آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الثأر -ج3 من سلسلة بريد الشتاء- للكاتبة الأخاذة: هبة الفايد [زائرة ] *كاملة&بالروابط* (الكاتـب : هبةالفايد - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-09, 10:03 PM   #21

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي


اجابته اليس بصوت مخنوق:- انت رجل وقح!هز كتفيه واجاب:-من دون شك. لو كنت حقا امرأة حقيقة ولست عانسا معقدة لفرحت بجنون لمجرد اثارة رجل مثلي.آه سأعرف كيف اجعلك تتقاسمين هذه الاحساس الرائع!شعرت برغبة ملحة لطمر نفسها تحت الارض والاختفاء كليا، ثم قالت بصوت اتهامي:-هل تسخر مني؟ انت انسان سادي.-لايحق لك ان تتهمني بالسادبة!-الحقيقة تجرح!يعني مثل دمسكينوس ، هل تفهمين؟ انا لم اسبب سوءا لاي امرأة في حياتي..آه، افهم الان لماذا انسحرت به... خوفا من الحب، اليس كذلك؟ لكنك لم تفكري،يا ايتها الحمقاء المسكينة ، بأنه سيفرض عليك امور اخرى...-انا.... انا لم افهم ماذا تقصد...ومن جديد شعرت بانجذاب لنظرة ستيفان هل سينفذ تهديده الان هازئا بكرامتها ويفتك بها في الحال؟فجأة سألها:-كم عمرك ، ياليسيا؟-24 سنة.-الم تسمعي من قبل بالانجرافات؟-بلى ولكنك لا تريد ان تفهم...-بل افهم الكثير. تريدين الزواج من دون القيام بالواجبات الزوجية. لو نجح دمسكينوس في اقناعك بانه يكتفي بلمس يدك، اسمحي لي بأن اقول لك بانك فتاة ساذجة الى حد بعيد. منذ موت تمارا عرفت عن هذا الرجل امورا كثيرة، لايمكنني ان اقولها لك من دون ان احمر خجلا.فوراء المظاهر المحترمة يخبئ غرائز مجرمة وفاسقة . انه انسان متعفن حتى العظم!توقف لحظة قبل ان يضمها اليه بقوة ويقول:-تجدين صعوبة في فهم كلامي، اليس كذلك؟ لكن هذه الحقيقة. ومن حسن حظك انك وقعت بين مخالبي انا، الذي سأعاملك مثل انسان بشري ، اما هو، لكان اعتبرك شئيا مثل اي شيء اخر، هل كلامي واضح؟ارتجفت اليس ، اذا كان مايقوله صحيحا، فهذا من حسن حظ البيرتا. لكن ذلك لن يغير شيئا في مصيرها. فالقدر رماها بين ايدي هذا الرجل اليوناني الذي بعد في ان يبلغ ثأره مهما كان الوضع.-اذا تمكنت من ان ابرهن لك بأنني لست خطيبة دمسكينوس، فهل ستدعني اذهب وشأني؟-عدنا الى الموضوع من جديد. اذن يوجد في العالم فتاتان تدعيان اليس شيلدون.-لدى شقيقة تدعى البيرتا. ذهبت الى سيلان لتتزوج من رجل احبته منذ سنوات عديده لكنه كان قد تزوج من فتاة اخرى، واثناء ذلك، كانت اختي قد تعرفت على دمسكينوس وخطبته ولما علمت بأن حبيبها فقد زوجته، قررت فسخ الخطوبة والذهاب الى سيلان بناء لطلبه لكنها لم تكن تتمتع بالشجاعة الكافية تتعلم دمسكينوس بالامر شخصيا فوكلتني انا بالامر...-خطيبة دمسكينوس تدعى اليس وليس البيرتا.صرخت اليس فاقدة الامل:-لقد كذبت...يالهي كيف سأتمكن من اقناعه ان يصدق كلامي ويعيد الي حريتي؟اضافت تقول:-كانت البيرتا دائما تفضل اسمي. ولاي سبب استعلمت اسمي مع دمسكينوس؟ لا اعرف! لكن بامكاني الاتصال بها في سيلان وابرهن لك عن وجودها . ارجوك، اعطني خطا لابرهن لك الحقيقة، قبل ان ترتكب ما لايمكن التعويض عنه.قال بقسوة:-حسب رأيي انت تحاولين كسب الوقت. احب ان اصدق بأن لك اختا تعيش الان في ميلان، لكن قصة تغيير الاسم امر لا يصدق! الم تقولي لي ، عندما كنا في الزورق بأن دمسكينوس سيرسل من يأتي لنجدتك؟-كنت... كنت قد فقدت الامل، واعتقدت ان هذا النوع من التهديد سيجعلك تفكر بالامر وتعيدني الى اثينا.-الظاهر انك حتى الان لم تتوصلي الى معرفتي، يا اليسيا ...-وانت، ماتعرفه عني خطأ فادح، مادمت تتصور بأنني انجذبت الى دمسكينوس هذا، انا لا اشبه البيرتا، لا جسديا ولا فكريا..-كيف تنوين برهنة كلامك؟-هل... هل من الممكن ان ارسل برقية الى اختي؟ لدي عنوان هاري خطيبها. سأطلب منها ان تؤكد لك بانها كانت فعلا خطيبة دمسكينوس.-آه ، فهمت، هل انت صديقة حميمة لاختك؟-كلا، ليس تماما.-هل بامكانها ان تكذب لتخلصك من... هذه الورطة؟اجابت اليس بمرارة:-آه لا ، لاتخف من ذلك، لاخطر ، لان البيرتا فتاة انانية... اذن هل بامكاني ان ارسل لها برقية؟-سأرسلها بنفسي، ستعطيني عنوان اختك في سيلان وسأطرح عليها السؤال بنفسي، ومصيرك متعلق بجوابها. هل اتفقنا؟شعرت اليس بارتياح وقالت:- آه ، نعم ، كم من الوقت تحتاج للحصول على الجواب، حسب رأيك؟- ربما اسبوع، ربما اكثر.. فسيلان بلد بعيد في اخر العالم.- ومن الان حتى .... ذلك الوقت...؟ابتسم بسخرية وهو يرى ارتجاف شفتي اليس وقال:- حتى ذلك الوقت سأكف عن ملاطفتك ما دام ذلك يزعجك. لكني انبهك، اذا كانت البرقية تعكس اقوالك ، فلا مجال لطلب الامان او العفو ، هل فهمت؟اشارت برأسها في حركة ايجابية . وشعرت بخوار في قدميها، فجلست على المقعد الجلدي بينما راح ستيفان يشعل سيكاره.سألها بعد ان اخذ مجه عميقة:- - والان ، قولي لي ، الم يحبك احد عندما كنت صغيرة؟- -لكن ، بلى....طبعا لم تحصل اليس على الدلال مثل البيرتا ، لم يمدحها احد وكانت عائلتها تدعوها الفتاة الجدية، لانها كانت تنصب على القراءة بنهم ولاتبالي بشيء اخر . وذات يوم سمعت عمتها تقول :"للاسف على هذه المسكينة ان ترتدي النظارات ، فهي قبيحة من دونها ايضا! وليس من الصعب التنبؤ بنجاح اختها تجاه الرجال اما هي..."وببطء رفعت اليس نظرها المتكبر نحو ستيفان فقال لها ، مقطب الحاجبين:-لاتنظري الي هكذا، لقد وعدتك بانني سأرسل البرقية وهذا ما سافعله ، اليوناني عندما يعد يفي بوعده.اجابت بتهذيب:-اشكرك.وفي مقعدها المريح استرخت اليس وراحت تفكر بأن عليها الان قضاء عطلة قصيرة على هذه الجزيرة اليونانية بانتظار وصول رد البيرتا، في حقيبتها وضعت بزة السباحة وحجرا من الزيت الواقي لاشعة الشمس واقلاما ودفاتر... باختصار، كل ماتحتاجه لتمضية الوقت.فجأة قال ستيفان:-من زمان ولم اشعر برغبة في حضور انثوي ، الظاهر انك تحبين الملابس الجدية. اما انا افضل الملابس الريحة، الخفيفة... اتمنى الاتنقصك الملابس الخاصة بالسهرات كالتي ارتديتها مساء امسافرحيني وارتدي واحده منها، ارجوك ايضا عدم رفع شعرك واتركيه حرا يتطاير فوق كتفيك...-هل هذه اوامر؟-اوامر؟ كيف بامكانك قول مثل هذه الكلمات! اني اقدم لضيفتي ببساطة استقبالا غير معقد هل اشتريت ثيابا فاخرة فقط لارتدائها في وحدة غرفتك؟ ياللاسف؟-انا لست انسانة طائشة او هائمة ياسيد كنسدروس-لكني لاحظت في حقيبتك عددا من الملابس توحي بعكس ما تقولينه..رمى السيكاره في المدفأة وقال:-اطلب منك ان ترتديها .... وان تناديني ستيفان.- وماذا اذ رفضت؟-قدمت لك خدمة، ياليسا لماذا لاتباديلني بالمثل؟-الظاهر انه ليس لدي اختيار-بالفعل..ظهرت امرأة في عتبة الباب، وكانها من القرن السابق، ترندي قبعة مطرزة وثوبا حريريا اسود واللؤلؤه تتدلى من اذنيها ، نظرت الى اليس بامعان فقال لها ستيفان:-الانسة شيلدون، ضيفتي، يا كاترينا...ثم التفت بأليس وقال:-خادمتي، ستكون تحت تصرفك كليا.قالت اليس بلطف وتهذيب:-تشرفنا.احنت كاثرينا رأسها وسأل ستيفان:هل آخذ الانسة الى شقة الشرق؟-طبعا والان ، من اجل ان توضب حقيبتها وتتحضر للعشاء نهضت اليس بهدوء وسألته:-اي ساعة تنناول العشاء؟-في التاسعة ، يا اليسيا.-اذن الى اللقاء ، في التاسعة... يا ستيفان-اذكرك بان تغيري هندامك وترتدي الملابس الانيقة استعدادا للعشاء.احنت رأسها بابتسامة مرغمة وتبعت الخادمة ، نحو سلم يقودها الى الطابق الاعلى.

mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 09-04-09, 10:48 PM   #22

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي الفصل الخامس

كانت غرفتها رائعة . وفي قبة مقنطرة يقع سريرها المغلف بشرشف ملون بالابيض والاحمر والذهبي، يفترش الارض بساط من الالوان الغامقة التي تظهر بدقة نوعية الاثاث المصنوع من الخشب الغامق، كما تظهر بياض الجدران وروعة السقف.سلم صغير يؤدي الى شرفة واسعة ، تحتوي على مفروشات من القش والدرابزين مغطى بالساتان المتسلقة، شرحت الخادمة قائلة:-هل يعجبك المنظر؟اجابت اليس وهي تنحني من وراء الدرابزين:-انه حقا رائع!الشرفة تطل على حديقة شاسعة حيث الماصبيح تلقى بنورها الشجي على الاشجار والعشب الذي يلوحه الهواء الخفيف.وبعد قليل رافقتها الخادمة الى غرفة الحمام المتصلة بغرفة النوم.فدهشت اليس لروعة المغطس والمغسلة المصنوعان من البورسولين الابيض الرصع بالاكاجو وفي احدى زوايا الحمام سخانة ماء حديثى الصنع ، تتناقض مع الشقة القديمة العهد.قالت الخادمة:-لقد جهز سيدي المكان بمولد كهربايئة . فالماء الساخنة موجودة باستمرار. والان اصبح المنزل يتمتع بكل اساليب الراحة.... لم يكن هذا موجودا خلال وجود الرهبان في الدير كانت الخادمة تحدق باليس باستمرار وتتابع قولها:-من النادر ان يأتي سيدي بالضيوف الى هنا ، هل بامكاني ان اسألك ، يا انستي، منذ متى تعرفين سيدي؟-ليس من وقت بعيد.كيف بامكانها ان تقول للخادمة بان سيدها خدرها وخطفها وجاء بها الى هنا على متن باخرته؟ هي بنفسها تجد صعوبة في تصديق ما حصل في الواقع!قالت كاثرين بنظرة غريبة:-احب ان اريك شئيا، يا انستي، اذا تفضلت وتبعتني... اعتقد ان ذلك قد يثير اهتمامكابتسمت اليس بمضض واجابت:-بالطبع.تبعت اليس الخادمة في ممر واسع مضاء بالمصابيح الكهربائية المعلقة على الجدران وبثريا كبيرة نحاسية معلقة على السقف فوق بئر السلم . في اخر الممر توقفت امام باب كبير ، وترددت لحظات قصيرة، ثم قررت واشعلت ضوء الغرفة واشارت الى اليس ان تتبعها.حبست الفتاة انفاسها وهي تدخل الى هذه الغرفة الشاسعة البيضاء والذهبية التي يتصدرها سرير له قبة تشبه العرش ، وينحدر على السرير، من قمته ، وشاح من الموسلين الابيض المزين بالزهور الطرزة وفي السقف لوحة جدرابية تمثل الحوريات بلباس خفيفالمقاعد معلقة بالحرير الفاخر. والكريستال ولانية الفضية تلمع على منضدة الزينة المصنوعة من خشب الورد.قالت اليس وهي تدوس بمتعة البساط الابيض السميك الذي يفترش الارض.-يالهذا الجمال الساحر! من ينام هنا، ياكاثرينا؟-الشبح.امسكت الخادمة بمعصم اليس واخذتها الى الطرف الاخر من الغرفة، امام كوة في الحائط فيها تمثال وزهرية، ثم كبست على زر كهربائي، فاضيء المكان عن لوحة كبيرة ترمز الى صورة فتاة واقفه على الشاطئ امام الصخور والامواج، الريج تلاعب شعرها الطويل الاسود وثوبها الخفيف، فوق جسم ممشوق ونحيل كانت قدماها عاريتين تنغرزان في الرمال وذراعها مرفوعة كانها تشيرالى شخص ما .حدقت اليس بوجه الفتاة في الصورة، لم تكن جميلة بالفعل لكن هناك ماهو مثير في فمها الملئ وشفتيها الحمرواين وعينيها البحريتين ورموشها الطويلة الغامقة.شعرت اليس كانها دخلت الى مكان محرم ، فهمهمت بانزعاج:-من تكون ؟اجابت الخادمة وهي تحدق باليس باستمرار:-تدعى تمارا انها لوحة مكبرة لصورة عادية، انظري الى خاتمها لونه لون عينيها ، انظري الى الدقة في سلسة يدها الذهبية يمكننا ان نرى كل التفاصيل ، حتى الكدمة الصغيرة في قدمها.فتحت اليس عينيها الواسعتين وهزت رأسها مندهشة ، فتابعت الخادمة تقول:-هل تلاحظين كم تشبهك؟اجابت اليس بحدة:-كلا.-لكن الشبه ظاهر بوضوح ، العينان وبشكل الفم وخاصة لون عينيها...لاحظت الشبه في الحال، اعتقد لهذا السبب جاء بك سيدي الى سوليناريا.رددت اليس وهي تهز رأسها:-كلا، هذه الفكرة غير معقولة .. انا ... لقد جئت الى هنا لقضاء عطلة صغيرة وهذا كل مافي الامر، ولكي اقوم برسم الجزيرة ، انا رسامة وانشر رسومي في الكتب ولايمكنني ان اقيس لنفسي بالرجل الذي صنع هذه اللوحة، انها رائعة، لكنني لا ارى اي شبه لهذه المخلوقة بي.اصرت كاثرينا قائلة:-آه ، بلى... لكن علينا الخروج الان من هنا قبل ان يفاجئنا سيدي:اطفأت الضوء، فتوجهت اليس نحو الباب وهي ترمي على الغرفة الكبيرة نظرة اخيرة ، وتفكر بأنها تشبه مقبرة حقيقية .ارتعشت ماهذا السرير الفارغ ... ومنضدة الزينة اللافائدة لها .. و الخزانة الواسعة التي تحتل الجدار بكامله .بحشرية سألت :-الخزانة ... هل هي فارغة ؟تريد ان ترى داخلها ، فتحت باب الخزانة وحبست انفاسها ..... تعلق فستانا من الدانتيل العاجي المطرز بالزهور المختلفة الانواع والالوان..اغلقت باب الخزانة وراء ثوب العرس الذي لايخدم لشيء وقالت لنفسها: هذا ليس حبا ، لكنه مرض!قالت بصوت مرتفع:-لماذا يرفض قبول موتها؟ وما فائدة كل هذا؟ لاشيء بامكانه اعادتها اليه لاشيء ، هل تسمعين؟-من يدري؟ مازال سيدي شابا وفي عز شبابه، عندما ماتت كان في الثالثة والعشرين من عمره. لماذا يتعلق بالماضي بهذه الطريقة اليائسة؟ من يدري ، ربما يبحث عن انسان يذكره بها... او يحل مكانها؟صرخت أليس وقالت:-هل تتصورين بانني هنا لهذا الهدف؟-اليس هذا حقيقة، يا انسة؟هزت أليس رأسها بعنف فتطاير شعرها ليغطي وجهها فقررت ان ترفعه كعكة لئلا تشبه تمارا، ويخطي اكيده خرجت الى الممر وشعرت بارتياح عندما سمعت كاثرينا تغلق الباب على اشباح الماضي.ثم قالت للخادمة:-انا هنا في سوليتاريا الاسبوع فقط. وسأعود الى منزلي في انكلترا ولا انوي البقاء هنا بحجة اني اشبه خطيبة السيد كسندروس القديمة، وحسب ما رأيت داخل غرفتها، ادركت انه مازال يحبها وهذا امر حتمي، واعتقد انه لايفكر ان يحل مكانها احد.

mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 09-04-09, 11:07 PM   #23

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

-لست اكيدة من ذلك، يا انستي.توقفتا امام غرفة اليس سألتها الخادمة:-هل ترغبين بخادمة خاصة بك، لتساعدك على ارتداء ملابسك وتسريح شعرك؟شعرك رائع يا انسة، كثيف ولماع مثل شعر اليونانيات، هذا نادرا لفتاة انكليزية.-انا ايرلندية من جهة والدتي ، بشرتها اغمق من بشرتي، ماتت عندما كنت صغيرة ، لكني ما ازال اذكر وجهها ...كانت جميلة جدا... اجمل مني بكثير...هزت كرثرينا كتفيها وقالت:-آه ، الجمال...ليس وحده في الحياة! عندنا الشغف اهم شيء.غيرت اليس الحديث قائلة:-لا اريد احدا ليساعدني ، لقد كانت تربيتي بسيطة، وانا معتادة ان اهتم باموري بنفسي.-كما تشائين ، يا انسة.ابتعدت الخادمة ودخلت اليس غرفتها، مضطربة لما سمعت ورأت اقتربت من منضدة الزينة وراحت تتأمل مطولا لنرى ما اذا كان الشبه حقيقيا.كيف ستتخلص من ستيفان؟متى شاهدها للمرة الاولى؟ مساء امس فقط عندما دخل الى غرفة الفندق ورآها في الفستان الزهري والشعر المنسدل! مالذي خطر ببالها ان تلعب دور مغرية الرجال! لما كان لاحظها ابدا لو كانت رافعة شعرها كعكة ولابسة نظارتها وفستانها الكلاسيكي المزرر حتى العنق، اطلقت زفرة عميقة ونزلت في السرير محدقة في رسوم البساط، هل سيفي ستيفان كسندورس بوعدة ، ويتركها تغادر الجزيرة بعد ان يتلقى جواب البيرتا؟ومطولا راحت تتذكر كل ما حدث على متن السفينة وكل ما سمعته من كاثرينا ، وانكشع الحجاب شيئا فشيئا. وفهمت اخيرا مالذي كان يميزها في تصرفات ستيفان ، نعم ، رؤية شعرها الكستنائي وعينيها البحريتين، تشبهان عيني تمارا ، كل هذا ايقظ عند هذا اليوناني جميع الاحاسيس المكتومة منذ مدة طويلة، ليست هي من ايقظ رغبته، انما الذكرى الحية لتمارا دفعته الى ان يضمها من جديد في ذراعيه ويعانقهاالى مالانهاية.والان اصبح الوضع اكثر تعقيدا مما كان عليه في البدء، عندما كانت تجهل الشبه بينها وبين تمارا، لقد وقعت في المصيدة، كيف ستتمكن من الخروج من هذا المأزق؟نظرت الى الساعة يدها ولا حظت ان الوقت مر بسرعة ، عليها ان تنصرف الى افراغ محتويات حقائبها و تحاول استعادة وعيها . ومن الافضل لها ، في الوقت الحاضر ، ان تتصنع الخضوع لاوامر خاطفها ، ربما تجد في الجزيرة انسانا مستعدا لاعارتها بعض المال لان المال يحقق العجائب .فتحت حقائبها واخرجت منها كل ما وضعه ستبفان فيها من اغراض ، لقد امرها بان ترتدي الملابس الجميله وان تترك شعرها ينسدل على كتفيها ، لكنها لم تكن ترغب الا في فعل عكس ذلك .وفكرت انه من الافضل لها الاستسلام والانصياع لازامره لانه قادر ان يرغمها على تغيير ملابسها وتسريحة شعرها ، مهما صرخت وترجت ، فلن يسمع لها .. والموظفون هنا سيتجاهلون صراخها ويستمرون باعمالهم كان شيئا لم يكن .نعم يجب الخضوع للشيطان من اجل جعله اليفا، اذن قررت ارتداء البزة المثيرة التي اشترتها خصيصا لهذه الرحلة ، انه فستان من الحرير الطاط والمعرق بالالوان الزاهيةالتي تليق بلون عينيها، هل ستجرؤ على ارتدائه خلال العشاء مع ستيفان كسندروس؟ الن يكون ذلك تحريضا واثارة من قبلها؟ عدلت عن رأيها وقررت ارتداء بزة كلاسيكية محتشمة. لكنها تذكرت تمارا، نعم تمارا، وادركت ان ستيفان لا شك وجد فيها شبها لخطيبته، راح قلبها ينبض بسرعة جنونية وقررت الاتظهر بمظهر يشبهها بتمارا. لذلك عادت الى عدم تغير رأيها وارتداء الفستان المثير الذي سيجعلها بمظهر المرأة القدرية، والذي ربما سيحميها من هذا الرجل الذي يريدها بالرغم من كرهه الشديد لها ، فقط لانها تذكره بحلم لم يتحقق.وقبل ان تدخل الى الحمام اعدت كل امتعتها ووضعتها على السرير ، الفستان والتنورة الداخلية والحذاء العالي المذهب . فتحت علبة مجوهراتها المتواضعة واختارت سلسلة عاجية تحمل قلبا ذهبيا.وضعت في ماء الحمام كمية لا بأس بها من الزيوت المعطرة ودخلته وبقيت مطولا مسترخية في الماء الفاتر.كان من عادتها ان ترتدي ملابسها بسرعة ، لكن في هذا المساء بالذات قررت ان تاشبه بالبيرتا فاخذت وقتا طويلا لتزين وجهها وترفع شعرها بشكل كعكة .ولما نظرت الى نفسها في المرأة لم تصدق انها هي تلك الفتاة الممشوقة ، تنتعل الحذاء المرتفع والحرير الناعم المطاط.زرعت الغرفة ذهابا ايابا، ثم خرجت الى الشرفة ، لتعتاد على المشي في الحذاء العالي ، لم يسبق ان كانت جذابة ومغرية هكذا ، هل ستجرؤ على الظهور هكذا او تغير ملابسها بسرعة في اخر لحظة؟ انتفضت لسماعها طرقا على الباب ، فقالت:-ادخلاطلت خادمة صغيرة على العتبة وقالت:-آه ، الانسة ارتدت ملابسها!لغتها الانكليزية ضعيفة لكنها مفهومة انها تشبه الخادمة الكبيرة، لاشك انهما قريبتان.-عمتي ارسلتني فيما اذا كنت بحاجة الى مساعدتي لكن مادمت مستعدة الان سأخذك الى غرفة الطعام.-هذا لطف منك.ترددت اليس لحظة كانها ترغب في تغير ملابسها من جديد ، لكن الخادمة بانتظارها وقالت لها باعجاب:فستانك رائع للغاية، يا انسة ، هل هو من صنع باريس؟-كلا، لماذا؟ انه من لندن.ابتسمت الخادمة وقالت:-يدير اخي مطعما صغيرا في لندن وفكرت ان ازوره يوما ، كيف تجدين لغتي الانكليزية؟-لابأس بها، اتمنى لو اتكلم اليونانية هكذا.-لغتنا صعبة، وللتمكن منها جيدا يجب تعلمها منذ الطفولة .العينان السوداوان تحدقان باليس بقوة غريبة ، ولاشك ان الفتاة وعمتها ناقشتا التشابه بين الفتاة الانكليزية وخطيبة السيد الراحلة.-هل هي رحلتك الاولى الى اليونان، يا انية؟-نعم.توجهت اليس الى منضدة الزينة لتأخذ حقيبة يدها الذهيبة وسألت الخادمة:-هل تعرفين اذا تمكن السيد كسندروس من ارسال برقية عبر لمحيط؟-نعم ، انستي، الزورق غادر الجزيرة في الثامنة وعرفت من عمتي ان القبطان موكل ايضا ايصال رسالة ما .قالت اليس بارتياح:-عال،، ان الرسالة تتعلق بعودتي الى انكلترا، في الاسبوع المقبل فوجئت الخادمة وقالت:- آه، الا تبقين هنا مطولا؟-اسبوع واحد فقط.... ما اسمك؟اجابت الفتاة بعدما القت نظرة كاملة داخل الغرفة.-اسمي هيلدا...كنت اعمل قبل الان في منزل امرأة انكليزيه تعمل في سفارتكم ، كانت غير مرتبه وو سخه ، لكن انت يا آنستي ، انا معجبة بترتيبك لهذه الغرفه .- منذ الصغر وانا اتدبر اموري بنفسي ، ارى ان الترتيب يكسب الوقت ، وبالنسبه الي ، الوقت غالي الثمن ، العمل بانتظاري في لندن ولا يمكنيي ان اتاخر اكثر من اسبوع ، اقوم ببعض الرسوم للمجلات النسائيه.- قالت لي عمتي بانك فنانه .- انها كلمه كبيره . من حظي ان اعرف كيف اخط على الورق . وهكذا اكتسب معيشتي بشرف . لكن لا مجال هنا للكلام عن المواهب . العبقريه ليست ملك الجميع .- غيران ... اللوحة في الغرفه العاجيه ... انها لوحة رائعه ، اليس كذلك؟- نعم ، انها رائعه حقا .

mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 09-04-09, 11:12 PM   #24

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

وخوفا من الاستمرار في الحديث عن هذا الموضوع ، اطفأت اليس الضوء وخرجت من الغرفه و قالت :
- لقد حان الوقت وياهليدا خذيني الان الى غرفة الطعام . لا اريد ان ادع السيد كسندروس ينتظرني كثيرا .
تبعت اليس الفتاه اليونانيه وهبطت السلالم الحجريه المضاءة بثريه نحاسيه تعود الى القرن الفائت ثم اجتازت البهو ، فتحت الخادمه بابا عريضا ودخلت اليس بعد ان قالت للخادمه
- شكرا
لم يكن ستيفان في الداخل ، اختفت الخادمه وتركت الباب مفتوحا . شعرت اليس بالبرد فاقتربت من المدفأة حيث يشتعل الحطب محدثا رائحه حلوة. راح قلبها ينبض بقوه . نظرت بمعان في انحاء الغرفه المضاءة بالمصابيح الخفيفه والستائر السميكه تخبى النوافذ كليا . الكراسي ذات المسند المنحوت تحيط بالطاوله المستطيله .
الشموع تثير كؤوس الكرستال بالالوان العديده . مزهريه تحمل زهورا تتصدر وسط الطاوله . الايقونات المرسومة على الخشب تلمع ببطء في لبغرفة ،بساط سميك اسود واصفر يفترش ارض الغرفة .
في هذه الغرفة الغريبة والرائعة ، شعرت اليس بالغربة بالرغم استلطافها الذوق والجو واثاث الغرفة.
شيء وحيد لفت نظرها من بين هذه المجموعة المثيرة هو المصباح .
صغير نحاسي، كانه لعبة طفل ، هل كان ملك ستيفان عندما كان صغيرا، هذا الولد الوحيد ، اليتيم منذ الصغر؟ وهذا الرجل الذي وقع في حب تمارا منذ نهاية طفولته.... تمارا.... ذكراها ماتزال محفورة في قلبه حتى الان؟
فجأة انتابتها ارتعاشة ، غريبة، اذ ظهر ستيفان كسندروس ومن على عتبة غرفة الطعام ، كان يرتدي بزة سموكنيغ عنابية وعقدة فراشة فوق عنقه ، تظهر بياض قميصه الناصع ، فجأة اصبح جو الغرفة مكهربا، فتقلصت اليس لاقتراب ستيفان نحوها الى حد اللمس وهو ينظر اليها بتفصيل في كل انحاء جسمها.
امسك بمعصمها بشدة وقال:
-هذا الثوب غير لائق كليا ، اذن، تصورت بانني بحاجة الي تناول العشاء مع فتاة عصرية، لو كنا وحيدين لامرتك ان تغيري ملابسك في الحال.
قالت بصوت متقطع.
-كيف اعرف ماتريديني ان ارتدي ، انت الذي طلبت من ارتداء ثوب انيق وخفيف...
-نعم ، لكني لم اطب منك ان يكون الثوب غير محتشم!
-حتى لو ارتديت ثيابي العادية لوجدت شيئا يقوله ، يجب ان تقبل بانني ، ببساطة، اليس شيلدون ولبست... واحده اخرى.
-الجواب على البرقية سيضع النقاط على حروفها ,, ارسلتها اليوم بواسطة رسول صديق، سيجلب لك نظارتيك في الوقت نفسه اعتقد بانك ستحتاجين اليهما للرسم.
-شكرا.
وقال وهو يرفع ذقنها ليرغمها على النظر اليه:
-انظري الي جيدا ، انا رجل يوناني ، ولا احب ان يسخر مني احد عمدا.
احتجت قائلة:
-هل طلبت مني ان ارتدي ملابس انيقة للعشاء ، نعم ام لا؟
-لكني لم اطلب منك ابدا ان تخلعي ملابسك. ولنفرض اني اعتبر هذا المظهر كدعوة لاثارتي، ماذا ستفعلين ؟ سيغمى عليك من جديد؟
احمرت اليس وقالت:
-اذ كان فستاني يصدمك، فبامكاني ان اذهب لتوي الى غرفتي رابطه، وفي اسرع مايمكن...
-سيقدم العشاء في اي وقت الان...
نظر الى القلب الذهبي الذي يلمع على صدرها وقال بسخرية:
-هل ارتديت ذلك لتغطية قلة حشمتك...
احمرت اليس خجلا، اذ عرف كيف يقرأ افكارها. كادت ان تسأله اذا كان يأمل بتناول العشاء مع شبح مساء امس في الفندق، وصباح اليوم في الزورق، واذا كانت تذكره دائما بتمارا ، اما الان فلا شك انها وشوشت افكاره، واغاظته، قدم لها كريسا ، فجلست وقالت:
-الذي يسمع ماتقوله ، يعتبر انني انسانة مختله او محتالة، كم مرة يجب علي ان اردد على مسمعك بانني لست الافتاة عادية، قبيحة، لم يسبق ان اهتم بها رجل واحد من قبل؟
-لكن ، انا ، الا تعتبيرينني رجلا...
-بلى ، لانك ترى بأنني...:
عضت على شفيتها واضافت:
-كنت دائما ارغب في ان اشبه اختي البيرتا ، ولا شك ان ذلك هو السبب الذي دفعني الى شراء هذا الثوب.
-آه ، فهمت؟ اختك ترتدي ملابس من هذا النوع.
مد يده اليها ، فشعرت بتيار كهربائي عنيف يجتازها، فتقلصت ضحك ستيفان وابتعد عنها ليجلس على الطرف الاخر من الطاولة ثم راح يحدق بها بنظرات مليئة بالحيرة والارتباك ويقول:
-انت تصغرين اختك بكثير، اليس كذلك؟
-كلا ، انا اكبر منها بسنتين.
-فهمت منك انها تكبرك سنا وانها اكثر عصرية و....
ابتسمت اليس وقاطعته:
-اكثر عصرية ، نعم ، لاشيء يجمع بيننا ، ان من الناحية الشكلية او النفسية... في الحقيقة كنت ... دائما ... احسدها فهي تعرف اخذ الامور من الجهة الحسنة....و
-اصدقك ، انها فراشة اليس كذلك؟ وانت ، يا اليس ، من تكونينين اذن؟ حربا ، تتستر تحت الوان مختلفة؟
-لست بهذه الغرابة ، ابدا، انا فتاة جدية وباهتة جدا.. اي نقيض اختي كليا، البيرتا تجثم اراديا فوق اقدام الرجال. اما انا فكنت في زاويتي مع نظاراتي وظاهريا فرحة بقدري. لكنني كنت احب مثل اختي الصغيرة ان يقدم لي الرجل الحلى والمجوهرات بدل الكتب وعلب التلوين.
نظر اليها عميقا وسألها :
-قولي ، الن تتخاصمي ابدا مع شقيقتك؟
هزت اليس راسها سلبا وقالت:
-لم اكن اريد ان تشعر اختي بغيرتي القوية، عندما كانت البيرتا تعرض الهدايا امام رفاقها في المدرسة كنت اتصنع اللامبالاة كليا.
-كان من الافضل عليك ان تغضبي احيانا وتطلبي المساواة.
وضعت يدها على السلسة وعلى القلب الذهبي وقالت:
-كنت اكره التوسل فاشترى كل ما اريده مما اوفره...
-اذن اشتريت هذا العقد بنفسك، اليس كذلك ؟ واتصور انه يعني لك الكثير .. هذا القلب الرائع...البعض يعلقون قلبهم خشية من العذاب ...آه، لا شك انك ذقت امر العذاب... ازاحت نظرها وقالت:
-لكنني مازلت حية ارزق.
اجد الحديث مدارا غير منتظر . فأسئلة ستيفان احرجتها ووضعتها في موضع حيرة وانزعاج ، انها تكره ان تفضح بما خبأته طيلة حياتها عن قصد. فجأة شعرت بالارتياح عندما دخلت هيلدا لدفع طاولة الطعام ، تتبعها كاثرينا بثوبها الاسود الانيق وراحت تقدم لهما العشاء.
قال ستيفان:
-آه ، الرائحة ذكية وعظرة.
-الخروف طري ولذيذ الطعم، ياسيدي ، اتينا به من مزرعة اكيلو... على فكرة قال لي انه منذ قليل ان الكلب المتوحش ما زال يحوم حول خرافه، واذ لم تتوصل الى قتل هذا الحيوان المفترس ، اخشى من حدوث كارثة مؤلمة.
-سأتصل به واحدثه عن هذا الموضوع ، اخبريني، ماذا حل بالتحضيرات الخاصة بزواج ابنته؟
-حسب ماسمعت ، المزرعة اصبحت مكتملة والاعمال تجري بجنون ، الخياطة مستمرة ليلا نهارا والطبخ ايضا سيكون هذا الزواج حدث السنة.
-اريد ان اطلب من اكيلو ان يسمح لي بدعوة ضيفتي الى العرس، الاعراس اليونانية طريفة ومليئة بالالوان يا اليسيا!
شعرت اليس بالعيون تحدق بها ، فأسرعت تقول:
-لاتنسى، يا ستيفان ، بأنني عائدة الى لندن الاسبوع المقبل
-متى موعد العرس يا كاثرينا؟
فكرت الخادمة لحظة ثم قالت:
-بعد 20 يوما ، سيدي ...آه، ياللاسف ، الانسة مضطرة لمغادرتنا بهذه السرعة!
همس ستيفان قائلا:
-نعم
نهض ليملا كأس اليس، وران صمت قصير ، لم تجرؤ اليس عن النظر اليه ، نعم ، لقد وعد بترحيلها... اذا كان جواب البيرتا يؤكد اقوالها.
-لم يعد يلزمنا شيء، ياكاترينا . شكرا ، بامكانك ان تتركينا الان.
ابتعدت الخادمة وتبعتها ابنة اختيها وهي تقول:
-هنيئا.
وقف ستيفان امام كرسي اليس ، سألها:
-هل يعجبك هذا الشراب؟
لم ترد عليه وظلت محدقة بصحنها الملئ بالقريدس المحاط بالخبز والزبدة ، ثم قال:
-انظري الي.
نظرت اليه على مضض ، ولم تتمكن من معرفة مايدور في هذه النظرات المحدقة بها ثم قالت:
-ما رأيك لو عرف الجميع امك جئت بي الى هنا بالقوة؟
-لن يكون لكلامك اي صدى.
رفع كأسه ثم قال:
-في كل حال لاسبب للاعتراف بالامور للاخرين قلت لي بان اختك ستؤكد صحة اقوالك ، ومن جهتي انا سأفي بوعدي اذن.... الا تثقين بي؟
-اوه
عادت الى ذاكرتها الغرفة العاجية ، فكانه عرف ما يحزن في خاطرها، فقطب حاجبيه وقال:
-هيا ، لنأكل ولنحاول نسيان مايقرفنا... ولو لفترة قصيرة، في صحتك، يا اليسيا ، وارجوك ، نصيحة واحدة لو سمحت ، لا تقطفي التين قبل نضوجه.
-ماذا تعني ؟
-اليس واضحا ما اقوله ؟ في بلادي التين هو رمز الخصب ويجب ان تتركه لينضج.
احمرت اليس واجنت رأسها ثم راحت تأكل من صحنها بطريقة فوضوية فسألها:
-الم يسبق ان تذوقت القريدس قبل الان؟
-نعم
انحنى واخذ شوكتها من يدها وراح يساعدها على خلع قشرة القدريدس( الجمبري) القاسية ويقول.
-مابالك ياصغيرتي، ماعليك سوى خلع القشرة هكذا
-صحيح؟
-ليس ما تأكليه مسهلا للمعدة !
تذوقت القريدس المغمس بعصير الحامض فقال لها :
-حسنا ان طعمه جيد، كما ترين! اكملي وحدك الان!
عاد الى مكانه، بينما كانت اليس تتذوق فاكهة البحر كانت تفكر بالماضي عندما كان رهبان الدير يقطعون الخبز بايديهم ويأكلون حسائهم بانية من الخشب ... فقالت:
-الا تفكر بان هذا المنزل كان في الماضي مكانا للصلاة؟
-لماذا؟ عملت كثيرا كي اتمكن من شرائه، ولماذا تريدين مني ان اعيش هنا كالراهب؟ فالله هو الذي خلق المرأة ... وهو الذي اراد للمرأة والرجل ان يكملا بعضهما البعض... ولذلك اعطاهما الحب ... اليس كذلك؟
تذكرت اليس الحالة العاطفية التي حدثت لها في الزورق، حيث شعرت لاول مرة في حياتها بقوة الحب والرغبة.
ضحك ستيفان ثم اضاف:
-هل لديك رأي خاص بهذا الشأن؟
لم ترد عليه فاضاف يقول:
-انت تخافين من حقيقتك، ياليس، امل ان تتغيري في هذه الايام القلائل داخل الجزيرة.. اتركي نفسك تتمتع بهذا الجو وانزعي عنك العقد والانحيازات والاراء السخيفة واركضي حافية القدمين على الصخر البري !
مثل تمارا، فتاة المصورة، العارية القدمين والشعر المنسدل الذي تلاعبه الريح...
-لاتخدع نفسك ، ياسيد كسندروس ومن الفتاة التي خطفها الى زورقك هي اليس شيلدون البريئة ذات النظارات والتي تنتظر ان تعود الى هدوء شقتها اللندنية.
نهضت وكأنها تريد ان تبرهن عن اقوالها ، فأمرها قائلا:
-اجلسي ، لن تذهبي الى اي مكان من دون اذني ..



mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 09-04-09, 11:39 PM   #25

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

الفصل السادس


كيف تتمكن اليس من تدجين هذا النمر الهائج ؟ انه يرى فيها صورة سواها وهذا وحده يكفي لاشعال غضبها وجنونها، الا ان مشاعر اخرى اخذة في النمو في قلبها ... تخيفها اكثر من اي شيء...
من صحة كلامك، بعدالذي حدث مساء امس؟
-ها انا سأشرب منها. انظري؟ آه ، انها لذيذة ، تماما، عليك ان تثقي بي؟
-ان نعيش معا! ارجو عدم المبالغة.
-بلى علينا ان ننام تحت سقف واحد . هل تريدينني ان انا في الزورق؟
-اتمنى ان يحدث لك . في كل حال انا هنا ضيفتك ولا اعيش في هذا المنزل.
-ليس هناك فرق شاسع بين ان نعيش معا وان نعيش تحت سقف واحد. ربما لغتي الانكليزية ليست صحيحة مئة في المئة.
-لا، بل تتقن اللغة الانكليزية بصورة جيدة.
-لقد درست المهنة الفندقية في انكلترا. وهناك العديد من اليونانيين يدرسون في بلادك المحاسبة، الدروس المصرفية ، مهنة الاسلحة، الخياطة..... وكل ما هناك من مهن اخرى .. في جزيرتي الكبيرة يمكن دراسة اي شيء... هذه الجزيرة التي ندمت على مغادرتا، اليس كذلك؟
-هذا الامر حقيقي وعليك ان تفهمه.
قال بسخرية:
-هل اليونان لمجيبك الى هذا الحد؟ تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا كلها ثروة غير متناهية... وفوق كل ذلك هناك الشمس . هل تريدين المزيد من القهوة؟
-نعم ، شكرا.
اقترح قائلا.
-لنتقل الان الى غرفة الاستقبال، المقاعد هناك مريحة وخاصة بالنسبة اليك وانت في هذه الملابس الضيقة.
عضت اليس على شفيتها وفضلت لو تأوي الى فراشها، لكنها فضلت طاعته لشدة انسارها بهذا اليوناني النشيط ، اليتيم الذي اصبح مدير لعدة فنادق.
جلست على مقعد مريح وراحت تستنشق بفرح رائحة خشب الحور المشتعل والمنبثق من المدفأة ، كانت تحمل فنجانها بيدها ، وهو كان مستندا على المدفأة.
سألته:
-هل انت يوناني مئة في المئة؟
-لماذا هذا السؤال؟
-لا اعرف . العديد من اليونانيين فيهم دم تركي ، على ما اظن
-امي من جبال مقدونيا ، والشعب هنا يتمتع بطباع قاسية وشرسة . هل هذا التفصيل يكفي؟
-تماما
وبطرف عينيها نظرت الى هذا الشبح المرتدي السموكيغ العنابي، الشيء الوحيد العصري فيه ، الباقي كله موحش وشرس. ازاحت نظرها عنه لتتأمل النار في الموقد. قال لها وهو يشير الى صحن الحلوى الدسمة والعسلية؟
-بصراحة اجن بها.
-عندما اردت تأثيث هذا المنزل اشتريت يوما في المزاد العلني عدة كتب ووجدت بينها كتبا بالانكليزية لمؤلف يدعى برتون. اذا كنت تحبين المطالعة لاشك بأنها ستعجبك. انها مجموعة من القصص الفكاهية والرسوم المؤنسة حول الحريم الشرقي. وما كان يجري هناك كان حقا رائع.
نظرت اليه اليس نظرة باردة وقالت:
-ولماذا تريدني ان استحسن الحريم التركي؟ اليس لديك موضوعا اخر للحديث؟
-هل تعتقدين، يا اليسيا، ان المرأة تحب العيش هنا في هذه الجزيرة؟
هذا السؤال حيرها ، فلم ترد ، ماذا يجري في دماغه؟ هل يعتبر نفسه القائد او الباشا؟
اضاف يقول:
-المنزل ينقصه دائما شيء، في غياب المرأة التي تمنحه الحياة، المرأة تشع بالحرارة وفرح العيش، وتغير الامور السخيفة لمجرد حضورها، الرجال يتمتعون بطاقة خلاقة، لكن النساء هن اللواتي يوقدن الشعلة.
ران الصمت وبداعلى مضض جلست في مقعدها وعيناها مشرثبتان غضبا.
فقال ستيفان :
-انا لا اصدق كلمة واحد مما تقولين... وانت ايضا ، في كل حال!
-انما هذه هي الحقيقة.
-لكنك تشوهينها.
-انت حقا انسان مقيت.
-دعك من هذا الكلام التافه، يا عزيزتي ... والان لنأكل طعامنا قبل ان يبرد.
قدم لها قطعة من لحم الخروف المحمر وبعض الارز والباذنجان المقلي
وقال:
-هل هذا مايكفي؟
نظرت اليه بغضب واجابت!
-نعم ،شكرا
- الا تعجبك ضيافتي؟
-ضيافتك؟ هل تمزح؟ انا لست هنا برضاي، كما تعلم!
ملأ كأسها وقال:
-استريحي. وتصوري اني السيد الانيق والمضياف الذي لم يسبق ان شاهدت مثله في العالم كله، الاتحبين لحم الخروف؟
-لحم الخروف ،بلى
آه، لو انها اكيده وواثقة منه تماما، لكان ذلك ممتعا ورائعا ان تقضي في هذه الجزيرة المشمسة اسبوعا جميلا.
فجأة سألته:
-هل تأتي الى سوليناويا غاليا؟
-اتي الى هنا لمدة قصيرة، عدة مرات في السنة وذلك كلما سمحت لي الظروف ان اتخلص من دوامة الاعمال.، لكن النجاح يفرض ذلك...
.............................................كل� �ا ربحت اموالا، كلما دفعت ضرائب عالية، وكلما اردت العمل للتخلص منها! انها دائرة مفرغة. احيانا افكر ان ابيع كل شيء لاتقاعد هنا نهائيا وازرع الحامض والمشمش، بامكاني ايضا ان احسن وضع البساتين والتين والزيتون التي تزدهر هنا من ايام الرهبان، لكن ليعيش المرء هذا النوع من الحياة، فهو بحاجة الى الشعور بالاستقرار و..السعادة...
-وليست هذه حالتك؟
-ربما تكون حالتك انت. لاتقولي بانك حققت كل احلامك!
تعرف اليس ماذا يقصد ستيفان بهذا الكلام . لكنها لن تحاول مرة اخرى الخوض في هذا النقاش. فسيعرف عما قريب انها لم تكن خطيبة دمسكينوس الفاسد.
ولتوضيح السؤال قالت:
-حدثني عن جزيرتك الان ، ياسيد كسندروس. لاشك انها روعة ان يملك المرء بعض الاراضي في بحر ايجيه.
وحتى نهاية العشاء دار الحديث عن سوليتاريا وما يمكن للجزيرة ان تقدم من تسليات. السباحة شرط تحاشي الاماكن الخطرة حمامات الشمس، تسلق الصخور. لنزهات بين اشجار الزيتون والصنوبر والحور تحت السماء الزرقاء... كان يصف جزيرته بشوق وحنان وتمنت اليس لو لم يكن ستيفان قد خطفها، بل لو كان صديقها، دعاها لقضاء عطلة جميلة في جزيرته الساحرة.
-هل تحبين قليلا من القهوة؟ ليس فيها اي مخدر!
-كيف بامكاني ان اتاكد المنزل صامتا. لاشك ان الخدم انسحبوا الى غرفهم واليس وحيدة كليا مع صاحب المكان.
قالت بصوت قلق:
-الوقت متأخر. اعتقد انه من ...
-هل تريدين النوم؟
صوته كان مليئا بالشغف وشعرت اليس برغبة قوية قوية في ان تنهض لتوها وتخرج من الباب هاربة الى غرفتها. لكن بامكانه ان يلتقطها بسرعة خاطفة . احتلها توتر غريب وقالت بصوت رشيق:
-نعم ، انا متعبة. هل تسمح لي با لانسحاب؟ حرارة النار توحي لي بالنعاس.
-وتخشين ان اضمك بين ذراعي مثل طفلة نائمة وان استغل الموقف ؟
غمزها بسخرية واضاف يقول:
-لكن هناك الثقة.
-ولماذا لا اكون قلقة وخائفة؟ انت جئت بي الى هنا بالقوة ولن تحررني الا بعد ان تتحقق من اقوالي ، اي بعد وصول جواب اختي
-اذا كذبت على اليسيا، فستدفعين ثمن ذلك غاليا... ربما تريدين كسب الوقت، املة ان ياتي احد لنجدتك... لكن تأكدي ان ذلك مستحيل ، لا احد رآني وانا احملك في مصعد الفندق، ثم الى سيارتي ولم يكن هناك انسان واحد في المرأفا عندما صعدنا الى الزورق.
-هل.. هل ستحررني حقا عندما يأتيك جواب اختي؟ انا لم اخترع القصص وانت تعرف ذلك ، اليس كذلك؟
-امل ذلك من اجلك .. والا... هيا، تعالي، سأوصلك الى غرفتك.نهضت ثم قالت:
-لا سبب لذلك ، سأجدها بنفسي، ارجوك ، لاتعذب نفسك.
-هل تخافين من ان الحق بك؟ انا مصر ان اكون حسن الضيافة، وليس لائقا ان اترك ضيفتي تصعد وحدها الى غرفتها.
ارتجفت اليس عندما لمست اصابع ستيفان ذراعها، وهو يقودها الى خارج الصالون، مصباح البهو كان مطفئا، فقط المصابيح الجانبية تلقي بلمعانها الخافت على السلم.
وحين وصلا امام باب غرفة اليس، توقف ستيفان من دون ان يتركها ، ثم قال:
-اتمنى لك ليلة سعيدة. امل ان يكون سريرك دافئا وعطرا كما اوصيت خادمتي بذلك. كما امل الا تشعري بالوحدة كثيرا، ياليسيا الصغيرة.
وللحظة قصيرة اشتكبت نظراتهما. الرغبة تشتعل في عيني اليوناني السوداوين ، وشعرت اليس جيدا بانه تكفي اشارة بسيطة من جانبها كي يتبعها ، فراح قلبها يخفق بقوة في صدرها ، من السهل تخيل ما يمكن ان يحصل فيما بعد... سيفك ستيفان شعرها المرفوع وسيغرق في بحر نظراتها الزرقاء الرمادية وسيتخيل انه يضم تمارا بين ذراعيه ...
لا... تركت يده بحركة جافة وتقلعت من الباب وفتحته ، ثم قالت بصوت لاهث:
-تصبح على خير .
ثم اغلقت الباب بعنف واستندت وراءه وقلبها يخفق بجنون وقدماها ترتجفان وخلف الباب سمعت انفاس ستيفان ، المهم ان يرحل من هنا، يالهي ، المهم ان يرحل! بعد لحظات بدت لها ابدية ! سمعته يبتعد عن الباب ، فاطلقت زفرة مخنوقة وارتمت على السرير متذمرة، حياتها الوحيدة الخالية من الحب لم يسبق ان اعدتها لمثل هذا النوع من الوضع المعقد ، البيرتا! لو كانت مكانها ، لتصرفت حسبما تقدم لها الظروف . اما اليس ، فجن جنونها...


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 09-04-09, 11:52 PM   #26

ΜāŘāΜ ~ Ś

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ΜāŘāΜ ~ Ś

? العضوٌ??? » 134
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 17,112
?  نُقآطِيْ » ΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايديك حبيبتي .. الله يعطيك العافيه ..

ΜāŘāΜ ~ Ś غير متواجد حالياً  
التوقيع


.. يااا حضن أمي .. ماأقسى رحيل الأمهات ..
رد مع اقتباس
قديم 10-04-09, 12:01 AM   #27

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

ولسبب واضح ومعين ، لانها رأت فجأة في عيني ستيفان شعورا بالضيق ونوعا من الاستغاثة، اوشكت لثانية ان تضمه في ذراعيها كأم تؤاسي ابنها ، ناسية جلادها يريد فقط ان ينتقم منها.
يالهي، ماذا جرى لها؟ ماهذا الانجذاب الحسي الذي كاد ان يرميها بين ذراعي خاطفها؟ تجتاحها الان عاصفة من الانفعالات المعاكسة التي تنبع من دمها لتنصب في عروقها وكل انحاء جسمها الملتهب. نزعت الدبابيس من شعرها وتركته ينسدل فوق كتفيها .لم يسبق ان رأت من قبل رجلا تنبع منه رجولة قوية هكذا . اين تلك الفتاة الصغيرة الطاهرة، التي ترعرعت في ضباب انكلترا؟ من هي تلك السجينة الوحيدة، ضحية انفعالات لاتجرؤ على وصفها ؟ هل للحب، ايتها الفتاة الصغيرة الوحيدة ؟ الاتحلمين في الذوبان بين يدي رجل؟ لن يؤذيك ، ايتها الناعمة ، لكني استطيع ان ارجفك من الفرح.
-اذهب من هنا ودعني وشأني وكف عن شتمي.
-كنت اعتقد انني امدحك، الم ترددي على مسمعي مرارا بان الرجال لم يتفتلوا ابدا بك وانت مخبأة وراء كعكة شعرك ونظارتيك وملابسك المحتشمة!
وببطء متوتر داعبها بنظراته واضاف
-ربما لست جميلة بالمعنى الكلاسيكي للكلمة ، لكنك تتمتعين بجاذبية سرية تذكرني بالازهار العريبة التي تحرسها الفراشات
-انا لا افهم ماتقوله...
- لا، ياعزيزتي اليسيا ، لا تدعيني اخذ نفسي مضطرا لوضع النقاط على الحروف ، انت في سن الرابعة والعشرين ، ولا اقدر ان افهم سذاجتك او تواضعك السخيف او تمثيلتك . انت تعرفين ، وانا اكيد من ذلك، بان الممثلين اليونانين يرتدون الاقنعه؟
-اليس كل واحد منا يرتدي قناعا؟ لمجرد الحذر والربية...
لم يرد انما نظر حوله ليرى تنورتها المرماه على ظهر الكرسي والجوارب على البساط قرب الحذاء. وعلى منضدة الزينة حيث تناثرت مساحيق الجمال وفرشاة شعرها.
اقترب من منضدة الزينة وتناول فرشاة الشعر ورأى اسمها محفورا عليها فقال:
-اتذكر فتاة كانت تسرح شعرها الكستنائي تحت فرشاة الى ان ينسدل كالحرير على كتفيها .
رفع نظره وحدق باليس ، الجامدة والمرتابة ، الى اين يريد الوصول ؟
-انك تشبهينها ببعض الملامح ، لكنها كانت فتاة منفتحة ، عفوية وصادقة ...
-انا... انا اكيدة انني لا اشبه ابدا الفتاة التي احببتها ! لا شك ان خطيبتك كانت يونانية مئه في المئة . اما انا ، فانني عانس انكليزية محض...
هز رأسه وقال:
-كلا .
اقترب منها خطوة وغريزيا رجعت الى الوراء فقال:
-... بقميص ذي اكمام واسعة ، وتنورة محزمة وشعر منسدل...
صرخت بقوة:
- لا ! انا لست تمارا ! دعني وشأني... انا اليس شيلدون ولست واحد اخرى ! لاتطلب مني ان ابعث شبحا ... دعني وشأني والا اصرخ!
- فقدت السيطرة على نفسها وظلت ترجع الى الوراء حتى تعثرت بكرسي صغير وسقطت على الارض محدثة ضجة مخنوقة.
وفي الحال ركع ستيفان قربها وحملها واضعا رأسها على كتفه وراح ينظر اليها بقلق. كانت غائبة عن وعيها ، فقال لها:
-لقد اذيت نفسك ايتها الحمقاء الصغيرة؟
وبصوت مرتجف ومتقطع قالت:
-لقد .. لقد اخفتني ، تصورت انك تمد يدك اليها ... الى تمارا اعرف انك حزين لفقدانها ، لكن ماذنبي انا ، فانا لا استطيع بعثها من اجلك . لا يمكنني الا ان اكون نفسي انا ...
-ان تكوني اليس كذلك؟
بنعومة راح بذلك الكتف التي سقطت عليه . كانت يده ساخنة وقوية على بشرتها . وهي تشعر بين يدي ستيفان بانها امرأة مليئة حرارة وحياة... وضعها على السرير وانحنى فوقها واضعا اصابعه في شعرها ومحدقا مطولا في وجهها القلق.
واجتاحتها رغبة قوية في ان تضع ذراعيها حول عنقه وتضمه اليها . يالهي ، اصبحت حقا مجنونة ! ... لا تريد ان تتصرف مثل البيرتا التي ما عرفت في حياتها الفرق بين الرغبة والحب ...
تراجعت قليلا فنهض في الحال ونظر اليها وسألها في حيرة:
- من انت ، ياليسيا؟ تريدين الزواج قبل اي شيء ، اليس كذلك؟
وقبل ان يتسنى لها ان ترد عليه ، ادار ظهره وفتح الباب بعنف ، تردد لحظة على العتبة ثم اختفى من دون كلمة صافقا الباب وراءه.
ظلت لحظة ممدة على سريرها وانفاسها السريعة تخفق في قلبها ماهذا التلميح للزواج الذي صدر من فم ستيفان؟ هل وجدته مريرة الى درجة انه يفكر بزواج مصلحة؟
الزواج من ستيفان كسندروس ومن بدأت هذه تفكره تأخذ طريقها ببطء الى عقلها . فجأة نهضت وجرعت الشراب العطربنهم ، ثم وضعته من جديد على الطاولة وهناك لاحظت كتابا ، فتحته ، كان عنوانه " الحريم " لبورتون.
راحت تقلب صفحاته ببطء والدم يرتفع الى وجههاوهي ترى الصور في داخله ، انها رائعة وغزلية حتى الجنون.
وبحركة جافة اغلقت الكتاب ووضعته على الطاولة . ثم تمددت في سريرها وقلبها ينبض بانفعال رهيب ، تنهدت بعمق وهي نصف نائمة وتخيلت نفسها من جديد بين ذراعي ستيفان واستسلمت لمخيلتها هذه المرة بسهولة وحذر.


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-04-09, 12:08 AM   #28

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي


الفصل السابع



شعور غريب ان يستيقظ الانسان في سرير مجهول.. انتفضت اليس ونهضت بعصبية، عاقدة اليدين على الشراشف ومحدقة بالايقونة التي نصبتها اشعة الشمس . كم هي بعيدة عن شقتها العارية المغلقة، جدرانا وارضا ، باللون البيج الباهت! قفزت من السرير وارتدت مئزرا خفيفا وخرجت الى الشرفة لتتنشق هواء الصباح المنعش، فرأت ستيفان واضعا على كتفه منشفة ويتحدث مع رجل عجوز حاملا المجزر الذي يقطع العشب. وبعد قليل اختفى ستيفان وراء قنطرة، ربما لاخذ حمام صباحي .
مسكت بشدة بدرابزين الشرفة وتساءلت ، لماذا لم يقترح عليها مرافقته؟ كان الصباح رائعا ولضوء خافتا بعض الشيء ، وراء سحابة حقيقة اتية من البحر في الحدائق ، المليئة بالاشجار البرتقال والحامض والاكاميا والياسمين ، تزقزق العصافير بقوة ووراء اشجار الصنوبر التي يلاعبها النسيم الخفيف ،كانت ترى زرقة البحر الزمرية.
يالهي، كم هذا مثير وشديد الاغراء ! لم لا؟ لقد قال لها ستيفان ان تعتبر نفسها ضيفته، هي تحب السباحة وليست مثل البيرتا ، تذهب الى البحر ، فقط من اجل عرض بزتها الجديدة...
ارتدت بسرعة بزة السباحة البيضاء ، وانتعلت صندلا ملونا. لم تجرؤ عن اخذ المصعد وحدها، فنزلت من التلة ، في الطريق الصخري واضعة منشفة زرقاء على كتفيها، توقفت لحظة على الساحل وخبرت بها رائحة الصنوبر. الامواج ترتطم بالصخور فيتطاير الزبد الكثيف.
لم تنس اليس تحذيرات ستيفان حول وجود التماسيح في البحر ، لكنها ستسبح هي بحذر ومن دون خوف ، الم يكتب اوسكار وايلد مرة ان الخوف قلق الوجود؟
الخوف من التماسيح... ومن يوناني شرير ... كل ذلك جعل قلب اليس يخفق بسرعة جنونية ,.. وما ان وصلت الى الشاطئ حتى رست بمنشفتها على اغصان شجرة التمر الهندي وخلعت حذاءها وركضت نحو الساحل .. دخلت الامواج .. دخلت في الفاتر بلذة كبيرة وتركت نفسها تتأرجخ داخل الامواج ، ثم غطست وسبحت في عرض البحر باتجاة الزورق الراسي على بعد بضعة مئات امتار من هنا.
يالهذا الهدوء الرائع ، وهذه النعومة وهذا السكون !
حاولت جاهدة ان تفرغ راسها من كل الهواجس والاوهام وتستمع بعذوبة الهواء وروعة المياة، لكنها لم تحمل . كانت ترى من جديد حياتها الرتيبة في لندن، بحيث العمل كثير والتسليات نادرة. ثم تذكرت حادثة خطفها الى هذه الجزيرة النائية ، على يدي يوناني عديم الذمة... من المستحيل ان تطرد من رأسها مشهد مساء امس...
لاشك ان ستيفان سخر منها عندما حدثها عن الزواج .. هل فقد عقله؟ لمجرد التأكد من الشبه الغريب بينها وبين خطيبته الراحلة؟
ظلت تسبح والافكار تطاردها من تحت المياة العذبة . وفجأة انتفضت لادراكها المسافة القليلة التي تبعدها عن الزورق . قررت العودة الى الشاطئ . لكن فات الاوان، اذا سمعت صوتا يقول:
-اياك من الزورق!
مسحت عينيها ورأت ستيفان مستندا على داربزين السفينة.
اضاف يقول:
-ها، ها، هل جئت للقاء الذئب الكبير الشرير؟
هزت رأسها سلبا، فاكتفى بالضحك ثم رمى في الماء سلما من الحبال، ترددت وهي تسبح فقال:
-هيا، اسرعي والا ستجذبين التماسيح!
اطاعته وصعدت الى السلم ، فرافقها الى سطح الزورق. وفي ابتسامة ساخرة لف ذراعية خصرها وضمها اليه وقال:
-لو عرفت انك تحبين النهوض باكرا لاقترحت عليك ان ترافقيني . هل نمت جيدا؟
قالت بصوت بارد ومتوتر:
-جيد جدا ، شكرا.
-هل تمكنت من النوم بسرعة؟ من الصعب احيانا النوم بسهولة في سرير جديد . هل تقلبت كثيرا في فراشك؟
-كلا ، ابدا .
-كانت تعرف جيدا ان اهتمامه لم يكن الا ظاهريا ، ثم اضافت تقول:
-كنت مرهقة، وما ان وضعت رأسي على الوسادة حتى نمت كالقتيلة.
رفع حاجبيه بسخرية وقال:
-كنت اتصور بأنك من النساء اللواتي يقرأن قبل الذهاب الى عالم الاحلام:
-لكن هذا غير وارد عندما اكون متعبة.
لاتريد ان تصرح له انها رأت الكتاب الموضوع على الطاولة قرب سريرها ، قالت:
- عندما لا اتوصل الى النوم ، اقرا قصة بوليسية.
- -كنت اتصور بان النساء يحببن قرأة القصص العاطفية، اي قصص الحب والنهاية السعيدة؟
- بالنسبة الى فتاة عانس ، الكتب البوليسية تمنحها هربا ومخلصا غير سيء، الحب الابدي في ديكور ساحر... وقصص الحب...
- والحب الكبير ، امور لا اؤمن بها...
- ضمها اليه بشدة وقال:
-اشعر برغبة في ان ابرهن لك عكس ماتقولين ، واجعلك تصرحين لي بأنك قلبت صفحات هذا الكتاب...
احمرت بعنف وقالت:
-انا ... الاتخجل من اقتناء كتاب كهذا، ثم وضعه في متناول الجميع!
-لايوجد في هذا المنزل اولاد، يااليسيا... اي في الوقت الحاضر. لايوجود هنا الا رجل... وفتاة ناضجة في الرابعة والعشرين من عمرها . حان لك ان تتعلمي الا تخجلي من اشياء الحياء ، يا ايتها الطاهرة الصغيرة... تحبين ان تدعي البحر يداعبك ... اذن لماذا لا تسمحين لي ان افعل كالبحر؟
-انت تعرف كيف تسخر مني، اليس كذلك؟ اتركني ، ارجوك.
-لماذا جئت الى الزورق، اذا لم يكن في نيتك ان تكوني وحدك معي؟
لم ترد ،فاضاف يقول من دون ان يبعدها عنه:
-هل جئت الى هنا لاقناع الطاهي ان يعيدك الى اثينا؟ وماذا ستقدمين له اتجاه هذه الخدمه؟ هذا الجسم الجميل النحيل الذي يرتجف تحت اصابعي؟
قالت بذعر.
-كيف تجرؤ على قول هذا الكلام البذئ؟ هل تتصور لحظة بانني سأتزوج من رجل كريه مثلك!
-ابعدها عنه فجاة ، فأحست بارتجاف في قدميها، وكادت ان تسقط لكنها تمسكت بالدرابزين ، لا تجرؤ على النظر اليه ، فقال بصوت هادئ:
-هل اهنتك، اذ رغبت في الزواج منك؟
كان متوترا وغاضبا وهو ينظر الى المياة الجامدة، فقالت:
-لاشك انني فتاة غير عصرية وذات نظرية قديمة، لكنني امن بالحب وبالحب المتبادل.
-وتخافين الانطلاق في المجهول؟
بلعت ريقها وقالت:
-طبعا.
فقال ساخرا.
-هيا ، لا تتدعي بالبراءة ، فالجواب على البرقية سيوضح لي في ما اذا كنت تمثيلين علي ام لا . في كل حال ، ايقظت في مشاعر كنت احاول جاهدا خنقها. انت تعيشين في انكلترا حياة ضيقة ومن دون فائدة . اذن لماذا لا اطلب منك ان تحبيني حتى العبادة. لكنني اريد منك الاخلاص . بالنسبة الى اليونانين، الزواج شيء مقدس
كانت نبرة صوته جافة وخالية من اي حرارة وحنان ، انه يقترح عليها صفقة بسيطة ، حدقت اليس فيه بنظرة ضائعة . هذا الرجل لا يحبها ولن يحبها ، لا يرغب الا بشيء واحد وهو ان يجد بين ذراعي اليس قليلا من تمارا المرأة التي احبها من كل اعماقه.


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-04-09, 12:17 AM   #29

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

شعرت فجأة برغبة ملحة في التخلص منه والهرب ، فلن تدعه يقنعها بأن الانجذاب الخارجي بامكانه ان يحل مكانه الحب القوي الذي حلمت به كل حياتها، صحيح ان اليس تشعر بوحدة غريبة، لكن ذلك ليس سببا لتقبل عرضه الغريب والخطر.
ومن دون تردد غطست في البحر وابتعدت عن الزورق كأن الشيطان يلاحقها. بعد ثوان سمعته يتبعها . كانت اليس سباحة ماهرة، لكن ستيفان رياضي كبير.
بعد قليل اقترب منها فصرخت باعلى صوتها.
-لاتحاول ايقافي!
-هذا ما لا انوي فعله.
اكملا السباحة بعزم وعلى بعد 400 متر من الساحل ، لاحظت اليس انه يبطئ وهو يسبح وراءها. وفجأة امرها بصوت هادئ:
-والان اسبحي بسرعة قدر المستطاع ولا تخافي ، تصوري انك في صدد الحصول على ميدالية ذهبية.
القت نظرة خاطفة اليه للاستفهام وفهمت انه لا سبب في ان تسأله لماذا طلب منها الاسراع ، لانها رأت على بعد امتار وراءهما زعانف تمساح ، فاحتلها الخوف وشلت لحظة، فأنتبه ستيفان لحالها .
فاقترب منها وهزها قائلا بصوت ملح:
-اسرعي ، لكن بنعومة ، انا سأتبعك
كان ستيفان يتبعها وقدماه الطويلتان معرضتان لفم التمساح الذي وراءهما ، بحياتها لم ترى اليس انسانا يتصرف بشجاعة مترفعة دون مبالاة بحياته كانت تبكي بعصبية وهي تسبح بكل قواها ، كلما اسرعت ، كلما كان ذلك افضل لستيفان الذي كان يحميها من التمساح ، مجازفا بحياته، يالهي شرط ان يصلا الى الساحل قبل ان تنغلق اسنان الحيوان على قدمي ستيفان.
صرخ ستيفان قائلا:
-تحلي بالشجاعة بضعة امتار و ننجو
ولما خرجت اليس من الماء كانت فاقدة الانفاس . ارتكت على الرمال وهي تنتفض ارتعاشا، في الهواء الساخن كل شيء يبدو خانقا، ولما استعادت انفاسها رفعت عينيها نحو مخلصها الواقف قربها بشعره المبلل الذي يقطر على وجهه والشمس تلمع على كتفيه العريضين المبللتين.
قال وهو ينظر اليها.
-السماء كانت معنا ، ربما هذا التمساح لم يكن جائعا . لكن هذا السباق يستحق ميدالية.
اشتبكت نظراتهما وبحركة سريعة اوقفها وضمها بشدة اليه وراح يعانقها وهي تعانقه بشغف، وهذا مايحصل لها لأول مرة، ثم دفعها فجأة وقال:
-الخطر بامكانه ان يحرر المرأة من الغرائز المكبوتة . حافظي على فضيلتك يا اليسيا الصغيرة، لن استغل اي لحظة ضعف تأتي منك.
باضطرابنظرت اليه مطولا . ثم ازاحت نظرها خوفا من ان يقرأ داخل افكارها. فقالت له بصوت متقطع:
-تسبح جيدا كالابطال كان باستطاعتك وبسهولة ان تتركني ولا احد يعرف ماجرى حتى ولو ابتلعني التمساح
-لا احد، بالفعل، لندخل الان الى المنزل ونأخذ دوشا ونتناول الفطور، تعالي.
تقدمته وحين وصلت قرب شجرة التمر الهندي ، تناولت اليس منشفتها ومدتها اليه كي يلف جسمه ، فقال بجفاف:
-شكرا ، هل بادرتك للحشمة او عناية بي؟
-انت تعرف جيدا ولا سبب للسخرية، اعتقد بأنني لا اتصنع الحياة
-امل ذلك، ياليسيا، من اجلك انت.
ادخلها الى غرفة المصعد وهي ترتجف من لمسته.
-لاتنظري الى نفسك بخفة، ياليسا، بحجة ان اختك جميلة وتلفت الرجال، الجمال الحقيقي عند المرأة هو القدرة على الحس بالاشياء بعمق.
-نعم ، الجمال ليس كل شيء.
وراح يداعب عنقها ويهمس قائلا:
-حسب رأيك ، ماذا يطلب الرجل من المرأة؟
-ان تكون مبهجة ومنفتحة وقابلة للتأثر لمديحه.
-ارى انك فكرت جيدا بالسؤال!
-لو لم يكن لديك سببت وجيها للتعرف الى اليس شيلدون لما لفتت نظرك فتاة مثلي باهتة نزلت في فندقك.
امسكها بخصرها وهزها وقال:
-لكن المرأة ليست قبيحة الا عندما تكتم عواطفها وتخبئها كالمجوهرات النادرة! لقد اسدلت شعرك، ذلك المساء وخلعت نظارتيك. لأي سبب؟ هل فعلت ذلك لمعرفة ردة فعل الخادم الذي يدخل الى غرفتك؟
-كلا!
-كذبة بسيطة! لقد استحميت وتعطرت وارتديت ثوبا خفيفا شفافا هل فوجئت لدهشتي؟
كنت تريدين ذلك. كنت تريدين تجربة اسلحتك . اعترفي بالامر!
-ماتقوله خطأ . لقد اشتريت هذه الملابس الجميلة وشعرت برغبة في ارتدائها.
-لتشعلي قلوب الخدام ، وفي غرفتك ايضا ! آه ، انه خبث المرأة التي تتصرف في الظاهر كانها محاطة بحاجز مكهرب.
هذه القسوة الرهيبة جرحتها عميقا، وعبر ظل حزين في عينيها البحريتين . فارتعشت لا اراديا . فابتعد عنها وفتح باب المصعد .
ولما دخلا البهو التقيا بكاثرينا التي لم تخف دهشتها لرؤية ستيفان لافا جسمه بمنشفة . فقال لها ببساطة:
-كنا نسبح . ستأخد الانسة شيلدون فطورها في غرفتها . فأجلبي لها شيئا مريحا وقهوة ساخنة . لاشك انها جائعة لشدة الانفعال ، لقد التقت للمرة الثانية في حياتها بتمساح. ولحسن الحظ ان هذا التمساح لم يكن راغبا في قضم شبء باسنانه....
حبست اليس انفاسها ورمقها بنظرة غامضة قليلا:
-اصعدي الى غرفتك وخذي حماما ساخنا واسترخي ، سأراك
بعد ساعة واخذك في زيارة في ارجاء المكان.
-جيدجدا ..ز وشكرا.
-ياليسيا، انت لاتعرفين مقاومة انفعالاتك ، لو قررت البقاء على متن الزورق ، لسبحت باتجاة التمساح دون ان تريه ، انت ضعيفة النظر لا تنسي...
كانت اليس متوترة ولا ترغب في مناقشته ، فصعدت الى غرفتها وقدماها ترتجفان. لكنها شعرت بفرح لهدوء غرفتها ... وهدوء افكارها...
استحمت وهي تدير تقلب راسهاالمشكلة التي لا حل لها . فجأة ادركت امرا مهما ، لماذا رمت حالها خارج الزورق لو لم تكن تشعر بأن مقامتها بدأت تضعف، هذا الرجل اليوناني ايقظ فيها عالما واسعا من الاحاسيس التي كانت تجهلها.
ومرة اخرى تساءلت اليس فيما اذا كان سيسمح لها ستيفان بالذهاب متى جاء رد البيرتا مؤكد انها لم تكن ابدا خطيبة ايونيدس دمسكينوس.
ارتدت فستانا خفيفا من القطن المقلم بالاخضر والابيض ورفعت شعرها لئلا تشعر بالحر ، ثم جلست على الشرفة بانتظار فطورها.
وبعد دقائق دخلت هيلدا حاملة صينية الطعام، في عيني الخادمة فضول واضح. لاشك ان خالتها اخبرتها بان رب المنزل عاد من الشاطئ برداء خفيف، هذا يعني ان بينه وبين الفتاة صداقة حميمة...
سألتها هيلدا وهي تسكب لها القهوة الستخنة:
-آمل الايكون التمساح قد اخافك كثيرا يا انسة؟
جلست اليس امام الخبز المحمص والفجة المعطرة وقالت:
- لحسن الحظ ،لم اكن وحدي عندما ظهر التمساح فجاة ، والا لشعرت بالدعر ولفت انتباه هذا الحيوان الكريه ، كان علي ان احافظ على برودة اعصابي والا اضطر السيد كسندريوس ان يصرعني بضربه على راسي.
- بدات تفهمين رجال بلادي .
- هل تعني بذلك ان على النساء الانحناء امام الرجال؟
- في الحقيقة ، لا ترغب النساء الا ذلك ، لماذا لا تترك للرجال حرية ادراتنا؟ انهم الاقوى ، لكن دور المرأة ليس اقل اهمية ، بل هو مختلف وحسب ، الطبيعة تعرف ما تصنعه.
- ابتسمت اليس وقالت:
- -في كلامك حكمة كبيرة. لكن ليس على المرأة الخضوع للرجل كليا ، فهي متساوية معه ولسيت عبدته.
- على المرأة ان تشعر الرجل بانها سعيدة في الارتكاز عليه ، يا انسة.
اجابت اليس بزفرة صغيرة:
-لم يحدث لي ذلك ابدا ، هل انت مغرمة ، ياهيلدا؟
-نعم ، انا مخطوبة.
لمعت عينا الخادمة اليونانية واضافت:
-كان عمري 15 سنة عندما تواعدنا على الزواج ، الياس يعمل في الخارج ، سنتزوج عندما يحصل على المال الكافي لبناء منزلنا .
-هل انت مشتاقة اليه.
-آه، كثيرا ، يا انسة ، البعد قسوة ، لكننا مصران على بناء منزلنا قبل البدء في تأسيس عائلة. نحب بعضنا ونفضل ان نتظر ان ينضج التين قبل قطفه .... فيصبح حلوا كثيرا.
بعد ذهاب هيلدا فكرت اليس بموضوع الحديث الخاطف بصدق وبالحاح ، نعم، الطبيعة تعرف ما تصنعه، كانت اليس معجبة بالجمال، والفلك كانت تستمتع بكل احاسيسها بعظمة الجزيرة ونقاوة الهواء البحري وحفيف النسيم في الصنوبر، وبارتجاج الضوء على الازهار الغامقة.
وكل هذا الجمال الساحر... لاي سبب؟ ولمن؟ بالنسبة الي ستيفان التين مازال اخضر وتمارا ماتت. ولم يعد قادرا على العيش وحيدا... مثل اي انسان يريد الزواج وانجاب البنين... لكن، بالنسبة اليه ، الحب غير وارد ، استرخت اليس في مقعدها وفي ذهنها تدور الحوادث التي حدث في الصباح . مازالت ترى كيف عرض عليها ستيفان الزواج ... الصفقة...
يأمل حقا في اقناعها ؟ ومن جهتها هل ستتمسك كل حياتها بالحلم الذي يتوق الى حب قوي ؟ منزل كهذا ... وزوج كستيفان كسندورس ... وجزيرة نائية هادئة .... امور تدعو الى التفكير ...
وماذا اذا كان لا يحبها ؟ وهذا لن يمنعه من انجاب البنين / فكرت بعناقه ، فاجتاحتها رعشة حلوة ، عبرت في كل انحاء كيانها .
لكن هل بمكانها ان تتحمل وجود ظل تمارا في هذا المنزل كتهديد مستمر ؟ لن تحصل على قلب ستيفان ابدا
كلا ، هذا الزواج غير وراد ، وعليها ، عليها ان تنتهي اقامتها في الجزيرة ، المقاومة قدر المستطاع ضد الانجذاب الذي تشعر به اتجاه ستيفان . لا شك بأن حياة وحيدة موحشة بانتظارها . لكن ذلك افضل بكثير من تقمص شخصية فتاة ميتة.
راحت تذرع الشرفة بخطوات عصبية . مادام لايحبها ، فلت تتزوجه . ستعود الى لندن وهو لن يتأخر في ايجاد فتاة من جنسه ، فتاة بسيطة وغير متطلبة.
اسندت ظهرها الى الدابزين مانحة وجهها للشمس . كل كيانها يتوق الى حب قوي متبادل ولن تهمل ابدا حلمها .

ذكرى بو likes this.

mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-04-09, 11:41 AM   #30

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

الفصل الثامـــــــــــــــــــن ...

الطقس صاف ولا ريح في الأفق. رائحة الصنوبر الزكية تعبق في الجو الحار و السماء تتوهج فوق الصخور الحززة. النوارس تحوم فوق الماء مطلقة اصواتها الحادة.
ويوما بعد يوم يزداد تأثر أليس بهذا المنظر الرائع وحماسها لهذا الجمال الخارق. فلا تمل لحظة من تنشق رائحة الازهار العطرة التي تفوح من شجر الليمون و الزيتون و الصنوبر.
وخلال اسبوع تمكنت اليس من اكتشاف ابعاد واعماق هذا الدير القديم: بيوت المؤن في السقفيات الزوايا الغربية والتي تصل بالشرفات الصغيرة تطل على البحر بمناظرة الخلابة المتنوعة اما خزائن المطبخ الشاسع المبنية من البلاط الأحمر الغامق فكانت مليئةبمحتويات ومنتوجات الجزيرة: زجاجات الشراب و المربى والأوعية الزجاجية التي تحتوي على الفاكهة المجففة و الخضرة على أنواعها.
كما كانت أليس تعشق ايضا التنزه في الحدائق المحاطة بالجدران الصغيرة المتصدعة وفي المروج مزيج من الألوان : زهر اللوز الأبيض وزهر الرمان الأحمر و الفستق الوردي... وتحت الحجارة و الحصى تنبت الأزهار و النباتات التي تتراوح الوانها من الزهر العاجي الى الازرق الغامق مرورا بالأحمر الغامق و البرتقالي الناري.
في هذه الجنة الغربية يتوصل الانسان الى الايمان بالاساطير الخرافية. الم تظهر افروديت من الامواج و الزبد لا ترتدي سوى شعر ذهبي؟
خرجت أليس الى الشرفة ورفعت نظرها نحو السماء المخططة بالأحمر الاقحواني. كانت شمس المغيب مصبوغة بالأحمر وتنعكس على ثوبها الحريري الأخضر المخرم. في الجو الثقيل تفوح رائحة الصنوبر و الطحالب البحرية. ارتعشت لرؤية السماء التي تنذر بعاصفة. فهي قلقة ربما لأن الزورق ابحر اليوم لاستلام الرد على البرقية التي ارسلها ستيفان قبل ايام معدودة. فسيعرف عما قريب اسم خطيبة دمسكينوس الحقيقي وسيضطر للسماح لها بالرحيل.
فجأة ارعدت السماء معلنة بدء العاصفة. السماء و البحر اخذا لونا واحدا وهو الأحمر البرتقالي. الشمس اختفت وراء الغيوم السوداء الكثيفة. تهيأ لأليس ان الأرض ترتجف تحت قدميها... ام هي ترتجف لمجرد التفكير بما سيكملها به ستيفان بعد ان يستلم برقية البيرتا؟
آتية ادركت أليس سبب توترها. ففي الجزيرة لا يشعر الانسان بمأمن من الخطر. قررت التوجه الى قاعة الاستقبال . في المدفأة يشتعل باستمرار حطب الحور العطر. ربما تشعر هناك بالدفء و الاستقرار.
وقفت جامدة مكانها فجأة في منتصف السلالم اذ رأت الثريا النحاسية تتأرجح فوق رأسها كجرس صامت ضخم. امسكت طرف تنورتها الطويلة وهبطت السلالم الباقية كأن حيوانا مفترسا يتبعها.
وصلت الى الطبق الأرضي لاهثة فاقدة انفاسها.
واذا بها تسمع صوتا. فظهر ستيفان في الحال من الباب المقنطر . لم يكن وحده بل يرافقه احد ابناء عمه ويدعى الكسندر كسنروس المسؤول عن المحاسبة في سلسة الفنادق التي يملكها ويديرها ستيفان نفسه.
جمد الرجلان لدى رؤية أليس في هذه الحال من ضيق النفس فقالت بصوت لاهث:
- انظر انظر ما يحدث.
وباصبعها كانت تشير الى السلم. لكنها لم تصدق ما رأت كانت الثريا جامدة كجمود الحجر. هل كانت تهلوس؟
سألها ستيفان:
- عماذا تتحدثين؟
- رأيت الثريا تتأرجح بشكل يدعو الى القلق و... و.... وتصورت ان هزة ارضية وقعت.
تقدم الكسندر بضع خطوات ورفع عينيه ثم التفت بأليس بابتسامة لطيفة وساخرة وقال:
- لا شك ان ذلك من صنع مخيلتك. كنت اقول دائما لستيفان ان هذا المنزل في الليل يعطي انطباعا بانه مسكونا. وذات مساء رأيت في الممر ظل راهب يلحق بي!
عضت أليس على شفتيها ورمقت ستيفان بنظرة سريعة. لما رأت فمه المشدود وعينيه القاسيتين فضلت عدم الاصرار وقالت:
- هناك على الاقل عاصفة ألي كذلك؟ ولا يمكنني ان اكون مخطئة هنا. غياب الشمس كان منظرا رائعا. رأيت البرق وسمعت الرعد.
وافق معها الكسندر اذ قال:
- نعم السماء مشتعلة.
قال ستيفان وهو يحدق بأليس:
- ربما يكون نهار غد يوما لن تنساه.
راح قلب الفتاة يخفق بضربات سريعة. وتأكد لها ان ستيفان حصل على رد البيرتا الذي لا شك يؤكد اقةالها. مظهر ستيفان القاسي لا يمكن ان يعني سوى شيء واحد: خاب امله من تحقيق الثأر وسيضطر ان يفي بوعده ويطلق سراحها.
اقترح ستيفان وهو يتوجه نحو الصالون قائلا:
- لنأخذ شرابا الآن.

ولما دخلت أليس امامه الى قاعة الاستقبال راح ينظر اليها بتفصيل ثم قال:
- انت رائعة هذا المساء يا اليسيا... ومن يراك يعتقد انك ارتديت هذه الملابس الانيقة للاحتفال بشيء كبير...
رمقته أليس بنظرة سريعة. ما باله هذا المساء ؟ لماذا هذه النظرة التهيديديه؟ عليها الحذر.
ابتسم الكسندر وقال:
- هل المرأة بحاجة لحجة او لسبب كي تبدو بمظهر جميل؟ لو لم تتمتع المرأة بشيء من النرجسية لكانت حياتنا تافهة نحن الرجال. لا تدع جو الدير يؤثر بك حتى العدوى ياستيفان!
- ليس هناك اي خطر ياصديقي!
قدم ستيفان الشراب وجلست اليس في مقعد مريح وتساءلت:
لماذا ارتدت ملابسها هذا المساء بشكل انيق كأنها تستعد لسهرة كبيرة؟ ولماذا رفعت شعرها كعكة معقدة؟ للاحتفال برحيلها من سوليتاريا؟ اذا حصل ستيفان على جواب البيرتا ستكون هذه الليلة ليلتها الاخيرة على الجزيرة. ربما تعود غدا الى أثينا مع الكسندر.
كان ستيفان مستندا الى المدفأة وفي يده كأس . فقال الكسندر ملاحظا:
- أصبح هذا المنزل مريحا جدا ياستيفان. انا شخصيا لا احب العيش في دبرة قديم. يجب ان يكون الانسان عاطفيا لينطل في مهمة كهذه. أفضل ان اقتني شقة حديثة في وسط العاصمة.
- انت دائما تتحلى بالذهن العملي. لا اعتقد ان اليس تشاطرك الرأي. فهي تعتبرني قرصانا أليس كذلك با أليسيا؟
- للنجاح بالمهنة كالتي تمارسها لا يكفي ان كون الانسان مهذبا! بل سفاحا على ماأظن.
ضحك الكسندر وقال:
- انت مخطئة. نعم يجب ان يكون الانسان عنيدا ليصبح سلطانا في الفندقية. لكنني اندهش كيف لم تكشفي التاحية العاطفية عند ستيفان انت الرسامة الفنانة. لا تبدين كالسياح الوقحين الذين يحتلون بلادنا. بعض النساء يرتمين باحضان الرجال من دون حشمة وحياء. ولا اعتقد انك من هذا النوع يا أليسيا... والآن قولي ما هي جذور اسمك الرائع؟
- في الواقع انا ادعي أليس... لكن ستيفان يجب ان يدعوني أليسيا المرادف اليوناني لأليس. ولا ارى اي سبب في ذلك ما دمت انكليزي ونصف ايرلندية.
- آه ولهذا السبب اذن عيناك زرقاوان خضراوان ورماديتان في آن واحد... او بالاحرى عيناك بحريتان... لانهما تشبهان الوان البحر...
توقف عن الكلام فجأة كأنه كان يريد ان يقول شيئا وعدل عنه. لكن أليس عرفت انه يريد ان يذكر لها شبهها الغريب بتمارا. ثم قال مبتسما:
- ان عينيك رائعتان حقا. تشبهان لون البحر في مختلف مراحله... مارأيك بهذا المنزل المبني على صخر وكأنه يشبه النسر؟
- انه منزل غريب وموحش. لقد قمت ببعض الرسوم عن المنطقة لأخذها معي كذكرى.
سألها ستيفان بصوت متعجرف:
- هل كانت اقامتك حقا لا تنسى؟ انا فرح لأنك تحملين ذكرى هذه الجزيرة معك. هل رسمت سيد المكان للمناسبة نفسها؟
- لم استطع رسمك كما يجب.
نعم هذا صحيح كلما حاولت كلما حاولت أليس رسم وجهه كانت يدها ترتجف و النتيجة بدت رهيبة. أليس تملك الموهبة لرسم الوجوه ذي الملامح المتعلقة و الشفاه الساخرة وعمق نظراته الحالمة و الحزينة؟
قال الكسندر:
- في نظري ليس صعبا رسم صورة ستيفان هو الذي يتمتعبملامح ظاهرة.
هزت أليس كتفيها وغيرت الحديث وقالت:
- هل كنت تقول الآ بأنك تفضل العيش في المدينة؟ انا اعيش في المدينةسألها الكسندر بريبة:
- هل تحبينهذا النوع من الحياة ياأليسيا؟ الظاهر انك لا تحبين الرفقة مثل ستيفان هل انا مخطئ؟
اجاب ستيفان ببساطة:
- الذي يسمعك يعتقد بأنني لست رجلا اجتماعيا . لكنني اعمل كثيرا وليس لدي الوقت للخروج.
- اعتدت على سماع هذا الكلام منك يا ستيفان انه عذره الوحيد و الدائم!
اكتفى ستيفان برفع حاجبية فصرخ الكسندر قائلا:
- العمل من دون التسلية كالعيش من الماء و الخبز فقط.
اجاب ستيفان.
- اعتقد ان الانسان يمل ايضا الحياة الصاخبة وبسرعة رهيبة. لكنه من الصعب ايضا ايجاد البين بين او قضاء حياة متفتحة من دون توحش او ذل وانحطاط. ربما افضل العيش من الخبز والماء...
قال الكسندر:
- المهم الا يعمل الانسان بدون انقطاع او يعيش كالناسك. الا تخاف الا يؤثر هذا الجو الذي يفوق الطبيعة داخل هذا الدير؟
- حتى ولو كنت برفقة امرأة؟ مارأيك ياأليسيا؟ هل تجدين الجو ظالما طاغيا وقلقا في هذا المنزل وهذه الجزيرة؟
- لم اجد شيئا فوق الطبيعة ... كما لا اؤمن بالقدرات السرية.
- صحيح ان ظلا على الجدار لن يجعلك تصرخين... لكن رجل من لحم ودم...ماذا؟ ... كوني صريحة...
- مثل كل النساء الوحيدات اخاف ان يهجم علي احد. وليس سهلا عليك فهم مثل هذه الأمور لأنك رجل واثق من قوته. لكن مجرد التفكير بأن رجلا ما سيهجم علي وبعنف اجفل...
- افهمك جيدا. كما في مثل هذه الأحوال يمكن للمرأة ان يغمى عليها من شدة الخوف.
هزت أليس رأسها حالمة وراحت تتخيل الحادثة في الزورق وعنف ستيفان ورغبته الواضحة في تعذيبها. فقط الاغماء عليها خلصها من برائته. هل تلقى ستيفان جواب البيرتا ويدرك الأن انه عاملها ذلك اليوم بطريقة غير لائقة.


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.