كان صوتها يتقلب بين الغضب والرغبة في البكاء .. فرق لها وجه تالبوت :
- هوني عليك باميلا . لن افعل ما يكدرك ابدا .
ثم رفع عينيه فاستقرتا على وجه بيرل التي كان يشد خصرها :
- وانا بكل تأكيد لن افعل ما يجعل بيرل تغضب مني . لن اقول شيئا لبول اذا لم ترغبي . لكنك لن تتمكني من تحمل هذا الماكياج طويلا ... انظري الى بشرتك التي بدأت تنهار .
كانت باميلا على وشك البكاء وهي تقول :
- لا ادري ماذا افعل فأنا احب عملي حقا فالعمل مع بول رائع . انه يعاملني كشخص له عقل يفكر لا كقطعة لحم فارغة الدماغ لكنني اعرف انني لن اتمكن من الاستمرار بوضع هذا الماكياج ولا ادري ماذا سيحدث عندما يعرف الحقيقة.
فتنهدت بيرل :
- اظنك تضخمين الامر . تالبوت موقن من تمسك بول بك . لذا لا تخشي شيئا فلن يصرفك من العمل عندما يعرف خاصة وان ما فعلته سببا وجيها , فلم يكن قصدك من هذا التنكر المزاح , وعليه انا متأكده من ان بول سيتفهم عذرك .
هزت باميلا رأسها بتعاسة :
- لا اظن هذا انه يضع الصدق في المرتبه الاولى . ولا اظنه سيتفهم خدعتي ابدا مهما كانت اسبابي وجيهة آه لا اعرف ماذا افعل .
- حسنا .. ثمة شيء واحد اكيد وهو انك لن تستطيعي المواظبة على وضع هذا الماكياج.. فقد ساءت حال بشرتك ولا احسبك تحتاجين الى المزيد من الماكياج لتزداد حالها سوءا ضعي فقط بعض المساحيق فوق الانتفاق الاصطناعي على انفك ودعي سائر وجهك دون اقل مسحوق فالنظارة والبشرة المبقعة تكفي لإظهار قباحتك .
هب تالبوت عن مقعده وضغط على كتفي بيرل :
- بيرل على حق باميلا .. ان اسوأ ما قد يحصل هو ان تفقدي وظيفتك . وان حدث ذلك استخدم معارفي لأجد لك وظيفة اخرى .. ساترككما الآن . اراك وقت الغداء غدا يا بيرل .
وصلت باميلا في الـ8 من صباح اليوم التالي فباشرت بترتيب الاوراق المبعثرة من جراء عمل الامس . ارادت ان يكون كل شيء في مكانه عندما يصل ليستطيع البدء بالعمل فورا .
كانت تفرق الطلبات حينما دخلت السيدة تاوتستد الى المكتب .
اعطت السيدة لباميلا بعض الاوراق لتعمل عليها ثم ارتدت على عقبيها ولكنها ترددت وكانها غير واثقة مما ستقوله :
- لا اعتقد ان الامر من شاني آنسة سامرز ولكنني لاحظت انك لا تضعين الماكياج الثقيل اليوم .
توقف قلب باميلا عن الخفقان وهي ترى يوم الحساب ينفتح امامها .. ولكن السيد اوتنسد اكملت بصوت متعاطف غير عادي :
- استطيع ان افهم لماذا تغطين بشرتك بغطاء كثيف من الماكياج , ولكنني آمل ان تدركي ان هذا غير ضروري في مركزك الحالي فالسيد غراينجر لم يستخدمك لمظهرك الجميل ,
فكما سبق ان قلت لك انه لا يؤمن بمزج العمل بالمتعه ولا تؤثر فيه جاذبية موظفاته لذا لا حاجه الى اخفاء بشرتك المسكينه تحت طبقة من الماكياج.
ارجو الا اكون قد اغضبتك او اهنتك فأنا اكره التباحث في الامور الشخصية في المكتب لكنني اريد منك ان تعرفي اننا مسرورون من عملك حتى باتت حقيقة مظهرك لا تهمنا .
وغادرت المكتب قبل ان تستعيد باميلا رشدها .
كان فم باميلا مفتوحا وعيناها متسعتان دهشة عندما انفتح فجأة الباب الذي ولج منه بول غراينجر حليق الذقن , تتصاعد منه رائحة كولونيا عطره .
- صباح الخير آنسة سامرز .
ونظر الى وجهها فعلمت انه لاحظ الفرق في مظهرها ولكنه كان اكثر تأدبا من ان يذكره دون ان يضيف كلمة واحده استدار بهدوء ليختفي في مكتبه .
مر اليوم بسرعه بحيث لم تع باميلا مرور الوقت عندما دخل بول مكتبها :
- انها الساعه الـ5 آنسة سامرز . أليس لديك دروس الليلة؟
- لا .... استطيع التاخر ان احتجتني .
- ليس ضروريا يبدو ان امامنا وقتا طويلا للراحه , وكنت افكر في ان أفي بوعدي لمساعدتك في دراستك وان اصطحبك الى العشاء سأكون سعيدا ان شرفتني الليلة.
فكرت باميلا في ان الوقت مناسب فسوزي كما قال في باريس , وهو يكره تناول العشاء وحيدا , لذا يرغب في ايفائها حقها من التكريم قبل عودة سوزي هزت رأسها موافقه .
فأبتسم بول بسعادة :
- جيد سأجري الترتيبات اللازمة للعشاء , سنخرج بعد قليل .
وعاد الى مكتبه .