آخر 10 مشاركات
[تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          At First Sight - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          مهلاُ يا قدر / للكاتبة أقدار ، مكتملة (الكاتـب : لامارا - )           »          وكانت زلة حياتي(111)-قلوب شرقية[حصريا]للكاتبةفاطمةالزهراء عزوز*الفصل14ج1**مميزة* (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          عروس دراكون الهاربة(157)للكاتبة:Tara Pammi(ج3من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          إِفْكُ نَبْض (2) *مميزة & مكتمله* .. سلسلة عِجَافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صدمة الحمل(32)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء الأول من سلسلة طفل دراكوس) *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          سحر الانتقام (13) للكاتبة المُبدعة: بيـــــان *كاملة & مميزة* (الكاتـب : ورد احمر - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-09, 03:27 PM   #51

سجى اليل
 
الصورة الرمزية سجى اليل

? العضوٌ??? » 6490
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 465
?  نُقآطِيْ » سجى اليل is on a distinguished road
افتراضي


يسلموووو ويعطيكي العافيه شكرا

سجى اليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-06-09, 03:33 PM   #52

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نظرت لورين وجان اليها نفس النظرة.
" ولماذا تترك المنزل؟ هل تقصد عندما أتزوج من جيمس؟".
هز رأسه موافقا فأكملت حديثها:
" لا تهتم الآن بهذا الأمر. الأمر مبكر على هذا الموضوع , حتى لورين سألتني السؤال نفسه منزعجة وهي تريد أن تعرف الموعد... حين ستغادر المنزل".
نظرت لورين نظرة تساؤل الى عيني جان ولكنها لم تجبه, قالت بريل:
" أريد رؤية والدتك من جديد , يمكننا أن نتحدث في ذكرياتنا الماضية وأريد كذلك أن أخبرها عن جيمس. هل تعتقد أنها تقبل ددعوتي؟".
سر جان لدعوتها والدته وقال:
"أسأليها وأنا واثق بأن الفكرة ستروق لها كثيرا , وهي تحب الثرثرة مع الصديقات شأن كل النساء".
" وما رأيك بالرجال؟ ألا يحبون الثرثرة أيضا؟".
" بالطبع لا, عقولهم في مستوى فكري أرفع بكثير(التفت الى لورين) لقد وعدتك سابقا بأن أسجل لك بعض الملاحظات عن نظام مؤسسة الصحافة وسأنتهي منها قريبا جدا, سأتحدث معك بشأنها قريبا وأشرح لك بعض النقاط".
" أشكرك جزيل الشكر , هذا لطف منك. وأنا واثقة أنني سأستفيد منها".
" وأنا أيضا واثق من ذلك".
ذات أمسية ذهبت لورين برفقة ماتيو للعشاء . ارتدت بدلة جديدة ذات لون فستقي محلاة بأزرار برونزية لامعة , اعتادت أن تتجمل بسخاء ربما لتخفي خيبة أملها وحزنها , وربما لترفع قليلا من معنوياتها الكئيبة ونفسيتها المحطمة.
بعد أن انتهيا من تناول العشاء وهما يشربان القهوة سألها ماتيو فجأة:
" هل هناك رجل في حياتك؟".
فوجئت بسؤاله , أختنقت وسعلت واحمرت وارتبكت , اعتذرت ورفت رموشها دون أرادتها...
" أعتقد أنني أعرف جوابك".
نظر اليها ليتأكد من قوله ولكنها طأطأت رأسها وقالت حزينة:
" آسفة يا ماتيو , أنه حب لا نهاية له, حب ميؤوس منه".
" وهل أستطيع المساعدة؟".
هزت رأسها نفيا وقالت:
" لا أحد يستطيع , نحن لا نستطيع أن نغير من طبيعة هذا الرجل , لقد قال لي بنفسه أنه يفضل تشكيلة منوعة من النساء في حياته بدلا من واحدة".
" وهل أخبرك ذلك بنفسه(هزت رأسها ايجابا) قال لك أن النساء في حياته كالورود في حديقته(ضحك وهو لا يصدق) الصحافة تساعده في تحقيق تجاربه الرابحة...".
" أننا نختلف في معتقداتنا ومبادئنا...".
" وكيف ذلك؟".
" أنني مخلصة في حبي وهو غير مخلص".
" كم أتمنى أن أعرف مراده".
" أرجوك أن لا تسأله يا ماتيو".
وفي المدرسة سألتها آن عن علاقتها بشقيقها...
" علاقة ممتازة ونحن متفاهمان".
" هل تحبينه؟".
"بالطبع لا, حبي له يختلف , أنني أرتاح لوجوده قربي , هل ترغبين في لقائه يا آن؟".
" اذا كان وسيما... وقويا... وممشوق القوام".
" تعالي في المساء , عنتد الثامنة وسأعرفك اليه".
"سأحضر , بالمناسبة , شكلك الجديد أفضل بكثير من ذي قبل , اهتمامك بمظهرك باهر ولائق ويبرز جمالك".
"شكرا يا آن, كل ذلك بفضل تشجيعك لي وحسب نصائحك الثمينة, ألم تطلبي مني أن أترك التزمت وأشتري الأثواب الجديدة على الموضة؟".
" ما رأي صديقك اياه؟".
احمرت لورين خجلا وفهمت على الفور قصدها, لن تخبر آن بما حصل معها ليلة الحفلة الراقصة, ولن تخبر أحدا, ذكرياتها الجميلة ستبقيها لنفسها ولن تفرط بها لكائن من كان.
" لا شيء جديد... لو كان هناك ما يقال لأخبرتك قبل أي شخص آخر يا آن , فأنت صديقتي المفضلة, على كل حال أنتظرك هذا المساء كما وعدت".
أخبرت لورين ماتيو بزيارة آن المرتقبة في المساء, أنتظرا قدومها في قاعة الجلوس, وحين حضرت رحبا بها ترحيبا صادقا , كانت آن ترتدي معطفا جديدا وفستانا أحمر يليق بها.
قالت آن:
" أنظري يا لورين الى فستاني الجديد, أنه جميل أليس كذلك؟ ولونه أحمر دافىء فأنا أحتاج الدفء في هذا الطقس البارد".
صافحت آن ماتيو وقالت:
" يدك دافئة ... هل أنت كذلك؟".
" أنت على حق ( ضحك وهو يغمز بعينيه) هل تريدين أن أبرهن لك؟".
ظهر جان ورفعت آن يدها تحييه قائلة:
" تسرني رؤيتك يا جان من جديد.... لماذا طردتني من حياتك؟".
" عزيزتي آن , لن أقبل أن يقول أحدهم أنني أعاملك كما أعامل بقية فتياتي , فأنت تختلفين عنهن كثيرا".
" أليس هذا ما تقوله لكل واحدة منهن؟".
هز جان رأسه ساخرا:
"أنها سيرتي المميزة يا آن, والنساء يغَرنهن الثناء (التفت الى ماتيو) هل أنتم في اجتماع خاص؟".
ابتسم له ماتيو وقال:
" أنه يدعو نفسه للسهرة... هل لديكما مانع في أن ينضم الينا؟".
قال جان على الفور:
" كنت سأقترح أن نصعد الى غرفتي لنشرب شيئا هناك ونسمع الموسيقى...".
قال ماتيو:
" لا مانع لدي".
نظر الى لورين وآن يستطلعهما الرأي.
قالت آن:
" حسنا".
وقالت لورين ممتعضة:
" من الواضح أن الجميع موافقون...".
قال جان:
"هيا بنا , ولكن أعذروني على الفوضى في الغرفة...".
توقف قليلا وأكمل:
" الأوراق في كل مكان قرب الآلة الكاتبة , كما أنني أكدس الجرائد قرب الشباك وعلى الأرض وفوق السرير...".
قال ماتيو:
" تريد أن تبرهن لنا أنك تعمل بجد واجتهاد".
ضحك جان وقال:
" صدق أو لا تصدق, أنني أعمل بجد وتعب مع أنني صحافي ( نظر الى لورين ساخرا) وأتسلى بالعمل بين فتاة وأخرى".
قالت آن:
" لا أفهم لماذا تريد أن تبدو ماجنا وأنت لست كذلك".
" صحيح ؟ يمكنك سؤال زملائي".
قالت لورين في نفسها وهي حزينة: لا لزوم لذلك , فلقد سمعت رأيهمفيك سابقا.
وأكمل جان قوله:
" أذا كنت ماجنا أو خلاف ذلك فهذا ليس مهما , الصفات التي تلازم شخصيتي هي المهمة , أليس كذلك؟".
قالت لورين:
" نعم , كذلك الصفات التي تلازم شخصيتي, فأنا مملة ومحترمة...".
ضحكت آن مقهقهة وقالت:
" انتبهي يا لورين , لقد صمم ماتيو على أنتزاع صفة الأحترام عنك".
كان ماتيو يحاول التقرب منها بشكل واضح.
قال جان:
"ماذا تشرب يا ماتيو؟".
"شراب الكرز ولا أريده حلوا".
" وأنت يا لورين؟ هل تشربين شراب الكرز حلوا؟".
قال ماتيو:
" نعم هي تشربه محلى, لقد أصبحت أعرف ذوق لورين في الشراب لكثرة ما خرجت برفقتها".
قالت آن:
" ولكن جان لا يخرج مع فتاة واحدة كافية ليتعرف الى ذوقها...".
" لنغير الموضوع , موضوع النساء يضجرني".
" نتكلم في موضوع الرجال. لقد لاحظت يا لورين أن هوغ بدأ يهتم بك مؤخرا , أنه يبدي الأهتمام الأكيد بك أمام الجميع".
قالت لورين:
" أنت على حق , لقد سألني أن أخرج معه للسهرة منذ أيام ولكنني أعتذرت منه ".
" ربما هيامه بمارغو قد أنتهى, أو ربما تكون هي التي قاطعته ورفضت حبه, على كل( نظرت الى جان) بات الطريق أمامك خاليا يا جان".
قال جان:
"تصرفات مارغو العابثة مع بقية الرجال لا تثيرني أو تقلقني , دائما تعود الى حظيرتها بأمان".
قالت لورين بهدوء:
" أنت تقول أنها مخلصة في حبها, بالرغم من المظاهر الكاذبة؟ هي من النوع الذي يبقى مخلصا الى الأبد".
قال جان بحدة:
" نعم, هي مخلصة مثلك...".
وجدت نفسها في متاهات أقاويل مزعجة وقد توتر الجو , آن وماتيو يراقبانهما دون أن يعرفا طبيعة النقاش أو مراميه, صمتت لورين رغما عنها .
نهضت آن وأخرجت أسطوانة وهي تحاول أن تهدىء من توتر الجو وقالت:
" نحتاج للموسيقى الهادئة يا جان, هل نستطيع أن نستمع الى هذه الأسطوانة؟".
قال جان مرحا:
" طبعا".
أخرج أسطوانة أخرى من بين الأسطوانات وأدارها على الفور.
عرفت لورين الأسطوانة التي وضعها جان مسبقا حتى قبل أن تسمعها.
كانت الأسطوانة التي استمعت اليها معه من قبل, انسابت الموسيقى ومعها الكلمات الجميلة للأغنية التي تقول:
" سأحبك , سأحبك حتى تجف مياه البحار...".
أغمضت لورين عينيها حتى تتفادى نظرات جان المعبرة , تذكرت حين سمعتها لأول مرة وهي في غرفته... فتحت عينيها بعد أن أنتهت الأسطوانة ونظرت الى جان.
كان يحدق بها ساخرا ويرميها بنظراته الحادة المحرقة.
غير جان الأسطوانة ووضع غيرها.
قال ماتيو:
" هل أعجبتك الأغنية يا لورين؟".
هزت لورين رأسها موافقة , ضمها ماتيو اليه بحنان , كانت أفكارها تدور بسرعة وكانت تتساءا : لماذا وضع جان هذه الأسطوانة الآن؟ لماذا؟ لماذا...؟
تمتم ماتيو في أذنها:
" ربما هي رسالة مني اليك".
ابتعدت عنه فزعة , أنها ترفض هذا الرأي تماما , كانت الأسطوانة التالية خفيفة وحالمة, صمت الجميع وهم يستمعون اليها.
أخرج جان علبة الشوكولا وقدم السكائر لماتيو ولكنه رفض شاكرا, أخذ هو سيكارة وأشعلها بنزق ظاهر وسحي نفسا عميقا منها.
دار الحديث بعد ذلك في أمور عادية , نزلت لورين برفقة آن لصنع القهوة وبعض السندويشات والبسكويت والكعك الصغير, وحين عادتا بالطعام والقهوة شكرهما جان وقام الى درج صغير قرب سريره و أخرج أربع تذاكر وقال:
" لدي أربع تذاكر لحفلة موسيقية في البلد, دعوة للصحافة, هل تذهبون؟".
سأل ماتيو:
"ما هو برنامج الحفلة؟".
" لا أذكر البرنامج بكامله ولكنهم سيعزفون سيمفونية (العالم الجديد) ".
ناول ماتيو أثنين وقال:
"هل تأخذهما؟".
" بالطبع. ومع الشكر(نظر الى لورين) لدينا موعد لنسمع الموسيقى".
هزت لورين رأسها موافقة وقالت:
" وأنا أحب الأستماع الى سيمفونية( العالم الجديد) ".
قال جان لآن:
" هل أبقي لنا تذكرتين؟".
قالت آن مبتسمة:
" وأنا أحب أن أرافقك بكل سرور, ولكن أليس من الأفضل أن تدعو مارغو عوضا عني؟".
(ثم سألت)
" الأماكل الأربعة متجاورة؟".
" نعم".
" كيف سنذهب؟ ربما يكون مزعجا أن تمر لتأخذني مع أنك تعيش مع لورين في منزل واحد...".
قال جان مازحا:
" سأمر عليك يا آن في الوقت المحدد".
قال ماتيو:
" وأنا سأمر على فتاتي الجميلة أيضا لأصحبها".
قالت آن:
" أتفقنا أذن , شكرا يا جان على الدعوة".
هز جان كتفيه دون أكتراث وسحب نفسا عميقا من سيكارته, فتحت آن مفكرتها وقالت:
" أقترب عيد الميلاد( نظرت الى لورين) هل أشتريت جميع الهدايا؟".
" ليس بعد (نظرت الى ماتيو) علي أن أزيد في لائحة الأهل لهذه السنة, لدي عمي , زوج أمي , وكذلك شقيقي...".
أمسك ماتيو لورين بشعرها قائلا:
" اذا تفوهت مرة ثانية بكلمة(شقيقي) سأضربك يا آنستي , أنا صديقك ولست شقيقك".
وترك شعرها ينسدل مرة أخرى.
بدأت لورين تفرك فروة رأسها من الألم الذي سببه لها ماتيو , قالت:
" حسنا يا صديقي... ولكنني لا أعرف ذوقك وما تحب أن أشتري لك من هدية...".
" وأنا أيضا لا أعرف ذوقك ومع ذلك سأشتري لك شيئا ... أخبريني , هل يعجبك خاتم ماسي في أطار من البلاتين؟".
دار رأس لورين, صعقت ولم تدر ما تقول.
أكمل ماتيو قوله:
" أهدئي , من يسمعني يعتقد أنني أتقدم لخطبتك ... وهل يعقل أن أفعل مثل هذا أمام الجميع؟".
نظرت آن اليه مبتسمة بينما بقي جان صامتا جامدا وأشعل سيكارته الثالثة وسحب منها نفسا عميقا.
تنهدت آن وقالت مازحة:
" أين أجد صديقا يقدم الماس مع البلاتين؟".
ضحكوا جميعا , نظرت آن الى ساعتها تستطلع الوقت وقالت:
" آسفة جدا ولكن وقت عودتي قد حان".
شكرت جان على السهرة اللطيفة في غرفته, وعرض عليها ماتيو أن يوصلها بسيارته فشكرته ممتنة.
نزلت لورين لوداعهما ثم عادت الى غرفة جان لتساعده في التنظيف , ساعدها جان في جمع الصحون والكؤوس ووضعها في الصينية المخصصة لها وقال لها:
" سأساعدك في غسلها".
" لا , شكرا , لا يضايقني تنظيفها وحدي".
" كما تريدين".
وتلامست ؟أيديهما عفوا وهما يتناولان بعض الكؤوس , التهبت يدها من حرارة يده, نظرت اليه ونظر اليها , وتشابكت النظرات. كانت تعابير عينيه تخيفها وتثير أشجانها وعواطفها الكامنة, شعرت بانجذابها اليه رغما عنها.
رفع حاجبيه متسائلا:
" ماذا حصل؟".
احمرت وجنتاها وحملت الصينية وركضت خارجة من الغرفة وهي واثقة من أنه يقف مبتسما ابتسامة النصر.
7- وحيدة , ولكن...
اشترت لورين ثوبا جديدا لحضور الحفلة الموسيقية, انتقته من اللون الأسود , مفتوح الصدر يظهر جمال جيدها بشكل مغر , قالت بريل عندما ألقت عليها نظرة:
"الفستان أنيق يبرز جمال عنقك يا صغيرتي ويزيد من بياض بشرتك ".
مشت لورين الى والدتها بغنج ودلال وقبلتها شاكرة.
" هنيئا لي فأنني أحظى بكل مديحك يا أماه , رشي لي بعض الملح خوفا من أن أصاب بالعين الحاسدة , مديحك يرفع من معنوياتي ويطيب لي سماعه في كل وقت".
" ولكنني أقول الحقيقة , لقد تغيرت كثيرا وأصبحت شابة فاتنة بعدما خرجت من قوقعتك".
" لا زالت القوقعة قريبة مني وسأدخلها متى أحتجت الى الأنزواء , لا أحد يعرف مكان وجودها أو يراها سواي".
" صحيح(. ضحكت بريل ) اليك عقدي الؤلؤ , ألبسيه في جيدك فأنه يضغي على الثوب جمالا ويزيدك فتنة, هل ستذهبين برفقة جان الى الحفلة الموسيقية؟".
" لا , سيمر علي ماتيو لأن جان سيذهب برفقة آن".
" ولكن هذا التدبير سخيف... أنت وجان تعيشان في منزل واحد".
" ومع ذلك يريد الذهاب برفقة آن".
حضر ماتيو بعد قليل , وعانق بريل ولورين مرحبا. ألقى نظرة الى ثوب لورين الجديد وصفر اعجابا بعد أن أطرى جمالها.
كان جان وآن ينتظرانهما في مدخل قاعة الحفلة الموسيقية, دخلت لورين برفقة ماتيو وتنفست الرائحة العطرية التي كانت تعبق في مدخل القاعة من وجود مزهريات كبيرة مليئة بالزهور في المدخل, كأن الربيع قد أقبل برياحينه العطرة, أرض المدخل مفروشة بالسجاد الطري مما زاد في راحة الحاضرين, أحست لورين ببهجة لم تعرف أسبابها , وفي محاولة لتبرير شعورها المرح قالت في نفسها: سأمضي ساعتين ساحرتين برفقة جان, وسنشارك في سماع الموسيقى التي نحب....
بدأت حشود الوافدين تتدافع للدخول الى القاعة , كان جان يرفع يده محييا معارفه وأصدقاءه وهو في طريقه الى القاعة مما يدل على كثرة أصدقائه وعلاقاته الأجتماعية الطيبة في محيط عمله, أكثر أصدقائه من رجال الصحافة أو العاملين فيها , كان بعض أصحابه يقف ليعرفه على فتاته وهو بالتالي يعرفهم الى ضيوفه, كان يقف في بعض الأحيان يتكلم معهم في شؤون العمل ولو لدقائق قليلة....
وأخيرا وصلوا الى المقاعد المخصصة لهم , دخلت لورين وتبعها ماتيو ثم جلست آن وأخيرا دخل جان ليجلس قربها , مقعدها بعيد كثيرا عن مقعده... ربما تعمد ذلك ليبتعد قدر الأمكان عن الأرتباط بها , وللحال تعكر مزاجها وبانت خيبة أملها في عينيها.
نظرت من مكانها تراقبه, كان يقترب برأسه من رأس آن وهما يقرآن معا برنامج الحفلة المقرر, شعرت لورين بالغيرة تملأ كيانها ولكنها ضبطت أعصابها على الفور اذ ليس من المعقول أن تغار من أقرب صديقة لها, غيرتها الآن لا مبرر لها , ولكنها حسدتها لقربها منه ولمشاركتها اياه في قراءة البرنامج بشكل ودي.
سحب ماتيو يدها واحتواها بين يديه وقال متوددا:
"ما بالك يا حبيبتي سارحة في بحر أحلام اليقظة ... تعابير وجهك تنم عن بعض الأنزعاج وقد غابت الفرحة التي كانت تطل من عينيك منذ فترة قصيرة, ما الأمر؟".
تمتمت معتذرة:
" آسفة يا ماتيو".
دخل أفراد الأوركسترا وجلس كل في مكانه , ناولها ماتيو برنامج الحفلة

وقرأه معها ورأساهما متقاربان بود ظاهر, قبلها ماتيو قبلة أخوية على خدها وتمنت لو شاهد جان ذلك.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-09, 04:50 PM   #53

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت آن تخاطب جان: " أنظر الى عصفوري الغرام هذين".
ضحك ماتيو من قولها وأعاد الكرة.
الفصل الأول من الحفلة الموسيقية ضم موسيقى لبيتهوفن , وموسيقى لمؤلفين معاصرين , صفق الحاضرون تصفيقا حادا بعد انتهاء القسم الأول وخرج قسم منهم في فترة الأستراحة في طلب الشراب والتدخين.
قالت آن تخاطب ماتيو ولورين:
" جان يريد بعض الشراب , ما رأيكما؟".
هزت لورين رأسها موافقة وخرجوا جميعهم ببطء وتكاسل, ذهب جان وماتيو وعادا بالشراب المطلوب, سلم جان وهو في طريقه اليهم على المزيد من الأصدقاء والصديقات, ثم أنتحى جانبا يتكلم مع فتاتين جميلتين.
قالت لورين في نفسها: لا بد وأنهما ينتظران دورهما للدخول الى حديقته...
كان جان يتكلم مع كل فتاة منهما باسهاب.
قالت آن تعلق:
" ما هذا يا جان".
ضحك جان بانزعاج واضح بينما علق ماتيو قائلا:
" لا تسألي أسئلة محرجة حتى لا تتلقي أجوبة محرجة...".
قال جان:
" أنهما صديقتان قديمتان".
ولم يرد أن يزيد في الكلام.
قالت لورين بخبث:
" هل هما وردتان قطفتهما من حديقتك؟".
استغربت آن جرأة لورين على غير انتظار , بينما ضحك ماتيو كأنه يسمع نكتة فاضحة وبدا على جان أن لديه رغبة أكيدة في خنق لورين بيديه...
قرع جرس ايذانا ببدء الفصل الثاني من الحفلة الموسيقية, دخلوا من جديد ألى أماكنهم المخصصة , ذهبت لورين برفقة آن الى غرفة السيدات ولكن آن تركتها وعادت الى القاعة ولم تنتظرها , وحين عادت لورين وجدت أن آن قد تعمدت استبدال مكانها معها, دخلت آن وجلست في بداية الصف بالقرب من ماتيو وتركت لورين تجلس بين ماتيو وجان.
حين جلست لورين في المكان الذي ترك لها شعرت أن جان قد تضايق من الترتيب الجديد , نظر اليها في الضوء الخافت نظرة مقرفة كأنها قازورات تركت على عتبة بيته.
قالت لورين ببراءة:
" هذه الفكرة ليست من تدبيري".
قال جان:
" أنها ليست أيضا من تدبيري".
ورمى بالبرنامج في حضنها.
أدركت من تصرفاته أنه لن يتقاسم واياها البرنامج كما فعل مع آن , لن يلمس رأسها برأسه أو يده بيدها... دمعت عيناها دون أرادتها .
أخذت البرنامج ورمته في حضنه من جديد , تناوله كارها ولم ينبس ببنت شفة , أما ماتيو وآن فكانا يتحادثان حديثا طبيعيا كأن شيئا لم يحدث...
بدأت الموسيقى الساحرة تنساب , تشنجت لورين بعصبية من وجود جان قربها , اختل توازنها واهتاجت عواطفها ولم تدر كيف تهدىء من روعها , تفكيرها تركز في كونه قريبا منها , بدأت تتململ في مقعدها وتعبث بأصابعها في حقيبة يدها, خلعت قفازاتها , طوت رجليها ثم فردتهما وغيرت جلستها.
تنهد جان في أذنها وفهمت أنه انزعج من تحركها الدائم , حاولت أن تخفف من حركته ولكن يدها عادت تعبث في حقيبة يدها بحركة عصبية.
قال يخاطبها بلهجة آمرة:
" أجلسي هادئة يا أمرأة, هيا أعطيني يدك".
أطبق بأصابعه فوق يدها وتمتم:
" بحق السماء اهدئي ودعيني أستمع الى الموسيقى , وأن لم تهدئي سأمسك بيدك الأخرى أيضا".
ارتبكت لورين من تصرفاته ونظرت حولها تستطلع , هل شاهد ماتيو ما حصل بينهما؟ ولكنه كان يجلس مأخوذا بسحر الموسيقى التي كانت تملأ القاعة بأنغامها الخلابة.
حاولت لورين أن تتملص من قبضته , ولكنه كان قد صمم على أن يبقي يدها بالقوة بين يديه, وببطء زال توترها تدريجيا واسترخت أعصابها وشعرت أن تشنجها قد هدأ , استراحت وتركت للموسيقى أن تملأ كيانها.
الموسيقى أعذب وأعمق تأثيرا وهو قربها , شعرت بلمسته ترق وتزداد ودا وحنانا , كان بأمكانها أن تسحب يدها من بين يديه الآن, ولكنها فضلت أن تتركها ترتاح معه , استرقت النظر الى عينيه وكذلك نظر هو اليها نظرة حانية , تبادلا الأبتسام تلقائيا, تفاهما على الفور , وللحظات غمرها سلام وسكينة ... واعتقدت أن ذلك تم بفعل الموسيقى الساحرة التي غمرتها ليس الا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-09, 06:37 PM   #54

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

مع أنتهاء الحفلة خرجوا مسحورين مع بقية الحاضرين الى خارج القاعة... الهواء البارد استقبلهم على مدخل القاعة , وارتجفت لورين من شدة البرد.
نظرت آن الى ماتيو وقالت تخاطب لورين:
" أليس من السخافة أن يوصلني جان الى بيتي بينما أنتما تعيشان في منزل واحد؟".
قال ماتيو:
" هذا صحيح , سأوصل آن في طريقي وأنتما اذهبا معا, مساء الخير وشكرا على الأمسية الحالمة, تعالي يا آن لنخرج بسرعة الى السيارة".
أصبحا في الخارج قبل أن تتمكن لورين من فتح فمها في محاولة للأعتراض.
قال جان مخاطبا لورين:
" الظاهر أننا علقنا سوية من جديد, من المؤسف أن ذلك يزعجك".
وضع يده على ذراعها وسار بها الى سيارته.
" كفى تصرفات طفولية , أنها ليست غلطتي اذا كان صديقك يفضل فتاة أخرى عليك".
دهشت لورين من تفسيره لما حدث, ووجدت نفسها تمشي بصحبته مطيعة صامتة , لم يتكلما في السيارة , وحين وصلا فتحت لورين الباب الخارجي بمفتاحها بينما أدخل جان سيارته الى المرآب, كان المنزل فارغا لأن بريل تمضي سهرتها في الخارج مع جيمس , دخلت لورين الى المطبخ لتصنع شوكولا ساخنة , ووقف جان في الباب ينظر اليها .
سألته:
" سأصنع بعض الشوكولا , هل ترغب في ذلك؟".
كان صوتها باردا كالطقس في الخارج.
" أحتاج لشيء يدفئني( رفع ياقة الجاكيت) توجد رطوبة في هذا الجو .
بقي صامتا بينما انتهت من صنع الشوكولا , ساعدها بحمل الصينية الى غرفة الجلوس ومشت هي باألأبريق , كانا لا يزالان يسمعان صدى الموسيقى الساحرة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-09, 08:33 PM   #55

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت لورين في نفسها:
" أنه الرجل الهادىء ... الرجل الذي أحاول جاهدة أن أصل اليه دون جدوى, أريد الرجل الذي في داخله, والذي يختبىء داخل غلاف سميك من السخرية والخبث.
قال جان ببرودة:
" هل أعجبتك الحفلة؟ هل تمتعت بوقتك؟".
" شكرا, نعم".
نظر الى ساعته ثم وقف وقال :
" حان وقت النوم ( نظر اليها نظرة خبيثة وارتجفت بانتظار ما يمكن أن يحصل) ألن تشكريني؟".
" من أجل التذاكر؟".
" ومن أجل توصيلك الى البيت".
" شكرا للتذاكر ولأنك أوصلتني الى البيت".
هز رأسه غير موافق:
" ليس كما يجب! أريد شكرا يوازي ثمن ما تكبدت من مصاريف ( استغربت وبدأت تشك) ألا تعرفين ما أقصد؟ وماذا ينتظر الشاب عادة من الفتاة التي يعود بها لبيتها؟".
" لا تكن غبيا, الأمر معنا مختلف".
" لماذا ؟ أنا لا أوافقك الرأي".
حاولت أن تتكلم في أي شيء اتبعد أفكاره عنها:
" لقد سررت بالحفلة ".
" لقد قلت ذلك من قبل".
أقترب منها ببطء.
" الأوركسترا عزفت... بمها...رة".
" أجل".
اقترب منها أكثر.
خافت من النظرة التي ارتسمت على وجهه وبدأ قلبها يسرع في ضرباته, ابتعدت الى الوراء ولكنه تبعها ببطء وتصميم حتى وصلت الى النافذة , أمسك بها , حبست أنفاسها , ليس هناك مهرب , ولم يعد بمقدورها المقاومة أو الأبتعاد , نظر الى وجهها وهو يبتسم وقال:
" هيا أنني أنتظر أن تشكريني".
لم تستطع أن تفعل , ارتبكت.
" أغلقي عينيك وتخيلي أنني دواء مر عليك شربه والأنتهاء منه".
ضحكت بعصبية وترددت , لم تستطع.
" ربما من الأفضل أن تتصوري أنني ماتيو أمامك... ربما يساعدك ذلك...".
مال نحوها ينتظر وأدركت أن لا مفر من تلبية رغبته.
" مسكين ماتيو, هل تعاملينه هكذا؟".
أحاطها بذراعيه وقال:
" سأعانقك كما أعانق مارغو...".
حاولت الأفلات , قال :
" لا , لا تفعلي ذلك (ابتسم يستفزها ) أن مارغو لا تقاوم , هي دائما مستعدة".
مال عليها فأطبقت عينيها وغابت كليا عن الوجود ... غرقت في عواطفها وعاد وأنتشلها كما ينتشل السباح الماهر الغريق , بقيت جامدة لا تتحرك... لدقائق بقيت مصعوقة.
ابتعدت أخيرا بعد أن تركها , كانت مخدرة , جلست على كرسي قربها , وهما على هذا الحال سمعا مفتاحا يدور في قفل الباب الخارجي , دخل جيمس بصحبة بريل , التقاهما جان عند مدخل غرفة الطعام , وبصعوبة فائقة لملمت لورين توازنها ورحبت بمقدمهما .
نظرت بريل اليهما وقالت:
" هل عدتما؟ كيف كانت الحفلة الموسيقية؟ هل استمتعتما بوقتكما؟".
قال جان:
" تماما , شكرا".
سأل جيمس:
" هل ماتيو هنا؟ أعتقدت أنه سيكون هنا؟".
فقالت لورين:
" لقد أخذ آن ليوصلها الى بيتها بينما عدت بصحبة جان".
قالت بريل:
" أعتقد أن ذلك أكثر ملائمة من التدبير الأول , اجلس يا جان , الوقت مبكر جدا لتذهب للنوم".
جلس جان على ذراع كرسي لورين ونظر اليها نظرة خبيثة ساخرة وقال:
" هل تمانعين في أن أشاركك كرسيك؟".
" وهل تهتم كثيرا لرأيي؟".
كانت لهجتها مؤنبة بينما نظرتها تشع حبا.
نظر جيمس اليها وقال:
" تبدين فاتنة يا صغيرتي".
قال جان:
"هي فاتنة دائما وخصوصا عندما تغضب , وهي دائمة الغضب معي".
"هل هذا صحيح ؟ ألا تتفاهمان؟".
" نحن نتشاجر دائما , أنها تصارع بمهارة فائقة وتصارع كل شيء يقف في وجهها حتى القدر".
نظرت اليه لورين مستغربة ما يقول, ولكنه كان يضحك ضحكة خبيثة لم تفهمها , رمته بنظرة مؤنبة قاسية ولكنه لم يحفل بها بل ضحك مقهقها وقال:
" أنظر اليها , أنها تصارعني الآن بنظراتها الحادة".
قدمت بريل فنجانا ساخنا من الشوكولا الى جيمس وجلس يشربه ببطء.
قالت بريل :
" ألا تعتقد أن لورين قد خرجت من قوقعتها؟".
فقالت لورين:
" لماذا تتخيلين يا أماه أنني بزاقة أعيش في صدفة؟".
أمسك جان بوجهها وتفحصها بنظراته الخبيرة وأجاب:
" لا أعرف بالضبط , ولكنني لا زلت أعتقد أن لديها مخبأ سريا صغيرا تهرع اليه متى تريد( أضاف موضحا) لا زلت أحاول أن أغيرها ما استطعت , وأنا دائما مستعد لمساعدتها...".
وقفت لورين بنزق واضح:
" لقد تعبت...".
وقف جان أيضا:
" أفهم ما ترمين اليه ( ضحك جيمس وبريل) مساء الخير جميعا ( نظر الى لورين يستفزها من جديد) مساء الخير يا بزاقة".
رفع يديه ليحمي وجهه وهو خارج من القاعة.
اقترب عيد الميلاد واشترت لورين جميع الهدايا التي تلزمها , صنعت بريل كعكة العيد وزينتها باللوز المفروم , وقررت لورين أن تزينها بطبقة من الكريمة بينما والدتها خارج المنزل , تشنجت وهي تسمع جان ينزل السلالم باتجاهها , وقف في باب المطبخ يراقب عملها وهو يبتسم.
" أنها تسيل اللعاب, كم أتمنى أن أمضي العيد هنا لأشاركك في أكلها ".
نظرت لورين اليه نظرة باردة وسألته دون أكتراث:
"وهل يجب أن تذهب؟".
" نعم , أنها والدتي , لن أتركها تمضي العيد منفردة".
سألها:
" هل لديكم زوار في العيد؟".
هزت لورين رأسها موافقة:
" جيمس وماتيو. سيحضرون كل يوم لعندنا ( نظرت اليه حانقة) هل تريدني في أمر ما؟".
" نعم,تذكرت وعدي لك بكتابة بعض الملاحظات عن عمل الصحافة...".
" أذكر , ولكنني لم أعتقد أنك ستفي بوعدك".
قال ساخرا:
" أنا لا أفي بوعدي؟ هذه صفة من صفاتي الحميدة التي تعتقدين أنني أحملها , ومع ذلك كتبت الملاحظات وهي جاهزة , اذا كنت غير مشغولة الآن يمكننا مراجعتها سويا في غرفتي حيث أشرحها لك( كان يستنزفها من جديد) هذا أذا كنت تثقين بشخص مثلي لا أخلاق له, وقح وصحافي...
" أنا أثق بك".
" هل أنت متأكدة ؟ لو صرخت طلبا للنجدة فلا يوجد أحد في المنزل لنجدتك".
دخلت غرفته متحدية , تبعها وأغلق الباب دونهما ورفع يديه الى أعلى وقال:
" يا ألهي , الفتاة تثق بي...".
ضحكا كثيرا.
جلست على كرسي قرب الطاولة ونظرت الى الأوراق التي أمامها باهتمام وبدأت تقرأ ... توقفت ونظرت اليه مستفسرة:
" لا أفهم كيف يمكن لشاب في مثل ذكائك وعلمك أن يتواضع ويقبل أن يعمل في الصحافة...".
نظر اليها نظرة قاسية وقال:
" قبل أن نكمل عملنا يجب أن أتوقف قليلا لألقي محاضرة ضرورية عليك والا سيكون عملي كله مضيعة لوقتي ووقتك (جلس على كرسي أمامها وطوى رجليه وقال) كرهك واضح للصحافة وخاصة الصحافيين ومع ذلك هل تؤمنين أن القانون يجب أن يغلق مكاتب الصحافة بالقوة ويطرد الصحافيين من عملهم؟".
" طبعا لا!".
" أوه, ولماذا؟".
ترددت كثيرا قبل أن تجيب:
"أعتقد أن لهم دورا في ايصال الأخبار الى عامة الشعب ليعرفوا ماذا يدور حولهم في العالم من الأحداث".
" حسنا , نحن نتفق على دور الصحافي وسنبدأ في الأنطلاق من هذا المبدأ ... هناك أحداث تجري خلف الكواليس ولا يراها الناس , ولكن الصحافي يبرزها في أخباره من أجل المصلحة العامة وينشرها في جريدته. هل توافقين؟( هزت لورين رأسها موافقة) يجب عليك الآن الأعتراف بأن ربط الأحداث يتم بواسطة الصحافة اليومية , ويقوم بها المخبر الصحافي المدرب والمتخصص في كشف المعاني الخفية التي تدور خلف الأحداث".
وقف جان ينتظر جوابها. كانت لورين تفكر بما يقول ثم هزت رأسهاموافقة مرة ثانية , سره تفهمها لشرحه وعاد يكمل محاضرته:
" يستطيع المخبر أو المراسل الصحافي أن يكشف ما خفي من الأمور للناس العاديين , عمله ضرورة قصوى تعود بالمنفعة العامة على الرأي العام, الا يحق للناس معرفة ما يجري حولهم ؟".
" نعم".
" حسنا , والآن أخبريني : هل جميع الناس في مستوى علمي رفيع كمستواك؟".
" طبعا لا".
" أهم وظيفة للصحافي هي الأتصال بالرأي العام وعليه بالتالي أن يستعمل لغة سهلة ليفهم غالبية الناس ما يقول لهم في جريدته".
هزت رأسها موافقة.
وأكمل يقول:
" لا يمكن للصحافي أن يكتب بلغة أدبية رفيعة ويستعمل كلمات لا يعرفها الا المتعلمون والمتخصصون في الأدب واللغة , والا لما اشترى الجريدة من لا يفهم ما كتب فيها , الصحافي في رأيك يضر بالأدب واللغة ويقلل من شأنها لأستعماله الكلمات البسيطة والسهلة ذات الحروف القليلة والمقاطع الواحدة , لكن المراسل الصحافي يستعمل هذه الكلمات فقط ليتسنى لتسعة من عشرة فهمها".
صمتت لورين وهزت رأسها موافقة من جديد على كل ما قاله , أنه على حق, نظر اليها في صمتها يراقبها , ثم مد يده اليها قائلا:
" أتفقنا , سلام".
وضعت يدها في يده وقالت ببراءة:
" هل تقصد الصلح بيننا؟".
" بالطبع( أمسك يدها برقة ولطف) لقد تفاهمنا حقا على الخطوط العريضة.( ابتسم أبتسامة عريضة) . وكما يقول عامة الناس : سلام دائم ".
تابعا عملهما بكل تفاهم وأخيرا توقف قائلا:
" أحتاج لبعض القهوة, هل يمكنك صنعها؟".
قامت لورين مسرعة ونزلت الى المطبخ وتبعها جان ليساعدها , حمل الصينية الى غرفته بعد أن أنتهت من صنع القهوة وشرباها في الغرفة وأكملا عملهما:
قال:
"هذا أحسن".
" ماذا؟".
" أن نتفاهم معا بسلام , الحرب بين الأمم مضنية وكذلك بين الأفراد , هي أكثر ايلاما خاصة عندما يكون الخصم فتاة ذكية جذابة ومثيرة ومولعة بالقتال.( تشنجت لورين على الفور ولكنه طمئنها قائلا) أهدئي , عليك الأمان".
رن جرس الهاتف... ركضا سوية ولكن جان قال:
" أبقي مكانك واذا كنت مطلوبة على الهاتف سأناديك...".
نزل مسرعا وسمعته لورين يقول:
" مارغو؟ ماذا تريدين؟ لا أفهمك؟ ماذا؟ وصلت الآن من حفلة؟ أنا؟ أنني مشغول الآن . نعم أعمل مع الآنسة فارس , أعرف أنها معلمة (ضحك) وأعرف أنني لن أتوصل معها الى نتيجة . سأجرب دائما .( بدأت لورين تجمع أوراقها لتغادر غرفته) لا أعتقد أنك تغارين من الآنسة فارس , لا , كما تقولين هي لا تناسب ذوقي... يمكنك الحضور اذا كنت ترغبين".
وضع السماعة وقفز السلالم وأمسك بلورين وأدخلها الى غرفته من جديد.
" ألى أين تذهبين؟ لم ننه عملنا بعد!".
" أعتقد أننا أنتهينا وعلي أن أفسح المجال للزائرة الجديدة".
" بل ستمكثين".
" لا يمكنني , ( أغلق الباب بالمفتاح).
" ستبقين هنا , لدي أسبابي...".
أجلسها عنوة على كرسي وقال:
" والآن أين وصلنا في بحثنا؟".
" أرجوك, أريد أن أخرج".
" لا, حتى لو تهجمت علي كما فعلت من قبل..".
رن جرس الباب الخارجي, تبعته لورين تريد الخروج في أثره , دفعها الى الداخل وتركها داخل الغرفة , وجدت لورين أن عليها أن تقبل بالأمر الواقع وتهييء نفسها لمقابلة مارغو ... منافستها تحتاج لتوازنها وتفكيرها السليم.
ابتسم جان بخبث وهو يواجههما ببعض , استدارت مارغو معترضة بوقاحة:
" يا عزيزي , أعتقدت أنك وحدك في الغرفة".
ابتسم ابتسامته الخبيثة وقال:
" لا أستطيع أن أخرج أمرأة من حياتي لو رغبت هي التشبث بي... أليس كذلك؟".
ابتلعت لورين غضبها وشحب وجهها , اقترب جان منها وجذبها لتبقى في جلستها , حاولت التملص ولكن أظافره اشتبكت في ذراعها بقوة وخشونة.
قالت مارغو:
" ماذا تنوي يا عزيزي؟ هل تريد أن نتنافس من أجلك؟".
" ربما أجعلكما تغاران".
" لن أغار لأنني واثقة من أنك لي وحدي".
جذبته ليجلس على كرسي قربها ثم وضعت ذراعيها حوله.
" لماذا لا تغازلني؟".
سايرها جان حسب رغبتها ثم أبعدها عنه بقسوة.
قال:
" أنت تحلمين... عليك أن تستفيقي يا صغيرتي".
هزت مارغو رأسها ببطء وقالت:
" ولكنني أفضل أن أبقى هكذا حتى أتصرف بحرية أكثر وأنسى خجلي".
ضحك جان ساخرا وقال:
"أنت تخجلين؟( التفت الى لورين وخاطبها) هل لديك مزيد من القهوة الساخنة؟".
قالت لورين:
" أما سمعت الآنسة فرنش؟أنها تفضل أن تبقى على حالها...".
خرجت لورين من الغرفة وتبعها جان قائلا:
" لا تكوني لئيمة...".
التفتت لورين اليه بنزق وقالت:
" وماذا تنتظر مني؟ أنت تريدني أن أبقى في الغرفة لتجعل فتاتك تغار... ولتعرض علي تفوقك مع الجنس الآخر, ثم تنتظر مني أن أساعدك".
أفلتت زمام الأمور من يدها ولم تعد حذرة في كلامها أو تصرفاتها , ارتفع صوتها غاضبا وهي تحاول أن تمسح دموعها المتساقطة , التفتت اليه قائلة:
" لماذا لا تعود الى فتاتك وتعطيها ما تطلب منك بحرية؟ أم أنك لا تستطيع أرضاءها... من الواضح أنها سترضخ ****ة , أنها صيد سهل وأنا لست كذلك, عليك أن تبذل جهدا أكبر في أصطيادي , أليس كذلك؟ لا تهتم بأمري أرجوك".
انسابت دموعها سريعة على خديها وسمعته يقول:
"سأعمل بنصيحتك يا عزيزتي".
دخل غرفته وأغلق الباب.
ذهبت لورين الى غرفتها حيث جلست على سريرها وغطت وجهها بيديها وبكت بحرقة, كانت تبكي وحدتها , الآن كما في السابق هي فتاة وحيدة وستبقى وحيدة. ليس بمقدورها أن تجذب رجلا ولن تستطيع أن تنافس أية أمرأة , وخاصة اذا كانت المرأة مثل منافستها , مارغو...
خرجت مارغو بعد قليل من غرفة جان وغادرت المنزل, كانت لورين لا تزال تنتحب في غرفتها , قامت من جلستها تريد أن تحضر نفسها للنوم الباكر, لبست روب البيت وخرجت قاصدة الحمام.
فتح جان باب غرفته يريد دخول الحمام أيضا, بدت ربطة عنقه محلولة وقميصه مفتوح الصدر الى الخصر ... نظرت اليه لورين نظرة قاسية, جمد في مكانه بعد أن شاهد احمرار عينيها وتورمهما من كثرة البكاء, أراد أن يقترب منها يلطف من حالها ولكنه أمسك نفسه وعاد الى غرفته وأغلق بابه ينتظر أن تنتهي...
في المساء التالي حمل جان صحونه الوسخة من غرفته ليضعها في المطبخ, ناولها الى بريل التي كانت تقف على المغسلة تغسل الصحون , كانت لورين قد حضرت نفسها للخروج بصحبة ماتيو.
تجاهلها جان وتكلم مع بريل , استدارت لورين وقالت له بطريقة تبدو عفوية:
"نسيت أن أشكرك لمساعدتك لي البارحة , أنني ممتنة من ملاحظاتك القيمة ونصائحك المفيدة".
هز جان رأسه ولم يتكلم.
أكملت لورين قائلة:
" سأجرب ملاحظاتك مع تلميذاتي في المدرسة".
هز جان رأسه أيضا ولكنه لم يتكلم ظل وجهه قاسيا باردا خاليا من التعبير, رن جرس الباب وركضت لورين تفتح , حضر ماتيو وفتح ذراعيه ليحتويها, هرعت لورين اليه ****ة وللحال عاد جان الى غرفته صامتا.
ذهب ماتيو برفقة لورين لمشاهدة مسرحية يقوم فريق من الهواة بتمثيلها من تأليف الكاتب الساخر برنارد شو. قام الممثلون بأدوارهم خير قيام مما أدهش المشاهدين , واستقبلوهم بالتصفيق الحاد والحماس...
وبعد المسرحية تناولا طعام العشاء في مطعم قريب من المسرح سألها ماتيو دون مقدمات:
" هل لا زالت عواطفك متعلقة بجان؟".
هزت لورين رأسها موافقة وقالت:
"" أنا آسفة يا ماتيو...".
ضحك ماتيو بخبث وقال:
" أعتقدت ذلك لأنك لا تشعين سعادة الا في وجوده".
قالت بانزعاج:
" هل حبي له بهذا الوضوح؟".
" أنا خبير في هذه الأمور ... ومع ذلك فلن أفقد الأمل".
أوصلها الى البيت وعانقها مودعا, نزلت لورين من السيارة ورفعت يدها تودعه بينما أكمل ماتيو طريقه وأختفى في الظلام.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-09, 10:35 PM   #56

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

8- وأنت بعيد
آخر يوم من الفصل الدراسي والجميع تعبون مرهقون ينتظرون العطلة بفارغ الصبر, لقد انتهت أمتحانات الفصل, والتلميذات ينتظرن موسم الأعياد والميلاد لينلن بعض الراحة من هموم الدراسة , أرادت لورين أن تطرح موضوع الصحافة عليهن للمحادثة وفي اعتقادها أنه سيطرد الملل من رتابة الدراسة , ويجلب بعض البهجة والمرح لنفوسهن , دخلت الصف وقد ملأت حقيبتها بالجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية.
من الصف الأول التكميلي اللا صف المتخرجات , تجاوبت التلميذات معها بحماس ورغبة , فرشن الجرائد على الأرض ودرسن أسلوبها وتبويبها وحاولن تصنيفها وتحديد أهدافها ونوع قرائها.
لاحظن كيف تكتب القصة الواحدة بطرق مختلفة بين جريدة وأخرى , قانَ أسلوب السرد وتراكيب الجمل وقصرها , وعدَدن مقاطع الكلمات وحروفها بين المجلات الأسبوعية والجرائد اليومية.
قصصن تقارير الحوادث التي مرت بهن ووضعنها على ورق مقوَى وعلقنها على خشبة الأعلانات في الصف, استطاعت لورين أن تقودهن في آداء هذه التمارين باتباع الملاحظات التي قدمها جان , وكذلك ناقشت واياهن بعض الآراء , مثلا: كيف تساعد الجرائد اليومية في تكوين الرأي العام؟ كيف يمكن لبعض الجرائد المأجورة أن تدس معلومات مغرضة على أنها حقائق مسلم بها؟
" في الفصل المقبل سيكون عليكن تقديم تقرير عن صناعة الصحافة ( ثم أقترحت) في الوقت الحاضر عليكن دراسة ما أمكن من الجرائد اليومية ومطالعتها بما تسمح به ميزانية كل تلميذة لشراء الجرائد".
في فرصة الساعة العاشرة أخبرت لورين صديقتها آن عن تجربتها المثيرة , تجمع حولهما بعض المعلمين والمعلمات ينظرون اليها باشمئزاز وعدم رضى, فهمت لورين أن الموضوع لا يروق لهم.
قالت أحداهن:
" لا أحد يجرؤ على تقديم ما قدمت في صفوفها".
أيقنت الآنسة فارس أن القصة ستصل الى مسامع المديرة قبل المساء, لأن أحدى المعلمات سألتها:
" هل أستأذنت المديرة لتقديم هذه التجربة في صفوفك؟ لا يمكنك أن تعتبري هذا الموضوع من ضمن المنهاج المقرر..".
اعترضت الآنسة غريمسون وهي معلمة متقدمة في السن وصديقة للرئيسة قالت:
"عملك لن يفيد التلميذات للنجاح في الأمتحانات الرسمية , وهذا في رأيي ما ينتظر الأهالي مقابل الأقساط الباهظة التي يتكبدونها في تعليم بناتهم".
قالت لورين تدافع عن نظريتها:
" ربما أنت على حق, فالموضوع لا يدخل في صلب المنهاج ولكنه يساعد الفتيات على استعمال عقولهن وتفكيرهن ويتيح لهن فرصة للتعرف على ما يجري حولهن في العالم الخارجي... خارج أسوار هذه المدرسة القديمة والمحافظة".
قالت آن:
" يا ألهي كم تغيرت أفكارك , لديك جرأة كبيرة لم أعرفها فيك من قبل, ربما هو من تأثير صديقك الصحافي عليك...".
" لقد ساعدني جان كثيرا في تغيير بعض آرائي ( هزت رأسها بمرارة) وعندما يجد الوقت لذلك, فالحسناء اللعوب مارغو تأخذ معظم أوقات فراغه".
نظرت آن اليها آسفة:
" لا بد أنك تجابهين منافسة عنيدة , أنها حسناء فاتنة, أنيقة الملبس وتملك جاذبية لا تقاوم ولا ينقصها سوى الذكاء.... وعندما تتحلى الفتاة بجميع تلك الصفات فلن تحتاج للعقل".
أخبرتها لورين ما حصل معها حين كانت تعمل على هذه الملاحظات في غرفة جان, وكيف حضرت مارغو واستولت على أنتباهه عنوة....
عبست آن:
" ولماذا رغب في أبقائك معه؟".
" فقط ليزيد من لهيب غيرتها... أليس كذلك؟".
" ولكنه لا يحتاج لذلك. فهي دائما تشده اليها متى رغبت , وحتى حين تنبهر برجال آخرين لا تتخلى عنه , لقد اعترف هو بذلك , هناك لغز محير , على كل يا عزيزتي , تخلصي منه وأطرديه من كيانك وتفكيرك ... هذه نصيحة من صديقتك آن , أبعديه عن حياتك وركزي أهتمامك على ماتيو, هو متيم بحبك , وينتظر أشارة منك ليتقدم لطلب يدك , أنه شاب طيب وتتمناه كل فتاة".
انتهى الفصل , وبقي أسبوع واحد قبل حلول عيد الميلاد, نزلت لورين الى السوق واشترت ما يلزمها من الهدايا , وقفت في الصف في موقف الباص تنتظر دورها لتصعد عائدة بمشترياتها الى البيت , اقتربت سيارة جان من الموقف وفتح لها الباب قائلا:
" أدخلي يا لورين".
دخلت بسرعة وشكرته , وضعت مشترياتها قربها في السيارة وتابع سيره وسط الظلام والأزدحام.
" هل تنتظرين العيد بفارغ الصبر؟".
" تقريبا , وأنت؟".
" تقريبا (ردد نفس كلماتها , ضحكا سوية ثم أكمل يقول) أنا ذاهب غدا".
كانت تعرف ذلك جيدا, ذهابه يقلقها ويزعجها ويطرد النوم من عينيها , وكيف ستفرح أو تمرح وهي تشتاق لرؤية وجهه وسماع صوته البعيد عنها؟
" وهل تشفقين على صحافي وحيد يا لورين وتقبلين دعوته للعشاء؟".
فوجئت بدعوته وطريقته في الكلام, وبقيت دقائق تفكر بما تجيب,
| أذا كنت مشغولة فلا تهتمي , لن أحزن كثيرا وأنت تعرفين جيدا أن عواطفي بليدة".
أجابته بتردد:
" ليس لدي ما أفعله, شكرا, يسرني أن أرافقك خاصة وأن ماتيو لن يحضر هذا المساء".
" ومارغو مشغولة في تجربة ثوب العيد الجديد".
ضحكا سوية من جديد ثم قال:
" نحن وحيدان , كلانا بعيد عن رفيقه المختار".
هزت رأسها موافقة واستدارت بوجهها تتلهى بالنظر عبر النافذة , وتشاهد المارة محملين بالهدايا والأكياس والمشتريات ينتظرون في صفوف طويلة دورهم للصعود الى الباص والذهاب الى بيوتهم.
" هل تمانع والدتك؟".
" لا , سيحضر جيمس للعشاء وبالطبع سيفضلان الأنفراد , بعد العشاء, لديهما موعد للسهرة عند صديق".
" سأمر عليك في السابعة والنصف".
قال وهو يدخل سيارته الى المرآب.
" سأنتظر سماع جرس الباب بفارغ صبر".
" بل سأقرع على باب غرفتك قرعا عنيفا خاصة اذا تأخرت دقيقة واحدة, ثم سأفتح الباب وأخطفك".
كانت السعادة تغمرها وهي تخبر والدتها بموعدها للعشاء مع جان, نظرت اليها بريل متعجبة وسألتها:
" وهل يعلم ماتيو؟".
" ماتيو؟ وما شأنه؟ على كل لن يحضر هذا المساء , وكذلك فهو لن يمانع".
" فقط كنت أتساءل يا صغيرتي... أنا ووالده...".
ركضت لورين هاربة من المطبخ حتى لا تسمع تكملة الحديث. لورين وماتيو... وماتيو ولورين... من الواضح أنهما ربطا الأسمين سوية...
أرتدت لورين ثوبها الذي أحضرته لحضور الحفلة الراقصة , كان ثوبا رقيقا وقد أعجب جان به, خرجت من غرفتها والتقته في الممر ينتظرها. نظر الى ساعته وقال:
" خمس دقائق قبل الموعد المحدد, هذا مدهش لفتاة في مثل جمالك...".
" أنا لا أحب سماع المديح".
نزلت السلالم ركضا لترتدي معطفها وتخرج معه.
" هذه مشكلتي الكبرى معك".
تمتم وهو يتبعها:
" وأنت تبدو وسيما".
" وأنا لا أحب سماع المديح".
ثم ضحكا سوية, نظر اليها وسألها:
" لا أعرف سببا لمرحك وأنشراحك ( كان ينظر اليها بخبث) ستخرجين معي وليس مع ماتيو...".
" وهل أبدو بديلة مناسبة لمارغو؟".
" لا يوجد بديل لها".
ردد الكلمات كأنه يردد دعابة في التلفزيون.
كلماته أزعجتها وخففت من فرحتها, قالت:
" الى أين سنذهب؟".
" الى مطعم الصنوبرة, مطعم حديث ذهبت اليه في دعوة صحافية أنهم يقدمون طعاما شهيا وجوَه ودي".
المطعم حديث البناء , أنواره خافتة وجوه مريح, كانت الفرحة تغمر لورين وهي تجلس بجوار جان في أريكة لأثنين وفي زاوية منعزلة, لائحة الطعام مطبوعة على شكل كتاب أنيق , ألقت لورين نظرة سريعة على الأسعار وقالت:
" من الواضح أن الطعام باهظ الثمن يا جان".
" أنا سأدفع يا لورين, هيا أختاري ما تريدين, أنها فرصة سانحة , نادرا ما يخرج الشاب مع فتاته الثانية( ابتسم أبتسامة عريضة واقترب بوجهه منها) عليك أن تقتنصي هذه الفرصة وربما لن تسنح لك مرة ثانية".
ولماذا؟ هل ستطلق العزوبية وتتزوج؟".
راقب جان لائحة الطعام التي بين يديه بامعان ثم قال:
"ربما".
" هكذا أذن( غمرها الأسى والحزن) توصلت مارغو معك الى المستحيل... لو أوقعت بك وأحكمت الطوق حول عنقك وقامت بتدريبك لأصبحت الزوج المطيع المكافح, ابتسم ابتسامته المرحة ونظر الى لائحة الطعام من جديد كأنه يقرأ نكتة وقال:
" أنت على حق, كل أمكانياتي ستنفجر بعد أن أضع خاتم الزواج في بنصر فتاتي".
حضر الخادم وطلب جان الطعام بينما حدقت لورين حولها في الحاضرين , معظمهم من العشاق الشباب , نظرات الحب والوئام تلفهم, حسدتهم على تفاهمهم بينما قررت أنها وجان يجلسان متباعدين أكثر من أي أثنين في المطعم.
قال جان:
" والآن بعد أن راقبت المحيط حولك بتمعن أدهش الصحافي الخبير , أخبريني يا آنسة فارس عن ملاحظاتك...".
هزت رأسها نفيا وسرت لأن الأنوار الخافتة ستخفي أحمرار وجهها , ولكن ارتباكها فضحها وأصر جان على معرفة رأيها قائلا:
" هيا أخبريني... لقد أثرت فضولي , ما رأيك؟".
" جو مشحون بالعواطف , وهذا يؤثر كثيرا على الآخرين".
" ماذا أيضا ؟( نظر الى العشاق المتهامسين وابتسم أبتسامته المرحة ) فهمت سبب أرتباكك وهذا شيء يسهل تداركه".
اقترب منها حتى ألتصقت ذراعه بذراعها , تراجعت لورين قليلا .
أنزعج جان وقال:
" ولماذا فعلت ذلك؟".
" وكيف نستطيع أن نأكل ويدانا متلاصقتان؟".
ضحك جان لتعليقها وقال:
" هذا كل ما في الأمر, أذن سنعود ونتقارب وقت تناول القهوة( نظر اليها يستفزها) أنا دائما مستعد للأقتراب ما أمكن من فتاة فاتنة".
كلمات قاسية وجارحة , هي بالنسبة اليه فتاة, أي فتاة, فتاة دعاها للعشاء حين تعذر عليه العشاء برفقة مارغو.
أنتهيا من تناول الطعام وشرب القهوة, أحست بيده تلامس شعرها المنسدل وتداعبه بحنان, ثم زحف بذراعه وأحاط خصرها , تشنجت ولم تدر ما ينتظرها , تمتم باسمها بحنان: لورين... لورين.
استدارت اليه ولاحظت أنهما ليسا وحدهما , لقد انتصب رجل طويل أمامهما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-09, 04:06 AM   #57

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي على المجهود يالغاليه

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 02-06-09, 06:48 PM   #58

novash

? العضوٌ??? » 79756
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 180
?  نُقآطِيْ » novash is on a distinguished road
افتراضي

حياتي فنتظار التكمله و كتيييير اتشوقنا بليز حاول تكملها بسرعه

novash غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-09, 07:44 PM   #59

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قال الرجل:
" هذا أنت يا جان!".
سحب جان ذراعه وتبدل مزاجه على الفور, قست نظاته وجمدت تعابير وجهه.
" أهلا يا جيم, ماذا تفعل هنا؟ كنت أعتقد أنك لا ترغب في زيارة المطاعم الباهظة الأسعار...".
" هذا صحيح. ولكنني هذه الليلة أريد أن أبهر فتاة جميلة قابلتها( نظر الى لورين وقال) أنا واثق أننا التقينا في مكان ما!".
قال جان:
: نعم, التقيتها في مكتبي يوم حضرت لتستعير مفتاح البيت...".
قال جيم:
" نعم,تذكرت, ولماذا تخجلين كثيرا يا معلمة المدرسة الصغيرة؟".
قال جان:
" لأول مرة في حياتك أصبت في تفكيرك".
بدا عليه الأنزعاج لوجوده.
صفر جيم وقال:
" يا آلهي, لو كانت معي آلة التصوير ... أنتظر حتى أخبر الشباب في الغد".
أمره جيم قائلا:
" أتركنا وشأننا وأذهب الى فتاتك الجميلة".
قال جيم:
" وهذا يعني أنك تريد أن تنفرد بفتاتك الجميلة أيضا, فهمت".
وبعد أن تركهما جيم بدا الأنزعاج جليا على محيا جان ورغب في الخروج , قال:
"هل أنتهيت من شرب القهوة؟ لنذهب".
دفع فاتورة الطعام وهرع خاجا الى سيارته وهي تلهث خلفه, قالت بعد أن استقرا في السيارة:
" ما الأمر؟ هل تخاف أن يخبر مارغو؟".
" اذا كان تفكيرك يقودك لهذا الأستنتاج ... لا بأس".
هدأت لورين وصممت وهي تحاول أخفاء دموع الخيبة , كانت لا تريد أن تفسد هذه الليلة وذكرياتها الجميلة...".
سألته:
" هل سنذهب الى البيت؟".
" لا , أريد أن أتمشى قليلا, سنذهب الى التلة فوق الحديقة العامة".
ولكن الوقت لا يناسب , الظلام دامس ونحن في ديسمبر (كانون الأول)".
"قلت لك أريد أن أتمشى ... واذا كنت غير راغبة سأوصلك الى البيت وأذهب وحدي".
" لا , أحب أن أتمشى أيضا".
أوقف سيارته وشرعا يصعدان التلة, الظلام دامس ولا قمر ينير طريقهما , أمسك بيدها وقادها صعودا.
الهواء قارس للغاية مما جعل لورين ترفع ياقة معطفها أتقاء البرد الشديد, ارتجفت وودت لو كانت ترتدي كنزة صوفية فوق ثوبها, ومع أن معطفها سميك ومن الصوف الا أنه لا يرد البرد القارس , كانت السماء صافية مليئة بالنجوم , أحاطها جان بذراعه ولف يده على خصرها وشدها اليه وصعدا سوية بسلام, عاد الر جل الهادىء الذي يختفي وراء المظاهر القاسية ... وعاد الرجل الذي تحبه دون جميع الرجال.
قالت مبتسمة:
" من يرانا يعتقد أننا عاشقان".
" أليس هذا صحيحا؟".
استدارت بسرعة تستوضحه الأمر , قال:
"لماذا تتعجبين؟ أنا أحب وكذلك أنت...".
صمتت من جديد وأتهمت نفسها بالغباء لأنها سمحت لآمالها أن تخدعها , قال:
"لماذا الصمت والهدوء؟".
" ألست أنت أيضا صامتا هادئا؟",
" أنا أحب الهدوء".
" وأنا أيضا".
أطبق بشدة على خصرها وضغط ضغطا خفيفا وقال:
" أنت أمرأة غير عادية... أمرأة تحب الصمت والهدوء , أمرأة تختلف كثيرا عن مارغو ".
" بالتأكيد , ولكنك تملك طرقا ووسائل لتبقي مارغو صامتة...".
" طبعا, أنت شديدة الذكاء, على كل لا أستطيع أن أفعل معك ما أفعله معها...".
" ولماذا؟ (قالت ساخرة) لديكما أشياء أخرى, يمكنك أن تفعل معها ما يحلو لك".
وافقها مسرورا وقد عاد اليه مرحه وأبتهاجه.
" أنت على حق".
ابتعدت عنه قليلا , ولكنه أجبرها على التوقف والنظر اليه وجها لوجه, ثم جذبها اليه , ولكن رجليها لم تعودا تقويان على حملها.... " سلام بيننا".
"سلام".
ثم تابعا الصعود من جديد حتى وصلا الى القمة , نظرا الى أسفل, العتمة تغلف المكان والسكون مريع والبرد شديد.
قالت:
" أحب هذا المنظر في النهار , كنت ألتجىء الى هذه التلة مرارا, أحيانا أترك مشاكلي خلفي وأعود, وأحيانا أصحبها معي وأحلها هنا... دائما كنت أنجح".
نظرت اليه خجلة لأنها أفصحت له عن مكنونات صدرها ومشاكلها...
" لا بأس , أعرف أن لديك بعض المشاكل , أنت من الأشخاص الذين يتركون مشكلة ليعلقوا بمشكلة جديدة".
وضحكا, شبك أصابعه بأصابعها وقال بحماس:
"هذه أول مرة تصعدين التلة في الليل , وهي أيضا أول مرة لي,(شد على أصابعها بود وحنان) شيء فعلناه سوية لأول مرة وسنذكره دائما... حين يفترق كل منا في طريقه, أنت ستخلصين لزوجك, كائنا من كان , وأنا, كما قلت في بداية السهرة , سأتبع المرأة التي سأتزوج...".
كان صوته مبتسما مع أنها لم ترى ابتسامته.
" هيا , عليك أن تضحكي (لم تتجاوب معه) ما الأمر ؟".
أمسك بذقنها بلطف وأدار وجهها اليه , وفي الظلام رأى تساقط دموعها ولكنه لم يعلق...
ارتجفت من جديد من شدة البرد.
قال:
" علينا أن نعود".
أمسك بيدها وركضا نزولا حتى وصلا السيارة.
وفي البيت أجلسها على كرسي وصنع لها فنجانا ساخنا من الشوكولا, وقال:
" سهرة عيد الميلاد قريبة جدا , هل أنت متحمسة للعيد؟".
قالت في نفسها: لماذا أتحمس وأنت بعيد؟.
" كنت أشعر بالحماس وأنا طفلة والآن كبرت ولم أعد أتحمس للأعياد".
" ولكن ماتيو سيكون قريبا منك".
" وما يهم؟ ماتيو مرح وكذلك والده...".
" ستكون هناك حفلة عائلية صغيرة..."
ظهر الحزن في صوته... ظنت لورين أنه سيفتقد مارغو لأنه سيكون بعيدا عنها في تلك الليلة.
قالت مواسية:
" ولكنك سترى مارغو بعد عودتك".
بدأت لورين ترتجف من جديد, قال:
" عليك أن تدخلي سريرك ولا حاجة لأنتظار عودة والدتك".
وضع ذراعه حول كتفها بعد أن أوصلها الى باب غرفتها, قالت:
"مساء الخير يا جان".
وفتحت الباب لتدخل.
" على مهلك سأغادر باكرا في الصباح وقبل أن تستيقظي من نومك".
شدها اليه, كانت واهنة القوى لا تستطيع أن تقامم, نظر الى وجهها فوجدت نظرته غريبة ووقحة , تراجعت الى الوراء, كان كأنه يقول لها:
" أنت تنادينني وعلي أن ألبي نداءك...".
قالت معاتبة:
" هل أنا مثل مارغو؟".
هز رأسه غير موافق وقال:
" لا , أبدا, مارغو تناديني بوقاحة وجرأة...".
" هذا يعني أنني أدعوك أيضا ولكن بطريقة مختلفة وأكثر دبلوماسية ".
" هذا صحيح , شأن النساء جميعا, وأنت أمرأة مثلهن".
" ألست مملة ومضجرة ومحترمة؟".
" نعم , كل النساء يرغبن في ربط حياتهن برجل الى آخر العمر(حاولت أن تتهرب غاضبة ولكنه أمسك بها بشدة قائلا) لا يمكنك النكران. أنت قلت ذلك بنفسك".
هزت رأسها غير موافقة.
" هذا صحيح, لقد بدلت أقوالي , ولكنك صحافي وهذه من طبيعة عملك , تحوير الكلمات وتبديل المعاني( ظنت أنها ستغضبه بهجومها ولكنه ضحك... وضحكه أزعجها أكثر من غضبه) ما قلته هو... سأبقى مخلصة لرجل واحد مدى الحياة, حياتي أنا , وأن كنت لا أعجبه فهذا لسوء حظي أنا".
" سيان عندي أن ألبي رغبة أمرأة وقحة أو أمرأةمحترمة , كلاهما يشبع غروري ويزيد من ثقتي بنفسي".
كان يضحك ببساطة ومكر , لا زال يمزح ويعتبر الأمور بينهما مزحة كبرى, مما زاد في رغبتها بالتهرب منه, حاول أن يعانقها من جديد ولكنها أبعدته بقوة وهي تصرخ في وجهه:
" لماذا لا تتركني وشأني؟ أنا لست مارغو, أم هل أنت بحاجة ماسة لبديل عنها ولو كنت أنا البديل؟".
تكهرب الجو بينهما , وقفا متباعدين يتنفسان بصعوبة, لمعت عيناه كالشرر من شدة غضبه , وبسرعة تمالك نفسه وعاد لسخريته المعهودة وقال:
" من يقول أن معلمة المدرسة الشابة تملك لسانا لاذعا مريرا كلسانك؟ أنتبهي يا صغيرتي آنسة فارس ... يوما ما سيؤذيك لسانك أكثر مما تريدين ايذاء الآخرين".
فتح الباب الخارجي ودخلت بريل.
" هل عدتما من السهرة؟ وأنت يا جان ستسافر صباحا الى مانشيسر , المسافة بعيدة وتحتاج للراحة".
نزل جان السلالم ليتحدث مع السيدة فارس ودخلت لورين الى غرفتها تستعد للنوم , هدأت ببطء وتمالكت غضبها وعاد اليها توازنها وهي تفكر بما سمعته... وبعد أن اتضحت الصورة في مخيلتها , تذكرت أنها لم تشكره على السهرة... انتظرت صعوده الى غرفته وفتحت باب غرفتها بعد أن صممت على شكره, تركت كرامتها وراءها وخرجت الى الممر.
" جان؟( وقف في باب غرفته ونظر اليها دون أن يبتسم ) شكرا على السهرة والعشاء".
كان صوتها يرتجف ويبدو عليها الأستسلام , ولم يجبها أو يحرك ساكنا , بقي جامدا في مكانه .
نظر اليها يتفحصها من جديد كأنه يراها لأول مرة, ثم دخل الى غرفته وأغلق بابه...
وحين استيقظت في الصباح كان قد ذهب...


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-09, 11:03 PM   #60

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

-9 هزيمة جديدة
بقي يوم واحد على العيد ,مرت لورين من أمام غرفة جان المغلقة بعد سفره وشعرت بحنين كبير وشوق اليه. لم يكن قد مر على سفره أكثر من ساعات قليلة ومع ذلك أفتقدته بشكل مريع.
قالت بريل تخاطب ابنتها:
" يبدو عليك الأرهاق والشحوب, هل أنت بخير؟".
" نعم يا أماه".
لم تخبر والدتها بأن رجليها ضعيفتان لا تقويان على حملها , وشعور بالكسل والتراخي يجتاحها , فتحس بحاجة ماسة للراحة , أقنعت لورين نفسها بأن سبب شعورها غياب جان ليس الا.
قالت بريل:
" علينا صنع كعكة التوابل ولف بقية الهدايا , نعم, لقد نسيت يا لورين شراء هدية لجان وسينزعج أن لم تفكري به.
" ولماذا أشتري له هدية؟ أنه ليس من أفراد العائلة وهو مسافر ولن يكون بيننا يوم العيد( أرادت أن تقنع نفسها بأنها على صواب بينما والدتها هي المخطئة) ثم أنه لم يشتري لي هدية فلماذا أربكه بهديتي؟".
" يا عزيزتي لقد اشترى لك جان هدية وتركها بغرفته , لم أرغب في أخبارك قبل العيد... لقد ترك لك رسالة يتحدث فيها عن وردة في حديقة".
فرحت لورين كثيرا وانحدرت دموع الفرح على وجنتيها رغما عنها, قالت في نفسها:
"لم ينسى هديته".
وقالت تخاطب والدتها:
" أنت على حق اذن, يجب أن أسرع الى السوق لأشتري له هدية قبل أن تغلق المحلات أبوابها بمناسبة الأعياد".
بعد أن تناولت غداءها نزلت لورين تجوب محلات بيع الألبسة الرجالية بحثا عن هدية مناسبة, قررت أن تشتري له ربطة عنق على ذوقها, أمضت وقتا تفتش وتنتقي وأخيرا قر قرارها على واحدة ثمينة وألوانها مشرقة , دفعت ثمنها ****ة وخرجت راكضة الى البيت , وقامت على لفها وترتيبها وانتظرت مرور الأيام حتى يعود وتقدمها له بنفسها.
ساعدت والدتها في أعمال المنزل وتنظيفه استعدادا للعيد , سيحضر جيمس وماتيو بعد الفطور لتمضية أيام العيد , وبعد أن أنتهت من أعمالها شعرت بالوهن يغلبها ولم تستطع أن تخفي الأمر عن والدتها...
قالت لورين:
"علي أن أستريح في الفراش لأنني منهكة ومتوعك الصحة".
نظرت اليها والدتها بخوف :
" أعتقد أن عليك ملازمة الفراش بعد أن تتناولي هذه الحبوب المقوية لتتغلبي على المرض, وأن شاء الله ستتحسنين في الغد".
" لا بد من التحسن , ولن أترك كل الحمل على ظهرك وحدك".
مرت وهي في طريقها الى غرفتها بغرفة جان... هل غيابه هو السبب في مرضها؟ لا يمكن , ولكنه أثر تأثيرا كبيرا على حالتها السيئة اجمالا.
شربت الحليب الساخن وابتلعت الأدوية التي أحضرتها بريل , ونامت وهي تأمل أن تستيقظ بصحتها الكاملة.
ولكن المرض تمكن منها أكث ر من السابق , وشعرت باجهاد وضعف أسوأ, حاولت النهوض من فراشها ولكن رجليها لم تقويا على حملها, وعادت ترتاح مجبرة, وتقبلت والدتها الأمر الواقع صابرة وجزعة خوفا على ابنتها الوحيدة.
قالت بريل:
" أنها الأنفلوانزا قد هدت عافيتك, عليك بملازمة سريرك".
" ومن سيساعدك في أعباء المنزل وخدمة الضيوف؟".
شمر جيمس عن ساعديه ووضع مريلة حول وسطه فوق ثيابه, وقدم ما استطاع من مساعدة لبريل.
نشف الصحون ورتب مائدة الطعام وما الى ذلك.
قالت لورين تحادث ماتيو:
" والدك خدوم وقدم يد المساعدة لوالدتي في أعمال المنزل وخفف عنها العبء".
قال ماتيو:
" وابنه كذلك".
" سيكون زوجا مثاليا لوالدتي بعد الزواج".
" وكذلك ابنه مستعد للزواج, فقط لو تقبلين به".
ضحكت للورين كثيرا وشاركها ماتيو وهو يقول في نفسه: ربما وهي على ما هي عليه من الضعف, أستطيع أن أقنعها لترضى بي زوجا للمستقبل...
وبعد قليل أدارت لورين وجهها الى الحائط مبتعدة عنه , وفهم ماتيو قصدها فتركها ترتاح.
" سأراك فيما بعد يا حبيبتي".
لم تستطع لورين أن تأكل طعام العيد من الديك الرومي المحشي والسلطة, كان النوم يغلبها من شدة الأعياء , وفي المساء شعرت ببعض التحسن النسبي, فتجمعوا حول سريرها ومعهم لفائف الهدايا وقد صمموا على عدم فتحها الا بعد أن تستعيد لورين عافيتها ونشاطها وتشاركهم في تبادل الهدايا.
فتح ماتيو هدايا لورين أمامها واحدة واحدة , قدم لها جيمس كنزة جميلة تناسب التنورة الجديدة التي قدمتها لها والدتها, وقدم لها ماتيو عقدا من اللؤلؤ مكونا من دورين , وقال مازحا:
" لقد تضايقت والدتك من كثرة ما استعرت عقدها وأقنعتني بشراء عقد لك".
قالت بريل ضاحكة:
" هذا ليس صحيحا , لقد اشتراه بارادته".
حمل ماتيو القفازات التي أهدتها له لورين ووضعها قرب قلبه بحركة ودية.
خرجت بريل الى غرفة جان وعادت تحمل هديته الى لورين , فتحتها لورين فرحة وقرأت:
" الى الوردة التي رفضت أن تنمو في حديقتي".
(بائع الورد)
قالت بريل :
" لم أفهم ما يريد أن يقوله لك".
ضحك ماتيو كثيرا بينما تعجب جيمس مما سمع ولكنه بدا مرتاح البال.
أخبرتهم لورين باقتضاب ما قصد جان بكلماته...
كانت هديته أسطوانة في غلاف زاهي الألوان لسمفونية العالم الجديد... ولم تستطع لورين أن تخفي دموع الفرح.
فهم ماتيو أسباب دموعها ولكن والدتها علقت قائلة:
" لا تحزني يا حبيبتي , ستناولينه هديته حين يحضر بعد العيد".
" لقد نسي أنني لا أملك آلة الفونوغراف ليتسنى لي سماع الأسطوانة...".
قال ماتيو مازحا:
" ربما سيهديك الفونوغراف في عيد الميلاد المقبل".
ضحك الجميع وتبادلوا التهاني والتمنيات.
ومع نهاية اليوم بدت لورين منزعجة تكاد تنهار , الضعف يغمرها والنعاس يغلبها حتى أنها لم تقوى على قراءة المجلات التي أحضرها لها ماتيو لتتسلى بها , أغمضت عينيها واستسلمت للرقاد حين رن جرس الهاتف فجأة , استفاقت فزعة وسمعت والدتها تخاطب جان ... أحست برعشة لذيذة في كيانها .
قالت بريل:
" أهلا جان, هل أمضيت عيدا سعيدا؟ نعم, شكرا, لورين مريضة وترتاح في سريرها , أنها الأنفلوانزا , جان, لقد أعجبتها هديتك وربما ستحب أنت أيضا هديتها , هي مريضة حقيقة, منذ البارحة, ستحضر بنفسك لتستلم هديتك منها!(ضحكت) سأخبرها بذلك . أهلا, سأخبرها بذلك وربما يفرح قلبها , هل والدتك قربك؟ أهلا نانسي , كيف حالك؟".
لم تهتم لورين بمتابعة الحديث على الهاتف بعد أن ترك جان السماعة, لقد فعلت هذه المخابرة فعل السحر وأثرت فيها تأثيرا ملموسا , جرت الدماء سريعة في عروقها وزادت دقات قلبها , الفرحة غمرتها والسعادة أطلت من عينيها وحولها الهدايا التي استلمتها...
صعدت والدتها لتقول:
" سيحضر جان ووالدته مساء الغد".
" ولكن جان سيغيب ثلاثة أيام...".
" لديه أسباب خاصة ويريد العودة وستحضر والدته معه, ستبقى في ضيافتنا أياما قليلة , ستنام في غرفة جان وسينام هو في قاعة الجلوس فوق الأريكة , تأسف لمرضك كثيرا وهو يعتقد أنه السبب في مرضك لأنك مشيت معه في الليل البارد... وهو يلوم نفسه".
هزت لورين رأسها موافقة وسألت:
" وماذا قال أيضا؟".
" فقط أضاف ,أنه يرسل اليك حبه".
نامت لورين نوما عميقا وحلمت أحلاما هادئة جميلة , وفي الصباح أستيقظت متوردة الخدين مشعة العينين مما جعل ماتيو يعلق قائلا:
" بت أعتقد أن مرضك حيلة وأنت محتالة كبيرة , أو ربما هو مرض نفساني والدواء الشافي هو في المخابرة الهاتفية التي تلقيتها ليلة البارحة".
وصل جان ووالدته وكانت لورين لا تزال طريحة الفراش , ولكنها جالدت وجلست في فراشها.
قالت بريل:
" من المؤسف أن تراك نانسي على هذه الحال من الضعف والشحوب , وكنت أتمنى لو تراك على طبيعتك الجميلة الفاتنة".
حين وصل جان أحست لورين بضربات قلبها تدوي في أذنيها كقرع الطبول , كانت والدة جان , نانسي, متوسطة الطول مليئة الجسم, في متوسط العمر, تقارب عمر بريل ولكنها تبدو أصغر منها رغم شعرها الرمادي, حادة العينين كجان , وابتسامتها دافئة حنونة خالية من السخرية التي لا تفارق ابتسامة ابنها.
قالت نانسي:
"يا آلهي , لقد كبرت. لم أرك منذ عشر سنوات , أليس كذلك يا بريل؟ منذ حضرت مع زوجك هنري ولورين لزيارتنا".
سألت لورين:
" وأين كان جان؟".
قالت نانسي:
" في الخارج , أنت لم تقابليه أبدا الا عندما كنت طفلة في الثانية من عمرك, وهو كان في الثانية عشرة".
قالت بريل:
" صحيح, يومها أرادت لورين أن تجلس على ركبتيه وهو يرفض".
ضحك جان كثيرا وقهقه بصوت مرتفع بينما أكملت والدته تقول:
" شاهدنا لورين تزحف الى قرب مقعده , كان جان جالسا يقرأ في كتاب , بقيت تزعجه وقتا طويلا مما اضطره أخيرا الى وضع كتابه جانبا , ضربها وأجلسها بعيدا عنه ثم عاد ليكمل قراءته".
" لا أذكر ذلك.(فرك بيديه مازحا) كنت أعرف كيف أتعامل مع الجنس الآخر حتى وأنا في تلك السن المبكرة".
نظرت والدته اليه تسأله:
" وماذا تفعل الآن لو حاولت أن تجلس لورين على ركبتيك؟".
" يا آلهي , هذا غير معقول , لا أعرف ماذا أفعل!".
وضحك , احمرت لورين خجلا من نظراته الخبيثة ثم سألته لتغير الموضوع:
" لماذا حضرت قبل الموعد المحدد لعودتك ياجان؟".
أجابت نانسي:
" كنت أريد أن نبقى للغد ولكنه رغب العودة ليرى فتاة اشتاق اليها كثيرا, لم يخبرني عن اسمها , وأنا لا أستطيع مواكبة مغامراته العاطفية التي لا تحصى...".
قالت بريل:
" أوه, ربما يريد أن يرى مارغو , هي تتصل به دائما وتأتي أيضا لزيارته .( نظرت بريل الى نانسي) عليك رؤيتها... أنها شابة فاتنة وأنيقة( التفتت الى جان وسألته) هل هي الحب الحقيقي في حياتك يا جان؟ أم تفضل أن لا أسألك؟".
قال جان متفلسفا:
" هذا يتوقف ... ماذا تقصدين بالحب الحقيقي؟( ابتسم وهو ينظر الى لورين ويكمل حديثه) أنت معلمة للغة الأنكليزية وخبيرة في المعاني يا آنسة فارس, كيف تعرفين كلمة... حب , وكلمة حقيقي؟".
أبعدت لورين نظرها عن نظراته الخبيثة وتجاهلت سؤاله.
قالت بريل:
" يحاول جان أن يتهرب من الأجابة يا نانسي ... معه حق , الأنسان حر في تصرفاته ولا يريد أن يتدخل أحد في خصوصياته ... أليس كذلك يا جان؟".
" نعم , نعم".
خرج الجميع من غرفة لورين ليستريحوا في غرفة الجلوس وعاد جان وحده , قال:
"أهلا لورين".
كأنه يراها للمرة الأولى منذ عاد من مانشيستر.
" أشكرك على هديتك يا جان. ( مدت يدها لتصافحه شاكرة , أمسك بها وشد عليها) المشكلة أنني لا أملك آلة فونوغراف لأستمع الى الأسطوانة التي أهديتني اياها".
" هذا هو السر , أنني أدعوك لزيارتي في غرفتي لتستمعي الى الأسطوانة عندي, وعندما تدخلين... هل تعرفين ماذا سيحصل؟ ربما سأخبرك كما فعلت حين كنت في الثانية من عمرك...".
ضحكا كثيرا وجلس قربها فوق السرير.
" أبتعد عني حتى لا تصاب بالعدوى".
عبس قليلا قبل أن يقول:
" آسف يا لورين , لقد تسببت لك بالأنفلونزا يوم مشينا في الليل وصعدنا التلة, لقد أفسدت عليك بهجة العيد, على فكرة , حضرت بنفسي لأستلم هديتي منك".
وبسرعة مدت يدها تحت مخدتها وأخرجت لفافة جميلة وأعطته أياها , أستلمها منها وأنحنى ليقبلها , أدارت وجهها خجلا.
فتح هديته وبدا عليه الأبتهاج وقربها من قميصه قائلا:
" شكرا, سأرتديها حتى تبلى خيوطها , يبدو أنها غالية الثمن, وسأحتاج الى سنين عديدة قبل أن تفنى , جاء دوري لشكرك( عانقها فلم تقاوم أو تتهرب . أنساقت اليه كليا ونسيت مرضها وضعفها) هل أشتقت الي؟".
هزت رأسها موافقة وبذلك تم أعترافها الكامل بحبها له.
" ماذا ؟ اشتقت الي بالرغم من وجود ماتيو قربك...".
لم تجبه , بقيت صامتة , لف ذراعيه حولها من جديد بحرارة وعاطفة مشبوبة ثم نظر الى عينيها وقرأ حبها الواضح.
" لقد ربحت المعركة أليس كذلك؟".
شعرت لورين بحزن عميق في داخلها وتساءلت:
" وأية معركة!".
" لقد أدخلتك الى حديقتي رغما عنك . لا يمكنك النكران , أنت وردة يانعة تنمو في حديقتي...".
تغير لونه واشتد صوته حدة وظهرت النظرة الخبيثة في عينيه وهو يقول:
" أنت تعرفين مصيرك, سأفعل بك كما أفعل بورودي المزهرة ... سأقطفك( مر بيده على عنقها بحركة مميتة) وأرميك كالعشب اليابس...( ابتسم ابتسامة غريبة ربما هي ابتسامة النصر ) لن تستطيعي أن تفعلي أي شيء يا عزيزتي الصغيرة ويا حبيبتي".
كان جان يتشدق ويفاخر , شعرت لورين أنها وقعت في فخ مميت , وقعت في فخ رجل حاذق , حاولت أن تخلص نفسها من الفخ باستماتة وقالت:
" وماذا بشأن ماتيو؟ أنه رجل طيب ومخلص وصادق ولا أعرف بعد أن كنت أحبه".
" وأنا لست صادقا أو مخلصا أليس كذلك؟".
" أنت لست مخلصا وأنت بنفسك أخبرتني بذلك".
" وهل أنت واثقة أن ماتيو صادق ومخلص في حبه لك؟".
تمتمت بصوت غير مسموع:
" أعرف أنه يحبني...".
" وهل تحبينه؟".
رفعت جفنيها ايجابا ولكن صوتها اختفى.
" أنا أعرف من تحبين يا صغيرتي...( سخر منها) أنك لا تحبين ماتيو بالتأكيد".
" يريد أن يتزوج مني( تمتمت) أليس هذا برهاناعلى أنه يحبني؟".
ران الصمت بينهما , بدا الأستياء جليا على محياه.
" أنت تتهربين من حبي وتستخدمين ماتيو للهروب من حبي , ألا تخجلين من نفسك؟".
تركها وخرج غاضبا لا يلوي على شيء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.