آخر 10 مشاركات
فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          9 - قلب في المحيط - آن هامبسون - ع.ق (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          71 ـ طال إنتظاري ـ ع.ق ( كتبتها أمل بيضون)** (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-08, 03:31 AM   #11

abo.od_999

? العضوٌ??? » 1000
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » abo.od_999 is on a distinguished road
افتراضي


مشكورة وباين ان القصه حلوة وبليز لاتتاخري علينا

abo.od_999 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-08, 11:37 PM   #12

nora2008

? العضوٌ??? » 2658
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 114
?  نُقآطِيْ » nora2008 is on a distinguished road
افتراضي

merci bayin inno riwaya ktiiiiiiir hilwa so plz la titakhari

nora2008 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-08, 11:43 PM   #13

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني _ الحكم القاطع:

سرعان ما استعدت لين هذه الفكرة وقالت لمحاميها:
- لا ، لا أهمية لذلك.

لم يقنع وجهها الشاحب فضول رجل القانون الخبير، فأصر على السؤال:
- اواثقه انت مما تقولين يا انسه ماكسويل؟لاتنسى انك مهتمه بجريمة كبيرة تتشدد السلطة في معاقبتها نظرا لانعكاستها الخطيرة على الصعيدين الفردي والاجتماعي . ولا اخفي عليك سرا اذا قلت انك ستدخلين السجن لمدة طويلة اذا وجدتك المحكمة مذنبة. لذا عليك مصارحتي واطلاعي على اي شيء قد يساعدني لاثبات براءتك اتعين ما اقول؟
صمتت لين لبرهة طويلة وظلت تحدق في الفراغ قبل ان تجيب هامسة:
- فهمت.
- هناك شيء تخفينه عني اذا؟
- حستا.
واخذ الرجل يشرح لها ما ستواجهه خلال المحاكمة وماعليها ان تقول ، وهي شاردة تكاد لاتسمعه، فالشكوك والوساس تمزقها وتشعل في نفسها صراعا مستعرا بين نداء القلب وحكم العقل.
بعد مقابلة المحامي عادت الى فندقها حيث تمددت على سرير الغرفة تحدق في السقف الرمادي كلون ايامها. اول ما بدر لها كان رفض فكرة قيام بيرت بوضع الهيروين في الحقيبة، لان هذا يعني انه لم يشعر تجاهها بالحب قط بل اراد استغلال هذه العلاقة الزائفه لتحقيق ماربه. زاخذت تتذكر كيف كان ينتظرها عند نهاية كل رحلة ليمرا على رجال الجمرك سويا، وهي كانت تسر بذلك وتعتبره نوعا من التكريم والاحترام. ولكن الوقت الان ليس وقت الانصراف الى الذكريات الحلوه، بل عليها التركيز للوصول الى الحقيقه.
زضعت يدها على جبينها واعلمت فكرها جيدا. هل سنحت الفرصة في ذلك اليوم المشؤوم لاحد غير بيرت لمس الحقيبة بعد هبوط الطائرة؟ تنهدت يائسة لان الجواب ليس مرضيا ولا يبعد الشك عن مساعد الطيارالذي وقعت في غرامه منذ النظرة الاولى . وفجأة جلست في السرير فرحة اذ خطرت لها فكرة جديدة: اذا كان بيرت هو الذي دس علبة المخدر قبل التفتيش مباشرة لايمكن ان تكون لين قد مست العلبة وتركت بصماتها عليها، ممايعني ان العلبة وضعت قبل ذلك ولكن هذا الاحتمال انها فجأة اذ تذكرت الفتاة انها لما حاولت اعادة جواز السفر الى الحقيبة بعد حاجز الجمرك وقبل التفتيش الجسدي اضطرت الى ازاحة شيء بيدها... شيء ذو شكل دائري كالعلبة المعنية تماما، فدفنت وجهها في الوسادة واخذت تبكي بمرارة كما لم تفعل من قبل.
كيف لها ان تسلم بان بيرت هو الفاعل وحبها له يكاد يقترب من جنون عاشقي الاساطير؟ ايعقل ان يقوم اعز شخص على قلبها بهذه التمثيلة ويخدعها بهذا الشكل المضحك المبكي؟ قبعت الفتاة في غرفة الفندق وحيدة ساعات وساعات تفكر في حل للعقدة ولم تجد سوى مواجهة بيرت بالامر لان الكتمان لا يجدي. والرجل الان في ميامي ولن يعود قبل يومين. ففكرت بمكالمته هاتفيا لكنها عدلت عن ذلك لانها تريد ان ترى وجهه وردة فعله عند مفاتحته بالموضوع.
وهكذا امضت لين اطول واقسى يومين في حياتها متلظية بنار الحيرة والقلق تجوب شوارع لندن على غير هدى، تتفرج على واجهات المحلاتـ تزور المتاحف والمعارض الفنية... تنسى احيانا ان تاكل حتى وهن منها كل مأخذ فغارت عيناها وفقد محياها قسطا كبيرا من حيويته وتوهج شبابه. واخيرا حل يوم موعد عودة بيرت فخفت لين الى المطار لاستقباله. وهناك اعلن عن تأخير في موعد وصول الطائرة، فأمضت لين الساعه الاضافية تمشي في قاعة الاستقبال وتتفرج على وجوه الناس. بعد ذلك شاهدت رأسه يعلو رؤوس سائر افراد الطاقم، ويتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها حتى لمحها فابتسم بحرارة. خفق قلب لين لهذه الابتسامه التي ردتها الى العالم البديع الذي كانت تعيشه الى ان انهار بسبب شر احدهم وطمعها بالمال..... وهذا "الاحد" قد يكون بيرت نفسه! اقتربت منه واعصابها مشدودة فايقن ان شيئا مايشغل بالها وسالها على الفور:
- ما الامر؟
لم تستطع لين ان تنظر الى وجهه فاطرقت وقالت:
- أريد ان اتحدث اليك في مكان هادئ .
- لنذهب الى بيتي اذن .
- لا بل الى الفندق .
- كما تريدين .


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-08, 11:44 PM   #14

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

امسك بذراعها وتجوها الى موقف سيارات العاملين في المطار حيث استقلا سيارة بيرت الايطالية السريعة . وخلال الطريق ظلا صامتين ، لين لانها تحضر ماستقوله لاحقاً وبيرت لانه لايريد زيادة اضطرابها وقلقها .
في غرفة الفندق وقفت الفتاة قرب النافذه تستجمع قواها وشجاعتها لتبدأ الحديث . وبعد وقت طويل التفتت اليه لتجده يحدق فيها باستغراب .
- اجد نفيب مرغمة على استيضاحك بعض المسائل يا بيرت .
- وأنا كذلك لدي سؤال هام .
فوجئت الفتاة بنبرته الجازمة فسكتت بانتظار ماسيقول . اقترب منها واضعاً يديه على كتفيها رامقاً اياها بنظرات حادة ، وأخيراً سألها :
- هل اشتقت الي ؟
- بالطبع .
- ما رأيك اذاً بترحيب خاص ؟
اسقط يديه وضمها اليه فشلت حركتها كمن تعرض لتنويم مغناطيسي . شاءت المقاومة لكن لين اغمضت عينيها دون الخضوع أو الرفض .
وفجأة عاودتها ذكريات ميامي ولحظاتها الحلوة فاجتاحتها عاطفة جارفة حتى كاد الرجل يفقد عقله .
- انت تفعلين ذلك عمداً .
- افعل ماذا ؟
- تنقضين اتفاقنا على الانتظار باثارة جنوني .
حزنت عينا لين وسألته بأسى :
- اتنتظر حتى خروجي من السجن ؟
ثارت ثائرة الرجل فأمرها بقسوة :
- لا تكرري مثل هذا الكلام بعد الآن ، فانت لن تدخلي السجن !
وبعد تردد وجهت اليه سؤالا طالما قض مضجعها :
- هل تحبني ؟
رأت الفتاة يجتاح عينيه اذا اجاب مبتسماً :
- الجواب هو نعم ، احبك كثيراً .
اغمضت عينيها وتابعت :
- اتحبني الى درجة دخول السجن بدلا مني ؟
- كفي عن ذكر هذه الكلمة .
- ارجوك ، أجب على سؤالي .
قال بيرت بحدة :
- أنا مستعد لفعل أي شيء يبعد عنك هذه الكأس المرة .
لملمت لين مابقي لديها من شجاعة وحزم وأضافت :
- لماذا وضعت المخدر في حقيبتي اذاً مادمت عالماً بانهم سيلقون القبض عليّ ؟
بدا بيرت لأول وهلة كأنه لم يستوعب شيئاً مما قالته . فهز رأسه مدهوشاً وتمتم :
- ماذا قلت ؟
- أظن انك سمعتني بوضوح .
نظر اليها بذهول وقال :
- لا أصدق ماسمعته اذناي . الى ماذا ترمين ؟.
أجابت الفتاة متنهدة :
- لقد تذكرت كل شيء فلاحاجة للانكار .
- انكار ماذا ؟
جلست لين فحذا حذوها والتقت نظراتهما لبرهة قبل ان تكون الفتاة البادئة الى الكلام .
- اذكر الآن تماماً كيف مشينا معاً من الطائرة الى مبنى المطار ، وكيف كنت احمل الدب الذي اهديتني اياه فلم استطع العثور على جواز سفري في الحقيبة . عندها توطعت لتجد الجواز فتخلفت لبضع لحظات تبحث عنه حتى لحقت بي وناولتني اياه بعد ان اعدت تعليق الحقيبة في كتفي ( واضافت لين بما يشبه الهذيان ) انت الوحيد الذي كان يستطيع دس المخدر في حقيبتي بعد هبوط الطائرة .
امسك بيرت بيدها وأكد :
- صحيح اني اخذت الحقيبة منك ولكن كيف تشكين اني واضع المخدر فيها؟ أيعقل ان افعل ذلك واوقعك في هذه الورطة ؟ ( احكم قبضته على يدها وعيناه الزرقاوان تقدحان شرراً ، ثم تابع ) الم اعترف لك منذ لحظات بالحب . انت الفتاة الوحيدة التي سمعت مني هذه الكلمة ! فكيف استطيع تسبيب اللم والعذاب للفتاة التي ملكت قلبي ؟ كيف يمكنني ان اكون جلادها ؟
تسمرت عينا لين في عينيه وهي بين اقدام واحجام . تريد تصديقه ومنحه ثقتها الكاملة ، في حين يناديها صوت العقل ويحذرها من الانزلاق وراء العواطف . وبعناد اعادت ماقالته سابقاً :
- درست الاحتمالات كافة ولم اجد سواك فاعلا ( وضعت رأسها بين يديها واردفت ) أودّ ان اعرف ما اذا كان الامر بيننا مجرد لعبة اوقعتني فيها ليتسنى لك تهريب المخدرات ...


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-08, 11:49 PM   #15

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

لم يسع بيرت سماع المزيد فهب واقفاً وارغمها على الوقوف والسخط ينضح من نظراته ، وصاح في وجهها :
- كفى ! قلت لك ان لا علاقة لي الهيروين ! اقسم بالله انها الحقيقة !
خشيت الفتاة النظر الى وجهه لئلا تضعف عزيمتها ويغلب عليها صوت قلبها الدامي . فحررت يديها وقالت ببرود :
- لا اصدقك .
انسحبت آخر قطرة دم من وجه بيرت الساخط وسألها بغضب :
- الا تثقين بي مقدار ذرة ؟ الا تأبهين بمشاعري حتى ولو كنت كاذباً بنظرك ؟
- أنت مخطئ تماماً ، فمشاعرك تهمني كثيراً لأني احبك حباً عميقاً يجعلني اقدم على المستحيل من اجلك .. يجعلني اغفر لك اي اساءة ... حبذا لو جئتني شارحاً الوضع قبل ان تدس المخدر في الحقيبة ، لكنت تفهمتك وقدرت دوافعك وظللت وفية لحبي . اما ان تفعل ذلك خلسة وتزعم انك من الفعلة براء ، ثم تمعن في التمثيل متظاهراً البحث عن الفاعل الآثم .. فهذه طعنة في الصميم لا يسعني تحملها او غفرانها .
- ازاء ذلك قال بيرت والأسى يعصر قلبه :
- لم اقل لك سوى الحقيقة يالين واثبات ذلك ليس بالأمر العسير . فلو كنت من وضع العلبة اللعينة في حقيبتك لتركت بصماتي عليها ، هيا بنا الى مخفر الشرطة للتثبت من ذلك .
لم يلق هذا الاقتراح صدى طيباً لدى لين فهزت رأسها قائلة :
- اتعتقد ان الفكرة لم تخطر لي ؟ لكن اقتراحك غير مجدٍ لأن اي جاهل يستطيع الامساك بالعلبة بمنديل حتى لا يترك عليها بصماته .
- لا شيء يستطيع اقناعك ببراءتي اذاً ؟
لا تعلم لين من اين جاءتها هذه الوجة العارمة من الغضب فصرخت بأعلى صوتها :
- لماذا لا تستسلم وتخبرني بالحقيقة كاملة ؟ لماذا تمعن في الانكار...
لم يقل بيرت عنها سخطاً فأمسك بها مرغماً اياها على النظر اليه مقاطعاً :
- بدأت اشك في انك تقومين بالتمثيل بدورك .
- ماذا تعني ؟
- كوننا الوحيدين اللذين لمسا الحقيبة بعد ان حطت الطائرة ، وكوني اعلم اني لم اضع الهيروين فيها ، يؤدي بي المنطق الى الاشتباه بك .
كادت لين تصاب بالجنون فصاحت :
- لم افهم !
- يخيل اليّ ان كل التهم التي تحاولين الصاقها بي يجب ان ترتد عليك . لابد انك تحاولين اخفاء شيء اقترفته يداك . بدأت اشعر اني كنت ضحية خدعة محكمة ، لقد خدعتني وخدعت الجميع بوجهك البريء وعفويتك الطاغية . ابتسامة واحدة منك كانت تكفي ليدعك رجال الجمرك تمرين بدون تفتيش . وبالفعل فأنت لم تتعرضي للتفتيش ابداً قبل تلقيهم هذه الاخبارية . لماذا فعلت ذلك يالين ؟ أمن اجل المال ام من أجل تأمين حاجتك من المخدر ؟ ولم لا ، فقد تكونين مدمنة . هاتي ذراعك لأرى اثار حقن المخدرات فيها .
وبقوة امسك بذراعها وبدأ يرفع كم فستانها فاعترضت بصوت عال :
- دعني وشأني !
قاومته بعنف حتى سقطت على السرير لكنه تمكن من رفع كميها وتفحص ذراعيها فوجدهما خاليتين من اي اثر للحقن ، فقال :
- بما انك غير مدمنة فهذا يعني قيامك بالتهريب طمعاً بالمال !
قفزت الفتاة من السرير وصفعته بقوة على وجهه صائحة :
- ايها القذر الحقير !
ظل بيرت جامداً كالصخر بالرغم من قوة الصفعة وعيناه متجمدتان كالجليد ، الامر الذي جعل لين في حيرة من اكمرها فانفجرت :
- انت مجنون اذا كنت تظنني سأدخل السجن من اجلك ! لقد استغليتني كفاية حتى الآن ! اوقعتني في الشرك منذ البداية حتى تستغلني !
أخفضت صوتها قليلاً وتابعت :
- كان قلبي يدعوني الى التضحية من اجلك ، انا الآن وقد كشفت عن انيابك فلن ادعك تنال مني وتفلت من العقاب !
ضحكت بفتور قبل ان تضيف :
- يا الهي كم كنت عمياء ! كم كنت ساذجة عندما وقعت في غرامك المدبر هذا ، وهو جزء من خطتك لتهريب المخدرات ! لابدّ انك ضحكت كثيراً لحماقتي ولسهولة انقيادي .
لم تستطع الفتاة قول المزيد فأشاحت بنظراتها واخذت ترتجف كالورقة في مهب الريح .
وبعد صمت ثقيل سألها بيرت بواقعية :
- وهل ستخبرين الشرطة بالأمر ؟
أجابت دون ان تلتفت اليه :
- نعم .


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-08, 11:50 PM   #16

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

- لا اعلم حتى الآن ما اذا كنت صادقة في ماتقولينه يالين ، ام ان القضية كلها مجرد تمثيل بتمثيل . وهذا لم يعد مهماً في أي حال ، فاذا كنت صادقة تكونين قد حطمت حباً اقدسه واعتبره اهم شيء في حياتي ، أما اذا كنت كاذبة ... ( هز بيرت كتفيه واكمل ) حماقتك انقذتني لأني كنت قد قررت مع اقتراب موعد المحاكمة وعجزنا عن الحصول على دليل لتبرئتك ان اقدم اعترافاً كاذباً بأني دسست المخدر في حقيبتك . كنت على استعداد لحلفان يمين كاذبة حتى انقذك من القضبان ، ولكنك استقبلتني بهذه الاتهامات الباطلة قبل ان يتسنى لي اطلاعك على نيتي .
بحثت لين بنظراتها الحائرة عن عينيه لتجد فيهما الحقيقة وارادت الكلام لكنه سبقها الى ذلك :
- يالسخرية القدر ! لو انتظرت بضع دقائق لكنت عرضت عليك خطتي لانقاذك من جريمتك ! يالي من عاشق ولهان احمق يضحي بحريته وسمعته من أجل فتاة استغلالية انتهازية ! اشكر الله على اظهاره حقيقتك قبل اقدامي على تلك الخطوة البلهاء التي كانت ستؤدي بي الى السجن في حين تبقين طليقة لتتابعي نشاطك الاجرامي الحقير .
تحول وجه لين الى قناع من الازدراء والحقد فقالت والسم يقطر من كلماتها:
- لم ارَ في حياتي كلها كاذباً بهذه الوقاحة ! أوتجرؤ بعد كل مافعلت على مواصلة اكاذبيك وأباطيلك ؟ اغرب عن وجهي ولاتدعني اراك الا في المحكمة حيث تقتص منك العدالة بعقوبة صارمة تناسب عملك الآثم !
اقترب بيرت منها والشرر يتطاير من عينيه فخشيت ان يضربها .
لكنه مالبث ان ادار ظهره وخرج من الغرفة مقفلاً الباب وراءه بعنف .
بعد ليلة من السهاد توجهت لين الى مرك
ز الشرطة وعيناها متورمتان من البكاء على اطلال حب وسعادة تحطم صرحهما عند اول هزة . وهناك استمع المفتش المكلف بقضيتها الى قصتها بدون ان ينبس ببنت شفة مكتفياً بين الحين والآخر بهز رأسه . تكلمت الفتاة ببطء وتفصيل متمنية لو انها تملك خياراً اخر تبرئ به نفسها وساحة الرجل الذي احبت .
بعد انتهائها طرح عليها المفتش سؤالين قال بعدهما :
- قصتك ليست جديدة ياآنسة ماكسويل ، فقد مر بي السيد بيرت داين بعد ظهر امس وابلغني انك قد تأتين الي لاتهامه بجريمة التهريب . وهو اعترف بانه لمس الحقيبة وان يكن قد نسي ذلك لو لم تذكريه به . كما اصر على انه لم يدس الهيروين في حقيبتك ولم يرَ هذه العلبة فيها ولم يشاهد كذلك الفاعل الحقيقي يقوم بعمله . وبناء على طلبه قمنا بمقارنة بصماته بتلك الموجودة على العلبة فجاءت النتيجة سلبية اذ لم تطابق بصماته أياً من تلك التي على العلبة . ( نظر المفتش اليها واضاف ) بالنسبة الينا لاشيء يشير الى تورط السيد داين في هذه العملية ، لذا لن نقوم بتوجيه اي تهمة اليه .
لم تدم المحاكمة اكثر من يومين . ولم يحضرها والدا لين بل عمتها ماري التي جاءت خصيصاً من يوركشير للوقوف الى جانب الفتاة المسكينة . وجلست المرأة حيث تستطيع لين رؤيتها بقسماتها الهادئة وقبعتها المزينة بالريش . تفحصت المتهمة القاعة فلم تتعرف الى اي من الحاضرين سوى عمتها ومحاميها . وعندما وقفت في قفص الاتهام حسبت نفسها ظاهرة غريبة معروضة في السيرك يتفرج عليها الفضوليون .
استدعت النيابة العامة عدداً من الشهود بمن فيها رجال الضابطة الجمركية ، خبير في المخدرات ، ومفتش الشرطة . بعد ذلك جاء دور الدفاع فرافع محاميها باذلاً اقصى جهوده بالرغم من قلة الحجج والبراهين التي تقنع المحكمة ببراءة موكلته . فاستدعى مديرة المدرسة التي تعلمت فيها لين وبعض الجيران الذين عرفوها منذ الصغر .
وهذا الامر الاخير لم يرق لوالدتها التي اعتبرت ان عليهم مغادرة الحي والسكن في مكان آخر لأن لين لوثت سمعة العائلة وافقدتها احترامها . ولما علمت المتهمة بذلك طلبت من محاميها التوقف عن طلب شهود من محيطها والاستعاظة عن ذلك باستدعاء بعض زميلاتها المضيفات . وهؤلاء الاخيرات لم يفدنها بشيء اذ حاولن الانتهاء من الموضوع والخروج من المحكمة بأسرع مايمكن ، كما انكرن جميعهن رؤية احد يضع المخدر في لحقيبة وأكدن ان تصرف لين خلال الرحلة كان طبيعياً لايثير الشبهات .
والشاهد التالي من شهود الدفاع كان بيرت الذي ما ان دخل قاعة المحكمة حتى احست لين بنبضات قلبها تسرع وبيديها ترتجفان . وجه اليه المحامي اسئلة كثيرة ، ودقيقة محاولاً الايقاع به لاثبات تورطه ، لكنه فشل في ذلك اذ اجاب الشاب على الاسئلة بثقة ووضوح . وقال بيرت انه صرح امام رجال الشرطة بأنه لم يمس الحقيبة بعد هبوط الطائرة وهو الآن يتراجع عن هذا القول بعد ان اعادت لين الى ذاكرته كيف اخذ الحقيبة منها ليخرج


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-08, 11:51 PM   #17

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

جواز السفر . غير انه اكد عدم احتفاظه بها سوى ثوان قليلة ارجعها بعدها الى صاحبتها . واعاد بيرت انكار اي علاقة له بتهريب المخدرات ونفيه رؤية العلبة في الحقيبة عندما اخرج الجواز . واستمر الاستجواب مدة طويلة ولم يرتبك بيرت اثناءها برغم قصد المحامي احراجه ، وكان لابد لهذا الأخير من لنهاء اسئلته وترك الشاهد يذهب في سبيله .
واخيراً مثل ، كشاهد ، ممثل عن شركة الملاحة الجوية جاء يؤكد ان سلوك لين طيلة مدة عملها كان سلوكاً مثالياً ينم عن النزاهة والاخلاق ، وانه لم يبدر منها يوماً اي تصرف يدل على تورطها في عمليات تهريب او ماشابه.
وقبل انتهاء دور الدفاع ادلت المتهمة بافاة قصيرة اصرت فيها على نفي التهمة جملة وتفصيلاً .
رفعت الجلسة عند الظهر للغداء فتوجهت العمة ماري ولين الى مطعم قريب وقعدت لين صامتة لاتمس طبقها ، في حين انصرفت العمة الشجاعة الى التحدث عن اشياء مختلفة كأعمال الزراعة وتربية الواجن التي تقوم بها في القرية . واذا بلين تبدأ بالارتجاف بعدما خانتها اعصابها فامسكت العمة ماري بيدها وشجعتها على مواجهة المشكلة كما فعلت هي في شبابها فقدت خطيبها في الحرب العالمية الثانية ، ثم خطف الموت منها زوجها وطفلها الوحيد في حادث سيارة .
حاولت لين الابتسام والدموع تتجمع في عينيها ، وقالت شاكرة :
- لا أدري ماذا كنت افعل بدونك في ه9ذه اللحظات ؟
- لاتقولي ذلك يا ابنتي فالشجاعة والقوة ملكتان تنبعان من داخل النفس البشرية . وانا على يقين انك قادرة على مواجهة الموقف بكرامة وبأس مهما كان قرار المحكمة . وتذكري اني دوماً الى جانبك لأنني مؤمنة ببراءتك ، سأطلب لك شراباً منعشاً يساعدك على تخطي امتحان بعد الظهر العسير .
بعد استئناف الجلسة اعيدت تلاوة قرار الاتهام ، وملخص الوقائع ومطالعة النيابة العامة . ثم بدأ القاضي الرئيسي بقراءة حيثيات الحكم مشدداً على اهمية جرائم المخدرات وخطورتها من الناحية الاجتماعية ، ومبرزاً ضرورة المعاقبة عليها بحزم لمنع تفشيها ولردع مرتكبيها عن الامعان في غيهم . وأشار الى جهود لاترتكز الى دليل قاطع اة الى اية قرينة براءة في حين ان كل الوقائع تدعو الى تجريم لين ماكسويل . وفي النهاية دعا القاضي هيئة المحلفين الى الانسحاب للمذاكرة واصدار الحكم بالبراءة او بثبوت التهمة . ولم يفاجأ احد عندما اعاد اعضاء هيئة المحلفين بعد عشرين دقيقة واعلنوا تجريم لين بقرار اجماعي .
وهنا نظر القاضي الى الفتاة وقال بنبرة خطابية :
- لين ماكسويل ، لقد ثبتت ادانتك بجرم حيازة المخدرات ونقلها بغية تهريبها الى البلاد . وبما ان هذا الجرم خطير ونظراً لرفضك التعاون مع قوى السلطة لكشف المحرضين والشركاء قررت هذه المحكمة ان تنزل بك عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات .
طرقت هذه الكلمات اذني لين كأجراس تقرع في داخلها واخذت تجيل نظرها في القاعة علها تجد بيرت لتريه الحقد والاحتقار اللذين تشعر بهما نحوه ، لكنه لم ينتظر نهاية الجلسة لسماع الحكم . وسرعان ما امسكتها شرطية بيدها واقتداتها الى خارج المحكمنة فالسجن .




Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-08, 01:41 AM   #18

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

3-لين الجديدة
ثلاث سنوات مدة طويلة تتغير فيها شخصية المرء جذرياً ، وبخاصة اذا دخل عالماً غريباً اكره فيه على اتباع نظام معين ومعاشرة اشخاص ماكان يحلم بلقائهم .
امضت لين اسابيعها الاولى في سجن النساء وهي شبه ضائعة وفي حالة من اللامبالاة ، تنفذ ماتؤمر به ، تنام ، تغتسل ، بالكاد تأكل حتى تسد رمقها ، لاتكترث لزميلاتها وكأنهن غير موجودات . حضر والدها مرة لزيارتها وجلس لايجد موضوعاً للتحدث ناظراً الى ساعته مرات عدة حتى يمضي الوقت ويرحل الى بيته بعد ايفاء قسطه للعلى ... اما والدتها فلم تتحمل فكرة المجيء الى السجن كما قال الوالد . وطلبت لين من ابيها عدم المجيء اليها مرة ثانية فحاول ادعاء الاعتراض أولاً لكنه اذعن ازاء اصرارها . ولاحظت الفتاة السجينة علامات الارتياح على وجهه لتخلصه من واجب الحظور الى هذا المكان المشين . وودعها واعداً بالكتابة . وبالفعل تلقت منه رسائل كثيرة خلال الاشهر الاولى ، ثم اخذت تشح حتى كادت تنضب . والفتاة لم تعد تهتم لذويها فهي تعتبر نفسها بدون عائلة ، اذ لايمكن ان تعود للعيش في بيتها بعد خروجها من السجن لئلا تعكر صفو حياة والديها وطيف جريمتها يحوم في المنزل ، سواء آمنا ببراءتها ام لم يؤمنا .
اما العمة ماري فكانت تأتي من يوركشير لرؤية لين مرة كل شهر حاملة معها نفحة من الشجاعة وباذلة المستحيل لشد ازر الفتاة المعذبة . كانت تجلس واياها لتحدثها عن مجريات حياتها اليومية في الريف .
ومر شهر لم تأت فيه العمة ماري فقلقت لين عليها . وكان قلقها في محله اذ وصلتها رسالة من محامي العمة يبلغها فيها ان المرأة مصابة بمرض خطير وان حالتها ساءت بسبب عدم التزامها أوامر الاطباء بالخلود الى الراحة واصرارها على السفر من يوركشير الى لندن لرؤية لين . وبعد أسبوع من ذلك وصلتها رسالة ثانية تنبئها بوفاة العمة ماري .
قدمت لين طلباً الى آمرة السجن بالسماح لها بحضور مراسم الدفن لكنها رفضت ذلك ، الامر الذي زاد من حزن الفتاة التي فقدت بموت عمتها نصيراً ومرشداً ، ووسعت دائرة كرهها للاشخاص المحيطين بها . وزادها اسى شعورها بالذنب اذ لولا اضطرارها للتنقل بين يوركشير ولندن لكانت العمة ماري على قيد الحياة في هذه اللحظات . ومازاد الطين بلة ان الفقيدة اورثت لين كل أموالها فاحست هذه الأخيرة انها لم تكتفِ بتعجيل موت عمتها بل وكأنها فعلت ذلك عمداً لترث أموالها .
ومع مرور الوقت اصبحت صورة بيت في ذهنها هاجساً يلاحقها مهما فعلت ، يوقظها كابوسه من نومها ، تبتلعه مع طعامها وترتديه مع ملابسها ... وصار هدفها محدداً بوضوح : الانتقام من بيرت الذي كان السبب في تعاستها ووجودها في هذا المكان المقيت . واخذت تعمل على بلورة خطة ناجحة للنيل منه وزجه في السجن . وخشيت ان يكون نال درساً من سجنها وابتعد عن التهريب ، لكنها استبعدت هذه الفكرة اذ لابد ان يستبد به الطمع من جديد ويعود الى تهريب المخدرات ، وعندما ستخرج من السجن ستكون له بالمرصاد للايقاع به ولربما لدس مخدر في شيء يخصه والابلاغ عنه للشرطة فيقع في الورطة نفسها التي اوقع لين فيها ! تلذذت الفتاة بهذه الفكرة كثيراً واخذت تعمل عقلها جاهدة للوصول الى وسيلة ناجعة تحقق هدفها .
خطر لها ان تستخدم شخصاً تكلفه بالتقرب من بيرت لمراقبة تحركاته واقتناص الفرصة السانحة للابلاغ عنه عند قيامه بالتهريب او بعد دس المخدر له . بيد ان هذه الفكرة لم ترق لها لسببين :
الاول هو صعوبة ثقتها بالشخص المأجور الذي سيقوم بالمهمة الدقيقة لانه قد يتسبب بافتضاح امرها ، والسبب الثاني هو ان الانتقام لن يكون شافياً وكاملاً اذا نفذه غيرها وهي داخل السجن لاترى وجه بيرت يتعذب . ويبقى الشيء الاهم وهو ضرورة علم بيرت بأن المكيدة من اخراج لين والا فقد الثأر نكهته . لكن كيف تقترب اففتاة من حبيبها السابق بدون ان تثير شكوكه ومخاوفه اذ لابد له ان يرى الحقد والكراهية في عينيها ويعلم بالتالي انها تضمر له شراً فيأخذ حذره . ولن ينفع لازالة مخاوفه ادعاؤها الغفران والسماح واستعدادها لاحياء الماضي البديع . وهكذا يغدو استخدام شخص ما امراً حتمياً .
بعد رسوخ فكرة الانتقام بدأت الفتاة السجينة تتعرف الى مجتمعها الجديد شيئاً فشيئاً . وخرجت من تقوقعها لتخالط بقية السجينات لعلها تجد بينهن واحدة تناسب لتنفيذ المهمة ، او واحدة تساعدها على ايجاد من هو مؤهل لذلك رجلا كان ام امرأة . وقامت كذلك بتحريات دقيقة لتتصل بأخطر المجرمات اللواتي يستطعن تأمين كمية من الهيروين في حال احتاجت اليها لتوريط بيرت . وبالطبعكان على لين التصرف بحذر وعدم اظهار فضول او الحاح كبيرين لكسب ثقة "زميلاتها" السجينات المتصلات بعصابات كبيرة وخطيرة .


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-08, 01:41 AM   #19

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

تمكنت من التقرب من سجينة باهرة الجمال تدعى ناديا كليرمونت . كانت ناديا تعمل فتاة غلاف الى ان ضبطت تبيع مجوهرات سرقها حبيبها فدخلت السجن . ورأت لين ان ناديا هذه قد تكون ملائمة لتأخذ المهمة على عاتقها بخاصة وانها على اتصال بمعظم ارباب عالم الجريمة في لندن . ومع الوقت اكتشفت لين ان صديقتها تتمتع الى جانب جمالها بقدر لا بأس به من الغباء مما يجعلها لا تصلح لتحقيق اهدافها .
في أحد الأيام جلست السجينتان تتبادلان اطراف الحديث ، واخرجت ناديا صوراً فوتوغرافية تظهر فيها وهي تعرض الازياء وفي بعضها تعرض مفاتنها بما تيسر من ملابس لاتستر الشيء الكثير .
ابدت لين اعجابها بمواهب زميلتها وهي تتفرج على الصور ، فاذا بها تلمح صورة سقطت على الارض فالتقطتها ونظرت الى صاحبتها لترى صبية ذات شعر متجعد وانف طويل تعلوه نظارتان سميكتان في حين ان ملابسها العادية لاتمت بصلة الى تلك الانيقة والفخمة التي تعرضها ناديا.
اعادت لين الصورة الى صديقتها سائلة :
- أهي نسيبة لك ؟
ضحكت ناديا وأجابت :
-نوعاً ما . هذه الفتاة كانت تدعى مورين هيغبنز .
-كانت ؟ أهي متوفاة ؟
كادت ناديا تختنق من الضحك اذ قالت :
-باستطاعتنا اعتبارها كذلك ( نظرت الى الصورة من جديد وكأنها تستعيد ذكريات غابرة وتابعت ) الفتاة التي في الصورة هي انا : ناديا كليرمونت .
تفرست لين بالصورة جيداً قبل ان تقول :
-لاشك انك تهذين ! كيف يعقل ان تكوني هذه الفتاة البشعة ؟
-بمقدور أي كان ان يجعل من نفسه جميلاً بفضل العلم المتطور ...
اسندت ناديا ظهرها الى الجدار وبدأت بسرد القصة :
-عندما كنت في الثامنة عشرة تعرفت الى رجل حاول اقناعي بانه سيجعل مني نجمة سنمائية . ظننته يسخر مني أول الامر لينال مأربه فقط ، اذ كيف يحول فتاة قبيحة مثلي الى بريجيت باردو! غير انه اصر على موقفه واصطحبني الى جراح في التجميل كان يملك عيادة في شارع هارلي اقفلتها السلطة بعد افتضاح امره ، اذ انه اجرى عدة عمليات لتغيير وجوه اشقياء شهيرين كي يفلتوا من قبضة العدالة .
المهم ان هذا الطبيب الماهر قصر انفي واجرى عملاً دقيقاً جداً لتغيير فتحة العينين واصلاح شكل الذقن . ثم اصطحبني رجلي الى طبيب اسنان اصلح اسناني البشعة وجعلها كصف من حبيبات الؤلؤ . اما المرحلة الأخيرة من عملية اعادة التأهيل فكانت تمضية أسابيع في مصح خاص حيث اتبعت حمية لانقاص وزني بضعة كيلوغرامات وحيث وضعت لي عدستان لاصقتان بدل نظارتي المرعبتين . وها انذا ناديا كليرمونت بعدما دفنت المسكينة مورين هيغينز .
علقت لين وهي لا تكاد تصدق :
-عمل رائع ! لااحد يشك ان مورين هذه هي نفسها انت !
وخطرت لها فكرة جهنمية جعلت وجهها يشرق وعيناها تشعان ،فاستفهمت:
-كم تبلغ كلفة هذا التبديل الكبير ؟
-لااعلم بالضبط كم دفع رجلي غير انني اعتقد ان المسألة تتطلب بضعة آلاف ، مع العلم انني سددت كل ماعلي بطريقتي الخاصة .
-وهل انت على علم اذا كان هذا الجراح مازال يجري عمليات تغيير الوجوه ؟
نظرت ناديا اليها باستغراب واجابت :
-نعم ، اظن ذلك . ولكن لماذا تسألين ؟
-اريد اجراء عملية لوجهي حتى يصبح جميلاً .
-لا ارى ان وجهك بحاجة لعملية يا لين ، فانت جميلة لا قبيحة كمورين .
-اريد ان ابدأ حياة جديدة عند خروجي من السجن بدون ان يتعرف الي احد.
وافقت ناديا قائلة :
-افهم ذلك ياعزيزتي (ترددت قبل ان تضيف ) عليك ان تدركي ان الجمال ليس مصدراً للسعادة . صحيح انه يؤمن المال والعمل واهتمام الرجال ، لكنه مايلبث ان ينقلب مصدر شقاء عندما تنكشف نوايا الرجال الحقيقة وعندما تصادفين رجلاً تعميه الغيرة اذا داعب النسيم شعرك ، ولاننسى كره النساء للمرأة الجميلة لأنها تنافسهن على اقتسام الغنيمة . خذي العبرة مني وانظري اين انتهى بي المطاف لأني منحت ثقتي لرجل احببته ( هزت ناديا كتفيهلا وأردفت ) لربما توجهت الى ذلك الطبيب بعد خروجي من هنا ليغير وجهي من جديد .
-اتزمعين على ان تعودي مورين هيغينز ؟
تناولت ناديا الصورة ورفعت حاجبيها قائلة بمرح :


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-08, 01:47 AM   #20

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

-لن اصل الى هذا الحد بالطبع ... لو كنت املك وجهاً كوجهك لما فكرت يوماً بتغييره .
للين دوافعها ولهذا جزمت :
-أنا اعني ما اقول وانا مصممة عليه .
لم يسمع ناديا سوى الموافقة ازاء هذا الاصرار :
-حسناً ، سأطلعك على كيفية الوصول الى هذا الطبيب عندما يحين موعد خروجك .
مرت الشهور ببطء ولين لا يشغلها سوى المضي قدماً في بلورة خطة انتقامها واخراجها بشكل كامل لا يفسح في المجال لأي زلة .
وتنفيذاً لذلك واظبت باهتمام كلي على جميع دروس اللغات الاجنبية المتوافرة في السجن ، لابل انها اخذت دروساً اضافية على يد سجينة فرنسية لقاء مبلغ من المال . ولين كانت على اي حال ممتازة في اللغات الأجنبية أيام الدراسة ، وهذا ما سهل لها الحصول على وظيفة مضيفة في الشركة العالمية للملاحة الجوية . اما الآن فهي تنوي تسخير هذه الموهبة لسحق بيرت .
اثناء فترة العقوبة قابلت لين مراراً مصلحين اجتماعيين تنتدبهم الدولة للعمل على تأهيل السجناء وتحضيرهم لدخول المجتمع كعناصر فاعلة و صالحة . وقد نصحها هؤلاء بعد الاختلاط بالسجينات الوسخة الملطخة بجرائم خطيرة ، سوى انهم وجدوا انفسهم يجهدون على غير طائل كون لين تجلس امامهم خلال المقابلات بوجه جامد كالصخر وتكتفي بالاجابات المقتضبة على اسئلتهم . وهكذا تابعت اتصالاتها بسجينات عالم العاصابات لتزيد من اطلاعها على خفايا وخبايا فلك الجريمة في لندن وتسخر معلوماتها الجديدة في الارتداد على بيرت واحراقه كما حرق ثلاث سنوات من عمرها . وكان من عدم تجاوب لين مع جهود ومحاولات المصلحين الاجتماعيين سبباً في ابقائها في السجن نفسه ، فالسجينات اللواتي يظهرن تحسناً في السلوك يتم نقلهن الى سجون اخرى تتوافر فيها وسائل الراحة واللهو . ولم تهتم لين لذلك باعتبارها تفضل البقاء مع اناس يساعدونها على تحقيق مقصدها .
في اليوم الذي سبق اطلاق سراحها توجهت لين لمقابلة آمرة السجن . وهناك في المكتب الموحش استمعت الى محاضرة طنانة في الاخلاق وتلقت سيلا مدراراً من النصائح . واكثر ماشددت آمرة السجن كان على وجوب فتح صفحة جديدة بعد انتهاء مدة العقوبة وتجنب الانزلاق في متاهات الجريمة بعد الآن لأن العدالة لا ترحم المجرم في حالة التكرار . وافقت لين في داخلها على وجوب فتح صفحة جديدة خصوصاً وأنها ستفتح هذه الصفحة للاقتصاص من بيرت ، وغرقت في افكارها وخطط الانتقام حتى أنها لم تدرك ان المرأة انهت مواعظها الا بعد ان نادتها عدة مرات .
تنهدت آمرة السجن وقالت :
-أرى انك لم تستوعبي شيئاً مماقلت . وأنا حقاً آسفة لمغادرتك هذا المكان لأنك لست مؤهلة لخوض غمار الحياة الصالحة بعد . كما أني لن افاجأ بعودتك القريبة الينا اذ ان موقفك العنيد طوال ثلاث سنوات ينبئني بانك تحضرين للقيام بعمل احمق جديد . لقد قمت بواجبي وحاولت نهيك وارشادك الى الطريق القويم ... حسناً يا ماكسويل ، بامكانك الانصراف.
لم تنبئ لين ذويها بموعد خروجها من السجن . وحين خرجت الى الحرية في ذلك الصباح البارد فوجئت بناديا كليرمونت التي أطلق سراحها قبل شهور تنتظرها في سيارة تاكسي .
حيتها ناديا بابتسامة عريضة :
-أهلاً وسهلاً بك الى مايسمى المدينة يا ابنة المجتمع المنبوذة !
-ألم تحضري لي حفل استقبال ؟
-ياليتنا نقيم حفلاً يكون شعاره : لا للرجال الذئاب .
تعانقت الفتاتان طويلاً وكادت الدموع تطفر من عيني لين لانها وجدت في ناديا اخلاصاً وحناناً فقدتهما من زمان .
-اشكرك يا ناديا على هذه اللفتة الحلوة .
توجهتا الى شقة ناديا حيث خلدت لين الى حمام ساخن في حين انهمكت الأولى بتحضير طعام الفطور . وبعد تناول الطعام قالت ناديا والسيكارة في يدها :
-كيف تنوين تمضية يومك الأول ؟ اتحبين الخروج للتسوق وشراء ثياب جديدة ام تؤثرين البقاء وحيدة للتأمل ؟ أنا شخصياً امضيت يومي الاول انصت الى السكون ، فاذا رغبت بذلك سأخرج لئلا ازعجك .
-لا ياعزيزتي ، اود العمل بسرعة لمقابلة ذلك الجراح .
-اما زلت مزمعة على اجراء العملية ؟ ترويّ قليلا فربما غيرت رأيك بعد بضعة أسابيع خارج القضبان .
علقت لين على ذلك باختصار :
-لم ولن أغير رأيي . هل رأيت الطبيب ؟
-نعم رأيته ، وهو مستعد لاجراء العملية ساعة تشائين بشرط ان تدفعي نصف المبلغ مقدماً .


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
2 - الأمواج تحترق - آن هامبسون ـ ع . ق (كتابة /كاملة )** أمل بيضون روايات عبير المكتوبة 328 22-12-23 01:47 AM
88 ـ البحّار الساخر - روبين دونالد - ع.ق( كتابة / كاملة ) mero_959 روايات عبير المكتوبة 164 30-11-23 07:09 PM
31 -دخان - ايسي سامرز - قلوب عبير القديمة - (كتابة/ كاملة **) Fairey Angel روايات عبير المكتوبة 192 28-10-23 05:08 PM


الساعة الآن 08:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.