آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          حاول أن ترى الحقيقة- أليسون فرايزر-๑•ิ.•ั๑ روايات غادة๑•ิ.•ั๑ (الكاتـب : اسفة - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          1108 - دورة الأيام - شارلوت لامب ع.د.ن(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          البــريــق الزائــف *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          18ـ بعدك لا أحد ـ كارول روم ـ كنوز احلام ( كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-09, 04:41 PM   #31

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111


3_شبه امرأة
حظي كول بكثير من الوقت ليفكر بالآنسة سانكروفت المذهلة والمثيرة للإحباط بينما كان يقطّع الأغصان اليابسة التي شذّبها في اليوم السابق من شجرة السنديان ويجمعها خلف المنزل.
ومع ذلك، استطاع أن يسمع السيارات تأتي وترحل طيلة النهار ومع توقف كل سيارة أمام باب المنزل، كان غضبه يزداد والذكريات القديمة عن صباه عندما كان يرى أمه في الأفلام السينمائية تصبّ الزيت على النار .أدريان بورن، ملكة الجشعات، أصبحت النجمة الهوليودية التي حلمت أن تكونها والآن في منتصف الخمسين من العمر، لا تزال جميلة وتلعب أدواراً رئيسية ولعل أدريان المتزوّجة الآن من ضحيتها الخامسة، معبودة الجماهير، لكنها بالنسبة لكول، تبقى الأم المتحجرة القلب التي لم تسأل يوما عن ابنها الوحيد.
عندما دقت الساعة السادسة كان كول يشعر بالحرّ والتعب كما كان ساخطاً من نفسه بشكل خاص لأنه ترك تلك المرأة تجري مقابلات دنيئة في منزله.
ما دخله هو؟ ولكن لتفعل ما تشاء
خرجت جين من الباب الخلفي إلى الشرفة وراحت تتأمل البحر، فتوقف عن العمل واستند إلى الجدار وأخذ يراقبها من خلف كومة الحطب التي قطّعها.
تقدمت نحو كرسي وجلست عليه، وتفاجأ برؤيتها تخلع حذاءها الجلدي وتضعه جانباً ومن ثم تمدّ يدها من تحت تنورتها لتخلع جاربيها يبدو أنها مستغرقة في أفكارها لدرجة أنها لم تحسب أن أحدهم يمكن أن يتواجد في الجوار.
بعد أن خلعت فردة من جاربيها، ثنتها ووضعتها داخل حذائها ثم شرعت تخلع الأخرى. عندئذ، شعر بأن عليه أن يظهر لها نفسه أو أن يرحل، لكنه لم يفعل أيّاً منهما.
وضعت الفردة الأخرى في حذائها ثم وقفت وسوّت تنورتها قبل أن تعود إلى مراقبة البحر مجددا.
بدت في تنورتها الزرقاء التي لا شكل لها وفي قميصها القصير الكمّين الذي يليق برجل أكثر منه بامرأة، أشبه بناظرة مدرسة مكبوتة.
بعد لحظة أخرى من التحديق الصامت، استدارت ناحيته واتجهت نحو الدرجتين المؤديتين إلى الحديقة.
كان التفكير بادياً على تعابيرها وكان جبينها مغضناً وكأن أفكاراً سوداء تراودها.
ولكن لسوء حظ كول، لم يخفف تعبيرها المتجهم من تأثير شفتيها الممتلئتين عليه وقد استحوذتا على كل تفكيره وانتباهه.
كانت جميلة رغم تسريحة شعرها القديمة الطراز، وهذه الحقيقة لم تعجبه
كانت تنزل الدرج عندما أوقع قطعة حطب عمداً على الأرض. أجفلت العينان الخضراوان واتجهتا ناحيته
أومأ من دون أن يبتسم:"مساء الخير"
ـ كنت هنا طيلة الوقت؟.
خلع قفّازي العمل اللذين كان يرتديهما وألقى بهما على كومة الحطب
ـ معظم الوقت
انكمشت تعابير وجهها وهي تقول.
"كان بإمكانك أن تقول إنك هنا
وسمح لنفسه بضحكة هازئة:

- إذا كنت تتكلمين عن عرض خلع الجاربين يا عزيزتي، فقد رأيت أفلاماً أكثر إثارة منه
ـ ربما كان عليك أن تبقي عينيك على الشاشة !
أطلق ضحكة رنّانة كانت سريعة البديهة، وعليه أن يقرّ بذلك
ـ هل كان نهارك سيئاً؟
طرفت بعينيها ثم حوّلت نظرها ناحية الخلي:"كان نهاراً ممتازاً"
اجتازت الحديقة واتجهت نحو الماء:"إلى اللقاء"
ابتسم كول لقولها أتظن أن التخلص منه سيكون بمثل هذه السهولة؟.
ـ ممتاز! أعتقد أنك عثرت على أزواج محتملين اليوم، أليس كذلك؟
لحق بها إلى أن بلغت البوابة الحديدية حيث أرخى المزلاج وأشار إليها بالخروج قبله ففعلت ذلك شامخة الرأس وتمتمت شاكرة
سبقته بعدة أمتار فيما كان يغلق البوابة، فسار بخطوات واسعة حتى يستطيع اللحاق بها
ـ لا تقولي لي! بهذا العدد؟
دسّ يديه في جيبه الخلفيين، محاولاً أن يبدو فضولياً أكثر منه حاقداً.
رمقته بنظرة مظلمة لكنها لم تقل شيئاً، فتابع الضغط عليها، رغم أنه يعرف أنها تكره ذلك!
ـ لِم قلت لي إنك تجرين مقابلات بحثاً عن زوج؟ لقد نسيت
حوّلت نظرها ليه ليبدو تماماً من تعابيرها أنها لا تحتمل إزعاجه لها
ـ اسمع .أريد فقط أن أمشي على الشاطئ انه لي وقد دفعت المال لقاء استخدامه.
نظراتها القاتلة كانت لتقضي على أي رجل، حتى أن كول شعر بطعنتها
ابتعدت عنه مسرعة، فقرر أن يتكهّن بنفسه بسبب وجودها هنا:"لهذا علاقة بالعمل، أليس كذلك؟"


na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-09, 04:52 PM   #32

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

ارتبكت وكادت تترنّح لهول ما سمعته، لكنها تمالكت نفسها وحاولت مواجهته:
" أنا لم أخبرك عن الترقية هل فعلت روثي ذلك؟"
تباً! لِمَ عليه أن يكون محقاً؟ أخفى غضبه خلف قناع من اللامبالاة وسار نحوها لينضمّ إليها
"روثي لم تقل كلمة واحدة أنت قلت الآن".
تنهّدت بقوة وغزا الاحمرار وجهها :"كانت هذه خدعة قذرة"
هزّ رأسه قائلا "لكنها أقل قذارة من تلك التي تنوين أن تلعبيها على أحدهم "
اتّسعت عيناها عندما سمعته" عمّا تتكلم ؟"
لم يستطع كول كبح غضبه مدّة أطول. فاقترب منها، متفوّقاً عليها بطول قامته، مركّزاً عينيه عليها كقنبلتين من النّار الحارقة:
" أنا أتكلم عن المسكين الذي ستتزوّجينه. ماذا سيحصل بعد أن تنتهي من استغلاله؟"
قال ذلك من دون أن يمنحها فرصة لتجيب وتابع سائلاً إيّاها:
"أي وظيفة هي على هذا القدر من الأهمية لتقومي بهذا العمل الجنوني؟ وأي من نوع من الأعمال يشترط وجود زوج؟"
تراجعت جين خطوة إلى الوراء وقد أخافها طول قامته، لكنها تحدته بالطريقة نفسها:
" الوظيفة ليست من شأنك وليكن واضحاً عندك أن الرجل الذي سأنوي الزواج به، سأتزوّجه إلى الأبد!"
لم يستطع أن يصدّق هذه السخرية فأجابها بضحكة فارغة "نعم، طبعاً ثم ترسلين له ورقة فسخ الزواج في البريد"
ـ هل تتهمني بالكذب؟
ماتت الضحكة على شفتيه وكذلك الابتسامة
"قد لا تكونين كاذبة ولكنك مخادعة"
ـ أنت وقح حقاً!
ودلّكت صدغيها وكأنها تحاول التخفيف من صداعها
ـ أنت لا تعرفني ولا يحقّ لك أن تفترض أي شيء عني
ـ أعرف كثيرات أمثالك
شدّت على شفتيها وأصدرت صوتا خافتا أشبه بالشتيمة، فتحضر كول للهجوم الذي كان يعرف أنها ستشنّه عليه
رفعت يدها لتصفعه ولكنه أمسك بها قبل أن تتمكن من ملامسة وجهه
قالت من بين أسنانها ويدها مسمرة في قبضته
-لا أعلم أي نوع من النساء تعرف وأؤكد لك أنني لا أود أن أعرف مطلقا
ثم حاولت إفلات يدها من قبضته "دعني"
ـ لكي تحاولي صفعي مرة أخرى؟ أتضنينني غبياً؟
حدّقت إليه من دون أن تنبس ببنت شفة. لم تكن مضطرة لذلك فعيناها كانتا تقولان:
طبعا، أظنك غبياً.
أفلتها وهو يطلق شتيمة خافتة، وإذ لم تكن تتوقع ذلك، كادت تتعثر وتسقط أرضا.
ـ ربما لا يجدر بك أن تتفوهي بالحماقات، عزيزتي وحده رجل عديم الفكر يوافق على زواج كهذا
ـ أنت إذا ممتاز لهذا العمل!
قالت هذا وهي على شفير البكاء
ـ أين أقف في الصف؟
هذا السؤال الجنوني سبب لها صدمة بدت جلية على وجهها ولكنها لم تكن أقوى من الصدمة التي أصابته هو عند سماع هذا السؤال يصدر عنه.


na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-09, 05:03 PM   #33

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

أغلقت فمها وابتلعت ريقها ثم همست بصوت أبح :"ماذا؟"
مرر يده في شعره وحاول أن يستعيد رباطة جأشه. سخريته هزّتها وقد نجح في ذلك. قال بضحكة ملتوية:"أنا بنظرك غبي بما يكفي لذا أين تريدينني أن أصطف؟"
تحولت تعابيرها الذاهلة إلى نظرات قاتلة :"لا تكن سخيفا! على زوجي أن يكون حائزا أقلّه على إجازة جامعية، ومن الأفضل أن يكون حائزاً على دراسات عليا"
مررت لسانها على شفتيها الجافتين وقد بدا أنها تتعلق بأي شيء يقنع هذا العامل الوضيع بأن فرصه معدومة معها، مهما بلغ بها اليأس
ـثم عليه أن يعرف كيف يتحدث إلى رجل أعمال ذكي ومثقف يملك المال والسلطة..
نظر إلى السماء بشكل مسرحي وقد وجد أن الكلام لن يجدي للتعبير عن احتقاره وازدرائه
ـ لا يهمني ما تفكر فيه ثمة رجال منطقيون يتمتعون بمستوى معين، يفهمون أن بإمكان شخصين منسجمين لديهما أهداف متشابهة، أن يتوصلا إلى زواج جيد
ـ هراء !
بدا العداء في عينيها قبل أن تجيب:"لم أتوقع منك أساسا أن تفهم أتخيل أنه يصعب عليك أن تفهم شيئا أكثر تعقيدا من تقشير الموز بقدميك أو القفز من شجرة إلى أخرى!"
ـ هل تقولين إنّني قرد؟
أجفلت لسؤاله، فأدركت أنها ليست معتادة على إهانة الناس
ـ إنس الأمر!
ثم أشاحت بنظرها عنه وراحت تحدق إلى البحر "أريد أن أبقى بمفردي حتى قرد غبي يمكنه أن يلحظ ذلك"
شعر بشيء من التعاطف غير المتوقع معها، لكنه سرعان ما تخلى عنه. إنها تخطط لاستغلال رجل مسكين لتتقدم في مهنتها، لذا فهي لا تستحق تعاطفه
ـ بالمناسبة، كم رجلاً منطقياً مثقّفاً أُعجب حتى الآن بعرضك؟
سألها هذا فعضت على شفتيها وكانت هذه ردّة فعلها الوحيدة
ـ أبهذا القدر؟
ألقت عليه نظرة سريعة متهرّبة :"لدي معايير عالية وأنا متطلبة بعض الشيء"
بدا من ارتباكها أن الأمور لم تكن لصالحها، فراح يدور حولها ويتفحصها من كل الجهات من رأسها حتى أخمص قدميها.
وعندما انتهى من مراقبتها، حدّقت إليه مستفهمة: "ماذا يُفترض بهذا أن يعني؟"
ـ هذا يعني أن الرجال أيضاً لديهم معايير، آنسة سانكروفت
ومضة انزعاج في عينيها قالت له إنه ضرب وتراً حساساً
ـ ماذا.. ماذا تقول؟
أشار بيديه إليها :"قد لا أكون أكثر الرجال أهلاً للزواج، ولكنني أعرف تماماً ما يريده الرجال"
ترك كول الصمت يطول بينهما قبل أن يقول لها مباشرة ومن دون أي مراوغة" الرجال حتماً لا يريدون فتاة باردة"
ـ متزمتة؟ باردة؟ كيف تجرأ؟ أنت لا تعرف عما تتكلم
قالت ذلك بنبرة بدت الصدمة فيها، ثم استدارت على عاقبيها وهمّت بالرحيل، لكنه لحق بها وأمسكها من ذراعها
ـ لا، لا أعرف! ولكن إذا احتجت إلى نصيحة، آنسة سانكروفت، فعليك أن تسمعيها من خبير.


na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-09, 09:37 PM   #34

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

واجهته مضطربة :"وهل أنت خبير في النساء؟"
ابتسامته كانت أشبه بإجابة، فحاولت الإفلات من قبضته وهي تقول" حسناً، أنا لا أحول اجتذاب الرجال من نوعك"
ـ عزيزتي، عندما يتعلق الأمر بما يريده الرجال من النساء، فأنا هو النوع الوحيد
أفلت ذراعها واستدار حولها ثم مدّ يده إلى شعرها ونزع منه بعض الدبابيس، فبدت خصلاته تتحرر من قيودها
ـ ماذا تظن نفسك....؟
ـ اسكتي وأعيريني انتباهك
شد برفق على شعرها إلى أن انسدل كالشلال على ظهرها:"انفضيه"
حدّقت إليه وكأنه يتكلم لغة غريبة، فعرف أنها لم تفهم ما يقوله لها. عندئذٍ أمسكها من كتفها وأدار ظهرها ناحيته ثم راح يمشّط شعرها بأصابعه. كانت خصلاته حريرية الملمس وأطول مما كان يظن، إذ تخطت كتفيها بعدة سنتمترات
تمايل شعرها مع ا لنسيم بينما كان يديرها لتواجهه، فتركز انتباهه عليه وهو يتراقص في الهواء فبعد أن رآه بنيّاً مجردا من الحيوية، ها هو الآن يلمع تحت الشمس مشرقاً، متموجا، فشعر كول بالاضطراب. كان ينوي أن يسخر منها، لكن خطته تلك انقلبت ضده وزعزعت أحاسيسه. فتراجع خطوة إلى الوراء لا ليفسح لها المجال، إنما ليبعدها عن متناوله.
حاول أن يستعيد صوابه ويزيل هذه الأفكار من رأسه، فقال لها ملوّحاً بيده:
"لن تحصلي على رجل يقبل بمنصب الزوج ذاك إن لم تبيعي نفسك"
بدا فظا حتى لنفسه وأسف لكونه ابتدأ بمزحة الخبير تلك. في الواقع لم يعد يعرف من يتألم أكثر من الآخر، هي أم هو
ـ المرأة الذكية تُظهر شيئا من جاذبيتها ليعرف الرجل ما سيحصل عليه
هزت جين رأسها فتمايل معه شعرها اللامع المخملي. هل عرفت ما فعلت به هذه الحركة؟. سألته وعيناها تتوهجان:"أتظن أنه يجب أن أبيع نفسي؟ هل تعتقد أن كل الرجال يفكرون بشهواتهم وغرائزهم؟"
ـ لا تضحكي على نفسك حبيبتي
حبيبتي؟ لم يقل هذه الكلمة يوماً لامرأة. أجلى حنجرته وتابع حديثه الذي فقد كل أثر للهزل والتسلية
ـ الرجال يولون أهمية كبرى لما يرونه يمكنك أن تقدمي له كل العناية الصحية والتقاعدية التي يحلم بها ولكن إن لم تعطي شيئا من نفسك، قد تنفجرين
صرخت به:
_ما أدراك أنت؟ الزيجات القائمة على التحسين والإصلاح المتبادل تتم كل يوم. والداي مثلاً يشكلان ثنائيا منسجما لديهما الأهداف والقيم نفسها, هما ثنائي مستقر وليس دائما ملتصقين يبعضهما البعض


ـ لا أشك بذلك
انكمش وجهها ولمع الألم في عينيها. ورغم أنها هي الملامة لانزعاجه وإحباطه، شعر كول بالذنب لما قاله أخيراً، لكن برودتها إزاء علاقة مفعمة بالعاطفة والحميمية تغيظه
طرفت بعينيها محاولة حبس دموعها ثم قالت بعناد" لا أعرف لماذا أزعج نفسي وأخبرك هذا، لكن إذا كنت مصرّاً على دور الحب، فإن قصة جدّيّ تثبت صحة نظريتي، كانت جدتي أرملة ترك لها زوجها الأول صبيين ولم يكن لديهم أي مدخول، وكان جدي أرمل أيضا لديه مزرعة يديرها.
تزوجا بسبب حاجة أحدهما للآخر ولكي لا أطيل عليك الحديث، رُزقا بأربعة أطفال آخرين، والدي كان أحدهم. وفي مرحلة ما من حياتهما، أحبا بعضهما بجنون"
أزاحت خصلة شعر عن عينيها وبدت تعابيرها متمرّدة
ـ لمعلوماتك، سيدي، يمكن للحب إذاً أن ينمو بين شخصين لديهما أفكار وأهداف مشتركة، إن عملا على ذلك. وأظن أن هذا النوع من الحب أكثر... صدقا وعقلانية من ذلك الإحساس الهستيري الأعمى،ثم...
ترددت قليلا ثم هزت رأسها" هذا كل ما كنت أنوي قوله"
تساءل عما كانت على وشك أن تقوله ولم تقله، لكنه تجاهل الأمر
ـ يبدو أنك خططت لكل شيء
نظرت إليه متشككة وكأنها لا تصدق أنه اقتنع :" أنا لا أقوم بأي شيء من دون أن أفكر"
ـ وهل تنوين الإنجاب من هذا الرجل؟
كان هذا سؤالاً لم يتوقع أن يطرحه. ولكن الآن وقد فعل، تملكه الفضول ليعرف الجواب
انفرجت شفتاها وقد أذهلتها فظاظته لكنها تمالكت نفسها وهزت رأسها
ـ هذا ليس من شأنك ونعم أريد أولادا
لم يستطع أن يصدق ذلك. لقد وضعت إعلانا تطلب فيه زوجا لكي تترقى في عملها وكانت من الوقحة بحيث تقول إنها تنوي إنجاب الأولاد لتورطهم في مخططا الدنيء هذا.
ـ كم أنت مخادعة من غير المحتمل أن يتخلى رجل مثقف وذكي عن مهنته ليصبح زوجك ومربية أولادك.!
ربما من الأفضل لك أن تبحثي عن رجل في عمر التقاعد يخطط للبقاء في المنزل مع الأولاد، أو ربما عن رجل لا يستطيع الاستمرار في وظيفة جيدة واحدة
ـ مثلك، مثلا؟
قالت ذاك وقبل أن يتمكن من الإجابة، استدارت وابتعدت عنه
راقبها كول تبتعد، وهو يفكر على مضض بنفسيتها. فهو لم يجد الآنسة سانكروفت مفعمة بالحيوية وحسب، وإنما مثيرة وبشكل كبير، رغم مخططاتها ومكائدها الأنانية
استدار بدوره واتجه إلى كوخه، ناشدا السلام والهدوء والانفراد.

***




na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-09, 02:20 AM   #35

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيكِ العافيه بالانتظار

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-05-09, 09:53 AM   #36

جورجينا

? العضوٌ??? » 77759
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,361
?  نُقآطِيْ » جورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond repute
افتراضي

thanks

جورجينا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-09, 09:08 PM   #37

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسلمووو على المجهود الرائع

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-05-09, 08:18 PM   #38

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

لم تستطع جين أن تحتمل وجود ذاك العامل المزعج في الخارج يشوي اللحم على الفحم خلف كوخه
لم تستطع أن تتحمل أيّاً من هذا. كانت بحاجة إلى الخروج ممّا بدأت تسمّيه"منزل الرفض".
ولكي تستعيد تفاؤلها ونظرتها الإيجابية إلى الأمور، كان لا بد لها أن تخرج إلى حيث المياه المهدّئة والنسيم المشبّع بمياه البحر المالحة وأن تتأمل مغيب الشمس البرتقالية.
أخذت نفساً عميقاً وخرجت من الباب الخلفي، مصممة على ألاّ تعير أي انتباه لهذا الرجل وأن تبلغ الشاطئ بأسرع ما يمكن.
أغلقت الباب بهدوء راجية أن يكون كول منهمكا بالشيّ بحيث لا يلاحظها. اتجهت بسرعة نحو الدرجات ونزلتها مهرولة ثم اجتازت السياج. وما أن أصبحت في الجهة الأخرى حتى رمت نفسها على الرمال ولم تلتقط أنفاسها إلاّ عندما داست قدماها الحافيتان الرمل الدافئ.
فكّرت بصوت عال: "كان ذلك أسهل مما ظننت "
وقبل أن تدرك ما تفعله، استدارت لتنظر إلى كول. فأجفلت لرؤيته غافلاً عن الطعام الذي يعده، إذ كان ينظر إليها وعندما التقت عيونهما، رفع شوكة الطعام التي كان يحملها في تحية صامتة مجرّدة من كل ابتسامة.
ابتعدت عنه من دون أن تبادله التحية وسارت على الشاطئ في الاتجاه المعاكس. تنفست بعمق، فلم تمتلئ رئتاها بالهواء النقي فحسب إنما أيضا برائحة ما كان كول يطهوه. تلك الرائحة الشهية جعلتها تدرك مدى الجوع الذي تشعر به. فبسبب اختلاط المواعيد الذي حصل، اضطرت لإجراء مقابلة عند وقت الغداء أمّا فطورها فكان عبارة عن فنجان من القهوة وفطيرة صغيرة.
من المؤسف أن روثي ليست أفضل من جين في الطهي. فكانتا تطلبان العشاء كل مساء وقد أصبح الأمر مملاً، لذا شعرت بأنها قد تعطي أي شيء مقابل وجبة منزلية.
حاولت وهي تتمشى أن تنسى كم كان نهارها سيئاً. وبدأت تخشى ألا يكون هناك أي رجال منطقيين، كما افترضت.
رنّت كلمات كول التحذيرية في أذنيها. ربما استعجلت في التفكير بأن رجلا ناجحا سيوافق على أن يتزوجها ويكون "ربة منزلها" وينتقل إلى دالاس ليساهم في تربية أولادها ويكون شريكاً في وظيفتها.
عديد من الرجال تزوّجوا نساءً كرّسن أنفسهنّ لمساعدة أزواجهنّ في عملهم.
فأمّها كانت الذراع اليمنى لأبيها، وشريكة في مهنته، تنظم الأعمال الكثيرة التي عليه القيام بها بصفته رئيس إحدى مدارس تكساس.
رفست الرمل بقدميها منزعجة لأن كول محق نوعا ما. وقالت هامسة:
"أنا فعلا بحاجة إلى"زوجة " لِمَ عالم الأعمال ظالم إلى هذا الحد؟"
وبعد ساعة، شعرت جين بتحسن طفيف بعد الأيام الثلاثة المحبطة التي عاشتها على صعيد المقابلات، لكنها كانت تشعر بجوع شديد. وهذا الأمر بدا واضحا بشكل أليم عندما اقتربت بما يكفي لتشم رائحة المشاوي التي يعدّها كول اختلست نظرة ناحية الكوخ ووقفت مجفلة.
لم يكن كول وحده هناك، فروثي برفقته!. لقد وضعا طاولة عليها شرشف أحمر وأبيض وحولها ثلاثة كراسي، أحدها شاغر فأحسّت بأنها الشخص الذي حجزا له هذا الكرسي، من المؤسف أنها تشعر بالجوع وتحب المشاوي، فهي لن تفكر حتى في الانضمام إليهما.
لكن قوتها وعزمها كانا ضعيفين وحتى لو وجدت الشجاعة لترفض الانضمام إليهما فأي عذر سوف تتحجّج به؟
هزت رأسها متمتمة" روثي، عليك أن تشرحي لي أمورا كثيرة"
ماذا ستفعل الآن؟ أتكذب وتقول إن عليها إجراء مكالمة هاتفية أو تأكل المزيد من فطائر الفطور تلك وتشرب كوبا من القهوة وتسمّي ذلك عشاءً؟ أو تقصد أحد المقاهي وتأكل وحدها؟ أو في أسوأ الحالات تستسلم لحبّها للمشاوي وتنضمّ إليهما؟
انحسم القرار بسرعة عندما رأتها روثي وراحت تقفز وتلوّح لها وتنادي باسمها. لم يكن بوسع جين أن تتجاهله ولم يكن لديها أي عذر مقنع.
اجتازت البوابة بقلب مثقل وساقين متردّدتين ودخلت الحديقة.
قادتها رائحة الدجاج المشوي مباشرة إلى المائدة. ونظراً للأصناف الموضوعة عليها، لن تبق معدة جين تتعذب مدّة طويلة
ـ أخيراً!
قالت روثي هذا بضحكة عريضة ثم أضافت:" خفنا أن يكون البحر قد ابتلعك"
أجفلت جين وأملت ألاّ تكون روثي قد أخبرت كول عن هذا اليوم المريع.
نهضت المساعدة ذات الشعر المجعد ونفضت فتات الخبز عن بنطلونها.
ـ حان الوقت لأتصل برايموند.
ومدّت يدها إلى كول:"لقد أنقذتني، كول.. أقسم بأنني لو أكلت مجدّداً من الطعام الجاهز، لكنت أُصبت بانهيار عصبي"
نظرت إليها جين مجفلة وكادت تفقد صوابها:" ماذا...ماذا؟ روثي لن ترحلي الآن"
ابتسمت لها روثي بمكر:"لقد استغرقت وقتا طويلا في التنزه وأنا كنت أتضوّر جوعا، فأكلت ثم أنت تعرفين أن رايموند ينتظر اتصالي عند الساعة السابعة"
ـ أليس لديك هاتف خليوي؟
لم تأبه لكونها بدت متلهفة جدّا لكي تبقى روثي، فكول يعرف أساسا أنها لا تحب البقاء معه بمفردها، لا سيما بعد ليلة البارحة عندما قام بكل وقاحة بفكّ شعرها و... حسناً لنقل إنها لا تشعر بالراحة معه خاصة وأنّها اتبعت نصيحته على مضض في ما يخص ثيابها.
ارتدت اليوم تنوره قطنية رمادية اللون وقميصا يكشف عنقها ثم ربطت حول عنقها وأعلى صدرها منديلا زهريا أضفى على ملابسها لمسة من الألوان، وخفف قليلا من المساحة المكشوفة من جسمها كما أنها أبقت شعرها منسدلا على كتفيها.
وبعد أن انتهت من المقابلات، استعملت المنديل الزهري لتربط به شعرها إلى الخلف لئلا ينفخه الهواء في وجهها وهي تمشي على الشاطئ
كان المنديل على رأسها وليس حول عنقها !
تذكرت جين ذلك وأدركت أن ياقة قميصها منخفضة، فسارعت إلى فك المنديل ولفه حول عنقها لتغطي ما كان مكشوفا من بشرتها، آملة ألاّ يكون كول قد لاحظ ذلك، أو انتبه إلى أن تنورتها تعلو ركبتيها بعدة سنتيمترات.
على الرغم من هذه الجهود الأنثوية كان يومها عقيما, الفرق الوحيد الذي لاحظته هو أنه صعب عليها النظر طيلة الوقت في عيني المتقدمين للعمل، ذلك أنهم كانوا منشغلين باستراق النظر إلى ساقيها المشبوكتين عند ركبتيها المكشوفتين ولم تستطع أن تصدق بأن كل الرجال مثل كول عندما يتعلق الأمر بما"يريده الرجل من المرأة", إلاّ أن من رأتهم اليوم أثبتوا نظريته على ما يبدو.




na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-09, 08:43 PM   #39

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

ـ لقد تركت هاتفي في المنزل
قالت روثي هذا، معيدة جين إلى دنيا الواقع والحاضر، ثم تابعت كلامها قائلة" كما أنك لن ترغبي بسماعي أتكلم مع راي فعندما نفترق لأكثر من ليلتين، نتغزل كثيرا ببضعنا على الهاتف"
شعرت جين بخديها تشتعلان لكنها لم تستطع أن تفكر في شيء تقوله. كانت ضحكة كول مثيرة للغاية لكن جين حاولت أن تبقى نظراتها على مساعدتها.
غمزت روثي رئيستها ثم أشارت إلى المائدة الوافرة بالطعام" كان العشاء لذيذا. وقلت لكول إنه يستطيع أن يحضّر لي المشاوي متى شاء"
ثم أرسلت لمضيفها قبلة لعوب:"إلى اللقاء يا من أنقذت حياتي"
أومأ إليها بتحية دافئة وهو يضحك لها. بعد لحظة، تحوّل انتباهه إلى جين ، فأجفلت إذ جعلها ذلك تدرك أنها كانت تراقبه.
عندما نظر إليها، اختفت الابتسامة عن ثغره" تبدين… شبه امرأة اليوم"
.لم تعرف لما كانت نبضات قلبها تتسارع لا يمكن أن يكون مردّ ذلك إلى أنها تقف أمام شاب وسيم للغاية.
وأملت ألا يكون هذا هو السبب، طالما أنه ينظر إليها وكأنها"شبه امرأة". مند رحيل طوني, لم ينتبها يوماً شعور كهذا نحو أي رجل فما بالها الآن تقف أمام رجل يهينها فيستمر نبضها بالتسارع وكأنه حصان سباق؟
ـ شبه امرأة.
كررت هذه العبارة محاولة أن تبدي ردة فعل عنيفة، لكنه استرخى في كرسيه وشبك ذراعيه على صدره العاري كالعادة, أتراه لا يملك قميصاً؟
- تفضلي بالجلوس. تبدين مرهقة.
ابتلعت ريقها، متمنية لو بإمكانها أن تختفي. ولكنها تشعر بجوع شديد والطعام أمامها بدا لذيذا جدا
أحسّت بأنها خسرت المعركة معه، فغاصت في الكرسي الذي أشار إليه ثم استندت إلى الخلف لتحدّق إلى الأغصان المتدلية فوقهما
ـ حسنا. أنا مرهقة جداً لكي أجادل وجائعة جدا لكي أتحلّى بأي كبرياء
لم تعرف ما الذي حصل في الثانيتين التاليتين لأنه لم يتكلم كما لم تسمع أي حركة.
ـ لحم مشوي؟
سألها ذلك ثم سمعت صوتا مكتوما، فعرفت أنه رفع طبق الدجاج. ألقت عليه نظرة وأجابته" أي شيء"
أمسك لها الطبق لتسكب، فاختارت فخذا. وقبل أن يتمكن من إعادة الطبق إلى مكانه، أخذت فخذ دجاج آخر. ثم قدم لها الأطباق الأخرى لتختار ما يلذّ لها من دون أن يعلق بكلمة واحدة.
بدأت تأكل بينما سكب لها كأسا من العصير. مرّت دقيقة طويلة لم تستطع خلالها أن تحتمل الصمت المطبق، فحوّلت انتباهها من الطعام إليه. كان جالسا، شابكا ذراعيه ينظر إليها
ـ آه... إنه لذيذ جداً
قالت ذلك لتكسر الصمت ولكن ما قالته كان الحقيقة المجرّدة، فحتى ما يطهوه والدها لا يضاهي هذا الطعام لذة.فهو ربما متطفل ولكنه طاه ماهر كان عليها أن تعترف له بذلك
رفع ذقنه ليعبّر عن شكره لكنه لم يُجب. فشعرت بشيء من الخوف والترقب وهي تتساءل عما يفكر فيه خلال هذا الصمت كله وهو يراقبها.
ومع كل لقمة تأكلها وكل لحظة تمر، كانت جين تجد صعوبة أكبر أن تبتلع طعامها، وبدأ القلق ينتابها.
وعندما لم تعد تحتمل هذا التوتر، وضعت الشوكة من يدها وواجهته:
"لا يمكنني أن آكل وأنت تحدق بي على هذا النحو. أيّاً كان ما تفكر فيه أفصح عنه"
استمر يراقبها لبرهة وهو لا يزال يفكر ثم هز رأسه:"أنا حائر! أي وظيفة تبرر نشر إعلان في الصحيفة تطلبين فيه زوجا؟ لم عليك أن تتزوجي لتحصلي على ترقيتك؟"
هز كتفيه، فبرزت عضلات صدره وكتفيه القوية:"ألا تثقين بقدراتك الشخصية؟"
لقد شهدت يوما مرهقا جدا وكانت هذه القشة التي قسمت ظهر البعير ضربت بقبضتيها على الطاولة ونهضت بعنف، فوقع الكرسي أرضا.
ـ بالطبع أثق بقدراتي الشخصية
ثم بسطت راحتيها على الطاولة، ومالت نحوه إلى الأمام. تطاير شعرها مع الهواء فاختفى وجهها للحظة خلف ستارة الشعر البنية المتموجة. رفعت رأسها لتزيح شعرها وتراه بشكل أفضل.
ـ مشكلتي ليست قدراتي ومؤهلاتي. لكنني أعمل لحساب شركة متحفظة ورب عمل متزمت. وهو السبب في هذا كله فلكي أحصل على الترقية عليّ أن أرضيه!
نظر كول إليها والشك في عينيه" فهمت ولكن ما دخل الزواج في هذا الموضوع؟"
ـ إنه الموضوع بحد ذاته!
قالت ذلك بحرقة. لقد كبتت مشاعرها الحقيقية الدفينة لمدة طويلة وها هي مرارتها تتدفق انتقاما، ما أشعرها بالارتياح نوعا ما.
ـ رب عملي وغد قديم الطراز من العصور القديمة، لا يرقّي أشخاصا عاز بين لمنصب الرئاسة
ـ الرئاسة؟
رفع حاجبيه فأغاظها تفاجئه وعدم تصديقه
ـ نعم، الرئاسة لِمَ تبدو مصدوما؟ قد أكون امرأة، وامرأة شابة نسبيا لكنني بارعة في عملي وأستحق منصب الرئاسة.
نظرت إليه من دون أن تطرف عيناها وقد أحست بهدوء مميت:" عندما أضع هدفا نصب عيني، لا أتراجع عنه ولا أنظر إلى الخلف. صحيح أن ما أفعله مخاطرة، ولكن كل شيء في الحياة هكذا"
قالت هذا واستقامت في وقفتها، شاعرة بأنها أفضل حالا مما كانت عليه منذ أيام.
ـ لقد نعتّني بالغبية بأكثر من طريقة وأكثر من مرة. ولكن أحد الفلاسفة الحكماء قال مرة" إذا كنت تريد التقدم، لا تحزن إن ظنك الناس غبيا"
ثم ألقت عليه نظرة تنضح بالعزم والتصميم." لكي أحصل على ما أريد أو بالأحرى على ما أستحقه، سأفعل أي شيء"
أخفضت نظرها مستفهمة" مزيد من الأسئلة؟"
بدا متشككا ولكنها لم تأبه البتة ليفكر بأنها أكتر الناس جنونا!. إنها تعرف ما تريد ولا يهم إن كان غيرها يوافقها الرأي أو لا... لا سيّما هذا العامل الوقح!!
ـ لديّ سؤال أخير
قال هذا وهو ينحني ليضع الكرسي الذي أوقعته في مكانه
ـ هلا قلت لي اسم ذلك الوغد العديم الفهم؟
ـ آه.. إنه عجوز يدعى ج س بارينجر.
بقي كول جاثيا على ركبة واحدة أمام الكرسي وهو ينظر إليها. كانت نظراته باردة أثلجت قلبها
ولمعت عيناه بشكل أثر في أعماقها لكنها لم تستطع أن تفهم ردة فعله الغريزية.

***


na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-09, 09:01 PM   #40

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

4ـ من يحميها منه؟


انتهى كول من تسوية كرسيها، مستعملا هذا الوقت لاستيعاب ما قالته. عندما أعلنت أن الترقية هي لمنصب الرئاسة، أدرك الحقيقة وهي أن رب العمل لذي ما انفكت تشتمه منذ أيام لم يكن أحدا سوى الرجل الذي قدّم لها العشاء لتوّه: هو!
الآن عرف لماذا تذكر اسمها، فهي أحد نواب الرئيس في شركة المحاسبة الصغيرة يملكها والده.
وتذكر أن سكرتيرته قالت له إنها أرسلت كتبا للموظفين الثلاثة تعيّن لهم فيها المقابلات مع مالك الشركة في شهر حزيران وبالكاد بدأ يدرس السير الذاتية لهؤلاء قبل أن تظهر المناقصة، مما اضطره لإرجاء التفكير في رئاسة شركة دالاس للمحاسبة حتى وقت لاحق.فهي شركة صغيرة لكنها كانت مميزة بالنسبة لأبيه، واختيار الرئيس المناسب أمر يسحق اهتمامه.
نهض وأشار إلى الكرسي" اهدئي آنسة سانكروفت، وأنهي عشائك"
عاد إلى مكانه ونظر ناحيتها. كانت لا تزال واقفة ولونها أحمر.
زمّت شفتيها، محاولة على الأرجح أن تلجم انفعالها وبالحديث عن الانفعال، راحت الصور تتوالى في ذهنه وتظهر بشرتها الفاتحة وعينيها المشتعلتين وشعرها المنسدل على كتفيها وشفتيها المثيرتين.
فرك عينيه، محاولا إبعاد تلك الصور عن ذهنه واستقام في جلسته وعندما نظر إليها مجددا، كانت لا تزال واقفة مكانها" اجلسي بحق الله لقد تشنجت رقبتي"
كان قوله هذا صحيحا نوعا ما. طرفت بعينيها إزاء هذا الأمر لكنها لم تجلس على الفور، بل هزت كتفيها وأخذت نفسا عميقا ثم سوت تنورتها قبل أن تعود إلى مقعدها بهدوء.
رفع كأسه وحوّل نظره إلى عينيها الجميلتين" ما اسم الشركة؟"
ـ شركة دالاس للمحاسبة
وضع الكأس من يده وواجهها، مبقيا عينيه شاخصتين على ملامحها الرزينة.
لقد فهم الآن تقريبا سبب انزعاجها، فشركة دالاس للمحاسبة شهيرة بسمعتها الممتازة وتحفظها الشديد.
منصب الرئاسة أعطي دائما لرجال متزوجين مستقرين كان هذا صحيحا.
وعرف كول سبب غضبها وشعورها بالإهانة. حتى أنه فهم لما استنتجت أن شابة عازبة مثلها ليس لديها أي فرصة للحصول على هذا المنصب الرفيع.
ما لم تفهمه و أن ألبير بارينجر لم يكن عجوزا مغفلا. صحيح أن خياراته لمنصب الرئاسة كانت دائما حكرا على الرجال المتزوجين لكن السبب في ذلك يعود ربما إلى أن هؤلاء الأشخاص كانوا أفضل في حينها.
ـ شركة محاسبة؟
قال هذا أخيرا وقد قرر عدم تكرار اسم الشركة الرسمي
قرر أن يمنح نفسه بعض الوقت ليستوعب الوضع بأسره قبل أن يكشف لها عن هويته.
كان لا يزال مقتنعا بأنه من الخطأ أن تبحث عن عريس بالطريقة التي تتبعها وللسبب الذي قالته لكنه تمكن على الأقل من أن يفهم سبب محاولاتها الجاهدة.
أيا يكن الدافع ومهم استطاع أن يفهم يأسها، لا تزال بنظره امرأة تحاول استغلال رجل لكي تبني عشّها المهني.
فقال بجفاء" ما زلت مقتنعا بأن الزواج من أجل الترقية أمر خاطئ"
أشاحت نظرها عنه وأمسكت الشوكة وراحت تطعن بها قطع الخضار في طبق السلطة. ثم قالت بوجه شاحب وعينين يلمع الغضب فيهما" لا يمكنني التكلم معك، فأنت لن تفهم"
ـ حقا؟
استند إلى الخلف ونظر إليها بسخرية" وماذا لو قلت لك إن أمي استغلت والدي لتحقيق طموحها المهني؟"
نظرت إليه متشككة ثم وضعت الشوكة جانبا لكي تركز بكل قوتها عليه" أشك بذلك"
بقي يراقبها سامحا لعدائه أن يظهر على ملامحه:" عندما وَلدَت ابنه، قايضته بما يسمح لها التقدم في عملها .أخذني أبي ورباني وأحبني واعتنى بي، لكنه لم ينسها يوما"
رأى وميضا يشتعل في أعماق عينيها قبل أن يغشيهما الحزن كما لو أن كلامه أحيى فيها ذكرى أليمة، ابتلعت ريقها واستدارت قليلا وهي تومئ برأسها، وكأن ألما قديما عاودها:" أنا ... أنا آسفة لما حصل لأبيك"
مال كول في كرسيّه إلى الأمام وقد تملّكه نوع من القلق على جين:" ما الخطب؟"
_ لا شيء!
رفضت أن تواجهه واكتفت بهزّ رأسها أما هو فعلت التكشيرة وجهه وراح يتساءل عن ذاك التغيير الذي طرأ عليها إذ ل م تبد من قبل بمثل هذه الهشاشة، أثر فيه ذلك وخفف من حدة غضبه:" لقد رأيت أبي يتألم بصمت طيلة حياته بسبب امرأة أنانية"
قال ذلك هامسا وإذ لم يستطع أن يتحمل أكثر منظر ياقتها المنخفضة، تقدم منها وأمسك المنديل بإصبعه، مسدلا إياه على صدرها.
ـ لذا لا تقولي لي إنني لن أفهم، آنسة سانكروفت أنا أفهم جيداً.
نظرت إليه بعينين واسعتين ولم تستطع أن تعرف ما الذي سبب لها هذا الشعور بالانزعاج، أهو كلامه أو إدراكها بأن صدرها كان مكشوفا أمامه؟
أشاحت بنظرها بعيدا عنه"أنا .. آسفة بشأن أبيك، وآسفة لأن أمك كانت.."
ـ مجرمة باردة الأعصاب؟
أنهى الجملة عنها، فتجنبت عينيه وأمسكت الشوكة بيد مرتجفة. راح يراقبها وهي تأكل ثم تابع بصوت أجش:" عندما ... أو في حال تزوجت، فلن يكون ذلك إلاّ لسبب واحد وهو الحب العميق الصادق والمتبادل"
طرفت بعينيها عدة مرات وكأنها تحاول السيطرة على عواطفها
ـ أتمنى لك التوفيق
ألقت عليه نظرة سريعة قبل أن تنظر مجددا في صحنها"أنا لن أستغل أحدا دوافعي شريفة حقا"
راقبها وقد اختلطت عليه الأمور، كان منزعجا لإصرارها العنيد على الخطة التي رسمتها للإيقاع برجل يتزوجها ولكنه في الوقت ذاته، شعر برغبة في ضمها إلى صدره والتخفيف عنها بسبب تلك التعاسة التي لمعت في عينيها

***



na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.