انتاب غلوريا ارتباك وخوف ، ارتدت عيناها المتوسلتان إلى وجه مارغ التي حاولت بعث الطمانينه إليها عبر ابتسامتها التي كانت تحثها بلطف على تقديمهما واستغرقت غلوريا بعض الوقت لتفهم حيرتها.
-أنا.....أود أن تلتقي شريكتي في السكن .....صد...صديقتي .....مارغ بريسكوت ....مارغ....هذا......هذا شقيق ريف.
ارتعش صوتها ، واجتاحت وجهها موجة احمرار:
--أنا.....آسفة جدآ. لكنني لا اعرف اسمك الأول ....سيد كونورواي
-كونورواي يكفي
رفع سيكاره بين شفتيه وارتفعت يده السمراء تشعل طرفها
-تشرفت بمعرفتك سيد كونورواي
لن تمد يدها للتحية لأنها متأكده لأنه سيتجاهلها وهذه اهانة لن تسمح بها.
-وأرجوك ، نادني مارغ..........أصدقائي ينادونني هكذا
مرت نظرته الزئبقية على وجهها مجددآ بنفاذ صبر وكانت تعابير وجهه توحي بأنه يتمنى لو تذهب في حال سبيلها ، ولكن هذا مازادها تصميما على البقاء ، اتسعت ابتسامتها ونظرت إلى غلوريا التي عاد إلى وجهها بعض اللون ، نظرة دافئة:
اعرف لماذا أنت هنا سيد كونورواي .....لاريب في انك سمعت بخبر غلوريا وريف.........أليس هذا أمرا رائعا؟
في نظرته كلمات تقول أن تخرس وتغرب عن وجهه ، إذن لم يفهم البلاهة الطبيعية التي تبنتها.؟فسارعت تضيف بانفعال زائف..:
-يحسد الجميع غلوريا ، فعندما تراهما معا يعتمر نفسك الدفء ، إنهما متحابان حبآ يشع كالذهب الخالص...وريف يحسن رعايتها فما من احد يجرؤ على قول كلمة ضدها أمامه.......ستكون فعلا فخور به خاصة عندما ترى الطريقة التي يدافع فيها عنها.
ربما يريد فسخ الخطوبة ، ولكنها واثقة أن ريف لن يخضع للتهويل بسهولة كغلوريا
ضاقت عينا أخيه لتعابير وجه مارغ الساذج المخادع
رمى بنزق الكلمات ودخان سيكارته يلتف حول وجهه:
-آنسه بريسكوت!
دعت مارغ إلى الله أن يعي جمالها الأشقر ، لكنه بدا غير مهتم بجمالها وجاذبيتها ، قاطعته بسرعة قبل أن يضيف الكلمات التي أراد بها صرفها عنه.
-مارغ.......اعتقد انك قطعت كل هذه المسافة لتقابل خطيبة أخيك و ياله من أمر رائع ! أراك وأخيك مقربين جدآ .....حتام أنت باق هنا؟
سحب نفسا عميقا من سيكارته ليكبح جام غضبه ..وأجاب بكلمات ذات معنى وهو ينظر عبر سحابة الدخان إلى غلوريا:
-حتى انهي ماجئت من اجله..!
أي حتى ينهي الأمور بين غلوريا وريف..؟
عصف بها الغضب فكيف يرفض غلوريا زوجة لأخيه حتى قبل أن يلتقيها ؟ أفرجت عن الغضب الذي احتقن في داخلها بضحكة لطيفة تاركة بريق المعركة في عينيها يؤول على انه لمعان سعادة
-هذا يعني إن بإمكانك مرافقتها إلى العشاء ليلة غد..؟
دفعتها تقطيبته الغاضبة إلى الشرح:
-أنا وغلوريا وريف خارجون لنتعشى احتفاء بخطوبتهما .......ليس لغلوريا عائلة إلا عمتها.....وأنا اعتبرها أختي التي لم تلدها أمي ..انه احتفال عائلي ..الم تفقد أبويك أيضا سيد كونورواي ولم يبقى غيركما أنتما؟..ربما ألان بإمكاننا نحن الأربعة تناول العشاء ومباركة الخطوبة السعيدة ، هل رافقتك زوجتك سيد كونورواي..؟
رمشت بأهدابها الطويلة المعكوفة في وجهه القاسي التعبير....فأجابها بصوت يوحي صراحة أن هذا ليس من شأنآ من شؤونها...
-ليس لدي زوجه انسه بريسكوت