آخر 10 مشاركات
كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          ومنك اكتفيت -ج2 من سلسلة عشق من نار-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          415 - لن أعود إليه - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

Like Tree116Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-23, 08:06 PM   #1

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
Rewity Smile 1 نكبة حُب "مكتملة"





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عودة جديدة غالية، مرتي هذه ستكون الرحلة خفيفة شقّية ترسم الضحكة على شفاهكم..

دقائق وأرفق لكم الفصل الأول منها


الغلاف من أنامل المبدعة ..Raneem Ziad


فصول القصة
«١»
https://www.rewity.com/forum/16265090-post4.html

«٢»
https://www.rewity.com/forum/16265834-post18.html

«٣»
https://www.rewity.com/forum/16265850-post19.html

«٤»
https://www.rewity.com/forum/16267839-post27.html

«٥»
https://www.rewity.com/forum/16269304-post33.html





التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 26-08-23 الساعة 02:44 AM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:09 PM   #2

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

مليون مبروك يا لموس
اشتقنا لك يا حبيب
الله يوفقك وييسرلك كل خطوة يارب❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:21 PM   #3

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samar hemdan مشاهدة المشاركة
مليون مبروك يا لموس
اشتقنا لك يا حبيب
الله يوفقك وييسرلك كل خطوة يارب❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
حبيبة قلبي يا چمااارة ..ربنا يسعد قلبك يا عمررري..ويوفقنا سوى????????


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:26 PM   #4

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



(١)
**
عبث الهواء الحار بشعرها المشعث إثر رطوبة الجو وأسدله على وجهها مرتطما به فحركته بغيض تهمس لنفسها:
-ألن تجد لك شعرا آخر غيري تجيد تشعيثه أيها الهواء؟ بدلا من التصاقك بي!
زفرت حين اضطرت لغلق عينيها مع هبوب زوبعة محملة بالغبار وذرات رمال متطايرة فــ الأجواء الخماسينية غير محببة لها واستقبلتها بالأحضان يوم قررت أن تخرج من جحرها فتتذمر وتكاد تبكي ليأسها
-الزوابع اختارت يوم خروجي دونا عن كل الأيام..بئسا لحظي!
الجميع يجري جريًا مختبئين داخل مظلياتهم الصيفية اتقاءً لعج الرمال ونظاراتهم الشمسية تحمي أعينهم بعكسها التي تناظرهم من خلف عدسة عينها الخضراء.. تنهدت تشفق لحالهم فحظها العثر جلب لهم كل تلك الفوضى. منذ زمن طويل تعايشت مع المصائب المقترنة بها بشكل وثيق وكأبسط برهان لذلك خروجها البريء اليوم الذي ثار على أثره الجو عليها وتلقف ثورته اولئك المساكين الذي لا ذنب لهم سوى أن شاركتهم اليوم..
-لا بأس ..كنتُ مضطرة عذرًا منكم.
تمتمت بها بأسف وحسرة شديدة غير مفتعلة إطلاقًا فهي تحس بجلب النحس لهم وببصمتها المنحوسة التي تُخْتَم على الأشياء، لحظات وانتشلتها أذناها اللوم حين التقطتا ذبذبات الأصوات المتعجبة من حديثها مع نفسها الواضح للملأ وفي الواقع لم تعبأ بها فهي معتادة على ذلك ولن تهتم بتعجبهم بل ستشغل حواسها السمعية مع الطائفة المتذمرة والمشتكية من الجو فهم الأحق باهتمامها لذا أرهفت سمعها بخشوع حتى يتسنى لضميرها تأنيبها لاحقا وليس الآن ليس الآن أبدًا.
فالآن كل ما يهمها أن تنجو من الزحام وتذهب للا وجهة التي تريدها!.
همست لنفسها بقوة وتصميم
"سأحزن عليهم فيما بعد"
والشيطانة الصغيرة داخلها تهمس لها:
"يستحقون ما كان عليهم أن يخرجوا تزامنا معك"..
علق معها استنكار إحدى النساء المجاورات لها والمستهجنات من حديثها وصوتها الذي يصل الجميع بوضوح:
-يا منجي الصابرين نجنا..الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاها به.
زمت شفتيها والتفتت صوب المرأة ترد عليها إلا أنها لم تفعل بل دارت وجهها للأمام تهمس:
-أنا لستُ مجنونة على فكرة..
تنشقت غبارًا أعطب وظائفها التنفسية فسعلت بقوة حين فاض مجرى رئتيها بالرمال وانكبت تمسك بطنها تعتصره، أنهت سعالها و رشفت من عبوة المياه خاصتها المغبرة كحال كل شيء وحين رفعت بصرها للمحيطين هالها غبار الزوابع الذي التصق بأهدابهم، راحت تشغل نفسها عن التركيز فيهم بإخراج محرمة من حقيبتها وشرعت تمسح أهدابها وحاجبيها بسرعة عن الغبار الذي التصق هناك وتنفضه جيدًا، فاستجابت أهدابها بسهولة ويسر أنساها صدأ مكثف الرموش الذي دق بائعه على صدره ثلاثة مرات حين أخبرها بكونه مكثف رموش ذا علامة جيدة ولا يسيح أبدًا وللعجب وجدت نفسها الآن بكل غباء شاكرة لكذبه..
-حمدا لله أن المسكارا بجودة رديئة ولم تعلق برموشي.

رشفت مجددا من عبوة المياه التي تصنف نسبيا حارة تحرق الجوف لا تبرده وطفقت عيناها تراقب المرور بلا جدوى ثم تعود تنتظر دورها في الزحام وكلها أمل في فتح جسر المشاة لترتقيه مع الجموع كي ينقلها للرصيف الآخر..
علقت قدماها أرضًا حين ارتطم بمؤخرتها شيء ثقيل بلمسة مدغدغة ظنته تحرشا فالتفتت بقوة وصدرها يشتعل بألف نار كي تنبش بأظافرها من تجرأ على مسها وحين تلاقت ببصرها مع المتحرش وجدته بوجه مألوفٍ كأنما عرفته طوال عمرها، وهندام يستحوذ على الاهتمام وكملاحظة أولى لا يمكن ان يصدر عنه فعلا قبيحا لكنها نفت ذلك بشدة، فتجربتها المنكوبة أثبتت لها كم تبدو المظاهر خادعة، هدأ تحفزها شيئا حين واجهته محرجا لا يعرف كيف يشرح ارتباكه..تمايلت بحركة المارين فمد يده يسندها فابتعدت سريعا عنه وتفهمها مبسطا شفتيه بترفق، انتفضت حين ارتطمت ساقها بشيء ثقيل لم تتبينه، تعجبت إذ كان بنفس القوة التي مست مؤخرتها..طالها الارتباك و بهتت حين خفض الرجل بصره للأسفل ومس أذنه بحرج كأنما يدعوها أن تشاركه رحلة البصر و تجاوبت معه حتى توقفا أمام المسبب..اختفت من وجهها علامات الوعي حين أشار لحقيبة تقبع في كفه وأضاف موضحًا :
-معذرة منك سيدتي ..لقد اصطدمت بك عن طريق الخطأ بفعل دفع الناس خلفي..أنا متأسف لك نيابة عنهم.
كان محقا فما اصطدمت به ساقها للتو كان الحقيبة ومع ذلك لن تنفي شعورها المراهق الذي طفا يخبرها
حتى وإن كان كاذبا سنصدقه..هذا الوجه الساحر يحق له الكذب وواجبها السماح بكل تأكيد!
-لا عليك.
تصرفت كامرأة رقيقة وتصنعت خجلا لا تملكه ثم ابتعدت عنه بلطف توازي قربه بابتعاد كي تنجو من ارتطام آخر تأمله!
ضلت بخيالاتها المراهقة في اختلاق تحرش أو تصادم مفتعل وغفلت في غفوتها عن ضجيج الناس حولها .
موجة ضخمة سحبتها للسلالم بفعل الاكتظاظ والمشاة خلفها، فوجدت نفسها مدفوعة لقمة الجسر، تنفست الصعداء وراحت تبحث عن مسلك تبتعد فيه عن روائح العرق والأغبرة فقد فقدت فرصها في لقاءٍ مع المتحرش -بغير قصد- ، اتجهت ببطء وصعوبة نحو حافة الجسر تبتعد عن الروائح التي أزكمتها متمتمة بسخط
-أقسم أن آخر ظهور لمزيل العرق لهؤلاء الناس على أجسادهم كان منذ قرن..
ضربت على فخذها بعصبية:
-يا إلهي مستحضرات العناية بالنظافة والله أزهد ثمنًا مما يرتدونه..
تنشقت الغبار بكل سرور على روائح أخرى مبررة لنفسها:
- تبدو رائحة الطبيعة ألطف من غيرها.
ابتعدت بخطواتها ومع كل خطوة وجدت أن الجسر فقد الاكتظاظ وكبرت مسافته، ازدردت لعابها حين بات الجسر فارغًا وارتجفت خيفة من الفراغ المفاجئ، لهثت تحدق مجددًا فوجدت الجموع قد انسحبت عنها بعيدًا حيث بقعة لن تصلها ولا يوصلها لها أي جسر، تلفتت بخوف وضياع تبحث مخرجًا فلم تجد رغم طلبها النجدة وأوتارها الصوتية فقدت الشعور بها، جف حلقها بلا إجابة والجفاف يزيد رعبها، هرولت يزيغ بصرها حين وجدت أنيسًا يشاركها الفراغ، رجل لا يملك ملامحًا ولا هيئة له لكنه بذات هيئة المتحرش الذي- لم يتحرش-، تجاوزت حذرها و ركضت صوبه فقد آلفته وهكذا يكفي، شدت على قدميها بكل ما أوتيت قوتها تتشبث في أُنسه وقبل أن تصله وجدته يوليها ظهره، يثبت كفيه على الحاجز الحديدي للجسر، وقدماه تنثني بوضعية قفز موشكة، طار صوابها وعقلها اللحظة يعمل على النجدة فصرخت به بقوة:
-لا ..لا تفعلها ..أرجوك لا تنتحر!
ترتفع ذراعاها للهواء تستجديه :
-لا تنتحر ..لا تفعلها!
نشجت بدموعها تصرخ دون توقف وتكررها بلا انقطاع:
-لا تنتحر..التفت إلي استمع لي ولو قليلا..
..
-زنوبيا اهدئي ..كان حلما استيقظي.
ربتت والدتها على وجهها برفق توقظها من كوابيسها المعتادة:
-زنوبيا ..بسم الله عليكِ..هيا افتحي عينيكِ..أنت في حلم هيا قاوميه ولا تستسلمي..
نفخت "ملكا" شقيقتها بضجر وهي تفكر بصب دورق المياه فوق الست زنوبيا التي تعيش إحدى أفلامها في الأحلام وتفسد كل صباحاتهم بـ الدراما الهندية خاصتها..
-زنوبيا ..زنوبيا حبًّا بالله كفي عن أحلامك التراجيدية واستيقظي.
اضطرت زريفة والدتها أن تملأ كفيها بالماء المقروء عليه بآيات الرقية المخصص لأحلام زنوبيا، ومسحت به أعلى رأسها فجبينها حتى وجهها، فشهقت زنوبيا بوعيها تردد :
-منعته ..لقد منعته لم يفعلها و ينتحر!
لهجت والدتها بالحمد تخبرها بعدما اطمأنت لصحوها:
-كان حلمًا..استعيذي بالله منه واشربي هذا.
دفعت إليها كأس الماء سريعًا، فقبلته زنوبيا على مضض قائلة بصوت مرهق:
-ريقي جاف ..املئيه مجددا من فضلك.
عبأت لها والدتها الكأس مجددا وناولتها إياه برقة تحت تهكم ملكا :
-جيد أن بقيت لك أوتار صوتية عقب الصراخ الذي أوقظتِ به البناية..

نهرتها والدتها بنظراتها فابتلعت ملكا تهكما أقوى واستندت بكوعها على الكومود متنهدة بيأس، لحظات و استمعن لصياح والدهن في الخارج.. استقامت والدتها حين اطمأنت على زنوبيا وأوصتها قبل خروجها:
-لا بأس يا بنيتي ..كان كابوسا ومضى ..أنت بخير ولا تقصي ما شاهدته على أحدٍ..
استعانت بثقلها على فخذيها وخرجت بخطوات بطيئة تشيعها نظرات ملكا حتى باتت خارج الحجرة فتحركت بسرعة صوب سرير زنوبيا تشاركها إياه:
-لقد عدنا للواقع أخيرًا ..أهلا زنوبيا ومن فضلك لا تتحدثي عمّا شاهدته.
ازدردت زنوبيا لعابها ورمت برأسها للخلف على الوسادة تحدق بالسقف قائلة بصوت جاف:
-كان شيئا شنيعا ما شاهدته..
رقت ملكا للحظة وأخبرتها بهدوء متفهمة حالتها فما تعيشه زنوبيا حالة خاصة، أحلامها ليست عادية وتنقضي كأن تحمل أحداثا ماضية وتنتهي عند هذا الحد بل تحلم بأشياء تتفسر وتحدث عقب رؤيتها لها بوقت قصير:
-كما أخبرتك والدتي إن كان سيئا لا تخبري أحدا به، ثم استعيذي بالله منه وكل شيء سيكون على ما يرام.
صمتت زنوبيا ولم ترد أبدًا فحثتها ملكا سريعا:
-زنوبيا هيا..اليوم لديكِ مشاهد في المسلسل لا تتأخري..
قطبت زنوبيا وبدأ تعب ما عاشته ينفض عنها رويدا رويدا، فسألت:
-نحن في أي يوم ملكا؟
أجابت ملكا بعد أن توقفت أناملها على دفة خزانة ملابسها حائرة فيما ترتديه :
-أممم الأثنين ..
انتفضت زنوبيا توقظ خلاياها العصبية ومراكز الحواس بدأت تومض بانتباه فدققت أكثر بسؤالها كي تتأكد من وجود مشاهد لها في مسلسلها الحالي..
-وما هو تاريخ اليوم؟
مالت ملكا حيث هاتفها تبحث عن التقويم كي تجيب بجبين تجعد وفم ممطوط:
-السادس من آذار زنوبيا.
قفزت زنوبيا عن فراشها صارخة بهستيريا:
-يا إلهي ذكرى النكبة!!
أومأت ملكا لها بتضامن فتردد صياح زنوبيا بشكل أقوى:
-لم يعد غريبًا الآن لي كيف زارني هكذا حلم إن كان اليوم ذكرى النكبة..
قوست ملكا كتفيها بلا حيلة وأخبرتها بمعلومة إضافية لحصد الأخبار السيئة:
-الجو حار في الخارج بشكل لا يصدق فاختاري لباسا مناسبا للجو تعلمين تقلبات آذار أنتِ.
لطمت زنوبيا بقوة وهي تؤكد لنفسها بأن الحرارة التي اجتاحتها لم تكن عبثًا فاليوم الاثنين ..وهذا يكفي لوحده لأن تكون وقودًا مستدامة فاعليته لأي نار ؛ بل هي النار شخصيًا..
تمتمت بمصيبة وذعر تدور حول سريرها:
-فليمر يومي بسلام بعيدا عن بؤس الذكرى ونحسها يا رب ..فاليوم الاثنين.
فكت رابطة شعرها تطقطق بأناملها:
-الأثنين ..الأثنين ما الذي بيني وبين السعادة ليصادف تصوير مشاهدي المهمة في هذا التاريخ..الأثنييييييين.
كررت بجزع وحسرة كبيرين:
-الأثنين..يا الله الأثنيييييين!
*
*
*
ويوم الاثنين ..
الموافق السادس من أذار ..
ذكرى النكبة المشؤومة السيئة..وصمة البؤس الأثيرة والتاريخ الأسوأ على مدار تذكارات البشرية.





Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:33 PM   #5

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي





**
"السابعة صباحًا -يوم الأثنين"
تقلب على بطنه بانزعاج فنفخ حين رنّ المنبه خاصته، فأغلقه بعنف متمتما:
-باكرًا والله. لِم َكل هذا التفاني!
لقد أوقظه إحدى الباعة المتجولين الذي خرج قبل صياح الديك شخصيًا كي يفزع النائمين بصوته قبل أن يفعل منبهه:
"سبعة كيلو ملفووووف بليييرة"
" كيلوووو الفول بليرة"
"يا بلاش ..الخضرة ببلاش"
فشلت سدادة القطن من نزع صوت السيارة فتعجب بحق من سماح حيهم لهكذا باعة أن يتجولوا به، لم يعتد للآن لم يعتد على الأجواء هنا، حتى نومه لم يستطع ضبطه أبدًا، أخرج سدادات الأذن ورماها جنبًا يتمطى بجسده،
طقطق رقبته بانزعاج ورشف رشفتين من عبوة مياه جانبه ثم قبض على زناد قداحته قبل أن يشغل سيجارته وتحين منه التفاتة موجهة بتقصد للكومدينا جانبه فعانقه تاريخ اليوم وعنوانه المميز جدًا والفارق بشكل مؤسف في حياته بل الشاهد الأوحد على أكبر إخفاقاته، إنه ذكرى نكبته..والتاريخ الأسوأ الذي لا يعلق بذاكرته سواه، ويحرقه بألف لسعة ذنب !
لذا سيتجاهل نكسته الأثيرة ويتوجه لعمله بلا نفس، ويلتقي بالحمقى المغفلين الجهلاء الذي يرتبط معهم بعقد عمل ورطه فيه والده..كما ورطه وجاء به بعد ثلاث سنوات من الاحتراف في مصر .
-استعنا على الشقا بالله!
**


"السابعة ونصف صباحًا -يوم الأثنين"
استقل سيارته بضجر بين الشوارع يراقب حرب السرعة بين السيارت فشتم باشمئزاز.
-حمقى ..متخلفين..سيضلون ما وراء الشمس.
تجاوز سيارة أزعجته بحنق وسلك إحدى الزقاق فباغتته سيارة ينصب سائقها علم البلاد ورايتها، ويرفع مستوى صوت أغاني الراديو الوطنية لأعلى صوت .
فشتم بسخط واستدار مع أول دوار قابله ومضى بسيره فصف قرب سيارة كيا كحلية تنطلق منها أغاني مجوز عالية الطراز :
" لأعبر على تركيا ..وأشرب تتن وأكيف"
تجاوزه بقوة وهو يرمي سيجارته قائلا :
-ارحل من الذي أوقفك وأمسك بك من تلابيبك ..فرصة لنتخلص من أمثالك.
أكمل مشهده باعتيادية واقترب من من صوت بشع ليس مجوزا بل ابن عمه فتمتم قبل أن يصف سيارته أمام مقر عمله الحالي:
-لوّث الله سمعك يا بني..ما هذا السيرك .
أضاف باشمئزاز وقرف:
-سيرك ..أقسم بالله سيرك مليء بالمهرجين!
ارتطم حذاؤه بحجر صغيرة قشّرت جلد الحذاء فكاد يشتم حظه وسنينه فضرب بقدمه بغضب أكبر
-هو الصباح من أوله!
كررها وهو يدخل مقر عمله بلا نفس فدخل الطابق المخصص له، لم يمضِ على مروره خمسة دقائق فشعر باختناق أجبره على ترك الإشراف على عماله وحاجته للنأي بنفسه تزداد فخرج بلا هدى وسار يمشي حتى وصل سطح المكان ..وهناك شعر أنه يحتاج نفسه لنفسه، والوقوف معها طويلاً..فهذا اليوم يبعث بمآسيه كلها
**
"الثامنة صباحًا -يوم الأثنين"
استسلمت زنوبيا بعد عراك طويل مع نفسها للخروج بكل تصالح تام ودحر وساوسها المريضة المتربصة بها، فوظيفتها تحتم عليها العمل تحت الضغوط وبعد تأدية دورها السّامي في التمثيل ستعود لتقيم مراسم التأبين بكل نشاط وحيوية، سلّمت إلى أبسط إطلالاتها بلوزة ربيعية بياقة مفتوحة سوداء وسروال أسود يطابق مزاجها، وحذاء عالي الساق كلون ما سبق وجردت وجهها من كل مستحضرات التجميل خشية تحقق حلمها وإحالة وجهها للوحة مهرج هي بغنى عنها في ظل بؤسها وتذكار نكبتها فمشاعرها فيما يخص نكستها كافية، وبذلك شحذت همتها وجل طاقتها فانطلقت تسير في الزقاق الضيقة، تنعي ذوقها الذي اختار اللون الأسود في هذا الحر:
-من يختار اللون الأسود في يوم حار غير من كان فاقدا للعقل مثلي!
توقفت ترفع محرمة مبللة تمسح عرقها مستنفرة :
- لا غرابة في كون الصباح حارقًا..أليس هذا هو يوم الشؤم الذي لازمني.
هزت كتفيها بثقة وسلاسة :
-لِمَ العجب أساسًا!
نفخت تدير عيناها بلا هدف وتشير لنفسها باتهام:
-ألم أقع من طولي يومها وأخوض بنفسي دون إجبار بل باجتهاد بقري تام جريمة إنسانية لم أتخلص منها حتى اليوم!
رمت المحرمة في حاوية قريبة وأكملت سيرها ترفع كفيها في لحظة عتب مع النفس:
-ألا ليت اختفيت قبل أن أشارك بها.
أكملت سيرها ترفع حقيبتها فوق رأسها تغطيه فهي تحتاجه بعد قليل في الأداء لذا بدأت بتمتمة مشاهدها -المحدود عددها- جدًا جدًا والغالية على قلبها فوق جدًا بمراحل.
قبل أن تنزلق في إحدى الحافلات استمعت لتعليق السائق الذي يستخدم من بطنه وسادة مريحة لساعديه أثناء القيادة:
-لقد أشرقت الشمس هي وبناتها منذ الصباح الباكر.
مسح الرجل جبينه يتخلص من قطرات عرقه وأضاف بخشونة:
-كل حصاد اليوم من الأجور لن يكفي ريقي من الماء ولا ربع جزءٍ من بطني هذا..
ربت على بطنه المتدلدلة بتصالح تام فضحكت معه من باب الدعم النفسي رغم استغفارها عن ما تفوهت به قبل جملة السائق وطلبت العفو عن تفاعلها معه ومع ذلك وجدت نفسها تضحك حين بدأ بقص مآسيه بطرق مضحكة كأنما يحكي بلسانهم فانضمت قهقهتها مع الركاب الذين شجعوا على الفور أول بادرة لطيفة ترسم بسمة على شفاههم في الصباح كي يشقوا يومهم المليء بالمشقات فكلهم في معترك الحياة مساكين.
سارت مبتعدة عن باب الحافلة تبحث عن مقعد فارغ حتى توقفت عند أحدهم وارتطمت بها علاقة كرتونية تحمل صورة خالد عبد الرحمن تحوي تعليقا عريضا لإحدى أغانيه "خذني بقايا جروح"..مالت للأمام بفعل دفع امرأة وطفلها فنفخت بحنق وقالت:
-يا عفو ربنا ..سيرك بشري في كل مكان.
نفضت العلاقة التي ارتطمت بها، ورفعتها بعنف تتجاهل
وجه الفنان خالد الذي ظنته عبس فلم تستجب لطلبه وأعادت جروحه لروحه تسأل بتهذيب:
-هل هذا المكان محجوز؟
رفعت الفتاة التي تستقل مقعدا ثنائيا تجلس على طرفه وتترك مقعدا حذو النافذة عينيها لزنوبيا الذي يرتطم برأسها عدة لوحات لمطربين شعبيين، فأجابت بعد أن رفعت سماعتها:
-لا..
تحركت زنوبيا خطوة للأمام وأخبرتها سريعا حينما شغّل السائق الحافلة بما جعلها على وشك فقدان توازنها:
-أود الجلوس هنا.
أفسحت الفتاة مكانًا لها كي تدخل:
-تفضلي.
استقرت زنوبيا في مقعدها والتفتت للفتاة التي لن تسمعها فأخبرتها بملامح مترجية تملأها المسكنة:
-هذه السماعات لا تخرجيها من أذنك رضي الله عنك فالمرء تطوف به الهموم ويود أن يفضيها هنا! حسنا من فضلك لا تنصتي إليّ..وإن فعلت لن أسامحك؟
دارت الفتاة برأسها مستفهمة باستهجان بحت فرفعت زنوبيا كفيها:
-الله والسلام يا غالية ..لا شيء لا شيء دعك في سماعتك جعلها مباركة عليك ولا تعبأي بي..
حدقت بها الفتاة بعجب مما حفز زنوبيا للصراخ في وجهها لكن الفتاة لم توليها التفاتة اهتمام وعادت لما تستمع إليه، تنهدت زنوبيا وشعرت ببؤرة الظل تسحبها عنوة فحدقت باللاشيء ثم وجدت نفسها تحشرها حيث العالم الخارجي فالتصقت قرب النافذة تتابع الحياة بعيدا عن حساباتها المكتظة بالمنغصات والفشل وطفقت تعيد المشاهد وتكرر مقاطع الحوارات في أدائها اليوم حتى أوقفها السائق أمام إحدى المستشفيات الخاصة وأدعية كل من بالحافلة ترافقها بالنجاح والتفوق فسارت في ممر الحافلة كفنانة الحي اللامعة، حاولت نقد السائق أجرته فرفضها وأخبرها بفخر:
-ستبدعين يا أختي زنوبيا أنتِ ممثلة حينا الرائعة وستكونين قنبلة المسلسل لذا عيب عليّ أن آخذ أجرتك.

"التاسعة إلا دقائق معدودة -يوم الأثنين"

هبطت زنوبيا تغمرها الفرحة وتصب ببواقيها كل أصص إخفاقاتها وكفاحها مع الحياة، توقفت أمام مبنى المشفى الشاهق العلو، ازدردت لعابها برعب حين خمنت ارتفاعه والكم الذي تحتاج لمحاربته من فوبيا الارتفاعات داخلها كي تخطو للداخل..
-يا إلهي هذا أطول من جسر أحلامي!
تعرقت كفاها وكستها رجفة غير محببة ف أغمضت عينيها تتجرأ في معاينة الطوابق بشجاعة هي من أصلها ..
-من هذه الطوابق لتتحدى امرأة حديدية مثلي؟
زاد مضمار قلبها حين أفرجت عن جفنيها المغلقين و خاضت تجربة المغامرة فاصطكت أسنانها ورجف فمها مع كل طابق تصعده نظراتها حتى توصلت لما قبل الطابق الأخير..
-أنا أقوى..أنا أقوى من هذا الارتفاع وسأتخطاه!
كادت تشهق بعينين بُلّت أطرافها حالما تواصلت مع أعلى نقطة بلا رادع من رهبة القمة التي تخشاها.
-فعلتها ..فعلتها. قالتها لاهثة بتقطع مهلك لحبالها الصوتية التي ستحتاجها لاحقًا.
ثبتت ساقيها عن الارتعاش وشدت على حقيبة يدها تحدق مفغورة الفاه بالارتفاع تسحب أنفاسها بعنف غير مبرر أوجس خيفتها، طالها التركيز أخيرًا حتى شملها كلها لتدرك مصدر الخيفة التي اجتاحتها.فتمتمت بذهول :
-ما هذا الذي أراه؟
شعرت بغبش عدستها الخضراء ففركت عينيها بقوة و حدقت في نقطة بذاتها متوسعة العينين تهذر لنفسها:
-هل صابني خلل ما؟
جعدت جبينها و غطت بكفها فمها وشهقت متراجعة للخلف تتأكد من سوء حظها الذي حقق كابوسها اللحظة ولم ينتظر وقتا ف هرولت تدخل المشفى سريعًا بلا وعي منها، تعثرت في اصطدامها بالناس التي تستخدم المبنى فكانت تركض بلا اعتذار بل تصدر لهم الشتائم وتلحقهم بالسباب لخروجهم في طريقها، توقفت عند السلالم منحنية الظهر والهامة:
-هذه السلالم لو صعدتها لأنفق الرجل عمره وحقق انتحاره فلن أصل قبل سنة بمفاصلي هذه.
مطت شفتيها بحسرة فقد وجدت معركة الجري خاسرة وستستخدم آخر خياراتها في سبيل البشرية والإنقاذ فشجعت نفسها بصوت مسموع:
-ستنقذين روحا ..هيا زنوبيا لا تترددي.
مسحت على وجهها بورطة وخوف كبيرين ودارت تبحث عن المصاعد، أغمضت عينيها وحشرت نفسها في مصعد وجدته فارغًا، ضمت قبضتيها المشتدتين حولها تكبح رجفتها ورعبها من المصعد أولا وما رأته ثانيا لذا تعاملت مع المصعد بسلاستها المعتادة وأملت حديثها
-لا تخشي زنوبيا ..ستغمضين عينيك برفق وتمدين أناملك وتضغطين بشكل عشوائي على الأزرار وأين ما يرمي بك المصعد هو ممتاز، ستكملين الباقي جريا كالمعتاد، حتى وإن وجدت نفسك في مصف السيارات الأرضي حسنا؟
أومأت بقوة وتفانٍ في سبيل الإنسانية وبدأت بتنفيذ ما سبق. رصت على عينيها بقوة وضربت بأنامل مرتعشة أزرارا عشوائية وتراجعت تحارب نفسها في المصعد الذي لا تخف شيئا أكثر منه، شدت على جفنيها مستمرة بالتراجع أكثر للخلف حتى اصطدمت بالمرآة خلفها تتشبث كفاها بمقابض المرآة تستند فيها عن الدوار المباغت الذي سيصيبها، اختفى تنفسها لحظات وأحست بأن المصعد استغرق وقتا أكثر ما يعني أنها كبست على إحدى الطوابق الأخيرة حمدا لله ولن تجري كثيرا مما يعني حتمية إنقاذها للرجل الذي يود الانتحار، أطلق المصعد صفيره فصمت أذنيها بكفيها لكن رنينه اخترق قلبها وشوشه، خرجت تبحث عن رقم الطابق فوجدته قبل سطح المبنى بطابقين، جرت على السلالم بقوتها تخلع حذاءها وتركض بأعلى ما لديها، كتمت تشنجاتها حالما وصلت السطح وأنفقت أنفاسها المتسارعة، لم تخطئ عيناها الرؤى ..ولا قلبها أبدًا
فقد وجدت رجلا يقف على حافة المبنى الأخير يولي الكون ظهره وينفصل في ملكوت لحظات خاصة خمنتها خلوة- ما قبل الفراق-، تهكمت في سرها وتوعدت حياته الزهيدة عنده:
-لن يحدث الفراق.
راقبت هيمانه وجموده دون اهتزاز فرق قلبها في سؤال مؤلم كيف هانت عليه الدنيا وحياته؟ لم يفتها لون حلته المطابقة لحلة الرجل الذي شاهدته في منامها حتى هيئته وطوله مما أوجع قلبها بكارثية أحلامها، ضمت كفيها بأسرع ما لديها كي تباغته وجرت بأقصى سرعة ممكنة حتى وصلت بقعته تصرخ فيه.
-لا..لن تفعلها.
تكرر ما رأته في حلمها مع إجفالة جسده فاندفعت بقوة نحوه تستهدف ذراعاها ظهره كي تنحيه عن القفز ، هجمت بلا تأن وأصبحت خلفه تهذي بعدم انتحاره تتمسك فيه من الخلف بقوة، ففعلتها وشدت عليه بتهور فأخطأت تصويب ذراعيها حوله، فقد اتزانه و كاد يتعثر من هول الصدمة وتمايل جسده بشكل مخيف فأوشك كلاهما على السقوط
بسبب مفاجأتها وسوء إدارتها في الموقف وصراخها:
-لن تمت أيها المغفل معدوم الإيمان..
عضته في كتفه تجذبه لها تهادنه:
-سأستمع إليك ..أرجوك لا ترحل قبل أن تحدثني..
تحكم في جسده ووازنه بكل قوة لديه كي لا يندفع للأمام في ظل تمسكها المميت بظهره، استسلم للموت وطلب المغفرة ورأى السقوط حتميا خاصة مع مشهد التايتانيك الذي يعيشه بالمقلوب لسوء حظه:
-من أنتِ أيها المجنونة؟
-سأموت معك إن لم تتراجع عن جنونك..
لا يعلم كيف وجد جسده ينفضها للخلف يفكها عنه فشدته إليها بقوة ومالت به حتى سقطا على جانب المرتفع الذي استقله منذ قليل، أخذت منه صدمة الارتطام بجنبه قليلا حتى استوعب الجسد الذي يخيم فوقه بشكل جانبي ومدى الحميمية التي التقطها، كأنما أُخذ بحسية القرب وأنفاسها تلفحه من فوق ملابسه، تحديدا الوجه الأنثوي الذي يستقر عند عنقه وخداها أسفل قصبة حلقه، اشتد فكه وارتطمت ضروسه غيضا من عمق الانفصام وتشّوش مسميات الألفة لديه فدفع البلوة التي جاءته من غامض علمه وكادت توقعه وتميته وهي تصرخ به ألا يموت ويفعلها ولا يعرف ما الذي سيفعله ..فهي من كادت تفعل . بل فعلت أساسا.
هدر بصوت كالرعد وهو يرفع جذعه بشكل جانبي:
-من أنت أيها المختلة ..كدتِ تقتلينني؟
تأوهت زنوبيا على الجهة الثانية حين رمى بها ناكر المعروف بقوة مما جعلها تعانق الجدار ويصطدم أنفها في الأرض الإسمنتية للمرة الثانية على التوالي، كسبت فيهمما غبارا إضافيا وحجما مضاعفا لأنفها الذي يبدو
-كالفجل بلا مجهود-
تمتمت بحنق رغم تألمها وصوته الذي تعرفه فقد أهميته وفقدت طامة معرفته:
-كنت أنقذك من الموت . هكذا تشكرني.
رنّ صوتها المكتوم في ذهنه فلم يفتح باب إدراكه ورد بسخط:
-ما هذا الغباء الذي تتفوهين به؟ هل هذا مقلب دون علمي؟
لحظة ..هذا الصوت تعرفه، لكن معرفته ليست مهمة بل المهم أنها ستجيبه بقوة وتتجاهل وساوسها الخاصة، لذا أجابته برأس يطن وأسنان اشتعلت أعصابها فآلمتها :
-كان حلما محققا ومنعته ..لا عليك المهم أنك بخير رغم أنك لا تستحق، كنت مدفوعة بإنسانيتي!
غمغم بحنق وهو يرفع نفسه بصعوبة يقدر ألم ساقه اليسرى وحديث المنام شككه للحظة مع قوة حدسه تجاه الصوت المكتوم للتحقق من هويتها إلا أنه لم يهتم.
-الله يخلص الإنسانية من أمثالك..
والله هذا الصوت عرفته..لكنها ستضرب بعرض وساوس تشككها بل يقينها وستجيب كابنة حارة أصيلة، لذا
صرخت فيه بقوة وعنف كعنف ضرب أسنانها المؤلم الذي يمنعها من التركيز أو رفع رأسها:
-بل من أمثالك معدميها أيها الخنزير الحقير الذي كنت تود الانتحار بلا شفقة..وجئتني في منامي لأنقذك!
حقنة وعي ثنائية الاتجاه تحركت في مراكز إدراك كليهما، ليصرخا في توقيت وهلع وشلل وفاجعة مشتركة و موحدة و ثنائية النكبة..
-زنوبيييييا...........
-غاااااااازي!!!!
انتفضت تستقيم على قدميها كما فعل هو الآخر وقالت له تولول وتصرخ..
"الله لا كان جاب الغلا"
-من أين سقطت فوق رأسي يا غراب البين؟
تملك منه جنونها الذي انتقلت شرارته في الجو:
-ماذا تفعلين هنا أيتها المختلة؟
دبت الأرض من أسفلها تدور بورطة أمامه، أطلقت صرخة مفجوعة تضرب فوق رأسها بشكل درامي مبالغ به جدًا :
-كنت مسافرا فما الذي جاء بك يا حظي..حظي الشؤم يا غازي.
لم يكن أقل صدمة منها لكنه صُعِق بكم الإفراط في الولولة الذي أشعره باختضاض رجولته وكبريائه.
زفر بقوة حين تابعت:
-يا الله! يا الله أي قدر أسود رمى بك في طريقي ..و ذكرى نكبتي! من أين خرجتَ يا حظي العثر الأسود.
ارتد للخلف بهجومها وقد هاله ما قذفته به تزامنا مع تفكيره هو الآخر بذات المحور.. فطاف بنظراته يتجول فوقها كأنما يدرسها بعناية ..ثم علق أخيرا بعدما وضع كفيه في جيبي سرواله وارتد رأسه للوراء يشمخ بذقنه:
-ثرثارة ..متهورة عديمة الفائدة والنفع كما أنت لم تتغيري.
صرخت فيه بغل وهيئتها المزرية تجعلها تموت وتذوي أمام عينيه فقالت له بلا حذر:
-أجل ثرثارة كما يحلو لي ولا شأن لك مطلقًا.
جعد فمه باشمئزاز جعلها تود الانقضاض عليه وأخبرها:
-وغبية ..أغبى امرأة على الإطلاق التقيت بها.
-أجل أغبى امرأة وإلا لم أكن لأُنكب فيك ومعك ..لكن الحمدلله الذي أنقذني منك.
هزّته ..واستمرت تفعل فباغتها متهكمًا:
-ثلاثة سنوات لم تطوع لجامك..لا زلت حمقاء متهورة وخرقاء! متى ستكبرين وتعقلين؟ حبا بالله أجيبي.
شحنها بكل الغضب الذي تمتلكه وتوجهه نحوه فسألته مقهورة وقد أشعرها بتضاؤلها أمامه:
-ما الذي تفعله هنا؟ أخبرني.
تزامن رنين هاتفها، فأغمضت عينيها وزمت شفتيها بسخط تخبره:
-لقد عطلتني عن تصوير مشاهدي..وعملي الهام .لن أضيع وقتي معك أيها الفاشل.
استدارت تنفض ثيابها وتمسح أنفها المغبر المنتفخ وأخبرته:
-لقد ضاعفت حجم أنفي، منك لله يا غراب البين.
تبسم حين تنبه لهيئتها المزرية وسأل:
-ألا زلت تقومين بدور الجثث في المسلسلات، ونادلات المطعم وصديقات البطلة الغيورات أيتها الممثلة القديرة.
دار بعينيها كل حزن الدنيا إلا أنها نفضت خصلاتها بأنفة وصححت له:
-بل سأقوم بدور الدوبلير الأساسي.
قالتها وابتعدت عنه تسير في خيلاء وتكبر فتابعها بعينين ضيقتين حتى اختفت كلها فشاب نظراته حنين الذكرى التي لم تترفق بقلبه بل خيمت فوقه منذ الصباح فجعلته يعتزل الدنيا وشعوره ويفكر في شيءٍ واحد فقط
"ذكرى النكبة التي ذكرتها، ذكرى زفافهما الكارثي الذي انتهى بانفصال صعب عقب شهور قليلة.."
صفق بكفيه متعجبا لقد صعد لسطح المستشفى كي يختلي بنفسه ويتفكر في نقطة حياته السوداء ولم يعلم أن النقطة جاءته كي تمسح النص، فزنوبيا طليقته بزغت من العدم تنوح وتشكو بذكرى لم ينتهي من ذنبها.
**
انتهى







Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 08:47 PM   #6

جولتا
 
الصورة الرمزية جولتا

? العضوٌ??? » 464323
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 541
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » جولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond repute
افتراضي

الف الف مبروك لميس العسل على القصة الجميلة ????

جولتا غير متواجد حالياً  
التوقيع
أشكو للورد عن شوقي لأجملها
فتذبل وتنثر ريحانها في الأفقي
🖤
رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 09:33 PM   #7

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك يا لميس على النوفيلا ويارب عقبال روايات كتير جاية ..
يالتوفيق ياقلبي ويارب دايما النجاح يكون طريقك❤️❤️


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 09:51 PM   #8

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك يا لموس على النشر هنا وبالتوفيق يارب ❤❤
والله القصة شكلها عسل اوي ومبسوطة اني هتابعها لأني بدور على حاجة خفيفة اقراها بقالي فترة ????
زنوبيا وغازي حكايتهم غريبة زي اسمائهم مستنية اعرف قصة جوازهم وانفصالهم اوي ❤❤❤
تسلم ايدك يا لموس ❤❤❤


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-23, 06:34 AM   #9

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,578
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباحات الإبداع والجمال حبيبة قلبي

ما أحلى الرجوع لتلك الأيام ..بموعد اللقاء مع جميلتنا لميس
ومع الصحبة الطيبة

مبارك لك ولنا حبيبتي النوفيللا الجميلة *نكبة حب*

والتى من إسمها يبدو أنها خفيفة ظل منعشة للروح والنفس
وكل ما تخطينه حبيبتي رائع وجميل

معك نبدأ الرواية باسم الله

سلمتى حبيبتى
وأدام الله عليك فيض الإبداع


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-23, 06:38 AM   #10

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,578
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباحات الجمال والسعادة حبيبة قلبي

☆حلم ولا علم☆
عالم الأحلام عالم ذو طبيعة خاصة كل شئ به ممكن ومتاح...
المعقول واللامعقول.. هوالمؤلف والمخرج والمنتج وموزع الادوار
وصاحب الحلم بيدق صغير يحركه كيفما يشاء
وقد يصطبغ بصبغة ورديه أو تكون له هيئة قاتمة مرعبة يحياها البيدق الصغير وجسده يتفاعل معها فيشعر بكل ما ينتابه
وكثيرا ما يظل مقيدا بحلمه لا يستطيع الخروج منه إلا بإيقاظ الآخرين له

وأن يكون لتلك الأحلام تفسيرا أو أن بعضها يتحقق في ارض الواقع
فهذا نكهة إضافية تضاف للمرء لتصيبه بالتوتر والقلق الدائم

زنوبيا لا ريب شخصية غريبة نوعا ما بها جوانب نفسية معينة
تجعلها ترى تلك الاحلام بشكل مستمر وتنصهر بها كأنها تحياها بالفعل
كتلك العاصفة التى عاشت تفاصيلها وتوابعها في الحلم
والاشخاص الذين رأتهم ولربما يكون لهم ظل وجود بالواقع
وربما طبيعة عملها في المسلسلات تجعل خيالها جامحا

☆الاثنين الرهيب☆
كل أيام ربنا خير لا يوم أفضل أو أسوا
لكن بعض البشر ترتبط اقدارهم أحيانا بأحداث معينة
لاتكون سارة لهم بيوم معين
بل أن بعض الاحداث العالمية الغير منسية ذات التأثير السلبي على العالم أجمع
قد تكون بيوم معين
وقد حدث بالفعل أن كان يوم الإثنين مسرحا لتلك الاحداث مثل الانهيار الإقتصادى العالمي الذى اصاب العالم بالثلاثينات

ومن الواضح أن زنوبيا من تلك الشخصيات التى تتأثر بالنسمة فيكون اليوم موافق ليوم النكسة وهو يوم لذكرى نبغضها جميعا

كما صديقنا غازى أول شخصية رجالية بالرواية وهو أيضا لم يعجبه تاريخ اليوم ربما لذكرى مرتبطة به
خاصة وانه غير سعيد بطبيعة عمله فينهض متململا
ويبدو من أصحاب المزاج العكر مثل زنوبيا فكل ما يصادفه لايرضيه
وصولا إلي سطح بناية عمله هربا من الضيق

☆ومن المصادفات ما قتل☆
رب صدفة أسوأ من ألف ميعاد
أحيانا يلتقي أيا منا بآخر من يرغب رؤيته ولو كان على ميعاد مسبق
ما إلتقيا بتلك الدقة

زنوبيا بعد مرورها بكل تلك المعارك مع الطريق والحافلة ووصولها لمحل التصوير بكون نصيبها جزءا من حلمها بإنقاذها لذلك الذى ظنته سينتحر
ليكون آخر من ترغب رؤيته أو إنقاذه أساسا
طليقها السابق غازى..فهل هناك أسوأ من تلك مصادفة..!؟

وينتهي النشهد بنعت كلا منهما بنعوت سيئة ولعنة الصدفة
التى جمعتهما سابقا وحاليا
بيوم إثنين بالسادس من آذار بشؤم الذكرى وسخافة الموقف

سلمتى حبيبتي
ولك كل الحب واكثر


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.