آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          وعانقت الشمس الجليد -ج2 سلسلة زهور الجبل- للرائعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-23, 11:22 AM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الرابع من أسير عينيها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا عندي بس كلمتين السنة اللي فاتت في نفس الوقت تقريبا كنت بنزل الجزء التاني من أسير عينيها بعنوان جنون عاشق ... وكان اتفاقي مع حضرتكوا اخلص امتحاناتي والفصل الأول هينزل أول يوم العيد ... ودا بالفعل اللي حصل أول يوم عيد الفطر كان نازل 3 فصول من جنون عاشق وعدت ووفيت

فاضل الجزء الاخير ... اللي اتفقت بردوا انه بإذن الله هيمشي بنفس النظام نيتي كانت هخلص إمتحانانتي ويوم 24 خمسة اللي هو بإذن الله أول يوم عيد الفطر كنت علي أتم استعداد انزل الجزء الاخير .... بس اللي حصل دلوقتي أن في فيروس كورونا ربنا يرفعه عنا
والدراسة وافقة والمحاضرات نازلة أونلاين .... والامتحانات اتأجلت هتبدا أمتي لسه ما حدش عارف .... محاضرات الاون لاين صعبة وكتير وحرفيا بنلف حوالين نفسنا عشان نلم اي حاجة
فصعب في الأجواء دي إني اكتب جزء كبير ملحمة عشق زي ما انا ناويها بإذن الله .... وربنا وحده أعلم ايه اللي هيحصل ... الأزمة دي هترسي علي ايه ... دا المفروض اخر ترم ليا في الكلية .... يعني خلاص المفروض اتخرج بقي أنا حقيقي نفسيتي تعبانة من الحكاية دي الظروف كلها ملخبطة .... تأخير الجزء الاخير مش بإيدي تماما ... دي ظروف عالمية ....

اسيبكوا مع مشهد خاص لسه مكتوب ❤❤مالوش علاقة بالجزء الرابع والله
_______________
مشهد خاص للباشا واللوليتا ❤????
===========/=====
فتحت عينيها بنعاس ... تتأثب بملل مطت ذراعيها في الهواء لتجد رحمة تدخل الي الغرفة تبتسم ابتسامتها الحانية الدافئة تهتف بمرح :
نموسيتك كحلي دي الساعة عدت اتنين أول مرة تنامي كل دا

فركت عينيها تبتسم بنعاس :
أصلي نمت إمبارح متأخر كنت بذاكر كتاب جديد نزل في الطب والظاهر إني نمت وأنا بقراه ... اومال لوليتا فين

ابتسمت رحمة بحنو تفتح ستائر غرفتها ليدخل ضوء الشمس ينير المكان :
لوليتا يا ستي صحيت من بدري ... مع خالد باشا وفطروا سوا والباشا راح شغله ولوليتا بتلعب في الجنينة

ابتسمت بخمول تهز رأسها إيجابا وضعت يدها علي رأسها تمسد جبينها بانزعاج تمتم :
معلش يا دادة خلي حد يعملي فنجان قهوة دماغي هتنفجر من الصداع

اتجهت رحمة للخارج تهتف بهدوء : من عيوني يا حبيبتي .... يلا فوقي كدة وأنا هخليهم يحضرولك الفطار والقهوة

هزت رأسها إيجابا لتخرج رحمة بينما مدت لينا يدها تلتقط هاتفها الموضوع علي تلك الطاولة الصغيرة جوار فراشها .... خطت اسمه علي الشاشة لتنفتح شاشة هاتفها علي صورته يحمل الصغيرة يضحكان بسعادة ارتسمت ابتسامة ناعسة علي شفتيها لتفتح برنامج
« الواتس آب » اختارت محادثتهم تضعط عليها ليظهر لها أنه متصل الآن .... اعتدلت علي الفلاش تربع ساقيها ... لترسل له رسالة
لينا : صباح الخير❤
لحظات وجاء الرد منه
خالد : صباح الفل ????
ضحكت بنعاس علي ذلك الشكل التعبيري الذي أرسله لتجده يرسل رسالة اخري
خالد : نموسيتك كحلي ????
نفخت خديها بغيظ لتكتب بغيظ ترسل له

لينا : مش أنت السبب ???? ... قعدت اقولك سيبني يا خالد اخلص الفصل الأول حتي بس انت ...

لحظات وأرسل لها الرد : بس أنا ايه ها ????????
لينا : أنت قليل الأدب ????????

خالد :????????????????????????????????????

قطبت جبينها بغيظ ترسل له ايموشن غاضب : ???????????? مستفز

ارجعت خصلة خلف شعرها تبتسم بعبث حينما تذكرت تلك الخدعة التي ودت أن تفعلها فيه
لترسل له
لينا : بكلمك مش بترد ????
___________________
يجلس بارتخاء علي كرسي مكتبه الجلد الفخم ... رافعا ساقيه علي سطح المكتب ترتسم علي شفتيه ابتسامة صغيرة عابثة
وصلته رسالتها ... ليقطب جبينه بتعجب متي حادثته وهو لم يرد .... رفع حاجبه الأيسر يبتسم بعبث حسنا يا صغيرة تريدين اللعب لنلعب .... ارسل لها
خالد : مشغول ????
لحظات وجاء ردها الغاضب
لينا : طب ما تقول????
خالد : ما أنا اهو بقول ????????
لينا : لاء أنت اتغيرت .... ما بقتش تحبي ????????

انفجر في الضحك تلك المجنونة ستصيبه بأزمة قلبيه ليجدها ترسل له
لينا : بعتلك علي الواتس آب ????????
خالد : ما شوفتهاش ????
لينا : لا يا شيخ ????????
خالد : آه والله هكذب ليه ????????
لينا : عشان ما بقتش تحبني
ما بقتش تحبني ... ما بقتش تحبني ????????????????????????????????????????

خالد : ???????????????????????????? مجنونة قسما بالله مجنونة
ارسلت له ايموشن حزين: ???????????? أنا مجنونة طبعا ما أنت ما بقتش تحبني

اعتدل في جلسته يتمتم بحسرة : اوبا دخلنا في النكد

حرك رقبته يمينا ويسارا ليسمع صوت طرقعة عظام رقبته المتيبسة ...امسك هاتفه يرسل لها
خالد :
ثواني بس دي هرمونات ولا أنا عملت حاجة زعلتك

لينا : هرمونات ???????? ... قصدك ايه بقي ... قصدك إني مشاكلي هايفة صح .... وبطلع هرومانتي عليك ?????????????????????????????????????????????????? ??????????????

رد سريعا : أنا قولت كدة ????

لينا : أنت كمان بتتعصب عليا وبتزعقلي آه طبعا ما أنت خلاص ما بقتش بتحبني ????????????????????????????????????

اتسعت عينيه بذهول ليرد سريعا : هزعقلك علي الشات ازاي بس يا بنتي

لينا : قصدك إني بتلكك عشان اتخانق وأنت الطيب البرئ اللي ما بتعملش حاجة صح ?????????????????????????????????????????????????? ??

تنهد بضيق تلك الحمقاء ستصيبه بالجنون .... ليجد علي يفتح باب غرفة مكتبه يهتف علي عجل : خالد ... فاضل ربع ساعة علي الاجتماع

هز رأسه إيجابا يهتف : روح وهحصلك
خرج علي ليعاود فتح الباب مرة أخري ينظر له بتوتر هاتفا بقلق : أنت متأكد من الصفقة دي كويس

ابتسم بثقته المعتادة يهز رأسه إيجابا : ما تقلقش الصفقة في جيبي

تنهد علي بارتياح يبتسم : طمنتني ... الله يطمن قلبك ... هروح اظبط الدنيا في أوضة الإجتماعات وأنت ما تتأخرش

هز رأسه إيجابا ليغادر علي سريعا اتجه ببصره الي شاشة هاتفه لتتسع عينيه بذهول حينما وجد
لينا : أنت كمان ما بتردش ????
لينا : بتعمل سين وما بتردش ????????
لينا : ماشي يا خالد علي راحتك ????????????
لينا : علي فكرة بقي أنا هروح اقعد عند بابا كام يوم ????????????????????????

لينا : ما بتردش بردوا ... علي العموم اللي باعنا خسر دلعنا ????????????????????

لينا : يكون في علمك أنا بقي أنا زعلانة ومتضايقة ومش هكلمك تاتي ومش هتعرف تصالحني بكلمتين زي كل مرة

تنهد بحسرة يصفع جبينه براحة يده
ليرسل لها كلمة واحدة
خالد : بحبك ❤❤

لحظات صمت ليجدها ترسل
لينا : آه كلمة واحدة ماشي ????????

انفجر في الضحك حتي ادمعت عينيه ... حبيبته قادرة علي تغير مزاجه مهما كان غاضبا انهي محادثته معها ليتجه الي اجتماعه ساعات طوال كان يود فقط أن ينتهي ذلك الاجتماع حتي يعود لطفلتيه ....... دخل بسيارته الي حديقة الفيلا خرج منها لتجذبه صوت ضحكات سعيدة ليجد لينا تجري خلف ابنتهم الصغيرة يضحكان بسعادة في مشهد مبهج جعل قلبه يرقص فرحا ....خلع ستره حلته يلقيها في السيارة ليقترب منها يهتف بمرح ابتسامة واسعة تشق شفتيه :

خووونه بتلعبوا من غيري طب اللي همسكها فيكوا هاكل خدودها

ضحكت الفتاتين بمرح لينطلقتا راكضتين وهو خلفهما يحاول الوصول لأي منهن .... وصل الي الصغيرة ليلتقطها بين ذراعيها يدغدغها بلا توقف والصغيرة تضحك يلا توقف ... بينما لينا تقف قريبة منهم تبتسم بسعادة ...تحب وجه خالد الحنون ... صحيح أنه لا يزال متحكما وغيرته تخنقها ولكنها لم تعد تخافه كالسابق لم يعد عنيفا كما كان ..... فاقت من شرودها حينما شعرت به يلف ذراعه حول خصرها ليهبط برأسه علي كتفها .... نظرت حولها لتجد الصغيرة تمسك الكثير من قطع الحلوي تركض بهم الي الداخل ... ابتسمت حينما سمعته يهمس بمرح :
اخبار الهرمونات ايه
اخفت ضحكتها بصعوبة تبتسم باصفرار : بتسلم عليك ...

زاد من حصاره الناعم يهمس جوار أذنيها بعبث : طب سلميلي عليها وبوسيهالي .. ولا اقولك ابوسها أنا

صرخت بخجل تحاول التحرر من بين ذراعيه ليحملها من خصرها يلتف بها حول نفسه وهي تضحك بسعادة انزلها اخيرا لتلتقط انفاسها التفت له تشب قليلا تحاوط عنقه بذراعيها تبتسم بمرح : يلا بقي قولي شعر حلو زي اللي بتقوله

حمحم بغرور مصطنع ينظر لها هاتفا بمرح : الحب الحب .... الشوق الشوق .... بولوبيف بولوبيف .... حالو يا حالو من طرف اخوكي اللمبي

جزت علي أسنانها بغيظ تحاول الابتعاد ليجذبها ناحيته يعانقها بقوة هامسا بكلمات تقطر عشقا :
اعشقك يا من لا يعرف فؤادي سوي عشقك....

دمتم سالمين




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 11:24 AM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
الفصل الاول
¤¤¤¤¤
قديما قالوا ما العشق الا قيد ..
قيد يتغلل في الدماء ..

قيد يأسر الفؤاد يكبله بأصفاد من الحرير الناعم يربط بنعومة بين روحين ...
يجمع برفق قاسي بين نصفين حتي يصلا الي الكمال في العشق

العشق داء .... لا دواء له لذة خاصة من الألم تكرهها وتعشق معاناتها ....

كأنها جرعة من الهيروين الفاخر يجري بين اوصالك بين النشوة ولذة الألم

فقط بسمة صغيرة تحلق بك عاليا
كطير شريد ترك السرب راكضا نحو عش عشقه البعيد

عش يعرف الطريق له قلبه قبل أن تراه عيناه

ما بين العشق والعذاب ...
الحب والحنان .... الالم والامل
... الكره والكمال ...
تنشأ المعادلة الصعبة ...
معادلة خاصة لا إجابة لها ...
. لا تحاول حتي التفكير لأنك في النهاية .. ستسقط مقيدا بأصفاد العشق ...
حين تكره الحرية وتعشق القيد
تبدأ رحلة الا نهاية ... رحلة حينما تقرر بدأها ...
صدقني لن تستطع التراجع فهو طريق واحد له فقط بداية .. اما النهاية فلم يعرفها غيرك

كانت لا تزال السابعة صباحا حينما دق المنبة الخاص به بصوته المزعج يصدح مرة بعد مرة كأنه يصرخ فيه أن يستقيظ ... انكمشت ملامح وجهه بضيق ليتأفف بضجر يحاول فتح مقلتيه مد يده تجاه ذلك الجهاز الصغير المزعج ... التقطه ليلقيه بعنف علي أحد الجدران ليتهشم المسكين الي بقايا صغيرة تأفف ينهض جالسا علي الفراش يفرك جبينه بعنف ليلتفت برأسه ناحيتها ليجدها توليه ظهرها هو متأكد انها مستيقظة ما أن تشعر به يستيقظ تبتعد عنه سريعا توليه ظهرها وكأنها لم تكن تختبئ في صدره الليل بطوله .... اخيرا سمع صوتها تهمس بتلك النبرة الجافة الباردة التي يكرهها :
- دا رابع منبة تكسره الأسبوع دا !

زفر بحنق من تجاهلها له معاملتها التي تصبح جافة باردة تحمله ذنب لا ذنب له فيه
مد يده يضعها علي ذراعها ... لترفع يدها بهدوء أزاحت يده لتشد الغطاء حتي وجهها تختفي عنه ... وهنا بلغ به الغضب مبلغه .... امسك الغطاء يدفعه عنها بحدة ... يزمجر غاضبا :
- لما تكلميني بصيلي

لحظات من الصمت لا يسمع سوي صوت انفاسه الهادرة لم تهتم بما يقول تماما بل بقيت علي نفس موضعها تنام علي جانبها الايسر توليه ظهرها .... طال صمتها لدرجة أنه ظن انها قد نامت ... ليسمعها تهتف بتلك النبرة الجافة مجددا :
- دي كانت معلومة عابرة !!

حتي كلامها بات قليلا ... تهدجت انفاسه شوقا وغضبا ليمسك ذراعها جذبها بقوة لتشهق بعنف حينما وجدت نفسها فجأة تجلس أمامه مباشرة جبينه يرتطم بجبينها .... تشعر بانفاسه الهاردة الغاضبة ... تلطم صفحة وجهها بعنف رقيق .. كأنها تعاتبها بقوة حانية .... بلعت لعابها بتوتر تحاول الا تصطدم بمقلتيه الغاضبتين .... أرادت ان تشيح بوجهها بعيدا ليقبض بكفه علي فكها برفق يجبرها علي النظر له ... لحظات صمت تحاول بكل السبل التحرر من اسره لتسمعه يهمس بألم :
- أنا ما غلطتش اللي حصل دا مش بسببي صدقيني انتي ما تعرفيش ايه اللي حصل ... اديني فرصة اشرحلك وبعدين احكمي

انهمرت شلالات الدموع من انهار عينيها كأنه نهر وحان وقت فيضانه ... نزعت نفسها من بين يديه لتقبض علي تلابيب ملابسه باظافرها تنوح باكية :
- لييييييييه اذيتها كدة .... لييييه حرام عليك ..... ليييييييه ....

امسك كتفيها يبعدها للخلف قليلا ... شدد بكفيه علي كتفيها ينظر لعينيها المنتفختين من أثر البكاء ... والهالات السوداء تحيط بهما كظلمة الليل الحالك ... تنهد بألم مقررا اخبارها
بما حدث كاملا ... :
- بطلي عياط واسمعيني !!

بدأ يقص عليها ما حدث كاملا طوال المدة الماضية ..... لتشخص عينيها حتي آخرهما عذرا .... شهقة قوية خائفة خرجت من قلبها قبل جوفها وضعت يدها علي فمها تنظر له بذعر مما يقول .... ليتنهد بألم ما أن انهي حديثه .. اغمض عينيه للحظات باسي متمتما بشرود :
- عرفتي بقي إيه اللي حصل بالظبط !!

هزت رأسها إيجابا لتشهق في بكاء عنيف جسدها يرتجف بشدة من الخوف لتحرك شفتيها كانت تتمتم في البداية بكلام لم يسمعه سرعان ما تحولت التمتمة لصرخات ذبيحة شقت سكون المكان :
- بنتي ....بنتي عايزين ياخدوا بنتي مني ليييه ... كل دا حصل لبنتي وأنا مش موجودة

اتجهت برأسها ناحيته ليخمد بكائها قليلا فقط قليلا امسكت كفيه تصغط عليهما تهتف من بين نشيجها الحار:
- اعمل اي حاجة ... عشان خاطري ... عشان خاطري ... مش هستحمل بنتي تضيع مني ... ابوس إيدك
_____________
خرجت منه تنهيدة حارة طويلة يعود بوعيه من تلك الذكري القديمة القاسية ... انهيار لينا الحاد ومعامتلها الجافة له قبلها ... وما حدث قبل ذلك ... كم كانت قاسية تلك الفترة بكل ما حدث فيها ... وما حدث بعدها كان فقط نتيجة متوقعة لها ... اتجه بنظرة لها .... ليجدها نائمة تتوسد صدره كطفلة صغيرة ... ابتسم برفق يربط علي منابت شعرها الصفراء لو مرت مئة عام
ستظل في نظرة طفلته الصغيرة ... عشقه الوحيد ... نبض شريانه كما يقول دائما .. وضع رأسها برفق علي الوسادة ليتحرك بخفة متجها الي المرحاض وقف امام المرآه ينظر لنفسه
دخل عنفوانه وكبريائه في صراع حاد مع الزمن فكانت النتيجة لصالحه ولصالح الزمن معا نفس الطول الفاره والجسد المعضل مع وجود تلك الشعيرات البيضاء التي غزت شعره ولحيته لتزيده وقارا له حدة خاصة تليق به هو فقط .... لاحت علي شفتيه ابتسامة صغيرة ... يغبط لينا في نفسه فرغم مرور كل تلك الأعوام لا تزال تبدو شابة وكأنها في ريعان شبابها .. صحيح أنها تستخدم تلك المواد الغريبة لحقن بشرتها والصبغات الغالية لتبقي لون شعرها كما هو فتبدو كأنها ابنته لا زوجته .... جز علي أسنانه بغيظ فحينما يأخذها هي وابنته لأي مكان يظنها الجميع ابنته بل ويتقدم لها الخُطاب أيضا ... اغتسل وبدل ملابسه .. خرج من المرحاض يقف امام مرآه الزينة يمشط شعره بفرشاته الخاصة لترتسم علي شفتيه شبح ابتسامة صغيرة يهمس لنفسه :
- شيخ الشباب يا خالد !

صدح صوت ذلك المنبة المزعج يصرخ بعلو صوته .... ليقطب جبينه غاضبا من ذاك الجهاز الصغير اللعين ... اتجه ناحيته يحمله بين يديه ود بشدة لو دفعه الي الحائط ليكون مصيره كمن سبقوه ليجدها تقفز ناحيته تتعلق بذلك الجهاز الصغير عينيها شبه مغلقة تمتم بهمس ناعس :
- بالله عليك ما تكسره ... كفاية كسر منبهات بقي يا حبيبي ....

اخذت منه المنبة تضعه مكانه لتقترب منه تقبل وجنته تبتسم ناعسة :
- صباح الخير

ما كادت تنزل من الفراش تبعتد عنه لتبتسم بيأس حينما شعرت به يحاوط خصرها بذراعه يعيدها إليه يبتسم بعبث ضحكت رغما عنها ضحكة صغيرة خافتة ... لتتسع ابتسامته يلف ذراعه الآخر يطوقها بذراعيه يهمس بخبث محبب إليها :
- صباح الخير بس ... كدة حاف !!

عبست بنعاس تتمني فقط أن تعرف متي سيتوقف ذلك الرجل عن انحرافه هذا ... مدت يديها تحاول فك ذراعيه الذين يحاوطونها كالكماشة مطت شفتيها بضيق تزجره بدلال :
- يا ابني بس بقي ... نفسي اعرف إنت هتبطل قلة ادبك دي امتي هاا ... دا أنت بقيت بابا وقريب هتبقي جدو ..

ضيق عينيه بغيظ ليشدد من أحكام ذراعيه حول خصرها يقربها منه يهمس بشر كأنه سفاح محترف :
- علي الله اشوف حد يهوب ناحيتها ... هخليه بقايا بني آدم

قربت يديها من رقبته كأنها تريد خنقه تجز علي اسنانها بغيظ تضيق عينيها تطالعه بنظرات حادة غاضبة :
- مش قولنا تبطل وحشية بقي يا بربري أنت

رفع حاجبه الأيسر ينظر ليديها نظرات ماكرة متسلية ... لتبلع لعابها بتوتر تعرف تلك النظرات الماكرة جيدا ... رفع أحد يديه يضعها خلف رأسها مقربا وجهها منه يبتسم بشراسة اظهرت انيابه الحادة :
- وحشية وبربري ... الله يرحم قاسي متوحش عنيف كرجل الكهف .. فاكرة ولا افكرك ...

تهدجت أنفاسها بعنف تتلوي بين ذراعيه بقوة تحاول التحرر منه الا أنه رفض وبشدة لتتوقف عن المقاومة تنظر له بحسرة رفعت سبابتها برجاء تهمس بترجي :
- تعرف يا خالد أنا ليا أمنية واحدة بس في الدنيا ومستعدة أموت بعدها
قطب جبينه بحذر ينظر لها بترقب وقلبه ينقبض بعنف من تلك الكلمة الحمقاء التي نطقتها للتو ليجدها تهتف برجاء :
- انك تبطل قلة الأدب والانحراف اللي فيك دا

ضحك عاليا ... ضحكات صاخبة صدحت في ارجاء الغرفة ليجدها تربع ذراعيها امام صدرها تزم شفتيها تتمتم حانقة :
- ايوة يا أخويا أضحك أضحك ... انا نفسي اعرف مامتك كانت بتتوحم علي ايه

لم تزده كلماتها الا ان ارتفعت ضحكاته تعلو أكثر ليهدأ من صوته تدريجيا ينظر لها يلاعب حاجبيه بعبث مغمغا بخبث :
- يا بنتي قلة الأدب دي فن مش عن عن

تركها متجها ناحية المرآة يكمل من تعديل هيئته لتنظر له بابتسامة حالمة ... اتجهت هي ناحية المرحاض ما كادت تدخل اليه لتلفت برأسها له :
-صحيح ... اعزم زيزو علي الغدا النهاردة بقاله كتير ما جاش هنا

تغضنت ملامحها بحسرة تتنهد بضيق مكملة :
- أنا مش فاهمة ازاي طاوعك قلبك تبعده عن البيت ... حتي ولو هو اللي طلب .... مش ابنك دا

وضع فراشة الشعر من يده التفت لها يعقد ذراعيه أمام صدره يناظرها بنظرات هادئة غامضة ليهز رأسه نفيا مغمغا بجد :
- لاء مش ابني ... أنا عارف كويس أنا بعمل ايه .. جهزي نفسك عشان اوصلك في طريقي وأنا هروح اصحي لينا

دون كلمة أخري تركها وخرج من الغرفة لتتنهد بضيق .... لا تفهم سبب تغير خالد تجاه زيدان بتلك الطريقة
_____________
منزل ضخم يقف وحيدا وسط الصحراء ... مكان منعزل خالي من الناس ... الناس التي لم تسبب الا في اذيته كرههم وأصر أن يكون وحيدا في ذلك البيت البعيد الضخم لا أحد سواه هو فقط لا حارس لا خادم فقط هو والصحراء الشاسعة ندا بالند ... يركض يشق غبار الطريق كأسد ضاري تتعالي الاتربه الصفراء حوله كأنها تصارعه تحاول إيقافه ... تود أن تغرقه في بحر من الذكريات ... موجات من الماضي الأليم يركض بعنف كأنه يهرب منها يرد فقط
النجاة !!

سقط علي ركبتيه ارضا متعب خائر القوي ... نظر للصحراء امامه يتنفس بعنف يطالعها بنظرات حادة ثابتة ... هب واقفا يعود مرة أخري إلي ملجئه البعيد .. اتجه سريعا الي غرفته
يلقي بجسده تحت الماء البارد عله يطفئ من نار ذكرياته التي تحرق جسده بلا رحمة توصمه بوصمة عار .... عار لن يعرفه سواه ... خرج من المرحاض بعدما هدأت نيرانه قليلا يكمل ارتداء ملابسه .... لتقع عينيه علي صورتها التي اخذها خلسة دون أن يدري أحد امسكها برفق كأنه يخشي حتي علي صورتها أن تتأذي نظر لابتسامتها الواسعة الصافية لتخرج من بين شفتيه تنهيدة حار تخبرهم باندلاع النيران في قلبه من جديد نيران عالية حادة مشتعلة عاشقة تلمس وجهها بأصابعه ليهمس بشوق :

- قريب ... قريب اوي !!

وضع صورتها بحذر ليكمل ارتداء ملابسه ... متجها إلي عمله
______________
في مكان آخر يختلف كل الاختلاف عن سابقه شقة متوسطة الحال في عمارة صغيرة في حي
راقي نوعا يخلو من تلك الذبابات الصغيرة المزعجة التي يطلق عليها اسم « التكاتك »
حي هادئ تحاوطه الاشجار .... عمارة قديمة عريقة تشيد باصرار مدي أصالة المكان
شقة كبيرة نوعا ما في الطابق الثالث .... تتكون من غرفتين للنوم وصالة واسعة ... مطبخ متوسط الحجم يفوح منه رائحة طعام شهية تيقظ النائم ... صوت راديو صغير أصرت تلك السيدة أن تحتفظ به رغم تطور الزمن ... تستمع الي برنامجها المفضل التي عرفته مصادفة ويا لها من مصادفة سعيدة التي جعلتها تستمع إلي ذلك البرنامج الإذاعي الشهير والمحبوب « صباحك ومطرحك »
..... داخل أحدي غرف النوم دخلت تلك السيدة تفتح الباب بهدوء .... نظرت للنائم علي الفراش بابتسامة صغيرة حانية ... عينيها تخترز قسمات وجهه لتتنهد بحزن تشعر بقبضة تعتصر قلبها .... اتجهت ناحية نافذة غرفته تسحب الستائر السوداء التي تحجب الضوء فتحت زجاج الغرفة علي مصرعيه ليدخل هواء الصباح الباكر ... اتجهت ناحية فراش النائم جلست بجانبه تربط علي كتفه برفق :
- حسام ...حسام ... يا حسام ...قوم يا ابني هتتأخر علي الشغل
تململ الأخير في نومه يغمغم وهو نائم :
- حاضر الصبح
خرجت منها ضحكة صغيرة خافتة فهو حينما يكون غارقا في النوم يخترف بكلام غريب ... لتعاود هو إيقاظه مرة اخري :
- قوم يا حسام هتتأخر علي العيانين يا إبني ... يلا قوم يا ابني لواحد من العيانين يدعي عليك بسبب تأخيرك دا

انتصف الأخير في جلسته يمد ذراعيه في الهواء يتثأب بقوة بالكاد يستطيع فتح عينيه ارتسمت علي شفتيه ابتسامة ناعسة ينظر لوالدته يهمس بخمول :
- صباح الفل يا ست الكل
ابتسمت والدته بحبور تربط علي خده بلطف كأنه طفل صغير تهمس بحنانها الفطري الدافئ :
- صباح النور يا حبيبي ...يلا قوم بقي هتتأخر علي شعلك
انزل ساقيه ارضا يجلس معتدلا ليميل مقبلا رأس والدته ويديها كما تعود ان يفعل منذ سنوات طوال مغمغا برفق :
- حاضر يا ست الكل

ابتسمت بسعادة بينما توجه هو الي المرحاض ليغتسل تنهدت بابتسامة حانية قامت تتحدث مع نفسها :
-الحق احضره الفطار يأكل لقمة بدل ما ينزل علي لحم بطنه
خرجت من الغرفة ليخرج حسام بعد دقائق من المرحاض وقف يمشط شعره الاسود الكثيف أمام مرآه الزينة يبتسم بنشاط بعد ساعات كافية من النوم ...
أرتدي قميص ابيض اللون يظهر عضلات جسده المتناسقة .... وبنطال من خامة الجينز ازرق اللون
القي نظرة أخيرة علي نفسه في المرآة ليبتسم بثقة حمل حقيبته الجلدية التي تحتوي علي جهاز اللاب توب الخاص به ليتجه الي خارج الغرفة
« حسام مختار عادل... طبيب شاب في مجال النسا والتوليد مجتهد في عمله ... في الثانية و الثلاثين من عمره .... ذو قامة طويلة وجسد متناسق .... يعمل دائما علي الاعتناء به... شعر أسود كثيف واعين سوداء حادة لامعة ... يعيش مع والدته في شقتهم بعد وفاة والده قبل ثلاثة أعوام ... والدته أغلي ما يملك هو علي أتم استعداد ليفعل اي شئ فقط لرضاها »
_______________
اتجه الي غرفة ابنته دق الباب عدة مرات وكالعادة لا مجيب اميرته تغط في نوم عميق فتح الباب .... يدخل الي الغرفة نظر لحسنائه النائمة بابتسامة صغيرة حزينة لولا تلك الحادثة القديمة لكانت تحيا الآن حياة طبيعية مثلها مثل مئات الفتيات .... كور قبضة يده يشد عليها ينهر نفسه بعنف .... كيف لم يستطع أن يحميها ... كيف تركهم يفعلون بها هذا ... ما عاشته طفلة في ريعانها ليس بقليل .. تنهد بألم ليتجه ناحية نافذة غرفتها يشد ستائرها بقوة لتدخل أشعة الشمس الحارة تشاكس الأميرة النائمة .... تملمت الأخيرة بضيق تتأفف ناعسة :
- بابي اقفل الشباك ...لسه ما نمتش

ضحك رغما عنه ليقترب من فراشها جلس جانبها يصفع جبينها براحة يده برفق :
- ما نمتيش ايه دا انتي بقالك يجي عشرين ساعة نايمة ...قومي يا بنت

نفخت خديها بضجر تعلمت تلك الحركة من والدتها لتنتصف جالسة علي الفراش تبتسم ناعسة ... مالت تقبل خد والدها تهمس بمكر :
- خالد باشا بنفسه جاي يصحيني ... مش عواديك يعني يا بابي

رفع حاجبه الايسر بسخرية لما تلك الفتاة تشبهه لتلك الدرجة قرص انفها برفق ليغمغم بتهكم :
- بقي كدة يا بنت خالد ماشي ... علي العموم أنا كنت جاي اقولك مالوش لزوم تروحي الجامعة النهاردة

اتسعت عينيها بذهول تنظر له بدهشة رمشت بعينيها عدة مرات وقلبها يدق بعنف لما لا يريد منها الذهاب .... يجب أن تذهب ... يجب أن تراه ... كيف سيمر اليوم دون أن تراه دون أن تسمع صوته ... دون أن تضحك من خلجاتها بسعادة من مزحاته اللطيفة .... بلعت لعابها تنظر لوالدها بتوتر تهمس :
- ليه يا بابي أنا عندي محاضرات مهمة

أخرج هاتفه من جيب حلته الفخمة فتحه يشهره أمام وجهها لتري انها صورة لجدول محاضراتها الإسبوعية .... نظرت لمحاضرات اليوم لتجد فقط محاضرة واحدة فقط لا غير .... تنهدت بحزن ... تلعن في نفسها من قام بتغير جدول محاضراتها .... لتسمع صوت والدها يهتف بهدوء :
- محاضرة واحدة والدكتور بتاعها بيجيلك آخر الأسبوع يشرحلهالك هنا ... يعني مالوش لزوم مروحاك النهاردة .... اجهزي وحصليني علي الفطار

هزت رأسها إيجابا بطاعة ليخرج خالد من الغرفة مغلقا الباب خلفه لتمسك وسادته تجز عليها باسنانها بغيظ لن تخرج لن تراه ... تكاد تجن من الغيظ ... اتجهت سريعا الي المرحاض لتلحق بهم فوالدها حازم جدا خاصة في مواعيد الطعام

«لينا خالد السويسي --- 24 عاما
فتاة جميلة متوسطة الطول تفوق طول والدتها ببعض سنتيمترات ..... بشرتها بيضاء صافية .... ملامحها طفولية ماكرة مزيج خاص بين براءة لينا وعنفوان خالد .... وجنتيها متشربتان بحمرة طبيعية ذات أعين بنية دافئة شعر بني داكن ... امتزج فيه شعر والدتها الأشقر وليل شعر والدها الحالك
... تدرس في السنة السادسة في كلية الطب ...بناءا علي رغبة والدها ... تكره دراستها بشدة أو بمعني اصح كانت حتي تعرفت عليه !!»

علي طاولة الإفطار .... انهي خالد إفطاره السريع ليقم ملتقطا هاتفه ومفاتيحه .... نظر لزوجته سريعا ليعاود النظر في ساعة يده ليهتف علي عجل :
- أنا متأخر هتيجي اوصلك ولا مش هتروحي

تركت فنجان الشاي من يدها تبتسم بهدوء تهز رأسها نفيا :
- لا يا حبيبي مش رايحة ... طالما لوليتا مش هتروح الجامعة أنا هفضل معاها وكمان عايزة اعمل الاكل لزيزو بايدي ...

وقفت لقمة الطعام في فمها حينما سمعت أسمه شخصت عينيها بذعر تنظر لوالديها ..... بصعوبة بلعت لقمة الطعام لتهمس بصوت مرتجف مبحوح :
- هو زيدان جاي !!

حركت والدتها رأسها إيجابا تبتسم برفق لتهب واقفة تنظر لهم بذعر تصيح بكره ممزوج بفزع :
- لاء ما تخليهوش يجي ...قوله ما يجيش يا بابا أنا بكرهه مش عيزاه يجي ... ما تخليهوش يجي

وجه خالد لابنته نظرات حادة غاضبة ليتركهم ويخرج من البيت ... تنهدت لينا بتعب تغمض عينيها ...مشتتة تعبت من الجميع .... خالد رحل غاضبا وابنتها تجلس مكانها ترتجف فزعة كأن زيدان وحش مخيف سيأكلها ... وهي بين شوقها لولدها الحبيب التي تولت تربيته منذ أن كان طفلا وخوفها علي ابنتها ممزقة لا تعرف من عليها أن تراضي .

قامت من مكانها لتجلس علي الكرسي جوار ابنتها جذبت رأسها تحتضنها برفق لتختبئ الأخيرة بين أحضان والدتها تبكي بعنف وومضات سريعة مما حدث قديما تمر أمام عينيها بسرعة وعنف ... سمعت صوت والدتها تهمس بحزن :
- لوليتا أنا نفسي أعرف انتي ليه بتخافي من زيدان اوي كدة ... حبيبتي دا عمره ما آذاكي ... ليه بتكرهيه وبتخافي منه اوي كدة

هزت رأسها نفيا لا تعرف بما ترد فقط تبكي بصمت ... فتحت فمها لتتحدث لتصمت تماما شهقت تعطس بقوة لتبعدها لينا عنها بسطت كفها فوق جبينها لتتنهد بتعب حقا هذا ما كان ينقصها .... جزت علي اسنانها تبتسم بيأس :
- صحيتي من النوم استحميتي بماية ساقعة مش كدة ... علي أوضتك علي ما اجبلك علاج واعملك حاجة سخنة ... واتصلي ببابا اعتذرليه ما ينفعش تزعقي قدامه ولا ايه

اخفضت رأسها بخجل من تصرفها الأحمق تهز رأسها إيجابا لتتحرك لأعلي

خرج من المنزل واجما حائرا من تصرفات ابنته الطائشة ... يعلم كرهها الشديد لزيدان ما حدث قديما لا يمكن أن تنساه ببساطة حتي ولو مرت سنوات عليه ... ولكنها ابدا لم تقتنع أن زيدان لا دخل له بما حدث ابدا ... اتجه ناحية سيارته الدفع الرباعي السوداء ليجد قائد حرسه الذي بات يلازمه مع فريق من الحرس بعد تعرضه لعدة محاولات اغتيال ... احدهم يصر علي قتله وبشدة !! ... أسرع قائد الحرس يفتح باب السيارة الخلفي .. ليجلس خالد علي المقعد الخلفي ... واستقل السائق ومعه قائد الحرس مقدمة السيارة .. سأله الحارس باحترام :
- الشركة ولا الإدارة يا باشا

نظر للحراس يتمتم بهدوء حاد :
- الادارة وبلغ زيدان اني عايزة قدامي في خلال ساعة بالكتير
______________
اوقف سيارته امام مبني عمله لينزل منها يتحرك بشموخ ثقة ثبات .. دخل الي مقر عمله بخطي واثقة ... وهامة مرفوعة .... نظرات ثابتة ..... طلة مهيبة لا تليق الا به هو .... يكاد قميصه يشكو من عدم تحمله لعضلاته الضخمة .... طوله الفاره يجعله كصقر محلق بين طيات السحاب .....زرقه عينيه تري فيهما امواج البحر المتلاطمه ... شعر بني كثيف لحية خفيفة اضافت الي ملامح وجهه القاسية وسامة قاسية ...هو
« خالد زيدان الحديدي .... ابن المقدم الشهيد زيدان الحديدي .. في الثانية والثلاثين من عمره طويل القامة مفتول العضلات شعره بني كثيف عينين زرقاء حادة ثاقبة ... عصبي حاد الطباع مع الجميع عداها هي يكره التعامل مع الناس يعشق العزلة والانطواء »

اكمل طريقه إلى وجهته يقف كل من يراه ويؤدي له التحية بينما يتجاهله مكملا طريقه
وقف امام باب تلك الغرفة دق الباب بهدوء
ليسمع الأذن بالدخول ادار مقبض الباب الذي لو تكلم لصرخ من قبضته الحديده
دلف الي داخل الغرفة ليرفع يده ويؤدي التحية بقوة يغمغم بأدب :
- صباح الخير يا افندم
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي الجالس خلف مكتبه ليرفع رأسه عن الاوراق ينظر للواقف أمامه لتتبدل ابتسامته بأخري بها نوع من الفخر للواقف امامه حمحم بهدوء يهتف :
- صباح النور يا زيدان .. استرح يا سيادة المقدم

ارتسمت شبح ابتسامة علي شفتيه ليجلس علي المقعد الجلدي الاسود المجاور للمكتب الاسود الكبير الذي كتب علي لوحة خشبية سوداء في مقدمته « اللواء خالد السويسي »
حمحم بهدوء يغمغم بأدب :
- خير يا سيادة اللوا قالولي ان سيادتك عايزني

ترك خالد القلم من يده رفع رأسه عن الاوراق التي امامه ينظر للجالس أمامه نظرات هادئة رزينة ليهتف اخيرا بصوته الاجش الرخيم :
- زيدان زمايلك بيشتكوا من طريقة معاملتك معاهم

زفر الأخير بحنق كل يوم والثاني يذهب أحد الحمقي كما يطلق عليهم يشكوه لأنه فقط منعزل لا يحب التعامل معهم ... وهم لا يكفوا عن مضايقته فينفجر فيهم ليفروا راكضين يشتكوا منه كالأطفال تنهد بضيق يحاول ان يهدأ :
- يا سيادة اللواء أنا طلبت من سيادتك بدل المرة ألف تنقلني مكتب لوحدي بس...

قاطعه خالد حينما صدم بكف يده سطح مكتبه بقوة يصيح بحدة :
- وأنا قولتلك بدل المرة ألف لاء .. هتفضل في مكتبك وهتختلط بزمايلك وهتعاملهم كويس ... انت فاهم

اخفض رأسه ارضا يكور يده يشد عليها لن يمكنه أن يصيح أمامه هو تحديدا لن يفعلها ابدا حرك رأسه إيجابا ليهمس بأدب :
- حاضر يا سيادة اللوا ... حاجة تانية ولا اروح علي مكتبي

كاد ان يقوم ليشير له خالد بيده ليجلس مرة أخري ازاح شخصية لواء الشرطة جانبا ليرسم علي شفتيه ابتسامة هادئة يطرق بسن القلم علي سطح المكتب بهدوء :

- آه ....اخبارك ما بقتش بتيجي الفيلا خالص ليه
ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتي زيدان لتشرد عينيه في الفراغ تنهد بسأم قائلا :
- خليني بعيد أحسن يا خالي .... انت عارف الي فيها .....لينا اول ما بتشوفني بتعمل ازاي

ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يغمغم بتهكم :
- دي لو شافت عفريت مش هتعمل كدة .... دي ما بترداش حتي تسلم عليا .... فالحة بس اول ما تشوف الزفت جاسر تجري تترمي في حضنه

افلتت ضحكة خافتة قصيرة من بين شفتي خالد يكمل ساخرا :
- يا حمار دا اخوها في الرضاعة ... خلينا في المهم لينا عزماك علي الغدا وصاحية من بدري تجهز فيه ... قول لاء مش جاي عشان اسففك تراب الإدارة

حمحم بحرج يحرك يده علي رقبته من الخلف بخجل يبتسم :

- احم ... ايه التهزيق دا ... حاضر يا خالي جاي طبعا ... بس ممكن بعد إذن حضرة جناب سيادتك طلب صغير

نظر له خالد ساخرا يرفع حاجبيه بتهكم من أفعال ذلك الفتي التي تذكره بأفعال ابنته كلاهما يصبح ودودا حينما يريد منه شيئا... ليغمغم بتهكم :
- طالما قلبت مؤدب فجاءة يبقي عايز تسمع صوت لينا

ابتسم بسعادة طفل صغير يحرك رأسه إيجابا بلهفة .... ولحسن حظه دق هاتف خالد في ذلك الوقت برقم ابنته ...ابتسم بتعجب يالها من مصادفة فتح الخط ينقر علي زر مكبر الصوت ... ليسمع كلاهما صوت لينا تهمس بأسف :
- بابي أنا عارفة أنك زعلان مني عشان اللي حصل الصبح ... أنا آسفة يا بابي ... ما تزعليش مني مش هتتكرر تاني

قطب زيدان جبينه بتعجب تشاجرا !! ... تلك الوقحة هو بالرغم من سنوات عمره ومركزه لا يجرؤ علي أن يرفع صوته عليه ... وهي تتشاجر معه بوقاحة ... إن كان يكره فيها شئ فهو دلالها الزائد ... ليسمع صوت خالد يهتف بهدوء :
- خلاص يا حبيبتي ما فيش حاجة

لتصيح لينا بسعادة : - حبيبي يا بابا تعرف أنك وحشتني اوي اوي

ضحك ساخرا يهتف بتهكم : يا كدابة ... دا أنا ما سايبك من اقل من ساعتين

لتهتف الصغيرة بمرح : وهما ساعتين دول قليلين دول بيحصل فيهم بلاوي ... ادفاي بيتخانق مع شانتي وبيكرها ويقولها أنا هنتقم منك وبعدين
قاطعها خالد سريعا يهتف :
-بسسسس يا حبيبتي أنا عارف بتجيبوا ضغط منين للشلل دا ... اقفلي اقفلي روحي شوفي البتاع دا هتلاقيه طلقها وخلصنا

ضحكت الصغيرة تودع والدها ... اغلق خالد الخط ينظر للجالس امامه ليلاحظ تلك الإبتسامة السعيدة الواسعة المرتسمة علي شفتيه ليتنهد بحسرة علي حاله ... كلما زاد عشق زيدان للينا زاد كره لينا لزيدان ..
________________
في فيلا خالد السويسي
اغلقت الخط مع والدها تبتسم بسعادة كالعادة والدها لم يستطع ان يغضب فهي مدللته الوحيدة ... بلهفة قامت متجهه الي دولاب ملابسها تخرج من تحت طيات ثيابها هاتف أسود صغير ... تستخدمه للاتصال برقم واحد فقط ... فهي حقا لا تستطيع محادثته من هاتفها لأن جميع المحادثات التي تجريها تتحول تلقائيا الي هاتف والدها خاصة وأن كان الرقم الذي ستحادثه غير مدون لها ... تتحول المكالمة نفسها الي هاتف والدها في نفس الوقت التي تجريها فيها .. اتجهت ناحية باب الغرفة توصده جيدا بالمفتاح لتجلس علي الفراش تربع ساقيها بلهفة طلبت ذلك الرقم تضع الهاتف علي اذنها تتصاعد دقات قلبها بسعادة مع سماع صوت رنين الهاتف ... لترتسم ابتسامة واسعة حالمة علي شفتيها حينما سمعت صوته الرخيم الدافئ الذي تعشقه لتهمس بسعادة ممتزجة بخجل :
- معاذ !!
__________
يا اختيي عارفين بقالي قد ايه ما كتبتش عارفين طول ما أنا بكتب وأنا حاسة اني بكتب لبن سمك تمر هندي .... اه والله مش بهزر ...يارب يكون عاجبكوا وخلي نفسكوا طويل معايا احنا حتي لسه ما شغلناش النار علي الأحداث احنا لسه بنشد الستارما تبخلوش بارائكوا وتفاعلكوا
دمتم سالمين


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 11:35 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
الفصل التاني
¤¤¤¤¤¤
العشق والكره ... شطرا روح
يمتزجان
لا عدل في القسمة بينهما
ميزان القلب
يحكمه العقل
فينتصر الكره
ميزان القلب تحكمه الروح
فينتصر العشق
وبين هذا وذاك
يبقي القلب حائرا
بين عشق كرهه
وكره عشقه
معاذ .... همست بإسمه بسعادة بها همسة خجل
دقات قلبها علي وشك تحطيم قفصها الصدري والقفز خارجا لترقص من شدة سعادتها ... تنفسها سريع مضطرب هادئ ... لحظات صمت لتسمع أنغام صوته الدافئة كلمة واحدة اذابت قلبها في بوتقة عشقه الحار :
- وحشتيني

وضعت يدها علي قلبها تحتضنه حتي لا يهرب من مكانه في حين عجز لسانها عن النطق بحرف وانهدرت أنفاسها بعنف حينما اكمل .... بنبرة خافتة ظهر فيها قلقه عليها :
- ما جتيش ليه النهاردة استنيتك كتير ولولا أنك مش بترضي تخليني أنا اللي اكلمك كنت اتصلت بيكي في ساعتها اطمن عليكي ... انتي كويسة اوعي تكوني تعبانة ولا حاجة

بلعت لعابها بتوتر تحاول إيجاد صوتها الهارب من شدة الخجل حمحمت تهمس بصوت خافت خوفا من أن يسمعها احد :
- أنا كويسة ... بس بابا ما رضيش يخليني اجي النهاردة ..
تنهدت بألم لتهمس باختناق حزين : اصله عازم زيدان عندنا النهاردة علي الغدا

سمعت صوته يهدر بحدة غاضبا :
- يا ادي زفت ... هو كل شوية الزفت دا عندكوا ... أنا خايف والله ليكون ابوكي عايز يجوزهولك

شهقت فزعا تتصارع دقاتها خوفا من مجرد الفكرة لتحرك رأسها نفيا بعنف كأنه يراها هتفت سريعا بقلق :
- لالالا طبعا مستحيل ... أنا اتجوز زيدان مش هيحصل أبدا ... معاذ أنا بحبك أنت

هدأت أنفاسه الغاضبة لتعود نبرته العاشقة مرة اخري هامسا برفق :
- وأنا بموت فيكي يا قلب معاذ ... هانت يا قلبي عيد ميلادك الجاي محضرلك مفاجأة هتعجبك اوي أوي

ارتسمت ابتسامة واسعة خجولة علي شفتيها لتنصهر وجنتيها بحمرة الخجل لتسمعه يكمل :
- هشوفك بكرة ضروري تيجي مش هقدر اقعد يومين من غير أشوفك ... دا أنا مش عارف هكمل يومي النهاردة ازاي ... لازم تيجي

حركت رأسها إيجابا بطاعة تهمس بوله : حاضر

سمعته يهمس بمكر : يا ايه ... حاضر يا ايه

همست سريعا بخجل : حبيبي ...
نطقتها سريعا لتغلق الخط تحتضن هاتفها تبتسم كالبلهاء تنهدت بحرارة تقبل الهاتف بقوة تتنهد بعشق فقط ساعات وستراه من جديد... اجفلت علي صوت دقات علي باب غرفتها اتسعت عينيها بذعر لتركض ناحية دولاب غرفتها خبئت الهاتف تحت ملابسها لتركض ناحية باب الغرفة
دخلت لينا تحمل صينية طعام صغيرة عليها بضع شطائر وكوب مشروب ساخن وبعض الاقراص الطبية تنظر لابنتها بتعجب :

- ايه يا لوليتا قافلة الباب ليه

ابتسمت بتوتر تهز رأسها نفيا لتشير لملابسها :
- ااا .... ااا ابدا اصلي كنت هغير هدومي
_______________
صدح صوت المنبة مرة تليها أخري يصرخ بصوت عالي مزعج منذ مدة طويلة وهو لم يتوقف عن الصراخ ... اخيرا بعد وقت طويل تململ ذلك النائم يقطب جبينه منزعجا من ذلك الصوت الصارخ مد يده يغلق المنبه ليمسكه بيده يرفعه امام عينيه التي بالكاد يفتحها بقدر ضئيل .... ينظر لساعتها لتتسع عينيه في لحظة قفز من مكانه يصيح بذعر :
- يا نهار أسود اتأخرت الإجتماع

نظر لتلك النائمة بعمق لم تتحرك حتي من مكانها نظرات نارية مشتعلة ليصيح باسمها غاضبا :
- تالاااا انتي يا ست هانم
تأففت الأخيرة من صوته تحاول فتح عينيه تتثأب بنعاس :
- اوووف في ايه يا عمر علي الصبح
شد علي أسنانه بغيظ ليلقي المنبه جوارها علي الفراش بعنف يصيح غاضبا :
- في زفت اجتماع اتأخرت عليه ... عشان الهانم نايمة ولا هي هنا
القت الفراش من عليها بعنف تنفض شعرها للوراء لتقم متجهه ناحيته تصيح هي الاخري :

- هو أنت صغير يعني يا عمر عايز حد يصحيك ... وبعدين أنا طول الليل سهرانة مع البنات .... ولا أنت بتتلكك عشان تتخانق

أمسك رسغ يده بقوة يهزها بعنف يصيح حانقا :
- بتتلكك و اتخانق ... بقولك عندي زفت اجتماع مهم ومأكد عليكي من امبارح بليل أنك تصحيني .... وبعدين بنات ايه اللي سهرانة جنبهم هما اطفال دول في ثانوية عامة ...

ترك رسغ يدها يتجه ناحية المرحاض يهتف بحدة :
- أنا داخل أخد دش اطلع الاقيكي محضرة الهدوم والفطار .... عيشة بقت تقرف وتسد النفس

اتجه الي المرحاض يصفع بابه خلفه لتنظر تالا في أثره بحزن تتنهد بيأس .... تغير كثيرا عن عمر الشاب المرح الذي أحبته

في غرفة قريبة كثيرا من غرفتهم ... كبيرة نوعا ما بها فراشين صغيرين الوانها معظمها وردية تجلس فتاتين تؤام كل منهن علي فراشها علي الرغم من كونهما تؤام الا أن يمكنك أن التمييز بينهما بسهولة ... سارة وسارين ... في الثامنة عشر من عمرهما .... يتمثلان في الطول ولكن يختلفان في الشكل والطباع ... سارة فتاة حساسة بريئة جدا انطوائية لا تعرف كيف تكون صداقات هادئة ساذجة .... بشعر أسود طويل وقامة متوسطة الطول ... وعينيان سوداء كعيني والدتها .... أما سارين أخذت مرح وشقاوة عمر حتي لون عينيه ... مرحة تحب تكوين الكثير من الصداقات عكس أختها تماما

انسابت دموع سارة تضم ركبتيها لصدرها تضع يديها علي اذنيها ... كعادتهم كل صباح يبدأ والديها في الشجار وتبدأ هي في الانهيار تشعر بأنها اتعس فتاة في العالم ... تنهدت سارين تنظر لحال أختها بحزن
لتذهب الي فراشها جلست جوارها تربط علي كتفها برفق تحاول التحدث بمرح

:- جري ايه يا سرسورة فكي كدة يا بنتي مش اول خناقة يعني ... دي الخناقة رقم مليون و300 ألف بتاعت كل يوم الصبح

ابتسمت سارة بحزن لتمد سارين كف يدها تسمح دموع أختها بحنو لتسمعها تهمس بألم
- هما ليه لازم كل يوم يتخانقوا ... طالما بيكرهوا بعض اوي كدة ليه بيتجوزوا .. ليه بيخلفونا عشان نتعذب بسببهم

ابتسمت سارين بألم هي الاخري .... اختها محقة لما ربط بينهما عقد زواح مقدس لما انجبا طفلتين ... يسمعان كل يوم وليلة شجار والدها مع والدتها ... تنهدت بضجر تحاول استعادة شخصيتها المرحة لتخفف عن أختها ولو قليلا
__________________

خرج من مرحاض غرفته متجها الي غرفة الملابس الخاصة به التقط قميص أسود اللون وبنطال من خامة الجينز أسود وقف أمام المرآه يمشط شعره يبستم لانعاكسه بغرور قاسي ارتدي قلادة فضية تحمل شكل الحصان
ليلقي نظرة اخيرة مغترة علي نفسه يبتسم بزهو ليرسل لنفسه قبلة في الهواء ... متجها الي الخارج يمشي كأنه الملك

( هو عثمان علي رفعت محفوظ شاب في الثالثة والعشرين من عمره .... طويل كباقي أفراد عائلته ... مغرور لأبعد حد ينظر للجميع علي أنهم أقل منه ... متعجرف متكبر يتعامل مع الجميع كأنه الملك تخرج من جامعة الهندسة التكنولوجية حاد الذكاء فيما يخص البرمجة والإلكترونيات ... وسيم أخذ عيني ابيه الرمادية ليسحر قلوب العذارى يتلاعب بهم كما يتلاعب بأجهزة الحاسوب ... يعشق رياضة ركوب الخيل يعتبرها مصدر دخله الأساسي يجني من خلفها الكثير والكثير فهو البطل الأول فيها )

خرج من غرفته ليجد ابيه يجلس علي الأريكة في غرفة الصالون ... يشرب قهوته ممسكا بجريدة تغطي وجهه ما كاد يقترب منه حتي سمع صوت ابيه يهتف ساخرا :
- اهلا اهلا بالصياد ... صح النوم يا بيه
تنهد عثمان بضجر يقلب عينيه بملل ستبدأ وصلة جديدة من التوبيخ كعادتهم كل صباح .... ازاح «علي» الجريدة عن وجهه ينظر لولده بحدة يبتسم ساخرا رفع فنجان القهوة الخاض به يرتشف القليل مغمغا بتهكم ... :
مش لقب الاسبوع دا الصياد بردوا ... ولا غيرته ما انت كل أسبوع بلقب ما شاء الله
شوية الصياد وشوية القناص وشوية الفارس

ابتسم عثمان ابتسامة صفراء واسعة ينظر لوالده ببراءة حمل وديع ليهتف ببراءة :
- صباح الخير يا بوبس
وضع علي كوب القهوة بعنف علي الطاولة ليعتدل في جلسته يصيح في ذلك المستفز الجالس أمامه بحدة :
- صباح الزفت علي دماغك ... أنت ايه ياض البرود بتاعك ولا كأنك عامل مية مصيبة ومصيبة

أشار عثمان لنفسه يفتح عينيه علي وسعهما ينظر لابيه بدهشة مصطنعة أجاد تمثيلها :
- انا !!

اشتعلت قسمات وجه علي غضبا ليلقي عليه الجريدة بعنف يهدر غاضبا :
- لا يا برئ انا .... أنا اللي كل يوم والتاني يجيلي ابو بنت من اللي بيه كان بيتسلي بيها يومين ...ويعملي فضيحة في الشركة بسبب البيه

قلب عينيه بملل من كلام والده المكرر كل صباح نفس الكلام ... ليرفع كتفيه بلامبلاة كأن الأمر برمته لا يعينه ... ابتسم بمرح قائلا :
يا بوبس طالما in public و no felling يبقي so what .... وبعدين علي فكرة عشان تبقي عارف يعني هما اللي بيرموا نفسهم عليا وأنا عشان قلبي طيب ومهذب ما برضاش اكسر بخاطرهم ... يرضيك يعني يا بوبس اكسر بخاطرهم

قام علي يلتقط ساعته وهاتفه ينظر لابنه شرزا يعلم أنه مهما تحدث معه لن يجدي نفعا ... اقترب منه يشهر سبابته يهتف يخرج كلامه حادا غاضبا من بين أسنانه :
- لا يا حنين اكسر بخاطرهم ....اكسر بخاطرهم بدل ما اكسر أنا دماغك ... قسما بالله يا عثمان لو اتعدلت ومشيت مظبوط لوديك عند عمك محمد ولا عمك خالد يربوك التربية الميري اللي علي حق بدل تربية أمك اللي بوظتك اديك شايف زيدان ما يقدرش يرفع وشه في وش خالد مش البيه اللي بيناطحني بالكلام

ظهرت لبني في تلك اللحظة تحمل صينية طعام صغيرة عليها بعض الشطائر وكوب شاي بحليب وضعتها امام عثمان ... لتنظر لعلي بضيق تصيح متبرمة بحنق :
- في ايه يا علي ... هو كل يوم نفس الفيلم ..كل يوم منكد علي الواد كدة ...
احتضنت رأسه صغيرها تنظر لعلي بحدة :
- مالك وماله ما يعمل اللي هو عايزة ...مش معقول أنت بقيت مش معقول يا علي

نظر علي له بتهكم ليبتسم ساخرا :
- ايوة يا اختي افضلي دلعي فيه ... لحد ما يتكفي علي وشه .. أنا فعلا اللي مش معقول

رحل «علي » غاضبا صافعا الباب خلفه بحدة لتنظر لبني لابنها البكر والوحيد فهي رفضت تماما إنجاب أطفال بعده حتي يحظي هو بكامل اهتمامها الخاص ...تركت لبني رأس عثمان تسرح شعره الاسود الكثيف بأصابعها تبتسم له بسعادة ... ليقابل ابتسامتها بأخري عابسة متمتما بضجر :
- عاجبك كدة يا ماما ... كلام بابا بتاع كل يوم
جلست جواره تربت علي خده برفق كأنه طفل صغير تهمس بحنو :
- سيبك منه ابوك دماغه قديمة ... افطر يا حبيبي وشوف وراك ايه ... أنا همشي بقي عشان ما اتآخرش علي شغلي

قامت تقبل جبينه بحنو ... لتتجه ناحية باب المنزل التفتت تنظر له نظرة اخيرة سعيدة تلوح له بيدها وداعا ومن ثم خرجت من المنزل
ليقلب عثمان عينيه بملل ... يبتسم ساخرا علي حاله ... لا أحد يبقي معه اكثر من دقائق منذ الصغر هو اعتاد علي ذلك .... والدته التي تسعي دائما لتكون لها اسم خاص في عالم الصحافة حتي أصبحت رئيسة تحرير الجريدة التي تعمل بها ... كانت دائما تعوضه عن غيابها بالكثير من اللعب والهدايا ما من شئ رغب فيه ولم يحصل عليه ... والده دائم العمل لا يراه الا صباحا حينما يذهب
ومساءا حينما يعود هما من فعلا به ذلك ... تنهد بضيق ليقم التقط هاتفه ومفاتيح سيارته متجها الي النادي يبحث عما يشغل به وقته
________________
يجلس علي كرسي مكتبه الوثير يتطلع بتركيز الي الأوراق أمامه يقرأها جيدا يتفحص أدق ثغراتها خوفا من حدوث خلل في تلك الصفقة الهامة لحظات والقي الورق من يده بعنف يزفر بحنق ...عقله مشوش افكاره مبعثرة غاضبة ... زفر بعنف يمسح وجهه بكف يده عله يهدئ قليلا أزاح كف يده من علي وجهه لتقع عينيه علي تلك الصورة الموضوعة امامه في إطارا صغير تحتل جزء صغير ضئيل من مكتبه ...حملها ينظر لصورة ابنتيه التؤام ومعهم زوجته بابتسامة صغيرة حانية ركز عينيه علي صورة تالا لتختفي ابتسامته يبتلع حسرته .... يحاول فقط أن يفهم لما وصلت علاقتهم لهذا الحد من السوء ... ألم يكونا أسعد زوجين ... تملئ حياته مرح وشقاوة وجنون ... لما باتت علاقتهم فاترة باردة خيط رفيع يتمسك به متمثل في ابنتيه .... لولاهما لكان حرر نفسه من تلك العلاقة منذ سنوات فتالا نفسها لم تعد تحبه باتت تهزهده ترفضه وهو أبشع ما يؤلم كبريائه رفضها المستمر له
صار شغلها الشاغل الاطفال منذ أن دخلن الي المدارس وتحولت تالا من زوجة محبة شغوفة عاشقة له لأم لا تهتم سوي لأطفالها فقط أما زوجها فيسكن علي هامش حياتها ..... رجع من بحر افكاره العاصفة علي صوت دقات منتظمة علي باب الغرفة ... سمح للطارق بالدخول لتدخل مساعدته الشخصية تهتف سريعا بعملية :
- مستر عمر ... مدام ناردين مندوبة شركة السياحة وصلت يا افندم

وقف عمر عن كرسيه يستعد لإستقبال تلك الضيفة الهامة لعقد صفقة من اكبر الصفقات الي ستخوضها الشركة ... نظر لمساعدته يهتف بهدوء :
- خليها تتفضل
أومأت الفتاة بهدوء لتتحرك لخارج الغرفة خطوتين تهتف للواقفة خارجا :
- مدام ناردين اتفضلي يا افندم مستر عمر في انتظارك

لحظات ودخلت من باب الغرفة ... دخلت من سلبت أنفاسه تسمر مكانه كتمثال من حجر يتطلع الي شعلة الفتنة التي تتحرك قادمة إليه اخترزتها عينيه شبر بشر بدأ من حذائها الاسود ذو الكعب الرفيع الذي يصدر صوت قوي مثير .... ملابسها العملية الفاتنة رغما عنه لم تستطع عينيه الا تفحصها بدقة من اخمص قدمها الي اعلي نقطة في رأسها تنورتها السوداء قميصها النسائي الأحمر تعلوه سترة مخملية سوداء تعانقها برفق ... وصلت عينيه بعد رحلة طويلة الي تفاصيل وجهها ... ليشعر بالاختناق حرارة لاهبة تحرق جسده ازاح رابطة عنقه قليلا يحرر أزرار قميصه الأولي يزفر بحرارة حينما وقعت عينيه علي ... عينيها الخضراء الساحرة الجريئة المحددة بدقة بذلك «الكحل» شعرها الأحمر الغجري يتطاير خلفها برقة كأنه شرارات من نار تحرق اوصاله بلا هوادة ... اجفل من شروده اللذيذ علي صوتها الناعم تبتسم بهدوء :
- صباح الخير مسيو عمر

مدت يدها لتصافحه حمحم بعنف يحاول استعادة أنفاسه المسلوبة ليمد يده يصافحها بعملية :
- صباح النور ... مدام ناردين مش كدة

هزت رأسها إيجابا تبتسم برقة ليشير الي الكرسي المقابل لمكتبه يبتسم بهدوء هاتفا :
- اتفضلي استريحي

جلست علي الكرسي تنظر له مازالت محتفظة بابتسامتها الرقيقة ... وضعت ساق فوق أخري بجراءة كأنها تتحداه ان يقاوم أنثي بمثل فتنتها ... اشاح هو بوجهه في الاتجاه الآخر يغمض عينيه يكور قبضته يشد عليها بعنف ينهر نفسه بقوة :
- استغفر الله العظيم ... استغفر الله العظيم ايه اللي أنا بنيله دا ... الله يسامحك يا تالا انتي السبب

اخذ نفسا عميقا يحاول أن يهدي به ليسمعها تهتف بصوتها الرقيق :
- مسيو عمر أنت كويس

التفتت لها يحاول الابتسام بمجاملة
حرك رأسه ايجابا ليجلس علي كرسيه مرة أخري فتح الأوراق التي امامه يحاول أشغال نفسه عنها ليهتف بعملية :
-أنا تمام .... نشوف بقي الصفقة عشان اكيد حضرتك مستعجلة

نظرت ناحيته بعينيها الخضراء الجريئة ترتسم ابتسامة ماكرة متشفية علي شفتيها هي تعرف جيدا أنه تأثر بها ومن هو حتي يقاوم فتنتها الصارخة هي جاءت هنا لأجل هدف واحد ويبدو انها علي وشك تحقيقه ... لتهمس برقة تحمل الكثير خلفها :

- أنا وقتي كله ليك مسيو عمر ... قصدي للصفقة !!
___________________
جلست علي فراشها تربع ساقيها أمامها الكثير والكثير من الكتب التي تكرهها تكره دراستها التي لم تخترها بإرادتها فقط والدها رغب في ذلك ومن هي حتي تقول لوالدها لا ... تنهدت بضجر تلقي الكتاب من يدها بعنف .... لتسمع صوت مرح محبب لها قادم من خلفها ...
- لوبياااااااا
لتنقض عليها من الخلف تعانقها بقوة لتضحك لينا عاليا تعانق صديقتها المجنونة ...:
- يا بت اوعي هتخنقيني

ابتعدت سهيلة عنها تضحك بقوة لتقترب تقرصها من ذراعها بعنف لتصيح لينا متألمة تنظر لصديقتها شرزا تمسد علي ذراعها برفق :
- يخربيت ايدك التقيلة

تخصرت سهيلة بغرور ترفع حاجبها الايسر بتوعد تهتف بحدة مازحة :
- ما جتيش ليه النهاردة يا ست الحسن والمولان إنتي

ضحكت لينا رغما عنها تنظر لصديقها بغباء تهتف ساخرة :
- تفتكري ليه يعني ..... قرارات عليا يا حبيبتي

تنهدت سهيلة بحزن علي حال صديقتها .. لتجد لينا تقترب منها نظرت حولها بحذر لتهمس لها بخفوت خوفا من أن تسمعها والدتها :
- قوليلي ... معاذ كويس سأل عليا ... أنا كلمته في الفون من شوية

تنهدت سهيلة بضجر تبتعد عن لينا وقفت امام فراشها تكتف ذراعيها أمام صدرها تتبرم بضيق :
- آه يا اختي سأل عليكي ... أنا مش عارفة انتي بتحبي الواد السمج دا علي ايه .. عيل تنح وسقيل والرخامة بتبظ من وشه ... دا زيدان برقبته

انتفضت لينا سريعا تضع يدها علي فم صديقتها تهمس بحدة :
- هشش وطي صوتك ... إنتي عايزة حد يسمعنا

اتجهت لينا ناحية باب الغرفة توصده بالمفتاح .... التفتت لصديقها لتنفجر سهيلة فيها تهمس بحدة غاضبة :
- أنا نفسي أعرف إنتي عقلك فيه ايه ... ايه المميز في الزفت اللي اسمه معاذ دا عشان تحبيه اوي كدة ... لو علي الوسامة زيدان احلي منه ألف مرة ...علي الغني فأنتي بتحبي طالب لسه بياخد مصروفه

اقتربت لينا من سهيلة تنظر لها بحدة تهمس غاضبة هي الاخري :
- إنتي مالك ومالي أنا بحب معاذ عشان نفسه شخصه مش غني ولا فلوس ... زيدان اللي بتتكملي عنه دا أكتر إنسان بكرهه في حياتي كلها ... إنسان متوحش ما عندوش قلب ...فارض نفسه علي حياتي ... قلبي لمعاذ وعمره ما هيدق لغيره

دفعتها سهيلة بعنف تصيح فيها غاضبة :
- انتي حرة خليكي ماشية وراه زي العامية لحد ما تقعي علي وشك

ردت لينا لها الدفعة تصرخ فيها :
- وانتي مالك مالكيش دعوة بيا هي حياتي ولا حياتك

اتجهت ناحية باب الغرفة تنظر للينا غاضبة تصيح فيها:
- انتي حرة

ما كادت تفتح الباب حتي سمعت صوت لينا تهمس بخفوت حزين :
- سهيلة

تنهدت سهيلة بيأس لتلفت لها تبتسم بمرح لتبادلها لينا الإبتسامة سرعان ما انفجرا الاثنتين في الضحك ... تعانقتنا بقوة لتهتف سهيلة ضاحكة :
- بس والله هتاخدي علي وشك
لتهتف لينا من بين ضحكاتها :
- مالكيش دعوة

تخصرت سهيلة تهتف بمرح تسمد بيدها علي معدتها :
- عندكوا طبيخ ايه يا بت أنا واقعة من الجوع

اختفت ابتسامة لينا تزفر بضجر :
- مامي من الصبح في المطبخ بتعمل الأكل عشان عازمين زي زفت علي الغدا

نظرت سهيلة لها بمكر لتهتف ساخرة :
- ايه دا عازمين معاذ علي الغدا اصل دا الزفت الوحيد اللي أنا اعرفه

صرخت لينا غاضبة لتلتقط وسادتها تركض خلف سهيلة تصيح فيها بأنها ستلقنها درسا قاسيا ...
« سهيلة عزالدين المنشاوي ... صديقة لينا المقربة والوحيدة تعتبرها كأخت لها ... تؤام متلازم منذ الصغر .... معها في نفس المدرسة ودخلتا معا نفس الجامعة ... ابنه رجل الأعمال عز الدين المنشاوي ... تسكن في الفيلا المجاورة لفيلا خالد ... جميلة عينيها عسلتين شعرها أسود قصير ... مرحة للغاية تكره معاذ لأبعد حد .. »

فرت سهيلة الي المطبخ لتختبئ خلف لينا تصيح ضاحكة :
- الحقيني يا طنط لوبيا بنتك اتجننت وعايزة تاكلني

ضحكت لينا عاليا تقف حاجزا بين ابنتها وصديقتها لترفع سبابتها تهتف بحزم لا يليق بها تماما :
- بس يا بنت انتي وهي اكبروا بقي ...
نظرت لينا الصغيرة ناحية طاولة المطبخ تشير لسهيلة بعينيها لتتسع ابتسامة الاخري ركضتا ناحية الطاولة بمعني اصح ناحية ذلك الطبق الكبير التي تتوسطه قطع الدجاج « البانية » لينقضا عليه ... يسرقان بضع القطع لتصرخ لينا فيهم تركض خلفهم تصيح :
- تعالي هنا يا طفسة منك ليها ... دا بتاع الغدا يا جزم

هربت الفتاتين ليختبأ أسفل طاولة السفرة الكبيرة يأكلان باستمتاع ... يضحكان بصخب لتنظر لينا لهم بابتسامة صغيرة ومن ثم عادت الي المطبخ تكمل ما كانت تفعل
______________
وقف جوار جواده الأشهب يمشط شعره الطويل بفراشة خاصة للخيل ... لديه بطولة نهاية هذا الأسبوع ويحتاج الي كثير من التدريبات .... ربط علي رأس الأشهب يبتسم له برفق ابتسامة صافية خالية من غروره المعتاد ... ليسمع صوت انثوي رقيق يأتي من خلفه :
- عثمان الصياد مش كدة

التفت برأسه ينظر لصاحبة ذلك الصوت ليجد فتاة جميلة ...نادرا ما أصبح يقول عن انثي جميلة فقد رأي كل انواع الجمال الشرقي والغربي لكن تلك الفتاة حقا جميلة ناعمة ... تلك الكلمة التي ترددت في رأسه حينما نظر لها في الوهلة الاولي ... حرك رأسه ايجابا لتقترب منه تمد يدها لمصافحته :
- ليلا الزهاوي

عقد جبينه لحظات يفكر تردد كلمة الزهاوي في رأسه لينظر لها متفأجا يهتف بدهشة :
- بنت مختار الزهاوي رجل الإعمال المعروف

حركت رأسها إيجابا تزيح خصلاتها خلف اذنيها تبتسم بترفع ... اقتربت من جواده تربط علي رأسه برفق تنظر للواقف امامها بغرور :
- سمعت عنك كتير ... يا صياد ... صحيح هما ليه سموك الصياد

ارتسمت ابتسامة مغترة علي شفتيه ينظر لها بمكر صيد جديد في شباك الصياد حتما سيستمع .... قفز بخفة فوق صهوة
جواده يربط علي شعره الاسود الكثيف :
- بتحبي الخيل

عقدت جبينها بتعجب ليمد لها كف يده يبتسم بهدوء :
- تعالي

رجعت للخلف خطوة تبتسم بدلال يعرفه جيدا لتهمس بنعومة :
- تؤتؤ أخاف أقع

اقترب بجواده خطوتين منها ليميل بجسده يحملها يضعها امامه بخفه وهي حتي لم تقاوم ليهمس جوار اذنيها مبتسما بمكر :
- ما فيش صيد بيقع من شباك الصياد

قالها ليشد صهوة جواده بقوة ليصهل الخيل عاليا ينطلق راكضا الي حيث يعلم فقط الصياد
____________
انتهي دوام العمل ليستقل خالد سيارته وبجانبه سيارة زيدان متجهين الي منزل خالد توقف زيدان في منتصف الطريق امام محل كبير يبيع الحلوي ليشتري لمعشوقته الكثير من الشوكولاتة التي تعشقها ... ابتسم ساخرا وهو يحاسب البائع يتمني فقط لو تحبه ولو ربع حبها لتلك الحلوي ....
وقفت السيارتين امام باب الفيلا الداخلي ...ليتقدم خالد يفتح الباب بمفتاحه الخاص

في تلك الاثناء كانت سهيلة رحلت منذ قليل .... وجلست لينا علي اريكة كبيرة أمام التلفاز تشاهد مسلسلها الهندي المفضل تصيح كل حين وآخر علي والدتها :

- يا ماما هو الأكل هيخلص امتي أنا جعانة
لتتبرم بضيق تهتف في نفسها بحنق :

- لازم طبعا نستني سي زفت اللهي يا رب ما يجي يا رب تتقلب بيه العربية وما يجي ... بني ادم تنح ورخم وغتت يا يموت ولا يتشل حتي

سمعت صوت مفتاح والدها وصوت الباب وهو يفتح لتصرخ بسعادة طفلة صغيرة انطلقت سريعا ناحيته تعانقه بقوة تتعلق برقبته ليضحك خالد عاليا :
- بابا حبيبي وحشتني فين الشوكولاتة بتاعتي

صفعها برفق علي جبينها يقطب جبينه بغيظ مصطنع :
- كل الفيلم دا عشان الشوكولاتة.... نسيت اجيب شوكولاتة

رفعت سبابتها امام وجه والدها تضيق عينيها بدراما تهتف بتأثر اجادت تمثيله :
- لن أنسي لك هذا الموقف ... الشوكولاتة اللي ما جاتش دي في رقبتك انتي يا حكومة

يقف خلف خاله يشاهدها وهي تضحك تمزح تصرخ بسعادة شعلة من المرح تتوهج امام عينيه ليبتسم رغما عنه يتمني لو كانت تتعلق بعنقه هو مقسما بأنه علي استعداد أن يحضر لها كل يوم تلك الحلوي فقط ليحصل علي عناق كهذا .... تدخل في تلك اللحظة تقدم بضع خطوات ليظهر ممسكا بعلبة الشوكولاتة الكبيرة يحاول أن يكون مرحا وهو يتحدث :
- لالالا كله الا زعلك يا ستي ... اتفضلي الشوكولاتة اللي انتي بتحبيها اهي

اختفت الإبتسامة من علي شفتيها تنظر له شرزا نظرات حادة كارهه ... نظرت لعلبة الشوكولاتة في يده بإشمئزاز لتهمس بجمود :
- كنت بحبها ..

نظر خالد لابنته بحدة لتخفض رأسها أرضا عاد خطوتين يربط علي كتف زيدان الذي اختفت ابتسامته في لحظة كسي وجهه وجوم غاضب ... ربط خالد علي كتف زيدان يبتسم بهدوء :
- خش يا زيزو عشان نتغدي الواحد واقع من الجوع من كتر الشغل

تقدم زيدان متجها الي غرفة الصالون ليدني خالد من ابنته يهمس بحدة متوعدا :
- حسابك معايا بعدين ... هاتي عصير وحصليني

حركت رأسها إيجابا تفرك يديها بتوتر .... اتجهت ناحية المطبخ تسير شاردة حزينة ... تعرف أن والدها لن يفعل لها شئ ولكنها تكره ذلك الزيدان تمقته تتمني فقط لو يختفي من حياتها لتعيش سعيدة ... نظرت لوالدتها التي تتحرك سريعا هنا وهناك تهتف في الخدم بربكة من شدة سرعتها :
- بسرعة يلا خصلوا معايا عشان نحط الأكل ..

تنهدت بضجر مدلل امه جاء ... اتجهت ناحية البراد تأخذ زجاجة عصير تفاح افرغت منها كوب .... لتأخذها متجهه الي غرفة الصالون .. دخلت الغرفة تضع كوب العصير امامه ببرود لتعود الي اريكتها بعيدا عنه تشاهد التلفاز ...
هي شجاعة امامه فقط في وجود والدها أن كانت معها بمفردها ... تركهم خالد متجها الي غرفته ليبدل ملابسه ....

شخصت عينيها بفزع هي وهو فقط !! ... قامت سريعا من مكانها تود الفرار لخارج الغرفة ما كادت تتقدم خطوتين ناحية الباب شعرت بيده تقبض علي رسغها بقوة ودون قوة تذكر جذبها ليلقيها جالسة علي احد المقاعد بعيدا عن الباب رفعت وجهها سريعا تنظر له بذعر لتجده يميل عليها بجسده جاعلا من ذراعيه حاجزا يمنعها من الفرار توسعت عينيها علي آخرهما تنظر لوجهه لتري ابتسامته القاسية تزداد اتساعا اقترب حتي باتت المسافة بين وجهه وجهها سنتيمترات قليلة لتسمعه يتمتم بكلمة واحدة وابتسامة ماكرة تعلو شفتيه :
- اهلااا !!
خلص الفصل مستنية تفاعلكوا عليه لايك وكومنت برايكوا في الفصل ... عايزة اقول حاجة كابلز الجزء دا كتير مش مركزين علي خالد ولينا ولا زيدان ولوليتا ومش كلهم هيظهروا في بارت واحد ... فهمني طبعا.....

دمتم سالمين


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 11:48 AM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
الفصل الثالث
¤¤¤¤¤¤¤¤

العشق نيران
تحرق القلب
تجعله رمادا
رماد النار
يحي العشق من جديد
من العدم يخلق الوجود
ومن الرماد تتوهج النيران
عنقاء العشق تحلق بجناحيها
تربط بين قلوب العشاق
تختار لهم ولا تخيرهم

توسعت عينيها علي آخرهما .... بلعت لعابها بذعر تنظر لملامحه المخيفة بالنسبة لها ..تلك الإبتسامة الواسعة الشيطانية .. التي تحتل شفتيه تتفرس عينيها في قسمات وجهه لتري لمعة غريبة تضئ في مقلتيه ...الجميع يراه وسيما الا هي ... تراه مفزعا مخيفا نظراته قاسية حادة تكرهها ..دائما ما تشبه عينيه بالبحر متلاطم هائج الأمواج
امواج تشعر دائما أنها تبلعها تغرقها تسلب انفاسها حتي الموت ... ولكن في تلك اللحظة عينيه كانت كبحر صافي نقي تتلألا قطراته تحت اشعة عشقه الساطعة ... كورت يديها تقبض علي كفيها تشعر بذلك النابض يكاد ينفجر مشاعرها مختلفة مضطربة مزيج ما بين الخوف والكره والغضب كيف يفرض هيمنته عليها بتلك البساطة ....
توسعت عينيها بذعر حينما رأته يقترب برأسه منها شيئا فشيئا ببطئ شديد وكأنه يملك وقت العالم أجمع ... التصقت بظهر الكرسي تتنفس بعنف تهدجهت أنفاسها من قربه المباشر تمنت لو تنزع تلك الابتسامة السخيفة من علي شفتيه .. ارتجف قلبها غضبا.. حينما سمعته يهمس بصوت خفيض ماكر :
- اهلا ....

صمت للحظات يتفرس في قمساتها يروي صحراء قلبه الجرداء بعذوبة عشقه لها ... ليكمل هامسا بعشق :
- وحشتيني يا حبة البندق ... صورتك ما بتغبش عن عيني طول الوقت بس الصورة
ما تغنيش عن جمال الأصل يا بندقتي

كلماته عاشقة محبة لطيفة ولكنها تنزل كالحمحم علي قلبها تجعله يزداد
سخطا عليه وخوفا منه تكرهه تمقته تخافه وهو مستمر بالالتصاق بها كالعلكة صعب التخلص منه .... ترقرقت دمعتين في عينيها تنظر له بمقت شديد :
_ بكرهك

مد يده ممسكا بخصلة ناعمة من شعرها الطويل الناعم كشلالات من الشكولاتة الذائبة .... ابتسم بثقة يحرك رأسه إيجابا :
_ عارف انك بتكرهيني بس وعد مني اني هخليكي مش تحبيني لاء ... تعشقيني ...تعشقي كلامي صوتي لمستي ... وعد من زيدان الحديدي وأنا عمري ما اكسر وعدي يا بنت خالي

اشتعلت عينيها غضبا لتدفعه في صدره بقوة تركض لخارج الغرفة تشتمه في نفسها بكل أصناف السباب التي تعرفها .... سمعت صوت دقات علي باب المنزل اتجهت سريعا تفتح الباب لتنفرج قسماتها فرحا صرخت بسعادة تتعلق برقبة الواقف :
_ جااااااسر وحشتني اوووي اوووي يا جوجو

ضحك ذلك الوسيم الواقف ليطوقها بين ذراعيه برفق يرفعها قليلا عن الارض يغمغم من بين ضحكاته القصيرة :
- يا بت يخربيت دا دلع مهبب

« جاسر رشيد راشد الشريف ... مهندس زراعي في منتصف العشرينات ... ذراع والده الأيمن يعتمد عليه في كل شئ تقريبا ... هو ولينا أخوه من الرضاعة ...طويل القامة ملامحه شرقيه أصيلة بشرة قمحية اصطبغت بأشعة الشمس عيناه سوداء ... شعره اسود كثيف ..»

جذبت ضحكاتها ونغمات صوتها قلب زيدان فخرج ليري ما يحدث ...قلب عينيه بضجر يتمتم في نفسه حانقا :
-أستاذ سماجة جه ... شوف متشعلقة في رقبته ازاي .. طب ما أنا كمان عندي رقبة ما تتشعلق فيا ...

انتبه جاسر لوجود زيدان ... ليلف ذراعه حول كتفي لينا يتحرك بها ناحيته مد يده اليمني يصافح زيدان بابتسامة واسعة بشوشة :
- اهلا ازيك يا زيدان عاش من شافك يا جدع ... اخبارك ايه

اجبر شفتيه علي رسم بسمة بسيطة متكلفة يتمتم بكلمة واحدة فقط :
- كويس

لم يضايق رد فعله جاسر بطيبعته المتسامحة البشوشة ...ليكمل ضاحكا في مرح :
- ايه يا عم زيدان مالك مش طايقني كدة .. دا المثل بيقولك غديني ولا تلاقيني يا جدع ....

تغاضي زيدان عن مزحة جاسر السخيفة ولم يعلق عليها بل دس يديه في جيبي بنطاله ينظر لكلا من لينا وجاسر معا ليلتوي جانب فمه بابتسامة صغيرة ماكرة :
- ومش هطيقك ليه يعني دا أنت اخو مراتي وخال العيال
______________
في الاعلي ... فتح باب الغرفة تبحث عينيه عنها بشوق هنا وهناك ولكن للأسف لا أثر لها ..صوت تدفق مياه المرحاض أخبره بمكانها ... تهاوي علي الفراش يخلع حذائه يليها سترة حلته ... لينفتح باب المرحاض وتخرج هي في تلك اللحظة ... متردية ذلك المئزر الأبيض القطني الخاص بها تلف شعرها بمنشفه بيضاء كبيرة ابتسمت برقة ما أن رأته لتقترب من مرآه الزينة أزاحت المنشفة من فوق شعرها تحركه برفق ليتطاير منه الماء بينما ابتسم هو في خبث ليقترب منها يدندن بصوت عالي :
- يا خارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه

ضحكت عاليا بدلال لتلتفت له تعبث في رابطة عنقه تهتف من بين ضحكاتها :
- يا قديم الناس دلوقتي بتغني إنجلش وانت تقولي يا خارجة من باب الحمام

قرص وجنتها برفق يغمز لها بطرف عينه اليسري يغني وهو يضحك :
- طب يا خارجة من باب ال bathroom وكل cheek عليه خوخة

نظرت له بذهول للحظات لتنفجر في الضحك ... حقا ذلك الرجل سيصيبها بالجنون بأفعاله الصيبيانية هذه ... ادمعت عينيها من شدة الضحك تشعر بعضلات فمها تتشنج بصعوبة بدأت تهدئ لتهتف من بين ضحكاتها المتقطعة : - مش معقول يا خالد ما تكبرش ابدا علي الجنان دا

تجهمت ملامحه بضيق حقيقي تلك المرة ليمد يده يقرص وجنتها بعنف رقيق قائلا بغيظ :

- لينا مش حاجة لذيذة انك تفكري الواحد كل شوية أنه كبر ماشي يا حبيبتي

ختم كلامه بصفعه خفيفة من يده علي رقبتها من الخلف ... نفخت خديها بغيظ علي اثرها لتشهر سبابتها امام وجهه احتقن وجهها بغيظ تهتف بحدة :
- قولتلك ألف مرة ما تضربينش علي قفايا والا

صمتت حينما اقترب منها محطما بخطواته مساحتها الشخصية رفع حاجبه الايسر يبتسم بشر متمتا بتهكم :
- والا ايه يا ست لينا

ابتسمت ببلاهة تبحث بعينيها عن اي شئ حولها تحاول تهديده به ... صدقا لم تجد ما تقوله ... لتعاود النظر له تبتسم باتساع :
- ايه يا لودي يا حبيبي مالك قفوش كدة وبعدين مين دا اللي كبر دا أنت شيخ الشباب يا راجل

ابتسم في خبث وعقله يدور في محور أفكار غير بريئة بالمرة .... ما كاد يقترب منها خطوة يحاصرها بذراعيه ليصدح من الأسفل اصوات صرخات وشجار عالي ... احتدت عينيه بغضب ... بينما أصفر وجه لينا خوفا من تلك الأصوات .... لتنظر لخالد تصيح بلهفة أم خائفة :
- خالد شوف ايه بيحصل تحت وأنا هغير هدومي واحصلك

قالتها لتهرع الي غرفة الملابس بينما خرج هو من الغرفة غاضبا متجها الي اسفل يتمتم في نفسه بحنق :
- أنا نزلكوا يا ولاد الكلب مش عارف استفرد بالبت شوية

اقترب منهم ليجد ابنته تتمسك في ذراع جاسر بقوة تنظر لزيدان بكره تصيح فيه :
- هي مين دي اللي مراتك يا حيوان يا مجنون أنت

ليصيح جاسر فيها بحدة :
- لينا عيب اللي بتقوليه دا

بينما ابتسم زيدان ساخرا ينظر للينا نظرات ثاقبة واثقة :
- عيب يا بنت خالي أنا مش هحاسبك علي قلة ادبك دي عشان انتي لسه مش مراتي

اتسعت عيني لينا بفزع تصرخ بجنون :
- ولا عمري هكون إنت ... أنا مستحيل اتجوزك لو فيها

صمتوا ...صمت قوي طغي علي ثلاثتهم حينما زمجر هو غاضبا :
- بسس أنت وهو وهي انتوا واقفين في سوق

اقترب منهم ينظر لهم شرزا ... لتترك لينا ذراع جاسر وتندفع ناحية أبيها تختبئ في صدره ترتجف بعنف ليرفع خالد يده يحاوط ابنته برفق ينظر للشابين أمامه بحدة يحاول ان يهدئ حتي لا يخيفها :
- في إيه البهوات كانوا بيتخانقوا ليه

تدخل جاسر سريعا محاولا فض ذلك النقاش الحاد ... ابتسم يهتف علي عجل:
- ما فيش يا عمي دا مجرد سوء تفاهم مش اكتر

خرجت من بين أحضان والدها الحامية لها ... لتقف بالقرب منه تستمد منه القوة ... الأمان ... لا تخاف من زيدان وهو موجود ... نظرت ناحية زيدان تصيح بكل الكره المطبق علي خلجات قلبها :
- لا مش سوء تفاهم .. مش سوء تفاهم ابدا
رفعت يدها المرتجفة تشير بسبابتها ناحية زيدان تصرخ بكره :
- مراته عايزني ابقي مرااااته مش ممكن يحصل ...مستحيل ... أنت فاهم ... أنا مش ممكن في يوم اربط حياتي معاك ... أنت أكتر إنسان أنا بكرهه ... أنت ايييه يا أخي معاندكش دم .... فارض نفسك علي حياتي غصب عني ... بقولك بكرهك ما بطيقش أشوف وشك ... سيبني في حالي بقي ابعد عني اخرج من حياتي ... اعمل إيه عشان اخلص منك يااارب تموت يا رب ولا تغور في داهية تاخدك .. أنت فاكر نفسك ايه .. انا بكرهك وهفضل اكرهك لحد ما اموت ... كفاية اللي عملته فيا زمان ... كفاية ... ما حدش مصدقني ما حدش عايز يصدقني .... كلهم مصداقينك أنت ... أنا بس اللي عرفاك علي حقيقتك ... أخرج برة اطلع برة

جذب خالد يدها بعنف لتقترب منه تنظر له تبكي بعنف بينما ينظر لها هو له بغضب يتأجج في مقلتيه صاح فيها غاضبا :
- أنتي اتجننتي ايه اللي انتي بتقوليه دا ... اعتذري حالا

نفضت يدها من يده بعنف تحرك رأسها نفيا بقوة تصرخ غاضبة :
- لاااااا مش هعتذر ... طلعه برة ..طلعه برة بيتنا وحياتنا بقي ...

انتي قليلة الأدب ...صرخ بها خالد بعنف ليرفع يدها هوي بها بقوة ليسمع صدي صفعة عنيفة دوت في ارجاء المكان ليطغي بعدها صمت مطبق ... لينا تقف تنظر لزيدان بذهول في لحظة وجدته يدفعها من امام أبيها ليتلقي هو تلك الصفعة القاسية بدلا عنها ... ظل واقفا بثبات لم يهتز له جفن ... فقط نظرة لخالد يهتف بهدوء :
- ما تضربهاش .. أنت عمرك ما عملتها .. ومش هتعملها دلوقتي حتي لو عشاني

التفت للينا بعد ذلك ينظر لها بألم تجسد في حدقتيه وقلبه يغلي كمرجل مارد من نار يسيطر عليه بمعجزة ... ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيه يهتف بهدوء :
- أنا ماشي يا بنت خالي ... بس انسي أن أنا أخرج من حياتك ... انا اتعذبت كتير في حياتي ... وأنا للأسف ولحظك الوحش .. بعتبرك هديتي اللي هتعوضني عن كل اللي شوفته في حياتي ... فمعلش بقي مش هتعرفي تخلصي مني يا مراتي ... عن اذنكوا

تركهم ورحل بهدوء .... اقترب خالد من ابنته يقبض علي ذراعيها بقوة يهزها بعنف صائحا فيها :
- انتي إيه اللي جرالك ... أنا حاسس إني واقف قدام واحدة تانية مش لينا بنتي ابدا

اقترب جاسر منهم سريعا يحاول تخليص لينا من يد والدها يهتف بلهفة :
- يا عمي خلاص حصل خير ... هي غلطت وهتعتذر

نظر له خالد بحدة يزجره بنظراته المشتعلة القوية :
- ابعد يا جاسر ... ما تدافعش عنها أنا اللي دلعتها زيادة عن اللزوم

عاود النظر لها ليرتجف قلبه خوفا علي طفلته ... هاله وجهها الأحمر الباكي شهقاتها الخفيضة المكتومة جسدها الذي بدأ في الارتجاف بعنف كادت تهوي ارضا من بين ليسرع يلتقطها بين أحضانه يعانقها برفق لتتسمك به بقوة تهمس باكية من بين شهقاتها العنيفة :
- أنا آسفة يا بابا ... آسفة ... عشان خاطري لو بتحبني ابعده عن حياتي ... أنا ما بحبوش بكرهه بخاف منه ... كفاية اللي عمله فيا ... أنت ليه مش مصدقني

ابعدها عنه يمسح دموعها بكفي يده بخفة ... حرك رأسه نفيا يهتف بحزم :
- زيدان ما عملكيش حاجة ... زيدان كان معايا ... زيدان مستحيل يأذيكي ... لو مش هبقي ببالغ اقولك أنه بيخاف عليكي أكتر مني ... واللي انتي قولتيه دا يجرح كرامة اي راجل .... وهتعتذري عليه يا لينا ... هتروحي لزيدان تعتذرليه

اتسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا بعنف ليشهر خالد سبابته أمام وجهها يهتف بنبرة قاطعة :
- آخر ما عندي يا بنت السويسي هتيجي معايا بكرة الشغل وهتعتذري لزيدان بكل أدب عن قلة الأدب اللي حصلت من شوية ... يا أما هيبقي فيه معاملة تانية خالص يا لينا ... واضح اني دلعتك زيادة عن اللزوم

ابتعدت عن والدها لتقف جوار جاسر تنظر له تتوسله بنظراته أن ينقذها من ذلك الموقف ليرفع الاخير كتفيه ينظر لها بهدوء :
- بتبصيلي ليه عمي عنده حق انتي غلطي فيه جامد بصراحة ...ورغم كدة ما استحملش أنك تتضربي وخد القلم عنك ...

بلعت لعابها بتوتر وعقلها يدور في محور فكرة واحدة أن ذهبت مع ابيها غدا لن تستطيع الذهاب الي الجامعة لن تري معاذ ليومين .. رفعت وجهها تنظر سريعا لوالدها تهتف بتوتر :
- ما هو يا بابا اصلي عندي محاضرة بكرة مهمة جدا ... كفاية اني ما روحتش النهاردة

وضع يده اليسري علي خاصرته ... بينما التقط باليمني هاتفه الجوال يعبث فيه لحظات وبدأ يتحدث بصوت مرتفع قليلا يقرأ ما أرسل إليه :
-خالد باشا أنا آسف لازعاج سيادتك ... أنا حبيت بس ابلغ بس حضرتك أن عندي بكرة مؤتمر طبي مهم ... ومش هقدر ادي محاضرة بكرة ... الكلية نزلت اعتذار بس أنا قولت لازم أبلغ حضرتك ... دكتور علاء

رفع وجهه عن الهاتف يبتسم ساخرا :
- ما فيش محاضرة مهمة ... خدي جاسر واسبقوني عشان ناكل ... وبكرة بدري تكوني جاهزة عشان هتيجي معايا

حركت رأسها إيجابا بطاعة لتتحرك بصحبة اخيها متجهه الي غرفة الطعام ... تفكر في حل ليخرجها من تلك الورطة
_________________
يقود سيارته بأسرع ما يكون ... كلماتها كالخناجر كل نصل يطعن فيه بلا هوداة كبريائه كرامته سحقتهم بكلماتها السامة ... تكرهه وهو يعشقها ... تخافه وهو فقط يود أن يشعر بالأمان بين دفئ ذراعيها .... ولكن لا وألف لا لن يتركها لن يتخلي عنها ... هي ملكه
غنيمة حربه مع الحياة ... حربه اثخنت جسده بالطعنات ليفوز بها في النهاية لن يتركها بتلك السهولة ... هو فقط ينتظر الفرصة ليسترد غنيمه قصرا من بين مخالب الحياة
شعر بالاختناق حرارة لاهبة تحتاج جسده غاضبا لأبعد حد ... التقط هاتفه سريعا يطلب ذلك الرقم .... وضعه الهاتف امامه بعدما فتح مكبر الصوت لحظات وسمع صوت صديقه يصيح عاليا بمرحه المعتاد :
- ازوز وحشني يا جدع فينك

ارتسمت شبح ابتسامة علي شفتيه ليزفر بحرقه متنهدا بألم :
- أنا مخنوق يا حسام

زفر حسام بغيظ من أفعال صديقه ... يهلك نفسه بحب من طرف واحد ... ليهتف بحنق :
- يا عم ما أنا قولتلك سيبك من البت البومة دي البنات علي قفي من يشيل ...

شد زيدان علي أسنانه بغيظ يصيح في حسام بحدة :
- وأنا قولتلك ميت مرة بطل تقول عليها بومة يا حيوان ... اخلص أنت في المستشفى ولا روحت

قلد حسام صوت انثوي مضحك رفيع :
- آه يا بيبي أنا لسه في المستشفى عايز تيجي تكشف

كبح زيدان ضحكاته بصعوبة هاتفا بحدة مفزعة :
- دا أنا هاجي اكشف عليك بصوتك دا ... استناني يا حيوان

ليصيح حسام بفزع :
- لا يا زيدان ورحمة ابوك المشرحة ما فيهاش مكان ... استني لما تفضي طيب .. الو زيدان

اغلق الخط في وجه صديقه ليطلق لضحكاته العنان .... حسام الوحيد القادر علي تغيير حالته مهما كانت

____________________
اغلق الخط ينظر لهاتفه يتنهد يأسا علي حال صديقه المقرب ... عشقه لتلك الفتاة من طرف واحد يهلكه يقتله يفتت شرايين قلبه ببطئ ... كم مرة أخبره أن يبتعد عنها ... يتركها سيجد من تبادله عشقه الكبير ولكنه دائما ما يرفض بجملة واحدة
« لينا دي غنيمة حربي مع الدنيا ... أنا شوفت كتير اوي ومش مستعد اتنازل عنها مهما كان »

اغمض عينيه يزفر بحرقة غنيمة عصية لا تلين لا قلب لها من الأساس أن كانت تملك واحدا لشعرت بذلك العشق الجارف الذي يفيض عليها من
ناحية صديقه .... اجفل علي صوت دقات تليها دخول الممرضة تهتف مبتسمة :
- دكتور حسام ادخل لحضرتك الكشف اللي بعده

حرك رأسه ايجابا يبتسم بهدوء ..لتخرج الممرضة ومن ثم دخلت سيدة تقريبا في منتصف العشرينات يظهر من بطنها المنتفخ انها في شهور حملها الأخيرة ... ترافقها سيدة عجوز متشحة بالسواد ذكرته بتلك الممثلة في أحدي المسلسلات الصعيدية التي تشاهدها والدتها باستمرار ... حمحم يبتسم بهدوء :
- اتفضلوا اقعدوا ...

اخذ ملف حالة المريضة وبدأ يفحصه ... بدقة قبل أن يجري فحصه عليها يسألها بعض الأسئلة الطبية المعتادة ... ليجذب انتباهه صوت تلك السيدة العجوز تهتف متهكمة :
- تخيل يا دكتور إن الهانم عايزة تعمل استشوار علي بطنها

حرك رأسه نفيا بالتأكيد سمع الكلمة خطأ ..قطب ما بين حاجبيه ينظر للمريضة باستنكار :
- لاء حضرتك هنا عيادة دكتور نسا مش كوافير لولو للسيدات ... وبعدين استشوار ايه اللي علي بطنك

ابتسمت المريضة بتوتر .. أصفر وجهها حرجا لتهتف سريعا تصحح ما قالته تلك السيدة للتو :
- هي قصدها سونار يا دكتور

نظر للسيدة يهتف بهدوء :
- طب وفيها يا حجة مش عشان نعرف نوع الجنين ايه

لوت السيدة شفتيها متهكمة تتشدق ساخرة :
- وانت بقي يا حبة عيني محتاج تعمل البتاع دا هو عشان تعرف ولد ولا بت ... فين إيان دكاترة زمان كان يبص في وش الواحدة كدة يعرف هي حامل في ولد ولا بنت ولا.....

قاطعها حسام يضرب كف فوق آخر يضحك ساخرا :
- ولا ايه .. ما هو يا ولد يا بنت ... ما فيش نوع تالت نزل السوق ... إسألي حتي الدكاترة بتوع زمان ... ما كنوش بيخلفوا كلاب لولو والله

ابتسمت السيدة باصفرار يبدو أن مزحة حسام لم تعجبها لتهتف بثقة :
- علي فكرة بقي هي حامل في بت باين اوي من منخيرها

لا يعرف ولكنه وجد نفسه يتحسس أنفه ليضحك ساخرا علي حاله .. مقررا مجاراة تلك السيدة الغريبة هتف ساخرا :
- لاء مش فاهم لمؤخذة هي اللي حامل في بنت بتبقي مناخيرها بفتحة واحدة مش فتحتين زي مناخيرنا عادي

رفعت تلك السيدة يدها تمسك بيها أنف ابنتها من اعلي تبتسم بثقة لا يعرف من أين تأتي بها :
- انت مش شايف مناخيرها كبيرة ومكعبرة ازاي واكلة وشها كله ... تبقي حامل في بت ... اصل البت بتبقي مكسوفة حتي وهي في بطن امها ما بترضاش حد يشوفها عشان كدة الدكاترة بيعرفوا انها بت من مناخير امها

بسط راحة يده أسفل ذقنه النامية يستند بمرفقه علي سطح المكتب ابتسم بخمول متمتما :
- مش حقيقي يا حجة .. عشان الكشف اللي قدامك كانت المدام حامل في بنت وظهرت في السونار عادي

شهقت تلك السيدة بحدة تهتف سريعا تدافع عن شرف طفلتهم التي لم تولد بعد !:
- دول بنات الناس التانية ... إنما احنا بناتنا مؤدبين متربين

ضيق عينيه يرفع حاجبه الأيسر ينظر لها بذهول تلك السيدة من كوكب آخر ابتسم يغمغم ساخرا :
- انت تبع حزب ما فيش بنت محترمة بتنزل من بطنها عريانة صح

بصعوبة انتهي من ذلك الكشف العجيب .. ليتهاوي علي كرسيه الصغير اسند رأسه لحافة المقعد الخلفية اغمض عينيه يبتسم كلما تذكر
تعليقات تلك السيدة الغريبة .. ليسمع صوت باب الغرفة يفتح تليها خطوات قادمة ناحيته ... ابتسم يهتف ساخرا ؛
- طب خبط علي الباب ... عبرني قدرني اديني برستيجي أنا دكتور هنا

سمع صوت صديقه يهتف ساخرا :
- دكتور علي نفسك يا حيوان ... قولي خلصت ولا لسه
اعتدل في جلسته يستند بمرفقيه علي سطح المكتب حرك رأسه ايجابا قائلا :
- آه ...آخر حالة خرجت قبل ما تدخل علي طول ... قولي بقي مالك .... ست الحسن والجمال عملتلك ايه

حدجه زيدان بنظرة نارية حادة مشتعلة ليزمجر غاضبا من بين اسنانه المنقبضة :
- حسام
رفع كفيه كعلامة استسلام يضحك بشدة يحاول ان يتحدث من بين ضحكاته :
- خلاص يا عم بهزر معاك
حمحم بهدوء يحاول استعادة جديته مكملا :
-ايه اللي حصل

اغمض عينيه يشد علي قبضتيه بعنف كلمة واحدة همست بها شفتيه ... كلمة خرجت كشطية حرب ادمت قلبه :
- بتكرهني

اراد صديقه أن يضحك ساخرا ويخبره ما الجديد فهي دائما كذلك ودّ لو يصرخ في وجهه ويخبره ان يتوقف عن استنزاف روحه ... تنهد بألم يحاول الابتسام يهتف بهدوء كلمات رزينة عقلانية :
- طب خلينا نتكلم بالعقل ... هي دلوقتي مش بتحبك هتعمل ايه

حرك رأسه نفيا بعنف قلبه وعقله يعلمان بكرهها له ... كم مرة صرخ فيها عقله ان يبتعد عنها ولكن قلبه يرفض ويتمسك ويقاوم ويتعذب هو تنهد بيأس يخفي وجهه بين كفيه :
- مش مهم ... مش مهم تحبني .. أنا بحبها أنا هعرف اخليها تحبني ... أنا بس عايز فرصة واهي قربت .. فاضل ايام بسيطة وتبقي بين ايديا

زفر حسام بغيظ من حال صديقه الذي يذكره بتلك المسرحية المأساوية مجنون ليلي ... التي انتهت بموت البطل والبطلة ... نظر له بغيظ يهتف بحدة طفيفة :
- يا ابني افرض أنها بتحب واحد تاني ... هترضي علي نفسك تتجوز واحدة قلبها مع غيرك

ازاح يديه من علي وجهه ينظر للفراغ بصدمة عينيه ساخطتين بذهول وكلمة واحدة تتردد داخل كيانه كله ... تحب غيره .. بدأ عقله بسرعة يجمع الأحداث السابقة يدور في محور فكرة تحب غيره ... هب يقف سريعا ليتجه الي خارج الغرفة يهتف علي عجل :
- حسام أنا لازم امشي هكلمك بعدين ... سلام

تنهد حسام يأسا يودعه :
- سلام يا صاحبي
______________________
في فيلا خالد السويسي
علي طاولة الطعام يجلس كلا من خالد ولينا وحسام ولينا الصغيرة ... يأكلون بصمت لا أحد منهم ينطق بحرف ... نظر خالد ناحية لينا يطالعها بنظرات قلقة خوفا عليها ليمد يده يربط علي كف يدها الموضوع علي الطاولة برفق رفعت وجهها له تبتسم بشحوب ليبادلها بابتسامة صغيرة مطمئنة ... يحاول فقط أن يخبرها أن كل شئ سيصبح علي ما يرام ... يتذكر حالتها قبل قليل ... اتجه جاسر ولينا الي غرفة الطعام ليصعد هو باحثا عنها تعجب كثيرا من تأخرها اصوات الشجار كفيلة بأن تجعلها تهرع إليهم ... دخل الي الغرفة ليجدها تقف في شرفة غرفتهم الخاصة تنظر لسيارة زيدان وهي تغادر الفيلا تبكي بصمت .. اقترب منها الي بات خلفها مباشرة ينظر لحالها بأسي فما كان منها الا أن ارتمت في صدره تنشد منه الأمان تمسكت بقميصه بقوة تشهق باكية بعنف :
-ما قدرتش انزل يا خالد ... والله ما قدرت .. ما كنتش هقدر اشوف ولادي الاتنين وهما بيتخانقوا بالشكل دا .. ما كنتش عارفة هراضي مين لينا ولا زيدان ..

رفع يده يربط علي رأسها برفق يغمغم بهدوء يطمئنها :
- كل حاجة هتبقي كويسة ما تشليش هم حاجة انتي بس وكله هيبقي تمام

عاد من شروده يبتسم في وجهه يحرك شفتيه يخبرها دون صوت « كله هيبقي كويس »
فهمت اشارته لتبتسم تحرك رأسها إيجابا
توجهه بانظاره ناحية جاسر الذي يشاكس لينا يحاول إخراجها من حزنها ليهتف بهدوء :
-اخبار رشيد ايه يا جاسر

نظر جاسر له يبتسم باتساع يحرك رأسه إيجابا :
- الحمد لله كويس
وضع خالد معلقة الطعام من يده ينظر له بتجهم يتمتم فجاءة برود :
- وأنت عرفت ازاي أنه كويس وأنت بقالك شهر ما بتنزلش البلد ... لاء وفوق كدة بقالك اسبوعين ما بتروحش الارض غير ساعة كل كام يوم ... البيه بيروح فين

بلع الأخير لعابه بتوتر يترك معلقة الطعام من يده يحاول أن يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه :
- هكون بروح فين يعني ... هو أنا لازم ابات في الأرض 24 ساعة أنا بتابع كل صغيرة وكبيرة فيها ... الوقت التاني دا بتاعي اعمل فيه اللي أنا عايزه ...

اخترز خالد انفعالته بنظراته الهادئة جاسر يكذب يخبئ شيئا ما يحاول مداراته .... حك ذقنه باصبعيه السبابة والابهام يبتسم بمكر قائلا :
- ابوك بيتشكيلي منك

وكما توقع تماما ... هب جاسر واقفا كمن لدغه عقرب يصيح بانفعال :
- بيشتكي مني .. بعد كل اللي عملته عشانه بيشتكي مني ... حلمي اللي سيبتي ...دراستي اللي بكرهها .... شغلي في الأرض اللي مش بطيقه شغال مرمطون تحت رحمة رشيد بيه وفي الآخر بيشتكي مني ... ايييه عايزني عبد ليه

بسط خالد كف راحة يده أسفل ذقنه يستند بمرفقه علي سطح الطاولة يتمتم ساخرا :
- خلصت خلاص ... تتفضل بقي تقعد بدل ما اقوم اطبطب بايدي علي وشك ... نظام خدوهم بالصوت اللي عملته دا مش عليا يا ابن رشيد أنت عشت معايا أكتر ما عشت مع ابوك وعارفك كويس ... فاحسنلك تتعدل عشان أنا لو حبيت اعرف انت بتعمل إيه هعدلك انفاسك مش بس خطواتك .. ودا اعتبره تحذير

انتقل بمقلتيه لابنته يكمل بابتسامته الساخرة :
- والاستاذة تطلع تنام بدري عشان هنروح بكرة الإدارة ...
نظر جاسر الي لينا كل منهما يفكر في القادم
هتف جاسر في نفسه بحزم :
- أنا لازم اخد بالي كويس مش لازم حد يعرف حاجة ...
اما لينا كانت تحترق غيظا تهتف في نفسها :
- اووووف بقي اوف سي زفت وقرف سي زفت
__________________
في مكتب عمر
بعد ساعات طوال من مناقشة الصفقة بنسبة خمسة في المئة والحديث عن اي شئ آخر بقية الوقت ... انسجم عمر كثيرا مع ناردين وجد فيها ما يفتقده في تالا ... تحادثه ... تضحك علي مزاحاته السخيفة ... تنظر له وهو يتحدث كأنه يفعل شيئا هاما لا فقط يتحدث ... اتسعت ابتسامته ينظر لها ... بينما وقفت هي من مكانها التفت حول مكتبه تقف جواره بحجة أنه تشرح له احد بنود العقد ... ما ان اقتربت منه اخترق أنفه رائحة عطرها المسكرة ليشعر برأسه يثقل ودقات قلبه تتسارع ... هي تتحدث وتشرح وهو فقط ينظر لها يبتسم كالابلة ... فاق علي يدها التي امتدت امام وجهه تشير الي تلك الصورة الصغيرة تهتف باسمة :
- دول بناتك

نظر للصورة الصغيرة ليبتسم بحزن يحرك رأسه إيجابا .. لتلقط هي الصورة تتفحصها تبتسم برقة وهي تقول :
- عسولات اوي .. أشارت لصورة سارين تهتف :
دي شبهك اكتر حتي لو عينيك
وضعت الصورة مكانها لتقترب منه قليلا تبتسم بجراءة تهمس بنعومة :
- تعرف أن الرجالة اللي لون عينيهم بيبقي غامق زي عينيك كدة بتبقي ليهم جاذبية خاصة مستحيل تبقي عند اي حد غيرهم
بلع لعابه بصعوبة وناقوس الخطر يدق في عقله وشيطانين الانس والجن جميعا تقف جواره الآن تدفعه لأن يقترب منها .. وهو اقترب كثيرا كاد بشفتيه ان يقبل جمر النار لتقع عينيه علي تلك الصورة الصغيرة ليبتعد عنها سريعا يضع يديه علي رأسه يشد علي شعره بعنف يلهث بقوة بينما تقف هي خلفه تبتسم بخبث قريبا ستحقق ما تريد
________________________
جلست سارة علي فراشها تلعب في هاتفها .. هو منفذها الوحيد لتهرب من شجارات والديها انغمست في عالم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ... كانت كعادتها حزينة شاردة تفكر بيأس في حالها ... تتمني لو تهرب بعيدا .. ولكنها أضعف من أن تفعل ذلك زفرت بضعف لتشعر باهتزاز الهاتف في يدها .. وصلتها رسالة من شخص يدعي تامر .. فضول ليس أكثر من فضول فتحت الرسالة لتجد فيها
« شكلك حزينة .. كلامك كله دموع .. اتمني لو اقدر اخفف حزنك ... لو حابة تحكي تفضفضي انا مستعد اسمعك ... وصدقيني هحاول اساعدك علي قد ما اقدر ... هحاول أكون صديق و سند ليكي لو مش حابة ولا كأنك شوفتي حاجة »

بلعت لعابها بقلق دقات قلبها تقرع بعنف كالناقوص ... سند !! ... صديق يسمع ... اغمضت عينيها بتوتر تعض علي اناملها بعنف تتذكر تحذيرات والدتها بألا تحادث اي غريب علي تلك الصفحات ... وبحركة طائشة غير محسوبة وجدت نفسها ترد الرسالة
« أنا سارة ..» وصمتت لم تجد ما تقوله .. فقط كلمة واحدة فتحت بها ابواب سد لطوفان سيجرفها في طريقه
__________________
في صباح اليوم التالي .... صباح يوم جديد استيقظت تلك الصغيرة علي مضض حتي لا يغضب والدها منها تود حرق نفسها حية بدلا من أن تذهب وتعتذر له يكفي انها لن تري معاذ اليوم ايضا بسببه ...بدلت ثيابها الي بنطال ازرق من خامة الجينز وتيشرت أسود طويل باكمام .. وحذاء رياضي أسود ... عقدت شعرها كديل حصان .. نزلت لأسفل تمشي بضجر تتمني لو تسقط من فوق السلم وجدت والدها يقف في الأسفل ينظر الي ساعته بضجر ليهتف بضيق ما رآها :
- سنة يا لوليتا يلا يا ماما مستعجل

تحركت خلف والدها بهدوء وطاعة لم تنطق بكلمة واحدة تتمني فقط حينما تصل ان تتلقي خبر موته قتيلا والا تعتذر له ... وصلت السيارة الي المكان المنشود لينزل الحرس اولا يفتح لها ولوالدها ابواب السيارة باحترام
_________________
يجلس علي كرسي مكتبه في غرفة كبيرة يتشاركها هو واربعة من زملائه ولأنه يكره المشاركة ويعشق العزلة ... يجلس منفردا بعيدا في احد زوايا الغرفة البعيدة لا يود الاحتكاك بهم بأي شكل كان ... يفكر كلام حسام يتردد داخل عقله ... هل ممكن بالفعل أن يكون غيره يشغل عقلها وقلبها ... مجرد الفكرة تشعره بنيران تحرق اوصاله. .. تؤجج قلبه .... تنهد يحاول التركيز في الاوراق امامه ليجذب انتباهه صوت احد زملائه يهتف بوله :
- خالد باشا داخل معه حتة مزة صاروخ ارض جو ... حاجة كدة من بتوع شرق أوروبا

رفع وجهه ينظر لزميله ... وعقله ينفي فكرة وجودها هنا .... قام من مكانه ينظر من نافذة غرفتهم ليري خالد بصحبه لينا ابنته ... التي تمشي بهدوء نظر لملابسها لم يكن بها شئ لافت واسعة طويلة تغطيها بالكامل حتي بنطالها متسع للغاية .... احمرت عينيه بلهيب جمر مشتعل يلتفت برأسه بذلك الذي طلب الموت يبتسم بشر يكور قبضته متجها إليه

يتبع .....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 12:22 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
الفصل الرابع
¤¤¤¤¤¤
يا حبة البندق
اني في هواكي مُتيما
وبآسر عينيكي مُكبلا
بين طيات فؤادي تَسكني
في وحشاتي تُسكني
انتي جنتي وجحيمي
انتي نااااري ....
نار عشقي وجنوني ....
.نار دائي ودوائي

تلك النيران التي يصرخ بها القلب حينما خيروه بين بعادك والموت صرخ قائلا وما الفرق
فإن فكان فراق روحي موت ...ففراقها هو الموت

نار عشقا الهبها الفراق ....نار أشوق اشعلها اللقاء ... نيران اضرمت بين طياتي انارت روحي وقلبي.... اسكنت وحشاتي

نيران عشقك لن يطفها سوي بحر عيناكِ
اشغلي جمر رمادي
.ليحل علي الجميع لعانت حُبك واشواقي
_____________
توجهت مع والدها الي غرفة مكتبه تنظر حولها بإنبهار شديد ... والدها شخصية مهمة وهي تعرف ذلك الجميع يحيه بمنتهي الاحترام ... يشمي بهيبة تطغي علي المكان تشعر بهالة من القوة تحيط به تشعر بها تحميها وهي بجانبه لذلك تحرص دوما علي أن تبقي جانبه خاصة خارج المنزل ...
دخلت خلفه الي غرفة مكتبه ... ليجلس والدها علي كرسي مكتبه وهي تجلس علي الكرسي المقابل له تفرك يديها بتوتر تنظر أرضا لتسمعه يضحك بصخب :
- ايه يا لوليتا مالك انتي متهمة يا حبيبتي

ابتسمت ابتسامة خافتة هادئة ... لحظات وفُتح باب المكتب وسمعت ذلك الصوت يهتف بترحاب :
- يا اهلا يا اهلا لوليتا عندنا دي الإدارة كلها نورت
رفعت وجهها تبتسم باتساع لتقم من مكانها تعانق ذلك القادم .. عانقها برفق ابعدها عنه يقرص خدها برفق :
- عاملة ايه يا زئردة
قطبت جبينها مغتاظطة لتنفخ خدها رفعت سبابتها أمام وجهه تهتف بثقة :
- علي فكرة بقي أنا طويلة أطول من ماما حتي

التفتا معا الي خالد حينما هتف ساخرا :
- شكلي حلو وأنا قاعد كيس رز كدة صح

ضحك محمد بصخب ليلف ذراعه حول كتف لينا يتقدم بها ناحية المكتب :
- جري ايه يا عم أنا عمها ... يعني محرم ما تقلقش

جلست لينا علي مقعدها ليشد محمد مقعدا يجلس جوارها ...
ابتسم خالد ابتسامة صفراء سخيفة يهتف بتهكم :
- طول عمري بقول عليك عسل أسود .. هستني ايه من واحد مسمي ابنه فراس يعني

تنهد محمد بسأم متذكرا افعال ابنه التي علي وشك أن تطيح بالجزء المتبقي من عقله ليزفر بحنق :
- اسكت دا هيجنني لا بيذاكر ولا بينيل ... كل ما اشوفه الاقيه بيلعب ... تخيل تقوم مفزوع بليل علي صوت ابنك بيصرخ ... الحقوني هموت ... قومت اجري زي المجنون الاقيه بيلعب pubge ولا مش عارف اسمها ايه ... لاء وبيقولي بكل براءة مساء الخير يا بابا ايه اللي صحي حضرتك

لتتدخل لينا في الحوار تهتف بضيق :
- علي فكرة يا عمو ابنك استغلالي عشان أنا قولتله يعلمني العبها ازاي ... قالي هاتي ميت ناقة حمرا وأنا اعلمك

انفجر خالد في الضحك ينظر لصديقه ليشاركه هو الآخر في الضحك ... هدأ قليلا ليهتف من بين ضحكاته المتقطعة :
- عايزة ايه من واحد اسمه فراس يعني .. دا جاي من الجاهلية عدل

ليهتف محمد هو الآخر ضاحكا :
- الله يسامحها امه هي اللي اختارت الاسم دا

تجهم وجهه خالد يرفع حاجبه الايسر يناظر صديقه نظرات متهكمة ساخرة:
- واحنا من امتي بنمشي كلام الستات والله عيب علينا

اغلق الملف الموضوع امامه يمد يده به الي صديقه يستعيد جديته في الحديث :
- خد الملف دا خلاص خلص وابعتلي زيدان عشان عايزه

حرك محمد رأسه إيجابا أخذ منه الملف ليودع لينا قام ليغادر ما أن فتح الباب حتي وجد أحد العساكر يندفع لداخل الغرفة يلهث بعنف يهتف بذعر :
- الحقنا يا باشا زيدان باشا نازل طحن في واحد من زمايله وما حدش قادر يحوشه لا ظباط ولا عساكر

هب خالد واقفا يتوعد لزيدان في نفسه ليصيح في ابنته وهو يهرول لخارج الغرفة :
- خليكي هنا ما تتحركيش

خرج خالد يركض وخلفه محمد وذلك الرجل لتقف هي وحيدة تنظر للغرفة الفارغة بقلق وحيدة بمفردها ... ما إن طرأت الفكرة في رأسها تسارعت دقات قلبها بعنف تشعر برعشة مخيفة تسري في اوصالها ... حركت رأسها نفيا بعنف تبلع لعابها بذعر لتفر لخارج الغرفة تنظر خلفها بذعر كأنها تهرب من وحش مخيف وقفت تنظر حولها يمينا ويسارا تبحث عن والدها وجدت مجموعة من الرجال يركضون في اتجاه واحد ... ركضت خلفهم علها تجد والدها بينهم وصلت لباب غرفة سمعت صوت والدها قادما من الداخل ... اقتربت سريعا من الغرفة لتجد والدها يحاول بعنف جذب زيدان من فوق ذلك الشاب .. والأخير يرفض تماما يضربه بعنف مخيف ...
ليصرخ خالد بقوة افزعت الجميع :
- زيدااااان
ترك زيدان ذلك الفتي علي مضض استقام واقفا لتفآجئه لكمة خالد العنيفة التي جعلته يترنح خطوتين للخلف .... قبض خالد علي تلابيب ملابسه من الامام يزمجر فيه :
- إنت مش في سوق ... ولا أنت بلطجي يا بيه ... واللي عملته دا هتتحاسب عليه

لفظه من يده بعنف ليهتف في الواقفين بحزم :
- أنا مش عايز حد من الأوضة يلا كله علي شغله ... اللي كانوا في المكتب بس يفضلوا والباقي علي شغلهم

سريعا بدأ الجميع بالانسحاب واخدوا معهم بقايا ذلك الشاب الي عيادة الطبيب .. وهي تقف مكانها تنظر لهم بذعر تحديدا لزيدان التي ما أن التقت عينيه بعينيها اخفض عينيه سريعا حتي لا يري نظرة الذعر التي نهشت فؤاده ... خلي المكتب الا من اقل القليل ..كانت تقف خلف الرجال تشاهد بذعر ... والآن باتت ظاهرة بعد رحليهم ... اقترب خالد منها يهمس لها بحدة :
- هو أنا مش قولتلك خليكي في المكتب ما بتسمعيش الكلام ليه

لم يعطيها فرصة للرد جذب احد المقاعد يضعه جوارها ... اشار للمقعد بعينيه يهمس بضيق :
- اقعدي وما تتحركيش من مكانك
حركت رأسها إيجابا سريعا تجلس علي الكرسي تضم قدميها تقبض بيديها علي اطراف الكرسي لا يهم ... لا يهم اي شئ حتي لو غضب والدها منها المهم الآن انها بجانبه لن يؤذيها أحد ...
لن يحدث ما حدث لها قدميا مرة أخري

اقترب خالد من مجموعة الرجال في الغرفة يقفون امامه مصطفين في خط واحد ليتحرك هو امامها يهتف بقوة :
- أنا عايز اعرف ايه اللي حصل من غير كذب ... ما تنسوش إن في كاميرات اقدر اعرف ايه اللي حصل بس أنا عايز اعرف منكوا
تقدم أحد الشباب خطوة واحدة حمحم بحرج يهتف بارتباك :
- بصراحة يا باشا ... حازم دخل المكتب ... ويعني اااا ... اصله يعني .. اتكلم عن بنت حضرتك بطريقة مش كويسة

بلع الشاب لعابه بذعر أمام تلك النظرة المرعبة التي احتلت عيني خالد .. اقترب خالد منه يكاد ينفث نيران من أنفه :
- عن بنتي !! ... قال ايه بقي

اختفت أنفاس الشاب من الخوف لينظر ارضا يحاول تجنب نظرات خالد المرعبة يهمس سريعا بارتباك :
- بصراحة يعني هو قال عليها صاروخ وحلوة اوي وكلام كتير من النوعية دي زيدان سمعه ولقيناها مرة واحدة راح ماسكة من هدومه وقاله دي بنت خالي ونزل فيه ضرب

عاد خطوة يقف جوار زملائه بينما اشتعلت عيني خالد كجمر النار ... كور قبضته يشد عليها بعنف حتي برزت عروقه النافرة تكاد تُسمع صوت فوران دمائه من الغضب ... اقترب من زيدان ... رفع يده يربط علي وجهه بعنف :
- اللي حصل دا لو اتكرر تاني هتبقي برة خالص ... فاهمني طبعا .... ومخصوملك شهر عشان تبقي تمد ايدك علي زميلك تاني ... مش انت اللي بتحاسب هنا يا بيه ... خد ولينا واسبقوني علي المكتب

حرك رأسه ايجابا بهدوء ليرفع يده يؤدي التحية :
- حاضر يا افندم

اتجه ناحية لينا لتنكمش في كرسيها تنظر له بذعر ... ليقترب خالد منها يربط علي كتفها برفق :
- روحي معاه وأنا جاي وراكوا

تركهم وغادر ... لتقف من مكانها تمشي خلفه تحاول أن تكون بعيدة عنه قدر الامكان تنظر لظهره العريض وهو يتحرك أمامها يمشي بثبات
لتقطب جبينها بتعجب ولمحة من الماضي تضئ امام عينيها .. حركت رأسها نفيا تنفي من البداية دخولها في تلك الدوامة المخيفة من الأفكار التي لا تنتهي
_____________________
اتجه خالد إلي عيادة الطبيب .. ليجد ذلك الشاب المدعو حازم ممدا علي السرير الطبي والطبيب يعمل بجد علي مدواة جروحه
... بلع الشاب لعابه بتوتر حينما رأي خالد يقترب منه وقف جوار فراشه يدس يده اليسرى في جيب بنطاله بينما قبض بيده الاخري علي فك ذلك الشاب يهتف ساخرا :
- بتفكرني بالفيلم اللي كان بيقوله اضربك فين وشك ما فيهوش مكان يتضرب

ترك فكه ليقبض علي تلابيب ملابسه ينظر له بتجهم يهتف بنبرة مخيفة متوعدة فقط كلمتين :
- صدقني هزعلك
تركه بعنف وغادر ... ليبلع الفتي لعابه بذعر يفكر في اسوء الاحتمالات
_________________
اتجه خالد الي غرفة مكتبه ... ليجد لينا تجلس علي احد المقاعد وزيدان يقف عند باب الغرفة من الخارج يدخن أحد السجائر التي القاها سريعا ما أن رآه قادما .... اتجه لداخل الغرفة يهتف ساخرا :
- طلع يا حبيبي النفس اللي خدته ليكتم علي نفسك يموتك
نفث زيدان ذلك الدخان الذي حبسه داخل رئتيه ... يتمتم مع نفسه ساخطا :
- محسسني إني مراهق اتقفش بيشرب سجاير دا أنا معدي ال 30 ... ديكتاتوري

اتجه لداخل الغرفة يغلق الباب خلفه ليجلس علي المقعد المقابل للينا لينظر لها يبتسم خلسة
يتنهد بحرارة انتفض علي يد خالد تصفع سطح المكتب بقوة :
- ايه يا خالي في ايه

ابتسم خالد ساخرا يهتف بحدة :
- اللي حصل دا لو اتكرر تاني هزعلك يا زيدان وأنت عارف أنا هعمل ايه

اضطربت دقات قلبه بعنف يعرف ماذا يقصد خالد بكلامه اسوء ما قد يؤذيه فعلا أن يبعدها عنه ... النقود العمل المنصب كل ذلك لا يهمه فقط هي لا تبتعد عنه ... يكفي رؤيتها حتي ولو من بعيد .. حرك رأسه ايجابا بهدوء يتمتم :
- حاضر يا خالي

اتجه برأسه ناحية ابنته قائلا بنبرة ذات مغزي تحمل خلفها الكثير :
- لينا كنتي عايزة تقولي حاجة مش كدة

حركت رأسها إيجابا اخفضت رأسها لا تريد أن تراه وهي تعتذر له لا ترغب في رؤية نظرة الانتصار في عينيه بلعت لعابها بتوتر تهمس بنبرة خافتة متلعثمة :
- اااا ... أنا آسفة يا زيدان علي اللي قولته إمبارح ... أنا حقيقي بعتذر منك ... ما كنش قصدي اقول كدة

صمتت تلتقط أنفاسها المبعثرة ... تجز علي أسنانها بغيظ آخر ما كنت تتخيله انها تعتذر منه ...

رفعت وجهها متفآجاءة تنظر له بذهول حينما سمعته يهتف ببرود :
- وأنا مش مسامحك

قبضت علي يدها بغيظ تحاول ان تتحكم في زمام نفسها قبل ان تصرخ فيه .. ان يصدم رأسه في الحائط فهي حقا لا يهمها أمره
لتسمعه يكمل بنبرة مرح لم تحبها :
- ايوة مش مسامحك ومش هسامحك غير لما توافقي علي عزومتي علي الغدا ... انتي وخالي طبعا بدل ما اتعلق

زفرت بحنق تود لو تصرخ في وجهه بأنها جاءت الي هنا مرغمة ... بأنها لا تطيق أن تجلس معه ولو لدقيقة .. وهو يريد دعوتها الي الغداء ... وطبعا تولي والدها مهمة الرد مرحبا بدعوته :
- ماشي يا سيدي أنا موافق ... روح هات عربيتك .. وخلي الحرس يمشوا ورانا بعربيتي عشان هنوصل لينا ونرجع تاني

هز رأسه إيجابا بحماس طفل صغير تلقي هدية اسعدته للتو ... قام سريعا متجها للخارج ... لتهتف لينا سريعا تتذمر علي ما يحدث دون إرادتها :
- يا بابا ... أنا مش عايزة اروح ... أنت قولتلي اعتذري واعتذرت .... مش فرض هو نسمع كلامه ونروح نتغدي معاه

التقط خالد علبة سجائره ومفاتيحه ليقم من مكانه ممسكا بيدها ... يجذبها معه دون أن ينطق بحرف ... تعلقت بيده تقبض علي يدها بعنف ... جيناته الثائرة التي ورثتها منه تصرخ فيها أن ترفض ما يحدث ولكنها لم تجرؤ أن تفعل ذلك

وقفت في الباحة تنتظره بجوار والدها لتجد سيارة دفع رباعية عالية سوداء تشبه سيارة والدها تقف أمامهم نزل منها يفتح بابها الخلفي ... يمد يده لها لتعقد حاجبيها باستنكار
ليبتسم برفق قائلا :
- هاتي ايدك ... هساعدك تطلعي العربية عالية

قلبت عينيها ساخرة لتتجاوزه ببرود وكأنه غير موجود من الأساس وضعت احد قدميها تحاول الصعود بالفعل سيارة عالية بشكل سخيف ... حاولت أن تتمسك بالباب لتصعد فسقطت علي وجهها .. ضم زيدان شفتيه يكبح ضحكاته حتي أن وجهه أحمر بالكامل يحاول ان يلجم زمام ضحكاته .. بينما انفجر خالد في الضحك اقترب منها مد يده يساعدها للقيام ... وقفت تنظر لزيدان شرزا تنفض الغبار عن ملابسه تنظر لأعلي بغرور لتستند علي يد خالد تصعد للسيارة تنفخ خديها بغيظ تكتف ذراعيها أمام صدرها تشيح بوجهها بعيدا
استقل زيدان مقعد السائق وخالد جواره متجهين الي أحد المطاعم لتناول الغداء
____________________
جلس علي طاولته المخصوصة له في ذلك النادي تشرد عينيه في اللاشئ جبينه منعقد بغيظ يقبض علي يده بشدة تلك الخرقاء تعامله هو بتلك الطريقة يتذكر طريقتها معه أمس حينما اخبرته بكل غرور :
- سوري يا عثمان بس أنا عندي حاجات كتير أهم من اني اضيع وقتي مع الخيل .. باي يا عثمان
قالتها بكل غرور وثقة تنظر له بخيلاء لترحل مهرة جامحة أسرته وهربت ... قبض علي يده بعنف متوعدا لها أن يسقطها في شباك الصياد يلهو بها كما يريد ومن ثم يتركها كما فعل مع غيرها ....
اجفل من شروده علي يد النادل تضع فنجان القهوة الخاص به لينظر له بحدة مقررا إفراغ غضبه من تلك الفتاة في ذلك المسكين ليصيح فيه بحدة :
- مش تحط القهوة بأدب يا حيوان أنت

نظر النادل له بثبات يهتف باحترام :
- حضرتك أنا مش حيوان ... وأنا حطيت القهوة بأدب

قبض عثمان علي تلابيب يصيح فيه :
- انت كمان بترد عليا مش عارف أنا مين بإشارة من صباعي الصغير تبقي برة ...

في هذه الاثناء كانت تالا تقف بسيارتها امام مدخل النادي ... نادي العائلة الجميع مشترك فيه ... نظرت لابنتيها من خلال مرآه السيارة تبتسم برفق :
- هنتغدي ونغير جو من مود المذاكرة ونرجع تاني عشان وراكوا مذاكرة ... ساعتين بس تمام

حركت سارين رأسها إيجابا لتلكز اختها الشاردة في ذراعها انتبهت سارة لتجفل تهتف سريعا :
- هااا .. ايوة ماشي حاضر
نزلوا جميعا من السيارة ... متوجهين الي داخل النادي لفت أنظارهم اصوات شجار عالية ... لتهتف تالا بحنق :
- دا عثمان ابن عمكوا علي ما حدش ليه دعوة بيه دا شاب أخلاقه مش كويسة ... سارين خدي هنا يا سارين

هتفت بها في ابنتها بحدة ولكن سارين لم تستمع لها ظلت تتقدم بخطي واسعة ناحية تلك المشاجرة بين عثمان والنادل ... دون سابق إنذار قبضت علي يد عثمان التي يقبض بها علي ملابس النادل ... نظر عثمان للفاعل بحدة ليقلب عينيه بتهكم يهتف في نفسه :
- ست سارين هانم طبعا لو كلمتها ربع كلمة بابا هيقوم الدنيا فوق راسي
نظر لها بتهكم يرفع حاجبه بتحدي ساخر حينما سمعها تأمره بحده :
- سيبه يا عثمان ...أنت مالكش الحق تمسكه بالشكل دا ... هو مش شغال عندك

أفلت عثمان النادل من قبضته ينظر لسارين يبتسم باصفرار ... شكر النادل سارين ليرحل من امامها بينما اقتربت تالا منهم تنظر لابنتها شرزا ... لتوجه نظراتها لعثمان تبتسم بمجاملة :
- اهلا ازيك يا عثمان وازاي مامتك

رد عثمان لها نفس الابتسامة المجاملة مغمغا :
- بخير يا طنط بتسلم علي حضرتك

ودعته تالا بعد ما اوصته إن يوصل سلامها لوالدته ... اتجهت مع ابنتيها الي أحدي الطاولات ما ان جلسوا نظرت لسارين بغيظ تهمس لها بحدة :
- اللي انتي عملتيه دا قلة أدب عشان أنا قولتلك ما تروحيش وما سمعتيش الكلام

هتفت سارين سريعا تدافع عن موقفها :
- يا مامي انتي شوفيته كان ماسك الويتر وبيزعقله ازاي والناس كلها واقفة وما حدش بيتدخل وبعدين انتي علمتينا ما نسكتش علي الظلم ... مش كدة ولا إيه

تنهد تالا حقا تعبت منهم جميعا يكفي عمر وما باتت تلاقي منه خاصة في الآونة الأخيرة ... بينما سارة شاردة في عالم آخر ... تتذكر ما حدث بالأمس
Flash back
هي فقط كلمة واحدة كتبتها ... وسمعت صوت والدتها تهتف بحزم :
- يلا النص ساعة بتاعة الموبايل خلصت ... يلا علي المذاكرة

تركت الهاتف من يدها متجهه الي مكتبها الصغير تنظر لأحرف الكتاب شاردة حزينة ضميرها يصرخ بعنف القلق ينهش قلبها بعنف ... ما فعلته خطأ ... خطأ كبير ويجب عليها تصحيحه .... ستحذف ذلك الفتي لن تحادثه ... لن تفتح بابها لعلاقة رخيصة تحت مسمي الصداقة .... حاولت تصفية ذهنها قدر المستطاع ... لتبدأ في المذاكرة ساعة .. اثنتين ... ثلاثة ... سارين كالعادة تحججت انها تعبت وذهبت للنوم وبقيت هي بمفردها ... سمعت صوت باب المنزل ابتسمت بهدوء ... متجهه للخارج ما أن اقتربت من غرفة المعيشة سمعت أصوات الشجار تعلو من داخلها ... وقفت خلف الباب الشبه مغلق تختلس النظر الي ما يحدث في الداخل ... لتجد كالعادة مشاجرة عنيفة بين والديها .... والدتها تصرخ ووالدها يصيح وهي تقف تقرابهم تدمع عينيها علي ما تري ... تشعر بقلبها ينزف قهرا ... لم تشعر يوما أنها تحيي كفتاة عادية في حتي لو بسيطة ولكن سعيدة ... رآها عمر من مكانه ليشيح بوجهها وغصة قوية تعتصر قلبه ... فرت الي غرفتها ... تغلق بابها عليها بالمفتاح ... بينما اتجهت تالا الي أحدي غرف الضيوف تغلق الباب عليها ... ارتمت علي فراشها تبكي قهرا تتمني لو تهرب من تلك الحياة الي الأبد وجدت نفسها دون سابق إنذار ... تلتقط هاتفها تبعث رسالة لذلك الشخص ( ممكن تسمعني ... أنا محتاجة اتكلم )
لحظات ووجدت رسالة برقم هاتفه
ومن بعدها رسالة محتواها ( دا رقم تليفوني أنا تحت أمرك في اي وقت )

ضغطت علي الرقم بأصابع مرتجفة ... تسمع رنات الطرف الآخر تتمني الا يجيب لحظات وسمعت صوت دافئ هادي مريح يهمس برفق :
- أنا سامعك يا سارة ... اتكلمي

دون سابق إنذار انفجرت في البكاء تهمس له بكل شئ دون توقف

فاقت من شرودها علي يد سارين تلكزها في ذراعها مرة اخري .. انتبهت لها لتهتف سارين بضيق :
- مالك يا سارة مش مركزة ليه النهاردة بقولك هتاكلي ايه ...

رسمت ابتسامة شاحبة علي شفتيها تهمس بصوت خفيض :
- هاتيلي زيك يا سارين وخلاص

حركت سارين رأسها ايجابا تملي للنادل ما يريدون ليجذب انتباههم اصوات ضحكات عالية لعثمان مع أحدي الفتيات ... قبضت سارين علي كفها بغيظ تشد علي اسنانها بقوة تتمني لو تذهب وتقتلع شعر تلك الفتاة من مكانها ... او أسهل تخلع قلبها هي من مكانه ... فنبض فؤادها الاحمق يعشق ذلك المتعجرف المغرور ... وهو طبعا لا يبالي .. كيف سينظر لطفلة وحوله كم من الفاتنات
نظرت سارة لأختها بحزن فهي الوحيدة التي تعلم بعشقها لعثمان وحقا تتعجب كيف أحبت ذلك الفتي ... العيلة بأكملها لا تطيقه بسبب غروره وعجرفته ..وأختها غارقة حتي اذنيها في عشقه
_____________________
طوال الطريق وهي تلتزم الصمت .. والدها وزيدان يتحدثون عن أحوال العمل وهي صامتة تماما تعبث في هاتفها ..سألها زيدان أكثر من مرة :
- مش عطشانة اجبلك ماية او عصير علي ما نوصل
لم تكن حتي ترفع وجهها عن شاشة هاتفها فقط تحرك رأسها نفيا دون مبلاة به ... وقفت السيارة أمام أحد المطاعم ... لينزل خالد وزيدان معا ...فتح لها الأخير الباب يمد يده يود مساعدتها لم ترد أن تعاند بعدما جري لها
وضعت كف يدها برفق داخل كف يده ليشعر هو في تلك اللحظة بكهرباء تصعق جسده ... دقات قلبه تتصارع بعنف ... انزلها بحرص شديد ... ليتجه خالد ناحيتها يمسك بيدها مشت في المنتصف بين والدها وزيدان كانت تظن أنها ذات قامة طويلة ولكن حينما أصبحت بينهما شعرت بأنها قزمة بين جبلين ... التصقت في والدها حتي تبتعد عن زيدان قدر الامكان
دخلوا الي المطعم ليشد لها خالد احد المقاعد جلس جوارها ليجلس زيدان مقابلا لها جاء النادل يأخذ طلباتهم ... املاه خالد وزيدان ما يريدان ... جاء دور لينا لتهتف هي وزيدان معا :
- باستا بالوايت صوص واستيك
قطبت حاجبيها تنظر له بتعجب كيف عرف ... بينما ابتسم هو بتوتر يحك رقبته بارتباك ... وكانت ابتسامة الثقة من نصيب خالد يردد في نفسه :
- هذا الشبل خليفة هذا الأسد

ذهب النادل يحضر لهم الطلبات ليدق هاتف خالد في تلك اللحظة ... قام يرد علي هاتفه بعيدا عن الزحام واصوات المطعم المزعجة ... اتجه لخارج المطعم ... لتتسع عيني لينا بفزع .. تنظر حولها ... أناس الكثير منهم ... علي الرغم من كونه مطعم راقي ولكنه مزدحم للغاية ... تشعر بالجميع ينظر لها برودة قارصة غزت أطرافها تتذكر تلك الأحاديث التي طالما رافقتها قدميا
( ابعدوا عنها ... ماما قالتلي ما نلعبش معاكي تاني ... بقولك ايه ما تقربيش من بنتي ولا تلعبي معاها تاني ... انتي عايزة تمويها زي ما كانوا عايزين يموتوكي ..)
بدأ جسدها يرتجف بعنف وضعت يدها علي اذنيها تنتفض بعنف كطائر جريح علي وشك التقاط أنفاسه الأخيرة .. انتقض زيدان سريعا يعرف تلك الحالة ... ليقترب منها بحذر يهتف بهدوء :
- لينا اهدي ... اهدي يا حبيبتي ... ما حدش هيأذيكي ... ما حدش يقدر يجي جنبك ... اهدددي

حركت رأسها نفيا بعنف تحرك رأسها بسرعة في جميع الاتجاهات ... قامت من مكانها تركض في اتجاه باب المطعم وزيدان خلفها ... اصطدمت بأحدهم دون قصد ليهتف الرجل سريعا :
- أنا آسف ما كنش قصدي
ولكن ما حدث أنها بدأت تصرخ بعنف ... اتسعت عيني الراجل ينظر لها بذهول :
- والله العظيم ما جيت جنبها

دخل خالد علي صوت صرخات ابنته ... لتسرع بالارتماء في صدره تبكي بعنف تتشبث في سترته بقوة :
- أنا عايزة اروح بيتنا ... ما تخليهمش يقولوا كدة ... أنا ماموتش حد

رفعها بين ذراعيه متجها بها ناحية سيارة زيدان
ليخرج شريط أقراص مهدئ من جيب سترته أخرج قرص منه يعطيه لها سريعا زيدان زجاجة مياة صغيرة بلعت القرص بيد مرتعشة ... بدأت تهدئ شيئا فشئ ودون سابق إنذار سقطت رأسها علي صدر والدها نائمة رغما عنها بفعل ذلك الدواء

تنهد خالد بحزن علي حالها .. ليريح جسدها علي الاريكة ... ومن ثم قام متجها لمقدمة السيارة يجلس جوار زيدان .. يمسح وجهه بكفيه بعنف نظر لزيدان يتنهد بتعب :
- ما فيش فايدة مرت سنين وهي ما بتنساش ... اطلع علي المستشفئ نجيب لينا .. نروحهم ونطلع علي قاسم

حرك رأسه ايجابا ود لو يقول اي شئ ليخفف به عنه ولكنه حقا لا يعرف ماذا يقول .. طغي الصمت عليهم الي ان وصلوا الي وجهتهم .. مد خالد يده لمقبض الباب يفتحه :
- خلي بالك من لينا علي ما اجي مش هتأخر

دون ان يلتفت له حتي نزل خالد من السيارة متجها الي المستشفى ليلتف زيدان بجزعه العلوي يحملق في حسنائه النائمة يهمس بكلمات تقطر عشقا :
- يا أما نفسي تنسي اللي حصل ... تعرفي أنك احلي حاجة في الدنيا دي كلها ... بس لما ببص في وشك بحس اني أسعد راجل في الدنيا ... الناس جم عليا كتير اوي يا لينا اتعذبت في حياتي كتير ... هحكيلك كل حاجة ... انا عايز احكيلك ... عايز ارمي نفسي فئ حضنك وتطبطي عليا ... أنا مش وحش يا لوليا والله هما السبب ... هما الي خلوني كدة ...اديني فرصة تعرفي فيها انا بحبك قد ايه .. عارفة أنا هموت وتيجي اللحظة الي هتكوني فيها مراتي واعرفك اخدك في حضني ... يااااه دا انا هبقي ولأول مرة في حياتي فرحان بجد

قطع كلامه حينما وجد خالد يخرج بصحبه لينا من المستشفي فتح خالد لها الباب الخلفي لتجلس جوار ابنتها بينما عاد هو الي مكانه
اتسعت عيني لينا بقلق تربط علي وجه ابنتها برفق :
- مالها لينا لوليتا....لوليتا حبيبتي ردي عليا
هتف زيدان سريعا ليطمئنها :
- ما تقلقيش يا ماما دي نايمة من المهدئ
وضعت يدها علي فمها تشهق بذعر علي حال ابنتها تتمتم بفزع :
- مهدئ ليه ... ايه الي حصل

تنهد خالد بسأم هاتفا :
- روحنا مطعم حاولت اسمع كلام قاسم واسيبها لوحدها ولو دقايق وكنت سايب معاها زيدان ... الموضوع خرج عن السيطرة وبدأت تصرخ وكان هجيهالها انهيار عصبي

تجمعت الدموع في عينيها لتمد يدها تسمد علي رأس ابنتها برفق انسابت دموعها تمتم بحرقة :
- منهم لله اللي كانوا السبب !!

اتجهت السيارة الي منزل خالد لينا تحتضن ابنتها النائمة طوال الطريق وخالد ينظر لهم من خلال مرآه السيارة الامامية يشعر بقلبه يصرخ من الألم عليهم ... ونيران الانتقام تشتعل بين ثناياه ... اوقف زيدان السيارة ليهتف كاسرا حاجز الصمت :
- وصلنا

حمل خالد ابنته متجها بها الي المنزل ووضعها في فراشها .... وترك لينا بجانبها ثم عاد الي زيدان متجهين الي عيادة الطبيب النفسي

لاحظ خالد أن زيدان ينظر له خلسة كأنه يود قول شئيا ما ... ليتنهد هاتفا بضيق :
- اخلص عايز تقول ايه

بلع لعابه يهتف بقلق :
- إنت ناوي تعمل حفلة عيد ميلاد لينا بكرة

حرك خالد رأسه إيجابا ... ليهتف زيدان سريعا معبرا عن قلقه :
- ما بلاش أنت عارف أنها تعبانة دلوقتي ... وبعدين افرض عرفت تدخل تاني ... دي كانت هتموتها آخر منها

نظر له خالد بتهكم يهتف ساخرا :
- روحت أنت بدل ما تموتها هي ضربت علي لينا رصاص !!
__________________
يتبع عذرا للتأخير ولقصر الفصل ... ما تنسوش الدعم الفصول الجاية دسمة وطوويلة خلاص احنا بدأنا ندخل في الجد ... تنسوش الدعم بلايك وكومنت ولو مش هتعبكوا تعملوا فوت هنا علي اللينك دا يمكن ابقي من ضمن اللي ليهم فرصة انهم ينشروا ورقي....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 12:27 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
الفصل الخامس
¤¤¤¤¤¤
وقفت السيارة امام عيادة الطبيب النفسي ترجل كلا منهما متجهين الي داخل العيادة ... استقبلهم قاسم مرحبا بهم ... جلس خالد علي احد المقاعد بجواره زيدان ... نظر لقاسم بحدة يهتف بغيظ من بين أسنانه :
- تعرف لولا إني مش عايز أقل منك كنت قمت مسحت بيك بلاط العيادة البت كان هتتسرع من الخوف

جلس قاسم بارتخاء علي مقعده الخاص يسند ظهره الي ظهر الكرسي يتمتم ساخرا :
- وهتفضل كدة... طول ما أنت مش عايز تسمع كلامي ... لينا لازم تبعد عنك .. لازم تخرج برة دايرة حمايتك ... افهم بقي يا أخي ... أنت مش هتعيش ليها عمرها كله

تنفس بعمق يكور قبضته يشد عليها ... أصعب قرار يمكن أن يتخذه هو إبعاد طفلته الصغيرة عنه .. ليجد يد زيدان تمسك بكف يده يبتسم بهدوء :
- يا خالي أنا عارف أنه صعب .. بس صدقني هي هتبقي معايا في امان ... احميها بعمري ..هحاول معاها خطوة بخطوة ... مش هبعدها عنك ابدا

كان يرسم الكثير والكثير من الأحلام الوردية فتتها جملة نطقها قاسم بحدة :
- إنت ما تنفعش يا زيدان ... ما تنساش أنك اصلا جزء من عقدتها

التفت زيدان ناحية قاسم يطالعه بنظرات نارية مشتعلة علي وشك إخراج النيران من عينيه ... هب واقفا صدم بقبضتيه سطح مكتب قاسم بقوة يصيح بعنف :
- دا ليه بقي أن شاء الله شايفني اكتع قدامك ... انا مش جزء من عقدتها أنا ما عملتش حاجة والله العظيم ما عملتلها حاجة

هب قاسم واقفا امامه يصيح فيه هو الآخر :
- ما فيش طفلة صغيرة هتكدب ... أنت حاولت تعتدي علي لينا يا زيدان ... كنت في وعيك بقي ما كنتش في وعيك ... بس أنت حاولت تغتصب طفلة صغيرة

ما حصلش يا قاسم .. هتف بها خالد بحدة نظر لزيدان يزجره بنظراته ليعود الأخير الي كرسيه يجلس صامتا ... عاد قاسم الي كرسيه يتنفس بعنف علي الرغم من كونه طبيب نفسي خبير في ضبط انفعالاته ولكن حالة تلك الفتاة تثير شفقته ... هناك حلقة مفقودة .. هو متأكد أن لينا لا تكذب فقط اخبرته بالحقيقة تحت تأثير تنويم مغناطيسي خاص ... وخالد ينفي دائما كلام ابنته بثقة وتأكيد كبير بأن زيدان لم يفعل لها شيئا ... اخرجه من تفكيره صوت خالد يسأله بتعجب :
- إنت عارف أنا إيه اللي محيرني فعلا ... لينا بتخاف من كل الامكان العامة ما عدا الجامعة ... بالعكس بتحب تروح كأنها رايحة تتفسح

بلع قاسم لعابه ببطئ يحاول إن يبدو جديا في كلامه :
- عادي يا خالد ممكن يكون تعود مش اكتر ..
خلينا في المهم هتفضل تعاند لحد امتي

وقف خالد يعقد زر حلته مغمغا بهدوء :
- زيدان الوحيد اللي اقدر آمن علي بنتي معاه .. .. عيد ميلاد لينا بكرة مستنيك .. يلا يا زيدان

خرج خالد بهدوء خلفه زيدان الذي ظل يطالع قاسم بنظرات نارية حادة الي أن خرج من الغرفة ... ليتنهد قاسم بأسم يتمتم مع نفسه :
- مش تعود يا خالد .. في حد خد مكانك هناك ... اتمني ما يكونش اللي بفكر فيه حقيقي ... خالد مش هيتفاهم ابدا لو عرف حاجة زي دي
_________________
جلسا في السيارة أمام عيادة الطبيب أسند خالد مرفقيه علي فخذيه يخفي وجهه بين كفيه يفكر حائر قلق ... هو يثق في زيدان ثقة عمياء .. ولكنها ابنته الوحيدة لن يقدر قلبه علي رؤيتها حزينة بذلك الشكل .... رفع وجهه ينظر لزيدان حينما همس الأخير بهدوء :
- أنا بحبها والله بحبها وعمري في يوم ما افكر آذيها ... أنا عارف أنك قلقان عليها ويا بختها حقيقي يعني ... كان نفسي يكون عايش أشبع من حنانه يخاف عليا صحيح مش هيبين أنه خايف ... بس أنا ابقي عارف أنه خايف

ادمعت عينيه ابتسم ابتسامة واسعة بها مزيج ما بين الحزن والالم مكملا :
- أنا عارف إن كلكوا فخورين بوالدي مات شهيد بيحمي بلده .. بس ذنب إبن الشهيد إيه يعيش طول عمره محروم من حماية ضهر وقع وهو بيحمي غيره

أمسك خالد ذراعيه بقبضتيه يهتف فيه بحدة :
- لو مستني اني هحضنك واطبطب عليك تبقي بتحلم ... امسح ياض دموعك دي علي الله تنزل ...
ترك ذراعيه يحاوط وجهه بكفيه يغمغم برفق :
- صحيح أنا عمري ما قولتهالك ... بس أنا دايما بعتبرك ابني .... سندي في الدنيا ... أنت في كل حتة معايا يا اهبل من وأنت صغير ... مستني اتعكز عليك لما أكبر ... لما أكبر بقي أنا لسه في عز شبابي .... وبعدين زيدان اللي مربي لزمايله في الإدارة كلهم الرعب بيعيط ..
والله عيب علينا .. مش عارف أنا ليه حاسس أننا عاملين زي عبد الغفور وعبد الوهاب في اللحظة دي ... انشف كدة لاصقف علي وشك بإيديا

ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا ...عاد زيدان يقود السيارة ليقف بعد كدة أمام مول كبير ... نظر خالد للمول بتعجب ليعاود النظر لزيدان يسأله :
- وقف هنا ليه

التفت زيدان له يهتف سريعا بتلهف :
- فاكر من أسبوع لما كنت مع لينا هنا في المول وأنا كلمتك... عشان كان في اجتماع مهم في الإدارة

حرك خالد رأسه إيجابا يعقد جبينه متعجبا ليكمل زيدان سريعا :
- وأنا بكلمك كنت سامع صوت لينا جنبك وهي بتقولك انها عايزة الدبدوب دا .. وأنت قولتها بعدين عشان لازم نمشي دلوقتي ... فاكر شكل الدبدوب دا

حرك رأسه إيجابا ينظر له بذهول ليفتح زيدان باب السيارة يهتف بامتعاض :
- أنا مش فاهم ازاي قدرت تبقي نفسها في حاجة وما تجيبهاش .. يلا يلا نروح نجيب البتاع دا ... ولا نشوف نوصي علي غيره ..

ضرب خالد كف فوق آخر ينظر للفراغ بذهول يتمتم بتعجب :
- يا ابن المجنونة ... الواد اتهبل
اشتريا ذلك الدب الكبير ضخم الحجم ابتسم زيدان باتساع يتخيل سعادتها به لتندثر ابتسامته في لحظات هي لن تسعد به لن تقبله من الأساس تنهد يمني نفسه أنها ربما تلك المرة ستقبله ....جلس جوار خالد في السيارة يتفقان علي ما سيحدث غدا حتي لا يخرج الأمر عن السيطرة
اوصل زيدان خالد الي منزله وقفا امام البوابة الداخلية ليتلفت خالد الي زيدان قائلا :
- ادخل اتعشي معانا
ابتسم الأخير يحرك رأسه نفيا يعتذر بأدب : معلش يا خالي ... بلاش تشوفني تاني النهاردة... وعلي فكرة ما كنش ليه زوم أنك تجبرها تعتذر أنا مقدر حالتها كويس ... خد معاك بس الدبدوب دا أدهولها
ربط خالد علي كتفه بحزم كأنه يشجعه التفت ليفتح باب السيارة قائلا قبل أن يغادر:
ابقي ادهولها أنت بكرة في عيد ميلادها ... سلام يا عريس

تفرقا أحدهم دخل الي منزله والآخر اخذ طريقه الي منفاه ... دخل خالد المنزل ليجد لينا تجلس علي أحد المقاعد تشاهد التلفاز .. ابتسمت باتساع ما أن رأته لتهرول إليه ارتمت بين ذراعيه تمتم بمرح :
- الشوكولاتة النهاردة من نصيبي أنا اللي استنيتك
لف ذراعيه حول خصرها يرفعها قليلا لأعلي ليصبح وجهها مقابلا لوجهه بسطت كف يدها علي وجنته تبتسم بعشق :
- ما تقلتش عليك

ابتسم باتساع يحرك رأسه نفيا ببطئ يتمتم بهمس عاشق :
- إنت ِ عمرك ما تتقلي عليا ... عشان قلبي اللي بيشيلك مش إيديا

لفت ذراعيها حول عنقه تعانقه بقوة ليبادلها العناق الكل بالجزء اكتمل ضلع راقد جوار قلبه يتردد فيه صدي نبضه ... ليسمعها تهمس بشغف :
- أنا مش عارفة هعشقك ايه تاني اكتر من عشقي ليك ... أنا مش بحبك بعشقك بموت فيك ... نفسي لما اموت ... اكون في حضنك

زفر بغيظ يشد علي اسنانه بقوة لينزلها ارضا امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف كالمجرمين يهتف فيها غاضبا :
- هو أنا مش قولتلك ميت ألف مرة يا اوزعة انتي ... ما تجبيش سيرة الموت قدامي ولا تجبيها اصلا علي لسانك ... قدامي يلا علي فوق

ابتسمت ببلاهة تحرك رأسها إيجابا سريعا لتفر من امامه متجهه الي أعلي ... ليعدل من تلابيب ملابسه ينظر للفراغ بغرور يتمتم بصوت خفيض مغتر :
- الحمشنة حلوة ما فيش كلام

اتجه خلف زوجته الي غرفتهم ... مغلقا الباب خلفه ... لتطل لينا برأسها من باب غرفتها تنهدت براحة تهمس لنفسها بحماس :
- بابا دخل اوضته اكيد هينام ... الحق اكلم معاذ

دخلت الي غرفتها سريعا اغلقت الباب دون ان توصده بالمفتاح ... لتتجه الي دولاب ملابسها أخرجت الهاتف الاسود الصغير من أسفل طيات ملابسها تطلب الرقم الوحيد المدون عندها .. لحظات وسمعت صوته المميز لتنغمس معه في موجه من العشق الخائف
______________
في غرفة خالد ولينا

خلع سترة خلته ينظر للينا سريعا بقلق :
- هي لينا لسه نايمة من ساعتها

ابتسمت تطمأنه لتحرك رأسها نفيا تهتف بهدوء :
- لا يا حبيبي صحيت وكلت وقعدت معايا شوية ولسه نايمة من شوية

تنهد براحة ليتجه ناحية زوجته أمسك كفيها يضغط عليهما برفق بين راحتيه زفر نيران قلق تؤرق أنفاسه ليقول برفق :
- لينا أنتي عارفة أن أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي ولوليتا مش كدة

قطبت حاجبيها تنظر له متعجبة بالطبع تعلم ذلك ولكن لما يسألها ذلك السؤال الآن شعرت بالقلق بتسرب إليها لتبلع لعابها بتوتر تحرك رأسها إيجابا ... ابتسم يهتف فجاءة :
- لوليتا جالها عريس وأنا موافق عليه

اتسعت عينيها بفرح لتنزع يديها من كفيه تصفق تهتف بتلعثم من شدة سعادتها :
- لوليتا جالها عريس بجد ... لوليتا موافقة عليه طيب ... اسمه إيه وبيتشغل ايه .. وأهم حاجة لوليتا لازم تخلص كليتها الأول

توقفت نوبة سعادتها حينما نطق خالد اسم العريس المنتظر :
- العريس يبقي زيدان يا لينا

توقفت عن الحركة تنظر له ترمش بعينيها سريعا تحاول إستيعاب ما قال :
- زيدان مين .... أخوها !!

كتف خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا :
- وهو زيدان أخوها ؟!

اتسعت عينيها بصدمة خالد لا يمزح كانت تظنه فقط يمزح ... لتقترب منه تهتف بذهول :
- ايوة يا خالد بس دول متربيين مع بعض ... أنا دايما كنت بقولهم انتوا أخوات

ابتسم بهدوء يربط علي وجنتها برفق قائلا :
- طب ما أنا وأنتي متربيين مع بعض ... ومع ذلك مش أخوات ... زيدان عمره ما أعتبر لينا أخته عشان كدة كان لازم أبعده عن البيت .. أنا بثق في زيدان لأبعد حد بس بردوا ما كنش ينفع أسيب النار جنب البنزين

تحركت للخلف تحرك رأسها نفيا بعنف رفعت يديها تحركهم في الهواء تنفي ما يقول لتهتف بحدة :
- لالالا اللي إنت بتقوله دا مستحيل ... ولو انا وافقتك عليه لينا مش هتوافق ... أنت عارف هي بتكره زيدان قد إيه ... أنا مش هوافق علي تعاسة بنتي لاء

تنهد خالد بضيق مقررا استخدام كارته الاخيرة ليهتف بهدوء :
- علي فكرة دا مش كلامي دا كلام قاسم ... هو شايف إن لينا لازم تخرج من دايرتي وكونها ما بتطقش زيدان دا هيخليها تحاول تعتمد علي نفسها ما تعتمدش عليه ... لو مش مصدقاني وما بتثقيش بكلامي إسألي قاسم

ليكمل مع نفسه :
- حلو الكلام دا والله أنفع دكتور نفسي

شبكت كفيها في شعرها تشد عليه تنظر للفراغ بذهول تحرك رأسها نفيا فقط اقترب منها يمسك بذراعيها برفق يحاول طمئنتها :
- لينا اهدي يا حبيبتي سيبيها عليا أنا عارف أنا بعمل إيه ... وبعدين الموضوع مش اكتر من خطوبة ... لو لقينا موضوع العلاج ماشي معاها وقدرت تتقبل زيدان وأنا واثق أن زيدان قد المهمة دي نكمل فيها .. ما اتقبلتوش أنا مش هجوز بنتي غصب عنها

نظرت له بقلق دقات قلبها تقرع بعنف ليقابها بابتسامة هادئة مطمئنة حركت رأسها إيجابا دون إقتناع بما يحدث ليميل يقبل جبينها .. ربط علي وجنتها برفق يبتسم بمكر :
- أنا هروح اشوف البت لوليتا .. أجي الاقي العشا الجاهز ...
غمز لها بطرف عينيه يبتسم بخبث :
- واوعي تنامي

ضحكت بيأس تحرك رأسها إيجابا تقسم أنها ستجن من ذلك الرجل

خرج خالد من غرفته متجها الي غرفة ابنته لتتسع عيني لينا بفزع صوت خطوات والدها تقترب من غرفتها هبت سريعا تغلق الخط دست الهاتف تحت ثيابها لتدث نفسها تحت الفراش بعشوائية تمثل ببراعة ورثتها منه انها تغط في نوم عميق

دق خالد باب غرفة ابنته بهدوء عدة مرات لا مجيب ... حرك مقبض الباب ليدخل طفلته تغط في نوم عميق .... ابتسم برفق ليقترب من فراشها دني يقبل جبينها يتمتم بصوت خفيض :
- تصبحي على خير يا لوليتا
وقف يعدل من وضعية مفرش الفراش عليها يدثرها جيدا ... استدار ليغادر ليتوقف عن الحركة قطب جبينه يلتفت ناحية دولاب ابنته .... صوت رنين هاتف قادم من دولابها ...
اتجه ناحية دولاب غرفتها لتتفجر دقات قلبها خوفا نسيت أن تغلق هاتفها بعد محادثتها مع معاذ ويبدو انه يتصل الآن ووالدها يقترب من الدولاب ... لم يكد يقترب خطوتين حتي صدح صوت لينا تنادي علي خالد بصوت عالي :
- خااااالد يا خااااالد ... تعالا بسرعة حمزة علي التليفون

ابتسم بشوق ... ليترك غرفة ابنته متجها الي أسفل بخطي سريعة متلهفة ... لتفتح لينا عينيها سريعا تتنهد براحة كاد أن يفضح أمرها في ثانية هبت من مكانها تحمل المنبة الخاص بها تحرك ****به علي ساعة معينة لتتجه الي الدولاب فتحته سريعا تخرج الهاتف لتضع المنبة مكانه ... أغلقت الدولاب جيدا ... لتنزع بطارية الشحن الخاصة بالهاتف تضعه في رف ملابسها الشتوية ... لتعود سريعا الي الفراش
تكمل تمثيلتها النائمة تحمد الله في نفسها أن الأمر مر دون أن تُكشف

في الأسفل ... امسك خالد سماعة الهاتف الارضي يهتف في المتصل ضاحكا :
- ما اتصلتش علي الموبايل ليه يا عم القديم
صمت للحظات يستمع لأخيه ليهتف ضاحكا بمرح :
- علي أساس أنك شغال في الخليج يعني ... ما تنساش تجيبلنا مروحة معاك وأنت جاي والتليفزيون الملون

ابتسم يستمع الي ضحكات الطرف الآخر ... ليهتف سريعا بحزم :
- ولااا اوعي تكوت متصل عشان تعتزر أنك مش هتيجي بكرة دا أنا اعلقك .... مش بتاعتي يا حبيبي تتشقلب ... تحجز طيارة خاصة المهم بكرة تكون قدامي .. انت بتيجي من السنة للسنة يا حمزة ما تستهبلش ... أنا قولت اللي عندي يا ابن أمي وأبويا .. تجيب مايا وادهم وتجيوا
________________
علي صعيد آخر وصل زيدان الي منزله ... الفارغ المهجور ... دخل الي المنزل فصعد الي غرفته سريعا ملقيا بثقله علي الفراش ابتسم بحماس يلتقط هاتفه يطلب ذلك الرقم لحظات وسمع صوت ناعس يهمس بخمول :
- أيوة يا زيدان
ضحك ساخرا يسأله بتهكم :
- أنت نايم من دلوقتي
تثآب حسام بخمول يهمس ناعسا :
- يا ابني انا بصحي الساعة 7 الصبح ورديتي في المستشفي الحكومي .. وبعدين اطلع علي ورديتي في المستشفي الخاصة بتسحل كل يوم ... الله يسهله الي وراث من أبوه فلوس اد كدة وخاله كان مشغلهمله يعني علي قلبه ملايين قد كدة
اعتدل زيدان يستند علي مرفق يده اليمني يهتف بغيظ :
- قل أعوذ برب الفلق ... الله أكبر اهو قرك دا اللي جايبني الأرض

ضحك حسام بقوة يهتف من بين ضحكاته :
- عيب يا زيزو أنا مش بقر أنا بحسد بس ... اخلص عايزني في ايه عايز أرجع نام

هتجوز ... نطقها زيدان بوله ليتنهد بحرارة

ليعتدل حسام جالسا عقد جبينه يسأله باهتمام :
- هتتجوز ... هتتجوز مين
رد زيدان ضاحكا بسخرية :
- هيكون مين يعني يا حمار انت

هتف حسام سريعا بدهشة :
- البومة قصدي لينا .... طب وهي وافقت بسهولة كدة

ارتمي زيدان بجسده علي الفراش يضغط علي عينيه بإصبعيه السبابة والابهام يتمتم بسأم :
- لاء طبعا ... هقولك

بدأ يقص له ما حدث عند مقابلتهم للطبيب ... ليقابل الصمت من جهه صديقه من أن انتهي لم يعلق ولو بكلمة واحدة ليسأله بتعجب :
- أنا افتكرتك هتفرحلي

رد حسام بهدوء .. إجابة صادمة :
- لا يا زيدان مش هفرحلك ... عشان أنت بالوضع دا عمرك ما هتفرح ... يا بتحبك يا تسيبها ... أنت كدة هتعذب نفسك وهتعذبها فكر بعقلك يا صاحبي

انتفض زيدان جالسا يقبض علي الهاتف بعنف يصيح بحدة :
- إنت اللي بتقول كدة ... أنت عارف كويس أن عقلي وقلبي وروحي بيعشقوها ... ما كنتش متوقع أن دي تكون إجابتك يا حسام ... علي العموم أنا كنت متصل عشان اعزمك علي الخطوبة عايز تيجي أنت حر مش عايز أنت بردوا حر
ودون أن يعطيه فرصة للرد اغلق الخط في وجهه ... ليتنهد حسام بيأس ينظر لاسم صديقه علي شاشة هاتفه بألم ... ابتسم حينما وجد هاتفه يضئ برقمه من جديد ... فتح الخط ليجده يهتف بغيظ :
- إنت يا دكتور علي ما تفرج أنت ... أنا هعدي عليك الساعة سبعة ... وهتيجي غصب عنك ومن غير سلام
ومن ثم اغلق الخط ليضحك حسام يأسا من أفعال صديقه
____________________
في فيلا خالد انهي محادثته مع اخيه ليجد لينا تربط علي كتفه تبتسم بنعومة :
- العشا جاهز
حرك رأسه إيجابا ليوجه نظره للدور العلوي ... تحرط متجها الي اعلي يهتف للينا :
- هعمل حاجة دقيقة وجاي

اتجه الي غرفة ابنته سريعا ... فتح بابها بهدوء متجها الي دولاب الملابس الذي صدر منه الصوت فتحه بهدوء حتي لا يزعجها يبحث عن مصدر ذلك الصوت ليتلقط المنبه الصغير نظر لابنتع يبتسم بيأس يتمتم بصوت خفيض :
حاطة المنبة في الدولاب ... طبعا عشان ما يصحهاش بنت ابوكي صحيح

حرك رأسه نفيا ينهر نفسه بعنف يتمتم لنفسه بغيظ :
- شوفت ... المنبة بطل افكارك المهببة دي ... دي لوليتا بنتك ... ما فيش برائتها ... مش عايز هبل ... لينا عمرها ما تعمل حاجة غلط
______________
في صباح اليوم التالي
استيقظت لينا بنشاط سعادة فرح ستذهب الي الجامعة ستراه اخيرا بعد شوق يومين ... بدلت ملابسها بلهفة لتنزل تركض علي سلم البيت الضخم ابتسمت باتساع تقترب من طاولة الطعام لتجد والديها يتناولان إفطارهما .. اتجهت ناحية والدها تقبله علي وجنته وبالمثل مع والدتها ... لتتسمر مكانها مع جملة والدها :
- لو مش عايزة تروحي النهاردة بلاش عشان لسه حفلة بليل

التفت له تحرك يديها نفسا سريعا تبتسم بتوتر :
- لالالا .... أنا كويسة جدا

رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لها بتشكك:
- ايه اللهفة دي كلها دا انتي كنتي من سنتين بتروحي بالعياط
أصفر وجهها بلعت لعابها تحاول أن تبتسم حتي لا يشك في امرها لتهتف سريعا :
- هااا ... اصل سهيلة وحشتني وعايزة اشوفها واعزمها علي عيد ميلادي

حرك رأسه ايجابا يرتشف القليل من فنجان الشاي الخاص به:
- ماشي يا حبيبتي بس ما تتاخريش
حركت رأسها إيجابا تركض للخارج متجهه الي أحدي سيارات والدها المخصصة لها ليفتح لها الحارس الباب انطلقت السيارة وخلفها سيارة حراسة خاصة

لوليتا: حاضر يا بابي
ثم خرجت سريعا لتركب احدي سيارات والدها وينطلق خلفها سيارة الحرس الخاص بها

«في الجامعة
وصلت لينا بسيارة والدها الفخمة اسرع الحارس يفتح لها الباب نزلت بهدوء تنظر حولها تبحث عن صديقتها لتجدها تلوح لها من بعيد لتبتسم باتساع تقدمت ناحيتها تعانقها تهتف بابتسامة واسعة: سوسو وحشتيني اوي

لكزتها سهيلة في كتفها برفق تبتسم بخبث : أنا بردوا الي وحشتك اوي ...يا ست جوليت

قرصتها لينا بغيظ لتأن سهية بألم : آه يا مفترية
....صحيح عملتي ايه مع المز امبارح

اختفت ابتسامتها ....اندثر بريق عينيها لتهمس بحزن : هحكيلك في المدرج ، لسه شوية علي بداية المحاضرة

ذهبت الفتاتان الي قاعة المحاضرات جلستا متجاورتين لتهتف سهية بفضول :
- ها يا ستي احكي بسرعة وبالتفصيل المملل

تنهدت بألم لتحكي لصديقتها ما حدث
رغما عنها انسابت دموعها من عينيها حينما تذكرت وحشيته في التعامل التي رأتها وهو يضرب زميله ... تحكي وتحكي تخبرها بمدي كرهها له ...لتشعر فجاءة بيد تربط علي كتفها برفق نظرت خلفها بذعر تحول لابتسامة حالمة حينما رأته همست بخجل:
- معاذ !!!
ابتسم في وجهها بحنان مد يده يمسح دموعها برفق :
- ما فيش حاجة في الدنيا تستاهل ان دموعك الحلوة دي تنزل عليها ...وإن كان علي اللي اسمه زيدان دا انا هخاصك منه

عقدت جبينها باستفهام تنظر له بقلق تهمس بنبرة خائفة مرتجفة :
- بلاش يا معاذ انت ما تعرفوش دا مش بني آدم ... أنت ما شوفتش عمل إيه في زميله امبارخ ....طب ...طب انت هتعمل ايه

همس بحنان فقط كلمة واحدة اذابت قلبها: هتجوزك طبعا!!! ... النهاردة في حفلة عيد ميلادك .. هطلب إيدك من باباكي قدام الكل ... هحط حد للي اسمه زيدان دا

وضعت يدها علي فمها تبتسم بفرح قلبها علي وشك أن يفر راكضا من مكانه

_________________
وقف زيدان في محل لبيع المجوهرات ... حرص أن يبتاع أفخم اطقم الحلي هادئ مميز يليق بها هي فقط ... رفع خاتم الخطبة بين أصابعه ينظر له يبتسم باتساع يتمتم بفرح :
- النهاردة ... هطلب إيدك قدام الكل .. هتبقي ملكي وملكيتي ... ما فيش حاجة اي كانت هتقدر تبعدك عني

أغارُ عليها من نسماتٍ تداعبها...أعشقُ حروفها حين تنطقُ أسمى...هى ملكتى وملكيتى...هى غنيمة حربى...وانتصار عشقى...اعشقها؛وكيف لا وهى للقلب نبضٌ...اتنفسها؛وكيف لا وهى لجسدى هواءٌ...
اعشق من تكرهنى...اذوب حبا واشتعالا من نظرة عيناها...اود احتضانها حتى تندمج مع اضلعى ونصبح روحين بجسد واحد????
_________________
اعتذاري الشديد لقصر الفصل ... حكاية المسابقة موتراني جداا مشتتة افكاري أنا عندي انسحب أهون من القلق دا والله ربنا يستر هو عامة النتيجة هتطلع بكرة بليل هحاول اعوضكوا في فصل الخميس او احتمال انزل فصل الجمعة ... ما تنسوش الدعم بلايك و كومنت برأيكوا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 12:55 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
الفصل الخامس
¤¤¤¤¤¤
وقفت السيارة امام عيادة الطبيب النفسي ترجل كلا منهما متجهين الي داخل العيادة ... استقبلهم قاسم مرحبا بهم ... جلس خالد علي احد المقاعد بجواره زيدان ... نظر لقاسم بحدة يهتف بغيظ من بين أسنانه :
- تعرف لولا إني مش عايز أقل منك كنت قمت مسحت بيك بلاط العيادة البت كان هتتسرع من الخوف

جلس قاسم بارتخاء علي مقعده الخاص يسند ظهره الي ظهر الكرسي يتمتم ساخرا :
- وهتفضل كدة... طول ما أنت مش عايز تسمع كلامي ... لينا لازم تبعد عنك .. لازم تخرج برة دايرة حمايتك ... افهم بقي يا أخي ... أنت مش هتعيش ليها عمرها كله

تنفس بعمق يكور قبضته يشد عليها ... أصعب قرار يمكن أن يتخذه هو إبعاد طفلته الصغيرة عنه .. ليجد يد زيدان تمسك بكف يده يبتسم بهدوء :
- يا خالي أنا عارف أنه صعب .. بس صدقني هي هتبقي معايا في امان ... احميها بعمري ..هحاول معاها خطوة بخطوة ... مش هبعدها عنك ابدا

كان يرسم الكثير والكثير من الأحلام الوردية فتتها جملة نطقها قاسم بحدة :
- إنت ما تنفعش يا زيدان ... ما تنساش أنك اصلا جزء من عقدتها

التفت زيدان ناحية قاسم يطالعه بنظرات نارية مشتعلة علي وشك إخراج النيران من عينيه ... هب واقفا صدم بقبضتيه سطح مكتب قاسم بقوة يصيح بعنف :
- دا ليه بقي أن شاء الله شايفني اكتع قدامك ... انا مش جزء من عقدتها أنا ما عملتش حاجة والله العظيم ما عملتلها حاجة

هب قاسم واقفا امامه يصيح فيه هو الآخر :
- ما فيش طفلة صغيرة هتكدب ... أنت حاولت تعتدي علي لينا يا زيدان ... كنت في وعيك بقي ما كنتش في وعيك ... بس أنت حاولت تغتصب طفلة صغيرة

ما حصلش يا قاسم .. هتف بها خالد بحدة نظر لزيدان يزجره بنظراته ليعود الأخير الي كرسيه يجلس صامتا ... عاد قاسم الي كرسيه يتنفس بعنف علي الرغم من كونه طبيب نفسي خبير في ضبط انفعالاته ولكن حالة تلك الفتاة تثير شفقته ... هناك حلقة مفقودة .. هو متأكد أن لينا لا تكذب فقط اخبرته بالحقيقة تحت تأثير تنويم مغناطيسي خاص ... وخالد ينفي دائما كلام ابنته بثقة وتأكيد كبير بأن زيدان لم يفعل لها شيئا ... اخرجه من تفكيره صوت خالد يسأله بتعجب :
- إنت عارف أنا إيه اللي محيرني فعلا ... لينا بتخاف من كل الامكان العامة ما عدا الجامعة ... بالعكس بتحب تروح كأنها رايحة تتفسح

بلع قاسم لعابه ببطئ يحاول إن يبدو جديا في كلامه :
- عادي يا خالد ممكن يكون تعود مش اكتر ..
خلينا في المهم هتفضل تعاند لحد امتي

وقف خالد يعقد زر حلته مغمغا بهدوء :
- زيدان الوحيد اللي اقدر آمن علي بنتي معاه .. .. عيد ميلاد لينا بكرة مستنيك .. يلا يا زيدان

خرج خالد بهدوء خلفه زيدان الذي ظل يطالع قاسم بنظرات نارية حادة الي أن خرج من الغرفة ... ليتنهد قاسم بأسم يتمتم مع نفسه :
- مش تعود يا خالد .. في حد خد مكانك هناك ... اتمني ما يكونش اللي بفكر فيه حقيقي ... خالد مش هيتفاهم ابدا لو عرف حاجة زي دي
_________________
جلسا في السيارة أمام عيادة الطبيب أسند خالد مرفقيه علي فخذيه يخفي وجهه بين كفيه يفكر حائر قلق ... هو يثق في زيدان ثقة عمياء .. ولكنها ابنته الوحيدة لن يقدر قلبه علي رؤيتها حزينة بذلك الشكل .... رفع وجهه ينظر لزيدان حينما همس الأخير بهدوء :
- أنا بحبها والله بحبها وعمري في يوم ما افكر آذيها ... أنا عارف أنك قلقان عليها ويا بختها حقيقي يعني ... كان نفسي يكون عايش أشبع من حنانه يخاف عليا صحيح مش هيبين أنه خايف ... بس أنا ابقي عارف أنه خايف

ادمعت عينيه ابتسم ابتسامة واسعة بها مزيج ما بين الحزن والالم مكملا :
- أنا عارف إن كلكوا فخورين بوالدي مات شهيد بيحمي بلده .. بس ذنب إبن الشهيد إيه يعيش طول عمره محروم من حماية ضهر وقع وهو بيحمي غيره

أمسك خالد ذراعيه بقبضتيه يهتف فيه بحدة :
- لو مستني اني هحضنك واطبطب عليك تبقي بتحلم ... امسح ياض دموعك دي علي الله تنزل ...
ترك ذراعيه يحاوط وجهه بكفيه يغمغم برفق :
- صحيح أنا عمري ما قولتهالك ... بس أنا دايما بعتبرك ابني .... سندي في الدنيا ... أنت في كل حتة معايا يا اهبل من وأنت صغير ... مستني اتعكز عليك لما أكبر ... لما أكبر بقي أنا لسه في عز شبابي .... وبعدين زيدان اللي مربي لزمايله في الإدارة كلهم الرعب بيعيط ..
والله عيب علينا .. مش عارف أنا ليه حاسس أننا عاملين زي عبد الغفور وعبد الوهاب في اللحظة دي ... انشف كدة لاصقف علي وشك بإيديا

ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا ...عاد زيدان يقود السيارة ليقف بعد كدة أمام مول كبير ... نظر خالد للمول بتعجب ليعاود النظر لزيدان يسأله :
- وقف هنا ليه

التفت زيدان له يهتف سريعا بتلهف :
- فاكر من أسبوع لما كنت مع لينا هنا في المول وأنا كلمتك... عشان كان في اجتماع مهم في الإدارة

حرك خالد رأسه إيجابا يعقد جبينه متعجبا ليكمل زيدان سريعا :
- وأنا بكلمك كنت سامع صوت لينا جنبك وهي بتقولك انها عايزة الدبدوب دا .. وأنت قولتها بعدين عشان لازم نمشي دلوقتي ... فاكر شكل الدبدوب دا

حرك رأسه إيجابا ينظر له بذهول ليفتح زيدان باب السيارة يهتف بامتعاض :
- أنا مش فاهم ازاي قدرت تبقي نفسها في حاجة وما تجيبهاش .. يلا يلا نروح نجيب البتاع دا ... ولا نشوف نوصي علي غيره ..

ضرب خالد كف فوق آخر ينظر للفراغ بذهول يتمتم بتعجب :
- يا ابن المجنونة ... الواد اتهبل
اشتريا ذلك الدب الكبير ضخم الحجم ابتسم زيدان باتساع يتخيل سعادتها به لتندثر ابتسامته في لحظات هي لن تسعد به لن تقبله من الأساس تنهد يمني نفسه أنها ربما تلك المرة ستقبله ....جلس جوار خالد في السيارة يتفقان علي ما سيحدث غدا حتي لا يخرج الأمر عن السيطرة
اوصل زيدان خالد الي منزله وقفا امام البوابة الداخلية ليتلفت خالد الي زيدان قائلا :
- ادخل اتعشي معانا
ابتسم الأخير يحرك رأسه نفيا يعتذر بأدب : معلش يا خالي ... بلاش تشوفني تاني النهاردة... وعلي فكرة ما كنش ليه زوم أنك تجبرها تعتذر أنا مقدر حالتها كويس ... خد معاك بس الدبدوب دا أدهولها
ربط خالد علي كتفه بحزم كأنه يشجعه التفت ليفتح باب السيارة قائلا قبل أن يغادر:
ابقي ادهولها أنت بكرة في عيد ميلادها ... سلام يا عريس

تفرقا أحدهم دخل الي منزله والآخر اخذ طريقه الي منفاه ... دخل خالد المنزل ليجد لينا تجلس علي أحد المقاعد تشاهد التلفاز .. ابتسمت باتساع ما أن رأته لتهرول إليه ارتمت بين ذراعيه تمتم بمرح :
- الشوكولاتة النهاردة من نصيبي أنا اللي استنيتك
لف ذراعيه حول خصرها يرفعها قليلا لأعلي ليصبح وجهها مقابلا لوجهه بسطت كف يدها علي وجنته تبتسم بعشق :
- ما تقلتش عليك

ابتسم باتساع يحرك رأسه نفيا ببطئ يتمتم بهمس عاشق :
- إنت ِ عمرك ما تتقلي عليا ... عشان قلبي اللي بيشيلك مش إيديا

لفت ذراعيها حول عنقه تعانقه بقوة ليبادلها العناق الكل بالجزء اكتمل ضلع راقد جوار قلبه يتردد فيه صدي نبضه ... ليسمعها تهمس بشغف :
- أنا مش عارفة هعشقك ايه تاني اكتر من عشقي ليك ... أنا مش بحبك بعشقك بموت فيك ... نفسي لما اموت ... اكون في حضنك

زفر بغيظ يشد علي اسنانه بقوة لينزلها ارضا امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف كالمجرمين يهتف فيها غاضبا :
- هو أنا مش قولتلك ميت ألف مرة يا اوزعة انتي ... ما تجبيش سيرة الموت قدامي ولا تجبيها اصلا علي لسانك ... قدامي يلا علي فوق

ابتسمت ببلاهة تحرك رأسها إيجابا سريعا لتفر من امامه متجهه الي أعلي ... ليعدل من تلابيب ملابسه ينظر للفراغ بغرور يتمتم بصوت خفيض مغتر :
- الحمشنة حلوة ما فيش كلام

اتجه خلف زوجته الي غرفتهم ... مغلقا الباب خلفه ... لتطل لينا برأسها من باب غرفتها تنهدت براحة تهمس لنفسها بحماس :
- بابا دخل اوضته اكيد هينام ... الحق اكلم معاذ

دخلت الي غرفتها سريعا اغلقت الباب دون ان توصده بالمفتاح ... لتتجه الي دولاب ملابسها أخرجت الهاتف الاسود الصغير من أسفل طيات ملابسها تطلب الرقم الوحيد المدون عندها .. لحظات وسمعت صوته المميز لتنغمس معه في موجه من العشق الخائف
______________
في غرفة خالد ولينا

خلع سترة خلته ينظر للينا سريعا بقلق :
- هي لينا لسه نايمة من ساعتها

ابتسمت تطمأنه لتحرك رأسها نفيا تهتف بهدوء :
- لا يا حبيبي صحيت وكلت وقعدت معايا شوية ولسه نايمة من شوية

تنهد براحة ليتجه ناحية زوجته أمسك كفيها يضغط عليهما برفق بين راحتيه زفر نيران قلق تؤرق أنفاسه ليقول برفق :
- لينا أنتي عارفة أن أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي ولوليتا مش كدة

قطبت حاجبيها تنظر له متعجبة بالطبع تعلم ذلك ولكن لما يسألها ذلك السؤال الآن شعرت بالقلق بتسرب إليها لتبلع لعابها بتوتر تحرك رأسها إيجابا ... ابتسم يهتف فجاءة :
- لوليتا جالها عريس وأنا موافق عليه

اتسعت عينيها بفرح لتنزع يديها من كفيه تصفق تهتف بتلعثم من شدة سعادتها :
- لوليتا جالها عريس بجد ... لوليتا موافقة عليه طيب ... اسمه إيه وبيتشغل ايه .. وأهم حاجة لوليتا لازم تخلص كليتها الأول

توقفت نوبة سعادتها حينما نطق خالد اسم العريس المنتظر :
- العريس يبقي زيدان يا لينا

توقفت عن الحركة تنظر له ترمش بعينيها سريعا تحاول إستيعاب ما قال :
- زيدان مين .... أخوها !!

كتف خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا :
- وهو زيدان أخوها ؟!

اتسعت عينيها بصدمة خالد لا يمزح كانت تظنه فقط يمزح ... لتقترب منه تهتف بذهول :
- ايوة يا خالد بس دول متربيين مع بعض ... أنا دايما كنت بقولهم انتوا أخوات

ابتسم بهدوء يربط علي وجنتها برفق قائلا :
- طب ما أنا وأنتي متربيين مع بعض ... ومع ذلك مش أخوات ... زيدان عمره ما أعتبر لينا أخته عشان كدة كان لازم أبعده عن البيت .. أنا بثق في زيدان لأبعد حد بس بردوا ما كنش ينفع أسيب النار جنب البنزين

تحركت للخلف تحرك رأسها نفيا بعنف رفعت يديها تحركهم في الهواء تنفي ما يقول لتهتف بحدة :
- لالالا اللي إنت بتقوله دا مستحيل ... ولو انا وافقتك عليه لينا مش هتوافق ... أنت عارف هي بتكره زيدان قد إيه ... أنا مش هوافق علي تعاسة بنتي لاء

تنهد خالد بضيق مقررا استخدام كارته الاخيرة ليهتف بهدوء :
- علي فكرة دا مش كلامي دا كلام قاسم ... هو شايف إن لينا لازم تخرج من دايرتي وكونها ما بتطقش زيدان دا هيخليها تحاول تعتمد علي نفسها ما تعتمدش عليه ... لو مش مصدقاني وما بتثقيش بكلامي إسألي قاسم

ليكمل مع نفسه :
- حلو الكلام دا والله أنفع دكتور نفسي

شبكت كفيها في شعرها تشد عليه تنظر للفراغ بذهول تحرك رأسها نفيا فقط اقترب منها يمسك بذراعيها برفق يحاول طمئنتها :
- لينا اهدي يا حبيبتي سيبيها عليا أنا عارف أنا بعمل إيه ... وبعدين الموضوع مش اكتر من خطوبة ... لو لقينا موضوع العلاج ماشي معاها وقدرت تتقبل زيدان وأنا واثق أن زيدان قد المهمة دي نكمل فيها .. ما اتقبلتوش أنا مش هجوز بنتي غصب عنها

نظرت له بقلق دقات قلبها تقرع بعنف ليقابها بابتسامة هادئة مطمئنة حركت رأسها إيجابا دون إقتناع بما يحدث ليميل يقبل جبينها .. ربط علي وجنتها برفق يبتسم بمكر :
- أنا هروح اشوف البت لوليتا .. أجي الاقي العشا الجاهز ...
غمز لها بطرف عينيه يبتسم بخبث :
- واوعي تنامي

ضحكت بيأس تحرك رأسها إيجابا تقسم أنها ستجن من ذلك الرجل

خرج خالد من غرفته متجها الي غرفة ابنته لتتسع عيني لينا بفزع صوت خطوات والدها تقترب من غرفتها هبت سريعا تغلق الخط دست الهاتف تحت ثيابها لتدث نفسها تحت الفراش بعشوائية تمثل ببراعة ورثتها منه انها تغط في نوم عميق

دق خالد باب غرفة ابنته بهدوء عدة مرات لا مجيب ... حرك مقبض الباب ليدخل طفلته تغط في نوم عميق .... ابتسم برفق ليقترب من فراشها دني يقبل جبينها يتمتم بصوت خفيض :
- تصبحي على خير يا لوليتا
وقف يعدل من وضعية مفرش الفراش عليها يدثرها جيدا ... استدار ليغادر ليتوقف عن الحركة قطب جبينه يلتفت ناحية دولاب ابنته .... صوت رنين هاتف قادم من دولابها ...
اتجه ناحية دولاب غرفتها لتتفجر دقات قلبها خوفا نسيت أن تغلق هاتفها بعد محادثتها مع معاذ ويبدو انه يتصل الآن ووالدها يقترب من الدولاب ... لم يكد يقترب خطوتين حتي صدح صوت لينا تنادي علي خالد بصوت عالي :
- خااااالد يا خااااالد ... تعالا بسرعة حمزة علي التليفون

ابتسم بشوق ... ليترك غرفة ابنته متجها الي أسفل بخطي سريعة متلهفة ... لتفتح لينا عينيها سريعا تتنهد براحة كاد أن يفضح أمرها في ثانية هبت من مكانها تحمل المنبة الخاص بها تحرك ****به علي ساعة معينة لتتجه الي الدولاب فتحته سريعا تخرج الهاتف لتضع المنبة مكانه ... أغلقت الدولاب جيدا ... لتنزع بطارية الشحن الخاصة بالهاتف تضعه في رف ملابسها الشتوية ... لتعود سريعا الي الفراش
تكمل تمثيلتها النائمة تحمد الله في نفسها أن الأمر مر دون أن تُكشف

في الأسفل ... امسك خالد سماعة الهاتف الارضي يهتف في المتصل ضاحكا :
- ما اتصلتش علي الموبايل ليه يا عم القديم
صمت للحظات يستمع لأخيه ليهتف ضاحكا بمرح :
- علي أساس أنك شغال في الخليج يعني ... ما تنساش تجيبلنا مروحة معاك وأنت جاي والتليفزيون الملون

ابتسم يستمع الي ضحكات الطرف الآخر ... ليهتف سريعا بحزم :
- ولااا اوعي تكوت متصل عشان تعتزر أنك مش هتيجي بكرة دا أنا اعلقك .... مش بتاعتي يا حبيبي تتشقلب ... تحجز طيارة خاصة المهم بكرة تكون قدامي .. انت بتيجي من السنة للسنة يا حمزة ما تستهبلش ... أنا قولت اللي عندي يا ابن أمي وأبويا .. تجيب مايا وادهم وتجيوا
________________
علي صعيد آخر وصل زيدان الي منزله ... الفارغ المهجور ... دخل الي المنزل فصعد الي غرفته سريعا ملقيا بثقله علي الفراش ابتسم بحماس يلتقط هاتفه يطلب ذلك الرقم لحظات وسمع صوت ناعس يهمس بخمول :
- أيوة يا زيدان
ضحك ساخرا يسأله بتهكم :
- أنت نايم من دلوقتي
تثآب حسام بخمول يهمس ناعسا :
- يا ابني انا بصحي الساعة 7 الصبح ورديتي في المستشفي الحكومي .. وبعدين اطلع علي ورديتي في المستشفي الخاصة بتسحل كل يوم ... الله يسهله الي وراث من أبوه فلوس اد كدة وخاله كان مشغلهمله يعني علي قلبه ملايين قد كدة
اعتدل زيدان يستند علي مرفق يده اليمني يهتف بغيظ :
- قل أعوذ برب الفلق ... الله أكبر اهو قرك دا اللي جايبني الأرض

ضحك حسام بقوة يهتف من بين ضحكاته :
- عيب يا زيزو أنا مش بقر أنا بحسد بس ... اخلص عايزني في ايه عايز أرجع نام

هتجوز ... نطقها زيدان بوله ليتنهد بحرارة

ليعتدل حسام جالسا عقد جبينه يسأله باهتمام :
- هتتجوز ... هتتجوز مين
رد زيدان ضاحكا بسخرية :
- هيكون مين يعني يا حمار انت

هتف حسام سريعا بدهشة :
- البومة قصدي لينا .... طب وهي وافقت بسهولة كدة

ارتمي زيدان بجسده علي الفراش يضغط علي عينيه بإصبعيه السبابة والابهام يتمتم بسأم :
- لاء طبعا ... هقولك

بدأ يقص له ما حدث عند مقابلتهم للطبيب ... ليقابل الصمت من جهه صديقه من أن انتهي لم يعلق ولو بكلمة واحدة ليسأله بتعجب :
- أنا افتكرتك هتفرحلي

رد حسام بهدوء .. إجابة صادمة :
- لا يا زيدان مش هفرحلك ... عشان أنت بالوضع دا عمرك ما هتفرح ... يا بتحبك يا تسيبها ... أنت كدة هتعذب نفسك وهتعذبها فكر بعقلك يا صاحبي

انتفض زيدان جالسا يقبض علي الهاتف بعنف يصيح بحدة :
- إنت اللي بتقول كدة ... أنت عارف كويس أن عقلي وقلبي وروحي بيعشقوها ... ما كنتش متوقع أن دي تكون إجابتك يا حسام ... علي العموم أنا كنت متصل عشان اعزمك علي الخطوبة عايز تيجي أنت حر مش عايز أنت بردوا حر
ودون أن يعطيه فرصة للرد اغلق الخط في وجهه ... ليتنهد حسام بيأس ينظر لاسم صديقه علي شاشة هاتفه بألم ... ابتسم حينما وجد هاتفه يضئ برقمه من جديد ... فتح الخط ليجده يهتف بغيظ :
- إنت يا دكتور علي ما تفرج أنت ... أنا هعدي عليك الساعة سبعة ... وهتيجي غصب عنك ومن غير سلام
ومن ثم اغلق الخط ليضحك حسام يأسا من أفعال صديقه
____________________
في فيلا خالد انهي محادثته مع اخيه ليجد لينا تربط علي كتفه تبتسم بنعومة :
- العشا جاهز
حرك رأسه إيجابا ليوجه نظره للدور العلوي ... تحرط متجها الي اعلي يهتف للينا :
- هعمل حاجة دقيقة وجاي

اتجه الي غرفة ابنته سريعا ... فتح بابها بهدوء متجها الي دولاب الملابس الذي صدر منه الصوت فتحه بهدوء حتي لا يزعجها يبحث عن مصدر ذلك الصوت ليتلقط المنبه الصغير نظر لابنتع يبتسم بيأس يتمتم بصوت خفيض :
حاطة المنبة في الدولاب ... طبعا عشان ما يصحهاش بنت ابوكي صحيح

حرك رأسه نفيا ينهر نفسه بعنف يتمتم لنفسه بغيظ :
- شوفت ... المنبة بطل افكارك المهببة دي ... دي لوليتا بنتك ... ما فيش برائتها ... مش عايز هبل ... لينا عمرها ما تعمل حاجة غلط
______________
في صباح اليوم التالي
استيقظت لينا بنشاط سعادة فرح ستذهب الي الجامعة ستراه اخيرا بعد شوق يومين ... بدلت ملابسها بلهفة لتنزل تركض علي سلم البيت الضخم ابتسمت باتساع تقترب من طاولة الطعام لتجد والديها يتناولان إفطارهما .. اتجهت ناحية والدها تقبله علي وجنته وبالمثل مع والدتها ... لتتسمر مكانها مع جملة والدها :
- لو مش عايزة تروحي النهاردة بلاش عشان لسه حفلة بليل

التفت له تحرك يديها نفسا سريعا تبتسم بتوتر :
- لالالا .... أنا كويسة جدا

رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لها بتشكك:
- ايه اللهفة دي كلها دا انتي كنتي من سنتين بتروحي بالعياط
أصفر وجهها بلعت لعابها تحاول أن تبتسم حتي لا يشك في امرها لتهتف سريعا :
- هااا ... اصل سهيلة وحشتني وعايزة اشوفها واعزمها علي عيد ميلادي

حرك رأسه ايجابا يرتشف القليل من فنجان الشاي الخاص به:
- ماشي يا حبيبتي بس ما تتاخريش
حركت رأسها إيجابا تركض للخارج متجهه الي أحدي سيارات والدها المخصصة لها ليفتح لها الحارس الباب انطلقت السيارة وخلفها سيارة حراسة خاصة

لوليتا: حاضر يا بابي
ثم خرجت سريعا لتركب احدي سيارات والدها وينطلق خلفها سيارة الحرس الخاص بها

«في الجامعة
وصلت لينا بسيارة والدها الفخمة اسرع الحارس يفتح لها الباب نزلت بهدوء تنظر حولها تبحث عن صديقتها لتجدها تلوح لها من بعيد لتبتسم باتساع تقدمت ناحيتها تعانقها تهتف بابتسامة واسعة: سوسو وحشتيني اوي

لكزتها سهيلة في كتفها برفق تبتسم بخبث : أنا بردوا الي وحشتك اوي ...يا ست جوليت

قرصتها لينا بغيظ لتأن سهية بألم : آه يا مفترية
....صحيح عملتي ايه مع المز امبارح

اختفت ابتسامتها ....اندثر بريق عينيها لتهمس بحزن : هحكيلك في المدرج ، لسه شوية علي بداية المحاضرة

ذهبت الفتاتان الي قاعة المحاضرات جلستا متجاورتين لتهتف سهية بفضول :
- ها يا ستي احكي بسرعة وبالتفصيل المملل

تنهدت بألم لتحكي لصديقتها ما حدث
رغما عنها انسابت دموعها من عينيها حينما تذكرت وحشيته في التعامل التي رأتها وهو يضرب زميله ... تحكي وتحكي تخبرها بمدي كرهها له ...لتشعر فجاءة بيد تربط علي كتفها برفق نظرت خلفها بذعر تحول لابتسامة حالمة حينما رأته همست بخجل:
- معاذ !!!
ابتسم في وجهها بحنان مد يده يمسح دموعها برفق :
- ما فيش حاجة في الدنيا تستاهل ان دموعك الحلوة دي تنزل عليها ...وإن كان علي اللي اسمه زيدان دا انا هخاصك منه

عقدت جبينها باستفهام تنظر له بقلق تهمس بنبرة خائفة مرتجفة :
- بلاش يا معاذ انت ما تعرفوش دا مش بني آدم ... أنت ما شوفتش عمل إيه في زميله امبارخ ....طب ...طب انت هتعمل ايه

همس بحنان فقط كلمة واحدة اذابت قلبها: هتجوزك طبعا!!! ... النهاردة في حفلة عيد ميلادك .. هطلب إيدك من باباكي قدام الكل ... هحط حد للي اسمه زيدان دا

وضعت يدها علي فمها تبتسم بفرح قلبها علي وشك أن يفر راكضا من مكانه

_________________
وقف زيدان في محل لبيع المجوهرات ... حرص أن يبتاع أفخم اطقم الحلي هادئ مميز يليق بها هي فقط ... رفع خاتم الخطبة بين أصابعه ينظر له يبتسم باتساع يتمتم بفرح :
- النهاردة ... هطلب إيدك قدام الكل .. هتبقي ملكي وملكيتي ... ما فيش حاجة اي كانت هتقدر تبعدك عني

أغارُ عليها من نسماتٍ تداعبها...أعشقُ حروفها حين تنطقُ أسمى...هى ملكتى وملكيتى...هى غنيمة حربى...وانتصار عشقى...اعشقها؛وكيف لا وهى للقلب نبضٌ...اتنفسها؛وكيف لا وهى لجسدى هواءٌ...
اعشق من تكرهنى...اذوب حبا واشتعالا من نظرة عيناها...اود احتضانها حتى تندمج مع اضلعى ونصبح روحين بجسد واحد????
_________________
اعتذاري الشديد لقصر الفصل ... حكاية المسابقة موتراني جداا مشتتة افكاري أنا عندي انسحب أهون من القلق دا والله ربنا يستر هو عامة النتيجة هتطلع بكرة بليل هحاول اعوضكوا في فصل الخميس او احتمال انزل فصل الجمعة ... ما تنسوش الدعم بلايك و كومنت برأيكوا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 01:59 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
الفصل السادس
¤¤¤¤¤¤
أنْتهت رحلة الثبات أيُها المُدّعي بِذلِكَ، فَالقلب أنهمر حُزنًا
أصبح لا ينبض سوىٰ الألم
فَما فعلت بعد أول صدمة تعرضتُ لها؟
أدعيتُ بِالثباتِ مِن جَديد أم الثبات أدعىٰ لكَ بِذلك؟
سَتتّهربُ مِن الأسئلةِ فَالإجابةِ لم تأتي حتىٰ الأن،
كأس حُزن البشر شرِبتهُ لِوحدي ولم يُقاسمني البشر بِهْ
ثمانية وعشرون حرفًا لم أُعد قادرًا على اللفظِ بِهم أمام العالَم
كأننّي سجين وهربتُ وخائف مِن أن يراهُ أحد أو عاشق كذاب أدعىٰ الحُب وهو ليس لديهِ قلب ليُحِب
أو طفل هارب مِنَ الكُتابِ لِأنهُ لم يُدون واجِباتهُ
أو شيخ لم يعُد قادرًا على السيرِ
ام انني كل هؤلاء أو لا أعلم مَن أنا بعد اليوم لكننّي صمدتُ لِلحُزنِ ولم أتعثر مُنذُ الصغر

أصبح السؤال الوحيد الّذي أطرحهُ على نفسي كُلّ يومٍ مَن أنا؟
أنا ديسمبر الحُلو في بدايتهِ، أم أنا نهاية ديسمبر؟
أنا اليوم الثلاثين مِن فُبراير؟
ولكننّي إن كُنتُ يوم الثلاثين لَضحكتُ لأنه لن يأتي أبدًا
ليتني الثلاثين، ليتني لم أأتي على هذا الزمنِ، أصبحتُ حزين، وحيد بينَ الناس، مُنكسِر أمام المرآةِ
أصبحتُ أشكل الكلماتِ بِالكسرِ
فَهل لِأحد أن يضُم كلماتي لِقلبهِ لأُصبح بخير ولو لِمرة.
_________________
تعلن شركة مصر للطيران عن قدوم الرحلة 507 القادمة من مطار دبي الدولي ... صدح ذلك الصوت في أرجاء مطار القاهرة الدولي .. هبطت الطيارة بسلاسة علي أرض المحروسة ... أحضر العمال السلم الضخم ..ليفتح الباب وتودع المضيفة الزوار للخارج ... تقدم ناحية باب الطيارة لينحني بجسده قليلا ... خرج من باب الطيارة ينظر حوله لترتسم علي شفتيه ابتسامة صغيرة .. نزع نظارته السوداء لتظهر عينيه الخضراء كغابات الزيتون ... عقد زر سترة حلته السوداء ليتقدم متجها الي أسفل ... لحق به شاب يافع الطول جسد عريض متناسق عينان سوداء قاتمة ملامح حادة نظرات ثابتة ... تمشي بجواره فتاة في أوائل العشرينات جميلة شعرها أشقر قصير يصل لمنتصف رقبتها عينيها خضراء كعيني والدها .. تبتسم بمرح تتحرك بسرعة تنظر هنا وهناك كأنها طفلة صغيرة ليزجرها ذلك الفتي قائلا برفق :
- مايا وبعدين معاكي أنتي مش عيلة صغيرة

عبست بضيق تمط شفتيها للأمام كأنها طفلة صغيرة اقتربت من والدها تتعلق بذراعه تهمس بغيظ :
- بابي أدهم عمال يزعقلي
ضحك بخفوت يبعثر شعرها برفق ليوجه نظره للفتي قائلا بصرامة :
- ما تزعقش لأختك يا أدهم

حرك أدهم رأسه إيجابا دون كلام .. ينظر لها بضيق لتنظر لأسفل بحزن يبدو أنه بات غاضبا منها ... أخذ أدهم جوازات السفر منهم متمتا باقتضاب :
- أنا هخلص الإجراءات ... مش هتأخر

حرك حمزة رأسه إيجابا يربط علي ذراعه ليتركهم أدهم متجها ناحية المكتب المسؤول عن إجراءات وصول الركاب ... بينما جلس حمزة جوار مايا متجاورين في الاستراحة ...
هبت مايا واقفة تنظر لحمزة تهمس بخفوت :
- بابي هروح الحمام
حرك رأسه ايجابا ... لتتركه تسأل عن مكان المرحاض ظل يتابعها بعينيه الي أن اختفت من أمامه تماما ... ليخرج تنهيدة حزينة بائسة من بين خلجات قلبه الحزين يغمغم مع نفسه بحزن :
- الله يرحمك يا مايا !!

انهي إجراءات الوصول ليستلم جوازات السفر من الموظف المسؤول ... وضعهم في جيبه ليتجه ناحيتهم اتسعت عينيه بقلق يبحث عنها حين وجد أبيه يجلس وحيدا علي طاولتهم ... اقترب منه سريعا يسأله بقلق :
- هي مايا فين

رفع حمزة وجهه يبتسم في وجه ابنه بهدوء مغمغا :
- في الحمام .. خلصت

حرك رأسه ايجابا ... عينيه لا تتوقفان عن البحث عنها في كل مكان :
- ايوة والشنط راحت علي العربية ... هي فين

تنهد يزفر براحة حينما رآها قادمة تمشي نحوهم بسرعة .. ابتسمت في وجهه بمرح لتسرع تتعلق بذراعه تتمتم بوداعة :
- دومي أنت زعلان مني
نزع ذراعه من بين يديها بضيق يرمقها بنظرات حانقة ... ليتقدم أمامهم متجها الي السيارة وقف حمزة جوار ابنته يلف ذراعه حول كتفها يحثها علي التقدم لتنظر له تمتم بعبوس :
- بابي دومي كل شوية يزعل مني

ضحك حمزة برفق يتقدم معها الي السيارة يغمغم بمرح :
- هشدلك ودانه دومي اللي بيزعل دا

ضغط أدهم علي زامور السيارة عدة مرات لينظر حمزة لابنته بذعر مصطنع :
- اركبي قبل ما اخوكي ينزل يأكلنا
« أدهم حمزة محمود السويسي ... او بمعني اصح ادهم وحيد سليمان ... ابن حمزة بالتبني .. جميع الأوراق الرسمية تقول أنه أدهم حمزة السويسي ... يبلغ من العمر 28 عاما ... ذراع حمزة الأيمن .. فتي طويل القامة ذكي سريع البديهة ... به الكثير من المميزات لشاب في سنة ... ولكن للأسف لديه عقدة واحدة فقط وهي ..»
___________________
في فيلا خالد السويسي يقف في منتصف الحديقة يشرف علي العمال تارة وعلي طاقم الحرس تارة .. ولينا في الداخل تشرف علي تحضيرات الطعام ...
توجه الي رئيس العمال يشير الي جزء كبير في الحديقة :
- بعد ما تخلصوا هنا ... اقفلوا الجزء دا بستارة سودا تغطيه خالص

حرك الرجل رأسه إيجابا يهتف سريعا :
- حاضر يا باشا

اشرقت ملامحه بفرح حينما سمع ذلك الصوت يأتي من خلفه :
- لاء شغل عالي ... عالي مش عايز مساعدة

التفت في لحظة خلفه لتتسع ابتسامته تشق شفتيه ... ينظر لتؤامه نصف روحه الآخر حتي لو اختلافا في الشكل تترابط أرواحهم برابطة خاصة لا يعلم عنها أحد شيئا ..في لحظة تلاحما بعناق اخوي حاد ... ليتمتم حمزة بصوت خفيض :
- هفضل اقولهالك كل مرة بشوفك فيها ... مسماحني يا اخويا

ضربه خالد بخفة علي رأسه يبتسم برفق :
- وأنا هفضل اقولك مسامحك يا ابن أمي وأبويا

ابتعد حمزة عن خالد لتندفع مايا تلقي بنفسها بين ذراعي خالد تصيح بمرح :
- عمو خالد ... شوهالحلاوة يا عمو ... مز المزز يا عمو

ضحك خالد عاليا بصخب ... بينما نظر لها أدهم بحدة علي طريقتها في الحديث ... قرص خالد وجنتها برفق يغمغم من بين ضحكاته :
- يا بت بطلي نصب طالعة لابوكي وعمك .. اجري يلا علي جوا طنط لينا مستنياكي وعملالك الكيكة اللي بتحبيها

لمعت عينيها بسعادة تصفق بحماس لتنطلق راكضة ناحية باب الفيلا تصيح بسعادة :
- كيكتي حبيبتي ... قصدي انطتي حبيبتي

« مايا حمزة السويسي ... في العشرين من العمر ... مرحة طفولية بعض الشئ .. مدللة ابيها .. فبعد موت والدتها ... باتت اهتمام حمزة الأول وشغله الشاغل فقط تعويضها وإسعادها بأي شكل كان »

اقترب أدهم من خالد يصافحه باحترام :
- إزاي حضرتك يا عمي

ضحك خالد بمرح ينظر للشاب أمامه :
- عمي ايه بقي دا أنا بقيت اطول مني .. ايه يا دومي

أبتسم أدهم بهدوء ... لينظر حمزة لخالد يسأله :
- اومال البت لوليتا فين ...

نظر خالد لساعته يغمغم بهدوء :
- في الجامعة محضرتها هتخلص كمان 10 دقايق

تطوع أدهم يشاركهم الحديث :
- تحب حضرتك اروح أجيبها

أبتسم خالد في وجهه بامتنان يحرك رأسه نفيا :
- معاها العربية والحرس ... اطلع أوضتك ارتاح انتوا جايين من السفر ..

استآذنهم بآدب متجها الي داخل المنزل ... ما إن خطي للداخل سمع صوت ضحكات مايا العالية قادمة من ناحية المطبخ ... لتتحرك قدميه ناحية المطبخ وجد مايا تقف جوار كعكعة كبيرة تملئ فمها علي آخره ولينا تهتف فيها بفزع :
- براحة يا بنتي مش هتعرفي تبلعي
نظرت مايا لها بخديها المنتفخين من كثرة ما في فمها من طعام لتضحك لينا عليها بخفوت تعطيها كوب عصير ترتشف منه عله يساعدها قليلا علي بلع ما في فمها

تنهد بحرارة يبتسم بألم ... ليترك المكان متجها الي أعلي الي غرفته ... جاهزة نظيفة مرتبة في انتظاره .. دخل اليها صافعا الباب خلفه كور قبضته يصدم بها الحائط جواره بعنف يزجر نفسه بعنف :
- غلط ... غلط اللي إنت بتفكر فيه دا غلط
نظر للفراغ بغضب صدره يعلو ويهبط بجنون ليجفل علي صوت دقات علي باب الغرفة نظر للباب ليهتف بحدة من بين أسنانه :
- ميين

سمع صوتها الرقيق من خلف الباب المغلق :
- أنا مايا يا أدهم ممكن ادخل

اتجه ناحية الباب يوصده جيدا بالمفتاح ..قبل أن يفتحه هو يصيح فيها بحدة :
- لاء مش ممكن ... واتفضلي امشي أنا عايز أنام

تلك المرة سمع نبرتها الحزينة تمتم بخفوت :
- حاضر يا أدهم ... أنا كنت عايزة اقولك أنا آسفة لو كنت زعلتك في المطار

وقف خلف الباب المغلق يكور قبضته بعنف يشد عليها يمنع نفسه بصعوبة من فتح الباب المغلق ... أنفاسه تغلي كلهيب نار
____________
في الجامعة
ابتعدت سهيلة عنهم تجلس في مقعد آخر ترمق معاذ شرزا .. تنظر للينا بغيظ فذلك الأحمق كما تلقبه يقدر فقط بكلمتين علي استيلاب عقلها وهي تمشي خلفه في كل ما يقول كالمغيبة

بينما استمر همس معاذ العاشق لها يحكي لها عن تفاصيل حياتهم معا حينما يصبحا زوجين ولينا تستمع له بسعادة كبيرة تبتسم بعشق فقط تحرك رأسها إيجابا .. صمتت الأصوات فجاءة حينما دخل الاستاذ المحاضر ... نظرت لينا لمعاذ تهمس له سريعا :
- معاذ الدكتور جه قوم امشي بسرعة

حرك رأسه نفيا يبتسم بحب جارف رفع يدها يقبلها خفية غمز لها بطرف عينيه يهمس بعبث :
- تؤ هحضر مع خطيبتي حبيبتي المحاضرة بتاعتها

اضطربت أنفاسها بعنف وخاصة وهو يحتضن يدها بتلك الطريقة طوال المحاضرة لم يترك يدها ولو لثانية يخفي كفها الصغير داخل كف يده يهمس لها كل حين وحين خفية بكلامته المعسولة التي تزيد دقاتها انفجارا
اخيرا انتهت المحاضرة في خارج المدرج كان ينتظرها حرس والدها لذلك تتصرف خارج المدرج كأنها لا تعرفه ... وجهت له نظرة سريعة تبتسم بسعادة ... لتعاود النظر لسهيلة سريعا تهتف بفرح :
- سهيلة ما تتأخريش

حركت سهيلة رأسها إيجابا تنظر لمعاذ الذي يقف بعيدا يعبث في هاتفه باندماج .. لتوجهه نظرها للينا :
- هجيب فستاني واحصلك

اتجهت لينا مع حرس والدها الي سيارتها متجهه الي منزلها تاركة خلفها نظرات تشتعل حقدا وغضبا
________
في منزل عمر ... منذ ايام منذ آخر مشادة بينهما وهي تتجنب الحديث معه وهو لم يحاول حتي مصالحتها لم يكن يهمه الأمر كثيرا ... ولكن اليوم يجب أن يذهبوا جميعا الي منزل أخيه ... تنهد يمسح وجهه بعنف عقله لا يتوقف عن التفكير في تلك السيدة التي خطفت مشاعره من لقاء واحد فقط ... حرك رأسه نفيا يستعيذ بالله من الشيطان ... حينما اقتحمت تلك السيدة خياله .. في صورة هو نفسه لم يقبلها ... هب سريعا متجها لخارج الغرفة ليجد تالا تقف في صالة المنزل .. جميلة هي دائما جميلة .. بفستانها الاسود الهادئ وحجابها البسيط الذي يلتف حول وجهها برفق ... تصيح في البنات بسرعة :
- يا بنات .. يا سارة يا سارين اللي خلصت لبس تجيلي بسرعة

اقترب منها برفق بهدوء يحتضنها من الخلف برفق .. ليتصلب جسدها بين يديه لتسمعه يهمس بشغف :
- طب ما ينفعش عمر

تلوت بين يديه تحاول الابتعاد عنه وضعت يديها فوق يديه تحاول إزاحة يديه تهمس بضيق :
- لو سمحت يا عمر ابعد اللي بتعمله دا ما يصحش ...

وضع يديه فوق يديها يحتضنها بشوق مغمغا بلهفة :
- هو ايه اللي ما يصحش ... وحشتيني يا تالا حاسس أننا بقينا أغراب من كتر ما احنا بعاد عن بعض ... أنا ما وحشتكيش

منعت نفسها بصعوبة من التأثر بكلماته الحانية التي داعبت برفق أوتار أنوثتها ... لتتذكر جفاءه بعده طريقته القاسية التي باتت تلازمه مؤخرا ... انتزعت نفسها من بين يديه بعنف تنظر له بشراسه تهمس بغيظ :
- لا يا عمر ما وحشتنيش ... عشان أنت مش عمر اللي حبيته واتجوزته .. إنت واحد تاني أناني ما بيفكرش غير في نفسه وبس

اشتعلت عينيه غضبا ليقبض علي رسغ يديها يصيح بحدة :
- أنا أناني يا هانم .. واللي انتي بتعمليه دا مش قمة الأنانية .. مخلياني علي هامش حياتك من ساعة ما خلفتي وأنا حاسس أن وجودي في البيت من عدمه ما يفرقش معاكي غير عشان الفلوس ... فلوس النادي .. فلوس الدروس .. فلوس المدارس ... أنا فين من كل دا.

نزعت يدها من يده بعنف تصرخ في وجهه بقهر :
- والفلوس دي أنا باخدها احطها في البنك باسمي ... بديها لأهلي ولا بصرفها علي البيت وعلي البنات ... أنا ما اهملتكش يا عمر .. بس أنا بني آدمه .. عندي طاقة وبتخلص مش بعد تعب ومرمطة طول النهار ... هبقي عروس بيروت بليل .. إنت اللي أناني ما يفرقش معاك غير نفسك ومزاجك وبس

رمقها بنظرات استخفاف ساخرة دس يديه في جيبي بنطاله يتشدق متهكما :
- نفسي ومزاجي ... تعرفي لولا اننا خارجين كنت دفعت تمن الكلمتين دول ... اخلصي يا هانم عشان ما اتأخرش علي اخويا

تركها متجها الي غرفته يكمل ارتداء ملابسه ... لتنهار هي علي أحد المقاعد رغما عنها انسابت دموعها لتخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء مرير تشعرب بالقهر ... رفعت وجهها تنظر لابنتيها حينما سمعت سارة تهمس لسارين :

- تعرفي كان نفسي عمو خالد وطنط لينا هما اللي يبقوا بابا وماما علي الأقل مش بيتخانقوا خالص
_______________
في منزل علي ولبني

وقفت لبني أمام مرآتها تضع احمر الشفاه الخاص به ابتسمت ساخرة تنظر لعلي من خلال مرآه الزينة تمتم بتهكم :
- أنا مش فاهمة ... خالد دا بيفكر ازاي .. كل سنة يعمل حفلة كبيرة تكلفه قد كدة عشان يقول لبنته كل سنة وانتي طيبة

زفر علي بحنق ليلتقط سترة حلته يرتديها يغلق ازرارها :
- يا ستي وانتي مالك هو بياخد الفلوس دي من جيبك هو حر ... ماله يعمل فيه اللي هو عايزه

اقتربت لبني منه تمشي بغنج ثقة دلال ...اقتربت منه تلتقط رابطة عنقه السوداء
طوقت عنقه بها تعقدها ببطئ تبتسم في وجهه بدلال :
- خلاص يا علوة ولا تزعل نفسك ...
ربطت علي رابطة عنقه برفق تهمس بنعومة :
- مز يا اخواتي ما بتكبرش ابدااا يا علوة

ابتسم بهدوء يربط علي وجنتها ... ليبتعد عنها متجها الي المرآه يعدل من وضع رابطة عنقه نظر لها يغمغم بهدوء :
- المحروس ابنك جهز ولا لسه

زفرت بضيق هي حقا لا تود الشجار معه وخاصة حينما يتعلق الأمر بطفلها المدلل الوحيد ... ابتسمت باصفرار تحرك رأسها إيجابا :
- اه يا حبيبي جهز ومستنينا تحت في العربية .. عشان تعرف بس إن عثمان مطيع وبيسمع الكلام

انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يتشدق بتهكم :
- آه ما أنا عارف طبعا انتي هتقوليلي
_________________
في فيلا زيدان الحديدي

وقف امام مرآته يعدل من وضع رابطة عنقه يضع عطره المفضل بغزارة يمشط شعره بطريقة جذابة منقمة
نظر الي نفسه في المرآه ليبتسم بزهو وسيم وهو يعرف ذلك .. لكنها دائما ما تشعره بأنها أبشع رجال العالم من شدة نفورها منه
تنهد يشجع نفسه اليوم ستتحقق غايته بعد انتظار طال كثيرا ... اخذ علبة المجوهرات ملتقطا .. هاتفه ومفاتيح سيارته خرج متجها الي منزل صديقه

_______________
في منزل حسام

وقف أمام مرآته يمشط شعره الاسود الكثيف القي نظرة أخيرة علي حلته الزرقاء ذات اللون القاتم ويعدل من وضعيه قميصه الأبيض ورابطة عنقه الزرقاء حين دخلت والدته التي ابتسمت باتساع ما أن رأته :
- بسم الله ما شاء الله .. احلي قمر يا حبيبي ... مش ناوي انت كمان تفرح قلبي بقي وتتجوز

التفت حسام لوالدته يضحك بمرح ليقترب منها يقبل كف يدها مغمغما بمرح :
- اتجوز ... واجبلك ضرة تضايقك يا عسل انتي .. لاء انا كدة حلو أوي
قرصت والدته خده برفق تضحك بسعادة:
- يا سيدي مالكش دعوة أنا عاوزة ضرة ... بس أنت أتجوز

ربط حسام علي رأس والدته برفق يتنهد بهدوء مغمغما برفق :
- كل شئ باوانه يا أمي .... ايه رأيك تيجي معايا ، أهو تغيري جو ...أنت ما خرجتيش من البيت خالص من ساعة ما بابا الله يرحمه مات

ابتسمت والدته لتخبو لمعة عينيها حزنا ربطت علي يده تقول بحنان :
- بلاش انا يا حبيبي معلش ما تضغطش عليا روح إنت واتبسط وابقي باركلي للواد زيدان لما تشوفه

تنهد يعرف والدته يعرف والدته لا تعود في كلمتها حرك رأسه ايجابا ليميل مقبلا جبينها ودعها متجها الي سيارة صديقه التي تنتظره أسفل المنزل ... ابتسم باتساع ما أن رآه يكاد يحرقه بنظراته الغاضبة ... فتح باب السيارة الامامي يجلس جواره
التفت زيدان له يهتف من بين أسنانه بغيظ :
- سواق البيه انا عشان افضل مستني سيداتك علي ما تنزل ...دا انا العريس

ضحك حسام ينظر له بعبث يلاعب حاجبيه بسخرية :
- طب يلا يا عتريس عشان ما نتأخرش علي فؤاده
نظر زيدان له بغيظ ليشد مكابح السيارة بعنف لتنطلق بقوة تشق غبار الرصيف ... ليضحك حسام عاليا يقلد صوت انثوي مائع :
- يا مجنون بعشق جنونك
_________________________
في فيلا خالد السويسي

قامت التحضيرات علي قدم وساق الي ان أصبحت الحديقة في غاية الجمال بعد الإشراف الكامل علي العمال وكل كبيرة وصغيرة بمساعدة حمزة .. صعد كل منهما الي غرفته ليبدل ملابسه استعدادا لاستقبال الضيوف
ارتدي خالد حلة سوداء بقميص رمادي فاتم اللون ... وارتدي حمزة المثل

علي مقربة منهم في غرفة لينا ابنه خالد حيث تجمع الفتيات في غرفتها يتضاحكن ويمزحن

ارتدت لينا الابنه فستان وردي باكمام طويلة ينزل باتساع من أسفل
أما الزوجة فارتدت فستان من اللون السماوي يليق مع لون عينيه وحجاب يتماشي معه
سهلية ارتدت فستان ازرق قاتم باكمام ضيق من الاعلي ويبدأ في الاتساع من عند الخصر
مايا المدللة ارتدت فستان احمر قاني .. تغطي اكمامه ربع كتفها فقط يصل لما بعد ركبتيها بقليل
وقفت الفتيات يتنافسن من منهن أجمل بينما لينا تقف خلفهم تنظر لهم تبتسم بسعادة وداخلها شعور يتضاخم قلقة مما سيحدث اليوم ... تنظر لابنتها بقلق .. ولمايا بحزن فالصغيرة لم تتمتع بحنان والدتها ولو ليوم واحد ماتت مايا بعد ولادتها مباشرة
اجفلت من شرودها علي صوت دقات خالد يستأذن الدخول :
- يا بنات ادخل
اتجهت لينا ناحية الباب تفتحه له تنظر له تبتسم بعشق :
- ادخل يا حبيبي
دخل خالد الي الغرفة يبتسم لهم لتسرع ابنته إليه التفت حول نفسها بالفستان تصيح بسعادة :
- بابا أنا احلي ولا سهلية ولا مايا
قرص خالد وجنتها برفق يغمغم بمرح :
- انتوا التلاتة احلي من بعض ... هنوقف رجالة العيلة النهاردة بالسلاح يحرسكوا
نظر ناحية زوجته ما ان وقعت عينيه عليها غامت بسحابة من العشق طال النظر لها ليتحرك لسانه بعشق :
- بس لينا احلي من القمر نفسه
اتسعت عينيها تنفجر وجنتيها خجلا لتخرج من الغرفة تهرول لأسفل ... لتتسع ابتسامته يود فقط لو يعرف متي ستتوقف عن الخجل منه
نظر للفتيات يبتسم برفق :
- قمرات يا اخواتي هيخطفوكوا مننا ... يلا خلصوا لبس وانزلوا

اتجه ناحية ابنته قبل أن يغادر ليميل مقبلا جبينها تنهد يهتف بهدوء :
- لوليتا عايزك تعرفي ان أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي وبس أنا ما عنديش اغلي منك في الدنيا ماشي يا حبيبتي

قطبت حاجبيها تنظر له بحذر صحيح لم تفهم لما يقول ذلك الكلام لكنها ايدته فحركت رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة ليربط علي وجهها برفق ومن ثم تركهم متجها الي أسفل ونزل لأسفل يبحث عن زوجته هنا وهناك الي ان وجدها في المطبخ تشرف علي تحضريات الطعام ... دون كلمة واحدة أمسك يدها امسك يدها يجذبها خلفه من المطبخ الي حجرة المكتب .. بينما هي تصيح فيه بذهول :
- يا خالد ... إنت يا ابني .. واخدني فين طيب ... يا عم حمدي الوزير أنت
ادخلها الي المكتب نظر حوله ليغلق الباب عليهم ... لتتسع عينيها بذهول تتمتم :
- إنت بتعمل ايه يا استاذ أنت
اقترب منها يبتسم بمكر تلك الابتسامة التي تحتل شفتي الفهد قبل ان ينقض علي فريسته .. خطوة له لامام تقابها خطوة منها الي الخلف الي ان وقعت في فخ الصياد باتت بين المطرقة والسندان هو امامها وباب المكتب خلفها نظرت له بدهشة لتري ابتسامته الخبيثة تزداد اتساعا يتمتم بمكر :
- فاكرة لما كنا واقفين هنا في عيد ميلاد لوليتا والحفلة كلها شافتنا واحنا......
وضعت يدها علي فمها اتسعت عينيها بصدمة لتهتف سريعا تقاطعه :
- فاكرة والله فاكرة

صدحت ضحكاته المجلجلة ليغمز لها بطرف عينيه يغمغم بمكر :-
شوفتي بقي يا ستي اديني غيرت الإزاز عشان خاطر عيونك وعملته عازل ... احنا نشوف الي برة لكن الي برة ما يشوفناش
نظرت له بغيظ تحاول دفعه قليلا بعيدا عنها تهمس بحنق :
- يا ابني هو لو بقيت محترم هيقولوا اللي ما قلش ادبه أهو .. ممكن تسيبني أروح اتأكد أن كل حاجة تمام قبل ما الحفلة تبدأ

انقبض قلبها بقلق رفعت وجهها تنظر له بقلق تغمغم :
- أنا خايفة أوي يا خالد ...قلبي مقبوض
ابتسم برفق يحاول طمأنتها صحيح أن قلبه ينبض بعنف هو ليس فقط قلق هو خائف ولكنه أبدا لن يظهر خوفه :
- ما تقلقيش بإذن الله خير

في الخارج

وقفت سيارة عمر في الجراش الخاص بالفيلا لينزل عمر منها دون كلام صمت مطبق من جميع الاطراف ... نزلت تالا وسارة وسارين متجهين معا الي داخل المنزل ... استقبلهم حمزة نيابة عن خالد بترحاب حار .. يعانق الصغيرات بشوق .. وقف يربط علي كتف أخيه يبتسم بسعادة :
- وحشتني ياض
ابتسم عمر يعانق اخيه بشوق مغمغا في مرح :
- وأنت كمان يا ابو أدهم .. ما هو أنا ما ينفعش اقولك يا ابيه وأنت شكلك أصغر مني أساسا

جاء خالد اليهم يشاركهم في الحديث ...
علي صعيد آخر وصل زيدان بصحبة حسام الي منزل خالد ... اطلق حسام صفيرا طويلا بإعجاب ... ينظر حوله بانبهار مغمغا :
- إيه يا عم الفخامة دي ... ناس عايشة في العز وناس بتزغط وز

ضحك زيدان ينظر لصديقه بيأس ليصدمه علي رأسه بعنف يتمتم بغيظ :
- يخربيت عينيك اللي تفلق الحجر ... تعالا يالا اعرفك علي خالي
اتجه بصحبته الي حيث يقف الاخوة الثلاثة ليقترب خالد منه ينظر له بحدة :
- ما بدري يا بيه
اشار لحسام سريعا يهتف مبررا يدافع عن نفسه :
- والله حسام اللي اخرني
حدقه حسام بنظرات نارية مغتاظة يهمس له بشر :
- تبيع صاحبك يا ابو نسمة
نظر لخالد يبتسم باتساع ليرمقه خالد بنظرة حازمة شاملة .. نظر لزيدان يتمتم ساخرا :
- هو دا بقي حسام .... اللي قرفتني بيه
حرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم باتساع ... ليتوجه خالد ناحية حسام مد يده ليصافحه :
- خالد السويسي
اتسعت عيني حسام بانبهار نبرة صوت الرجل بمفردها لها حضور طاغي مخيف .. ابتسم بتوتر يمد يده سريعا يصافحه بحرارة :
- غني عن التعريف يا افندم طبعا .. حسام مختار دكتور نسا

رد خالد قائلا بهدوء :
- شرفت يا حسام ... اعتبر البيت بيتك
لكز زيدان حسام في كتفه يغمز له مغمغما بمرح :
- ايوة يا عم ... وصلت للبوص الكبير بنفسه وبيرحب بيك
في تلك اللحظة جاءت لينا إليهم بابتسامتها الصافية المعهودة ... اتجه زيدان ناحيتها سريعا يقبل كف يدها :
- مساء الورد علي احلي وردة في المكان كله

امسكه خالد مم تلابيب ملابسه من الخلف كالمجرمين ينظر له بحدة :
- إنت بتعمل ايه يا حبيب أبوك
عدل زيدان تلابيب حلته من الأمام يجمع بقايا كرامته رفع رأسه بكبرياء تبعثر يغمغم بحسرة :
- ربنا علي الظالم والمفتري

ترك خالد تلابيب ملابسه يربط علي وجهه بعنف يبتسم متوعدا بشر :
- مين دا يا حبيبي اللي ظالم ومفتري
اشار زيدان سريعا ناحية حسام سريعا يبتسم باتساع :
- قصدي حسام طبعا ...اصل الكشف بتاعه غالي مفتري اوي ما بيعريش الناس الغلابة

هتفت لينا ضاحكة تقاطع مشاجرتهم المضحكة
:- بس بطلوا خناق انتوا الاتنين ... فضحوتنا قدام الأجانب
ضحك زيدان قائلا :
- لاء دا مش أجانب دا حسام
نظرت لينا لحسام تبتسم بود :
- اهلا ازيك يا حسام
ابتسم حسام بأدب يمد يده يود مصافحتها .. ليسرع زيدان يصافحه بقوة يهمس بذعر :
- حبيب قلبي يا حس أبوس ما تمدش ايدك أنت دكتور ومحتاجها في الكشف ...

وجهت لينا انظارها لحسام تنظر له بتمعن ذلك الفتي ملامحه مآلوفه ... ملامح تعرفها ولكن أين ... أين رأته من قبل .. يشبه أحدهم ...شخص تعرفه رأته لا تعلم ولكن ذلك الفتي بالفعل تعرفه ... اجفلت علي صوت خالد يسألها بقلق :
- انتي كويسة يا حبيبتي
ابتسمت تحرك رأسها إيجابا ... تنظر لحسام بقلق التقت عينيها مصادفة مع عيني حمزة لتجده هو الآخر ينظر لحسام بتعجب
__________________
تقف في شرفة غرفتها الضخمة تطل مباشرة علي الحديقة المضيئة ليلا بفعل تلك الأضواء التي تراقصت بتناغم لتعطي جو هادئ خلاب
زفرت بضيق تبحث بعينيها عنه هنا وهناك ... لتتسع بؤبؤ عينيها بسعادة ترتسم ابتسامة حالمة خلابة علي شفتيها حينما رأته يدخل الي الحفلة بطوله الفارع ...جسده الرياضي الرشيق المتناسق ... خصلات شعره السوداء الكثيفة ...حلته السوداء لأول مرة تراه يرتدي ملابس كلاسيك رسمية ... خرجت منها تنهيدة حالمة تنظر لقسمات وجهه عينيه السوداء .. ملامحه الوسيمة الحادة قليلة ... فاقت من شرودها علي صوت مايا فهي الاخري تعرف بأمر معاذ ولكن علي عكس سهيلة تراها قصة حب حالمة ... صدح صوت مايا تشير الي احد الشباب :
- لينا مش دا معاذ اللي ورتيلي صورته

اشارت اليه وكأن تلك الحالمة لم تراه وهل كانت تهيم بغيره ... اتجهت ناحية غرفتها تنظر لانعاكسها في المراءة بابتسامة صغيرة خجولة لتتجه بخطي سريعة مهرولة الي الحديقة وقفت للحظات تبحث عنه بلهفة ليهدر قلبها بعنف ما أن وقعت عينيها عليه يقف بعيدا في أحد الأركان البعيدة ممسكا بكأس عصير يستند بمرفقه علي الطاولة جواره ... اتجهت ناحيته تتحرك بخطي سريعة متلهفة ... تنظر حولها بحذر تتمني الا يراها احد ما ... من الجيد أن الجميع منشغل في الحفل ... الجميع عداه هو ... كان يبحث عنها بين الحضور الي أن وقعت عينيه عليها تتحرك خطوات تحاول جعلها طبيعية حتي لا يشك أحد في امرها ...
ضيق عينيه يرمقها بنظرات شك غاضبة خاصة حينما رأي نظراتها المصوبة تجاه ذلك الشاب انسحب بهدوء من وسط الجمع الصغير يمشي ناحيتها
وقفت لينا أمام معاذ تنظر له بسعادة تتراقص في مقلتيها ابتسامة واسعة لم تستطع إخفائها عن شفتيها حركت يديها تهتف بابتسامة واسعة
:
-معاذ مبسوطة أنك جيت كنت فكراك مش هتيجي لما اتأخرت اوي كدة

ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة علي شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية :
- ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه

اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها علي وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه ... بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم .... لا ينوي خيرا ابداا
____________

الفصل أتأخر كان عندنا حملة جرد نظافة للشقة وخلصت متأخر فرغما عني مش بمزاجي
الخاطرة في اول الفصل بقلم المبدعة شروق محمود ... الفائزة في مسابقة خواطري
ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت عشان التفاعل بدأ يقع .. جمهور الواتباد .. الواتباد عندي مش راضي يرد علي الرسايل مش تطنيش والله فعذرا جدا سامحوني
هحاول بكرة انزل تكملة فصل الحفلة عشان كبير


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 02:02 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

«للعشق قيوده الخاصة»
«الجزء الرابع من أسير عينيها
الفصل السابع
« تكملة الحفلة »
¤¤¤¤¤¤¤¤
يقف في نهاية الحديقة جوار احدي الطاولات يستند بساعده الايسر علي سطح الطاولة يحمل في يده كأس من العصير يرتشف منه علي مضض نظر له باستخفاف ليغمفم ساخرا مع نفسه :
- اخرتها واقف زي الاهبل بشرب عصير ....
تنهد يزفر بضجر يتذكر تحذيرات والده بأن أي شكوي ولو بسيطة أتت له عنه سيسحب منه سيارته وبطاقته البنكية وعضوية النادي ... لذلك قرر أن يظل واقفا مكانه الي أن ينتهي ذلك الحفل السخيف ... يراقب الحضور بتهكم واضح من نظراته الساخرة الخاوية .. قلب عينيه حينما رآها قادمة نحوه تفحصها بعينيه قصيرة قليلا تصل لقرب كتفه بذلك الكعب البسيط فستانها الأنيق ... عقد جبينه يفكر لون فستانها أحمر كما يراه هو أم لون غريب من تلك الدرجات التي سمعها من قبل .. أخبرته أحد الفتيات أنه « عنابي » ، واخبرته اخري أنه احمر « عقيقي» ، واخبرته ثالثه تتفاخر بفستانها الذي بالكاد يسترها أنه أحمر « فيروزي » وهو حقا لم يفهم ما علاقة الأحمر بمشروب الفيروز الذي يحبه ..مال برأسه لليمين قليلا يتفصحها عن كثب جميلة عيناها ... اللامعة بشرتها البيضاء كبشرة الاطفال ... اتجه ببصره ناحية شفتيها ليجفل يحرك رأسه نفيا يعنف نفسه :
- إيه اللي إنت بتهببه دا يا زفت دي عيلة صغيرة في ثانوي

التفت إليها حينما سمعها تحادثه برقة فطرية ليست مصطنعة كما تعود دائما :
- إزيك يا عثمان

اجبر شفتيه علي الابتسام التفت بجسده لها يمد يده يصافحها ببرود ظاهر :
- اهلا إزيك يا سارين ... اخبار مذاكرتك ايه ... شدي حيلك عايزيك تبقي اللي انتي عيزاه

ابتسمت خجلة تعيد خصلة ثائرة تمرد من شعرها خلف اذنيها من جديد لتسحب يدها من يده ببطئ تتمتم بخفوت :
- شكرا يا عثمان

حمحمت بحرج لا تعرف ما تقول بينما هو لازال يرتشف من كأسه ينظر الي جميع أنحاء الحفلة عداها هي ... شعرت بالحرج من وقفتها هكذا لتقرر الرحيل ... لتجده يمسك بيدها سريعا شخصت عينيها بذهول ... خاصة سمعته يتحدث بمرح لم تعهده منه ابدا :
- ايه ... ايه رايحة فين خليكي قاعدة معايا
اشار بيده الي أحد الخدم الذين يتحركون هنا وهناك يحملون كأوس العصير .. قام من مكانه يزيح لها أحد المقاعد يبتسم لها بجذابية سحرتها :
- اتفضلي اقعدي
حركت رأسها إيجابا دون تفكير ....لتجلس علي المقعد برفق حرك بها المقعد للأمام ... تناول من النادل كأس عصير فراولة يضعه امامه يغمغم بابتسامته الساحرة :
- الفراولة يا فراولة

اتسعت عينيها بذهول لا تصدق أن عثمان يجلس أمامها يقول لها ذلك الكلام يعاملها بتلك الطريقة ... عثمان التي طالما تمنت ولو نظرة واحدة منه يعاملها برقة ...يجلس أمامها يتحدث يضحك ... من الجيد أن والدتها منشغلة مع السيدات والا كانت أقامت الدنيا فوق رأسها ... انفجرت دقاتها خجلا حينما مد يده يمسك بخصلة شعرها الثائرة يعديها خلف اذنيها يغمغم ضاحكا بمرح :

- انتي شعرك ناعم اوي كل شوية بيقع

تجلس امامه كالبلهاء فقط تبتسم بخجل تستمع له لا تعلم ... إن الصياد يعقد شباكه حول أخري وفقط يستخدمها كوسيلة ... هي حقا لا تعني له شيئا ... ولكن عند رحليها لمح تلك الفتاة ( ليلا ) تدخل إلي الحفل بصحبة والدها ... بالطبع يجب أن يكون هنا ... أرادها أن تعلم شباك الصياد لا تخلو من الفرائس ... ابتسم بانتصار يضحك بصوت عالي يمزاح سارين حين رأي نظرات ليلا المشتعلة الموجهة إليهم ... سيريها كيف تتحدي الصياد
_____________
علي صعيد أخر يمشي في أرجاء المكان استأذن منهم ليستكشف الحفل ... لا ينكر أن المكان بالفعل نال إعجابه فخم ... رائع ... لمحت عينيه شابة صغيرة تقف عند المسبح بعيدا عن زحام الحضور ... اقترب منها ليجدها تمسك بهاتفها تصيح فيه بضيق :
- ما تردي يا سارين ... ماما بتدور عليكي بقالها ساعة .. اووف

اجفلت تشهق بفزع حينما سمعت صوت عابث يهمس من خلفها :
- اهدي بس مين اللي عصب القمر

التفتت له لتجد شاب طويل القامة بشكل سخيف بالنسبة لها ... وسيم ذكرها ببطل مسلسل تركي كانت تشاهده مع أختها بالأمس .. حاولت استعادة ثباتها لتحرك رأسها نفيا تعقد جبينها بحدة قائلة :
- وأنت مالك أنت ... أنت مين اصلا

اشار الي نفسه ببراءة ينظر لها بمرح .. مط شفتيه يغمغم بزهو :
- أنا ... حسام ..صاحب العريس ..قصدي صاحب زيدان .. والقمر

ضيقيت عينيها تنظر له يغيظ وضعت يدها علي خصرها تنظر له بغرور تهتف بزهو :
- سارة السويسي ... بنت أخو صاحب الحفلة

بلع حسام لعابه بتوتر ارتبك قليلا ليمد يده يغوص بها في خصلات شعره الكثيف ابتسم يحاول مدارة ارتباكه ليمد يده يود مصافحتها :

- يا ستي تشرفنا ... أنا حسام مختار دكتور نسا

عقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له بحنق ابتسم باصفرار تتمتم بامتعاض :
- سوري ما بتعرفش علي حد غريب عن إذنك

مرت جواره ليخترق أنفه دون سابق إنذار ... رائحة عطرها الهادئ .. ابتسم بعبث مقررا مشاكستها :
- انتي حاطة ريحة صابون سايل

شهقت بعنف تشتعل عينيها غضبا امسكت بأطراف فستانها تلتفت إليه جزت علي أسنانها مغتاظة منه :
- صابون سايل يا بيئة دا tender ..
نظرت له بتهكم لتكمل ساخرة :
- ابقي روح شوفلك دكتور لمناخيرك يا دكتور .. عن إذنك

رحلت سريعا تمشي بخطوات سريعة غاضبة ليدس يديه في جيبي سروال حلته يبتسم باتساع :
- وماله
_________________
يا بنتي اصحي ... جوررري يا جورري ..
هتف بها خالد يحاول إيقاظ تلك الصغيرة التي نامت علي ذراعه ما أن حملها لينظر لأخته وزوجها هاتفا في تعجب :
- جري إيه يا ياسمين ... ايه يا فارس انتوا ما بتنيموش البت دي ولا إيه

ضحكت ياسمين بخفوت لتقترب من أخيها تحاول ايقاظ طفلتها الصغيرة جوري البالغة من العمر عشرة أعوام ... :
- جوري ... جوجو اصحي يا حبيبة ماما ... ولا حياة لمن تنادي ... أنا مش عارفة البت دي طالعة بتحب النوم كتير كدة لمين

نظر خالد لها باستجهان يرفع حاجبه الايسر بتهكم :
- اقول أنا لمين ... ولا يلا ربنا حليم ستار ..قوليلي الواد غيث هينزل امتي

تنهدت ياسمين بشوق تنظر لاخيها بابتسامة صغيرة :
- السنة دي آخر سنة كلها كام شهر ويخلص جمعته وينزل يقعد علي طول معانا ... وحشني اوي يا خالد

ضحك فارس بمرح ليقترب منها يطوق كتفيها بذراعه :
- أهي كل يوم علي الاسطوانة دي .. غيث واحشني يا فارس .. ما كانش لازم تسيبه يكمل تعليمه برة ... أنت قلبك بقي حجر ... وحاجة منتهي اني بقيت مصطفي أبو حجر جدا يعني

ضحك خالد بمرح يشارك أخته وزوجها في الحديث ... لحظات ودخل محمد ومعه زوجته وابنهم فراس .. ليشير خالد ناحيتهم يتمتم بابتسامة :
- محمد جه أهو ومعاه رانيا وفراس

اتسعت عينيه بذهول حينما هبت تلك الصغيرة النائمة بين ذراعيه .. في لحظات وجدها تصحو تتحرك حولها تهتف بلهفة :
- فراس فين فراس

اتسعت عينيها بسعادة لتتملص من بين يدي خالد تركض ناحية فراس تلوح له بسعادة :
- فراس هاي يا فراس

أصفر وجه فارس بذهول من الصدمة بينما ضحكت ياسمين بخفوت مما حدث ... بصعوبة كبح خالد ضحكاته ... اقترب خطوتين من فارس يربط علي كتفه يهمس له :
- أنا من رأيي أنك تروح تطلب أيد فراس
قالها لينفجر في الضحك ... ضحكات عالية صاخبة لم يوفقها سوي صرخات لينا ابنته وصوت زيدان وهو يصيح في أحدهم ... احتدت عينيه قلقا علي ابنته ليركض اتجاه الصوت يبحث عنها بلهفة وفزع
_________________
ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة علي شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية :
- ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه

اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها علي وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه ... بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم .... لا ينوي خيرا ابداا هو صحيح لم يستطع سماع ما يقولون .. ولكن رؤيتها وهي تقف تنظر لذلك الشاب بتلك السعادة أجتت نيران غيرته ... تنظر له بعشق يعرفه جيدا ... فهو دائما ما ينظر لها بتلك النظرات وهي حقا لا تهتم ... اندفع ناحيتهم دون أن ينطق بكلمة كانت قبضته تعرف طريقها لفك معاذ الذي ترنح للخلف يمسك بفكه المتورم .... صرخت لينا بفزع من هول الصدمة .. بينما قبض زيدان علي تلابيب ملابس زيدان يجذبه بعنف يصرخ فيه :
- إنت مين وبتعمل إيه هنا ... و ازاي تسمح لنفسك تمسك ايدها بالشكل دا

زيدااان ...صدح صوت خالد كالرعد من خلفه ليرمي ذلك الفتي بنظرة حادة مشتعلة نفضه بعيدا عنه بعنف ...
اقترب من الجمع ينظر للثلاثة ابنته التي ترتجف بعنف ....زيدان يقف ينظر لذلك الشاب يكاد يحرقه بنظراته ... ذلك الشاب رآه من قبل
التفت لزيدان يسأله بحدة :
- ايه اللي بيحصل هنا .... في ايه يا زيدان

اقترب معاذ منه يمد يده يصافحه باحترام : - دكتور معاذ يا أفندم أتمني حضرتك تكون فاكرني

Flash back
وقفت لينا جوار سهيلة مع دفعة جامعتها أمام مبني كبير لها لافتة صغيرة كُتب عليها المشرحة
اقتربت سهيلة من لينا تهمس بارتجاف :
- لينا ما تكلمي باباكي .. خليه يكلم الدكتور زي ما بيعمل كل مرة .. وما ندخلش المشرحة

شدت لينا علي يد سهيلة تنظر لباب الغرفة المغلق تكاد تبكي من الخوف لتقترب من سهيلة تهمس بفزع :
- بابا مسافر عنده اجتماع في الغردقة كلمته وموبايله مقفول ... سهيلة أنا مش هقدر ادخل المكان دا

اجفلا معا علي صوت المحاضر حين صدح صوته يهتف بحزم :
- إحنا دلوقتي هندخل علي مشرحة الطلبة اللي ورايا دي ومش عايز اي اعتذارات يا دكاترة انتوا مش صغيرين .. المفروض تكونوا اتعودتوا
أشار الي الشاب الواقف جانبه يربط علي كتف بهدوء :
- دكتور معاذ زميلكوا في سنة الامتياز هيساعدني النهاردة

تقدم المحاضر برفقة معاذ الي داخل غرفة المشرحة وخلفهم الطلاب
ما أن كشف الطبيب عن أحدي الجثث الراقدة علي سرير حديدي سقطت لينا دون سابق إنذار فاقدة للوعي
اتسعت عيني المحاضر بفزع يكاد يلطم خديه من الخوف ليصيح بذعر :
- يا نهار مش فايت دي بنت خالد باشا السويسي لو حصلها حاجة أبوها هيطربقها علي دماغنا كلنا
نظر الي الواقف جانبه يصيح فيه بخوف :
- معاذ بسرعة اتصرف فوقها
اندفع معاذ ناحيتها يحاول إفاقتها لم يجد بدأ سوي أنه حملها بين ذراعيه متجها بها الي الخارج ... الي احد المدرجات الفارغة احضرت له سهيلة مقعد ليجلسها عليه بصعوبة إستطاع إعادتها لوعيها :
- يا آنسة .. يا آنسة اا
نظر لسهيلة يسألها :
- هي اسمها ايه
نظرت له سهيلة بريبة لتنطق علي مضض :
- لينا
حرك رأسه ايجابا يعاود النظر إليها ليتنهد براحة حين رآها تحاول أن تفتح عينيها ... حركت رأسها تأن بألم .. ما إن فتحت عينيها وجدت ذلك الشاب الذي لا تعرفه يجثو علي ركبتيه أمامها اتسعت عينيها ذعرا ما ان رأتها لتلتصق بالكرسي تنظر له بفزع :
- أنت مين ... وعايز مني ايه ... ابعد عني ابعد عني
اتسعت عيني معاذ بذهول من تصرفها ليرفع كفيه باستسلام ... يهتف سريعا يحاول طمأنتها :
- اهدي .. اهدي يا آنسة ... مالك

ربطت سهيلة علي كتف لينا .. لتمسك بيدها تحاول طمأنتها تهتف برفق :
- اهدي يا لينا ... ما تخافيش .. دا دكتور معاذ هو اللي فوقك لما اغمي عليكي
نظرت لمعاذ تعتذر له بابتسامة صفراء مجاملة :
- معلش يا دكتور أصل لينا ما بتحبش تتكلم مع حد غريب

التفت معاذ للينا يبتسم بجاذبية مد يده يسمك كف يدها يصافحها بحرارة يهتف في مرح :

- خلاص يا ستي اعتبريني مش غريب ونتعرف انا معاذ ... وانتي لينا .. انا في سنة الامتياز وانتي أصغر بسنة .... أنا شاب حليوة وانتي بنوتة زي القمر

اتسعت عينيها في ذهول من كلام ذلك الغريب .. رغما عنها وجدت نفسها تضحك خجلة من كلامه ... لم تشعر بالخوف منه مع أنها حقا لا تعرفه ... نظرت له بذهول حينما بدأ يغني بصوت نشاذ مزعج :
- ضحكت يعني قلبها مال وخلاص افرق بينا اتشال
اتسعت ابتسامتها تشعر باحمرار غريب يغزو وجنتيها ... لتجده يمد كف يده يهتف بحنو ّ
- هاتي ايدك اساعدك تقومي .. انتي محتاجة تروحي تستريحي

بتردد ظاهر وضعت يدها داخل كف يده ليقبض علي كفها برفق يجذبها لتقف تستند علي كف يده الي الخارج ... لتنظر له سهيلة بغيظ اقترب تمسك بيد لينا الاخري ابتسمت لمعاذ باصفرار ...ما إن خرجا اشارت لينا لعدة سيارات احتلت ساحة الجامعة تنظر لمعاذ بتشفي :
- لينا مش دول حرس باباكي
اتسعت عيني لينا بذهول تفكر بدهشة كيف جاء والدها بتلك الدهشة وقفت سيارة والدها ليخرج منها سريعا متجها ناحيتها نزعها من بين يديي معاذ وسهيلة يحتضن وجهها بيت كفيه يسألها بقلق :
- مالك يا حبيبتي الدكتوى بتاعك اتصل بيا وقالي أنك تعبتي ... انتي كويسة

قطبت جبينها تنظر له بتعجب لتسأله بدهشة :
- بابا مش حضرتك كنت مسافر

ابتسم يربط علي وجهها برفق :
- جيت النهاردة الصبح من الغردقة ... المهم انتي كويسة ايه اللي حصل
احتدت عينيه ينظر لحرسه المسؤولين عن حراستها بحدة :
- والبهايم اللي أنا رزاعهم هنا واقفين يتفرجوا ... حسابكوا معايا بعدين

امسكت لينا بيديه تبتسم بهدوء :
- ما فيش يا بابي أنا بس خوفت من الجثث فاغمي عليا
اشارت لذلك الشاب الواقف بالقرب منهم تهمس في خجل :

- دكتور معاذ ساعدني هو اللي فوقني

توجه خالد بنظره الي معاذ يتفحصه بنظراته ... لم يعجبه ذلك الشاب يبدو من هيئته أنه شاب لعوب يعرف كيف يغوي البنات
اقترب منه يمد يده ليصافحه قائلا في هدوء :
- خالد السويسي ... انا متشكر جدا يا دكتور معاذ علي مساعدتك لبنتي

ابتسم معاذ بحرج ليمد يده سريعا يصافحه يقول سريعا بأدب : العفو يا افندم دا واجبي

حرك خالد رأسه إيجابا يبتسم باقتضاب ليعود الي ابنته حاوط كتفه بذراعه يحثها علي التحرك ليمسك بيده الأخري يد سهيلة متجها بهم إلي السيارة :
- يلا يا بنات عشان اروحكوا
اتجهت مع والدها الي السيارة تنظر له خلسة تبتسم بخجل سعيدة دقات غريبة تقتحم قلبها دون سابق إنذار وتلك كانت فقط شرارة البداية

Back
حرك خالد رأسه إيجابا حين تذكر ذلك الشاب .. ليمد يده يصافحه :
- آه افتكرتك مش أنت الدكتور اللي ساعد لينا لما اغمي عليها
حرك معاذ رأسه إيجابا يشجع نفسه ليكمل اخذ نفسا عميقا ..يقول بهدوء :
- بالظبط يا افندم الدكتورة حبت تشكرني فعزمتني علي حفلة عيد ميلادها .. لما دخلت جت الدكتورة تسلم عليا لقيت الاستاذ دا جاي يضربني

احتفظ خالد بكف معاذ في يده لينظر لزيدان يسأله بحزم :
- ليه ؟

نظر زيدان لمعاذ بحدة يود لو يختلي به لينزع قلبه من مكانه صاح بحدة غاضبا :
- البيه كان بيتسهتن وبيبوس ايدها

نظر خالد لمعاذ يبتسم ابتسامة صفراء متوعدة لتنكمش ملامح معاذ بألم يشعر بأصابعه تكاد تسحق في قبضة ذلك الرجل بينما هتف خالد بهدوء تام :
- دكتور معاذ مساعدتك لبنتي في موقف ما تدكش الحق أن تبوس ايدها ماشي يا دكتور

جز معاذ علي أسنانه بعنف يمنه آهاته المتألمة من الخروج ... ليحرك رأسه إيجابا سريعا ترك خالد يد معاذ ليحرك الأخير أصابع يده برفق يتأكد أنها لم تُكسر ...نظر لخالد يبتسم متالما ليهتف سريعا :
- خالد باشا أنا كنت عايز افاتح حضرتك في موضوع مهم

وجه خالد له نظرة سريعة ليتجه ناحية ابنته أمسك بكف يدها .... يده الاخري امسك بيد زيدان التفت لمعاذ برأسه يبتسم باقتضاب :
- بعد الحفلة يا دكتور

اتجه بصحبه ابنته وزيدان الي بقعة فارغة في منتصف الحفلة .. ليحضر له العامل الميكروفون الاسود الصغير .. حمحم بصوته الخشن ليسود الصمت يلتفت له الجميع
ليبدأ كلامه قائلا :
- مساء الخير يا جماعة ... أحب اشكركوا علي وجودكوا معانا النهاردة تشركونا فرحتنا زي كل سنة ... بس السنة دي الفرحة مضاعفة .. مش بس بنتي كبرت سنة وخلاص قربت تتخرج وتبقي أحلي دكتورة في الدنيا ... زيدان طلب مني ايد لينا .. وطبعا بعد ما خدت رأيها .. قررت اعملهالها مفاجأة وأعمل خطوبتها في نفس يوم عيد ميلادها

كانت سعيدة في البداية من كلام والدها ابتسامتها البريئة تزداد اتساعا مع كلامه قلبها يرقص فرحا ...إلي أن وصل إلي الجزء الخاص بزيدان تجمدت ابتسامتها على شفتيها لتشخص عينيها في ذعر كل ما تفكر فيه أن والدها يمزح بالطبع يمزح تعرف والدها يحب ان يشاكسها
طرقع خالد بأصبعيه فوقعت الستار السوداء عن تلك المنطقة المغلقة ليظهر خلفها مجلس العروسين او ما يعرف «بالكوشة » ذات تصميم رائع يخطف الأنفاس
شهقت ذعرا حينما سمعت جملة ابيها التي وجهها الي زيدان :
- يلا يا عريس خد عروستك واقعد في الكوشة
ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا بتلهف اقترب منها خطوة واحدة لتعود هي للخلف تنظر لهم بصدمة تحرك رأسها نفيا لتبدأ بالصراخ دون سابق إنذار :
- لا .. لا .. لا

اندفعت لينا ناحية ابنتها لترتمي الأخيرة بين ذراعيها تجهش في البكاء ... ضمتها بين ذراعيها متجهه بها إلي الداخل تحت أنظار الجميع المتعجبة ... المصدومة مما حدث
وقف قاسم متجها الي خالد ينظر له بحدة نظرات تقول « قولت لك من البداية »
اتجه خالد الي داخل المنزل

اتجهت لينا مع صغيرتها الي غرفة الأخيرة .. اجلستها برفق علي الفراش لتتعلق الصغيرة بأحضانها ترتجف بعنف تشهق في بكاء عنيف .. لينا تحاول تهدئتها ولو قليلا لتسمع صوت ابنتها تهمس بارتجاف :
- بابا زيدان ... بابا .. لا لا لا

بات جسدها يرتعش بشدة محاولات لينا لتهدئتها لم تفلح بالمرة ... ابعدتها عنها سريعا تلتقط علبة المهدئ الخاص بالصغيرة .. اعطته قرصا لتأخذه الفتاة سريعا بلهفة تود في تلك اللحظة فقط ان تهرب من واقعها الي النوم اخفت جسدها داخل احضان والدتها تتشبث بها الي بدأت تشعر بخمول حاد يسري في أوردتها لم تقاوم فقط استسلمت ... لم تعد تشعر بشئ

نظرت لينا لها بألم لتمدد جسدها برفق علي الفراش نظرت لها بحنو تمسد علي شعرها برفق لن تسمح بأن يحدث لابنتها ما جري لها ... اجفلت علي صوت الباب وهو يفتح دخل خالد الي الغرفة غاضبا يصيح بحدة :
- عاجبك اللي بنتك عملته تحت دا

وقفت لينا تنظر له بحدة تصيح بشراسة أم خائفة :
-بنتي ما غلطتش ... هي مش عيزاها وأنت اللي مصر تجبرها علي أكتر بتكرهه وبتخاف منه ... لا يا خالد أنا مش هسمحلك تضيع بنتي زئ ما ضيعت اللي قلبها

نطقتها دون وعي من شده خوفها وذعرها علي ابنتها... أدركت بعد فوات الأوان انها نطقت بما لا يجب .. حين رأت نظرة انكسار وحرقة ألم احتلت مقلتيه ... تغضنت ملامحه ألما ليخرج من الغرفة دون أن ينطق بكلمة واحدة

وضعت يدها علي فمها تضغط علي شفتيها بعنف تنهر نفسها بقوة :
- ايه اللي أنا قولته دا بس ... غبية يا لينا
نظرت لابنتها بحزن لتربط علي رأسها برفق قبلت جبينها تدثرها بالغطاء جيدا لتخرج من الغرفة تلحق به تحاول أن تصحح ما أفسدت

في الأسفل

اعتذر للجميع عما حدث قبل قليل ليبدء الحضور بالمغادرة واحدا تلوو الاخر الي أن رحلوا جميعا .... ليتجه هو الي الداخل وقف أمام السلم يتنهد بحزن مقررا الصعود إليها
ليطمئن عليها .... اتجه الي غرفتها رفع يده يدق الباب بخفة مرة اثنتين ثلاثة لا مجيب حرك مقبض ودخل ليجدها نائمة بهدوء ارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه ينظر لقسمات وجهها البريئة تقدم ناحيتها ببطئ الي ان وصل الي فراشها جلس علي ركبتيه بجانبها ممسكا كف يدها يقبله برفق كأنه قطعه زجاج رقيقة .... ابتسم بحب يتنهد بشوق فالوقت الوحيد الذي يستطيع أن يشبع عينيه منها حينما تكون نائمة ظل ينظر لها بحب ممتزج بحزن يتساءل داخل نفسه لما تكرهه كل ذلك الكره لما لا تبادله عشقه لها ... لما لا يمكنه أن يحصل علي السعادة منذ أن كان طفلا لما الحياة تكرهه لذلك الحد ...هو علي استعداد ان يفعل أي شيء مهما كان لأجل سعادتها ولكنها حتي لا تطيق النظر في وجهه مد يده يمسد علي شعرها برفق
ليسمعها تتمتم بنعومة وهي نائمة : معاذ ... معاذ .... معاذ ما تسبينش يا معاذ .... معاذ

شخصت عينيه في صدمة .... تحولت لغضب احمرت عينيه من شدة غضبه علت أنفاسه بحدة اقترب بوجهه منها حتي لفحت أنفاسه الحارة وجهها مد يده يمسد علي وجهها برفق يهمس بشر متوعدا :
- صدقيني أنا لحد دلوقتي بحاول أقنع نفسي أن ما فيش حاجة بينك وبين اللي اسمه معاذ دا ... بس سهلة أنا كلفت واحد يجبلي قرار البيه ... بكرة ولا بعده بالكتير وهعرف الحقيقة كاملة

مد يده في جيبه ينزع من العلبة خاتم خطبتهما ليمسك كف يدها يلبسه إياها برفق ... قبل كف يدها ليضعه جوارها بهدوء تركها متجها الي أسفل ... القي بجسده علي أحد المقاعد يخفي
يمسح وجهه بعنف بكف يده ... لتقع عينيه علي ورقة صغيرة ملقاة بشكل ملفت جذب انتباهه ... ليقم من مكانه التقط الورقة يفتحها لتشخص عينيه بفزع حينما رأي ما كتب
« باتت الصغيرة الآن بين ايدينا ... عيد ميلاد سعيد للصغيرة »
صرخ باسمها بفزع ليأخذ طريقه راكضا الي أعلي
______________


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعتذاري الحلقة ما نزلتش امبارح لظروف صحية
دا اولا
ثانيا بفضل ربنا ودعم حضراتكوا تم اختياري من ضمن الخمسة المرشحين أنهم ينشروا ورقي السنة دي مع دار إبداع للنشر ... فيعني قدامي فرصة ولو ضعيفة اني اقابل حضرتكوا في معرض الكتاب الجاي بإذن الله .. انا مش هوقف الرواية طبعا احتراما لحضرتكوا بس تسامحوني بس مش هيبقي في مواعيد ثابتة كل ما اقدر انزل فصل هنزل ... عشان بس الحق اخلص العمل التاني وهرجع تاني اتفرغ للرواية ... أنا عارفة اني هتقل عليكوا شوية بس دا من عشمي فيكوا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 02:34 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

«للعشق قيوده الخاصة»
«الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الثامن
¤¤¤¤¤¤

اتجهت إلي غرفتهم تكاد تعض اناملها من الندم كيف ضغطت علي وتره الحساس بتلك القسوة ... تعرف أن جرحه علي ما مضي لن ولم يندمل ابدا تنهدت تنهر نفسها بعنف مدت يدها تمسك مقبض الباب .. فتحته ودخلت تبحث عنه بعينيها في كل مكان لتلمح طيفه يقف في شرفة غرفتهم ... تقدمت ناحيته لتقف عند باب الشرفة لتراه يقف هناك قريبا منها بعيدا بذلك الحاجز الذي بنته هي بكلماتها الغبية ... ينظر للحديقة بخواء نظرات فارغة لا روح فيها ظاهريا ... تري دموعه التي يحاول سجنها بالقوة تقدمت الي أن وقفت جواره نظرت للحظات للحديقة لتشاهد الناس يرحلون انتهت الليلة باسوء ما يكون ... التفتت له تضع يدها علي ذراعه لتهمس بخفوت :
- خالد أنا آسفة ... أنا حقيقي مش عارفة قولت كدة ازاي
لم يبدي اي رد فعل علي ما قالت سوي انه اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر ... اقترب منه لتزيحه قليلا اندثت بين احضانه وضعت رأسها علي صدره تطوق ظهره بذراعيها تتوسله باكية :
- عشان خاطري سامحني أنا آسفة ... أنا بجد مش عارفة أنا قولت كدة ازاي .. أنت مالكش ذنب في اللي حصل زمان .. أنا .. أنا بس خايفة علي لوليتا ... فمش مجمعة ومش عارفة اركز في حاجة
ظل علي حالته صامت جامد لم يرفع حتي يده ليضمها كما يفعل دائما لترفع وجهها قليلا تنظر له لتشخص عينيها ذعرا حينما رأت فقط دمعات بسيطة تتساقط من جفنيه المغلقين ... انتفض قلبها فزعا لترفع يديها سريعا تحاوط وجهه بكفيها تهتف بتلهف قلقة :
- خالد .. خالد عشان خاطري أنا آسفة والله آسفة ... طب اعمل اي حاجة بس ما تفضلش ساكت كدا ... طب اضربني حتي أنا ....

بترت جملتها تشهق بعنف حينما جذبها بقوة يعتصرها بين ذراعيه ... انسابت دموعه ألما مما حدث ويحدث لابنتيه ...

أطلق آها ذبيحة من بين طيات قلبه المعذب من الألم ... بينما هي تقبض علي ملابسه بقوة تتشبث بعناقه تهمس من بين شهقاتها :
- أنا آسفة والله آسفة

ابعدها عنه برفق حاوط وجهها بكفيها يمسح دموعها بإبهاميه ... لتمد كفيها بأكملها تمسح بها وجهه تزيح دمعاته .. ابتسم في مرح زائف يحاول أن يهدئ من التوتر السائد ليهتف :
- انتي بتليفيني يا بنتي ... ايديكي كلها في وشي

انخفضت برأسها لأسفل تضحك بخفوت لتشعر بيده تنبسط أسفل ذقنها برفق يرفع وجهها بتروي ...التقت زرقتيها مع حبتي البندق اللامعة في عينيه ... ابتسمت مطمأنة ما ان نظرت له لتسمعه يقول هامسا بخفوت :
- ما تقوليش كلمة اضربني دي تاني ... مش لازم تفكريني يعني أن كنت إنسان معدوم الإنسانية

حركت رأسها إيجابا دون كلام عينيها شاردة تفكر في ابنتها خائفة قلقة حائرة ..لم تعرف ما تفعل فالقت نفسها في صدره تنهدت قلقة تهمس :
- لوليتا يا خالد ... عشان خاطري بلاش زيدان لو بتحبها وبتحبني بلاش تفرضه عليها

رفع يديه يحاوطها بيده اليمني واليسري تربط علي رأسها بحنو ليقول بهدوء حازم :
- انتي عارفة ومتأكدة انكوا اغلي حاجة عندي في الدنيا ... أنا ما اقدرش آمن عليها مع أي حد الوحيد الي هبقي مطمن عليها وهي معاه هو زيدان ... انتي عارفة لو كان جالها واحد أنا أثق أنه بيحبها عشان ذاتها وهي بتحبه ما كنتش اترددت لحظة إني اجوزهولها كل اللي بيجوا بيبقوا يا أما طمعانين في فلوسي .. يا أما عايزين يناسبوا خالد باشا عشان يهسلهم شغلهم ...انما زيدان لاء زيدان بيحب لينا عشان نفسها ... أنا واثق أنه الوحيد اللي هيقدر يساعدها في علاجها

رفعت وجهها عن صدره تبلع لعابها قلقا تهمس بتوتر ؛
- بس لينا ما بتحبوش يا خالد
ابتسم بهدوء يهتف برفق يحاول طمئنتها :
- يا حبيبتي الحكاية كلها في ايد زيدان هو الي يقدر يخلي لوليتا تحبه وما تخافش منه بس هي تديله فرصة ...والله الواد عايز فرصة بس .... ايه يا لوليتا مستخسرة في الواد فرصة دا انتي اللي مرباياه

اضطربت حدقتيها بقلق حائرة لا تعرف أتوافق ام لاء ...كلمة خالد الأخيرة اثرت وبشدة علي وتر احساسها بالامومة خاصة تجاه زيدان .. تنهدت تزفر بحيرة تهز رأسها إيجابا :
- طيب ماشي اما نشوف

ابتسم بعبث يلاعب حاجبيه بمكر ليحاوط جسدها بذراعيه تشدق يهمس باستمتاع :
- بقولك ايه ... فاكرة طريقة عمل البسبوسة ولا افكرك

انهي كلامه بغمزة وقحة من طرف عينه اليسري ... شخصت عينيها بذهول تقسم أنها ستصاب بالجنون من ذلك الرجل لم تكد تفتح فمها حتي تجده يسارع قائلا بمكر :
- افكرك ... هفكرك

اقترب منها لم تسنح له الفرصة لأن يقدم علي أي فعل سمع صوت زيدان يصيح باسم لينا يبدو من صوته أنه خائفا فزعا ... لينفض لينا من بين ذراعيه يركض لخارج الغرفة ليجد زيدان يهرول الي غرقة ابنته ... ركض خلفه وخلفهم لينا .... دفع زيدان باب الغرفة بعنف عينيه متسعين بفزع تقدم للداخل بلهفة ليتجمد مكانه تنهد براحة ليقطب جبينه متعجبا ... لينا أمامه تنام بهدوء كأنها طفلة صغيرة ... إذا لما تلك الرسالة الغربية وما الهدف مما كُتب فيها ... كيف أصبحت لينا بين أيديهم وها هي أمامه ... اجفل علي يد خالد تجذبه من ذراعه ليلتفت له صاح خالد في وجهه:
- في ايه ... ايه الفزع اللي إنت عملته دا

نظر ناحية لينا نظرة خاطفة ليعاود النظر لخاله ..مد يده له بالورقة التي يقبض عليها ...
ليأخذها خالد منه فتحها يقرأ ما كُتب عليها لتشتعل عينيه غضبا كور قبضة يده يشد عليها بعنف .. اجفل علي صوت أخيه يأتي من خلفه :
- في اي يا خالد
التفت ليجد حمزة وادهم ومايا الجميع يقف أمام الغرفة من الخارج ينظرون لما يحدث بقلق ... اتجه الي أخيه يربط علي ذراعه :
- تعالا معايا يا حمزة

التفت الي لينا يحادثها :
- خليكي جنب لينا

لينظر حمزة الي أدهم ومايا يحادثهم بحزم :
- خشوا ناموا يلا عندنا طيارة كمان كام ساعة

حرك أدهم رأسه إيجابا بصمت ليمسك بيد مايا يأخذها بعيدا عن الجمع ... نزل حمزة اولا ليتبعه خالد وزيدان . كاد زيدان أن يتحرك لأسفل ليجد خالد يقبض علي تلابيب ملابسه من الامام يهمس له بحدة غاضبة مشتعلة :
- الدبلة اللي في ايد لينا طبعا أنت اللي لبستهالها ... لو دخلت اوضة البنت تاني قبل ما تبقي علي ذمتك انسي أنك تتجوزها يا زيدان .. أنا مش اريل في البيت

قبض زيدان علي يده بعنف يشد علي قبضته بعنف يحاول أن يهدئ ... ليحرك رأسه إيجابا ، لفظه خالد بعنف حدجه بنظرة نارية ليتركه متجها الي أسفل وزيدان يمشي خلفه يجز علي أسنانه بقوة يقبض علي يده بغل يهمس لنفسه :
- اهدي يا زيدان دا خالك اللي رباك
اتجه ثلاثتهم الي غرفة المراقبة المسؤولة عن الكاميرات المزروعة في أرجاء الفيلا .. ليتولي حمزة عمله كمهندس في الإليكترونيات بارع في مجاله
____________
في الأعلي دخل الي غرفته ليلقي بجسده علي الفراش يعقد ذراعيه خلف رأسه وابتسامة صغيرة تزين شفتيه ... يتذكر ما حدث قبل ساعات قليلة في الحفلة
Flash back
كان يجلس علي أحد الطاولات يشاهد ما يحدث بهدوء ..عينيه تبحثان عنها هنا وهناك لتشخص عينيه بصدمة حينما رأي ما ترتدي او بمعني اصح ما لا ترتدي ... طالعها بصمت للحظات عينيه تخترزانها ببطئ ...تلك الصغيرة كبرت بشكل مؤلم لاعصابه ... كور قبضته يشد عليها ليتجه ناحيتها يجذبها من بين الجمع الصغير التي تقف تضحك فيه بسعادة ... متجها بها الي ركب بعيد هادئ في الحديقة .. نزعت يدها من يدها تنظر له بحنق لتهتف غاضبة:
- في ايه يا أدهم حد يشد حد كدة .. احرجتني وسط الناس

اشار بيده طوليا الي فستانها للتوه عينيه للحظات مع جمالها الخلاب الذي يرسمه ذلك الفستان ببراعة بلع لعابه بتوتر ليحرك رأسه نفيا بحدة يحمحم بضيق يعنفها :
- ايه القرف اللي أنتي لابساه دا .. دا مفتح من كل حتة ... اتفضلي اطلعي غيريه حالا

عقدت ذراعيها امام صدرها تنظر له بتحدي ابتسمت باصفرار تهتف بحدة :
- مش هغيره يا أدهم .. الفستان دا جايباه من باريس مخصوص عشان البسه النهاردة ... مش بالبساطة دي تقولي غيريه فروح مغيراه

ارتسمت ابتسامة شيطانية لا تمت للبراءة بصلة علي شفتيه ... لينزع سترة حلته يلبسها إياها رغما عنها .. صحيح انها غطتها بالكامل حتي ركبتيها ولكن تبقي مشكلة قدميها العارية ... صاحت بحدة تحاول خلع سترته ليلتفت لها يهتف متوعدا بشر :

- قسما بالله يا مايا لو قلعتي الجاكت لهرميكي في البسين وابقي خلي الفستان ينفعك

أحمر وجهها بالكامل من الغضب ليمسك يدها يجذبها لأحد الطاولات اجلسها بالداخل ليجلس جوارها يغطيها بجسده العريض حتي لا تظهر ساقيها ... اشار للحفل امامه ليعاود النظر اليها يبتسم بسماجة :
- لحد ما الحفلة تخلص والناس تمشي لا أنا ولا انتي هنتحرك من هنا ... عشان تبقي تلبسي فستان عريان تاني

جزت على اسنانها بغيظ تود لو تشوه وجهه الوسيم بأظافرها ليلتقط من أحد الخدم كأس عصير وقطعة كعكة يضعهم أمامها يبتسم لها بعشق لم تراه :
- كلي يا حبيبتي

قلبت عينيها تنظر له بغيظ لتغرز الشوكة بعنف في قطعة الكعك تتمني لو كانت رقبته مكان الكعكة

Back
فاق من شروده يتنهد بحرارة مبتسما يتمتم مع نفسه بتلذذ :
- حبيبتي ... حبيبة أدهم وقلبه وروحه
اختفت ابتسامته يتنهد بحسرة يهمس بلوعة :
- وأختي ... يا ريتك ما اتبنتني ما كنتش اتعذبت العذاب دا كله ... بعشق قدام الناس محرم

تنهد يحاول النوم ليهرب من عذاب قلبه وعقله ليسمع صوت دقات خافتة علي باب الغرفة .. قطب جبينه من الطارق في تلك الساعة قام يفتح الباب لتتسع عينيه قليلا بتعجب متسائلا بقلق :
- مايا في اي مالك انتي كويسة

رفعت وجهها تنظر له بعبوس تحرك رأسها نفيا تهمس بارتباك :
- أدهم أنا عارفة أنك مضايق من حكاية بس أنا مش عارفة أنام هنا ... وبابا تحت مع عمو خالد ممكن أنام جنبك

اتسعت عينيه في ذهول ليتنفض كمن لدغه عقرب يهتف سريعا بحدة :
- تنامي جنب مين .. لاء طبعا انتي عبيطة مستحيل طبعا

نظرت له بحزن لترقرق الدموع في عينيها تهمس بنبرة باكية :
- ليه يا أدهم هو إحنا مش أخوات ... أنت ليه بتبعدني عنك كدة

كاد أن يصرخ فيها بأنهم ليس أخوه وبأنها الفتاة الوحيدة التي يعشقها قلبه .. ولكنه لم يقدر ظل صامتا ينظر لها بألم وهي تقف أمامه تبكي بصمت ... لتخرج لينا من غرفة ابنتها علي صوت صياحه الغاضب. اقتربت منهم تسألهم بقلق :
- في ايه يا ولاد بتتخانقوا ليه ... مايا انتي بتعيطي يا حبيبتي

اقتربت منها تأخذها بين ذراعيها لتتشبث مايا بها تبكي بحرقة ... لتنظر لينا لأدهم بحدة تعاتبه :
- إنت زعقت لأختك يا أدهم صح

أخفض رأسه يشد علي يده بعنف يود لو يصيح فيهم جميعا بأنها ليست أخت له ... تنهد بألم ليجد لينا تأخذ معايا معها الي غرفة مايا تهمس لها بحنو :
- تعالي يا حبيبتي ... ما تزعليش أدهم بيهزر معاكي ... أنا هفضل معاكي لحد ما تنامي

دخل الي غرفته يصدك قبضته بالباب بعنف يهمس بصوت خفيض غاضب :
- مش أختي .. مش اختي
__________________
جلست علي فراشها في غرفتهم وحيدة ... فهو عند قدومهم من الخارح أخذ ملابسه متجها الي أحدي غرف الضيوف ... ادمعت عينيها ألما وشوقا لتضم ركبتيها لصدرها تحاوطهم بذراعيها ... وكلمات لينا تدوي في اذنيها ... اجتمعا داخل الفيلا تشكو لها من معاملة عمر معاها ليكون ردها
« يا تالا انتي وعمر غلطانين ... عمر غلط لما رمي عليكي حمل تربية البنات لوحدك وانشغل مع شغله ... وانتي غلطتي فإنك وافقتي تشيلي الحمل لوحدك ما شاركتيهوش معاكي ... خلتيه في آخر اهتماتك يا تالا ... كل اللي بقي قدامك البنات والبيت وبس .. وبعدين انتي حتي مش مصاحبة البنات علاقتكوا رسمية لأبعد حد ... ودا غلط المفروض تكوني أول صديقة ليهم ... بس أنا شايفة العكس تماما ... ما تغلطيش غلطتي يا تالا ... أنا ولوليتا ما كناش أم وبنتها ابدا كنا اكتر من أصحاب ... كانت بتحكيلي أي وكل حاجة ...وللأسف لما سافرت وحصلتها الحادثة دي بعدت عني جامد كأنها بتعاقبني علي بُعدي عنها ... حاولت كتير أصلح اللي فات بس هي ما قبلتش دا .. بس لما بعدت كان خالد موجود قرب منها .. انما عمر بعيد عن البنات ... ما تضطريش بناتك أنهم يدوروا علي الأمان برة ..صلحي علاقتك مع عمر وصلحوا انتوا الاتنين علاقتكوا مع البنات قبل ما تخسروهم يا تالا .. »

فاقت من شرودها لتحرك رأسها إيجابا قامت سريعا تبدل ملابسها لفستان بيتي رقيق تضع بعضا من عطرها الجذاب متجهه الي غرفة نوم عمر تود مصالحته .. فتحت الباب برفق لتجده يقف عند الشرفة يدخن احدي سجائره ويده الاخري تمسك بالهاتف يتحدث مع إحداهن يبدو سعيدا للغاية ... سمعته يهمس بتلهف :
- الو .. ايوة اهلا يا مدام ناردين
بكرة ... آه آه ما فيش مانع
آه عارفه الساعة 3 ... تمام جدا
مع السلامة ... مع الف سلامة

أغلق الخط ينظر للهاتف بابتسامة صغيرة سعيدة ...لتختفي ابتسامته حينما سمعها تهتف من خلفه بتهكم ساخرة :
- واضح أن مدام ناردين دي مهمة جداا عشان تكلمك في الوقت دا وانت ترد عليها باللهفة دي

التفت لها ينظر لها ببرود ليبتسم متهكما تجول عينيه علي فستانها :
- حلو الفستان ... وآه مدام ناردين عملية مهمة للشركة ، واتفضلي بقي روحي نامي عشان أنا ماليش مزاج اتخانق بليل

قالها ليتجه ناحية الفراش يلقي بجسده عليه يغلق اضاءة المصباح جواره لتجز علي أسنانها بغيظ تنظر له بحنق خرجت متجهه الي غرفتها تصفع بابها عليها توصده جيدا بالمفتاح

في غرفة سارة وسارين

اطمئنت سارة أن شقيقتها استغرقت في النوم ... لتخرج هاتفه تتصل بذلك الرقم لحظات وسمعت صوته الدافئ التي بات يلازمها ليل نهار ... بجملته المعهودة
« احكي أنا سامعك » ... لتبدأ دون أدني تردد تسرد له ما دار خلال يومها بالكامل حتي ما حدث بالحفل واصطدامها مع حسام

لتسمعه يهتف بنبرة حدة غاضبة :
- عارفة أنا لو كنت موجود معاكي كنت عرفت اللي اسمه حسام دا مقامه عشان يعرف يضايقك ازاي .. بني آدم وقح قليل الادب

ابتسمت ابتسامة خفيفة صغيرة لتهمس له بامتنان :
- حقيقي يا تامر أنا مش عارفة أشكرك ازاي كفاية أنك بتسمعني وبتحاول تخفف عني من غير ما تكون عايز مني اي حاجة

صمت للحظات لتسمعه يكمل بمرح أحبته :
- يا بنتي خلاص احنا بقينا أصحاب وما فيش شكر بين الأصحاب ... صحيح شوفتي صورة البروفايل بتاعتي الجديدة

ابتسمت تحرك رأسها إيجابا كأنه يراها تتذكر ملامحه الوسمية ... طوله الفارع .. عينيه الرمادية لحيته الخفيفة شعره الكثيف تلك الحلة الكلاسيكية السوداء التي كان يرتديها زادته وسامة تخطف الأنفاس ... اجفلت علي صوته يهمس بعبث :
- ايه يا سرسورة انتي نمتي ولا ايه ولا مكسوفة تقولي اني مز وقمر وحلو اوي واجنن قولي قولي ما تتكسفيش

ضحكت بخفوت خجلة من كلامه لتسمعه يكمل بتردد :
- بصي أنا والله مش قصدي حاجة وحشة من اللي هطلبه لو مش عايزة خلاص .. انا بس يعني عايز اشوف شكلك لو ينفع تبعتيلي صورة واحذفيها علي طول أنا بس عايز اشوفك مش أكتر

بلعت لعابها بتوتر قلبها وعقلها يرفضان ما يقول لتسمعه يكمل بنبرته الهادئة المطمئنة :
- سارة أنا مش بضغط عليكي ولا بجبرك لو مش عايزة بلاش طبعا ... أنا بس كنت فاكرك بتثقي فيا اكتر من كدة

حركت رأسها إيجابا سريعا تهمس بتلهف :
- أنا بثق فيك طبعا يا تامر ...
لتهمس بارتباك :
- طب بص أنا هبعتلك صورة بس تحلف انك تمسحها علي طول

هتف سريعا يطمئنها :
- والله همسحها او احذفيها انتي حتي من علي الواتس وهي تتحذف من عندي

تنهدت تأخذ نفسا عميقا تسكت به صوت عقلها الثائر ودقات قلبها الخائفة :
- حاضر هقفل وابعتهالك واتس

ودعها يوصيها بالعناية بنفسها جيدا ... لتغلق معه الخط ... بحثت بين صورها لتجد صورة لها تظهر فيها بوجهها فقط سمعت صوت حركة بجانبها لتظن ان سارين ستسيقظ ويفضح امرها لترتبك خائفة بدلا من ان ترسل تلك الصورة ارسلت صورة اخري ليها التقطتها سارين لها من قبل بملابس صيفية خفيفة ... اتسعت عينيها بفزع تحذف الصورة سريعا
ليصلها رسالة منه :
- أنا ما لحقتش اشوفها حتي يا سارة

تنهدت براحة تحمد الله في نفسها نظرت ناحية سارين لتجدها نائمة بعمق فقط عدلت نومتها العجيبة التي تنامها .. امسكت هاتفها مرة أخري لترسل له الصورة المختارة ... دقيقة واحدة وحذفتها
لتجده يرسل :
- بسم الله ما شاء الله عليكي انتي جميلة بجد .. كويس انك حذفتيها انتي تتحسدي يا بنتي

ضحكت بصوت خفيض خجول لتستمر المحادثة بينهما الي قبل طلوع الفجر بقليل
________________
في فيلا خالد السويسي

كاميرات المراقبة توقفت عن العمل فجاءة عدة دقائق ومن ثم عادت تعمل فلم تظهر من القي الورقة ... كور خالد قبضة يده يصدم بها الحائط جواره بعنف يصيح غاضبا :
- يعني ايه الكاميرات وقفت ... وقفت لوحدها يعني ما حدش يقدر الأوضة دي لأن ليها بصمة وبتشتغل ببصمة ايدي أنا بس

التفت حمزة لها يهتف بعملية :

- ومين قالك أن حد دخل الأوضة ... نظام المراقبة بتاع الفيلا اتهكر من هاكر محترف ... وقف الكاميرات ورجع شغلها تاني ... واللي أنا عملته دلوقتي اني آمنت نظام مراقبة الكاميرات ضد اي اختراق ... بس مش هقدر اعرف مين دخل لأن الكاميرات اتقفلت خالص
مش سجلت حتي واتحذفت كنت اقدر ارجع التسجيل ... دي اتقفلت خالص

تهاوي خالد علي المقعد أمام حمزة يخفي وجهه بين كفيه يكاد يجن ليعرف من يرسل تلك الرسائل .. من أغلق كاميرات المراقبة .. من يحاول اختطاف ابنته ... من يسعي لقتله مئات الاسئلة تدور في عقله ... رفع وجهه ينظر لزيدان قائلا في حزم :
- اطلع أنت أوضتك دلوقتي والصبح نشوف هنعمل ايه

حرك رأسه ايجابا مستسلما لما يجري ليخرج من الغرفة ... قام حمزة من مكانه ليجذب مقعده يجلس جوار خالد يربط علي كتفه برفق :
- هون علي نفسك يا خالد ... الحمد لله البنت كويسة ما حصلهاش حاجة

وجه خالد نظرة للفراغ ينظر امامه بشرود لترتسم علي شفتيه ابتسامة صغيرة متألمة :
- وأنت فاكر أنها فعلا كويسة ... بنتي بتتعذب بتترعب من كل حاجة تقريبا بس اللي حصلها وأنا مش قادر اعملها حاجة ... بس قسما بربي احط ايدي عليهم وهدفعهم التمن غالي اوي

التفتت بكرسيه ليصبح مواجها لأخيه يسأله :
- خلينا فيك إنت .. أنت مش ناوي تتجوز بقي

ضحك حمزة ساخرا يمرر يده في خصلات شعره البيضاء يهتف بتهكم :
- اتجوز ايه بشعري الابيض دا ... خلاص يا خالد ... بعد مايا مش ناوي اتجوز

تنهد بحرقة يهمس بألم :
- يا ريتها كانت سمعت كلامي أنا قولتلها مش عايز أطفال ... اهي عاندت وماتت حتي من غير ما تشوف بنتها ... يا ريتها كانت سمعت كلامي ..مش كان زمانها عايشة

انهي كلامه ليسند رأسه علي كتف اخيه يزفر متنهدا بألم ليربط خالد علي رأسه يهمس بهدوء :
- دي أعمار يا حمزة ... لكل أجل كتاب وقت محدد ... ودا عمرها وخلص لحد هنا ..
___________
ظل خالد مع اخيه حتي ودعه صباح اليوم التالي ليغادر حمزة عائدا الي دبي ... ليصعد الي جسده يتهاوي علي الفراش يريد فقط النوم ضم زوجته النائمة بين ذراعيه برفق ليستسلم لبئر النوم
لا يعرف كم مر من الوقت لكنه استيقظ غاضبا علي صوت دقات هاتف ..ليس هاتفه بالتأكيد فتح عينيه بصعوبة حينما شعر بحركة لينا بين ذراعيه ليجدها تمد يدها تلتقط هاتفها وضعته علي اذنها تهمس ناعسة :
- ايوة يا مني .. في إيه علي الصبح
اتسعت عينيها بفزع لتهتف سريعا بتلعثم :
- ايييه .. طططب اقفلي أنا جاية حالا

انتفضت تهرول خارج الفراش متجهه سريعا الي المرحاض .. ليستقيم هو جالسا التقط هاتفها ينظر لذلك الرقم الذي اقلقها ليجد المكالمة الأخيرة واردة من المستشفى ... لحظات وخرجت لينا تهرول في ارجاء الغرفة ترتدي ملابسها ، حجابها تبحث عن حقيبتها ليرفع حاجبه الايسر بدهشة يسألها بتعجب :
- في ايه يا لينا بتلفي حوالين نفسك ليه كدة

اتجهت لمراه الزينة تحاول لف حجابها بسرعة تهتف بارتباك :
- المستشفى لسه مكلمني ... في حالة زايدة خطيرة ... الزايدة ملتهبة والحالة خطيرة وعصام في مؤتمر طبي في لبنان .. يعني لازم اجري حالا

التقطت حقيبتها تهرول لخارج الغرفة ليعترض طريقها هاتفا :
- طب استني هغير هدومي واوصلك

ابتسم بارتباك لتقبل خده تهتف سريعا :
- حبيبي معايا العربية والسواق والحرس وهاخد بالي من نفسي وهخلص علي طول واجي ... ما تقلقش انت ...يلا سلام

قالتها لتهرول لأسفل لتجد زيدان يجلس علي أحد المقاعد يحتسي كوب من القهوة ليقطب جبينه متعجبا ما أن رآها يسألها :
- في ايه يا ماما انتي كويسة

هرولت للخارج تهتف علي عجل :
- عندي عملية مهمة ... افطر ما تقضيهاش قهوة ...وهدومك الشغالين حطينها في الدولاب مغسولة ومكوية ..
نطقت جملتها الأخيرة وهي تجلس في مكانها ليضحك زيدان برفق تود ان تفعل كل شئ في نفس اللحظة ودعها يوصيها بالانتباه لحالها
ليدخل الي المنزل من جديد يعاود احتساء قهوته

بدأت تلك الحسناء الصغيرة تتحرك بصعوبة في نومها تتأوه بألم تحاول فتح عينيها تشعر بألم شديد يكاد يفتك برأسها
فتحت عينيها بصعوبة لتصدم باضاءة الغرفة العالية ..فاغلقتها سريعا بدأت برفق تحاول فتح جفنيها الي نجحت في ذلك انتصفت جالسة لتتأوه بألم :
- آه يا دماغي
مدت يدها تمسد جبينها برفق لتقع عينيها علي ذلك القيد الذي التف بإحكام حول اصبعها شخصت عينيها بذعر .. كيف وصل هذا لأصابعها .. لا من المستحيل ان تربط حياتها به ابدا
اجفلت علي صوت باب الغرفة يُفتح ليدخل والدها الذي ابتسم باتساع ما أن رآها اقترب منها يهتف برفق:
- حبيبة بابا صحيت اخيرا ، ما رضتش اصحيكي قولت اسيبك تصحي براحتك

نقلت أنظارها بين والدها وذلك الخاتم في أصبعها تنظر للفراغ بفزع أقلق خالد لوح بيده امام عينيها يسألها بقلق :
- مالك يا لينا انتي كويسة يا حبيبتي
وجهت عينيها له تنظر له بضياع لتنكمش ملامحها بألم تهمس باكية :
- إنت بتكرهني ليه .. أنت عارف اني بكرهه مش بطيقه ليه مصر تفرضه علي حياتي .. ليه يا بابا ليه مصر تأذيني

نظر لها يبتسم بهدوء ليربط علي وجنتها برفق قائلا برفق :
- بكرة هتعرفي إني ما بأذكيش ولا حاجة ... هخلي فتحية تطلعلك بالفطار كلي كويس... عشان انتي امبارح نمتي من غير عشا

مد يده في جيب سرواله ليخرج خاتم الماس رقيق البسه إياها فوق خاتم خطبتها من زيدان ليميل مقبلا رأسها :
- دا هدية عيد ميلادك كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي

تركها وخرج من الغرفة ليجد زيدان يدخل من باب الفيلا يحمل بين يديه تلك الدمية علي شكل الدب ليضحك خالد ساخرا يهتف بتهكم :
- سوما العاشق يا ناس

ابتسم زيدان يآسا يتنهد بتعب يصيح بسأم :
- يا سيدي أنا مستعد ابقي اكتر إنسان حساس في الكون بس بنتك تحبني بقي دا أنا قربت اعملها عمل عشان تحبني

ضحك خالد عاليا بصخب .. ليقترب زيدان منه يهتف بتروي وهدوء :
- بص هما خمس دقايق هطلع اديها الدبدوب وانزل

كتف خالد ذراعيه أمام صدره ينظر له بتهكم :
- هتديها الدبدوب في خمس دقايق كتير

تجهم وجه زيدان بغيظ ليبتسم لخالد باصفرار يهتف بسماجة :
- حاضر هقف عند باب الأوضة ارموهولها في وشها واجري

اتسعت ابتسامة زيدان حينما رأي الخادمة تحمل صينية الطعام متجهه لأعلي لينظر لخالد يبتسم ببراءة :
- هاخد فتحية معايا محرم .. يلا يا فتحية

صعدت فتحية وخلفها زيدان ليسمع صوت خالد يصدح من خلفه بحدة:
- هما دقيقتين يا حيوان وهطلع اجيبك من قفاك
صعدت فتحية و زيدان الي ان وصلوا الى غرفة لينا ليهمس زيدان لها بصوت خفيض :
- حطي الاكل واخرجي علي طول

دقت فتحية باب الغرفة دلفت تضع الطعام علي الطاولة وخرجت دون ان تغلق الباب ليدخل زيدان بهدوء الي الغرفة رآها تقف جوار شرفة غرفتها تتحدث مع أحدهم علي الهاتف تبدو قلقة خائفة عن من تتحدث عنه :
- ايوة يعني انتي متأكدة أنه كويس وبخير ... بجد يا سهيلة كويس ... اوف حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا

هو مين دا اللي كويس ... هتف بها زيدان فجاءة ليصفر وجه لينا خوفا لتبتر جملتها التفتت خلفها سريعا لتجد زيدان يقف خلفها وتلك الدمية موضوعة علي طاولة الطعام
بلعت لعابها بارتباك لتهمس سريعا بتلجلج :
- دا دا دا عمو عز الدين بابا سهيلة ...اصله كان تعبان اوي إمبارح ...فأنا كنت بسأل سهيلة عليه

لم يقنعه ردها تكذب بشكل واضح جدا ابتسم ساخرا يحرك رأسه ايجابا كأنه اقتنع بما تقول ليكمل بتهكم :
- وكنتي بتحسبني علي مين .. علي عمو عز الدين بردوا

ارتبكت تتصارع دقات قلبها خوفا لتبتسم بتوتر تهمس بارتباك :
- عععلي ... الدكتور أصله هيعمل امتحان الاسبوع بكرة

ضحك زيدان ساخرا يردد ما قالت بتهكم :
- الاسبوع بكرة .. ما فيش حاجة في الدنيا اسمها كدة بس ماشي

اقترب منها خطوتين لتعود هي للخلف تنظر له بذعر تكاد تبكي تهمس بفزع :
- أنت لو قربت مني عشان تعمل فيا اللي كنت عايز تعمله قبل كدة أنا هصرخ وانادي علي بابا وهو هيجي يقتلك

اقترب منها خطوة واحدة منع نفسه بصعوبة من اعتصارها بين ذراعيه فقط مد يده يزيح خصلاتها الثائرة التي اخفت صفحة وجهها يبتسم بألم حينما رآها تغمض عينيها ذعرا منه :
- أنا عمري ما اذيتك يا بندقتي ولا عمري هأذيكي ... انتي غنيمتي من الدنيا .. أنا بس بتمني حاجة واحدة ... إن ما يكنش في اي علاقة بينك وبين اللي اسمه معاذ دا

ما إن نطق إسمه فتحت عينيها سريعا علي اتساعهما تنظر له بذعر ليكمل هو متوعدا بشر :
- أنا ما اقدرش اذيكي ... بس هقتله هو

وضعت يدها علي فمها تكبح شهقتها المرتعبة ... ليتجه ناحيو طاولة الطعام حملها بما عليها من طعام يضعها قريبا منها ... ليزيح لها الكرسي يبتسم برفق :
- اقعدي كلي

الخمس دقايق قلبوا ساعة ونص ...زمجر بها خالد بحدة وهو يدخل الي الغرفة ليجد ابنته تجلس علي كرسيها تأكل بهدوء وزيدان يقف قريبا منها يشاهدها يبتسم بعشق ... نظر لابنته يبتسم برفق موجها كلامه لزيدان :
- كويس انك خلتها تاكل
ابتسم زيدان بثقة يعدل من تلابيب ملابسه بزهو هاتفا في مرح :
- يا باشا ثق فيا

ابتسم خالد ساخرا يهتف بمرح :
- واثق يا اخويا واثق يلا احنا ننزل ونسيبها تفطر براحتها

التفت لابنته يبتسم بهدوء يسألها باهتمام :
- لوليتا انتي كويسة يا حبيبتي .. محتاجة حاجة

حركت رأسها نفيا دون كلام تحاول الا تصدم بنظراتها مع زيدان تكره نظراته الثاقبة تشعر بها تخترق روحها يكتشف حقيقتها دون أدني مجهود

خرج وزيدان وخالد متجهين الي أسفل ليتلفت خالد له يسأله باهتمام :
- عملت ايه

تنهد زيدان بتعب يفرك جبينه يبتسم بسآم :
- ولا حاجة اقنعتها تقعد تاكل بالعافية

حرك خالد رأسه إيجابا لينظر زيدان له يتحدث بحذر متروي :
- فكرت في اللي اقترحت علي حضرتكوا ، أنا عايزك بس قبل ما تاخد أي قرار لازم تبقي عارف أن مصلحتها هي رقم واحد عندي

حرك خالد رأسه ناحية زيدان يبتسم متهكما لعبة قديمة لعبها هو قبلا والاحمق يظن أنه سيقدر علي خداعه بسهولة ادعي البراءة ببراعة يهمش بحيرة :
- عارف يا زيدان عارف
تنهد بضيق كأنه لا يعرف ما العمل ... لينظر للواقف امامه شاردا هو الآخر في الفراغ ... اختطف نظرة سريعة لساعة يده مغمغا يغير مجري الحديث :
-احنا هنفضل هنا طول النهار يلا علي الشغل

تثأب الآخر بكسل ليلقي بجسده على الأريكة خلفه مغمغا بنعاس :
- لا والله مكسل خليني انا وروح أنت

نظر له بتهكم يرفع حاجبه الأيسر باستهجان هاتفا بحنق :
- قوم يا حيوان ... عايزني اسيبك مع البنت لوحدكوا

ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي زيدان يصور له خياله الكثير من المشاهد الحالمة ليتنهد في نفسه بحرارة هامسا بشرود :
- علي فكرة بقي احنا مش لوحدنا.... معانا الشيطان

احمرت عيني خالد غضبا ليقترب منه قابضا علي تلابيب ملابسه جذبه بعنف ليقف أمامه زمجر بحدة ليث غاضب :
- بتقول ايه يا زفت .....
دفعه امامه بعنف صائحا : قدامي يا حيوان

اتجه زيدان ناحية الباب يتمتم بغيظ حانقا من موقف خالد التعسفي تجاهه وصل لباب القصر يفتحه قبل أن يغادر التفت لخالد يهتف بضيق
:
- الحق عليا كنت هخليك جدو
قالها ليفر هاربا بعدما لاحظ توحش قسمات وجه خالد بغضب وصوته يصدح خلفه كالرعد :
زيدان .... خد هنا ياض

فر زيدان يستقل سيارته فارا بها من بطش خالد
ليخرج خالد خلفه متجها الي سيارته هو الآخر ... هتف في السائق بهدوء :
- اطلع علي مستشفي الحياة
___________________
في غرفة صغيرة في شقة رايقة في حي راقي نوعا ما يجلس أمام الحاسوب المحمول الخاص به يعمل بدقة وسرعة علي تلك الصورة أمامه ... فالحمقاء ظنت أنه لم يري حقا الصورة الأولي ولا الثانية لا تعلم أنه احتفظ بالاثنين .. لا تعلم أيضا أنه من امهر مصممي الصور المركبة « الفوتوشوب»
نظر لكم الصور امامه بالإضافة الي مقطعين من مقاطع الفيديو صنعهم فقط من صورتين ... تنهد ينظر لشاشه حاسوبه متمتا بمكر :
- دا أنا هكسب من وراكي دهب يا سرسورة

اود ان تعرفي ما مقدار حبي لكي لماذا لاتريدين معرفه حقيقتي ياليتني اضمگ بين ذراعي هاتين واشكو لكي ما قد فعلت بي الحياه..انتِ الشمس التي اتكأت عليها بعد الظلام. لماذا لا تحبيني كمقدار عشقي لكي بل ادماني لگي اريدك ان تكوني عوضي.
___________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... كلمتين أنا قولت لحضرتكوا اني مش هوقق الرواية بل هحاول انزلها كل ما اقدر ليه بقي الناس متضايقة ما انتوا عارفين الموضوع من أوله لو عايزين انسحب من المسابقة أنا اصلا لو شوفوا لو فوزت فيها هيبقي بدعواتكوا انتوا
مش عشان أنا بكتب حاجات رهيبة ... فلو عايزين انسحب قولوا بس مش لازم تعليقات ولا رسايل رخمة عشان أنا والله نفسيتي بتتعب لا بكتب لا في دي ولا في دي ... تحملوني بس شوية والله في رواية كنت بقراها الكاتبة بتنزل كل شهر مرة والناس مش بتعترض خالص ربنا اعلم بظروف الجميع بس أنا مش بتاخر بشكل رهيب وهو ظرف وهيعدي أنا طالبة من حضرتكوا دعوة تشجيع .. ربنا يوفقنا جميعا ومن نجاح لنجاح بإذن الله ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت

الخاطرة في نهاية الفصل بقلم الفائزة في مسابقة خواطري خديجة أحمد ...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.