجدت سيارة خالد تقف خارجا ... فتح الباب ونزل منها ليبتسم ما أن رأى ابنته .. أقترب منها يعانقها يغمغم :
- اهلا بست لينا اللي ما بقتش بشوفها غير في الشركة ، اومال فين ياسين ووتين
- جدوووو
صرخت بها وتين سعيدة تهرع إليه ليلتقطها خالد بين أحضانه حملها على أحد ذراعيه لتمد الصغيرة يدها إلى جيب حلته تخرج قطع الحلوى منها ليقرص خالد وجنتها بخفة يغمغم ضاحكا:
- بقيتي حافظة مكان الشوكولاتة يا ناصحة ادي لياسين يلا ، روحي
أنزلها أرضا لتركض فرحة إلى الداخل ، اقترب خالد من زوجته يلف ذراعه حول كتفيها يقبل جبينها يهمس لها :
- وحشتيني
ابتسمت لينا تنظر لوالديها شاردة تفكر ، علاقة الحب بينهما غريبة ومميزة مقدار الحب فيها يزيد لم ينقص مقدار ذرة طوال تلك السنوات كيف ذلك ؟!
هل ستكن علاقتها هي وزيدان على نفس النهج سيظل يحبها دائما ... أجفلت حين غمغمت والدتها سعيدة:
-ياسين ووتين هيباتوا معانا النهاردة ، وفي مفاجأة تانية بس مش هقولهالك دلوقتي
ابتسم خالد نظر لابنته ليمد يده في جيب سترته يخرج كارت صغير خاص بمعمل التحاليل يعطيه لها يغمغم مبتسما:
-نستيه على مكتبك ، قلقت واتصلت بالرقم اللي عليه وسألتهم عنك قالولي أنك كنتي عاملة تحاليل ومبروك هبقى جدو تاني ، تعالي يا بت هاتي حضن
ضحكت لينا خجلة تعانق والدها سعيدة ، حين وضعت رأسها على صدره مر أمام عينيها جميع الذكريات التي جمعتهم سويا منذ أن كانت طفلة صغيرة تخطو أولى خطاها وهي تمسك بيديه مرورا بأول يوم دراسة وتشبثها بكفه وبأحضان والدتها التي بكت معها ترفض ابتعاد ابنتها الصغيرة حتى للدراسة ، نتيجة الثانوية العامة كم كانت تشعر بالذعر يومها لن تنسى جملته أبدا حين قال لها ( يا ستي حتى لو جبتي صفر في المية وحبيتي تدخلي كلية الفضاء الجوي هدخهالك ) ، صحيح أنه مر بينهما فترة كانا فيها بعيدين ولكنها أبدا لم تكن تكرهه كانت حزينة مما يفعل فقط ... رفعت رأسها عن صدره نظرت لوجهه ابتسمت تغمغم :
-أنا بحبك أوي يا بابا ، بجد أنا بحبك أوي
ابتسم لها ليُقرب لينا زوجته منه يقبل جبين كل منهن يغمغم :
-وانتوا الاتنين أغلى ما في حياتي ومعاكوا أخوكوا حسام والواد زيدان وعيالكوا ، بس انتوا الإتنين في الحتة الشمال
ابتسمت لينا عابثة تشاكس والديها لتبتعد عنه تغمغم عابثة :
-إحنا الإتنين بردوا ولا ماما بس يا بابا
ضحك خالد يقرص وجنتها يغمغم من بين ضحكاته :
-يا بنت خالد يا لمضة
أقترب خطوة منها يحتضن وجهها بين كفيه ابتسم يغمغم بنبرة هادئة حانية :
-أنتِ بنتي من دمي ، حبك في قلبي بالفطرة من قبل ما عيني تشوفك ، مستعد أضحي بحياتي عشان خاطرك
تركها والتفت صوب زوجته تنهد بعمق يردف :
-إنما لينا ، لينا حب غير مشروط لا بفطرة ولا بجواز لسه فاكر أول لحظة شوفتها فيها من سنين طوووويلة
حبها بيجري في جسمي مع الدم، كل ذرة فيا بتحبها
هي في كفها والدنيا كلها في كفة وكفتها تميل ، لو فضلت من هنا لآخر لحظة في عمري أقولك أنا قد ايه بحبها بردوا مش هيكفي
أرادت لينا أن ترتمي بين أحضانه تبكي تخبره أنها لم تعشق غيره يوما ولكن وجود ابنتها اشعرها بالخجل
لتضحك لينا عاليا حين رأت وجه والدتها المصبوغ بحمرة قانية أثر خجلها :
-طب أنا همشي بقي ، هروح انكد على زيدان عشان ما بيقوليش الكلام الحلو دا
اقتربت من والدها تهمس له سريعا قبل أن تغادر :
-على فكرة أنا شوفت هدية ماما محطوطة على الكنبة اللي ورا
وهرعت سريعا تستقل سيارتها تدير المفتاح تغادر من أهم الأشياء التي غيرتها أنها باتت هي من تقود السيارة لا السائق ...ظلت طوال الطريق للمنزل تتخيل ردة فعل زيدان حين يعلم بخبر حملها ، إلى أن وصلت أخيرا .. سيارة زيدان ليست هنا معناها أنه لم يأتِ بعد ، نزلت من السيارة تخطط لعشاء خاص لتخبره المفاجأة ، خطت قدميها لداخل المنزل لتقطب جبينها متعجبة ما بال الظلام يكسو المكان ، مدت يدها تُضئ المكان لتتسع حدقتيها ذهولا تجمدت يدها مكانها ، لم يهمها الزينة والإضاءة والهدايا التي تراصت هنا وهناك جل ما لفت انتباهها زيدان الملقى أرضا ، صرخت باسمه مذعورة ، لتهرع إليه ارتمت على ركبتيها أرضا تصرخ باسمه مذعورة تهز جسده بعنف :
-زيدااان رد عليا ، زيداان مالك يا زيدان
انهارت تبكي بحرقة وهي تهز جسده لتسمع صوت ضعيف صادر منه:
-الحقيني يا لينا ، حاسس اني دايخ مش قادر ، هاتي بوسة بسرعة عشان افوق
توسعت حدقتيها للحظات لتدرك أنه كان فقط يمزح ، صرخت مغتاظة لتكور قبضتها تضربه بعنف تصرخ فيه:
،حرام عليك يا أخي وقعت قلبي
فتح عينيه يضحك عاليا أمسك كفيها ليهب جالسا يحتويها بين ذراعيه يضحك عاليا وهي تحاول دفعه تصرخ فيه أن يبتعد عنها :
-زيدااان ابعد عني ، أنا مش طيقاك ... حرام عليك هتسقطني
قطب جبينه متعجبا جملتها لينا تخرجت من جامعتها قبل أشهر بالفعل ، توسعت حدقتيه هو الآخر ليقبض على ذراعيها يديرها إليه نقل أنظاره بين بطنها ووجها ابتلع لعابه يغمغم متلهفا :
-أنتِ حامل يا لينا ، حامل صح ... صح قولي صح
ودت أن تذقيه قليلا مما فعل قبل قليل ولكنها تعرف مدى حساسية ذلك الخبر لدى زيدان لذلك ابتسمت
تومأ برأسها بالإيجاب لتشخص مقلتيها يهذي سعيدا :
- حامل بجد والله ، حامل ... يعني حامل ، لينا حامل ... حاااامل والله
حملها بين ذراعيه في لمحة يلتف بها حول نفسه يصرخ بعلو صوته :
-ليناااا حاااامل ، ليناااا حاااامل
ضحكت عاليا تتمسك به جيدا زيدان يُجن حين يعلم بحملها ... أنزلها أرضا برفق لتسنح لها الفرصة للنظر حولها لتشعر به في اللحظة التانية يحتضن وجهها بين كفيه ليدمج عاصفة مشاعره السعيدة بنعومة حبات البندق الذائبة على شفتيها .... ابتعد عنها بعد لحظات طوال سرقوا فيها السعادة ليسند جبينه على جبينها يهمس من بين أنفاسه السريعة:
- بحبك يا بندقتي ، بحبك من أول لحظة في عمري وهفضل أحبك لحد ما يخلص عمري
ابتسمت سعيدة حين تذكرت والدها قال مثل تلك الكلمات
لوالدتها كم تتمنى أن يظل الحب بينهما يعلو إلى أن يكسر جميع حدود المنطق كما يحدث بين والديها
______________
عودة لمنزل خالد السويسي
خرجت لينا بخفة على أطراف أصابعها من غرفة الصغيرين خالد منذ أن جاء من العمل اخبرها أن هناك مشكلة في كهرباء الجزء الخلفي للحديقة وتقسم دور الكهربائي وتوجه ليصلحها ، وحسام وهو وسارة والأولاد في رحلة مع عمر وأسرته تتمنى عودتهم قريبا سالمين ، وأخيرا نتم الصغيرين ، الساعة تقترب من العاشرة لما تأخر خالد لذلك الوقت
تحركت تنزل للحديقة تحادثه حانقة :
-خالد والله ما ينفع كدة بقالك 3 ساعات في الجنينة ، ما خلاص يا عم الكهربائي أنا وأنت عارفين أنك مالكش في الكهربا أصلا
قطبت جبينها متعجبة حين رأت الحديقة فارغة والمكان مظلم
أين ذهب خالد ؟
تنهدت يائسة تكتف ذراعيها أمامها تغمغم يائسة :
- خالد لو مستخبي عشان تخضن فأنا خلاص قفشت حركاتك دي
ولكن لا شئ لم يظهر لا صوت ، لتشعر بالقلق يتسرب إليها من الجيد أن الهاتف في يدها ... أمسكت هاتفها تطلب رقمه ، لتسمع صوت هاتفه يأتي من داخل الغرفة القديمة التفت تقطب جبينها ، تنظر متوجسة للغرفة القديمة ، مغلقة منذ سنوات طويلة ، ربما لم تطئها قدم منذ ما يقرب عشرون عاما ، هنا أدركت أن خالد بالداخل وربما تلك إحدى مفاجئته ، دخلت إلى الغرقة بحذر تُضئ كشاف هاتفها تبحث عن زر الإضاءة إلى أن وجدته ، لترى طاولة مستديرة في منتصف الغرفة
عليها الطعام والعصير وهو يقف جوارها يرتدي حلة سوداء يمسك في يده علبة هدية حمراء اللون ، توسعت حدقتيها ذهولا خالد أحضر لها هدية في عيد الحب ، لم يفعل ذلك طوال حياته ... أقترب منها امتعض يغمغم حانقا :
-مش هدية فلانتين أكيد ، أنتِ عارفة رأيي الفلانتين دا بتاع العيال التوتو ، وأنا مش عيل توتو
وصمت للحظات قبل أن يعلو شفتيه ابتسامة كبيرة يردف :
-أنا بس بقالي كتير ما جبتلكيش هدية ولا عملتلك مفاجأة ، وعرفت أن الواد زيدان عامل مفاجأة للينا النهاردة أصله عيل توتو عاملها مفاجأة بمناسبة الفلانتين ، إنما أنا لاء انا قولت أعملك مفاجأة عادي زي ما بعمل طول السنة ، اتفضلي
ضحكت يائسة ، خالد هو خالد لن يتغير التقطت العلبة من بين يديه تفتح غطاء العلبة لتجد علبة أخرى ، فتحت الغطاء لتجد علبة أخرى وظلت هكذا لأكثر من خمس مرات علبة داخل علبة وجميع العلب فارغة ، نظرت لخالد تغمغم ضاحكة :
-وبعدين في حركاتك دي قول مش جايب هدية أحسن
أقترب منها يطوقها كتفيها بذراعه كما يفعل دوما يهمس بنبرة تقطر عشقا :
-كل لحظة وأنتِ حياتي وعمري ودنيتي كلها ، بصي هناك كدة أدخل يلا
أشار إلى جانب بعيد لترى باب مغلق فُتح ليظهر من خلفه جاسر ابن رشيد يحمل علبة بين يديه أقترب منها يغمغم مبتسما :
-مساء الأناناس ، اتفضلي يا افندم
وأعطاها علبة شوكولاتة وخرج من الباب المفتوح المجاور لهم
في اللحظة التالية دخلت سهيلة زوجته اقتربت منها تغمغم مبتسمة:
-مساء الفل يا طنط ، اتفضلي
اعطتها علبة أخرى فتحتها لتجد طاقم حلي ، نظرت لخالد لتراه يردف :
-يلا يا عم حسام
سمعت صوت شئ ما يُدفع لتقطب جبينها ، توسعت حدقتيها حين رأت حسام يدفع مقعد المساج التي رأته في أحد صالونات التجميل وأخبرت خالد قبل أشهر أنه اعجبها .. وقف حسام يلهث يردف :
-مساء الخير ، آه يا ضهري يا إني
وتحرك يخرج من الباب المجاور لهم لتضك عاليا حين وجدت الصغار اطفال حسام اصحاب الثلاثة أعوام كل منهم يحمل باقة أزهار اقتربوا منه يغمغموا :
-تيتا ورد
ضحكت عاليا تعطي ما في يدها لخالد تعانقهم سعيدة تأخذ الورود من بين أيديهم ، ليلحقوا بأبيهم
وآخرهم كانت سارة التي دخلت إلى الغرفة عانقت لينا تمسك بين يديها لوحة كبيرة نزعت عنها الغطاء لتستع حدقتي لينا تنظر للصور الكثيرة التي اجتمعت على سطح اللوحة واخيرا تحركت سارة تلحق بهم ، وقفت مذهولة لا تجد ما تقوله عينيها تبكي فرحا وقبل أن تنبس بحرف سمعت صوت الألعاب النارية يصدح من الخارج ، أمسك خالد يدها يقف جوارها يشاهدان الألعاب النارية التي تكون اسمها في السماء ، التفت لها ليراها تبكي فرحا تغرز أصابعها بملابسه تبكي لا يجد لسانها ما يقوله ، الجميع حولها ينظر لهما سعيدا .. ليمد كفه يمسح دموعها مال صوبها يهمس :
-قالوا جُن الفتي وقع في عشق للجميلة
جُن المسكين يظن أنه للجميلة عاشقا
لم يعرف العشق ولا حتي زاره
فلو انكوي بنار الفؤاد لفر هاربا
فصاح الفتي والله اني للجميلة عاشقا
لو العشق نار يقتل القلوب ... فقلبي للعشق قتيلا ... وروحي لها فداءً ... وجسدي لها درعا من كل داءً
صدقوا حين قالوا
جًن الفتي فوقع في عشق الجميلة
فلو لم يُجن الفتي لما عرفتم حكاية الجميلة....
_____________


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-23, 10:17 PM   #178

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

حلقة خاصة
للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع
من
أسير عينيها
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
(أعلنت دار الإفتاء المصرية أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان الكريم وأن الغد هو أول أيام عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا باليمن والخير والبركات )
ابتسم سعيدا وهو يسمع صوت التكبيرات تأتي من مأذنة الجامع القريب منهم ، وقف في حديقة منزله يتنفس بعمق يبتسم راضيا ، كان متعب منهك جسده كجندي خرج لتوه من معركة دامية محمل بالطعنات ، حتى آتى رمضان ليرمم صدع روحه وينفض الغبار عن نفسه ، ويجدد نشاط روحه من المؤسف أن يغادر بتلك السرعة ولكن سعادته بالعيد وبلمة عائلة المجنونة حقا يطرب قلبه ، الحميع سيكون عنده في صباح الغد وذلك يسعده للغاية ، وقفت سيارة نقل للطلبات في حديقة المنزل ليبتسم اقترب من عامل التوصيل يصافحه ليغمغم الأخير مبتسما :
- كل سنة و حضرتك طيب يا افندم ، دي الطلبية اللي حضرتك طلبتها ، اتفضل حضرتك امضيلي بالاستلام
التقط منه الورقة يخط عليها توقيعه يسلمها للعامل ، علا بصوته ينادي حارسه :
- حسن ، معلش بلغ حد من المطبخ يجي يساعد الناس ويدخل معاهم العلب
وبالفعل بعد عدة دقائق كانت جميع العلب الكبيرة والصغيرة دخلت للبيت ورحلت عربة التوصيل ، التفت خالد لحسن يحادثه مبتسما :
- كل سنة وأنت طيب يا حسن ، عقبال ما نفرح بيك بدل ما أنت زاهد عن الجواز كدة
ضحك حسن محرجا يغمغم سريعا :
- وأنت طيب يا باشا ، والله يا باشا أنا مش زاهد ولا حاجة الموضوع كله اني لسه ما لقتش بنت الحلال
ابتسم خالد يربت على كتفه يغمغم ضاحكا:
- إن شاء تلاقيها ونفرح بيك قريب ، بس يوم ما تتقدملها تاخدني معاك ياض وإلا هعلقك ، يلا روح أعمل اللي قولتلك عليه
ابتسم حسن يومأ برأسه ليتحرك خالد لداخل منزله ، قطب جبينه متعجبا ما إن دخل منذ متى ومنزله بذلك الهدوء ، أين كوكب الصراخ حسام وأولاده ، تحركت قدميه يبحث عنهم ليسمع صوت دندنة تاني من هناك
_يا كحك العيد أنستينا وجددت الأمل فينا يا كحكي يا كحك العيد
_اسمها يا ليلة العيد يا أهبل
التفت حسام خلفه ليجد أبيه يقف وراءه يكتف ذراعيه ينظر لما يفعل ساخرا ليعلو ثغر حسام ابتسامة كبيرة وآثار سكر الكعك الناعم يتناثر حول ثغره ، مضع ما تبقى من الكعكة في فمه يغمغم سعيدا :
_هي ليلة العيد دي بنعمل فيها ايه مش بناكل فيها كحك العيد بردوا ، يبقى يا كحك العيد انستينا بس الكحك دا عظمة يا حج أنت جايبه منين ، وبعدين ايه كل الكمية دي أنت هتفتحها مخبز ، ولا هنبيعه بالواحدة
ضحك خالد عاليا ليقترب من ولده يأخذ إحدى الكعكات يضعها في فمه يغمغم ضاحكا:
_بس تصدق ياض طعمه عظمة فعلا ، بس يارب يكفي الجيش اللي جاي ، اومال الاربع فيران بتوعك فين
ضحك حسام عاليا يشير للمكان حوله هنا وهناك:
_هتلاقيهم تحت أي كرسي ولا ترابيزة ومعاهم علبة بيدفور
ضحك خالد يصدم حسام على رأسه يردف ضاحكا:
_طب اعملنا كوبيتين شاي وما تخلصش علبة الكحك
ضحك حسام يومأ برأسه موافقا ليتحرك خالد إلى خارج المطبخ ينظر لساعة يده لا تزال العاشرة ، لينا في غرفتها بالطبع تستحم ، بمعني أصح لينا طردته خارج الغرفة تخبره أن الساعات القادمة لها هي فقط لتعتني ببشرتها وتستحم لأن العيد وليس كأنها لا تستحم كل ساعة تقريبا وفي الأغلب سارة فعلت نفس الشئ مع ولده تحرك يبحث عن الصغار هنا وهناك ليجد أربعتهم يجلسون متجاورين على الأريكة ، أولئك الصغار أصحاب الثلاثة سرقوا ما تبقى من لبه تحرك إليهم يجلس جوارهم على الأريكة ولكنهم كانوا مندمجين للغاية في مشاهدة تلك الرسوم المتحركة أمسك جهاز التحكم يغلق التلفاز لينظر أربعتهم إليه مرة واحدة يصيحوا جمعيا غاضبين :
_جدوووووو
ضحك عاليا يفتح ذراعيه لهم ليقفز أربعتهم فوقهم يتصارعون كالقطط الصغيرة وهو يضحك عاليا ، أوقفهم يغمغم ضاحكا:
_خلاص خلاص روحوا يلا خلي الدادة تعملكوا شاي بلبن وبسكوت وتشغلكوا التلفزيون التاني
صفق الصغار سعداء يهرعون للخارج يتحركون بين أقدام حسام الذي دخل الغرفة قطب جبينه يغمغم مندهشا :
_أنا عايز اعرف أنت بتخليهم يسمعوا كلامك إزاي دا أنا بيطلع عين أهلي أنا وسارة جنبهم وكلهم عيال زبالة ولاد كلب ما بيسمعوش الكلام
وضع حسام أكواب الشاي على الطاولة يجلس جوار أبيه ليصفعه خالد على رقبته من الخلف يغمغم ساخرا :
_ غصب عن عين أبوهم يسمعوا كلامي ، أنت فاكرني عيل توتو زيك ، شغلنا أي فيلم يلا ولا اقولك هاتلي مسلسل البنت اللي عندها مركب دي نشوف عملت ايه
ضحك حسام يومأ برأسه يقلب بين القنوات إلى أن وصل لمبتغاهم ، يشاهدان الحلقة إلى أن انتهت ، شعر خالد بالحزن لما صاب الفتاة وللقانون الجائر الذي لا بد أن يتغير في أسرع وقت ، مسكينة يوجد مثلها المئات ولا مبالغة في كلمة الآلاف ، وقعت عينيه على حسام الجالس جواره ليرى عينيه غارقة بالدموع ، ضحك يصدمه على كتفه يغمغم ساخرا :
- أنت بتعيط يلا هو أنا بتفرج مع سوسن خطيبتي
ضحك حسام رغما عنه ليرفع يده يمسح دموعه ألتفت إلى أبيه، حمحم يجلي صوته يغمغم متأثرا:
-صعب عليا أوي وأكتر حاجة مخلياها صعبانة عليا إني عارف إن في زيها في الحقيقة كتير
اومأ خالد برأسه موافقا ، مسكينة البطلة ومسكينة كل بطلة تعاني في وجه الحياة دون الحصول على حقٍ واجب لها ، تنهد بعمق يومأ برأسه ، ليجد حسام يهب من مكانه يغمغم سريعا:
- أنا هروح اغير هدومي وأروح أجيب عيالها يعيشوا معانا هنا بدل ما تبهدلوا يا عيني
ضحك خالد عاليا يضرب كفا فوق آخر ، ولده جُن ... تحرك حسام عدة خطوات صوب باب الغرفة قبل أن يعود أدراجه التفت صوب أبيه رفع يده يحط بها فروة رأسه يغمغم محرجا :
- ايه دا صحيح دي البت سارة كرشاني أنا والعيال من الأوضة عشان عايزة تعمل سكين كير للعيد ، أنا مش فاهم ايه حسوكة الستات دي ، هو الواحد بس يخف الجناب ويستحمى بيبقى ولا نجوم هوليود ، ما تيجي نروح نحلق صحيح ونعمل فوطة سخنة ونروش نفسنا
ضحك خالد ساخرا يومأ برأسه موافقا يغمغم :
-تعالا على ما يكونوا خلصوا الحفلة بتاعتهم دي
____________
في إحدى المراكز التجارية الكبيرة سارت جواره يتحركان في أحد الطوابق أمامهم الطفلين أصحاب الثمانية أعوام يسيران أمامهما ، ينظران حولهما في سعادة ، يمسك ياسين بيد شقيقته خوفا عليها من أن تضيع في ذلك الزحام ، فوتين لا تتوقف عن الحركة ، أما زيدان خلفه يلف ذراعه حول كتفي لينا يتحركان بين جموع الناس من محل لآخر ، ياسين ابتاع ثيابه من أول محل أعجبه الثياب وأخذها وانتهى ولكن الوضع اختلف تماما مع وتين التي لم يعجبها شئ حتى الآن ، حاولت وتين جذب يدها من يد شقيقها ليشدد ياسين على الإمساك بها يغمغم:
- لا يا وتين بابا قالي ما تسبش ايد أختك ، وبعدين بطلي بقى عشان ما توهيش
نظرت شقيقته إليه تقطب جبينها غاضبة ، التفت برأسها للخلف تحادث والدها :
- بابا قوله يسيب ايدي
حرك زيدان رأسه للجانبين يرفض كلامها ليشير إلى مطعم أمامهم :
- لا يا وتين أنا اللي قايله ، تعالوا يلا نشرب حاجة قبل ما نكمل لف عشان ست توتا مش عاجبها العجب
أخفض صوته حد الهمس يردف :
- طالعة نسخة من أمها
- بتقول حاجة يا حبيبتي
غمغمت بها لينا لينظر زيدان إليها يرسم ابتسامة واسعة على ثغره يردف سريعا:
- أبدا يا روحي ، أنا بقول من حقها تدلع زي أمها
توجهوا إلى إحدى الطاولات ليطلب زيدان لهم العصير ، عقدت وتين ذراعيها أمامها تغمغم ساخطة :
-بابا أنت بتحب ياسين أكتر مني صح ؟
توسعت حدقتي زيدان اندهاشا ، نظر إلى لينا التي بادرت تعاتب ابنتها ببعض الحدة :
-وتين ايه اللي أنتِ بتقوليه دا ، بابا خايف عليكي وياسين بردوا خايف عليكي ، المكان زحمة وأنتي عايزة تجري في كل حتة في نفس الوقت لو توهتي هيكون ايه العمل
اشاحت وتين برأسها بعيدا عنهم غاضبة ، ليبتسم زيدان يائسا ، قام من مكانه يجذبها عن مقعدها جلس عليه يجلسها على قدميه يربت على رأسها برفق :
- أنا لو بحب ياسين أكتر منك ما كنتش هقوله أوعى تسيب أختك من أيدك ، كنت هقوله سيبها عادي تتوه ، ويبقى ما فيش وتين ويبقى في ياسين بس ولا ايه
ولكن الصغيرة العنيدة لم تلين ، حاول زيدان دغدغتها لعلها تضحك لتبعد يده عنها تقفز عن قدميه تغمغم حانقة :
- بكرة لما النونا اللي في بطن ماما يجي هتحبوه أكتر مننا أو على الأقل مني انا
توسعت عيني كل من لينا وزيدان في دهشة من زرع في رأس ابنتهم تلك الفكرة السامة ، قام زيدان من مكانه ما أن اقترب منها خطوة واحدة ركضت بعيدا عنهم ، توسعت عينيه فزعا ليصرخ باسمها يركض خلفها ، شقت الصغيرة طريقها ركضا بين جموع الناس وخلفها صرخات والديها الخائفة زيدان يركض يحاول اللحاق بها ولينا تحمل ياسين تهرول خلفهم تحاول اللحاق بهم ، أما الصغيرة فلم تكن تسمع في تلك اللحظة سوى صوت صديقتها في المدرسة وهي تحذرها
( عارفة يا وتين ، أنا بردوا ماما كانت في بطنها نونا ولما ولدته بقت بتحبه هو بس وما بتحبنيش خالص ، ماما بتكرهني يا وتين لو حاولت اشيل النونو تزعقلي وتضربني ، وأنتي بردوا لما مامتك تجيب نونا هتحبه وهتكرهك وهتضربك زي ماما )
وهي تركض وتبكي وجدت نفسها فجاءة تُرفع عن الأرض ، شخص ما أمسك بها يحملها بين ذراعيه ... نظرت لمن حملها مذعورة لتتسع عينيها حين أبصرت جدها أمامها انفجرت في البكاء ترتمي بين أحضانه تلف ذراعيها الصغيرة حول عنقه تغمغم من بين شهقاتها العنيفة :
- ماما وبابا هيكرهوا وتين ويضربوها يا جدو
قطب خالد جبينه مستنكرا ما تقول الصغيرة ، في حين اقترب زيدان يحاول إلتقاط أنفاسه نظر للصغيرة وهي تبكي بين أحضان خاله يشعر بالغضب مما فعلت ، نظر خلفه ليجد لينا ومعها حسام يحمل عنها ياسين ، اقترب من خالد يغمغم حانقا :
- نزلها يا خالي أما اشوف آخر قلة الأدب اللي خلت الهانم اللي لسه ما طلعتش من البيضة تجري مننا ، أنا اللي دلعت زيادة عن اللزوم
مد خالد يده يربت على كتف زيدان يهمس له:
- زيدان اهدا إحنا وسط ناس ، تعالوا نروح وفي الطريق نفهم في أي
زفر زيدان أنفاسه بعنف يومأ برأسه ، توجه صوب زوجته يسألها قلقا :
- أنتِ كويسة ، ما كنش ينفع تجري كدة وأنتِ لسه في أول الحمل
ابتسمت تطمأنه تنظر صوب ابنتها لا تفهم ما بها وتين لتفعل ذلك ، تحركت معهم لأسفل ، طلب والدها من أحد حراسه أن يلحق بهم بسيارة زيدان وانضموا جميعا لخالد في سيارته ، حسام خلف المقود وزيدان جواره وخالد يحمل الصغيرة على قدميه وجواره ابنته وعلى قدميها ياسين ، تحرك حسام بالسيارة يسير بسرعة معتدلة ...هنا أبعد خالد الصغيرة عن أحضانه ، يمسح دموعها بكف يده يغمغم مترفقا :
- وتين مش عايز عياط ، بالراحة كدة وفهميني ايه اللي خلاكي تسيبي بابا وتطلعي تجري وايه الكلام اللي أنا سمعته منك دا
نقلت الصغيرة عينيها بين والديها لتستقر اخيرا على بطن والدتها رفعت يدها تشير إليها تغمغم باكية:
- ماما في بطنها نونا ولما تولده هتكرهني وتضربني زي صاحبتي مامتها بقت بتكرهها وتضربها عشان النونا
تبادل زيدان ولينا النظرات ما بين الاستنكار والتعجب أما خالد فسمح على شعر الصغيرة يردف :
-توتا ، بابا أو ماما عمرهم ضربوا توتا
حركت رأسها للجانبين تقوس شفتيها تنهمر دموعها في صمت ليمسح دموعها من جديد يردف بحنو :
- مش قولت مش عاوز عياط ، بصي يا وتين يا حبيبتي ، أنتي عارفة كويس أن بابا وماما وأنا وخالو وحسام وتيتا لينا بنحبك أنتي وياسين أوي ، والنونو اللي في بطن ماما هيبقى أختك أو أخوكِ الصغير أنتي اللي هتحبيه قبل بابا وماما ، أنتي اللي هتعلميه وتخلي بالك منه أنتي وياسين ، الست دي ست وحشة وشريرة وربنا هيزعل منها ، إنما بابا وماما عمرهم ما هيضربوكي أبدا ، واللي انتي عملتيه دا يا وتين غلط ما ينفعش تسبيبهم وتجري كدا ، توتا دلوقتي بنت وحشة ينفع توتا تبقى بنت وحشة
حركت رأسها للجانبين بعنف تخفض رأسها تبكي ، مدت لينا يدها إليها تجذبها لأحضانها برفق تعانقها هي وشقيقها ، نظر خالد صوب زيدان ليراه ينظر بعيدا يبدو غاضبا ، مال على أذن ابنته يهمس لها :
- لينا خدي عيالك الليلة في حضنك وفهميهم أن مستحيل أي حاجة تقلل من حبك ليهم وأنك عمرك ما هتضربي حد فيهم ، واضح أن الست دي مريضة والبنت بنتها مسكينة مالهاش ذنب وبنتك اترعبت لما سمعت ماشي يا حبيبتي
اومات برأسها سريعا ليطلب خالد من حسام إيقاف السيارة ، توقفت السيارة لتتوقف سيارة زيدان خلفهم نزل الحارس منها ليستقل زيدان مكانه ، جلست لينا جواره والطفلين على الأريكة وقف خالد خارج سيارته يلوح لهم بالوداع إلى أن اختفوا من أمام عينيه ، ليلتفت إلى حسام يغمغم:
- كويس أنك اصريت نروح المول دا نشتري منه الحاجات اللي ناقصة وإلا ما كناش شوفناهم ، بس زيدان شكله قافش جامد
اومأ حسام بالإيجاب يوافق ما يقول أبيه ، زيدان يشعر بالغضب مما فعلت ابنته ولكنه يعرف زيدان لن يبقى غاضبا حتى صباح الغد على اي حال ، نظر صوب أبيه يغمغم :
- يلا نروح وشوية نكلمهم نطمن عليهم
اومأ خالد برأسه وعقله مشغول شارد ليس مع ابنته ولا مع وتين ولا مع زيدان ، عقله يفكر قي تلك الطفلة الصغيرة صديقة حفديته وما تعاني منه يوصلها لتلك الحالة ، عليه أن يعرف أكثر عن تلك الطفلة فربما هي بحاجة إلى مساعدة عاجلة !!
__________________
وقفت سيارة زيدان أمام منزله بعد طريق طويل صامت من جميع الأطراف ، فتحت لينا باب السيارة لطفليها تغمغم تحادثهم :
-يلا على فوق نغير هدومنا ونغسل سنانا ونروح على أوضة ماما عشان ماما عاوزة تتكلم معاكوا
ركض الصغيران لأعلى يتسابقان لتنظر لينا لزيدان تغمغم بترفق :
- زيدان إنت ...
قاطعها قبل ان تكمل يغمغم ممتعضا :
- لينا أنا مخنوق بجد ، كفاية الموقف الل عملته بنتك ، أنا قلبي كان هيقف لما فجاءة طلعت تجري ، اطلعي لو سمحتي ارتاحي أنتي تعبتي أوي النهاردة وأنا هقعد تحت فاضل كدة كدة كام ساعة على صلاة العيد
اومأت له لتصعد إلى أعلى اغتسلت وبدلت ثيابها بأخرى للنوم وجدت الصغيران على الفراش لتجلس في المنتصف بينهما تحتضنهما تنهدت بعمق قبل أن تهمس بحنو:
- بصوا يا حبايبي انتوا أغلى حاجة عندي في الدنيا أنا وبابا ، انتوا موجودين جوا قلبي وقلب بابا مستحيل مهما يحصل أننا نكره حد فيكوا، حتى لما النونو هنحبه قد ما بنحبكوا وانتوا كمان هتحبوه عشان انتوا الكبار وهتحبوه أوي كمان ، واعرفوا حاجة أنا وبابا عمرنا ما هنضربكوا أبدا ، ومش هنسمح لحد أنه يضرب حد فيكوا ، أنا عايزكوا تكبروا أسوياء نفسيا من غير اي عقد ، لما تبكروا هتفهموا كلامي
قبلت جبين كل منهما لتنظر صوب ابنتها تسألها :
- وتين يا حبيبتي ، ما تسمعيش كلام صاحبتك ، زي ما جدو قالك مامتها دي ست وحشة وشريرة وربنا هيزعل منها ، قوليلي يا حبيبتي هي صاحبتك بيبقى على وشها علامات ضرب
حركت وتين رأسها للجانبين بعنف تقوس شفتيها تهمس حزينة :
- لاء يا ماما بتبقى مستخبية تحت الهدوم بيبقى لونها أحمر وازرق وعارفة لما كنت في المدرسة إمبارح عشان النشاط الرياضي ورتني علامة حرق على دراعها من فوق كان شكلها مرعب أوي
شهقت لينا مذعورة اي نوع من القسوة تحديدا تعاني تلك الطفلة الصغيرة المسكينة ، ستصل لتلك الصغيرة وتنجدها من براثن تلك السيدة المريضة مهما كلفها الأمر
عادت تنظر صوب ابنتها تغمغم تعاتبها :
- بس خدي بالك يا وتين بابا زعل أوي من اللي عملتيه في المول وأنتي طبعا مش هتسيبي بابا زعلان صح ، يلا انزلي صالحي بابا
اومات برأسها سريعا تقفز من الفراش تنزل لأسفل عانقت لينا ياسين تمسح على خصلات شعره تقبل جبينه تهمس له :
-تعرف يا ياسو انا حقيقي فخورة بيك أنك بتسمع الكلام وبتخاف على أختك وبتحبها ، أنا بحبك أوي يا حبيب ماما
______________________
على صعيد آخر وقفت سيارة خالد في حديقة منزله تحرك لغرفته يستريح قليلا قبل الصلاة توجه إلى غرفته ما أن فتح بابها صرخ مذعورا يعود للخلف !!!
________________
خالد صرخ مذعورا ؟! خالد مين خالد بتاعنا
الحلقة لسه ليها جزء تاني والله كنت عاوزة اخليها صغيرة بس يلا زي ما تيجي تيجي
الجزء التاني يوم الإتنين


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-23, 10:18 PM   #179

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

حلقة خاصة2
للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع
من
أسير عينيها
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
على صعيد آخر وقفت سيارة خالد في حديقة منزله تحرك لغرفته يستريح قليلا قبل الصلاة توجه إلى غرفته ما أن فتح بابها صرخ مذعورا يعود للخلف ، تعلقت عينيه على وجه لينا المخيف ليصرخ هلعا :
- أنتي اتحرقتي ، انتي اتحرقتي وما اتصلتيش بيا ليه ، يلا بسرعة نجري على المستشفى

ضحك لينا رغما عنها تضرب كفا فوق آخر تحرك رأسها للجانبين قبل أن تنفجر في الضحك على شكله المرتعب تغمغم من بين ضحكاتها العالية :
- أول مرة اشوفك مرعوب كدة ، اتحرقت ايه يا حبيبي دا ماسك الطحالب السوداء لنضارة البشرة
تنفس الصعداء ينظر متقززا لتلك المادة الغريبة المقززة التي تضعها على وجهها قبل أن يردف منفعلا :
- يا شيخة ملعون النضارة على البشرة دا أنا شعري شاب أكتر ما شايب
ضحكت لينا عاليا قبل أن يقاطع ضحكاتها صوت حسام وهو يصرخ مذعورا ، في اللحظة التالية كان يفتح باب غرفته يخرج منها مذعورا يركض صوب والده وقف خلفه يتمسك بذراعه يصيح هلعا :
-الحقني يا حج ، أنا دخلت الأوضة لقيت سارة في الحمام ، غمضت عيني كام دقيقة بفتحها لقيت وشها في وشي ، ووشها كله حشرات
قطب خالد جبينه مستنكرا ما يقول حسام في اللحظة التالية اتسعت عينيه هلعا حين رأى سارة تخرج من الغرفة وهناك عدة حلزونات كبار الحجم يزحفون فوق وجهها ليصرخ خالد هو الآخر :
- سلاما قولا من رب رحيم ، أنتي اتحللتي ولا اتأكلتي ولا ايه على وشك دا
اطلت لينا برأسها من عند باب الغرفة تنظر صوب شاؤة لتنفجر كلتاهما في الضحك ، مدت سارة يدها تعدل وضع إحدى تلك الحلزونات على وجهها تردف ضاحكة :
- اتاكلت ايه بس يا عمي ، دا حلزون بيفرز كولجين على الوش عشان نضارة البشرة
هنا بلغ الغضب بخالد مبلغه ليصيح منفعلا :
- الله يخربيت أم نضارة البشرة اللي مخلياكوا تحطوا القرف دا على خلقكوا ، قطعتي خلف الواد نحمد ربنا أنه جاب أربع عيال ، شيلوا القرف دا وبعدين واحدة حطالي حلزون والتانية طحالب سودا ، والمبالغ اللي بتدفع كل شهر في الكريمات المستوردة والسكين زفت كير
نظر حسام خلفه ليرى معالم التقزز والاشمئزاز تحتل قسمات وجهه نظر لوالده يغمغم متفززا :
- ابوسها أنا إزاي دلوقتي ، احط بوقي على وشها إزاي بعد ما كان عليه الكائن الملزق دا

توسعت عيني سارة حرجا مما قال لتتركهم عائدة إلى غرفتها في حين لكز خالد ولده بمرفقه في ذراعه يهمس ينهره :
- أنت يا تور إنت دا كلام يتقال برضوا ، روح راضي مراتك بكرة العيد ومش عايزين نكد ،
العيال ناموا ؟
اومأ حسام برأسه بالإيجاب ليستأذن والده يتوجه إلى غرفته
أما خالد فنظر لزوجته يغمغم حانقا :
-ثانية إلا ثانية والملوخية البايظة اللي على وشك دي تتشال
ضحكت لينا ساخرة كتفت ذراعيها تتهكم منه :
- خالد باشا السويسي خايف من ماسك ، أنا لو أعرف الحكاية ديمن زمان كانت حاجات كتير اتغيرت
شمر أكمام قميصه يتجه إليها لتسرع خطاها إلى المرحاض تغلق الباب عليها تصيح من الداخل :
-عيوني يا حبيبي هشيل الملوخية قصدي الماسك حاضر
أما هناك عند حسام دخلت إلى غرفته يوصد الباب بالمفتاح رأى سارة تخرج من المرحاض تمسك بمنشفة صغيرة تجفف وجهها ، رفعت وجهها ما أن رأته اشاحت بوجهها بعيدا غاضبة تلقي المنشفة جانبا توجهت صوب الفراش لتنام ليقف في منتصف الطريق يقطعه عليها يغمغم سريعا:
- أنا آسف والله ما كنش قصدي اضايقك بس يا سارة منظر البتاعات دي كانت مقززة جداا على وشك
قطبت جبينها غاضبة لتصيح فيه :
- مين قالك كدة ، وبعدين هو أنا بعمل كدة ليه مش عشان يفضل شكلي حلو قدام عينيك
توسعت حدقتيه إندهاشا زوجته الحمقاء ستصيبه بذبحة صدرية حادة قريبا ، أمسك بذراعيها بين كفيه يهمس مترفقا :
- يا سارة يا حبيبتي أنتي أحلى ست في الدنيا في عينيا ، وأنتي من حقك طبعا تحافظي على بشرتك بأي طريقة أنتي حباها ، وأنا آسف يا سارة بجد على اللي قولته أنا بس كنت مخضوض من الموقف
لا تزال غاضبة مما قال اشاحت بوجهها بعيدا ليدني برأسه يقبل جبينها يهمس يعتذر منها :
-خلاص بقى حقك عليا
رفعت حاجبيها ترف ساخرة:
- ايه بتبوس دماغي ليه مش أنت هتتقرف تحط بوقك على وشي
جذبها لأحضانه يطبق عليها بذراعيه يغمغم عابثا :
- اقرف من ايه بس من لهطة القشطة بالمربى دي هو الواحد بس نفسه بتجزع من كتر الحلويات
ضحكت رغما عنها من طريقة كلامه لتتسع ابتسامته يغمغم سعيدا :
- ضحكت يعني قلبها مال وخلاص الزعل بينا اتشال ، بقولك ايه ما تيجي ونجيب مليجي وبسرعة قبل ما الفيران تيجي
___________________
أما هناك بعيدا تحديدا في منزل زيدان ولينا ... نزلت الصغيرة على درجات السلم تبحث عن أبيها لتعتذر له عما فعلت قبل عدة ساعات
رأته يجلس على الأريكة أمام شاشة التلفاز ينظر بعيدا شاردا ، تحركت إليه تنظر أرضا تفرك يديها متوترة لم تُوضع في ذلك الموقف قبلا ، والدها لم يغضب منها أو من أخيها أبدا والآن والدها غضب كثيرا مما فعلت ، هل سيضربها كما فعلت والدة صديقتها ؟ ماذا ستفعل إن ضربها والدها ؟ الفكرة نفسها مخيفة .. تقدمت تقف أمام أبيها تخفض رأسها أرضا ترتجف خائفة تلعثمت تهمس بنبرة باكية :
- بابا أنا آسفة ، أنا آسفة عشان جريت ما كنش ينفع أعمل كدة ، كدة وتين بنت وحشة ، ما تزعلش مني يا بابا ، توتا آسفة
رفعت وجهها تنظر إلى والدها خائفة حين لم يرد عليها ، حين نظرت إليه رأته ينظر إليها يبتسم ، فتح ذراعيه لها لتهرع إليه تعانقه تلف ذراعيها حول عنقه ظل يعانقها بضع لحظات قبل أن يبعدعا عنه قليلا يجلسها على إحدى قدميه يحادثها مترفقا :
- أنا بجد كنت زعلان منك أوي يا توتا ، عشان جريتي في المول وكان ممكن تتعوري ولا تقعي ، وعشان فكرتي أنا بابا وماما ممكن يضربوكي أو بيحبوا ياسين أكتر منك أو هيعملوكي وحش بعد ما النونو يجي لا يا توتا
أنتِ وياسين والنونو اللي جاي أغلى عندي أنا وماما من الدنيا كلها ، وعمرنا ما هنحب حد ونكره التاني ، ولا أنا ولا ماما عمرنا هنضرب حد فيكوا ، ولا هنسمح لحد أنه يضربكوا ...
بكرة لما تكبري وتفهمي أكتر هتعرفي أنا وماما بنحبكوا قد ايه
ضم الصغيرة لأحضانه من جديد يقبل رأسها ، ليلمح لينا تقف هناك تنظر لهم تبتسم سعيدة ليبتسم يشير لها بأن تقترب وفعلت تحركت إليهم ليجذب حقيبة من الورق كبيرة من جواره يغمغم مبتسما:
- من كام يوم عجبني فستان على النت وخصوصا أنه كان قطعتين قطعة كبيرة وقطعة صغيرة من نفس الشكل واللون حبيت اللون اللي هو الادمن بتاع البيدچ قالي اسمه كافيه ما علينا شوفوه كدة
فتحت الصغيرة الحقيبة سعيدة تُخرج فستانها الصغير نظرت إليه سعيدة لتغمغم فرحة :
- دا جميل أوي يا بابا ، أنت أحلى بابا في الدنيا
قبلت وجنته لتهرع إلى أعلى تصيح سعيدة :
- أنا هروح اوريه لياسين ، ياسين شوف فستان توتا
ضحكت لينا ليشاركها زيدان في الضحك مدت يدها إلى الحقيبة تخرج فستانها أعجبه شكله وتصميمه الرقيق ونعومة لونه ، ولكن ما لفت انتباهها حقا هو تلك القطعة الموضوعة أسفل الفستان تركت الفستان جانبا تخرجها من الحقيبة لتنظر لزيدان تغمغم مدهوشة :
- حجاب !
ابتسم يحرك رأسه بالإيجاب ليقم من مكانه وقف أمامها يمسك ذراعيها بكفيه يغمغم مترفقا :
- ايوة ، مش ملاحظة أنك اتأخرتِ جامد في الخطوة دي ، بنات العيلة كلهم حتى المطرقعة مايا اتحجبوا ما فضلش غيرك ،قولت ابادر أنا لتكون ناسية ولا حاجة
نظرت لقطعة القماش في يدها تبتسم زيدان محق ، اومأت برأسها بالإيجاب ليبتهج سعيدا
يعانقها بشدة ، قاطع لحظاتهم صوت رنين هاتفها برقم والدها، بالطبع سيكون هو ليطمأن أنه لم يحدث مشكلة ،أجابت تطمأنه لتقطب جبينها تردف :
- اسمها كلارا نادر ، وتين قالتلي على اسمها ... بس حضرتك عاوز تعرف ليه
لم تحصل على إجابة صريحة كعادة والدها لتبتسم تغمغم :
- أنا كنت واثقة والله ، أنك مش هتسمع حكاية البنت دي وتفضل ساكت ، خالد باشا ما بيسكتش على أي ظلم أبدا ، لو عوزت حد يضرب الست المجنونة دي أنا في الخدمة
وضحكت عاليا على طرفة قالها والدها قبل أن يودعها ويغلق الخط ، نظرت لزيدان تردف ضاحكة :
- بابا أحلى فيه أن هو بمجرد ما بيخلص الرسالة اللي عايز يقولها لأي حد بيقفل السكة في وشه دون مقدمات
ضحك زيدان يصدق على كلامها قلبا وقالبا ، ليقترب منها خطوة وأخرى يغمزها بطرف عينيه يغمغم عابثا :
- طب ايه ، أبو العيال اللي نسياه دا مالوش حاجة كدة ولا كدة يا حبة البندق أنتِ
ضحكت تتغنج في ضحكاتها تلف ذراعيها حول عنقه اقتربت تهمس له :
- هطلع أنيم العيال يا أبو العيال
وتحركت لأعلي تخبره إلا يتأخر لينظر هو إلى الفستان وحجاب رأسها يتخيل مدى روعتها فيهم
_____________
الله أكبر الله أكبرالله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
وقف في شرفة غرفته يسمع التكبيرات العالية من الجامع القريب يشعر بالهواء المنعش ، صباح يوم العيد له سعادة خاصة حتى الهواء تشعر به سعيد ، ابتسم يغمض عينيه ليمر أمامه مشهد قديم حين كان في ريعان شبابه في العيد هو ولينا ، لينا العشق الذي شاركه كل لحظة في غيابها قبل حضورها ، نظر خلفه حين سمع صوت باب المرحاض يُفتح ليراها تخرج من هناك تجفف خصلات شعرها ابتسمت ما أن رأته تغمغم سعيدة:
- كل سنة وأنت طيب يا حبيبي عقبال كل سنة وأنت معانا يارب ، تعالا اعدلك الياقة بتاعت الجلبية عشان مش مظبوطة
ابتسم يقترب منها لتضع المنشفة جانبا تعدل له ثيابه التقطت زجاجة عطره التي لا يغير نوعها أبدا ولا يليق به غيرها بضع زخات بسيطة لتضعها جانبا تغمغم سعيدة :
- زي القمر ، بيبقى ليك هيبة كدة وأنت لابس الجلبيات اللي زي دي فظيعة ، هلبس عشان نلحق الصلاة
التفتت لتغادر ليمسك برسغ يدها فابتسمت له والتفتت لتراه يدس يده الأخرى في جيب ثوبه يخرج منها عدة ورقات نقدية يغمغم مبتسما:
- العيدية ، كل سنة وأنت معايا يا حبيبتي
ضحكت تأخذ النقود منه لتعانقه تقبل وجنته تغمغم سعيدة ضاحكة:
- فاكر وإحنا صغيرين ما كنتش بتتهنى بعيدية يا عيني ، عشان أنا كنت طفلة زنانة ، البنات وهما صغيرين كانوا بيشتروا عرايس وأنا كنت بصمم تجبلي مسدس خرز ومسدس طلق من العيدية بتاعتك واجيب بالعيدية بتاعي شيبسي وعصير
ضحك هو الآخر يقرص خدها برفق يغمغم ضاحكا :
- دا لولا الواد محمد الله يستره كان زماني بشحت كل عيد ، كان بيقسم العيدية بتاعته عليا أنا وهو ، وأنتي خرباها لعب بالمسدسات ولا جون ويك ، استني صحيح أنا جايبلك حاجة مهمة أوي لقيتها في الشقة القديمة وفرحت لما لقيتها
تركها وتوجه إلى دولاب الثياب يخرج منه صندوق قديم يحمله بين يديه يتحرك به إليها وقف أمامها يكشف عن غطاء الصندوق يغمغم ضاحكا:
- دي لعب العيد بتاعتك اللي كنتي بترميها آخر اليوم ، ما اعرفش مين اللي كان عاينها في الصندوق دا والصندوق كان محطوط في أوضة الكراكيب في الشقة ، في منهم مدشدش ومنهم سليم بس حتى السليم بايظ من العمر اللي عدى عليه
ادمعت عينيها سعيدة تنظر لمتعلقاتها القديمة تتلمسهم بيديها لتمسك إحدى المسدسات المكسورة لا تزال تتذكر أنها هي من كسرته لأنها كانت غاضبة لأن الطلقات نفدت فدفعته للحائط بعنف وسقط المسكين مكسورا ، رفعت رأسها تنظر لخالد لترى صورة ذلك الشاب الصغير يمسك بيد تلك الصغيرة صاحبة الأعين الزرقاء تشير إلى لعبة عالية تتذمر لأجل الحصول عليها وهو يضحك ويوافق وكأن العمر مر في طرفة عين دون أن تشعر في تلك المسافة القصيرة التي تفصلها عن اللعبة!!
وضع الصندوق جانبا يحتضنها لتغمض عينيها تعانقه بكل ذرة فيها ، تدعو في نفسها من أعماق قلبها :
- يارب أنا اللي اموت الأول يا خالد مش هستحمل والله ما هستحمل
قاطع تلك اللحظات صوت طرقات عالية على باب غرفتها وصوت حسام يصيح من الخارج :
- يا ابا الحج درويش ، يلا يا ابا الصلاة قربت ، أنا مختفي عشان العيدية صح
ضحكت لينا ليبتعد خالد عنها فتح الباب ليبصر حسام أمامه يرتدي جلباب أبيض كخاصته رفع يده يصفعه على رقبته من الخلف يغمغم ساخرا:
- كل سنة وأنت طيب يا حبيب أبوك ، غور ياض أنزل طلع العربية من الجراش وما تصحيش العيال على ما نيجي من الصلاة عشان ما يعيطوش ويشبطوا
ضحك حسام يحرك يده على رقبته يردف عابثا :
- حتى يوم العيد يا حج ، بس بردوا هاخد العيدية
______________
بعد صلاة العيد تحركت السيارة عائدة للمنزل ، وها هي سيارة زيدان ولينا والطفلان السعيدان بثياب العيد الجديدة ولينا التي تنظر في كل لحظة إلى المرآة في حقيبتها تتأكد من شكل حجابها ، قلبها يدق بعنف كلما نظرت إلى هيئتها ليست هي فقط فزيدان تصنم أمامها صباحا حين دخل ورآها ارتدته كان سعيد لدرجة أن دمعت عيناه فرحا ... نظرت إليه حين سمعت صوته يغمغم متوترا:
-ربنا يستر ونوصل بسرعة أنا مش عارف اشيل عيني من على الملاك اللي قاعد جنبي دا ومش عارف اركز في الطريق
ابتسمت خجلة تشعرها كلماته بسعادة غامرة ،وصلا إلى حديقة منزل والدها لتفتح الباب نزلت تفتح الباب للصغار ... وتحركت خلفهم يمسك زيدان بكف يدها ، توجهوا للداخل دقت الباب بضع لحظات لتسمع صوت والدتها يقترب تغمغم سعيدة :
- دول أكيد لينا وزيدان استنى أنا هفتحلهم
وفتحت الباب تبتسم لتجحظ مقلتيها ما إن رأت ابنتها ترتدي الحجاب ، ادمعت عينيها لتجذبها لأحضانها تعانقهاا تغمغم سعيدة:
- مبروك يا حبيبتي أخيرا ، خشي خشي دا خالد هيفرح أوي لما يشوفك
- ايه يا ماما أنتي اتبريتي مني ولا ايه
غمغم بها زيدان متضايقا كالأطفال لتضحك لينا تعانقه تغمغم سريعا:
- هات حضن بسرعة قبل ما خالك يشوفنا
تحركت لينا للداخل حيث تسمع صوت ضحكات والدها وحسام وصوت وتين الصاخب ، اقتربت من الغرفة إلى أن وقفت عند بابها تغمغم مبتسمة :
- كل سنة وانتوا طيبين
رفع خال وجهه ينظر لابنته سعيدا لرؤيتها لتجحظ مقلتيه وتشق ابتسامة واسعة شفتيه يغمغم سعيدا :
- عملها زيزو أخيرا ، تعالي يا بت في حضني قربي خليني أشوف القمر
ضحكت عاليا لتقترب من أبيها تعانقه سعيدة ويضمها خالد إليه يمسح على حجاب رأسها فَرِحًا مسرورا ، تدخل حسام الجالس جواره يشاكس شقيقته :
- ايه دا لينا دخلت في الإسلام أخيرا ، دا أنتي من يومين بس كنتي من يهود بني قريظة
خرجت لينا من بين أحضان أبيها تقرص ذراعه بعنف ليتأوه متألما وتبتسم منتصرة:
- أحسن تستاهل بدل ما تقولي كل سنة وأنت طيبة يا ذكر التور أنت
توسعت حدقتي حسام ليرفع يده يصفعها على رقبتها من الخلف يغمغم ساخرا:
- كل سنة وإنتي طيبة يا حبيبة أخوكي ، قوم بقى من جنبي خجدتي المكان كله
لينا مش ملاحظة أنك تخنتي قد عشرين كيلو كدة، ااااه ايه دا في إيه
تأوه حسام متألما حين هبطت صفعة عنيفة على رقبته من الخلف من شخص يقف خلفه ،نظر للفاعل ليجد زيدان يقف خلفه يغمغم ينهره:
- هي مين دي اللي تخنت يا أعمى البصر والبصيرة ، دا مش كرش دا حمل يا دكتور على ما تفرج إنت ، قوم ياض هات حضن واحشني
ضحك حسام ليقوم يعانق صديق العمر التفوا جميعا في الصالة لا تسمع سوى صوت ضحكاتهم
في الخارج توقفت سيارة حمزة لينزل حمزة منها بصحبة بدور وسيلا وخالد ابن بدور ... توجهوا للداخل ، قام خالد يعانق أخيه يغمغم مبتهجا:
- أهو الدون جه أهو بالحضن يا ابن أمي وأبويا
ضحك حمزة يعانق شقيقه لتتحرك لينا من جوار والدها تفسح المجال لعمها الذي جلس جوار والدها يتحدثان ليردف خالد :
- صحيح أنا مش عارف إزاي نسيت أسألك، جاسر مهران كلمني من مدة وكان شايط وبيقولي أنك مشغل ابنه عندك
ضحك حمزة يضع ساقا فوق أخرى يغمغم ساخرا:
- أحسن خليه يتربى، أنت عارف إن السوق اللي إحنا شغالين فيه أوضة وصالة ما فيهوش حاجة بتستخبى وأنا الدون بردوا لما أعوز أعرف حاجة بعرفها ، عرفت أنه هزق الواد اينه وطرده قدام موظفين الشركة ، راح الواد مستقيل وحقه بصراحة ، وراح يدور على شغل برة ، عم جاسر اللي عاملي فيها الشيطان ولا عفريت العلبة عمال يقفلها على الواد عشان يرجعله تاني ، قومت مشغله وفي وظيفة كبيرة وبمرتب أعلى من اللي كانت بيدهوله والواد بصراحة ممتاز وشاطر ، من ساعتها بقى وهو مش طايقني ، بس يخبط دماغه في الحيطة أنا ما يفرقش معايا حد دا أنا الدون
ضحك خالد يضرب كفا فوق آخر يغمغم ساخرا:
- المادة الخام للنرجسية وحب الذات ، بس بصراحة حركة جامدة ، تاخد بقى الكبيرة رعد ابن جاسر بيحب رقاصة
توسعت حدقتي حمزة للحظات قبل أن ينفجر في الضحك يغمغم من بين ضحكاته :
- دا زمان جاسر جاله جلطة ، شوفوا يا ابني محجوز في أنهي مستشفى عشان نلحق نودعه
أما هناك أمامهم اقترب خالد الصغير من وتين يخرج لها لعبة عروسة صغيرة يغمغم محرجا :
- وتين أنا جبتلك دي هدية عشان العيد كل سنة وإنتي طيبة
نظرت وتين للعبة في يده لتحرك رأسها للجانبين تغمغم حانقة :
- أنا مش بحب العرايس أنا عايزة مسدس زي بتاع ياسين وزي بتاعك
مد يده لها سريعا بالمسدس اللعبة في يده :
- طب خديه أهو
ابتسمت سعيدة تأخذه منه تطلق طلقاته على الحائط أمامها تضحك سعيدة إلى أن انتهت الطلقات ورفض المسدس أن يعمل فما كان من الصغيرة الغاضبة إلا أن دفعته للحائط ليسقط أرضا مهشما كل ذلك يحدث تحت أنظار لينا التي تراقب الموقف مدهوشة وكأنه يعاد بشكل حي أمام عينيها من جديد
قاطع ما يحدث صوت رنين هاتف خالد برقم ما جعل خالد يستأذن ويخرج إلى الحديقة ابتسم للواقف أمامه يغمغم:
- ها عملت ايه ؟
تنهد الرجل يغمغم متعبا :
- والله يا باشا أنا من امبارح من ساعة ما سيادتك كلمتني ما نمتش صعب عليا حال البنت لما قولتلي عليها بلغت حقوق الطفل والجهة المعنية بالأطفال والاعتداءات عليهم في الوزارة وبلغتهم كمان أن جنابك مشدد أن الموضوع يتفتح في أسرع وقت وعليه راحت لجنة مع ظابط وعساكر لبيت المذكورة ناهد كريم وأنا كنت معاهم ، واللي لقيناه أم بتعاني من اضطراب نفسي واكتئاب حاد ، عنيفة جداا لدرجة ضرب أطفالها وحر..قهم عشان بس تنفث عن غضبها دا ، بس الحمد لله أن آذها ما طالش الطفل الرضيع ، طبعا تم القبض عليها وهي حاليا في مستشفى لإعادة التأهيل ، ومن البحث في تاريخها عرفت أنها كانت بتعاني من حالة شبه الفصام حتى من قبل الجواز وجوزها ما قدرش يعيش معاها وطلقها من قريب وسافر برة مصر ومن ساعتها وحالتها ساءت أكتر ، المشكلة دلوقتي في الأطفال العم رافض يستلمهم والخالة مسافرة برة مصر وأهل الزوج وأهل الزوجة متوفيين ، وكدا للأسف هيروحوا دار رعاية ، هما معايا في العربية هروح اوديهم ، أنا بس صعبان عليا بعد العذاب اللي شافوه يقضوا أول يوم العيد في دار رعاية
في تلك اللحظة تحديدا تذكر نهاية المسلسل الذي كان يشاهده أمس هو وحسام ، رفع هاتفه يطلب حسام يطلب منه الخروج إليه ... لحظات وظهر حسام اقترب من أبيه يسأله قلقا :
- مالك يا بابا في ايه أنت كويس
ابتسم خالد يربت على كتف حسام يغمغم:
- فاكر امبارح لما كنت عاوز تروح تاخد عيال منى ذكي تربيهم معانا عشان ما يتبهدلوش في دار الرعاية ، أنا جبتلك بقى الحقيقين منهم
قطب حسام جبينه لا يفهم ما يحدث ليقص عليه سريعا ما حدث لتدمع عيني حسام من جديد يهمس منفعلا :
- دي ست مريضة حسبي الله ونعم الوكيل فيها
وتحرك صوب السيارة فتح بابها ليبصر طفلة في عمر وتين وطفل يصغرها ببضع أعوام ورضيع بين أحضان الطفلة ، انهمرت الدموع من عينيه يهمس لهم مترفقا :
- انزلوا يا حبايبي ما تخافوش ، انزلي يا حبيبتي وتين جوة هتفرح أوي لما تشوفك والعبوا مع بعض
نظرت الفتاة إلى شقيقها قلقة خائفة ليقترب حسام منها يحمل الطفل الرضيع يغمغم:
- يلا يا حبايبي انزلوا ما تخافوش
نزل الطفلان بحذر يسيران جوار حسام يبدو عليهم الخوف الشديد ، طالعهم خالد بنظرة حزينة قبل أن يوجه حديثه للضابط الواقف أمامه :
- جمعت معلومات عن خالتهم
اومأ الضابط برأسه يغمغم :
- ايوة اسمها مريم عندها 40 سنة عذباء ما اتجوزتش وكانت بتحب ولاد أختها جداا قبل ما تطردها أختها وتمنعها أنها تشوفهم طبعا بسبب مرضها ، لما اتواصلنا معاها كانت مرعوبة على الولاد بس المشكلة أن أقرب طيارة جاية مصر بعد أسبوع
ابتسم خالد يربت على كتف الضابط يغمغم :
- روح يلا عيد مع الحج والحجة عقبال ما تتجوز كدة وتعيد مع المدام والولاد وأنا هبلغ الوزارة أنهم هيبقوا في عهدتي لحد ما تيجي خالتهم
ابتسمت الشاب سعيدا يومأ برأسه ومن ثم غادر ليعود خالد أدراجه وجد لينا ابنته تحتضن الصغيرة كلارا تجدل خصلات شعرها وحسام وزيدان يلاعبان شقيقها الذي لم يعرف اسمه بعد والرضيع بين أحضان حمزة ليضحك سعيدا تلك هي عائلته المجنونة أي فرد يحتاج لهم يذوب بينهم وكأنه جزء من النسيج منذ البداية ، حمحم يردف بصوت عالي :
- انتبااااه ، يلا كلكوا في صف واحد عشان العيدية
صرخ الأطفال في سعادة لتحمل لينا الطفلة الصغيرة تضعها في أول الصف وشقيقها بعدها ومن خلفهم أطفال العائل ومن خلفهم الكبار ، نظر حسام في ساعة يده يغمغم ساخرا :
- هو طابور العيش دا هيطول يا اوختشي اصل أنا واقفة هنا من الصبح وسايبة الطبيخ على النار ، اااه جرى ايه يا حج هو كله ضرب ضرب
صاح متألما حين قذفه خالد بالوسادة ، جلس خالد على الأريكة وجواره حمزة يستعد كل منهما بالنقود في يده اقتربت الصغيرة مرتبكة تنظر لخالد خائفة ، ليمسك كف يدها الصغير يقبله يغمغم مبتسما:
- أول عيدية للقمر كلارا ، اتفضلي يا ستي
ابتسمت الصغيرة مرتبكة تشكره تأخذ منه النقود
توجهت صوب حمزة الذي قرص وجنتها بخفة يغمغم مبتسما:
- كل سنة وإنتي طيبة يا كوكي، خدي يا حبيبتي
تحرك الأطفال في صف طويل إلى أن آتي دور حسام أول من يقف من الكبار تنفس بعمق ما أن وصل يغمغم:
- الحمد لله وصلت ، أيدك على العيدية دا أنا ركبي نقحت عليا من الواقفة ، ما عندكوش فولترين
ابتسم خالد ساخرا يكتف ذراعيه:
- عندنا يا حبيبي حقن تجرب وأنا أيدي خفيفة خالص تجرب
توسعت عيني حسام هلعا يغمغم سريعا :
- قلبك أبيض يا حج دا أنا زي الفل أهو ، يلا حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة وهنيالك يا فاعل الخير والثواب ، اشحت أكتر من كدة
رفع خالد حاجبيه يعطي النقود في يده لحمزة يشمر عن ساعديه يغمغم يتوعده :
- لاء أنت شكلك عايز تجرب تعلالي يا شحات الغرام إنت
انتفض حسام يركض بعيدا لينفجر الجميع في الضحك وقف خالد من مكانه يقترب من زوجته
لف ذراعه حول كتفيها ينظر للطفل الصغير بين يديها يلف رأسه ينظر للمهازل التي تحدث حوله ليضحك عاليا يغمغم:
- أنها حقا عائلة مجنونة جداا ، هتجلطوني يا شوية جزم ، ما عدا أنتي يا بسبوسة قلبي
______________
الفصل ما نزلش الاتنين ليه
فقدت الشغف بجد والله مش بهزر فجاءة بقيت مش عايزة اكتب ما صدقت والله الشغف رجع قعدت على الفصل لسه مخلصاه حالا


كانت هذه آخر حلقة خاصة أدرجتها الكاتبة


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-23, 11:56 AM   #180

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.