آخر 10 مشاركات
موعد مع القدر (47) للكاتبة :marguerite kaye .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام "مكتملة" (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          لعنة حب "الجزء الثاني من مجموعة زهور اللوتس" بقلم: bessoum (الكاتـب : bessoum - )           »          زئير الغضب "الجزء الأول من مجموعة زهور اللوتس " بقلم: كاتبة مبتدئة (الكاتـب : كاتبة مبتدئة - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ابنة القمر " الجزء الثالث من مجموعة زهور اللوتس " بقلم:tamima nabil (الكاتـب : tamima nabil - )           »          المرأة الطفلة - سوزان هوجز... [م.د] حصرياً فقط على منتدى روايتي** (الكاتـب : Andalus - )           »          على خطى مشاعرها * مميزة *,*مكتملة* (الكاتـب : واعدة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree63Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-09, 12:34 AM   #51

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي


التابع ...







سعــود :

بعد ما تأكد سعود انه خالد راح , وطلع , رجع لغرفة ولده , مهما كان ما يقدر يخلي ولده بروحه بعد الحادث .
الضنا غالي .
مهما قسى على ابناءه فيضلون قطعة منه .
دخل بهدوء على الغرفه المظلمه .
وبدى يقرب بهدوء من سرير ابنه الغائب عن العالم .
منو يصدق ان هذا ولده عمـــر القوي , الساخر , اللي الكل يعتمد عليه .
قعد بقرب الولد , خبر الحادث ضربه بالصميـــم .
حس بدمعه مفاجئه تتجمع بعيــنه , وهو حابس هالدمعه من عرف بالحادثه , ومن تلقى خبر سلامته .
نزلت دمعته بهدوء على خده ومسحها بهدوء .
وجلس قرب ولده .
وحس بألم بصدره , من تأمل الوجه المصاب , اكيــــد تألم , أكيــد تعور كثيـــر ,ويمكن لازال يتألم ولكن ما احد يدري عنه .
" اه ه ه ه ه ه ه ه "
هذا الصوت لفت نظر سعــود اللي كان مستغرق بأفكاره , ما في بالغرفه إلا هو و ولده .
ابنه صحا .
معقــول , وهذا خلاه يقرب من ولده اكثـــر , يتأكد انه الصوت طلع منه , ومو مجرد خيال .
" أه ه ه ه ه ه ه ه "
وتأكد انه من ولده , وانه ابنه بالفعل تكلم , فقال بسرعه يطمنه " عمر , عمر , انت بخيــر يا ولدي انت بخيــر "
انفتحت عين ولده بضعف شديد .
وقال بضعف " يبا ...."
سعود كان وده يلمس ابنه , لكن خاف انه يألمه , فقرب وقال " سم , سم يا عمر , سم يا ولدي "
" ق..و..لهم ... " (قولهم)
وسكت ..
سعود عقد حواجبــه , وحاول يركز مع ابنه .
" ان ...ا ...ب...شر " (انا بشر)
سعود تفاجئ بكلمته , وعوره قلبــه , عــــوره كثيــــــــــر .
انا بشر , شنو المقصـود بهالكلمه , وفجأه توضح له المعنى ..
من هم اللي أذوك يا عمـــر... ان كنت انا اللي تبيني ادري انك بشر , فأنا ادري
سعود رد وقال " ان شاء الله , وانت لما ترد بعد قولهم "
لكن عمر ما كان معاه , عمر غمض عيــــنه بتعب , ومن الواضح انه رد للنوم .
سعــود رد لكرســيه بتعب .
اقولهم انه بشر .
عينه ما ذاقت النوم , مو قادر يغمض عينه خوفا انه ابنه يفتح عينه و يحتاج لشي , والأهم من هذا انه خايف انه ولده يختفي من امامه , احساس غريــب لكن مو قادر يقاومه .
بعد مــــــــــرور ساعات طوال , وسعود مع ولده .
ورد عمر يفتح عينه بتعب .
هالمره بأكثر قوه ولف وجهه وشاف ابوه .
عقد حواجبه وحس بألم كبيـــر براسه من هالحركه البسيطه .
كان حاس بألم بكل اطراف جسمـــه , وخاصه رجله .
ما كان يذكر اهو وين , وليش كل جسمه يؤلمه .
وين ريم ؟؟
ليش ابوه قاعد معاه ؟؟
أبوه كان يقرى قرآن وهو فاتح ابجوره بقربه .
قال له بصوت هامس خشن من النوم "يبا وين ريم , وين زوجتي ؟؟ "
ابوه رفع راسه من القران .
سعود لما سمع حس ولده , بنبره اقوى تحرك قلبه بفرح .
لكن استغرب من السؤال , وتماسك بسرعه , قبل لا يحس ولده بغرابه السؤال , لأنه يدري انه هالسؤال ما صدر من عمر إلا من تأثير المخدر
وتحرك من مكانه وقرب من ولده .
ريم ! , زوجتي !
عمر هذا هو اللي في بالك (ريم) , هذا اللي تبيــه (انها تكون زوجتك) , وطلعه البنج .
انت مخبي هالشي ورغبتك فيها من زمان ,لكني عارف...
وقال بهدوء واهو يجاوب ولده " بشقتها "
عمر ارتاح لما سمع رد ابوه
لكنه يبيها عنده , قربه .
عمر غمض عينه وبعدين رد فتحها بتعب " ليش ما يت لي ؟"
سعود كان وده يضم ولده بحنان وقوة , لكن اهو متعود انه ما يعبر عن مشاعره , ومعود ابناءه الشباب على هالطريقه .
فجاوب ولده بهدوء " لأنه الوقت متأخر , ما تقدر تكون موجوده عندك "
ابتسم عمر , لكن آلمه وجهه , فكشر بسرعه من الألم .
حبيبته , يدري انها عافسه الدنيا فوق تحت عشان تكون معاه .
النوم قاعد يغلبه مو قادر يفتح عينه اكثر .
يبي يسأل عنها , يحس انه مشتاق لها .
يحس انه غايب عنها لفتره طويــله .
قال بصوت هامس قبل لا التعب يتمكن منه " كنت ادري انه لها عذر ولا اهي ما تخليــني بروحي "
لما سعود شاف عيون ولده تغمــض , سكـــت وما علق
شنو اللي يقدر يقوله لولده بعد هالكلام , ما يقدر يقول شي .
وقعد قربه .
وكمل يقرى القرأن بصوت عالي نسبيا ,عشان يطغى صوت القرأن على صوت افكاره اللي قاعده تاخذه يميــن ويسار .
إلا انه قرر يكلم حمد , لازم يوقفون !


سام :

سمانثا كانت حاسه بالقلق , عمر كان واعدها انهم اليوم يطلعــون يتعشـون برا .
إلى الأن ما اتصل , أو جا , وهذا مو من عادة عمــر .
اتصلت عليه لعدة مرات , إلا ان الإجابه هي وحده ما تتغير (الجهاز مغلق)
كان المفروض تخرج معاه اليوم الصبح إلا انه ارسل لها رساله يطلب فيها تأجيـل موعدهم للمساء لوجود عمل طارئ لازم انه يسويه .
كانت تروح وترد بغرفتها بتوتر .
ما تعرف احد بمصـر تسأله عن عمـر ..
وفعلا خافت عليـه .
هي تدري انه بنت اخته وزوجها موجودين معاها بالفندق , لكن هل تتجرأ انها تقابلهم وتسألهم عنه بهالوقــت !
لأ طبعا ما تقــدر ولذلك قررت تمنحه فرصـه لبكره الصبـح ان ما جا منه اتصال او حتى مسج , فهي راح تضطر تسأل مها ..على الرغم من احساسها الداخلي ان مها ما تستلطفها , مع انه مها ما قامت بشي تبين فيه عدم حبها ..
القلق كان مخليــها ما تقدر تغفي إلا انها انبت روحها بقســوه , لتعلقها برجل اكتشفت انه متعلق بزوجته السابقه .


سمر :

سمر كانت متوتره .
من بكره خاصه انه يوم سفــر , ولوين لمصــر بالتحديد , المكان اللي فيــه خالد وحرمــته , لما سمعت نية امها بالسفـر لمصـر دون غيـرها من البلدان استنكرت , وارفضت , وحاولت تقنع امها بوجود دول اخرى ممكن انها تسوي هالتحاليـل .
إلا ان امها راسها وألف سيف انها تروح لمصر .
يمكن احد اسباب اصرار امها هو معرفتها بوجود رفيجتها ام خالد وانها ألحين مع خالد بمصر بأجازة .
ما كانت عارفه تنام , خافت انه امها تتصرف تصرف يحرجها وهم هناك بمصر , وخاصه قدام حرمة خالد .
وخافت اكثـر ان خالد يظن انها هي السبب بأقناع امها بالذهاب لمصر بالذات .
كرامتها ما راح تتحمل هالضربه القويه , ان ظن انها تجري وراه فهالشي ما راح تقبـله ابدا .
رفعت عيونها لأمها .
حاولت تركز على المهم :
المهم انهم بالأيام القادمه راح يشوفون وش هي المشكله مع امها وهذا هو المفروض تفكـر فيه ..
اما خالد والخطبه الفاشله بينهم , فلازم تكون أخر ما يشغل بالها .
خاصه بعد ملاحظتها اعجاب احد الدكاتره اللي تتدرب معاهم بالمستشفى فيـها .

يتبع ...

أميرالز likes this.

اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-09, 12:35 AM   #52

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

لتابع ..





ريم :

ريم كانت بغرفتها بعد لقاها بمها , ومستلقيه على فراشها وكانت بكامل الأسترخاء ببجامتها الطفوليه , وتكتب خواطرها ,و أفكارها .
اللي اغلبها عن عمر ..
يعني اللي ما يعرف ريم ويفتح دفتر الخواطر هذا , راح يعرف انه الكاتبه هي عاشقه لشخص اسمه عمــر .
بعد ما اكتبت خاطرتها الأخيــره , وحست بالرضا عنها , قامت من مكانها ..
بس ما عاد فيها تعيــش الكذبه , راح تواجه ابوها ألحين واليوم , قبل لا يجي اليوم اللي اتقابل فيه فيـصل .
ومهما عمل ابوها ما راح تخاف منه حتى لو ذبحها , مو معقول تظلم نفسها وتظلم فيصـل معاها .
طلعت من غرفتها وهي تأمل انها تشوف ابوها بالبيت ..
لكن وقفت بمكانها بعد ما اسمعت صوت ابوها المنفعل , والمتأثر .
خافت انه تقرب منه وهو بالوضع هذا ..
كانت بقرب باب الصاله .
وسمعت ابوها حمد يقول " لكن يا سعــود كيف ننهي المسأله كذا "
................
" بس ذا مهو اتفاقنا .. الأتفاق ما كان بالطريقه ذي "
.................
" ما توقعت يا سعود انك بتتراجع عن اتفاقنا , للدرجه ذي ما تقدر على زعل ابنك , وانا اللي كنت متصـور انك اقوى من كذا .."
ريم اللي كانت واقفه قرب الباب تفاجأت انه عمها سعود متصل على ابوها بهالوقت المتأخر , وش يبي منه .
شافت الساعه وتأكدت من الوقت , الوقت فعلا متأخر , خافـــت , عمها سعود مو العاده يتصل بهالأوقات ..
قطعت افكارها , هي وش دراها انه عمها سعود اللي متصل , يمكن ابوها هو اللي متصل ..
وبعدين يمكن ما يكون عمها سعود , يمكن واحد ثاني ..
لاحظت انه ابوها مركــز بالمكالمه وما كان منتبه لها ابدا .
ادخلت للصاله ..بعدم اهتمام
لكن سمعت اللي هز عالمها .
حست بالضغط ينزل بدمها , حست بطعنه لقلبها .
حست انها انذبحت من اللي اسمعته..
سمعت ابوها بصرخة صدمه يقول " عمر عــامل حــادث ....وليه ما قلت لي من زمان ...افاااااا عليك يا سعــود "
حـــست بالنفــس مو **** يطلع منها .
عمـــر ..
عمر عمــل حادث ..
راح تموت .
راح تموت ان صار فيه شي , راح اتموت ان صار فيه شي ..
رجلها ما شالتها , وكأنها اعجزت عن حمل هَمّ الخبر القاسي .
رجلها عاجزه انها تشيــل الأنسانه المذبوحه , والمقتوله من الهم
حاولت تقوم ما اقدرت ..المصيبه اللي جتها قاعده تلزمها بالبقاء مكانها على الأرض .
سمعت ابوها يقول بأهتمام " كيــف حاله ألحيــن .."
حاولت تركز , تفهم اخباره لكن جواب ابوها ما كان شافي ..
كان جوابه عباره عن .
" اممممم ..لاااااااا ...امممم ...اهااااا "
ابوها كان يرد ويتكلم ومو حاس بالشخص اللي طايح على الأرض بعجز ..
خطر في بالها : شكل عمــر واهو مريــض , عاجـــز , ومكســور ....أو اسوأ
أو أسوأ
بهاللحظه حست بالدم ينبض فيها بقوة .
وقامت من مكانها لباب الشــقه بعزيـــمه وناسيه العالم كله ..
ما في بالها إلا عمـــر ..
وسلامة عمــر
بدت تجري للباب , من خيالها انه عمـر غارق بالدم ومتألم ما تقدر تقعد بمكانها ..
مو قادره تتصور انه متألم وهي مهي قربه .

حبيبها .

قلبها .

روحها .

زوجها !

طبعا ريم غابت عن الواقع , وعن شكل اهدومها , وعن ان مالها صفه تروح له , والأهم بأنها ما تدري هو بأي مستشفى.
لكن القلب له احكام , القلب ينطلق بتعبيــر خاص عن المشاعر .
ما كانت حاسه بالدموع اللي غرقت وجهها .
وما كانت حاسه بالشهقات وصوت البكا العالي اللي بدى يرتفع منها .
كان بكاها عباره عن صراخ وصوت عالي .
كل هذا وهي مهي حاسه بروحها .
وصلت للباب , حاولت تفتحه لكن الصدمه انه كان مقفول , جن جنونها , حاولت بكل جنون قلقها من الخبــر انها تفتح الباب ..
وعلا صوت بكاها اللي كان من غيــر شعور .
ابوها اللي شاف بنته تجري على الباب , بالأول خــاف عليها , واللي خوفه اكــثر صوت بكاها العالي وغيــــر المنطقي .
لكن لما استوعب هي وش لابسه , وانها ناويه تظهر من البيت بالساعه هذي وبهالملابس عصــب من تصرفاتها .
اغلق التليــفون من سعـود , بعد سلام مستعجل ..
راح لها بكل عصبيه ومسكها من ذراعها , هالجنون هذا ما يمشي عليه , ولا يوافق عليه , وقال بكل قســوة " وين رايحــه "
حاولت تفلت من ابوها بقســوه وقالت ببكي ومن غير تردد " آآآآآآآآآآآآ انا آآآآآآآآآآآ انا رايحـــه لزو...لزوجـــي آآآآآآآآ , اتركني "
الصوره اللي في خيالها مهي ****ــه تتركها .
عمر مغمور بالدم , متألم ...
صرخت بأبوها برجاء حار " يبا طلبتك آآآآآآآآآآآآ يبا اتركني ارووووووووووح يبااااااا "
عمر ..
عمر ..
" يبا ... يبا ..ارحمنـــي "
ابوها كان يشوفها ما توقع انها راح تتصرف كذا ..
يدري ان قلبها ما نسى عمــر , يــدري وهالشي مخليــه يقسى على عمــر ..
لكن انها تتصرف بهالطريقه المهينه لكرامتها شي مو مقبــول وما راح يسمح فيه ابدا .
قال بكل قســوة " روحي لغرفــتك يا ريم , ألحيـن "
ريم ما عاد فيها تستحمل من خيالاتها السيئه اللي تصور لها حالة عمــر .
وقالت وهي تحاول تسحب ايدها من ابوها بقوة " ما أبغاااااااااااا , ابعــــــد عني , ما ابغاك انت , ابغــى عمــر ...ابغى اشوف احواله .."
قاطعها بأحساسه بالأهانـه من انه بنته متعلقه بالرجال بالطريقه ذي , وتقولها بكل وقاحه بوجه ابوها وقال " ما لك دخل بأحــواله , ريـــم ....هو طليــقك مهو زوجــك "
صرخت فيــه من حر ما في قلبها " لكني احبــ ...."
ما كملت كلمتها لأنه سحبــها بكل قســوة لغرفتها وهي تحاول تسحب روحها من ابوها .
تتمسك بكل شي في طريقها ..

بالكرسي اللي في طريقها..

بالكنبه ..

بالباب..

لكن ولا شي قدر يوقف توجه ابوها لغرفتها
اللي أول ما وصلها رما بنته رمي على الأرض وقال لها بغضب جارف " طلعه من الغرفه أو الشــقه مافي , إلا ان وقفتي جنونك , مهي بنتي اللي تتصرف هالتصرفات "
وطلع وسكر الباب بقوه , سمعت صوت القفل ..
سكر باب حريتها اللي راح يوصلها لعمــر .
قامت من الأرض بسرعه وانطلقت للباب , حاولت تفتحه وتأكدت ان ابوها اغلقه بالمفتاح ..
بدت تضرب الباب بقوة وتصرخ وتبكي " يبا ...آآآآآآآآآ........يبا .... افتح الباب آآآآآآآآ يبا "
تضرب بأيدها المغطاة بالشاش من غير اهتمام بأصابتها ..
بس تبي تدري وش فيــه ..
تبي تعرف اش صار له..
وش هي اصاباته ..
بكل بساطه تبي تكون معاه ..
ردت تضرب , تضرب وتصرخ تنادي ابوها , تبي ابوها يعطــف عليــها .
بعد فتره طويـــــله جدا التعب هدها , وتركها تجلس على الأرض وظهرها على الباب .
ايدها بدت تؤلمها .
بس تبغى تعرف كيف حاله ..
بس ...
صياحها وبكاها العالي هدت نبرته , وتحول لأنين نابع من اعماق الروح ..
وابوها لا حياة لمن تنادي ..
كيــف حاله ..
يا ترى اصاباته شديده ولا لأ ..
يتألم ولا لأ ..
مر وقت على جلوسها عند الباب , نزلت عيونها وناظرت ايدها , واكتشفت انها ممليه دم ..
ارفعت عينها بعدم اهتمام بأصابتها ..
لمن تلجأ , لمن تروح , ابوها ورافض يعطف عليها , طيــب وش تســوي , ايش تعمــل ؟
لمن تلجأ !!
لله ..
ايـــــــــه تلجأ لرب العالميــن .
تحركت من مكانها بسرعه , أدت إلى سقوطها ..
قامت بسرعه وفرشت سجادتها ..

ولجأت للحي الذي لا يموت

مالك الملك

الرحيم

الرحمن

القادر

الشافي

المعافي

صلت , وصلت , وصلت ..
وقامت بالثلث الأخيــر من الليــل , بمناجاه لله سبحانه , عبراتها تنزل على خدها ..
"يا رب , يا رب رجعه سالم , يا رب رجعه لي سالم .. يا رب سألتك بكل اسم هو لك انك ترده لنا , يا رب لا تحرمني منه , يا رب لا تحرمني منه ..
يا رب انا دايما اخطي , ودايما اذنب , واعلم اني كلي ذنوب , لكن مالي رب سواك ألجأ له .. "
والدموع اهني غلبتها , ووقفت الدعاء ...
"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ� �آ ....آآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
لما تمالكت نفســها , أو حاولت تتمالك نفســها انطقت "يا رب اوعدك ان رجع لي سالم اني راح اتحجب ..."
واهني ردت للبكاء لمعرفتها بأن هالكلمه غلــط وانها المفروض تتحجب من زمان وغصب عنها بعد ..
" آآآآآآآآآآآآآآآآ "
لكن ردت للدعاء من بين شهقاتها اللي كانت تقاطع كلماتها " اه اه يارب و أوعدك آآآآآآآآ اني ما راح اروح له بالمستشفى لأني مالي علاقه شرعيــه فيه...وأوعدك بأن وايد اشياء راح تتغيــر فيني .."
زادت الشهقات لمناجتها خالق الخــلق ..
كان اصعب شي عليها انها تمنع نفسها من شوفته بالمستشفى لكن لأدراكها بأن هالشي غيــر جائز لها , اجبرت نفســها عليه ..
وصوت البكا زاد علــوه ..لأنها تعلم ان اراد الله شيئا فإنما يقول له (كن فيكون) , ولأنها تعلم إن الناس لو اجتمعت على أن ينفعوا عمر بشيء ما راح ينفعونه إلا بشيء انكتب له من الله سبحانه وتعالى .


حمد :

حمد كان يسمع صوت بنته , وبكاها , وضربها على الباب ..
وحس بالهدوء اللي غمر المكان بعد توقفها عن ضرب الباب بقسوه .
لازال صوت البكا واصل له , مع انين , وهمسات ينقلها هواء الليل من نافذة غرفتها المفتوحه للبلكونه .
سماعها تبكي بهالحرقــه أثر فيه بقوه .
ظن للحظه انها بتموت ان ما فتح الباب لها .. وكا هي عاشت ..
لكن لازم يسوي كذا , مو معقول يسمح لها تهين نفسها على شخص ...اي شخص .
حتى ولو كان عمر
غلـط انها تخرج للمستشفى وبهالوقت , وبالملابس اللي كانت عليها وما تتوقع منه ردة فعل قويـه .
ردة فعلها هي على الخبر كانت قويــه , وغيــر متوقعه ..
هو نفســه انصدم منها .
تنهد , مدرك انه الغلطه نوعا ما غلطته .. هو اللي سمح لها بالزواج المبكر اللي تركها متعلقه بطليقها للدرجه ذي ..
احساسه بالذنب ومعرفته بتعلق بنته الوحيـده بعمر , تركه يرمي بالكلام على عمــر بكل مناسبه لأجل يقنع نفسه أولا , وعمر ثانيا انه ريم ما تحب طليقها ولا هي مهتمه بالطلاق ولأجل يغيض عمر .
عمر عمل حادث !
الخبـر كان مفاجئ له هو نفســه !
عمر ألحين تحت تأثير البنج ومهو واعـي لشي ..
سبحان الله ..
بعد المطار بالضبط حصل له الحادث , وهالحادث من قوته على كلام سعود كان ممكن يؤدي إلى وفاة عمر لكن الله ستــر , ولطف بحاله .
الظاهر ان كلام سعود له صحيح , ألحيــن لازم يوقف اتفاقهم عند هذا الحـد , شخص واحد تضرر وهذا الشي كافي ..

أميرالز likes this.

اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-09, 12:45 AM   #53

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

لبارت الثالث والعشرين

***والهم سجـــــانى وانـــــا فيــــــه مسجـــــون ...وان قام حظى طاح وان طاح ما قام ***







حست بزوجها لما نام ..
كانت مستلقيــه على صدره..
حاولت تنام , بالفعل حاولت ..
لكن ذكريات الحادث , وخوفها من الكوابيــس منعها .
اللقطات الضبابيه للحادث , كانت تغمر عقلها بكل دمويتها , منظر امها , صوت الشرطه ..
كل شي , كل شي .
قامت من السرير بهدوء وخفه عشان ما تصحــي خالد .
وراحت للنافذه , لثواني بس ..
الألم مو مخليـها تركـز , تبي شي يشغلها عن افكارها , راحت للحمام , وشافت وجها .
مسحت اثار الكحل , وغسلت ويهها بقوه بالماي , وبعدين بعدت شعرها عن وجهها بقسوة , بدت تتأمل روحها بالمنظره .
تبي تشغـل حالها , تبي تغيـب عن الواقع .
ردت للغرفه , انزعت روبها .
وراحت للريال النايم , انسدحت قربه
وقالت بصوت هامس " خالد ...خالد "
لما حست بعيونه تفتح لها قالت بكل هدوء " احتاجك "
عقد حواجبه بعدم فهـم من تأثير النعاس.
قربت وجهها من وجهه وردت تقوله له بأصرار " احتاجك .."

وعبرت عن احتياجها بالأفعال اللي استقبلها خالد بكل رحابة صدر



سعـــود :

اشرقت شمس يوم جديــد عليهم وعمــر ما فتح عيــنه عقب اخـر مره .
الطبيــب كان ألحين بالغرفه يتأكد من انه كل شي تمام .
وسعـود قاعد ينتظر انه يقوله الطبيب شي , اي شي .
خاصه انه الدكتور كان يشتغل بصمت وهدوء ..
وفجأة تكلم الدكتور بكل هدوء وهو مايل على عمر " صباح الخيـر يا عمر "
لف سعود على عمـر وانتبه انه ولده فتح عيــنه .
عمر كان يشوف الدكتور وباين عليــه الأستغراب وعدم الفهـم , وبسرعه وقف سعـود وبنيته انه يوقف بقرب ولده عمـر , إلا انه الممرضه اشرت براسها بهدوء بمعنى (لا تقرب )
وقف مكانه وشاف ولده وهو بعيــد ..
عمر فتح عيـنه من الألم اللي حــس فيــه .
وما يدري وين مصدره , سمع صوت غريــب عليـه .
بدى يتأمل هالوجه وهالصــوت , يحاول يتذكر من هذا الشخــص !
أو اهو ويــن !
لكن مو قادر يذكــر !
غمــض عينـه ..لكن رد فتحهــا على صوت الرجل الغريــب يقوله " ازيــك يا عمــر ؟ "
حــاول يتحرك لكن مجرد تحريكـه لرجله أو ايده كان مؤلم وخلاه يشهــق ..
ويكتم الأنين بقوة ..
صر على اسنانه بقســوه .
لما خف الألم , رد يتنفــس بصعــوبه شوي .
وهذا خلا الغريب يقوله " ما علـش يا عمر , الألم شي طبيعي دولوقتي "
الألم شي طبيعي ...
عمـر تجاهل الكلام كله , وسأل وصوته رايـح وخشن ومنخفض جدا " انا ويــن ؟"
ذاكرته مهي قادره تسعفه , حـاول يتذكــر بس مو قادر يركـز , كلما حس انه بيوصل , الألم يقطع عليـه افكاره , ويرد لنقـطه البدايه .
ابتسـم له الغريب وقال له " بالمستشفى "
عقــد حواجبــه ..المستشفى ..
هذا تفسير الريــحه اللي تقلب الجبد ..
امممم و هذا يفــسر الألم ..
والوجوه الغريبه .
رد يركــز المستشفــى , بس ليش !
ليش اهو بالمستشفى ..
شنو صار !!
غمض عيــنه .
ورجـع كل شــي ..
أبوه
الطريج
المطار
فيصل
حمد
ضيق التنفس
فقدان السيطره
الأصطدام
الألم
الناس
الظـــلام .
اهني بس فتــح عيــنه بشــهقه ..
خطر في باله ابــوه .
ابوه يعاني من حادث حنان , لازم ما يدري عني , لازم ما احد يقوله عني .
وقال بسرعه بصوته الخشن والمتعب " ابوي , ابوي لازم ما يدري , ابوي راح يتعــب "
حاول يقوم من مكانه من غيــر وعي كان يبي يتحرك , يبي يقوم , خوفا من انه ابوه يشوفه متعور , و يتعب معاه .
لكن الألم ضربه وقيــده بمكانه وخلاه يئن " أأأأأأأأأأأأأ "
ما كان متعـود ينطق بألمه , بس هالمره غيـر .
الدكتور حط ايد مقيده على عمــر , وقال له "عمــر بالراحه على نفســك , الحادس كان أوي جدا , وابوك عارف يا ابني "
سعــود على رغم التأثر والغصه اللي في بلعومه , قرب من ابنه .
كان وجه سعود غيــر ناقل لمشاعره , كان ولازال بنفس قوته , وصرامته .
عمــر شافه ..
بهاللحظه بالذات كان كاره نفســه , كان دايما يحاول يجنب ابوه الألم بمعنى اصح يحاول يحمي ابوه , لأنه ابوه عانى وايد من وفاة حنان .
ابتسم بسخريه وقال واهو يدري انه ابوه ما راح يصدقه " ترى ما فيــني شي "
صوته وشكله , وصوت نفســه اللي يطلع بقسـوه من صدره , و تعابيـر وجهه المتغضنه من الألم كانت تقول عكس هالكلام
هز ابوه راسه بالموافقه من غيـر تعليـق .
عمـر حس بنفسيته تتحول لصفــر من الغيظ .
ابوه قاعد يماشيــه ..ياخذه على قد عقـله !
كان يتألم , راسه يعوره , ورجله يحس فيها تنبض بألم يسري بكل جسمه..
نفسيته زفـت , ما كان حاب انه ابوه يشوفه جذي ..
فكر بالناس الثانين اللي احتمال انهم يدرون عنه , خالد
ومها
اه الله يعيــن مها , لأ راح يكون السبب في قلب المواجع عليها ..
وفجأة طرت على باله
ريم , ريم راح يثير شفقتها .. أه .. كره نفسه لأنه فكر بردة فعلها ألحين , بالوقت اللي ألمه واصل فيه لدرجة الجنون
بيكسر خاطرها , بتقول مسكين عمل حادث لأنه ما كان قادر يسيطر على اعصابه..
هذا إذا اهتمت انه عمل حادث
للحظه الحادث تمثل بكل حذافيــره بعقله
فقدان السيطره , والصوت العالي , وصرير المعدن بالمعدن , ثم الأنقلاب والأصطدام , وريحة البنزيــن ..
ذاكرته كانت مركزه وبقوة هالمره على الحادث بالذات , على مشاعره وقت الحادث , على الضبابيه بعد الأصطدام , على الألم اللي يقتل ..
وما كان يدري انه وجهه كان ناقل لمعاناته
سمع حس الدكتور يقوله " عاوز مخدر للألم ..وبعدين نتكلم"
قاطعه عمــر بتعب " لأ , لأ ما ابي مخدر , ابي اتكلم ألحين عن اصاباتي "
عمر ما يبي ينام , ما يبي يرد للظلام , الفتره اللي غاب فيها عن الوعي يحس انها كثيــره مع انه التعب غامره , ويحس انه مجهد , والألم ينبض بكل جسمه وخاصه برجله , ومع ان المستشفى وريحتها , وشكل ابوه المتعب شي يلعب بالأعصاب .
وكمل من غيــر لا يشعر بالتعب الباين بصوته , وتصرفاته ,ومن غيـر لا يشعر بتغيــر صوته ..ما كان يقدر يتحرك من غيــر لا يحس بطعنه ألم .
وقال بتعب "شنو اصاباتي ؟ ابي اطلع من المستشفـى "
اهني ابوه قال بصرامه " تو الناس عليــك "
عمر ما لف على ابوه وقال للدكتور بنفس التعب " متى راح اطلع "
ابتسم له الدكتـور بلطف وقال بهدوء " معليـش يا عمـر , راح تكون ضيف عزيز عليـنا هنا بالمستشفى "
غمـض عيــونه هالمره من العصبيه ورد فتح عيونهم ..
وبدى يقنع نفسـه انه يهدى , ويرخي اعصابه , ما راح تفيــده العصبيه .
كرهه للمستشفى ما راح يفيد ..
وبدا الدكتور يسوي له فحوصات أوليــه , ويسأله اسأله معيــنه عن مكان الألم وشنو احساسه ..
وبعد ما انتهى الطبيـب من اسألته وفحوصاته
واللي اهو كان يجاوب عليـها بأقتضاب
سمع الدكتــور يقوله بجديه " ركز معايه شوي يا عمـر , انا حتكلم معاك عن اصاباتك .."
كان يبي ماي , من اول ما شاف الدكتور واهو يفكر بالماي..كان حاس بالعطــش , وحاس بالجفاف اللي ببلعومه ..لكن ما قال لأنشغاله بمعرفة اهو وين ..
وقال بأختصار وبلهفه " ماي...ابي ماي اول "
تحركت الممرضه بسرعه وكفاءه , وشربته الماي ..
اللي لما اشربه كان راح يشرق من جفاف حلقه .
الدكتور كان قاعد قرب عمر , وبعد ما انتهت الممرضه , قال " بص يا أستاز عمــر .. طبعا الحادس كان أوي جدا , وانت اكتر واحد حاس بأوته , الرزوز متفرأه بكل جسمك .."
عمر ركـز بأول شي بس حس انه التعب قاعد يدوخه .
وكمل الدكتور " اصاباتك الأساسيه , على جبهتك , والعمق كان كبيـر جدا , واستلزمت منا تمانيه غرز .."
سعــود كان قاعد يسمع التفاصيـل للمره الثانيــه ..
لكن هالمره مع رؤيه تعابيــر وجه عمـر , اللي كانت متعبــه , ومنهكــه , واللي كان واضح عليــه قاعد يغالب التعــب
" طبعا الحمدلله ما فيــش اي خدش بالجمجمه , اصابة الرأس والصدمه اللي جت منها كانت السبب في شعورك بالأغماءه وعدم التركيــز اللي جاك بالحادس "
كان الدكتــور مع كل شرح لأي إصابه يأشر على مكانها بجسم عمــر
" في الكتف والزراع اليمين رزه قويــه , وفي صدرك كمــان .."
عمر كانت ريله اهي مصدر الألم الأكبــر فقاطع الدكتــور " وريلي شفيــها ؟ "
سعــود على طول نقل نظره للدكتور , وردها لأبنه ..
الدكــتور قال بكل صراحه ووضوح " دي الإصابه الجامده يا عمر .."
قام الدكتور وأشر على ريل عمر اليمين وقال " في رجلك دي تلاتة كســور .." لف ويهه على وجه عمــر اللي شحــب لكن ما تغيـرت تعابيــر وكمل " الأول عند منطقه الفخذ والتاني بنفس المنطقه فوأ الركبه تمام , ثم بالساء "
هذا معناه ..
قطع افكاره صوت الدكتور اللي قال " اما بالنسبـه لرجلك اليسار , فيها كســر بمنطقه الفخذ ..طبعا ده معناه .."
عمــر كان ساكت ..
" انك مش حتأدر تتحرك , أو تحرك رجليــك , وبعد ما تتعالج الكســور , حتحتاج لإعادة تأهيل يعني لعلاج طبيــعي عشان تأدر تتحرك طبيعي مره تانيه "
ما في اي رد فعل من عمر غير انه غمض عينه , وما احد عارف ردة فعله وقال بهدوء " الحمدلله على كل حال "
وكمل بأن قال " انا ألحين ابي انام "
ما تناقش بالأدويه , ولا تكلم عن المده , ولا تحلطم ..
ما كان مهتم بالأصابه ولا بقوتها إلا بجزء بسيط من عقله
كان مغتاظ من روحــه , من تركه لمشاعره تسيطر عليـه وبالتالي سبب ضرر لأبوه , و لأهله .
بس ألحين ما يفيد الندم .
قال الدكتـور " اوكي " وتحرك الدكتور و أشر للممرضه اللي بدت تحط الدواء بالدرب , وقال " الدوا ده عباره عن علاج ومسكن للألم "
مافي اي تعليق من عمـر .
نفسيـــته كانت زفت , وصارت ازفت من الزفت .
طبعا اهو غمض عيـنه , ولكن النوم بعيـد عنه , افكـاره المشــغوله واللي تنتقل فيـه من وادي لوادي مو مخليته يسترخي .
يا ليــت بس على التفكيــر , الألم كان يذبح ..
ما راح اقعد بالمستشفى , ما راح أقعد ..
ما احد راح يجبره يقعد فيـها .
مرت دقايق , والتعب اللي يقاومه , والمخدر بدوا يعطون مفعولهم .
نام..
وفعلا عمر كان محتاج بهالوقت للنوم , لأنه لو ترك بروحه وافكاره وألمه اللي بدى من ألحين يكتمه , كان راح يجن .


ريــــم :

ما اقدرت اتنام من جاها الخبــر .
اعيونها صايره معين لا ينضب من الدموع .
كلما اسكتت لفتره , ردت تصيــح , لما هدها التعب واستلقت على السجاده .
ما حاولت اتغيـر مكانها , أو تتحرك منه , حاسه بأمان جزئي وهي على سجادة الصلاة .
على الرغم من الهواء البارد , اللي كان يدخل عليها طوال الليل من النافذه إلا انها ما سعت انها تغلق النافذه .
هي بس تبغى تعرف خبـر عنه ..
كيف هو ألحين ..
بس تبغى تعرف
الحيــره والشك , وعدم المعرفه يقتلونها .
كان ودها تحرر روحها من جسدها تشوف لها اخباره , وان كان نايم تمسح على راسه , وان كان تعبان تطمنه بحب ..
اطلعت منها شهقه بكا لما تذكرت روحتها وردتها على النافذه , واللي اعرفت منها انه لا عمها سعود ولا عمـر جو للعماره امس.
ردت للحاضر لما اسمعت صوت قفل الباب يندار ..
دليل على فتح الباب , ما تحركت من مكانها , تحس حالها مستنزفه , حتى راسها ما تقدر ترفعه .
سمعت صوت صينيه محموله .
وعرفت من القادم .
نعيـمه
وهذا اكبر دليل على عدم حنيـة ابوها عليها .
والشهقه تحولت لبكا مرير على قسوة ابوها عليها , تاركها طول الليل تفكـر وتبكي من غيـر اي اهتمام , ليه ما يطمنها .. ليه
حست بالصينه تنحط على الطاول بسرعه , واسمعت صوت اصطدام اواني الأكل ببعض , وحست بأيد تحاوطها وتقول بأنفعال , وخوف " الله ...الله .. يا ستي , هوا فيــه ايه "
السؤال والقلق بصوت نعيــمه كان عامل مؤثر بزياده انفعالها وبكاها .
جت نعيـمه بالوقت المناسب لأنه ريم كانت بهالوقت تحتاج وجود احد يخاف عليـها ويحاتيها , وتحتاج لوجود انسان اخر يخفف عليها همها .
وضمت نعيمه بكل خوفها , وحاجتها ويأسها , وهي تقول " نعيــمه ...أأأأأأأ .... نعيــمه.. "
الشغاله الكبيره بالسن رق قلبها اشد رقه للبنت الصغيره اللي المفروض ما تبجي بحرقه قلـب جذي .
وقالت وهي صوتها يرجف مهدد بالبكاء بعد " هو فيــه ايه يا ستــي "
" نعيــمه ...عمــر ..أأأأأأأأأأأأ ..عمــر "
نعيمه اللي تعرف عمــر , وتعرف انه كان زوج ريم ,لأنه عملها بشقه أبو ريم صار له فتـره طويـله , وكانت تصادفه دايما بالروحه والرده بالعماره .
انخلع قلبها على بكا ريم ونطقها بأسمه .
وقالت بخوف " عملك ايـه "
يا ليته عمـل , ياليته عمل ..
وقتها بأكون عارفه بحاله , ووضعه , مو ألحين بجن من القلق عليـه .
حركت ايدها من ظهر نعيمه إلى ذراعها , واسندت حالها عليها ..
ودموعها ماليــه وجهها .
تمالكت نفسـها
وشدت على ملابس نعيمه وقالت "أأأأأأأ عمل أأأأأأأأ حـ...ـادث , عمـ....ـل حادث أأأأأأأأأ "
نعيـمه انصدمت من الخبـــر ...السي عمر عمل حادس !؟
ده شاب صوغيــر ..
شافت وجه ريم .
اثار ليله من البكا كان واضح عليـها .
" ومـ..ـا ادري عن وضـ..ـعه "
وخبت وجهها بصدر نعيـمه .
حطت نعيـمه ايدها على راس ريم وضمتها , مهما كانت ريم ما تعبر عن مشاعرها تجاه عمـر بعد الطلاق إلا انه المشاعر كانت معروفه عند نعيـمه لأنها لحقت عليهم قبل طلاقهم , وشافت كيـف انه ريم تعشق عمـر .
وعمر عمـل حادس , ازاي ..
ما حبت نعيـمه تفكر بوضع عمـر , ان شاء الله يكون بخيـر .
الحين اهي جدامها ريم اللي راح تذبح عمرها من البكي .
لازم ريم تتقوى عشان تواجه اي خبـر كان , الحاله هذي ما راح تمكنها من التماسك ان كان الخبـر سئ .
قالت لها نعيـمه " ان شاء الله ما فيـش حاجه , تفاءلوا بالخيـر تجدوه " وضمت ريم بكل قوتها , وكملت " العياط مش حيفيد يا حبيبتي ...قومي.."
وقومت ريم من مكانها , وفصختها ثوب الصلاة , وصلتها للحمام .
وريم اللي ما كان فيها قوه تقاوم , او تمانع قامت ..
نعيمه بعد ما تأكدت انه ريم بالحمام .
شالت الصينيه وحطتها على الطاوله اللي بدار ريم .
وهي تحط الصينيه تفاجأت بأثار لون احمر على كم قميصها .
للحظات تساءلت شنو مصدره ..
وفجأة استوعبت هذا شنو , هذا دم ..
على طول انتقلت انظارها إلى الحمام .
اطلعت بسرعه من الغرفه , وتوجهت لحمد , وشافته على طاوله الفطور , وواضح عليه انه ياكل بذهن غايب .
وقالت بكل احترام , لكن بعجله " سيدي "
رفع حمد عيـونه وقال " نعم "
بأستعجال وخوف على ريم " الست ريم .. بتنزف دم..ما ..ما اعرفش من فيـن "
حمد لما سمع هالكلمه , فز من مكانه ..
تنزف دم !
خاف عليها , بعد قضائها ليلة امس بالبكاء , خاف انها عملت شي بحالها .
ريم كانت تحاول تتماسك بالحمام , شافت وجهها , اللي كان وارم اكبر دليل على قضاء ليله بالبكاء .
تحت عينها كان احمر
رفعت ايدها عن المغسله وشافت اثار الدم على السيراميك .
ما اهتمت كثير ..
اطلعت إلى غرفتها وهي تحس براسها يألمها بشده من البكاء امس .
حست باللي يدخل الغرفه .
رفعت راسها للباب وشافت ابوها .
وقفت للحظات بمكانها ..وبعدين انطلقت لأبوها وقالت بعجله " يبا , يبا "
حاولت تضم ابوها لكنه صدها .
حست بأحباط يغمرها وقالت " يبا اسـفه , يبا ما أقصد .."
ما رد عليـها ..اما هي فقوتها اللي حاولت تسترجعها بدت تضيع منها ..
كانت تدري بأنها كانت مجنونه لما اعترفت انها تحب طليقها ومجنونه فيه , وكانت بتخرج وتروح له بالليل , تصرفاتها الليله الماضيه كانت جنـون , بس المجنون ما يواخذونه .
حمد كان يحاول يشوف من وين مصدر الدم , وما اهتم بأعتذارها , امس عملت اشياء هو ما كان متوقعها وبكل صراحه خيبت امله , واحرجته قدام نفسه , وتخيل لو كان فيه احد وشهد على المنظر وش بيكون موقفه.
قالت بصوت استجداء "يبا ارجوك ما عاد اسوي كذا..وربي اني شلت الجنون من راسي ..ما أبغى اروح له خلاص ..انا ألحين بس ابغى اعرف وش هي اخـبـ.."
بصوت صارم قاطع كلامها " بس يا ريم .. انا اللي ما عاد ابغى اسمع صوتك .."
صرخته فيها , سكتتها .
اتحس بداخلها شي انكسر .
اهني بس انتبه حمد لكفوفها , عرف انه الجرح اللي بيدها يحتاج لعنايه .
اكيـد الخياط فيه شي , تقطع او حصل له حاجه .
ترك ايدها بهدوء " تحضري , نبغى نشوف جرحك وش حصل فيه "
ناظر بعيونها ووجهها اللي كان يقطع القلب .
ما كان لها اي ردة فعل سوا انه لما ترك ايدها طاحت بقربها بعجز .
كنه ما فيها قوه ترفعها .
كان ودها تقول لأبوها انها ما تبغى تشوف ايدها وش بلاها , لكن راجعت نفسـها وقررت انها ت**** ابوها , وما تعصبه اكثر منها .


مهــــا وخالد :

كان يناظرها تتحرك بالغرفه , تروح يميـن وشمال ..
تتجنب النظر لجهته ..
وش يفهم من تصرفاتها , هل هي موافقه على عرضه ولا لأ ؟
هل هي لجأت له عشان ضيقها فقط ولا لأجل تعبـر عن موافقتها على عرضه بعد ..
تنهد بصوت عالي , وواضح انه هالشي لفت انتباهها , لأنها لفت عليـه بصوره جانبيه , وبعدين كملت عملها .
اللي هو ما يدري وش هو بالضبط .
كان ملاحظ تهربها وتحركها من غيـر هدف بالغرفه .
فقال " مها "
تركت اللي بيدها بخرعه , وطاح بقوه على الطاوله ..
مصدر صوت عالي !
وهذا خلاه يرفع حاجب , وش دعوه كلامه لها كان بهالتأثيـر !
بتوتر تكلمت " اممممم , امممم نعـ..ـم "
اوكي ان كان شاك بالسابق انها متوتره فألحين هو متأكد ..
قال بكل هدوء لأجل ما يفزعها اكثـر " انقل اغ**** لهنا ؟؟ "
كانت طريقته غيـر مباشره في معرفة وش تفكـر فيه , في معرفة ان كانت تقصد بتصرفها انها بتكون معاه ولا لأ ؟
حطت ايدها على شعرها وقالت بهدوء متوتر " على راحتك "
ابتسم ...
لأول مره يبتسم براحه من فتره ..
على راحتك ..اخيـرا
رد استلقى على الفراش وغمض عيـنه براحه , الحمدلله على السلامه ..
مها بعد ما قالت كلمتها لفت ويهها , وراحت تحضر اغراضها , ما تدري ليش حاسه انها راح تندم , لفت تشوفه بنظرات خـوف وترقب ..كان مستلقي على الفراش ومغمض عينه وشبح ابتسامه على شفايفه .
جانب منها حاس انها بتكون بخيـر , لأنه اهو راح يعتني فيها , لكن الجانب الأكبـر حاس انها راح تتضرر من هالقرب , كلما قربت كلما زاد حبه بقلبها , كلما اشتاقت له اكثـر
خايفه منه , خايفه , ومهي قادره تمنع هالأحساس من السيطره عليها .
ما كانت خايفه انه يضرها جسديا , لأ ابدااااااااااا
كانت خايفه من القرب النفســي .
الظاهر صارت عندها عقده نفسيـــه !
صارت دايما تتوقع عقب ما يتقربون , أو تحس بداخلها الحب , والحنان اتجاهه لازم تتضرر بعدها على طول
لأنها عقب سبع سنوات زواج , كانت عايشتها بحب وعشق له , اكتشفت اشياء اهو مخبيها عنها وضرتها
و لما رد عقب خلافهم , وتقربوا واهي توقعت انه ترك خطيبته , طلع لا تارك خطيبــته ولاشي , وجرحها اكثــر , وأكثــر
و وايد اشيـاء ..و وايد مواقف دلتها على انه قربها مع خالد راح يليه ضرر لها
قامت تخاف من قربه , لأنها تلقائيا تتوقع انه راح يجرحها ..
اففففففففففففف تفكيــرها تافه ..
اهي كانت تبي تفتح اليوم صفحه يديده , غبيه , صج غبيه , وتافهه , يعني كان لازم تتوتر , أو تتوقع انه يضرها ! انا احتاجه على الأقل بهالفتره , إلى ان اولد وقبل لا اهو يتزوج .
حطت ايدها على قلبها لما طرت على بالها فكرة انه يتزوج ..يارب ساعدني
التزمت الصمت اهي .. واهو بعد التزم بالصمت
راحت للحمام , واسبحت وتجهزت ..
ولما ارجعت للغرفه ما لقته .. وبعد خمس دقايق انطق الباب
راحت وطلت من الثغره حقت الباب .. وشافت خالد ..شعره كان كله ماي , وبيده حقيبه صغيـره للشغل , وحقيبه فيها هدومه .
افتحت الباب .. ودخل بشنطته .. واهي بدى قلبها يطق اكثـر , توترت بالحيـل , وفكرت بخالتها , اكيد بدر راح يقول لهم ان اخوه نقــل
حط شنطته على جنب .
خالد ما تكلم واهي بعد ما تكلمت .
فطروا مع بعض بالغرفه !
بصمت ..
كانت ترفع نظراتها له خلسه .
وترد تنزلها .
يا ترى شنو في باله ألحيـن ؟
بشنو قاعد يفكر ؟
تنهدت بقوه .
طلعوا من الغرفه مع بعض .. وبالممر لف خالد بيغلق الباب ولقاها مغلقته قبله ومتسنده عليه , وهذا خلاه قريب منها بقوه ..مها اخجلت من القرب ..وعضت شفايفها .
حست بنظرة خالد عليها ..
كان بيبتعد لكنها مسكت كف ايده ..
كان خايفه و ودها تقوله عن الأشياء اللي تخوفها .
عن خوفها من هالقرب
عن خوفها من ردة فعل اهله
عن خوفها من قدوم خـ...خطيبته
عن خوفها من الطفل
عن خوفها من الولاده اللي بدا يتطور عندها من كم يوم
عن خوفها من بكره ..من الطلاق ..
عن خوفها الأكبر .. واهو خوفها على عمـر بالوقت الحالي وعن خطورة اصاباته
ورفعت نظرتها له وقالت بتردد" خالد.. انا ..." وسكتت بحيــره , مهي عارفه شتقول أو شلون تعبــر " انا ..." وردت اسكتت بعجز , مهي عارفه اشلون تشرح مشاعرها .
لما اسكتت للمره الثانيه , وسحب ايده من ايدها وحطها على خدها , وتوه بينطق ..
صوت باب فتح , قريب منهم .
خالد ما بعد عنها , شافها لفتره وبعدين بعد .
مها ما تجرأت ترفع راسها وتشوف مين اللي شهد على قربهم الحميمي من بعض .
موضي قامت بكيـر اليوم ..
كانت تنتظر ولدها اللي دخل لغرفه مها ..كانت تبغى تكلمه امس بالليل ..لكن انتظارها طال , واعرفت انها ان انتظرت ما راح ينفع .
ونامت .
واليوم لما صحت وصار عندها نيه الفطور بمطعم الفندق , تفاجأت بمنظر ولدها عند الباب بقرب حرمتـه بطريقه مخجله .
وش معقول الشخص يقول ان شاف هالمنظر .
تعبت من التفكير بولدها وحرمته , وسمر , والبيبي ..
اللي اعملته انها انقلت النظر بينهم بنظرة تأنيب خارجه عن ارادتها .
قرب ولدها منها وباس راسها وقال " صبحك الله بالخيـر يما "
امه اسكتت وابتسمت له بذهن غايب .
ونظراتها كانت على مها .
مها ما كانت عارفه تقرا شنو معنى هذي النظرات .
مها كان ودها ان الأرض تنشق وتبلعها .. كانت تتمنى اي شخص يطلع من هالغرفه , حتى لو كان الجني الأزرق , ويشهد على وقفتهم , ولا تكون الشاهده خالتها .
لكن بالنهايه موضي كلمت مها وقالت بلطف " مها الحمدلله على سلامة خالك "
لما سمعت كلمة خالتها على طول فز قلبها
ايــه الحمدلله على سلامتـه ..
عمـر رجع لهم بفضل من الله سبحانه وتعالى .
كانت خايفه لكن هدوء خالد , وعدم عجلته كانوا عاملين مطمنين ..
هذا غيـر كلامه امس..
بس بعد تبى تشوف بعينها وضع خالها , تبي تتأكد انه بخيـر ونعمه .
وقالت بصوت هامس " الله يسلمج "
مها رفعت نظرها والتقت بنظرات خالتها , وكانت حاسه بتركيز نظرات خالد عليها .
وبعد ثواني بعدت نظرتها عن خالتها بخجل .
موضي شافت ولدها , كان ينظر لمرته بنظره غريبه .
وبهاللحظه خالد شاف امه اللي كانت تناظره , حست امه بأن نظراته فيها كلام , كنه يبغاها تفهم حاجه .
وبعدين قال " احنا رايحين المستشفى ألحين , تامرين على حاجه .."
موضي عطت مها نظره عدم راحه لوجودها خاصه انها بتقول شي راح يضايق مها , وهي ما تبغى تقول اي شي يضايقها خاصه بعد حادثة خالها .
مها شافت هالنظره , وحست بداخلها بعناد , ما راح تتحرك إلا ان اعرفت شنو الموضوع , خاصه انها حاسه انه الموضوع متعلق فيها , وبخالد , وراح تكون مجنونه ان تحركت .
وقفت بكل براءه وعناد ..
موضي شافتها , ولاحظت انها مهي ناويه تتحرك , فسألت السؤال اللي كان في بالها من امس بالليل , وحاولت على قد ما تقدر انها تقدر وجود مها , فقالت بصرامه " طيب انت اللي بتروح لعمك اليوم بالليل للمطار "
خالد تفاجأ ..يا الله كيـــــف راح عن بالي موعد قدوم عمي !! , يا رب العالميــن كيف طار الموضوع كذا ! , بذي السرعه جا وقت قدوم عمي حامد واهله؟
اما مها فارفعت نظرها لما اسمعت كلمة خالتها ارفعت نظرتها لخالد , لكن تعابيره كانت جامده
سمــر هذا اللي تقصده خالتها من كلمة عمه , يعني سمــر
عشان جذي كانت تشوفني بعدم راحه ..
يعني عمه والزفت معاه ..
كانت تبي تعرف بشنو يفكر فيـه , لكن خالد غلف وجهه بجمود.
كانت راح تصيح من القهر .
وكانت تنتظر منه الرفض , كانت تبيه يرفض ,يقول لأ .. لكنه جاوب بكل هدوء "اي نعم , ان شاء الله "
خالد راح فكره مثل العاده على الأصول والواجب , ومتى ما كانت الأصول تتطلب انه هو الكبيــر يستقبل عمه , فأهو اللي راح يستقبله .
حس بضيقه انه راح يضطر يستقبل احد بالمطار , وهو ناوي يجلس مع خويه , الراقد بالمستشفى
حادث عمر , و وضعه مع مها نساه وقت قدوم عمه
الله يعين بس قدوم سمر وش بيسوي فيهم ! , الله يعدي الأيام الجايه على خيـر ..وتنتهي سالفة الخطبه اللي مهي ****ه تتحرك ..
مها حست برجفة شفايفها .
ما تقدر توقف احساسها بالغيره .
كانت تسمع كلام امه عن موعد وصول الطياره , وعن مكان اقامتهم , وعن غيره من الأشياء , لكن اهي حاولت انها تصمت وتكتم لأجل ما تصرخ عليه , وعلى خالتها , وتقلب الدنيا فوق تحت .
وبعد ما انتهوا من الحوار تحركوا اهي واهو .. لكنها ساكته , وما حبت تتكلم معاه عشان ما تتهاوش , واهم توهم قايلين يا هادي على اتفاقهم ..
مها صبري على هالريال , لا تتكلمين عن الوضع .. ارضي وسكتي ..
لأنج ان تكلمتي بتقولين شي وبتندمين عليه بسرعه
على الأقل مؤقتا .
واهو كان معتصم بالصمت , وساكت وزاد على هالشي النونه معقوده .

يتبـــــــــــع ...

أميرالز likes this.

اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-09, 12:46 AM   #54

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

التـــــــــــابع :





ريم :

ريم البست ملابسها بمساعده نعيـمه , لأنه ايدها صار الألم اللي فيها غيـر طبيعي .
نعيمه ظنت بعد ما ساعدتها باللبس انه خلاص بس ألحين تطلع ..
لكن ريم أوقفتها وقالت بأرهاق واضح من وقفتها , ومن ملامحها , وشحوب وجهها , و بهمس وخجل " نعيـمه , الحجاب اللي كنت جايبته معي من السعوديه .. اممم ..وين ؟"
وقالت بأستغراب " الحجاب "
قالت ريم بخجل " ايه , انا .. انا ناويه ألبسه "
نعيـمه وقفت , وحست بفرح داخلي يتغلغلها , الفرح اللي يحوش كل مسلم لما يعرف انه مسلم اخر قاعد يمتثل لأوامر الله .
وقالت بحب وعجله " يعني حتلبسيه للأبد ! "
ريم صار وجهها احمـر , وقالت " ايــه "
راحت ضمتها بقوه , وقالت " حاضر , حاضر يا حبيبة ألبي , راح يكون عندك بسانيه"
وتحركت بسرعه لخارج الغرفه .. و لما شافتها ريم تطلع , اقعدت على الكرسي بتعب .
عينها تؤلمها مــره , وراسها بعد , وتحس بتعب .
لكن لازم تصبـر
ابوها شكله ما يوحي بالكدر والضيق ..يمكن هذا معناه خيــر
ان شاء الله يكون معناه خيـر .
لأنه إذا غيـر هالشي راح تموت .
جابت نعيمه اللفه السودا اللي جايه فيها ريم من السعـوديه .
واللي لما ألبستها ريم حست براحه داخليـه , لأنها لأول مره تلبسها مع نية عدم قلعها ابدا قدام الرجاجيل .
قالت لها نعيـمه بعد ما شافتها " ما شاء الله " وكملت بأن قالت وعينها مغورقه بالدموع " ابوك يا ريم يستناكي بالسياره تحت , مع السواق "
لفت ريم عن المرايا .
وتوجهت ونعيمه لخارج الشقه ..
وهي واقفه عند المصعد تنتظر وصوله , لأنه ما عندها قوة تنزل الدرج .
سمعت صوت الشقه اللي مقابلتهم تفتح وتسكـر , استغربت لأنها تدري انه ما فيه احد ساكن بالشقه .
رفعت نظرها للشخص اللي طلع , ولما شافت انه رجال ويناظرها هي .. صدت وغضت بصرها بخجل وبعدم اهتمام فيه كشخص .
حست فيـه يقرب من المصعد , لكن فعلا ما اهتمت .
عدلت لفتها بتلقائيه .
قال لها بصوت عميـق وقوي " مرحبا ... ريم "
ارفعت نظرها له بوجل , ميــن هذا !
وكيـف يعرف اسمها ..
وصدت بسرعه وما ردت عليـه ..
كمل الرجل بأن قال " يمكن ما تعرفيـن ميــن انا !؟ ....انا فيصل "
فيصل كان يشوف تعابير وجهها , كان واضح انها باكيــه ..
اللي ما تعرفه ريم ان فيـصل كان شايفها بلندن واعجب فيها , وبأنشغاله مع بدء شركته , ومعاملاته , ومشاريعه ما قدر يتقدم بوقت اقرب ..
ولما قدر تقدم ..
وانقبــل ..وهذا الشي اللي ما كانت متوقعه عقب اللي سمعه من رفضها للعرسان
لكن وجهها ألحين كان مختلـف , كان لوحه من الحزن والتعـب , كان مختلف بقوه .
تحت عينها اسـود وجهها شاحب ..
ريم اسمعت اسمه ..انصدمت ..
فيصل , وش يسوي بالشقه اللي مقابلتهم !
لكن ما ارفعت راسها ..
وش ناوي عليه ابوها , ليه مخليه يسكن قبالهم
حست بالدموع بعينها تتجمع .. صار وجهها احمر .. وعبـر وجهها عن الرفض من غير احساس او شعور منها وبان الضيق عليها من سماع اسمه ..وشدت على ايدها بقوه.
بغلط وتهور منها ادخلت لسجن اسمه فيصل اللي ودها تفلت منه ومهي عارفه .
كانت راح تصيح ألحيــن وقدامه .
واللي ذبحها انها ما كانت تبي تشوفه ..ولا هو يشوفها ..وش عرفه انها هي ريم !؟
وهذا يهـم ! ..ما يهم ابـدا ..
ضحكت بداخلها بسخريه
هه هه ..هو فيـه كل المواصفات اللي يحلمون فيها البنات , وسيـم ..هه ..حتى وهي بعز حزنها ما تقدر تنكر هالواقع .. وسمعته الطيـبه واصله للكـل , لكن ..
لكن اهي قلبها مهو له , مهي سعيده فيـه .
كانت حاسـه بالتوتر , تدعي ربها انه المصعـد يوصل قبل لا يتكلم او يقول شي ثانـي .
فيصل لاحظ تغيـر ملامحها من نطق بأسمه , غورقت عينها , وحس بملامحها الخجل مخلوط بالحزن مو الفرح ..غير عن كل البنات اللي المفروض يكونون سعيدين بخطبتهم وزواجهم .
تـوتر , لأول مره بحياته يتـوتر كذا .
ما حـب يفكـر بالموضوع او يفسـر بكيـفه , لكن تعابير وجهها عطته احساس سئ .
تمنى انه كلامه واحساسه خاطئ .
ريم كان ودها تقول له ابعـد عني , روح , ارفضني قول لأبوي انك ما تبيني , طلبتك قول له .
لكن اسكتت ..
مرت الثواني وهو يتأمل وجهها وهي صاده من غيـر لا تتكلم ..ما اهتمت بردة فعله على سكوتها وتجاهلها له ..ما اهتمت ابــدا
وصل المصعد .
اصعدت وهو تم يشوفها .
من غيـر ولا كلمه .
نعيــمه كانت شاهده على الموقف ككل .
شافت فيـصل من باب الشـقه , ما شاء الله كانت وسامته قويه وتلفت نظر الكـل لكن تعابير وجه ريم كانت رافضه له بقوه ..
وجا في بالها انه اللي مو متأكد انه ريم تحب عمـر .. راح يتأكد من المشهد اللي للتو حصـل , لأنه عدم الأبتسام في وجه بالوسامـه هذي شي صعب إلا على المرأه العاشقـه .
خافت انه الرجل يفهم ريم غلط , خاصه انها ما شافته من قبـل , فظنت انه جارهم الجديد وحاب يسلم فقط ..
وهذا دفعها انه تقـرب منـه وتـقول " معليـش "
لف عليها الرجل , وناظرها بأستغراب ..
اما هي فكملت كلامها بأن قالت " معليـش يا استاز , اصل الست ريم تعبانه شوي , حد عزيز عليها عمل حادس , وهي دبحت حالها من العياط من امس بالليل وما ادرتش تنام من امبارح ... يا عيني عليـها "
نقل نظره للمصعد بتأمل , معقوله هذا هو سبب الحزن والضيق .
يعني مو خطبتها له .
لكن سمع اللي صدمه من نعيمه " السي عمـر لساته صوغيـر , الله يحميه , قلبنا وجعنا لما سمعنا بالحادس "
عمـر !!! , زعــلانه على طليقها , انهيارها على طليقها .
اللي اعرفه انه اثنين يتطلقون لما الحياة تكون بينهم مستحيـله
تصرفات عمـر .. تصرفات ريم ..
وهو الطرف الثالث اللي جا بالوسـط وافسـد الأمور ما بينهم .
لأ ما يبغى يفكـر بهالطريـقه ..
لكن ما في اي معنى لتصرفاتهم غيـركذا .
الحزن اللي بعيونها , ولما سمعت اسمه الضيق اللي بان عليها , وش معناه !
معـقوله انها مجبـوره عليه ..
لأ ..بس الظنون بدت تلعب فيه لعـب .
ما يصير ياخذ كلام الشغاله على انه جـد .
لازم ياخذ الكلمه منها هي ..


الريـــم :

بطريقها للطبيـب ما كان ابوها يكلمها , وما توقعت غيـرهالشي , اصلا حتى ما قال لها تحجبتي او مبروك عالحجاب ..
فكرت بمقابلتها لخطيبها ..
لخطيب الغفله
سندت راسها على النافذه تتأمل الناس .
لــيه ما قالت له انها ما تبغاه , كان لازم تقوله , كان قدامها فرصه ذهبيه وهي ضيعتها من ايدها , بس استحت ..
استحت , ما تقدر تقول لرجال ما ابغاك ..
غورقت اعيونها , وش الدبرا يا ربي , كيــف !
يا ربـــي كيـف ؟
ترسل له رساله مع نعيــمه ..
لأ ما تقدر , ما تقدر
ذا جنــون , جنــون
طيب تقول له كلمه يفهم منها انها ما تبيــه .
المشكله انها ما تقدر تلجأ لأبوها , ابدا , ابدا
رفعت نظرها لأبوها وشافت راسه من ورى .
ولفت تشوف النـاس .
وش ذي التفاهه اللي هي جالسه تفكـر فيها , حبيبها وروحها ما تدري وش جرا له , وش هي اخباره ..
الخطبه ألحين اخر همها ..
اخــر همها ..
كيـف ممكن تعرف حال عمـر بالوقت الحالي كيـف ؟
غمضت عينها بتعب
لكن ردت افتحت بسرعه وقوه .
مها !
فعلاااااا مها , مها ..
هي املها الوحيـد , وشلون ما فكرت فيها من اول .
انشغلت بهمها وتعاستها ونسـت انها تقدر تتصل بمها .
من لهفتها بدت تدور على الجوال بحقيبتها , يميــن ..يســار ..ما فكرت بوجود ابوها بالسياره معها .. انها تعرف كل شي بالنسبه لحالة عمر.. نعمه من الله .
لكن ما له بينه ..الجوال ماله بينه
يا ربـي مهو بوقته يختفي جوالها ألحيـن .
لما عرفت انه الجوال اصلا مهو بالشنـطه , وانها اكيـد نسته بالشـقه .
قلبها بدى يدق بقـوه من معرفتها بقدرتها على معرفة اخباره .. كان ودها تقول لأبوها يردها للشقه ألحين .
لأجل تكـلم مها .
يالله متـى , متــى تنتهـي من هالمشــوار .
يا رب اعني على هالرحله , وعلى الوقــت , يا رب اعني .
حمد كان ملاحظ انه بنته لابسه الحجاب لكن ما علق .. كان تفكيــره متعلق بأتفاقه مع سعود اللي تراجع عنه سعود بأخر لحظه ..
اتفاقهم متعلق بتزويج احد الطرفيــن , وبما انه عمــر رجال وصعب ينجبر على الزواج , التفتوا لريم
حمد حول نظراته للمرآه الجانبيه للسياره وشاف بنته اللي جالسه وراه .
كان راح يجبرها على الزواج , لأنه اللي توصلوا له هو وسعود , انه ابتعاد عمر عن ريم , وريم عن عمـر شي فيـه خيــر للأثنين .
وش العمل ألحيــن , هل يستمر فيه هو , او يتركه ..
ان استمر فالضرر اللي راح يصيب بنته أو غيــرها راح يكون مسؤوليته , لكن ان انسحب هو بعد فما راح يكون فيه اضرار .
المفروض بعد اللي عملته ريم امس واليوم , يتخذ خطوه لأكمال الزواج أو التراجع عن قراره ..
يا الله وش كثـر القرار صعــب , صعب مره


مهـــا :

وصلوا للمستشـفى واهو بعد كلمته بالفندق ما عاد كلمها .
ولاهي كلمته ..
تجاهلته بالوقت الحالي فقط , ما لها نيه تتكلم ..
كانت حاسـه بحريقه شابه داخلها منه ومن تصرفه , شلون ألحين , شلووووووون , ليش ما يخلي بدر يروح , ليش اهو , ليـــش
يعني بدر ريال , ليش ما يستقبلهم .
اهو المفروض ألحين مشغول معاها , ومع عمـر..
المفروض يكون معاهم , مو يفرفر بالمطار يستقبل فلان وعلان ..
أو يستقبل الزفتــه ..
الخايســـه , ما لقت إلا مصر تتعالج فيها امها .. يا مكثر البلدان .. لكن لاااااااااااااااااااااااا ااا تبي تكون موجود يم حبيب القلب
حبها برص ..
وصلوا للمستشفى .
واهي نزلت قبله من السياره , اما اهو فقعد يكلم السواق وبعدها نزل .
مشت بقربه .
وقلبها بدى يضرب بقوه ..
الثقه اللي صبرتها طول هالوقت تبخرت , كل الأفكار غيــر عمر طارت
كانت حاسه بالخوف والفزع من اللي راح تشـوفه .
الأطمئنان اللي كان بقلبها يطير , كلما قربوا من المكان اللي هم قاصدينه .
لما وصلوا للباب , وقف , وهي وقف قلبها .
لف عليها قبل ما يدخل
قال بكل بهدوء" ألحين بندخل يا مها , ما ابغى صياح ونواح , عمي سعود موجود بتضيقين صدره , عمـر شكله يخرع لكن هو ما فيه إلا العافيـه ,مفهـوم "
الخوف ملاها , ما تبي تدخل .
وقالت هالكلمه على طول " ما ابي ادخل , ابي ارد الفندق "
نزل ايده عن مسكة الباب .
بكل هدوء قال " مها خلاص , انا مكلم عمي سعود اليوم الصبـح , وعمـر كان صاحي وتكلم مع الدكتور "
شافته بنظراتها الدامعه ..
تأملها لفتره ..
وقال " يلا "
فتح لها الباب , أشر على الباب المفتـوح .
ما لمسها او مسكها , يبيها تعتمد على نفسـها ,يبيها تكون اقوى , وتتخطى الخوف لحالها , ما يضمن انه يكون موجود دايما قربها , ما يضمن انه جدها يكون دايما قربها , ما يضمن انه عمر يكون دايما قربها .
مشــت ببطئ للباب ولما مرت بقربه , سمعته يقول بصوت هامس " ثقي انه ما فيـه شي "
دخلت .
تجنبت النظر للفراش اللي متوسـط الغرفه .
وخلت عينها على جدها اللي كان يتكلم بالتليـفون وظهره للباب , ويشوف الدريشـه , و واضح انه ما كان منتبه لهم .
وبخوف وبقلب يرجف نقلت نظرها للفراش .
ما كان واضح شي منه .
وقربت خطـوه , وقلبها مع كل خطوه يزيد رجفته .
لما شافته شهقت ورفعت ايدها بسرعه على فمها .
تكتم الصوت اللي صدر , حست بجسد قريب منها من خلف لكن مو لامسها ..
سمعت صوت خالد الهادي من خلفها اللي قال " مها تماسكي "
طلعت منها شهـقه بكا , وردت تحاول تكتمها .
" تقدمي منه , شوي , شوي .."
لفت عليه , على خالد وقالت بهمـس باكي " ما أقدر "
" إلا تقدريـن .. هذا خالك .. ما فيـه شي "
وجهه كان عباره عن دفع لها للأمام , كان واثق فيها , و واثق من حالة صاحبـه .
ورد قال " هو بخيـر "
ما كان لامسها , وتقدمت شوي شوي .
لما صارت قباله .امسكت طرف السرير , تألمت من منظره , وتسألت إذا هي متألمه من المنظر وبس , اهو اللي قاعد يعاني من هالجروح شنو قاعد يحـس فيه .
جبهته كانت مغطاة بشاش ابيـض , الجزء غيـر المغطى بالشاش كان لونه أزرق و احمر .
خاصه جهة عيــنه اليميـن وخده اليمين , إلى رقبته , اما الجهه اليسار فكانت تقدر تشوف لون بشرته الأصلي .
حست بخالد يوقف قربها من السرير .
وجوده قربها واحساسها بحرارة جسمه كانت شي مطمن لها .
نقلت نظرها لجسم عمر , الدربات اللي بأيده كثيـره ,لكن اللي فزعها اهو منظر رجوله الثنتين اللي كانوا مغلفين بجبس , ومرفوعين بأله لأعلى .
كان شكل رجله يفزع , تنفست بقوة , ولفت على خالد , اللي كان شكله عادي ومتماسك , لكن ما احد يدري بالضيق والهم , الجمر اللي بصدره من حال صاحبه .
ردت تشوفه , حست بالدمعه اللي نزلت على خدها , ارفعت ايدها وامسحت دمعتها بعنف , عمـر ما فيه شي , خالد يقول بس شكله اهو اللي يخرع , لكن الواقع غيـر ..
خالد ما انتبه لدمعتها .
جدها اللي كان انهى اتصاله بالكويت بعد ما شاف حفيدته , وتابع مشهد ضيقها بصمت , لكن لما انزلت دمعتها قال بصوته الخشن " تعالي يا مها "
ارفعت عينها عن عمـر وشافت ابوها سعود فاتح ايده لها على وسعها .
قربت بهدوء من غيـر عجله من جدها .
تحاول بهالوقت انها تتماسك عشان ما تنفجر بالبكاء , لأنها ابوها سعـود ما يستاهل تزيد على ضيقه ضيـق .
لما قربت ضمها لها بقوة .
تنهدت بقوه وحست بامان منقطع النظير , لكن ما بكت , بالعكس كانت متمالكه حالها , يمكن لأنه خالد كان قربها وموجود اهو اللي ساهم بأنها تكون متمالكه نفسـها , حتى من غيـر لا يضمها ,احساسها بوجوده كان قوه .
خالد شافهم ..جدها هو الأمان لها .. الصدر الحنون !
هه عمه سعود الصدر الحنـون بس هذا الواقع بالنسبه لمها .
قعد على الكرسي , حتى عمه قام يغار منه ..
المفروض بعد اليوم يكون واثق من نفسـه ويوقف جنون الغيره اللي تملاه , لكن مو قادر يمنع نفسـه من انه يتضايق من اي شخص يحس انه اقرب لها منه .
ألحين هم تقدموا لخطوه للأمام وهالشي ممتاز ..
بس يتأمل انه علاقتهم ما تتوتر من قدوم خطيبته المزعومه , الحمدلله انه ما كان رد فعل مها عنيـف مثل ما كان متصور .
على الأقل هو ألحين قربها , بنفس غرفتها وهذي خطوه عظيمه راح تمكنه من التفاهم معاها , من البقاء معاها لأطول فتره ممكنه .
شاف عمه وحنانه على حفيدته وكلامه معاها بحنان , نادر ينسمع من عمه سعود .
اهو ما سلم أول ما دخل لأنه انشغل بمها وردة فعلها على شوفة خالها , وما كان مركز على شي ثاني .
بعد ما شاف انه الضمه اللي بين مها وجدها بتطول , قرب وقال بصوت قوي " السلام عليـكم عمي "
ومد ايده اللي تلاقها عمه .
بعد فتــره تركهم عمه سعـود اللي استاذن لأنه بيروح يرتاح .. طبعا خالد لما عرف انه عمه سعود ظل طول الليل ما قدر يقول شي او يشره عليـه لأنه اب , واكيـد انه كان ناوي يقعد مع ابنه لفتره .
لكن هذا ما منعه انه يقول لعمه بصرامه انه إذا فيه شخص بينام بالليل عند عمـر فهو خالد ..
كان هو ومها مع عمـر ..
مها بأيدها قرآن , وخالد سرحان ..بمها !

سمانثا :

قلبها بده يحرقها على عمر ..
ويــنه ..
وين اهله , وين مها , وين خالد .
كانت قاعده باللوبي من الصبح وما شافتهم .
حاولت تحصل على ارقام غرفهم لكن الأستقبال رفض انه يعطيها هالشي .
تمنت من كل قلبها انها تعرف ولو حتى اصغـر خبـر عن عمر .
سفرتها بتكون بعد اسبوع وثلاث ايام بالضبط !
خايفه تمر الأيام وما اشوفك ؟
عمـر وينك ؟


ريــم :

توها جت من عند الدكـتور اللي عطاها كلمتين بالعظم على اهمالها لصحتها ,وعلى اهمالها لأيدها بالذات .
وبحضور ابوها , اللي كل ما قال الدكتور كلمه عطاها نظره قاسيـه .
شافت كف ايدها للمره المليـون ,وتذكرت كيـف كان شكل ايدها يقزز .
الخياط تقطع الدم كان مالي كفها ..بعدت عينها باشمئزاز عن كفها لما تذكرت المنظر .
لما وصلت للعماره , ما صدقت
كانت تبغى تجري ..
تركض بأقصى سرعتها ..
تبغى توصل لجوالها ..
وألحين الجوال بأيدها , وترجف , خايـفه من عاقبة اتصالها .
كانت حاطته على اذنها ومن غيــر شعـور ادموعها تنزل على خدها , والخوف ماليها .
بعد ثلاث رنات سمعت صوت مها المتعب يقول " ألو .."
اهني بس بدت ترجف ..وقالت والرجفه مهي مخليه كلامها واضح " مـ..ـهـ..ـا "
اخيـرا راح تعرف اخباره , اخيـرا راح تسمـع وش فيــه ؟
حبيبها ..
اخيــــــرا
مها اللي بالطرف الثاني من الخط , كانت قاعده قرب عمـر , و بأيدها القرأن , خالد توه طالع يجيب لهم غداء , بعد ما اطمئنت على حالة عمـر , اللي جدها شرحها لها قبل لا يروح للشقه ويستريح ..
ما كانت ناويه تغادر مكانها قرب عمـر
ومشاعر خالد مماثله لمشاعرها .
وبالتالي اثنينهم اتفقوا على البقاء إلى مساء , وبالواقع كانوا اثنينهم يأملون ان عمـر يفتح عيــنه لهم ويكلمهم مثل ما كلم ابوه سعود
قالت بصوت متأثر " ريـــــــم "
ريم حاولت تتماسك وقالت على قد ما تقدر من تماسك " بس ابغى ...اعـ...ـرف ..؟؟"
اعرفت مها ريم شنو تبي تعرف ..
الثواني مرت على ريم ساعات , وهذا اللي خلاها تستعجل مها فقالت " طلبتـ...ـك ..طمنـ..ـي قلـ..ـبي ... "
وهذا خلا مها تقول بكل لهفه ورغبه بالتطميــن " اهو بخيـر , بخيــر يا ريم .."
اهني بكـــت ريم , بكــــت من كل قلبها ..
الحمــدلله , الحمدلله ..
صوت بكاها كان عالي واللي يسمعه يعرف انه قلب الباكي كان منفطر , متقطع
الراحـــه , الراحه ..
الحمدلله , الحمدلله ..
مها تأثرت من بكا ريم وحست انها راح تبكي وانه دموعها على طريف ..
اهي نفسيتها السيئه وحملها مخليـها حساسه , اصلا اهي ملت من كثر ما بكت بالفتره الأخيـره ..
ملت من نفسـها , بس ما تقدر تمنع رغبتها أو تمنع دموعها .
ريم اللي كانت واقفه اقعدت من قوة المشاعر والفرح اللي انطلق بصدرها ..
عمــر
بخـيــر .
وقالت لمها من بين شهقاتها الباكيـه " الحمـ..ـد لـ..له ....الـ...حـمـ...ـد لله "
قالت مها " ايه الحمدلله , طبعا شكله ما يسر عدو ولا صديق , بس شي اهون من شي .. لكن .."
ريم اللي قدرت أخيرا تتمالك نفسـها فز قلبها على كلمة لكـن وقالت " لكـ ..ـن .....وشووووو ؟! "
تنهدت مها تحاول تطلع الضيقه اللي بصدرها " أ ه ه ه ه ه ه ريله اليميـن متكسـره تكســر وتحتاج فتره للعلاج , وبعدين تحتاج اعادة تأهيـل , وحـوسه الله يعيــن بس "
حطت ريم ايدها على جبهتها وغطت عينها ..رجله اليميــن .
الله يعيــن ..
عمر على عناده بيذبحهم لأجل يطلع من المستشفى .
تعرفه زيــن يكـره القيـد ويكره المستشفى ..
هذا بيكون اكبـر اختبار لعمـر , عمر اللي يحب الحريه .
الأنطلاق ..
يكره انه يبقى بمكان واحـد .
اللي يعرف عمر زيـن , بيعرف صعوبة هالشي عليه .
يا رب عينه وساعده على تخطي هالوضع ..
بس عادي , اصابه اهون من اصابه , الحمدلله اللي احفظه لهم , الحمدلله اللي احفظه .
وقالت بهدوء " مهـا .. أبغى ..." واسكتت لكنها بعدين قوت قلبها وقالت " " ابغى اسـ ....ابغى اسمع صوته ..أبـ .."
وبعدين سكتت ..
وجا الرد من مها اللي تنهدت وحطت ايدها على بطنها و قالت " اهو ألحين نايم " ابتسمت مها بحنان وهي تشوفه ..وبدت توصفه لريم من غير شعور..
ما تدري ليش ..
بس بدت تقول بصوت حنون ..
" مستلقي على ظهره .. لأنه ما يقدر ينسدح بغيـر هالطريقه .. اللي يشوف هدوء ملامحه من جهة اليساره يظن انه نايم عادي .. لكن اللي .....لكن اللي يروح لجهة اليميـن ويشوف اللون الأحمر , والأسود اللي مغطي ومنتشر على جلده يعرف انه مخدر .. جبهته مغطيها شاش .. ذراعه مغروز فيها الدربات واحد للتغذيه , وواحد للدوا , وواحد ثاني لدوا بعد.."
بعد ما انتبهت لحالها وانها قاعده توصف حالة عمـر , سكتت .
الأنسانه بالجهه الثانيه من التليـفون واللي كانت صامته طول الفتره قالت برجفه " مها ....رجـ..ـيتك ..كملي , رجيتك كملي .."
غمضـت مها عينها , تمنع دمعه من النزول , وكملت لأنها حست بالحرقه اللي ماليه قلب ريم, ولأنها مقدره ظرف ريم اللي يمنعها من انها تكون معاه وقالت " ..اممممم ..كتفـه اليمين وذراعه فيهم رضه قويه , تطلب من الدكتور انه يلفها له بشاش , ريــله ......اممممم .." سكتت وبعدين لما اعرفت انها ما راح تبكي قالت " ريله اليسار فيها جبـس لكسـر فيها ..اما ريله اليـ ...اممم ريله اليـمين فيها جبس , واثنينهم مرفوعين لفوق ..وبـس "
اسمعت النفـس القوي اللي خذته ريم ..
وبعدين سمعت صوت ريم المخنوق يقول " الحمدلله انه رجع سالم , وهذا هو المهم ألحيــن .."
ريم من وصف مها له ,حست بضيق والم براسها شديد .
وكملت بأن قالت " مها انا مضطره اسكره ألحين , طلبتك يا مها ان صحا , او صار له اي شي جديد اتصلي علي وقولي , هذي امانه , تعرفيــن وش يعني امانه ؟! "
قالت لها مها بكل جديه " ان شاء الله , يا ريم "
قالت ريم " انا راح اتصل عليكي من وقت لوقت على حسب ظروفي ..استودعتك واستودعته الله "
ريم استلقت بفراشها .. وقالت من اعماق روحهــا ( يــــا رب ساعده )
بعد ما سكرت مها التليـفون , دخل خالد عليها , كان حامل معاه غدا لهم وحقيبة شغل ..
عطاها ساندويشاتها , وعصيرها وجلس بعيد ..
قالت له بهمس " مشكور "
رد عليها بهدوء " حياكي الله "
لما الحين مو عارفه تتعامل معاه واهي مغتاظه منه للدرجه هذي !
من اول ما غادر الغرفه واهي افكارها معاه , كانت القران بأيدها حاولت تقرى ..
لكن افكارها دايما تطيـر له , وتروح له هو .
هل يا ترى بيروح لسمـر ولا لأ , يعني معقول انه كان يمزح .
توترت من افكارها الغبيه , يعني شلون يمزح بشي مثل هذا !!
اكيد راح يروح..
ما كانت تبي تفتح موضوع مثل هذا بهالمكان , وبهالوقت بالخصوص .
كانت تشوفه مطلع أوراق , ويقرى فيهم ..
ردت اهي تقرى القرأن عسى الله يشرح لها صدرها .
مرت ساعات وهم على هالحال ..
وجا ابوها سعود بالليل , وعمـر ما صحا .
قعد ابوها سعود , وبدى يتكلم مع خالد , عن الشغل , وعن امور ثانيـه .
كانت تشوف خالد شلون مركز مع جدها وشلون متفاعل معاه ..
ولاحظت فجأه تغيــر ملامحه للبرود , لفت على جدها سعود , تبي تعرف عن شنو كانوا يتكلمون ..
وسمعت جدها يقول "......عاد انا قلت لأخوان عمر انه ما في داعي قدوم احد منهم ..لكن مثل ما انت تدري غانــم شوره بأيده , وقرر انه لازم ايي لمصــر "
كان واضح على جدها الأمتعاض , خالها غانم , انسان غريب الأطوار !! , هذا اقل ما يقال عنه .. صريح زياده عن اللزوم , ولا مبالي زياده عن اللزوم , ومهمل زياده عن اللزوم , ويرمي الكلام ولا همه احد ! وهذا سبب في توتر علاقته بجدها .
خالها غانــم راح ايي لمصــر ..
لفت على خالد مستغربه ليش ما اعجبه انه خالها غانم راح يجي لمصـر , اهي اللي تعرفه انه غانم وخالد علاقتهم عاديه جدا , ما تتطلب انه خالد يتضايق من قدومه .
خالد لما قال عمه سعـود طاري غانم .. تضايـق .. تضايق كثــير لأنه الوحيــد الشاهد على قدومه مليــون مره لمها ورفضها لمقابلته .. لأنه اهو اللي كان المرسال بينه وبينهما ..لأنه بفتره خلافهم الأساسيه عمه سعود , وعمر ما كانوا بالكويت والموجود اهو غانم .
عمر يدري انه جا لمها عدة مرات , لكن ما شهد بعينه على الوضع , على عكس غانم اللي كان شاهد على اذلاله من مها .
رفع راسه وشاف مها تشوفه ..
وتضايق اكثـر ..لكن ما بين بوجهه شي الحين .
مر الوقت وتكلم جدها سعود عن امور ثانيه .
ومها نست سالفة خالها غانم ..وراح بالها للأهم سمـر !
كانت ساكته متوتره , وكلما حست انه الوقت اظلم أو تأخر تتوتر أكثـر .
وبعد مرور بعض الوقت قام خالد من مكانه وقال الشي اللي خلا الدم يفور بكل جســم مها !
" مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار "

أميرالز likes this.

اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-09, 12:50 AM   #55

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الرابع والعشرين

*** مواجع القلب مفتوحه ... داريتها واحترق صدري ***









" مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار "
قالها بطريقه عاديه جدا جدا .
كنه مو عارف تأثيرها عليها .
مها اسمعت هالكلمه وبغت تفقد عقلها ..
ردت من غيــر تفكـــير , وبسرعه " تو النـــاس , ما في داعي نروح ألحين "
شافها وقال بنبرة ضجـر " مها .."
عرفت من نبرته انه يقصد لا تطوليـن الموضوع ..
كانت بتقول كلام اكثر وتحتج اكثر لكن ...
تدري انها قاعده تمطط السالفه , بس ما تقدر تخليــه يروح كذا من غيــر نقاش ..
يعني شنو يبيها تسوي , تقوله روح , عادي ..
رايح يستقبــل خطيبته .
بدى قلبها يطق بقوه ...
بوم
بوم
بوم
بوم
بقوه لدرجة انها حست انهم سامعيــنه .
ردة فعلها ألحين راح تحدد مصيــرهم بوايد اشياء , وايد ..
كانت تشوف خالد رد يكلم جدها سعود عن ترتيبات المنامه عند عمــر وغيــره .
ما أحد معطيها انتباهه , وهذا خلاها تحاول تتمالك نفســها عشان ما تنفجر .
مها تعوذي من الشيطان
مها لا تخربين على روحج بهالوقت بالذات
مها ركزي على شي ثاني .
اهو لما ألحين ما تزوج بنت عمه يعني ما راح يصير بينهم شي .
وان استقبلها بالمطار اخرتها بيرد لج , صح ولا لأ ..
ويدج موجود ما تقدرين ترميـــن عليه كم كلمه ..لأنه ابوج سعود بكل بساطه راح يعصب , واحتمال يمنع رجوعج له , وانتي ما تقدرين تتخليـن عنه بالوقت الحالي .
كانت شاده على شنطتها بقوه ومن كثـر شدها حست انه ايدها راح تتكســر .
شافته يهز راسه لكلمه قالها له يدها سعود ..
وقالت في بالها ألحين , ألحين ردي بهدوء , واكسبي معركتج مع نفســج .. انتي جم مره تتهاوشيــن معاه على نفس الموضوع وما استفدتي شي , شوفي الهدوء وين راح يوديج , يمكن بيوصلج لمكان افضـل , يمكن ..
شافته يلف عليها للمره الثانيه بعد ما انتهى من كلامه مع ابوها سعود ..
كانت نظرته تقول (يلا خلصيني )
فكرت انه راح يردها للفندق , واهي مو مستحمله , ما تقدر ترجـع للفندق وافكارها السلبيـه تسيطرعليها , خاصه انه ما راح يكون معاها لأجل يطمنها , فقالت بهدوء " خالد ابي اقعد مع ابوي سعــود وعمـر شوي "
شافت نظرة خالد تتحول للضيق ..
و فتح حلجه بيتكلم .. لكن اسبقه ابوها سعود ..
وقال بصوت صارم " لا يا مها , انتي من الصبح تقريبا قاعده على الكرسي , وهالشي مو زين حق مره بوضعج , توكلي ألحين مع خالد , وان شاء الله باجر تعالي "
النار تاكل قلبها اكال .
ابوها سعـود مو فاهم شي , اهي مو هامها تعبـها , اهي تبي راحة البال بس ..
لكن وعدها لنفسها انها تكون قويه وانها تصبر يتطلب منها انها تسمع كلمة ابوها , وخلاص تقـوم وتطلع قبل لا تفقد السيطره موليه.
وبكل هدوء استطاعت انها تجمعه بهالثواني هزت راسها بالموافقه وقامت من كرسيها هدوء , هي متأكده انه اللي يشوفها , يشوف انسانه بقمة الهدوء ..
مشت خطوه , خطوه , تتمنى انها تقدر تحافظ على اعصابها إلى ان تطلع على الأقل
وباست عمر النايم على خده اليسار وسلمت على يدها وقالت " مع السلامه "
وتحركت لبرا الغــرفه من غيــر اي نظره لخالد .
خالد تابعها بنظره من غيـر اي كلمه ,هو تنرفز من خروجها من الغرفه من دون ما تنتظره , لكن قرر يقصر الشر..
شافها تفتح الباب بكل هدوء وتطلع من الغـرفه من غيـر اي اهتمام فيـه , أو نظره ثانيه له .
لف على عمه سعـود وقال له " خلاص يا عمـي , اجل اتفقنا , انا الليله راح اكون مع عمـر "
رد عليه عمه سعود بأن هز راسه وقال " ايـه ان شاء الله .."
تحرك خالد للباب , وسمع صوت عمـه من وراه يقـول " خالد "
لما لف عليه خالد قال له " ديـر بالك عليها "
هالكلمه دليل على عدم ثقة عمه سعـود فيـه ..
مهما تعدلت علاقته مع عمه سعود او تكلموا بتحضر يظل فيه غمامه عدم ثقه تحيط فيهم بما يتعلق بمها .
هز راسه بهدوء بالموافقه وطلع ..
مها كانت تغلي بس خلاص هذا اللي تقدر عليه بالوقت الحالي ..ما كانت تقدر تنطره داخل , وما تقدر تروح له او تجامله واهي بهالوضع الناري
كل كلامها المنطقي لنفسها مو قاعد يفيدها ابدا .. ابدا
قلبها مو قاعد يمشــي على تعاليم عقلــها .
شتسوي تشلع قلبها من صدرها وتفتك ولا شنوووو .
حست بخالد لما طلع , ما كلمها ولا اهي حاولت تكلمه ..
وتحركوا من غيـر اي كلام للسياره , كل واحد فيهم يتجنب الكلام مع الطرف الثاني , لأنهم عارفيـن انهم راح يتهاوشون ان وجهوا الكلام لبعـض , لكـن لما قربوا من الباب الرئيسي للمستشفـى .
مها وقفــت
كانت تشـوف مشــهد جدامها خلاها توقف وما تقدر تتحرك ..
وبدت ترجف .
مره قاعده على كرسي متحرك , وجالســـين ينقلــوها لمكان ثاني بسرعه ..
حامل ..
وتصــرخ من الألم !!
كان اغلب كلامها بهالصيغــه " أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ , ماما تعالي لي يا ماما "
ثم تسكت وترد تصرخ " ما أقدرش , والنبي ما أقدرش "
"أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ� �أأأأأأأأأأه " صراخها كان صراخ ألم فظيـــع .
مها كانت تشوفها , وحست ان اسوأ كوابيسها تمثل قدامها ..
اهي لأول مره تشوف وحده تصرخ من الألم من الولاده جذي ..
يعني انا راح يصير فيـني جذي !؟
وماتت من الخوف .
خالد شاف المره اللي تصــرخ بضيق ووخر نظره , ازعجت الناس الله يهداها .
وش بلاها هالحرمه تصرخ كذا ,جد ازعجت العالم...
يا كثــر الحريم اللي اولدوا وما اعملو اللي هي تعملــه ..
كان هو واقف ينتظر السواق يجيب السياره لباب المستشفى .
الحمدلله انهم قاعدين ينقلونها لمكان ثاني
وفجأه حــس بشي يتعلق بذراعه !
لف بصدمه واكتشف انه الشي اللي تعلق فيه هي
مها !
مها انطلقت لصدر زوجها وقالت بخــوف " خالد شوفــها ...شوفها ..ابيه شكلها متألمه وايـــــــــد , ابيـه شفيـــــــها , شفيــها "
خالد فكــر بضيق من ناحيه شكلها متألمه فهي فعلا شكلها كذا , كانت تصرخ من اقصى قلبها , ما يقدر ينكر هالشي .
استوعـــب انه مها حــامل وهذي اكيـــد افزعتها
كملت مها كلمتها " خالد , ابيــه انا راح يصير فيــني جذي , صــح "
ما خلته يرد عليها
حس فيها تهستـــر واهي تقــول " خالد انا ما ابي اولد , خلاص بس ما ابي اولد , خلاااااااااص ابي اخلي البيبي في بطني "
طبعا خالد انصدم من هالفكــره و وما يدري كيــف اخطرت على بالها
جتـــه الضحــكه بس حاول يكتمها ..
حاول يركز على طريقه انه يهون عليها الموضوع ...هالحرمه كانوا ينقلوها بسرعه لمكان اخر وصراخها قاعد يخف كلما بعدت ..
بس مها كانت تشوف الباب اللي اختفت من وراه المرأة ..
وفجأه لفت على زوجها وقالت " خنقول للدكتــور يلاااا , خنقـــوله .."
خالد كل ثانيه تمر قاعد يحس انه كتم الضحكه يكون اصعــب , لكن حاول وقال على كثـر ما يقدر ..
أو بالأصح قال بكل اللي يقدر عليه من جديه " وش نقــوله !! "
هزت بذراعه وقالت " خالد شفيــــك مو قاعد تفهــــم , ما شفــــت المرااااااااا , انا ما ابي اولد , نقــوله اني ما ابي اولد "
لي حد هنا وما يقدر يكتم ..قاوم ضحكته ..لكن ما قدر يقاوم الأبتسامه .
اما هي فلما شافت ابتســامته ..غورقت عيــونها ..
اتركت ذراعه بقوه .
وقالت برجفه , وغيــظ " تضحك هاااااااا , ايضحك صح !! , مو انت اللي راح تولد , اكيــد ايضحكك ...انا اللي راح اتألم "
وكانت راح تعطيـه ظهرها وتروح ....وين !!! اهي نفســها ما تدري , بس قهرها انه ابتســـم , اهي خايــفه , المره اللي تولد كان اتصروع الواحد , واهي اول مره تحمـــل , وخايــفه , من كل قلبها خايــفه .
ما مشت خطوتيــن إلا حست بذراع تمسكها , وصوته واهو يضحك بهدوء ..
لما لفت عليــه وشافته يضحــك ..
انقهرت اكثــر , انزلت دمعتها " وااااااااي ليش تضحـــك "
هههههههههههههههههههههه .
الضحك صار ازيـــد , بدااااا الدلــع , ألحين لو شنو عمــل ما راح يرضيها .
اهو ما كان قادر يسكــت عن الضحــك , بس لما شاف دمعتها حاول يسكت.. واهو يقول " طيــب ..طيــب نروح للدكتــور ما في اي مشـكله "
اهي انقهرت اكثـــر وقالت " انت قاعد تاخذني على قد عقلي , تدري ان الدكتــور ما راح يسوي شي "
عورت قلبه , ما كان المفروض يضحــك ..حس بحنان بقلبه يتدفق لها .
كان المفروض يتفـهم موقفها ..
بس كيـف يقدر يقاوم الضحك وهي كذا
كتم الضحكه
وقال بكل جديـه " انا اســـف , معاكي حــق "
تفاجأت , ما توقعت انه راح يعتذر ..
وهذا سحب النرفزه منها ..
وردت لمشاعر الخوف اللي اختفى لفتره بسيطه من العصبيه اللي أصابتها من ضحكته .
وخلاها تقــول بهمـس " انا خايفه يا خالد "
سكت للحظه يفكـر بكلمتها بأستغراق وبعـدين قال بعقلية الرجل " لا تخافيـــن لو كان يألم للدرجه ذي , ما كانوا الحريم جابوا واحد واثنين وثلاث ....وهذي التجربه... هي جديده عليك , حكمي عليها بنفســك , لا تخلي احد يأثر على حكمك , استمتعي فيها للأخر "
استمتعي فيها للأخر !
نزلت عينها وتنهدت , فكــرت شلون استمتع بهالتجربه , اشلـــون ..
وانا ماني قادره اركـز عليها , دوم تفكيــري فيــك , عليك , ومنك .
نظراتها وتعابيرها انقلت لخالد مشاعر الضيق والخوف..
وكان وده يضمها لصدره , حاسها بهالوقت زي الطفـله , بشكل غريــب لكن كانوا بمكان عام .
التفت بسرعه بعد ما استوعب انهم فعلا بمكان عام , لكن حمد ربه انه ما احد انتبه على المسرحيـه اللي توها صارت بينهم .
لازم يحاول انه يهون عليها الوضـع , يدري ان كلامه قد لا يكون له اي أثر ..
وهذا خلاه يعزم ان ينفذ اللي في باله , ويخليها مثل ما شافت الجانب المفزع للعمليه تشوف الجانب الحلو فيها
مسك ايدها , وخذاها معاه بهدوء
شافته واهي مستغربه , خاصه انه أبعدها عن باب المستشفى الرئيسي ..
كان ودها تسأله لوين ناوي ياخذها ..
لكن اسكتت ..
دخلها من باب جانبي , ومشى بممر طويـل , واهي وراه ..
لما اوصلوا لزجاج كبيـــر موجود بالممر , اهني حط ايده على ظهرها , ومشاها جدامه كتوجيـه لها , وخلاها تواجه الزجاج .
اشهـــقت من المنظر , ما توقعت ابدا انه يجيبها لهالمكان
كانت هذي غرفه اطفال رضع ..
توهم مولديـــــن .
وقف قربها وتسند على الحاجز اللي يطل على الزجاج وقال بهدوء " انا بعد حادث عمـر , مشــيت بالمستشفى , لأجل اظهر الضغط ..و وصلت للمكان ذا......وقفت ...وبديت اتأمل هالمكان واتأمل الأطفال "
لفت عليه وشافته مستغرق بالزجاج ويتأمل الأطفال ..
كان وجهه عباره عن حنان متدفق ..
وردت تتأمل الأطفال
وسمعت صوته اللي كان يوصل لها ..
" بيجي طفل لنا , انا وانتي , هذي نعمـه , مهي نقمــه , لا تفكرين بالألم إذا كانت النتيــجه بالروعه ذي ....انا ما راح افهم مشاعرك بالضبط لكن ..احاول اقدرها على قد ما اقدر "
شافت الممرضه تحمل طفــل كان يبكي , شافت احمرار بشرته من تأثيــر البكا , شافت صــغر حجمه ..
ورق قلبــها ..
جذي بيكون طفــلي ..
انقلت نظرها لطفل ثاني , ولطفل ثالث ..
كلهم فيهم براءه وجمال غريــب .
قربت من زوجها وشبكت ذراعها بذراعه , وسندت راسها على كتفــه , وبقوا بمكانهم لدقايق معدوده..
وقطع عليهم لحظتهم الرائعه ذي , صوت تليــفونه .
خالد كان راح يتجاهل التليــفون ..
لكن لما استمر الرنين اضطر يرد
ابتعدت مها عنــه بضيق , اللحظه اللي بينهم انتهت , انقطعت بالواقع .
غابت عن الواقع للحظات مع كلامه ومع منظر الأطفال ..
هاللحظات كانت فعلا قيمه , ردت نظرها للرضع .
الأتصال كان من امه , اللي حبت تتأكد انه طلع للمطار او لأ .
بعد ما انهى الأتصال , قال لمها بصوت صارم " مها يلا نطلع من المستشفى تأخرنا .."


مرت ساعتيـــن :

مها كانت وقتها بغرفتها بالفندق ..
رحلتهم للفنــدق كانت صامتـــه ..
ما احد تكلم فيهم عن مشاعره أو احاسيـــسه , أو الكلام اللي انقال ..
كانت مستلقيـــه بفراشها تحاول تحايل النوم ..
لكن هيهات النـــوم يزورها وخيالاتها الســـــــــــيئه واللي تذبح موجوده بقلبها وعقـــلها
انقلبت للمره المليـــون بفراشــها خلال الساعتيــن ..
كانت مثل النايم على الجمر ..
تذكـــر شكـــل سمـــر وغمازاتها وجمالها
وتقيـــد النار اكثــر واكثـــر
وتذكر انها خطيبـــته وتموت اكثــر واكثـــر
وااااااااااااااااااااا عذابـــي اللي ما يرحم ..
انا الغلطانه اللي حبيـــته هو ..هو بالذات ..
انا الغلطانه اللي تزوجته
انا الغلطانه ..
قامت من الفراش, لأنها حســـت انها قاعده تخدع روحها بالسدحه على الفراش ..
كانت تشــوف الأغراض المنتشره بغرفتها و ودها ترمي كل شي بغرفتها على الأرض , ودها تكســـر كل شي ..
كانت صوت الأغاني واصل لها من المراكــب القريبـــه اللي على النيـــل .. صوت فرح الناس يقهرها ..
لأنها تفكــر انه خالد وسمــر اكيد ألحين فرحانين باللقا ..
فرحانين بشوفة بعض
بس انا اللي منقثــه ومنقهره اهني ..
ارفعت اصابعها لفمها وبدت تعض بأظافرها بقهـر ..
كان ودها بشي يطلع اللي بصدرها كله , ودها تصرخ تصرخ بقوه !!
سمعت صوت باب غرفتها يطق ..
للحظات استغربت ..منـــو !!
...
...
...
ما فيه غيــره , اكيــد خالد !
خالد ..
فرحــــت ..
راحت على طول للباب عشان تفتحه , وفي بالها انه خالد , جا يهون عليها .. ويقول لها انه يحبها اخيــرا , جا يجبر بخاطرها ..
كان وجهها مبتســم
افتحته بكل قــوه من غيــر لا تشوف الفتحه , او اي شي ..
لكن الأبتسامه ابهتت عن وجهها لما شافــت اللي عند الباب ..
ساره
اكيد بتعطيها جم كلمه فوق راسها ..اكيد اعرفوا ان خالد انتقل لغرفتها , ويايه تضايقها بالكلام ..
هالمره ان تكلمت ما راح تسكت , راح ترد عليها , اهي مو مضطره تسمع كلام مثل هالكلام خاصه منهم .
ساره كانت متوتره عند الباب , كانت عارفه انها اغلطت بحق مها , وانها المفروض لأجل ت****ها انها تعتذر ..
واليوم جمعت قوتها بعد ما اعرفت من امها ان خال مها عمل حادث .
لما افتحت مها الباب والأبتسامه على وجهها تفاءلت لكن لما شافت خفوت الأبتسامه .. عرفت ان الأبتسامه ما كانت لها ..وهذا وترها اكثــر
وقالت بسرعه لتقطع الصمت المحرج " الحمدلله على سلامة خالك , كيـف حاله ألحين ؟ "
مها شافتها للحظات وبعدين ردت بطريقه رسميه " الله يسلمج , بخيـر , الحمدلله احسن ألحين "
ورد الصمت للمره الثانيــه
اللي اقطعته ساره بأن قالت بتوتر " انا قلت اني ما ابغى اجي من الباب الواصل ما بين غرفنا لأجل تشوفي اني انا اللي اضرب الباب , وبعدين تقرري ان كنتي تبغيــن تستقبليني او لأ .."
ساره كانت تدري انها تتكلم من التوتر كلام ما له اي معنى .
نقلت ثقلها من رجل للثانيه بضيق وقالت " مها ..اممم ممكن ادخــل "
مها ما كانت تبيها تدخــل !!
نفسيتها ما تستحمل احد , ولا كلام اكثـر ..
كانت مشتاقه لساره ..لكن مو مشتاقه انها تنجرح .
احتارت تسمح لها بالدخول ولا لأ ..
لكن بالأخيــر قررت , وبعدت عن الباب و مدت ايدها بأشاره ان ادخلي ..
ساره خذت خطوه واسعه وادخلت ..بصمت .
ما غاب عن عيـن ساره وجود حقيبة خالد بغرفه مها , تفاجأت ..
ولفت على مها بصدمه ..
مها شافت الصدمة بنظرة ساره , وهذا خلاها ترفع راسها بتحدي , وتكبـر !
ساره اسكتت وما تكلمت !
تألمت من ردة فعل مها التلقائي , وحست انها هي السبب اللي ادى بمها انها تناظرها بالطريقه ذي ..
وقالت بأستسلام " مها انا ماني جايه لهنا لأجل اختلف معك , جايه نتكلـم "
مها سكرت الباب بهدوء ..
ولفت واجهت ساره , وقالت بقوه " ساره , انا من الحين راح اقولج , اي كلام عن زواجي , وعن علاقتي بخالد , ما راح اتناقش فيه مع احد , فإذا هذا كان محور كلامج , فـ..."
ساره قاطعت مها بهزه من راسها بالرفض وقالت " لأ ما راح اتكلم عن هالموضوع " قربت من مها وقالت " انا ادري اني غلطانه بأني تدخلت بالأول بالموضوع وغلطانه بالكلام اللي قلته انا اسفــه "
انصدمت مها من كلام ساره , فأدخلت لا شعوريا للغرفه أكثــر وبعدت عن الباب ..
ساره اعتذرت !
ارتاحت مها , وفرحت , بس بعد خايفه .
ومتوتره .
هل اهي فعلا ندمانه ولا لأ ؟؟
كلامها كان جارح , ومؤلم خاصه انه صدر منها اهي بالذات , من صديقتها , واللي اعتبرتها مثل اختها .
قعدت على طرف الفراش .
كانت تعبانه ..فعلا تعبانه ومالها خلق
وقالت بهدوء " انا قلت لخالتي اني مسامحتج "
شافتها ساره وقالت " انا ما ابغاك تسامحيني وبس , انا ابغى نرد مثـل قبل ..صديقات , وخوات "
ارتجاف شفايف مها تنكر القوه اللي حاولت تتظاهر فيها للتو , وقالت " بس يا ساره ...انتي ...انتي قلتي كلام وايد ....وايد يجرح ..انا كنت راح اتقبل هالكلام لو صدر من شخص ثاني ..من شخص ما شهد اول لقاء بيني وبين خالد بالسعوديه ..و.."
راحت ساره لمها بسرعه وضمتها ..بقوه , وبطريقه اصدمت مها اللي ما كانت متوقعه هالرد فعل
ابدا ابدا
" مها انا احبـك وربي , ما ادري اشجاني ذاك اليـوم , لكن وربي ندمانه , انا مالي دخل
بعلاقتك مع خالد , وما كان لي حق اقول الكلام اللي قلتـه "
مها ارفعت ايدها اللي كانت بقربها بعد تردد ولفتها حول ساره ..
كانت مشتاقه لساره , مشتاقه لخفة دمها , ولكلامها الحلو , وسوالفها ..
علاقتهم وصداقتهم اكبـر من انها تنهار بسبب غلطه وحده , وكلام انقال بلحظة صدمه , وضيـق ..
ان ما طوفت الأشياء راح تتعب ..
اهي اصلا تعبانه ..وتحتاج لأحد معاها
ساره لما حست بأيد مها تحاوطها ارتاحت .. كانت خايفه انها ترفض صداقتها ..بسبب الكلام غيـر المسؤول اللي قالته قبل امس .
لفت عينها لشنطة خالد , وبدت تتساءل وش الوضع بين الأثنين ألحيــن بالضبط .
لكن شدت من ضم مها , هي ما لها دخل !
اثنين متزوجيـن حياتهم خاصه فيهم .
انقضى الليل , وساره كانت تتحف مها بسوالف حلوه وجميـله , اللي مها كانت تسمعها , وتبتسم لخفة دم صاحبتها لكن بالها كان يتوه منها للحظات ويروح لخالد .
فكرت مها واهي تسمع ضحكة ساره , ساره انسانه طيبه , وعفويــه , وهذا احلى شي فيها
بعد فتره استأذنت ساره من امها انها تنام مع مها ..
مها هي اللي طلبت من ساره هالشي .
لأنها محتاجه تكسـر الحاجز اللي بنته حولها تجاه ساره وما في شي راح ينفي غرابة المشاعر بعد المصالحه إلا وجودهم مع بعض .
والسبب الأهم لأنها كانت محتاجه شي يشغلها عن اللي في بالها من ضيق و ألم والأهم الغيره اللي قاعده تاكل فيها .
خالد ما اتصل عليها ..

يتبــع ...

أميرالز likes this.

اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-09, 12:52 AM   #56

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

التابـــع ...





خالد :

خالد استقــبل عمه , واهله ..
وباله مشـغول ..
كان يتكلم معاهم متى ما كلموه ..
ويرد على كلامهم بالرد المناســب .
كان ملاحظ تعب مرة عمه .. وانها طول الوقت تحتاج احد يسندها ..
اي شخص يكون عنده شك بحالتها او مرضها راح يتأكد ان شافها بالوضع اللي هي فيه , انها فعلا مريضه.
عمه كان يكلمه عن تحضيرات دخول المستشفى وغيــره
وبعد ما وصلهم لفندقهــم وتأكد من استقرارهم بغرفهم .
رجع للمستشـفى وقضى الليل عند عمر , والتعب منهكه , بصوره اهو ما كان متوقعها
لكن النوم كان بعيــد عن عيــنه .. ما يدري ليـه هالليله بالذات جا في باله عمــه محمد , ابو مها..
مع كل الأحداث اللي حولهم .. واللي تحدث بينه وبين مهـا ..
تذكــر عمه محمد .. وتذكــر كيـف انه السبب في بدأ علاقته معاها كزوج و زوجه !!


الكويت قبل سبع سنوات بالضبـط قبل زواج خالد بمها :

كان خالد داخل للمستشــفى بالكويــت لزيارة عمه محمد الراقد فيها صار له اســبوع لجلطه بالقلب .
ناظر الساعه , كان متأخر عن الموعد المتفــق عليــه !
بالوقت الحالي من المؤكد ان ابواب الزياره مغلقه .
استعجـل بالمشــي , وهو يفكــر بسبب اتصال عمه محمد فيه بالوقت الحالي , وليه هو بالذات , وليه ما كان يبغاه يعلم احد وخاصه عمـر ..
الغرابه المحيـطه بالموضوع كانت تثيـر القلق !
لما وصل للباب اللي بعده غرف المرضى , وقف الرجل اللي عادةً يحرس الباب , معلن له انه وقت الزياره انتهى .
وما ان نطق البواب هالشي وقبل لا يحتج خالد , جا رجل اخر وسأله عن اسمه , ولما عرف انه اسمه خالد بن جاسم , طلب منه الدخــول وسط احتجاج الرجل الأول (البواب) .
كان مستغرب من الغموض المحيـط بالمسأله !
لما وصل لغرفة عمه محمد
دق الباب , وسمع صوت عمه محمد اللي قال بصوت خافت " ادخل يا خالد "
دخل ..
هذي المره المليـون اللي يزور فيها عمه محمد , لكن عجز عقله انه يتقبل الضعف والعجز اللي يبدو عليه هالأنسان القوي .
عمه محمد قبل الجلطه , وعمه محمد بعد الجلطه كانوا شخصين مختلفيــن
سلم على عمه اللي ابتسم له ,و قال محمد " اظن انه موعدنا كان ابجر من جذي ! "
رد خالد الأبتسامه , حاول يعتذر , لكن عمه محمد رفع ايده كنه يحاول يقول لا تعتذر ..
بعد ما قعد خالد ..تموا لفتره طويله بحالة سكوت مطبـق ..
كان يقطعه صوت التلفاز المفتوح على قناة الكويت !
وكلما زاد الوقت والصمت مستمر كلما زاد استغـراب خالد .
وفجأه قال عمـه محمد اللي كان باين عليـه السرحان بمكان اخر !
" خالد انت شنو تعـرف عن زواجـي من ام مها ؟ "
طبعا كان فيه صدمه كبيـره من هالسؤال , واستغراب اكبـر ..
هو وش دراه عن زواج عمه محمد بزوجته ؟!!!!!
اصلا وش يدخله بالموضوع ؟؟
ما يهمه ابد !
لكن لأنه عارف انه اكيـد عمه محمد يبغى يوصل لشي ثاني , جاوب بهدوء وقال " والله ما أدري عنه شي "
وهالإجابه الصريحه وطريقه خالد بطرحها ازرعت البسمه للمره الثانيه على شفايف محمد ..
اللي غمـض عيــنه وكمل كلامه بأن قال " ام مها .. ان كنت ما تعرف ..هي بنت عمــي ..اخو ابوي ..تزوجتها عقب معاناة , وعناء طويــل .."
سكت ..
وخالد كان يسمعه لكن مو عارف هو وش دخله بالموضوع ؟؟
رد كمـــل عمه محمد الكلام بأن قال " احنا كنا الفرع الفقير من الأسره , وعمي سعود الفرع الغني منها ..
وهذا سبب صعـوبه زواجـي منها ؟؟
كلما تقدمت لها ..كان عمي سعـود يرفضني , مره ..مرتين ..ثلاث ..اربع ..خمس ..
الرفض كان دايما على لسـانه ..طبعا اكيــد انت تتساءل وتقول ليــش تتقدم لها وابوها كل مره يرفضك ؟؟
راح اجاوبك وأقول .."
واهني عمه محمد فتح عيــنه ولف على خالد .
التقت عيـــونهم , وعين عمه محمد كانت تلمع لمعان غريـــب ..
وقال " لأني كنت اعشقها ..يا خالد .. كنت اعشقها عشق ما ظنيـــت اني اقدر عليــه .."
خالد حــس بصدق الكلمــات بصوره قويــه , وصلت له مشاعر عمه محمد بقوه , ما كان يظن انه رجل بقوة عمه محمد معقـول انه يقول انه بيوم من الأيام كان يعشق احد مره ..
وكمل محمد القصـه وعينه لازالت بعيـن خالد " طول الفتره هذي كنت اشتغــل , احاول ابني روحـي , وكلما حققت نجاح , أو ربح , رحت لعمي اتقدم , وانصدم بأني ألاقي الرفض مصيـري ..
كنت قاعد ابني روحــي , اتعب ...اشقى واحاول اجمع فلـوس بس عشان ارضي عمـي واخذها .."
تنهد بقوة ..
وكمل " عمي سعــود مو بس رفضني , رفض كثيرغيــري ..
كل الناس ما كانت تستاهل بنتـه ..كان يحب بنته حـب , يظن معاه انها ان اطلعت لغـير بيته راح تنضام ..
ببساطه كان يحب بنته بأنانيه .."
رد غمــض محمد عيــنه وقال " المهم اللي كان مصــبرني على الشـقا اهو املي انها بيوم من الأيام راح تكون لي ..
خالد ..لك انك تتصــور اني بنيـت ثروتي عشانها ..وبنيتها بسرعه قياسيــه عشانها .. لولا الله ثم اهي ما كنت راح اوصل..
على العمــوم بالمره السادسه بعد ما تقدمت , وانا متوقـع الرفض , جتني الموافقــه !! "
ابتسامه ضبابيه ارتسمت على وجه عمـه محمد ..
وارتسمت على شفايف خالد , اللي اندمج مع القـصه على الأخـر ..
" طبعا انا انصدمت , وبغت تجيـني جلطه من الموافــقه الغيــر متـوقعه ..وظنيــت اني اخيـرا نلت رضا عمــي , وان عمي خلاص آمن اني انا الوحيـد اللي استاهلها ..
لكن تصرفاته بعد الموافقه ما كانت توحي بهالشي , كان دايما غاضـب , دايما ينظر لي نظرات غريبه !
وبعد العرس عرفت سبب هالتصرافات !!! "
الأبتسامه اللي على شفايفه تحولت للتسليـه " عمي سعـود كان راح يرفضني للمره السادســه , لكن حنان , ومرة عمـي اوقفوا بوجهه واصروا على الموافقـه ..
عاد تصدق يا خالد , انا لما الحين ما ادري شلون اضغطوا على عمي !
وارغموه على الموافقـه .."
لف على خالد وقال " على العموم , هذي هي القصـه .. طبعا عمي سـعود استمرت معاملته الجافه والرسميـه معاي للأن ..وخاصه بعد وفاة حنان الله يرحمها .. احس جنه يحملني السبب لوفاتها , أو جزء منه يحملني السبب.. وعشان جذي تشوف ان علاقتنا متوتره .."
وكمل "هذي القصه بأختصار , طبعا انت تتساءل ليش قلت لك هالقـصه كلها من أولها لأخرها ..واكيـد تقول ان اشدخلك فيها .."
خالد جاوب بكل صراحه " انا حاس انك راح توصل لشي بالنهايه "
هز عمه محمد راسه وقال " ايــه , ايــه نعم , ظنك بمحله......خالد انت تعرف ان عندي بنت وحده , اهي مها , ثمرة زواجـي من بنت عمي ..
غلاتها من غلاة حنان عند عمــي سعــود , او اكثــر من غلاة حنان ..وانا لأني اعرف عمي سعود واعرف قسوته ..
ما ابيه يتحكم فيــها .. ما ابي عمي سعــود يحرمها من اشياء بحكم انه يحبها , ما ابيها تعاني ...من تسلطه خاصه ان امها ما راح تكون موجوده , ولا انا راح اكون موجود .."
اهني خالد قاطعــه وقال " بعد عمـر طويــل يا عمـي "
محمد تنهد وقال " خالد اسمعنــي , انا وراي عمـليه قويــه , أحتمال الحيـاة والوفاة فيها 50% , وانا محتاج اني اضمن مستـقبل بنيتي .."
خالد استغـرب , اهو اشدخله بمستقبل بنته !!
"مها غيــر عن امها .. ام مها انسانه قويـه وجريئـه بحكم عيشتها مع اخوان شباب , وكونها البنت الوحيـده بينهم..
اما مها فعيشتها كبنت وحيـده من غيـر اخوان او خوات , ومع اب مدللها ما راح تمكنها من المواجهه ..او معارضه ابوها سـعود اللي يحبها , ويدللها , خاصه ان وقتها بتحس بالأمتنان له , وهذا الأحساس راح يجبرها تمشي على راي عمي سعـود "
بان على عمه محمد التعــب من الكلام الكثــير وهذا اضطر خالد انه يقول " عمي , ارتاح ألحين , وبكره اجيك انا وانتكـلم " خاصه انه مو فاهم لوين الكلام راح يأدي , لكن حاول يخمن انه عمـه يبغى يفضفض وبس ! أو هذا اللي كان يأمله
رفع محمد ايده , وبمعني اقعد ..
ثم قال " ما في وقت , انا عن قريب مسافـر لألمانيا ..
خالد , انا ابي اضمن مسـتقبل بنتي , ابي انا اختار لها الزوج المناسـب من وجهة نظري ....انا , ابي افرح معاها , ابي امنع عمـي سعـود من السيطره عليـها , وعشان جذي انا طلبت حضـورك .."
خالد عرف نيـة عمه ..
حس بالألتزام تجاه عمه محمد , وحس انه راحة عمه محمد راح تكون اكبـر ان عرض اهو من نفســه المسـأله ووفر عليه احراج الطلب ..
إضافه إلى انه شي بداخله قوي جدا خلاه يسبقه قبل لا ينطق عمه محمد كلمته ويـقول " عمي تقبل تزوجني بنتك ؟ "
عمه محمد بان عليه التأثــر ..والراحــه ..
اللي ما كان احد عارفه ومحمد عارفه ,ان عمليتـه كانت نسـبة نجاحها اقل من 50% اقل بكثـير من هالنسبـه لكن ما قال لأحد ..
واهو قرر عمل العمليـه هذي لقلبه , لأنه بكل بساطه ان ما عملها , راح يضطر لترك عمـله , ولترك الحيـاه , والعيـش على السرير طول عمـره للضعف اللي في قلبه , واهو يكره القيـد والضعـف ..وعشان جذي قرر يعملها .
قال محمد بكل هدووء " وانا موافق "
خالد برر موافقته بعدة اسباب :
اولها ان مها بنت عمه محمد .. وتربيته..
ثانيها انه راح يصاهر ناس اجاويـد , ينذكرون بالطيـب بكل المجالس
ثالثها ان راح يكون بينه وبين عمـر صاحبه إضافه إلى العيـش والملح , المصاهره
رابعها ان اهو يحـس نفسـه مديون لعمه محمد بكثـير اشياء , ثقته فيـه , تعليـمه له اصول التجاره , اعتماده عليه , وهذي الطريقه الوحيده اللي يقدر يرد فيها هالديـن .
خامسـها ان مها فتاة جميــله , من المرات النادره اللي لمحها فيها كان جمالها يبهره , و فيها رقه عجيـبه عرفها من سنين قضاها مع عمر , ومن كثير مواقف اهو كان شاهد عليها ..وما تصور انه عمه محمد راح يزوج هالأنسانه الرقيقه لغيـره .. اللي قد ما يقدرها , وقد ينزل من قيمتها !!
بنت عمه محمد ما راح تتزوج واحد غيــره قد يسئ لها , اهو راح يصونها , ويداريها , بنت اخت عمــر ما راح تكون لغيـره !
واهو مو متزوج !
يعني كل شي سـهل ..
ابتسم له عمه محمد , وقال له " على بركة الله "
شافه خالد , وقال له " وان ما رضت بنتك يا عمـي "
كان عمه مغمض عينه وقال " خل البنت علي .. المهم ييب معاك الملاج باجر العصـر , انا طيارتي بعد صلاة العشاء "
خالد ما توقع هالسـرعه بالتصـرف , كان وده يجيت ابوه , يجيـب امه اي احد ..
لكن عمـه محمد كنه قرا افكاره وقال " خيـر البر عاجله يا خالد .. انا ادري اني قاعد احطك بوضع صعـب , لكن انا ما عندي وقت غيـر باجر .. وامك وابوك قولهم بعد الملجه , وان انجحت العمليـه ان شاء الله راح نسـوي كل اللي ودنا فيــه "
وبالفعل صار اليوم الثاني , العصـر , وصارت الملكه ..
قبل الملـكه اتصل على ابوه جاسم بعجــله , وقال له بأختصار " يبا , انا عندي شي ضروري اكلمك عنه , راح اتصل عليــك اليوم بالليـل "
خالد كان رافض يقول لأبوه قبل الملكه لأجل ما يمنعه من الزواح او يعارضه بقراره , ما كان راح يستحمل انه يعمل حاجه من غيــر رضا ابوه .
لما وصل للمستشفى على الموعد .. غريــبه ..لأول مره يشوف ملكه وفرح بمستشفى !
كان العديد من الرجال معزوميــن بغرفة عمه محمد , ومنهم عمـه سعــود اللي كان واضح عليه الغضب وعدم الرضا ..
واللي حاول يمنع الزواج , واللي اصر عليه عمه محمد بكل قوه ..
وبالنهايه عمه سعـود بعد ما شاف انه محمد ما بأذنه ماي , طلع غاضب من غرفة المستشـفى , وما احد لاحظ خروجه الغاضب إلا الأشخاص المعنيــين ..
وتزوج مها ..
انتقلت مها لبيته من غيـر عرس لمرض ابوها !
هو طبعا إلى الأن ما يدري كيـف وافقت , ولا وش قال لها ابوها لأجل توافق !
لكن اللي يعرفه انها وافقت , وتزوجته , وانتقلت لبيته من غيـر عرس ..
بعدها اتصل على ابوه , وقال السالفه بالتفصيــل الممل ..واللي سمعها ابوه بهدوء وسعــة بال من غيــر مقاطعــه , وبعد ما انتهى خالد من الموضوع , قال له ابــوه " يا خالد انا ما راح انقد عليك هالتصـرف...نعم النســب اللي اخترته , تصرفك يدل على اني ربيت رجال "
خالد كان حاس ان بالكلـمه (لكن) ..
وبالفعل كمل ابوه وقال " لكن يا خالد , امك ..امك ما راح تقبـل ان ولدها تزوج كذا ببساطه من غيـر شورها , وانت عارف انها من فتره تبغى تزوجك , تختار لك , انا معقـول افكـر بعقلي وخاصة انك متزوجها بناء على رغبة صديق عمري , لكن امك راح تفكـر بقلبها "
واهني قال خالد " يبا انا لأجل كذا اتصلت عليــك , ابغى مساعدتك من هالناحيــه , ابغاك تمهد الطريق لأمي "
سمع صوت تنهيـدة ابوه القويـه وقال " طيــب يا خالد , انا راح اساعدك بالموضوع , والله يعينا على امك "


غرفة عمـر بالوقت الحالي :

الله يرحمك يبا ...الله يرحمك يا عمي محمد ..
تذكر كلمته لأمه بالمواجهه اللي احصلت بعد ما قابل مها بالسعوديه لما قالها ( يما انا ما كنت راح اخليها تطير مني ,هي لي ,لي لحالي ,ما ابغى اي رجل يمتلكها ,هي لي من صغرها ...)
هذا الشـعور تولد عنده من اول لحظه ..أول لحظه زواج ..
من اول ما شافها من دون حجاب , و واقفه قباله بخجل وحياء ..
عرف وقتها انه ما كان راح يطيرها من ايده ..
وعرف انها له , له لحاله
وعرف ان ما يبغى احد يمتلكها
وعرف انها له من صغرها من اول ما سماها اميـره .
تذكر فستانها يوم الملكه..كان عباره عن فستان وردي طويل وساحر..رائع , حسسه كنه اللي قدامه جايه من عالم غيـر عالمه , من عالم الروعه , والرقه , والأناقه ...والأنوثـه ..
ويقولون الرجاجيـل ما يذكرون التفاصـيل ,او اشكال حريمهم يوم الزواج ..
ليه اجل هو يذكـر كل تفصيـل , كل حركه , كل همسـه ..
يذكـر كيـف راح لها في بيت ابوها ..
يذكـر خروجها له ..
يذكـر صمتها , ومحاولته جرجة الكلام منها
يذكـر كيـف اخذها لفندق حجز فيه بأخر لحظه ..
يذكـر كيف اكلوا على ضوء الشمع ..
يذكر ابتسامتها الخجوله ..
يذكـر كيف قص عليها قصة حياته لأجل يهون عليها عدم معرفتها به المعرفه الكافيه..
يذكـر كيـف تركها تنام لحالها بالفراش , ونومته على الكنبـه ..
سفرتهم مع ابوها لألمانيـا واللي اعتبروها اسبوع عسـل ومنها مرافقة ابوها المريض ,زادت من قربهم من بعض , تعرفوا على بعض كويس بالسفـره , بدوا يفهموا على بعض , بدوا يعرفون كيف يتعاملوا مع بعض , وصاروا ازواج بالمعنى الحقيقي للكلمه بألمانيـا .
عمه محمد بقى بألمانيا فتـره لأجل يجهزونه للعمليـه , استمر الوضع لأسبوع , لكن توفى ..بعد العمليـه بقليل .. العمليه اللي ما استعاد وعيه بعدها
ويذكـر لما توفى ابوها وانهيارها ..
الغريب انه بعد انتهاء العزاء بالكويـت اضطر يروح للسـعوديه لأنه ابوه صابته جلطه وبغيبوبه !!
اصدقاء .. ابوه وعمه محمد ,و اثنينهم صابتهم جلطه قلبيه ادت إلى موتهم ..
يكـره خالد يفكــر بموضوع ابوه ألحين !
اهو ما قال لأحد ان بـلغ ابوه ..لأجل امه ما تعصـب , وتاخذ المسأله بحساسيه وسلبيــه , ولأجل ما تغضب من ابوه الله يرحمه ..
دايما يفكـر انه لو ما كان قايل لأبوه كان احسن , دايما يحاتي انه ابلاغه لأبوه عن زواجه قد يكون زاد بالضغـط على ابوه بصوره ما ..
وكان يكره انه يقول لأحد , حتى لنفســه انه بلغ ابوه .. عشان ما يظن الجميــع انه قاعد يحمل ابوه الله يرحمه الغلط ..لأن الواقع انه خالد اهو الوحيـد الغلطان عن الوضع اللي وصل له .
عاش فتره طويله يحاول يقتل احساسه بتأنيب الضمـير ..اللي أصابه بعد الجلطه اللي أصابت ابوه .
وبالتالي النتيجــه وحده ..اهله ما يدرون عن شي ..واهو ما قالهم لمدة 7 سنوات ..
مرض ابوه وغيبوبته ..
وبعدين وفاته , وكون امه بالعده
وانشغاله هو باعمال الأسره خاصه بعد الخساره اللي أصابت ابوه بآخر صفقه ومسؤولية مباشرة اخوانه كانت على عاتقه
وبعدها تأخر الوقت واصبح البوح بالسر صعب كثير ..
بعدها بأختصار ما عاد يبغى يعلم احد عن مها.. لأنها صارت سره هو ..ملاذه هو ..المكان اللي يلجأ له وما يبغى احد يدري عنـه ..
أجل فكرة ابلاغ أهله لمده غير معلومه ..وكانت هذي اكبـر غلطه عملها ..كان اناني وفكـر بنفسه وبس ..



مرت على خالد ومها , ريم وعمـر , سمر , سام , وفيصل ثلاث ايام ..
ثلاث ايام مرت بغرابه ..
خالد .. كان يقضي هالأيام بالأنتقال بين غرفتين بالمستشفـى , غرفة عمـر , والغرفه اللي موجوده فيها مرت عمـه , يجلس مع عمـه , بعد ما اعتذر ولد عمه قتيبه عن الحضور لمصر لظروف عمله
الصبح يكون مع عمـر , يأذن العصـر يتوجه لعمـه , ويرجع لعمـر بعد أذان العشا ..
السفـره اللي كان وده انها تكون ترفيـه , صارت متعبـه كثـيـر بالنسـبه له , .
مها نفسيتها اتعبت , وقاعده تتعب كل يوم اكثـر من الثانـي , الغيــره قاعده تاكل قلبها , ومو قاعده تقول او تتكلم
التعــب النفســي , زاد وزادت حالته مع التعب الجسدي لبقائها طول اليوم من الصباح لليل على كرسي بالمستشفى بغرفة عمـر , ورفضها الرجوع للفندق للراحه ..
ما احد انتبه لذبولها لأنشغالهم بأشياء اخرى ..كانت هاديه على غيـر عادتها , بارده بتعاملها مع الكــل ..
ببساطه مستنزفـه من حيــث المشاعر و الجســد بصورة غيــر متصوره , اول ما تشوف عيون خالد تنام , تقوم من فراشها وتروح للحمام , تبكي من غيـر صوت لما ترتاح ..
وترد للفراش , تقرب من زوجها , وتاخذ ايده وتخليها تحاوط خصرها و تحاول تنام !
عمر بدى يقوى , التعـب والأنهاك اللي كان يغيـبه عن الوعي طول اليـوم بات بعيد عنه , وبالتالي صارت فتره صحــوته لطول اليوم ..
لكن واضح عليه النفسيــه الزفــت والضيـق , ما كان يتكلم , وما ياكل كثـير ..
الممرضات الكبار بالســن يحبونه وايد , لأنه مو من النوع اللي يشكي ويتحلطم وايد , بالعكـس دايم هادي , فكاسر خاطرهم , ومعتنين فيه زياده عن اللزوم كنه ابنهم ...
كانت افكاره تروح بأحيان كثــيره للخاينه اللي اكيـد ألحين تقابل خطيبها ..
وهذا يزيد من سوء نفسيــته .
كان قايل لأبوه انه ما له نفس يستقبل أحد بأول الأيام , وطلب انه يبدي بمقابلة الرجال اللي ودهم يزورنه بعد اسبوع ! واللي انقضى منه تقريبا 3 ايام بالضبط
اخوانه جاؤوا لزيارته على الرغم من رفض ابوهم سعــود للموضوع .. إلا انهم ما اقدروا يبتعدون عن اخوهم بفترة الأزمه , وحرصوا على التواجد كل واحد فيهم بيوم ثم يرجعـون للكويـت ..الغريب بالموضوع ان غانم الشخـص الوحيـد اللي اعلن رغبته بالقدوم ما جا خلال هالفـتـره ! وهذا الشي ما أثار استغراب سعـود , لمعرفته بشخصية ولده !
فيصل كان يباشر اعماله بمصــر , وباله مشغـــول بتصرف ريم ..
الأفكار تجيبه وتوديــه
الشـــك راح يذبحــه , كلام نعيــمه يعني كلام كبيــر وخطير لازم يتأكد من صحته !
ريم تحس بشــوق لعمــر , ودها تشــوفه وتطمــن عليــه , كل يوم تحصل على اخباره من مها لكن هالشي مو كافيـها , ودها تكون قربه مثل ما مها قربه , وتعتني فيــه بهالوقت اللي هو فيــه تعبان , خاصه بعد ما اعرفت ان نفسيته مو زينه ..اهي تدري انها قررت فسخ الخطبه , لكن بلحظات كثـيره تخاف وتقلق من عدم اتخاذها اي خطوات لأنهاءها وتحاتي انها بالأخيــر تنفرض عليها وتنهار .
طبعا لازال ابوها فارض عليها عدم الخروج من البيت , ورافض يكلمها بصوره جيده , لكنها بالوقت الحالي مو مهتمه .
سام بدت تزور الأماكن السياحيه قبل ما تنتهي الإجازه وترد لبلدها ..لكن بالها دايما مع عمـر , ودايما تتصل فيه عل وعسى يرد عليها ..وعينها دايما تلتفت بالفندق تدور على اهله ..
سمـر كانت مستغرقه بالتحاليل حقت امها , ومشغـوله فيها مرا ..وتقضى اوقاتها عند امها , ودايما مرت عمها موضي تكون زايرتهم , وجالسه معاهم .. والدتها وجهها شاحب وهذا الشي مخوفها , امها ادخلت للمستشـفى باليوم الثاني لوصولهم لمصر , خالد ما قصر مع ابوها , مباشر كافة مسائل المستشفى , ومسلي ابوها بهالغربه ..
هي خجلانه من خالد , خاصه انهم ما نفذوا طلبـه للأن ! مع انها تدري ان خالد متفهم وضعهم , لكن من المؤكد انه الأستمرار فيها مصدر توتر لعلاقته مع حرمته .
كان فعلا ساد مكان اخوها بصوره كبيره , اخوها اللي ما قدر يسافر معهم لأن شغله طلبه بصوره مستعجله ..واضطره يقطع اجازته .



يتبع ...

أميرالز likes this.

اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-09, 12:53 AM   #57

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

التـــابع ....







فيصل :

فيصل افكاره متوتره من وقت لقاءه مع ريم
اللقاء اللي ما كان متصوره ولا كان متصور نتايجه , خلاه على اعصابه ..
الظنون والشــك مـــلاه
الرجل اصعب شي عليه انه يظن ان خطيبته , او زوجته تحلم بشخص ثاني , او قلبها ملك لأنسان ثاني
هذا اكبـر اهانه له , وما راح يقبلها ابد , مهما كان يحلم بهالريم .
اغلب الظن انه ابوها جبرها عليــه ..
طول الثلاث ايام , كانت فكره يلف ويدور على فكـره وحده انه لازم يحاكيها , لازم يفهم الموضوع , لكن من غيــر وجود ابوها .
لأنه ان كان ظنه صحيح فوجود ابوها راح ينهي اماله بمعرفة الوضع الصحيح .
الأيام اللي مضت من اول واخر لقاء بينهم كانت صعبه مره صعبــه
عاشها ما بين الظن والهم , وانهيار امل وحلم .
الثواني تمر عليه بصعوبه شديده , محمله بالشــك القاتل
جلس يفكر ..يفكــر بكل الأحداث اللي صارت من اول خطبته لها
ألحين اصبح كل شي في محله , ومكانه الصحيح :
عدم قبولها بالعرسان لمده طويله بعد طلاقها
عدم موافقتها على مقابلته
تصرف ابوها مع عمـر ذاك اليوم بالمطار اللي هو استغربه
واخيرا لقائهم اللي وضح له حاجات كثـيره .
كل دقيقه تمر يحس انها فعلا مجبوره .. وهذا الشي مهو زين لمستقبلهم مع بعض ..هذا طبعا ان كان في بينهم اي مستقبل
عصب من حاله وقام من مكانه ..
ما يقدر يعيش كذا لوقت أطول اكيد في حل , اكيـد يقدر يوصل لنتيجه بطريقه أو اخرى ..
اليـــوم ..
اي نعم اليوم لازم يوصل لشي يريح باله !
لازم يسمع الحقيقه من لسانها منها هي ..من ريم.
كان يناظر من النافذه , ويتأمل سواد الليل .
وشاف عمــه حمد يخرج من العماره للسياره ويبتعد بسيارته , تأمله بعدم اهتمام , او بالأصح بأستغراب من تواجد إلى الأن اشخاص يرغمون بناتهم على الزواج , وكره بسيط متغلل لصدره لأنه هالشخص اجعله بهالوضع الغيـر المفهوم ..
عقــله التحليلي ترك المشاعر بجانب , وحلل اهمية خروج حمد .
عمه خــرج ..
همممم
خرج .. يعني يقدر يوصل لريم ألحين
بس لازم اول يفكــر , ميـــن بالشقه معاها !!
حاول يتذكــر , يعصر مخه عن اي معلومه قد يكون سمعها عن وجود شخص اخر معاها ..لكن اكتشف انه ما يدري !
وبالواقع هو مو مهتم , وان كان فيه احد موجود , وش يهمه هو ..
لازم يواجهها اليوم , قبل لا يفوت الأوان
وفكـر بأن هذي هي فرصته للوصول لريم , لأجل يفهم الموضوع , يشوف الوضع مثل ما هو بهالحقيقه , مهو مثل ما ينقال له منهم
ما تعود يأجل اعماله للغد , وما راح يأجل عمله اليوم , هذا اللي تعلمه من عمله بمجال الشركات .
الشــــــــــــك ان استمر بقلبه وعقــله راح يسممه ..
راح ينهي الموضوع اليوم , بطريقه او بأخرى ..وان كان هذا يعني انتهاء حلم بالنسبــه له
انزل الستار من ايده وابتعد ..
كان راح يظهر من الشقه ويتوجه لشقة حمد ويطلب مقابلتها بكل جرأة , صدمة لقائهم ذاك اليوم لازالت قويه على احاسيسه.
لكن لما حط ايديه على الباب , عرف ان الفكره ذي متهوره , وصعبــه مره , مستحيل وش بيفكــرون فيــه ان عمل هالشي
رد لغرفته وقرب من التليــفون الموجود عنده , وظهر جواله , ونقل رقم شقة عمه حمد للهاتف الأرضي ..
الحقيقه راح تكون بثواني عنده ..هذا طبعا ان رضت انها تكلمه
سمع صوت التليفون
توت
توت
توت
غمــض عينه بأنتظار الحقيقه
الحقيقه
الحقيقه
اه ه ه ه ه ه ه وش كثــر الوقت من اول واخر مقابله بينهم كان صعب .
مع لقطة الخط .
تنفس بهدوء ..
ريم بعد ما اسمعت صوت التليـفون وتكرار رنينه , نادت على نعيـمه مره ومرتيــن لكن نعيــمه ما كانت ترد عليها ولا تجاوبها , وبعد ما طلت على المطبخ تأكدت انها مو موجوده بالشــقه .
اهملــــت التليـــفون لكن الأستمرار المزعج , وقفها في مكانها وخلاها تجاوب
اضطرت ترد , مع ان ما كان لها نفــس الإجابه ..وما عندها النفســيه لهالشي .
فيصل سمع صوت راقي وناعم يقول " ألوووو "
كان متأكد انه صوتها ..ما كان مصــدق انه في هذا الموقف , ولا كان مصدق انه اقدم على هالخطــوه , لكن خيــر البر عاجله ..ما وعى انه ظل ساكت ولا رد على كلمتها..
ريم بعد ما شالت التليفون وقالت الوو استغربت الهدوء على الطرف الثاني ..
وردت تقــول للمره الثانيه " ألووو "
" السلام عليكــم يا ريم "
ريم حاولت تركــز بالصــوت لكن حسته غريب..
وهذا الأحساس استمر للحظه فقط
لأن عقلها رجع لها ذكريات اللقاء ذاك اليوم ..كنه عقلها يوعيها لهالصوت , واعرفت بجزء منها من المتكلم لكن ما كانت متأكده إلا لما سمعت صوته يقول " انا فيصل يا ريم "
حطت ايدها على الطاوله تسند حالها .
ردت فعلها الأوليــه انها تغلــق التليــفون في وجهه .
وش يبي فيها , لاحقها لشقتها ..
ليه متصـــل ..
ابوها مهو موجود ..
كانت راح تتكلم , لكن ما تدري ليه ينعقد لسانها ..
غمضــت عينها بهدوء , هذي هي فرصتها انها تواجهه , وتنتهي من موضوع الخطبــه .
سمعت صوته يقول " ريم , انا متصل لأجل اكلمك "
توسعت عيونها بصدمــه , يعني ما كان يبي ابوها !!
وآخرتها معه , ليــــه يكلمها , ما يفهم !! ما تبي تكلمه
لكن ما علقت على كلمته .
فيصل كان يسمع صوت نفسـها القوي .
حمد ربه انها ما سكرت التليــفون او غيــره
لكن عدم وجود تفاعل كان يوتره , ومخليــه مو عارف وش هو موقفها بالضبـط .
وخلاه يقول بكل قوه " ريم انا راح ادخل بالموضوع على طول ..............انتي مجبــوره على هالخطبـــه "
ريم اللي كانت تحضر نفســها للمواجهه والكلام ..
انصدمت من سؤاله ..
وحست بالراحه تغمـــرها بغـــرابه ..اخيـــرا احد سألها بهالفتـــره ... هالســـؤال بالذات ..
كانت راح تصرخ : وتقــوله انا وافقت لكني ندمانه وربي ندمانه اني وافقت , انا ألحين ما ابغى احد إلا عمـــر
لكن ما تدري وش فيـــه لسانها ما ينطــق
عاجـــز
ســاكت
ليه صوتها مهو **** يطــلع ..
بدت الدموع تجري على وجهها ..
دمعه ورى الثانيه .
على خدودها الغضــه الجميــله
حاولت تفتح فمها وتتكلم , لكن اعجزت من سرعه نفســها
لكن بعدين حاولت مره ومرتيـن لما بالأخيــر استطاعت تنطق وتقــــول بصوت هامس , وراجف " ايه "
هالكلمه البســيطه والصغيــره كانت طعــنه لفيـصل ..
جلس على الكرسي القريـــب
كان عنده امل ولو صغـــير انها تقول (ابغاك , واللي فيني خجل )
صوتها الراجف والهامس , كان اكبــر دليل على انها مجبـوره عليه
بدى يسب ابوها...عديم الأحساس اللي خلاه بهالموقف , وخلاها تضطر تكتم هالموضوع كله ..
يكره الأباء الدكتاتوريــيـن ..
عافها اول ما اعلنت انها مجبــوره , مثل اي رجال حــر , مثل اي رجال خليــجي أصيــل
يعاف اللي تعافه , لكن حاول يحافظ على هدوءه ورد قال " انتي تقدرين تنهي الخطبـه ولا تحتاجي لمسـاعده "
ابغى مساعده , ايــه ابغى مساعده , رجيــتك ابغاها
طلبــتك بأعز شي عليــك اعتقنـــي لوجه الله
عطني حريتي
لكن ولا كلمه من هالكلام انقال
سمع صــوت البكــي , وبعدين سمعها تقــول بشهقة بكي " ما أقدر , ما أقدر "
الموقف كان من ابيــخ المواقف اللي واجهها بحياته , أو اللي معقــول يواجهها لكذا حس بأنه عصــب أكثــر وأكثـــر , وهذا الغضب كان موجه لحمد بالذات , ما كان متصور ان في انسان يسكت على حالة بنته كذا .
قال بهدوء " اجل اتركي الموضوع لي "
ما تكلمت , ما عبــرت ..
لكن حســـت بأمتنان لهالغريب اللي اخرجها من هالمأزق ..
احمدت ربها اللي انقذها من هالوضـع اللي ما كانت عارفه له ..
سمعته يــقول لها بهدوء " اتركك ألحين ..مع الســـلامه "
وسكـــر التليــفون ..
سمعت صوت انقطاع الخط .
توت
توت
توت
مهي مصدقــه ..انتهت الخطــبه معقـــوله , انتهت
بكل بساطــه
بكـــل بساطه
هم وضـــيق شهـــور انتهى بلحظه ..
ما كانت متوقعه ..
هو وش قال ..الخطبه انتهت ..
ببساطه !!
طيـــب هي فهمت صح ولا لأ !!
هو يقصد كذا ولا لأ ؟؟
كيـــف !!
من ثلاث ايام شافتــه , واليوم انتهت
هل راح يساعدها أكيــد ولا مجرد كلام ..ولا وشهو الوضع !
هل تصدق انه راح يساعدها مثل ما وعدها ..
صــوته يوحي بالصـدق ..
لما تذكــرت كلمته (اجل اتركــي الموضوع لي )
ايــه , ايـــه قصده انه راح ينهي الخطـــبه
بدت تبكـــي
تبكي الأيام الأخيره اللي عاشت فيــها بقهر
تبكي اللحظات اللي ما لجأت فيها لله لأجل يفرج كربتها
تبكي اللحظات اللي شكت فيها انه دعائها معقول ينقـبل
تبكي اللحظات اللي كسـرها فيها ابوها
تبكي اللحظات اللي خافت انها تواجه ابوها
تبكي براحه انها انتهت من هالمحنه على خيــر
تبكي براحه انها حره ألحين تعـبر وتقول بقلبها انها تحب عمـر من غيـر احساس بتأنيب الضمـير
اخيـــرا هي حـره , حــره
تعلمت من هالدرس عدم المغامره بقراراتها ..
الحمدلله , الحمدلله
احمدت ربها ان فيصل ما خذى المسأله بغرور وعجرفه ورفض المساعده ..
ما راح تكون لغيــر عمر , ما راح تصيـر لغيــره
وفجأه تحول البكـــا , لضحـــك ..
ضحــك سعـــيد , وفرح ..
لاحظت انها لسه ماسكه السماعه بأذنها ..
تركتها , أو بالأصح رمتها ..
سمعت صوت الباب يفتح , الباب حقت الشــقه , وكانت نعيـــمه
اللي اول ما شافتها ريم , راحت لها جــري , وضمتها
فرح ريم , وسعادتها , من خبــر انه عمــر بخيــر من كم يوم وبعديـــن ان خطبتها انتهت , كان واضح بحركاتها ..
فرحها وسعادتها غمرت جو الشــقه ..
رنة ضحكتها ملت الغــرفه
انا حره !!
فيــصل بعد ما انهى المكالمــه بغضب , راح ينهي هالخطبــه ..
الغــدر ..
هذا اللي كان حاس فيــه كان قوي , قوي جدا
تصور وضعه لو هو متزوجها ..
لو انه ما قابلها وعرف اللي اعرفه..
وش كان وضعه بيصيــر !!
كان راح يتزوج وحده قلبها لغيــره
وحده تفكــر بغــيره
وحده مجبــوره عليــه
مجرد التفكيــر بالموضوع كان يصيبه بالغثيان ..
حلمه فيــها من ايام ما شافها بلندن ايام الشتاء , اصبح بالوقت الحالي كابوس
كابوس سئ
لا جمالها , ولا رقتها , ولا شي فيها ألحين يحرك شعره فيـــه !!
الشك اللي كان يذبحه طول الأيــــام اللي فاتت , اصبح يقيــــــــــن , راح يتخلص من الخطبه


مها :

مها بالوقت الحالي كانت بغرفه عمـر بالمستشفـى ..
تناظر الساعه كل خمـس دقايـق ..
ومشاعرها على شفيــر الأنهيــار ..
خالد راح مثل عادته من العصر طالع , اهم ألحين بعد العشا بوايد ..
كان خالد يطلع من غرفة عمـر من أذان العصـر إلى اذان العشا من غيـر لا يقول اهو وين رايح بالضبط , لكن اهي تدري ..
تحترق وتموت إلى ان يرد لها ..
رفعت راسها وشافت عمـر ..ساكت ..يشوف السقف بهدوء .
و واضح عليه الأستغراق بأفكار من نوع سئ ..
اما ابوها سعود فكان يقرى اوراق متعلقـه بالشغـل !
واهي ..
اهي قاعد تحسب الثواني على ما يرد ..
قلبها داخلها بأحتجاج (كفـــايه اللي تعمليــه بنفسج لي متى بتستمرين جذي ..لي متى )
اليــوم تأخـر ولا احد بالغرفه يدري بتأخيـره او حاس فيه غيـرها ..
من كثـر ما كانت منشغله بالساعه .. كانت تحس اذونها تسمع كل دقه ..تصدر منها ..معلنه مرور ثانيه جديده
يمكن قاعد يســولف مع الأنسه سمر ونسى الوقـــت ..هذا العذر الوحيــد !
فجأه اسمعت صوت عمـر يقول " مها ممكن توقفيــن أزعاج ! "
ارفعت راسها وشافته يشوفها بضيق .. و استغراق
ممكن توقفين ازعاج ..اي ازعاج ..لكن ما تكلمت
أشر براسه على رجلها وقال " قاعده اتطقيـــن ريولج بالأرض صار لج سنـه "
انتبهت على نفســها ..
وحاولت تبتسم وتقول بتصريفه " امم سوري ما كنت حاسه بروحي "
و وقفت طق برجلها , لكن عمـر ما بعد عينه عنها ..
وهذا خلاها تتوتر ..
ليش قاعد يشوفها جذي !
زم شفايفه للحظه وبعدين بعد وجهه عنها ورد يناظر بالسقف .
مها حست بروحها ترد تستغرق بالساعه ..اللي قاعده تعلن بمرور كل ثانيه انه متأخر , ومتأخر وايد .
ظهرها بدا يألمها ..
ارفعت ايدها بتلقائيه لتمسيـده ..لكن امنعت نفسها باللحظه الأخيره , ما كانت تبيهم ينتبهون لألم ظهرها , عشان ما يمنعونها من الشي الوحيـد اللي يملا وقت فراغها ويشغـل تفكيـرها واهو الجلوس عند عمـر !
عضت شفايفها بقســوه ..
لدرجه انها ما استبعدت ان بعد ثواني تحس بطعم الدم فيها ..
قطع عليها افكارها للمره الثانيه صـوت التليـفون ..
أرفعته بهدوء وشافت اسم (ريم )
كانت فعلا تحتاج تكلم ريم , تشغـل نفسـها .., تندمج بحياة ورغبات انسان اخر .
ريم اتصالاتها كانت يوميه , ولعدة مرات في اليوم .
وطبعا تبي تسمع اخبار عمـر ..وصحة عمـر ..
قامت مها من مكانها , واطلعت من الغـرفه , عشان تكلمها على راحتها من غيـر ما تحس بنظرات عمـر اللي توترها , وتحسسها انه جنه عارف اهي مع من تتكلـم .
ردت على التليــفون , واهي تتمشى بالمستشفى وعينها على الأرض بسرحان على الرغم من تركيـزها مع المكالمه ..
كانت تمشي لإفراغ طاقه , وللأبتعاد عن عمـر اكبر مسافه ممكنه .
كانت تحاول ترد بمرح ..على ريم اللي كانت نبرات صوتها متغــيره ..نبرات صوتها غرقانه بالسعاده ..وهذا خلاها تسـعد وتنبسط .
بعد ما تطمنت ريم على اقل التفاصيـل بحياة عمـر الصحيـه والنفسيـه ..
سألت سؤال غريب لأول مره تسأله من فتره , وقالته بكل جديه " طيب انتي , اخبارك ؟ "
تنهدت مها ..بصوت عالي .
وارفعت نظرها لفوق وكاد ان الموبايل يسقط من ايدها ..
اشهقت بصوت عـالي وغـيظ ..
وبدى تنفســها يعلاااااااا ..
خالد كان مع سمـر يتكلمون عند الأستقبال ..
حاولت تتمالك نفســها ..
سمعت صوت ريم بأذنها " مها....مها ..الوووو ..مها انتي بخــير .. الوو ايش فيه "
ريم اسمعت صوت شهقة مها , وسمعت صوت تنفسها غيـر السوي , وافزعت ..
كانت قاعده تكلمها لكن ما في اجابه وهذا اقلقها , وخلاها تصـر ان مها تركـز معاها وتحاول تتواصل معاها .
لكن مها كانت بعالم ثاني ..
بس خلاص لحد اهني وكفـايه , انها تعرف ان كل يوم يكون معاهم , شي
وانها تشوف انه معاها شي ثاني
ان يتأخر عليها اهي عشان قاعد يتكلم مع خطيـبته شي لا يطاق , لا يحتمل ..
من غيـر لا تشعر سكرت التليـفون بويه ريم .
وبكل قوتها اللي تمكنت منها حركت رجولها اللي كنها حديد من على الأرض , وبعدتها عنهم , وتوجهت للبوابه الرئيسيه للمستشفى .


سمـر :

سمر , كانت تبحـث عن خالد ..
ولقته ..
كان تبحث عنه ببساطه لأجل تعطيـه اوراق , ابوها وصاها انها تعطيـه اياه .
هو خذا الأوراق بهدوء وبساطه .
وشكرها بكل رسميـه ..
لكن اهي قالت كرد على كلامه " حنا اللي لازم نشكرك , ما قصرت معانا ابد "
خالد من غيـر لا يشوفها جاوب بألـيه " لا شكـر على واجب يا بنت العـم "
كان يناظر الأوراق اللي بيده ويتأكد من عددها , هذي الأوراق خاصه بالمستشفى .
حس خالد بسمـر ..
وانها لازالت واقفه مكانها .
ما تحركت !
وهذا خلاه يرفع راسه بهدوء , ويقول " امري يا بنت العم "
سمر اللي كانت واقفه تحاول تكون جمله , تعبـر فيها عن اسفها عن التأخيـر الحاصل بأعلان فسخ الخطبـه , اخجلت من كلمته , واعرفت انها طولت بالوقوف ..
وهذا خلاها تقـول " لا ابد ..بكل صراحه يا خالد انا حاسه بالخجل من عدم اعلان فسخ الخطبـ ..."
قاطعها بصرامه " ما راح انتكلم بالموضوع اكثـر , متى ما شفتوا الوقت مناسب اعلنو فسخ الخطبـه "
حاولت تكمل اعتذارها "بس يا خالـد انا متأكده ان هالشي اكيـد يأثر على زواجك وانـ .. "
تحولت عيونه للبرود المطـلق من تدخلها , أو من محاولتها تفسيـر الوضع بحياته الشخصيـه !
وقال ببرود "سمـر .. ما راح انتكلم بالموضوع .. استأذن "
تحرك خالد وتوجه لإكمال الإجراءات المفاجئه اللي طالبتها المستشفى .
اما سمر فظلت مكانها , واحساس الإحراج ماليها من اقصاها لأقصاها , هي وش دخلها بزواجـه وحالة زواجه ..
يا ربي وش راح يفكـر فيه ألحين ..
ردت لغرفة امها من غيـر لا تتكلم مع احد ..وهي كارهه عمـرها من الإحراج


خالد :

بعد ما انتهى من الأعمال اللي كلفه فيها عمه حامد ..واهو ناسي سمر واللي جاب سمـر
توجه لغرفة عمـر , كان يدري انه تأخر على مها ..
علاقته معاها بالفتره الأخيره غريبه .. ينامون بأحضان بعض , لكن في جدار غير مرئي وغريب مبني بينهم , وهذا الجدار مضايقه .
متى ؟ متى راح نترتاح .
دخل الغرفه وقال بصوته الجهوري " السلام عليكم "
ردوا عليه عمه سعود وعمـر السلام ..
لكن في صوت رقيق مختفي !!
بنظره سريعه للغرفه لاحظ انها مهي موجوده ..
وينها فيــه !!
عمه سعـود كنه قرا السؤال من نظرات خالد اللي انتقلت بالغرفه عدة مرات كنه يبغى يتأكد انه مها فعلا مهي موجوده , قال " مها ظهرها عورها ..واتصلت علي وبلغتني انها راح تروح مع السـواق للفندق عشان ترتاح "
راحت للفندق !!
الغضــب انطلق فيه بقوة ..
كان المفروض تتصل علي !
كان المفروض تستأذن مني !
وبعدين كيــف تروح مع السواق كذا , وبروحها ..
كان غاضب لدرجه غريبه ..
هو ما توقع انه يغضب كذا ..
لكن الظاهر انه هدوء الأيام اللي فاتت تمكن منه .. كان متوقع ان علاقته فيها راح تتطور للأحسن , راح يتقربون اكثـر , لكن اكتشف ان الحواجز ظلت , وبالعكس زادت قوه , ما يتكلمون مع بعض إلا عند الضروره , قربهم الجسدي ما ادى ابدا إلى قرب نفـسي ..وهذا ادى إلى خيبة امل كبيـره , كان على حافة الأنفجار ..
قال بكل ما يقدر عليه من برود " طيـب "
رفع راسه وشاف عمـر يتأمله ..
واهو ما سمح لعمر ان يشوف الغضب اللي بعيـنه , وحاول يغلف نظراته عن صاحبه .
قعد خالد مع عمـر وعمه سعـود واهو على اعصابه , بس يبغى يرد للفندق ويفهم ليه تصرفت كذا ..يعني ما كانت تقدر تنتظره ..
جره من افكاره ..تحرك عمر فجأه وقعدته بالسرير كنه فكـره خطيـره جت في باله ..
ولف على خالد وقال " خالد انت قلت لسام عن الحادث "
خالد كنه انضرب كف على وجهه سام !!
ولا اخطرت على باله اصلاااا !
ما كان يدري انها موجوده بمصر للأن ..
الواضح ان تعابير خالد انطقت بأفكاره لأنه عمر قال بعصبيه " خراااااااااا , اشلون غابت عن بالي ..اكيـد ألحين اهي خايفه ..خرااااااااااا "
حط ايده على عينه بتعب .. وكمل " خالد طلبتك , لما تروح لفندقكم قولها ..غرفتها اهي رقم ( ) , قول لها...اهي مسؤوليتي و انا نسيــتها "
خالد حمد ربه انه عمه سعـود كان رايح لدورة المياه ..ولا شاف اهتمام ولده بهالسام , ولا كان علووووم !
وقال لعمـر بهدوء " خلاص ..خلاص ابشـر , راح اقولها بس انت هد اعصابك "
رد عمـر لمكانه ..وقال " مشكــور "
وبعدها رد عمـه سعـود للغرفه وانتهى الموضوع ..
بعد فتـره وبالوقت المناسب اعتذر خالد وانصرف ..
خاصه ان عمـر بينام , وعمه سعـود بيرد للشـقه .
فكــر بالفندق ...وبمهـا ..
مجرد التفكـير فيها كان يغضبه بشده .


فيصل :

فيصل كان واقف عند غرفة عمـر بعد ما لاحظ انصراف الرجاجيـل اللي كانوا عنده ..
ما يدري ليه جا بهالوقت بالذات ..
لكن جانب منه ادفعه دفع للقدوم للمستشفى ..لعمـر بالذات ..
بيشوف وش راح ينتج عن المقابله ذي .

أميرالز likes this.

اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-09, 01:00 AM   #58

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الخامس والعشرين

***تعالي واعتقي ذاك الخفوق المولع المرتاب ... مهب لأجلي عشان الله يجازيك ويجازيـني ***








" يكــفي يا فاطمه !! "
سمعت ساره امها تتكلم بغضــب بالجوال ..
تنهدت بضـيق فاطمه صايره كلما كلمت امهم تعصبها ..
سمعت امها تكمل " انا ما قلت اللي صار لأجل تدعــي على البنت ..هي وش ذنبها ان كان خالد يبغاها .. ما اظن انها اضربته على ايده لأجل يبات عندها "
واغلقت الجوال بوجه بنتها الكبيــره ..وهي ما عمرها اعملت هالشي ..ورمت التليــفون على اقرب مكان بغضــب ..
وقالت بنبـره غاضبه , لكن منخفضـه " اعوذ بالله , اعوذ بالله "
عصبتها مراااااااا , فاطمه متى بتفكــر بعقــل متى ؟ , مهما كان ما يصــير تدعي على الحرمــه .
دافعـت عن مها لأجل ما تتمادى بنتها ما يجـوز الدعـوه على المسلمــين ما يجــوز , وهالبنت ما كنها ام لطفليــن الله يهداها تحس ان ساره بأحيـان كثـيره انضج منها .
مها بتكون ام طفل خالد , و هي بدت تحس ان مها باقيـه معاهم لمده طويـله , ولازم بناتها يتقبلون وجودها , وخاصه فاطمـه ..
بدر قال لها من اول ما نقـل خالد من غرفتــه , لكن هي اعرفت ان ولدها ادام انه نقـل فهذا يعني انهم ردوا لبعـض , صحيـح انها ضاق صدرها على سمـر , لكن ..
لكن ما تقـدر تقــول حاجه ..
وش معقـول تطلب من ولدها ..ما تقدر تطلب منه يطلق مها .. لأنها خايـفه على بناتها !
اي خايفه على فاطمه وساره .
كما تديــن تدان ..
ولأن البنت من عرفتها ما عملــت يضر خالد او يضرهم
ساره تابعــت امها بنظراتها , امها صايـره عصبيــه بالأيام اللي فاتت .
يمكن لأن صديـقة عمرها مريضه , أو لأنها مستحيه تحط عينها بعين سمـر و ام سمـر .
اهي تعرف امها وتعرف مشاعرها , وخالد كل يوم يبين انه مو ناوي يترك مها ..
السبب مجهول ..
هل لأنه يحبها ؟؟؟
او لأنه يبغى ولده يربى عنده , فجالس يحايل مها ؟؟
ما تدري نظراته لها لما تكون معاهم غامضـه !
بس الأكيـد ان المها تحس بالحب تجاهه اكيـد ..مجرد شعــور قوي تحس فيه .
ردت تناظر امها اللي راحت للبلكونه ..
موضي اطلعت للبلكونه , لأنها ما تبغى ساره تشوف دموعها .
هذي الأوقات هي الأوقات اللي تفقد فيــها جاسم اكثــر شي .
جاسم كان يعرف يتعامل مع المواقف الصعبـه اكثـر منها , هي مهي عارفه وش هو التصرف اللي المفروض تقوم فيه .
كانت تعتمد عليـه بكل شي .. كان هو القوه , وهي الضعف !.
وألحين هي لوحدها ..
اه ه ه ه ه ه يا جاسم مكانك وش كبــره .
الله يرحمــك , مسحت دمعتها بسرعه بعد ما حست بدخول ساره عليها .
معلنه انه فاطمه على الخط ..تبغى تعتذر


عمــر :

اخيــرا بروحـــي ..
أه ه ه ه ه ه ه
كان ضـوء الغرفه مطفـي ما عدا الأبجوره اللي بقربه ..
وهذا الجــو الغيــر واقعــي خذا عقــله لها , لريمـــه ..
لشعرها الأســود مثـل الليــل .
تخيلـــه يمر بين اصابيــعه بنعومتـــه الغريبه ..
عيــونها الســود الكبــار كنهم بيــر من غيــر قرار .
تشــوفه ..تناظره ...بحب
لبشرتها اللي بلــون العســل .
اللي تلامـس بشرته .
لشــفايفها ..
قطع على نفســه الأفكـــار بغــضب ..بغــضب شديد .
افكاره الغبيـــه .
شفايدة هالأفكــار ..
اكيــد انها ما تفكــر فيــه .
تفكــر بفيــصل الغبــي
لف نظــره على الغرفه اللي اهو محبــوس فيها .
حاس نفســه بقفص , بقفص بهالفراش , بقفص افكــاره .
وده يطلع يغيــر جو ..يتحرر من افكــاره اللي ما تروح ولا ترد إلا لهااااااا .
من متى ؟
من متى يفكـر فيها بهالطريقه ؟
من متى صارت له هـوس ؟
من متى !! الجواب الصريح من اول ما طلقها !
هه
بدا يسخــر من نفســه
كان يكتــم أفكاره فيها بأعماق اعماقـه , لكن كانت تجيـه على شكـل احلام .
تطيـر لها افكاره من الكويت للسعوديه بلحظات غيـر متوقعه وهالشي لما ما يكون متيقظ وحارس افكاره .
كان يظهر شوقه لها من تلقائية كتابته لرقمها على شاشة موبايله كلما سرح .
وهذا خلاه يحقــد عليها , المفروض يكرهها .
جا في باله الشخـص الوحيـد المظلوم بالمعادله هذي كلها .
نوره
انظلمتي يا نوره معاي ..انظلمتي وايـــد .
رفع ايده لجبهته بتعب ..وعجــز ..
وألمته جبهته المحطوط عليها الشاش .
وهذا خلاه ينــرفز , ويسب ويلعـــن نفســـه بغضب شديد وبحده باللهجه , وعنف .
وبصوت عالي ..
قطع عليه السب واللعن صــوت الباب ينفتــح من غيـر استئذان .
وهذا خلاه يرفع نظره , ويظهر البرود على ملامحه دليل الغضب الشديد .
الشخص اللي دخل ما كانت باينه ملامحه عدل ..
لكن لما جدم اكثـر ..
ولما عرف الشخـص تحولت ملامحه وصارت جليـــديه مفزعـه .
هذا إش يايبه ؟؟
ليــش ياي لي !!
يتشمـــت معقــول ياي يتشمت ..
بدا يشد بأيده على الغطا بالجهه اللي مو بايــنه لفيــصل .
الغيــره بدت تحرق صــدره , تذبحه ..
قاعد يتخيــل هالحــيـ ...., يشوفها كل يوم بالطالعه والنازله .
يبتســم لها ..
واهي تتصرف بخجل ...المشــهد بكل قســوته تمثل بعقله , وخلاه يصــر على اسنانه .
قوته الطبيعيه ردت له .. وسيطرته اللي يمارسها على نفســه ردت بقوه شديده ..
عمر ..هالأفكار ما راح تأدي لأي نتيجـه ..هذا ضيفـك , عامله عدل !
فيـصل دخل بسرعه من غيـر لا يطق على باب , لأنه سمع صوت غاضب من الداخل , ولأنه يدري انه ما في غيـر عمر , وخشى للحظه انه فيه شي !! , تصرف تلقائي
ولما كان عند الباب انصدم من قســوه السب واللعن اللي ينطق فيــه لسان عمــر لكن لما دخل وشاف جمود الملامح استغرب انه هالشخص هو اللي صدر منه هالكلام ؟ .
اصلا ما توقع من انسان بارد (هذا اللي سمعه عنه ) يصدر عنه هالكلام !
صاروا بوضـع غريــب كل واحد فيـهم مواجه الثاني خاصه لما عرف انه عمـر بخيـر .
عمر بخيــر !
بشكل عمـر الحالي , شكله مناقض لكلمة الخيــر !
كان شكله سئ , المنظر اقل ما يقال عنه سئ ..هذا اقل ما يقال عنـه ..
الله يعيــن اهله !
نقل نظره لرجول عمر ثم لصدره ثم لوجهه .
الإصابات منتشـره فيــه ..داله على قوة الحادث اللي تعرض له .
هذا اللي بكت عليه ريم , وقضت ليلها بعيــده عن عيونها النوم بسببه !
كان حاس بمشاعر عدم الأستلطاف اللي تنطلق من عمر , يمكن لأنه فسـر كافة تصرفات عمـر على انها حب لريم , واللي قد يكون تفسيـر خاطئ ..
فيـصل شاف عمر يبتسم ابتسامه جانبيه ساخره , و سمعه يقول بصوت منخفــض وبسرحان " استاذ فيصل ..استاذ فيصل " وكمل ببرود " يا حي الله من جا "
حس فيصل نفسـه على اعصابه من سماعه لحس هذا الأنسان ..يمكن لأنه للتو تلقى خبـر رفضها له !
سمع صـوت اللي اكبـر منه سنا يقول ببرود " تفـضل "
عمر حاول يقعد من سدحته , لكن حس انه تكهــرب من الألم اللي انطلق فجأه من ذراعه وصدره لراسه ..
بلع ريقه ..
وخذا نفــس ..
تغصـب الأبتسامه , وقال " اعذرني ما اقدر أقوم اضيـفك .." وأشر على رجوله الثنتيـــن , وقال بسخريه من وضعه " العيــن بصيـره والأيد قصيـره , لكن العصـير ..البرتقال والمانجا ..وما ادري شنو ..موجود بالثلاجـه "
مد فيـصل ايده برفض للعرض وقال " تسلم يا بوسعـود , ما أبغى.."
عيون عمر قست وقال بهدوء " استاذ فيصل ..ما يصيـر ما تشرب شي عندنا ..تفضل للعصيـر "
تنهد فيصل بأستسلام , عمر ما راح يتنازل , لكن هو ما كان جاي لأجل يتضيـف , ومهو معتبـر نفسـه ضيـف , لكن من الواضح ان عمر مصمم ..
تحرك وخذا العصـير الموجود بالثلاجـه ..
عمر ما كان يبي هذا الرجل بالذات يشوف ضعـفه , كان ملاحظ نظرته اللي انتقلت على اصاباته .
ونظرة الشفقه اللي مرت على عيـنه بسرعه واختفت لما ردت ألتقت بعيــونه .
كان كاره الوضــع ..هذا اشيبي , ليـــش ياي ؟
منو يظن نفسـه عشان يشوفه بالطريقه هذي ..
اهله اللي اهم اهله مو قاعد يستحملهم , أو بالأصح يتجنب يتكلم معاهم عشان ما يجرحهم , وهذا اكره الناس له , اثقلهم على قلبه بكل برود ياي لعنده , وبنظرات الشفقه !!
ويرد نفـس السؤال (ليــش ياي ) احساس داخلي علمه ان الموضوع مو اداء واجب ! , معقـول ياي للمشـروع !
فيصل وتلبيـه لدعــوه عمر بالجلوس ..قعد , لكن قبل ما يقعـد مد ايده لعمــر بتحيـه متعارف عليها .
قال فيـصل بكل هدوء " الحمدلله على سلامتك "
احساس عمر بأن الموضوع مو اداء واجـب زاد قـوه ..وصار وده يقـول وقف هالمقدمات وادخل بالموضوع .
نفســيته مو مستحمله هالأنسان ولا مستحمل انه يكلمه .
لكن قال ببرود " الله يسلمك "
فيصل من باب فتح حوار , سأل .. بهدوء " كيـف حصل الحادث ؟"
لما سمع عمـر السـؤال ..
بلحظه سكـت .
ورد السؤال لمخــه , كيـف ...حصل ...حادثـك ؟
ولما اسـتوعـب السؤال عــدل
انفجــر ضحـــك بسخريه ..
"هههههههههههههههههههههه� �ه "
شر البليــه ما يضحــك ..
ومثل ما انفجرت الضحـكه فجأه , سكت فجأه ..وقال " هه ..أ ه ه ه ه ه ه "
شـيقول له !!
شيــقول حق هالأنسان ..
يا ترى عادي يـقول : مشـاعري لما شفتك اغلبتني وحسيـت بالغيـره وما عرفت اتنفـس , وخلتي افقد سيطرتي على السـكان !
لما لف على فيـصل لاحظ ان فيـصل عاقد النونه ..
وواضح عليـه بدايه غضــب , نتيجة عدم فهمه .
ما يلومه صـراحه !! , معاه حق يكون اكثـر من غاضـب ..لكن جد مو بيده لما ضحـك , سخرية الموضوع تضحك !
غمـض عيــنه عشان يتمالك اعصابه بس , وبعدين فتحها وشاف السـقف !
قال عمر بهدوء , ولما ألحين اثر الأبتسامه الساخره على فمه " انا اعتذر , الحادث كان مضحك , وسخيـف , لا تشـغل بالك فيــه "
لأن فيصل مو مهتم اصلا .. طوف الموضوع .
سمـع فيـصل يقول بهدوء "لا خذ راحتك "
عمر ظاهرته البارده بدت تتكسـر ..لأن التخيلات اللي بعقله زادت حدتها وكميـتها .
وقال للرجل اللي اصغر منه " امـر يا استاذ فيصل ! "
فيصل شاف عمر بهدوء , قاطعه بتلقائيـه " فيصل .." ولما شاف نظرة الأستغراب بويه عمـر قال " اسمي فيـصل "
ابتسم عمر ببرود , يكره احد يقاطع كلامه , وقال " اه ..المهم اعذرني على السؤال , بس ابي افهم سبب الزياره ؟ "
تسـند فيصل وقال بأبتسامه سخريـه بسيطه " وليه ما تقول اني جاي اداء واجـب "
ما رد الأبتسامه وقال ببرود " مو تقليل منك لكـن .. الساعه ألحيــن 10 ..احنا بمستشفى ..انا المفروض اني مصاب ..معرفتنا مهي بذيـج القوه .. ما شفتك إلا مره وحده بحياتي ..يعني بكل بساطه الوضع ما يتوافق لأداء الواجـب .. وأكبــر دليل ان وراك سالفه ..الموضوع متعلق بالعمل ؟؟ "
ما يقدر فيصل انه ينكر اعجابه بسرعة بديهة هالشخـص , على طول جمع واحد بواحد , واستنتج النتيـجه ..
قال ببساطه " معاك حـق , لكن المسـأله مهي متعلقه بالشغـل "
وشاف عمر بتصميـم !
عمر رفع حاجب , مو متعلق بالشغـل , ومعاه حـق ! ..هه عيـل ليــش ياي .
اشبيني وبيــن هذا.. غيـر الشغـل , والواجـب ..
فجأه نزل حاجبـه ..ما يبي يفكـر بالشي الثالث اللي بينهم .
لأن مو معقـول راح يتكلم عنها !
وهذا خلاه ينطق بكلمه جليـديه " اشتقصـد ؟ "
فيصل عرف انه عمر استوعب قصده ..
من غيـر اي كلام وعمر متابع لتصرفاته , اخذ التليــفون ودق ..
عمر عصــب من التجاهل , وعصب اكثـر من المسرحيــه , هذا اشلون يتجاهله جذي ؟؟
كان على طرف لسانه انه يطرده ..
لما سمع فيصل يقول " السلام عليكـم عمي حمد ؟ ......اخبارك ؟ "
عمر عقد حاجبـه بغضب ..وحيــره
يكره احساس الحيــره هذي .
" عمي انا ابغى افاتحك بموضوع , وخجلان منك ..."
.........
عمر لاحظ وجهه فـيصل اللي وجهه غايه في الجديه , ولكن بان عليه الراحه بعد ما سمع رد الطرف الثاني
" عمي انا .....انا امر بظروف تدفعني... " ومثل التردد , للأيحاء لعمــه ان الوضع اللي هو يمر فيــه سئ " اممم تدفعني اني انهي الخطــبه اللي بيني وبين بنتك "
عين فيصل كانت بعين عمـر
الصدمه ارتسمت على وجه عمر ..
مستحيــل
ما قدر يبعد عينه عن هالرجال.
معقول يعني , تركها ..
ولا اهو يبي يشوف ردة فعله وبس !
سمع فيصل يقول بقوه للتليـفون " عمي والله هو مهو رخـص فيكم , بالعكس انا يشرفني نسبكم , وقربكم , بس الظروف تحكم الأنسان "
عمر وفيصل ..عيونهم ملتقيــه ببعض .
ولا واحد منهم قدر يبعد عينه عن الثاني ..
فيصل لأنه يبغى يشوف ردة فعل عمـر
وعمر لأنه ببساطه ما يقدر يبعد عينه , يبي يعرف كل شي , كل تفصيـل صغيــر .
كان صوت حمد مرتفـع .
كان ينتقل للغرفه بقوه ..
خاصه ان عمر , وفيصل ساكتيــن .
كان صوت عمه بالطرف الثاني يقول بكل غرور ( انا كنت راح انهي الخطبـه )
( بنتي ألف من يتمناها )
وكان رد فيصل " اكيــد يا عمي , انا امتأكد من هالشي , وانا اسف اني انهيت المساله بمكالمه هاتفيـه , لكن وراي سفـره مهمه , وما حبيــت اني اسافـر قبل لا انهي المسأله "
الطرف الثاني وضح عليه الهدوء من انخفاض الصوت وعدم وصوله لأذن عمر .
رد فيصل " انا اســف مرة ثانيه يا عمي , ما كان ودي هالشي يصير لكن قدر الله , مع السلامه "
سكر الخط , واهو عينه على عمر .
عمــراللي قال بكل برود " شالمســرحيــه ؟ "
كان مسـتغرب شلون صوته طلع بهالبرود , واهو داخله فيضان , وبراكيــن , تــوتر ما يعلم فيه إلا رب العالميــن
قام فيصل من مكانه ..
وقال ببساطه " مســرحيــه , لأ مهي مسـرحيـه ..انا وبنت حمد انفصلنا ..انا جاي هنا لأجل اكون اول من يبارك لك فيها ...مع السلامه "
وببساطه طلع من الغرفه ..
تارك عمر يشوف مكانه اللي كان واقف فيه من غيــر اي كلام ..لأول مره من زمن طويـل احد يقول كلمه عمر يعجز معاها عن الرد الساخر او البارد
انفصل عنها ...
انفصل عنها ..
انفصـل عنها ..
بس شيقصـد بكلمته انا بكون اول من يبارك لك فيـها ..
يعني ..يعني هو فاهم انه ..انه اهو عمر يحبها .
غضـــب من نفســـه , انا احبها , لأ انا ما احبها ..ما احبها .
هذا الغبــي ان كان يظن اني أحبها فأهو الغلطان .
اهو بس ..
بس ما يقدر يخليها لغيــره , هذي هي المسأله , بس .
حس بدقات قلبــه تزيــد , تزيــد ..
رفع ايده وحطها على صدره , من خشيـتـه ان قلبه يهرب من قفصه الصدري ..
اهي حره ألحيــن ..
يعني يقدر يتقدم لها ..
يقدر يخليها له ..
لازم ..لازم يتحرك .. وبسرعه قبل لا تضيــع من ايده .. قبل ما تفلت منه مثل ذيج المره .
طاحت عينه على ريلـه , بدا يتأملها للحظه .
وحس بالقهــر
ألقى راسه على المخده , وارفعه , ورد القاه ورد ارفعـــه بحركه متكرره ..
شسوي ألحيـــــن ؟
اهي قبل وانا بكامل صحتي ومو مشتهيتني , شلون ألحيــن وريلي بهالحاله ؟؟
هه كان وده يضحك , و وده يصرخ بنفـس الوقت ..
المشكـله انه ما يقدر يتركها ..
اكتشــف انه ما يقدر ..


الكويت قبل طلاق عمـر وريم بثلاث اشهر :

ذكـرى زواج ريم وعمـر ..
ريم عندها اعداد عشـاء بهالمناسبـه موضوع مهم .
كان عمر جاي من الشــركه ومرهق بصـوره كبيــره , واهو ما عنده اي ذاكره متعلقه بالمناسبات الزوجيــه الخاصه , ولا يعطي لها اي بال ..
وهذا الشي يعصــب ريم , لكن مو بأيده , دايما ينسى هالسوالف , ريم عندها مليــون مناسبه , كل مناسبـه اغرب من الثانيــه , وكلها متعلقه بزواجهم ..
مناسبــه اول مره شافوا بعـض
مناسبه يوم خطبتهم
مناسبـه ملكتهم
مناسبة زواجهم
وهكذا ..
هي ما تحتفل فيهم على كثـرهم اهي بس اتسوي بهاليوم شي مميز يذكرهم بمناسبته , تقديـرا منها لأرتباطهم ولذكرياتهم مع بعـض
وأول ما دخل البيــت كان الظلام محيـط فيــه , استـغرب , شم ريحة البخــور لكن هذا شي طبيعي !
لكن لما جدم بالبيــت اكثــر لاحظ وجود الشمــوع , وصوت الموسيقى الهادي , ولاحظ انها اعدت طاولة الطعام بصــوره اكثــر من رائعه ..
اما اهي فكانت اللوحه الفنيــه .
كانت لابسه فستان حفـله (سهره ) ابيـض على الجسم بالضبـط ويوسع من تحت الركبـه , وشعرها كان مرفـوع بصوره انيـقه وجمـيله .
كانت تشــوفه بابتسـامه على شفايفهـا ..
وبعديــن قربت منه بهدوء ..واهو كان يتابع كل حركه من حركاتها والتعب اللي فيـه طار فجأه ..
قربت منه وحاوطت خصـره بأيدها ورفعت راسها له بدلال , وقالت " كل عام وانت الحـب "
وهذا خلا ايده تلتف على خصـرها بتلقائيه .
كان يشوف اللي حوله , ولما قالت كلمتها نزل عيــنه لها ..
ابتســم لها ..لكن بذهـن غايــب ..وقال بعد ما حس انها تتوقع منه كلمه " كل عام وانتي بخـير ريمي "
شــنو المناســبه اليــوم عشان هالكــلمه ..ما يدري ..
ذهنه غايــب بعد قضاء يوم كامل بالشركه , لأنه عندهم اليوم عمليـه اندماج مع شركه صغـيره تملكوها من فتــره .
ريم لاحظت وجهه , وهي تعرف زوجـها ..وهذا خلاها تبعد شوي على الرغم من وجود ايده على خصـرها " عمر انت ذاكر وش هي المناسبـه صح ؟؟ "
وليــــن شالبلشـــــــه ..
بعد عنها بحجة انه يشــيل الغتــره والعقال عن راســه , ويحط حقيــبة العمل ..
وحاول يعطي تخميـــن ..
حاول يراجع كل المناسبـات , وبالنهايه قال " اكيــد اذكــر ريمي , وهذا شي ينسي "
ريم حطت ايدها على خصرها وقالت " طيــب وش هي المناسبــه ؟ "
يا رب تكون صح , يا رب تكون صح .." ذكرى زواجنا "
لاحظ اشراق الأبتسامه على شفايفها , وهذا خلاه يحمدربه على التخميــن الصحيح ..
قربت منه وحاوطت رقبته بذراعها وقالت " صح "
بعد العشــا , وهم جالسيــن على الكنبــه , وايده ورا ظهرها ..
وهي مســنده راسها على صدره ..
يستمعون لأغاني هاديــه ..
ريم كانت حاســه وقتها , انها مو معقــول تكون اسعد من كذا , مو معقــول انه في زوج زي زوجها ..
كانت حاسه بأطمئنان ما قط حست فيــه من قبــل , وجودها بهالمكان , مع عمــر , وبحضنه يغمرها بأحساس بالأمان فظيــع , صح بينهم خلافاتهم , لكن هذا ما يقلل من عشقها له .
عمر صار له فـتره , ورغبـته بأنه يصــير اب تختمـر بنفســه , بدت تجتاحـه رغبــه بالأبـوه .
يبي شي يحمل جزء منه , وجزء من ريم ..شي يجمعهم للأبد
في بداية عيـشتهم مع بعـض يعني تقريبا من ثلاث سنيــن , كان رافض فكـرة الأطفال مو لشي غيــر انه يبي يكون مع ريم بروحهم لفتـره , قبل ما يجي طفل , ويكونون ملتزميــن بأشخاص اخرين غيــر انفســهم ..
توقع انه يلاقي معارضه من ريم , لكن بالعكــس , ريم رحبــت بالفكــره , وافرحت فيــها ..
لكن الحين خلاص ..
اهو كبــر واهي كبــرت ..
ويبي يبدي يأسس للأســره ..
وقال بهمـس متوافق مع الموسيقى الحالمه اللي حاطينها " ريم .."
ما تحركت من مكانها وقالت " هممم حبيبي"
ريم كانت متعـوده على عدم قول عمر لها حبيبتي , او عمري , او غيـره من كلمات التحبب , أو انا احبك , لكنها لما شكت لمها , قالت لها (انها تعاني من نفـس الوضع ) وبالتالي تقبلت طبيعه ريلها .
" ابي نأسس اسـره "
حست بجسدها يتجمد ..
ما فهمت وش يعني نأسس اسـره !
ما رفعت راسها وقالت " انأسس اسـره ؟؟ "
سمعـت صـوته يقول بطريقه حالمه " ريم ابي طفــل .. ابي طفـل صغيــر .. يملي حياتنا .. "
سمعت صوت الأبتسامه بكلامه وهو يكمل بنفـس الطريقه الحالمه ..
" ابي نوقف ناخذ الأحتياطات ..اليــوم "
ريم لما قال لها عمـر هالكلام , بالواقع ما تأثرت ..
ما اهتمت ..
عادي جدا جدا .
حست كنه يتكلم عن الجـو , مهو عن مستقبلهم .
وبالتالي ردت فعلها كانت مرا عاديه !
وقالت ببساطه " طيــب "
وقامت ببساطه تعمـل له قهـوه تركيــه , اللي هو يعشقـها بعد نصف ساعه من العشـا ..




يتـــــــــــــــــبع ....

أميرالز likes this.

اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-09, 01:04 AM   #59

amwag
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية amwag

? العضوٌ??? » 93368
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 164
?  نُقآطِيْ » amwag is on a distinguished road
افتراضي


يعطيج العااافية أسيرة الماضي ع النقل الحلو والحمدلله أن عمر مامات ويمكن الحادث

يحنن قلب أبوه علية شوي ويظهر مشاعره لأولاده بدل المعاملة الجافة والقاسية

( الله يهديهم بعض الأباء )

تحياااتي لك وبااانتظار التكملة .


amwag غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-09, 01:05 AM   #60

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

التـــــــــــــــابع ...






ومـر على هالحادثه شهـرين كانت خلاله تفكـر بالحمل على انه شي واقـع , لكن ما بدت تتأثر أو تفـزع إلا لما اظهرت الأعراض عليها ...
تأخر الدوره , الأحساس بدوخـه من الوقوف الطويـل , بدت تعاف بعض انواع الطعام .
اشيـاء بسيطه ..
واهني بس بدت حقيقة الوضع تجي لعقلـها .
حمل ..حامل ..
اول ماقال لها عمر رغبتــه ما تأثرت ولا اهتمت ..
لكن لما صارت احتماليــه الموضوع حقيقيه , حســـت مو بس بالخوف , حست بالهلع .
حست بالذعــر يملاها ..
حست ببروده تمر على ظهرها ..
لكن اقنعت نفســها انها مهي خايفه ذاك الزود , ومهي متأثره , وان هالخوف هو خوف مبدئي حالها حال اي حرمـه , وبالتالي ما تكلمت عن الموضوع .
ولما زاد الموضوع عن شـك , من خلال تكرر هالأعراض كل يوم , لقت حالها ما تقـول لعمـر عن شكها , وراحت للصيديليه من غيــر اي كلام له عن الموضوع
و توجهت للصيدليــه , بعد ما طلع عمر للشركه..
لما دخلت و جا لها الصيدلي ..اخجلت للوهله الأولي من نطـق طلبــها .
وسمعت صوت الصيدلي يقول بهدوء " ايوه يا أنسـه , إزاي أأقدر اساعدك "
تغلبـت على خجلها ..
ونطقت برغبتها على الرغم من احساسها بالأحمرار اللي غازي وجهها ..
" اممم ابغى ..ابغى تحاليـل للحمل "
سلمها اللي هي تبغاه ..
وهو ثلاث انواع مختلفه من اختبار الحمــل ..عشان تضمن النتيـجه .
رجعـــت لبيتها ولما وصلت توجهت جري لغرفتهم ..
رمت الأغراض على الطاوله حقــت المنظره , وغيــرت ملابســها ..
وبدت تعمل اشياء بسيـطه وصغيــره , ومالها داعي كانت تبغى اتأجل وقت الحقيـقه
لكن الخوف ملاها وزاد اكثـر و أكـثر كلما حست ان مالها اي عمل تواجهه .
ولما تشجعت و واجهت
أكدوا لها ثلاثتهم عن حملها !
اهني بس انهارت .
لأ ما تقدر تكــون حامل , ما تبغى تكون ام .
حست ببرود من قوة الواقـع عليها ..
تذكـرت تصرفات امها معاها , تذكـرت وايد اشياء وخافت اكثـر ..
لكنها تماسكــت لأنه هذا هو الوقت اللي يجي فيـه عمر من الشـركه .
حضرت الغداء على الطاوله .. واجلست تستمع له بذهن غايــب .
وبعد لحظه سكــوت , ومن غيــر لا تقول له عن حملها , قالت بتوتر وبطريقه مفاجئه " عمر انا ما ابغى أحمـل "
رفع راســه عن الأكل , وبدا يشوفها ..من غيــر اي تعليــق , لكنها لاحظت ان وجهه اكتسى بالبرود وهذا يدل على ان الموضوع مو عاجبـه .
هي ما تدري وش قصدها من هالحركه بعد ما اكتشفـت انها حامل , لكن كانت تبي تقــوله , ما تدري يمكن يلقون لهم حـل بالمشـكله اللي هي فيها ..
تبي تقـوله ان هالشي ما تبغاه ابدا , ابدا ..
لكن ما توترت وقالت " انا ما أقصد اني ما ابغى أطفال للأبد لكني اقصـد اني ما ابغاه ألحين ."
ترك عمر الملعقــه اللي بيده وقال ببرود " وينج ما قلتي هالكلام من زمان , ليش ألحيــن ؟ "
تكره اسلوب البرود اللي اهو يتكلم فيه خاصه لما تكون هي على اعصابها ..
تبيــه يصرخ , ويعبــر , تعرف وش يحس فيــه بالوقت الحالي , بروده ما يعلمها وش يفكـر أو يحس فيــه .
وهذا الشي يجننها .
قالت بعصبيــه " لأني فكـرت ألحين بالموضوع وقررت اني ما ابغاه .."
كمل على نفـس اسلوبه البارد " امممم ومتى الوقت المناسـب اللي نيـيب فيه اطفال ونكون اسره من وجهة نظرج ؟ "
رجفــت من اسلـوبه لكن خذت طرحه للسؤال من باب انه موافق معاها على الفكـره , على الأقل موافقه مبدأيه ..
وقالت " ما ادري , ما ادري , يمكن عقب خمـس سنيـــن , عشــر سنين "
ببرود شديد " اهاااااا , واشمعنا عقب خمس سنيـن , او عشر سنيــن , ليش مو الحيــن ؟ "
بعصبيــه شديده قالت " لأني ما ابغى اطفال ألحيــن , هذا هو السبــب .."
تنرفز من صراخها وكلامها معاه بعدم احترام
طق الطاوله بقســوه , وقال ببرود من بين اسنانه " لا تعليـــن صوتج ..فاهمه .."
مع طقة الطاوله والصـوت القوي اللي صدر , نزت بمكانها ..
وبصوت اعلى قال بصرامه " فاهمه .. "
هزت راسها وعيـونها مغـورقه بالدموع .
وكررت كلامها بكل ما تحاول عليـه من هدوء بعد صرختــه المفاجأه " لأني ما ابغى .."
تسـند على الكرسـي وقال " انزيــن انا شنو يضمني انج بعد 5 سنيــن , أو عشـر سنيـن ما راح تفكـرين مره ثانيــه بالموضوع , وتقررين انج ما تبيــن اطفـال , طبعا هذا إذا وافقت انا احنا نأجل الفكـره "
شافـته بعجـز وقالت واهي ما تشـوف من الدموع اللي ماليــه عينها " ما ادري .. بذاك الوقت راح افكـر بالموضوع مره ومرتيــن , وراح اجبر نفسـي اني ابغاه .."
راح اجبــر نفســي ! هالكلمه اكثــر كلمه عصبـته , ونرفزته ..
ترك الأكل ..وقام واقف .
يمكن لو اعرضت الفكره أو مشكلتها بصوره احسن كان تفهم او تقبـل لكن اسلوبها كان سئ للغايه .
وقال ببرود " عيـل ردي فكـري ألحيــن مره ثانيــه , وقرري انج تبيــنه "
علاقتهم صارت متــوتره , لأنها صارت ما تخلي فرصه إلا وتختلف مع زوجها , وكلما صار السبب تافه كلما زادت هوشتها معاه .
لاحـظت ان عمر ما يقعد معاها , كان يجي من الشغــل بالليــل يرمي روحه على الفراش , وينام ..
ويطلع من الصبـح قبل ما تقعـد ..
كانت تدري انهم ألحين بالشـركه قاعديـن يحاولون يدخلـون سـوق مهم ..ويمكن هذا سبب انشغاله ..
واللي اعملته انها كملت ايامها بسكـوت بدون ما تخبر عمـر عن حملها ,شغله ماخذ وقته خاصه مع عملـية الدمج , ووجود مشاريع جديده , وهذا عذر خذته بأنها ما تقول لزوجها .
حتى ما راحت للطبيب لأجل تتأكد من حملها بصورة اكيـده .
لكنها بالتأكيــد خلت الفكـره تأثـر على استقرارها .
كل مخاوفها الطفـوليه ردت لها بقـوه , كل خوفها من الهجـر , ومن الحب , وبالأخص من الأطفال , وكل هذا طلع بقوه من اول ما سوت التحاليـل المنزليــه .
وبيوم رد عمـر بالليـل من الشغــل ,وراح للغرفه و اهو يفسـخ دشداشته , واهي قاعده على الفراش تبيــه يكلمها ..
لأنه من ايام مو قاعد يكلمها إلا ببرود , وجفا ..
قال واهو قاعد ياخذ دشداشة البـيت " انا راح اسافـر يوم الأربعا لمصـر "
قامت من مكانها بغـضب " تروح لمصــر , لأ , لأ .."
من غيــر اهتمام , طلع من الغرفــه , وقعد على الغنفه , وفتح التليــفزيون وبدا يشوف احد المباريات ..
قالت له " ما راح تروح لمـصر , ليــه , ليــه ألحيـن ؟ "
جاوبها بطريقه لا مباليه " راح افتتح الفرع المصري اهناك "
" قول لعمـي , قوله انك ما تبغى تروح "
لف عن المباراة وشافها وقال بأستهزاء " ومن قال ان ابوي اهو اللي بعثني , بالعكـس , انا اللي عرضت اني اروح "
بهمـس طلع من اعماق روحها " ليـه ؟ "
" ليش ؟؟ , ليــش , ما ادري انتي قولي لي ليــش "
" لازم تكون معاي ألحيــن , لازم .."
قام من مكانه وقرب منها حيــل , بس اهي ما تحركت , تبي قربه اللي اهو حرمها منه من ذاك اليوم , اللي اختلفت معاه , وقال بعصبيــه " لازم اكون معاج , ليــش , عشان ودج تختلفيـن معاي على الجو ,و لا على الأكل , ولا تبيــن تختلفيــن على الجوتي اللي انا لابسه , إذا انتي ودج , انا ما ودي , ما لي خلـق هالطفـوليه بالتصرفات , فكـري بتصرفاتج هالأسبـوع , وبعديـن نرد نجتمع واحنا اهدا واحسن "
تركها وراح لغرفة النـوم ..
اوقفت مكانها واهي تحاول تستوعـب كلامه , مو مصدقه انها فعلا سوت هالأشياء , كل كلمه قالها كانت صح .
ادخـلت بعد للغرفه , واقعدت قربه , واطلت عليـه من فوق , كانت متسنده على ايدها , شعرها طايح على جنـب , وقالت له " عمر انا اسـفه "
ما فتح عيــنه .
كملت " عمر وربي اسـفه "
قربت منه , وباست خده اليمين وقالت وهي قريبه منه وهمسها يلامس خده " اســفه "
" راح اروح لمصـر , وهذا الشي ما راح يغـير رايي "
قالت بغيـض لأنه فاهمها " عمــــر !! "
تنهد وفتح عيــنه كان وجهها قريب من وجهه وقال بهدوء " نعم يا ريم "
شافت وجهه وعرفت انه راح يعاند وطلباتها مهما كانت راح تلاقي الرفض ..
فقالت " ولا شي , ما ابغى شي "
استلقت قربــه , وما مد ايده لها , ولا تقرب منها , وهالشي اغاضها ..
قربت منه بشده وضمت ذراعه بشده لصدرها , تلتمس الأمان .
وحاولت تنام ..
لكنها بعد متضايقــه , وضايق صدرها , واهو مثل ما يحتاج للراحه , هي بعد تحتاجها .
اه مشتاقه (للجوهره ) , للجري معاها بالمزرعه ..
وعلى طول قالت بصوت عالي وفجأه " عمر ابغى اروح للسعـوديه "
حست فيـه يتصلب من ذراعه وكملت " بعد ما ترجع من مصـر , تعال لي هناك في مزرعة جدي , عمر انا مشتاقه للجوهره "
قال لها عمر ببرود " انا قلت لج انييب الجوهره للكويـت ..بس انتي رفضتي "
قالت له ريم باستعطاف " وابغى اشوف جدي فهد بعـد .."
قال بطريقه من وده ينهي السالفه بأسرع وقت وبسلام علشان يقدر يريح راسه ويرتاح " اوكي ..اوكي على راحتج "
قلقها اللي استمر لمدة اسابيـع , وخوفها هدت قوته , السـعوديه وجدها فهد ..
راح ترتاح من احساس التوتر اللي غامرها لأسابيـع .
توجـه عمر لمصــر بعد ما وصلها لمزرعة جدها بالسعوديه ..
ريم بعد ما مر يوميــن عليها بالسـعوديه , راحت للمستشفى من غيـر علم احد من اهلها , وبالتأكيـد من غيـر لا تبلغ زوجها اللي كان بمصـر , توجهها للمستشفى كان لأجل تحصل على التأكيـد النهائي من الصحه انها حامل .
كانت جالسـه قبال الدكتـوره اللي كانت مبتسمه بسعاده للمرأة الحامل اللي قبالها .
كانت ريم تسمـع نصايح الدكتـوره ..وهي خايفه اكثـر واكثـر .
وبسبب شوقها لخيلها قطعت كلام الدكــتوره وقالت بتوتر " دكتـوره , امممم اقدر امتطي الخيــل و .."
اضحكت الدكتـوره بنعومه وقالت " لأ طبعا يا ريم , امتطاء الخيـل , و حمل الأشياء الثقيله , الجري , الرياضات العنيـفه كلها ممنوعه يا قلبي , ان شاء الله بعد ولادتك"
ابتسمت ريم بتوتر من هالكلام ..
كيف تتصرف ألحين ..لازم تخبـر عمر بالموضوع ..
بس هذا شي ما تقدر تقوله لأحد ألحين , تبي تتقبل الموضوع أول ..
وبعدين تقوله لعمــر
ردت للمزرعـه , وتوجهت للغرفتها , ولأول مره من سمعت الخبـر بدت تبكـي ..
تبكي بخـــوف شديد
كل اللي فيها ألحين من هالطفل اللي في بطنها
حطت ايدها على اللي في بطنها على اللي راح يفســد حياتها , على اللي راح ينهي سعادتها ..
وتمنت لو ما كانت حامــل .
ما كانت حاسه بأي استلطاف لهالطفــل ..
هالطفل راح يقيدها .
راح يزعجها مثل ما هي ازعجت امها ..
معقــول عمر راح يتغيــر عليها ان عرف بأمر الطفل ,راح يفقد اهتمامه فيها مثل ما امها افقدت اهتمام ابوها بعد ولادتها .
مع هالأفكار السلبيـــه
نامت ..
صحت على دخــول الجوري لغرفتها بقوه , وكلامها بصيغــتها الطفــوليه " ريم , ريم , قومي , يلااااااا , قومي , البنات كلهم راح يعملون مسابقه , كلنا... مسابقه , يلااااااااااااا "
ريم ما مــيزت اي كلمه قالتها جــوري , حطت ايدها على عيــنها , وبعدت قذلتها عن عينها , وقالت " وش تقـولين ؟؟ "
بضيق طفولي قالت لها جوري " ريم وش فيكي , اقولك راح نعمل سباق بالخيــل , يلااا قومي , كلنا راح نتسابق , يلااااااا "
ريم ردة فعلها الأوليــه كانت الفرح .
الفرح الكبيــر ..
ابتسمت لجوري بكل سعاده وقالت " اوكي يلاااااا , قولي لهم اني بشترك "
جوري (مشجعة ريم الأولى) انطلقت لخارج الغرفــه بفــرح , لكن اول ما اغلقت الباب ..
تذكــرت ريم كلمة الدكتــوره " الخيــل ممنوع "
بعدت شعرها على وجهها , ومسكت اطرافه بقســوه ..
زادت ضيقتها من هالطفل ..
قامت من مكانها وراحت الحمام , واظهرت لأجل تقول لهم انها خلاص ما عاد فيها تلعـب ..
لكن رؤيتها (للجوهره ) نساها نفسـها , كانت من جد مشتاقه لخيلها , وفكرت انه مره وحده أو مرتين ما راح تأثر على هالطفل ..
وتسابقت مع البنات ..
وسباق ورى سباق ورى سباق ..ولعدة ايام متتاليـــه
ادى إلى النتيــجه المحتمه ..
بعد احد السباقات باليوم الخامس , ونزولها من الجــوهره مع بنات عمها ..
حست بألم فظيـــع ..
ألم لأول مره تعاني منــــه ..
كانت حاسه كنـه حشاياها تتقطع , كنه سكاكيــن داخلها .
الم ما اقدرت معاه انها توقف على رجولها .. وأدى إلى سقوطها على ركبتها ..ووضعها ايدها على الأرض وايد على بطنها , وصراخها بألم " آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
عمر كان بمطـار السـعوديه ..
راد من رحلتـه من مصـر اللي استمرت لمدة خمسة ايام
راح لمـزرعه عمه فهـد واهو متحمـس ومشتـاق لها ..لزوجـته .
خلاص راح ينهي هالخلاف السخيــف اللي استمر اكثـر من اللازم .
اكيـد انها خايفـه من بدايه مرحله يديده بحياتهم .
أول ما صفـط السياره في مواقف المزرعه ..ونزل من السياره .. شـاف عمه فهـد طالع له من خيمته ..ويستـقبله .
كان واضح على وجه عمه الضيـق , والتعـب .
رحــب فيــه بزيـاده ..
لكن عمر قاله " عمي عسى ما شــر ..اشفيــك "
شافه عمه بتعــب وبعديــن قال " حيــاك , حيــاك "
وأشر على الخيـمه , اللي عمر شافها وشاف البيــت ..
لكن شوفة الريم شي ثانوي بالوقت الحالي
لأن واضح على عمه انه فيـه شي , وان عنده سالــفه , وهذا خلاه ما يهتم إلا بالموضوع اللي مضايق هالرجال الطيب .
لما قعد عمر على الأرض ..
شاف عمـه ..
واهو ينتظر انه يتكلم وبالفعـل قال عمه " عمر امس العصـر .. حصل حادث ..لريم "
عمر اول ما سمع الكلمه ..حاول يقـوم , لكن عمه فهد حط ايده على ذراعــه ..
وقال " انتظر يا عمـر "
رد عليــه عمر بقوه " شلـون انتظر وانت تقـول ان مرتي سوت حـادث "
" حرمتك ما فيــها شي ان شاء الله , صحتها تمام , حنا نقلناها لمستشـفى (......) , لكن الحادث ادى إلى .." هز فهد راسه بضيق وقال " ادى إلى سـقوط الطفــل , ريم كانت حامل , الحادث سقط الطفـل "
عمر قال بهمـس من الصدمه بأستغراب " حامل !"
عمر ما قدر يتحـرك , ما عرف يتحرك من الصدمـه ..
ريم كانت حامل وسقطت .
الخبــر كان جديد عليـه , هذا اللي صدمه ..
ما قدر يمنع نفســه من التفكــير ان هذا اللي كانت تبيـــه ريم .
ما كانت تبي طفـل ,وصار لها حادث وسقط طفل ..
حس بغضــب يملاااا قلبـــه : معقــول انها طيحــت الطفل متعمـده ..
هل كانت تدري عن انها حامل .
كان راح يضحك من تفاهة افكاره ..ريم مو معقــول تسوي هالشي .. مهما كانت تعارض الحمل بالوقت الحالي , ما كانت معقوله راح تسوي شي يأذي طفلهم ..
أو ...ممكن انها تسـوي ؟!!!.
فكــر فيها وبصحتها بعد الحادث , وحب يتأكد بصوره أكبــر وبهدوء " اشلونها اهي ؟؟ "
نظر له عمه فهد وقال " هي بخيــر , بغرفتها ألحيــن بعد ما رخصوها من المستشفى ومعاها بنات عمها "
هز راسه بموافقه ..
الحمدلله ..ادامها بخيــر ..فالحمدلله ..
كان تعبان من السفـر ثم الطريق للمزرعه , وألحيـــن هالخبــر !
غمض عينه وحط ايده على عينه بأرهاق ..
قال لعمه " إذا تسمح لي يا عمي , ابي اشوفها "
رد عليــه عمه بقوه " أكيـــد "
بعد عشـر دقايق كان عمر عند باب غرفتها بالمزرعه .
كان في بنت صغـيره واقفه قباله ..
جـوري ..
ابتسم لها بتعـب وقال " اشلونج يا جوري "
كان واضح على وجهها انها باكيـــه .
ولما سألها عن اخبارها تعبــرت بضيـق ..
وقالت بصوت منخفض " ماني بخيــر "
" أفاااااا ليش ؟؟ "
نزلــت دموعها " ريم سقطت امس, وكانت متألمه حيــل "
نزل على ركبــته قبالها , وقال " الحمدلله يا جوري انها بخيــر ألحين , لا تضايــقين روحج "
" عمر انت ما شفتها , هي ألحيـن نايمه ..بس كانت .."
ما كان يبي يسـمع , و ما كان يبي يحس بتأنيـــب الضميـر لأنه ما كان موجود بقربها واهي متألمه , وانها اضطرت تعيـش هالمحنه بروحها , وبتأنيـب الضميـر لشكه فيها ..
ألمها
واكتشافها انها حامل
واسقاطها للطفـل
قطع كلامها وقال " جـوري هذا شي صار وحصـل بالماضي , ان تضايقتي ألحين ..ما راح يغيــر من الماضي شي , بس راح تفسدين عليج الحاضر "
وبعدين ابتسم لها ابتسامه عريضه ..على الرغم من تعبه ..واهي ما اقدرت غيـر انها تتجاوب مع ابتسامته ..
وقال لها " روحي لتحت , وراح تشـوفيـن جيـس انا حاطه عند عمي فهـد , وراح تشــوفيــن شي يفرحج "
جـوري ببساطه بنت عمرها اثنى عشر سنه , قالت لعمــر " انت جايب لي هديــه ؟ "
ابتسم وقال " اي روحي شوفيها "
تركتــه بســرعه من غيــر لا تلتفت ونزلـت جري .
من اول ما غابت عن عيــنه غابت الأبتسامه عن فمه , وقام من على طوله ..
وفتــح باب غرفتها بهدوء .
كانت الغرفه مضاءه , وشافها مستلقيــه على الفراش ونايمه , وعوره قلبـــه , بمجرد التفكــير باللي عانت منه بالوقت اللي ما كان فيــه موجود قربها , وعصب من نفســه انه شـك بأنها معـقوله تتعمد تسوي جذي بالطفـل اللي بينهم .
هذا إضافه إلى الضيـق اللي حاسه بأنهم ما عرفوا بوجود طفلهم إلا لما افقدوه ..
فصخ جاكيـــت البدله اللي كان لابسها ..
وقرب من فراشها , قعد على طرف الفراش وبدا يتأملها , كان واضح على ويهها التعــب حتى وهي نايمه .
قعد لفتـــره معاها ..وما تجرأ يلمسها خوفا من انها تقعد ..واكتفى بالنظر فقط
احساسه بالضيـق زاد بصدره , واحساسه بتأنيــب الضميـر زاد اكثر .
وهذا ادفعه انه يطلع من الغرفه .
ويروح للأسطبلات بالمزرعه ويختار خيـل ويمتطيــه ..
أ ه ه ه ه ه ه
الخيــل والهوا كان لهم تأثيـــر ايجابي عليه , دائما لهم هالتأثيــر ..
فكــر بالريم ..
فكر بحادثها ..
حادثها ..ما سأل عن حادثها واشلون صار !
الله يعيــن بس ..
كانت حامل , كانت حامل بطفـلهم , طفــل راح يجمعهم , اهي واهو
وهذا الطفـل راح لحكمه عند الله سبحانه ..
بمحاولتهم الثانيــه للأنجاب لازم ياخذون حذرهم ويتجنبـون الحوادث ..
كان الخيــل اللي هو يمتطيــه قاعد يركض بأقصى سرعتــه وهذا الشي اللي كان يبيه عمــر ..
كان حاس انه يقدر بهالطريقه يطلع طاقته السلبيــه ويقدر يفكــر باللي صار بطريقه افضـل ..
وده يروح للطبيــبه اللي عالجت حادث ريم , ويعرف منها هل للحادث تأثيــر على ريم بالمستقبـل بالنسبـه للأنجاب , وده يعرف شلون يعرفون عوارض الحمل عشان يتلافون مثل هالحوادث بالمستقبل ..
لازم يروح بأقرب فرصه ممكنه ..
ليش بأقرب فرصه ..
ليش ما يروح ألحين ..
رد الخيــل اللي كانت يمتطيــه للأسطبل وركب سيارته , وانطلق للمستـشفى اللي قال عنها عمه فهد .
لما وصل للمستشفى وسأل عن كل الحوادث اللي صارت امس , بأستعماله لأسمه , ولأسم عائلته تمكن من الحصـول على اسم الدكتـوره اللي عالجت الريم , وعرف انها موجوده بالمستشفى .
وبعد خمس دقايق كان بمكتب رئيس المستشفى , والطبيبه قباله , لوحدهم ..
قالت له الدكتـوره بكل صرامه " نعم "
" انا اسـف اني احضرتج بهالوقت دكتـوره , لكني محتاج اعرف عن حاله معيــنه "
شافته بصرامه وعدم استلطاف كلي " نعم , حنا تمر علينا حالات كثــيره , فممكن تحدد لي الحاله اللي انت تبغاها "
عمر تجاهل تصرفاتها , وكمل كلامه " حالة ريم بنت حمد .. امس عملت حادث , وسقطت الطفل "
وقالت بهدوء " ايــوه , عرفتها "
شافها عمر وقال "انا كنت ابي اعرف ان كان الحادث ممكن يأثر على قدرتها على الأنجاب "
قالت له الدكـتوره " لأ ان شاء الله ما راح يأثر على قدرتها للأنجاب ان كانت فعلا تبغى الطفـل .."
وعلى الجمله الأخيـره , واضغطت على كل حرف قالته , بتعمد !
ابتسم , ابتسامه مفتعله من تصرفاتها , وقال من بين اسنانه " انا حاس انج تقصديــن شي من ورى هالجمله "
" الأخت ريم , جت لي هنا من كم يوم , اعلنت لها انها حـامل , وان عليها تجنب ركوب الخيــل , لأجل تحافظ على حملها , وكونها ركبت الخيــل طول الأيام اللي فاتوا على كلام المقربيـن منها , فهذا معناه انها ما كانت تبغى الطفــل , وبالتالي ان كانت تبغى طفل فعلا , فراح يكون لها اللي تبغاه....., هذا اخـر سؤال اخوي "
ما كان مصـدق اللي يسمعــه
مو معقــول .
حس انه انطعـــــن , بصدره ..
حس بكلماتها ارماح اسحبت روحه من جســـده
ألمــــــه قلبــــــــــــه ..كن احد ضربه بقلبــه ..
سمع صوت الدكــتوره يقــول بضجـر " اخوي هذا اخر سؤال ؟ "
هز راســـه بأن نعم ..
قامت بعدم اهتمام انها للتو قد اهدمت حياة انسان ..
فكــر عمر انها طبيــبه لكنها ما شافت انها اذبحت في داخله شي لما انطقــت كلامتها بلامبالاة .
مرر ايده على شعــره بعجــز ..
كان شاك ان ريم عملت هالعملـه , لكن انه يشك غيــر عن الواقع ..
كان يشك ...يا عالم.. بس شــك ..
ألحيـــن صار كل شي اكيــد , طيحـــت الطفل عامده متعمده ..
الأنانيه ..
القاتـــله ..
عديمة الأحساس ..
الحيــوان اللي اهو الحيــوان ما يذبح اعياله , وهذي..
قام من مكانه , على دخـول رئيـس المستشفى اللي اشكــره عمر بسرعــه وطلـع ..
دخــل سيارتـــه ..
واهو يلعــن الساعه , اللي قرر فيها يزور المسـتشفى , واهو يلعن الساعه اللي قرر فيها الأستعجال للرجوع لريم ..
ألم بقلبـــه , قاعد يذبحـــه ..
ليش جذي يا ريــم , ليـــش , انا شنو سويــت لج عشان تسـوين لي جذي , ليـــش
اه ه ه ه ه
الجرح مــــوت الجـــرح لا جا من احبــاب .
فتح الكرافتــه وفتح الزرار الأول من قميــصه .
حرك السياره لمجرد تحريكها , من غيـر اي هدف , ظل يمشي بالسياره .
موبايله كان يدق كل خمس دقايق معلن له ان ريم تتصل فيــه .
اسمها حتى اسمها كان يذبحـــه ..
كان حاس بالأحتقار والحقد مالي قلبــه تجاه هالأنسانه ...
كان يشوف رقمها وما كان يرد , عاجــز انه يرد قدرته على السيـطره على نفسـه .
اهي ادخلت المستشفى وسوت تحاليـل وانا ما ادري.. , واعرفت انها حامل , وما بلغتني , و ...
كان صوت الموبايل قاعد يزعجه .
مو مصدق انها اعملت اللي اعملته ببساطه , ونامــــت , كانت نايمه بعد ما اذبحت ولدهم .
وجوري تقول انها تألمت ..
قلعتها تتألم , عساها من هالشي واردى ..
ماني مصدق اني حسـيت بتأنيب الضميـر لأني ما كنت قربها , يالغبي ..
يا الغبي اقدرت انها تخش عليك انها حامل .
يالغبي ..
وقف السياره على جانب الطريق .. وقعد اهناك ..يكرهها بكل لحظه اكثـر من الثانيه .
بعد ثلاث ساعات بالضبط .
توجهه للمزرعه , يبي يسمــع الكلام منها , يبي يسمع الجريمه من لسان القاتل .
نزل واهو مو منتبـه لسيارة عمه حمد اللي واقفه عند الباب ..
دخل للمجلس الخاص ببيت المزرعه , ما كان فيــه احد .
اتصل على عمه فهد ..وقال بكل هدوء " عمي لا هنت , انا بالمجلس اللي بالمزرعه , إذا ممكن تيي انت وريم "
سمع صوت عمه اللي قال بأستغراب " عمر انت وين كنـــت ؟ حرمتك تمت تتصل فيك لساعات "
" عمي فهد لو سمحت انا راح اكون بأنتظاركم "
" طيب ليه ما تدخل لداخل بيت المزرعه .."
" عمي لو سمحت .."
كنه الرجال الكبيـر فهم ان بالموضوع عله قال " طيب يا ولدي طيــب "
عمر اغلق التليــفون ..
وحط ايده على راسـه , اهو طلب وجود عمه فهد لأنه مو متأكده من قدرته على التحكم بعمره , لأنه يبي احد يكون موجود إذا فقد اعصابه ..
الكره غامر قلبه اتجاهها ..
حس بدخــولهم , ووقف ..
الساعه كانت خمس العصــر , كان الوقت وقت غروب الشمــس بالأفق ..
والضوء الأحمــر كان يدخل من الدرايش اللي ماليــه الغرفه.. خالق جــو جمــيل , جماله مناقض لبشاعة الواقع .
اللي ادخـلوا كان عمه فهد , وعمه حمد , وريم ..
اللي اول ما شافته مشــت له بتعب , و وجهها واضح عليـه التعب الفظيـع , ورمت ذراعها حوله بخوف وحــب وشوق ..
وقالت " عمر فزعتنـي ,ليه ما ترد على الأتصالات حبيــ ...ـي "
انقطعت كلمتها لما بعد ايدها عنه بجفــا ..
الكذابــــه , القاتــله , عديــمه الأحساس , هذي من وين لها قلــب عشان تحب , وتحس وتقلق ..
ريم لما بعدها عنه انصدمت , من قساوة ايده , كان يبعدها بقسـاوه ..
حتى ما حط عينه عليها , ولاشافها او شاف وجهها .
ما كنه غاب عنها خمس ايام .
راح لأبوها وسلم عليـه .
وقال لهم بهدوء " تفضلـوا .."
كان حاس انه منأرف من ريم , مشمئز من فعلتها وما يقدر يشوفها ..
كان يشوف ريم ببرود " حمدلله على سلامتج "
كان بعدها واقفه مكانها من صدمة صدته القاسيــه لها قدام جدها وابوها .
ولما جاب طاري الجنيــن اللي طاح ..
توترت ..
واحمر وجهها لأحساسها بتأنيـــب الضميــر من ذكـرى كلمتها له , ومن اهمالها .
ردت عليه بهمـس " الله يسلمك "
لما شاف احمرار وجهها حس بقلبه يقسى جهتها ..
ودخل بالموضوع مباشره
لأنه السؤال راح يخنقه ان استمر اكثر داخل صدره
وقال بهدوء " انتي كنتي تدرين انج حامل ؟ قبل الحادث , كنتي تدرين ؟"
قال جدها اللي كان محافظ على سكـوته لغموض عمر " عمر وش هالكلام الفاضي , اكيـد انها ما تدري , لو كانت تدري ما كانت ركبـت الخيـل "
وجه عمر البارد تحول لوجه مستهزأ وقال لعمه فهد , واهو بعده ينظر لريم " هذا مو كلام الدكتــوره "
ريم لما سمعت هالكلـمه رجفت ساقها .. ورجعت لأقرب مقعد واجلســت عليــه ..
فهد و وحمد , وجوههم عكست مدى صدمتهم ..
اما عمر فظل يشوف مرته وقال بلهجة استهزاء بأول اربع كلمات وبعدين تحولت لهجته للهجة قاسيــه " يلا يا مرتي الحبيــبه قولي لي كنتي تدرين مثل ما قالت الدكــتوره , ولا ما كنتي تدرين انج حامل , كنتي تدرين ان ركوب الخيـل ممنوع ولا ما كنتي تدرين ؟ "
لهجته القاسيــه , وذهابه للدكتـوره من دون مواجهتها دفعتها انها ترفع راسها بوسيـله دفاعيـه , اهي مهي غلطانه بشي , ما كانت تقصد ان الطفل يسقط ..
انقلــت نظرها لأهلها وبعدين له , وقالت " ايــه ادري "
" يا الـحـقـ ... "
ومنع نفســه على اخر لحظه من نطق الكلمه .
اما اهي فأنصدمت من الكلمــه اللي كانت على وجه انها تنطق .
شالمشكلـه ان كانت تدري , يعني وش فيها ان درت انها حامل ..هي ما كان قصدها انها تسقط الطفـل .
عمر قام من مكانه من غيــر شعــور , ومن غيــر احساس وتوجه لها
اما اهي فكانت تشــوفه بصدمه ..
واهي متصلبه بمكانها .
سحبها من مكانها وبدى يهزها " وتقــولينها ..وتقوليـــنها بكل وقاحــه ..انتي شنــو انتي ..انتي من شنــو مخلــوقه .."
كان يهزها بقســـوه , ما كان يسمع صوت جدها اللي كان يقــول له " اذكــر الله يا عمــر , اذكــر الله "
كان يصرخ ويهزها من غيــر شعـور " حسي على دمج شــوي , وقولي ما كنت ادري , او ابجي , او سوي شي , الحيــوانات يحســـون اكثــر منج , تذبحيـــن طفلج , تتعمدين تذبحيــــنه , وانتي تدرين , ليـــش , قولي لي , ليـــــش ؟ "
ردت عليــه بصرخــه " انا قلت لك اني ما كنت ابغى طفــل , ما ابغا طفــل يقيدني "
تركها بقســـوه لأنه مو مصــدق اللي قاعد يسمعــه ..
طول هالفتــره اهو كان عايــش مع شنـــو ؟؟
مع وحـــش ؟
وهز راســه بعدم تصديــق " هه وانا اللي كنت ابي طفل يجمعني معاج , لكن الحمدلله ان هالشــي ما حصــل , وعسى ان تكوهوا شيئا وهو خيــر لكم , انتي من اسوأ انواع البــشر "
حمد كان يشوف المنظر قدامه وكان منصــدم .
من كلام عمــر , ومن فعــل ريم ..
ومن انه شهد هالمواجهه ,كان عاجز عن الكلام .
فهد كان يشهد على هالمواجهه واهو بعد عاجز انه يستوعب ان حفيـدته معقــول تعمل عمل بهالقســوه .
ريم انقلت عيــنها على الموجوديـن واللي كانوا يشهدون على الواقعه ..
وردت شافت زوجها ..
كانت حاســه بالجرح , والخجل , ما كانت تقصــد ..
اهي كانت منهاره امــس كله بعد اللي حصل من اهمالها , واندمت على عدم التزامها بكلام الدكتـوره لكن انه عمــر يقول كل هالكلام عنها .
ليــه يكلمها كذا , ليـــه يعاملها كذاا ما كانت تقصــد ..
وهالشي خلالها دفاعيــه وخلاها تحاول تجرحه مثل ما جرحها , وغفل عن عقلها انه مجروح من سقــوط الطفــل ..
كانت اصغــر من انها تتعامل بعقلها من دون مشاعرها , قالت له بصراخ " يمكــن لأني ما ابغى طفل يربط اسمي فيـك ..ما ابغى طفل من رجل ما يحس , ما يعبــر , بارد , بارد .. حتى الضرب ما يضرب , انت انسان بارد , ما عندك مشاعر , حجر .."
كانت مواجهها ومو مصدق اللي يسمعه .
كانت متــوقع انها تعتذر , تنكــر , لكن هالكلام ...
طعــــــــــــــــــون
كل كلمه , كل تصــرف ..
طعــــــــــــون .
فتح فمه يبغى يتكلم .
ورد اغلقه , عض شفته العليـا ..
ما قرب منها .
بس كان يشوفها بعدم تصديـق .
هز راســه
ولف وجهه وطلع ..
لما شافتـــه يطلع ما صدقت ..لأ انا وش قلـــت ..
لأ مستحيــل انا ما قلت هالكلام ..
انا احبـــه , انا اعشــقه , مستحيــل اقوله هالكلام , عمــر لا تصدق كلمتي ,لا تصدقني
عمر طلــع , كلامها يتردد بعقلـــه لدرجه انه حــس خلاص راح يجــن ..
حس بعمــه فهد يكلمه ويقول له " عمــر استهدي بالله , وارجع , هي بنت طايشــه ما تقصد كلامها , انت تعرف انها تتكلم قبل ما تفكــر , عمر امــس طول اليوم كانت تبكي , تبكي بأنهيار , عمــر .."
اهني بس عمــر وقف مكانه .
ورد للمجلس وفي باله شي واحد ..
عمه فهــد قال " الحمدلله يا عمــر , اي وانا ابوك , ارجع لها وعقلها بالكلام الطيــب "
ورجع للباب وشافها واقفه مكانها ..ما تحركت منه .
وقال لها بكل برود " انتي طالق "
حتى لما عرف باللي ســوته ما طرى على باله الطلاق , لكن ألحيــن بعد كلامها وردة فعلها , مو قادر حتى انه يشوفها .
وطلع من الغرفه , من غيــر اهتمام بصراخها , وصياحها ..
ولا كان يسمع شي غيــر دقات قلبــه .
هذي ما تستاهل حبــي ..
ما تستاهل مشاعري تجاها ..
خساره فيــها الحـــب , خساره فيــها السنوات اللي قضيتها اعشقها فيها, خساره فيها كل لحظه قضيتها بالتفكــير فيها .
خساره ..

يتبــــع

أميرالز likes this.

اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.