كانت لهجة نيل غاضبة إلى حد كبير.
فكرت كاسى فى صمت أنا وأنت نعلم جيدا أن وجهى هذا لا يصلح للعمل فى بيت موضة . لمعت عيناها بالحزن القاسى : إنه حتى لا ينظر إليها .
- ستأخذ جينيفر مكانك . الحمد لله كم أنا محظوظ بلقائى بهذه الفتاة سأرسلها إليك حتى تعطيها بعض النصائح .
تحملت كاسى نظرات صاحب العمل المحملة بالعداء واستجمعت كل شجاعتها لتواجه هذا الرجل :
- لا تعتمد على مساعدتى يا نيل . سأترك بورتلاند .
- ترفضين مساعدتى بعد كل ما قدمته إليك ؟
- نعم . تماما كما ترفض مساعدتى للتشوهات التى حدثت لى لسوء حظى . ستعلم جينيفر بمفردها مشقات المهنة .كما فعلت من قبلها .
ارتفع صوت كاسى على الرغم من محاولتها الاحتفاظ بهدوئها . كانت ممزقة بين الغضب والكراهية .تلك المشاعر التى لم تتطلب إلا أن تخرج .
قال هاملتون بنبرة فاترة :
- سأدفع لك مقابل الساعات التى تقضينها مع هذه الشابة . إنها ذكية وتتعلم بسرعة بالإضافة إلى أنك ستحتاجين لشهادة خبرة إذا كنت ستحاولين البحث عن عمل جديد .
- لا داعى للابتزاز يا هاملتون . إنك رجل أنانى أبله . سنتنكس أعمالك من هنا إلى خمس سنوات . لأنك غير قادر على مواجهة الشرق .كل ما تفلح فيه هو مراقية الفتيات الجميلات . والآن أخرج من هنا .
بدا الغضب على وجه نيل ربما هو بضربها . لقد أصابته كلماتها كأنها صفعة :
- وأنت ؟ من أنت يا كاسى فارو ؟ إنك لست سوى فتاة مشوهة . لن يفلح أى مكياج فى مواراة ندباتك . لن تعملى أبدا فى بيت لمستحضرات التجميل .
صاحت كاسى :
- اخرج ! اذهب ! اذهب .
نهضت على مرفقها وكبحت صرخة وهى تشعر بألم هائل يخترق رأسها . أخذ كل شئ محيط بها يدور . سقط رأسها على الوسادة .
قال هاملتون وهو يلوح بقبضة يده :
- ستندمين على ذلك يا كاسى .