شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   249_ بمحاذاة الجنة _ لنسى ستيفنز _ ع.ج(كتابة /كاملة)** (https://www.rewity.com/forum/t85968.html)

امراة بلا مخالب 03-10-09 08:35 AM

الفصل العاشر





انه صوت دراك فاخذت نفسا عميقا .



" انا اسفة , لقد اخطات فى الرقم " . واقفلت السماعة وعادت الى الصالون .



ولكن الهاتف عاد يرن مرة ثانية قبل ان تتمكن من الجلوس .



" كزيا , لا تقفلى الخط " .



" لابد انك مخطئ ....." .



" انا متاكد اننى لست مخطئا " اجابهابسخرية .



" كيف عرفت مكانى ؟ " .



" من والدتك . ما رايك لو نتناول العشاء معا ......" .



" انا اسفة لن استطيع " .



" حسنا ومساء الغد ؟ " .



" لا استطيع " وبدات يدها التى تمسك السماعة ترتجف .



" وبعد غد يوم الجمعة ؟ " .



" انا ..... ساسافر يوم الجمعة ؟ " .



" كزيا يجب ان اراك " .



ارادت ان توافق , انها بشوق لذارعيه , ولكن وجه زوجته ظهر امامها واضحا .



" ولكنى لا اريد ان اراك , والان انا مضطرة لان اقفل الخط , الى اللقاء " .



" الى اللقاء , كزبا " .



وعادت كزبا الى نورفلوك وكانها حيوان جريح .



" لقد اشتقنا اليك كثيرا " . قالت لها والدتها وهى تحضر القهوة .



" هذا البيت كان كئيبا اثناء غيابك " . قال كريس .



" الم تجد من يسليك بغيابى ؟ " .



" نعم , التقيت بفتاه رائعة , انها من ملبورن , وجاءت لتعمل هنا فى الاجازات ,



انها جميلة وذكية " . وتناول حصة كبيرة من الكاتو.



" ولكن هل انت متاكد انك وقعت فى الحب ؟ انا ارى ان شهيتك للطعام ممتازة ! " .



" يبدو انك وقعت فى الحب , لانك لم تاكلى شيئا " .



" قد اكون قد وقعت فى حب , الحب بكل بساطة " نظرت اليها والدتها بقلق وسالتها .



" الم تلتق بالسيد دراك دونفال خلال اقامتك فى بريسبان ؟ لقد اتصل بك الى هنا ,



واعطيتة رقم هاتف خالتك " .



" نعم لقد اتصل بى . ولكن لسوء الحظ سافرت فى نفس اليوم الذى كان فيه حرا ... ولكن



كفانا الان حديثا عنه , ماذا جرى من احداث فى الجزيرة اثناء غيابى ؟ " .



" الجميع يتحدثون عن بيع الفندق , الم تحضرى المزاد ؟ " .



" بلى , لكن المزاد لم يصل للسعر المطلوب ".



" الم يشترى احد الفندق ؟ انه كنز ذهب حقيقى , اه لو املك مثل هذا المبلغ ...." . سالها كريس بدهشة .



" هل هذا يعنى ان شان سيحتفظ بالفندق , ولن يبيعه ؟ " . سالتها والدتها .



" لست ادرى , ولقد دعا المشرف الى المزاد الذين دفعوا اغلى سعر للمناقشة مع شان



على الهاتف ولست ادرى على ماذا اتفقوا " .



وسكبت لنفسها فنجان قهوة واضافت " الم يعد شان ؟ " .



تبادل كريس وامه نظرة سريعة .



" لست ادرى " اجابتها والدتها " انه لم يظهر كثيرا عندما عاد الجميع من عمليه المزاد , وتجنب



رؤية الجميع كى لا يجيب على اسئلتهم " .



" كزيا ....... واخيرا , ما هى حقيقة مشاعرك تجاه شان ؟ " .



" ولماذا تسالنى هذا السؤال ؟ " .



" اسمعنى , فانا اعلم , انك تحبين شان منذ مدة طويلة ".



" انا لست مغرمة به , اذا كان هذا ما تريد معرفته " .



" وهو ؟ " .



" انه لم يقل لى ابدا انه يحبنى , على كل حال هذا يدهشنى والا ما هى



علاقته بديان بورن ؟ " .



" اذن انت تعلمين ؟ كيف علمت ؟ وهل هو اخبرك ؟ " .



" لا ولكننى فهمت لوحدى " .



" لقد حاولت عدة مرات ان المح لك بذلك , ولكنك لم تكونى تريدين ان تفهمى ... ولكنى



لم افهم ماذا كان يعجبك به ؟ " .



" حقا ؟ كنت اعتقد انكما صديقين ؟ " .



" نعم , نحن اصدقاء , ولكنه ليس مناسبا كزوجا صالحا " .



" وانا لا ابحث الان عن زوج " اجابته كزيا وهى تشعر بالم فى قلبها .



مر اسبوعان وكانت كزيا مشغولة دائما . ولم تتمكن من رؤية شان اينفز . وذات يوم اوصلت



سائحين الى الفندق ووقعت حقائبهما امام مكتب الاستقبال .. ثم دخلت الى مكتب



شان ... فاستقبلها بابتسامة عريضة .



" كزيا , كيف حالك ؟ هل كنت سعيدة فى بربسيان ؟ "



" نعم , شكرا لك ... شان , ايمكننى ان اتكلم معك قليلا ؟ "



" مرة اخرى , كزيا , انا مشغول الان " .



" لن اؤخرك كثيرا . هل بعت الفندق ؟ " .



" نعم , لقد بعته . هل اشبعت فضولك ؟ " .



" ولكن لماذا ؟ هل كنت بحاجة الى المال ؟ " .



" لا , كان العمل ممتازا " .



" ولكنك لم تحبرنى ولم تخبر احدا , فانا لا افهم " .



" كزيا , انه فندقى انا , ومن حقى ان اتصرف به كما اشاء " .



" اعلم ذلك , شان ولكن هذا الفندق جز مهم فى الجزيرة او ...".



" اوه انه مجرد مبنى يحتوى على القليل من المال , وانا الان بعد بيعه باماكنى ان اعيش كما



يحلو لى , واقوم بجولة حول العالم " .



" شان ! " .



" اعذرينى , كزيا انا اعلم بانك تحبين هذا الفندق , وانا ايضا احبه ولكنى يجب ان اعيش حياتى " .



" ولكن باماكنك ان تسافر ساعة تشاء وتعين مديرا للفندق يريحك من اعباء العمل ,



ولا تنسى ان هذا الفندق كان مهما بالنسبة لعائلتك " .



" لم يعد لدى عائلة وانا لا اريد اطفالا , او اذا اصبح لدى اطفال سيشكورونى لاننى خلصتهم



من هذه المهنة , اسف كزيا , اذا خيبت املك بى , يا صغيرتى " .



" انا لست صغيرتك , ثم اننى لا ابنى امالا على احد " .



" هو , هو هل لديك متاعب قلب ؟ ماذا حصل لك فى غيابى ؟ "



" لا تتفوه بالحماقات , شان " .



" هل التقيت به فى بريسبان ؟ " .



ثم اقترب منها واطبق شفتيه على شفاتيها . يا الهى كان هذا حلم طفولتها



لكنها الان لم تعد طفلة صغيرة , وتذكرت وجه دراك . فابعدته عنها بقوة ,



لكنه امسكها من جديد وضمها اليه وقبلها بعنف .



" شان ارجوك ! اتركنى ....." .



ثم انتفض فجأة . " هل استطيع ان اكلمك قليلا شان ؟ " .



اتبعد شان عنها والتفت نحو الباب , انه دراك ينظر اليها باحتقار , ولكن ماذا جاء يفعل هنا ؟



ولماذا ينظر اليها بهذه القسوة ؟ وفهمت فجأة انها اقفلت السماعة فى وجهه اخر مرة ,



وها هو الان يجدها فى احضان شان .



" ساكون تحت تصرفك بعد لحظة دونفال " قال له شا وهو يبتسم " كنا نتناقش



مساله صغيرة .... حول الحب , اليس كذلك كزيا ؟ " .



لم تكن كزيا قادرة على النطق , فهزت راسها , عندئذ عبس دراك



ثم ابتسم بسخرية , وقال لشان .



" اذا كنت مستعدا .... " .



" طبعا .... فانت المدير الان " . ثم التفت نحو كزيا واضاف .



" اقدم لك المالك الجديد لفندق الكسكاد فانت اول من يعلم بذلك " .



لم تكن كزيا تنتظر ذلك ابدا , وفهمت الان سبب زيراته الاواى للجزيرة , وسبب



عصبيه شان , ووجود دراك فى المزاد وعودته .....



وكان دراك قد اسرع نحو الباب فقال له شان .



" افضل ان احذرك دونفال , صديقتنا كزيا تتحول الى فتاة شريرة عندما يكون الامر يخص



حماية جزيرتنا وتراثها , فانصحك ان تستشيرها قبل القيام باقل تغيير " .



تمنت كزيا ان تتمكن من الاختفاء تحت الارض كيف يمكن لشان ان يكون سافلا لهذه الدرجة .



" ساحاول ان اتذكر ذلك " . اجابة دراك بجفاف واتجة نحو مكتب الاستقبال مسرعا .



" كزيا ؟ " . بدا شان بالكلام لكن كزيا اسرعت وغادرت الغرفة , واقسمت ان لا تدخل هذا الفندق مرة ثانية .



ان بيع الفندق هو حديث كل سكان الجزيرة , ولم تستطيع كزيا ان تمنع نفسها من الاصغاء



عندما يدور الحديث عن دراك . ومع ذلك لم تسمع احدا يشير الى زوجتة , ولم تجروء على طرح اى سؤال عنها .



كانت كزبا تنشر الغسيل على حبال فى الحديقة عندما رن جرس الهاتف .



" اة انت هنا كزيا الحمد لله , لقد تعطلت سيارة التاكسى , واتصلوا بى من المطار وكريس لن



يعود قبل ساعة , ايمكنك ان تاخذى المينى باص وتذهبى الى المطار لتستقبلى اربعة اشخاص من زبائنا ؟ " .



" نعم , بالتاكيد ما اسمهم ؟ " .



اخبرتها والدتها باسمائهم وشكرتها .



على كل حال قد يحالفها الحظ ولا تلتقى بدراك , وعندما وصلت الى المطار وجدت زبائنها يقفون امام



حقائبهم فابتسمت لهم وقدمت نفسها اليهم واعتذرت عن التاخير .



وعندما وصلت الفندق , نزل الزبائن وعادت بسرعة الى سيارتها , ولكنها فى ممر حديقة



الفندق صرخت بدهشة , لقد رات بعض العمال يقطعون بعض الاشجار من



امام الفندق فغضبت كثيرا , اذن دراك دونفال بدا عمله باكرا , فاتجهت نحو العمال وكان



واحد منهم يعرفها .



" صباح الخير , انسه ماك كوى , كيف حالك ؟ " .



" بخير , شكرا , ماذا يجرى هنا ؟ " .



" انها اوامر المدير الجديد , نحن نقتلع هذه الاشجار وسنزرع مكانها الاعشاب الخضراء " .



" ولكن هذه الاشجار تزيد من جمال الفندق , الم تقل له ذلك ؟ " .



" اوه , لا , لا اريد ان يصبح عدوا لى لقد طلب الينا ان نفعل ذلك , وانا انفذ فقط .... " .

امراة بلا مخالب 03-10-09 08:36 AM

الفصل الحادى عشر






فنظرت كزيا حولها بغضب كبير , وعادت الى الفندق بسرعة واتجهت الى البهو ,



فاستوقها احد الموظفين .



" ايمكن مساعدتك انسه ؟ " .



" اريد رؤية السيد دونفال " .



" انا اسف , السيد دونفال مشغول جدا , وطلب ان لا يزعجة احد "



لم تجبه كزيا وتابعت سيرها نحو المكتب لكن الموظف لحق بها .



" يا انسه , اسمعينى جيدا , لقد ترك السيد دونفال اوامر صارمة , لا يجب ازعاجه ابدا " .



" لكنه سيستقبلى " . وكانا قد اصبحا امام الباب , ولاحظت كزيا ان اسد شان عن الباب



واستبدل باسم دراك دونفال , فدقت على الباب ولكن الموظف حاول منعها ,



فلم تستمع له وفتحت الباب ودخلت .



فوجدت دراك يجلس خلف مكتبه وامامه بعض الاوراق ويبدو مشغولا فعلا .



" لقد طلبت الا يزعجى احد " قال دراك دون ان يرفع نظرتة عن اوراقة.



" انا اسف , ولكن هذة الشابه الحت على الدخول " .



عندئذ رفع دراك نظرة ومرر اصابعة فى شعرة .



" حسنا , جون , بامكانك ان تتركنا الان " . ثم التفت نحو كزيا .



" ماذا يمكننى ان افعل من اجلك كزيا ؟ " .



ونهض من وراء مكتبه . فتاملت كزيا جسدة المثير .... وبذلت جهدا كبيرا لكى تتمالك نفسها .



" لقد رايت العمال يحاولون افساد منظر الحديقة ...." .



" ولكن هذا سيزيد من جمالها " .



" برايك انت , هذا ممكن , ولكن هذه الاشجار هى منظر طبيعى يضفى سحرا خاصا على الفندق " .



" هناك فرق كبير بين المحيط الطبيعى والاهمال " .



" الاهمال ؟ شان لم يكن يهمل الفندق , انه كان يعتبره كل حياته " .



" انا لم اقل العكس , ولكن التجديد ضرورى .... وهذه الاشجار برية يوجد مثلها



الكثير فى الجزيرة , واقتلاعها لن يؤثر على اى شئ " .



" انت تحول منظر الفندق فقط لانك اصبحت مالكه الجديد , ونحن هنا نحب كل شئ طبيعى ,



ولا نرغب فى ان يتدخل غرباء ويغيرون معالم جزيرتنا " .



" كزيا اننى رجل اعمال , ولقد دفعت مبالغ كبيرة ثمنا لهذا الفندق , ولا اريد ان اخسر



مالى كى ارضى اعداء التطور والتحديث " .



" ولكن هذا الفندق من اجمل فنادق الجزيرة " .



" وانا اريد ان اجعلة الافضل , اعدك بذلك كزيا " .



واصبح صوتة اكثر هدوءا عندما لفظ اسمها , فاعترتها رعشة رغما عنها و وتذكرت انه متزوج .



" لم يكن يجب عليك ان تهزأ من شان ".



" دعيه يداف عن نفسه بنفسه , على كل حال انه لا يتحق ان تدافعلا عنه " .



" ماذا تعنى بذلك ؟ " .



" انه يريد ان يعيش بابهة , يريد الثروة والمتعة , ويريد امراة كديان بورن تشاركة مصالحة " .



احست كزيا بالالم يعصر قلبها وحبست دموعها التى كادت من عيونها وفجأة اقترب منها دراك وامسك كتفيها .



" حاولى ان تنسيه كزيا , انه لا يستحق اخلاصك " .



" لا تلمسنى " ورجعت الى الوراء " انك لا تملك حقا على , ويكفيك انك تحاول تدمير جزيرتنا



وبعد تغيير معالم الحديقة , ماذا ستفعل ؟ سيجعلها محطا لطائرات الهليكوبتر ؟



ام ستقيم فيها كازينو ؟ " .



فأنزل يديه عن كتفيها وامسك ذراعيها فتراجعت كزيا واصبح ظهرها ملتصقا بالحائط.



" فليكن هذا واضحا , كزيا , انا اتخذ قراراتى بنفسى , دون ان طلب نصيحة احد " .



" انا لم اطلب منك ان تستشيرنى , ولم اطلب منك اى شئ اخر "



" حقا ؟ " . سالها بهمس وهو يحدق بعيونها .



"برأيى , انك تطلبين منى شيئا خاصا , وستحصلين عليه"



ثم انحنى قليلا واصبق فمه على فمها .



كان فنه قاسيا , وفبلاتة مؤلمة , فوضعت يديها على صدرة وحاولت ابعاده عنها



بكل قوتها لكنها لم تستطيع , فاسند كل ثقلة عليها وحبسها امام الحائط بحيث لم تعد ,



بامكانها الحركة , وشيئا فشيئا تحولت قبلات دراك من القصاص الى الاقناع



ثم الى اللطف و الحنان .........



وذبلت شفاه طزيا وكانها زهره تحت اشعة الشمس القوية , واحست بلذه تجتاح



كل كيانها , فأغمضت عينيها , واحاطت عنقه بيديها .



وبحنان بحنان كبير , اخذت شفاه دراك تلامس وجهها وعنقها واذنيها فتنهدت الفتاه



وعادت فقدمت له شفتيها من جديد , ونادته بهمس دون ان تشعر , وقد اصبح ظهرها الان خلف



الباب مباشرة ولم تكن تفكر الا فى الابتعاد عنه , انه شعور غريب يتملكها اوه ,



لا انها لا تريد ان تقاومة وتريد فقط لن لا تنتهى هذه اللحظات السعيدة , وان تستسلم له كليا .



" كزيا , يجب ان نتوقف " . همس دراك باذنها وابتعد عنها .



فاحست بالبرد بعد ان كان جسدة الدافئ ملتصقا بجسدها.



وفجأة عادت الى الواقع وتسالت ماذا تفعل ؟ ماذا سيظن بها ؟ لقد استطاع ان يحول



غضبها الى رغبة ولقد شجعتة على تقبيلها ولم تطلب منه ان يتوقف ,



ولو اراد اكثر من ذلك لما استطاعت ان تمنعه ........



" كزيا ؟ انظرى الي ارجوك" .



اطاعتة كزيا وبنفس الوقت فتح الباب فجاة فتراجع دراك بسرعة وهو يضمها اليه كى لا تقع .



" اوه , كزيا , لم اكن اعلم انك هنا , هل تسببت بايلامك ؟ " . سالها شان بقلق.



" لا , ابدا , لقد تفاجات فقط " . وابتعدت عن دراك وقد احمر وحهها انها نفس القصة تتكرر معها ,



كانت مع شان فدخل دراك , وهى الان مع دراك , وهى الان مه دراك فدخل شان ... فلم تستطيع



ان تتمالك نفسها اكثر , فغادرت الغرفة على مهل وقلبها يدق بسرعة , وقادت سيارتها نحو الطريق الساحلى ,



ثم اوقفت سيارتها , لم يسبق لها ان شعرت بمثل هذه الكأبة .



ولم يكون يجب عليها ان تلتقى بدراك انه يبحث فقط عن مغامرة عابرة رغم انه رجل متزوج



وهى شجعته بكل غبا .......



لم تنم كزيا جيدا هذه الليلة , ولاحظت والدتها مدى قلقها واضطرابها .



" اتريدين ايه مساعدة منى قبل ان اخرج ؟ " سالتها والدتها .



" لا شكرا , سانتهى من هذة الحسابات بسرعة " .



" حسنا , لن اتاخر " وفضلت والدتها ان لا توجه لها ايه ملاحظة .



" هذا انت شان ؟ صباح الخير " .دخل شان فجأة لكن كزيا لم ترفع عينيها عن عملها .



" لقد جئت لاسلم عليكم , قبل رحيلى عن هذه الجزيرة " .



" اذن سترحل ؟ سنشتاق لك كثيرا " اجايته الوالدة وقبلته بمحبه .



" انا ايضا ساشتاق لكم ... خاصة وان طعامك لذيذ جدا " اضاف ضاحكا



" لقد اكلت فى منزلك اكثر مما اكلته عند والدى " .



" اتمنى لك السعادة , يا بنى , والان اعذرنى, كنت خارجة , الى اللقاء شان , وحظا موفقا " .



خرجت والدتها واقترب شان منها وجلس على حافة الطاولة .



" كيف حالك كزيا ؟ " .



" بخير ...." . وتذكرت المرة الاخيرة التى راته فيها " متى ستسافر ؟ " .



" بعد ثلاثة ايام , كنت انتظر هذه اللحظة منذ مدة طويلة , اما الان فاننى اشعلا باننى



ارغب بالبقاء لم اكن اعتقد باننى متعلق بهذا المكان لهذه الدرجة .......".



واخذ يضحك " وعلى كل حال , لا يمكن الرجوع الى الوراء " .



" الايمكنك ان تلغى بيع الفندق ؟ " .



" لا , لقد وقعت كل الاوراق , ودونفال لن يضيع وقته " .



" الى اين ستسافر ؟ " .



" الى سيدنى اولا , ثم الى لندن " وكان لا يبعد نظرة عنها , فقد لو انها تستطيع ان تخفى احمرار وجهها



" اريد ان اقوم بجولة فى كل اوروبا , واحب ان ترافيقينى كزيا " .



ثم لمس يدها , فاسرعت وابتعدتها لكنه امسكها بطرف اصابعه.



" هذا مستحيل شان , وانت تعلم ذلك " .



" مستحيل ؟ لماذا ؟ فانت تكنين لى بعض المحبة " .



" نعم .... ولكن حياتى هنا على هذه الجزيرة " .



" الا تريدين ان تشاهدى العالم ؟ " .



" لا , ليس فى الوقت الحاضر ولو سمحت اترك يدى".



" لماذا , بامكاننا ان نرى العالم , ونتيلى جيدا " .



" كنت اعتقد ان ديان ستسافر معك " . عقد شان حاجبيه واجابها متلعثما .



" هذا ممكن , لقد سافرت الى نيوزلندا وسنلتقى فى لندن بدون شك " . وحاول ان يتجنب النظر اليها .



" لست ادرى لماذا انت متمسكة بهذا المكان , ماذا يجذبك فيه ؟ " .



" انا من هنا , وانا احب عملى وبيتى , واحب ان التقى دائما بوجوه اصدقائى فى الشوارع " .



" لو عرضت عليك هذا الاقتراح من سته اشهر مثلا هل كنت ستوافقين ؟ "



نظرت اليه كزيا للحظة ثم ادارت وجهها , قبل سته اشهر وقبل ان تتعرف على دراك ,



كانت تحب شان وتحلم بالزواج منه , ولكن الواقع يختلف عن الاحلام ,



انه الحب الذى غيرها وليس الاحلام , انه مزيج من الحزن والفرح , من الروعة ومن العذاب ,



ولكى يكون الحب كاملا يجب ان تتعلم كيف تهبه و كيف تأخذة .



" بماذا تفكرين كزيا ؟ " .

امراة بلا مخالب 03-10-09 08:38 AM

الفصل الثانى عشر






وتلالات الدموع فى عينيها ولقد وهبت قلبها لدراك دونفال .



" كزيا , كزيا ؟ " . واسرع وضمها اليه " لا تبكى ارجوك , كنت امزح معك , وانت تعرفين انا



لا اريد ان اراك حزينه , ولكنى شعرت بخيبة الامل لانك لست متحمسه للرحيل معى .... سامحينى ...." .



وضمها اليه بمحبة " انا لست سوى انانيا ..... ".



" انها ليست غلطتك شان , انا متعبه فقط ولم انم جيدا ليله امس"



" انه هو اليس كذلك ؟ " . سالها بهدوء .



" هو ؟ " .



" دراك دونفال , كان يجب ان اتوقع ذلك , لكننى لم اعرف الا عندما رايتك معه فى المكتب "



قال ذلك بمرارة فهزت كزيا راسها .



" انك تحبينه , كزيا .... ولكن اين المشكلة فى ذلك ؟ فهو يشاركك مشاعرك , انا متاكد



من ذلك ,فهو منذ ان راك لاول مرة , ولم يرفع نظرة عنك , واعتقد ان الامور ستسير



بينكما على ما يرام , وليس امامى سوى ان اطلب منك ان تطلقى على ابنك



الاول اسمى انا ...........".



" اوه شان , كل شئ يسير على عكس ذلك " .



" ولكنك تحبينه ايضا , فلماذا ؟ " .



" انه رجل متزوج " .



" متزوج ؟ دونفال ؟ انا لم اسمعه يتكلم عن ذلك " .



" لقد رايت زوجته فى بريسبان .... وهى امراة رائعة " .



" ولكن اين هى الان , لماذا لم تات للعيش معه هنا ؟ هل هما مختلفان ؟ " .



" لست ادرى .... ولكنها قد تلحق به بعد ان ينظم اموره هنا , لقد رايتهما بنفسى شان " .



" على كل حال انا لم اسمعه من قبل يتحدث عن عائلته , اننى انا من دفعت لان تكونى



لطيفة معه , يا الهى كزيا , ارجوك افهمينى , كنت اريد ان اتمكن من بيع الفندق ,



وهو رجل غنى " .



" لك لم تطلب منى ان فى غرامه , اننى احببته من تلقاء نفسى " .



" كزيا , تعالى معى , انك بحاجة للسفر , وللتعرف على وجوه جديدة , وانا ساهتم بك " .



" وهل ستتفهم ديان هذا الوضع ؟ " . سالته مبتسمة .



" بالطبع نعم " .



" لا اعتقد ذلك , انت ايضا , او كنت مكانها لما قبلت بمثل هذا الوضع , على كل حال



المشكلة تبقى كما هى بالنسبة لى اينما ذهبت " .



" وهل ستتمكنين من رؤيته يوميا كزيا ؟ " . سالها بدهشة وبياس .



" انا اعيش هنا من قبل وصولة , ولن ارحل بسببه , وساحاول ان اتجنب رؤيته " .



ولكنها لم تكن واثقة من كلامها , فالحديث البسيط عنه كافيا لجعل قلبها يدق بسرعة ,



ولكن يجب ان تنساه .



" انك شجاعة كزيا , وانا اسف من اجلك " .



رافقتة كزيا حتى الباب , وهناك ضمها الى صدره بحنان .



" اتمنى ان تحضرى الحفلة التى اقيمها بمناسبة سفرى ليلة غد " .



" ساحضر , لقد طلب منى كريس ان ارافقة هو وصديقتة الجديدة سوزى " .



" سيكون لك دائما مكان كبير فى قلبى كزيا "



وقبلها على انفها ثم ابتعد وهى تنظر اليه , انه ليس حب حياتها لكنه حب طفولتها ,



وعندما سيغادر الجزيرة سياخذ معه كل حب مراهقتها , لقد كبرت منذ دخل دراك دونفال ,



حياتها وما ان ابتعدت سيارة شان , حتى انتبهت للرصيف الاخر ,



وانتفضت عندما رات دراك يبقف هناك وهوينظر اليها وهو يعض على شفتيه ويبدو عليه الغضب,



لقد راى وداعها لشان , ولكن كيف يجروء؟ ولكنه يحدق بها للحظات ثم تابع طريقة .



احست كزيا عندئذ بالدماء تغلى فى عروقها , انه لا يحق له ان ينظر اليها هكذا ,وتلالات



الدموع فى عيونها .



" لقد كلمنى كريس كثيرا عنك كزيا " قالت سوزى صديقة كريس لها وهى تيتسم ,



وشعرت كزيا بانها فتاة لطيفة ومحبوبة , وجميلة ايضا , وكان كريس انيقا جدا فى بذلته الكتانية .



" كنت اقول لسوزى دائما انك جوهرة نادرة " .



اقترب كان من طاولتهم وهو يحمل زجاجة شمبانيا , وسكب لهم ورفع كأسه وشربو نخب صحة شان .



" تعالى كزيا لنرقص " . طلب منها شان " من بعد اذن اخيك طبعا " .



" لست بحاجة لاذن احد , الا تلاحظ اننى كبيرة " .



" بالتاكيد " . وامسك يدها " انك رائعة هذا المساء " .



" وانت , انك ثمل , شان ايفنز " . ودفعته عنها قليلا .



" انا ثمل , وفى سهرة وداعى ؟ انك تحرجينى كزيا , حسنا لست ثملا لكنك مشوش التفكير " .



" كزيا , هل انت سعيدة الليلة " .



" نعم كثيرا " .



وكانت تتلفت حولها وتتسال كل لحظة اذا كان دراك سياتى ؟ وكانت هذه السهرة تقام



فى الفندق , وبامكان دراك كونه مالك الفندق ,ان يدخل حتى بدون دعوة موجهة اليه ,



ولكن مع مرور الوقت توترت اعصابها , ودراك لم يات حتى الان , فهل هى حزينة ام سعيدة ؟



انها لن تعرف ذلك ....



" كزيا , لا ضرورة , لان اراك حزينة فى مثل هذه السهرة "واخذ يراقصها وهو يجرها معه على الحلبة .



" شان ارجوك توقف , اننى اعانى من صداع " .



" اوه , كزبا , اننى سافتقدك حقا " .



" بل ستنسانى بسرعة , وستلتقى باناس كثيرين .... ستكتب الى وتخبرنى بكل ما



يحصل معك اليس كذلك ؟ " . فضمها اليه اكثر وقبل خدها .



" كزيا , ما رايك لو نخرج , ونشم الهواء النقى ؟ " . حاولت كزيا التخلص منه بلطف وقالت له ممازحة .



" كيف , وهل ستترك مدعويك ؟ هذا ليس لطيفا منك " .



" لن يلاحظ احد تغيبنا " وجذبها نحو الباب.



" سيلاحظ كريس و سوزى تغيبنا ". واجتاحها خوف منه واخذت تبحث عن كريس بعيونها .



" انهما سعيدان معا , وليسا بحاجة لاحد اخر ...... ونحن ايضا " .



" شان لا اريد الخروج ...." .



" هل تخافين منى ؟ انك مخطئة , انا اطمئنك " . احست كزيا بانها لن يمكنها ان تتحمله اكثر .



" شان . اذا لم تتوقف فورا عن هذه اللعبة الصغيرة فاننى ساثير فضيحة , لقد قلت لك لا , يعنى لا " .



ضحك شان اولا ثم عندما لاحظ تعابير وجهها امتقع لونه .



" انتى جادة فيما تقولين ؟ " .



" والان اتريد متابعة الرقص ام اعود الى مكان ؟ " .



" كزيا لماذا ؟ فانا على الاقل لست متزوجا " . شحب وجة كزيا زنظرت اليه بذهول .



" با الهى كزيا , انا اسف , انك محقة , لابد اننى ثمل , سامحينى "



" اريد العودة الى مكانى شان " . قالت له بهدوء .



كيف كانت تحبه ؟ لماذا لم تفهم قبل الان كم انه انانى ؟



" حسنا كزيا فلنتابع الرقص " وحاول ان يحعلها تتبعه الى وسط الحلبة .



" شان انا لا اريد ان اتابع الرقص " .



" اذن , تنتظرين ان ياتى عزيزنا دراك دونفال , اليس كذلك ؟ " .



احست كزيا بالم كبير يحز قلبها , وبنفس هذه اللحظة , امتدت يد قوية وامكست كتفيها وابعتدها عن شان .



" مع تحيات ملاكك الحارس , ايفنز , لقد تحققت امنيتك " .



تبعت كزيا دراك الى وسط الحلبة وهى تشعر بالخجل كيف تمكن دراك من سماع ملاحظة



شان الاخيرة ؟



فالتفتت نحو شان وراته يشرب كوبا من البيرة , وهو ينظر اليها نظرات كرة وغيرة ,



ثم امسك بفتاة شابة واخذ يراقصها , وحاولت كزيا ان تبحث عن كريس , فهو صديقه وقادر



على اعدته الى اتزانة , وعندما لم تجدة , عادت وركزت يدها على كتف دراك , ونسيت



بسرعة كل شئ انه يمسك بقامتها , ويده الدافئة تداعب ظهرها وتولد لديها مشاعر



غريبة ...... وحاولت جهدها ان لا تضعف امامه .



ولكن هذا صعب , ان كل ذرة من كيانها تنفعل بوجودة , انه يشغل كل دائرة رؤيتها ,



فهى ترى كتفيه , وقبه قميصة , وعنقه البرونزى .



فاغمضت عينيها , ولكن دون جدوى , فهى تحس تحت يديها بقماش جاكيتة الناعم ,



وتتنشق عطرة الذى اصبح مالوفا لديها واخذت ترتعش من الرغبة وتفكر بتقبيلة لها .



"اذا كنت افهم جيدا فانت لا تشاركين شان امنيته ؟ " .



انتفضت كزيا لسماع صوته , ورفعت نظرها نحوه , ان وجهة كان قاسى التعابير .



" امنية ؟ " . فهز دراك كتفيه .



" هذا ليس مهما " وتابعا الرقص ولكن ساقى كزيا لم تعود قادرتين على حملها .



" لم اكن اعلم انك هنا "



" لقد وصلت منذ قليل , دعانى اينفنز , وليس من التهذيب ان ارفض دعوته "



" انه سعيد بالتاكيد لانك لبيت دعوته "



" اتعتقدين ذلك ؟ هذا غريب فانا لا اشعر بانه سعيد لحضورى , الم تلاحظى كيف ينظر الى ؟ " .



ونظر الى عيونها مباشر واضاف .



" بالفعل ,انه لم يكن راغبا فى ان اتى فى هذه اللحظة لنجدتك " .



" ماذا تعنى ؟ اننا كنا نرقص فقط بكل بساطة ؟ " .



" لكنك , كنت بحاجة للمساعدة , كنت تبحثين عن اخيك بعيونك , اه بالمناسبة



انه فى البار مع بعض اصدقائه ..... وبما انه مشغول قررت انت تدخل بنفسى .... هذا



اقل ما يمكن ان افعله ... لا جلك ... الن تشكرينى ؟ " .



" بلى , بالتاكيد , شكرا لك , ولكن للحقيقة هذا لم يكن ضروريا ".

امراة بلا مخالب 03-10-09 08:39 AM

الفصل الثالث عشر







" شان ليس فى كامل قواه العقلية , وليس فى امكانك الدفاع عن نفسك اذا حاول ان يكون عنفيا " .



" انا اعرف شان من سنين طويلة , وهو لن يقوم باى عمل يؤذينى " اجابته كزيا بحدة .



" اة , لا ؟ " .



" لا , انه يحترمنى كثيرا " وتذكرت كيف كان يضمها وهو يراقصها وعاد اليها خوفها .



" الم يحاول ان يخرج بيكى من هنا , الى مكان بعيد عن العيون ؟ " .



" انه ... اذا كان يهمك الامر , اقترح على ان ارحل معه الى سيدنى " اجابتة بياس ومرارة.



وبسرعة احست بان دراك ينتفض وكأنه اصبح وحشا كاسرا .



" وهل ستوافقين ؟ " .



" هذا محتمل " . وكانت تكذب .



" وديان بورن ؟ ماذا ستكون ردة فعلها ؟ " .



هزت كزيا كتفيها بلا مبالات وللحقيقة لم تعرف بماذا تحبيه .



" حسنا ؟ هل انت مستعدة لمشاركة امراة اخرى فيه ؟ " .



فاحست كزيا باهانه كبيرة كم خلال كلامة , وقررت الانتقام , ورد الاهانه اليه .



" انت تتدخل فيما لا يعنيك , وانت لا تملك حقا على ".



" كزيا انا احاول ان افتح عينيك على الحقيقة شان , لماذا انت مصممة على افساد



حياتك من اجل رجل يجهل معنى كلمه الوفاء ؟ " .



تذكرت كزيا فورا وجة داليا مونفال , ما هذا الكذب والخداع ؟ وتمنت لو تغرز اظافرها



وجهه , ثم تنفست بعمق و ابتعدت عنه .



" اريد ان اعود الى طاولتى " .



تبعها دونفال وساعدها على الجلوس , ثم جلس على الكرسى بجانبها.



" اريد ان ابق وحدى " قالت له وحدة .



واخذ قلبها يدق , ونظرت نحو البار ,وكان كريس يدير ظهرة , لكن سوزى راتها ,



فأشرت بيدها لكريس وهمست بأذنة بعض الكلمات , ثم نهضا وانضما الى كزيا و دونفال ,



نهض دونفال وسلم عليهما .



" مساء الخير " قال له كريس مبتسما.



" لابد انك كريس , انت تشبه كزيا كثيرا , انا دراك دونفال " .



" واخيرا التقيت بك , ولقد سمعت الكثير عنك من اختى ومن كل السكان ,



اقدم لك سوزى جيمز " .



ابتسم دراك لسوزى , فاحنت راسها بخجل , وكانت سوزى فتاة مثيرة وجميلة ايضا .



" لقد احسنت بشرائك الفندق " اضاف كريس " لو كنت املك المال الكافى ,



لما تاخرت دقيقة عن شرائه " .



" نعم انها فرصة لا تفوت " .



" هل ستديرة بنفسك ام انك ستاتى بمدير اخر ؟ " .



" انا انوى ان اقيم هنا ...." ثم نظر الى كزيا , فاحست فجأة بالبرد والحر فى ان واحد .



" وسأدير الفندق بنفسى " .



" انك محق بهذا القرار , والحياه هنا رائعة حقا ولكن كزيا اخبرتك بذلك بالطبع , فهى



مرشدة سياحية جيدة , اليس كذلك يا اختى ؟ ولكن اين شان ؟ " .



" انه يرقص مع بيتى " اجابته سوزى " ويبدو انه لا يستطيع ان يركز قدميه جيدا "



" افضل ان اكلمه , فهو منفعل جدا بسبب رحيلة "قال كريس .



" ها هو قادم نحونا " اجابت سوزى .



" اوه , الجميع هنا " قال شان ورمى نفسه على كرسى بجانبهم



" ولكن ماذا ارى ؟ كؤوسكم فارغة ؟ كزيا اشربى القليل من الشمبانيا يا عزيزتى " .



" لا شكرا , على كل حال كنت انوى العودة الى المنزل " والتفتت نحو اخيها .



" سأرافقك انا الى المنزل " اقترح عليها شان " لا توعجى كريس وسوزى " .



" انا ساعيدها ....." نهض دراك ووضع يدة على كتف شان واضاف .



" ابق انت جالسا , ايفنز , ولا يجب عليك ان تترك ضيوفك قبل نهاية السهرة " .



ثم امسك يد كزيا وساعدها على النهوض .



" لا بل انا سأهتم بها " قال شان وهو يحاول النهوض.



" لا تزعك نفسك " اجابتة كزيا " ابق هنا , ورفه عن نفسك , سنلتقى فى المطار " .



" هيا , اسرع شان , تعال لنسلم على بوب , انه امام الباب " .



تدخل كريس لتهدئة الاجوارء , وجذب صديقة , واشار الى سوزى ان تلحق بهما ,



واتجة دراك وكزيا نحو الباب وهو ممسك بيدها .



" بامكانى ان اتصل بوالدتى واطلب منها ان تاتى لاصطحابى " اكدت له كزيا .



" ولماذا ؟ لقد وعدت كريس ان اوصلك الى المنزل بنفسى "



وقفت كزيا امام مكتب الاستقبال , لكنه عاد وامسك يدها واجبرها على السير معه,



وعندما وصلا الى الخارج , فتح لها باب ثم اغلق الباب بعد ان جلست ,



ودار حول السيارة وجلس خلف المقود , وعندما خرج من باحة الفندق سلك جهة اليسار .



" انك مخطئ , يجب ان تسلك الاتجاه المعاكس " .



" اعلم ذلك , ولكننى اريد ان اكلمك قليلا وبهدوء " .



" لست ادرى بماذا يجب ان نتكلم معا , واكون ممتنة لك اذا لوصلتنى مباشرة الى المنزل " .



" لا , ليس الان "



" اسمع انا متعبة واريد العودة " . لم يجبها دراك وظل يسير فى نفس الاتجاه .



" اذا لم تغير وجهة سيرك حالا , سأقفز من السيارة " . قالت له بحدة وهى تمسك بقبضة الباب .



" لا تكونى غبية , كزيا , اريد ان اكبلمك فقط , وافضل ان تكون وحدنا , وهذا ليس بالشئ الكثير " .



" هذا يتوقف على الموضوع الذى ستكلمنى فيه " .



وكانت تتجاذبها رغبتان قويتان , قلبها يدفعها لاستغلال هذ اللحظات معه , لتتذوق طعم



قبلاته ولمساته , وعقلها ينصحها بالتعقل , و بالا تنسى انه رجل متزوج .



لم يتوقف دراك الا عندما الا عندما وصل الى ذلك المكان الذى توقفا فيه فى اليوم الاول ,



فوق الشاطئ , وكان القمر بدرا , وينعكس نورة على مياه البحر , وتحت نورة الشاحب



تظهر حدود الجزر البعيدة , وكان حفيف اوراق الشجر يختلط مع همس الهواء .



" هل اخبرت عائلتك بانك تنوين الرحيل مع ايفنز ؟ " .



" لا " .



" الا ترين انه يجب عليك اخبارهم فى هذه اللحظات الاخيرة ؟ " .



" سيعلمون فيما بعد " .



اوه , فقط لو انها تستطيع البوح له بالحقيقة , لو تستطيع ان تخبره بانها لن ترحل



ابدا مع شان , وبانها لا تريد الرحيل مع اى شخص اخر ... غيره هو ولكن هذا الاعتراف



صعب .... واحست بالبرد فى كل كيانها وكان قلبها يرتجف ايضا .



" هذه القصة تحيرنى , كزيا .... انها لا تشبهك" .



" وماذا تعرف عنى انت ؟ " سالت بمرارة " اذا كنت تعتقد اننى صغيرة .... و اننى



مراهقة ساذجة , فأنت مخطئ انا ......." .



" اتعتقدين ذلك حقا كزيا ؟ " . سألها بهمس وبلطف " هل انا مخطئ حينما اظن



بان نمط حياه شان لا تناسبك ؟ هل انت حقا ترغبين بالعيش دائما وانت تحملين حقيبتك



وتنتقلين من فندق لاخر , من مدينه لاخرى من كازينو لاخر ؟



اترغبين حقا فى السهر كل ليله واللعب والشرب واغراء اى رجل ؟ " .



" شان ليس .... انه لا يفعل هذا , انه يريد فقط السفر ورؤية العالم كله " .



" انه يريد التسلية , وخاصة بك , وسيترك ويتخلى عنك بسرعة " .



" هذا ليس صحيحآ " . صرخت كزيا , وتسألت هل هى تدافع عن نفسها عن شا ؟



وهى تعلم فى قرارة نفسها ان دراك يقول الحقيقة .



وهى تعلم ان شان سيتخلى عنها وهى لا تحبه ولا تنوى السفر معه , انها



تحب دراك لانه يبدو مختلفا .........



" انتى تعلمين باننى على حق " قال لها ببرودة .



" انك تسعى فقط لاظهار عيوبة اتعتقد انك افضل منه اخلاقيا ؟ " .



" نحن نتكلم الان عن شان وعنك انت " .



" انه من السهل انتقاد الاخرين , اما انت فانك لست قديسا " .



" وانا لم ادعى العكس ..... انا اطلب منك فقط ان تعيدى النظر بسفرك مع ايفنز فكرى بالنتائج " .



" لقد سبق وفكرت بذلك " .



" ووالدتك ؟ كيف ستتصرف ؟ " .



" يا الهى , اتحاول ان تتدخل فى امورى العائلية ايضا ؟ كما وان والدتى لن تحاول اعتراضى , وهذا لا يعنيك " .



" اسمعينى ايتها الانانية الصغيرة" وامسكها بكتفيها واخذ يهزها بعنف .



" لا تنعتنى بالانانية " . صرخت كزيا غاضبة " ولا تلمسنى دعنى " .



" ان ادعك ؟ يجب ان اضربك الى ان تتعقلى ولكنى اتسأل اذا كنت نسنحقين ذلك العناء " .



حاولت الفتاة ان تصفعه , لكنها ودون ان تدرى كيف ؟ وجدت نفسها فى حضنه , وقد



سجنها بذراعيه واحست بقلب دراك يدق بسرعة ,



فقاومت اكثر وادارت وجهها كى تتجنب شفتيه , واستخدمت كل قواها لمقومته ... وفى



اللحظة الاخيرة , خانتها احاسيسها وتخلى عنها جسدها , واصبحت وحدها تقاوم هذا الرجل .



وكانت شفتاه رائعتين , انها نبع امام عطشها الكبير , طيف شعاع شمس الشتاء



فى قلبها , وهذا الشعاع اصبح نارا , حريقا , بركانا , واحست كزيا بانها تذزب بين ذراعيه ,



انه يمطرها بالقبل على شفاتيها وجبينها وخديها وعنقها , ولقد بادلته بكل قبلاته ,



وتحسست طعم جلده وشفتيه , فتنهد دراك وضمها اليه اكثر , وبكل قوته وكأنه لا



يريدها ان تبتعد عنه ابدا .



" كزيا , كزيا , انا ارغب بك كثيرا ساصاب بالجنون اذا رحلت مع ايفنز " .

امراة بلا مخالب 03-10-09 08:41 AM

الفصل الرابع عشر







" انا ارغب بك ........."هذه الكلمات خرجت من فمه وكانها ماء الثلج ,



فدفعته عنها بقوه , وتحت تأثير المفاحأه تركها دراك ثم عاد وامسكها بيديه ..



" لا , لا تلمسنى , انا لا اتحملك " صرخت بحده .



" كزيا ما بك ؟ كزيا ؟ ".



" اعدنى حلا الى المنزل انا .... لاتلمنسى ابدا , هل تسمعنى ؟ انت .... انت توتر اعصابى "



وامسكت قبضة الباب .



" ولكنك جعلتنى اظن عكس ذلك منذ قليل " . اجابها دراك بهدوء وبقلق .



" اريد العودة الى المنزل ....... والا فسامشى وحدى ........"



وكانت ترتجف من شدة عذابها . انحنى دراك واقفل الباب جيدا .



" لقد وعدت كريس بان اعيدك بنفسى , وهذا ما سأفعلة " .



وبذل جهدا كبيرا لكى يسيطرا على غضبها , ثم عاد صوته للحنان .



" كزيا ؟ حسنا ....... لقد فهمت , ولكنى احذرك ..... فى المرة القادمة عندما تشجعين رجلا ,



تعلمى ان لا تتخطى الحدود , والا ستصلين الى نقطة لا يمكنك الترااجع عنها ".



وادار محرك السيارة وانطلق , وقطعا الطريق كلها دون ان يتكلما ايه كلما اخرى ,



وعندما وصلت الى امام منزلها فتحت الباب بسرعة ونزلت ,



وكانت عيونها مليئة بالدموع , وحنجرتها جافة وتؤلمها , وكلمات دراك الاخيرة تتردد فى مسامعها .



" اتمنى لك سفرا موفقا , انسه ماك كوى " .



اصطحبت كزيا السيدتين الى سيارتها وساعدتهما فى وضع حقائبهما فى الصندوق ,



واعتذرت لانها ستجعلهما تنتظران قليلا وبعد ذلك ستعود الى الفندق .



وكان قد مر يومان على حفلة شان , ولكن عذابها لم يخف , انه يزداد اكثر واكثر , وخيالها



يحملها دائما الى تلك اللحظات التى عاشتها بين ذراعى دراك .



انها لا تفهم كيف تركته يقبلها هكذا , ولا تفهم كيف استطاعت ان تتجاوب مع قبلاته , ولمساته ,



لقد احست بان شفاتيها ويديها لم تعودا ملكا لها , ان العار والرغبة تمزجان ويتحدان



ليزيدان من قلقها واضرابها .



وكانت بعد ظهر امس , رافقت كريس الى المطار وودعت شان الذى اعتذر منها عشرة مرات لتصرفه



السئ معها , وكزيا قبلته على خديه بمحبة وتمنت له سفرا موفقا .



استلمت كزيا الطرد وشكرت الموظف واتجهت نحو سيارتها , وفى هذا الوقت اقتربت منها شابه .



" عفوا ولكننى ابحث عن سيارة تاكسى , وقالو لى ان اقصدك انت ....". ثم انتفضت وحدقت بكزيا جيدا واضافت .



" الم يسبق لنا ان التقينا من قبل ؟ " .



وكانت كزيا بحال الذهول لم تسمح لها بالكلام .



" نعم ... نعم رايتك فى المزاد فى بريسبان , عندما كنت تتكلمين مع دراك " .



احست كزيا فورا بالغضب والغيرة والكراهية ...... بينما ظلت تلك السيدة تنظر اليها بلطف وبهدوء .



" نعم " . اجابتها كزيا وهى تصطنع السعال كى تخفى ارتباكها .



" ولكن للاسف لم يسمح وقت دراك لان يقدمنا لبعض و كنت انت مسرعة ,



انا داليا دونفال , وانت كزيا . اليس كذلك ؟ "



" نعم , كزيا ماك كوى " .



" انا سعيدة بمعرفتك , اخيرا كزيا , لقد كلمنى دراك عنك كثيرا , لقد احب هذه الجزيرة ,



ولم يستطع ان ينتظرنا مى ناتى معه , واصر على ان يسبقنا اليها ......" .



لم تجيبها كزيا , وكانت مئات الافكار تتزاحم فى راسها .



" اريد الذهاب الى الفندق , ولم اخبر دراك بوصولى اردت ان اجعلها مفاجأة له ,



ايمكنك اصطحابى معك ؟ " .



هذا مستحيل , انه كابوس , زوجة دراك شخصيا تؤكد لها ان دراك كلمها كثيرا عن كزيا .



" حسنا , معى سيدتان فى السيارة , ولكن ......."..



" اة الا يمكننى ان اجد سيارة اخرى ؟ " .



" لا , لقد رحلو كلهم .... ولكن بامكانى ان اقلك معى اذا كنت ترغبين بالقيام بجولة فى المدينة ,



لان السيدتين تنزلان فى فندق اخر غير الكسكاد " .



" اوه , لاباس , هذا لن يزعجنى على العكس " . واتجها نحو السيارة .



" انى متشوقة لرؤية دراك , ولمساعدته فى الفندق , انه لا ينتظر وصولى قبل ثلاثة اسابيع ,



ولكن .... لدى مشاكل عاطفية , وقررت المجئ بسرعة , بعد ان افقنا انا وروجر



على الانفصال , ودراك كان لطيف جدا , وانا التجأ اليه بعد كل مغامرة اخرج



منها حزينة , ويتركنى ابكى على كتفه ويواسينى ...... لست ادرى حقا ماذا سيحل بى بدونه " .



وضعت كزيا حقائب داليا فى السيارة , وهى تفكر بهذا الزواج الغريب , يبدو ان دراك وداليا



يعيشان بحرية كبيرة , الا يشعر بالغيرة , لان زوجته تحب رجلا اخر ؟



الهذا السبب تصور ان بامكانه ان يقيم معها مغامرة عابرة ؟



تلالات الدموع فى عيونها وادارت محرك سيارتها وبجهد كبير , حاولت ان تركز انتباهها على



الطريق وهى تستمع لثرثرة السيدات الثلاثة .



نزلت السيدتان فى الفندق الذى لم يكن بعيدا عن المطار ومرة ثانية وجدت نفسها وحيدة مع داليا فى السيارة .



" انها جزيرة رائعة تماما كما وصفها دراك , انها تشبه الجنة, ولكن كيف هو فندق الكسكاد ؟



لقد رايت صورا وفلما عنه , وحسب راى دراك انه ليس بحاجة للكثير من التغيير " .



" انه من افضل فنادق الجزيرة " اجابتها كزيا بجفاف .



" لا اشك بذلك , لان دراك يحب الحصول على الافضل دائما , انه متحمس جدا ,



ومنذ سنوات طويلة لم اره متحمسا لاى شئ مثل حماسه لهذا " .



لم تعلق كزيا على هذا , الكلام وكانت تتذكر ذلك الصباح عندما صعدت الى تله مونت بيتى العالية , و تبعها دراك .



" هل تسكنين هنا مدة طويلة ؟ " .



" لقد ولدت هنا , ونزل اجدادى فى هذه الجزيرة منذ مدة طولية , وهم من ال بيتكارن" .



" اذن انت تنحدرين من سلالة بونتى ؟ هذا رائع , لقد وجدت انها قصة مثيرة ....." .



" بالفعل " . قاطعتها كزيا " اعذرينى لاننى قاطعتك ولكننا وصلنا " .



واقترب منهما احد الحمالين , فاسرعت كزيا تناوله حقائب داليا .



" اين السيد دونفال ؟ " . سالته داليا .



" انه فى مكتبه سيدتى " .



" حسنا ..... اوه , يا الهى ...... اننى لا احمل مالا ايمكنك ان تنتظرينى قليلا كزيا ؟



ساطلب من دراك .........".



" لا , لا ضرورة لذلك , مرة اخرى " .



لم تكن كزيا مستعدة ابدا لحضور اللقاء الحميم بين دراك وزوجته .



" ولكن لا يمكننى ان اتركك تذهبين قبل ات ادفع لك , لحظة من فضلك " .



وبهذه اللحظة ظهر دراك على درج الفندق , وبدا قلب كزيا يدق بسرعة .



" دراك " .



تركت داليا حقيبتها الصغيرة , وركضت ورمت نفسها بين ذراعيه , وكان دراك من



فوق كتفى داليا ينظر نحو كزيا , اسرعت كزيا وارلدت العودة الى سيارتها لكن قدميها لم



تستطيعان حملها , انها منهارة جدا , لا يمكنها ان ترى دراك يضم امراة اخرى الى صدرة .



" هل انت سعيد برؤيتى ؟ " .



" نعم بالتاكيد انا سعيد جدا " .



"يبدو انك لست مندهشا من مجيئى بسرعة , ولقد سبق لك وحذرتنى من روجر ,



وكنت على حق ,ككل مرة اوه ,فقط لو انك تخطئ مرة واحدة " .



اتجهت كزيا بثقل نحو سيارتها , ولكن دراك اقترب منها وداليا لا تزال متأبطة ذراعه .



" كزيا انتظرى قليلا " . وكان يبدو متعبا ومنهارا , ولكن , لا ليس هو , دراك واثق جدا من نفسه .



" هل عرفتك داليا عن نفسها ؟ " .



" اوه , نعم " . اجابته داليا " كزيا وانا اتعرفنا فى المطار " .



" يجب ان اذهب الان " قالت كزيا بيأس.



" هل انت حرة هذا المساء ؟ ايمكنك ان تتناولى العشاء معنا ؟ " .



نظرت كزيا اليه بدهشة , هذا لا يمكن تصديقة , انها الان بأشد حالات عذابها وبأسها .



" لا , لا استطيع شكرا لك " .



وكانت تتمنى لو تستطيع ان تصرخ , ان تعذبه كما يعذبها .



" انتظرى كزيا , فانا لم ادفع لك بعد دراك الديك دولار ؟ " .



اخرج دراك حافظ نقودة , وبسرعة تناولت داليا قطعة النقود منه وابتسمت .



" كنت واثقة باننى يمكننى الاعتماد عليك " . ثم التقتت نحو كزيا " اليس هو افضل اخ فى العالم ؟ " .



" اخ ؟ هل قلت اخ ؟ " . اجابتها متلعثمة .



" انه نصف اخ " اجابتها داليا ولاحظت شحوب وجه كزيا " لقد تزوج والدنا من امى بعد وفاة والدة دراك " .



" اخوك ؟ اخوك ! اعتقدت ...... انكما تحملان نفس اسم العائلة و......



اعذرينى يجب ان اذهب الان " .



وادارت كزيا محرك سيارتها واسرعت وهى تشعر بانها شبه منهارة , دراك وداليا ...



انه اخوها وليس زوجها .



وظلت كزيا طول الليل فى سريرها تردد هذه الكلمة .



" اخوها ......... اخوها "



واستعادت كل كلام دراك منذ عودته من بريسبان , وفكرت بها على ضوء هذا



الخبر الجديد , ولكنها لم تتوصل لشئ , وخافت من التفكير ومن الامل زمن ......على



كل حال , انه يهتم بها , ولكن مشاعره تتوقف هنا , كونه معجب بها فهذا لا يعنى شيئا ,



متزوج ام لا , قد يكون فقط يرغب فى مغامرة عابرة .



فى الصباح الباكر , استيقظت وبدلت ملابسها وركبت دراجتها وخرجت ,



وعندما وصلت الى اعلى التلة , اخذت كزيا تتأمل المحيط , ولاول مرة كانت تخاف من شروق



الشمس , وتتساءل ماذا يحمل لها هذا اليوم ؟ .



لم تسمع كزيا هدير سيارة تقترب ,وكان صوت الهواء اقوى من صوت السيارة,



لكن صفقة الباب , جعلتها تلتفت , وعرفت من بعيد قامة دراك و وتوقعت كيف سيكون



ملامح وجهه , واجتاحها فرح وخوف فى نفس الوقت .



اقترب دراك منها , ثم جلس بقربها وهو يضع يديه فى جيوبه , وظل صامتا للحظات .



" كنت اتمنى ان اجدك هنا " .



تلالات عيون كزيا بالدموع , واحست برعشة قوية , واصبحت انفاسها متسارعة لكنها لم تجبه .



" كنت اعتقد انك رحلت ...." اضاف دون ان ينظر اليها ودون ان يلمسها .



" لماذا غيرت رايك ؟ " .



" لم اكن انوى اصلا فى الرحيل مع شان , انا احب هذه الجزيرة ,



واينما ذهبت , ارغب بالعودة اليها " .



" واليك " . اضافت بقلبها دون ان تتمكن من لفظها .



" انا سعيد لانك بقيت هنا " اجابها دراك بهمس .



وبدا قلب كزيا يدق بسرعة , ولم تعرف بماذا تجيبه , ولا كيف تستجوبه , هل هو سعيد فقط



لانها لم ترتكب هذه الغلطة ؟



ظلا جالسين صامتين يتأملان شروق الشمس .



بعد قلل جمعت كزيا شجاعتها , والتفتت نحوه , فرأته ينظر الى الافق , فلفظت اسمه بصوت خافت .



التفت دراك نحوها بهدوء , وكان وجهه حزينا يملأه اليأس.



ادركت كزيا انها مستعدة لكل شئ كى تزيل هذا الحزن عن وجهه , يجب ان تبدأ بتوضيح الامور .



" كنت اعتقد ان داليا زوجتك ......" وبسرعة بدأت الكلمات تنساب من فمها بسرعة



" كنت اعتقد انه لا يحق لك ان تقبلنى , وظننت انك تريد فط ان تمضى معى



بعض الوقت ......." ووضعت يدها على كم قميصه .



" انا لم اكن اريد علاقة عابرة , ومغامرة سطحية " .



تأملها دراك قليلا ثم وضع يدة على يدها وشد عليها بقوة .



" كزيا , انا لم اكن اريد ان اطلب منك شيئا مماثلا " قال لها بحنان



لقد سبق لى ان عرفت علاقات كثيرة قبل معرفتى بك ,ولكن لم اشعر بالحب الا معك ".



شعرت كزيا بالراحة , وابتسمت له , فاسرع دراك وضمها بين ذراعيه



والتقت شفاههما , وتبادلا قبله طويلة مليئة بالحب والحنان والجنون .



" كزيا كزيا , انا احبك امثر من اى شئ اخر فى هذا العالم , وكنت ساخبرك ,



بذلك عندما التقينا هنا فى المرة الماضية , لكنى خفت ان اكون متسرعا ....... وبعد



تلك السهرة عند ايفنز , خفت ان يكون قد فات الاوات " .



" اوه , دراك , انا ايضا , احبك كثيرا , منذ البداية وعندما غادرت الجزيرة ودون ان تترك لى ايه كلمة ......"



" دون ايه كلمة ؟ ولكنى تركت لك رسالة فى الاستعلامات الن تستلميها ؟ " .



" لا ابدا " اجابته بدهشة .



" انا اسف كزيا , لقد وعدتنى ديان بنها ستعطيك رسالتى , الهذا السبب ,



رفضت ان تكلمينى فى بريسبان ؟ " .



" نعم , ولسبب اخر ايضا , اعتقد ان داليا وزجتك , وهذا ما جعلنى اتعذب كثيرا ,



خاصة واننى لا احتمل العيش بدونك "



" هذا لن يحصل ابدا يا حبيبتى , ستكونين دائما معى , ولن اتركك ابدا " .



ثم ابتسم لها , وظهرت الشمس فى الافق , وولد يوم جميل جديد غنى بالوعود وبالامال.



" ولكن ما الذى جعلك تعتقدين ان داليا زوجتى ؟ " .



" لقد اتصلت بك فى بريسبان , واجابتنى اختك وقالت لى ان اسمها داليا دونفال ,



فاستنتجت انها زوجتك , ثم رايتها معك فى ذلك المزاد وفى المطار نهار امس ,



كنت خجولة جدا من نفسى , وشعرت بالاحتقار ولم اجروء على النظر اليها مباشرة " .



" عندما رايتك امس واقفة امام التاكسى , لم افكر بالترحيب بها لشدة دهشتى برؤيتك ,



كنت اعتقد انك بعيدة جدا , مع ايفنز " .



" كنت شاحبا " . وقبلت يده التى كانت تلامس وجهها .



" وانتى ايضا .... عندما اخبرتك داليا انها اختى ...." ثم ضمها اليه من جديد .



" اوه كزيا , لقد احببتك منذ اللحظة الاولى كنت رائعة وانت ترتدين مريول العمل الواسع عليك ,



والملئ ببقع الزيت والشحم , وكان وجهك جميلا خاصة انفك المتسخ .... وانت



ترفعين المفك بيدك مهددة اخاك ...." .



" انه يستحق ذلك صدقنى " اجابتة ضاحكة " ان امى تراك شابا جميلا ولطيفا " .



" انها صاحبة ذوق , تماما كأبنتها الساحرة " والتقت شفاههما من جديد .



فاغمضت كزيا عينيها كى تتمتع بقبلات اكثر .



" كزيا كنت اخاف ان افقدك ........ وعندما سمعت هدير تلك الطائرة اللعينه ,



اصبحت كالمجنون , خاصة واننى لا استطيع ان افعل شيئا " .



" لقد ندمت كثيرا لاننى كذبت عليك ولست ادرى لماذا كذبت ,



قد يكون ذلك لاننى اردت ان تتعذب قليلا كما اتعذب " .



" لقد نجحت بشكل كبير فى تعذيبى , ايتها الساحرة الصغيرة , وكنت



اغار كثيرا من شان ايفنز " .



" لا مبرر لذلك , لقد فهمت اننى لم اكن احبة منذ اللحظة التى رايتك فيها ,



ولقد اجبرتنى انت على رؤية الحقيقة وعلى التوقف عن الاحلام , وعندما اعتقدت انك تريد



ان تتلاعب بى , اخذت الومك على موقفك من شان ومن تغيير ديكور الفندق ......" .



" انا لم اكن احاول تغيير معالم الفندق , اريد فقط ان تشاكينى فى تحسينه ..... كزيا



ماك كوى , هل تفبلين الزواج بى ؟ " .



" هذا شرف كبير لى " .



" فلنتزوج اذن بسرعة باسرع وقت ممكن " .



وجنبا الى جنب ويدا بيد , تخذا يتأملان ارتفاع الشمس فى السماء , ويقظة الجزيرة .



" دائما كنت اجب هذا المكان " . قالت له وهى تبتسم بسعادة ,



" فهل كنت اعلم باننا سنلتقى هنا ؟ " .



" ان الجنه على الارض .... كزيا فلنقم احتفال زواجنا هنا ما رايك ؟ " .



وهنا فى هذا المكان احتفلا بزواجهما مع الاهل والاصدقاء , ووضع دراك خاتم الزواج ,



فى اصبع يدها فابتسمت وادركت انها حقا وجدت الجنه على الارض ......














امراة بلا مخالب 03-10-09 08:45 AM

تمت بحمد الله

تمنياتى لكم بقراءة ممتعه

تحياااااااااا:eh_s(7):اااااات� �

بنوته عراقيه 03-10-09 06:55 PM

سلمت الايادي يالغاليه على الروايه الرائعه...وبانتظار جديدك

Miss.jiji 03-10-09 10:08 PM

Merciiiiiiiiiiiiii

امراة بلا مخالب 03-10-09 10:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوته عراقيه (المشاركة 1594371)
سلمت الايادي يالغاليه على الروايه الرائعه...وبانتظار جديدك

تسلمى يا قمر :blushing:على كلامك الحلو زيك

نوووووو:eh_s(7):وووورتينى

امراة بلا مخالب 03-10-09 10:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Miss.jiji (المشاركة 1594923)
Merciiiiiiiiiiiiii

نوووووووووو:eh_s(7):وووووورتي� �ى ياقمر:blushing:


الساعة الآن 07:10 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.